بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا شرب اللبن قال اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه.

١٧ ـ الطب ، طب الأئمة عليهم‌السلام عن إبراهيم بن حزام الحريري عن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة عن عبد الرحيم بن عبد المجيد القصير عن جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام قال : من أصابه ضعف في قلبه أو بدنه فليأكل لحم الضأن باللبن فإنه يخرج من أوصاله كل داء وغائلة ويقوى جسمه ويشد متنه (١).

١٨ ـ المحاسن ، عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا شرب اللبن قال اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه (٢).

١٩ ومنه ، عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : اللبن من طعام المرسلين (٣).

ومنه ، عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام مثله (٤).

٢٠ ـ ومنه ، عن أبيه وابن بزيع عن محمد بن يحيى الخزاز عن غياث بن إبراهيم عن جعفر عن آبائه عليهم‌السلام أن عليا عليه‌السلام كان يستحب أن يفطر على اللبن (٥).

٢١ ـ ومنه ، عن بعض أصحابه عن ابن أخت الأوزاعي عن مسعدة بن اليسع الباهلي عن جعفر عن أبيه عليه‌السلام قال : كان علي عليه‌السلام يعجبه أن يفطر على اللبن.

٢٢ ـ ومنه ، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليس أحد يغص بشرب اللبن لأن الله تبارك وتعالى يقول : « لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ » (٦)

__________________

(١) طب الأئمة : ٦٤ في حديث.

(٢) المحاسن : ٤٩١.

(٣) المحاسن : ٤٩١.

(٤) المصدر نفسه ، وفيه هذا السند بعد الحديث السابق راجعه.

(٥) المحاسن : ٥٩١.

(٦) المحاسن : ٤٩٢.

١٠١

بيان : في القاموس الغصة بالضم الشجا وما اعترض في الحلق فأشرق غصصت بالكسر وبالفتح تغص بالفتح غصصا وفي الصحاح غصصت بالماء إذا وقف في حلقك فلم تكد تسيغه.

٢٣ ـ المحاسن ، عن أبيه عن القاسم بن محمد عن أبي الحسن الأصفهاني قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فقال له رجل وأنا أسمع جعلت فداك إني أجد الضعف في بدني فقال عليك باللبن فإنه ينبت اللحم ويشد العظم (١).

٢٤ ـ ومنه ، عن نوح بن شعيب عمن ذكره عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : من تغير عليه ماء الظهر ينفع له اللبن الحليب والعسل (٢).

٢٥ ـ ومنه ، عن ابن أبي همام عن كامل بن محمد بن إبراهيم الجعفي عن أبيه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام اللبن الحليب لمن تغير عليه ماء الظهر (٣).

بيان : في القاموس الحليب اللبن المحلوب أو الحليب ما لم يتغير طعمه انتهى وتغير ماء الظهر كناية عن عدم انعقاد الولد منه.

٢٦ ـ المحاسن ، عن السياري عن عبيد الله بن أبي عبد الله الفارسي عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال له رجل إني أكلت لبنا فضرني فقال أبو عبد الله عليه‌السلام لا والله ما ضر شيئا قط ولكنك أكلته مع غيره فضرك الذي أكلته معه فظننت أن ذلك من اللبن (٤).

٢٧ ـ ومنه ، عن أبي علي أحمد بن إسحاق عن عبد صالح عليه‌السلام قال : من أكل اللبن فقال اللهم إني آكله على شهوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إياه لم يضره (٥).

٢٨ ـ ومنه ، عن نوح بن شعيب عن بعض أصحابه عن موسى بن عبد الله بن الحسن قال سمعت أشياخنا يقولون إن ألبان اللقاح شفاء من كل داء وعاهة (٦).

٢٩ ـ ومنه ، عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أحدهما عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليكم بألبان البقر فإنها تخلط من كل شجرة (٧).

__________________

(١ ـ ٢) المحاسن : ٤٩٢.

(٣ ـ ٧) المحاسن : ٣٩٣.

١٠٢

٣٠ ـ ومنه ، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن أبيه عن علي عليه‌السلام قال : لبن البقر شفاء (١).

٣١ ـ ومنه ، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن جده قال : شكوت إلى أبي جعفر عليه‌السلام ذرب معدتي فقال ما يمنعك من شرب ألبان البقر فقال لي شربتها قط فقلت مرارا قال فكيف وجدتها تدبغ المعدة وتكسو الكليتين الشحم وتشهي الطعام فقال لو كانت أيامه خرجت أنا وأنت إلى ينبع حتى نشربه (٢).

بيان : قال الجوهري ذربت معدته تذرب ذربا فسدت وينبع كينصر حصن له عيون ونخيل وزروع بطريق حاج مصر ذكره الفيروزآبادي.

٣٢ ـ المحاسن ، عن أبيه عن محمد بن عيسى عن صفوان عن عيص بن القاسم قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن شرب ألبان الأتن فقال اشربها (٣).

