الذريّة الطاهرة

أبي بشر محمّد بن أحمد الرازي الدولابي

الذريّة الطاهرة

المؤلف:

أبي بشر محمّد بن أحمد الرازي الدولابي


المحقق: السيد محمّد جواد الحسيني الجلالي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٨٤

فبكت ، ثم دعا [ ها فسارّها ] (١) فضحكت.

فسألتها عن ذلك ، فقالت : سارّني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه يقبض في وجعه هذا ، فبكيت ، ثم سارّني فأخبرني : اني أوّل أهله لحاقا [ به ، فضحكت ] (٢).

[١٧٧ ] ـ حدثنا محمد بن عوف الطائي ، نا عث [ مان بن ] سعيد ، نا ابن لهيعة ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عبد الملك بن عبيد الله بن الاسود ، [ عن عروة ، عن عائشة قالت : دخلت على رسول الله انا وفاطمة بنت رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ] وسلّم فناجاها ، فلما فرغ بكت ، ثم ناجاها الثانية ، فضحكت.

فلما خرج رسو [ ل الله صلّى ] الله عليه وآله وسلّم ، قلت : ما رأيت ضحكا اقرب من بكاء من اليوم!! [ فسألتها ، فقالت ] : ما كنت لأطلعك على سرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

فلمّا توفى [ رسول الله ] صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سألتها ، فقالت : قال : ما بعث نبيّ الا كان له من العمر [ نصف عمر ] الذي كان قبله ، وقد بلغت اليوم نصف عمر من كان قبلي ، ثم قال لي : [ أما ترضين انك سيدة نساء اهل الجنة ] الا مريم بنت عمران؟! (٣).

[١٧٨ ] ـ حدثني النضر بن سلمة ثنا [ محمد بن ] اسحاق عن كامل أبي العلاء ، عن حبيب بن ابي ثابت ، عن يحيى بن جعدة عن [ زيد بن أ ] رقم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : ما من نبيّ الا الذي بعده

__________________

(١) ما بين المعقوفات في هذه الصفحة غير واضحة وقد وضعناها استظهارا.

(٢) سيأتي معنى هذا الحديث بالارقام التالية : ٧٧ ، ١٨٢.

(٣) سيأتي معنى هذا الحديث بالارقام : ١٧٩ ، ١٨٠ ، ١٨٢ ، ١٨٥.

١٤١

يعيش نصف عمره (١).

[١٧٩ ] ـ حدثنا ابو بكرة ـ بكّار بن قتيبة ، نا ابو داود ـ صاحب الطيالسة ـ ، نا أبو عوانة ، نا فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق ، قال : حدثتني عائشة :

قالت : كانت ازواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنده لم تغادر منهنّ امرأة ، فأقبلت فاطمة تمشي ، ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا رآها رحّب بها ، وقال : مرحبا بابنتي.

ثم أجلسها عن يمينه ـ أو : عن شماله ـ ، ثم سارّها ، فبكت بكاء شديدا ، فلمّا رأى جزعها سارّها الثانية ، فضحكت.

فلمّا قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قلت لها : خصّك رسول الله من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين؟! اخبريني ما ذا قال لك؟. قالت : ما كنت لأفشي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سرّه.

فلمّا توفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قلت (٢) لها : اسالك بالذي عليك من الحق اخبريني بما سارّك به رسول الله؟.

قالت : أمّا الآن فنعم ، سارّني المرّة الاولى فقال : ان جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرّة ، وانه عارضني به العام مرّتين ، واني لا أرى الأجل إلاّ قد اقترب ، فاتقي الله واصبري ، فاني أنا نعم السلف لك. قالت : فبكيت ، وكان الذي رأيت ، فلما رأى جزعي قال : يا فاطمة أما ترضين انك سيدة نساء هذه الامة ـ او قال : سيدة نساء العالمين (٣) ـ؟

__________________

(١) سيأتي معنى هذا الحديث برقم ١٨٥.

(٢) كذا في هامش نسختنا : في نسخة ، وفي المتن ورد هكذا : قالت لها.

(٣) في كشف الغمة : المؤمنين.

١٤٢

فضحكت ضحكي الذي رأيت (١).

[١٨٠ ] ـ حدثنا محمد بن عوف ، نا ... (٢) ابن غنام ، نا شيبان ، عن فراس عن عامر ، عن مسروق ، عن عائشة (رض) ، قالت : بينما ازواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنده جميع لم تغادر منهن امرأة فاقبلت فاطمة تمشي ـ لا والذي لا إله الا هو ، ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) ـ فلمّا رآها قال : مرحبا بابنتي ـ مرتين ـ ، قال [ ت ] (٤) : فجلست عن يمينه ـ أو : عن يساره ـ ، فسارّها ، فبكت بكاء شديدا.

فقلت : ما يبكيك يا فاطمة؟! ، خصّك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بيننا بالسّرار ، ثم أنت تجيئين بما أرى من البكاء؟. فلمّا رأى جزعها سارّها الثانية ، فاذا هي تفتر ضاحكة.

فقلت : ما رأيت بكاء أقرب من ضحك كاليوم.

