بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٣٠
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ظن أن عليها الرجعة ، فرفع إلى علي عليه‌السلام فدرء عنه الحد بالشبهة الخبر (١).

وقال علي عليه‌السلام في المكره : لاحد عليها ، وعليه مهر مثلها (٢).

وقال جعفر الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : لا يصلح الحكم ولا الحد ولا الجمعة إلا بامام (٣) ].

____________________

(١) نوادر الراوندى ص ٣٨.

(٢) نوادر الراوندى ص ٤٧.

(٣) نوادر الراوندى ص ٥٥ وما بين العلا متين أخرجناه من المصدر.

١٠١

٨٢

* ( باب ) *

* ( التعزير وحده والتأديب وحده ) *

١ ـ ع : عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن محمد بن يحيى ، عن حماد بن عثمان قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : التعزير؟ فقال : دون الحد ، قال : قلت : دون ثمانين؟ قال : فقال : لا ، ولكنه دون الاربعين فانها حد المملوك ، قال : قلت : وكم ذاك؟ قال : على قدر ما يراه الوالي من ذنب الرجل وقوة بدنه (١).

٢ ـ سن : عن بعض أصحابنا ، عن علي بن أسباط رفعه قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الادب عند الغضب (٢).

٣ ـ سن : عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من بلغ حدا في غير حد فهو من المعتدين (٣).

٤ ـ ضا : التعزير ما بين بضعة عشر سوطا إلى تسعة وثلاثين ، والتأديب ما بين ثلاثة إلى عشرة (٤).

٥ ـ ين : عن إسحاق بن عمار قال : سألت أبا إبراهيم عليه‌السلام عن التعزير قلت كم هو؟ قال : ما بين العشرة إلى العشرين (٥).

٦ ـ الهداية : [ وآكل الميتة والدم ولحم الخنزير يؤدب ، فان عاد

____________________

(١) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٢٥.

(٢) المحاسن : ٢٧٤.

(٣) المحاسن ص ٢٧٥.

(٤) فقه الرضا ص ٤٢.

(٥) كتاب النوادر : ٧٦.

١٠٢

يؤدب ، وليس عليه القتل ، وآكل الربا بعد البينة يؤدب ، فان عاد ادب ، فان عاد قتل ] (١).

٨٣

* ( باب ) *

* ( القذف والبذاء والفحش ) *

الايات : النور : « إن الذين جاءوا بالافك عصبة منكم ـ إلى قوله تعالى ـ اولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم (٢).

____________________

(١) الهداية : ١٥٠ وما بين العلامتين زيادة من المصدر.

(٢) النور ص ١١ ـ ٢٦.

أقول : عنون المؤلف العلامة قدس سره هذه الايات بتمامها في ج ٢٠ ص ٣٠٩ ـ ٣١٦ باب قصة الافك ثم فسر الايات اقتباسا من كلام الطبرسى في مجمع البيان ( ج ٧ ص ١٣٠ ) والبيضاوى في أنوار التنزيل ( ج ٢ ص ١٣٣ ـ ١٣٧ ) بأنها نزلت في افك المنافقين بعائشة وصفوان بن معطل السهمى.

ثم نقل عن تفسير القمى : ٤٥٣ أن العامة روت أنها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بنى المصطلق من خزاعة وأما الخاصة فانهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية ومارمتها به عائشة.

أقول : وزاد بعده وقال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال قال : حدثنى عبدالله بن بكير عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لما هلك ابراهيم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حزن عليه رسول الله (ص) حزنا شديدا فقالت عائشة : ما الذى يحزنك عليه؟ فما هو الا ابن جريج.

فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا (ع) وأمره بقتله ، فذهب على عليه‌السلام اليه ومعه السيف وكان جريج القبطى في حائط فضرب على (ع) باب البستان فأقبل اليه جريج ليفتح له الباب ، فلما رأى عليا عرف في وجهه الشر فأدبر راجعا ولم يفتح الباب.

فوثب على (ع) على الحائط ونزل إلى البستان وأتبعه وولى جريح مدبرا ، فلما



١٠٣

____________________

خشى أن يرهقه صعد في نخلة وصعد على عليه‌السلام في اثره ، فلما دنا منه رمى جريج بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته ، فاذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء.

فانصرف على عليه‌السلام إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله اذا بعثتنى في الامر اكون فيه كالمسمار المحمى ام أثبت؟ قال : لابل أثبت ، قال : والذى بعثك بالحق ماله ما للرجال وماله ما للنساء ، فقال : الحمد لله الذى صرف عنا السوء أهل البيت. وهكذا ذكر القصة في ص ٦٣٩ عند قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا » الاية في سورة الحجرات : ٤٩.

