بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بيان يدل على أن الشرب في الزجاج غاية التنعم والترفه فيه وأنه ينافي التواضع المطلوب في المأكل والمشرب.

٩ـ كنز الكراجكي ، قال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان في سفر فاستيقظ من نومه فقال مع من وضوء فقال أبو قتادة معي في ميضأة فأتاه به فتوضأ وفضلت في الميضأة فضلة فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله احتفظ بها يا با قتادة فيكون لها شأن فلما حمي النهار واشتد العطش بالناس ابتدروا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقولون الماء الماء فدعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقدحه ثم قال هلم الميضأة يا با قتادة فأخذها ودعا فيها وقال اسكب فسكب في القدح وابتدر الناس الماء فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلكم يشرب الماء إن شاء الله فكان أبو قتادة يسكب ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يسقي حتى شرب الناس أجمعون ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي قتادة اشرب فقال لا بل اشرب أنت يا رسول الله فقال اشرب فإن ساقي القوم آخرهم شربا فشرب أبو قتادة ثم شرب رسول الله ص.

بيان : في القاموس الميضأة الموضع يتوضأ فيه ومنه والمطهرة.

١٠ ـ الشهاب ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله ساقي القوم آخرهم شربا.

الضوء هذا من مكارم الأخلاق التي كان صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يزال يأخذ بها أصحابه ويتقدم بها إليهم ويكررها عليهم والأدب في ذلك أن الساقي للقوم وهم عطاش مجهودون إذا ابتدأ بنفسه دل على جشعه وقلة مبالاته بأصحابه الذين ائتمن عليهم وجعل ملاك أرواحهم وقوام أبدانهم بيده وأمر الماء عندهم شديد فإنهم كثيرا ما يقتحمون البوادي ويعرضون أنفسهم للفج الهجائر ووقدان الظهائر ويفتخرون بذلك ويتجلدون عليه ويذكرونه في مفاخراتهم وإذا كان كذلك أدت الحال إلى تقاسم الماء بينهم بالمقلة وهي حجر القسم وقد قيل الماء أهون موجود وأعز مفقود وفائدة الحديث الحث على الأخذ بالأكرم من الأفعال والتباعد عما يجعل الإنسان في معرض الأنذال ولباس الأرذال وراوي هذا الحديث المغيرة.

١١ ـ معاني الأخبار ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قيل له الرجل يشرب بنفس

٤٦١

واحد قال لا بأس قلت فإن من قبلنا يقولون ذلك شرب الهيم فقال إنما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه (١).

١٢ ـ ومنه ، عن أبيه عن الحميري عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن شيخ من أهل المدينة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل يشرب فلا يقطع حتى يروي فقال وهل اللذة إلا ذاك قلت فإنهم يقولون إنه شرب الهيم فقال كذبوا إنما شرب الهيم ما « لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ » (٢)

١٣ ـ ومنه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد الله الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ثلاثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد في الشرب وقال كان يكره أن يشبه بالهيم قلت وما الهيم قال الرمل وفي حديث آخر هي الإبل.

قال الصدوق رحمه‌الله سمعت شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه‌الله يقول سمعت محمد بن الحسن الصفار يقول كلما في كتاب الحلبي وفي حديث آخر فذلك قول محمد بن أبي عمير رحمه‌الله (٣).

تبيين : قال الله تعالى « ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ » قال البيضاوي شرب الهيم أي الإبل التي لها الهيام وهو داء يشبه الاستسقاء جمع أهيم وهيماء وقيل الرمال على أنه جمع هيام بالفتح وهو الرمل الذي لا يتماسك جمع على هيم كسحب ثم خفف وفعل به ما فعل بجمع أبيض انتهى وقال الجوهري وقوله تعالى « فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ » هي الإبل العطاش ويقال الرمل حكاه الأخفش انتهى.

وأقول الأخبار مختلفة في الشرب بنفس واحد أو أكثر واستحب الأصحاب الشرب بثلاثة أنفاس وحملوا الأقل على الجواز وربما يحمل النفس الواحد على

__________________

(١) معاني الأخبار ١٤٩ باب معنى شرب اليهم.

(٢) معاني الأخبار ١٤٩ باب معنى شرب اليهم.

(٣) المصدر نفسه ١٥٠ ، والآيات في سورة الواقعة ٥٥ ـ ٥١.

٤٦٢

ما إذا كان الساقي حرا وربما يتراءى من بعض الأخبار كون التعدد محمولا على التقية والظاهر أن الثلاث أفضل قال صاحب الجامع يكره الشرب قائما بالليل ولا بأس بالنهار ويشرب في ثلاثة أنفاس وإن كان ساقيه حرا فبنفس واحد.

١٤ ـ معاني الأخبار ، عن محمد بن هارون الزنجاني عن علي بن عبد العزيز عن القاسم بن سلام رفعه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن اختناث الأسقية ومعنى الاختناث أن يثني أفواهها ثم يشرب منها وأصل الاختناث التكسر ومن هذا سمي المخنث لتكسره وبه سميت المرأة خنثى ومعنى الحديث في النهي عن اختناث الأسقية يفسر على وجهين أحدهما أنه يخاف أن يكون فيه دابة والذي دار عليه معنى الحديث أنه عليه‌السلام نهى أن يشرب من أفواهها (١).

