السيد هاشم الحسيني البحراني
المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١
١٣٠٦ / ٤ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن العطّار (١) ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد الحسني ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن حفص الخثعمي ، قال : حدّثنا الحسن بن عبد الواحد ، قال : حدّثنا أحمد بن الثعلبي (٢) ، قال : حدّثني محمّد (٣) بن عبد الحميد ، قال : حدّثنا حفص بن منصور العطّار ، قال : حدّثنا أبو سعيد الورّاق ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث المناشدة بينه وبين أبي بكر وتسليم أبي بكر له في فضائله عليهالسلام دونه إلى أن قال أمير المؤمنين عليهالسلام : فأنشدتك بالله ، أنت الذي قدّم بين بيدي نجواه لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤) صدقة فناجاه ، أم أنا ، إذ عاتب الله عزوجل قوما فقال : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) الآية ، قال : بل أنت (٥).
والحديث بطوله ذكر في هذه الآية في كتاب البرهان.
١٣٠٧ / ٥ ـ عنه ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، ومحمّد بن أحمد السناني ، وعليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب ، وعليّ بن عبد الله الورّاق رضي الله عنهم ، قالوا : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان ، قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدّثنا تميم بن بهلول ، قال : حدّثنا سليمان بن حكيم ، عن عمرو (٦) بن يزيد ، عن مكحول ، قال : قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : «لقد علم المستحفظون
__________________
(١) في المصدر : القطّان.
(٢) في المصدر : التغلبي.
(٣) في المصدر : أحمد.
(٤) في المصدر : نجوى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٥) الخصال ٢ : ٥٤٨ / ٣٠.
(٦) في المصدر : ثور.
من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه ليس فيهم رجل له منقبة إلّا قد شركته فيها وفضلته ، ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم».
قلت : يا أمير المؤمنين ، فأخبرني بهنّ؟ فقال عليهالسلام : «إنّ أوّل منقبة ـ وذكر السبعين وقال في ذلك ـ وأمّا الرابعة والعشرون ، فإنّ الله عزوجل أنزل على رسوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) فكان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكنت إذا ناجيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أتصدّق (١) قبل ذلك بدرهم ، وو الله ما فعل هذا أحد غيري من أصحابه قبلي ولا بعدي فأنزل الله عزوجل : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ) الآية ، فهل تكون التوبة إلّا من ذنب كان؟» (٢).
١٣٠٨ / ٦ ـ محمّد بن العبّاس : عن عليّ بن عتبة (٣) ، ومحمّد بن القاسم ، قالا : حدّثنا الحسين بن الحكم ، عن حسن بن حسين ، عن حنّان (٤) بن عليّ ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، في قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) ، قال : نزلت في عليّ عليهالسلام خاصّة ، كان له دينار فباعه بعشرة دراهم ، فكان كلّما ناجاه قدّم درهما حتّى ناجاه عشر مرّات ، ثم نسخت فلم يعمل بها أحد قبله ولا بعده (٥).
والأحاديث في ذلك كثيرة حتّى ان محمّد بن العبّاس في تفسيره ذكر هذا الحديث في جملة سبعين حديثا في هذه الآية وقد ذكرت في كتاب البرهان.
__________________
(١) في المصدر : أصدق.
(٢) الخصال ٢ : ٥٧٤ / ١.
(٣) في المصدر : عليّ بن عقبة.
(٤) في المصدر : حيّان.
(٥) تأويل الآيات ٢ : ٦٧٣ / ٤.
الإسم الحادي عشر وتسعمائة : انّه من الذين كتب في قلوبهم الإيمان ، في قوله تعالى : (أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ). الآية.
[الإسم] الثاني عشر وتسعمائة : (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ)(١).
١٣٠٩ / ٧ ـ عليّ بن إبراهيم : هم الأئمّة عليهمالسلام (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) قال : الروح : ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو مع الأئمّة عليهمالسلام (٢).
وقد تقدّم في معنى الروح في قوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) من سورة الشورى.
الإسم الرابع عشر وتسعمائة : (وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ).
