السيد هاشم الحسيني البحراني
المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١
سورة الجمعة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الثاني والأربعون وتسعمائة : انّه من الأميين الذين بعث فيهم (رَسُولاً مِنْهُمْ).
[الإسم] الثالث والأربعون وتسعمائة : و (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ).
[الإسم] الرابع والأربعون وتسعمائة : (وَيُزَكِّيهِمْ).
[الإسم] الخامس والأربعون وتسعمائة : (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) في قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ)(١).
١٣٣٧ / ١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم ، عن عبيد بن كثير ، عن حسين بن نصر بن مزاحم ، عن أبيه ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس ، عن عليّ عليهالسلام ، قال : «نحن الّذين بعث الله فينا رسولا يتلو علينا آياته ويزكّينا
__________________
(١) الجمعة ٦٢ : ٢.
ويعلّمنا الكتاب والحكمة» (١).
[الإسم] السادس والأربعون وتسعمائة : انّه في قوله تعالى : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ)(٢).
١٣٣٨ / ٢ ـ ابن شهر آشوب : عن الباقر والصادق عليهماالسلام ، في قوله تعالى : («ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) من عباده ، وفي قوله : (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ) انهما نزلتا في أمير المؤمنين عليهالسلام (٣)» (٤).
١٣٣٩ / ٣ ـ محمّد بن يعقوب : [عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم] ، عن أحمد بن عليّ المستورد النخعي ، [عمّن رواه] ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «إنّ من الملائكة الذين في السماء ليطلعون إلى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمّد عليهمالسلام فتقول : أما ترون هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : فتقول الطائفة الأخرى من الملائكة : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ»)(٥).
الإسم السابع والأربعون وتسعمائة : انّه الصلاة ، في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) الآية.
[الإسم] الثامن والأربعون وتسعمائة : أنّه ذكر الله ، في قوله تعالى : (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ).
[الإسم] التاسع والأربعون وتسعمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (وَتَرَكُوكَ
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٩٢ / ١.
(٢) الجمعة ٦٢ : ٤.
(٣) في المصدر : نزلتا فينا.
(٤) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٤٤٣.
(٥) الكافي ٢ : ١٨٧ / ٤.
قائِماً)(١).
١٣٤٠ / ٤ ـ الشيخ المفيد في كتاب (الإختصاص) ، قال : روي عن جابر الجعفي ، قال : كنت ليلة من بعض الليالي عند أبي جعفر عليهالسلام فقرأت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) ، قال :
فقال عليهالسلام : «مه يا جابر ، كيف قرأت؟» قلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) ، قال : «هذا تحريف ، يا جابر».
قال : قلت : فكيف أقرأ ، جعلني الله فداك؟ قال : فقال : «يّا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله ، هكذا نزلت يا جابر [لو كان سعيا لكان عدوا ، لما كرهه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم] لقد كان يكره أن يعدو الرجل إلى الصلاة.
يا جابر ، لم سمّيت الجمعة يوم الجمعة؟» قال : قلت : تخبرني ، جعلني الله فداك. قال : «أفلا أخبرك بتأويله الأعظم؟» قال : قلت : بلى ، جعلني الله فداك ، قال : فقال : «يا جابر ، سمّى الله الجمعة جمعة لأن الله عزوجل جمع في ذلك اليوم الأوّلين والآخرين ، وجميع ما خلق الله من الجنّ والإنس ، وكلّ شيء خلق ربّنا والسماوات والأرضين والبحار ، والجنّة والنّار ، وكلّ شيء خلقه الله في الميثاق ، فأخذ الميثاق منهم له بالربوبيّة ، ولمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنّبوّة ، ولعليّ عليهالسلام بالولاية ، وفي ذلك اليوم قال الله للسماوات والأرض : (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ)(٢).
فسمّى الله ذلك اليوم الجمعة لجمعه فيه الأوّلين والآخرين ، ثم قال عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) من يومكم هذا
__________________
(١) الجمعة ٦٢ : ١١.