توضيح في النهاية أنه نهى عن اختناث الأسقية خنثت السقاء إذا ثنيت فمه إلى خارج وشربت منه وقبعته إذا ثنيته إلى داخل وإنما نهى عنه لأنه ينتنها فإن إدامة الشرب هكذا مما يغير ريحها وقيل لا يؤمن أن يكون فيها هامة وقيل لئلا يترشش الماء على الشارب لسعة فم السقاء وقد جاء في حديث آخر إباحته ويحتمل أن يكون النهي خاصا بالسقاء الكبير دون الإداوة وفي حديث ابن عمر أنه كان يشرب من الإداوة ولا يختنثها ويسميها نفعة سماها بالمرة من النفع ولم يصرفها للعلمية والتأنيث انتهى وقال في شرح جامع الأصول الاختناث أن يكسر أي يقلب شفة القربة ويشرب وورد إباحته وذا للضرورة والحاجة والنهي عن الاعتياد أو ناسخ للأول (٢).

١٥ ـ المعاني : عن محمد بن موسى بن المتوكل عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول إن

__________________

(١) معاني الأخبار ٢٨١ في حديث طويل.

(٢) قد مر في ج ٤٤ ص ٣٧٦ من تاريخ الحسين صلوات الله عليه حديث علي بن الطعان المحاربى « فجعلت كلما شربت سال الماء من السقاء فقال الحسين عليه‌السلام : اخنث السقاء أى اعطفه ، فلم أدر كيف أفعل ، فقام فخنثه فشربت وسقيت فرسى ».

٤٦٣

الرجل ليشرب الشربة فيدخله الله بها الجنة قلت وكيف ذاك قال إن الرجل ليشرب الماء فيقطعه ثم ينحي الإناء وهو يشتهيه فيحمد الله ثم يعود فيشرب ثم ينحيه وهو يشتهيه فيحمد الله ثم يعود فيشرب فيوجب الله عز وجل له بذلك الجنة (١).

المحاسن ، عن ابن محبوب مثله إلا أنه قال بعد قوله أخيرا فيشرب ثم ينحيه ويحمد الله فيوجب الله له بذلك الجنة ويقول بسم الله في أول كل مرة. قال وروى محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله.

١٦ ـ العلل ، عن علي بن حاتم عن محمد بن جعفر المخزومي عن محمد بن عيسى بن زياد عن الحسن بن فضال عن ثعلبة عن بكار بن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في الرجل ينفخ في القدح قال لا بأس وإنما يكره ذلك إذا كان معه غيره كراهة أن يعافه.

وعن الرجل ينفخ في الطعام قال أليس إنما يريد أن يبرده قال نعم قال لا بأس.

قال الصدوق رحمه‌الله الذي أفتي به وأعتمده هو أنه لا يجوز النفخ في الطعام والشراب سواء كان الرجل وحده أو مع غيره ولا أعرف هذه العلة إلا في هذا الخبر (٢).

بيان قال الجوهري عاف الرجل الطعام أو الشراب يعافه عيافا أي كرهه فلم يشربه ثم إن ظاهر الصدوق رحمه‌الله حرمة النفخ فلذا رد الخبر ويمكن حمله على الجواز وسائر الأخبار على الكراهة أو سائر الأخبار على ما إذا لم يكن معه غيره في الشراب وإذا لم تكن ضرورة في الطعام وهذا على الضرورة كضيق الوقت للصلاة أو لحاجة.

١٧ ـ كامل الزيارة ، عن محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن داود الرقي قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام إذا استسقى الماء فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال لي يا داود لعن الله قاتل الحسين فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ولعن قاتله إلا كتب الله له مائة ألف

__________________

(١) معاني الأخبار ٣٨٥ ومثله في المحاسن ٥٧٨.

(٢) علل الشرائع ٢ : ٢٠٥ وقد مر سابقا.

٤٦٤

حسنة وحط عنه مائة ألف سيئة ورفع له مائة ألف درجة وكأنما أعتق مائة ألف نسمة وحشره الله يوم القيامة ثلج الفؤاد (١).

ومنه عن الكليني عن علي بن محمد عن سهل عن جعفر بن إبراهيم عن سعد بن سعد مثله.

الكافي ، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن جعفر عمن ذكره عن الخشاب مثله.

بيان في النهاية ثلجت نفسي بالأمر تثلج ثلجا إذا اطمأنت إليه وسكنت وثبت فيها ووثقت به.

١٨ ـ المحاسن ، عن ابن بزيع عن أبي إسماعيل السراج عن خيثمة بن عبد الرحمن عن أبي لبيد البحراني عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه سأله رجل ما حد كوزك هذا قال لا تشرب من موضع أذنه ولا من موضع كسره فإنه مقعد الشيطان وإذا وضعته على فمك فاذكر اسم الله وإذا رفعته عن فمك فاحمد الله وتنفس فيه ثلاثة أنفاس فإن النفس الواحد يكره (٢).

١٩ ـ ومنه ، عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن الرجل يأكل بشماله أو يشرب بها قال لا يأكل بشماله ولا يشرب بشماله ولا يناوله بها شيئا قال ورواه أبي عن زرعة عن سماعة (٣).

٢٠ ـ ومنه ، عن أبيه عن النضر عن القاسم بن سويد عن جراح المدائني عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه كره أن يأكل الرجل بشماله أو يتناول بها (٤).

٢١ ـ ومنه ، عن القاسم بن محمد عن شيبان بن عمرو عن حريز عن محمد بن مسلم قال : كنا في مجلس أبي عبد الله عليه‌السلام فدخل علينا فتناول إناء فيه ماء بيده اليسرى فشرب بنفس واحد وهو قائم (٥).

بيان كأن التناول باليسرى كان لعذر أو لبيان الجواز وكذا النفس الواحد

__________________

(١) كامل الزيارة ١٠٦ ومثله في الكافي ٦ : ٣٩١.

(٢) المحاسن ٢٧٤ ، في حديث.

(٣) المصدر ٤٥٥ ـ ٤٥٦.

(٤) المصدر ٤٥٥ ـ ٤٥٦.

