بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بيان كذا في النسخ التي عندنا العقارجات ولم أجده في كتب اللغة وكأنه تصحيف الفيشفارجات قال في النهاية في حديث علي عليه‌السلام البيشبارجات تعظم البطن. قيل أراد به ما يقدم إلى الضيف قبل الطعام وهي معربة ويقال لها الفيشفارجات بفاءين انتهى وكأن المناسب للمقام الأطعمة المشتملة على الأبازير المختلفة.

٧ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن سلمة بن محرز قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام عليك بالثريد فإني لم أجد شيئا أقوى لي منه (١).

٧ ـ ومنه ، عن أبيه عن صفوان عن معاوية بن وهب عن أبي أسامة قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام وهو يأكل سكباجا بلحم البقر (٢).

بيان : قال في جواهر اللغة السكباج بالكسر هو الغذاء الذي فيه لحم وخل والأبازير الحارة والبقول المناسبة لكل مزاج انتهى وقيل معرب معناه مرق الخل.

٨ ـ المحاسن ، عن سعدان بن مسلم عن إسماعيل بن جابر قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فدعا بالمائدة فأتي بثريد ودعا بزيت فصبه على اللحم فأكلت معه (٣).

٩ ـ ومنه ، عن منصور بن العباس عن سليمان بن رشيد عن أبيه عن المفضل بن عمر قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فأتي بلوز (٤) فقال كل من هذا فأما أنا فما شيء أحب إلي من الثريد ولوددت أن العقارجات حرمت (٥).

بيان في الكافي (٦) بلون أي من ألوان الطعام المشتمل على الأبازير المختلفة

__________________

(١) المحاسن : ٤٠٣ ، والسكباج معرب سركه باه ، مخففا : آش سركه.

(٢) المحاسن : ٤٠٣ ، والسكباج معرب سركه باه ، مخففا : آش سركه.

(٣) المحاسن : ٤٠٣.

(٤) في المصدر المطبوع : بلون.

(٥) المصدر نفسه ٤٠٣.

(٦) الكافي ٦ ص ٣١٧ ونقل في الذيل عن هامش المطبوعة بالحجر أن في بعض النسخ « شفارج » وقال : هو كما في الصحاح ـ على وزن علابط ـ ما يقدم الى الضيف قبل الطعام

٨١

كما مر وفيه مكان العقارجات في بعض نسخه الفاشفارجات وفي بعضها الفشفارجات وقد عرفت معناه وفي بعضها الإسفاناجات وقيل الإسفاناج مرق أبيض ليس فيه شيء من الحموضة (١).

١٠ ـ المحاسن ، عن أبيه عن محمد بن يحيى الخزاز عن غياث بن إبراهيم عن جعفر عن أبيه عن علي عليه‌السلام قال : لا تأكلوا من رأس الثريد وكلوا من جوانبها فإن البركة في رأسها (٢).

ومنه ، عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن غياث بن إبراهيم مثله (٣).

١١ ـ ومنه ، عن محمد بن علي عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى قال : أكلت مع أبي عبد الله عليه‌السلام فدعا وأتي بدجاجة محشوة وبخبيص فقال أبو عبد الله عليه‌السلام هذه

__________________

معربة وهو الطبق فيه اقسام الحلواء ويقال لها « بيشبارج ».

أقول : نقل في اللسان عن التهذيب عن ابن الاعرابى ان الشفارج طريان رحرحانى ، وهو الطبق فيه الفيخات والسكرجات ، وقال في البرهان ما نصه : « پيشياره خوانچه وطبقى را گويند كه تنقلات وگل در آن كنند وبمجلس آورند » وقال أيضا « پيشپاره : نوعى از حلوا باشد بسيار نرم ونازك وآن را از آرد وروغن ودوشاب پزند وبعربى شفارج خوانند » فالظاهر من هذا كله ، وخصوصا بقرينة المقابلة بين اللون والثريد في هذا الخبر أن الاعراب لم يكونوا ليعرفوا الأغذية المشهية ( سالاد ) المصنوعة بايدى الاعاجم ، الا أنها لما كانت متنوعة متنوقة ويؤتى بأنواع منها في الفيخات والسكرجات أي القصاع الصغيرة كانوا يسمونها « ألوان » كما سيأتي تحت الرقم ١٨ « الالوان تعظم البطن وتحدرن الاليتين ».

فالالوان من هذه الاطعمة عند الاعراب ، هى التي كانت تسمى عند الاعاجم پيشپارجات ويؤيد ذلك بل ينص عليه أن ابن الأثير نقل هذا الحديث بعينه وفيه پيشپارجات بدل الالوان كما عرفت من النهاية تحت الرقم ٦.

(١) القائل هو الفيض الكاشى في الوافي.

(٢) المحاسن : ٤٠٣.

(٣) المحاسن : ٤٥٠.

٨٢

أهديت لفاطمة ثم قال يا جارية ائتنا بطعامنا المعروف فجاءت بثريد خل وزيت (١).

بيان كأن المراد بفاطمة زوجته عليه‌السلام وهي فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين وكان اسم إحدى بناته عليه‌السلام أيضا فاطمة.

١٢ ـ المحاسن ، عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليه‌السلام أن عليا عليه‌السلام كان يقول لا تأكلوا من رأس الثريد فإن البركة تأتي من رأس الثريد (٢).

١٣ ـ المكارم ، قال الصادق عليه‌السلام عليكم بالثريد فإني لم أجد شيئا أوفق منه (٣).