[الإسم] الخامس عشر وتسعمائة : (خالِدِينَ فِيها).
[الإسم] السادس عشر وتسعمائة : (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ).
[الإسم] السابع عشر وتسعمائة : (وَرَضُوا عَنْهُ).
[الإسم] الثامن عشر وتسعمائة : (أُولئِكَ).
[الإسم] التاسع عشرو تسعمائة : (حِزْبُ اللهِ).
[الإسم] العشرون وتسعمائة : (الْمُفْلِحُونَ).
١٣١٠ / ٨ ـ عليّ بن إبراهيم : [قوله تعالى :](أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ) يعني الأئمّة عليهمالسلام أعوان الله (أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(٣).
١٣١١ / ٩ ـ ومن طريق المخالفين : ما رواه أبو نعيم ، قال : حدّثنا محمّد بن
__________________
(١) المجادلة ٥٨ : ٢٢.
(٢) تفسير القمّي ٢ : ٣٥٨.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ٣٥٨.
حميد بإسناده ، عن عيسى بن عبيد الله (١) [بن محمّد] بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، قال : حدّثني أبي ، عن جدّه ، عن عليّ عليهالسلام ، أنّه قال : «قال سلمان الفارسي : يا أبا الحسن ، ما طلعت على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا وضرب بين كتفي ، وقال : يا سلمان ، هذا وحزبه هم المفلحون» (٢).
__________________
(١) في المصدر : عبد الله.
(٢) ... تأويل الآيات ٢ : ٦٧٦ / ٩ ؛ النور المشتعل : ٢٥٣ / ٧٠.
سورة الحشر
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الحادي والعشرون وتسعمائة : انّه من ذي القربى.
[الإسم] الثاني والعشرون وتسعمائة : واليتامى.
[الإسم] الثالث والعشرون وتسعمائة : والمساكين.
[الإسم] الرابع والعشرون وتسعمائة : وابن السبيل.
١٣١٢ / ١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن حديد ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، جميعا ، عن منصور بن حازم ، عن زيد بن عليّ عليهالسلام ، قال : قلت له : جعلت فداك ، قول الله عزوجل : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى)؟ قال : القربى هي والله قرابتنا (١).
١٣١٣ / ٢ ـ عنه ، قال : حدّثنا أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٧٧ / ١.
عبد الله بن حمّاد ، عن عمرو بن أبي المقدام (١) ، عن أبيه ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام ، عن قول الله عزوجل : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : «هذه الآية نزلت فينا خاصّة ، فما كان لله وللرسول فهو لنا ، ونحن أولو (٢) القربى ، ونحن المساكين ، لا تذهب مسكنتنا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبدا ، ونحن أبناء السبيل فلا يعرف سبيل الله إلّا بنا ، والأمر كلّه لنا» (٣).
١٣١٤ / ٣ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس ، قال : سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : «نحن والله الّذين عنى الله بذي القربى ، الّذين قرنهم الله بنفسه ونبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ
__________________
(١) عمرو بن أبي المقدام ثابت الحداد الكوفي مولى. معروف في أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام ، عبّر عنه الصادق عليهالسلام بأمير الحاج ، إلّا لم يحظ بتوثيق أرباب المعاجم سوى أنّ العلّامة احتمل أن يكون هو المراد من توثيق ابن الغضائري له ونقله تضعيفه عن بعض الأصحاب.
ذكره بعض العامّة وقالوا عنه : شديد التشيّع غال ، رديء الرأي ، ضعيف الحديث ، وحديثه ليس بالمستقيم.
روى عن الإمامين : أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام وعن أبيه وجابر ومالك بن أعين وغيرهم ، وروى عنه ابن محبوب وأحمد بن النضر ويحيى الحلبي وغيرهم. له كتاب ، قال عنه النجاشي : لطيف.
رجال النجاشي : ٢٩٠ / ٧٧٧ ؛ رجال الطوسي : ١٣٠ / ٤٣ و ٢٤٧ / ٢٨٠ ؛ الخلاصة : ١٢٠ / ٢ و ٢٤١ / ١٠ ؛ تهذيب التهذيب ٨ : ٩ / ١١ ؛ معجم رجال الحديث ١٣ : ٧٢ / ٨٨٤٧.