٣٣ ـ ومنه ، عن أبيه عن الحسين بن المبارك عن أبي مريم الأنصاري قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن شرب ألبان الأتن فقال لا بأس بها (٤).

٣٤ ـ ومنه ، عن أبيه عن صفوان عن العيص عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : تغديت معه فقال هذا شيراز الأتن اتخذناه لمريض لنا فإن أحببت أن تأكل منه فكل (٥).

٣٥ ـ المكارم ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ذانك الأطيبان التمر واللبن إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلما شرب لبنا تمضمض وقال إن له لدسما.

وفي رواية قال عليه‌السلام إذا شربتم اللبن فتمضمضوا فإن لها دسما.

عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : ألبان البقر دواء.

عن الجعفري قال سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول أبوال الإبل خير من ألبانها ويجعل الله الشفاء في ألبانها (٦).

__________________

(١) المحاسن : ٤٩٤ وفيه : لو كانت أيار.

(٢) المحاسن : ٤٩٤ وفيه : لو كانت أيار.

(٣) المصدر نفسه وما بين العلامتين ساقط من المطبوعة.

(٤) المصدر نفسه وما بين العلامتين ساقط من المطبوعة.

(٥) المصدر نفسه وما بين العلامتين ساقط من المطبوعة.

(٦) مكارم الأخلاق ٢٢١ ـ ٢٢٢.

١٠٣

٢٠

باب الجبن

١ ـ مجالس ابن الشيخ عن هلال بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين عليهم‌السلام قال : شيئان ما دخلا جوفا قط إلا أفسداه الجبن والقديد الخبر (١).

المحاسن ، عن بعض أصحابه رفعه عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله (٢).

٢ ـ ومنه ، عن بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام ثلاث يؤكلن ويهزلن اللحم اليابس والجبن والطلع وفي حديث آخر الجوز وفي حديث آخر الكسب إلى آخر ما مر في باب اللحم (٣).

٣ ـ ومنه ، عن ابن محبوب عن عبد الله بن سليمان قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الجبن فقال لقد سألتني عن طعام يعجبني ثم أعطى الغلام دراهم فقال يا غلام ابتع لي جبنا ودعا بالغداة فتغدينا معه وأتي بالجبن فقال كل فلما فرغ من الغداء قلت ما تقول في الجبن قال أولم ترني أكلته قلت بلى ولكني أحب أن أسمعه منك فقال سأخبرك عن الجبن وغيره كل ما يكون فيه حلال وحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام بعينه فتدعه (٤).

٤ ـ ومنه ، عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الجبن وقلت له أخبرني من رأى أنه يجعل فيه الميتة فقال من أجل مكان واحد يجعل فيه الميتة حرم في جميع الأرضين إذا علمت أنه ميتة فلا تأكله وإن لم تعلم فاشتر وبع وكل والله إني لأعترض السوق فأشتري بها اللحم والسمن والجبن والله ما أظن كلهم يسمون هذه البربر وهذه السودان (٥).

__________________

(١) أمالي الطوسي ١ : ٣٧٩.

(٢) المحاسن : ٤٦٣.

(٣) المحاسن : ٤٦٣.

(٤) المحاسن ٤٩٥.

(٥) المحاسن ٤٩٥.

١٠٤

ومنه ، عن أبيه عن صفوان عن منصور بن حازم عن بكر بن حبيب قال : سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن الجبن وأنه توضع فيه الإنفحة من الميتة قال لا يصلح ثم أرسل بدرهم فقال اشتر بدرهم من رجل مسلم ولا تسأله عن شيء (١).

٦ ـ ومنه ، عن جعفر بن بشير عن عمرو بن أبي شبل قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الجبن قال كان أبي ذكر له منه شيء فكرهه ثم أكله فإذا اشتريته فاقطع واذكر اسم الله عليه وكل (٢).

٧ ـ ومنه ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبيد الله الحلبي عن عبد الله بن سنان قال : سأل رجل أبا عبد الله عليه‌السلام عن الجبن فقال إن أكله يعجبني ثم دعا به فأكله (٣).

٨ ـ ومنه ، عن اليقطيني عن صفوان عن معاوية عن رجل من أصحابنا قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام فسأله رجل من أصحابنا عن الجبن فقال أبو جعفر عليه‌السلام إنه لطعام يعجبني فسأخبرك عن الجبن وغيره كل شيء فيه الحلال والحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام فتدعه بعينه (٤).

٩ ـ ومنه ، عن بعض أصحابنا رفعه قال : الجبن يهضم الطعام قبله ويشهي ما بعده (٥).

١٠ ـ دعوات الراوندي ، قال الصادق عليه‌السلام نعم اللقمة الجبن يطيب النكهة ويهضم ما قبله ويمرئ ما بعده.

