بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بذلك عليا وفاطمة والحسن والحسين وجرت بعدهم في الأئمة عليهم السلام ثم رجع القول من الله في الناس فقال : « فَإِنْ آمَنُوا » يعني الناس « بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ » الآية « وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا » يعني القرآن « وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ » يعني الصحف « وَالْأَسْباطِ » حفدة يعقوب « وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى » أي التوراة والإنجيل « وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ » جملة المذكورون منهم وغير المذكورين « مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ » كاليهود حيث آمنوا ببعض وكفروا ببعض.

وأحد لوقوعه في سياق النفي عم فساغ أن يضاف إليه بين ونحن له أي لله مسلمون مذعنون مخلصون.

وفي الفقيه (١) في وصايا أمير المؤمنين عليه السلام لابنه فرض على اللسان الإقرار والتعبير عن القلب بما عقد عليه فقال عز وجل « قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا » الآية.

« فَإِنْ آمَنُوا » أي سائر الناس « بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ » أي بما آمنتم به والمثل مقحم في مثله (٢) « وَإِنْ تَوَلَّوْا » أي أعرضوا « فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ » أي كفر كذا في المجمع (٣) عن الصادق عليه السلام وأصله المخالفة والمناوأة فإن كل واحد من المتخالفين في شق غير شق الآخر « فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ » تسلية وتسكين للمؤمنين « وَهُوَ السَّمِيعُ » لأقوالكم « الْعَلِيمُ » بأخلاقكم.

__________________

(١) يعني فقيه من لا يحضره الفقيه ورواه في الكافي ج ٢ ص ٣٥ عن أبي عبد الله (ع) فى حديث طويل في باب أن الايمان مبثوث لجوارح البدن كلها : وفيه فرض الله على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقربه ، قال الله تبارك وتعالى : « وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً » وقال : « قُولُوا آمَنَّا » بالله وما « أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ » فهذا ما فرض الله على اللسان.

(٢) أي في مثل هذه الموارد.

(٣) مجمع البيان ج ١ ص ٢١٨.

٢١

« فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ » (١) في المجمع عن الصادق عليه السلام هو الشيطان (٢).

أقول : ويستفاد من كثير من الأخبار أنه يعم كل ما عبد من دون الله من صنم أو إمام ضلال أو صاد عن دين الله وهو فعلوت من الطغيان (٣) وفي تفسير علي بن إبراهيم هم الذين غصبوا آل محمد حقهم.

« وَيُؤْمِنْ بِاللهِ » بالتوحيد وتصديق الرسل « فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى » أي طلب الإمساك من نفسه بالحبل الوثيق وهي مستعارة لمتمسك الحق من النظر الصحيح والدين القويم.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام (٤) هي الإيمان بالله وحده لا شريك له وعن الباقر عليه السلام هي مودتنا أهل البيت « لَا انْفِصامَ لَها » لا انقطاع لها.

وفي معاني الأخبار عن النبي من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليستمسك بولاية أخي ووصيي علي بن أبي طالب فإنه لا يهلك من أحبه وتولاه ولا ينجو من أبغضه وعاداه (٥).

__________________

(١) البقرة ٢٥٦.

(٢) مجمع البيان ج ٢ ص ٣٦٤.

(٣) قال في المفردات : الطاغوت عبارة عن كل متعد ، وكل معبود من دون الله ، ويستعمل في الواحد والجمع ، قال : « فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ » ، « وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ » ، « يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ » فعبارة عن كل متعد.

ولما تقدم سمى الساحر ، والكاهن ، والمارد من الجن ، والصارف عن طريق الخير طاغوتا.

ووزنه فيما قيل فعلوت نحو جبروت وملكوت ، وقيل أصله طغووت ، ولكن قلب لام الفعل. نحو صاعقة وصاقعة ، ثم قلب الواو ألفا لتحركه وانفتاح ما قبله.

(٤) رواه الكليني في الكافي ج ٢ ص ١٤ باب في أن الصبغة هي الإسلام تحت الرقم ١.

(٥) معاني الأخبار ص ٣٦٨ و ٣٦٩. وسنده هكذا : حدثنا محمد بن على ماجيلويه قال : حدثني عمى محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن

٢٢

« وَاللهُ سَمِيعٌ » بالأقوال « عَلِيمٌ » بالنيات.

« اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا » متول أمورهم « يُخْرِجُهُمْ » بهدايته وتوفيقه « مِنَ الظُّلُماتِ » أي ظلمات الجهل والذنوب « إِلَى النُّورِ » أي نور الهدى والمغفرة وسيأتي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : المؤمن يتقلب في خمسة من النور مدخله نور ومخرجه نور وعلمه نور وكلامه نور ومنظره يوم القيامة إلى النور.

« وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ » في الكافي ، عن الباقر عليه السلام أولياؤهم الطواغيت وفي تفسير علي بن إبراهيم هم الظالمون آل محمد « أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ » وهم الذين تبعوا من غصبهم « يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ » قيل من نور الفطرة إلى فساد الاستعداد وفي الكافي عن الصادق عليه السلام النور آل محمد والظلمات عدوهم (١).

وفي الكافي والعياشي عن أبي عبد الله عليه السلام « يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ » يعني ظلمات الكفر إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله عز وجل وقال « وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ » إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب الله لهم النار مع الكفار (٢).

