حياة امام محمد الجواد عليه السلام

باقر شريف القرشي

حياة امام محمد الجواد عليه السلام

المؤلف:

باقر شريف القرشي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٨٢

على اسمه شكرها له قبل أن يحمده ، ولا أذنب العبد ذنباً فعلم أنّ الله يطّلع عليه إن شاء عذّبه ، وإن شاء غفر له ، إلاّ غفر له قبل أن يستغفر .. ).

إنّ الإنسان إذا اتصل بربّه ، وارتبط بخالقه فإنه تعالى يكتبه من الشاكرين لنعمته قبل أن يتلفظ العبد بالشكر ، كما يغفر له خطيئته قبل أن يستغفر منها.

٤٣ ـ قال الإمام عليه‌السلام : ( الشريف كلّ الشريف من شرّفه علمه ، والسؤدد كل السؤدد لمن اتّقى الله ربّه .. ).

إنّ الشرف كلّ الشرف إنّما هو بالعلم لا بغيره من الاعتبارات التي يؤول أمرها إلى التراب كما أنّ حقيقة السؤدد إنما هي في تقوى الله وطاعته ، واجتناب معاصيه.

٤٤ ـ قال عليه‌السلام : ( من شهد أمراً فكرهه كان كمن غاب عنه ، ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده .. ).

جاء في الحديث : لكلّ امرئ ما نوى ) فإذا حضر أمراً وكان كارهاً له وغير راض به فإنّه يكون كمن غاب عنه ، ولا يكتب عليه إثمه ، إن كان فيه إثم ، ومن غاب عن أمر فرضي به يكون كمن شهده فيكتب له خيره أو شرّه.

٤٥ ـ قال عليه‌السلام : ( من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله ، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس ، فقد عبد إبليس .. ).

إنّ من أصغى إلى ناطق وآمن بقوله : واعتقد به ، فإن كان ذلك الناطق مبلّغاً عن الله فقد عبد الله ، وإن كان الناطق مبلّغاً عن إبليس فقد عبده.

٤٦ ـ قال عليه‌السلام : ( إظهار الشيء قبل أن يستحكم مفسدة له ).

إنّ إذاعة أيّة فكرة سياسية أو اجتماعية قبل أن تستحكم ويتمّ أمرها ، فإنّه مفسدة لها ، وربما توجب إقبارها قبل أن تظهر إلى حيز الوجود.

٤٧ ـ قال عليه‌السلام : ( نعمة لا تشكر سيئة لا تغفر ).

١٢١

إنّ عدم شكر النعمة من السيئات التي لا تغفر؛ لأنّ في ذلك تضييعاً للإحسان الذي يجب أن يشكر.

٤٨ ـ قال عليه‌السلام : ( من هجر المداراة قاربه المكروه .. ).

إنّ من لا يداري الناس فقد تعرّض للمكروه والإساءة إلى نفسه.

٤٩ ـ قال عليه‌السلام : ( من انقاد إلى الطمأنينة قبل الخبرة ، فقد عرّض نفسه للهلكة والعاقبة المتعبة .. ).

إنّ من يطمئن إلى شيء ويثق به قبل أن يختبره ويفحصه فإنّه من الطبيعي قد عرّض نفسه إلى الهلكة والخسران.

٥٠ ـ قال عليه‌السلام : ( من لم يعرف الموارد أعيته المصادر .. ).

إنّ من جهل موارد الأشياء ومداخلها فقد أعيته المصادر والخروج منها.

٥١ ـ قال عليه‌السلام : ( لا يغرّك من سخطه الجور .. ).

وفي هذا الحديث تحذير من الاتصال بالظالمين الذين إذا سخطوا قابلوا الناس بالاستبداد والجور.

٥٢ ـ قال عليه‌السلام : ( الأيام تهتك الأمر عن الأسرار الكامنة .. ).

كلّما تقدّمت الأيام ، وكرّت الليالي ستنكشف أسرار الطبيعة ، وخفايا الحقائق وما جهله الإنسان في عالم الفضاء ودنيا الكواكب ، وغير ذلك من الأسرار المذهلة في هذا الكون.

