بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

والأكل والأول أظهر ويحتمل الثاني كما عرفت.

٣٦ ـ المكارم ، من كتاب البصائر عن محمد بن جعفر العاصمي عن أبيه عن جده قال : حججت ومعي جماعة من أصحابنا فأتيت المدينة فقصدنا مكانا ننزله فاستقبلنا غلام لأبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام على حمار له أخضر يتبعه الطعام فنزلنا بين النخل وجاء هو فنزل فأتي بالطشت والماء فبدأ وغسل يديه وأدير الطشت عن يمينه حتى بلغ آخرنا ثم أعيد من يساره حتى أتي على آخرنا ثم قدم الطعام فبدأ بالملح ثم قال كلوا « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » ثم ثنى بالخل ثم أتي بكتف مشوي فقال كلوا « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم أتي بالخل والزيت فقال كلوا « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب فاطمة عليه‌السلام ثم أتي بالسكباج فقال كلوا « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين عليه‌السلام ثم أتي بلحم مقلو فيه باذنجان فقال كلوا « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب الحسن بن علي عليه‌السلام ثم أتي بلبن حامض قد ثرد فيه فقال كلوا « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب الحسين بن علي عليه‌السلام ثم أتي بأضلاع باردة فقال كلوا « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب علي بن الحسين عليه‌السلام ثم أتي بجبن مبرز فقال كلوا « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب محمد بن علي عليه‌السلام ثم أتي بتور فيه بيض كالعجة فقال كلوا « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب أبي جعفر [ جعفرا ] عليه‌السلام ثم أتي بحلواء فقال كلوا « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام يعجبني ورفعت المائدة فذهب أحدنا ليلقط ما كان تحتها فقال مه إنما ذلك في المنازل تحت السقوف فأما في مثل هذا الموضع فهو لعافية الطير والبهائم ثم أتي بالخلال فقال من حق الخلال أن تدير لسانك في فمك فما أجابك ابتلعته وما امتنع تحركه بالخلال ثم تخرجه فتلفظه وأتي بالطست والماء فابتدأ بأول من على يساره حتى انتهى إليه فغسل ثم غسل من على يمينه حتى أتى على آخرهم ثم قال يا عاصم كيف أنتم في التواصل والتبار فقال على أفضل ما كان عليه أحد فقال أيأتي أحدكم

٤٢١

عن الضيقة منزل أخيه فلا يجده فيأمر بإخراج كيسه فيخرج فيفض ختمه فيأخذ من ذلك حاجته فلا ينكر عليه قال لا قال لستم على ما أحب عليه من التواصل.

والضيقة الفقر (١).

بيان وجاء هو أي موسى عليه‌السلام بجبن مبرز بكسر الراء المشددة ثم الزاي أي فائق في النفاسة واللذة من قولهم برز تبريزا أي فائق أصحابه فضلا وشجاعة وفي بعض النسخ بتقديم الزاي على الراء فهو بفتح الزاي المشددة أي جعل فيه الأبازير وفي بعض النسخ بجنب أي بجنب الشاة فهو على الأول يحتمل الكسر والفتح أي نفيس أو سمين وعلى الثاني بالمعنى السابق أيضا والتور إناء من صفر أو حجارة كالإجانة.

وفي القاموس العجة بالضم طعام من البيض مولد وفي بحر الجواهر خاگينه وفي النهاية فيه ما أكلت العافية منها فهو له صدقة العافية والعافي كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو طائر وجمعها العوافي وقد تقع العافية على الجماعة انتهى.

قوله بأول من على يساره أي الغاسل حين دخول البيت أو عند الاستقبال إليهم فهو بمنزلة يمين الباب أو يسار الإمام عليه‌السلام لكن الأولية بالنسبة إلى داخل المجلس ومآلهما واحد ويئول إلى أحد الوجهين المتقدمين في باب الغسل على ما أحب عليه كان عليه زيد من النساخ أو المعنى على ما أحبكم وقوله والضيقة كلام الطبرسي رحمه‌الله.

٣٧ ـ المكارم ، قال أمير المؤمنين عليه‌السلام من أكل الطعام على النقاء وأجاد الطعام تمضغا وترك الطعام وهو يشتهيه ولم يحبس الغائط إذا أتاه لم يمرض إلا مرض الموت (٢).

من مجموع في الآداب لمولاي أبي طول الله عمره روى عن المفضل بن يونس قال : إني في منزلي يوما فدخل علي الخادم فقال إن في الباب رجلا يكنى بأبي الحسن يسمى موسى بن جعفر فقلت يا غلام إن كان الذي أتوهم فأنت حر لوجه

__________________

(١) مكارم الأخلاق : ١٦٦ ـ ١٦٨.

(٢) مكارم الأخلاق ١٦٩.