١٤ ـ دعوات الراوندي ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اللهم بارك لأمتي في الثرد والثريد.

وقال الصادق عليه‌السلام الثريد طعام العرب.

وقال عليه‌السلام أطفئوا نائرة الضغائن باللحم والثريد.

توضيح يعني عن قلوبكم بأكلهما أو عن قلوب إخوانكم بإطعامهما إياهم وفي المصباح نارت الفتنة تنور إذا وقعت وانتشرت فهي نائرة والنائرة أيضا العداوة والشحناء وسعيت في إطفاء النائرة أي الفتنة وفي النهاية نار الحرب ونائرتها شرها وهيجها وقال الضغن الحقد والعداوة والبغضاء وكذلك الضغينة وجمعها الضغائن.

١٥ ـ الدعائم ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : الثريد طعام العرب وأول من ثرد الثريد إبراهيم عليه‌السلام وأول من هشمه من العرب هاشم (٤).

وعن جعفر عليه‌السلام قال : الثريد بركة وطعام الواحد يكفي الاثنين يعني صلوات الله عليه أنه يقوتهم لا على الشبع والاتساع (٥).

١٦ ـ دعوات الراوندي ، قال : كان أحب الطعام إلى رسول الله النارباجة.

__________________

(١) المحاسن : ٤٠٠.

(٢) المحاسن : ٤٥٠.

(٣) مكارم الأخلاق : ١٨٨.

(٤) دعائم الإسلام ٢ : ١١٠.

(٥) دعائم الإسلام ٢ : ١١٠.

٨٣

بيان النارباجه معرب أي مرق الرمان (١) وقال في بحر الجواهر النارباجه طعام تتخذ من حب الرمان والزبيب.

١٧ ـ المحاسن ، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال لي أي شيء تطعم عيالك في الشتاء قلت اللحم فإذا لم يكن اللحم فالسمن والزيت قال فما منعك من هذا الكركور فإنه أصون شيء في الجسد يعني المثلثة قال أخبرني بعض أصحابنا يصف المثلثة قال يؤخذ قفيز أرز وقفيز حمص وقفيز حنطة أو باقلى أو غيره من الحبوب ثم ترض جميعا وتطبخ (٢).

١٨ ـ المحاسن ، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عن علي عليه‌السلام قال : الألوان تعظم عليهن البطن وتحدر الأليتين (٣).

بيان : الألوان كان المعنى أكل ألوان الطعام يخدرن الأليتين أي يضعفن ويفترن ويمكن أن يكون كناية عن الكسل قال الجزري فيه أنه رزق الناس الطلاء فشربه رجل فتخدر أي ضعف وفتر كما يصيب الشارب قبل السكر انتهى كذا في أكثر نسخ الكافي (٤) وفي بعضها وفي بعض نسخ الكتاب بالحاء المهملة أي يسمن قال الجزري حدر الجلد يحدر حدرا إذا ورم وفيه غلام أحدر شيء أي أسمن وأغلظ يقال حدر يحدر حدرا فهو حادر والأحدر هو الممتلئ الفخذ والعجز الدقيق الأعلى وفي بعض نسخ المحاسن وتخدرن المتن أي الظهر.

المحاسن ، عن محمد بن علي عن يونس بن يعقوب عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أعطينا من هذه الأطعمة أو من هذه الألوان ما لم يعط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥).

__________________

(١) معرب ناربا ـ آش انار.

(٢) المحاسن : ٤٠٤.

(٣) المحاسن ٤٠١ وفيه « ويخدرن المتنين ».

(٤) الكافي ٦ : ٣١٧ باب الطبيخ تحت الرقم ٨ وقد مر تحت الرقم ٦ عن المحاسن أن « العقارجات تعظم البطن وترخى الاليتين ».

(٥) المحاسن : ٤٠١.

٨٤

٢٠ ـ ومنه ، عن يونس بن يعقوب قال : أرسلنا إلى أبي عبد الله عليه‌السلام بقديرة (١) فيها نارباج فأكل منها ثم قال احبسوا بقيتها علي قال فأتي بها مرتين أو ثلاثا ثم إن الغلام صب فيها ماء وأتاه بها فقال ويحك أفسدتها علي (٢).

٢١ ـ ومنه ، عن أبيه عن سعدان عن يوسف بن يعقوب قال : إن أحب الطعام كان إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله النارباجة (٣).

٢٢ ـ ومنه ، عن أبيه عن النضر عن رجل عن أبي بصير قال : كان أبو عبد الله عليه‌السلام يعجبه الزبيبة (٤).

٢٣ ـ الدعائم ، عن جعفر بن محمد أنه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعجبه العسل وتعجبه الزبيبة (٥).

وعنه عليه‌السلام أنه كان يشتهي من الألوان النارباجة والزبيبة وكان يقول أعطينا من هذه الأطعمة والألوان ما لم يعطه رسول الله (٦).

بيان الزبيبة كأنها الشورباجة التي تصنع من الزبيب المدقوق فيدل على عدم وجوب ذهاب الثلثين في عصير الزبيب ويحتمل أن يكون المراد ما يدخل فيه الزبيب فيدل على جواز إدخال الزبيب في الطعام.

__________________

(١) تصغير القدر.

(٢) المحاسن : ٤٠١ ، وتراها في الكافي ٦ : ٣١٦.

(٣) المحاسن : ٤٠١ ، وتراها في الكافي ٦ : ٣١٦.

