وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «من أضاف قوما فأساء ضيافتهم فهو ممّن ظلم ، فلا جناح عليهم فيما قالوا فيه» (١).
* س ١٢٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً)(١٤٩) [النساء:١٤٩]؟!
الجواب / ١ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن الله عفو يحب العفو» (٢).
٢ ـ قال الشيخ الطوسي : هذا خطاب لجميع المكلفين. يقول الله لهم : (إِنْ تُبْدُوا) بمعنى أن تظهروا (خَيْراً) أي حسنا جميلا من القول لمن أحسن إليكم شكرا على إنعامه عليكم ، أو تخفوه أي تتركوا إظهاره ، فلا تبدوه ، «أو تعفوا عن سوء» معناه أو تصفحوا عمن أساء إليكم عن إساءته ، فلا تجهروا له بالسوء من القول الذي أذنت لكم أن تظهروه ، وتجهروا به (فَإِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا) يعني لم يزل كان صفوحا عن خلقه يصفح لهم عن معاصيه (قَدِيراً) يعني قادرا على الانتقام منهم. وإنما أراد بذلك أنه مع صفحه قادرا على الانتقام ، ليكون أعظم للمدح ليحث بذلك الخلق على العفو عمن أساء إليهم. إذا قدروا على الانتقام منهم ، والمكافآت لهم. ولا يجهروا له بالسوء من القول مع القدرة عليه. ويتأدبوا في ذلك بأدب الله تعالى (٣).
* س ١٢٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (١٥٠) أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (١٥١) وَالَّذِينَ آمَنُوا
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٣ ، ح ٢٩٦.
(٢) كنز العمال : ج ٣ ، المتقي الهندي ، ص ٣٧٣.
(٣) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٧.
بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً)(١٥٢) [النساء:١٥٠ ـ ١٥١ ـ ١٥٢]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ قال «: هم الذين أقرّوا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنكروا أمير المؤمنين عليهالسلام (وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) أي ينالوا خيرا (١).
وقال الشيخ الطوسي : معنى الآية الإخبار من الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ) ومعناه يجحدون بالله ورسله من اليهود والنصارى (وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ) أي يكذبوا رسل الله الذين أرسلهم إلى خلقه وأوحى إليهم ويزعمون أنهم كاذبون على الله. وذلك معنى إرادتهم التفريق بين الله ورسله (وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ) ومعناه أنهم يقولون نصدق بهذا ونكذب بهذا ، كما فعلت اليهود صدقوا موسى ومن تقدمه من الأنبياء ، وكذبوا عيسى ومحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وكما فعلت النصارى صدقت عيسى ومن تقدمه من الأنبياء ، وكذبوا محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا «يعني يريد المفرقون بين الله ورسله الزاعمون أنهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض أن يتخذوا بين قولهم : نؤمن ببعض ، ونكفر ببعض سبيلا يعني طريقا إلى الضلالة التي أحدثوها ، والبدعة التي ابتدعوها يدعون جهال الناس إليه ، ثم أخبر عن حالهم فقال : (أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا) أي هؤلاء الذين أخبر عنهم بأنهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض ، وتفريقهم بين الله ورسله هم الكافرون حقا فاستيقنوا ذلك ولا ترتابوا بدعواهم إنهم يقرون بما زعموا أنهم فيه مقرون من الكتب والرسل ، فإنهم يكذبون في دعواهم هذه ، لأنهم لو كانوا صادقين في ذلك ، لصدقوا جميع رسل الله ، لأنه لا يصح أن يكونوا عارفين بالله ورسوله مع
__________________
(١) التبيان : ج ٣ ، ص ٣٧٣.
جحودهم ، لنبوة بعض الأنبياء على ما يذهب إليه في الموافات ، وعند من قال بالإحباط لا يمتنع أن يكونوا عارفين بالله ، وبعض رسله فإذا كفروا ببعضهم ، انحبط ما معهم من الثواب على إيمانهم وهذا لا يصح على مذهبنا في بطلان الإحباط فالصحيح إذا ما قلناه.
