بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٤ ـ المحاسن ، عن السياري عن العبيدي عن علي بن المسيب قال أخبرني زياد بن بلال عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ليس من أحد إلا وبه عرق من الجذام فأذيبوه بالشلجم (١).

٥ ـ الكافي ، عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن علي بن المسيب قال قال العبد الصالح عليه‌السلام عليك باللفت فكله أي الشلجم فإنه ليس من أحد إلا وبه عرق من الجذام واللفت يذيبه (٢).

تبيين قال الفيروزآبادي اللفت بالكسر الشلجم وقال الشلجم كجعفر نبت معروف ولا تقل ثلجم ولا شلجم أو لغية انتهى وكان عرق الجذام كناية عن السوداء إذ بغلبتها وفسادها يحدث الجذام وطبع السلجم لكونه حارا في آخر الثانية رطبا في الأولى يخالف طبعها فهو يمنع طغيانها.

٨

باب الباذنجان

١ ـ المحاسن ، عن بعض أصحابنا قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام إذا أدرك الرطب ونضج العنب ذهب ضرر الباذنجان (٣).

بيان دفع ضرر الباذنجان في هذا الوقت إما بسبب أن الثمار المصلحة له كثيرة وأكلها يذهب ضرره أو باعتبار أن الهواء في هذا الوقت يميل إلى الاعتدال والبرد فلا يضر أو بسبب اعتدال الهواء ما يتولد فيه يكون أقل ضررا واختلف الأطباء في طبعه فقيل بارد وقيل حار يابس في الثانية وهو أصح عند ابن سينا ومن تبعه.

قالوا وهو مركب من جوهر أرضي بارد به يكون قابضا ومن جوهر أرضي

__________________

(١) المحاسن : ٥٢٥.

(٢) الكافي ٦ : ٣٧٢.

(٣) المحاسن : ٥٢٥.

٢٢١

حار به يكون مرا ومن جوهر مائي به يكون به تفها ومن جوهر ناري شديد الحرارة به يكون حريفا ويختلف طبعه بحسب غلبة هذه الطعوم ولذلك اختلف في مزاجه وقالوا يولد السوداء والسدد والدوار والسدر والجرب السوداوي والسرطان والبواسير وورم الصلب والجذام ويفسد اللون ويسوده ويصفره ويبثر الفم.

٢ ـ المحاسن ، عن السياري عن موسى بن هارون عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : الباذنجان عند جذاذ النخل لا داء فيه (١).

٣ ـ ومنه ، عن عبد الله بن علي بن عامر عن إبراهيم بن الفضل عن جعفر بن يحيى عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كلوا الباذنجان فإنه يذهب الداء ولا داء له (٢).

٤ ـ ومنه ، عن السياري عن القاسم بن عبد الرحمن الهاشمي عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كلوا الباذنجان فإنه جيد للمرة السوداء (٣).

٥ ـ ومنه ، عن السياري عن بعض البغداديين أن أبا الحسن الثالث عليه‌السلام قال لبعض قهارمته استكثر لنا من الباذنجان فإنه حار في وقت الحرارة وبارد في وقت البرودة معتدل في الأوقات كلها جيد على كل حال (٤).

المكارم : عنه عليه‌السلام مثله (٥).

الطب : عن الرضا عليه‌السلام مثله(٦).

بيان : لا يبعد أن تكون هذه الخواص لنوع يكون معتدلا في الكيفيات المتقدمة فإنا قد أكلناه في المدينة الطيبة والحجاز وكان في غاية اللطافة والاعتدال ولم نجد فيه حرافة فمثل هذا لا يبعد أن لا تكون فيه حرارة ولا تكون مولدة للسوداء ولذا قال عليه‌السلام معتدل في الأوقات كلها.

__________________

(١) المحاسن : ٥٢٦.

(٢) المحاسن : ٥٢٦.

(٣) المحاسن : ٥٢٦.

(٤) المحاسن : ٥٢٦.

(٥) مكارم الأخلاق : ٢١٠.

(٦) طب الأئمة : ١٣٩.

٢٢٢

وكونه حارا في وقت الحرارة يحتمل وجهين.

الأول أن يكون المعنى كون البدن محتاجا إلى الحرارة أو إلى البرودة وحينئذ وجه صحة ما ذكره عليه‌السلام أن المعتدل يفعل البرودة في المحرورين والحرارة في المبرودين.

الثاني أن يكون المراد كون الهواء حارا أو باردا فوجهه أن المتولد في الهواء الحار يكون حارا وفي الهواء البارد يكون باردا كما مر وقد يقال يمكن أن يكون نفعه ودفع مضاره لموافقة قول الأئمة عليهم‌السلام فيكون ذكر هذه الأمور لامتحان إيمان الناس وتصديقهم لأئمتهم ومع العمل بها يدفع الله ضررها بقدرته كما نرى جماعة من المؤمنين المخلصين يعملون بما يروى منهم عليهم‌السلام وينتفعون به وإذا عمل غيرهم على وجه الإنكار أو التجربة ربما يتضرر به.