٤٢٢

الله قال فبادرت إليه فإذا أنا به عليه‌السلام فقلت انزل يا سيدي فنزل ودخل المجلس فذهبت لأرفعه في صدر البيت فقال لي يا فضل صاحب المنزل أحق بصدر البيت إلا أن يكون في القوم رجل من بني هاشم فقلت فأنت إذا جعلت فداك ثم قلت جعلني الله فداك إنه قد حضر طعام لأصحابنا فإن رأيت فقال يا فضل إن الناس يقولون إن هذا طعام الفجأة وهم يكرهونه أما إني لا أرى به بأسا فأمرت الغلام فأتى بالطست فدنا منه فقال الحمد لله الذي جعل لكل شيء حدا فقلت جعلت فداك فما حد هذا فقال أن يبدأ رب البيت لكي ينشط الأضياف فإذا وضع الطست سمى وإذا رفع حمد الله ثم أتى بالمائدة فقلت ما حد هذا قال أن تسمي إذا وضع وتحمد الله إذا رفع ثم أتى بالخلال فقلت فما حد هذا قال أن تكسر رأسه لأن لا يدمي اللثة فأتى بالإناء فقلت فما حده قال أن لا تشرب من موضع العروة ولا من موضع كسر إن كان به فإنه مجلس الشيطان فإذا شربت سميت وإذا فرغت حمدت الله وليكن صاحب البيت يا فضل إذا فرغ من الطعام ووضأ القوم آخر من يتوضأ ثم قال إن أمير المؤمنين أمرك لبني فلان بعشرة آلاف درهم فأنا أحب أن تنفذ إليهم فقلت جعلت فداك إن خرج عني لم يعد إلي درهم أبدا فقال أنفذ إليهم (١) فلا يصل إليهم أو يعود إليك إن شاء الله قال فلا والله إن وصل إليهم حتى عاد إلي العشرة آلاف (٢).

بيان : فأنت إذا أي فأنت هو وكان تعميم بني هاشم هنا للتقية لأصحابنا أي هيأته لهم فإن رأيت أي أن تأكل منه فكل ويقال نشط كسمع أي طابت نفسه للعمل وغيره سمى أي رب البيت أو حامل الطست وكذا قوله حمد الله يحتمل الوجهين ويمكن قراءة الفعلين على المجهول وقوله تسمي وتحمد يؤيدان كون المراد رب البيت في الموضعين واللثة بالكسر والتخفيف لحم الأسنان وقوله آخر من يتوضأ خبر وليكن.

__________________

(١) في المصدر : اخرج اليهم.

(٢) مكارم الأخلاق ١٧١.

٤٢٣

ثم قال أي الإمام عليه‌السلام إن أمير المؤمنين أي الخليفة الفاسق أن تنفذ إليهم أي ترسل لم يعد إلي أي منهم إن كان قرضا أو من الخليفة إن كان عطية أو يعود أي إلى أن يعود وإن في قوله إن وصل نافية حتى عاد إلي أي من جهة الخليفة.

٣٨ ـ المكارم ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الأكل في السوق دناءة وسأل رجل رسول الله فقال يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال لعلكم تفترقون عن طعامكم فاجتمعوا عليه واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم.

وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا وضعت المائدة بين يدي الرجل فليأكل مما يليه ولا يتناول مما بين يدي جليسه ولا يأكل من ذروة القصعة فإن من أعلاها تأتي البركة ولا يرفع يده وإن شبع فإنه إذا فعل ذلك خجل جليسه وعسى أن يكون له في الطعام حاجة.

وعن أنس قال : ما أكل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على خوان ولا في سكرجة ولا من خبز مرقق فقيل لأنس على ما إذا كانوا يأكلون قال على السفرة (١).

بيان قال في النهاية لا آكل في سكرجة هي بضم السين والكاف والراء والتشديد إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم وهي فارسية وأكثر ما يوضع فيه الكواميخ ونحوها وقال السفرة طعام يتخذه المسافر وأكثر ما يحمل في جلد مستدير فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به انتهى وكأن الخوان كان أكبر أو معمولا من خشب كما عندنا أو سعف فكان الأكابر والأشراف يأكلون عليه ولذا كان صلى‌الله‌عليه‌وآله يكتفي بالسفرة تواضعا وتشبها بالفقراء.

٣٩ ـ حياة الحيوان ، ذكر بعض العلماء أن من أكل كثيرا وخاف على نفسه من التخمة فليمسح يده على بطنه وليقل الليلة ليلة عيدي ورضي الله عن سيدي أبي عبد الله القرشي يفعل ذلك ثلاثا فإنه لا يضره الأكل وهو عجيب مجرب.

٤٠ ـ بشارة المصطفى ، بإسناده عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في وصية

__________________

(١) مكارم الأخلاق : ١٧٢.

٤٢٤

له قال يا كميل إذا أكلت فطول أكلك يستوف من معك وترزق منه غيرك يا كميل إذا استويت على طعامك فاحمد الله على ما رزقك وارفع بذلك صوتك ليحمد سواك فيعظم بذلك أجرك يا كميل لا توقر معدتك طعاما ودع فيها للماء موضعا وللريح مجالا (١).

٤١ ـ تحف العقول ، قال أمير المؤمنين عليه‌السلام يا كميل إذا أكلت الطعام فسم باسم الذي لا يضر مع اسمه داء وفيه شفاء من كل الأسواء يا كميل وآكل بالطعام ولا تبخل عليه فإنك لن ترزق الناس شيئا والله يجزل لك من الثواب بذلك وأحسن عليه خلقك وأبسط جليسك ولا تنهر خادمك يا كميل إذا أكلت فطول أكلك ليستوفي من معك ويرزق منه غيرك يا كميل إذا استوفيت طعامك فاحمد الله على ما رزقك وارفع بذلك صوتك يحمده سواك فيعظم بذلك أجرك يا كميل لا توقرن معدتك طعاما ودع فيها للماء موضعا وللريح مجالا ولا ترفع يدك من الطعام إلا وأنت تشتهيه فإن فعلت ذلك فأنت تستمرئه فإن صحة الجسم من قلة الطعام وقلة الماء (٢).

