بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٣٠
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

فأما التي في الحضر فتلاوة القرآن ، ولزوم المساجد ، والمشي مع الاخوان في الاحوائج ، والنعمة ترى على الخادم ، فانها مما يسر الصديق ويكتب العدو وأما التي في السفر فكثرة الزاد ، وطيبة ، وبذله لمن يكون معك ، وكتمانك على القوم بعد مفارقتك إياهم.

والذي بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بالحق نبيا إن الله عزوجل يرزق العبد على قدر المروة ، وإن المعونة على قدر المؤنة ، وإن الصبر لينزل على قدر شدة البلاء على المؤمن (١).

لى : عن ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أبي قتادة القمي ، عن عبدالله بن يحيى ، عن أبان الاحمر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الناس تذاكروا عنده الفتوة إلى آخر مامر (٢).

١٠ ـ مع (٣) لى : عن الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن الحسن ابن القاسم ، عن علي بن إبراهيم المعلى ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بكر ، عن موسى بن جعفر عليه‌السلام [ عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه عليهم‌السلام قال : بينا أمير المؤمنين عليه‌السلام ذات يوم جالس مع أصحابه يعبئهم للحرب إذ أتاه ] (٤) شيخ من الشام فسأله عن مسائل ثم قال عليه‌السلام له : يا شيخ إن الله عزوجل خلق خلقا ضيق الدنيا عليهم نظرا لهم ، فزهدهم فيها وفي حطامها ، فرغبوا في دار السلام الذي دعاهم إليه ، وصبروا على ضيق المعيشة ، وصبروا على المكروه ، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة ، وبذلوا أنفسهم

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٠٧ ورواه في معانى الاخبار ص ٢٥٨ إلى قوله : بفناء داره.

(٢) أمالى الصدوق ص ٣٢٩.

(٣) معانى الاخبار ص ١٩٩ ، وفى الاصل رمز الخصال وهو سهو.

(٤) ما بين العلامتين أضفناه من المصدر وكتاب المواعظ من البحار.

٣٠١

ابتغاء رضوان الله ، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة ، فلقوا الله وهو عنهم راض ، وعلموا أن الموت سبيل من مضى ومن بقي ، وتزودوا لآخرتهم غير الذهب والفضة ، ولبسوا الخشن ، وصبروا على القوت ، وقدموا الفضل ، وأحبوا في الله ، و أبغضوا في الله عزوجل ، اولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة والسلام (١).

ما : عن الغضايري ، عن الصدوق مثله (١).

أقول : تمامه في كتاب المواعظ (٣).

١١ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي نجران رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من رقع جيبه ، وخصف نعله ، وحمل سلعته ، فقد أمن من الكبر (٤).

١٢ ـ غط : عن الفزاري ، عن محمد بن جعفر بن عبدالله ، عن محمد بن أحمد الانصاري قال : وجه قوم [ من المفوضة كام بن إبراهيم المدنى إلى أبي محمد عليه‌السلام قال كامل : فقلت في نفسي : أسأله : « لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي ، وقال بمقالتي » قال : فلما دخلت على سيدي أبي محمد عليه‌السلام نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه ، فقلت في نفسي : ولي الله وحجته يلبس الناعم من الثياب ويأمرنا نحن بمواساة الاخوان! وينهانا عن لبس مثله! فقال متبسما : يا كامل وحسر عن ذراعيه فاذا مسح أسود خشن على جلده ، فقال : هذا لله ، وهذا لكم الخبر (٥). ]

١٣ ـ سن : عن أبيه ، عن عبدالله بن مغيرة ، ومحمد بن سنان ، عن طلحة

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢٣٨.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٤٩ ومثله في كتاب الغايات.

(٣) راجع ج ٧٧ ص ٣٧٦ ـ ٢٧٩.

(٤) الخصال ج ١ ص ٥٤.

(٥) غيبة الشيخ الطوسى ص ١٥٩ ، وما بين العلامتين اضفناه بقرينة صدر الخبر.

٣٠٢

ابن زيد ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام أن عليا عليه‌السلام كان لا ينخل له الدقيق وكان علي يقول لا تزال هذه الامة بخير مالم يلبسوا لباس العجم ، ويطعموا أطعمة العجم ، فاذا فعلوا ذلك ضربهم الله بالذل (١).

١٤ ـ سن : عن نوح بن شعيب ، عن سليمان بن رشيد ، عن أبيه ، عن بشير قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : العيش في السعة في المنزل ، والفضل في الخادم.

وبشير هذا هو ابن جذام رجل صدق ذكر (٢).

