السيد هاشم الحسيني البحراني
المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١
٦٣٧ / ٢٥ ـ العيّاشي : بإسناده عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : (فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ) بولاية عليّ عليهالسلام (إِلَّا كُفُوراً»)(١).
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٣١٧ / ١٦٦.
سورة الكهف
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الثاني والستون وثلاثمأة : انه بأسا شديدا.
و [الإسم] الثالث والستون وثلاثمأة : إنّه من لدنه ، في قوله تعالى : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ)(١).
٦٣٨ / ١ ـ محمّد بن العبّاس رحمهالله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن محمّد ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ). فقال أبو جعفر عليهالسلام : «البأس الشديد : هو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وهو من لدن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقاتل عدوّه ، فذلك قوله تعالى : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) يعني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (بَأْساً شَدِيداً»)(٢).
٦٣٩ / ٢ ـ العيّاشي : بإسناده عن البرقي ، عمّن رواه ، رفعه ، عن أبي بصير ، عن
__________________
(١) الكهف ١٨ : ٢.
(٢) تأويل الآيات ١ : ٢٩١ / ١.
أبي جعفر عليهالسلام (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) ، قال : «البأس الشديد : عليّ عليهالسلام وهو من لدن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قاتل معه عدوّه ، فذلك قوله : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً)» (١).
٦٤٠ / ٣ ـ ابن شهر آشوب : عن الباقر والصادق عليهماالسلام في قوله تعالى : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) ، «البأس الشديد : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وهو لدن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يقاتل معه عدوّه» (٢).
الإسم الرابع والستون وثلاثمأة : ان عليّا مراد ، في قوله تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ)(٣).
و [الإسم] الخامس والستون وثلاثمأة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها)(٤).
و [الإسم] السادس والستون وثلاثمأة : في قوله تعالى : (إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)(٥).
٦٤١ / ٤ ـ محمّد بن يعقوب : عن أحمد ، عن عبد العظيم ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «نزل جبرئيل عليهالسلام بهذه الآية هكذا : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) في ولاية عليّ (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ) آل محمّد حقّهم (ناراً)» (٦).
٦٤٢ / ٥ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٣٢١ / ٢.
(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ٨١.
(٣) الكهف ١٨ : ٢٦.
(٤) الكهف ١٨ : ٢٩.
(٥) الكهف ١٨ : ٣٠.
(٦) الكافي ١ : ٤٢٤ / ٦٤.
السيّاري ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «قوله تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) في ولاية عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ) آل محمّد حقّهم (ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها)» (١).
٦٤٣ / ٦ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه صلوات الله عليهم أجمعين ، في قوله تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) : [«في ولاية عليّ عليهالسلام](فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ)». وقرأ إلى قوله : (أَحْسَنَ عَمَلاً).
ثمّ قال : «قيل للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ)(٢) في أمر عليّ عليهالسلام ، فإنّه الحقّ من ربّك ، فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر ، فجعل الله تركه معصية وكفرا». قال : ثمّ قرأ : (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ) لآل محمّد (ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها) ـ الآية ، ثمّ قرأ : ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) ، يعني بهم آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٣).
٦٤٤ / ٧ ـ وعنه : بإسناده عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ) آل محمّد (ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ)» (٤).
٦٤٥ / ٨ ـ [عليّ بن إبراهيم : في قوله : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ). قال : قال
__________________
(١) تأويل الآيات ١ : ٢٩٢ / ٢.
(٢) الحجر ١٥ : ٩٤.
(٣) تأويل الآيات ١ : ٢٩٢ / ٣.
(٤) تفسير العيّاشي ٢ : ٣٢٦ / ٢٨.
أبو عبد الله عليهالسلام : «نزلت هذه الآية هكذا : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) يعني ولاية علي عليهالسلام (ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ)].
قال المهل : الّذي يبقى في أصل الزيت المغلي (يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً)». [ثمّ ذكر ما أعد الله للمؤمنين ، فقال : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) إلى قوله : (وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً)](١).
الإسم السابع والستون وثلاثمأة : إنّه الصاحب ، في قوله تعالى : (قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً)(٢) الآية.
٦٤٦ / ٩ ـ محمّد بن العبّاس رحمهالله ، قال : حدّثنا الحسين بن عامر ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن القاسم بن عروة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً* كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً) ، قال : «هما عليّ عليهالسلام ورجل آخر» (٣).