(٢) فصلت ٤١ : ١١.
الّذي جمعكم فيه ، والصلاة أمير المؤمنين عليهالسلام يعنى بالصلاة الولاية ، وهي الولاية الكبرى ، ففي ذلك اليوم أتت الرسل والأنبياء ، والملائكة وكل شيء خلق الله ، والثقلان الجنّ والإنس ، والسماوات والأرضون ، والمؤمنون بالتلبية لله عزوجل (فامضوا إلى ذكر الله) وذكر الله : أمير المؤمنين عليهالسلام (وَذَرُوا الْبَيْعَ) يعنى الأول (ذلِكُمْ) يعنى بيعة أمير المؤمنين عليهالسلام وولايته (خَيْرٌ لَكُمْ) من بيعة الأوّل وولايته (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ) يعني بيعة أمير المؤمنين عليهالسلام (فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) يعني بالأرض الأوصياء ، أمر الله بطاعتهم وولايتهم كما أمر بطاعة الرسول وطاعة أمير المؤمنين عليهالسلام ، كنّى الله في ذلك عن أسمائهم فسمّاهم بالأرض (وابتغوا فضل الله)». قال جابر : (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ!) قال : «تحريف ، هكذا أنزلت : وابتغوا فضل الله على الأوصياء (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
ثمّ خاطب الله عزوجل في ذلك الموقف محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : يا محمّد (إِذا رَأَوْا) الشّكّاك والجاحدون (تِجارَةً) يعنى الأوّل (أَوْ لَهْواً) يعنى الثاني (انصرفوا إليها)». قال : قلت : (انْفَضُّوا إِلَيْها!) قال : «تحريف ، هكذا نزلت (وَتَرَكُوكَ) مع عليّ (قائِماً قُلْ) يا محمّد (ما عِنْدَ اللهِ) من ولاية عليّ والأوصياء (خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ) يعنى بيعة الأول والثاني (للّذين اتّقوا)» قال : قلت : ليس فيها (للّذين اتّقوا)؟ قال : فقال : «بلى ، هكذا نزلت الآية : وأنتم هم الذين اتقوا (وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)» (١).
__________________
(١) الإختصاص : ١٢٨.
سورة المنافقين
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الخمسون والتسعمائة : انّه سبيل الله ، في قوله تعالى : (فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ)(١).
١٣٤١ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن محبوب ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الماضي عليهالسلام ـ في حديث ـ قال :
قلت : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا؟) قال : «إنّ الله تبارك وتعالى سمّى من لم يتّبع رسوله في ولاية وصيّه منافقين ، وجعل من جحد وصيّه (٢) وإمامته كمن جحد محمّدا وأنزل بذلك قرآنا ، فقال : يا محمّد (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ) بولاية وصيّك (قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ) بولاية عليّ (لَكاذِبُونَ* اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) والسبيل هو الوصيّ (إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ* ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا) برسالتك و (كَفَرُوا) بولاية
__________________
(١) المنافقون ٦٣ : ٢.
(٢) في المصدر : وصيته.
وصيّك (فَطُبِعَ) الله (١)(عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ»).
قلت : ما معنى لا يفقهون؟ قال : «يقول : لا يعقلون بنبوتك». قلت : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ؟) قال : «وإذا قيل لهم ارجعوا إلى ولاية عليّ ، يستغفر لكم النبيّ من ذنوبكم (لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ) قال الله تعالى : (وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ) عن ولاية عليّ عليهالسلام (وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) عليه ، ثمّ عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)(٢) يقول : الظالمين لوصيّك» (٣).
__________________
(١) (الله) ليس في النسخة.
(٢) المنافقون ٦٣ : ٥ ، ٦.
(٣) الكافي ١ : ٤٣٢ / ٩١.
سورة التغابن
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الحادي والخمسون وتسعمائة : انّه من البيّنات ، في قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ)(١).
١٣٤٢ / ١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابه ، عن حمزة بن بزيع ، عن عليّ بن سويد السائي (٢) ، قال : سألت العبد الصالح عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (ذلِكَ)
__________________
(١) التغابن ٦٤ : ٦.