١٥ ـ يج : روي عن محمد بن الوليد الكرماني قال : أتيت أبا جعفر ابن الرضا عليه‌السلام فقلت : جعلني الله فداك ، ما تقول في المسك؟ فقال : إن أبي أمر أن يعمل له مسك في بان ، فكتب إليه الفضل يخبره أن الناس يعيبون ذلك عليه ، فكتب يا فضل أما علمت أن يوسف كان يلبس ديباجا مزرورا بالذهب ، ويجلس على كراسي الذهب ، فلم ينقص من حكمته شيئا ، وكذلك سليمان ، ثم أمر أن يعمل له غالية بأربعة آلاف درهم (٣).

١٦ ـ ضا : نروي أن كبر الدار من السعادة ، وكثرة المحبين من السعادة ، وموافقة الزوجة كمال السرور.

ونروي تعاهد الرجل ضيعته من المروة ، وسمن الدابة من المروة ، والاحسان إلى الخادم من المروة يكبت العدو.

وأروي أن الله تبارك وتعالى يحب الجمال والتجمل ، ويبغض البؤس و التباؤس ، وأن الله عزوجل يبغض من الرجال القاذورة ، وأنه إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يرى أثر ذلك النعمة.

وروي جصص الدار ، واكسح الافنية ، ونظفها ، وأسرج السراج قبل مغيب

____________________

(١) المحاسن ص ٤٤٠.

(٢) المحاسن ص ٦١١.

(٣) لم نجده في مختار الخرائج والجرائح ، ومثله في الكافى ج ٦ ص ٥١٦.

٣٠٣

الشمس ، كل ذلك ينفي الفقر ، ويزيد في الرزق (١).

١٧ ـ شى : عن أبان بن تغلب قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : أترى الله أعطى من أعطى من كرامته عليه ، ومنع من منع من هوان به عليه؟ لا ، ولكن المال مال الله يضعه عند الرجل ودايع ، وجوز لهم أن يأكلوا قصدا ، ويلبسوا قصدا ، وينكحوا قصدا ، ويركبوا قصدا ، ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين ويلموا به شعثهم ، فمن فعل ذلك كان ما يأكل حلالا ، ويشرب حلالا ، ويركب وينكح حلالا ، ومن عدا ذلك كان عليه حراما.

ثم قال : « لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين » (٢) أترى الله ائتمن رجلا على مال ، له أن يشتري فرسا بعشرة آلاف درهم ، ويجزيه فرس بعشرين درهما؟ ويشتري جارية بألف دينار ويجزيه بعشرين دينارا؟ وقال : « لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين » (٣).

١٨ ـ شى : عن يوسف بن إبراهيم قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام و علي جبة خز وطيلسان خز ، فنظر إلى ، فقلت : جعلت فداك على جبة خز وطيلسان خز ، ما تقول فيه؟ فقال : وما بأس بالخز ، قلت : وسداه أبريسم؟ [ قال : لا بأس به ] (٤) وقد اصيب الحسين بن علي عليه‌السلام وعليه جبة خز.

ثم قال : إن عبدالله بن عباس لما بعثه أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى الخوارج لبس أفضل ثيابه ، وتطيب بأطيب طيبه ، وركب أفضل مراكبه ، فخرج إليه فواقفهم ، فقالوا : يا ابن عباس! بينا أنت خير الناس إذا أتيتنا في لباس من لباس الجبابرة ومراكبهم؟ فتلا عليهم هذه الآية « قل من حرم زينة الله التي أخرج

____________________

(١) فقه الرضا ص ٤٨.

(٢) الاعراف : ٣١ ، الانعام : ١٤١.

(٣) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٣.

(٤) ما بين العلامتين ساقط من الاصل.

٣٠٤

لعباده والطيبات من الرزق » (١).

البس وتجمل فان الله جميل يحب الجمال ، وليكن من حلال (٢).

١٩ ـ شى : عن العباس بن هلال الشامي (٣) عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : قلت : جعلت فداك ما أعجب إلى الناس من يأكل الجشب ، ويلبس الخشن ويتخشع؟ قال : أما علمت أن يوسف بن يعقوب نبي ابن نبي ، كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب ، ويجلس في مجالس آل فرعون ، يحكم ، فلم يحتج الناس إلى لباسه ، وإنما احتاجوا إلى قسطه ، وإنما يحتاج من الامام إلى أن « إذا قال صدق ، وإذا وعد أنجز ، وإذا حكم عدل » إن الله لم يحرم طعاما ولا شرابا من حلال ، وإنما حرم الحرام قل أو كثر ، وقد قال : « قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق » (٤).