٦ ـ الطب ، طب الأئمة عليهم‌السلام عن أبي الحسن المعلى سجادة عن أبي الخير الرازي عن محمد بن عيسى عن محمد بن يقطين عن سعدان بن مسلم عن أبي الأغر النخاس عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام كلوا الباذنجان فإنه شفاء من كل داء.

وعنه بهذا الإسناد قال : الباذنجان جيد للمرة السوداء ولا يضر بالصفراء (١).

٧ ـ المكارم ، قال الصادق عليه‌السلام عليكم بالباذنجان البوراني فإنه شفاء يؤمن من البرص وكذا المقلي بالزيت.

ومن الفردوس ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلوا الباذنجان فإنها شجرة رأيتها في جنة المأوى شهدت لله بالحق ولي بالنبوة ولعلي بالولاية فمن أكلها على أنها داء كانت داء ومن أكلها على أنها دواء كانت دواء.

وعن أنس قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كلوا الباذنجان وأكثروا منها فإنها أول شجرة آمنت بالله عز وجل.

عن الصادق عليه‌السلام قال : أكثروا من الباذنجان عند جذاذ النخل فإنه شفاء

__________________

(١) طب الأئمة : ١٣٩.

٢٢٣

من كل داء يزيد في بهاء الوجه ويبين العروق ويزيد في ماء الصلب.

عن الصادق عليه‌السلام قال : روي أنه كان بين يدي سيدي علي بن الحسين عليه‌السلام باذنجان مقلو بالزيت وعينيه [ عينه ] رمدة وهو يأكل منه قال الراوي فقلت له يا ابن رسول الله تأكل من هذا وهو نار فقال لي اسكت إن أبي حدثني عن جده عليهم‌السلام قال الباذنجان من شحمة الأرض وهو طيب في كل شيء يقع فيه (١).

بيان قال في القاموس البورانية طعام ينسب إلى بوران بنت الحسن بن سهل زوج المأمون انتهى وقوله عليه‌السلام والمقلي أي هو أيضا كذلك أو هو البوراني المقلي بالزيت وفي الصحاح قليت السويق واللحم فهو مقلي وقلوت فهو مقلو لغة والجذاذ بالفتح والكسر قطع ثمرة النخل ويبين العروق أي يدفع مواد العلل كعرق الجذام وعرق الفالج أو على بناء التفعيل أي يكثر الدم فتمتلئ العروق به.

٨ ـ ما : عن الحسين بن إبراهيم عن محمد بن وهبان عن علي بن حبشي عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى عن الحسين بن أبي غندر عن أبي الحسن موسى وأبي الحسن الرضا عليه‌السلام أنهما قالا الباذنجان عند جذاذ النخل لا داء فيه (٢).

وبهذا الإسناد عن ابن أبي غندر عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الباذنجان جيد للمرة السوداء (٣).

المكارم : عن الصادق عليه‌السلام مثله (٤).

٩ ـ دعوات الراوندي ، كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في دار جابر فقدم إليه الباذنجان فجعل يأكل فقال جابر إن فيه لحرارة فقال يا جابر مه إنها أول شجرة آمنت بالله اقلوه وأنضجوه وزينوه ولينوه فإنه يزيد في الحكمة.

__________________

(١) مكارم الأخلاق : ٢١٠.

(٢) أمالي الطوسي ٢ : ٢٨١.

(٣) أمالي الطوسي ٢ : ٢٨١.

(٤) مكارم الأخلاق ٢١٠.

٢٢٤

بيان : الباذنجان بالذال المعجمة معرب بادنجان بالمهملة واسمه في الأصل عند العرب المغد بالفتح والتحريك والوغد بالفتح والأنب بالتحريك.

٩

باب القرع والدباء

١ ـ الخصال ، عن أبيه عن سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الصادق عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام كلوا الدباء فإنه يزيد في الدماغ وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعجبه الدباء (١).

بيان : الدباء بالضم والتشديد القرع كالدبة الواحدة بهاء كذا في القاموس وفي بحر الجواهر الدباء بالضم والمد وتشديد الموحدة القرع وقال ابن حجر ويجوز القصر وقيل الدباء أعم من القرع لأن القرع لا يطلق إلا على الرطب وقيل الدباء هو اليابس منه.

٢ ـ العيون ، بالأسانيد الثلاثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا طبختم فأكثروا القرع فإنه يسر قلب الحزين (٢).

بيان قيل يصير سببا لسرور يحصل من حركة الروح إلى الخارج ومع كثرة الروح وصفائها ورقتها واعتدالها تكون الحركة أكثر وأكل القرع يفعل جميع ذلك وأيضا الحزن يحصل بحركة الروح إلى الداخل قليلا قليلا بسبب مؤذ وهي تصير سببا لحرارة القلب والقرع لبرودته يرفع ذلك وأيضا لرطوبته يقلل الخلط السوداوي المولد للحزن.

٣ ـ العيون ، بهذه الأسانيد عن علي عليه‌السلام قال : عليكم بالقرع فإنه يزيد في الدماغ (٣).