(٢) في المصدر : ذو.
(٣) تأويل الآيات ٢ : ٦٧٧ / ٢.
وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) منّا خاصّة ، ولم يجعل لنا سهما في الصّدقة ، أكرم الله نبيّه ، وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس» (١).
١٣١٥ / ٤ ـ الشيخ في (التهذيب) : بإسناده ، عن عليّ بن الحسن ، عن سنديّ بن محمّد ، عن علاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : («ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى) فهذا بمنزلة المغنم ، كان أبي عليهالسلام يقول ذلك ، وليس لنا فيه غير سهمين : سهم الرسول ، وسهم القربى ، نحن شركاء الناس فيما بقي» (٢).
[الإسم] الخامس والعشرون وتسعمائة : انّه من الذين آثروا على أنفسهم ، في قوله تعالى : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ).
[الإسم] السادس والعشرون وتسعمائة : في قوله تعالى : (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ)(٣).
[الإسم] السابع والعشرون وتسعمائة : أولئك.
[الإسم] الثامن والعشرون وتسعمائة : المفلحون.
١٣١٦ / ٥ ـ الشيخ في (أماليه) ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ ، قال : حدّثنا محمّد بن سهل العطّار ، قال : حدّثنا أحمد بن عمر الدهقان ، قال : حدّثنا محمّد بن كثير مولى عمر بن عبد العزيز ، قال : حدّثنا عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : جاء رجل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى بيوت أزواجه فقلن : ما عندنا إلّا الماء.
__________________
(١) الكافي ١ : ٥٣٩ / ١.
(٢) تهذيب الأحكام ٤ : ١٣٤ / ٣٧٦.
(٣) الحشر ٥٩ : ٩.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من لهذا الرجل الليلة»؟ فقال عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : «أنا له يا رسول الله» فأتى فاطمة عليهاالسلام فقال له : «ما عندك يا ابنة رسول الله؟» فقالت : «ما عندنا إلّا قوت الصبية ، لكنّا نؤثر ضيفنا».
فقال عليّ عليهالسلام : «يا ابنة محمّد ، نومي الصبية ، وأطفئي المصباح» فلمّا أصبح عليّ عليهالسلام غدا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأخبره الخبر ، فلم يبرح حتّى أنزل الله عزوجل : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(١).
ورواه محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن سهل العطّار ، عن أحمد بن عمرو الدهقان ، عن محمّد بن كثير ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : إن رجلا جاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فشكا إليه الجوع ، وساق الحديث بعينه (٢).
١٣١٧ / ٦ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن كليب بن معاوية الأسدي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، [في قوله تعالى : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)] ، قال : «بينا عليّ عليهالسلام عند فاطمة عليهاالسلام إذ قالت له : يا عليّ ، اذهب إلى أبي فابغنا منه شيئا. فقال : نعم ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأعطاه دينارا ، وقال : يا عليّ اذهب فابتع به لأهلك طعاما.
فخرج من عنده فلقيه المقداد بن الأسود رحمهالله وقاما ما شاء الله أن يقوما وذكر له حاجته ، فأعطاه الدينار وانطلق إلى المسجد ، فوضع رأسه فنام ، فانتظره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم يأت ، ثمّ انتظره فلم بأت ، فخرج يدور في المسجد ، فإذا هو بعليّ عليهالسلام نائما في المسجد فحرّكه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقعد. فقال له : يا عليّ ، ما صنعت؟ فقال :
__________________
(١) أمالي الطوسي : ١٨٥ / ١١.
(٢) تأويل الآيات ٢ : ٦٧٨ / ٤.
يا رسول الله ، خرجت من عندك فلقيني المقداد بن الأسود ، فذكر لي ما شاء الله أن يذكر فأعطيته الدينار.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أما إنّ جبرئيل عليهالسلام قد أنبأني بذلك ، وقد أنزل الله فيك كتابا : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)» (١).