٢٠ ـ شى : عن أحمد بن محمد ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : كان علي بن الحسين عليه‌السلام يلبس الثوب بخمسمائة دينار ، والمطرف بخمسين دينارا ، يشتو فيه فاذا ذهب الشتاء باعه وتصدق بثمنه.

وفي خبر عمر بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين عليه‌السلام أنه كان يشتري الكساء الخز بخمسين دينارا ، فاذا صار الصيف تصدق به ، لا يرى بذلك بأسا ، ويقول : « قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق » (٥).

٢١ ـ شى : عن الحكم بن عيينة قال : رأيت أبا جعفر عليه‌السلام وعليه إزار أحمر ، فأحددت النظر إليه فقال : يا أبا محمد إن هذا ليس به بأس ، ثم تلا « قل من

____________________

(١) الاعراف : ٣٢.

(٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٥.

(٣) قال : قال أبوالحسن (ع) خ ل.

(٤) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٥.

(٥) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٦.

٣٠٥

حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق » (١).

٢٢ ـ شى : عن الوشا ، عن الرضا عليه‌السلام قال : كان علي بن الحسين عليهما‌السلام يلبس الجبة والمطرف من الخز والقلنسوة ، ويبيع المطرف ويتصدق بثمنه ويقول : « قل من حرم زينة الله » الآية (٢).

٢٣ ـ مكا : مختارة من كتاب اللباس : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن ابن عباس لما بعثه أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى الخوارج لبس أفضل ثيابه ، وتطيب بأطيب طيبه ، وركب أفضل مراكبه ، وخرج إليهم فواقفهم فقالوا : يا ابن عباس بينا أنت خير الناس إذا أتيتنا في لباس الجبابرة ومراكبهم؟ فتلا عليهم هذه الآية « قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق » فالبس وتجمل ، فان الله جميل يحب الجمال ، وليكن من حلال (٣).

عن إسحاق بن عمار قال : سألته عليه‌السلام عن الرجل الموسر المتجمل ، يتخذ الثياب الكثيرة٣: الجباب والطيالسة والقمص (٤) ولها عدة يصون بعضها ببعض ويتجمل بها ، أيكون مسرفاً؟ فقال عليه‌السلام: إن الله يقول : « لينفق ذو سعة من سعته » (٥).

عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن علي عليه‌السلام قال : الدهن يظهر الغنى

____________________

(١ ـ ٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٤.

(٣) مكارم الاخلاق ص ١١٠.

(٤) الجبات جمع جبة ثوب مقطوع الكم طويل يلبس فوق الثياب ، والطيالسة جمع الطيلسان كساء مدور أخضر لا أسفل له ، وسداه ـ وقيل لحمته ـ من صوف كان يلبسه الخواص من العلماء والمشايخ ، وهو من لباس العجم ، يجعلونه على أكتافهم ، والقمص جميع قميص.

(٥) الطلاق : ٧.

٣٠٦

والثياب تظهر الجمال ، وحسن الملكة يكبت الاعدا (١).

عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : وقف رجل على باب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يستأذن عليه ، قال : فخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فوجد في حجرته ركوة فيها ماء ، فوقف يسوي لحيته وينظر إليها.

فلما رجع داخلا قالت له عائشة : يا رسول الله! أنت سيد ولد آدم! ورسول رب العالمين ، وقفت على الركوة تسوي لحيتك ورأسك؟ قال : يا عائشة إن الله يحب ـ إذا خرج المؤمن إلى أخيه ـ أن يتهيأ له وأن يتجمل (٢).

عن أبى الحسن عليه‌السلام قال : تهيئة الرجل للمرءة مما يزيد في عفتها (٣).

عن سفيان الثوري قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أنت تروي أن علي بن أبى طالب كان يلبس الخشن ، وأنت تلبس القوهي والمروي ، قال : ويحك إن علي بن أبي طالب عليه‌السلام كان في زمان ضيق ، فاذا اتسع الزمان فأبرار الزمان أولى به (٤).

عن الحسن بن علي يعني الرضا عليه‌السلام قال : كان يوسف عليه‌السلام يلبس الديباج ويتزرر بالذهب ، ويجلس على السرير ، وإنما يذم إن كان يحتاج إلى قسطه.

وكان علي بن الحسين عليه‌السلام يلبس ثوبين في الصيف يشتريان له بخمسمائة ، ويلبس في الشتاء المطرف الخز (٥) ويباع في الصيف بخمسين دينارا

____________________

(١ ـ ٢) مكارم الاخلاق ص ١١٠.