قالت : فلما قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قلت : حدثيني يا فاطمة بما سارّك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

__________________

(١) روى هذا الحديث الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٤٥٣ والمجلسي في البحار ج ٤٣ ص ٥١ ، واحمد بن حنبل في الفضائل برقم ١٣٤٣ باسناده عن سهل بن بكار عن ابي عوانة ، عن فراس باسناده.

وفي المسند ج ٦ ص ٢٨٢ باسناده عن فراس باسناده.

ورواه البخاري في صحيحة ج ١١ ص ٧٩ عن طريق ابي عوانة ، كذا في ج ٦ ص ٢٧٦ وج ٧ ص ٧٨ وج ٨ ص ١٣٥ ومسلم وابن سعد ج ٨ ص ٢٦ ، وابن ماجة ج ١ ص ٥١٨ جميعهم من طريق فراس وابو بكر المقري في باب تقبيل اليد. ورواه ابن راهويه في مسنده من طريق زكريا بن ابي زائدة عن فراس على ما ذكره محقق كتاب الفضائل. اقول وسيأتي برقم ١٨٠ مثله.

(٢) كلمة لا تقرأ.

(٣) في هامش نسختنا ما يلي : لا والله ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي نسخة أخرى : لا والله الذي لا إله الا هو ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٤) ما بين المعقوفتين زيادة منا ، اضفناه للسياق.

١٤٣

قالت : لا والله .. ما كنت لافشي على رسول الله سرّه.

فلما توفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قلت : عزمت عليك بمالي عليك من الحق لما حدثتيني بما سارّك به رسول الله يوم تعلمين.

قالت : اما الآن فنعم ، اما المرة الاولى ، قال : ان جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرّة ، وانه عارضني العام مرتين ، واني لا أرى أجلي إلاّ قد قرب ، فاتقي الله واصبري ، فاني نعم السلف انالك ، فجزعت فكان البكاء لذلك ، فسارّني الثانية فقال : أما ترضين ان تأتين يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين ـ أو : نساء اهل الجنة ـ؟! (١).

[١٨١ ] ـ حدثنا أحمد بن يحيى الأودي ، نا أبو نعيم ـ ضرار بن صرد ـ ، انا عبد الكريم ـ ابو يعفور ـ ، نا جابر ، عن ابي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : حدثتني فاطمة ، قالت : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : زوجك أعلم الناس (٢) علما ، وأوّلهم سلما ، وأفضلهم حلما (٣).

أمّ سلمة ، عن فاطمة ـ رضي‌الله‌عنهما ـ بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم).

[١٨٢] ـ حدثنا أبو موسى ـ محمد بن المثنى العنزي ـ ، نا محمد بن خالد بن عثمة ، نا موسى بن يعقوب ، نا هاشم بن هاشم ، عن عبد الله بن وهب : ان أمّ سلمة اخبرته : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعى فاطمة فحدّثها فبكت ، ثم حدّثها فضحكت ، قالت أمّ سلمة : فلما توفى

__________________

(١) سبق وان روى الدولابي ما يقرب من هذا الحديث معنى بالرقم ١٧٩ ، وراجع مصادره هناك.

(٢) في هامش نسختنا : في نسخة : أعلم المؤمنين.

(٣) رواه احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ٢٦ والفضائل حديث ١٣٤٦ وانظر مصادره الأخرى في تعليقنا على الحديث رقم ٨٣.

١٤٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، سألتها عن بكائها وعن ضحكها؟.

فقالت : اخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بموته فبكيت ، ثم اخبرني اني سيدة نساء اهل الجنة فضحكت (١).

[١٨٣ ] ـ حدثنا ابو خالد يزيد بن سنان ، حدثنا ابو صالح ـ عبد الله بن صالح ـ ، نا عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، قال : سمعت أمّ سلمة تحدّث : ان فاطمة جاءت الى نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تشتكي أثر الخدمة ، وتسأله خادما ، قالت : يا رسول الله لقد مجلت يداي من الرحى ، أطحن مرّة وأعجن مرّة.

فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان يرزقك الله شيئا سيأتيك ، وسأدّلك على خير من ذلك ؛ اذا لزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثا وثلاثين ، وكبري ثلاثا وثلاثين ، واحمدي الله أربعا وثلاثين ، فتلك مائة وهو خير لك من الخادم (٢).

اسماء بنت عميس ، عن فاطمة (رضي‌الله‌عنهما) بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم).

[١٨٤] ـ حدثنا احمد بن يحيى الأودي ، نا ضرار بن صرد ، نا محمد بن اسماعيل بن ابي فديك ، نا محمد بن موسى ، عن فاطمة بنت محمدعليهما‌السلام : ان رسول الله اتاها يوما فقال : اين ابنيّ ـ يعني : حسنا وحسينا ـ؟.

قالت : قلت : اصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق ، فقال علي : أذهب بهما فاني اتخوّف ان يبكيا (٣) عليك وليس عندك شيء ، فذهب

__________________

(١) روى معناه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ٢٣ واحمد بن حنبل في المسند ج ٦ ص ٢٨٢. وقد سبق مثله.

(٢) روى احمد بن حنبل ما يقرب منه في المسند ج ١ ص ٨٠ ، ٩٥ ، ١٠٦ ، ١٢٣ ، ١٣٦ ، ١٤٦ ، وج ٢ ص ١٦٦.

(٣) كذا في هامش نسختنا وقد صحح ، ولكنه في المتن : يبكيان.