(٤) المحاسن : ٤٠١ ، وتراها في الكافي ٦ : ٣١٦.

(٥) دعائم الإسلام ٢ : ١١٠.

(٦) المصدر نفسه ص ١١١ ، وفيه « الزيرباجة » بدل « النارباجة » والزيربا أو زيرباجه مرق يطبخ بالدجاج الفاره والخل والكراويا ، ذكره في البرهان وقال انه نافع للبطنة.

٨٥

(باب)

(الهريسة والمثلثة وأشباهها)

١ ـ المحاسن ، عن محمد بن عيسى اليقطيني عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست بن أبي منصور عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن نبيا من الأنبياء شكا إلى الله الضعف وقلة الجماع فأمره بأكل الهريسة.

قال وفي حديث آخر رفع إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شكا إلى ربه وجع ظهره فأمره بأكل الحب باللحم يعني الهريسة (١).

٢ ـ ومنه ، بهذا الإسناد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتاني جبرئيل فأمرني بأكل الهريسة ليشتد ظهري وأقوى بها على عبادة ربي (٢).

٣ ـ ومنه ، عن معلى بن محمد البصري عن بسطام بن مرة الفارسي عن عبد الرحمن بن يزيد الفارسي عن محمد بن معروف عن صالح بن رزين عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام عليكم بالهريسة فإنها تنشط للعبادة أربعين يوما وهي المائدة التي أنزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

٤ ـ ومنه ، عن أبيه عن محمد بن سنان عن منصور الصيقل عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أهدى إلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله هريسة من هرائس الجنة غرست في رياض الجنة وفركها الحور العين فأكلها رسول الله فزاد في قوته بضع أربعين رجلا وذلك شيء أراد الله أن يسر به نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

بيان : في المصباح فركته فركا من باب قتل وهو أن تحكه بيدك حتى تتفتت وتنقشر.

__________________

(١) المحاسن : ٤٠٣.

(٢) المحاسن : ٤٠٤.

(٣) المحاسن : ٤٠٤.

(٤) المحاسن : ٤٠٤.

٨٦

٥ ـ المحاسن ، عن معاوية بن حكيم عن ابن المغيرة عن إبراهيم بن معرض عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن عمر دخل على حفصة فقال كيف رسول الله فيما فيه الرجال فقالت ما هو إلا رجل من الرجال فأنف الله لنبيه فأنزل صحفة فيها هريسة من سنبل الجنة فأكلها فزاد في بضعه بضع أربعين رجلا (١).

توضيح البضع الجماع وحمله على ما بين العددين هنا كما قيل بعيد قال الفيروزآبادي البضع كالمنع المجامعة كالمباضعة وبالضم الجماع أو الفرج نفسه وبالكسر ويفتح ما بين الثلاث إلى التسع أو إلى الخمس إلى أن قال وإذا جاوزت لفظ العشر ذهب البضع ولا يقال بضع وعشرون أو يقال ذلك وقال الصحفة معروف وأعظم القصاع الجفنة ثم القصعة ثم الصحفة ثم المئكلة ثم الصحيفة.

٦ ـ العيون ، بالأسانيد الثلاثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ضعفت عن الصلاة والجماع فنزلت علي قدر من السماء فأكلت فزاد في قوتي قوة أربعين رجلا في البطش والجماع وهو الهريسة (٢).

٧ ـ المكارم ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل العصيدة من الشعير بإهالة الشحم وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل الهريسة أكثر ما يأكل ويتسحر بها (٣) وكان جبرئيل قد جاء بها من الجنة ليتسحر بها.

بيان : في القاموس الهرس الدق العنيف ومنه الهريس والهريسة وفي بحر الجواهر الهرس الدق ومنه الهريس والهريسة بدارصيني مجرب للباءة.

٨ ـ المكارم ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لو أغنى عن الموت شيء لأغنت المثلثة قيل يا رسول الله وما المثلثة قال الحسو باللبن (٤).

__________________

(١) المحاسن : ٤٠٣.

(٢) عيون الأخبار ٢ : ٣٦.

(٣) مكارم الأخلاق : ٣٠.

(٤) مكارم الأخلاق : ١٨٧ والصحيح : التلبينة في الموضعين كما سيجيء في باب الالبان تحت الرقم ٧.

٨٧

١٨

بابد

(السمن وأنواعه)

١ ـ المحاسن ، عن أبيه عن المطلب بن زياد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : نعم الإدام السمن (١).

٢ ـ ومنه ، عن أبيه عمن ذكره عن أبي حفص الأبار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : السمن ما دخل جوفا مثله وإني لأكرهه للشيخ (٢).

٣ ـ ومنه ، عن الوشاء عن حماد بن عثمان قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فكلمه شيخ من أهل العراق فقال له ما لي أرى كلامك متغيرا قال سقطت مقاديم فمي فنقص كلامي فقال أبو عبد الله عليه‌السلام وأنا أيضا قد سقط بعض أسناني حتى إنه ليوسوس إلي الشيطان فيقول فإذا ذهبت البقية فبأي شيء تأكل فأقول لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال له عليك بالثريد فإنه صالح واجتنب السمن فإنه لا يلائم الشيخ (٣).

٤ ـ ومنه ، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : سمون البقر شفاء.

ومنه ، عن عبد الله بن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله (٤).

٥ ـ ومنه ، عن أبيه عمن ذكره عن أبي حفص الأبار عن أبي عبد الله عن آبائه عن علي عليه‌السلام قال : سمن البقر دواء (٥).