وزاد في العياشي قال : قلت أليس الله عنى بهذا الكفار حين قال : « وَالَّذِينَ كَفَرُوا » قال فقال وأي نور للكافر فأخرج منه إلى الظلمات.

« أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ » العياشي عن الصادق عليه السلام فأعداء

__________________

خلف بن حماد الأسدى ، عن أبي الحسن العبدى ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعى ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلخ.

(١) الكافي ج ٨ ص ٢٨٩ والعياشي ج ١ ص ١٣٧.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ١٣٨ ، وتراه في الكافي ج ١ ص ٣٧٥ ، باب فيمن دان الله عز وجل بغير امام من الله جل جلاله ، تحت الرقم ٣.

٢٣

علي هم الخالدون في النار وإن كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة (١).

« إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا » (٢) قيل أي بالله ورسله وبما جاءهم منه « وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ » عطفهما على ما يعمهما لإنافتهما على سائر الأعمال الصالحة « وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ » من آت « وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ » على فائت.

« إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ » (٣) أي بقلوبكم فإن دليله امتثال ما أمرتم أقول تشعر بأن من يأتي بالذنوب الموبقة ليس بمؤمن.

« آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ » (٤) قال البيضاوي شهادة وتنصيص من الله على صحة إيمانه والاعتداد به وأنه جازم في أمره غير شاك فيه.

« وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ » لا يخلو من أن يعطف المؤمنون على الرسول فيكون الضمير الذي ينوب عنه التنوين راجعا إلى الرسول والمؤمنين أو يجعل مبتدأ فيكون الضمير للمؤمنين وباعتباره يصح وقوع كل بخبره خبر المبتدإ ويكون إفراد الرسول بالحكم إما لتعظيمه أو لأن إيمانه عن مشاهدة وعيان وإيمانهم عن نظر واستدلال.

« لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ » أي يقولون لا نفرق وأحد في معنى الجمع لوقوعه في سياق النفي ولذلك دخل عليه بين والمراد نفي الفرق بالتصديق والتكذيب « وَقالُوا سَمِعْنا » أجبنا « وَأَطَعْنا » أمرك « غُفْرانَكَ رَبَّنا » أي اغفر لنا غفرانك أو نطلب غفرانك « وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ » أي المرجع بعد الموت وهو إقرار منهم بالبعث انتهى.

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ١٣٩.

(٢) سورة البقرة : ٢٧٧.

(٣) سورة البقرة : ٢٨٢.

(٤) البقرة : ٢٨٥.

٢٤

« إِنَّ فِي ذلِكَ » (١) أي في إنبائكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم « لَآيَةً » ومعجزة « لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ » أي مصدقين غير معاندين.

« فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ » (٢) الإيفاء والتوفية إعطاء الحق وافيا كاملا.

« إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ » (٣) أي أخصهم به وأقربهم منه من الولي وهو القرب « لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ » من أمته « وَهذَا النَّبِيُ » خصوصا « وَالَّذِينَ آمَنُوا » من أمته لموافقتهم له في أكثر ما شرع لهم على الأصالة.

في الكافي (٤) والعياشي (٥) هم الأئمة ومن اتبعهم.

وفي المجمع (٦) قال أمير المؤمنين إن أولى الناس بالأنبياء أعملهم بما جاءوا به ثم تلا هذه الآية وقال إن ولي محمد صلى الله عليه واله من أطاع الله وإن بعدت لحمته.

وإن عدو محمد من عصى الله وإن قربت قرابته « وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ » أي يتولى نصرتهم « قُلْ آمَنَّا » (٧) أمر للرسول بأن يخبر عن نفسه ومتابعيه بالإيمان « وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ » أي منقادون مخلصون في عبادته.

« وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ » (٨) يتفضل عليهم بالعفو وغيره في الأحوال كلها.

« فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ » (٩) مخلصين « وَإِنْ تُؤْمِنُوا » حق الإيمان « وَتَتَّقُوا » النفاق « فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ » لا يقادر قدره.

« لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً » (١٠) كما فعله المحرفون من أحبارهم

__________________

(١) آل عمران : ٤٩.

(٢) آل عمران : ٥٧.

(٣) آل عمران : ٦٨.

(٤) الكافي ج ١ ص ٤١٦.

(٥) تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٧.

(٦) مجمع البيان ج ٢ ص ٤٥٨.

(٧) آل عمران : ٨٤.

(٨) آل عمران : ١٥٢.

(٩) آل عمران : ١٧٩.

(١٠) آل عمران : ١٩٩.

٢٥

« أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ » و « يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ » كما وعدوا في آية أخرى « إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ » لعلمه بالأعمال وما يستوجبه كل عامل من الجزاء فيسرع في الجزاء ويوصل الأجر الموعود سريعا.

« أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ » (١) أي من الدماء ودرن الدنيا وأنجاسها وقيل من الأخلاق السيئة « وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلاً » أي دائما لا تنسخه الشمس مشتق من الظل لتأكيده كما قيل ليل أليل.

« وَعْدَ اللهِ » (٢) قال الطبرسي رحمه‌الله أي وعد الله ذلك وعدا « حَقًّا » مصدر مؤكد لما قبله كأنه قال أحقه حقا « وَمَنْ أَصْدَقُ » استفهام فيه معنى النفي أي لا أجد أصدق من الله قولا فيما أخبر ووعدا فيما وعد (٣).

« يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ » (٤) أي آمنوا بألسنتهم وظاهرهم آمنوا بقلوبكم وباطنكم ليوافق ظاهركم باطنكم فالخطاب للمنافقين وقيل الخطاب للمؤمنين على الحقيقة والمعنى اثبتوا على هذا الإيمان في المستقبل وداوموا عليه واختاره الجبائي قال لأن الإيمان الذي هو التصديق لا يبقى وإنما يستمر بأن يجدده الإنسان حالا بعد حال.

وقيل الخطاب لأهل الكتاب أمروا بأن يؤمنوا بالنبي والكتاب الذي أنزل عليه كما آمنوا بما معهم من التوراة والإنجيل ويكون وجه أمرهم بالتصديق بهما وإن كانوا مصدقين بهما أحد أمرين :

إما أن يكون لأن التوراة والإنجيل فيهما صفات نبينا وتصحيح نبوته فمن لم يصدقه ولم يصدق القرآن لا يكون مصدقا بهما لأن في تكذيبه تكذيب التوراة والإنجيل.

وإما أن يكون الله عز وجل أمرهم بالإقرار بمحمد والقرآن وبالكتاب

__________________

(١) النساء : ٥٧.

(٢) النساء : ١٢٢.

(٣) مجمع البيان ج ٣ ص ١١٤.

(٤) النساء : ١٣٦.

٢٦

الذي أنزل من قبله وهو الإنجيل وذلك لا يصح إلا بالإقرار بعيسى عليه السلام أيضا وأنه نبي مرسل.

« وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ » أي يجحده أو يشبهه بخلقه أو يرد أمره ونهيه « وَمَلائِكَتِهِ » أي ينفيهم أو ينزلهم منزلة لا تليق بهم كما قالوا إنهم بنات الله « وَكُتُبِهِ » فيجحدها « وَرُسُلِهِ » فينكرهم « وَالْيَوْمِ الْآخِرِ » أي يوم القيامة « فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً » أي ذهب عن الحق وقصد السبيل ذهابا بعيدا.

« وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ » (١) بأن آمنوا بجميعهم « أُولئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ » أي يعطيهم « أُجُورَهُمْ » الموعودة لهم سمي الثواب أجرا للدلالة على استحقاقهم لها والتصدير بسوف للدلالة على أنه كائن لا محالة وإن تأخر « وَكانَ اللهُ غَفُوراً » لم يزل يغفر ما فرط منهم من المعاصي « رَحِيماً » يتفضل بأنواع الإنعام.

« وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ » (٢) أي على ما كان وعدهم به من الجزاء « وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا » أي أنفوا عن الإقرار بوحدانيته « وَاسْتَكْبَرُوا » أي تعظموا عن الإقرار له بالطاعة والعبودية « وَلِيًّا » ينجيهم من عذابه « وَلا نَصِيراً » أي ناصرا ينقذهم من عقابه (٣).

« وَاعْتَصَمُوا بِهِ » أي بحبل طاعته أو طاعة أنبيائه وحججه أو بدينه كما قال « وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً »

وفي تفسير علي بن إبراهيم الاعتصام التمسك « بِهِ » بولاية أمير المؤمنين وولاية الأئمة بعده.

« فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ » أي ثواب مستحق أو نعمة منه وهي الجنة عن ابن عباس « وَفَضْلٍ » أي إحسان زائد عليه وقيل أي ما يبسط لهم من الكرامة وتضعيف الحسنات وما يزاد لهم من النعم على ما يستحقونه « وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً » قال الطبرسي رحمه‌الله (٤) صراطا مفعول ثان ليهديهم فإنه على

__________________

(١) النساء : ١٥٢.

(٢) النساء : ١٧٣.

(٣) النساء : ١٧٥.

(٤) مجمع البيان ج ٣ ص ١٤٧.

٢٧

معنى يعرفهم أو حال من الهاء في إليه أي يوفقهم لإصابة فضله الذي يتفضل به على أوليائه ويسددهم لسلوك منهج من أنعم عليهم من أهل طاعته واقتفاء آثارهم.

وأقول : في تفسير علي بن إبراهيم (١) الصراط المستقيم علي عليه‌السلام.

« لَهُمْ مَغْفِرَةٌ » (٢) أي لذنوبهم « وَأَجْرٌ » أي ثواب « عَظِيمٌ » قال الطبرسي رحمه‌الله الفرق بين الثواب والأجر أن الثواب يكون جزاء على الطاعات والأجر قد يكون على سبيل المعاوضة بمعنى الأجرة (٣).

« وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ » (٤) قال يعني اليهود والنصارى « آمَنُوا » بمحمد « وَاتَّقَوْا » الكفر والفواحش « لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ » أي سترناها عليهم وغفرناها لهم « وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ » أي عملوا بما فيهما على ما فيهما دون أن يحرفوا شيئا منهما أو عملوا بما فيهما بأن أقاموهما نصب أعينهم « وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ » أي القرآن وقيل كل ما دل الله عليه من أمور الدين « لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ » بإرسال السماء عليهم مدرارا « وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ » بإعطاء الأرض خيرها وقيل لأكلوا ثمار النخيل والأشجار من فوقهم والزروع من تحت أرجلهم.

والمعنى : لتركوا في بلادهم ولم يجلوا عن بلادهم ولم يقتلوا فكانوا يتمتعون بأموالهم وما رزقهم الله من النعم وإنما خص سبحانه الأكل لأن ذلك أعظم الانتفاع وقيل كناية عن التوسعة كما يقال فلان في الخير من قرنه إلى قدمه أي يأتيه الخير من كل جهة يلتمسه منها.