٥٣ ـ قال عليه‌السلام : ( من عتب من غير ارتياب أعتب من غير استعتاب .. ).

إذا كان العتاب من غير ريبة قُبل العتاب ، ولا يقابل بالاستعتاب.

٥٤ ـ قال عليه‌السلام : ( أفضل العبادة الإخلاص .. ).

الإخلاص جوهر العبادة وروحها فإذا تعرّت عنه فقد فقدت أهمّ عناصرها

١٢٢

ومقوّماتها.

٥٥ ـ قال عليه‌السلام : ( الثقة بالله تعالى ثمن لكلّ غال ، وسلم إلى كل عال .. ).

إنّ الحياة إنما تسمو فيما إذا كانت مشفوعة بالثقة بالله تعالى خالق الكون وواهب الحياة كما أنّ الثقة به تعالى هي السلم الذي يبلغ به الإنسان القمم العالية في دنيا الوجود.

هذه بعض كلمات الإمام أبي جعفر الجواد عليه‌السلام (٧٦) وقد عالج بها مختلف القضايا. وقد عرض فيها لعلم الاجتماع وعلم النفس ، ووضع برامج الأدب ، وخلاصة التجارب وما ينفع الناس.

__________________

١ ـ المصادر التي اقتبسنا منها هذه الكلمات الذهبية هي : تحف العقول : ص ٤٥٥ ـ ٤٥٧ ، نزهة الجليس : ج ٢ ص ١١١ ، مرآة الجنان : ج ٢ ص ٨٠ ، مجموعة ورام : ص ١٠٩ ، أعيان الشيعة : ج ٢ ـ ٤ ٢٤٤ ، وسائل الشيعة ، جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام.

١٢٣
١٢٤

أصحابه ورواة حديثه

١٢٥
١٢٦

واحتفّ جمهور كبير من العلماء والرواة بالإمام أبي جعفر الجواد عليه‌السلام وهم يقتبسون من نمير علومه التي ورثها من جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكانوا يدوّنون أحاديثه وفتاواه وما يدلي به من روائع الحكم والآداب ، ولهؤلاء الأعلام يرجع الفضل في تدوين ذلك التراث القيّم الذي يعدّ من ذخائر الثروات الفكرية في الإسلام.

لقد عمل أصحاب الأئمة عليه‌السلام بوحي من عقيدتهم الدينية التي ألزمتهم بالحفاظ على أحاديث الأئّمة وتدوينها ، والتي يرجع إليها فقهاء الشيعة الإمامية في استنباطهم للأحكام الشرعية ، ولولاها لما كان للشيعة هذا الفقه المتطوّر العظيم الذي اعترف بأصالته وعمقه جميع رجال الفكر والقانون في العالم.

والشيء الذي يدعو إلى الاعتزاز والفخر بأصحاب الأئمة عليهم‌السلام هو أنّهم قد جهدوا على ملازمة الأئمة وتدوين أحاديثهم في وقت كان من أعسر الأوقات ، وأشدها حراجة ، وأعظمها ضيقاً فقد ضربت الحكومات العباسية الحصار الشديد على الأئمة ومنعت من الاتصال بهم لئلا تتبعهم الجماهير الإسلامية ، وقد بلغ من الضيق على العلماء والرواة أنّهم كانوا لا يستطيعون أن يجهروا باسم أحد الأئّمة الذين أخذوا عنه وإنّما كانوا يلمّحون إليه ببعض أوصافه وسماته من دون التصريح باسمه خوفاً من القتل أو السجن.

وعلى أي حال فنعرض إلى ما نعثر عليه من تراجم أصحاب الإمام أبي جعفر الجواد عليه‌السلام لأنّ ذلك من متمّمات البحث عن حياته فإنّه يكشف جانباً أصيلاً من

١٢٧

حياته الفكرية والعلمية ، وفيما يلي ذلك :

(أ)

١ ـ إبراهيم بن داود :

اليعقوبي عدّه الشيخ مرّة من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام وأخرى من أصحاب الإمام الهادي عليه‌السلام (١) وذكره البرقي في أصحاب الإمام الجواد والإمام الهادي عليهما‌السلام (٢) والظاهر أنه إمامي مجهول الحال.