١١ ـ الدروع الواقية ، بإسناده إلى هارون بن موسى التلعكبري عن محمد بن همام عن محمد بن يحيى الفارسي عن محمد بن يحيى الطبري عن الوليد بن أبان عن محمد بن سماعة عن أبيه قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول نعم اللقمة الجبن تعذب الفم وتطيب النكهة وتهضم ما قبله وتشهي الطعام ومن يتعمد أكله رأس الشهر أوشك أن لا ترد له حاجة.

بيان : قال الجوهري النكهة ريح الفم.

١٢ ـ الكافي ، عن محمد بن يحيى عن علي بن إبراهيم الهاشمي عن أبيه عن محمد

__________________

(١ ـ ٥) المحاسن ٤٩٦.

١٠٥

بن الفضيل النيسابوري عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سأله رجل عن الجبن فقال داء لا دواء له فلما كان بالعشي دخل الرجل على أبي عبد الله عليه‌السلام فنظر إلى الجبن على الخوان فقال جعلت فداك سألتك بالغداة عن الجبن فقلت لي إنه هو الداء الذي لا دواء له والساعة أراه على الخوان قال فقال هو ضار بالغداة نافع بالعشي ويزيد في ماء الظهر.

وروي أن مضرة الجبن في قشره (١).

١٣ ـ المحاسن ، عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام الجبن والجوز في كل واحد منهما الشفاء فإن افترقا كان في كل واحد منهما الداء (٢).

المكارم ، عنه عليه‌السلام مثله (٣).

١٤ ـ الكافي ، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن إدريس بن الحسن عن عبيد بن زرارة عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الجبن والجوز إذا اجتمعا كانا دواء وإذا افترقا كانا داء (٤).

بيان قد يقال إن الجوز إنما يصلحه إذا لم يكن مالحا فإنه حينئذ بارد رطب في الثالثة وأما مالحه فهو حار يابس في الثالثة والجوز حار إما في الثانية أو في الثالثة يابس في الأولى فتزيد غائلته.

١٥ ـ المكارم ، عن الصادق عليه‌السلام قال : الجبن يهضم ما قبله ويشهي ما بعده (٥).

بيان : في المصباح الجبن المأكول فيه ثلاث لغات أجودها سكون الباء والثانية ضمها للإتباع والثالثة وهي أقلها التثقيل ومنهم من يجعل التثقيل من ضرورة الشعر.

__________________

(١) الكافي ٦ : ٣٤٠.

(٢) المحاسن : ٤٩٧.

(٣) مكارم الأخلاق ٢١٦.

(٤) الكافي ٦ : ٣٤٠ ، ومثله في المحاسن : ٤٩٦.

(٥) مكارم الأخلاق : ٢١٦.

١٠٦

٢١

باب

(الماست والمضيرة)

١ ـ الكافي ، عن محمد بن يحيى رفعه عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : من أراد الماست ولا يضره فليصب عليها الهاضوم قلت وما الهاضوم قال النانخواه (١).

٢ ـ ومنه ، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن محمد الحجال عن أبي سليمان الحمار قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام فجاءنا بمضيرة وبعدها بطعام ثم أتي بقناع من رطب عليه ألوان الخبر (٢).

المحاسن ، عن الحجال مثله (٣).

بيان في بحر الجواهر مضر من باب نصر حمض سخت ترش والمضيرة طبيخة تطبخ باللبن الماضر فارسيها دوغبا.

٣ ـ إرشاد القلوب ، عن سويد بن غفلة قال : دخلت على علي بن أبي طالب عليه‌السلام فوجدته جالسا وبين يديه إناء فيه لبن أجد ريح حموضته وفي يده رغيف أرى قشاء [ قشار ] الشعير في وجهه وهو يكسر بيده ويطرحه فيه الخبر (٤).

__________________

(١) الكافي ٦ : ٣٢٨.

(٢) الكافي ٦ : ٣٤٨.

(٣) المحاسن : ٥٣٧ وفيه : « عن أبي داود سليمان الحمار » والصحيح ما في الكافي وهو أبو سليمان داود بن سليمان بن عبد الرحمن الحمار الكوفي عنونه النجاشي ص ١٢٢ وقال : كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ذكره ابن نوح ، له كتاب يرويه عدة من أصحابنا منهم الحسن بن محبوب عن داود به ، وعنونه الشيخ في الفهرست وزاد فيمن روى كتابه أحمد بن ميثم ، ونقل الجامع رواية الوشاء ، والنضر بن سويد وابى على الخزاز عنه أيضا واما أبو داود سليمان الحمار ، الذي وقع في بعض الأسانيد أظنه تخليطا بين الرجل وأبيه وأن الصحيح في الاسناد « ابو سليمان داود الحمار » بقرينة التكنية واتحاد الراوي عنه.

(٤) إرشاد القلوب ٢ : ٨.

١٠٧

أبواب النباتات

١

باب

(جوامع أحوالها ونوادرها وأحوال الأشجار وما يتعلق بها)

الآيات الأعراف « وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ » (١).

٧ ـ النحل « هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ » إلى قوله تعالى « وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ » إلى قوله « وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ » (٢).