أقول : وفي تفسير علي بن إبراهيم « مِنْ فَوْقِهِمْ » المطر « وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ »

__________________

(١) تفسير القمي ص ٦٠٦ و ٦١٢ وغير ذلك من الموارد التي يفسر كلمة « الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ » وهكذا رواه الصدوق في المعاني ص ٣٢ عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

(٢) المائدة : ٩.

(٣) مجمع البيان ج ٣ ص ١٦٩.

(٤) المائدة : ٦٥ و ٦٦.

٢٨

النبات وأقول قال بعض أهل التحقيق « مِنْ فَوْقِهِمْ » الإفاضات والإلهامات الربانية « وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ » ما يكتسبونه بالفكر والنظر ومطالعة الكتب فهو محمول على الرزق الروحاني.

« مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ » قد دخلوا في الإسلام « وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ » وفيه معنى التعجب أي ما أسوأ عملهم وهم الذين أقاموا على الجحود والكفر.

« إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا » (١) أي بالله وبما فرض عليهم الإيمان به « وَالَّذِينَ هادُوا » أي اليهود « وَالصَّابِئُونَ » قال علي بن إبراهيم إنهم ليسوا من أهل الكتاب ولكنهم يعبدون الكواكب والنجوم « وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ » منهم أي نزع عن كفره « فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ » في الآخرة حين يخاف الفاسقون « وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ » إذا حزن المخالفون.

أقول قد ورد مثل هذه الآية في البقرة (٢).

« فَمَنْ آمَنَ » (٣) أي صدق الرسل « وَأَصْلَحَ » أي عمل صالحا في الدنيا « فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ » من العذاب « وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ » بفوت الثواب.

« يُؤْمِنُونَ بِهِ » (٤) أي بالقرآن « وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ » فإن من صدق بالآخرة خاف العاقبة ولا يزال الخوف يحمله على النظر والتدبر حتى يؤمن به ويحافظ على الطاعة وتخصيص الصلاة لأنها عماد الدين وعلم الإيمان.

« إِنَّ فِي ذلِكُمْ » (٥) أي في إنزال الماء من السماء وإخراج النباتات والأشجار والثمار « لَآياتٍ » على وجود صانع عليم حكيم قدير يقدره ويدبره وينقله من حال إلى حال « لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ » فإنهم المنتفعون.

__________________

(١) المائدة : ٦٩.

(٢) البقرة : الآية ٦٢.

(٣) الأنعام : ٤٨.

(٤) الأنعام : ٩٢.

(٥) الأنعام : ٩٩.

٢٩

« أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً » (١) قيل أي كافرا « فَأَحْيَيْناهُ » بأن هديناه إلى الإيمان وإنما سمي الكافر ميتا لأنه لا ينتفع بحياته ولا ينفع غيره بحياته فهو أسوأ حالا من الميت وسمي المؤمن حيا لأنه له ولغيره المصلحة والمنفعة.

وقيل : نطفة فأحييناه « وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ » قيل المراد بالنور العلم والحكمة لأن العلم يهتدى به إلى الرشاد كما يهتدى بالنور في الطرقات أو القرآن والإيمان « كَمَنْ مَثَلُهُ » مثل من هو « فِي الظُّلُماتِ » أي في ظلمة الكفر.

وسمي القرآن والإيمان والعلم نورا لأن الناس يبصرون بذلك ويهتدون به من ظلمات الكفر وحيرة الضلالة كما يهتدى بسائر الأنوار وسمي الكفر ظلمة لأن الكافر لا يهتدي بهداه ولا يبصر أمر رشده كما سمي أعمى « كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ » قال الحسن زينه والله لهم الشيطان وأنفسهم.

وفي الكافي (٢) عن الباقر عليه السلام « مَيْتاً » لا يعرف شيئا و « نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ » إماما يأتم به « كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ » الذي لا يعرف الإمام.

وفي العياشي (٣) عنه عليه السلام الميت الذي لا يعرف هذا الشأن يعني هذا الأمر « وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً » إماما يأتم به يعني علي بن أبي طالب عليه السلام « كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ » قال بيده هكذا هذا الخلق الذين لا يعرفون شيئا.

وفي المناقب عن الصادق عليه السلام « كانَ مَيْتاً » عنا « فَأَحْيَيْناهُ » بنا.

وقال علي بن إبراهيم (٤) جاهلا عن الحق والولاية فهديناه إلينا قال النور الولاية « فِي الظُّلُماتِ » يعني ولاية غير الأئمة عليهم السلام.

وفي المجمع (٥) عن الباقر عليه السلام أنها نزلت في عمار بن ياسر وأبي جهل.

« وَهذا صِراطُ رَبِّكَ » (٦) قيل يعني طريقه وعادته في التوفيق والخذلان وقيل الإسلام أو القرآن « مُسْتَقِيماً » لا اعوجاج فيه والنصب على الحال « قَدْ فَصَّلْنَا

__________________

(١) الأنعام : ١٢٢.

(٢) لم نجده في الكافي.

(٣) العياشي ج ١ ص ٣٥٧.

(٤) تفسير القمي ص : ٢٠٣.

(٥) مجمع البيان ج ٤ ص ٣٥٩.

(٦) الأنعام : ١٢٢.

٣٠

الْآياتِ » أي بيناها وميزناها « لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ » فيعلمون أن القادر هو الله وأن كل ما يحدث من خير أو شر فهو بقضائه وأنه عليم بأحوال العباد حكيم عدل فيما يفعل.