٢ ـ إبراهيم بن محمد :

الهمداني عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا والجواد عليهما‌السلام وذكر الكشي في ترجمته له أنّه كان وكيلاً وأنّه حجّ أربعين حجّة ، وقد ذكرنا في البحوث السابقة رسالة الإمام أبي جعفر عليه‌السلام له وهي تدلّ على وثاقته ، وعظيم منزلته عند الإمام عليه‌السلام ، وروى الكشي بسنده عنه أنه قال : كتبت إلى أبي جعفر عليه‌السلام أصف له صنع السبع بي ، وكتب بخطّه : ( عجل الله نصرتك ممّن ظلمك ، وكفاك مؤنته ، وأبشرك بنصر الله عاجلاً ، وبالأجر آجلاً ، وأكثر من حمد الله ) (٣) وذكر سيدنا الأستاذ طبقته في الحديث (٤).

٣ ـ إبراهيم بن مهزيار :

أبو إسحاق الأهوازي ، له كتاب البشارات (٥) عدّه الشيخ في رجاله من

__________________

١ ـ رجال الطوسي : ص ٣٩٧.

٢ ـ رجال البرقي : ص ٥٧.

٣ ـ رجال الكشي : ج ٢ ص ٨٦٩.

٤ ـ معجم رجال الحديث : ج ١ ص ١٥٧.

٥ ـ رجال النجاشي : ص ١٢.

١٢٨

أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام ومن أصحاب الإمام الهادي عليه‌السلام وروى الكشي عن أحمد بن علي بن كلثوم قال : ( وكان من الفقهاء ، وكان مأموناً على الحديث قال : حدّثني محمد بن إبراهيم بن مهزيار ، قال : إنّ أبي لما حضرته الوفاة دفع إليَّ مالاً ، وأعطاني علامة ، ولم يعلم بتلك العلامة أحد إلاّ الله عزوجل ، وقال : من أتاك بهذه العلامة فادفع إليه المال ، قال : فخرجت إلى بغداد ، ونزلت في خان ، فلما كان اليوم الثاني إذ جاء شيخ ودقّ الباب ، فقلت للغلام : انظر من هذا؟ فقال : شيخ بالباب ، فقلت : ليدخل ، فدخل وجلس ، فقال : أنا العمري ، هات المال الذي عندك ، وهو كذا وكذا ، ومعه العلامة ، قال : فدفعت إليه المال (١).

وقد وقع إبراهيم بن مهزيار بهذا العنوان في إسناد كثير من الروايات تبلغ خمسين مورداً (٢).

ذكره الصدوق في باب من شاهد الإمام المنتظر ( عجل الله فرجه ) ، وذكر له حديثاً مفصّلاً وطريقاً في هذا النوع (٣).

٤ ـ إبراهيم بن مهرويه :

من أهل جسر بابل ، عدّه الشيخ من أصحاب الجواد عليه‌السلام ، والظاهر أنّه إمامي مجهول الحال (٤).

٥ ـ أحمد بن حمّاد :

المروزي ، ذكره الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام ، كتب إليه الإمام

__________________

١ ـ رجال الكشي : ج ٢ ص ٨١٣.

٢ ـ معجم رجال الحديث : ج ١ ص ١٦٩.

٣ ـ تنقيح المقال : ج ١ ص ٣٦ ـ ٣٧.

٤ ـ تنقيح المقال : ج ١ ص ٣٥.

١٢٩

الجواد عليه‌السلام رسالة جاء فيها : ( أمّا الدنيا فنحن فيها متفرّجون في البلاد ، ولكن من هوى صاحبه فإن يدينه فهو معه وإن كان نائياً عنه ، وأمّا الآخرة فهي دار القرار ) (١).

