إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٩

إعراب آياتها

(أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (١)

(أَتى أَمْرُ اللهِ) : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. أمر : فاعل مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة.

(فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) : الفاء استئنافية. لا : ناهية جازمة بلهجة تهديد. تستعجلوه : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه : حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(سُبْحانَهُ وَتَعالى) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف تقديره : أسبّح وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة بمعنى تقدّس وتنزّه وتبرّأ. الواو عاطفة. تعالى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(عَمَّا يُشْرِكُونَ) : مركبة من «عن» حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعن. والجار والمجرور متعلق بتنزّه أو بتعالى. يشركون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به التقدير : عمّا يشركونهم من الأصنام والأوثان مع الله سبحانه. أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها : بتأويل مصدر في محل جر بعن والجار والمجرور متعلق بسبحانه أو بتعالى : أي سبحانه عن إشراكهم.

(يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ) (٢)

٣٤١

(يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الملائكة : مفعول به منصوب بالفتحة.

(بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ) : أي بالوحي أو بالقرآن : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الملائكة». من أمره : جار ومجرور متعلق بحال أيضا محذوف من «الروح» والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(عَلى مَنْ يَشاءُ) : حرف جر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بينزل والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها وهي تعرب إعراب «ينزل».

(مِنْ عِبادِهِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الموصول «من» التقدير : حال كونه من عباده و «من» حرف جر بياني. والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(أَنْ أَنْذِرُوا) : التقدير : بأن أو بأنّه أي بأي شيء أو شأن أقول لكم أنذروا. أن : حرف مصدري. أنذروا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «أنذروا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء المقدرة والجار والمجرور «بالإنذار» بدل من الجار والمجرور «بالروح» ويجوز أن تكون «أن» تفسيرية لأن تنزيل الملائكة بالوحي فيه معنى القول ومعنى «أنذروا أنه لا إله إلّا أنا» : اعلموا بأن الأمر ذلك .. من «نذرت بكذا» إذا علمته. والمعنى : أعلموا الناس قولي «لا إله إلّا أنا».

(أَنَّهُ لا إِلهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «أنّ» وخبره : الجملة التالية من «لا» مع اسمها وخبرها في محل رفع. لا : نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». إله : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا. التقدير : كائن أو موجود.

٣٤٢

(إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) : أداة استثناء. أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع بدل من موضع «لا إله» لأن موضع «لا» وما عملت فيه رفع بالابتداء. الفاء سببية. اتقوا : تعرب إعراب «أنذروا» النون نون الوقاية والكسرة دالّة على الياء المحذوفة وهي ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به وحذفت الياء لأنها رأس آية.

(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (٣)

(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. السموات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة.

(بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من مصدر مقدر ـ مفعول مطلق ـ أي خلقهما خلقا ملتبسا بالحق. تعالى عمّا يشركون : أعربت في الآية الكريمة الأولى والتكرار دليل على توحيده سبحانه.

(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) (٤)

(خَلَقَ الْإِنْسانَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الإنسان : مفعول به منصوب بالفتحة.

(مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا) : جار ومجرور متعلق بخلق. الفاء واقعة في جواب شرط محذوف اختصارا. التقدير والمعنى : فلمّا كبر واشتدّ فإذا هو مخاصم عنيف ينكر وجود خالقه. إذا : حرف فجاءة لا عمل له.

(هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) : الجملة الاسمية جواب شرط غير جازم لا محل لها. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. خصيم : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة. مبين : صفة ـ نعت ـ لخصيم مرفوع مثله بالضمة المنونة.

(وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) (٥)

٣٤٣

(وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ) : الواو عاطفة. الأنعام : مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره الظاهر بعده وعلامة نصبه الفتحة. ويجوز أن يعطف على «الإنسان» أي خلق الإنسان والأنعام ثم قال خلقها لكم أي ما خلقها إلّا لكم. خلق : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. لكم : جار ومجرور متعلق بصفة مقدمة من «دفء» في محل نصب حال منه. والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية من الفعل والفاعل والمفعول «خلقها لكم» لا محل لها من الإعراب لأنها مفسّرة.

(فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. دفء : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. ومنافع : معطوف بالواو على «دفء» ويعرب إعرابه ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ مفاعل ـ.

(وَمِنْها تَأْكُلُونَ) : الواو عاطفة. منها : جار ومجرور متعلق بتأكلون. تأكلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وإنّ تقديم معمول الفعل يوجب حصره فيه. فالتقدير : وإنّما تأكلون منها.

(وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) (٦)

(وَلَكُمْ فِيها) : الواو عاطفة. لكم : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «جمال» في محل نصب حال منه. والميم علامة جمع الذكور. فيها : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم.

(جَمالٌ حِينَ) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. حين : مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية بمعنى المدّة أو الوقت.

(تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وحين تسرحون : معطوفة بالواو على «حين تريحون» وتعرب إعرابها.

٣٤٤

(وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٧)

(وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ) : الواو حرف عطف. تحمل : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. أثقالكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا) : جار ومجرور متعلق بتحمل. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تكونوا : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «تكون» والالف فارقة والجملة الفعلية «لم تكونوا بالغيه» في محل جر صفة ـ نعت ـ لبلد.

(بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) : خبر «تكون» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم وحذفت نونه للإضافة ـ أصله : بالغين ـ والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. إلّا : أداة حصر لا عمل لها. بشق : جار ومجرور متعلق باسم المفعولين «بالغيه». الأنفس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(إِنَّ رَبَّكُمْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ربكم : اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) : اللام لام الابتداء للتوكيد ـ اللام المزحلقة. رءوف رحيم : خبرا «إنّ» مرفوعان بالضمة المنونة.

(وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ) (٨)

(وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ) : معطوفة بواوات العطف على «الأنعام» وتعرب إعرابها بمعنى وجعل لكم أو وسخرها لكم.

٣٤٥

(لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً) : اللام حرف جر للتعليل. تركبوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «تركبوها» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بسخّر بتقدير سخرها للركوب. الواو عاطفة. زينة : مفعول به منصوب بفعل محذوف ـ مضمر ـ تقديره : وجعلها زينة أو يكون مفعولا لأجله معطوفا على محل «لتركبوها» بمعنى : خلقها للزينة أو من أجل الزينة وقيل : يجوز ان تكون منصوبة على الحال بتقدير : لتركبوها وهي زينة أو لتتزيّنوا بها.

(وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ) : الواو استئنافية. يخلق : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. لا : نافية لا عمل لها. تعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «تعلمون» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما لا تعلمونه بعد.

(وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) (٩)

(وَعَلَى اللهِ قَصْدُ) : الواو استئنافية. على الله : جار ومجرور للتعظيم في محل رفع متعلق بخبر مقدم. قصد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

(السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الواو استئنافية. و «منها» جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. جائر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : ومن السبل مائل عن القصد.

(وَلَوْ شاءَ) : الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم. شاء : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

٣٤٦

(لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو». هداكم : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والميم علامة جمع الذكور. أجمعين : توكيد لضمير المخاطبين في «هداكم» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض عن حركة المفرد.

(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ) (١٠) :

(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ) : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو». أنزل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ) : جار ومجرور متعلق بأنزل. ماء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «أنزل من السماء ماء ..» صلة الموصول لا محل لها. لكم : جار ومجرور متعلق بأنزل أو بحال من شراب لأنه متعلق بصفة منه قدمت عليه والميم علامة جمع الذكور.

(مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. شراب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. ومنه شجر : الجملة الاسمية معطوفة بالواو على جملة «منه شراب» وتعرب إعرابها. والجملة الاسمية «منه شراب» في محل نصب صفة لماء.

(فِيهِ تُسِيمُونَ) : جار ومجرور متعلق بتسيمون بمعنى : ترعون ماشيتكم. تسيمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «فيه تسيمون» في محل رفع صفة لشجر.

(يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (١١)

٣٤٧

(يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ثانية لماء وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. لكم به : جاران ومجروران متعلقان بينبت.

(الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والأسماء بعده معطوفة عليه بواوات العطف وتعرب مثله.

(وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) : جار ومجرور معطوف بالواو على «الزرع» لأن «من» تبعيضية أو يكون متعلقا بصفة لمفعول «ينبت» المحذوف. الثمرات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(إِنَّ فِي ذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في : حرف جر ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» المقدم.

(لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) : اللام لام الابتداء ـ المزحلقة ـ للتوكيد. آية : اسم «إنّ» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. لقوم : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آية». يتفكرون : الجملة الفعلية في محل جر صفة للموصوف «قوم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (١٢)

(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ) : الواو عاطفة. سخّر : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. لكم : جار ومجرور متعلق بسخّر والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. الليل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «وسخر لكم الليل» لا محل لها لأنها داخلة ضمن صلة الموصول لعطفها على جملة «هو الذي أنزل من السماء ماء» في الآية الكريمة العاشرة.

٣٤٨

(وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) : الأسماء : معطوفة بواوات العطف على «الليل» وتعرب إعرابه.

(وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ) : الواو استئنافية. النجوم : مبتدأ مرفوع بالضمة. مسخرات : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنوّنة. بأمره : جار ومجرور متعلق باسم المفعول «مسخّرات» والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) : أعربت في الآية الكريمة السابقة وعلامة نصب «آيات» الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) (١٣)

(وَما ذَرَأَ لَكُمْ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على منصوب وهو الليل والنهار. ذرأ : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. لكم : جار ومجرور متعلق بذرأ والميم علامة جمع الذكور بمعنى : خلق فيها أي الأرض من حيوان وشجر وثمر وغير ذلك.

(فِي الْأَرْضِ) : جار ومجرور متعلق بذرأ والجملة الفعلية «ذرأ لكم في الأرض» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : وما ذرأه أي وما خلقه.

(مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ) : حال من الموصول «ما» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ألوانه : فاعل لاسم الفاعل «مختلفا» مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) : أعرب في الآية الكريمة الحادية عشرة أي يتذكرون حذفت التاء تخفيفا فشدّد.

٣٤٩

(وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (١٤)

(وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ) : الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو». سخّر : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو.

(الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. اللام حرف جر للتعليل. تأكلوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. منه : جار ومجرور متعلق بتأكلوا.

(لَحْماً طَرِيًّا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. طريا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «لحما» وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والجملة الفعلية «تأكلوا منه لحما طريا» صلة حرف مصدري لا محل لها. وأن المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بسخّر.

(وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «لتأكلوا منه لحما» وتعرب مثلها و «منه» متعلق بتستخرجوا.

(تَلْبَسُونَها) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لحلية وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(وَتَرَى الْفُلْكَ) : الواو استئنافية. ترى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. الفلك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة أي السفن.

٣٥٠

(مَواخِرَ فِيهِ) : حال من «الفلك» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. فيه : جار ومجرور متعلق بمواخر على معنى اسم الفاعل.

(وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «لتأكلوا» وتعرب مثلها. من فضله : جار ومجرور متعلق بتبتغوا. والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) : الواو استئنافية. لعلّكم : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم لعل والميم علامة جمع الذكور. تشكرون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعلّ» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (١٥)

(وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ) : الواو عاطفة. ألقى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. في الأرض : جار ومجرور متعلق بألقى بمعنى : ووضع في الأرض ..

(رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهي جمع «راسية» أي جبالا شامخة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف. أن : حرف مصدري ناصب. تميد : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. بكم : جار ومجرور متعلق بتميد. والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «تميد بكم» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر متعلق بمفعول لأجله. التقدير : كراهة ميدها أو اضطرابها بكم أو يكون بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل المقدرة ويكون الجار والمجرور متعلقا بألقى. التقدير : لئلّا تميد أي كيلا تميد بكم.