بهم « لَهُمْ » للذين تذكروا وعرفوا الحق « دارُ السَّلامِ » أي دار الله أو دار السلامة من كل آفة.

وقال علي بن إبراهيم : يعني في الجنة والسلام الأمان والعافية والسرور « عِنْدَ رَبِّهِمْ » أي في ضمانه يوصلهم إليها لا محالة « وَهُوَ وَلِيُّهُمْ » قيل أي مولاهم ومحبهم وقال علي بن إبراهيم أي أولى بهم « بِما كانُوا يَعْمَلُونَ » أي بسبب أعمالهم.

« وَأَنَّ هذا صِراطِي » (١) أي ولأن تعليل للأمر باتباعه وقيل الإشارة فيه إلى ما ذكر في السورة فإنها بأسرها في إثبات التوحيد والنبوة وبيان الشريعة وقرئ إن بالكسر على الاستئناف « وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ » أي الأديان المختلفة المتشعبة عن الأهوية المتباينة « فَتَفَرَّقَ بِكُمْ » أي فتفرقكم وتزيلكم « عَنْ سَبِيلِهِ » الذي هو اتباع الوحي واقتفاء البرهان « ذلِكُمْ » الاتباع « وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ » الضلال والتفرق عن الحق.

وفي روضة الواعظين ، عن النبي صلى الله عليه واله في هذه الآية سألت الله أن يجعلها لعلي ففعل (٢).

وروى العياشي عن الباقر عليه السلام أنه قال لبريد العجلي تدري ما يعني بـ « صِراطِي مُسْتَقِيماً » قال قلت لا قال ولاية علي والأوصياء قال وتدري ما يعني « وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ » قال قلت لا قال ولاية فلان وفلان قال وتدري

__________________

(١) الأنعام : ١٥٣.

(٢) ورواه ابن شهرآشوب في المناقب عن إبراهيم الثقفى بإسناده الى أبى برذة الاسلمى ج ٣ ص ٧٢.

٣١

ما معنى « فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ » قال قلت لا قال يعني سبيل علي عليه السلام (١).

« هَلْ يَنْظُرُونَ » (٢) إنكار بمعنى ما ينتظرون « إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ » أي ملائكة الموت أو العذاب « أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ » أي أمره بالعذاب « أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ »في الإحتجاج ، عن أمير المؤمنين عليه السلام في معنى هذه الآية إنما خاطب نبينا صلى الله عليه واله هل ينتظر المنافقون أو المشركون « إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ » فيعاينوهم « أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ » يعني بذلك أمر ربك والآيات هي العذاب في دار الدنيا كما عذب الأمم السالفة والقرون الخالية (٣).

« يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ » إلخ كأن المعنى أنه لا ينفع الإيمان حينئذ نفسا غير مقدمة إيمانها أو مقدمة إيمانها غير كاسبة في إيمانها خيرا والآية تدل على أن الإيمان لا ينفع ولا يقبل عند معاينة أحوال الآخرة ومشاهدة العذاب كإيمان فرعون وقد مر تفسير الآية بتمامها في كتاب المعاد.

وفي تفسير علي بن إبراهيم عن الباقر عليه السلام نزلت « أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً » قال إذا طلعت الشمس من مغربها آمن الناس كلهم في ذلك اليوم فيومئذ « لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها »

وفي الكافي والعياشي عن الباقر والصادق عليهما السلام في قوله « يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ » قال طلوع الشمس من المغرب وخروج الدجال وظهور الدخان والرجل يكون مصرا ولم يعمل عمل الإيمان ثم تجيء الآيات فلا ينفعه إيمانه.

وعن أحدهما عليهما السلام في قوله « أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً » قال المؤمن العاصي حالت بينه وبين إيمانه كثرة ذنوبه وقلة حسناته فلم يكسب في إيمانه خيرا (٤).

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ٣٨٣ و ٣٨٤.

(٢) الأنعام : ١٥٨.

(٣) الاحتجاج ص ١٣٢.

(٤) تفسير العياشي ج ١ ص ٣٨٥.

٣٢

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام « مِنْ قَبْلُ » يعني في الميثاق « أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً » قال الأنبياء والأوصياء وأمير المؤمنين عليهم السلام خاصة ، قال لا ينفع إيمانها لأنها سلبت (١).

وفي الإكمال عنه عليه السلام في هذه الآية يعني خروج القائم المنتظر (٢). وعنه عليه السلام قال : الآيات هم الأئمة عليهم السلام والآية المنتظرة القائم عليه السلام فيومئذ « لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها » (٣)

وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنها خروج دابة الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان وعصا موسى وطلوع الشمس من مغربها (٤).

« قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ » وعيد وتهديد أي انتظروا إتيان أحد الثلاثة فإنا منتظرون له وحينئذ لنا الفوز ولكم الويل.

« قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي » (٥) أي بالوحي والإرشاد و « دِيناً » أي هداني دينا « قِيَماً » فيعل من قام كالسيد والهين « مِلَّةَ إِبْراهِيمَ » هداني وعرفني ملة إبراهيم في حال حنيفيته وفي العياشي (٦) عن الباقر عليه السلام ما أبقت الحنيفية شيئا حتى إن منها قص الأظفار والأخذ من الشارب والختان.