أما قوله : ان الخاصة روت أنها نزلت في افك عائشة بمارية القبطية ، فقد روى الصدوق في الخصال ج ٢ ص ١٢٠ ـ ١٢٦ مناشدة على عليه‌السلام برواية عامر بن واثلة وفى آخرها : قال : نشدتكم بالله هل علمتم أن عائشة قالت لرسول الله : ان ابراهيم ليس منك وأنه ابن فلان القبطى ، قال : يا على! اذهب فاقتله فقلت : يا رسول الله اذا بعثتنى اكون كالمسمار المحمى في الوبر أو أتثبت؟ قال : لا بل تثبت ، فذهب فلما نظر إلى استند إلى حائط فطرح نفسه فيه ، فطرحت نفسى على أثره ، فصعد على نخل وصعدت خلفه ، فلما رآنى قد صعدت رمى بازاره فاذا ليس له شئ مما يكون للرجال فجئت فأخبرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : الحمد لله الذى صرف عنا السوء أهل البيت؟ فقالوا : اللهم لا.

وهكذا ذكر القصة السيد المرتضى علم الهدى في الغرر والدرر ج ١ ص ٧٧ وقال : روى محمد بن الحنفية عن أبيه أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : كان قد كثر على مارية القبطية أم ابراهيم في ابن عم لها قبطى كان يزروها ويختلف اليها فقال لى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله « خذ هذا السيف وانطلق ، فان وجدته عندها فاقتله » قلت : يا رسول الله أكون في أمرك اذا أرسلتنى كالسكة المحماة أمضى لما أمرتنى؟ أم الشاهد يرى مالا يرى الغائب؟ فقال لى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله : « بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب » وذكر مثل ما مر.

١٠٤

____________________

وروى الصدوق في علل الشرايع باب نوادر العلل تحت الرقم ١٠ عن ماجيلويه عن عمه عن البرقى ، عن محمد بن سليمان ، عن دواد بن النعمان ، عن عبدالرحيم القصير قال : قال لى أبوجعفر (ع) : أما لو قد قام قائمنا (ع) لقد ردت اليه الحميراء حتى يجلدها الحد ، وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة عليها‌السلاممنها ، قلت : جعلت فداك و لم يجلدها الحد؟ قال : لفريتها على ام ابراهيم عليهما‌السلام. قلت : فكيف أخره الله للقائم؟ فقال : لان الله تبارك تعالى بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة وبعث القائم (ع) نقمة.

وأما أصل هذا الافك ـ الافك بمارية القبطية وابن عم لها يقال له مأبور ـ فهو مسلم عند العامة مشهور عندهم ، وممن صرح بذلك ابن حجر في الاصابة ترجمة مأبور الخصى وأبوعمر في الاستيعاب ترجمة مارية القبطية وابن الاثير في اسد الغابة ترجمة مارية ومأبور معا.

ذكر ابن الاثير ، عن محمد بن اسحاق أن المقوقس أهدى إلى رسول الله جوارى أربعا منهن مارية ام ابراهيم وأختها سيرين التى وهبها النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله لحسان بن ثابت فولدت له عبدالرحمن ، وأما مأبور فهو الخصى الذى أهداه المقوقس مع مارية ، وهو الذى اتهم بمارية فأمر النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا أن يقتله ، فقال على : يا رسول الله أكون كالسكة المحماة أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب الحديث.

وذكر ابن حجر عن ابن سعد أن مارية كانت بيضاء جميلة فأنزلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في العالية : مشربة أم ابراهيم وكان يختلف اليها هناك وكان يطؤها بملك اليمين وضرب عليها معذلك الحجاب فحملت منه ووضعت هناك في ذى الحجة سنة ثمان ، ومن طريق عمرة عن عائشة قالت : ما عزت على امرءة الا دون ما عزت على مارية ، وذلك أنها كانت جميلة جعدة ، فأعجب بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت الحارثة بن النعمان فكانت جارتنا ، فكان عامة الليل والنهار عندها حتى تعنى أو عناها ، فجزعت فحولها إلى العالية ، وكان يختلف اليها هناك ، فكان ذلك أشد علينا ، الخبر.

فالظاهر أن الرجل كان اسمه كان اسمه جريجا والمأبور وصف له غلب عليه ومعناه الخصى

١٠٥

____________________

الذى أصلح ابرته وهى كناية عن عضو الانسان عن التاج ، أو هو بمعنى المتهم ، يقال « فلان ليس بمأبور في دينه » أى بمتهم ، قال الفيروز آبادى. وقول على عليه‌السلام : « ولست بمأبور في دينى » أى بمتهم في دينى فيتألفنى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله بتزويجى فاطمة.

فالمسلم من روايات الفريقين أن الرجل كان متهما بذلك لاختلافه عند مارية وكونه نديما لها نسيبا منها ، وكان اتهامه شايعا عند المنافقين والفساق : يتلقونه بألسنتهم من لدن أن حبلت مارية بابراهيم زعما منهم أن رسول الله قد عقم لعلة ولذلك لا يلدن نساؤه حتى صرح بذلك عائشة في وجه النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله تسلية له بوفاة ابراهيم ابنه! فغضب رسول الله وأمر عليا بما انتهى إلى براءة مارية ومأبور.

