الذريّة الطاهرة

أبي بشر محمّد بن أحمد الرازي الدولابي

الذريّة الطاهرة

المؤلف:

أبي بشر محمّد بن أحمد الرازي الدولابي


المحقق: السيد محمّد جواد الحسيني الجلالي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٨٤

تزوج عثمان بن عفّان رقية بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ويزعمون انه قال : ـ ولد له من رقيّة غلام يسمى « عبد الله » ، وبه كان يكنى عثمان ـ أبا عبد الله ـ ، فذهب وهو صغير رضيع.

وماتت رقية وهي عند عثمان ، فلما ماتت زوّجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم كلثوم.

[٦٧ ] ـ حدثنا ابو الأشعث أحمد بن المقدام ، نا زهير بن العلاء ، نا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة ، قال : تزوج عثمان رقية ، فتوفيت عنده ، ولم تلد له ، ثم خلف على أمّ كلثوم فتوفيت عنده ولم تلد له.

[٦٨ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، نا ابو صالح ، حدثني الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، قال : تزوج عثمان « رقية » و « أم كلثوم » أحد هما بعد الاخرى ، تزوج « رقية » قبل « أم كلثوم ».

ولدت رقية من عثمان فمات ولدها ، ثم مرضت فماتت ، فانكحه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « أم كلثوم » فولدت لعثمان ، فلم يعش منها ولا من اختها ولد.

[٦٩ ] ـ حدثني علي ومحمد ابنا عمرو بن خالد ، قالا : نا أبونا عمرو بن خالد ، نا ابن لهيعة ، عن يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب قال : بلغني ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قسّم لعثمان بن عفّان يوم بدر ، وكان تخلّف على امرأته رقيّة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصابها الحصبة ، فجاء زيد بن حارثة بشيرا بوقعة بدر ، وعثمان على قبر رقيّة يدفنها.

[٧٠ ] ـ حدثنا محمد بن عوف الطائي وابو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد ، قالا : نا عبد الله بن ذكوان ، نا عرّاك بن خالد بن يزيد بن صبيح المرّي ، عن عثمان بن عطاء الخراساني ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ،

٨١

قال : لمّا عزّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بابنته رقية ـ امرأة عثمان بن عفّان ـ قال : الحمد لله ، دفن البنات من المكرمات.

[٧١ ] ـ حدثني ابو الحسن علي بن سعيد بن بشير ، نا الخليل بن عمرو ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن ابي عبد الرحيم ، عن زيد بن ابي انيسة ، عن محمد بن عبد الله ، عن المطلّب ، عن ابي هريرة ، قال : دخلت على رقيّة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ امرأة عثمان بن عفّان ـ وفي يدها مشط فقالت : خرج من عندي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آنفا ، رجّلت رأسه ، فقال : كيف تجدين ابا عبد الله؟.

قلت : كخير [ الرجال ] (١).

قال : اكرميه فانه أشبه اصحابي بي خلقا. (٢).

__________________

(١) كذا ظاهر النسخة وانظر تعليقنا على الحديث ٦٠

(٢) في هامش نسختنا ما يلي : قال الشيخ : قال المؤتمن : وهذا حديث فيه وهم لان ابا هريرة انما اسلم بعد موت رقية بسنتين.

اقول : قد تقدم مثله برقم ٦٠ وعلق عليه المؤتمن بمثل ما ذكر هنا وقد رواه الحاكم في المستدرك ج ٤ ص ٤٨ وقال فيه : انه حديث واهي المتن فان رقية ماتت سنة ثلاث من الهجرة عند فتح بدر وابو هريرة انما اسلم بعد فتح خيبر. ( المحقق ).

٨٢

[ أمّ كلثوم بنت رسول الله (ص) ]

أمّ كلثوم (رحمة الله عليها)

[٧٢] ـ حدثنا عبد الله بن محمد ابي اسامة الحلبي ، نا حجاج بن ابي منيع ، ناجدي ، عن محمد بن مسلم ـ ابن شهاب الزهري ـ ، قال : وأمّا « أم كلثوم » بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فتزوجها ـ أيضا ـ عثمان بن عفّان بعد اختها رقيّة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم توفيت عنده ، ولم تلد له شيئا.