جرت بينه وبين أبي الهذيل العلاّف مناظرة ، وقد أثبت أحمد فيها ضرورة الإمامة ، وفيما يلي نصّها :

ـ أحمد : إني أتيتك سائلاً؟

ـ أبو الهذيل : سل وأسأل الله العصمة.

ـ أحمد : أليس من دينك أنّ العصمة والتوفيق لا يكونان إلاّ من الله لا بعمل تستحقّه به.

ـ أبو الهذيل : نعم.

ـ أحمد : فما معنى دعائك؟ اعمل وخذ.

ـ أبو الهذيل : هات مسألتك.

ـ أحمد : شيخي اخبرني عن قول الله عزوجل : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ديِنَكُمْ ).

ـ أبو الهذيل : قد أكمل لنا الدين.

ـ أحمد : شيخي ، اخبرنا إن سألتك عن مسألة لا تجدها في كتاب الله ، ولا في سنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا في قول أصحابه ، ولا في حيلة فقهائهم ما أنت صانع؟

ـ أبو الهذيل : هات.

ـ أحمد : شيخي ، خبرني عن عشرة كلّهم عنين وقعوا في طهر واحد بامرأة ، وهم مختلفو الأمر ، فمنهم من وصل إلى بعض حاجته ، ومنهم من قارب حسب

__________________

١ ـ الكشي : ج ٢ ص ٨٣٣.

١٣٠

الإمكان منه ، هل في خلق الله اليوم من يعرف حدّ الله في كلّ رجل منهم مقدار ما ارتكب من الخطيئة فيقيم عليه الحدّ في الدنيا ويطهر منه في الآخرة؟ وليعلم ما يقول : في أنّ الدين قد كمل ..

ـ أبو الهذيل : هيهات (١).

لقد كان أحمد بن حماد بن أعلام الشيعة وثقاتهم وقد وردت بعض الأخبار تقدح فيه إلاّ أنّ الأستاذ الخوئي ناقشها ، وأثبت عدم صحّتها (٢).

٦ ـ أحمد بن إسحاق :

الأشعري القمّي ، كان وافد القمّيّين (٣) ، روى عن الإمام الجواد عليه‌السلام وأبي الحسن ، وكان من العلماء ، ألف الكتب التالية :

١ ـ كتاب علل الصلاة.

٢ ـ مسائل الرجال لأبي الحسن الثالث.

وجاء في القسم الأول من الخلاصة أنّه ثقة ، وكان وافد القمّيّين روى عن أبي جعفر الثاني ، وأبي الحسن ، وكان خاصة أبي محمد ، وشيخ القمّيّين ، رأى صاحب الزمان ( عجل الله فرجه ).

وممّا يدل على عظيم شأنه عند الأئمة عليهم‌السلام ما رواه الكشي بسنده عن أحمد بن الحسين القمي الآبي أبو علي ، قال : كتب محمد بن أحمد بن الصلت القمي إلى ( الدار ) كتاباً ذكر فيه قصّة أحمد بن إسحاق القمي وصحبته ، وأنه يريد الحجّ ، واحتاج إلى ألف دينار ، فإن رأى سيدي أن يأمر باقراضه إياه ، ويسترجع منه في البلد إذا انصرف

____________

١ ـ الكشي : ج ٢ ص ٨٣٤.

٢ ـ معجم رجال الحديث : ج ٢ ص ١٠٢.

٣ ـ وافد القمّيّين : كانت أهالي قم توفده إلى الأئمة عليهم‌السلام لأخذ المسائل الفقهية عنهم.

١٣١

فافعل؟ فوقع عليه‌السلام : هي له مناصلة ، وإذا رجع فله عندنا سواها (١).

ووردت أخبار كثيرة في الثناء عليه ، وأنّه من عيون أصحاب الأئمة عليهم‌السلام فضلاً وزهادة وتحرّجاً في الدين.

٧ ـ أحمد بن عبد الله :

ابن عيسى القمي الأشعري ، ثقة له نسخة عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام حسبما يقول النجاشي.

٨ ـ أحمد بن عبد الله :

الكوفي ، الكرخي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام (٢).