٤٢ ـ العيون ، عن المظفر بن جعفر العلوي عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن الوليد عن العباس بن هلال عن الرضا عن آبائه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : خمس لا أدعهن حتى الممات الأكل على الحضيض مع العبيد وركوبي الحمار مؤكفا وحلبي العنز بيدي ولبسي الصوف والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي (٣).

٤٣ ـ المحاسن ، عن عثمان بن عيسى عن أبي أيوب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : شيئان يؤكلان باليدين جميعا العنب والرمان (٤).

٤٤ ـ الكافي ، عن العدة عن سهل عن أحمد بن هارون عن موفق المديني عن أبيه عن جده قال : بعث إلي الماضي يوما وحبسني للغداء فلما جاءوا بالمائدة لم

__________________

(١) بشارة المصطفى ٢٩.

(٢) تحف العقول ١٧١.

(٣) عيون الأخبار ٢ : ٨١.

(٤) المحاسن : ٥٥٦.

٤٢٥

يكن عليها بقل فأمسك يده ثم قال للغلام أما علمت أني لا آكل على مائدة ليس فيها خضرة فأتني بالخضرة قال فذهب الغلام فجاء بالبقل فألقاه على المائدة فمد يده فأكل (١).

١٨

باب آخر

(في المنع عن نهك العظام وقطع الخبز واللحم بالسكين)

١ ـ الكافي ، عن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبيه قال : صنع لنا أبو حمزة طعاما فلما حضرنا رأى رجلا ينهك عظما فصاح به وقال لا تفعل فإني سمعت علي بن الحسين عليه‌السلام يقول لا تنهكوا العظام فإن فيها للجن نصيبا فإن فعلتم ذهب من البيت ما هو خير من ذلك (٢).

المحاسن ، عن محمد بن علي عن محمد بن الهيثم مثله (٣).

بيان يقال نهك من العظام بالغ في أكله وقال الوالد قدس‌سره ينهك عظما أي يخرج مخه أو يستأصل لحمه أو الأعم والظاهر أن الجن يشمون العظم فإذا استقصي لا يبقى شيء لاستشمامهم فيسرقون من البيت.

٢ ـ الكافي ، بإسناده عن الفضل بن يونس قال : تغدى أبو الحسن عليه‌السلام عندي فجيء بقصعة وتحتها خبز فقال أكرموا الخبز أن يكون تحتها وقال لي مر الغلام أن يخرج الرغيف من تحت القصعة (٤).

٣ ـ ومنه ، بإسناده رفعه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أكرموا الخبز قيل يا رسول الله وما إكرامه قال إذا وضع لا ينتظر به غيره (٥).

٤ ـ ومنه ، بسند صحيح عن الرضا عليه‌السلام قال : لا تقطعوا الخبز بالسكين ولكن اكسروه باليد وخالفوا العجم (٦).

__________________

(١) الكافي : ٦ : ٣٦٢ ، وتراه في المحاسن ٥٠٧ وقد مر في باب البقول.

(٢) الكافي : ٦ : ٣٢٢.

(٣) المحاسن : ٤٧٢.

(٤ ـ ٦) الكافي : ٦ : ٣٠٤ ـ ٣٠٣.

٤٢٦

أقول : وقد مر تجويز ذلك عند فقد الإدام ومطلقا وقد مر النهي عن شم الخبز.

٥ ـ المحاسن ، عن ابن أبي عمير عن سجادة عن محمد بن عمرو بن الوليد التميمي البصري عن محمد بن الفرات الأزدي عن زيد بن علي عن آبائه عليهم‌السلام قال : نهى رسول الله أن يقطع اللحم على المائدة بالسكين (١).

٦ ـ دعوات الراوندي ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا تقطعوا اللحم بالسكين على المائدة فإنه من فعل الأعاجم وانهشه فإنه أهنأ وأمرأ.

بيان : النهش الأخذ بأطراف الأسنان.

٧ ـ المحاسن ، عن ابن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن العظم أنهكه قال نعم (٢).

بيان : يمكن حمله على نهك لا يصل إلى حد الاستئصال مع أن التجويز لا ينافي الكراهة.

١٩

باب آخر

(في حضور الطعام وقت الصلاة)

١ ـ المحاسن ، عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الصلاة تحضر وقت وضع الطعام قال إن كان في أول الوقت فليبدأ بالطعام وإن كان قد مضى من الوقت شيء يخاف تأخيره فليبدأ بالصلاة (٣).

بيان : قال في الدروس وإذا حضر الطعام والصلاة فالأفضل أن يبدأ بها مع سعة وقتها إلا أن ينتظر غيره ويجب مع ضيقه مطلقا انتهى ونحوه قال الشيخ في النهاية وغيره وقال في السرائر إذا حضر الطعام والصلاة فالبداءة بالصلاة أفضل إذا كانوا في أول الوقت فإن كان في آخر الوقت فذلك هو الواجب لا الأفضل فإن كان هناك قوم ينتظرونه للإفطار معه وكان أول الوقت وهم وهو صائم فالبداءة

__________________

(١) المحاسن : ٤٧١ ـ ٤٧٢.

(٢) المحاسن : ٤٧١ ـ ٤٧٢.

(٣) المحاسن : ٤٢٣.

٤٢٧

بالطعام أفضل لموافقتهم وإن كان قد تضيق الوقت فلا يجوز إلا الابتداء بالصلاة انتهى.

وقال صاحب الجامع إذا حضر الطعام والصلاة ولم يغلبه الجوع بدأ بالصلاة وإن غلبه أو حصره من ينتظره بدأ بالطعام في أول وقتها وبها إذا ضاق.