[٧٣ ] ـ حدثنا أحمد بن المقدام ـ أبو الأشعث ـ ، نا زهير بن العلاء ، نا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة ، قال : ـ وتزوج (١) عتيبة بن عبد العزى ـ ابي لهب ـ ، أمّ كلثوم بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكانت رقية عند أخيه عتبة بن

__________________

(١) هذا الحديث لعله مقطّع من حديث طويل يرويه الدولابي عن أبي الأشعث عن زهير بن العلاء ، عن سعيد بن ابي عروبة عن قتادة في سيرة رسول الله (ص) واولاده (ع) ، وقد قطّعه ، وخص كل قطعة بما يلائمه من الموضوع من زواج خديجة ( ه ) وزواج الرسول (ص) (٣٩) ، وزواج رقية (٦٤) ، وزواج رقية بعثمان (٦٧) ، وسيأتي ما يرويه بهذا الاسناد عن زواج فاطمة (ع) بالرقم ٩٣ ـ أيضا ـ.

٨٣

عبد العزى ـ ابي لهب ـ ، فلما انزل الله : « تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ » (١) قال ابو لهب لابنيه عتبة وعتيبة : رأسي من رؤسكما حرام ان لم تطلّقا ابنتي محمّد.

فطلّق عتيبة « أم كلثوم » ، وجاء الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين فارق « أمّ كلثوم » ، فقال : كفرت بدينك ، وفارقت ابنتك ، لا تحبني ولا أحبّك.

ثم سطا عليه (٢) فشق قميص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو خارج نحو الشام تاجرا.

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما اني اسال الله ان يسلط عليك كلبه.

فخرج في تجرة من قريش حتى نزلوا مكانا من الشام ، يقال له : الزرقاء ـ ليلا ـ ، فأطاف بهم الأسد تلك الليلة ، فجعل عتيبة يقول : يا ويل أمّي ، هو [ و ] الله آكلي كما دعا محمّد عليّ ، أقاتلي ابن ابي كبشة وهو بمكة وانا بالشام؟!.

فعدا عليه الأسد من بين القوم واخذ برأسه فضغمه (٣) ضغمة فدغه (٤) (٥).

[٧٤ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب بن اسحاق ، قال : حدثت عن سلمة ، عن محمد

__________________

(١) الآيه الاولى من سورة اللهب رقم (١١١).

(٢) السطو : القهر والبطش يقال : سطا عليه وسطا به.

(٣) الضغم : العض الشديد وبه سمّي الاسد ضيغما ـ بزيادة الياء ـ.

(٤) الفدغ : الشرخ والشق اليسر.

(٥) ورد في هامش النسخة ما يلي : عن ابيه ، ان الاسد [ بعد ما ] طاف بهم تلك الليلة انصرف عنهم ، فقاموا وجعلوا عتيبة : في وسطهم ، فاقبل الاسد يتخطاهم حتى أخذ برأس عتيبة وانصرف ـ.

٨٤

بن اسحاق ، عن زياد (١) بن ابي زياد ، عن محمد بن كعب القرظي وعثمان بن عروة بن الزبير ، قالا : كانت زينب (٢) بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند عتبة بن ابى لهب فطلّقها ، فلما أراد الخروج الى الشام ، قال : لآتين محمدا فلأؤذينّه.

فأتاه فقال : يا محمد هو (٣) يكفر بالذي « دنى فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى ». (٤)

ثم قفل (٥) ، وردّ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابنته. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم سلط عليه كلبا من كلابك ، ـ وابو طالب حاضر ـ فوجم لها فقال : ما كان اغناك عن (٦) دعوة ابن أخي.

ثمّ خرج الى الشام ، فنزلوا منزلا ، فأشرف عليهم راهب من الدير ، فقال : ارض مسبع.

فقال ابو لهب : يا معشر قريش اعينوا بهذه الليلة ، فاني أخاف دعوة محمّد.

فجمعوا أحمالهم ففرشوا لعتبة في أعلاها ، وناموا حوله.

فجاء الأسد فجعل يتشمّم وجوههم ، ثم ثنى ذنبه ، فوثب ، فضربه (٧) ضربة واحدة فخدشه.

__________________

(١) في هامش نسختنا : في نسخة : زيد.

(٢) في هامش نسختنا : قال الشيخ : الصواب : رقيّة.

(٣) اي عتبة وقد عبّر عنه بضمير الغائب بدلا من ضمير المتكلّم اجلالا عن تلك المقالة.

(٤) اقتباس من قوله تعالى : « ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى ... ». ( سورة : النجم : ٥٣ / ٨ )

(٥) اي رجع ، يقال : قفل راجعا. اي عاد.