(وَأَنْهاراً وَسُبُلاً) : الواو عاطفة. أنهارا : مفعول به منصوب بفعل مضمر أو محذوف يفسّره «ألقى» لأنه بمعنى جعل أو بفعل تقديره : وفجّر أنهارا

٣٥١

وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وسبلا : معطوف على «أنهارا» ويعرب مثله أي أوجد.

(لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) : يعرب إعراب «لعلكم تشكرون» الوارد في الآية الكريمة السابقة بمعنى : لتهتدوا لغاياتكم.

(وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (١٦)

(وَعَلاماتٍ) : الواو عاطفة. علامات : مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره : وأوجد لكم علامات : أي معالم ترشدكم في سيركم وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) : الواو استئنافية. بالنجم : جار ومجرور متعلق بيهتدون. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يهتدون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل أي يهتدون بالنجم في ظلمات الليل.

(أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (١٧)

(أَفَمَنْ يَخْلُقُ) : الهمزة همزة تقرير بلفظ استفهام. الفاء تزيينية. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يخلق : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل : ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(كَمَنْ لا يَخْلُقُ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر المبتدأ «من» و «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. لا : نافية لا عمل لها. يخلق : تعرب إعراب «يخلق» الأولى. والجملتان الفعليتان «يخلق» و «يخلق» الثانية لا محل لهما لأنهما صلتا «من».

(أَفَلا تَذَكَّرُونَ) : الهمزة همزة توبيخ بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية ـ لا : نافية لا عمل لها. تذكرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وأصلها : تتذكرون ـ حذفت إحدى التاءين تخفيفا واختصارا بمعنى أفلا تتّعظون أو تعتبرون؟

٣٥٢

** (أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) : هذا القول الكريم آخر الآية الكريمة الثانية بمعنى : بأن أنذروا الناس وبلغوا أنه لا إله يعبد إلّا الله فخافوا عذابي .. أو أنذروا أهل الكفر بالعذاب فحذف مفعول «أنذروا» اختصارا لأنه معلوم وهو الناس أو «أهل الكفر» و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «بلّغوا».

** (وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة ـ المعنى : حين تعود الأنعام ـ وهي الإبل والبقر والغنم ـ جمع «نعم» من مراعيها ملأى البطون والضروع وحين تردونها من مراعيها إلى مراحها بالعشيّ .. يقال : أراح ماشيته : إذا ردّها مساء إلى مأواها وحين تخرجونها بالغداة ـ أي صباحا ـ إلى المراعي .. لا يقال : ارتاح الرجل بل يقال : استراح وبمعنى طلب الراحة لأن الفعل «ارتاح» له معان مخالفة .. منها : ارتاح الرجل لعمل الخير ارتياحا : أي مال إليه وأحبّه. وارتاح الله تعالى له برحمته : بمعنى : أنقذه من البليّة .. وأراح الله العبد فاستراح .. أما الفعل «استراح» فهو من الراحة بمعنى : وجد الراحة وقولهم : استراح إليه .. معناه : سكن أما قولهم : ارتاح الرجل .. ويريدون أنه أخذ الراحة فهو قول عامّيّ.

** (لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة وفيه أضيف اسم الفاعلين «بالغيه» إلى المفعول ـ مفعول اسم الفاعل .. أي أضيف إلى ضمير الغائب ـ الهاء ـ وبشقّ الأنفس .. بمعنى : بكلفة ومشقة .. يقال : شقّ الشيء ـ يشقّه ـ شقا ـ من باب «قتل» و «الشّق» بكسر الشين : هو نصف الشيء .. والشقّ هو المشقة ويقال : شقّ الأمر علينا من باب «قتل» أيضا. فهو شاقّ ـ اسم فاعل والمشقّة منه. وفي اللفظة قراءتان : إحداهما بفتح الشين .. وهو مصدر شقّ عليه الأمر : بمعنى : صعب. والأخرى : بكسر الشين ومعناها : نصف .. فإنّ للشقّ شقين : أي نصفين ويكون المعنى : لستم ببالغيه إلّا بذهاب نصف قوة الأنفس بالتعب.