٩ ـ أحمد بن محمد :

ابن أبي نصر البزنطي ، كوفي ثقة ، لقي الإمام الرضا عليه‌السلام وكان عظيم المنزلة عنده ، روى عنه كتاباً ، له من الكتب ما يلي :

١ ـ كتاب الجامع.

٢ ـ كتاب النوادر.

٣ ـ كتاب نوادر.

قال النجاشي : لقي الرضا ، وأبا جعفر عليهما‌السلام ، وكان عظيم المنزلة عندهما ، وروى الكشي بسنده عنه أنّه قال : دخلت على أبي الحسن عليه‌السلام أنا وصفوان بن يحيى ومحمد بن سنان .. فجلسنا عنده ساعة ، ثمّ قمنا ، فقال لي : أمّا أنت يا أحمد فاجلس ، فجلست فأقبل يحدّثني ، فأسأله فيجيبني حتى ذهبت عامّة الليل ، فلمّا أردت الانصراف قال لي : يا أحمد ، تنصرف أو تبيت؟ قلت : جعلت فداك ، ذلك إليك إن

__________________

١ ـ رجال الكشي : ج ٢ ص ٨٣١.

٢ ـ رجال الطوسي : ص ٣٩٩.

١٣٢

أمرت بالانصراف انصرفت ، وإن أمرت بالقيام أقمت ، قال : أقم فهذا الحرس ، وقد هدأ الناس ، وناموا ، فقام وانصرف فلمّا ظننت أنه دخل ، خررت لله ساجداً فقلت : الحمد لله ، حجة الله ، ووارث علم النبيّين أنس بي من بين إخواني ، وحبّبني ، فأنا في سجدتي وشكري فما علمت إلاّ وقد أقبل الإمام .. فأخذ بيدي فغمزها ، ثمّ قال : إنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام عاد صعصعة في مرضه ، فلمّا قام من عنده قال : يا صعصعة لا تفتخرنّ على أعوانك بعيادتي إيّاك ، واتّق الله ، ثمّ انصرف عني.

إنّ أئمة أهل البيت عليهم‌السلام لا يرضون بالزهو ولا بالافتخار ويرون ذلك ضرباً من ضروب البعد عن الله ، وإنّ اللازم على المسلم أن يتّصل بالله اتصالاً واقعياً ، ولا يشرك أي أحد في الاتصال به.

طبقته في الحديث :

وقع بهذا العنوان في إسناد جملة من الروايات تبلغ زهاء سبعمائة وثمانية وثمانين مورداً ، وذكر الأستاذ الخوئي من روى عنه (١).

وفاته :

توفي هذا العالم الكبير سنة (٢٢١) (٢) وقد خسر المسلمون في وقته علماً من أعلام التقوى والفقه.

١٠ ـ أحمد بن محمد :

ابن عبيدة القمّي الأشعري ، من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام ذكر ذلك الشيخ (٣).

__________________

١ ـ معجم رجال الحديث : ج ٢ ص ٢٣٥ ـ ٢٤٢.

٢ ـ رجال النجاشي : ص ٧٥.

٣ ـ رجال الطوسي : ص ٣٩٨.

١٣٣

١١ ـ أحمد بن محمد :

ابن خالد البرقي ، عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام ، ومن أصحاب الإمام الهادي عليه‌السلام ، ولابدّ لنا من وقفة قصيرة للحديث عنه.

مؤلفاته :

ألف كتباً كثيرة منها المحاسن ، وكتاب الإبلاغ ، وكتاب التراحم والتعاطف ، وكتاب آداب النفس ، وكتاب المنافع ، وكتاب المعاشرة ، وكتاب المعيشة ، وغيرها ممّا يزيد على المائة ذكرها النجاشي ، والشيخ في الفهرست.