(٦) في هامش نسختنا ؛ في نسخة : من.

(٧) في هامش نسختنا : فضرب صح.

٨٥

فقال : قتلني ، ومات.

فقال حسان بن ثابت :

سائل بني الأشعر ان جئتهم (١)

ما كان انباء ابي الواسع (٢)

لا وسّع الله له قبره

بل طبّق الله على القاطع

رحم نبيّ جدّه جدّه

يدعوا الى نور له ساطع (٣)

اسبل بالحجر لتكذيبه (٤)

دون قريش نهزة (٥) القادع

فاستوجب الدعوة منه (٦) بما

يبين (٧) للناظر والسامع

ان سلّط الله بها (٨) كلبه

يمشي الهوينا (٩) مشية الخادع

حتى أتاه وسط أصحابه

وقد علتهم سنة الهاجع (١٠)

فالتقم الرأس بيافوخه (١١)

والنحر منه فغرة الجائع (١٢)

__________________

(١) في المناقب : اذ جئتهم.

(٢) في المناقب : بني واسع.

(٣) هذا البيت غير موجود في المناقب.

(٤) ورد هذا الشطر في المناقب هكذا : رمى رسول الله من بينهم.

(٥) في المناقب : رمية. والنهز : الدفع والقذف ، والقادع : المانع. ولعله سمي بذلك لمنعه صلة الرحم.

(٦) في المناقب : منهم ، ـ وهو خطأ ـ.

(٧) كذا ظاهر ما في النسخة ويحتمل كونه : بيّن.

(٨) في المناقب : به ، ـ وهو خطأ ـ. والضمير في ما اخترناه يعود الى الدعوة.

(٩) في ظاهر نسختنا : هوينا ، ـ وهو خطأ ـ والهوينها تصغير الهونى ، تأنيث الاهون ، والهون : الرفق واللين والتثبّت.

(١٠) السنّة ـ بالتخفيف ـ اوائل النوم.

(١١) اليافوخ هو ملتقى عظم مقدم الرأس ومؤخّره.

(١٢) يقال فغرفاه اي فتحه. فالشاعر يصوّر مشهد التقام الاسد رأس عتبة باسد جائع قد فتح فاه لابتلاع فريسته.

٨٦

والليث يعلوه بانيابه (١)

منعفرا (٢) وسط دم ناقع

لا يرفع الرحمن مصروعكم

ولا يهوّن قوّة الصادع (٣)

وكان فيه لكم (٤) عبرة

لسيد (٥) المتبوع والتابع

من يرجع العام الى اهله (٦)

فما أكيل الكلب (٧) بالراجع

من عاد فالليث له عائد

أعظم به من خبر شائع (٨) (٩)

[ ٧٥ (١٠) ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبّار ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال : حدثني عمرو بن عبيد ، عن الحسن : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لامرأة عثمان : اي بنيّة انه لا امرأة لرجل لم تأت ما يهوى ، وذمة (١١) في وجهه ، وان امرها ان تنقل من جبل اسود الى جبل أحمر أو جبل أحمر الى جبل أسود ، فاستصلحي زوجك.

[٧٦ ] ـ اخبرني محمد بن ابراهيم بن هاشم ، عن ابيه ، عن محمد بن عمر ، قال : في سنة تسع ماتت أم كلثوم بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شعبان.

__________________

(١) ورد هذا الشطر في كتاب المناقب هكذا : ثم علا بعد بأنيابه.

(٢) كذا ظاهر النسخة والصحيح معفرا وهو المترّب والمزمّل بالتراب.

(٣) هذا البيت غير موجود في المناقب. ، والصادع هو النبي (ص) الذي صدع بالحق والقرآن.

(٤) ورد هذا البيت في المناقب في آخر ابيات القصيدة وبالشكل الآتي :

قد كان هذا لكم عبرة

للسيد المتبوع والتابع

(٥) في المناقب : للسيد ، ـ وهو خطأ ـ.

(٦) في هامش نسختنا : في نسخة : رحله.

(٧) في هامش نسختنا : في نسخة : السبع ، وكذا المناقب ـ.

(٨) هذا البيت غير موجود في المناقب.

(٩) روى ابن شهرآشوب ما يقرب من هذا الحديث باسناده عن الامام الصادق (ع) وعن ابن عباس في كتابه ( المناقب ج ١ ص ٨٠ و ٨١ ).

(١٠) ورد هذا الحديث مكررا في نسختنا ، فاكتفينا بنقل احدهما لمطابقتهما متنا وسندا.