وقوله : (وَأَعْتَدْنا) معناه أعددنا للكافرين يعني الجاحدين الذين ذكرهم ولغيرهم من أصناف الكفار (عَذاباً) في الآخرة (مُهِيناً) يهينهم ويذلهم مخلدون في ذلك ، وقال قتادة والسدي ومجاهد نزلت في اليهود والنصارى وإنما قال : إن هؤلاء هم الكافرون حقا ، وإن كان غيرهم أيضا كافر حقا على وجه التأكيد لئلا يظن أنهم ليسوا كفارا لقولهم : نؤمن ببعض ونكفر ببعض وقيل إنه قال ذلك استعظاما لكفرهم ، كما قال إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم إلى قوله ـ : (أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) وقد يكون مؤمنا حقا من لم يلحق هذه الخصال بلا خلاف (١).
ولما ذكر الله تعالى حكم من فرق بين الله ورسله ، والإيمان ببعض دون بعض ، وأنهم الكافرون. وأنه أعد لهم العذاب المهين ، أخبر عقيبه عمن آمن بالله ورسله ، وصدقهم وأقر بنبوتهم ، ولم يفرقوا بين أحد منهم ، بل آمنوا بجميعهم ، فإن الله (تعالى) سيؤتيهم أجورهم بمعنى سيعطيهم ثوابهم الذي استحقوا على إيمانهم بالله ورسله ، والإقرار بهم ، وإنه يعطيهم جزاءهم على ذلك. (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) ومعناه يغفر لمن هذه صفته ما سلف له من المعاصي والآثام ، ويسيرها عليهم ، ويترك العقوبة عليها ، فإنه لم يزل كان غفورا رحيما أي متفضلا عليهم بالهداية إلى سبيل الحق موفقا لهم لما فيه خلاص رقابهم من عقاب النار (٢).
__________________
(١) التبيان : ج ٣ ، ص ٣٧٣.
(٢) لتبيان : ج ٣ ، ص ٣٧٥.
* س ١٢٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ وَآتَيْنا مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً)(١٥٣) [النساء:١٥٣]؟!
الجواب / قال الإمام الصادق عليهالسلام ـ في حديث ـ : «إنّ الله أمات قوما خرجوا مع موسى عليهالسلام حين توجّه إلى الله ، فقالوا : (أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً) فأماتهم الله ثمّ أحياهم» (١). وروي في سبب نزول هذه الآية : أن عددا من اليهود جاءوا إلى النبي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وقالوا له : لو كنت حقّا نبيا مرسلا من قبل الله فأرنا كتابك السماوي كله دفعة واحدة ، كما جاء موسى بالتوراة كلها دفعة واحدة ، فنزلت الآية [١٥٣ ـ ١٥٤] من سورة النساء جوابا لهؤلاء اليهود (٢).
* س ١٢٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً)(١٥٤) [النساء:١٥٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : معنى قوله : (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ) يعني الجبل لما امتنعوا من العمل بما في التوراة وقبول ما جاءهم به موسى بميثاقهم يعني بما أعطوا الله من الميثاق والعقد ، ليعملن بما في التوراة. (وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) يعني باب حطه حين أمرهم الله أن يدخلوا فيه سجودا ، فدخلوا على أستاههم يزحفون. وقلنا لهم : (لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ) أي لا تتجاوزوا في يوم السبت ما أبيح لكم ما حرم عليكم. قال
__________________
(١) الاحتجاج الطبرسي ، ج ٢ ، ص ٣٤٤.
(٢) التبيان : ج ٣ ، الشيخ الطوسي.
قتادة : أمرهم الله أن لا يأكلوا الحيتان يوم السبت ، ولا يعرضوا لها. وأحل لهم ما عداه. وقوله : (وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) يعني عهدا مؤكدا بأنهم يعملون ما أمرهم الله به وينتهون عما نهاهم الله عزوجل عنه ...