فآيات الافك المعنونة في صدر الباب تنطبق بلا ريب على افك مارية ومأبور أكمل انطباق ، مضافا إلى ان السورة نزلت في سنة تسع بشهادة آيات اللعان الواقعة في صدرها قبل آيات الافك ، كما عرفت سابقا ، وقد كان وفات ابراهيم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في سنة تسع أيضا.

وأما قوله « ان العامة روت أنها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بنى المصطلق من خزاعة » فقد رووا في ذلك عن عائشة ـ وهى قهرمانة القصة ـ روايات متعددة تعلو عليها آثار الاختلاق والاسطورة ملخصها :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ، فلما كانت غزوة بنى المصطلق أقرع بينهن فخرج سهمى فخرج بى ، فلما فرغ رسول الله من سفره وجه قافلا حتى اذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل ثم أذن بالرحيل فارتحل الناس وخرجت لبعض حاجتى وفى عنقى عقد لى فيه جزع ظفار ، فلما فرغت انسل من عنقى ولا ادرى ، فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقى فلم أجده وقد أخذ الناس في الرحيل ، فرجعت إلى مكانى فالتمسته حتى وجدته ، ثم جئت إلى الرحل وقد أقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بى فاحتملوا هو دجى وهم يحسبون أنى فيه ، وشدوه على البعير وانطلقوا.

١٠٦

____________________

فتلففت بجلبابى واضطجعت ونمت في مكانى اذ مر بى صفوان بن المعطل السلمى وقد كان تخلف عن العسكر ، فلما رآنى قرب البعير فقال : اركبى واستأخر عنى وانطلق سريعا يطلب الناس حتى أتينا الجيش وقد نزلوا موغرين في نحر الظهيرة ، فلما رأونى يقود بى صفوان قال أهل الافك ما قالوا ، وكان الذى تولى الافك عبدالله بن أبى بن سلول في رجال من الخزرج.

فلما علمت بذلك استأذنت رسول الله أن آتى أبوى ، فأذن لى فجئت وقلت لامى : يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ قالت يا بنية هونى عليك قلما كانت امرءة وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر ، الا أكثرن عليها ، فقلت : سبحان الله.

ولما تحدث الناس بهذا دعا رسول الله على بن أبيطالب وأسامة بن زيد فاستشارهما فأما أسامة فأثنى على خيرا وأما على فانه قال : ان النساء لكثير وانك لقادر على أن تستخلف ، سل الجارية فانها ستصدقك ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بريرة ليسألها ، فقام اليها على بن ابى طالب فضربها ضربا شديدا ، يقول : اصدقى رسول الله ، فقالت : والله ما أعلم الا خيرا الا أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتى الداجن فتأكله.

فاستعذر رسول الله يومئذ في خطبة قصيرة خطبها فقال : من يعذرنى من رجل بغلنى أذاه في أهل بيتى فقام سعد بن معاذ فقال : أنا أعذرك ان كان من الاوس ضربت عنقه ، وان كان من الخزرج أمرت ففعلنا أمرك ، فقام سعد بن عبادة سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد : كذبت لعمر والله ما تقتله ولا تقدر على قتله ، فتثاور الحيان : الاوس والخزرج ، فسكتهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ثم دخل رسول الله على وعندى ابواى ، فجلس وحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا عائشة! قد كان ما بلغك من قول الناس ، فاتقى الله وان كنت قد قارفت سوءا فتوبى إلى الله ، فقلت : والله لا أتوب والله يعلم انى لبريئة ، فما برح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى نزل عليه الوحى ببراءتى.

ثم ان حسانا هجا صفوان بن المعطل ، فاعترضه صفوان وضربه بذباب السيف

١٠٧

____________________

فلما جاء به إلى رسول الله استوهبه من حسان فوهبه له وأعطاه عوضا منها بئر حاء وسيرين أمة قبطية فولدت له عبدالرحمن بن حسان ، ولقد سئل عن ابن المعطل فوجدوه رجلا حصورا ما يأتى النساء ، وفى لفظ أنه لما بلغه خبر الافك قال : سبحان الله والله ما كشفت كنف أنثى قط ، فقتل بعد ذلك شهيدا في سبيل الله.

هذا ملخص القصة ، وقد كان الغالب عليها طنطنة القصاصين ، فأعرضنا عن ذكرها بتفصيلها ، لان العارف بسبك الاثار المختلقة قليل ، وانما ذكرنا منها ما يمكننا النقد عليها ويصح تمسك العموم بها ، فنقول :

١ ـ راوية هذا الافك نفس عائشة ، وقد تفرد بنقله ، ولم يرد في سرد غزوة المريسيع ذكر من ذلك ، وكل من ذكر القصة أفرد لها فصلا عليحدة بعد ذكره غزوة المريسيع برواية عائشة.