(١١) كذا ظاهرا ، وهو بمعنى التربة الشعثاء.

٨٧

[٧٧] ـ حدثني أبو أسامة بن زيد الليثي بن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة قال : صلّى عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجلس على حفرتها علي والفضل واسامة بن زيد.

وقال أنس بن مالك : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالسا على قبرها ، فرأيت عينيه تدمعان ، فقال : منكم أحد لم يقارف الليلة؟ فقال ابو طلحة : انا يا رسول. قال : انزل.

حدثنا بذلك فليح بن سليمان ، عن هلال بن أسامة ، قال : وحدثنا ابن عيينة ، عن عمر بن عبد الله العبسي ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن فاطمة الخزاعية ، عن اسماء بنت عميس ، قالت : انا غسلت أمّ كلثوم ، وصفية بنت عبد المطلب معنا (١) ، وجعلت عليها نعشا ، أمرت بجرائد رطبة فواريتها.

قال ابو عبد الله : وقد قال قائل من غسلها من نساء الانصار منهنّ أم عطيّة.

حدثني بذلك مالك ، عن ابي الرجال ، عن أمه ، عن عمرة بنت عبد الرحمن.

[٧٨ ] ـ حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري ، نا يعقوب بن ابراهيم بن سعيد ، نا ابي عن ابن اسحاق ، حدثني نوح بن حكيم الثقفي ـ وكان قارئا للقرآن ـ عن رجل من بني عروة بن مسعود يقال له : داود ، ولدته أم حبيبة بنت ابي سفيان ـ زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ ، عن ليلى بنت قانف الثقفية قالت : كنت فيمن غسل أمّ كلثوم بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. عند وفاتها ، فكان أول ما اعطانا رسول الله صلّى الله

__________________

(١) في هامش نسختنا : في نسخة : معا.

٨٨

عليه وآله وسلّم الحقا (١) ، ثم الدرع (٢) ، ثم الخمار (٣) ، ثم الملحفة (٤) ، ثم ادرجت بعد في الثوب الآخر.

قالت : ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالس على الباب معه كفنها يناولناه ثوبا ثوبا.

[٧٩ ] ـ حدثنا ابو خالد يزيد بن سنان ، نا حمّاد بن مسعدة ، عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين ، عن أمّ عطية ، قالت : توفيت احدى بنات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : فقال : اغسلنها ثلاثا او خمسا ، او سبعا او اكثر من ذلك ـ ان رأيتن ذلك ـ ، وأغسلنها بالسدر ، واجعلن في الآخرة شيئا من كافور ، فاذا فرغتنّ فآذنّني.

فلما فرغنا آذنّاه ، فطرح إلينا حقوة ـ او حقوا ـ ، فقال : اشعرنها (٥) ايّاه.

__________________

(١) الحقا : الازار ، والاصل في الحقو معقد الازار وانما سمي به الازار للمجاورة. وما يليه هي اسماء لقطع الاكفان التي يكفّن بها الميت اذا كانت انثى.

(٢) درع المرأة : قميصها.

(٣) الخمار : ما يغطى به راس المرأة.

(٤) الملحفة من كل شيء : ما يغطي الشيء وقد يراد به ـ هنا القميص الذي يلف فيه الميت فيستر بدنه.

(٥) الشعار ـ بالكسر ـ ما ولي الجسد من الثياب والمقصود هنا انه (ص) : امرهم بان يلبسنها الازار ويجعلنه شعارها.

٨٩
٩٠

[ فاطمة بنت رسول الله (ص) ]

فاطمة (رضوان الله عليها)

[٨٠] ـ حدثنا عبد الله بن محمد ـ أبو اسامة ـ ، نا حجاج بن ابي منيع ، نا جدي ، عن الزهري ، قال : ... واما (١) فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتزوجها علي بن ابي طالب ، فولدت له « الحسن » الاكبر ، و « الحسين » ـ وهو المقتول بالعراق بـ ( الطّفّ ) ـ و « زينب » و « أمّ كلثوم » ، فهؤلاء ما ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من علي بن ابي طالب.

فأمّا « زينب بنت علي » فتزوجها عبد الله بن جعفر فماتت عنده وقد ولدت له « علي بن جعفر » وأخا له ، يقال له : « عون ».