(٥) المصدر ٤٥٥ ـ ٤٥٦.

٤٦٥

والقيام أو القيام لأنه كان في اليوم.

٢٢ ـ المحاسن ، عن جعفر عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليشرب ساقي القوم آخرهم (١).

٢٣ ـ ومنه ، بالإسناد المتقدم قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مصوا الماء مصا ولا تعبوه عبا فإنه يأخذ منه الكباد (٢).

الكافي ، عن العدة عن سهل عن جعفر مثله.

المكارم ، عنه عليه‌السلام مثله.

بيان قال في النهاية فيه مصوا الماء مصا ولا تعبوه عبا العب الشرب بلا نفس ومنه الكباد من العب الكباد بالضم داء يعرض الكبد وقال في موضع آخر العب شرب الماء من غير مص.

وأقول هذا أظهر من تفسيره الأول قال الجوهري العب شرب الماء من غير مص وفي الحديث الكباد من العب والحمام يشرب الماء عبا كما تعب الدواب وقال الفيروزآبادي العب شرب الماء أو الجرع أو تتابعه والكرع وقال في الدروس الماء سيد شراب الدنيا والآخرة وطعمه طعم الحياة ويكره الإكثار منه وعبه أي شربه من غير مص ويستحب مصه وروي من شرب الماء فنحاه وهو يشتهيه فحمد الله يفعل ذلك ثلاثا وجبت له الجنة وروي باسم الله في المرات الثلاثة في ابتدائه.

٢٤ ـ المحاسن ، عن أبيه عن صفوان عن معلى أبي عثمان عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ثلاثة أنفاس أفضل من نفس (٣).

٢٥ ـ ومنه ، عن أبي أيوب المديني عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ثلاثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد (٤).

__________________

(١) المحاسن ٤٥٢.

(٢) المحاسن ٥٧٥ ، ومثله في الكافي ٦ : ٣٨١ ، مكارم الأخلاق ١٨١.

(٣) المحاسن ٥٧٥.

(٤) المحاسن ٥٧٥.

٤٦٦

٢٦ ـ ومنه ، عن بعض أصحابنا عن ابن أخت الأوزاعي عن مسعدة بن اليسع عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال : نهى علي عليه‌السلام عن العبة الواحدة في الشرب وقال ثلاثا أو اثنتين (١).

المكارم ، عنه عليه‌السلام مثله.

٢٧ ـ المحاسن ، عن أبيه عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يكره النفس الواحد في الشرب وقال ثلاثة أنفاس أو اثنتين (٢).

بيان : لم أر في كلام الأصحاب استحباب الاثنتين مع وروده في الأخبار المعتبرة والظاهر استحبابه أيضا.

٢٨ ـ المحاسن ، عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه شرب وتنفس ثلاثة مرات يرتوي في الثالثة ثم قال قال أبي من شرب ثلاث مرات فذلك شرب الهيم قلنا وما الهيم قال الإبل (٣).

بيان كأن فيه تصحيفا أو سقطا كما يشهد به سائر الأخبار ويحتمل أن يكون محمولا على ما إذا لم يتنفس بينها أو يرتوي قبل الثالثة ويشرب حرصا.

٢٩ ـ المحاسن ، عن أبيه عن النضر عن هشام عن سليمان بن خالد قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام الرجل يشرب النفس الواحد قال يكره وقال ذلك شرب الهيم قلت وما الهيم قال هي الإبل (٤).

ومنه عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن الشرب بنفس واحد فكرهه وقال ذلك شرب الهيم قلت وما الهيم قال الإبل.

٣٠ ـ ومنه ، عن ابن فضال عن غالب بن عيسى عن روح بن عبد الرحيم قال : كان أبو عبد الله عليه‌السلام يكره أن يتشبه بالهيم قلت وما الهيم قال الكثيب (٥).

بيان الكثيب التل من الرمل وفي التهذيب بسند آخر هو النيب وفي القاموس

__________________

(١). ٥٧٦ ـ ٥٧٧ ومثل الأول في المكارم ١٨١.

(٢). ٥٧٦ ـ ٥٧٧ ومثل الأول في المكارم ١٨١.

(٣). ٥٧٦ ـ ٥٧٧ ومثل الأول في المكارم ١٨١.

(٤). ٥٧٦ ـ ٥٧٧ ومثل الأول في المكارم ١٨١.

(٥). ٥٧٦ ـ ٥٧٧ ومثل الأول في المكارم ١٨١.

٤٦٧

الناب الناقة المسنة والجمع أنياب ونيوب ونيب.

٣١ ـ المحاسن ، عن أبي أيوب المديني عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه كان يكره أن يتشبه بالهيم قلت وما الهيم قال الرمل (١).

بيان : في أكثر النسخ بالراء المهملة وفي بعضها بالمعجمة جمع الزاملة وهي ما يحمل عليه من البعير والأول أظهر.

٣٢ ـ المحاسن ، عن ابن فضال عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعبون الماء عبا فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اشربوا في أيديكم فإنها من خير آنيتكم (٢).

بيان : كأن المراد بالعب هنا الكرع كما مر في القاموس وهو أن يشرب بفيه من موضعه كالحيوانات.

٣٣ ـ المحاسن ، عن ابن محبوب عن إبراهيم الكرخي عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعجبه أن يشرب في القداح الشامي ويقول هو من أنظف آنيتكم (٣).

٣٤ ـ ومنه ، عن جعفر عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليه‌السلام قال : مر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقوم يشربون بأفواههم في غزوة تبوك فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله اشربوا في أيديكم فإنها من خير آنيتكم (٤).