طه « فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ » (٣).

التنزيل « أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ » (٤).

يس « وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ » إلى قوله سبحانه « سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ » (٥).

الرحمن « وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ » (٦).

__________________

(١) الأعراف : ٥٨.

(٢) النحل الآيات ١٠ ـ ١٣.

(٣) طه : ٥٣ و ٥٤.

(٤) السجدة : ٢٧.

(٥) يس : ٣٣ ـ ٤٦.

(٦) الرحمن : ٦.

١٠٨

عبس : « فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ » (١).

الأعلى : « الَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى » (٢).

تفسير : « وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ » قيل أي الأرض الكريمة التربة « يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ » أي بمشيته وتيسره عبر به عن كثرة النبات وحسنه وغزارة نفعه لأنه أوقعه على مقابله « وَالَّذِي خَبُثَ » كالحرة والسبخة « لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً » أي قليلا عديم النفع ونصبه على الحال وتقدير الكلام والبلد الذي خبث لا يخرج نباته إلا نكدا فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فصار مرفوعا مستترا « كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ » أي نرددها ونكررها « لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ » نعمة الله فيتفكرون فيها ويعتبرون بها والآية مثل لمن تدبر الآيات وانتفع بها ولمن لم يرفع إليها رأسا ولم يتأثر بها.

وقال علي بن إبراهيم (٣) هو مثل الأئمة عليهم‌السلام يخرج علمهم بإذن ربهم ولأعدائهم لا يخرج علمهم إلا كدرا فاسدا وقال ابن شهرآشوب في المناقب قال عمرو بن العاص للحسين عليه‌السلام ما بال لحاكم أوفر من لحانا فقرأ عليه‌السلام هذه الآية (٤).

وقال سبحانه « هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ » أي ما تشربونه « وَمِنْهُ شَجَرٌ » أي ومنه تكون شجر يعني الشجر الذي ترعاه المواشي وقيل كل ما نبت على الأرض شجر « فِيهِ تُسِيمُونَ » من سامت الماشية وأسامها صاحبها « يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ » وقرأ أبو بكر بالنون على التفخيم « وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ » أي وبعض كلها إذ لم ينبت في الأرض كل ما يمكن من الثمار قيل ولعل تقديم

__________________

(١) عبس : ٢٤ ـ ٣٢.

(٢) الأعلى : ٤ و ٥.

(٣) تفسير القمي : ٢١٩.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٦٧.

١٠٩

ما يسأم فيه على ما يؤكل منه لأنه سيصير غذاء حيوانيا هو أشرف الأغذية ومن هذا تقديم الزرع والتصريح بالأجناس الثلاثة وترتيبها.

« إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ » على وجود الصانع وحكمته فإن من تأمل أن الحبة تقع في الأرض وتصل إليها نداوة تنفذ فيها فينشق أعلاها ويخرج منه ساق الشجرة وينشق أسفلها فيخرج منه عروقها ثم ينمو ويخرج منه الأوراق والأزهار والأكمام والثمار ويشتمل كل منها على أجسام مختلفة الأشكال والطباع مع اتحاد المواد ونسبة الطبائع السفلية والتأثيرات الفلكية إلى الكل علم أن ذلك ليس إلا بفعل فاعل مختار مقدس عن منازعة الأضداد والأنداد.

« وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ » عطف على الليل أي وسخر لكم ما خلق لكم فيها من حيوانات ونباتات « مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ » أي أصنافه فإنها تتخالف باللون غالبا « إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ » أن اختلافها في الطباع والهيئات والمناظر ليس إلا بصنع صانع حكيم.

وقال تعالى « وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ » قيل عدل من لفظ الغيبة إلى صيغة المتكلم على الحكاية لكلام الله تنبيها على ظهور ما فيه من الدلالة على كمال القدرة والحكمة وإيذانا بأنه مطاع تنقاد الأشياء المختلفة بمشيته « أَزْواجاً » أي أصنافا « مِنْ نَباتٍ شَتَّى » أي متفرقات في الصور والأعراض والمنافع يصلح بعضها للناس وبعضها للبهائم فلذلك قال « كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ » أي أخرجنا أصناف النبات قائلين كلوا وارعوا أنعامكم « إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى » لذوي العقول الناهية عن اتباع الباطل وارتكاب القبائح جمع نهية.

وأقول هذا مما يدل على عموم الإباحة إلا ما أخرجه الدليل كما مر.

« وَالنَّجْمُ » أي النبات الذي ينجم أي يطلع من الأرض ولا ساق له « وَالشَّجَرُ » الذي له ساق « يَسْجُدانِ » ينقادان لله فيما يريد بهما طبعا انقياد الساجد من المكلفين طوعا

١١٠

« وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى » أي ينبت ما يرعاه الدواب « فَجَعَلَهُ » بعد خضرته « غُثاءً أَحْوى » أي يابسا أسود وقيل أحوى حال من المرعى أي أخرجه أحوى من شدة خضرته.