٦٤٧ / ١٠ ـ شرف الدين النجفي عقيب هذا الحديث : هذا التأويل غير ظاهر وهو يحتاج إلى بيان حال هذين الرجلين وإن لم نذكر الآيات المتعلّقة بهما إلى قوله : (مُنْتَصِراً). وبيان ذلك : أنّ حال عليّ عليهالسلام لا يحتاج إلى بيان.
وأمّا البحث عن الرجل الآخر وهو عدوّه ، قال الله تعالى : ضرب هذا المثل فيهما ، فقوله تعالى : (جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ) وهما عبارة عن الدنيا فجنّة منهما له
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٣٥.
(٢) الكهف ١٧ : ٣٧.
(٣) تأويل الآيات ١ : ٢٩٣ / ٥.
في حياته ، والاخرى للتّابعين له بعد وفاته ، لأنّه كافر والدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر. وإنّما جعل الجنّتين له لأنّه هو الذي أنشأها وغرس أشجارها وأجرى أنهارها وأخرج أثمارها ، وذلك على سبيل المجاز إذا جعل الجنّة هي الدنيا ، ومعنى ذلك أنّ الدنيا استوثقت له ولأتباعه ليتمتّعوا بها حتّى حين. ثم قال تعالى : (فَقالَ) أي صاحب الجنّة (لِصاحِبِهِ) وهو عليّ عليهالسلام (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً) أي دنيا وسلطانا (وَأَعَزُّ نَفَراً) أي عشيرة وأعوانا (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ) أي دخل في دنياه وانغمر فيها وابتهج بها وركن إليها (وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) بقوله وفعله ؛ ولم يكفه ذلك حتّى (قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً) أي جنّته ودنياه. ثمّ كشف عن اعتقاده فقال : (وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي) كما تزعمون أنتم مردا إلى الله (لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها) أي من جنّته (مُنْقَلَباً* قالَ لَهُ صاحِبُهُ) وهو عليّ عليهالسلام (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً* لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي) معنى ذلك أنّك إن كفرت أنت بربّك فإنّي أنا أقول : هو الله ربّي وخالقي ورازقي (وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً).
ثمّ دلّه على ما كان أولى لو قاله فقال له : (وَلَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللهُ) كان في جميع اموري و (لا قُوَّةَ) لي عليها (إِلَّا بِاللهِ). ثمّ إنّه عليهالسلام رجع القول إلى نفسه فقال له : (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً) أي فقيرا محتاجا إلى الله ومع ذلك (فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ) ودنياك في الدنيا بقيام ولدي القائم دولة وملكا وسلطانا ، وفي الآخرة حكما وشفاعة وجنانا ومن الله رضوانا (وَيُرْسِلَ عَلَيْها) أي على جنّتك (حُسْباناً مِنَ السَّماءِ) أي عذابا ونيرانا فتحرقها أو سيفا من سيوف القائم فيمحقها (فَتُصْبِحَ صَعِيداً) أي أرضا لا نبات فيها (زَلَقاً) أي يزلق الماشي عليها (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ) التي أثمرتها جنّته يعني ذهبت دنياه وسلطانه (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها) من دينه ودنياه
وآخرته وعشيرته (وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً* وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ) ولا عشيرة (يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مُنْتَصِراً).
ثمّ إنّه سبحانه لمّا أبان حال عليّ عليهالسلام وحال عدوّه بأنّه وإن له في الدنيا دولة وولاية من الشيطان فإن لعليّ عليهالسلام الولاية في الدنيا والآخرة من الرحمن ؛ وولاية الشيطان ذاهبة وولاية الرحمن ثابتة ، وذلك قوله تعالى : (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ) ورد أنّها ولاية عليّ عليهالسلام.
٦٤٨ / ١١ ـ وهو ما رواه محمّد بن عبّاس رحمهالله : عن محمّد بن همّام ، عن عبد الله بن جعفر ، عن الحضرمي (١) ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : قلت له : قوله تعالى : (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً؟) قال : «هي ولاية عليّ عليهالسلام ، هي خير ثوابا وخير عقبا». أي عاقبة من ولاية عدوّه صاحب الجنّة التي حرّم الله عليه الجنّة فلله على ذلك الفضل والمنّة (٢).