__________________

(١) الخصال : ٦٣٢.

(٢) عيون الأخبار ٢ : ٣٦.

(٣) عيون الأخبار ٢ : ٣٦.

٢٢٥

صحيفة الرضا ، بالإسناد مثل الخبرين (١).

المكارم ، عنه عليه‌السلام مثل الأخير (٢).

بيان في القاموس القرع حمل اليقطين واحدته بهاء.

٤ ـ مجالس ، ابن الشيخ ، عن أبيه عن هلال بن محمد عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعجبه الدباء ويلتقطه من الصحفة (٣).

المحاسن ، عن ابن فضال عن ابن القداح عن جعفر عن أبيه قال قال علي عليه‌السلام مثله (٤).

٥ ـ المجالس ، بالإسناد المتقدم عن علي عليه‌السلام قال : إن الدباء يزيد في العقل (٥).

وبهذا الإسناد عن الحسين بن علي عليه‌السلام قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام وسئل عن القرع أيذبح فقال ليس شيء يذكى فكلوا القرع ولا تذبحوه ولا يستفزنكم الشيطان (٦).

بيان : في القاموس استفزه استخفه وأخرجه من داره أفزعه انتهى (٧).

وأقول يظهر منه ومن أمثاله أن بعض المخالفين كانوا يشترطون في حل القرع قطع رأسه أولا ويعدونه تذكية له ولم أر ذلك في كتبهم (٨).

__________________

(١) صحيفه الرضا : ١١ و ٢٦.

(٢) مكارم الأخلاق : ٢٠١.

(٣) أمالي الطوسي ١ : ٣٧٢.

(٤) المحاسن : ٥٢١.

(٥) أمالي الطوسي ١ : ٣٧٢.

(٦) أمالي الطوسي ١ : ٣٧٢.

(٧) في المصدر المطبوع بمصر : وأزعجه ، وزاد بعده. وأفززته : أزعجته ، وفي بعض النسخ. أفزعته.

(٨) نقل عن ابن شهرآشوب أن معاوية لما عزم على مخالفة أمير المؤمنين (ع) أراد أن يختبر أهل الشام فاشار إليه ابن العاص أن يامرهم بذبح القرع وتذكيته فان أطاعوه فهو صاحبهم والا فلا ، فامرهم بذلك فأطاعوه وصارت بدعة اموية.

٢٢٦

٦ ـ المحاسن ، عن محمد بن عيسى عن محمد بن عرفة عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : شجرة اليقطين هي الدباء وهي القرع (١).

بيان في القاموس اليقطين ما لا ساق له من النبات ونحوه وبهاء القرعة الرطبة انتهى ويظهر من كتب اللغة أن اليقطين يطلق على القرع وعلى شجرته والدباء والقرع لا يطلقان إلا على الثمرة فلا بد هنا من تقدير مضاف.

٧ ـ المحاسن ، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام أن عليا عليه‌السلام سئل عن القرع هل يذبح قال القرع ليس شيء يذكى فكلوه ولا تذبحوه ولا يستهوينكم الشيطان (٢).

بيان : في القاموس استهوته الشياطين ذهبت بهواه وعقله أو استفهمته وحيرته أو زينت له هواه.

٨ ـ المحاسن ، عن علي بن حسان عن موسى بن بكر قال سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول الدباء يزيد في العقل (٣).

٩ ـ ومنه ، عن ابن فضال عن ابن القداح عن جعفر عن أبيه عليه‌السلام قال : الدباء يزيد في الدماغ (٤).

ومنه عن أبي القاسم ويعقوب بن يزيد عن العبدي عن ابن سنان وأبي حمزة عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله (٥).

١٠ ـ ومنه ، عن أبيه عمن حدثه عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده قال : كان فيما أوصى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام أن قال يا علي عليك بالدباء فكله فإنه يزيد في العقل والدماغ (٦).

بيان كأن زيادة العقل لأنه مولد للخلط الصحيح وبه تقوى القوى الدماغية التي هي آلات النفس في الإدراكات والمراد بزيادة الدماغ إما زيادة قوته لأنه يرطب الأدمغة اليابسة ويبرد الأدمغة الحارة أو زيادة جرمه لأنه غذاء

__________________

(١) المحاسن : ٥٢٠.

(٢) المحاسن : ٥٢٠.

(٣) المحاسن : ٥٢٠.

(٤) المحاسن : ٥٢٠.

(٥) المحاسن : ٥٢٠.

(٦) المحاسن : ٥٢١.

٢٢٧

موافق لجوهره والأول أظهر.

١١ ـ المحاسن ، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يعجبه من القدور الدباء (١).

١٢ ـ ومنه ، عن ابن فضال عن ابن القداح عن جعفر عن أبيه عليه‌السلام قال قال علي عليه‌السلام كان يعجب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من المرقة الدباء (٢).

بيان : أي من أجزاء المرقة الدباء أو من المرقات مرقة الدباء.

١٣ ـ المحاسن ، عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعجبه الدباء وهو القرع (٣).