(٢) عليّ بن سويد السائي. من أصحاب الإمام الرضا عليهالسلام ، وله حظّ من الوثاقة عند الشيخ والعلّامة ، وكان قد بعث برسالة إلى الإمام الكاظم عليهالسلام حينما كان في السجن ضمنّها السؤال عن حاله ، وأسئله اخرى ، وفيها يشهد له الإمام بأنّ الله قد أنزله من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بمنزلة خاصّة لما يتحلّى به من الرشد والبصيرة في أمر دينه ، وردّ الامور إليهم والرضى بما قالوا ... إلى آخره ، ثم أوصاه ببعض الوصايا ، وعلّق أحدهم على هذه الرواية بأنّ شهادة الشيخ بها تكفي في وثاقتها.
روى عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام ، وروى عنه حمزة بن بزيع وابن محبوب.
رجال النجاشي : ٢٧٦ / ٧٢٤ ؛ رجال الطوسي : ٣٨٠ / ٦ ؛ فهرست الشيخ : ٩٥ / ٣٩٤ ؛ الخلاصة : ٩٢ / ٥ ؛ معجم رجال الحديث ١٢ : ٥٤ / ٨١٨٨.
بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) ، قال : «البيّنات هم الأئمّة عليهمالسلام» (١).
الإسم الثاني والخمسون وتسعمائة : انّه النور ، في قوله تعالى : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(٢).
١٣٤٣ / ٢ ـ عليّ بن إبراهيم : (وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا)(٣) أمير المؤمنين عليهالسلام (٤).
١٣٤٤ / ٣ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن عليّ بن مرداس ، قال : حدّثنا صفوان بن يحيى ، والحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب ، عن أبي خالد الكابلي ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا). فقال له : «يا أبا خالد ، النّور والله الأئمّة عليهمالسلام من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى يوم القيامة ، وهم والله نور الله الّذي أنزل ، وهم والله نور الله في السماوات والأرض ، والله ـ يا أبا خالد ـ لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار ، وهم والله ينوّرون قلوب المؤمنين ويحجب الله عزوجل نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم ، والله ـ يا أبا خالد ـ لا يحبّنا عبد ، ويتولّانا حتّى يطهّر الله قلبه ، ولا يطهّر الله قلب عبد حتّى يسلّم لنا ويكون سلما لنا ، فإذا كان سلما لنا سلّمه الله من شديد الحساب ، وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر» (٥).
ورواه عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسين ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب ، عن أبي خالد الكابلي ، قال :
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٣٧٢.
(٢) التغابن ٦٤ : ٨.
(٣) (الذي أنزلنا) ليس في المصدر.
(٤) تفسير القمّي ٢ : ٣٧١.
(٥) الكافي ١ : ١٩٤ / ١.
سألت أبا جعفر عليهالسلام ... وذكر الحديث بعينه (١).
١٣٤٥ / ٤ ـ عنه : عن أحمد بن مهران ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن عليّ بن أسباط ، والحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب ، عن أبي خالد الكابلي ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا) ، فقال : «يا أبا خالد ، النور والله الأئمّة. يا أبا خالد ، لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار ، وهم الّذين ينوّرون قلوب المؤمنين ، ويحجب الله نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم ويغشاهم بها» (٢).
١٣٤٦ / ٥ ـ وعنه : عن أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبد الله (٣) ، عن محمّد بن الحسن وموسى بن عمر ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسين عليهالسلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ) ، قال : «يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام بأفواههم».
قلت : قوله تعالى : (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ)(٤) ، قال : «يقول : والله متمّ الإمامة ، والإمامة هي النّور ، وذلك قوله تعالى : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا) ـ قال : ـ النور هو الإمام» (٥).
١٣٤٧ / ٦ ـ سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) : عن أحمد وعبد الله ابني محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٣٧١.