الطعن عليه :

أما الطعن الذي يواجهه فهو روايته عن الضعفاء ، واعتماده على المراسيل قال ابن الغضائري : طعن عليه القميّون ، وليس الطعن فيه ، إنما الطعن فيمن يروي عنه ، فإنّه كان لا يبالي عمّن يأخذ عنه على طريقة أهل الأخبار وكان أحمد بن عيسى أبعده عن قم ثمّ أعاده إليها واعتذر إليه ، وقال : وجدت كتاباً فيه وساطة بين أحمد بن محمد بن عيسى وبين أحمد بن محمد بن خالف ، لمّا توفي مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافياً حاسراً ليبرئ نفسه ممّا قذفه به.

طبقته في الحديث :

وقّع بعنوان أحمد بن خالد في إسناد جملة من الروايات تبلغ زهاء ثمانمائة وثلاثين مورداً ، وذكر سيدنا الأستاذ الخوئي من روى عنه (١).

١٢ ـ أحمد بن محمد :

ابن بندار الأقرع مولى الربيع عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام ، وظاهره أنّه إمامي مجهول الحال (٢).

__________________

١ ـ معجم رجال الحديث : ج ٢ ص ٢٦٧ ـ ٢٧٤.

٢ ـ تنقيح المقال : ج ١ ص ٨١.

١٣٤

١٣ ـ أحمد بن محمد :

ابن عبيد الله الأشعري القمّي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام ، وكذلك ذكره البرقي ، قال النجاشي : إنّه شيخ أصحابنا ثقة روى عن أبي الحسن الثالث عليه‌السلام.. له كتاب نوادر (١).

١٤ ـ أحمد بن محمد :

ابن عيسى الأشعري القمي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام ، وهو أول من سكن قم ، يكنّى أبا جعفر ، قال الكشي : ( وأبو جعفر ( رضي الله عنه ) شيخ القمّيّين ، ووجيههم وفقيههم غير مدافع وكان أيضاً الرئيس الذي يلقى السلطان ، ولقي الرضا عليه‌السلام ، وأبا جعفر الثاني ، وأبا الحسن العسكري عليه‌السلام..

مؤلّفاته :

وألف مجموعة من الكتب ، منها كتاب التوحيد ، كتاب فضل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كتاب المتعة ، كتاب النوادر وكان غير مبوّب فبوّبه داود بن كورة ، ومنها كتاب الناسخ والمنسوخ ، كتاب فضائل العرب وغيرها.

طبقته في الحديث :

وقع أحمد بن محمد بن عيسى بهذا العنوان في إسناد عدّة من الروايات تبلغ زهاء ٢٢٩٠ مورداً .. روى عن الإمام أبي جعفر عليه‌السلام. وعليّ بن محمد عليه‌السلام وعن أبي ثابت ، وأبي جعفر البغدادي وأبي الحسن وغيرهم (٢).

١٥ ـ أحمد بن معافى :

نسب ابن داود في القسم الأول (١٣٥) إلى رجال الشيخ ذكره في أصحاب

__________________

١ ـ رجال النجاشي : ص ٧٩.

٢ ـ معجم رجال الحديث : ج ٢ ص ٣٠٣.

١٣٥

الإمام الجواد عليه‌السلام وتوثيقه إيّاه ولكنّه غير موجود فيه (١).

١٦ ـ إدريس القمي :

يكنى أبا القاسم ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام (٢).

١٧ ـ إسحاق الأنباري :

روى عن الإمام الجواد عليه‌السلام ، وروى عنه محمد بن عيسى بن عبيد ذكره الكشي في ترجمة هاشم بن أبي هاشم ، وأبي السمهري (٣).

١٨ ـ إسحاق بن إبراهيم :

ابن هاشم القمّي ، روى عن الإمام أبي جعفر عليه‌السلام وروى عنه عليّ بن مهزيار (٤).

١٩ ـ إسحاق بن محمد :

ابن إبراهيم الحضيني ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام وأضاف أنّه لقي الإمام الرضا عليه‌السلام (٥).

٢٠ ـ أميّة بن علي :

القبسي ، الشامي ، روى عن الإمام أبي جعفر الجواد عليه‌السلام له كتاب (٦) قال ابن الغضائري : إنّه ضعيف الرواية في مذهبه ارتفاع (٧).