١٤٥

بهما الى فلان اليهودي.

فوجّه إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوجدهما يلعبان في مشربة (١) ، بين ايديهما فضل من تمر.

فقال : يا علي .. الا تقلب ابنيّ قبل ان يشتد الحرّ عليهما؟! قال : (٢) فقال علي : اصبحنا وليس في بيتنا شيء فلو جلست يا رسول الله حتى أجمع لفاطمة تمرات.

فجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي ينزع لليهودي كل دلو بتمرة ، حتى أجمع له شيء من تمر ، فجعله في حجزته ، ثم أقبل ..

فحمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم احدهما ، وحمل علي الآخر حتى أقلبهما (٣).

فاطمة بنت حسين بن علي بن ابي طالب ، عن جدتها فاطمة ( رضي الله عنهم أجمعين ).

[١٨٥] ـ حدثنا ابو خالد ـ يزيد بن سنان ـ ، نا سعيد بن ابي مريم ، انا نافع بن يزيد ، عن ابن غزية ، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان : ان امّه فاطمة بنت حسين حدثته : ان عائشة كانت تقول : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في مرضه الذي قبض فيه ـ قال لفاطمة : يا

__________________

(١) في هامش نسختنا ما يلى : قال الشيخ : الصواب في مشربة وهي الحفيرة التي تعمل تحت النخلة يستقى فيها الماء.

(٢) كذا ورد في نسختنا والصحيح : قالت.

(٣) في هامش نسختنا : الصواب : قلبهما ، والاقلاب : الصرف الى المنزل يقال : اقلبهم اي اصرفهم الى منازلهم.

وفي هامش نسختنا تعليق على هذا الحديث ونصّه : قال الشيخ : قال المؤتمن هذا ـ أيضا ـ مقطوع.

١٤٦

بنيّة احني عليّ ، فأحنت عليه ، فناجاها ساعة ، ثم انكشفت عنه وهي تبكي ، وعائشة حاضرة.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد ذلك بساعة : احني عليّ يا بنيّة. فأحنت عليه ، فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه وهي تضحك.

قال (١) : فقالت عائشة : اي بنيّة اخبريني ، ما ذا نا جاك ابوك؟!.

قالت : او شكت رأيتيه نا جاني على حال سرّ ، ثم ظننت اني اخبر بسرّه وهو حيّ؟.

قالت : فشق ذلك على عائشة ان يكون سرّ دونها.

فلما قبضة الله قالت عائشة : [ اسألك بالذي عليك من الحق اخبريني بما سارك به رسول الله.

قالت ] (٢) فاطمة : أما الآن .. فنعم ، نا جاني في المرّة الأولى فأخبرني ان جبريل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرّة ـ وانه عارضني القرآن العام مرتين ـ واخبرني : انه لم يكن نبي الا عاش نصف عمر الذي كان قبله ، وانه اخبرني : ان عيسى عاش عشرين ومائة سنة ، فلا أراني إلاّ ذاهب على رأس ستين ، فأبكاني ذلك ، وقال : يا بنية انه ليس من نساء المسلمين امرأة أعظم رزيّة منك ، فلا تكوني ادنى من امرأة صبرا.

ثم ناجاني في الآخرة فاخبرني اني اول اهله لحوقا به ، وقال : انك سيدة نساء اهل الجنة إلا ما كان من البتول مريم بنت عران ، فضحكت لذلك.

__________________

(١) سبق معنى هذا الحديث وبعض فقراته بالارقام ١٧٦ ، ١٧٧ ، ١٧٨ ، ١٧٩ ، ١٨٠ ، ١٨٢.

(٢) ما بين المعقوفتين لم يكن في نسخة الاصل وانما أخذناه من « كشف الغمة ».

١٤٧

[١٨٦] ـ حدثنا احمد بن يحيى الصوفي ، حدثنا اسحاق بن منصور ، ثنا الحسن بن صالح ، ... (١) عن ليث ، عن عبد الله بن حسن ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة الكبرى قالت : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذا دخل المسجد ، صلى على محمد وقال : اللهم اغفر لى ذنوبي ، وافتح لي ابواب رحمتك. فاذا خرج صلّى على محمد و [ قال ] (٢) : اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي ابواب فضلك.

[١٨٧ ] ـ حدثنا محمد بن عوف ، نا موسى بن داود ، نا عبد العزيز الدراوردي ، عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذا دخل المسجد قال : « بسم الله والحمد الله وصلّى الله على رسول الله وسلّم .. اللهم اغفر لي ذنوبي وسهل لي ابواب رحمتك ».

واذا خرج قال مثل ذلك ، الا انه يقول : « اللهم اغفر لي ذنوبي وسهّل لي أبواب فضلك ».

[١٨٨ ] ـ حدثنا يونس بن عبد الاعلى ، انا عبد الله بن وهب ، قال : اخبرني ابو سعيد التميمي ، عن روح بن القاسم ، عن عبد الله بن حسن ، عن امّه فاطمة : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : اذا دخلت المسجد فصلّ على النبي وقل : « اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي ابواب رحمتك » واذا خرجت فصلّ على النبي ، وقل : « اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي ابواب فضلك ».