قال ابن عباس : رفع الله فوقهم الجبل ، فقيل لهم : إما أن تأخذوا التوراة بما فيها ، أو يلقى عليكم الجبل ، وقال أبو مسلم : رفع الله الجبل فوقهم ظلالا لهم من الشمس بميثاقهم أي بعهدهم جزاء لهم على ذلك ، والأول قول أكثر المفسرين (١).
* س ١٢٦ : ما هو تفسير أهل البيت عليهمالسلام لقوله تعالى :
(فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً)(١٥٥) [النساء:١٥٥]؟!
الجواب / ١ ـ قال علي بن إبراهيم القميّ ، في قوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) يعني فبنقضهم ميثاقهم (٢).
٢ ـ قال عليّ بن إبراهيم القمّي ، في قوله تعالى ؛ (وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ) : هؤلاء لم يقتلوا الأنبياء ، وإنّما قتلهم أجدادهم وأجداد أجدادهم ، فرضوا هؤلاء بذلك ، فألزمهم الله القتل بفعل أجدادهم ، فكذلك من رضي بفعل فقد لزمه وإن لم يفعله والدليل على ذلك أيضا قوله في سورة البقرة : (قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(٣) ، فهؤلاء لم يقتلوهم ، ولكنّهم رضوا بفعل آبائهم فألزمهم قتلهم (٤).
__________________
(١) التبيان : ج ٣ ، ص ٣٧٨.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٧.
(٣) البقرة : ٩١.
(٤) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٧.
٣ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام لأبي العبّاس : «أن تقرأ هذه الآية : (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ)(١) يكتبها إلى أدبارها» (٢).
٤ ـ قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام في قوله تعالى : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ)(٣) : «الختم هو الطبع على قلوب الكفّار عقوبة على كفرهم ، كما قال الله عزوجل : (بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً)(٤).
* س ١٢٧ : ما هو تفسير أهل البيت عليهمالسلام لقوله تعالى :
(وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً)(١٥٦) [النساء:١٥٦]؟!
الجواب / قال الصادق عليهالسلام في حديث قال فيه : «ألم ينسبوا مريم بنت عمران عليهمالسلام إلى أنّها حملت بعيسى من رجل نجّار اسمه يوسف؟» (٥).
* س ١٢٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً)(١٥٨) [النساء:١٥٧ ـ ١٥٨]؟!
الجواب / قد مر ذكر الحديث في سورة آل عمران ، قال الإمام علي بن موسى عليهالسلام : «إنّه ما شبّه أمر أحد من أنبياء الله وحججه للناس إلا أمر
__________________
(١) البقرة : ٨٨.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٣ ، ح ٢٩٨ والظاهر أن في الحديث سقطا.
(٣) البقرة : ٧.
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ج ١ ، ص ١٢٣ ، ح ١٦.
(٥) الأمالي : ص ٩٢ ، ح ٣.
عيسى عليهالسلام وحده ، لأنّه رفع من الأرض حيّا وقبض روحه بين السماء والأرض ، ثمّ رفع إلى السّماء وردّ عليه روحه ، وذلك قوله عزوجل : (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ)(١) وقال الله حكاية لقول عيسى يوم القيامة : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)(٢)» (٣).
* س ١٢٩ : ما هو تفسير أهل البيت عليهمالسلام لقوله تعالى :
(وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً)(١٥٩) [النساء:١٥٩]؟!
الجواب / وردت روايات عديدة في صدد بيان هذه الآية الشريفة نذكر منها :
١ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «هذه نزلت فينا خاصّة إنّه ليس رجل من ولد فاطمة يموت ولا يخرج من الدنيا حتى يقرّ للإمام بإمامته كما أقرّ ولد يعقوب ليوسف حين قالوا : (قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا)(٤)» (٥).
٢ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : «ليس من أحد من جميع الأديان يموت إلّا رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام حقّا من الأوّلين والآخرين» (٦).
٣ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إيمان أهل الكتاب ، إنّما هو
__________________
(١) آل عمران : ٥٥.
(٢) المائدة : ١١٧.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ١ ، ص ٢١٥ ، ح ٢.