(٢) الكافي ١ : ١٩٥ / ٤.
(٣) في المصدر : عبيد الله.
(٤) الصف ٦١ : ٨.
(٥) الكافي ١ : ١٩٥ / ٦.
أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي خالد يزيد (١) الكناسي ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام (٢) ، عن قول الله عزوجل : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا) ، فقال : «يا أبا خالد ، النور والله الأئمّة عليهمالسلام. يا أبا خالد ، لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار ـ وساق الحديث إلى آخره ـ وأمنه من الفزع الأكبر (٣)» (٤).
__________________
(١) في النسخة : بريد.
(٢) في المصدر : أبا عبد الله.
(٣) في المصدر : فزع يوم القيامة الأكبر.
(٤) مختصر بصائر الدرجات : ٩٦.
سورة التحريم
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الثالث والخمسون وتسعمائة : انّه صالح المؤمنين ، في قوله تعالى : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)(١).
١٣٤٨ / ١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) ، قال : «صالح المؤمنين عليّ عليهالسلام» (٢).
١٣٤٩ / ٢ ـ محمّد بن العبّاس : أورد سبعين (٣) حديثا من طرق الخاصّة والعامّة في ذلك في هذه الآية ، منها :
__________________
(١) التحريم ٦٦ : ٤.
(٢) تفسير القمّي ٢ : ٣٧٧.
(٣) في المصدر : اثنين وخمسين.
قال : حدّثنا جعفر بن محمّد الحسني (١) ، عن عيسى بن مهران ، عن محوّل (٢) بن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن محمّد بن عبد الله بن أبي رافع ، عن عون بن عبد الله بن أبي رافع ، قال : لمّا كان اليوم الذي توفّي فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم غشي عليه ثمّ أفاق ، وأنا أبكي وأقبّل يديه ، وأقول : من لي ولولدي بعدك ، يا رسول الله؟ قال : «لك الله بعدي ووصيّي صالح المؤمنين عليّ بن أبي طالب» (٣).
١٣٥٠ / ٣ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن سهل القطّان ، عن عبد الله بن محمّد البدوي (٤) ، عن إبراهيم بن عبيد الله [بن] العلاء ، عن سعيد بن مربوع (٥) ، عن أبيه ، عن عمّار بن ياسر رضى الله عنه ، قال : سمعت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يقول : «دعاني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : ألا أبشّرك؟ قلت : بلى يا رسول الله ، وما زلت مبشّرا بالخير. قال : قد أنزل الله فيك قرآنا. قال : قلت : وما هو يا رسول الله؟ قال : قرنت بجبرئيل ؛ ثمّ قرأ (وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) فأنت والمؤمنون من بيتك الصالحون» (٦).
١٣٥١ / ٤ ـ وعنه ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عرّف أصحابه أمير المؤمنين عليهالسلام مرّتين ، وذلك أنّه قال
__________________
(١) في المصدر : الحسيني.
(٢) في النسخة : مخلول ، وفي المصدر : مخوّل.
(٣) تأويل الآيات ٢ : ٦٩٨ / ١.
(٤) في المصدر : البلوي.
(٥) في المصدر : يربوع.
(٦) تأويل الآيات ٢ : ٦٩٨ / ٢.
لهم : أتدرون من وليّكم من بعدي؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن الله تبارك وتعالى قد قال : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) ، يعني أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو وليّكم بعدي. والمرّة الثانية يوم غدير خمّ حين قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه» (١).
١٣٥٢ / ٥ ـ وعنه ، قال : حدّثنا عليّ بن عبيد ومحمّد بن القاسم ، قالا : حدّثنا حسين بن حكم ، عن حسن بن حسين ، عن حيّان بن عليّ ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، في قوله عزوجل : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) ، قال : نزلت في عليّ عليهالسلام خاصّة (٢).
والروايات بهذا المعنى كثيرة ذكر زيادة على ما ههنا في كتاب البرهان.