٢ ـ الإقبال ، روينا بإسنادنا إلى علي بن فضال من كتاب الصوم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : يستحب للصائم إن قوي على ذلك أن يصلي قبل أن يفطر (١).

أقول : سيأتي الأخبار في ذلك في كتاب الصوم إن شاء الله.

٢٠

باب

(أكل الكسرة والفتات وما يسقط من الخوان)

١ ـ المحاسن ، عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن داود بن كثير قال : تعشيت مع أبي عبد الله عليه‌السلام عتمة فلما فرغ من عشائه حمد الله ثم قال هذا عشائي وعشاء آبائي فلما رفع الخوان تقمم ما سقط عنه ثم ألقاه إلى فيه (٢).

٢ ـ ومنه ، عن ابن فضال عن أبي المغراء عن أبي أسامة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إني أجد الشيء اليسير يقع من الخوان فأعيده فيضحك الخادم (٣).

٣ ـ ومنه ، عن بعض أصحابنا عن الأصم عن عبد الله الأرجاني قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام وهو يأكل فرأيته يتتبع مثل السمسمة من الطعام ما يسقط من الخوان فقلت جعلت فداك تتبع مثل هذا قال يا عبد الله هذا رزقك فلا تدعه لغيرك أما إن فيه شفاء من كل داء قال ورواه ابن يزيد عن ابن فضال عن عبد الله الأرجاني (٤).

٤ ـ ومنه ، عن النوفلي بإسناده قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من تتبع ما يقع من مائدته فأكله ذهب عنه الفقر وعن ولده وولد ولده إلى السابع (٥).

__________________

(١) كتاب الاقبال : ١١٢.

(٢) المحاسن : ٤٤٣ ـ ٤٤٤.

(٣) المحاسن : ٤٤٣ ـ ٤٤٤.

(٤) المحاسن : ٤٤٣ ـ ٤٤٤.

(٥) المحاسن : ٤٤٣ ـ ٤٤٤.

٤٢٨

٥ ـ ومنه ، عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام كلوا ما يسقط من الخوان فإن فيه شفاء من كل داء بإذن الله لمن أراد أن يستشفي به قال ورواه بعض أصحابنا عن الأصم عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام (١).

٦ ـ ومنه ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن عبيد الله بن صالح الخثعمي قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليه‌السلام وجع الخاصرة فقال عليك بما يسقط من الخوان فكله ففعلت ذلك فذهب عني قال إبراهيم قد كنت أجد في الجانب الأيمن والأيسر فأخذت ذلك فانتفعت به (٢).

٧ ـ ومنه ، عن محمد بن علي عن إبراهيم بن مهزم عن ابن الحر قال : شكا رجل إلى أبي عبد الله عليه‌السلام ما يلقى من وجع الخاصرة فقال ما يمنعك من أكل ما يقع من الخوان (٣).

٨ ـ ومنه ، عن منصور بن العباس عن الحسن بن معاوية بن وهب عن أبيه قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام فلما رفع الخوان تلقط ما وقع فأكله ثم قال إنه ينفي الفقر ويكثر الولد (٤).

٩ ـ ومنه ، عن أبيه عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام يقول من أكل في منزله طعاما فسقط منه شيء فليتناوله ومن أكل في الصحراء أو خارجا فليتركه للطير والسبع (٥).

بيان : أو خارجا تعميم بعد التخصيص أي خارجا من البيوت وتحت السقوف صحراء كان أو بستانا أو غيرهما.

١٠ ـ المحاسن ، عن أبيه عن يونس عن عمرو بن جميع عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من وجد كسرة فأكلها كانت له سبعمائة حسنة ومن وجدها في قذر فغسلها ثم رفعها كانت له سبعون حسنة (٦).

بيان : كأن زيادة ثواب الأولى على الثانية بأن الثانية لم تشتمل على الأكل

__________________

(١ ـ ٦) المحاسن : ٤٤٤ ـ ٤٤٥.

٤٢٩

وإنما هي غسلها ورفعها فقط فلو أكلها كان ثوابه أكثر من الأولى وفي الكافي (١) في الأول كانت له حسنة فلا يحتاج إلى تكلف ويمكن حمل الثاني حينئذ على الأكل أيضا قال في الدروس قال أمير المؤمنين عليه‌السلام كلوا ما يسقط من الخوان بالكسر فإنه شفاء من كل داء. وروي أنه ينفي الفقر ويكثر الولد ويذهب بذات الجنب ومن وجد كسرة فأكلها فله حسنة وإن غسلها من قذر وأكلها فله سبعون حسنة. وقال يستحب تتبع ما يقع من الخوان في البيت وتركه في الصحراء ولو فخذ شاة.

١١ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : في التمرة والكسرة تكون في الأرض مطروحة فيأخذها إنسان فيمسحها ويأكلها لا تستقر في جوفه حتى تجب له الجنة (٢).

١٢ ـ ومنه ، عن موسى بن القاسم عن محمد بن سعيد بن غزوان عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من وجد كسرة أو تمرة ملقاة فأكلها لم تقر في جوفه حتى يغفر الله له (٣).

ومنه عن النوفلي عن السكوني مثله (٤).

١٣ ـ ومنه ، عن أبيه عن يونس عن عمرو بن جميع عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على عائشة فرأى كسرة كاد أن تطأها فأخذها وأكلها وقال يا حميراء أكرمي جوار نعمة الله عليك فإنها لم تنفر عن قوم فكادت تعود إليهم (٥).