(٤) يوسف : ٩١.
(٥) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٣ ، ح ٣٠٠.
(٦) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٤ ، ح ٣٠٣.
بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم» (١).
٤ ـ قال شهر بن حوشب : قال لي الحجّاج : يا شهر ، إنّ آية في كتاب الله قد أعيتني. فقلت : أيّها الأمير ، أية آية هي؟ فقال : قوله : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) ، والله إنّي لآمر اليهودي والنصرانيّ فيضرب عنقه ثمّ أرمقه بعيني فما أراه يحرّك شفتيه حتّى يخمد!
فقلت : أصلح الله الأمير ، ليس على ما تأوّلت. قال : كيف هو؟ ، قلت : إنّ عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملّة يهودي ولا نصراني إلّا آمن به قبل موته ، ويصلي خلف المهديّ ، قال : ويحك ، أنّى لك هذا ، ومن أين جئت به؟ فقلت : حدّثني به محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، فقال : جئت بها والله من عين صافية (٢).
* س ١٣٠ : ما هو تفسير أهل البيت عليهمالسلام لقوله تعالى :
(فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيراً)(١٦٠) [النساء:١٦٠]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «من زرع حنطة في أرض فلم يترك ـ أي ينموا ـ زرعه ، أو خرج زرعه كثير الشعير ، فبظلم عمله في ملك رقبة الأرض ، أو بظلم لمزارعيه وأكرته ، لأنّ الله عزوجل يقول : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) يعني لحوم الإبل والبقر والغنم».
وقال : «إنّ إسرائيل كان إذا أكل من لحم الإبل هيّج عليه وجع الخاصرة ، فحرّم على نفسه لحم الإبل ، وذلك قبل أن تنزّل التوراة ، فلمّا نزّلت التوراة لم يحرّمه ولم يأكله» (٣).
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٤ ، ح ٣٠١.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٨.
(٣) الكافي : ج ٥ ، ص ٣٠٦ ، ح ٩.
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : «أن زعماء بني إسرائيل كانوا قد حرموا على فقراء طائفتهم أكل لحوم الطيور وشحوم الحيوانات ، ولهذا السبب حرم الله على هؤلاء الظالمين مثل هذه الطيبات عقابا لهم على ظلمهم وجورهم (١).
* س ١٣١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٦١) لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً)(١٦٢) [النساء:١٦١ ـ ١٦٢]؟!
الجواب / أقول : أشارت الآية السابقة إلى أن الله تعالى قد حرم بعضا من الأشياء الطاهرة على اليهود بسبب ممارستهم الظلم والجور ، وتصديهم للسائرين في طريق الله ...
كما عاقبهم الله بالحرمان من تلك الطيبات لتعاملهم بالربا ، على الرغم من منعهم من ممارسة المعاملات الربوية ولا ستيلائهم على أموال الآخرين بطرق غير مشروعة ، فتقول الآية في هذا المجال : (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ).
وتؤكد الآية أن عذاب اليهود لمعاصيهم تلك لا يقتصر على العقاب الدنيوي ، بل سيذيقهم الله ـ أيضا ـ عقاب وعذاب الآخرة الأليم الذي يشمل الكافرين من اليهود ، تقول الآية الكريمة : (وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) ....
__________________
(١) تفسير البرهان : ج ١ ، ص ٥٥٩.
وقد أشارت الآية الثانية إلى حقيقة مهمة اعتمدها القرآن الكريم مرارا في آيات متعددة وهي : أن ذم اليهود وانتقادهم في القرآن لا يقومان على أساس عنصري أو طائفي على الإطلاق ، لأن الإسلام لم يذم أبناء أي طائفة أو عنصر لانتمائهم الطائفي أو العرقي بل وجه الذم والانتقاد للمنحرفين والضالين منهم فقط ، لذلك استثنت هذه الآية المؤمنين الأتقياء من اليهود ومدحتهم وبشرتهم بنيل أجر عظيم ، حيث تقول الآية الكريمة : (لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً).