وعنه عليه السلام ما من أحد من هذه الأمة يدين بدين إبراهيم عليه السلام غيرنا وغير شيعتنا وعن السجاد عليه السلام ما أحد على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا وسائر الناس منها براء.

__________________

(١) الكافي ج ١ ص ٤٢٨.

(٢) اكمال الدين ج ٢ ص ٢٧.

(٣) اكمال الدين ج ٢ ص ٥.

(٤) اكمال الدين ج ٢ ص ٢٠٧ و ٢٠٨ في حديث الدجال.

(٥) الأنعام : ١٦٠ ـ ١٦١.

(٦) تفسير العياشي ج ١ ص ٣٨٨.

٣٣

« ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ » (١) أي من القرآن والوحي « مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ » أي شياطين الجن والإنس فيحملوكم على الأهواء والبدع ويضلوكم عن دين الله وعما أمرتم باتباعه « قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ » أي تذكرا قليلا تتذكرون.

« لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها » (٢) اعتراض بين المبتدإ والخبر للترغيب في اكتساب النعيم المقيم بما يسعه طاقتهم ويسهل عليهم.

« وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ » (٣) أي في الدنيا فما من مسلم ولا كافر ولا مطيع ولا عاص وهو متقلب في نعمتي أو في الدنيا والآخرة إلا أن قوما لم يدخلوها لضلالهم « فَسَأَكْتُبُها » أي فسأثبتها وأوجبها في الآخرة « لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ » الشرك والمعاصي.

« وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ » (٤) يستفاد من بعض الآيات تأويل الطيبات بأخذ العلم من أهله والخبائث بقول من خالف وهو بطن من بطون الآية وقد مر تفسيرها في أبواب الأطعمة « وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ » أي يخفف عنهم ما كلفوا به من التكاليف الشاقة.

وأصل الإصر الثقل (٥) وكذا الأغلال « وَعَزَّرُوهُ » أي عظموه بالتقوية والذب عنه وأصل التعزير المنع وأما النور فقيل هو القرآن وفي كثير من الأخبار أنه علي عليه‌السلام.

« وَهاجَرُوا » (٦) أي فارقوا أوطانهم وقومهم حبا لله ولرسوله وهم

__________________

(١) الأعراف : ٣.

(٢) الأعراف : ٤٢.

(٣) الأعراف : ١٥٦.

(٤) الأعراف : ١٥٧.

(٥) بل المراد : وعد الناس بأن الايمان به والتسليم له يجب عما قبله فمن آمن به وأسلم له حط من عاتقه ثقل الآثام والذنوب التي اكتسبها قبل ذلك حتى حقوق الناس أي مظالمهم وأقول : على ما ثبت من تأويل الآية في المهدى « ص » يكون الايمان به والتسليم له يجب عما قبل ذلك من الآثام والذنوب كلها ، اللهم اجعلنا من الآمنين به.

(٦) الأنفال : ٧٣.

٣٤

المهاجرون من مكة إلى المدينة « وَالَّذِينَ آوَوْا » أي آووهم إلى ديارهم « وَنَصَرُوا » هم على أعدائهم وهم الأنصار « أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا » لأنهم حققوا إيمانهم بالهجرة والنصرة والانسلاخ من الأهل والمال والنفس لأجل الدين « لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ » لا تبعة له ولا منة فيه.

« وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ » (١) يريد اللاحقين بعد السابقين « فَأُولئِكَ مِنْكُمْ » أي من جملتكم أيها المهاجرون والأنصار وحكمهم حكمكم في وجوب موالاتهم ونصرتهم وإن تأخر إيمانهم وهجرتهم.

« أَعْظَمُ دَرَجَةً » (٢) أي ممن لم يستجمع هذه الصفات « وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ » أي المختصون بالفوز ونيل الحسنى عند الله.

« وَمَساكِنَ طَيِّبَةً » (٣) أي يطيب فيها العيش « فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ » أي إقامة وخلود وقد مضت الأخبار في ذلك من باب وصف الجنة « وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ » يعني وشيء من رضوانه أكبر من ذلك كله لأن رضاه سبب كل سعادة وموجب كل فوز وبه ينال كرامته التي هي أكبر أصناف الثواب « ذلِكَ » الرضوان « هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ » الذي يستحقر دونه كل لذة وبهجة.

« أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ » (٤) أي سابقة وفضلا سميت قدما لأن السبق بها كما سميت النعمة يدا لأنها باليد تعطى وإضافتها إلى الصدق لتحققها والتنبيه على أنهم إنما ينالونها بصدق القول والنية وفي المجمع (٥) عن الصادق عليه السلام أن معنى قدم صدق شفاعة محمد صلى الله عليه واله وفي الكافي والعياشي (٦) هو رسول الله صلى الله عليه واله وفيهما بولاية أمير المؤمنين عليه السلام وهذا لأن الولاية من شروط الشفاعة وهما متلازمتان.

« بِإِيمانِهِمْ » (٧) أي بسبب إيمانهم للاستقامة على سلوك الطريق المؤدي

__________________

(١) الأنفال : ٧٤.

(٢) براءة : ٢٠.

(٣) براءة : ٢٢.

(٤) يونس : ٢.

(٥) مجمع البيان ج ٥ ص ٨٩.

(٦) تفسير العياشي ج ٢ ص ١١٧ و ١١٨.

(٧) يونس : ٩.

٣٥

إلى الجنة « فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ » لأن التمسك بسبب السعادة كالوصول إليها أو يهديهم في الآخرة إليها.

« وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ » (١) بالنصرة في الدنيا والجنة في العقبى.

« آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ » (٢) قال الطبرسي (٣) رحمه‌الله فيه إضمار أي قيل له آلآن آمنت حين لم ينفع الإيمان ولم يقبل لأنه حال الإلجاء وقد عصيت بترك الإيمان في حال ما ينفعك الإيمان فهلا آمنت قبل ذلك وإيمان الإلجاء لا يستحق به الثواب فلا ينفع انتهى.

وذكر الرازي لعدم قبول توبة فرعون وجوها منها أنه إنما آمن عند نزول العذاب والإيمان في هذا الوقت غير مقبول لأنه عند نزول العذاب وقت الإلجاء وفي هذا الحال لا تكون التوبة مقبولة.

« كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا » (٤) أي مثل ذلك الإنجاء « نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ » منكم حين نهلك المشركين و « حَقًّا عَلَيْنا » اعتراض يعني حق ذلك علينا حقاو في المجمع (٥) والعياشي (٦) عن الصادق عليه السلام ما يمنعكم أن تشهدوا على من مات منكم على هذا الأمر أنه من أهل الجنة إن الله تعالى يقول « كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ».

« وَلكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ » (٧) فإنه هو الحقيق بأن يخاف ويرجى ويعبد وإنما خص التوفي بالذكر للتهديد « وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ » المصدقين بالتوحيد فهذا ديني.

__________________

(١) يونس : ٨٧.

(٢) يونس : ٩١.

(٣) مجمع البيان ج ٥ ص ١٣١.

(٤) يونس : ١٠٢.

(٥) مجمع البيان ج ٥ ص ١٣٨.

(٦) تفسير العياشي ج ٢ ص ١٣٨.

(٧) يونس : ١٠٣.

٣٦

« وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ » (١) عطف على أن أكون غير أن صلة أن محكية بصيغة الأمر والمعنى أمرت بالاستقامة والسداد في الدين بأداء الفرائض والانتهاء عن القبائح.

« وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ » (٢) أي اطمأنوا إليه وخشعوا له « مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ » أي الكافر والمؤمن « كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِ » أي كالأعمى وكالأصم أو كالأعمى الأصم « وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ » أي كالبصير وكالسميع أو كالبصير السميع وذلك لتعامي الكافر عن آيات الله وتصامه عن استماع كلام الله وتأبيه عن تدبر معانيه « أَفَلا تَذَكَّرُونَ » بضرب الأمثال والتأمل فيها.

« هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ » (٣) قال علي بن إبراهيم يعني الكافر والمؤمن « أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ » قال الكفر والإيمان.

« كَلِمَةً طَيِّبَةً » (٤) قيل أي قولا حقا ودعاء إلى صلاح « كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ » يطيب ثمرها كالنخلة وفي المجمع (٥) عن النبي صلى الله عليه واله أن هذه الشجرة الطيبة النخلة « أَصْلُها ثابِتٌ » في الأرض ضارب بعروقه فيها « تُؤْتِي أُكُلَها » أي تعطي ثمرها « كُلَّ حِينٍ » أي كل وقت وقته الله لإثمارها « بِإِذْنِ رَبِّها » أي بإرادة خالقها « لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ » لأن في ضرب الأمثال تذكيرا وتصويرا للمعاني بالمحسوسات لتقريبها من الأفهام.

وفي العياشي (٦) عن الصادق عليه السلام هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيه ولمن عاداهم.

وفي الكافي ، (٧) عنه عليه السلام أنه سئل عن الشجرة في هذه الآية فقال : رسول الله صلى الله عليه واله أصلها وأمير المؤمنين عليه السلام فرعها والأئمة من ذريتهما أغصانها

__________________

(١) يونس : ١٠٥.

(٢) هود : ٢٣ و ٢٤.

(٣) الرعد : ١٦.

(٤) إبراهيم : ٢٤ ـ ٢٧.

(٥) مجمع البيان ج ٦ ص ٣١٢.

(٦) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٢٤.

(٧) الكافي ج ١ ص ٤٢٨.

٣٧

وعلم الأئمة ثمرها وشيعتهم المؤمنون ورقها.

قال والله إن المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها وإن المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها.

وفي الإكمال الحسن والحسين ثمرها والتسعة من ولد الحسين أغصانها وفي معاني الأخبار (١) وغصن الشجرة فاطمة وثمرها أولادها وورقها شيعتنا وزاد في الإكمال « تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ » ما يخرج من علم الإمام إليكم في كل سنة من كل فج عميق.

« وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ » قيل أي قول باطل ودعاء إلى ضلال أو فساد « كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ » لا يطيب ثمرها كشجرة الحنظل « اجْتُثَّتْ » أي استؤصلت وأخذت جثته بالكلية « مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ » لأن عروقها قريبة منه « ما لَها مِنْ قَرارٍ » أي استقرار.

وفي المجمع (٢) عن الباقر عليه السلام أن هذا مثل بني أمية وروى علي بن إبراهيم عنه عليه السلام كذلك الكافرون لا تصعد أعمالهم إلى السماء وبنو أمية لا يذكرون الله في مجلس ولا في مسجد ولا تصعد أعمالهم إلى السماء إلا قليل منهم.

« بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ » قيل أي الذي ثبت بالحجة والبرهان عندهم وتمكن في قلوبهم واطمأنت إليه أنفسهم « فِي الْحَياةِ الدُّنْيا » فلا يزلون إذا افتتنوا في دينهم « وَفِي الْآخِرَةِ » فلا يتلعثمون (٣) إذا سئلوا عن معتقدهم « وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ » الذين ظلموا أنفسهم بالجحود والاقتصار على التقليد فلا يهتدون إلى الحق ولا يثبتون في مواقف الفتن وفي التوحيد عن الصادق عليه السلام يعني يضلهم يوم القيامة عن دار كرامته « وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ » من تثبيت المؤمنين وخذلان الظالمين.

ويظهر من كثير من الأخبار أن التثبيت في الدنيا عند الموت وفي الآخرة في القبر أو الآخرة تشمل الحالتين وقد مضت الأخبار الكثيرة في تفسير الآيات المذكورة في كتب الإمامة والفتن والمعاد وقد أوردنا وجوها كثيرة فيها

__________________

(١) معاني الأخبار ص ٤٠٠.

(٢) مجمع البيان ج ٦ ص ٣١٣.

(٣) تلعثم : توقف وتلكأ.

٣٨

فلا نعيدها.

« حَنِيفاً » (١) قال الراغب الحنف هو ميل عن الضلال إلى الاستقامة والجنف بالعكس (٢).

« أَجْراً حَسَناً » (٣) هو الجنة « أَبَداً » بلا انقطاع.

« إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ » (٤) إلا انتظار أن تأتيهم سنة الأولين وهي الإهلاك والاستئصال « أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ » أي عذاب الآخرة « قُبُلاً » أي عيانا.

« كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ » (٥) قال في المجمع (٦) أي كان في حكم الله وعلمه لهم بساتين الفردوس وهو أطيب موضع في الجنة وأوسطها وأفضلها وأرفعها « نُزُلاً » أي منزلا ومأوى وقيل ذات نزل وقال الراغب النزل ما يعد للنازل من الزاد (٧) « لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً » أي تحولا إذ لا يجدون أطيب منها حتى تنازعهم إليه أنفسهم.

« وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً » (٨) قيل أي لا ينقصون شيئا من جزاء أعمالهم ويجوز أن ينتصب شيئا على المصدر.

« سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا » (٩) قيل أي سيجعل لهم في القلوب مودة وقد مر (١٠) في أخبار كثيرة أنها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام حيث جعل الله له في قلوب المؤمنين ودا وفرض مودته وولايته على الخلق.

__________________

(١) النحل : ١٢٣.

(٢) المفردات : ص ٣٣ وفيه : والجنف ميل عن الاستقامة الى الضلال.

(٣) الكهف : ٢ ـ ٣.

(٤) الكهف : ٥٥.

(٥) الكهف : ١٠٨.

(٦) مجمع البيان ج ٦ ص ٤٩٨.

(٧) المفردات : ص ٤٨٩.

(٨) مريم : ٦٠.

(٩) مريم : ٩٦.

(١٠) راجع تاريخ أمير المؤمنين عليه‌السلام الباب ١٤ ج ٣٥ ص ٣٦٠ من هذه الطبعة.

٣٩

« قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ » (١) أي في الدنيا « لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى » أي المنازل الرفيعة « جَنَّاتُ عَدْنٍ » بدل من الدرجات « مَنْ تَزَكَّى » أي من تطهر من أدناس الكفر والمعاصي.

« لِمَنْ تابَ » (٢) أي من الشرك « وَآمَنَ » بما يجب الإيمان به « ثُمَّ اهْتَدى » أي إلى ولاية أهل البيت عليهم السلام كما ورد في الأخبار الكثيرة التي قد مر بعضها وسيأتي بعضها إن شاء الله.

« وَهُوَ مُؤْمِنٌ » (٣) أي بالله ورسله « فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ » أي لا تضييع له استعير لمنع الثواب كما استعير الشكر لإعطائه « وَإِنَّا لَهُ » أي لسعيه « كاتِبُونَ » أي مثبتون في صحيفة عمله.

« يَفْعَلُ ما يُرِيدُ » (٤) أي من إثابة الموحد الصالح وعقاب المشرك لا دافع له ولا مانع.

« مِنْ أَساوِرَ » (٥) جمع أسورة وهي جمع سوار « مِنْ ذَهَبٍ » بيان له « وَلُؤْلُؤاً » عطف عليها لا على ذهب « إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ » قيل هو قولهم الحمد لله الذي صدقنا وعده أو كلمة التوحيد وقال علي بن إبراهيم التوحيد والإخلاص « وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ » قيل أي المحمود نفسه أو عاقبته وهو الجنة أو الحق أو المستحق لذاته الحمد وهو الله تعالى وصراطه الإسلام.

وفي المحاسن عن الباقر عليه السلام هو والله هذا الأمر الذي أنتم عليه وفي الكافي (٦) عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال ذاك حمزة وجعفر وعبيدة وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار هدوا إلى أمير المؤمنين.

« إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا » (٧) أي غائلة المشركين.

« وَرِزْقٌ كَرِيمٌ » (٨) قيل الكريم من كل نوع ما يجمع فضائله

__________________

(١) طه : ٧٥ ـ ٧٦.

(٢) طه : ٨٢.

(٣) الأنبياء : ٩٤.

(٤) الحج : ١٤.

(٥) الحج : ٢٣ و ٢٤.

(٦) الكافي ج ١ ص ٤٢٦.

(٧) الحج : ٣٨. (٨) الحج : ٥٠.

٤٠