بيان : الحميراء لقب عائشة.

١٤ ـ المكارم ، عن محمد بن الوليد قال : أكلت بين يدي أبي جعفر الثاني عليه‌السلام حتى إذا فرغت ورفع الخوان ذهب الغلام يرفع ما وقع من فتات الطعام فقال له ما كان في الصحراء فدعه ولو فخذ شاة وما في البيت فتتبعه والقطه (٦).

__________________

(١) الكافي ٦ : ٣٠٠.

(٢ و ٣ و ٥) المحاسن : ٤٤٥.

(٤) المحاسن : ٥٨٨.

(٦) مكارم الأخلاق ١٦٣.

٤٣٠

١٤ ـ ورأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أبا أيوب الأنصاري يلتقط نثارة المائدة فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله بورك لك وبورك عليك وبورك فيك فقال أبو أيوب يا رسول الله وغيري قال نعم من أكل ما أكلت فله ما قلت لك وقال من فعل هذا وقاه الله الجنون والجذام والبرص والماء الأصفر والحمق (١).

دعوات الراوندي ، عن أبي أيوب مثله.

بيان الفتات بالضم ما تفتت والنثارة بالضم ما تناثر من الشيء بورك لك أي في عمرك وعليك أي فيما أنعم به عليك وفيك أي في علمك وكمالاتك أو كل منها يعم الجميع والتكرار للتأكيد قال الفيروزآبادي البركة محركة النماء والزيادة والسعادة وبارك الله لك وفيك وعليك وباركك وقال الصفار كغراب الماء الأصفر يجتمع في البطن وقال في بحر الجواهر صفراء يدفع بالإدرار.

١٥ ـ دعوات الراوندي ، قال وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله من وجد لقمة ملقاة فمسح منها ما مسح وغسل منها ما غسل ثم أكلها لم تستقر في جوفه حتى يعتقه الله من النار.

١٤ ـ وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام كل ما وقع تحت مائدتك فإنه ينفي عنك الفقر وهو مهور الحور العين ومن أكله حشي قلبه علما وحلما وإيمانا ونورا.

١٦ ـ الدعائم ، عن علي عليه‌السلام أنه قال : من وجد كسرة خبز ملقاة على الطريق فأخذها فمسحها ثم جعلها في كوة كتب الله له حسنة والحسنة بعشر أمثالها فإن أكلها كتب الله له حسنتين مضاعفتين.

وعن جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه قال : كان أبي عليه‌السلام إذا رأى شيئا من الطعام في منزله قد رمي به نقص من قوتهم مثله وكان يقول في قول الله عزوجل « وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ » (٢) قال هم أهل قرية كان الله عز وجل قد أوسع عليهم في معايشهم فاستخشنوا الاستنجاء بالحجارة واستعملوا

__________________

(١) مكارم الأخلاق ١٦٨.

(٢) سبأ : ١١٢.

٤٣١

من الخبز مثل الأفهار فكانوا يستنجون به فبعث الله عليهم دواب أصغر من الجراد فلم تدع لهم شيئا خلقه الله من شجر ولا نبات إلا أكلته فبلغ بهم الجهد إلى أن رجعوا إلى الذي كانوا يستنجون به من الخبز فيأكلونه.

وعن علي بن الحسين أنه دخل إلى المخرج فوجد فيه تمرة فناولها غلامه وقال له أمسكها حتى أخرج إليك فأخذها الغلام فأكلها فلما توضأ عليه‌السلام وخرج قال للغلام أين التمرة قال أكلتها جعلت فداك قال اذهب فأنت حر لوجه الله فقيل له وما في أكله التمرة ما يوجب عتقه قال إنه لما أكلها وجبت له الجنة فكرهت أن أستملك رجلا من أهل الجنة.

وعن جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه نظر إلى فاكهة قد رميت من داره لم يستقص أكلها فغضب وقال ما هذا إن كنتم شبعتم فإن كثيرا من الناس لم يشبعوا فأطعموه من يحتاج إليه.

وعنه عليه‌السلام أنه قال : التمرة أو الكسرة تكون في الأرض مطروحة فيأخذها الإنسان فيمسحها ويأكلها فلا تستقر في جوفه حتى تجب له الجنة.

وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان أبي علي بن الحسين عليه‌السلام إذا رأى شيئا من الخبز في منزله مطروحا ولو قدر ما تجره النملة نقص قوت أهله بقدر ذلك (١).

١٧ ـ مجالس الصدوق ، عن جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله عن جده الحسن عن جده عبد الله بن المغيرة عن السكوني عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من وجد كسرة أو تمرة فأكلها لم يفارق جوفه حتى يغفر الله له (٢).

١٨ ـ الخصال ، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن زياد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي حمزة الثمالي عن ثور بن سعيد عن أبيه عن أمير المؤمنين قال : أكل ما يسقط من الخوان يزيد في الرزق الخبر (٣).

__________________

(١) دعائم الإسلام ٢ : ١١٤ ـ ١١٥.

(٢) أمالي الصدوق ١٨٠.

(٣) الخصال ٥٠٤.

٤٣٢

١٩ ـ ومنه ، في الأربعمائة قال قال أمير المؤمنين صلى‌الله‌عليه‌وآله كلوا ما يسقط من الخوان فإنه شفاء من كل داء بإذن الله عز وجل لمن أراد أن يستشفي به (١).

٢٠ ـ العيون ، بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي يسقط من المائدة مهور الحور العين (٢).