١٤ ـ ومنه ، عن السياري يرفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه كان يعجبه الدباء وكان يأمر نساءه فيقول إذا طبختن قدرا فأكثروا فيه من الدباء وهو القرع (٤).

١٥ ـ الطب ، طب الأئمة عليهم‌السلام عن حسان بن إبراهيم الكرماني عن محمد بن نمير بن محمد عن المبارك بن عجلان عن زيد الشحام عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام كلوا الدباء ونحن أهل البيت نحبه.

وعن ذريح قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام الحديث المروي عن أمير المؤمنين في الدباء أنه قال كلوا الدباء فإنه يزيد في الدماغ فقال الصادق عليه‌السلام نعم وأنا أقول إنه جيد لوجع القولنج (٥).

١٦ ـ المكارم ، عن الحسين بن علي عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلوا اليقطين فلو علم الله أن شجرة أخف من هذه أنبتها على أخي يونس إذا اتخذ أحدكم مرقا فليكثر فيه من الدباء فإنه يزيد في الدماغ والعقل.

وعن الصادق عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أكل الدباء بالعدس رق قلبه عند ذكر الله وزاد في جماعه.

__________________

(١) المحاسن ٥٢١.

(٢) المحاسن ٥٢١.

(٣) المحاسن ٥٢١.

(٤) المحاسن ٥٢١.

(٥) طب الأئمة ١٢٨.

٢٢٨

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن حناطا دعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأتاه بطعام قد جعل فيه قرعا بإهالة قال أنس فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل القرع يتتبعه من الصحفة قال أنس فما زال يعجبني القرع منذ رأيته يعجبه وقال كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعجبه.

الدباء ويلتقطه من الصحفة وكان النبي في دعوة فقدموا إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله قرعية فكان يتتبع آثار القرع ليأكله (١).

بيان : قال في النهاية كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به إهالة وقيل هو ما أذيب من الألية والشحم وقيل الدسم الجامد انتهى وكأن المراد بالقرعية المرقة المطبوخة بالقرع.

١٧ ـ دعوات الراوندي ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام كل اليقطين فإنه من أكلها حسن وجهه ونضر وجهه وهي طعامي وطعام الأنبياء قبلي.

١٨ ـ الدعائم ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه كان يعجبه الدباء ويلتقطها من الصحفة ويقول الدباء تزيد في الدماغ.

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : عليكم بالدباء فإنه يذكي العقل ويزيد في الدماغ (٢).

بيان قال مسلم (٣) في حديث أنس إن حناطا دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقرب إليه خبزا من شعير ومرقا فيه دباء وقديد قال أنس فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتتبع الدباء من حوالي الصحفة فلم أزل أحب الدباء من يومئذ وفي رواية قال أنس فلما رأيت ذلك جعلت ألقيه إليه ولا أطعمه وفي رواية قال أنس فما صنع لي طعام بعد أقدر على أن يصنع فيه دباء إلا صنع وقال الشارح صاحب إكمال الإكمال فيه فوائد منها إجابة الدعوة وإباحة كسب الحناط وإباحة المرق وفضيلة أكل الدباء وأنه يستحب أن يحب الدباء وكذلك كل شيء كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحبه وأن يحرص على تحصيل ذلك وأنه يستحب لأهل المائدة إيثار بعضهم بعضا

__________________

(١) مكارم الأخلاق : ٢٠١ ـ ٢٠٢.

(٢) دعائم الإسلام ٢ : ١١٣.

(٣) صحيح مسلم ١٦١٥ ط محمد فؤاد ، وفيه أن الرجل كان خياطا.

٢٢٩

إذا لم يكرهه صاحب الطعام.

وأما قوله يتتبع الدباء من حوالي الصحفة فيحتمل وجهين أحدهما من حوالي جانبه وناحيته من الصحفة لا من حوالي جميع جوانبها فقد أمر بالأكل مما يلي الإنسان والثاني أن يكون من جميع جوانبها وإنما نهي ذلك لئلا يتقذره جليسه ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يتقذره أحد بل يتبركون بآثاره صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد كانوا يتبركون ببصاقه ونخامته ويدلكون بذلك وجوههم وشرب بعضهم بوله وبعضهم دمه مما هو معروف من عظيم اعتنائهم بآثاره التي يخالف فيها غيره والدباء هو اليقطين وهو بالمد.

١٠

باب الفجل

١ ـ الخصال ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن عدة من أصحابنا عن حنان بن سدير قال : كنت مع أبي عبد الله عليه‌السلام على المائدة فناولني فجلة فقال يا حنان كل الفجل فإن فيه ثلاث خصال ورقه يطرد الرياح ولبه يسربل البول وأصوله تقطع البلغم (١).

المحاسن ، عن عدة من أصحابه عن حنان مثله (٢).

المكارم ، عن الروضة عن حنان مثله (٣).

بيان يقال سربله أي ألبسه السربال ولا يناسب المقام إلا بتجوز وتكلف بعيد وفي المكارم وبعض نسخ الكافي يسهل وفي بعضها يسيل وهما أصوب.