٦٤٩ / ١٢ ـ ويؤيّده ما رواه الشيخ محمّد بن يعقوب رحمهالله : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن اورمة [ومحمّد بن عبد الله] ، عن عليّ بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سألته عن قوله تعالى : (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ) ، فقال : «ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام» (٣).
ومعنى قوله : (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ) يعني الولاية لأمير المؤمنين عليهالسلام هي الولاية لله لأنه قد جاء في الدعاء : انه من والاكم فقد والى الله ومن تبرأ منكم فقد تبرأ من الله. جعلنا الله وإياك والمؤمنين من الموالين لمحمّد وآله الطيّبين.
__________________
(١) (الحضرمي) ليس في المصدر.
(٢) تأويل الآيات ١ : ٢٩٦ / ٦.
(٣) الكافي ١ : ٤١٨ / ٣٤ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٤٦١ / ٤٨٧.
٦٥٠ / ١٣ ـ روى الشيخ محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في كتاب (الاختصاص) : عن أحمد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن الربيع بن محمّد المسلي ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «لمّا أخرج عليّ عليهالسلام ملبّبا (١) وقف عند قبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : يابن امّ ، إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ـ قال ـ فخرجت يد من قبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم [يعرفون] أنّها يده ، وصوت يعرفون أنّه صوته ، نحو أبي بكر : يا هذا : (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً)» (٢).
٦٥١ / ١٤ ـ عنه : من هذا الكتاب أيضا : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن خالد بن ماد القلانسي ومحمّد بن حمّاد ، عن محمّد بن خالد الطيالسيّ ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «لمّا استخلف أبو بكر أقبل عمر على عليّ عليهالسلام فقال : أما علمت أنّ أبا بكر قد استخلف؟ فقال له عليّ عليهالسلام : فمن جعله لذلك؟ قال : المسلمون رضوا بذلك.
فقال له عليّ عليهالسلام : والله ، ما لأسرع (٣) ما خالفوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ونقضوا عهده! ولقد سمّوه بغير اسمه ، والله ما استخلفه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له عمر : كذبت ، فعل الله بك وفعل.
فقال له : إن تشأ أن اريك برهان ذلك فعلت. فقال عمر : ما تزال تكذب على رسول الله في حياته وبعد موته. فقال له : انطلق بنا ـ يا عمر ـ لتعلم أينا الكذاب على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته وبعد موته ؛ فانطلق معه حتّى أتى القبر ، فإذا كفّ
__________________
(١) لببت الرجل تلبيبا : إذا جمعت ثيابه عند صدره ونحوه عند الخصومة ثمّ جررته. «مجمع البحرين ـ لبب ـ ٢ : ١٦٥.»
(٢) الاختصاص : ٢٧٤.
(٣) في النسخة : ما أسرع.
فيها مكتوب : (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً؟)! فقال له عليّ عليهالسلام : أرضيت؟ لقد فضحك الله في حياته وبعد موته» (١).
قلت : والروايات بأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبا بكر برجوع الخلافة إلى أمير المؤمنين عليهالسلام بعد موته وأن أبا بكر رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حيّا بعد الموت وأمره برد الخلافة له كثيرة ذكرنا كثيرا منها في تفسير هذه الآية من كتاب البرهان.
٦٥٢ / ١٥ ـ وروى محمّد بن علىّ بن شهر آشوب : من مناقب إسحاق العدل ، أنّه كان في خلافة هشام خطيب يلعن عليّا عليهالسلام على المنبر ، [قال :] فخرجت كفّ من قبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يرى الكفّ ولا يرى الذراع ، عاقدة على ثلاث وستين ، وإذا كلام من قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ويلك من أمري (٢)(أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً؟») وألقت ما فيها وإذا دخان أزرق ، قال : فما نزل عن المنبر إلّا وهو أعمى يقاد ، قال : فما مضت له ثلاثة أيّام حتّى مات (٣).
الإسم الثامن والستون وثلاثمأة : إنّه الإنسان ، في قوله تعالى : (وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً)(٤).