٦ ـ دعوات الراوندي ، عن الريان قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام أتخذ لك حلواء قال ما اتخذتم لي منه فاجعلوه بسمن وقال نعم الإدام السمن وإني

__________________

(١) المحاسن : ٤٩٨. وفيه : ما أدخل جوف مثلى.

(٢) المحاسن : ٤٩٨. وفيه : ما أدخل جوف مثلى.

(٣) المحاسن : ٤٩٨.

(٤) المحاسن : ٤٩٨.

(٥) المحاسن : ٤٩٨.

٨٨

لأكرهه للشيخ وقال هو في الصيف خير منه في الشتاء.

٧ ـ الدعائم ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لحم البقر داء وسمنها شفاء ولبنها دواء وما دخل الجوف مثل السمن (١).

٨ ـ المكارم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لحم البقر داء وأسمانها شفاء وألبانها دواء (٢).

١٩

باب

(الألبان وبدو خلقها وفوائدها وأنواعها وأحكامها)

الآيات النحل « وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ » (٣)

المؤمنون « وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها » (٤)

تفسير قال الرازي الفرث سرجين الكرش وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال إذا استقر العلف في الكرش صار أسفله فرثا وأعلاه دما وأوسطه لبنا فيجري الدم في العروق واللبن في الضرع ويبقى الفرث كما هو فذاك هو قوله تعالى « مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً » لا يشوبه الدم ولا الفرث.

ولقائل أن يقول الدم واللبن لا يتوالدان في الكرش البتة والدليل عليه الحس فإن هذه الحيوان تذبح ذبحا متواليا وما رأى أحد في كرشها لا دما ولا لبنا ولو كان تولد الدم واللبن في الكرش لوجب أن يشاهد ذلك في بعض الأحوال والشيء الذي دلت المشاهدة على فساده لم يجز المصير إليه.

__________________

(١) دعائم الإسلام ٢ : ١١٢.

(٢) مكارم الأخلاق : ١٨٣ وفي طبعة الكمباني تكرار أسقطناه.

(٣) النحل : ٦٦.

(٤) المؤمنون : ٣١.

٨٩

بل الحق أن الحيوان إذا تناول الغذاء وصل ذلك العلف إلى معدته وإلى كرشه إن كان من الأنعام وغيرها فإن طبخ وحصل الهضم الأول فيه فما كان منه صافيا انجذب إلى الكبد وما كان كثيفا نزل إلى الأمعاء ثم ذلك الذي يحصل منه في الكبد ينطبخ فيها ويصير دما وذلك هو الهضم الثاني ويكون ذلك الدم مخلوطا بالصفراء والسوداء وزيادة المائية أما الصفراء فتذهب إلى المرارة والسوداء إلى الطحال والمائية إلى الكلية ومنها إلى المثانة وأما ذلك الدم فإنه يدخل في الأوردة وهي العروق النابتة من الكبد وهناك يحصل الهضم الثالث وبين الكبد وبين الضرع عروق كثيرة فينصب الدم في تلك العروق إلى الضرع والضرع لحم غددي رخو أبيض فيقلب الله الدم عند انصبابه إلى ذلك اللحم الغددي الرخو الأبيض من صورة الدم إلى صورة اللبن فهذا هو القول الصحيح في كيفية تولد اللبن.

فإن قيل فهذه المعاني حاصلة في الحيوان الذكر فلم لم يحصل منه اللبن قلنا الحكمة الإلهية اقتضت تدبير كل شيء على الوجه اللائق به الموافق لمصلحته فمزاج الذكر من كل حيوان أن يكون حارا يابسا ومزاج الأنثى يجب أن يكون باردا رطبا والحكمة فيه أن الولد إنما يكون في داخل بدن الأنثى فوجب أن تكون الأنثى مختصة بمزيد الرطوبات لوجهين.

الأول أن الولد إنما يتولد من الرطوبات فوجب أن يحصل في بدن الأنثى رطوبات كثيرة ليصير مادة لتولد الولد.

والثاني أن الولد إذا كبر وجب أن يكون بدن الأم قابلا للتمدد حتى يتسع لذلك الولد (١) فإذا كانت الرطوبات غالبة على بدن الأم كانت بنيتها قابلا للتمدد ويتسع للولد فثبت بما ذكرناه أنه تعالى خص بدن الأنثى من كل حيوان بمزيد الرطوبات بهذه الحكمة.

ثم إن تلك الرطوبات التي كانت تصير مادة لازدياد بدن الجنين حين كان في رحم الأم فعند انفصال الجنين تنصب إلى الثدي والضرع وتصير مادة لغذاء ذلك

__________________

(١) ما بين العلامتين ساقط من المخطوطة والكمباني أضفناه من المصدر.

٩٠

الطفل الصغير.

إذا عرفت هذا فنقول ظهر أن السبب الذي لأجله يتولد اللبن من الدم في حق الأنثى غير حاصل في حق الذكر فظهر الفرق.

وإذا عرفت هذا فنقول المفسرون قالوا المراد من قوله « مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ » هو أن هذه الثلاثة تتولد في موضع واحد فالفرث يكون في أسفل الكرش والدم يكون في أعلاه واللبن يكون في الوسط وقد دللنا على أن هذا القول على خلاف الحس والتجربة.