الصحيفة ، عنه عليه‌السلام مثله (٣).

٢١ ـ العيون ، بالأسانيد المتقدمة عن الحسين بن علي عليه‌السلام أنه دخل المستراح فوجد لقمة ملقاة فدفعها إلى غلام له فقال يا غلام اذكرني بهذه اللقمة إذا خرجت فأكلها الغلام فلما خرج الحسين عليه‌السلام قال يا غلام اللقمة قال أكلتها يا مولاي قال أنت حر لوجه الله قال له رجل أعتقته يا سيدي قال نعم سمعت جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول من وجد لقمة فمسح منها أو غسل منها ثم أكلها لم تستقر في جوفه إلا أعتقه الله من النار ولم أكن أستعبد رجلا أعتقه الله من النار (٤).

صحيفة الرضا ، عنه عن آبائه عليهم‌السلام مثله (٥).

٢٢ ـ ومنه ، عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال قال الحسين بن علي عليه‌السلام سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول من وجد لقمة فمسح منها أو غسل ما عليها ثم أكلها لم تستقر في جوفه إلا أعتقه الله من النار (٦).

٢١

باب

(فضل سؤر المؤمن)

١ ـ ثواب الأعمال ، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد الأشعري عن السياري عن محمد بن إسماعيل رفعه قال : من شرب سؤر أخيه

__________________

(١) الخصال ٦١٣.

(٢) عيون الأخبار ٢ : ٣٤.

(٣) صحيفة الرضا ٩.

(٤) عيون الأخبار ٢ : ٤٣.

(٥) الصحيفة ٣٤ و ٣٥. (٦) لم نجده في المصدر المطبوع والنسخة المخطوطة أيضا خالية منه.

٤٣٣

المؤمن تبركا به خلق الله منه ملكا يستغفر لهما حتى تقوم الساعة (١).

السرائر : عن السياري مثله (٢).

الاختصاص ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله (٣).

٢ ـ ثواب الأعمال ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام في سؤر المؤمن شفاء من سبعين داء (٤).

الاختصاص ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله (٥).

٢٢

باب

(غسل الفم بالأشنان وغيره)

١ ـ العيون ، والعلل ، عن أبيه عن علي بن موسى الكمنداني عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد العزيز بن المهتدي عن الرضا عليه‌السلام قال : إنما يغسل بالأشنان خارج الفم فأما داخل الفم فلا يقبل الغمر (٦).

٢ ـ المحاسن ، عن الحسين بن سعيد عن نادر الخادم قال : كان عليه‌السلام إذا توضأ بالأشنان أدخله في فيه فتطعم به ثم يرمي به (٧).

ومنه عن نوح بن شعيب عن نادر مثله (٨).

بيان في القاموس طعم كعلم طعما بالضم ذاق كتطعم.

٣ ـ الخصال ، (٩) عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبي الخزرج الحسن بن علي الزبرقان عن فضيل بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله

__________________

(١) ثواب الأعمال ١٨١.

(٢) السرائر ٣٧٦.

(٣) الاختصاص ١٨٩.

(٤) ثواب الأعمال ١٨١.

(٥) الاختصاص ١٨٩.

(٦) عيون الأخبار ١ : ٢٧٣ ، علل الشرائع ١ : ٢٦٨.

(٧) المحاسن ٥٦٤.

(٨) المحاسن ٤٦٦. (٩) الخصال ٦٣.

٤٣٤

عليه‌السلام : يقول اتخذوا في أشنانكم السعد فإنه يطيب الفم ويزيد في الجماع.

دعوات الراوندي ، عنه عليه‌السلام مثله.

المحاسن ، عن أبي الخزرج الحسن بن الزبرقان مثله (١).

الكافي ، عن العدة عن أحمدبن أبي عبد الله عن أبي الخزرج الحسن بن الزبرقان الأنصاري عن الفضيل بن عثمان عن أبي عزيزالمرادي خال أمي قال سمعت وذكرمثله (٢).

٤ ـ ومنه ، عن بعض أصحابنا عن جعفر بن إبراهيم الحضرمي عن سعد بن سعد قال : قلت لأبي الحسن عليه‌السلام إنا نأكل الأشنان فقال كان أبو الحسن عليه‌السلام إذا توضأ ضم شفتيه وفيه خصال تكره إنه يورث السل ويذهب بماء الظهر ويوهن الركبتين (٣).

بيان أبو الحسن الأول هو الثاني والثاني هو الأول والمعنى أنه عليه‌السلام كان إذا غسل يده وفمه بالأشنان بعد الطعام غسل خارج فمه وضم شفتيه لئلا يدخل فمه شيء فهو موافق للخبر الأول لكنه ينافي الخبر الثاني ويمكن حمله على أن الرضا عليه‌السلام قد كان يدخله فمه من غير أن يبتلعه والكاظم عليه‌السلام لا يدخله فمه أصلا أو غالبا وحمل هذا الخبر على ضم الشفتين بعد الإدخال في غاية البعد.

٥ ـ الكافي ، عن محمد بن يحيى عن علي بن الحسن بن علي عن أحمد بن الحسين بن عمر عن عمه محمد بن عمر عن رجل عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام قال : من استنجى بالسعد بعد الغائط وغسل به فمه بعد الطعام لم تصبه علة في فمه ولا يخاف شيئا من أرياح البواسير (٤).