٦٥٣ / ١٦ ـ ابن شهر آشوب : عن أبي بكر الشيرازي في (كتابه) ، عن مالك بن أنس ، وعن ابن شهاب ، وأبي يوسف يعقوب بن سفيان في (تفسيره) وأحمد بن حنبل وأبي يعلى الموصلي في (مسنديهما) قال ابن شهاب : أخبرني عليّ بن الحسين عليهالسلام أنّ أباه الحسين بن عليّ عليهالسلام ذكر أنّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أخبره : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : «ألا تصلّون؟ فقلت : يا
__________________
(١) الاختصاص : ٢٧٤.
(٢) في المصدر : اموي.
(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ٣٤٤.
(٤) الكهف ١٨ : ٥٤.
رسول الله ، إنّما أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا ـ أي يكثر اللطف بنا ـ فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إليّ شيئا ، ثم سمعته وهو مولّ يضرب فخذيه ويقول : (وَكانَ الْإِنْسانُ) يعني : عليّ بن أبي طالب (أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) أي متكلّما بالحقّ والصدق» (١).
الإسم التاسع والستون وثلاثمأة : إنّه من الآيات ، في قوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ)(٢).
٦٥٤ / ١٧ ـ عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) قال : أي حسنة : (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً) يعنى الأوصياء الآيات الذين اتّخذوها هزوا. قال : ثمّ ذكر المؤمنين بهذه الآيات. ثمّ فقال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً* خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) ، أي لا يحولون ، ولا يسألون التحويل عنها (٣).
الإسم السبعون وثلاثمأة : إنّه من الذين آمنوا.
الإسم الحادي والسبعون وثلاثمأة : وعملوا الصالحات.
و [الإسم] الثاني والسبعون وثلاثمأة : كانت لهم جنّات الفردوس نزلا.
و [الإسم] الثالث والسبعون وثلاثمأة : خالدين فيها لا يبغون عنها حولا.
و [الإسم] الرابع والسبعون وثلاثمأة : لا يبغون عنها حولا.
٦٥٥ / ١٨ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام بن سهيل ، عن محمّد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود النجّار ، قال : حدّثنا مولاي موسى
__________________
(١) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ٤٥ ؛ مسند أحمد بن حنبل ١ : ١١٢.
(٢) الكهف ١٨ : ١٠٥.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ٤٦.
بن جعفر عليهماالسلام ، قال : سألت أبي عن قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً* خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً). قال : «نزلت في آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين» (١).
٦٥٦ / ١٩ ـ عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الخثعمي ، عن محمّد بن يحيى الحجرى ، عن عمر بن صخر الهذلي ، عن الصبّاح بن يحيى ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ عليهالسلام أنّه قال : «لكلّ شيء ذروة ، وذروة الجنة الفردوس ، وهي لمحمّد وآل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٢).
٦٥٧ / ٢٠ ـ العيّاشي : بإسناده عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : ما في القرآن آية : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) إلّا وعليّ عليهالسلام أميرها وشريفها ، وما من أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم رجل إلّا وقد عاتبه الله ، وما ذكر عليّا عليهالسلام إلّا بخير.
قال عكرمة : إنّي لأعلم لعليّ عليهالسلام منقبة ، لو حدّثت بها لبعدت أقطار السماوات والأرض (٣).
__________________
(١) تأويل الآيات ١ : ٢٩٨ / ١٠.
(٢) تأويل الآيات ١ : ٢٩٨ / ١١.
(٣) تفسير العيّاشي ٢ : ٣٥٢ / ٩١.
سورة مريم
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الخامس والسبعون وثلاثمأة : لسان صدق.
و [الإسم] السادس والسبعون وثلاثمأة : عليّا عليهالسلام.
٦٥٨ / ١ ـ عليّ بن إبراهيم : في قوله تعالى : (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ) يعني إبراهيم عليهالسلام (وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا* وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا) يعنى لإبراهيم وإسحاق ويعقوب ، من رحمتنا : رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) يعني أمير المؤمنين عليهالسلام.
ثمّ قال علىّ بن إبراهيم : حدّثني بذلك أبي ، عن الإمام الحسن بن عليّ العسكري عليهالسلام (١).
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٥١.