(٣ ـ ٤) مكارم الاخلاق ص ١١١.

(٥) المطرف كمنبر ووالمطرف كمكرم : رداء من خز مربع ذو أعلام ، قال الفراء وأصله الضم لانه في المعنى مأخوذ من أطراف أى جعل في طرفيه العلمان ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروه.

٣٠٧

ويتصدق بثمنه (١).

عن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : بينا أنا في الطواف إذا رجل يجذب ثوبي ، فالتفت فاذا عباد البصري ، فقال : يا جعفر بن محمد! تلبس مثل هذا الثوب وأنت في الموضع الذي أنت فيه من على؟ قال : فقلت له : ويلك هذا الثوب قوهي (٢) اشتريته بدينار وكسر ، وكان علي عليه‌السلام في زمان يستقيم له ما لبس فيه ، ولو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا هذا ، لقال الناس : هذا مراء مثل عباد (٣).

عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : ليتزين أحدكم لاخيه إذا أتاه كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة (٤).

عن أبي خداش المهري (٥) قال : مر بنا بالبصرة مولى للرضا عليه‌السلام يقال له عبيد فقال دخل قوم من أهل خراسان على أبي الحسن عليه‌السلام فقال له : إن الناس قد أنكروا عليك هذا اللباس الذي تلبسه ، قال : فقال لهم : إن يوسف بن يعقوب كان نبيا ابن نبي ابن نبي ، وكان يلبس الديباج ، ويتزرر بالذهب ، ويجلس مجالس آل فرعون ، فلم يضعه ذلك ، وإنما يذم لو احتيج منه إلى قسطه ، وإنما على الامام أنه إذا حكم عدل وإذا وعد وفى ، وإذا حدث صدق ، وإنما حرم الله الحرام بعينه ما قل منه وما كثر ، وأحل الله الحلال بعينه ما قل منه وما كثر (٦).

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ١١١.

(٢) كان ثيابا بيضا يجلب من قوهستان كورة بناحية كرمان.

(٣) مكارم الاخلاق ص ١١١.

(٤) مكارم الاخلاق ص ١١٢.

(٥) منسوب إلى مهرة بن حيدان بطن من قضاعة كانوا يقيمون باليمن ، وقال الشيخ في رجاله : مهرة محلة بالبصرة.

(٦) مكارم الاخلاق ص ١١٢.

٣٠٨

عن محمد بن عيسى قال : أخبرني من أخبرعنه عليه‌السلام أنه قال : إن أهل الضعف من موالي يحبون أن أجلس على اللبود ، وألبس الخشن ، وليس يحتمل الزمان ذلك (١).

١٤ ـ مكا : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن علي بن الحسين خرج في ثياب حسان ، فرجع مسرعا يقول : يا جارية! ردي علي ثيابي فقد مشيت في ثيابي هذه ، فكأني لست علي بن الحسين ، وكان إذا مشى كأن الطير على رأسه ، لا يسبق يمينه شماله.

وعنه عليه‌السلام قال : إن الجسد إذا لبس الثوب اللين طغى (٢).

عن الحسن الصيقل قال : أخرج إلينا أبوعبدالله عليه‌السلام قميص أمير المؤمنين عليه‌السلام الذي اصيب فيه فشبرت أسفله اثني عشر شبرا ، وبدنه ثلاثة أشبار ، ويديه ثلاثة أشبار (٣).

عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن صاحبكم ليشتري القميصين السنبلانيين ، ثم يخير غلامه فيأخذ أيهما شاء ، ثم يلبس هو الآخر ، فاذا جاوز أصابعه قطعه ، وإذا جاوز كفيه حذفه (٤).

عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن عليا أمير المؤمنين عليه‌السلام اشترى بالعراق قميصا سنبلانيا غليظا بأربعة دارهم فقطع كميه إلى حيث يبلغ أصابعه مشمرا إلى نصف ساقه ، فلما لبسه حمد الله وأثنى عليه.

وقال : ألا اريكم؟ قلت : بلى ، فدعا به ، فاذا كمه ثلاثة أشبار ، وبدنه ثلاثة أشبار ، وطوله ستة أشبار (٥).

من كتاب زهد أمير المؤمنين عليه‌السلام عن الاصبغ بن نباتة قال : خرجنا مع

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ١١٢.

(٢ ـ ٣) مكارم الاخلاق ص ١٢٧.

(٤ ـ ٥) مكارم الاخلاق ص ١٢٨.