وأمّا « أم كلثوم » فتزوجها عمر بن الخطاب ، فولدت له « زيد بن

__________________

(١) ظاهر الحديث انه مقطّع فقد ورد ما يشعر باتصاله بهذا الحديث بنفس هذا السند برقم ٤٨ حول زينب ، وبرقم ٦٣ حول رقية وبرقم ٧٢ حول أمّ كلثوم ، ( رضي الله عنهن ).

٩١

عمر » ، ثم (١) خلف على أم كلثوم بعد عمر ، عون بن جعفر ، فلم تلد له شيئا حتى مات ، ثم خلف على أمّ كلثوم بعد عون بن جعفر ، محمد بن جعفر ، فولدت له جارية يقال لها : « نبتة » نعشت من مكة الى المدينة على سرير ، فلما قدمت المدينة توفيت ، ثم خلف على أمّ كلثوم بعد محمد بن جعفر ، عبد الله بن جعفر ، فلم تلد له شيئا حتى توفيت عنده (٢).

[٨١ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، قال : سمعت يونس بن بكير ، قال : سمعت ابن اسحاق ، يقول : ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي بن ابي طالب : « حسنا » و « حسينا » و « محسنا » ، فذهب « محسن » صغيرا وولدت : « أمّ كلثوم » و « زينب ».

فتزوج أمّ كلثوم بنت علي ، عمر بن الخطاب ، فولدت زيد بن عمر وامرأة معه ، فمات عمر عنها ، فتزوجها بعد عمر ، عون بن جعفر ، فهلك عنها عون ولم يصب منها ولدا ، وتزوجها محمد بن جعفر ، فمات محمد ، فتزوجها عبد الله بن جعفر ، ومات عنها ولم يصب منها ولدا.

[٨٢ ] ـ حدثني احمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، نا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث بن سعد ، قال : تزوج علي بن ابي طالب فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فولدت له : « حسنا » و « حسينا » و « زينب » و « أمّ كلثوم » و « رقية » ، فماتت « رقية » ولم تبلغ.

واما « زينب » فكانت عند عبد الله بن جعفر بن ابي طالب ، واما « أمّ كلثوم » فكانت عند عمر بن الخطاب ، فولدت له : زيد بن عمر ، فمات وهو غلام.

__________________

(١) من هنا الى آخر الحديث سيرويه الدولابي برقم ٢١٨.

(٢) في ما يتعلق بأم كلثوم من رواجها بعمر بن الخطاب وبعده بعون وبعده بمحمد وبعبد الله ـ ابناء جعفر بن ابي طالب ـ ، كلام طويل سنذكره عند ذكرها في تعليقاتنا على الاحاديث ٢٠٧ ـ ٢١٩.

٩٢

تزويج علي فاطمة (رضي‌الله‌عنهما)

[٨٣] ـ حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، نا اسماعيل بن أبان ، نا أبو مريم ، عن ابي اسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، قال : خطب ابو بكر وعمر (رض) الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأبى رسول الله عليهما.

فقال عمر : أنت لها يا علي.

فقال : مالي من شيء الا درعي أرهنها ، فزوّجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة.

فلما بلغ ذلك فاطمة ، بكت ، قال : فدخل عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : مالك تبكين يا فاطمة .. فو الله لقد انكحتك أكثرهم علما ، وأفضلهم حلما ، وأوّلهم سلما (١).

[٨٤ ] ـ أخبرني محمد بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن عمر ، قال : حدثني ابن سبرة ، عن اسحاق بن عبد الله بن ابي فروة ، عن جعفر بن محمد ، قال : تزوج علي فاطمة في صفر في السنة الثانية ، (٢) وبنى بها في

__________________

(١) روى هذا الحديث كل من المجلسى في البحار ج ٤٣ ، ص ١٣٦ ، والبحراني في العوالم ج ١١ ، ص ١٨٣ نقلا عن كشف الغمة الذي نقله بدوره عن الدولابي في هذا الكتاب ، وروى احمد بن حنبل قول النبيّ (ص) لفاطمة : اني زوجتك اقدمهم سلما واكثرهم علما وافضلهم حلما في كتاب المسند ج ٥ ص ٢٦ وفي الفضائل الحديث ١٣٤٦ ، واخرج معناه ابو نعيم في الحلية ج ٢ ص ٤٣ وابن عبد البر في الاستيعاب ج ٤ ص ٣٧٥ وابن عساكر كما في ذخائر العقبى ص ٤٣ عن طريق كثير النوّاء.