[١٨٩ ] ـ حدثنا احمد بن يحيى الصوفي ، نا عبد الرحمن بن دبيس الملائي ، نا بشير بن زياد الجزري ، عن عبد الله بن حسن ، عن أمه فاطمة بنت حسين ،

__________________

(١) كلمة لا تقرأ.

(٢) ما بين المعقوفتين غير موجود في نسختنا واضفناه للسياق.

١٤٨

عن فاطمة الكبرى ، قالت : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اذا مرض العبد أوحى الله الى ملائكته ان ارفعوا عن عبدي القلم ما دام في وثاقي ، فاني انا حبسته ، حتى أقبضه او أخلي سبيله.

قال : فذكرت لبعض ولده فقال : كان ابي يقول : اوحى الله الى ملائكته : اكتبوا لعبدي أجر ما كان يعمل في صحته.

[١٩٠ ] ـ حدثنا احمد بن يحيى الصوفي ، نا عبد الرحمن بن دبيس ، نا بشير بن زياد ، عن عبد الله بن حسن ، عن أمه ، عن فاطمة الكبرى ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما التقى جندان ظالمان الا تخلّى الله منهما فلم يبال (١) أيّهما غلب ، وما التقى جندان ظالمان الا كانت الدائرة (٢) على اعتاهما (٣).

[١٩١ ] ـ حدثنا يزيد بن سنان ، نا الحسن بن علي الواسطي ، نا بشير بن ميمون الواسطي ، نا عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب ، قال : حدثتني أمي فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة الكبرى بنت محمد : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يعوّذ الحسن والحسين ويعلّمهما هؤلاء الكلمات كما يعلمهما السورة من القرآن ، يقول : « أعوذ بكلمات الله التامّة من شر كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة » (٤).

[١٩٢ ] ـ حدثني احمد بن يحيى ـ ابو جعفر الأودى ـ ، نا علي بن ثابت الدهّان ، انا منصور بن ابي الاسود ، عن مسلم ، عن حبيب بن ابي ثابت ، عن شهر بن حوشب ، عن أمّ سلمة ـ زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ ، قالت : ان

__________________

(١) في كشف الغمة : ولم يبال.

(٢) في كشف الغمة : الدبرة ـ وهو افصح.

(٣) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٥٣.

(٤) رواه احمد بن حنبل في مسنده ج ١ ص ٢٧٠ والعين اللامة اي ذات لمم.

١٤٩

نبي الله أخذ ثوبا فجلّله (١) فاطمة وعليا والحسن والحسين ـ وهو معهم ـ ، ثم قرأ هذه الآية : « إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً » (٢).

قالت : فجئت أدخل معهم ، فقال : مكانك .. انك على خير (٣).

[١٩٣ ] ـ حدثنا بن سنان ، نا يزيد موسى بن اسماعيل ، نا حمّاد بن سلمة ، نا علي بن زيد ، عن شهر بن حوشب ، عن أمّ سلمة : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لفاطمة : ائتيني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم ، فألقى عليهم كساء فدكيّا ، ثم وضع يده عليهم (٤) ، ثم قال : اللهم ان هؤلاء آل محمد ، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد ، انك حميد مجيد.

قالت أمّ سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : إنّك على خير (٥).

[١٩٤ ] ـ حدثنا يزيد بن سنان ، نا احمد بن ايوب الشعيري ، نا سفيان بن حبيب ، عن عوف ، عن عطيّة الطّفاوي ، عن ابيه قال : حدثتني أمّ سلمة : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اعتنق عليا وفاطمة والحسن والحسين وقبّلهما ، وأغدف (٦) عليهم خميصة كانت عليه سوداء ثم قال اللهم إليك لا الى النار ، انا وأهل بيتي.

فقلت : يا رسول الله وانا؟ قال : وأنت (٧).

__________________

(١) جلّله : اي جعله على

(٢) من سورة الاحزاب (٣٣) ، الآية ٣٣.

(٣) روى احمد بن حنبل ما يقرب منه في المسند ج ٦ ص ٢٩٣ و ٣٠٤.

(٤) في هامش نسختنا : في نسخة : عليهن.

(٥) رواه احمد بن حنبل في كتاب الفضائل والمسند ج ٦ ص ٣٢٣.

(٦) اي ارخى عليهم الكساء.

(٧) رواه احمد بن حنبل في الفضائل وفي المسند ج ٦ ص ٢٩٦.

١٥٠

وفاة فاطمة بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم).

[١٩٥] ـ حدثنا محمد بن منصور الجواز ، نا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن محمد بن علي ، قال : لبثت فاطمة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثة اشهر ، وقال ابن شهاب : ستة أشهر (١).

[١٩٦ ] ـ حدثنا ابو بكر احمد بن منصور الرمادي ، نا عبد الرزاق بن همام ، انا معمر ، قال : قلت للزهري : كم مكثت فاطمة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟!. قال : ستة أشهر (٢).

[١٩٧ ] ـ حدثنا محمد بن عوف ، نا عثمان بن سعيد ، نا شعيب بن ابي حمزة ، عن الزهري ، عن عروة عن عائشة ، قالت : عاشت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ستة أشهر (٣).

[١٩٨ ] ـ حدثني عبيد الله بن سعيد ، نا أبي ، نا عبد الله بن لهيعة ، عن ابي الاسود ـ محمد بن عبد الرحمن ـ ، عن عروة بن الزبير قال : توفيت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خلافة ابي بكر بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ستة أشهر (٤).