٣٥ ـ ومنه ، عن ابن فضال عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يشرب في الأقداح الشامية يجاء بها من الشام وتهدى له (٥).

بيان قال في الدروس كان رسول الله يعجبه الشرب في القدح الشامي والشرب في اليدين أفضل.

٣٦ ـ المحاسن ، عن محمد بن علي عن عبد الرحمن بن محمد الأسدي عن سالم بن مكرم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان أبي عليه‌السلام جالسا إذ أتاه أخوه عبد الله بن علي يستأذن لعمرو بن عبيد وبشير الرحال وواصل فدخلوا عليه فجلسوا فقالوا يا با

__________________

(١ ـ ٥) المحاسن : ٥٧٧.

٤٦٨

جعفر لكل شيء حد ينتهي إليه فقال نعم ما من شيء إلا وله حد ينتهي إليه قال فدعا بالماء فأتي بكوز فقالوا يا با جعفر أحد لهذا الكوز لمن شرب فقال نعم فقالوا ما حده قال إذا شربه الرجل تنفس عليه ثلاثة أنفاس كلما تنفس حمد الله ولا يشربن من أذن الكوز ولا من كسر إن كان فيه فإنه مشرب الشيطان ثم يقول الحمد لله الذي سقاني ماء عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبي (١).

بيان في القاموس الأذن بالضم وبضمتين المقبض والعروة من كل شيء.

٣٧ ـ المحاسن ، عن أبيه عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله عن أبيه قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لا تشربوا من ثلمة الإناء ولا من عروته فإن الشيطان يقعد على العروة (٢).

٣٨ ـ ومنه ، عن يعقوب بن يزيد عن ابن عم لعمر بن يزيد عن ابنة عمر بن يزيد عن أبيها عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا شرب أحدكم الماء فقال بسم الله ثم قطعه فقال الحمد لله ثم شرب فقال بسم الله ثم قطعه فقال الحمد لله ثم شرب فقال بسم الله ثم قطعه فقال الحمد لله سبح ذلك الماء له ما دام في بطنه إلى أن يخرج (٣).

٣٩ ـ ومنه ، عن محمد بن علي عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن إبراهيم بن يحيى المديني عن أبي عبد الله عن أبيه عليه‌السلام قال : قام أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى إداوة فشرب منها وهو قائم (٤).

٤٠ ـ ومنه ، عن ابن العزرمي عن حاتم بن إسماعيل المديني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام أن أمير المؤمنين عليه‌السلام كان يشرب وهو قائم ثم شرب من فضل وضوئه قائما فالتفت إلى الحسن عليه‌السلام فقال يا بني إني رأيت جدك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صنع هكذا (٥).

__________________

(١) المحاسن : ٥٧٨.

(٢) المحاسن : ٥٧٨.

(٣) المحاسن : ٥٧٨.

(٤) المصدر : ٥٨٠.

(٥) المصدر : ٥٨٠.

٤٦٩

٤١ ـ ومنه ، عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر عن عقبة بن شريك عن عبد الله بن شريك العامري عن بشير بن غالب قال : سألت الحسين بن علي وأنا أسايره عن الشرب قائما فلم يجبني حتى إذا نزل أتى ناقة فحلبها ثم دعاني فشرب وهو قائم (١).

٤٢ ـ ومنه ، عن عدة من أصحابنا عن حنان بن سدير عن أبيه قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الشرب قائما قال وما بأس بذلك قد شرب الحسين بن علي عليه‌السلام وهو قائم (٢).

٤٣ ـ ومنه ، عن محمد بن علي عن عبد الرحمن الأسدي عن عمرو بن أبي المقدام قال : رأيت أبا جعفر عليه‌السلام يشرب وهو قائم في قدح خزف (٣).

٤٤ ـ ومنه ، عن أبيه عن عبد الله المغيرة عن عمرو بن أبي المقدام قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام أنا وأبي فأتي بقدح من خزف فيه ماء فشرب وهو قائم ثم ناوله أبي فشرب وهو قائم ثم ناولني فشربت منه وأنا قائم (٤).

٤٥ ـ ومنه ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام إذ دخل عليه عبد الملك القمي فقال أصلحك الله أشرب وأنا قائم فقال إن شئت قال فأشرب بنفس واحد حتى أروى قال إن شئت قال أفأسجد ويدي في ثوبي قال إن شئت ثم قال أبو عبد الله عليه‌السلام إني والله ما من هذا وشبهه أخاف عليكم (٥).

بيان ما من هذا وشبهه كأن المعنى أن هذه الأمور من السنن والآداب ولا أخاف عليكم العذاب من تركها بل إنما أخاف عليكم من ترك الواجبات والفرائض فيدل على أن أخبار التجويز محمولة على الجواز لا على أنها ليست من السنن كما حمله عليه أكثر الأصحاب وبعض الأخبار تشير إلى أن أخبار المنع محمولة على التقية وبعض الأصحاب حملوا الشرب قائما على ما إذا كان بالنهار كما ذكره الصدوق وهو الظاهر من الكليني رحمه‌الله وغيرهما قال أبو الصلاح رحمه‌الله

__________________

(١) المحاسن : ٥٨٠ ـ ٥٨١.

(٢) المحاسن : ٥٨٠ ـ ٥٨١.

(٣) المحاسن : ٥٨٠ ـ ٥٨١.

(٤) المحاسن : ٥٨٠ ـ ٥٨١.

(٥) المحاسن : ٥٨٠ ـ ٥٨١.

٤٧٠

في الكافي يكره شرب الماء بالليل قائما والعب والنهل في نفس واحد ومن ثلمة الكوز ومما يلي الأذن وقد مر كلام صاحب الجامع في ذلك.