** (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة بمعنى وخلق لكم الخيل .. وهي جماعة «الأفراس» وهي مؤنثة ولا واحد لها من لفظها .. وتجمع على «خيول» وسمّيت «خيلا» لاختيالها ـ مصدر ـ اختال ـ يختال ـ اختيالا أي تبختر وتكبّر تبخترا وتكبرا : وهو إعجابها بنفسها مرحا. ومنه قيل : اختال الرجل .. وبه خيلاء أي كبر وإعجاب وعجب. وقال بعضهم : وتطلق «الخيل» على «الفرسان» وقال تعالى في نهاية الآية المذكور «ويخلق ما لا تعلمون» قال المصحف المفسّر : أي ويخلق ما لا تعلمون من تسخير قوى البخار والكهرباء وغيرهما .. وهذه من اغرب معجزات القرآن فأنّ فيه تنبّؤا صريحا بما اخترع في القرنين التاسع عشر والعشرين.

** (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة التاسعة و «جائر» بمعنى : مائل عن القصد .. يقال : جار ـ يجوز ـ جورا : أي مال وهو من باب «قال» وجار عليه في الحكم : أي ظلمه فهو جائر ـ اسم فاعل ـ ويقال : تجاور القوم : أي جاور بعضهم بعضا أي ساكن. وسميّت الزوجة جارة لأن زوجها مؤتمن عليها .. يجيرها ويمنعها. ويقال : هذا الرجل في جواري أي في عهدي وأماني. وأقام في جواره : بمعنى : قرب مسكنه. و «الجارة» «مؤنّث» «الجار» قال حاتم الطائيّ :

٣٥٣

ناري ونار الجار واحدة

وإليه قبلي تنزل القدر

أعشو إذا ما جارتي برزت

حتّى يوارى جارتي الخدر

ما ضرّني جار أجاوره

أن لا يكون لبابه ستر

** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) : هذا القول الكريم ذكر في الآية الكريمة الحادية عشرة .. التقدير والمعنى : إنّ في ذلك الإنزال والإنبات فحذفت الصفة أو البدل المشار إليه «الإنزال» اختصارا لأن ما قبله يدّل عليه أي لعلامة دالة على قدرته سبحانه كما حذفت الصفة في الآيتين الكريمتين التاليتين «إنّ في ذلك لآيات» أي إنّ في ذلك التسخير و «إنّ في ذلك لآية» أي إنّ في ذلك الاختلاف لقوم يتذكرون نعم الله فحذف مفعول «يذكّرون» وهو «نعم الله» أو يكون المعنى : لقوم يذكّرون أنّ اختلافها في الأنواع والصور والخواصّ لا يكون إلّا بإرادة خالق حكيم.

** (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة عشرة و «لحما طريا» المراد به السمك. ووصفه سبحانه بالطراوة لأن الفساد يسرع إليه فيسارع إلى أكله خيفة الفساد عليه. ويقول الأطباء : إنّ تناوله بعد ذهاب طراوته أضرّ شيء يكون وفي قوله تعالى تعليم وإرشاد. وقال الفقهاء : إذا حلف الرجل لا يأكل لحما فأكل سمكا لم يحنث .. أي لم يف بموجبها بمعنى لم يأثم ـ في حين أنّ الله سمّاه لحما! وسبب ذلك أنّ مبنى الإيمان على العادة .. وعادة الناس مع ذكر اللحم على الإطلاق أن لا يفهم منه السمك وإذا قال الرجل لغلامه : اشتر بهذه الدراهم لحما فجاء بالسمك كان حقيقا بالإنكار.

** (وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) : أي لتشكروا الله على هذه النعم و «الفلك» أي السفينة أو السفن لأنها يستوي فيها المفرد والجمع. و «مواخر» بمعنى : جوار وهي جمع «ماخرة» أي جارية من الماء وقيل هو صوت جري السفن من مخرت السفينة تمخر .. بمعنى : شقّت الماء والفعل من بابي «قطع ودخل» أي تمخر مخرا وتمخر مخورا.