الإسم الرابع والخمسون وتسعمائة : إنّه من الذين آمنوا ، في قوله تعالى : (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ).
[الإسم] الخامس والخمسون وتسعمائة : انّه من الذين (نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ)(٣).
١٣٥٣ / ٦ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن عبد الله بن العلاء ، عن محمّد بن الحسن ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن القاسم ، عن صالح بن سهل ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام وهو يقول : (يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) قال : «نور أئمّة المؤمنين يوم القيامة يسعى بين أيدي المؤمنين وبأيمانهم حتى ينزلوا بهم منازلهم من الجنّة» (٤).
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٩٩ / ٣.
(٢) تأويل الآيات ٢ : ٦٩٩ / ٤.
(٣) التحريم ٦٦ : ٨.
(٤) تأويل الآيات ٢ : ٦٥٩ / ٩.
١٣٥٤ / ٧ ـ ابن شهر آشوب : عن تفسير مقاتل ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس : (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَ) لا يعذّب الله محمّدا (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) لا يعذّب عليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفرا (نُورُهُمْ يَسْعى) يضيء على الصّراط لعليّ وفاطمة مثل الدنيا سبعين مرّة فيسعى نورهم بين أيديهم ويسعى عن أيمانهم ، وهم يتبعونه ، فيمضي أهل بيت محمّد أوّل مرّة (١) على الصّراط مثل البرق الخاطف ، ثمّ يمضي قوم مثل الريح ، ثمّ يمضي قوم مثل عدو الفرس ، ثمّ قوم مثل شدّ (٢) الرجل (٣) ، ثمّ قوم مثل المشي ، ثمّ قوم مثل الحبو ، ثم قوم مثل الزّحف ، ويجعله الله على المؤمنين عريضا ، وعلى المذنبين دقيقا ، يقول الله تعالى : (يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا) حتى نجتاز به على الصّراط ، قال : فيجوز أمير المؤمنين عليهالسلام في هودج من الزّمرّد الأخضر ، ومعه فاطمة على نجيب من الياقوت الأحمر ، وحولها سبعون ألف حوراء كالبرق اللّامع (٤).
__________________
(١) في المصدر : محمّد وآله زمرة.
(٢) الشدّ : العدو. «لسان العرب ٣ : ٢٣٤».
(٣) (ثمّ قوم مثل شدّ الرجل) ليس في المصدر.
(٤) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٥٥.
سورة الملك
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم السادس والخمسون وتسعمائة : إنّه الصراط المستقيم ، في قوله تعالى : (أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(١).
١٣٥٥ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن محبوب ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الماضي عليهالسلام ـ في حديث ـ قال : قلت : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ؟) قال : «إنّ الله ضرب مثلا من حاد عن ولاية عليّ عليهالسلام كمن يمشي على وجهه ، لا يهتدي لأمره ، وجعل من تبعه سويّا على صراط مستقيم ، والصراط المستقيم أمير المؤمنين عليهالسلام» (٢).
١٣٥٦ / ٢ ـ محمّد بن العبّاس : عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن صالح بن خالد ، عن منصور ، عن حريز ، عن فضيل بن يسار ، عن
__________________
(١) الملك ٦٧ : ٢٢.
(٢) الكافي ١ : ٤٣٢ / ٩١.
أبي جعفر عليهالسلام ، قال : تلا هذه الآية وهو ينظر إلى الناس (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) : «يعني والله عليّا والأئمّة (١) عليهمالسلام» (٢).
١٣٥٧ / ٣ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن الحسن ، عن منصور ، عن حريز بن عبد الله ، عن الفضيل ، قال : دخلت مع أبي جعفر عليهالسلام المسجد الحرام وهو متّكىء عليّ ، فنظر إلى الناس ونحن على باب بني شيبة ، فقال : «يا فضيل ، هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية ، ولا يعرفون حقّا ، ولا يدينون دينا.