وقال في الدروس يكره الشرب بنفس واحد بل بثلاثة أنفاس وروي أن ذلك إن كان الساقي عبدا وإن كان حرا فبنفس واحد وروي أن العب تورث الكباد بضم الكاف وهو وجع الكبد والشرب قائما ويستحب الشرب في الأيدي ومما يلي شفة الإناء لا مما يلي عروته أو ثلمته.

٤٦ ـ المحاسن ، عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام في رجل يشرب الماء وهو قائم قال لا بأس بذلك (١).

٤٧ ـ ومنه ، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن أبيه عليه‌السلام قال : شرب الماء من قيام أقوى وأصلح للبدن (٢).

المكارم ، عن الباقر عليه‌السلام مثله إلا أن فيه أمرأ وأصح وليس فيه للبدن.

٤٨ ـ المحاسن ، عن القاسم بن يحيى عن جده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لا تشربوا الماء قائما (٣).

٤٩ ـ ومنه ، عن ابن محبوب عن أبيه أو غيره رفعه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام شرب الماء من قيام يمرئ الطعام وشرب الماء بالليل يورث الماء الأصفر ومن شرب الماء بالليل وقال يا ماء عليك السلام من ماء زمزم وماء الفرات لم يضره شرب الماء بالليل (٤).

المكارم ، مرسلا مثله إلا أن فيه شرب الماء من قيام بالنهار وفيه ويقول ثلاث مرات عليك السلام.

٥٠ ـ الكافي ، عن علي بن محمد رفعه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام إذا أردت أن تشرب الماء بالليل فحرك الإناء وقل يا ماء ماء زمزم وماء الفرات يقرءانك السلام (٥).

__________________

(١) المحاسن ٥٨١ ، ومثله في المكارم ١٨١.

(٢) المحاسن ٥٨١ ، ومثله في المكارم ١٨١.

(٣) المحاسن ٥٨١ ، ومثله في المكارم ١٨١.

(٤) المحاسن ٥٧٢ ومثله في المكارم ١٨١.

(٥) الكافي ٦ : ٣٨٤.

٤٧١

بيان : يقرءانك على بناء المجرد أشهر في القاموس قرأه وبه كنصره ومنعه تلا وقرأ عليه‌السلام أبلغه كأقرأه ولا يقال أقرأه إلا إذا كان السلام مكتوبا.

٥١ ـ المحاسن ، عن ابن محبوب عن يونس بن يعقوب عن سيف الطحان قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام وعنده رجل من قريش فاستسقى أبو عبد الله عليه‌السلام فصب الغلام في قدح فشرب وأنا إلى جنبه فناولني فضلته في القدح فشربتها ثم قال يا غلام صب فصب الغلام وناول القرشي (١).

٥٢ ـ ومنه ، عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو بن أبي المقدام قال : رأيت أبا جعفر عليه‌السلام وهو يشرب في قدح من خزف (٢).

٥٣ ـ دعوات الراوندي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : شرب الماء من الكوز العام أمان من البرص والجذام.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من شرب قائما فأصابه شيء من المرض لم يستشف أبدا وشرب رجل قائما فرآه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال أيسرك أن تشرب معك الهرة فقال لا قال قد شرب معك من هو شر منه الشيطان.

ومن السنة أن لا يشرب من الموضع المكسور وأن يتنفس ثلاثة أنفاس فإذا ابتدأ ذكر الله وإذا فرغ حمد الله ولا يتنفس في الإناء روته العامة.

بيان كأن المراد بالكوز العام ما يشرب منه كل من يمر به وهذا مما يحترز منه الناس لخوف العاهات فرد صلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم بأنه سبب لرفع العاهات لأنه سؤر المؤمنين والظاهر أن هذه الروايات كلها عامية.

المكارم ، كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا شرب بدأ فسمى وحسى حسوتين ثم يقطع فيحمد الله ثم يعود فيسمي ثم يزيد في الثالثة ثم يقطع فيحمد الله فكان له في شربه ثلاث تسميات وثلاث تحميدات ويمص الماء مصا ولا يعبه عبا ويقول صلى‌الله‌عليه‌وآله إن الكباد من العب وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يتنفس في الإناء إذا شرب فإن أراد أن يتنفس أبعد الإناء عن فيه حتى يتنفس.

__________________

(١) المحاسن ٥٨٣.

(٢) المحاسن ٥٨٣.

٤٧٢

وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يشرب في أقداح القوارير التي يؤتى بها من الشام ويشرب في الأقداح التي يتخذ من الخشب وفي الجلود ويشرب في الخزف ويشرب بكفيه يصب الماء فيهما ويشرب ويقول ليس إناء أطيب من اليد ويشرب من أفواه القرب والأداوي ولا يختنثها اختناثا ويقول إن اختناثها ينتنها وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يشرب قائما وربما شرب راكبا وربما قام فشرب من القربة أو الجرة أو الإداوة وفي كل إناء يجده وفي يديه.

وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يشرب الماء الذي حلب عليه اللبن ويشرب السويق وكان أحب الأشربة إليه الحلو وفي رواية أحب الشراب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الحلو البارد وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يشرب الماء على العسل وكان يماث له الخبز فيشربه أيضا وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول سيد الأشربة في الدنيا والآخرة الماء (١).

٥٥ ـ الفقيه ، سأل الصادق عليه‌السلام بعض أصحابه عن الشرب بنفس واحد فقال إذا كان الذي يناول الماء مملوكا فاشرب في ثلاثة أنفاس وإن كان حرا فاشربه بنفس واحد.

قال الصدوق رحمه‌الله وهذا الحديث في روايات محمد بن يعقوب الكليني (٢).