[١٩٩ ] ـ حدثني عبيد الله (٥) بن سعيد ، حدثني ابي ، حدثني ابو عون ـ عمر بن تيم

__________________

(١) رواه الاربلى في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠١ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩.

(٢) نفس المصدر ص ٥٠١ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩.

(٣) نفس المصدر ص ٥٠١ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩.

(٤) نفس المصدر ص ٥٠٢ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩.

(٥) في هامش نسختنا : في نسخة : عبد الله.

١٥١

الانصاري ـ ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن ابي عمرو الانصاري ، عن ابي جعفر محمد بن علي ، قال : توفيت فاطمة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخمسة وتسعين ليلة (١) ، في سنة احدى عشرة (٢).

[٢٠٠ ] ـ اخبرني محمد بن ابراهيم بن هاشم ، عن ابيه ، عن محمد بن عمرو ، قال : في سنة احدى عشرة ماتت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلة الثلاثاء لثلاث ليال خلون من شهر رمضان ، وهي بنت تسع وعشرين سنة او نحوها (٣).

[٢٠١ ] ـ قال محمد بن عمرو : حدثني ابن ابي سبرة ، عن يحيى بن شبل ، عن ابي جعفر ، قال : دخل العباس على علي بن ابي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأحدهما يقول لصاحبه : أينا اكبر؟ فقال العباس : ولدت يا علي قبل بناء قريش البيت بسبع سنوات ، وولدت ابنتي وقريش تبني البيت ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة ، قبل النبوّة بخمس سنين (٤).

[٢٠٢ ] ـ قال محمد بن عمرو : حدثني محمد بن موسى ، عن عمارة بن المهاجر ، عن أمّ جعفر بنت محمد بن جعفر : ان فاطمة اوصيت عليا ان يغسلها واسماء بنت عميس ، فغسّلاها حين ماتت (٥).

[٢٠٣ ] ـ قال محمد بن عمرو : حدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه ،

__________________

(١) في كشف الغمة زيادة ما يلي : وقال ابن قتيبة في معارفه مائة يوم.

(٢) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠٢ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩.

(٣) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠٢ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩.

(٤) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠٣ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩ وفيه : قبل بناء قريش البيت بسنوات.

(٥) روى ذلك المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩ عن الدولابي في هذا الكتاب وكذا البحراني في العوالم ج ١١ ص ٢٨١ وليس فيه : فغسلاها حين ماتت.

١٥٢

عن علي بن حسين ، عن ابن عباس ، قال : كانت فاطمة قد مرضت مرضا شديدا ، فقالت لاسماء بنت عميس : الا ترين الى ما بلغت؟ ، فلا تحمليني على سرير ظاهر.

فقالت : لا .. لعمري ، ولكن أصنع نعشا كما رأيت يصنع بالحبشة.

قالت : فأرينيه.

فأرسلت الى جرائد رطبة فقطّعت من الاسواق ، ثم جعلت على السرير نعشا ، وهو أوّل ما كان النعش ، فتبسمت ، وما رؤيت متبسّمة الا يومئذ (١) ، ثم حملناها فدفنّاها ليلا (٢).

[٢٠٤ ] ـ قال محمد بن عمرو : حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن حنيف ، عن عبد الله بن ابي بكر بن حزم ، عن عمرة بنت عبد الرحمن ، قالت : فصلّى عليها العباس بن عبد المطلّب ، ونزل في حفرتها هو وعليّ والفضل بن عباس (٣).

[٢٠٥ ] ـ حدثني ابو محمد ـ النضر بن سلمة المروزي ـ سنة خمس ومائتين ، نا محمد بن الحسن ويحيى بن المغيرة بن قزعة ، قالا : نا محمد بن موسى الفطري ، عن عون بن محمد بن علي بن ابي طالب ، عن امّه أمّ جعفر ، عن اسماء بنت عميس : اني قد استقبحت ما يصنع بالنساء ، انه ليطرح على المرأة الثوب فيصفها من (٤) رأى.

__________________

(١) في هامش نسختنا ما يلي : قال الشيخ : قال المؤتمن : يعني بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٢) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠٣ وعنه العوالم ج ١١ ص ٢٨١ وفيه : مرضت فاطمة.

(٣) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠٣ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩ والبحراني في العوالم ج ١١ ص ٢٨١.

(٤) في هامش نسختنا : قال الشيخ : [ وكتب ] بخط المؤتمن : لمن.

١٥٣

فقالت اسماء : يا بنت رسول الله انا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة.

قالت : فدعت بجريدة رطبة فحنتها ، ثم طرحت عليها ثوبا.

فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله! ، تعرف به المرأة من الرجل.

قال : فقالت فاطمة : فاذا متّ فاغسليني أنت ، [ و ] (١) لا يدخلنّ عليّ أحد. فلما توفيت فاطمة ، جاءت عائشة [ ل ] تدخل عليها ، فقالت اسماء : لا تدخلي.

فكلّمت عائشة أبا بكر فقالت : ان هذه الخثعميّة تحول بيننا وبين ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس.