وأما نحن فنقول المراد به من الآية هو أن اللبن إنما يتولد من بعض أجزاء الدم والدم إنما يتولد من الأجزاء اللطيفة التي في الفرث وهو الأشياء المأكولة الحاصلة في الكرش فهذا اللبن متولد من الأجزاء التي كانت حاصلة فيما بين الفرث أولا ثم كانت حاصلة فيما بين الدم ثانيا وصفاه الله تعالى عن تلك الأجزاء الكثيفة الغليظة وخلق فيها الصفات التي باعتبارها صارت لبنا يكون موافقا لبدن الطفل فهذا ما حصلناه في هذه المقام.

ثم اعلم أن حدوث اللبن في الثدي واتصافه بالصفات التي باعتبارها يكون موافقا (١) لتغذية الصبي مشتمل على حكمة عجيبة وأسرار بديعة يشهد صريح العقل بأنها لا تحصل إلا بتدبير الفاعل الحكيم المدبر الرحيم وبيانه من وجوه :

الأول أنه تعالى خلق في أسفل المعدة منفذا يخرج منه ثفل الغذاء فإذا تناول الإنسان غذاء أو شربة رقيقة انطبق ذلك المنفذ انطباقا كليا لا يخرج منه شيء من ذلك المأكول والمشروب إلى أن يكمل انهضامه في المعدة وينجذب ما صفي منه إلى الكبد ويبقى الثفل هناك فحينئذ ينفتح ذلك المنفذ وينزل منه ذلك الثفل وهذا من العجائب التي لا يمكن حصولها إلا بتدبير الفاعل الحكيم لأنه متى كانت الحاجة إلى خروج ذلك الجسم عن المعدة انفتح ويحصل الانطباق تارة والانفتاح أخرى بحسب

__________________

(١) ما بين العلامتين ساقط من ط الكمباني.

٩١

الحاجة وبقدر المنفعة وهذا مما لا يتأتى إلا بتقدير الفاعل الحكيم.

الثاني أنه تعالى أودع في الكبد قوة تجذب الأجزاء اللطيفة الحاصلة في ذلك المأكول والمشروب ولا تجذب الأجزاء الكثيفة وخلق في الأمعاء قوة تجذب تلك الأجزاء الكثيفة التي هي الثفل ولا تجذب الأجزاء اللطيفة البتة ولو كان الأمر بالعكس لاختلت مصلحة البدن ولفسد نظام هذا التركيب.

الثالث أنه تعالى أودع في الكبد قوة هاضمة طابخة حتى إن تلك الأجزاء اللطيفة لتنطبخ في الكبد وتنقلب دما ثم إنه تعالى أودع في المرارة قوة جاذبة للصفراء وفي الطحال قوة جاذبة للسوداء وفي الكلية قوة جاذبة لزيادة المائية حتى يبقى الدم الصافي الموافق لتغذية البدن وتخصيص كل واحد من هذه الأعضاء بتلك القوة الحاصلة لا يمكن إلا بتدبير الحكيم العليم.

الرابع أن في الوقت الذي يكون الجنين في رحم الأم ينصب من ذلك نصيب وافر إليه حتى يصير مادة لنمو أعضاء ذلك الولد وازدياده فإذا انفصل الجنين عن الرحم ينصب ذلك النصيب إلى جانب الثدي ليتولد منه اللبن الذي يكون غذاء له فإذا كبر لا ينصب ذلك النصيب لا إلى الرحم ولا إلى الثدي بل ينصب إلى جميع بدن المغتذي فانصباب ذلك الدم في كل وقت إلى عضو آخر انصبابا موافقا للمصلحة والحكمة لا يتأتى إلا بتدبير الفاعل المختار الحكيم.

الخامس أن عند تولد اللبن في الضرع أحدث تعالى في حلمة الثدي ثقبا صغيرة ومساما ضيقة وجعلها بحيث إذا اتصل المص والحلب بتلك الحلمة انفصل اللبن عنها في تلك المسام الضيقة ولما كانت تلك المسام ضيقة جدا فحينئذ لا يخرج منها إلا ما كان في غاية الصفاء واللطافة وأما الأجزاء الكثيفة فإنها لا يمكنها الخروج من تلك المنافذ الضيقة فيبقى في الداخل فما الحكمة في إحداث تلك الثقب الصغيرة والمنافذ الضيقة في رأس حلمة الثدي إلا أن تكون كالمصفاة فكل ما كان لطيفا خرج وكل ما كان كثيفا احتبس في الداخل ولم يخرج فبهذا الطريق يصير ذلك اللبن

٩٢

خالصا موافقا لبدن الصبي « سائِغاً لِلشَّارِبِينَ ».

السادس أنه تعالى ألهم ذلك الصبي إلى المص فإن الأم كلما ألقمت حلمة الثدي في فم الصبي فذلك الصبي في الحال يأخذ في المص ولو لا أن الفاعل المختار الرحيم ألهم ذلك الطفل الصغير ذلك العمل المخصوص لم يحصل بتخليق ذلك اللبن في ذلك الثدي فائدة.

السابع أنا بينا أنه تعالى إنما خلق اللبن من فضلة الدم وإنما خلق الدم من الغذاء الذي تناوله الحيوان والشاة لما تناولت العشب والماء فالله تعالى خلق الدم من لطيف تلك الأجزاء ثم خلق اللبن من بعض أجزاء ذلك الدم ثم إن اللبن حصلت فيه أجزاء ثلاثة على طبائع متضادة فما فيه من الدهن يكون حارا رطبا وما فيه من المائية يكون باردا رطبا وما فيه من الجبنية يكون باردا يابسا وهذه الطبائع ما كانت حاصلة في العشب الذي تناوله الشاة.