٥٦ ـ المكارم ، عنه عليه‌السلام مثله ثم قال وبرواية أخرى وهو الأصح عنه عليه‌السلام قال ثلاثة أنفاس في الشراب أفضل من الشرب بنفس واحد وكان يكره أن يشبه بالهيم قلت وما الهيم قال الإبل.

٥٧ ـ الدعائم ، عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن الشرب والأكل بالشمال وأمر أن يسمي الله الشارب إذا شرب ويحمده إذا فرغ يفعل ذلك كلما تنفس في الشرب ابتدأ أو قطع.

وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه نهى عن اختناث الأسقية وهو أن تثنى أفواه القربة ثم يشرب منها وقيل إن ذلك نهي عنه لوجهين أحدهما أنه يخاف أن يكون فيها دابة أو حية فتنساب في [ فم ] الشارب والثاني أن ذلك ينتنها.

__________________

(١) مكارم الأخلاق ٣٣ ـ ٣٢.

(٢) فقيه من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٢٣ ومثله في المكارم ١٧٣.

٤٧٣

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه شرب قائما وجالسا.

وعن جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه نهى عن الشرب من قبل عروة الإناء.

وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه مر برجل يكرع الماء بفيه يعني يشربه من إناء أو غيره من وسطه فقال أتكرع ككرع البهيمة إن لم تجد إناء فاشرب بيديك فإنها من أطيب آنيتكم.

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : مصوا الماء مصا ولا تعبوه عبا فإنه منه يكون الكباد.

وعن علي عليه‌السلام أنه قال : تفقدت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غير مرة وهو إذا شرب الماء تنفس ثلاثا مع كل واحد منهن تسمية إذا شرب وحمد إذا قطع.

وعن محمد بن علي وأبي عبد الله عليه‌السلام أنهما قالا ثلاثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد وكرها أن يتشبه الشارب بشرب الهيم يعنيان الإبل الصادية لا ترفع رءوسها عن الماء حتى تروى.

وعن الحسن بن علي عليه‌السلام أنه كره تجرع اللبن وكان يعبه عبا وقال إنما يتجرع أهل النار.

وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه كان إذا شرب اللبن قال اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه وإذا شرب الماء قال الحمد لله الذي سقاني عذبا زلالا برحمته ولم يسقنا ملحا أجاجا بذنوبنا (١).

توضيح الصادي العطشان وكأن المراد بالتجرع الشرب قليلا قليلا قال في المصباح جرعت الماء جرعا من باب نفع ومن باب تعب لغة وهو الابتلاع والجرعة من الماء كاللقمة من الطعام وهو ما يجرع مرة واحدة وقال الراغب يقال تجرعه إذا تكلف جرعة قال تعالى « يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ ».

٥٨ ـ كتاب المسائل ، بإسناده عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : سألته عن الكوز والدورق من القدح والزجاج والعيدان أيشرب منه من قبل عروته قال لا يشرب من قبل عروة كوز ولا إبريق ولا قدح ولا يتوضأ من قبل عروته (٢).

__________________

(١) دعائم الإسلام ٢ : ١٢٩ ـ ١٣٠.

(٢) راجع بحار الأنوار ١٠ : ٢٧٨ طبعتنا هذه الحديثة.

٤٧٤

بيان : في القاموس الدورق الجرة ذات العروة وقال القدح بالتحريك آنية تروي الرجلين أو اسم يجمع الصغار والكبار والجمع أقداح وقال الإبريق معرب آب ري والجمع أباريق.

٥٩ ـ المكارم ، الدعاء المروي عند شرب الماء الحمد لله منزل الماء من السماء مصرف الأمر كيف يشاء بسم الله خير الأسماء.

وعن الصادق عليه‌السلام قال : أتى أبي جماعة فقالوا له زعمت أن لكل شيء حدا ينتهي إليه فقال لهم أبي نعم قال فدعا بماء ليشربوا فقالوا يا با جعفر هذا الكوز من الشيء هو قال نعم قالوا فما حده قال حده أن تشرب من شفته الوسطى وتذكر الله عليه وتنفس ثلاثا كلما تنفست حمدت الله ولا تشرب من أذن الكوز فإنه مشرب الشيطان ثم قال الحمد لله الذي سقاني ماء عذبا ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبي وبرواية مثله زيادة الحمد لله الذي سقاني فأرواني وأعطاني فأرضاني وعافاني وكفاني اللهم اجعلني ممن تسقيه في المعاد من حوض محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وتسعده بمرافقته برحمتك يا أرحم الراحمين.

وعن عبد الله بن مسعود قال : كان رسول الله يتنفس في الإناء ثلاثة أنفاس يسمي عند كل نفس ويشكر الله في آخرهن.

وعن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واخذ عن الشرب قائما قال قلت فالأكل قال هو أشر وفي رواية عنه أيضا أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله شرب قائما.

وقيل للصادق عليه‌السلام ما طعم الماء قال طعم الحياة.

وقال عليه‌السلام إذا شرب أحدكم فليشرب في ثلاثة أنفاس يحمد الله في كل منها أوله شكر الشربة والثاني مطردة الشيطان والثالث شفاء لما في جوفه.

وعن ابن عباس قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله شرب الماء فتنفس مرتين.

وعن موسى بن جعفر عليه‌السلام سئل عنه عن حد الإناء فقال حده أن لا تشرب من موضع كسر إن كان به فإنه مجلس الشيطان فإذا شربت سميت فإذا فرغت حمدت الله.

٤٧٥

وروي عن عمرو بن قيس قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام بالمدينة وبين يديه كوز موضوع فقلت له فما حد هذا الكوز قال اشرب مما يلي شفته وسم الله عز وجل وإذا رفعت من فيك فاحمد الله وإياك وموضع العروة أن تشرب منها فإنه مقعد الشيطان فهذا حده.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء وإنه يغمس بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله ثم لينزعه (١).