أقول وقد مر سائر الآيات وتفسيرها في باب جوامع ما يحل.

١ ـ العيون والعلل ، عن محمد بن عمرو بن علي عن محمد بن عبد الله بن جبلة عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : سأل الشامي أمير المؤمنين عليه‌السلام عن أول شجرة غرست في الأرض فقال العوسجة ومنها عصا موسى عليه‌السلام وسأله عن أول شجرة نبتت في الأرض فقال هي الدباء وهي القرع (١).

بيان : لا تنافي بين الأول والثاني لأن الأول ما كان بغرس غارس والثاني ما نبتت من غير غرس وأما ما سيأتي من أن أول الشجرة النخلة فيمكن أن تكون الأولية في إحداهما إضافية أو المراد بما سيأتي ما له ثمرة معروفة أو إحداهما ما نبت بالنواة والأخرى ما نبت بالغصن وفي المصباح العوسج فوعل من شجر الشوك له ثمر مدور والواحدة عوسجة.

٢ ـ العلل ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن النعمان عن بريد العجلي قال قال أبو جعفر عليه‌السلام إنما سمي العود خلافا لأن إبليس عمل صورة سواع على خلاف صورة ود فسمي العود خلافا الخبر (٢).

بيان إنما سمي العود أي الشجر المعهود وكأن السواع كان منحوتا منه وقال الفيروزآبادي الخلاف ككتاب وشده لحن صنف من الصفصاف وليس به سمي خلافا لأن السيل يجيء به سبيا فينبت من خلاف أصله وقال في المصباح

__________________

(١) عيون الأخبار ١ : ٢٤٤. علل الشرائع ٢ : ٢٨٧.

(٢) الشرائع ١ : ٥.

١١١

قال الدينوري زعموا أنه سمي خلافا لأن الماء يأتي به سبيا ينبت مخالفا لأصله ويحكى أن بعض الملوك مر بحائط فرأى شجر الخلاف فقال لوزيره ما هذا الشجر فكره الوزير أن يقول شجر الخلاف لنفور النفوس عن لفظه فسماه باسم ضده فقال شجر الوفاق فأعظمه الملك لنباهته.

٣ ـ العلل ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لم يخلق الله عز وجل شجرة إلا ولها ثمرة تؤكل فلما قال الناس « اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً » أذهب نصف ثمرها فلما اتخذوا مع الله إلها شاك الشجر (١).

٤ ـ ومنه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى العلوي عن محمد بن إبراهيم بن أسباط عن أحمد بن محمد بن زياد القطان عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن عيسى بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن آبائه عن عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سئل كيف صارت الأشجار بعضها مع أحمال وبعضها بغير أحمال فقال كلما سبح الله آدم تسبيحة صارت له في الدنيا شجرة مع حمل وكلما سبحت حواء تسبيحة صارت في الدنيا شجرة من غير حمل (٢).

٥ ـ مجالس ابن الشيخ ، عن أبيه عن المفيد عن جعفر بن محمد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن أحمد الأشعري عن محمد بن الحسين عن محمد بن سليمان عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أول شجرة نبتت على وجه الأرض النخلة (٣).

٦ ـ تفسير علي بن إبراهيم ، عن أبيه عن إسحاق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : إن الشجر لم يزل خضيدا كله حتى دعي للرحمن ولد عز الرحمن وجل أن يكون له ولد فكادت السماوات أن يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا فعند ذلك اقشعر الشجر وصار له شوك

__________________

(١) علل الشرائع ٢ : ٢٦٠.

(٢) علل الشرائع ٢ : ٢٦٠.

(٣) أمالي الطوسي ١ : ٢١٩.

١١٢

حذار أن ينزل به العذاب الخبر (١).

بيان : في القاموس خضد الشجر قطع شوكه.

٧ ـ العياشي ، عن يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنه لن يغضب لله شيء كغضب الطلح والسدر إن الطلح كانت كالأترج والسدر كالبطيخ فلما قالت اليهود « يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ » أنقصتا حملهما فصغر فصار له عجم واشتد العجم فلما أن قالت النصارى « الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ » أذعرتا فخرج لهما هذا الشوك ونقصتا حملهما وصار النبق إلى هذا الحمل وذهب حمل الطلح فلا يحمل حتى يقوم قائمنا أو تقوم الساعة قال من سقى طلحة أو سدرة فكأنما سقى مؤمنا من ظماء (٢).

بيان في القاموس الطلح شجر عظام والطلع والموز وقال النبق حمل السدر كالنبق بالكسر وككتف واحدته بهاء وقال البيضاوي في قوله تعالى « وَطَلْحٍ » وشجر موز أو أم غيلان وله أنوار كثيرة طيبة الرائحة وقرئ بالعين « مَنْضُودٍ » نضد حمله من أسفله إلى أعلاه انتهى.