١٣١٨ / ٧ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن ثابت ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن محمّد بن سنان ، عن سماعة بن مهران ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «أوتي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمال وحلل ، وأصحابه حوله جلوس ، فقسمه عليهم حتّى لم يبق منه حلّة ولا دينار ، فلمّا فرغ منه جاء رجل من فقراء المهاجرين وكان غائبا ، فلمّا رآه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أيّكم يعطي هذا نصيبه ويؤثره على نفسه؟ فسمعه عليّ عليهالسلام فقال : نصيبي. فأعطاه إيّاه. فأخذه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأعطاه الرجل ، ثم قال : يا عليّ ، إنّ الله جعلك سبّاقا للخير (٢) ، سخاء بنفسك عن المال ، أنت يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، والظلمة هم الذين يحسدونك ويبغون عليك ويمنعونك حقّك بعدي» (٣).
١٣١٩ / ٨ ـ [وعنه :] بهذا الإسناد ، عن القاسم بن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان جالسا ذات يوم وأصحابه جلوس حوله ، فجاء عليّ عليهالسلام وعليه سمل ثوب متخرّق عن بعض جسده ، فجلس قريبا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنظر إليه ساعة ثمّ قرأ : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٧٩ / ٥.
(٢) في المصدر : للخيرات.
(٣) تأويل الآيات ٢ : ٦٧٩ / ٦.
هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : أما إنّك رأس الذين نزلت فيهم هذه الآية وسيّدهم وإمامهم. ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لعليّ : أين حلّتك الّتي كسوتكها يا عليّ؟ فقال : يا رسول الله ، إنّ بعض أصحابك أتاني يشتكي عريه وعري أهل بيته ، فرحمته وآثرته بها على نفسي ، وعرفت أنّ الله سيكسوني خيرا منها.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : صدقت أما إنّ جبرئيل فقد أتاني يحدّثني أنّ الله اتّخذ لك مكانها في الجنّة حلّة خضراء من استبرق ، صنفتها (١) من ياقوت وزبرجد ، فنعم الجواز جواز ربّك بسخاوة نفسك وصبرك على شملتك (٢) هذه المنخرقة ، فأبشر يا عليّ. فانصرف عليّ عليهالسلام فرحا مستبشرا بما أخبره به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٣).
الإسم التاسع والعشرون وتسعمائة : انّه من الإخوان ، في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) الآية.
الإسم الثلاثون وتسعمائة : انّه من الذين سبقونا بالإيمان.
[الإسم] الحادي والثلاثون وتسعمائة : انّه من الذين آمنوا ، في قوله تعالى : (وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)(٤).
١٣٢٠ / ٩ ـ الشيخ في (مجالسه) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثني أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة ،
__________________
(١) صنفة الإزار : هي حاشيته. «لسان العرب ٩ : ١٩٨».
(٢) في المصدر : سملتك.
(٣) تأويل الآيات ٢ : ٦٨٠ / ٧.
(٤) الحشر ٥٩ : ١٠.
قال : حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري ، قال : حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن كثير ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن الحسن بن عليّ عليهمالسلام ـ في خطبة خطبها عند صلحه مع معاوية ـ فقال عليهالسلام فيها بمحضر معاوية : «فصدّق أبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سابقا ووقاه بنفسه ، ثمّ لم يزل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في كلّ موطن يقدّمه ، ولكلّ شديدة يرسله ثقة منه به وطمأنينة إليه ، لعلمه بنصيحته لله عزوجل رسوله [وإنّه أقرب المقرّبين من الله ورسوله ، وقد قال الله عزوجل :](وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)(١) ، فكان أبي سابق السابقين إلى الله عزوجل ، وإلى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأقرب الأقربين ، وقد قال الله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً)(٢) ، فأبي كان أولهم إسلاما وإيمانا ، وأوّلهم إلى الله ورسوله هجرة ولحوقا ، وأوّلهم على وجده ووسعه نفقة ، قال سبحانه : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) ، فالناس من جميع الامم يستغفرون له لسبقه إيّاهم إلى الإيمان بنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك أنّه لم يسبقه به أحد ، وقد قال الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ)(٣) ، فهو سابق جميع السابقين ، فكما أنّ الله عزوجل فضّل السابقين عل المتخلّفين [والمتأخّرين ، فكذلك] فضّل سابق السابقين على السابقين» (٤).