٢ ـ مجالس الشيخ ، عن هلال بن محمد عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : الفجل أصله يقطع البلغم

__________________

(١) الخصال ١٤٤.

(٢) المحاسن : ٥٢٤.

(٣) مكارم الأخلاق : ٢٠٨.

٢٣٠

ويهضم الطعام وورقه يحدر البول (١).

المكارم ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله (٢).

٣ ـ المحاسن ، عن السياري عن أحمد بن خالد عن أحمد بن المبارك الدينوري عن أبي عثمان عن درست بن أبي منصور عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الفجل أصله يقطع البلغم ولبه يهضم وورقه يحدر البول تحديرا (٣).

٤ ـ المحاسن ، عن أبي القاسم عن حنان بن سدير قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام وبين يديه المائدة فقال لي يا حنان ادن وكل فدنوت فأكلت معه فقال لي يا حنان كل الفجل فإن ورقه يمرئ ولبه يسربل وأصوله تقطع البلغم (٤).

بيان كأن المراد بلبه بذره.

٥ ـ المكارم ، من كتاب الفردوس عن ابن مسعود قال قال صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكلتم وأردتم أن لا يوجد لها ريح فاذكروني عند أول قضمة (٥).

١١

باب الكمأة

١ ـ العيون ، عن محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي عن علي بن محمد بن عنبسة عن دارم بن قبيصة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الكمأة من المن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل وهي شفاء العين الخبر (٦).

٢ ـ مجالس ابن الشيخ ، عن والده عن محمد بن محمد بن مخلد عن محمد بن

__________________

(١) أمالي الطوسي ١ : ٣٧٣.

(٢) مكارم الأخلاق ٢٠٨.

(٣) المحاسن : ٥٢٤.

(٤) المحاسن : ٥٢٤.

(٥) مكارم الأخلاق ٢٠٧.

(٦) عيون الأخبار ٢ : ٧٥.

٢٣١

يونس القرشي عن سعيد بن عامر عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الكمأة من المن وماؤها شفاء العين (١).

٣ ـ المحاسن ، عن النوفلي عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن إبراهيم بن علي الرافعي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الكمأة من نبت الجنة وماؤها نافع من وجع العين (٢).

٤ ـ ومنه ، عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الكمأة من المن والمن من الجنة وماؤها شفاء للعين (٣).

٥ ـ ومنه ، عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن فاطمة بنت علي عن أمامة بنت أبي العاص بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قالت أتاني أمير المؤمنين عليه‌السلام في شهر رمضان فأتي بقثاء وتمر وكمأة وكان يحب الكمأة (٤).

تكملة الكمء بالفتح معروف قال الجوهري الكمأة واحدها كمء على غير قياس انتهى وقال الأطباء هو أصل مستدير لا ورق له ولا ساق لونه إلى الحمرة ما هو يوجد في الربيع عند كثرة الثلوج والأمطار ويؤكل نيا ومطبوخا وله أسماء وأصناف :

فمنه الفطر قال في القاموس الفطر بالضم وبضمتين ضرب من الكمأة قتال انتهى وقال ابن بيطار نقلا عن ديسقوريدس الفطر منه ما يصلح للأكل ومنه ما لا يصلح ويقتل إما لأنه ينبت بالقرب من مسامير صدية أو خرق متعفنة أو أعشاش بعض الهوام الضارة أو شجر خاصيتها أن يكون الفطر قتالا إذا أنبت بالقرب منها وقد يوجد

__________________

(١) أمالي الطوسي ١ : ٣٩٤.

(٢) المحاسن : ٥٢٧.

(٣) المحاسن : ٥٢٧.

(٤) المحاسن : ٥٢٧.

٢٣٢

على هذا الصنف من الفطر رطوبة لزجة فإذا قلع ووضع في موضع فسد وتعفن سريعا.

وأما الصنف الآخر فيستعمل في الأمراق وهو لذيذ وإذا أكثر منه أضر ويعرض منه اختناق أو هيضة وقال جالينوس قوة الفطر قوة باردة رطبة شديدا ولذلك هو قريب من الأدوية القتالة ومنه شيء يقتل وخاصة كل ما كان يخالط جوهره شيء من العفونة انتهى.

ومنه الفقع قال الفيروزآبادي الفقع ويكسر البيضاء الرخوة من الكمأة والجمع كعنبة وقال ابن بيطار هو شيء يتكون تحت الأرض بقرب المياه وهو أبيض مدور أكبر من الكمأة يوجد في الأرض وكل واحدة قد تشققت ثلاثا أو أربع قطع إلا أن بعضها ملتصق ببعض وهو أسلم من الفطر وليس فيه شيء يقتل كما في الفطر وهو بارد رطب غليظ.

ومنه (١) ما يقال له بالفارسية كشنج (٢) ويقال له كل كنده ينبت في الرمل وفي خراسان وما وراء النهر أكثر وقيل هو مسكر وهو مجوف ورطبه بمقدار جوزة كبيرة وقالوا هو أيضا بارد غليظ بطيء الهضم.