٣٠٩

علي عليه‌السلام حتى أتينا التمارين فقال : لا تنصبوا قوصوة على قوصوة (١) ثم مضى حتى أتينا إلى اللحامين فقال : لا تنفخوا في اللحم ، ثم مضى حتى أتى إلى سوق السمك فقال : لا تبيعوا الجري ولا المارماهي ولا الطافي ، ثم مضى حتى أتى البزازين فساوم رجلا بثوبين ومعه قنبر ، فقال : بعني ثوبين ، فقال الرجل : ماعندي يا أمير المؤمنين.

فانصرف حتى أتى غلاما فقال : بعني ثوبين فما كسه الغلام ، حتى اتفقا على سبعة دراهم ، ثوب بأربعة دراهم ، وثوب بثلاثة دراهم ، فقال لغلامه قنبر : اختر أحد الثوبين ، فاختار الذي بأربعة ولبس هو الذي بثلاثة دراهم ، وقال : الحمد لله الذي كسانى ما اواري به عورتي ، وأتجمل به في خلقه ، ثم أتى المسجد الاكبر فكوم كومة من حصباء ، فاستلقى عليها ، فجاء أبوالغلام فقال : إن ابني لم يعرفك ، وهذا درهمان ربحهما عليك ، فخذهما ، فقال علي عليه‌السلام : ما كنت لافعل : ما كسته وما كسني ، واتفقنا على رضى (٢).

عن أبي مسعدة قال : رأيت عليا عليه‌السلام خرج من القصر ، فدنوت منه فسلمت عليه فوقع يده على يدي ، ثم مشى حتى أتى دار فرات ، فاشترى منه قميصا سنبلانيا بثلاثة دراهم أو أربعة دراهم ، فلبسه وكان كمه كفاف يده (٣).

عن وشيكة ، قال : رأيت عليا عليه‌السلام يتزر فوق سرته ، ويرفع إزاره إلى أنصاف ساقيه ، وبيده درة يدور في السوق ، يقول : اتقوا الله وأوفوا الكيل كأنه معلم صبيان (٤).

عن مجمع قال : إن عليا أخرج سيفه فقال : من يرتهن سيفي هذا ، أما لو كان لي قميص ما رهنته ، فرهنه بثلاثة دراهم ، فاشترى قميصا سنبلانيا (٥) كمه

____________________

(١) القوصرة : وعاء من قصب يرفع فيه التمر ، من البوارى.

(٢ ـ ٤) مكارم الاخلاق ص ١٢٩.

(٥) السنبلانى وصف لمقدار القميص ، يقال قميس سنبلانى أى سابغ الطول ، ولعله منسوب إلى سنبلان من بلاد الروم كان المعهود فيه طول القمص.

٣١٠

إلى نصف ذراعيه وطوله إلى نصف ساقيه (١).

عن عبدالله بن أبي الهذيل قال : رأيت على علي عليه‌السلام قميصا زابيا (٢) إذا مد طرف كمه بلغ ظفره ، وإذا أرسله كان إلى ساعده (٣).

عن أبي الاشعث العبرى ، عن أبيه قال : رأيت عليا اغتسل في الفرات يوم الجمعة ، ثم ابتاع قميص كرابيس بثلاثة دراهم ، فصلى بالناس فيه الجمعة ، وما خيط جربانه (٤).

عن سالم بن مكرم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن عليا كان عندكم فأتى بني ديوار (٥) فاشترى ثلاثة أثواب بدينار : القميص إلى فوق الكعب ، والازار إلى نصف الساق ، والرداء من قدامه إلى ثدييه ، ومن خلفه إلى إليتيه ، فلبسها ثم رفع يده إلى السماء فلم يزل يحمد الله على ما كساه حتى دخل منزله.

ثم قال : هذا اللباس الذي ينبغي أن تلبسوه ، ولكن لا نقدر أن نلبس هذا اليوم

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ١٢٩.

(٢) الزاب : كورة بالموصل وبلد بالاندلس والزابى منسوب اليه ، والزاب اسم مواضع اخر كثيرة.

(٣) المصدر ص ١٢٩.

(٤) مكارم الاخلاق ص ١٣٠ والجربان معرب كريبان.

(٥) كذا في الاصل ، وهكذا المصدر ، وفيه « فأتى به دينار » خ ل ورواه الكلينى في الكافى ج ٦ ص ٤٥٦ ، وهكذا نقله في الوسائل تحت الرقم ٥٨٤٥ في أحكام الملابس وفيه « بنى ديوان » ونقل عن الوافى « فاتى ببرد نوار » وقال في بيانه : النوار النيلج الذى يصبغ به ، وكلها تصحيف ، وقول الوافى. « برد نوار » لا معنى له ، فانه أن أتى عليه‌السلام بالبرد ، فكيف اشترى القميص والبرد ثوب غير مخيط ، والقميص مخيط ، و المجال لا يسعنى أن أتحرره.