٢ ـ ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن ليخرج معه نساءه في الغزوات ، ولم يرد ذكر من ذلك في غزوة من غزواته حتى في غزوة بنى المصطلق الا من عائشة في حديثه هذا.

٣ ـ غزا رسول الله بنى المصطلق مغيرا يسرع السير اليهم فهجم عليهم ، لما بلغه أنهم يجمعون له ، فلم يكن يناسب له مع هذا أن يخرج معه عائشة ولا غيرها.

٤ ـ كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نزل بالجيش فبات به بعض الليل ثم ارتحل بالليل ، ولم تكن عائشة تحتاج بالليل أن تبعد عن الجيش لقضاء حاجتها ، فكيف لم تسمع همهمة الركبان وقعقعة السلاح وصهيل الافراس حين قفلوا وأبعدوا ، وكيف لم تعد حتى تدرك القافلة ، وكيف غلبتها عينها فنامت والحال هذه.

٥ ـ هل كانت عائشة في هذه الغزوة وحدها ، لم تكن معه امرءة أخرى من خادم و غيره؟ كيف يكون ذلك؟ ولو كان معها غيرها كيف لم يخبر الرحالين أن عائشة راحت لتفقد عقدها ، والهودج خالية عنها.

٦ ـ أشار على على رسول الله أن يسئل الجارية ـ وهي بريرة مولاة عائشة ـ فان كانت هى عندها في سفرتها هذه فكيف لم تخبر الناس أن الهودج خالية ، واذا لم نكن عندها

١٠٨

__________________

فكيف أشار على ليسألها رسول الله ، ثم ضربها ضربا شديدا ليصدق ولم سألها رسول الله عن ذلك وهى لم تكن في السفرة.

٧ ـ تكلمت عائشة مع امها ام رومان ، وقد رووا أنها توفيت سنة أربع وقيل سنة خمس ، لكنهم قالوا بوفاتها آخر سنة ست تحكما ليتوافق مع خبر الافك ، وهو كما ترى.

٨ ـ سعد بن معاذ استشهد بعد غزوة بنى قريظة سنة خمس فكيف تثاور مع سعد بن عبادة بعد غزوة بنى المصطلق في سنة ست؟ حكموا بأن الغزوة كانت قبل الخندق ليتوافق مع خبر الافك وهو تحكم.

٩ ـ سيرين أخت مارية القبطية أهديت إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله في سنة سبع وقيل سنة ثمان ، فوهبها النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله لحسان ـ ترى نص ذلك في كتب التراجم : ترجمة صفوان ، وسيرين ومارية وعبدالرحمن بن حسان فكيف تقول عائشة : وهبها رسول الله لحسان في هذه القصة وهى حينئذ بالاسكندرية عند مالكها المقوقس.

١٠ ـ زعمت أن صفوان كان حصورا ـ والحصور ان كان بمعنى حبس النفس عن الشهوات ، فهو وصف اختيارى ، لا ينفع تبرءة لها ، مع أنه لا يصح التعبير بأنهم وجدوه كذلك ، وان كان وصفا لخلقته ، فقد روى في حديث صححه ابن حجر عند ترجمة صفوان أنه جاءت امرءة صفوان بن المعطل إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت يا رسول الله ان زوجى صفوان يضربنى الحديث ، قال ابن حجر ، وقد أورد هذا الاشكال قديما البخارى ومال إلى تضعيف الحديث. فترى أنهم يضعفون الحديث الصحيح ليصح لهم حديث الافك ، ان هذا لشئ عجاب.

١١ ـ لقد صح ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعدما قال عبدالله بن أبى ما قال ، رحل من المريسيع ولم ينزل بهم الا في اليوم الثانى حين آذتهم الشمس ، فوقعوا نياما ، وانما فعل ذلك ليشغل الناس عن الحديث الذى كان بالامس ، ثم راح بعد يقظتهم حتى سلك الحجاز ونزل بقعاء ثم رحل مسرعا حتى قدم المدينة ، فلم ينزل ليلا أو بعض ليل حتى يصح قولها في رواحها

١٠٩

١ ـ ل : عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إياكم والفحش فان الله عزوجل لا يحب الفاحش المتفحش (١).

٢ ـ ل : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري قال : روي عن ابن أبي عثمان ، عن موسى المروزي ، عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربع يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب ، كما ينبت الماء الشجر : استماع اللهو ، والبذاء ، وإتيان باب السلطان ، وطلب الصيد (٢).

____________________

لقضاء الحاجة.