بيان : واخذ كأنه من المؤاخذة مجازا أي يلوم والتعدية بعن لتضمين معنى النهي في القاموس آخذه بذنبه ولا تقل واخذه وفي الصحاح آخذه بذنبه مؤاخذة والعامة تقول واخذه.

٦٠ ـ الفردوس ، عن علي عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا شربتم الماء فاشربوه مصا ولا تشربوه عبا فإن العب يورث الكباد.

قال الديلمي العب شرب بلا تنفس والكباد داء يكون في الصدر.

٣

باب

(فضل ماء المطر في نيسان وكيفية أخذه وشربه)

١ ـ المهج : مهج الدعوات نقلا من كتاب زاد العابدين تأليف الحسين بن الحسن بن خلف الكاشوني [ الكاشغري ] قال أخبرنا الوالد أبو الفتوح رحمه‌الله عن أبي بكر محمد بن عبد الله البلخي عن أبي نصر محمد بن أحمد بن الباب حريزي عن عبد الله بن عباس المذكر البلخي عن محمد بن أحمد عن عيسى بن هارون عن محمد بن جعفر عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : كنا جلوسا إذ دخل علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلم علينا فرددنا عليه فقال ألا أعلمكم دواء علمني جبرئيل عليه‌السلام حيث لا أحتاج إلى دواء الأطباء فقال علي

__________________

(١) مكارم الأخلاق ١٧٤ ـ ١٧٥ وفيه مكان « واخذ » : « نهى ».

٤٧٦

وسلمان وغيرهما وما ذاك الدواء قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام تأخذ من ماء المطر في نيسان وتقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين مرة وآية الكرسي سبعين مرة وقل هو الله أحد سبعين مرة وقل أعوذ برب الفلق سبعين مرة وقل أعوذ برب الناس سبعين مرة وقل يا أيها الكافرون سبعين مرة وتشرب عن ذلك الماء غدوة وعشية سبعة أيام متواليات.

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والذي بعثني بالحق نبيا إن جبرئيل عليه‌السلام قال إن الله يدفع عن الذي يشرب من هذا الماء كل داء في جسده ويعافيه ويخرج من جسده وعظمه وجميع أعضائه ويمحو ذلك من اللوح المحفوظ والذي بعثني بالحق نبيا إن لم يكن له ولد وأحب أن يكون له ولد بعد ذلك فشرب من ذلك الماء كان له ولد وإن كانت المرأة عقيما وشربت من ذلك الماء رزقها الله ولدا وإن كان الرجل عنينا والمرأة عقيما وشرب من ذلك الماء أطلق الله ذلك وذهب ما عنده ويقدر على المجامعة وإن أحبت أن تحمل بابن حملت وإن أحبت أن تحمل بذكر أو أنثى حملت وتصديق ذلك في كتاب الله : « يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً » (١)

وإن كان به صداع فشرب من ذلك يسكن عنه الصداع بإذن الله وإن كان به وجع العين يقطر من ذلك الماء في عينيه ويشرب منه ويغسل به عينيه يبرأ بإذن الله ويشد أصول الأسنان ويطيب الفم ولا يسيل من أصول الأسنان اللعاب ويقطع البلغم ولا يتخم إذا أكل وشرب ولا يتأذى بالريح ولا يصيبه الفالج ولا يشتكي ظهره ولا ييجع بطنه ولا يخاف من الزكام ووجع الضرس ولا يشتكي المعدة ولا الدود ولا يصيبه قولنج ولا يحتاج إلى الحجامة ولا يصيبه الناسور ولا يصيبه الحكة ولا الجدري ولا الجنون ولا الجذام ولا البرص ولا الرعاف ولا القلس ولا يصيبه عمى ولا بكم ولا خرس ولا صمم ولا مقعد ولا يصيبه الماء الأسود في عينيه ولا يصيبه داء ولا يفسد عليه صومه وصلاته ولا يتأذى بالوسوسة ولا الجن ولا الشياطين.

__________________

(١) الشورى ٤٩.

٤٧٧

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال جبرئيل إنه من شرب من ذلك الماء ثم كان به جميع الأوجاع التي تصيب الناس فإنه شفاء له من جميع الأوجاع فقلت يا جبرئيل هل ينفع في غير ما ذكرت من الأوجاع فقال لي جبرئيل والذي بعثك بالحق نبيا من يقرأ هذه الآيات على هذا الماء ملأ الله تعالى قلبه نورا وضياء ويلقي الإلهام في قلبه ويجري الحكمة على لسانه ويحشو قلبه من الفهم والتبصرة ما لم يعط مثله أحدا من العالمين ويرسل عليه ألف مغفرة وألف رحمة ويخرج الغش والخيانة والغيبة والحسد والبغي والكبر والبخل والحرص والغضب من قلبه والعداوة والبغضاء والنميمة والوقيعة في الناس وهو الشفاء من كل داء.

وقد روي في رواية أخرى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما يقرأ على ماء المطر في نيسان زيادة وهي أنه يقرأ عليه سورة إنا أنزلناه ويكبر الله ويهلل الله ويصلي على النبي وآله كل واحدة منها سبعين مرة (١).

بيان : ييجع لغة في يوجع والناسور علة تحدث في العين وفي حوالي المقعدة وفي اللثة والجدري بضم الجيم وفتحها قروح في البدن تنفط وتقبح وهي معروفة تحدث في الأطفال غالبا والقلس ويفتح ما خرج من الحلق ملء الفهم وليس بقيء فإن عاد فهو قيء ويحتمل التعميم هنا والمقعد كمكرم داء يصير مقعدا لا يقدر على القيام والوقيعة في الناس ذمهم وتطلق غالبا على الغيبة.