فظهر بهذين أن هذه الأجسام لا تزال تنقلب من صفة إلى صفة من حالة إلى حالة مع أنه لا يناسب بعضها بعضا ولا يشاكل بعضها بعضا وعند ذلك يظهر أن هذه الأحوال إنما تحدث بتدبير فاعل حكيم رحيم يدبر أحوال هذا العالم على وفق مصالح العباد فسبحان من شهد جميع ذرات العالم الأعلى والأسفل بكمال قدرته ونهاية حكمته ورحمته « لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ».

أما قوله « سائِغاً لِلشَّارِبِينَ » فمعناه جاريا في حلوقهم لذيذا هنيئا يقال ساغ الشراب في الحلق وأساغه صاحبه ومنه قوله « وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ » (١) وقال أهل التحقيق اعتبار حدوث اللبن كما يدل على وجود الصانع المختار فكذلك يدل على إمكان الحشر والنشر وذلك لأن هذا العشب الذي يأكله الحيوان إنما يتولد من الماء والأرض فخالق العالم دبر تدبيرا آخر انقلب ذلك الدم لبنا ثم دبر تدبيرا آخر حدث من ذلك اللبن الدهن والجبن فهذا الاستقراء يدل على أنه تعالى قادر على أن

__________________

(١) إبراهيم : ١٧.

٩٣

يقلب هذه الأجسام من صفة إلى صفة ومن حالة إلى حالة فإذا كان كذلك لم يمنع أيضا أن يكون قادرا على أن يقلب أجزاء أبدان الأموات إلى صفة الحياة والعقل كما كانت قبل ذلك فهذا الاعتبار يدل من هذا الوجه على أن البعث والقيامة أمر ممكن غير ممتنع.

وقال البيضاوي « وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً » دلالة يعبر بها من الجهل إلى العلم « نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ » استئناف لبيان العبرة وإنما ذكر الضمير ووحده هاهنا للفظ وأنثه في سورة المؤمنون للمعنى فإن الأنعام اسم جمع ولذلك عده سيبويه في المفردات المبنية على أفعال كأخلاق وأكياس ومن قال إنه جمع نعم جعل الضمير للبعض فإن اللبن لبعضها دون جميعها أو لواحدة أوله على المعنى فإن المراد به الجنس وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب نسقيكم بالفتح هنا وفي المؤمنون « مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً » فإنه يخلق من بعض أجزاء الدم المتولد من الأجزاء اللطيفة التي في الفرث وهو الأشياء المأكولة المنهضمة بعد الانهضام في الكرش وحديث ابن عباس إن صح فالمراد أن أوسطه يكون مادة اللبن وأعلاه مادة الدم الذي يغذي البدن لأنهما لا يتكونان في الكرش.

ثم ذكر مختصرا مما ذكره الرازي ثم قال :

« خالِصاً » صافيا لا يستصحبه لون الدم ولا رائحة الفرث أو مصفى عما يصحبه من الأجزاء الكثيفة بتضييق مخرجه « سائِغاً لِلشَّارِبِينَ » سهل المرور في حلقهم.

وقال الطبرسي ره روى الكلبي عن ابن عباس قال إذا استقر العلف في الكرش صار أسفله فرثا وأعلاه دما وأوسطه لبنا فيجري الدم في العروق واللبن في الضرع ويبقى الفرث كما هو فذلك قوله « مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً » لا يشوبه الدم ولا الفرث والكبد مسلطة على هذه الأصناف فتقسمها على الوجه الذي اقتضاه التدبير الإلهي (١).

١ـ الخصال ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن

__________________

(١) مجمع البيان ٣ : ٣٧١.

٩٤

القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام حسو اللبن شفاء من كل داء إلا الموت (١).

وقال عليه‌السلام لحوم البقر داء وألبانها دواء وأسمانها شفاء (٢).

بيان : في القاموس حسا زيد المرق شربه شيئا بعد شيء كتحساه واحتساه واسم ما يحتسى الحسية والحسا ويمد والحسو كدلو والحسو كعدو.

٢ ـ طب الأئمة ، عن إبراهيم بن رياح عن فضالة عن العلاء عن عبد الله بن أبي يعفور قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن ألبان الأتن للدواء يشربها الرجل قال لا بأس به (٣).

بيان قال في الدروس يكره لبن الأتن جامدا ومائعا انتهى وكأنهم حكموا بالكراهة لكراهة لحمها وفيه نظر ولم أر في الأخبار ما يدل عليها وإن كان في بعضها التقييد بالدواء لكن في أكثره في كلام السائل وبالجملة الحكم بالكراهة مشكل.

٣ـ الطب ، طب الأئمة عليهم‌السلام عن الجارود بن محمد عن محمد بن عيسى عن كامل قال سمعت موسى بن عبد الله بن الحسن يقول سمعت أشياخنا يقولون ألبان اللقاح شفاء من كل داء وعاهة في الجسد (٤).

وعن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال مثل ذلك إلا أنه زاد فيه وهو ينقي البدن ويخرج درنه ويغسله غسلا (٥).

بيان : اللقاح ككتاب الإبل واللقوح كصبور واحدتها والناقة الحلوب وقال الدرن محركة الوسخ أو تلطخه.