وقوله عليه‌السلام وذهب حمل الطلح أي حمله المعهود أو مطلقا إن حملناه على شجر لا حمل له وكونه في الجنة منضود الحمل لا ينافي كونه في الدنيا غير ذي حمل قال ابن الأثير في النهاية في الحديث من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار. سئل أبو داود السجستاني عن هذا الحديث فقال هو حديث مختصر ومعناه من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها صوب الله رأسه في النار أي نكسه.

وأقول قد مر معنى الحديث في المجلد العاشر وأنه كانت سدرة عند قبر الحسين عليه‌السلام وكانت علامة قبره فقطعها بعض الخلفاء ليعمي أثر قبره فالملعون قاطع تلك السدرة وهي من معجزاته صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

__________________

(١) تفسير القمي : ٧٦ في حديث وفيه « تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْه » الخ كما هو لفظ الآية في مريم ٩٠.

(٢) تفسير العياشي ٢ : ٨٦.

(٣) قد مر في ج ٤٥ ص ٣٩٨ نقلا عن أمالي الطوسي ١ : ٣٣٣ بإسناده عن يحيى ابن المغيرة قال : كنت عند جرير بن عبد الحميد اذ جاءه رجل من أهل العراق فسأله جرير عن خبر الناس فقال : تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين عليه‌السلام وأمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت ، قال : فرفع جرير يديه وقال : الله أكبر جاءنا فيه حديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : « لعن الله قاطع السدرة ثلاثا » فلم نقف على معناه حتى الآن لان القصد بقطعه تغيير مصرع الحسين عليه‌السلام حتى لا يقف الناس على قبره.

١١٣

٢

باب

الفواكه وعدد ألوانها وآداب أكلها وجوامع ما يتعلق بها

الآيات الأنعام « وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ » (١)

وقال « وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ » (٢)

الرعد « وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ » (٣)

النحل « هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ » إلى قوله تعالى « وَما ذَرَأَ لَكُمْ

__________________

(١) الأنعام : ٩٩ و ١٤١.

(٢) الأنعام : ٩٩ و ١٤١.

(٣) الرعد : ٤.

١١٤

فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ » (١)

المؤمنون « فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ » (٢)

فاطر « أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها » (٣)

يس « وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ » (٤)

الرحمن « فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ » (٥)

عبس « فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ » (٦) التين « وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ »

تفسير « أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً » قيل أي من السحاب أو من جانب السماء « فَأَخْرَجْنا » على تلوين الخطاب « بِهِ » أي بالماء « نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ » أي نبت كل صنف من النبات والمعنى إظهار القدرة في إنبات الأنواع المفننة بماء واحد « فَأَخْرَجْنا مِنْهُ » أي من النبات أو الماء « خَضِراً » أي شيئا أخضر يقال أخضر وخضر كأعور وعور وهو الخارج من الحبة المتشعب « نُخْرِجُ مِنْهُ » أي من الخضر « حَبًّا مُتَراكِباً » وهو السنبل.

« وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ » أي وأخرجنا من النخل نخلا من طلعها

__________________

(١) النحل : ١٠ ـ ١٣.

(٢) المؤمنون : ١٩ و ٢٠.

(٣) فاطر : ٣٧.

(٤) يس : ٣٥ و ٣٦.

(٥) الرحمن : ١١ و ١٢.

(٦) عبس : ٢٤ ـ ٣٢.

١١٥

قنوان أو من النخل شيئا من طلعها قنوان ويجوز أن يكون « مِنَ النَّخْلِ » خبر « قِنْوانٌ » و « مِنْ طَلْعِها » بدل منه والمعنى وحاصله من طلع النخل قنوان وهو الأعذاق جمع قنو كصنوان جمع صنو « دانِيَةٌ » قريبة من المتناول لقصر شجره أو ملتفة قريب بعضها من بعض وإنما اقتصر على ذكرها عن مقابلها لدلالتها عليه وزيادة النعمة فيها.

« وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ » عطف على « نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ » وقرئ بالرفع على الابتداء أي ولكم أو ثم جنات أو من الكرم جنات ولا يجوز عطفه على « قِنْوانٌ » إذ العنب لا يخرج من النخل.

« وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ » أيضا عطف على « نَباتَ » أو نصب على الاختصاص لعزة هذين الصنفين عندهم « مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ » حال من الرمان أو من الجميع أي بعض ذلك متشابه وبعضه غير متشابه في الهيئة والقدر واللون والطعم « انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ » أي إلى ثمر كل واحد من ذلك « إِذا أَثْمَرَ » إذا أخرج ثمره كيف يثمر ضئيلا لا يكاد ينتفع به « وَيَنْعِهِ » وإلى حال نضجه كيف يعود ضخيما ذا نفع ولذة وهو في الأصل مصدر ينعت الثمرة إذا أدركت وقيل جمع يانع كتاجر وتجر.

« إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ » أي لآيات على وجود القادر الحكيم وتوحيده فإن حدوث الأجناس المختلفة والأنواع المفننة من أصل واحد ونقلها من حال إلى حال لا يكون إلا بإحداث قادر يعلم تفاصيلها ويرجح ما تقتضيه حكمته مما يمكن من أحوالها ولا يعوقه عن فعله ند يعارضه أو ضد يعانده.

« وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ » بعضها طيبة وبعضها سبخة وبعضها رخوة وبعضها صلبة وبعضها يصلح للزرع دون الشجر وبعضها بالعكس ولو لا تخصيص قادر موقع لأفعاله على وجه دون وجه لم تكن كذلك لاشتراك تلك القطع في الطبيعة الأرضية وما يلزمها ويعرض لها بتوسط ما يعرض من الأسباب السماوية من حيث إنها متضامة متشاركة في النسب والأوضاع « وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ » أي وبساتين فيها أنواع الأشجار والزروع وتوحيد الزرع لأنه مصدر في أصله وقرأ

١١٦

حفص وغيره « وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ » بالرفع عطفا على « وَجَنَّاتٌ صِنْوانٌ ».

نخلات أصلها واحد « وَغَيْرُ صِنْوانٍ » أي ومتفرقات مختلفة الأصول وقرأ حفص بالضم وهو لغة تميم كقنوان في جمع قنو « فِي الْأُكُلِ » في الثمر شكلا وقدرا ورائحة وطعما وذلك أيضا مما يدل على وجود الصانع الحكيم فإن اختلافها مع اتحاد الأصول والأسباب لا يكون إلا بتخصيص قادر مختار « لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ » يستعملون عقولهم بالتفكر.

« فِيها فاكِهَةٌ » أي ضروب مما يتفكه به « ذاتُ الْأَكْمامِ » أوعية التمر « وَالْحَبُ » كالحنطة والشعير وسائر ما يتغذى به « ذُو الْعَصْفِ » ذو الورق اليابس كالتبن « وَالرَّيْحانُ » يعني المشموم أو الرزق من قولهم خرجت أطلب ريحان الله.

« وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ » قيل خصهما من الثمار بالقسم لأن التين فاكهة طيبة لا فضلة له وغذاء لطيف سريع الهضم ودواء كثير النفع فإنه يلين الطبع ويحلل البلغم ويطهر الكليتين ويزيل رمل المثانة ويفتح سدة الكبد والطحال ويسمن البدن والزيتون فاكهة وإدام ودواء وله دهن لطيف كثير المنافع وقد مر تأويلهما برسول الله وأمير المؤمنين أو بالحسنين صلوات الله عليهم.

١ ـ الخصال ، عن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لما أهبط الله عزوجل آدم عليه‌السلام من الجنة أهبط معه عشرين ومائة قضيب منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها وأربعون منها ما يؤكل داخلها ويرمى بخارجها وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمى بداخلها وغرارة فيها بزر كل شيء (١).

بيان : في القاموس الغرارة بالكسر الجوالق وقال البزر كل حب يبذر للنبات.

__________________

(١) الخصال : ٦٠١.

١١٧

٢ ـ العلل ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : سألته عن القران بين التين والتمر وسائر الفواكه قال نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن القران فإن كنت وحدك فكل كيف أحببت وإن كنت مع قوم مسلمين فلا تقرن (١).

المحاسن ، عن أبي القاسم عن إسماعيل بن همام عن علي بن جعفر مثله (٢).

٣ ـ ومنه ، عن بعض أصحابه عن محمد بن المثنى أو غيره رفعه قال : إذا آكلت أحدا فأردت أن تقرن فأعلمه بذلك (٣).

٤ ـ ومنه ، عن نوح بن شعيب عن نادر الخادم قال : أكل الغلمان فاكهة ولم يستقصوا أكلها ورموا بها فقال أبو الحسن عليه‌السلام سبحان الله إن كنتم استغنيتم فإن الناس لم يستغنوا أطعموه من يحتاج إليه (٤).

٥ ـ ومنه ، عن النهيكي عن منصور بن يونس قال سمعت أبا الحسن موسى عليه‌السلام يقول لا تضر العنب الرازقي وقصب السكر والتفاح (٥).

٦ ـ ومنه ، عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليه‌السلام أنه كان يكره تقشير الثمرة (٦).

٧ ـ ومنه ، عن حسين بن المنذر عمن ذكره عن فرات بن أحنف قال : إن لكل ثمرة سما ما فإذا أتيتم بها فأمسوها بالماء أو اغمسوها في الماء يعني اغسلوها (٧).

بيان : سماما بالكسر جمع سم أو بالفتح والتشديد في الميمين فما للتبهيم والتقليل أي سما قليلا وليس « ما » في الكافي (٨) « فأمسوها » وفي الكافي « فمسوها »

__________________

(١) علل الشرائع ٢ : ٢٠٦.

(٢) المحاسن ٤٤٢.

(٣) المحاسن ٤٤٢.

(٤) المحاسن ٤٤١.

(٥) المحاسن ٥٢٧.

(٦) المحاسن : ٥٥٦.

(٧) المحاسن : ٥٥٦.