[ فجاء ابو بكر فوقف على الباب فقال : يا أسماء ما حالك على ان منعت ازواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجعلت لها مثل هودج العروس!! ] (٢). فقالت اسماء لابي بكر : [ هي ] (٣) أمرتني ان لا يدخل عليها أحد ، وأريتها هذا الذي صنعت ـ وهي حيّة ـ فأمرتني ان اصنع ذلك لها.

فقال ابو بكر : اصنعي ما أمرتك ، فانصرف عنها ، وغسّلها علي وأسماء (٤).

[٢٠٦ ] ـ حدثنا أبو محمد ـ النضر بن سلمة ـ ، نا يعقوب بن ابراهيم بن سعد ، وعبد العزيز بن عبد الله العامري ، عن ابراهيم بن سعد ، عن محمد بن اسحاق ، عن عبيد الله بن علي بن ابي رافع ، عن ابيه ، عن امّه

__________________

(١) ما بين المعقوفات اخذناها من كشف الغمة.

(٢) ما بين المعقوفات اخذناها من كشف الغمة.

١٥٤

سلمى (١) ـ ، قالت : اشتكت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فمرّضناها ، فأصبحت يوما كأمثل ما رأيناها في شكواها ، فخرج علي بن ابي طالب لبعض حاجته.

فقالت فاطمة : اسكبي لي يا أماه (٢) غسلا ، فسكبت لها غسلا فاغتسلت كأحسن ما كنت اراها تغتسل.

قالت : ثم قالت : يا امّاه (٣) نا وليني ثيابي الجدد.

فناولتها فلبستها ثم جاءت الى البيت الذي ماتت فيه

فقالت : قدّمي فراشي وسط البيت ، فاضطجعت فاطمة عليه ، ووضعت يدها اليمنى تحت خدّها ، ثم استقبلت القبلة ، ثم قالت فاطمة : يا أمّاه (٤) اني مقبوضة الآن فلا يكشفني أحد ، ولا يغسلني أحد.

قالت : فقبضت مكانها.

قالت : ودخل علي بن ابي طالب فأخبرته بالذي قالت ، وبالذي أمرتني.

__________________

(١) سلمى هي زوجه ابي رافع وقد ترجمت في الاصابه ج ٤ وروى هذا الحديث عدة من الحفاظ منهم احمد بن حنبل في الفضائل الحديث ١٠٧٤ و ١٢٤٣ و ١٢٤٤ باسناده عن محمد بن يونس عن مصعب بن عبد الله الزبيرى عن ابراهيم ـ باختلاف يسير ـ ، ورواه في المسند ج ٦ ص ٢١٠ ، ولكن الصواب هو سلمى وهي صحابية واما أم سلمى فهي تابعية.

وروى هذا الحديث ـ أيضا ـ المحب الطبري في الذخائر ص ٥٣ عن احمد والدولابي ، وفيه : أمّ سلمة وهو تصحيف.

وروى هذا الحديث كل من البحراني في العوالم ج ١١ ص ٢٨٢ والمجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٧٢ و ٨٣ عن الدولابي في هذا الكتاب وعلق المحقق على الحديث المروي بلفظ أم سلمى. ما نصه :

كذا في النسخ المطبوعة وهكذا المصدر [ ـ تاريخ الطبري ] ج ٣ ص ٣٦٤ ، وهو سهو ، والصحيح : قالت سلمى امرأة ابي رافع ، كما مر عن المفيد ص ١٧٢ وسيأتي عن يحيى عن ابن بابويه ص ١٨٨.

(٢) والكلمة في نسختنا هكذا : يا أمة. في جميع المواضع المشابهة.

(٣) والكلمة في نسختنا هكذا : يا أمة. في جميع المواضع المشابهة.

(٤) والكلمة في نسختنا هكذا : يا أمة. في جميع المواضع المشابهة.

١٥٥

فقال علي : والله لا يكشفها أحد ، فاحتملها فدفنها بغسلها ذلك ، ولم يكفّنها أحد ولا غسلها أحد (١).

__________________

(١) روى هذه الرواية علماء الفريقين فمن الخاصة الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠١ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٧٢ و ١٨٣ والبحراني في العوالم ج ١١ ص ٢٨٢ والمحدث النوري في المستدرك ١ / ١٠٤ عن أمالي ابن الشيخ الطوسي ، ومن العامة ؛ احمد بن حنبل في المسند ج ٦ ص ٤٦١ و ٤٦٢ وفي الفضائل برقم ١٢٤٣ و ١٢٤٤ وورد برقم ١٠٧٤ بزيادة : فقال : لا والله لا يكشفها أحد ، ثم حملها بغسلها ذلك فدفنها ، واخرج هذا الحديث أيضا ابن سعد في طبقاته ج ٨ ص ١٢٨ والهيثمي في مجمع الزوائد ج ٩ ص ٢١٠ والزبلعي في نصب الراية ج ٢ ص ٢٥٠ وابو نعيم في الحلية ٤٣٢.

هذا وقد قال الاربلي بعد روايته هذا الحديث : قد اتفق عليه الخاصة والعامة مع كون الحكم على خلاف ما ورد من تشريع الغسل ، فان الفقهاء من الطرفين لا يجيزون الدفن الا بعد الغسل الا في مواضع ليس هذا منها ... ثم قال : ولعل هذا يخصها عليها‌السلام. ووافقه المحدث النوري على كونه من خصائصها.