٤ ـ المحاسن ، عن أبيه عن خلف بن حماد عن يحيى بن عبد الله قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام فأتينا بسكرجات فأشار بيده نحو واحدة منهن وقال هذا شيراز الأتن

__________________

(١) الخصال ٢ : ٦١٥.

(٢) الخصال ٢ : ٦١٥.

(٣) طب الأئمة : ٦٣.

(٤) طب الأئمة : ١٠٢ ومثله في المحاسن ٤٩٣.

(٥) طب الأئمة : ١٠٢.

٩٥

لعليل عندنا فمن شاء فليأكل ومن شاء فليدع (١).

المكارم ، عن يحيى بن عبد الله مثله (٢).

بيان قال في النهاية فيه لا آكل في سكرجة هي بضم السين والكاف والراء والتشديد إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم وهي فارسية وأكثر ما يوضع فيه الكواميخ ونحوها وفي القاموس الشيراز اللبن الرائب المستخرج ماؤه وفي بحر الجواهر هو صبغ يعمل من اللبن كالحسو الغليظ والجمع شواريز.

وأقول الظاهر أن المراد بالرائب الذي اشتد وغلظ سواء حمض كالماست أو لم يحمض كالجبن الرطب وإن كان الثاني أظهر.

٥ ـ المكارم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام وذكر لحم البقر قال ألبانها دواء وشحومها شفاء ولحومها داء (٣).

٦ ـ المحاسن ، عن علي بن حديد عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن التلبين يجلو القلب الحزين كما يجلو الأصابع العرق من الجبين (٤).

٧ ـ ومنه ، عن أبيه رفعه عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لو أغنى عن الموت شيء لأغنت التلبينة قيل يا رسول الله وما التلبينة قال الحسو باللبن (٥).

توضيح رواه في الكافي (٦) مرسلا إلى قوله الحسو باللبن الحسو باللبن يكررها ثلاثا وفيه التلبينة في الموضعين وهو أظهر قال في النهاية فيه التلبينة مجمة لفؤاد المريض التلبينة والتلبين حساء يعمل من دقيق أو نخالة وربما جعل فيها عسل

__________________

(١) المحاسن ٤٩٤.

(٢) مكارم الأخلاق ٢٢٢.

(٣) مكارم الأخلاق ١٨٣.

(٤) المحاسن : ٤٠٥.

(٥) المحاسن : ٤٠٥.

(٦) الكافي ٦ ـ ٣٢٠ ، رواه مرسلا ثم قال : ورواه سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن الأصم عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله.

٩٦

سميت تشبيها باللبن لبياضها ورقتها وهي تسمية بالمرة من التلبين مصدر لبن القوم إذا سقاهم اللبن.

وفي القاموس التلبين وبهاء حساء من نخالة ولبن وعسل أو من نخالة فقط وقال حسا زيد المرق شربه شيئا بعد شيء كتحساه واحتساه واسم ما يحتسى الحسية والحسا ويمد والحسو كدلو والحسو كعدو.

٨ ـ طب الأئمة ، عن محمد بن موسى السريعي عن ابن محبوب وهارون بن أبي الجهم عن السكوني عن أبي عبد الله عن أبيه عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : شكا نوح إلى ربه عز وجل ضعف بدنه فأوحى الله تعالى إليه أن اطبخ اللبن [ اللحم باللبن ] فكلها فإني جعلت القوة والبركة فيهما (١).

٩ ـ المكارم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال في مرق لحم البقر يذهب بالبياض.

وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن بني إسرائيل شكوا إلى موسى عليه‌السلام ما يلقون من البرص فشكا ذلك إلى الله عز وجل فأوحى الله إليه مرهم فليأكلوا لحم البقر بالسلق (٢).

١٠ ـ المحاسن ، عن محمد بن علي عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن محمد بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : أكلنا مع أبي عبد الله عليه‌السلام فأتانا بلحم جزور وظننت أنه من بدنته فأكلنا ثم أتينا بعص [ بعس ] من لبن فشرب منه ثم قال لي اشرب يا أبا محمد فذقته فقلت أيش جعلت فداك قال إنها الفطرة ثم أتانا بتمرة فأكلنا (٣).

الكافي : عن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله مثله (٤) وفيه محمد بن علي بن أبي حمزة وما في المحاسن كأنه أظهر وفيه مكان أيش لبن ومكان أتانا أتينا.

__________________

(١) طب الأئمة : ٦٤.

(٢) مكارم الأخلاق ١٨٣.

(٣) المحاسن : ٤٩١.

(٤) الكافي ٦ : ٣٣٧.

٩٧

بيان : العس بالضم القدح العظيم وأقول : روى مسلم في صحيحه (١) أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أتي ليلة أسري به بإيليا بقدحين من خمر ولبن فنظر إليهما فأخذ اللبن فقال له جبرئيل عليه‌السلام الحمد لله الذي هداك للفطرة لو أخذت الخمر غوت أمتك وقال بعض شراحه إيليا بالمد وقد يقصر بيت المقدس وفي الرواية محذوف تقديره أتي بقدحين فقيل له اختر أيهما شئت فألهمه الله تعالى اختيار اللبن لما أراد سبحانه من توفيق هذه الأمة.

وقول جبرئيل عليه‌السلام أصبت الفطرة قيل في معناه أقوال المختار منها أن الله تعالى أعلم جبرئيل أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إن اختار اللبن كان كذا وإن اختار الخمر كان كذا وأما الفطرة فالمراد بها هنا الإسلام والاستقامة ومعناه والله يعلم اخترت علامة الإسلام والاستقامة وجعل اللبن علامة ذلك لكونها سهلا طيبا طاهرا « سائِغاً لِلشَّارِبِينَ » سليم العاقبة وأما الخمر فإنها أم الخبائث وجالبة لأنواع الشر في الحال والمال انتهى.