٣١١

لو فعلنا ، لقالوا مجنون ، أو لقالوا مراء ، فاذا قام قائمنا كان هذا اللباس (١).

عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إذا هبطتم وادي مكة فالبسوا خلقان ثيابكم أو سمل ثيابكم أو خشن ثيابكم ، فانه لن يهبط وادي مكة أحد ليس في قلبه شئ من الكبر إلا غفر الله له ، فقال عبدالله بن أبي يعفور : ماحد الكبر؟ قال : الرجل ينظر إلى نفسه إذا لبس الثوب الحسن يشتهي أن يرى عليه ، ثم قال : « بل الانسان على نفسه بصيرة (٢).

عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله قال : كان لابي ثوبان خشنان يصلي فيهما صلاته ، فاذا أراد أن يسأل الله حاجة لبسهما وسأل حاجته (٣).

في ترقيع الثياب :

عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : خطب علي الناس وعليه إزار كرباس غليظ ، مرقوع بصوف ، فقيل له في ذلك ، فقال : يخشع القلب ، و يقتدي به المؤمن (٤).

عن عبدالله بن عباس : لما رجع من البصرة ، وحمل المال ودخل الكوفة وجد أمير المؤمنين عليه‌السلام قائما في السوق وهو ينادي بنفسه : معاشر الناس من أصبناه بعد يومنا يبيع الجرى والطافي والمارماهي علوناه بدرتنا هذه ، وكان يقال لدرته السبتية.

قال ابن عباس : فسلمت عليه فرد على السلام ، ثم قال : يا ابن عباس! ما فعل المال؟ فقلت : ها هو يا أمير المؤمنين ، وحملته إليه ، فقر بني ورحب بي ثم أتاه مناد ومعه سيفه ينادي عليه بسبعة دراهم ، فقال : لو كان لي في بيت مال المسلمين ثمن سواك أراك ما بعته ، فباعه واشترى قميصا بأربعة دراهم له ، وتصدق

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ١٣٠.

(٢) القيامة : ١٤.

(٣ ـ ٤) مكارم الاخلاق ص ١٣١.

٣١٢

بدرهمين ، وأضافني بدرهم ثلاثة أيام (١).

عن زيد بن شريك قال : أخرج علي عليه ذات يوم سيفه فقال : من يبتاع مني سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته (٢).

عن الفضل بن كثير قال : رأيت على أبي عبدالله عليه‌السلام ثوبا خلقا مرقوعا فنظرت إليه فقال لي : مالك؟ انظر في ذلك الكتاب ـ وثم كتاب ـ فنظرت فيه فاذا فيه : لا جديد لمن لا خلق له (٣).

وفي رواية : رئي على علي عليه‌السلام إزار خلق مرقوع ، فقيل له في ذلك ، فقال : يخشع له القلب ، وتذل به النفس ، ويقتدي به المؤمنون (٤).

في الاقتصاد في اللباس :

عن معاوية بن وهب قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : الرجل يكون قد غني دهره ، وله مال وهيئة في لباسه ونخوة ، ثم يذهب ماله ويتغير حاله ، فيكره أن يشمت به عدوه ، فيتكلف ما يتهيأ به ، قال : « لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله (٥) » على قدر حاله (٦).

في لباس الشهرة (٧).

١٥ ـ مكا : عن أبي عبدالله عليه قال : كفى بالرجل خزيا أن يلبس ثوبا مشهرا ويركب دابة مشهرة (٨).

____________________

(١ ـ ٣) مكارم الاخلاق ص ١٣١.

(٤) مكارم الاخلاق ص ١٣٢.

(٥) الطلاق : ٧.

(٦) مكارم الاخلاق ص ١٣٢.

(٧) العنوان من كتاب المكارم للطبرسى كسوابقه.

(٨) مكارم الاخلاق ص ١٣٣.

٣١٣

عنه عليه‌السلام قال : إن الله يبغض شهرة اللباس (١)

دخل عباد بن كثير البصري على أبي عبدالله عليه‌السلام وعليه ثياب الشهرة : فقال : يا عباد ما هذه الثياب؟ قال : يا أبا عبدالله تعيب على هذا؟ قال : نعم ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذل يوم القيامة قال عباد : من حدثك بهذا؟ قال : يا عباد تتهمني؟ حدثني والله آبائي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام : قال : لم يكن شئ أبغض إليه من لبس الثوب المشهور ، وكان يأمر بالثوب الجديد فيغمس في الماء فيلبسه (٣).