١٢ ـ كيف تصدى القرآن العزيز ردا على ابن أبى في قوله : « ليخرجن الاعز منها الاذل ، فأنزل سورة المنافقون وذكر فيها مقاله وخبث ولم يذكر قصة الافك وظرفها سورة المنافقون ، ثم ذكرها في سورة النور ، وقد نزل في سنة تسع بعد ثلاث سنين.

١٣ ـ تقول آية الافك « والذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات » فوصفها أولا بالغفلة عن هذا الافك ، وهو يناسب مارية القبطية حيث كانت خارجة عن المدينة نازلة في مشربتها لا يختلف عندها الا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونسيبها المأبور ، واما عائشة فقد كانت قهرمانة الافك وحيث بقيت مع صفوان وحدها ، ولم يدركا الجيش الا في نحر الظهيرة فلتذهب نفسها كل مذهب ، وكيف كانت غافلة عن ذلك وهى تقول : « فارتعج العسكر ، لما رأوا أن طلع الرجل يقود بى ».

١٤ ـ وصفها آية الافك بالايمان ، والحال أن القرآن العزيز يعرض بعدم ايمان عائشة في قوله « عسى ربه ان طلقكن أن يبد له أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات » الاية وهكذا يؤذن بتظاهرها على النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله « ان تتوبا إلى الله فقد صفت قلوبكما وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير » ثم يعرض بخيانتها في قوله : « ضرب الله مثلا للذين كفروا امرءة نوح وامرءة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا فخانتاهما ، فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين ».

(١) الخصال ج ١ ص ٨٣ في حديث.

(٢) الخصال ج ١ ص ١٠٨.

١١٠

٣ ـ ل : عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن الله يبغض الفاحش البذي السائل الملحف (١).

٤ ـ ما : فيما أوصى به أمير المؤمنين عليه‌السلام عند وفاته : كن لله يا بني عاملا وعن الخناء زجورا (٢).

٥ ـ ما : عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله يحب الحيي المتغف ، ويبغض البذي السائل الملحف (٣).

٦ ـ ما : عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كان الفحش في شئ قط إلا شانه ، ولا كان الحياء في شئ قط إلا زانه (٤).

٧ ـ ع : في خطبة فاطمة صلوات الله عليها : فرض الله اجتناب قذف المحصنات [ حجبا عن اللعنة (٥).

٨ ـ ع (٦) ن : في علل محمد بن سنان ، عن الرضا عليه‌السلام : حرم الله قذف المحصنات ] (٧) لما فيه من إفساد الانساب ونفي الولد ، وإبطال المواريث ، وترك التربية وذهاب المعارف ، وما فيه من المساوي والعلل التي تؤدي إلى فساد

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٢٨ والاسناد هكذا : الخليل ، عن ابن صاعد ، عن حمزة ابن العباس ، عن يحيى بن نصر ، عن ورقاء بن عمر ، عن الاعمش عن أبى صالح ، عن أبى هريرة.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٧.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٧٣.

(٤) امالى الطوسى ج ١ ص ١٩٣ ، وترى مثله في مجالس المفيد : ١٠٧.

(٥) علل الشرايع ج ١ ص ٢٣٦.

(٦) علل الشرايع ج ٢ ص ١٦٥ ، وقد مر في الباب ٦٨ تحت الرقم ٨ أن قذف المحصنات من الكبائر ، لا الله عزوجل يقول : « لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم ».

(٧) ما بين العلامتين كان ساقطا من الاصل أضفناه من المصدرين بالقرينة.

١١١

الخلق (١).

٩ ـ شى : عن محمد الحلبي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : الديوث من الرجال ، والفاحش المتفحش ، والذي يسأل الناس وفي يده ظهر غنى (٢).

١٠ ـ شى : عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله حرم الجنة على كل فاحش بذئ قليل الحياء لا يبالي ما قال ، ولا ماقيل له ، فانك إن فتشته لم تجده إلا لغية (٣) أو شرك شيطان.

قيل : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي الناس شرك الشيطان؟ قال : أو ما تقرأ قول الله تعالى « وشاركهم في الاموال والاولاد » (٤).

١١ ـ ين : عن عثمان بن عيسى ، عن عمر بن اذينة ، عن سليم مثله ، و زاد في آخره : قيل أيكون من لا يبالي ما قال وما قيل له؟ فقال : نعم ، من تعرض للناس فقال فيهم ، وهو يعلم أنهم لا يتركونه ، فذلك الذي لا يبالي ما قال وما قيل له (٥).

١٢ ـ ين : عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن الحذاء ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الحياء من الايمان ، والايمان في الجنة والبذاء من الجفا و الجفا في النار (٦).

١٣ ـ ين : عن علي بن النعمان. عن ابن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله يحب الحيي الحليم الغني المتعفف

____________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٩٢.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ١٧٨ ، في آية آل عمران ص ٧٧.

(٣) أى زنية ، يقال : ولد فلان لغية : نقيض لرشدة ، وأصله غوى.