__________________
(١) الواقعة ٥٦ : ١٠ ، ١١.
(٢) الحديد ٥٧ : ١٠.
(٣) التوبة ٩ : ١٠٠.
(٤) أمالي الطوسي : ٥٦١ / ١.
والخطبة طويلة ذكرت في قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) من كتاب البرهان.
١٣٢١ / ١٠ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن يحيى بن صالح ، عن الحسين الأشقر ، عن عيسى بن راشد ، عن أبي بصير ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : فرض الله الاستغفار لعليّ عليهالسلام في القرآن على كلّ مسلم ، وهو قوله تعالى : (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) وهو سابق الأمّة (١).
الإسم الثاني والثلاثون وتسعمائة : انّه من أصحاب الجنة.
الإسم [الثالث و] الثلاثون وتسعمائة : انّه من الفائرين ، في قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ)(٢).
١٣٢٢ / ١١ ـ صاحب (الأربعين) ، عن الأربعين ، قال : أخبرنا أبو عليّ بن الحسن الصفّار بقرائتي عليه ، قال : أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو العبّاس بن عقدة ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد القطواني ، قال : حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد الله بن محمّد بن مسلم (٣) ، عن ابن الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : كّنا عند النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأقبل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «قد أتاكم أخي» ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده ، فقال : «والذي نفسي بيده ، إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة» ثمّ قال : «إنّه أوّلكم إيمانا معي ، وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعية ، وأقسمكم بالسوية ، وأعظمكم عند الله المزية» قال : ونزلت : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٨١ / ٨.
(٢) الحشر ٥٩ : ٢٠.
(٣) في المصدر : مسلمة.
الْبَرِيَّةِ)(١)(٢).
وروى هذا الحديث موفّق بن أحمد في كتاب (المناقب) ، وهو من أعيان علماء المخالفين ، قال : أنبأني سيد الحفّاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليّ من همدان ، قال : أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني من كتابه ، حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمّد (٣) البزّاز ببغداد ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون بن محمّد الضّبّي ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ ، عن محمّد بن أحمد القطواني ، قال : حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري ، حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن محمّد بن سلمة (٤) ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : كنّا عند النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأقبل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «قد أتاكم أخي» ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده ، وقال : «والذي نفسي بيده ، إنّ هذا وشيعته هم الفائزون» ، وذكر الحديث إلى آخره (٥).
١٣٢٣ / ١٢ ـ وعن موفّق بن أحمد بإسناده ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لفاطمة عليهاالسلام : [«يا فاطمة ،] لا تبكي ، فإنّي دعيت غدا إلى ربّ العالمين فيكون عليّ معي ، وإذا بعثت غدا بعث عليّ معي. يا فاطمة ، لا تبكي فإنّ عليّا وشيعته هم الفائزون ، يدخلون الجنّة» (٦).
١٣٢٤ / ١٣ ـ ومن كتاب (الأربعين) ، عن الأربعين أيضا وهو الحديث التاسع
__________________
(١) البيّنة ٩٨ : ٧.
(٢) أربعين الخزاعي : ٢٨ / ٢٨.
(٣) في المصدر : أبو الحسن محمّد بن أحمد.
(٤) في المصدر : إبراهيم بن جعفر بن عبد الله بن محمّد بن مسلمة.
(٥) مناقب الخوارزمي : ٦٢.
(٦) مناقب الخوارزمي : ٢٠٦ «نحوه».