(٢) رواه المجلسي في بحار الانوار ج ٤٣ ص ١٣٦ عن الدولابي وروى معناه في ج ١٩ ص ١٩٢ عن المنتقى.

٩٣

ذي الحجة على رأس اثنتين وعشرين شهرا ـ يعني : من التاريخ ـ.

[٨٥ ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال : حدثني عبد الله بن ابي نجيح ، عن مجاهد ، عن علي بن ابي طالب ، قال : خطبت فاطمة الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالت لي مولاة لي : هل علمت ان فاطمة قد خطبت الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟.

قلت : لا.

قالت : فقد خطبت ، فما يمنعك ان تأتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيزوّجك؟.

فقلت : وعندي شيء أتزوج به؟.

فقالت : انك إن جئت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم زوّجك.

فو الله ما زالت ترجيني (١) حتى دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وكانت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جلالة وهيبة ـ فلما قعدت بين يديه أفحمت ، فو الله ما استطعت أن أتكلم.

فقال : ما جاء بك؟ ألك حاجة؟!. فسكتّ.

فقال : لعلّك جئت تخطب فاطمة؟ فقلت : نعم.

فقال : فهل (٢) عندك من شيء تستحلّها به؟ فقلت : لا.

فقال : ما فعلت الدرع الذي (٣) سلحتكها؟.

__________________

(١) كذا ورد في النسخة وهو بمعنى تحرضني وتبعث في نفسي الرجاء ، وقد ورد في العوالم بلفظ : تزجّيني على انه من الزجّ والدفع ، ـ وهو تصحيف ـ.

(٢) في هامش نسختنا : في نسخة : وهل.

(٣) في هامش نسختنا : في نسخة : اللتي.

٩٤

فقلت : عندي ، والذي نفسي بيده ، إنّها لحطميّة ، (١) ما ثمنها [ إلاّ ] (٢) أربعمائة درهم.

قال : قد زوجتكها ، فابعث بها [ إليها ].

فان كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. (٣)

[٨٦ ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس ، عن عباد بن منصور ، عن عطاء بن ابي رياح ، قال : لما خطب علي فاطمة ، أتاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : إنّ عليا قد ذكرك.

فسكتت ، فخرج فزوّجها. (٤)

[٨٧ ] ـ حدثني ابو جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي ، نا أبو غسان مالك بن اسماعيل النهدي ، نا عبد الرحمن بن حميد الرواسي ، حدثنا عبد الكريم بن سليط ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال نفر من الانصار لعلي بن ابي طالب : عليك (٥) فاطمة.

فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسلّم عليه.

فقال له : ما حاجة علي بن ابي طالب؟.

__________________

(١) الدرع الحطمية قيل : انها سميت بذلك لانها تحطم السيوف ، اي : تكسرها وقيل : هي العريضة الثقيلة ، وقيل : هي منسوبة الى بطن من عبد قيس يقال له : حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع فسميت بذلك نسبة إليهم ـ وهذا هو الاصح ـ.

(٢) ما بين المعقوفات مأخوذ من كشف الغمة.

(٣) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٣٤٨ عن مناقب الخوارزمي وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١١٨ و ١٣٦ ، والبحراني في العوالم ج ١١ ص ١٨٣.

(٤) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٣٩٥ ، وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٣٦ ، والبحراني في العوالم ج ١١ ص ١٦٥.

(٥) كذا ورد في هامش نسختنا ، ولكنه في المتن : عندك ، ـ وهو تحريف ـ وفي العوالم : اخطب فاطمة.

٩٥

قال : يا رسول الله ذكرت فاطمة بنت رسول الله.

فقال : مرحبا وأهلا. لم يزد عليها.

فخرج علي على اولئك الرهط من الانصار ـ وكانوا ينتظرونه ـ.

قالوا : ما ورائك؟. قال : ما أدري غير انه قال لي : مرحبا وأهلا.

قالوا : يكفيك من رسول الله أحدهما ، اعطاك الاهل واعطاك المرحب.

فلما كان بعد ما زوّجه قال : يا علي ، لا بدّ للعرس من وليمة.

فقال سعد : عندي كبش ، وجمع له رهط من الانصار آصعا (١) من ذرة.

فلمّا كان ليلة البناء ، قال : لا تحدثن شيئا حتى تلقاني ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بماء فتوضأ منه ، ثم أفرغه على علي وقال : اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك في شبليهما (٢).