عن محمد بن الحسين بن كثير قال : رأيت على أبي عبدالله عليه‌السلام جبة صوف بين قميصين غليظين ، فقلت له في ذلك ، فقال : رأيت أبي يلبسها ، وإنا إذا أردنا أن نصلي لبسنا أخشن ثيابنا (٤).

عن معمر بن خلاد قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام يقول : والله لان صرت إلى هذا الامر لاكلن الجشب بعد الطيب ، ولالبسن الخشن بعد اللين ، ولاتعبن بعد الدعة ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته لابي ذر : يا أبا ذر إني ألبس الغليظ ، وأجلس على الارض ، وألعق أصابعي ، وأركب الحمار بغير سرج ، و أردف خلفي ، فمن رغب عن سنتي فليس مني!

يا أبا ذر البس الخشن من اللباس ، والصفيق من الثياب ، لئلا يجد الفخر فيك مسلكا (٥).

من كتاب زهد أمير المؤمنين عليه‌السلام عن عقبة بن علقمة قال : دخلت على أمير ـ المؤمنين عليه‌السلام فاذا بين يديه لبن حامض قد آذاني حموضته ، وكسر يابسة ، قلت : يا أمير المؤمنين أتأكل مثل هذا؟ فقال لي. يا أبا الجنود ، إني أدركت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ١٣٣.

(٢ و ٣) مكارم الاخلاق ص ١٣٤.

(٤ ـ ٥) مكارم الاخلاق ص ١٣٢.

٣١٤

يأكل أيبس من هذا ، ويلبس أخشن من هذا ، فان لم آخذ بما أخذ به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خفت أن لا ألحق به (١).

٢٦ ـ كش : عن حمدويه بن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن علي بن أسباط قال : قال سفيان بن عيينة لابي عبدالله عليه‌السلام إنه يروى أن علي بن أبي طالب عليه‌السلام كان يلبس الخشن من الثياب ، وأنت تلبس القوهي المروي (٢)؟ قال : ويحك! إن عليا عليه‌السلام كان في زمان ضيق ، فاذا اتسع الزمان فأبرار الزمان أولى به (٣).

٢٧ ـ كش : عن محمد بن مسعود ، عن الحسين بن إشكيب ، عن الحسن بن الحسين المروزي ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن أحمد بن عمر قال : سمعت بعض أصحاب أبي عبداله عليه‌السلام يحدث أن سفيان الثوري دخل على أبي عبدالله عليه‌السلام وعليه ثياب جياد ، فقال : يا أبا عبدالله إن آباءك لم يكونوا يلبسون مثل هذا الثياب! فقال له : إن آبائي كانوا يلبسون ذاك في زمان مقفر ، وهذا زمان قد أرخت الدنيا عزاليها (٤) فأحق أهلها بها أبرارها (٥).

٢٨ ـ كش : عن محمد بن مسعود ، عن عبدالله بن محمد الوشاء ، عن ابن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : بينا أنا في الطواف. إذا رجل يجذب ثوبي

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ١٨٢.

(٢) المروى ثياب منسوبة إلى مرو بلد بخراسان وقد تفتح الراء على زنة العربى وقيل بل الثياب منسوبة إلى بلد بالعراق على شط الفرات.

(٣) رجال الكشى ص ٣٣٦ تحت الرقم ص ٢٥٧.

(٤) عزالى وعزالى بكسر اللام وفتحها جمع عزلاء : مصب الماء من الرواية و نحوها لانها في أحد خصمى المزادة لا في وسطها ، وارخاؤها يوجب سيلان الماء منها بشدة وسرعة ، يقال : أرخت السماء عزاليها ، اذا كثرت الارزاق والنعم.

(٥) رجال الكشى ص ٣٣٦.

٣١٥

فالتفت فاذا عباد البصري ، قال : يا جعفر بن محمد! تلبس مثل هذا الثوب وأنت في الموضع الذي أنت فيه من علي؟ قال : قلت : ويلك! هذا ثوب قوهي اشتريته بدينار وكسر ، وكان علي عليه‌السلام في زمان يستقيم له ما لبس ، ولو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا هذا ، لقال الناس : هذا مراء ، مثل عباد ، قال نصر : عباد بترى (١).