والعشرون ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمّد بن محمّد المقرىء رحمهالله بقرائتي عليه ، قال : حدّثنا السيد أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون العلوي الحسني أصلا ، قال : حدّثنا أبو أحمد محمّد بن عليّ القمّي رحمهالله ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر القمّي ، قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن صفوان بن يحيى ، قال : قال جعفر بن محمّد عليهماالسلام : «من اعتصم بالله تبارك وتعالى هدي ، ومن توكّل على الله عزوجل كفي ، ومن قنع بما رزقه الله عزوجل أغني ، ومن اتّقى الله نجى ، فاتقوا الله عباد الله ما استطعتم ، وأطيعوا الله وسلّموا الأمر لأهله تفلحوا ، واصبروا إنّ الله مع الصابرين (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ)(١) الآية (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) ، وهم شيعة عليّ عليهالسلام.
حدّثني بذلك أبي ، عن أبيه ، عن أمّ سلمة زوج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنّها قالت : أقراني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) ، فقلت : يا رسول الله ، من أصحاب النار؟ قال : مبغض عليّ وذرّيّته ومنقصوهم. فقلت : يا رسول الله ، فمن الفائزون منهم؟ قال : شيعة عليّ هم الفائزون» (٢).
والروايات بهذا المعنى كثيرة مذكورة في كتاب البرهان.
__________________
(١) الحشر ٥٩ : ١٩.
(٢) أربعين خزاعي : ٢٨ / ٢٩.
سورة الممتحنة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الرابع والثلاثون وتسعمائة : انّه من الذين آمنوا ، في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ)(١).
١٣٢٥ / ١ ـ الرضا عليهالسلام في صحيفته ، قال : «ليس في القرآن آية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا في حقّنا» (٢).
١٣٢٦ / ٢ ـ العيّاشي : بإسناده عن عكرمة ، أنّه قال : ما أنزل الله جلّ ذكره (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا ورأسها عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٣).
١٣٢٧ / ٣ ـ عنه : بإسناده عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : ما نزلت آية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا وعليّ عليهالسلام شريفها وأميرها ، ولقد عاتب الله أصحاب
__________________
(١) الممتحنة ٦٠ : ١٣.
(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ٢٥٢.
(٣) تفسير العيّاشي ١ : ٢٨٩ / ٦.
محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم في غير مكان وما ذكر عليّا عليهالسلام إلّا بخير (١).
١٣٢٨ / ٤ ـ ومن طريق المخالفين : موفّق بن أحمد : بإسناده عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : ما أنزل الله في القرآن آية فيقول فيها : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا كان عليّ بن أبي طالب شريفها وأميرها (٢).
__________________
(١) تفسير العيّاشي ١ : ٢٨٩ / ٧ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٧٦ / ٧٨.
(٢) مناقب الخوارزمي : ٢٧٩.
سورة الصف
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الخامس والثلاثون وتسعمائة : انّه ممّن يحب الله الذين يقاتلون ، في سبيله صفا.
[الإسم] السادس والثلاثون وتسعمائة : صفا.
[الإسم] السابع والثلاثون وتسعمائة : انّه من الذين مثل بنيان مرصوص ، في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ)(١).
١٣٢٩ / ١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن عبيد ، ومحمّد بن القاسم ، قالا جميعا : حدّثنا الحسين بن الحكم ، عن حسن بن حسين ، عن حيّان بن عليّ ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) ، قال : نزلت في عليّ وحمزة وعبيدة بن الحارث عليهمالسلام وسهل بن حنيف والحارث بن الصرة (٢) وأبي دجانة
__________________
(١) الصف ٦١ : ٤.
(٢) في المصدر : الصّمّة.
الأنصاري رضى الله عنه (١).
١٣٣٠ / ٢ ـ عنه ، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد ، عن حجّاج بن يوسف ، عن بشر بن الحسين ، عن الزبير بن عديّ ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس رضى الله عنه ، في قوله عزوجل : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) ، قال : قلت : من هؤلاء؟ قال : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وحمزة أسد الله وأسد رسوله ، وعبيدة بن الحارث ، والمقداد بن الأسود (٢).