[٨٨ ] ـ حدثنا ابو خالد يزيد بن سنان ، نا صالح بن حاتم ، حدثني ايوب السختياني ، عن ابي يزيد المديني ، عن أسماء بنت عميس قالت : كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلما اصبحنا جاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى الباب ، فقال : يا أمّ أيمن ادعي لي أخي.

قالت : هو أخوك وتنكحه ابنتك؟!. قال : نعم يا أم أيمن.

__________________

(١) الآصع ـ بالمد ـ جمع صاع.

(٢) ورد في هامش نسختنا ما يلي : في حاشية الاصل : ( قال ابن ناصر : صوابه نسليهما ). هذا وقد ورد قول ابن ناصر في كشف الغمة ضمن الحديث وقد رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٣٩٥ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٣٧ والبحراني في العوالم ج ١١ ص ١٦٥ ، وروى وليمة العرس احمد بن حنبل في مسنده ج ٥ ص ٣٥٩ ، وسيأتي حديث في ذلك برقم ٨٩.

٩٦

قال [ ت ] : وسمعن النساء صوت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتخبّأن. (١)

قالت : واختبأت أنا في ناحية ، فجاء علي ، فنضح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليه من الماء ودعا له ، ثم قال : ادعي لي فاطمة. فجاءت خرقة (٢) من الحياء ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اسكني (٣) ، فقد انكحتك أحبّ اهل بيتي إليّ ، ثم نضح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم [ عليها ] (٤) من الماء ، ودعا لها.

قالت : ثم رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرأى سوادا بين يديه ، فقال : من هذا؟. قلت : أنا.

قال : اسماء بنت عميس؟ قلت : نعم.

قال : جئت في زفاف فاطمة بنت رسول الله تكرمينه (٥)؟.

قلت : نعم.

قالت : فدعا لي. (٦)

__________________

(١) في كشف الغمة : فتنحين.

(٢) اي خجلة مدهوشة ، والخرق : التحيّر. وروي انها أتته تعثر في مرطها من الخجل ( النهاية ).

(٣) هذا هو الاصح ، ويحتمل ان تكون الكلمة : اسكتي.

(٤) ما بين المعقوفتين مأخوذ من العوالم

(٥) في العوالم : تكرمينها.

(٦) روى هذا الحديث الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٣٦٦ ، وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٣٧ والبحراني في العوالم ج ١١ ص ١٦٨ ، ورواه احمد بن حنبل في الفضائل الحديث ٩٥٨ و ١٣٤٢ وابن سعد في طبقاته ج ٨ ص ٢٤ ، والمحب الطبري في الذخائر ص ٥٨.

واسماء بنت عميس ، امها هند بنت عوف ، كانت تحت جعفر بن ابي طالب ، وهاجرت معه الى الحبشة ثم قتل عنها يوم مؤتة فتزوجها ابو بكر فمات عنها ثم تزوجها علي (ع) ، وولدت لجعفر عبد الله ومحمد وعونا ، وولدت لابي بكر محمدا ، وولدت لعلي يحيى.

اسلمت قبل دخول رسول الله (ص) دار الارقم بمكة ، وبايعت رسول الله (ص) ، توفيت نحو ٤٠ هجرية.

٩٧

[٨٩] ـ حدثني النضر بن سلمة المروزي ، نا محمد بن الحسن ، ويحيى بن المغيرة بن قزعة ، عن محمد بن موسى الفطري ، عن عون بن محمد ، عن أمه ، عن جدتها أسماء بنت عميس قالت : لقد جهزت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى جدّك علي بن ابي طالب وما كان حشو فرشهما ووسائدهما الا ليفا (١).

ولقد أولم علي لفاطمة ، فما كان وليمة ذلك الزمان أفضل من وليمته ، رهن على درعه عند يهودي بشطر شعير ، وكانت وليمته آصعا (٢) من شعير وتمر وحيس (٣) (٤).

__________________

( تهذيب الاسماء ج ١ ص ٣٣٠ ).