(٤) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٩٩.

(٥) كتاب الزهد للحسين بن سعيد الاهوازى مخطوط.

(٦) للحديث شرح مستوفى للمؤلف راجع ٧١ ص ٣٢٩.

١١٢

ألا وإن الله يبغض الفاحش البذئ السائل الملحف.

١٤ ـ ين : عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الصقيل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الحياء والعفاف والعي ـ عي اللسان لاعي القلب ـ من الايمان والفحش والبذاء والسلاطة من النفاق (١).

١٥ ـ الهداية : [ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اجتنبوا السبع الموبقات : الشرك بالله إلى أن قال : ـ وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ] (٢).

____________________

(١) صدر الخبر هكذا : عن الصقيل قال : كنت عند أبى عبدالله (ع) جالسا فبعث غلاما له أعجميا في حاجة إلى رجل فانطلق ثم رجع فجعل أبوعبدالله (ع) يستفهمه الجواب وجعل الغلام لا يفهمه مرارا.

قال : فلما رأيته لا يتعبر لسانه ولا يفهمه ، ظننت أن أبا عبدالله (ع) سيغضب عليه ، قال : وأحد أبوعبدالله (ع) النظر اليه ثم قال : أما والله لئن كنت عيى اللسان فما أنت بعيى القلب ، ثم قال : ان الحياء الحديث ، راجع كتاب الزهد أول باب من الكتاب « باب الصمت الا بخير وترك الرجل ما لا يعنيه » والحديث في آخر الباب ، وأخرجه المؤلف في ج ٧١ ص ٣٣٠ عند بيان الحديث.

(٢) كتاب الهداية ص ٧٧.

١١٣

٨٤

* ( باب ) *

* ( الدياثة والقيادة ) *

١ ـ ل : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن محمد بن السندي عن علي بن الحكم ، عن محمد بن فضيل ، عن شريس الوابشي ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الجنة ليوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام ، ولا يجدها عاق ولا ديوث قيل : يا رسول! وما الديوث؟ قال : الذي تزنى امرءته وهو يعلم (١)

٢ ـ ل : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته لعلي عليه‌السلام : يا علي كفر بالله العظيم من هذه الامة عشرة : القتات ، والساحر ، والديوث الخبر (٢).

٣ ـ ن : عن الوراق ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي جعفر الثاني ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما اسري بي رأيت امرأة يحرق وجهها ويداها ، وهي تأكل أمعاءها ، وإنها كانت قوادة الخبر (٣).

٤ ـ ثو : عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن عدة من أصحابنا عن ابن أسباط ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : حرمت الجنة على ثلاثة : النمام ، ومدمن الخمر ، والديوث وهو الفاجر (٤).

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٢٠.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٦١.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ١١ في حديث طويل.

(٤) ثواب الاعمال ص ٢٤١.

وقد تقدم في ج ٧٦ ص ٣٦٥ عن كتاب ثواب الاعمال أن من قاود بين رجل وامرءة حراما حرم الله عليه الجنة ومأواه جهنم وساءت مصيرا ، ولم يزل في سخط الله حتى

١١٤

٥ ـ سن : عن علي بن عبدالله وأظن محمد بن عبدالله ، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي خديجة ، عن سعد ، عن أبي جعفر عليه قيل له : بلغنا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعن الواصلة والموصولة ، قال : إنما لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الواصلة التي تزني في شبابها فلما أن كبرت كانت تقود النساء إلى الرجال ، فتلك الواصلة والموصولة (١).

٦ ـ سن : عن محمد بن علي وغيره عن ابن فضال ، عن محمد بن يحيى عن غياث ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال علي صلوات الله عليه : إن الله يغار للمؤمن فليغر ، من لا يغار فانه منكوس القلب (٢).

٧ ـ سن : في رواية غياث بن إبراهيم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال على عليه‌السلام : يا أهل العراق نبئت أن نساءكم يوافين الرجال في الطريق ، أما تستحيون؟ وقال : لعن الله من لا يغار (٣).

٨ ـ سن : عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب عن رجل عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كان إبراهيم عليه‌السلام غيورا ، وجدع الله أنف من لا يغار (٤).

٩ ـ سن: عن القاسم بن عروة ، عن عبدالحميد ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة : منهم الديوث الذي يفجر بامرءته (٥).

١٠ ـ سن : في رواية محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : عرض إبليس لنوح عليه‌السلام وهو قائم يصلي ، فحسده على حسن صلاته فقال :

____________________

يموت ، وفى ج ٧٦ الباب ٦٧ باب جواممع مناهى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ومتفرقاتها شطر كثير يتعلق بهذه الابواب فلا تغفل.

(١) المحاسن ص ١١٤.

(٢) المحاسن : ١١٥.

(٣ و ٤) المحاسن ص ١١٥.

(٥) المحاسن ص ١١٥.