يا فضيل ، انظر إليهم ، فإنّهم مكبّون على وجوههم ، لعنهم الله من خلق ممسوخ (٣) ، مكبّين على وجوههم ، ثمّ تلا هذه الآية (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) يعني والله عليّا عليهالسلام والأوصياء عليهمالسلام ، ثمّ تلا هذه الآية : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ)(٤) أمير المؤمنين عليهالسلام.
يا فضيل ، لم يسمّ (٥) بهذا الاسم غير عليّ عليهالسلام إلّا مفتر كذّاب إلى يوم القيامة ، أما والله ـ يا فضيل ـ ما لله عزّ ذكره حاجّ غيركم ، ولا يغفر الذنوب إلّا لكم ، ولا يتقبّل إلّا منكم ، وإنّكم لأهل هذه الآية (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً)(٦).
__________________
(١) في النسخة ، والمصدر : الأوصياء عليهمالسلام.
(٢) تأويل الآيات ٢ : ٧٠٢ / ٢.
(٣) في المصدر : خلق مسخور بهم.
(٤) الملك ٦٧ : ٢٧.
(٥) في المصدر : يتسمّ.
(٦) النساء ٤ : ٣١.
يا فضيل ، أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفّوا ألسنتكم وتدخلوا الجنّة ، ثمّ قرأ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ)(١) أنتم والله أهل هذه الآية» (٢).
الإسم السابع والخمسون وتسعمائة : انّه الذي رأوه زلفة ، في قوله تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا).
[الإسم] الثامن والخمسون وتسعمائة : في قوله تعالى : (وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ)(٣).
١٣٥٨ / ٤ ـ أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في (كامل الزيارات) ، قال : حدّثني محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن عليّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبد الله حمّاد البصري ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ في حديث طويل يذكر فيه أبا بكر وعمر وحالهما يوم القيامة ـ : «ويريان عليّا عليهالسلام ، فيقال لهما : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) يعني بإمرة المؤمنين» (٤).
والحديث طويل ذكرناه بطوله في قوله تعالى : (حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ) من سورة الزخرف في كتاب البرهان.
١٣٥٩ / ٥ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن إسماعيل بن سهل ، عن القاسم بن عروة ، عن أبي السفاتج ،
__________________
(١) النساء ٤ : ٧٧.
(٢) الكافي ٨ : ٢٨٨ / ٤٣٤.
(٣) الملك ٦٧ : ٢٧.
(٤) كامل الزيارات : ٣٣٢ / ١١.
عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) ، قال : «هذه نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام وأصحابه الذين عملوا ما عملوا ، يرون أمير المؤمنين عليهالسلام في أغبط الأماكن فيسيء وجوههم ، ويقال لهم : هذا الذي كنتم به تدعون ، الذي انتحلتم اسمه ، أي سمّيتم أنفسكم بأمير المؤمنين» (١).
١٣٦٠ / ٦ ـ عنه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن محمّد ، عن جميل بن صالح ، عن يوسف بن أبي سعيد ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام ذات يوم ، فقال : «إذا كان يوم القيامة [و] جمع الله تبارك وتعالى الخلائق ، كان نوح عليهالسلام أوّل من يدعى به ، فيقال له : هل بلّغت؟ فيقول : نعم ، فيقال له : من يشهد لك؟ فيقول : محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم. قال : فيخرج نوح عليهالسلام فيتخطّى الناس حتّى يجيء إلى محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو على كثيب المسك ومعه عليّ عليهالسلام ، وهو قول الله عزوجل : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) فيقول نوح لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا محمّد ، إنّ الله تبارك وتعالى سألني : هل بلّغت؟ فقلت : نعم. فقال : من يشهد لك؟ فقلت : محمّد. فيقول : يا جعفر ، ويا حمزة ، اذهبا فاشهدا له أنّه قد بلّغ؟». فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «فجعفر وحمزة هما الشاهدان للأنبياء عليهمالسلام بما بلّغوا».
قلت : جعلت فداك ، فعليّ عليهالسلام ، أين هو؟ فقال : «هو أعظم منزلة من ذلك» (٢).