قال الاربلي تعليقا على هذه الرواية في كشف الغمة ج ١ ص ٣٦٦ : قد تظاهرت الروايات كما ترى ان اسماء بنت عميس حضرت زفاف فاطمة وفعلت .. واسماء كانت مهاجرة بارض الحبشة ... وساق الكلام. ومحصلة ان التي كانت في زفاف فاطمة (ع) انما هي اختها سلمى بنت عميس هذا وقد ورد في هامش نسختنا ـ بعد سطر لا يمكن قراءته ـ ما يلي. ـ ... الحبشة ، ولم تقدم المدينة ولا زوجها الا بسنة فتح خيبر ، وذلك في سنة سبع من الهجرة ، ولم تشهد زفاف فاطمة ٣ ، وكان زفافها في ذي الحجة من سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر ، وانما التي شهدت سلمى بنت عميس ـ اختها ـ وهي زوجة حمزة بن عبد المطلب ( انتهى ) والى هذا ذهب كل من البحراني في العوالم في ج ١١ ص ١٦٦ وابن حجر في المطالب العالية الا ان محمد بن يوسف الكنجي قال في كفاية الطالب : ان ذكر اسماء بنت عميس في هذا الحديث غير صحيح ، وان أسماء المذكورة في هذا الحديث انما هي : بنت يزيد بن السكن الانصاري.

(١) في نسختنا : ليف ، وصححناه على ما رواه البحراني في العوالم.

(٢) في نسختنا : آصع ، وصححناه على ما رواه البحراني في العوالم.

(٣) الحيس : خليط من السمن والتمر والاقط فقد ورد في البحار ج ٤٣ ص ١٣٢ في حديث وليمة زواج فاطمة (ع) : ان رسول الله (ص) أخذ دراهم ودفعها الى علي وقال له : اشتر سمنا وتمرا واقطا ، فاشترى علي (ع) ذلك واقبل بها الى رسول الله (ص) ، فحسر النبي (ص) عن ذراعيه ودعا بسفرة من أدم ، وجعل يشدخ التمر والسمن ويخلطهما بالأقط حتى اتخذه حيسا.

(٤) روى هذا الحديث البحراني في العوالم ج ١١ ص ١٦٧. وروى بعض فقراته بلفظ قريب منه احمد بن

٩٨

[٩٠] ـ حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، نا يحيى بن حسن بن القزاز ، نا عمرو بن ثابت ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن محمد بن الحنفية ، عن علي ، انه سمّى الحسن بعمّه حمزة ، وسمّى حسينا بعمّه جعفر ، قال : فدعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسمى الأكبر بحسن ـ بعد حمزة ـ ، وسمى الاصغر بحسين ـ بعد جعفر ـ. (١)

[٩١ ] ـ حدثنا محمد بن عوف الطائي ، نا ابو نعيم وعبيد الله بن موسى ، قالا : أخبرنا اسرائيل بن يونس ، ح ، وحدثنا ابراهيم بن مرزوق ، نا عثمان بن عمر بن فارس ، انا اسرائيل ، عن ابي اسحاق ، عن هاني بن هاني ، عن علي ، قال : لما ولد الحسن ، سميته : حربا ، فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : أروني ابني ، ما سميتموه؟

قلنا : حربا ، قال : بل هو حسن.

فلما ولد حسين ، سميته : حربا ، فجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : أروني ابني ما سميتوه؟. قلنا : حربا ، قال : بل هو حسين.

فلما ولد الثالث سميته : حربا ، فجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : اروني ابني ما سميتموه؟ قلنا : حربا. قال : بل هو محسن.

ثم قال : سميتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبر ، ـ واللفظ لمحمد بن عوف (٢)

__________________

حنبل في المسند ج ١ ص ٨٤ ، ٩٣ ، ١٠٦ ، ١٠٨.

(١) روى احمد بن حنبل ما يقرب منه في المسند ج ١ ص ١٥٩ ، والفضائل الحديث ١٢١٩ ، واخرجه البزاز كما في كشف الاستار ج ٢ ص ٤١٥ ومجمع الزوائد ج ٨ ص ٥٢.

وسيأتي ما يقرب من ذلك بالنسبة الى اسم الحسين (ع) برقم ١٣٥.

(٢) رواه احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ١١٨ باسناده عن حجاج عن اسرائيل ، وفي ج ١ ص ٩٨ باسناده عن يحيى بن آدم عن اسرائيل.

٩٩

[٩٢] ـ حدثنا أبو شيبة ابراهيم بن عبد الله بن محمد بن ابي شيبة ، نا أبو غسان مالك بن اسماعيل ، نا عمرو بن حريث ، عن عمران بن سليمان ، قال : الحسن والحسين اسمان من أسماء اهل الجنة ، لم يكونا في الجاهلية. (١)

__________________

(١) رواه المجلسي في بحار الانوار ج ٤٣ ص ٢٥٢ باسناده عن عمران بن سلمان [ كذا ] وفيه : لم يكونا في الدنيا.

١٠٠