١١٥

يا نوح إن الله عزوجل خلق جنة عدن ، وغرس أشجارها ، واتخذ قصورها ، وشق أنهازها ، ثم اطلع عليها فقال : « قد أفلح المؤمنون » ألا وعزتي لا يسكنها ديوث (١).

١١ ـ ضا : لعن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله المتغافل عن زوجته ، وهو الديوث ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اقتلوا الديوث.

١٢ ـ ضا : إن قامت البينة على قواد جلد خمسة وسبعين ، ونفي عن المصر الذي هو فيه.

وروي النفي هو الحبس سنة أو يتوب (٢).

١٣ ـ شى : عن محمد الحلبى قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : الديوث من الرجال ، والفاحش المتفحش والذي يسأل الناس وفي يده ظهر غنى (٣).

١٤ ـ نوادر الراوندى [ : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما خلق الله عزوجل جنة عدن خلق لبنها من ذهب يتلالا ومسك مدوف ، ثم أمرها فاهتزت ونطقت فقالت : أنت الله لا إله إلا أنت الحي القيوم ، فطوبى لمن قدر له دخولي.

قال الله تعالى : وعزتي وجلالى وارتفاع مكاني لا يدخلك مدمن خمر ، ولا مصر على ربا ، ولا قتات ، وهو النمام ، ولا ديوث وهو الذى لا يغار ويجتمع في بيته على الفجور الحديث ] (٤).

____________________

(١) المحاسن ص ١١٥.

(٢) فقه الرضا (ع) : ٤٢.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ١٧٨ وقد مر تحت الرقم ٩ في الباب السابق.

(٤) نوادر الراوندى ص ١٧ ، وما بين العلامتين كان محله بياضا أخرجناه من المصدر.

١١٦

٨٥

* ( باب ) *

* ( حد القذف والتأديب في الشتم وأحكامهما ) *

الايات : النور : والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء ـ إلى قوله تعالى ـ هم الكاذبون (١).

١ ـ فس : عن أبيه عن حماد عن حريز عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : القاذف يجلد ثمانين جلدة ، ولا تقبل لهم شهادة أبدا ، إلا بعد التوبة ، أو يكذب نفسه ، وإن شهد ثلاثة وأبى واحد يجلد الثلاثة ، ولا يقبل شهادتهم حتى يقول أربعة : رأينا مثل الميل في المكحلة ، ومن شهد على نفسه أنه زنى لم تقبل شهادته حتى يعيدها أربع مرات (٢).

٢ ـ ب : عن البزاز عن أبي البخترى عن جعفر عن أبيه عليهما‌السلام أن عليا عليه‌السلام اتي برجل وقع على جارية امرءته فحملت ، فقال الرجل : وهبتها لي فأنكرت المرءة فقال عليه‌السلام : لتأتيني بالشهود أو لارجمنك بالحجارة ، فلما رأت المرءة ذلك اعترفت فجلدها على الحد (٣).

٣ ـ ب بهذا الاسناد قال : كان علي لم يكن يحد بالتعريض حتى يأتي بالفرية المصرحة : « يازان » أو « يا ابن الزانية » أو « لست لابيك » (٤).

٤ ـ ب : عن البزاز عن أبي البخترى عن جعفر عن أبيه عن على عليهم‌السلام

____________________

(١) النور ٥ ـ ١٣.

(٢) تفسير القمى ص ٤٥١.

(٣) قرب الاسناد ص ٣٧ ، وقد مر الحديث في الباب ٧٨ تحت الرقم ٣ وفى الذيل ما يتعلق بالمقام.

(٤) قرب الاسناد ص ٣٧ و ٩٥.

١١٧

قال : حد الزاني أشد من حد القاذف ، وحد الشارب أشد من حد القاذف (١).

٥ ـ ب : بهذا الاسناد عن علي عليه‌السلام قال : ليس في كلام قصاص (٢).

٦ ـ ب : عن على عن أخيه عليه‌السلام قال : يجلد الزاني أشد الجلد ، وجلد المفتري بين الجلدين (٣).

٧ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : إذا سئلت المرءة من فجر بك؟ فقالت : فلان ، ضربت حدين ، حدا لفريتها على الرجل ، وحدا لما أقرت على نفسها (٤).

صح : عنه عليه‌السلام مثله (٥).

٨ ـ ع : عن أبيه عن الحميرى ، عن ابن هاشم ، عن صفوان ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام في رجل قال لامرءءته : مأاتيتني وأنت عذراء ، قال : ليس عليه شئ قد تذهب العذرة من غير جماع (٦).

٩ ـ ع : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام أنه سئل عن رجل وقع على جارية لامه فأولدها ، فقذف رجل ابنها فقال : يضرب القاذف الحد لانها مستكرهة (٧).

١٠ ـ ع : روي عن أبي جعفر عليه‌السلام في قذف محصنة حرة قال : يجلد ثمانين لانه إنما يجلد بحقها (٨).