ومنه الغرشنة قال ابن بيطار هي كثيرة بأرض بيت المقدس وتعرف هناك بالكرشتة قال ابن سينا هو جنس من الكمأة والفطر شكله شكل كأس صغير متبسم متشنج ناعم اللمس ويغسل به الثياب ويؤكل في الأشياء الحامضة وقال ابن بيطار في الكمأة نقلا عن بعضهم الكمأة الحمراء قاتلة وأجودها تلذذا أشدها إملاسا وأميلها إلى البياض وأما المتخلخل الرخو فردي جدا وهو في المعدة الحارة جدا جيد وإذا لم تهضم لإكثار منه أو لضعف المعدة فخلطه ردي جدا غليظ يولد الأوجاع في أسفل الظهر والصدر وعن ابن ماسة باردة رطبة في الدرجة الثانية وعن المسيح يولد السدد أكلا وماؤها يجلو البصر كحلا وعن الغافقي من خواص الكمأة أن من أكلها فأي شيء من ذوات السموم لذعه والكمأة في معدته مات ولم يخلصه دواء

__________________

(١) في المخطوطة : وهو ما يقال له.

(٢) وزان أعرج.

٢٣٣

البتة وأما ماء الكمأة فمن أصلح الأدوية للعين إذا ربي به الإثمد واكتحل به فإنه يقوي أجفان العين ويزيد في الروح الباصرة قوة وحدة ويدفع عنها نزول الماء انتهى.

وأقول قد مر بعض الكلام فيه في باب علاج العين (١).

١٢

باب

(الرجلة والفرفخ)

١ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : وطئ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الرمضاء فأحرقته فوطئ على الرجلة وهي البقلة الحمقاء فسكن عنه حر الرمضاء فدعا لها وكان يحبها (٢).

٢ ـ الكافي ، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عنه عليه‌السلام مثله إلى قوله وكان عليه‌السلام يحبها ويقول من بقلة ما أبركها (٣).

بيان : في القاموس الرجلة بالكسر الفرفخ ومنه أحمق من رجلة والعامة يقول من رجله وقال رمض قدمه احترقت من الرمضاء أي الأرض الشديدة الحرارة.

٣ ـ المحاسن ، عن محمد بن عيسى أو غيره عن قتيبة بن مهران عن حماد بن زكريا عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليكم بالفرفخ وهي المكيسة فإنه إن كان شيء يزيد في العقل فهي (٤).

المكارم : عنه عليه‌السلام مثله (٥)

__________________

(١) راجع بحار الأنوار ج ٦٢ ص ١٤٤ باب معالجات العين والاذن.

(٢) المحاسن : ٥١٧.

(٣) الكافي ٦ : ٣٦٧.

(٤) المحاسن : ٥١٨.

(٥) مكارم الأخلاق : ٢٠٥.

٢٣٤

بيان وهي المكيسة على بناء اسم الآلة أو الفاعل من الإفعال أو التفعيل من الكياسة.

٤ ـ المحاسن ، عن بعض أصحابنا رفعه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام ليس على وجه الأرض بقلة أشرف ولا أنفع من الفرفخ وهي بقلة فاطمة صلوات الله عليها ثم قال لعن الله بني أمية هم سموها بقلة الحمقاء بغضا لنا وعداوة لفاطمة عليهما‌السلام (١).

الكافي ، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن فرات بن أحنف قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام وذكر مثله (٢).

٥ ـ دعوات الراوندي ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجد حرارة فعض على رجلة فوجد لذلك راحة فقال اللهم بارك فيها إن فيها شفاء من تسع وتسعين داء انبتي حيث شئت.

١٥ وروي أن فاطمة صلوات الله عليها كانت تحب هذه البقلة فنسب إليها وقيل بقلة الزهراء كما قالوا شقائق النعمان ثم إن بني أمية غيرتها فقالوا بقلة الحمقاء وقالوا الحمقاء صفة البقلة لأنها تنبت بممر الناس ومدرج الحوافر فتداس.

٦ ـ الدعائم ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه كان يحب الرجلة وبارك فيها (٣).

بيان قال في القاموس الفرفخ الرجلة معرب پرپهن أي عريض الجناح وقال البقلة المباركة الهندباء أو الرجلة وكذا البقلة اللينة وكذا بقلة الحمقاء انتهى وقال سليمان بن حسان زعموا أنها سميت حمقاء لأنها تنبت على طرق الناس فيداس وعلى مجرى السيل فيقلعها وقال الأطباء باردة في الثالثة رطبة في الثانية يقطع الثآليل بخاصيته ويسكن الصداع الحار والتهاب المعدة شربا وضمادا وينفع من الرمد ونفث الدم.

__________________

(١) المحاسن : ٥١٧.

(٢) الكافي ٦ : ٣٦٧.

(٣) دعائم الإسلام ٢ : ١١٣.