١٣٣١ / ٣ ـ وعنه : عن عبد العزيز بن يحيى ، عن ميسرة بن محمّد ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن ابن فضيل ، عن حسّان بن عبيد الله (٣) ، عن الضحّاك بن مزاحم ، عن ابن عبّاس ، قال : كان عليّ عليهالسلام إذا صف في القتال كأنّه بنيان مرصوص ، يتبع ما قال الله فيه ، فمدحه الله ، وما قتل من المشركين كقتله أحد (٤).
١٣٣٢ / ٤ ـ (تحفة الأخوان) : عن محمّد بن العبّاس بحذف الإسناد ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «نزلت في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وحمزة ، وعبيدة بن الحارث ، وسهل بن حنيف ، والحارث بن الصرة (٥) ، وأبي دجانة الأنصاري ، والمقداد بن أسود الكندي» (٦).
١٣٣٣ / ٥ ـ ومن طريق المخالفين ما رواه الحبري ، عن ابن عبّاس : أنّها نزلت في عليّ ، وحمزة ، وعبيدة بن الحارث ، وسهل بن حنيف ، والحارث بن الصرة (٧) ،
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٨٥ / ١.
(٢) تأويل الآيات ٢ : ٦٨٥ / ٢.
(٣) في المصدر : حسان بن عبد الله.
(٤) تأويل الآيات ٢ : ٦٨٦ / ٣.
(٥) في المصدر : الصّمّة.
(٦) تحفة الاخوان : ٩٥ «مخطوط».
(٧) في المصدر : الصّمّة.
وأبي دجانة (١).
[الإسم] الثامن والثلاثون وتسعمائة : انه مراد في قوله تعالى : (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)(٢).
١٣٣٤ / ٦ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن محبوب ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الماضي عليهالسلام ، قال : سألته عن قول الله تعالى : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ) ، قال : «يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام بأفواههم».
قلت : (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ؟) قال : «والله متمّ الإمامة لقوله عزوجل : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا)(٣) فالنور هو الإمام».
قلت : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ؟) قال : «هو الذي أمر رسوله محمّدا بالولاية لوصيّه ، والولاية هي دين الحقّ».
قلت : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)(٤)؟ قال : «يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم عليهالسلام».
قال : «يقول الله عزوجل : (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) بولاية القائم عليهالسلام (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) بولاية عليّ» قلت : هذا تنزيل؟ قال : «نعم أمّا هذه الحرف فتنزيل ، وأمّا غيره فتأويل» (٥).
الإسم التاسع والثلاثون وتسعمائة : انّه التجارة ، في قوله تعالى : (هَلْ أَدُلُّكُمْ
__________________
(١) تفسير الحبري : ٣١١ / ٦٦.
(٢) الصف ٦١ : ٨.
(٣) التغابن ٦٤ : ٨.
(٤) الصف ٦١ : ٩.
(٥) الكافي ١ : ٤٣٢ / ٩١ ؛ تأويل الآيات ٢ : ٦٨٦ / ٥.
عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ)(١).
١٣٣٥ / ٧ ـ الحسن بن أبي الحسن الديلمي رحمهالله : عن رجاله ، بإسناده متّصل إلى النوفلي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : أنا التجارة المربحة المنجية من عذاب أليم التي دلّ الله عليها في كتاب الله ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ»)(٢).
الإسم الأربعون وتسعمائة : انّه من يا أيها الذين آمنوا ، في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ)(٣) الآية.
١٣٣٦ / ٨ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن سابق ، عن محمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، عن عبد الرزّاق ، عن معمر ، قال : تلا قتادة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) قال : كان محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بحمد الله قد جاءه حواريّون فبايعوه ونصروه حتّى أظهر الله دينه ، والحواريون كلّهم من قريش. فذكر عليّا وحمزة وجعفر عليهمالسلام وعثمان بن مظعون وآخرين (٤).
__________________
(١) الصف ٦١ : ١٠.
(٢) ... تأويل الآيات ٢ : ٦٨٩ / ١٠.
(٣) الصف ٦١ : ١٤.
(٤) الكافي ٨ : ٢٦٨ / ٣٩٦.