بيان كأنه على اللف والنشر المشوش فعدم إصابة العلة في الفم لغسل الفم وعدم خوف الأرياح للاستنجاء وإن احتمل تأثير كل منهما في كل منهما وقد مضت الأخبار في تداوي علل الأسنان بالسعد وقال الشهيد رحمه‌الله في الدروس غسل الفم بالسعد بضم السين بعد الطعام يذهب علل الفم ويذهب بوجع الأسنان.

__________________

(١) المحاسن ٤٦٦.

(٢) الكافي ٦ : ٣٧٨ ـ ٣٧٩.

(٣) الكافي ٦ : ٣٧٨ ـ ٣٧٩.

(٤) الكافي ٦ : ٣٧٨ ـ ٣٧٩.

٤٣٥

٢٣

باب

(الخلال وآدابه وأنواع ما يتخلل به)

١ ـ المكارم ، من كتاب الفردوس عن سعد بن معاذ قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نقوا أفواهكم بالخلال فإنه مسكن الملكين الحافظين الكاتبين وإن مدادهما الريق وقلمهما اللسان وليس شيء أشد عليهما من فضل الطعام في الفم.

ومن روضة الواعظين عن علي عليه‌السلام قال : التخلل بالطرفاء يورث الفقر.

من كتاب طب الأئمة عن الرضا عليه‌السلام قال : لا تخللوا بعود الرمان ولا بقضيب الريحان فإنهما يحركان عرق الجذام قال وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتخلل بكل ما أصابت إلا الخوص والقصب.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء والطعام.

وعن الصادق عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تخللوا على أثر الطعام فإنه مصحة للفم والنواجذ ويجلب الرزق على العبد.

وروى محمد بن الحسن الداري يرفع الحديث أنه قال : من تخلل بالقصب لم تقض له حاجة سبعة أيام.

وعن الصادق عليه‌السلام قال : لا تخللوا بالقصب فإن كان ولا محالة فلتنزع الليطة نهى رسول الله أن يتخلل بالرمان والقصب وقال هما يحركان عرق الأكلة.

وعن الكاظم عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تخللوا فإنه ليس شيء أبغض إلى الملائكة من أن يروا في أسنان العبد طعاما.

وعن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حبذا المتخلل من أمتي وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله من استجمر فليوتر من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج ومن اكتحل فليوتر من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج ومن أكل فما تخلل فلا يأكل وما لاث بلسانه فليبلع (١).

بيان : الطرفاء بالفتح شجر يقال لها بالفارسية گز.

__________________

(١) مكارم الأخلاق ١٧٥ ـ ١٧٧.

٤٣٦

وفي القاموس الطرفاء شجر وهي أربعة أصناف منها الأثل وقال الخوص بالضم ورق النخل وكان التخلل في الوضوء هو إيصال الماء إلى ما يجب إيصاله إليه من تحت بعض الشعور وبين الأصابع والليطة بالكسر قشر القصبة كما في القاموس وقال اللوث لوك الشيء في الفم وقال اللوك أهون المضغ أو مضغ صلب وعلك الشيء وقد لاك الفرس اللجام انتهى وفي أخبار العامة وما لاك بلسانه.

قال الطيبي فيه ما تخلل فليلفظ وما لاك فليأكل أي ما أخرجه من الأسنان بالخلال فليلفظ فإنه ربما يخرج به دم وما أخرجه بلسانه فليبلع وإن تيقن بالدم حرم وقال غيره منهم من يستحب لفظ ما أخرج من بين أسنانه بعود لما فيه من الاستقذار وابتلاع ما أخرج بلسانه ويحتمل أن يريد بما لاك ما بقي من آثار الطعام على لحم الأسنان وسقف الحلق وأخرجه بإدارة لسانه ويرمي ما بين الأسنان مطلقا لأنه حصل تغيير ما انتهى وقد مضى الكلام فيه.

ومن اللطائف أن بعض الحكام قال لشاعر لا فرق بيننا وبينكم فإنكم تأخذون أموال الناس جبرا باللسان ونحن نأخذها بالخشب فأجابه بأن ما يخرج باللسان حلال وما أخرج بالخشب يعني الخلال حرام.

٢ ـ دعوات الراوندي ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام عليك بالخلال فإنه يذهب بالبادجنام ولا تتخلل بالقصب ولا بالآس ولا بالرمان.

بيان البادجنام كأنه معرب بادشنام وهو على ما ذكره الأطباء حمرة منكرة تشبه حمرة من يبتدئ به الجذام ويظهر على الوجه وعلى الأطراف خصوصا في الشتاء وفي البرد وربما كان معه قروح.

٣ ـ مجالس الصدوق ، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى اليقطيني عن عبيد الله الدهقان عن درست عن عبد الله بن سنان قال قال الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام لا تتخللوا بعود الريحان ولا بقضيب الرمان فإنهما يهيجان عرق الجذام (١).

__________________

(١) أمالي الصدوق ٢٣٦.

٤٣٧

المحاسن ، عن اليقطيني مثله (١).

ومنه عن اليقطيني عن الدهقان عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليه‌السلام مثله (٢).

الخصال ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن اليقطيني مثله (٣).

العلل ، بهذا الإسناد الثاني عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليه‌السلام مثله (٤).

٤ ـ الخصال ، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن زياد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن ثابت بن أبي صفية عن ثور بن سعيد عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : التخلل بالطرفاء يورث الفقر الخبر (٥).

٥ ـ صحيفة الرضا ، بالإسناد عنه عن آبائه عليهم‌السلام قال حدثني الحسين بن علي عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يأمرنا إذا تخللنا أن لا نشرب الماء حتى نمضمض ثلاثا (٦).