__________________

١ ـ معجم رجال الحديث : ج ٢ ص ٣٥٠ ـ ٣٥١.

٢ ـ رجال الطوسي : ص ٣٩٨.

٣ ـ معجم رجال الحديث : ج ٣ ص ٣١.

٤ ـ معجم رجال الحديث : ج ٣ ص ٣٢.

٥ ـ رجال الطوسي : ص ٣٩٧.

٦ ـ النجاشي : ص ١٠٥.

٧ ـ معجم رجال الحديث : ج ٣ ص ٢٧٧.

١٣٦

(ج)

٢١ ـ جعفر بن داود :

اليعقوبي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام (١).

٢٢ ـ جعفر بن محمد :

ابن يونس الأحول ، الصيرفي ، مولى بجيلة ، روى عن الإمام أبي جعفر الثاني عليه‌السلام ، وروى عنه أحمد بن عيسى له كتاب نوادر (٢).

٢٣ ـ جعفر بن محمد :

الهاشمي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام (٣).

روى عن أبي حفص العطار ، وروى عنه عليّ بن مهزيار (٤).

٢٤ ـ جعفر بن يحيى :

ابن سعد الأحول ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام (٥) ، وقال النجاشي : إنّه من رجال أبي جعفر الثاني.

٢٥ ـ جعفر الجوهري :

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام (٦) ، روى عن زكريا بن آدم القمي ، وروى عنه منصور بن العباس (٧).

__________________

١ و ٣ ـ رجال الطوسي : ص ٣٩٩.

٢ ـ النجاشي : ص ١٢٠.

٤ ـ معجم رجال الحديث : ج ٤ ص ١٣٠.

٥ و ٦ ـ رجال الطوسي : ص ٣٩٩.

٧ ـ معجم رجال الحديث : ج ٤ ص ١٣٩.

١٣٧

(ح)

٢٦ ـ الحسن بن راشد :

يكنى أبا علي ، مولى لآل المهلّب ، بغدادي ، ثقة عدّه الشيخ من أصحاب الجواد عليه‌السلام وعدّه المفيد في رسالته العددية من الفقهاء الأعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام الذين لا يطعن عليهم بشيء ولا طريق لذمّ واحد منهم.

كان وكيلاً للإمام أبي الحسن العسكري عليه‌السلام على بغداد وما والاها من القرى والمدائن ، وقد كتب الإمام إلى أهالي تلك المدن : ( قد أقمت أبا عليّ بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربّه ، ومن قبله من وكلائي وقد أوجبت في طاعته طاعتي ، وفي عصيانه الخروج إلى عصياني ) (١).

ودلّت هذه الرسالة على سموّ مكانته ، وعظيم منزلته عند الإمام أبي الحسن عليه‌السلام فقد قرن طاعته بطاعته ، وعصيانه بعصيانه ، ومن الطبيعي أنّه لم ينل هذه المنزلة إلاّ بطاعته لله ، وتحرّجه في الدين ، وممّا يدلّ على عظيم مكانته عند الإمام العسكري عليه‌السلام ما رواه الكشيّ بسنده عن محمد بن عيسى اليقطيني قال : كتب أبو الحسن العسكري عليه‌السلام إلى أبي علي بن بلال في سنة ٢٣٢ هـ كتاباً جاء فيه بعد البسملة :

( أحمد الله إليك ، وأشكر طَولَه وعوده ، وأصلّي على محمد النبي وآله صلوات الله ورحمته عليهم ، ثمّ إنّي أقمت أبا عليّ مقام الحسين بن عبد ربّه وأتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يقدّمه أحد ، وقد أعلم أنّك شيخ ناحيتك ، فأحببت إفرادك ، وإكرامك بالكتاب بذلك ، فعليك بالطاعة له ، والتسليم إليه ، جميع الحقّ قبلك ، وان تخصّ موالي على ذلك ، وتعرفهم من ذلك ، ما يصير سبباً إلى عونه

__________________

١ ـ الغيبة : ص ٣٥٠.