٦٥٩ / ٢ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن القاسم ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد السيّاري ، عن يونس بن عبد الرحمن (١) ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : إنّ قوما طالبوني باسم أمير المؤمنين عليهالسلام في كتاب الله عزوجل ، فقلت لهم : من قوله تعالى : (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا). فقال : «صدقت ، هو هكذا» (٢).
٦٦٠ / ٣ ـ ابن شهر آشوب : عن أبي بصير ، عن الصادق عليهالسلام ، في خبر : «أنّ إبراهيم عليهالسلام كان قد دعا الله أن يجعل له لسان صدق في الآخرين ، فقال الله تعالى : (وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا* وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) يعني عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» (٣).
٦٦١ / ٤ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقّاق ،
__________________
(١) أبو محمّد يونس بن عبد الرحمن مولى عليّ بن يقطين. ولد أيّام هشام بن عبد الملك ، كان وجها في الأصحاب ، متقدّما عليهم ، قد أجمع الفقهاء والأعاظم على جلالة قدره ، وتسالموا على علوّ مقامه ، وعدوّه من أصحاب الإجماع ، وحسبه أنّ الإمام الرضا عليهالسلام أشار إليه في العلم والفتيا ، وقرنه بسلمان في زمانه ، لذلك كان ممّن بذل له مال كثير على الوقف ، فامتنع من أخذه ، وثبت على الحقّ ، وثّقه الشيخ ، وعدّه في أصحاب الإمامين الكاظم والرضا عليهماالسلام ، وروى عنهما وعن أبي أيّوب وابن اذينة وأبي جعفر الأحول وغيرهم ، وروى عنه ابن أبي عمير ومحمّد بن عيسى وأبو عبد الله البرقي وغيرهم. له كتب ، منها : كتاب الأدب ، كتاب الزكاة ، جوامع الآثار. مات سنة ٢٠٨ ه.
رجال النجاشي : ٤٤٦ / ١٢٠٨ ؛ رجال الطوسي : ٣٦٤ / ١١ و ٣٩٤ / ٢ ؛ رجال الكشّي : ٤٨٣ / ٩١٠ ؛ فهرست الشيخ : ١٨١ / ٧٨٩ ؛ الخلاصة : ١٨٤ / ١ ؛ معجم رجال الحديث ٢٠ : ١٩٨ / ١٣٨٣٤.
(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٠٤ / ١٠.
(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ١٠٧.
قال : حدّثنا حمزة بن القاسم العلوي العيّاشي (١) ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي الفزاري ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن الزيّات ، قال : حدّثنا محمّد بن زياد الأزدي ، عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، في حديث معنى وإذا ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات إلى أن قال : ثمّ الحكم والانتماء إلى الصالحين في قوله : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)(٢) يعني بالصالحين الذين لا يحكمون إلّا بحكم الله عزوجل ، ولا يحكمون بالآراء والمقاييس حتّى تشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق ، بيان ذلك في قوله : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)(٣) وهو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وذلك قوله عزوجل : (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا»)(٤).
٦٦٢ / ٥ ـ عنه ، قال : حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما ، قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام [قال] : «غيبة إبراهيم عليهالسلام إلى أن قال : ثمّ غاب عليهالسلام الغيبة الثانية ، وذلك حين نفاه الطاغوت عن المصر ، فقال : (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا) قال الله تقدّس ذكره : (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا* وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) يعني به عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، لأنّ إبراهيم عليهالسلام قد كان دعا الله عزوجل أن يجعل له لسان صدق في الآخرين ، فجعل الله تبارك وتعالى له ولإسحاق ويعقوب لسان صدق
__________________
(١) في المصدر : العبّاسي ، وهو تصحيف ، انظر معجم رجال الحديث ٧ : ٢٩٠.
(٢) الشعراء ٢٦ : ٨٣.
(٣) الشعراء ٢٦ : ٨٤.
(٤) معاني الأخبار : ١٢٦ / ١.
عليّا ، فأخبر عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بأن القائم عليهالسلام هو الحادي عشر من ولده ، وأنّه المهدي الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، وأنّه قد تكون له غيبة وحيرة يضلّ فيها أقوام ، ويهتدي فيها آخرون ، وأنّ هذا كائن كما أنّه مخلوق» (١).
الإسم السابع والسبعون وثلاثمأة : إنّه من ذريّة إبراهيم.