١١ ـ ع : عن أبيه عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي الحسن الحذاء

____________________

(١ و ٢) قرب الاسناد ص ٨٩.

(٣) قرب الاسناد ص ١٤٩.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٣٩.

(٥) صحيفة الرضا (ع) ص ١٤.

(٦) علل الشرايع ج ٢ ص ١٨٧.

(٧) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٢١.

(٨) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٢٦.

١١٨

قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فسألني رجل فقال : يا أبا الحسن! ما فعل غريمك؟ قلت : ذاك ابن الفاعلة ، فنظر إلى أبوعبدالله عليه‌السلام نظرا شديدا ، فقلت : جعلت فداك إنه مجوسى ينكح امه واخته ، قال : أوليس ذلك في دينهم نكاحا (١).

١٢ ـ ع : عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن على بن مهزيار عن الحسن بن سعيد ، عن النضر عن القاسم بن سليمان عن أبي مريم الانصارى قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الغلام لم يحتلم ، يقذف الرجل هل يجلد؟ قال : لا ، وذلك لو أن رجلا قذف الغلام لم يجلد (٢).

١٣ ـ ع : بهذا الاسناد ، عن النضر ، عن ابن حميد ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الرجل يقذف الجارية الصغيرة ، فقال : لا يجلد إلا أن يكون قد أدركت أو قاربت (٣).

١٤ ـ ب : عن البزاز ، عن أبي البخترى ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام في رجل قال لرجل : يا شارب الخمر! يا آكل الخنزير! قال : لا حد عليه ، ولكن يضرب أسواطا (٤).

١٥ ـ ع : عن أبيه عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه على عن الحسن بن سعيد ، عن صفوان ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي بصير قال : سمعته يقول : من افترى على مملوك عزر لحرمة الاسلام (٥).

١٦ ـ ع : بهذا الاسناد عن على بن مهزيار عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن رجلا لقي رجلا على عهد أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال له : إني احتلمت بامك ، فرفع إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : إن هذا افترى على. فقال : وما قال لك؟ قال : زعم أنه احتلم بأمي ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : في العدل إن شئت أقمته لك في الشمس وجلدت ظله ، فان الحلم مثل الظل ، ولكنا

____________________

(١) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٢٦.

(٢ و ٣) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٢١.

(٤) قرب الاسناد ص ٩٣.

(٥) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٣٥.

١١٩

سنضربه إذ ذاك حتى لا يعود يؤذي المسلمين (١).

١٧ ـ سن : عن محمد بن على عن محمد بن أسلم عن الفضل بن إسماعيل الهاشمى عن أبيه قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام أو أبا الحسن عليه‌السلام عن امرأة زنت فأتت بولد وأقرت عند إمام المسلمين بأنها زانية ، وأن ولدها ذلك من الزنا ، وأن ذلك الولد نشأ حتى صار رجلا ، فافترى عليه رجل ، فكم يجلد من افترى عليه؟ قال : يجلد ، ولا يجلد ، قلت : كيف يجلد ولا يجلد؟ قال : من قال له : « يا ولد الزنا » لا يجلد إنما يعزر ، وهو دون الحد ، ومن قال « يا ابن الزانية » جلد الحد تاما.

قلت : وكيف صار هكذا؟ قال : لانه إذا قال « يا ولد الزنا » فقد صدق فيه إذا قال « يا ابن الزانية » جلد الحد تاما لفريته عليها بعد إظهار التوبة وإقامة الامام عليها الحد (٢).

١٨ ـ ضا : اعلم يرحمك الله إذا قذف مسلم مسلما فعلى القاذف ثمانون جلدة فاذا قذف ذمى مسلما جلد حدين : حد للقذف ، والحد الآخر بحرمة الاسلام وإذا زنى الذمي بمسلمة قتلا جميعا.

وروي إذا قذف رجل رجلا في دار الكفر وهو لا يعرفه ، فلا شئ عليه ، لانه لا يحل أن يحسن الظن فيها بأحد إلا من عرفت إيمانه ، وإذا قذف رجلا في دار الايمان وهو لا يعرفه فعليه الحد لانه لا ينبغي أن يظن بأحد فيها إلا خيرا.

وروي أن من ذكر السيد محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله أو واحدا من أهل بيته الطاهرين عليهم‌السلام بالسوء ، وبما لا يليق بهم ، والطعن فيهم صلوات الله عليهم ، وجب عليه القتل (٣).

فاذا قذف حر عبدا وكانت امه مسلمة فأتت إلى دار الهجرة ، وطالبت بحقها جلد ، وإن لم تطالب فلا شئ عليه.

____________________

(١) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٣١.

(٢) المحاسن ص ٣٠٦.

(٣) فقه الرضا ص ٣٨.

١٢٠