(٨) الكافي ٦ : ٣٥٠.

١١٨

وهو أظهر وعلى ما هنا كأن الباء زائدة وكأن التعبير بالمس للإشعار بالاكتفاء بصب قليل من الماء ويحتمل الحقيقة.

٨ ـ المحاسن ، عن عثمان بن عيسى عن أبي أيوب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : شيئان يؤكلان باليدين العنب والرمان (١).

٩ ـ ومنه ، قال روي عن عيسى بن عبد الرحمن عن أبيه قال : دخل أبو عكاشة بن محصن الأسدي على أبي جعفر عليه‌السلام فكان أبو عبد الله عليه‌السلام قائما عنده فقدم إليه عنبا فقال حبة حبة يأكل الشيخ الكبير أو الصبي الصغير وثلاثة وأربعة من يظن أنه لا يشبع فكله حبتين حبتين فإنه يستحب ونروي أن الثمار إذا أدركت ففيها الشفاء لقوله جل وعز « كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ » (٢)

١٠ ـ المكارم ، كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ربما أكل العنب حبة حبة وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله ربما أكله خرطا حتى ترى رواله على لحيته كتحدر اللؤلؤ والروال الماء الذي يخرج من تحت القشر (٣).

وكان يأكل القثاء بالرطب والقثاء بالملح وكان يأكل الفاكهة الرطبة وكان أحبها إليه البطيخ والعنب وكان يأكل البطيخ بالخبز وربما أكل بالسكر وكان ربما أكل صلى‌الله‌عليه‌وآله البطيخ بالرطب ويستعين باليدين جميعا (٤).

وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل التمر ويشرب عليه الماء وكان التمر والماء أكثر طعامه وكان يتمجع اللبن والتمر ويسميهما الأطيبين (٥).

وعن الصادق عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أتي بفاكهة حديثة قبلها ووضعها على عينيه ويقول اللهم أريتنا أولها فأرنا آخرها وفي رواية ابن بابويه اللهم كما أريتنا أولها في عافية أرنا آخرها في عافية.

وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أكل الفاكهة وبدأ ببسم الله لم

__________________

(١) المحاسن : ٥٥٦.

(٢) لم نجده في المحاسن ، وترى مثله في الكافي ٦ : ٣٥١.

(٣) مكارم الأخلاق ٢٩ ـ ٣٠. بتقديم وتأخير.

(٤) مكارم الأخلاق ٢٩ ـ ٣٠. بتقديم وتأخير.

(٥) مكارم الأخلاق ٢٩ ـ ٣٠. بتقديم وتأخير.

١١٩

تضره وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أخرج آدم عليه‌السلام من الجنة زوده الله تعالى من ثمار الجنة وعلمه صنعة كل شيء فثماركم من ثمار الجنة غير أن هذه تغير وتلك لا تتغير (١).

بيان : قال في النهاية فيه أنه عليه‌السلام كان يأكل العنب خرطا يقال خرط العنقود واخترطه إذا وضعه في فيه ثم يأخذ حبه ويخرج عرجونه عاريا منه وقال الجوهري الروال على فعال بالضم اللعاب يقال فلان يسيل رواله والفرس يرول في مخلاته ترويلا قال ابن السكيت الروال والمرغ واللعاب والبصاق كله بمعنى وفي النهاية التمجع والمجع أكل التمر باللبن وهو أن يحسو حسوة من اللبن ويأكل على أثرها تمرة.

١١ ـ الدر المنثور ، عن ابن عباس قال : أهبط آدم عليه‌السلام بثلاثين صنفا من فاكهة الجنة منها ما يؤكل داخله وخارجه ومنها ما يؤكل داخله ويطرح خارجه ومنها ما يؤكل خارجه ويطرح داخله (٢).

١٢ ـ الدعائم ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه نهى عن القران بين التمرتين في فم وعن سائر الفاكهة كذلك (٣).

قال أبو جعفر عليه‌السلام إنما ذلك إذا كان مع الناس في طعام مشترك فأما من أكل وحده فليأكل كيف أحب (٤).

بيان : قال في النهاية في الحديث أنه نهى عن القران إلا أن يستأذن أحدكم صاحبه. ويروى الإقران والأول أصح وهو أن يقرن بين التمرتين في الأكل وإنما نهى عنه لأن فيه شرها وذلك يزري بفاعله أو لأن فيه غبنا برفيقه وقيل إنما نهى لما كانوا فيه من شدة العيش وقلة الطعام وكانوا مع هذا

__________________

(١) مكارم الأخلاق ١٩٣ ـ ١٩٤ نقلا عن أمالي الصدوق.

(٢) الدر المنثور ١ : ٥٦ قال : أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس.

(٣) دعائم الإسلام ٢ : ١٢٠ وفيه : « وكذلك قال جعفر بن محمد » وهو تصحيف.

(٤) دعائم الإسلام ٢ : ١٢٠ وفيه : « وكذلك قال جعفر بن محمد » وهو تصحيف.

١٢٠