و [الإسم] الثامن والسبعون وثلاثمأة : وممّن حملنا مع نوح.
و [الإسم] التاسع والسبعون وثلاثمأة : في قوله تعالى : (خَرُّوا سُجَّداً).
و [الإسم] الثمانون وثلاثمأة : في قوله تعالى : (وَبُكِيًّا)(٢).
٦٦٣ / ٦ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد الرازي ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن اذينة (٣) ، عن بريد بن معاوية ،
__________________
(١) كمال الدين وتمام النعمة ١ : ١٣٨ / ٧.
(٢) مريم ١٩ : ٥٨.
(٣) عمر بن محمّد بن اذينة. من أصحاب الإمامين : الصادق والكاظم عليهماالسلام ، عبّر عنه النجاشي بشيخ الأصحاب البصريّين ووجههم ، وصرّح الشيخ والعلّامة بوثاقته ، وأضاف العلّامة : كان صحيحا. وعدّه ابن النديم من مصنّفي كتب اصول الفقه ومن مشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمّة.
قيل : اسمه محمّد ، وغلب عليه اسم أبيه ، ونسبه بعضهم إلى الكوفة وقال : هرب من المهدي ومات في اليمن وهو مولى. وعدّه الشيخ مدنيّا ، ويظهر من النجاشي نسبته إلى البصرة.
روى عن أبي عبد الله عليهالسلام وأبي الجارود وبريد بن معاوية وزرارة بن أعين وآخرون ، وروى عنه ابن أبي عمير والحسين بن سعيد وحمّاد بن عيسى وغيرهم.
فهرست ابن النديم : ٢٧٥ ؛ رجال النجاشي : ٢٨٣ / ٧٥٢ ؛ رجال الطوسي : ٢٥٣ / ٤٨٢ و ٣٥٣ / ٨ ؛ فهرست الشيخ : ١١٣ / ٤٩١ ؛ الخلاصة : ١١٩ / ٢ ؛ معجم رجال الحديث ١٣ : ١٨ / ٨٦٩٩.
عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «كان عليّ بن الحسين عليهماالسلام يسجد في سورة مريم ، حين يقول : (وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا) ويقول : نحن عنينا ، ونحن أهل الحبوة (١) والصّفوة» (٢).
الإسم الحادي والثمانون وثلاثمأة : في قوله تعالى : (مِمَّنْ هَدَيْنا).
و [الإسم] الثاني والثمانون وثلاثمأة : في قوله تعالى : (وَاجْتَبَيْنا).
٦٦٤ / ٧ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام بن سهل (٣) ، عن محمّد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود النّجار ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا) قال : «نحن ذرّية إبراهيم ، ونحن المحمولون مع نوح ، ونحن صفوة الله ، وأمّا قوله : (مِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا) فهم ـ والله ـ شيعتنا الذين هداهم الله [لمودّتنا واجتباهم] لديننا ، فحيوا عليه ، وماتوا عليه ، ووصفهم الله بالعبادة ، والخشوع ، ورقّة القلب ، فقال : (إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا) ، ثمّ قال عزوجل : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا). وهو جبل من صفر يدور في جهنّم ، ثمّ قال عزوجل : (إِلَّا مَنْ تابَ) من غشّ آل محمّد (وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً) إلى قوله : (كانَ تَقِيًّا)» (٤).
__________________
(١) في المصدر : أهل الهدى.
(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٠٥ / ١١.
(٣) في المصدر : سهيل.
(٤) تأويل الآيات ١ : ٣٠٥ / ١٢.
الإسم الثالث والثمانون وثلاثمأة : إنّه من الذين آمنوا.
[الإسم] الرابع والثمانون وثلاثمأة : وعملوا الصالحات.
[الإسم] الخامس والثمانون وثلاثمأة : سيجعل لهم الرحمن ودّا.
٦٦٥ / ٨ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن عون بن سلّام ، عن بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس ، قال : نزلت هذه الآية في عليّ عليهالسلام : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) ، قال : محبّة في قلوب المؤمنين (١).
٦٦٦ / ٩ ـ عنه ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن زكريّا ، عن يعقوب بن جعفر بن سليمان ، عن عليّ بن عبد الله بن العبّاس ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) ، قال : «نزلت في عليّ عليهالسلام ، فما من مؤمن إلّا وفي قلبه حبّ لعليّ عليهالسلام» (٢).