وقد آمن جميع من كبار الطائفة اليهودية بالإسلام حين بعث النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وحين شاهدوا على يديه الكريمتين دلائل أحقية الإسلام ، ودافع هؤلاء بأرواحهم وأموالهم عن الإسلام ، وكانوا موضع احترام وتقدير النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وسائر المسلمين (١).
* س ١٣٢ : ما هو تفسير أهل البيت عليهمالسلام في قوله تعالى :
(إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً)(١٦٣) [النساء:١٦٣]؟!
الجواب / قال محمد بن سالم ، قال أبو جعفر عليهالسلام : «قال الله لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) وأمر كلّ نبيّ بالأخذ بالسّبيل والسّنّة» (٢).
__________________
(١) الأمثل : ج ٣ ، ص ٤٧١ البداية ـ وص ٤٧٣ النهاية.
(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٤ ، ح ١.
وفي رواية زرارة وحمران ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام قال : «إني أوحيت إليك كما أوحيت إلى نوح والنّبيّين من بعده (١) ، فجمع له كلّ وحي» (٢).
* س ١٣٣ : ما هو تفسير أهل البيت عليهمالسلام لقوله تعالى :
(وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً)(١٦٤) [النساء:١٦٤]؟!
الجواب / قال أبو جعفر الباقر عليهالسلام ـ في حديث طويل ـ : «من الأنبياء مستخفين ، ولذلك خفي ذكرهم في القرآن ، فلم يسمّوا كما سمّي من استعلى من الأنبياء (صلوات الله عليهم أجمعين) وهو قول الله عزوجل : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) يعني لم أسمّ المستخفين كما سمّيت المستعلنين من الأنبياء (صلوات الله عليهم)» (٣).
* س ١٣٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً)(١٦٥) [النساء:١٦٥]؟!
الجواب / روي عن الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليهالسلام ـ في حديث ـ قال : «إنّ الله جلّ وعزّ لم يخلق الخلق عبثا ، ولا أهملهم سدىّ ، ولا أظهر حكمته لعبا ، وبذلك أخبر في قوله : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً)(٤).
فإن قال قائل : فلم يعلم الله ما يكون من العباد حتّى اختبرهم؟
__________________
(١) قال المجلسي : لعلّ في قراءتهم عليهمالسلام كان هكذا ، أو نقل للآية بالمعنى ، والغرض أنّ المراد بالتشبيه التشبيه الكامل ، فكلّ ما أوحى إليهم أوحى إليه عليهالسلام (بحار الأنوار : ج ١٦ ، ص ٣٢٥).
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٥ ، ح ٣٠٥.
(٣) الكافي : ج ٨ ، ص ١١٥ ، ح ٩٢.
(٤) المؤمنون : ١١٥.
قلنا : بلى ، قد علم ما يكون منهم قبل كونه ، وذلك قوله : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ)(١) وإنما اختبرهم ليعلمهم عدله ولا يعذّبهم إلّا بحجّة بعد الفعل ، وقد أخبر بقوله : (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً)(٢) ، وقوله : (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)(٣) ، وقوله : (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) فالاختبار من الله بالاستطاعة التي ملكها عبده ، وهو القول بين الجبر والتفويض ، وبهذا نطق القرآن وجرت الأخبار عن الأئمّة من آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤).
* س ١٣٥ : ما هو تأويل أهل البيت عليهمالسلام لقوله تعالى :
(لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً)(١٦٦) [النساء:١٦٦]؟!
الجواب / قال أبو حمزة الثّماليّ : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ) في علي (أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً)(٥).
* س ١٣٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً)(١٦٧) [النساء:١٦٧]؟!
الجواب / قال السيد الطباطبائي : لما ذكر تعالى الحجة البالغة في رسالة
__________________
(١) الأنعام : ٢٨.
(٢) طه : ١٣٤.
(٣) الإسراء : ١٥.
(٤) تحف العقول : ص ٤٧٤.