وقال الطيبي للفطرة أي « الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها » فإن منها الإعراض عما فيه غائلة وفساد كالخمر المخلة بالعقل الداعي إلى كل خير والرادع عن كل شر والميل إلى ما فيه نفع خال عن المضرة كاللبن انتهى.

أقول فعلى هذه الوجوه المعنى أن اللبن شيء مبارك كان اختيار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إياه علامة الفطرة فيكون إشارة إلى تلك القصة لعلم الراوي بها.

وأقول يحتمل هذا الخبر وجوها أخر.

__________________

(١) روى مسلم في صحيحه تحت الرقم ١٦٨ في حديث الاسراء : « .... فأتيت باناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر ، فقيل لي : خذ أيهما شئت ، فأخذت اللبن فشربته فقال : هديت الفطرة ، أو أصبت الفطرة. أما انك لو أخذت الخمر غوت أمتك » ورواه أحمد في مسنده ٢٥ : ٢٨٢ والترمذي في تفسير سورة الإسراء تحت الرقم ٥١٣٧ بهذا اللفظ وما ذكره المؤلف العلامة في الصلب ونسبه الى مسلم انما يوجد في البخارى تحت الرقم ٢ و ١٢ من كتاب الاشربة وفي تفسير سورة بني إسرائيل بالرقم ٢.

٩٨

الأول أنه مما اغتذى الإنسان به في أول ما رغب إلى الغذاء عند خروجه من بطن أمه ونشأ عليه فكأنه فطر عليه وخلق منه.

الثاني أن يكون المراد بها ما يستحب أن يفطر عليه لورود الأخبار باستحباب إفطار الصائم به.

الثالث أن يكون الغرض مدح ذلك اللبن المخصوص بأنه قريب العهد بالحلب قال الفيروزآبادي الفطر بالضم وبضمتين شيء من فضل اللبن يحلب ساعتئذ وقال قد سئل عن المذي قال هو الفطر قيل شبه المذي في قلته بما يحتلب بالفطر وروي بالضم (١) وأصله ما يظهر من اللبن على إحليل الضرع انتهى وقيل الفطرة الطري القريب الحديث بالعمل.

أقول الأول أظهر الوجوه ثم هي مرتبة في القرب والبعد.

١١ ـ العيون ، بالأسانيد الثلاثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال قال الحسين بن علي عليه‌السلام كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكل طعاما يقول اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرا منه وإذا أكل لبنا أو شربه يقول اللهم بارك لنا فيه وارزقنا منه (٢).

صحيفة الرضا ، بالإسناد عنه عليه‌السلام مثله (٣)

بيان قوله أو شربه كأنه ترديد من الراوي أو الأكل للمنعقد منه والشرب لغيره.

١٢ ـ قرب الإسناد ، عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عليه‌السلام عن جابر بن عبد الله قال : قيل يا رسول الله أنتداوى فقال نعم فتداووا

__________________

(١) القاموس ٢ : ١١٠ ولفظه : « وقول عمر وقد سئل عن المذى : هو الفطر ، قيل : شبه المذى في قلته بما يحتلب بالفطر أو شبه طلوعه من الاحليل بطلوع الناب ورواه النضر بالضم إلخ.

(٢) عيون الأخبار ٢ : ٣٩.

(٣) صحيفة الرضا عليه‌السلام ١٣.

٩٩

فإن الله تبارك وتعالى لم ينزل داء إلا وقد أنزل له دواء عليكم بألبان البقر فإنها ترد من الشجر (١).

توضيح فإنها ترد بالتخفيف مضمنا معنى الأخذ أو بالتشديد بمعنى الصدور وفي بعض النسخ ترق وكأن المعنى تأكل ورق كل شجر لكن لم أجد في اللغة هذا الوزن بهذا المعنى بل قالوا تورقت الناقة أكلت الورق وفي الكافي (٢) في حديث زرارة فإنها تخلط من كل الشجر كما سيأتي وعلى أي حال المعنى أنها تأكل من كل حشيش وورق فتحصل في لبنه منافع كلها.

١٣ ـ قرب الإسناد ، عن عبد الله بن الحسن عن جده علي بن جعفر عن أخيه عليه‌السلام قال : سألته عن ألبان الأتن تشرب للدواء أو تجعل في الدواء قال لا بأس (٣).

كتاب المسائل لعلي بن جعفر مثله (٤).

١٤ ـ المحاسن ، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يحب من الشراب اللبن (٥).

١٥ ـ ومنه ، عن علي بن الحكم عن الربيع بن محمد المسلي عن عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لم يكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل طعاما ولا يشرب شرابا إلا قال اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا به خيرا منه إلا اللبن فإنه كان يقول اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه (٦).

١٦ ـ ومنه ، (٧) عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : كان

__________________

(١) قرب الإسناد ٧٠ ط نجف.

(٢) الكافي ٦ : ٣٣٧.

(٣) قرب الإسناد ١٥٥ ط نجف.

(٤) راجع بحار الأنوار ١٠ : ٢٧٠.

(٥) المحاسن ٤٩١.

(٦) المحاسن ٤٩١.

(٧) المحاسن ٤٩١.

١٠٠