وأقول وجدت بخط الشيخ علي بن حسن بن جعفر المرزباني وكان تاريخ كتابته سنة ثمان وتسعمائة قال وجدت بخط الإمام العلامة الشهيد السعيد محمد بن مكي رحمه‌الله روي عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علمني جبرئيل عليه‌السلام دواء لا أحتاج معه إلى طبيب فقال بعض أصحابه نحب يا رسول الله أن تعلمنا فقال عليه‌السلام يؤخذ بنيسان يقرأ عليه فاتحة الكتاب وآية الكرسي وقل يا أيها الكافرون وسبح اسم ربك الأعلى سبعين مرة والمعوذتان والإخلاص سبعين مرة ثم يقرأ لا إله إلا الله سبعين مرة والله أكبر سبعين مرة وصلى الله على محمد وآل

__________________

(١) مهج الدعوات ٤٤٤ ـ ٤٤٧.

٤٧٨

محمد سبعين مرة وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر سبعين مرة ثم يشرب منه جرعة بالعشاء وجرعة غدوة سبعة أيام متواليات.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والذي بعثني بالحق نبيا إن الله يدفع عمن يشرب هذا الماء كل داء وكل أذى في جسده ويطيب الفم ويقطع البلغم ولا يتخم إذا أكل وشرب ولا تؤذيه الرياح ولا يصيبه فالج ولا يشتكي ظهره ولا جوفه ولا سرته ولا يخاف البرسام ويقطع عنه البرودة وحصر البول ولا تصيبه حكة ولا جدري ولا طاعون ولا جذام ولا برص ولا يصيبه الماء الأسود في عينيه ويخشع قلبه ويرسل الله عليه ألف رحمة وألف مغفرة ويخرج من قلبه النكر والشرك والعجب والكسل والفشل والعداوة ويخرج من عرقه الداء ويمحو عنه الوجع من اللوح المحفوظ وأي رجل أحب أن تحبل امرأته حبلت امرأته ورزقه الله الولد وإن كان رجل محبوسا وشرب ذلك أطلقه الله من السجن ويصل إلى ما يريد وإن كان به صداع سكن عنه وسكن عنه كل داء في جسمه بإذن الله تعالى.

باب

(النهي عن الاستشفاء بالمياه الحارة الكبريتية والمرة وأشباههما)

١ ـ المحاسن ، عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي سعيد دينار بن عقيصا التيمي قال : مررت بالحسن والحسين عليه‌السلام وهما بالفرات مستنقعين في إزارهما فقالا إن للماء سكانا كسكان الأرض ثم قالا أين تذهب فقلت إلى هذا الماء قالا وما هذا الماء قلت ماء تشرب في هذا الحير يخف له الجسد ويخرج الحر ويسهل البطن هذا الماء المر فقالا ما نحسب أن الله تبارك وتعالى جعل في شيء مما قد لعنه شفاء فقلت ولم ذاك فقالا إن الله تبارك وتعالى لما آسفه قوم نوح فتح السماء بماء منهمر فأوحى الله إلى الأرض فاستعصت عليه عيون منها فلعنها فجعلها ملحا أجاجا (١).

__________________

(١) المحاسن ٥٧٩ ، ومثله في الكافي ٣٩٠ ، والآية في الزخرف ٥٥.

٤٧٩

بيان : في أكثر النسخ دينار بن عقيصا والظاهر زيادة ابن لأن دينارا كنيته أبو سعيد ولقبه عقيصا ويؤيده أن في الكافي عن أبي سعيد عقيصا وفي القاموس العقيصا كرشة صغيرة مقرونة بالكرش الكبرى.

وأقول في الكافي رواه عن محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن محمد بن يحيى بن زكريا وعن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه جميعا عن محمد بن سنان وفيه وهما في الفرات مستنقعان في إزارين فقلت لهما يا ابني رسول الله أفسدتما الإزارين فقالا لي يا با سعيد فساد الإزارين أحب إلينا من فساد الدين إن للماء أهلا وسكانا إلى قوله فقلت أريد دواء أشرب من هذا الماء المر لعلة بي أرجو أن يخف له الجسد ويسهل البطن فقالا إلى آخر الخبر ثم قال وفي رواية حمدان بن سليمان أنهما قالا يا با سعيد تأتي ماء ينكر ولايتنا في كل يوم ثلاث مرات إن الله عز وجل عرض ولايتنا على المياه فما قبل ولايتنا عذب وطاب وما جحد ولايتنا جعله الله عز وجل مرا وملحا أجاجا.

وأقول لما آسفه إشارة إلى قوله تعالى « فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ » يقال آسفه أي أغضبه « بِماءٍ مُنْهَمِرٍ » أي منصب بلا قطر والخطاب إليها وعدم قبولها الولاية إما بأن أودع الله فيها في تلك الحال ما تفهم به الخطاب أو استعارة تمثيلية لبيان عدم قابليتها لترتب خير عليها ورداءة أصلها فإن للأشياء الطيبة مناسبة واقعية بعضها لبعض وكذا الأشياء الخبيثة وقد مضى تحقيق ذلك في مجلدات الإمامة.

٢ ـ المحاسن ، عن بعضهم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : نهى رسول الله عن الاستشفاء بالعيون الحارة التي تكون في الجبال التي توجد منها رائحة الكبريت فإنها من فوح جهنم (١).

٣ ـ ومنه ، بهذا الإسناد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى أن يستشفى بالحمات التي توجد في الجبال (٢).

٤ ـ الكافي ، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن

__________________

(١) المحاسن ٥٧٩.

(٢) المحاسن ٥٧٩.

٤٨٠