(٥) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٥ ، ح ٣٠٧. ونفس الحديث نقله أبو بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام في تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٩.
نبيه ونزول كتابه من عند الله ، وأنه من سنخ الوحي الذي أوحى إلى النبيين من قبله وأنه مقرون بشهادته وشهادة ملائكته وكفى به شهيدا حقق ضلال من كفر به وأعرض عنه كائنا من كان من أهل الكتاب.
وفي الآية تبديل الكتاب الذي كان الكلام في نزوله من عند الله بسبيل الله حيث قال : (وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ، وفيه إيجاز لطيف كأنه قيل : إن الذين كفروا وصدوا عن هذا الكتاب والوحي الذي يتضمنه فقد كفروا وصدوا عن سبيل الله ، والذين كفروا وصدوا عن سبيل الله فقد ضلوا ضلالا بعيدا ... الخ (١).
* س ١٣٧ : ما هو تفسير أهل البيت عليهمالسلام في قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (١٦٨) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (١٦٩) يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً)(١٧٠) [النساء:١٦٨ ـ ١٧٠]؟!
الجواب : / قال أبو حمزة الثماليّ : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا) آل محمّد حقّهم (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً) إلى قوله (يَسِيراً) ثم قال : (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ) في ولاية عليّ (فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا) بولايته (فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً)(٢).
__________________
(١) تفسير الميزان : ج ٥ ، ص ١٤٢.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٥ ، ح ٣٠٧.
* س ١٣٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً)(١٧١) [النساء:١٧١]؟!
الجواب / ١ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «سمّي المسيح لأنّه ممسوح البدن من الأدناس والآثام» (١).
٢ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : في قوله تعالى : (وَرُوحٌ مِنْهُ) : «هي روح الله مخلوقة خلقها الله في آدم وعيسى» (٢).
٣ ـ قال عليّ بن إبراهيم القميّ ، في قوله تعالى : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا) ، فهم الذين قالوا بالله وبعيسى وبمريم ، فقال الله : (انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ) ـ إلى قوله ـ (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً)(٣).
* س ١٣٩ : ما معنى (يَسْتَنْكِفَ) في قوله تعالى :
(لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً)(١٧٢) [النساء:١٧٢]؟!
الجواب : / قال عليّ بن إبراهيم القميّ : أي لا يأنف أن يكون عبدا لله (٤).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ٢٢٢.
(٢) الكافي : ج ١ ، ص ١٠٣ ، ح ٢.
(٣) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٩.
(٤) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٩.
* س ١٤٠ : ما هو تفسير أهل البيت عليهمالسلام في قوله تعالى :
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً)(١٧٣) [النساء:١٧٣]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام في قوله : (وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) الآية. آل محمّد» (١).
* س ١٤١ : ما هو تفسير أهل البيت عليهمالسلام لقوله تعالى :
(يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً (١٧٤) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً)(١٧٥) [النساء:١٧٤ ـ ١٧٥]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «البرهان محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والنور عليّ عليهالسلام. وسئل عن (صِراطاً مُسْتَقِيماً)؟ قال عليهالسلام : الصراط المستقيم عليّ عليهالسلام» (٢).
٢ ـ قال علي بن إبراهيم القميّ : النور إمامة عليّ أمير المؤمنين عليهالسلام ، ثمّ قال : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ) وهم الذين تمسّكوا بولاية أمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام (٣).
__________________
(١) مناقب ابن شهر آشوب : ج ٤ ، ص ٤٢١.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٥ ، ح ٣٠٨.
(٣) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٩.
* س ١٤٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(١٧٦) [النساء:١٧٦]؟!
الجواب / ١ ـ قال حمزة بن حمران : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الكلالة؟ ، قال عليهالسلام : «ما لم يكن له والد ولا ولد» (١).
٢ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ) : «إنما عنى الله الأخت من الأب والأمّ ، أو أخت لأب ، فلها النصف ممّا ترك ، وهو يرثها إن لم يكن لها ولد ، وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذّكر مثل حظّ الأنثيين ، فهم الذين يزادون وينقصون ، وكذلك أولادهم يزادون وينقصون» (٢).