٢٩ ـ كش : عن محمد بن مسعود ، عن الحسن بن الحسين ، عن علي بن يونس عن حسين بن المختار قال : دخل عباد بن بكر البصري ، على أبي عبدالله عليه‌السلام وعليه ثياب شهرة غلاظ ، فقال : يا عباد ما هذه الثياب؟ فقال : يا أبا عبدالله تعيب علي هذا؟ قال : نعم ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذل يوم القيامة.

قال عباد : من حدثك بهذا الحديث؟ قال : يا عباد تتهمني؟ حدثني آبائى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

نقل من خط الشهيد قدس سره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام (٣).

____________________

(١ ـ ٢) رجال الكشى ص ٣٣٥.

(٣) كذا في الاصل.

٣١٦

١١٠

* ( باب ) *

* ( كثرة الثياب ) *

١ ـ مكا : [ عن إسحاق بن عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : يكون للمؤمن عشرة أقمصة؟ قال : نعم ، قلت : وعشرين؟ قال : نعم ، وليس ذلك من السرف ، إنما السرف أن تجعل ثوب صونك ثوب بذلتك (١).

عن أبي إسحاق ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله ، قال : قلت : ويكون للمؤمن مائة ثوب؟ قال : نعم.

عن إسحاق بن عمار قال : قلت لابي إبراهيم الكاظم عليه‌السلام : الرجل يكون له عشرة أقمصة ، أيكون ذلك من السرف؟ فقال : لا ، ولكن ذلك أبقى لثيابه و لكن السرف أن تلبس ثوب صونك في المكان القذر ] (٢).

١١١

* ( باب نادر ) *

١ ـ خص (٣).

____________________

(١) ثياب الصون هى التى تصون العرض عن الابتذال بالتجمل ، وثياب البذلة التى تبتذلها في أوقات الخدمة والمهنة.

(٢) مكارم الاخلاق ص ١١٣.

(٣) كذا في الاصل.

٣١٧

١١٢

* ( باب ) *

* ( النهى عن التعرى بالليل والنهار ) *

١ ـ لى : [ في حديث المناهي قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن التعري بالليل والنهار (١).

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢٥٥ س ١٩.

٣١٨

١١٧

* ( باب ) *

* ( آداب لبس الثياب ونزعها وما يقال عندهما ) *

* ( وما يكره من الثياب ومدح التواضع ) *

* ( والنهى عن التبختر فيها (١) *

١ ـ ما : باسناده (٢) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه وقف على خياط بالكوفة فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم فلبسه ، فقال : الحمد لله الذي ستر عورتي ، وكساني الرياش ، ثم قال : هكذا كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إذا لبس قميصا (٣).

____________________

(١) عنوان الباب أضفناه من فهرست الكتاب

(٢) قال : أخبرنا ابن مخلد قال : أخبرنا ابن السماك قال : حدثنا أبوقلابة الرقاشى قال : حدثنا غارم بن الفضل أبوالنعمان قال : حدثنا مرجى أبويحيى صاحب السفط قال : وقد ذكرته لحماد بن زيد فعرفه عن معمر بن زياد أن أبا مطر حدثه قال : كنت بالكوفة فمر على رجل فقالوا هذا أمير المؤمنين على بن أبى طالب (ع) قال : فتبعته فوقف على خياط ، الحديث.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٩٨.

٣١٩

٢ ـ ما : باسناده (١) عن أبي عبدالله الحسين عليه‌السلام قال : أتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام أصحاب القميص ، فساوم شيخا منهم فقال : يا شيخ بعني قميصا بثلاثة دراهم ، فقال الشيخ : حبا وكرامة ، فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ، فلبسه ما بين الرسغين إلى الكعبين ، وأتى المسجد فصلى فيه ركعتين ، ثم قال : « الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس ، واؤدي فيه فريضتي وأستر به عورتي ».

فقال له رجل : يا أمير المؤمنين أعنك نروي هذا أو شئ سمعته من رسول الله (ص)؟ قال : بل شئ سمعته من رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ذلك عند الكسون (٢).

____________________

(١) أخبرنا أبوالفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال : أخبرنا أبوالقاسم اسماعيل بن على بن على الدعبلى قال : حدثنى أبى أبوالحسن على بن رزين عثمان بن عبدالرحمان بن عبدالله بن بديل بن ورقاء ، أخو دعبل بن على الخزاعى قال : حدثنا سيدى أبوالحسن على بن موسى الرضا عن الحسين بن على عليه‌السلام الحديث.

(٢) أمالى الصدوق ج ١ ص ٣٧٥.

٣٢٠