١٣٨

وكفايته فذلك توفير علينا ، ومحبوب لدينا ، ولك به جزاء من الله وأجر ، فإنّ الله يعطي من يشاء ذو الإعطاء ، والجزاء برحمته وأنت في وديعة الله .. ) (١).

ودلّلت هذه الرسالة على ما يتمتع به الحسن من مزيد الثقة عند الإمام عليه‌السلام ، فقد أرجع إليه أمور شيعته وألزمهم بالانقياد لأمره وتسليم حقوقهم إليه .. وقد أبنه الإمام العسكري بعد وفاته بقوله : ( إنّه عاش سعيداً ، ومات شهيداً ) ، وما نال هذه المنزلة عند الإمام عليه‌السلام إلاّ بتقوى الله وطاعته ، وزهده في الدنيا.

٢٧ ـ الحسن بن سعيد :

الأهوازي ، كان مع أخيه الحسين بن أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام والإمام الجواد عليه‌السلام حسبما يقول البرقي (٢) ، وقال النجاشي : إنّه شارك أخاه في الكتب الثلاثين المصنّفة ، وهي : كتاب الوضوء ، كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب الصوم ، كتاب الحجّ ، كتاب النكاح ، كتاب الطلاق ، كتاب العتق والتدبير والمكاتبة ، كتاب الإيمان والنذور ، كتاب التجارات والإجارات ، كتاب الخمس ، كتاب الشهادات ، كتاب الصيد والذبائح ، كتاب المكاسب ، كتاب الأشربة ، كتاب الزيارات ، كتاب التقيّة ، كتاب الردّ على الغلاة ، كتاب المناقب ، كتاب المثالب ، كتاب الزهد ، كتاب المروءة ، كتاب حقوق المؤمنين وفضلهم ، كتاب تفسير القرآن ، كتاب الوصايا ، كتاب الفرائض ، كتاب الحدود ، كتاب الديات ، كتاب الملاحم ، كتاب الدعاء .. ) (٣).

ودلّت هذه المؤلّفات على ثروته العلمية ، فقد تناولت بالإضافة إلى البحوث الفقهية تفسير القرآن الكريم ، والردّ على الغلاة ، والمناقب والمثالب وغيرها من

__________________

١ ـ رجال الكشي : ج ٢ ص ٧٧٩ ـ ٨٠٠.

٢ ـ رجال البرقي : ص ٥٦.

٣ ـ النجاشي : ص ٥٨.

١٣٩

البحوث الكلامية والتاريخية.

٢٨ ـ الحسن بن العباس :

ابن الحَرِيش ، الرازي ، أبو علي ، روى عن الإمام أبي جعفر الثاني عليه‌السلام قال النجاشي : إنّه ضعيف جدّاً ، له ( كتاب إنّا أنزلناه في ليلة القدر ) وهو كتاب رديء الحديث ، مضطرب الألفاظ (١) ، وقال : فيه ابن الغضائري : وهذا الرجل لا يلتفت إليه ، ولا يكتب حديثه (٢).

٢٩ ـ الحسن بن عباس :

ابن خراش ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام (٣).

٣٠ ـ الحسن بن علي :

ابن أبي عثمان الملقّب سجادة ، أبو محمد ، كوفي ، ضعّفه أصحابنا له كتاب ( نوادر ) (٤) عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام (٥).

وروى الكشيّ رواية بسنده عن نصر بن الصباح تدلّ على فساد عقيدته وبطلان مذهبه ، وقد أعرضنا عن ذكرها.

٣١ ـ الحسن بن يسار :

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام (٦).

٣٢ ـ الحسين بن أسد :

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام ، ووصفه بأنّه ثقة صحيح (٧) ، روى عن حمّاد بن عيسى ، وروى عنه الحسين بن سليمان في ثواب زيارة الإمام

__________________

١ ـ النجاشي : ص ٦٠.

٢ ـ معجم رجال الحديث : ج ٤ ص ٢٧٠.

٣ و ٥ و ٧ ـ رجال الطوسي : ص ٤٠٠.

٤ ـ رجال النجاشي : ص ٦١.

١٤٠