٣ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : «إذا مات الرجل وله أخت لها نصف ما ترك من الميراث بالآية كما تأخذ البنت لو كانت ، والنصف الباقي يردّ عليها بالرّحم ، إذا لم يكن للميّت وارث أقرب منها ، فإن كان موضع الأخت أخ أخذ الميراث كلّه بالآية لقول الله : (وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ) وإن كانتا أختين أخذتا الثّلثين بالآية ، والثّلث الباقي بالرّحم ، وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذّكر مثل حظّ الأنثيين ، وذلك كلّه إذا لم يكن للميّت ولد ، أو أبوان ، أو زوجة» (٣).
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٦ ، ح ٣١٠.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٦ ، ح ٣١٢.
(٣) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٩.
تفسير
سورة المائدة
رقم السورة ـ ٥ ـ
سورة المائدة
* س ١ : ما هو وجه تسمية السورة ب «سورة المائدة»؟!
الجواب / إن وجه تسمية السورة ب «سورة المائدة» هو لورود قصة نزول المائدة السماوية على حواري المسيح عليهالسلام في الآية (١١٤) منها.
* س ٢ : متى نزلت هذه السورة؟!
الجواب / قال الإمام الباقر عليهالسلام : «قال الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام : «نزلت المائدة قبل أن يقبض النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بشهرين أو ثلاثة» (١).
أقول : يجب الانتباه إلى أن ورود أحكام الوضوء والتيمم وأمثالهما في هذه السورة ، لا ينافي كونها آخر سورة من سور القرآن ، لأن أغلب هذه الأحكام لها طابع تكراري ، أي أنها وردت بصورة مكررة للتأكيد عليها ، لذلك نرى بعضا من هذه الأحكام قد وردت في سورة النساء أيضا.
* س ٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) [المائدة:١]؟!
ا لجواب / ١ ـ جاء في (صحيفة الإمام الرضا عليهالسلام) ، قال : «ليس في القرآن آية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا في حقّنا» (٢).
٢ ـ قال أبو جعفر الثاني عليهالسلام ، في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا
__________________
(١) تفسير البرهان : ج ١ ، ص ٤٣٠.
(٢) مناقب ابن شهر آشوب : ج ٣ ، ص ٥٣.
بِالْعُقُودِ) : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عقد عليهم لعليّ عليهالسلام بالخلافة في عشرة مواطن ، ثمّ أنزل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين عليهالسلام» (١).
٣ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام ـ في هذه الآية ـ «العهود» (٢).
وقد وردت روايات كثيرة عن طريق أهل البيت عليهمالسلام تحث على الوفاء بالعهد نذكر عدد منها :
أ ـ قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «إن الله لا يقبل إلا العمل الصالح ، ولا يقبل الله إلا الوفاء بالشروط والعهود» (٣).
ب ـ قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا دين لمن لا عهد له» (٤).
ج ـ قال الإمام الصادق عليهالسلام : «ثلاث لم يجعل الله عزوجل لأحد فيهن رخصة : أداء الأمانة إلى البر والفاجر ، والوفاء بالعهد للبر والفاجر ، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين!» (٥).
د ـ نقل عن الإمام علي عليهالسلام بأن العهد حتى لو كان بالإشارة يجب الوفاء به ، وذلك في قوله : «إذا أومى أحد من المسلمين أو أشار إلى أحد من المشركين ، فنزل على ذلك فهو في أمان» (٦).
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٦٠.
(٢) كفاية الطالب : ص ١٣٩ ، حلية الأولياء : ج ١ ، ص ٦٤ ، شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٥١ ، ح ٧٨.
(٣) سفينة البحار : ج ٢ ، ص ٢٩٤.
(٤) البحار : ج ١٦ ، ص ١٤٤.
(٥) الكافي : ج ٢ ، ص ١٦٢.
(٦) مستدرك الوسائل : ج ٢ ، ص ٢٥٠.