٢٣٥

١٣

باب الجرجير

١ ـ المحاسن ، عن السياري عن أحمد بن الفضيل عن محمد بن سعيد عن أبي جميل عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الجرجير شجرة على باب النار (١).

٢ ـ ومنه عن اليقطيني أو غيره عن قتيبة بن مهران عن حماد بن زكريا عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أكره الجرجير وكأني أنظر إلى شجرتها نابتة في جهنم وماتضلع منها رجل بعد أن يصلي العشاء إلابات تلك الليلة ونفسه تنازعه إلى الجذام (٢).

وفي حديث آخر من أكل الجرجير بالليل ضرب عليه عرق الجذام من أنفه وبات ينزف الدم (٣).

بيان : قال في النهاية في حديث زمزم فشرب حتى تضلع أي أكثر من الشرب حتى تمدد جنبه وأضلاعه وفي القاموس نزف ماء البئر نزحه كله والبئر نزحت كنزفت بالضم لازم ومتعد ونزف فلان دمه كعني إذا سال حتى يفرط فهو منزوف ونزيف ونزفه الدم ينزفه انتهى.

وضرب عرق الجذام كناية عن تحرك مادته لتوليده أبخرة حارة توجب احتراق الأخلاط وانصبابها إلى المواضع المستعدة للجذام ولما كان الأنف أقبل المواضع لذلك خص بالذكر ولذا يبتدئ غالبا بالأنف ونزف الدم إما كناية عن طغيانه واحتراقه وانصبابه إلى المواضع أو عن قلة الدم الصالح في البدن.

٣ ـ المحاسن ، عن علي بن الحكم عن مثنى بن الوليد قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام كأني أنظر إلى الجرجير يهتز في النار ورواه يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كأني أنظر بها تهتز في النار (٤).

__________________

(١) المحاسن : ٥١٨.

(٢) المحاسن : ٥١٨.

(٣) المحاسن : ٥١٨.

(٤) المحاسن : ٥١٨.

٢٣٦

ومنه عن محمد بن علي عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن جده قال : نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الجرجير فقال كأني أنظر إلى منبته في النار (١).

٤ ـ ومنه ، عن جعفر الأحول عن محمد بن يونس عن علي بن أبي حمزة قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام لبني أمية من البقول الجرجير (٢).

٥ ـ ومنه ، عن العبدي عن الحسين بن سعيد عن نصير مولى أبي عبد الله أو عن موفق مولى أبي الحسن عليه‌السلام قال : كان إذا أمر بشيء من البقل يأمر بالإكثار من الجرجير فيشترى له وكان يقول ما أحمق بعض الناس يقولون إنه ينبت في وادي جهنم والله تبارك وتعالى يقول : « وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ » فكيف ينبت البقل (٣).

بيان في الكافي عن موفق مولى أبي الحسن عليه‌السلام قال : كان مولاي أبو الحسن عليه‌السلام إذا أمر بشراء البقل يأمر بالإكثار منه ومن الجرجير (٤).

وأقول يمكن الجمع بين هذا الخبر وسائر الأخبار بأن النفي في هذا الخبر كونه على حقيقة البقلية والمثبت في غيره كونه على هذا الشكل والهيئة كشجرة الزقوم ويحتمل أن يكون أخبار الإثبات والإنبات محمولة على التقية.

٦ ـ الطب ، طب الأئمة عليهم‌السلام عن الرضا عليه‌السلام قال : الباذروج لنا والجرجير لبني أمية (٥).

٧ ـ المكارم ، عن الصادق عليه‌السلام قال : أكل الجرجير بالليل يورث البرص (٦).

٨ ـ دعوات الراوندي ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من أكل الجرجير ثم نام ينازعه عرق الجذام في أنفه وقال رأيتها في النار.

٩ ـ المجازات النبوية ، قال ومن ذلك قوله عليه‌السلام في خبر طويل روي عن أنس

__________________

(١) المحاسن : ٥١٨ وما بين العلامتين ساقط من ط الكمباني.

(٢) المحاسن : ٥١٨ وما بين العلامتين ساقط من ط الكمباني.

(٣) المحاسن : ٥١٨ وما بين العلامتين ساقط من ط الكمباني.

(٤) الكافي ٦ : ٣٦٨.

(٥) طب الأئمة : ١٣٩.

(٦) مكارم الأخلاق ٢٠٥.

٢٣٧

ابن مالك سمعه منه صلى‌الله‌عليه‌وآله عند ذكره منافع كثيرة من بقول الأرض ومضارها فقال عليه‌السلام عند ذكر الجرجير فو الذي نفس محمد بيده ما من عبد بات وفي جوفه شيء من هذه البقلة إلا بات والجذام يرفرف على رأسه حتى يصبح إما أن يسلم وإما أن يعطب.