١٣٦١ / ٧ ـ وعنه : عن عليّ بن الحسن ، عن منصور ، عن حريز بن عبد الله ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) أمير المؤمنين عليهالسلام. يا فضيل ، لم يتسم بهذا
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٢٥ / ٦٨.
(٢) الكافي ٨ : ٢٦٧ / ٣٩٢.
الإسم غير عليّ عليهالسلام إلّا مفتر كذاب إلى يوم القيامة (١)» (٢).
١٣٦٢ / ٨ ـ محمّد بن العبّاس : عن حسن بن محمّد ، عن محمّد بن عليّ الكناني ، عن الحسين بن وهب الأسدي ، عن عبيس بن هشام ، عن داود بن سرحان ، قال : سألت جعفر بن محمّد عليهماالسلام عن قول الله عزوجل : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) ، قال : «ذلك عليّ عليهالسلام ، إذا رأوا منزلته ومكانه من الله تعالى أكلوا أكفهم على ما فرّطوا في ولايته» (٣).
١٣٦٣ / ٩ ـ وعنه ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن المغيرة بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن يزيد ، عن إسماعيل بن عامر ، عن شريك ، عن الأعمش ، في قوله عزوجل : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) ، قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٤).
١٣٦٤ / ١٠ ـ وعنه ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن زكريّا بن يحيى الساجي ، عن عبد الله بن الحسين الأشقر ، عن ربيعة الخيّاط ، عن شريك ، عن الأعمش ، في قوله عزوجل : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، قال : لمّا رأوا ما لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام عند النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من قرب المنزلة سيئت وجوه الذين كفروا (٥).
١٣٦٥ / ١١ ـ وعنه ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد ، عن صالح بن خالد ، عن منصور ، عن حريز ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليهالسلام ،
__________________
(١) في المصدر : يوم البأس.
(٢) الكافي ٨ : ٢٨٨ / ٤٣٤.
(٣) تأويل الآيات ٢ : ٧٠٤ / ٤.
(٤) تأويل الآيات ٢ : ٧٠٤ / ٥.
(٥) تأويل الآيات ٢ : ٧٠٤ / ٦.
قال : تلا هذه الآية : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) ثم قال : «أتدري ما رأوا؟ رأوا والله عليّا عليهالسلام مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقربه [منه](وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) : أي تتسمّون به أمير المؤمنين. يا فضيل ، لا يتسمّى بها أحد غير أمير المؤمنين عليهالسلام إلّا مفتر كذّاب إلى يوم الناس (١) هذا» (٢).
١٣٦٦ / ١٢ ـ ابن شهر آشوب : عن الباقر والصادق عليهماالسلام ، في قوله تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً) : «نزلت في عليّ عليهالسلام ، وذلك لمّا رأوا عليّا عليهالسلام يوم القيامة اسودّت وجوه الذين كفرا لمّا رأوا منزلته ومكانه من الله أكلوا أكفهم على ما فرّطوا في ولاية عليّ عليهالسلام» (٣).
١٣٦٧ / ١٣ ـ أبو عليّ الطبرسي : روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالأسانيد الصحيحة ، عن الأعمش : [قال] : لمّا رأوا لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام عند الله من الزّلفى سيئت وجوه الذين كفروا (٤).
١٣٦٨ / ١٤ ـ وعن أبي جعفر عليهالسلام : «فلمّا رأوا مكان عليّ عليهالسلام من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم سيئت وجوه الذين كفروا يعني الذين كذّبوا بفضله» (٥).
الإسم التاسع والخمسون وتسعمائة : انّه من الماء المعين ، في قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ)(٦).
__________________
(١) في المصدر : البأس.
(٢) تأويل الآيات ٢ : ٧٠٥ / ٧.
(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٢١٣.
(٤) مجمع البيان ١٠ : ٤٩٤.
(٥) مجمع البيان ١٠ : ٤٩٤.
(٦) الملك ٦٧ : ٣٠.