٦ ـ المحاسن ، عن أبيه عن عبد الله بن الفضل النوفلي عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن عليه‌السلام أنه قال : يا فضل أدر لسانك في فمك فما تبع لسانك فكله إن شئت وما استكرهته بالخلال فالفظه (٧).

٧ ـ ومنه ، بهذا الإسناد عن الفضل عنه عليه‌السلام قال : يا فضل كل ما في اللهوات والأشداق ولا تأكل ما بين أضعاف الأسنان (٨).

٨ ـ ومنه ، عن منصور بن العباس عن عمرو بن سعيد المدائني عن عبد الوهاب

__________________

(١) المحاسن ٥٦٤.

(٢) المحاسن ٥٦٤.

(٣) الخصال ٦٣.

(٤) علل الشرائع ٢ : ٢٢٠.

(٥) الخصال ٥٠٥ في حديث.

(٦) الصحيفة : ٣٧.

(٧) المحاسن ٤٥١ في حديث.

(٨) المحاسن ٤٥١ في حديث.

٤٣٨

عن الصباح عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : شكت الكعبة إلى الله ما تلقى من أنفاس المشركين فأوحى الله إليها أن قري كعبة فإني أبدلك بهم قوما يتخللون بقضبان الشجر فلما بعث الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله أوحى إليه مع جبرائيل عليه‌السلام بالسواك والخلال (١).

٩ ـ ومنه ، عن ابن فضال عن أبي جميلة قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام نزل جبريل بالسواك والخلال والحجامة (٢).

١٠ ـ ومنه ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نزل علي جبرئيل بالخلال (٣).

١١ ـ ومنه ، عن أبيه عن محمد بن سنان أو غيره عن الحسن بن عثمان عن أبي حمزة عن أبي الحسن عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رحم الله المتخللين قيل يا رسول الله وما المتخللون قال يتخللون من الطعام فإنه إذا بقي في الفم تغير فآذى الملك ريحه (٤).

١٢ ـ ومنه ، عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن وهب بن عبد ربه قال : رأيت أبا عبد الله عليه‌السلام يتخلل فنظرت إليه فقال إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتخلل (٥).

الكافي ، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن وهب مثله وزاد في آخره وهو يطيب الفم (٦)

١٣ ـ المحاسن ، عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تخللوا فإنها مصلحة للناب والنواجذ (٧).

بيان : في القاموس الناب السن خلف الرباعية وقال النواجذ أقصى الأضراس وهي أربعة أو هي الأنياب أو التي تلي الأنياب أو هي الأضراس كلها جمع ناجذ وفي الصحاح الناجذ آخر الأضراس وللإنسان أربعة نواجذ في أقصى الأسنان بعد الأرحاء ويسمى

__________________

(١ ـ ٥) المحاسن ٥٥٨ ـ ٥٥٩ وما بين العلامتين ساقط من ط الكمباني.

(٦) الكافي ٦ : ٣٧٦.

(٧) المحاسن : ٥٥٩.

٤٣٩

ضرس الحلم لأنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل يقال ضحك حتى بدت نواجذه إذا استغرب فيه.

١٤ ـ المحاسن ، عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من تخلل فليلفظ من فعل فقد أحسن ومن لم يفعل فلا حرج (١).

١٥ ـ ومنه ، عن أبيه عن عبد الله بن فضل النوفلي عن فضل بن يونس قال : تغدى عندي أبو الحسن عليه‌السلام فلما فرغ من الطعام أتي بالخلال فقلت له جعلت فداك ما حد الخلال فقال يا فضل كل ما بقي في فمك فما أدرت عليه لسانك فكله وما استكرهته بالخلال فأنت فيه بالخيار إن شئت أكلته وإن شئت طرحته (٢).

١٦ ـ ومنه ، عن أبيه عن علي بن النعمان عن يعقوب بن شعيب عمن أخبره عن أبي الحسن عليه‌السلام أنه أتي بخلال من الأخلة المهيأة وهو في منزل الفضل بن يونس فأخذ منه شظية ورمى بالباقي (٣).

بيان : فأخذ منه شظية في أكثر نسخ المحاسن والكافي (٤) بالشين والظاء المعجمتين والياء المثناة التحتانية المشددة على وزن فعيلة وفي بعضهما فيهما بالطاء المهملة والباء الموحدة والأول أظهر قال في القاموس الشظية كل فلقة من شيء والجمع شظايا وقال الشطب الأخضر الرطب من جريدة النخل والشطبة السعفة الخضراء انتهى وكأنه عليه‌السلام فعل ذلك للإشعار بأن ترك الإسراف في الخلال أيضا مطلوب والأحسن الاكتفاء فيه بقدر الضرورة أو إلى أن الدقيق منه أوفق بالأسنان من الغليظ كما هو المجرب.

١٧ ـ المحاسن ، عن عثمان بن عيسى عن إسحاق بن جرير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن اللحم يكون في الأسنان فقال أما ما كان في مقدم الفم فكله وأما ما كان في الأضراس فاطرحه (٥).

__________________

(١) المحاسن ٥٥٩ ـ ٥٦٠.

(٢) المحاسن ٥٥٩ ـ ٥٦٠.

(٣) المحاسن ٥٥٩ ـ ٥٦٠.

(٤) الكافي ٦ : ٣٧٦.

(٥) المحاسن ٥٥٩.

٤٤٠