هذا وقد وردت روايات صحيحة توكد على ان الامام علي (ع) تولى غسلها بعد وفاتها وكفّنها ودفنها.

وقد سبق برقم ٢٠٢ و ٢٠٥ ما يؤيد هذا الأمر وعموما فان ما يلفت النظر في حياة الزهراء (ع) امورا عديدة ؛ هي :

١ ـ انها لبثت بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ستة اشهر ـ على ابعد التقادير ـ ، فما السر في ذلك؟ ، خصوصا وانها كانت البنت الوحيدة للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التي خلّفها في امته ، وان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اوصى الامة بها وبيّن للناس فضلها قولا وعملا فبالاضافة الى الاحاديث الكثيرة التي ورد بحقها فقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذا سافر آخر عهده بانسان من أهله فاطمة واول من يدخل عليه اذا قدّم فاطمة ( مسند احمد بن حنبل ٥ / ٢٧٥ ) وكانت احب الناس الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( المسند ٢ / ١٠٦ ، و ٥ / ٢٠٤ ).

٢ ـ انها ماتت ولها من العمر نحو تسع وعشرين سنة ـ على ابعد التقادير ـ فما هو سبب هذا الموت المبكّر؟! ٣ ـ انها دفنت ليلا ، وقد روى ان ذلك كان بطلب منها ، فلما ذا وقع الدفن بمنأى عن انظار الناس؟.

٤ ـ ان قبرها لا يزال مجهولا ، وما ينسب إليها في البقيع انما هو لفاطمة بنت أسد ـ أم الامام امير المؤمنين (ع) ـ فما هو السّر في اعفاء القبر؟.

واسئلة كثيرة اخرى تبحث عن الجواب ، ولا بد من مراجعة التاريخ والاستفسار عن اسباب ذلك. كلّه.

١٥٦

ذكر « أمّ كلثوم » بنت فاطمة رضي‌الله‌عنها بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )

[٢٠٧] ـ سمعت أحمد بن عبد الجبّار ، قال : سمعت يونس بن بكير ، قال : سمعت ابن اسحاق يقول : ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي بن ابي طالب حسنا وحسينا ومحسنا ، فذهب محسن صغيرا ، وولدت له أمّ كلثوم وزينب.

[٢٠٨ ] ـ قال ابن اسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، قال : خطب عمر بن الخطاب الى علي بن ابي طالب ابنته « أمّ كلثوم » فاقبل علي عليه وقال : هي صغيرة فقال عمر : لا والله ما ذلك ... (١) ولكن اردت منعي ، فإن كانت كما تقول فابعثها إليّ ، فرجع علي فدعاها فأعطاها حلّة وقال : انطلقي بهذه الى امير المؤمنين فقولي : يقول لك أبي كيف ترى هذه الحلة؟.

فاتته بها ، فقالت له ذلك ، فأخذ عمر بذراعها ، فاجتذبتها منه فقالت : أرسل.

__________________

(١) كلمة لا تقرأ.

١٥٧

فأرسلها ، وقال : حصان كريم. انطلقي فقولي له : ما أحسنها ... (١)

واجملها وليست ـ والله ـ كما قلت.

فزوّجها ايّاه. (٢)

__________________

(١) كلمة لا تقرأ.

(٢) ان في الرواية موارد للنظر فهي مع ارسالها تتضمن تكذيب عمر للامام علي عليه‌السلام في اعتذاره بصغر سن أمّ كلثوم مع ان الامام (ع) كان الصديق الأكبر ولم يكذب قط. وتتضمن القبيح لعمر بن الخطاب من انه أخذ ذراع أمّ كلثوم!! وقد استنكر سبط ابن الجوزي هذا بشدة فقال في تذكرة الخواص ص ٣٢١ في ذكر سيدتنا أمّ كلثوم ما لفظة :

وذكر جدّي في كتاب « المنتظم » ان عليا بعثها الى عمر لينظرها ، وان عمر كشف ساقها ولمسها بيده.

قلت : وهذا قبيح ، ـ والله ـ لو كانت أمة لما فعل بها هذا ، ثم باجماع المسلمين لا يجوز لمس الاجنبية ، فكيف ينسب عمر الى هذا.

واما اصل القصّة : فهي مختلقة كما سنشير الى ذلك في مواضعه ، وبالاجمال فقد انكر صحة زواج عمر بام كلثوم اعلام الطائفة كالشيخ المفيد وجماعة من متقدمي الاصحاب فقد قال الشيخ المفيد في جواب المسألة العاشرة من المسائل السروية ما نصه :

ان الخبر الوارد بتزويج امير المؤمنين عليه‌السلام من عمر غير ثابت وهو من طريق الزبير بكّار وطريقه معروف لم يكن موثوقا به في النقل وكان متّهما فيما يذكره ، وكان يبغض امير المؤمنين عليه‌السلام وغير مأمون فيما يدعيه عنه على بني هاشم ... والحديث في نفسه مختلف ، فتارة يروى ان امير المؤمنين عليه‌السلام تولى العقد له على ابنته ، وتارة يروى عن العباس انه تولى العقد له عنه ، وتارة يروى لم يقع العقد الا بعد وعيد من عمر وتهديد لبني هاشم ، وتارة يروى انه كان عن اختيار وايثار ، ثم ان بعض الرواة يذكر ان عمر اولدها ولدا اسماه زيدا ، وبعضهم يقول : انه قتل قبل دخوله بها ، وبعضهم يقول ان لزيد بن عمر عقبا ، ومنهم من يقول : ان أمه بقيت بعده ، ومنهم من يقول ان عمر امهر أمّ كلثوم اربعين الف درهم ، ومنهم من يقول : امهرها اربعه آلاف درهم ، ومنهم من يقول : كان مهرها خمسمائة درهم.