** (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الخامسة عشرة .. بمعنى ووضع في الأرض جبالا شامخة ثابتة راسخة .. رسخ ـ يرسخ ـ رسوخا .. ورسا ـ يرسو ـ رسّوا بمعنى : ثبت وهو من باب «عدا» و «الرواسي» من الجبال الثوابت الرواسخ مفردها : راسية.

** (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) : أي أفمن يخلق هذه المخلوقات أو كائنات غاية في الإبداع كمن لا يخلق شيئا أفلا تذكرون قدرة الله .. وحذف مفعولا «يخلق» الأول والثاني وهما «هذه المخلوقات» و «شيئا» كما حذف مفعول «تذكّرون» وهو «قدرة الله».

** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة الأولى حين كان المشركون يستعجلون قيام الساعة أو الإهلاك ويقولون : إن صحّ ما يقوله فالأصنام تشفع لنا وتخلّصنا منه فنزلت الآية الكريمة.

(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٨)

٣٥٤

(وَإِنْ تَعُدُّوا) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. تعدّوا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور بالإضافة للتعظيم وعلامة جره الكسرة أي نعمة الله عليكم. لا : نافية لا عمل لها. تحصوا : فعل مضارع جواب الشرط ـ جزاؤه ـ مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «لا تحصوها» جواب شرط جازم لا محل لها لعدم اقترانها بالفاء.

(إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ غفور رحيم : خبرا «إنّ» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة.

(وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ) (١٩)

(وَاللهُ يَعْلَمُ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يعلم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية «يعلم ما ..» في محل رفع خبر المبتدأ.

(ما تُسِرُّونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. تسرّون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به التقدير : ما تسرّونه بمعنى : ما تخفونه.

(وَما تُعْلِنُونَ) : معطوفة بواو العطف على «ما تسرّون» وتعرب إعرابها. التقدير والمعنى : وما تبدونه.

(وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) (٢٠)

٣٥٥

(وَالَّذِينَ يَدْعُونَ) : الواو استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. يدعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «يدعون» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير منصوب محلا محذوف ـ ساقط ـ خطا واختصارا وهو مفعول «يدعون» التقدير : والذين يدعونهم بمعنى يعبدونهم.

(مِنْ دُونِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بيدعون أو بحال محذوفة من الموصول ـ مفعول يدعون ـ التقدير : حال كونهم من دون الله .. و «من» حرف جر بيانيّ. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. لا : نافية لا عمل لها. يخلقون : تعرب إعراب «يدعون». شيئا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَهُمْ يُخْلَقُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يخلقون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.

(أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (٢١)

(أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ) : خبر لمبتدإ محذوف تقديره : هم مرفوع بالضمة المنونة. غير : صفة ـ نعت ـ لأموات مرفوع مثله بالضمة. أحياء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى جمادات لا حياة فيها.

(وَما يَشْعُرُونَ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. يشعرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بمعنى : وما يعلمون.

٣٥٦

(أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) : اسم استفهام بمعنى «متى» مبني على الفتح في محل نصب ظرف زمان متعلق بيشعرون وهو في الأصل مفعول «يشعرون» ولكونه اسم استفهام فلم يعرب مفعولا بل متعلقا بالفعل. يبعثون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل وهو عائد للداعين بمعنى لا يشعرون متى تبعث عبدتهم وفيه تهكّم بالمشركين وإنّ آلهتهم لا يعلمون وقت بعثهم. والجملة الفعلية «يبعثون» في محل جر بالإضافة.

(إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) (٢٢)

(إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) : مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. إله : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. واحد : توكيد لإله مرفوع بالضمة المنونة.

(فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) : الفاء استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. لا : نافية لا عمل لها والجملة الفعلية «لا يؤمنون» صلة الموصول لا محل لها. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ) : جار ومجرور متعلق بيؤمنون. قلوب : مبتدأ ثان مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. منكرة : خبر «قلوبهم» مرفوع بالضمة المنونة والجملة الاسمية «قلوبهم منكرة» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «الذين».

(وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) : الواو عاطفة. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. مستكبرون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد.

(لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) (٢٣)

٣٥٧

(لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ) : بمعنى «حقا» وفيه طرق متعددة تناولها علماء اللغة. قيل : لا : نافية. جرم : بمعنى : حقّ. وفي إعرابها : لا صدّ ولا منع عن أنّ الله. أنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «أنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة ويجوز أن تكون «أنّ» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع. التقدير : حقّ ذلك.

(يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ» والقول الكريم أعرب في الآية الكريمة التاسعة عشرة.

(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم إنّ و «لا» نافية لا عمل لها. يحب : فعل مضارع مرفوع بالضمة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. المستكبرين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد والجملة الفعلية «لا يحب المستكبرين» في محل رفع خبر «إنّ».

(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (٢٤)

(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط خافض لشرطه منصوب بجوابه. قيل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقيل. والجملة الفعلية «قيل لهم ما ذا ..» في محل جر بالإضافة.

(ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) : الجملة الاسمية في محل رفع نائب فاعل للفعل «قيل». ما ذا : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ بمعنى : أيّ شيء. أنزل : فعل ماض مبني على الفتح. ربكم : فاعل مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «أنزل ربكم» في محل رفع خبر المبتدأ «ما ذا» ويجوز أن يكون «ما ذا» في محل نصب مفعولا به مقدما

٣٥٨

بأنزل بمعنى : أيّ شيء أنزل ربكم وثمّة ـ وهناك ـ وجه آخر لإعراب «ما ذا» وهو أنّ «ما» اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ و «ذا» اسم موصول بمعنى «الذي» مبني على السكون في محل رفع خبر «ما».

(قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أساطير : خبر مبتدأ محذوف تقديره : المنزّل أساطير .. أو بمعنى : ما يدعون نزوله أساطير .. الأولين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد. والجملة الاسمية «أساطير الأولين» بعد التقدير : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ

(لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) (٢٥)

(لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ) : بمعنى : فحملوا أوزارهم نتيجة قولهم «أساطير الأولين» وفيه إضلال للناس .. اللام حرف جر للتعليل من غير أن يكون غرضا. يحملوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام .. وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «يحملوا أوزارهم» صلة حرف مصدري لا محل لها. أوزار : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : ذنوبهم .. جمع «وزر» و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بقالوا.

(كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) : حال من «الأوزار» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. يوم : ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيحملوا. القيامة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(وَمِنْ أَوْزارِ) : الواو عاطفة. من أوزار : جار ومجرور متعلق بيحملوا و «من» للتبعيض. وقد حذف المفعول لأن «من» تدلّ عليه.

٣٥٩

(الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. يضلون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : وبعض أوزار من ضلّ منهم.

(بِغَيْرِ عِلْمٍ) : جار ومجرور متعلق بحال بمعنى جاهلين الآثام. علم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) : حرف استفتاح للتنبيه. ساء : فعل ماض مبني على الفتح لإنشاء الذم لأنها تعني «بئس» وفيها معنى التعجب بتقدير : ما أسوأ ذنبهم! والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو و «ما» نكرة بمعنى «شيء» في محل نصب تمييز. يزرون : تعرب إعراب «يضلّون» ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل الفعل «ساء» التقدير : ساء ذنبهم.

(قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) (٢٦)

(قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : حرف تحقيق. مكر : فعل ماض مبني على الفتح. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. من قبل : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف وجوبا تقديره : مضوا وبمعنى كانوا من قبلهم والجملة الفعلية «مضوا من قبلهم» صلة الموصول لا محل لها و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

(فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ) : الفاء استئنافية للتسبيب. أتى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. بنيان : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» أعرب.

٣٦٠