والروايات كثيرة في هذه الآية بهذا المعنى مذكورة في كتاب البرهان.
__________________
(١) تأويل الآيات ١ : ٣٠٨ / ١٧ ؛ النور المشتعل : ١٢٩ / ٣٤ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٤٧٠ / ٥٠٠ و ٤٧٢ / ٥٠١ ؛ مجمع الزوائد ٩ : ١٢٥ ؛ الدرّ المنثور ٥ : ٥٤٤.
(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٠٩ / ١٨ ؛ النور المشتعل : ١٣٢ / ٢٦.
سورة طه
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم السادس والثمانون وثلاثمأة : إنّه من أولي النهى ، في قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى)(١).
٦٦٧ / ١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن مروان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) قال ««نحن ـ والله ـ اولو النّهى».
فقلت : جعلت فداك ، وما معنى اولي النّهى؟ قال : «ما أخبر الله به رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ممّا يكون من بعده ، من ادّعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها ، والآخر من بعده ، والثالث من بعدهما ، وبني أميّة ، فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكان ذلك كما أخبر الله به نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكما أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّا عليهالسلام ، وكما انتهى إلينا من عليّ عليهالسلام ، فيما يكون من بعده من الملك ، في بني أميّة وغيرهم ، فهذه الآية التي ذكرها الله تعالى في الكتاب (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) الذي انتهى إلينا علم ذلك كلّه ،
__________________
(١) طه ٢٠ : ٥٤.
فصبرنا لأمر الله ، فنحن قوّام الله على خلقه ، وخزّانه على دينه ، ونخزنه ونستره ، ونكتم به من عدوّنا ، كما كتم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى أذن الله له في الهجرة ، وجاهد المشركين ، فنحن على منهاج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتّى يأذن الله لنا في إظهار دينه بالسيف ، فندعو الناس إليه ، فنصيّرهم (١) عليه عودا ، كما صيّرهم (٢) رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بدءا» (٣).
ورواه محمّد بن العبّاس : عن أحمد بن إدريس ، عن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن عمّار بن مروان ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) وساق الحديث إلى آخره (٤).
ورواه سعد بن عبد الله القمي في (بصائر الدرجات) : عن عليّ بن إسماعيل بن عيسى ، عن أبي عبد الله محمّد بن خالد البرقي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن عمّار بن مروان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) قال : «ونحن ـ والله ـ أولي النهى» وساق الحديث إلى آخره (٥).
٦٦٨ / ٢ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود النجّار ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى). قال : «هم الأئمّة من
__________________
(١) في النسخة : فنضربهم.
(٢) في النسخة : ضربهم.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ٦١.
(٤) تأويل الآيات ١ : ٣١٤ / ٧.
(٥) مختصر بصائر الدرجات : ٦٦.
آل محمّد عليهمالسلام ، وما كان في القرآن مثلها» (١).
٦٦٩ / ٣ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ؛ وفضالة ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) ، قال : «نحن اولوا النهى» (٢).
الإسم السابع والثمانون وثلاثمأة : إنّه الداعي.
و [الإسم] الثامن والثمانون وثلاثمأة : لا عوج له ، في قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ)(٣).
٦٧٠ / ٤ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام بن سهل (٤) ، عن محمّد بن إسماعيل العلوى ، عن عيسى بن داود ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهمالسلام ، قال : «سألت أبي عن قول الله عزوجل : (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ) ، قال : الداعي أمير المؤمنين عليهالسلام» (٥).
الإسم التاسع والثمانون وثلاثمأة : انه مراد ، في قوله تعالى : (وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً)(٦).
٦٧١ / ٥ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهمالسلام ، قال : «سمعت أبي يقول ورجل يسأله عن قول الله عزوجل : (يَوْمَئِذٍ لا
__________________
(١) تأويل الآيات ١ : ٣٢٠ / ١٩.
(٢) تفسير القمّي ٢ : ٦٦.
(٣) طه ٢٠ : ١٠٨.
(٤) في المصدر : سهيل.
(٥) تأويل الآيات ١ : ٣١٦ / ١٣.
(٦) طه ٢٠ : ١١١.