وبدء هذا القول وكثرة الاختلاف فيه يبطل الحديث ولا يكون له تأثير على حال.

( المسائل السروية ص ٦١ )

١٥٨

[٢٠٩] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن [ بكير ] ، عن خالد بن صالح ، عن واقد بن محمد بن عبد الله بن عمر ، عن بعض أهله ، قال : خطب عمر بن الخطاب الى علي بن ابي طالب ابنته أمّ كلثوم ـ وأمها : فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ فقال له علي : ان ( علي فيه امر ) (١) حتى استأذنهم.

فأتى ولد فاطمة فذكر ذلك لهم ، فقالوا : زوّجه.

فدعا « أمّ كلثوم » وهي يومئذ صبية فقال : انطلقي الى امير المؤمنين فقولي له : ان ابي يقرؤك السلام ويقول لك : انا قد قضينا حاجتك التي طلبت.

فأخذها عمر فضمّها إليه وقال : اني خطبتها من أبيها فزوجنيها.

فقيل : يا امير المؤمنين ما كنت تريد انها (٢) صبية صغيرة؟!.

فقال : اني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « كل سبب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي » ، فأردت ان يكون بيني وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبب صهر (٣).

__________________

هذا وقد أورد الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٤٢ خبر الزواج هذا وقال انه منقطع وتبعه في ذلك الذهبي في التلخيص.

ولعل ما اوجب هذا الوهم هو التشابه في الاسم الواقع بين أمّ كلثوم بنت على (ع) وأمّ كلثوم بنت جرول الخزاعي التي تزوجها عمر بن الخطاب فولدت له عبد الله. او أمّ كلثوم اخرى ، وهذا التشابه في الأسماء اوجب الكثير من الالتباس كما نبهت على ذلك الدكتورة عائشة بنت الشاطي فيما يتعلق بسكينة بنت الحسين (ع) في موسوعتها آل النبي ص ٨٣١

(١) كذا ظاهر العبارة وهي غير واضحة.

(٢) كذا في هامش نسختنا. في نسخة ، وفي المتن : إليها.

(٣) ان قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي » هو حديث مشهور رواه الحفاظ والمحدثون ومنهم : الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٦ / ١٨٢ ، والبيهقي في سننه ج ٧ / ٦٣ و ٦٤ ، وابو نعيم في الحلية ٧ / ٣١٤ ، والذهبي في تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧ ، ومجمع

١٥٩

[٢١٠] ـ وذكر عبد الرحمن بن خالد بن نجيح ، نا حبيب ـ كاتب مالك بن أنس ـ ، نا عبد العزيز الدراوردي ، عن زيد بن أسلم ، عن ابيه ـ مولى عمر بن الخطاب ـ قال : خطب عمر الى علي بن ابي طالب أمّ كلثوم ، فاستشار علي العباس وعقيلا والحسن.

فغضب عقيل وقال لعلي : ما تزيد الايام والشهور الا العمى في أمرك ، والله لئن فعلت (١) ليكونن وليكونن.

فقال علي للعباس : والله ما ذاك منه نصيحة ، ولكن درّة عمر أحوجته الى ما ترى ، أمّ والله ما ذاك لرغبة فيك يا عقيل ، ولكن اخبرني عمر بن الخطاب انه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي ».

[٢١١ ] ـ حدثني عبد العزيز بن منيب ـ ابو الدرداء المروزي ـ ، نا خالد بن خداس ، ح ، وحدثني اسحاق بن ابراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن ابي الدرداء الانصاري ـ ابو يعقوب ـ ، نا ابو الجماهير ـ محمد بن عثمان ـ ، قالا : نا عبد الله بن زيد بن أسلم ، عن ابيه ، عن جدّه ان عمر بن الخطاب تزوج أمّ كلثوم بنت علي بن ابي طالب على أربعين الف درهم (٢).

__________________

الزوائد ٩ / ١٧٣.

والجدير بالذكر ان هذه الجملة وردت مقترنة مع قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « فاطمة بضعة مني ... ». كما رواه احمد بن حنبل في المسند ج ٤ ص ٣٢٣ و ٣٣٢ وقد سبق ان البعض حاول دمج قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قصة مفتعلة ليؤيد بها صحة ما افتعله. انظر تعليقنا على الحديث رقم ٥٣ ـ.

وامّا توجيه القصة بان عمر اراد ان يتصل برسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا الزواج ، فانه غير صحيح لان ذلك كان حاصلا من جهة ابنته حفصة فانها كانت من ازواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(١) إن عبارات هذا الحديث غير واضحة ، والظاهر أن الصحيح هنا « لئن لم تفعل ».

(٢) هذا الحديث غريب فان عمر الذي عارض المغالات في مهور النساء بشدة وتوعد من يزيد صداقها

١٦٠