قال السيد رحمه‌الله وهذا القول مجاز لأن الداء المخصوص الذي هو الجذام لا يصح أن يوصف بالرفرفة على الحقيقة لأنه عرض من الأعراض وإنما أراد عليه‌السلام أن البائت على أكل هذه البقلة على شرف من الوقوع في الجذام لشدة اختصاصها بتوليد هذه العلة فإما أن يدفعها الله تعالى عنه فتدفع أو يوقعه فيها فتقع وإنما قال عليه‌السلام يرفرف على رأسه عبارة عن دنو هذه العلة منه فتكون بمنزلة الطائر الذي يرفرف على الشيء إذا هم بالنزول إليه والوقوع عليه (١).

توضيح : اعلم أن الذي يظهر من كتب أكثر الأطباء أن البقلة المعروفة عند العجم تره تيزك ليس هو الجرجير بل هو الرشاد قال ابن بيطار الجرجير صنفان بستاني وبري كل واحد منهما صنفان فأحد صنفي البستاني عريض الورق فستقي اللون ناقص الحرافة رحض طيب والثاني ورقه رقاق شديد الحرافة وقال صاحب الاختيارات الجرجير بري وبستاني البري يقال له الأيهقان والبستاني يقال له بالفارسية كيكير والجرجير البري يقال له الخردل البري ويستعمل بذره مكان الخردل وقال الرشاد الحرف ويقال له بالفارسية سپندان وتره تيزك.

__________________

(١) المجازات النبوية ٩٧ ، ولعله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أشار بذلك الى أن الابتلاء بالجذام انما يكون بهوام طائرة في الهواء تعشق وتعتاد ريح هذه البقلة ، فإذا أكلها الرجل وفاح ريح البقلة منه اجتمعت تلك الهوام وترفرفت على رأس الاكل كيف تنفذ في بدنه طلبا للعصارة المحبوبة له ، فربما نفذت الهوام وابتلى الرجل بالجذام ، وهذا كقوله الآخر (ص) « فر من المجذوم فرارك من الأسد » مع ما قيل أن هوام الجذام على هيئة الأسد شكلا.

٢٣٨

١٤

باب الخس

١ ـ المحاسن ، عن أبيه عمن ذكره عن حفص الأبار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : عليكم بالخس فإنه يطفئ الدم (١).

الكافي ، عن العدة عن البرقي مثله لكنه قال فإنه يصفي الدم (٢)

٢ ـ المكارم ، قال الصادق عليه‌السلام عليك بالخس فإنه يقطع الدم.

وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلوا الخس فإنه يورث النعاس ويهضم الطعام (٣).

بيان لا يبعد أن يكون يقطع الدم تصحيف يطفئ أو يصفي أو المراد به ما يرجع إليهما أي يقطع سورة الدم أو الأمراض الدموية وقال الأطباء إنه بارد رطب في الثالثة وقيل في الثانية وهو منوم مدر للبول والدم المتولد منه أصلح من الدم المتولد من سائر البقول ويصلح المعدة وذكروا له ولبذره منافع كثيرة.

١٥

باب الكرفس

١ ـ المحاسن ، عن بعض أصحابنا عن البجلي عن إسماعيل بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الكرفس بقلة الأنبياء (٤).

الدعائم : عنه عليه‌السلام مثله (٥).

__________________

(١) المحاسن : ٥١٤.

(٢) الكافي ٦ : ٣٦٧.

(٣) مكارم الأخلاق : ٢٠٩.

(٤) المحاسن : ٥١٥.

(٥) دعائم الإسلام ٢ : ١١٣.

٢٣٩

٢ ـ الدروس ، روي أنه أي الكرفس يورث الحفظ ويذكي القلب وينفي الجنون والجذام والبرص.

٣ ـ المحاسن ، عن محمد بن عيسى أو غيره عن قتيبة بن مهران عن حماد بن زكريا عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليكم بالكرفس فإنه طعام إلياس واليسع ويوشع بن نون (١).

٤ ـ ومنه ، عن نوح بن شعيب عن محمد بن الحسن بن علي بن يقطين فيما أعلم عن نادر الخادم قال : ذكر أبو الحسن عليه‌السلام الكرفس فقال أنتم تشتهونه وليس من دابة إلا وهي تحتك به (٢).

بيان : هذا إما مدح له بأن الدواب أيضا يعرفن نفعه فيتداوين به أو ذم له بأن ذوات السموم تحتك به فيسري إليه بعض سمها والأول أظهر.

٥ ـ المكارم ، عن الحسين بن علي عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام في أشياء وصاه بها كل الكرفس فإنه بقلة إلياس ويوشع بن نون عليهما‌السلام.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الكرفس بقلة الأنبياء ويذكر أن طعام الخضر وإلياس الكرفس والكمأة (٣).

بيان قال الفيروزآبادي الكرفس بفتح الكاف والراء بقل معروف عظيم المنافع مدر محلل للرياح والنفخ منق للكلى والكبد والمثانة مفتح سددها مقو للباءة لا سيما بذره مدقوقا بالسكر والسمن عجيب إذا شرب ثلاثة أيام ويضر بالأجنة والحبالى والمصروعين.

__________________

(١) المحاسن : ٥١٥.

(٢) المحاسن : ٥١٥.

(٣) مكارم الأخلاق : ٢٠٥.

٢٤٠