الموسوعة القرآنيّة - ج ١٠

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١٠

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٥٩

٥٢ ـ (فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً) :

(فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) فيما يريدونك عليه.

(وَجاهِدْهُمْ بِهِ) أي بالقرآن ، أي امض فى دعوتك إياهم الى ما فى القرآن.

(جِهاداً كَبِيراً) جامعا لكل مجاهدة.

٥٣ ـ (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً) :

(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) خلاهما متجاورين متلاصقين.

(هذا عَذْبٌ فُراتٌ) بالغ العذوبة.

(وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ) بالغ الملوحة والمرارة.

(وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً) حائلا.

(وَحِجْراً مَحْجُوراً) أي وسترا مستورا يمنع أحدهما من الاختلاط بالآخر.

٥٤ ـ (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) :

(خَلَقَ مِنَ الْماءِ) من النطفة.

(بَشَراً) أي إنسانا.

(نَسَباً) أي ذكورا ينسب إليهم.

(وَصِهْراً) إناثا يصاهر بهن.

(وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) حيث خلق من النطفة الواحدة بشرا نوعين ذكرا وأنثى.

٥٥ ـ (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) :

(ظَهِيراً) أي ان الكافر يظاهر الشيطان على ربه بالعداوة والشرك.

٤٢١

وقد يراد بالظهير : الجماعة : ويكون مرادا بالكافر : الجنس ، أي ان بعضهم مظاهر لبعض على اطفاء نور دين الله.

٥٦ ـ (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً) :

(مُبَشِّراً) بالجنة.

(وَنَذِيراً) من النار.

٥٧ ـ (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) :

(إِلَّا مَنْ شاءَ) أي الا فعل من شاء.

(أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) أي يتقرب اليه بالايمان والطاعة.

٥٨ ـ (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً) :

(وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ) أي تنزه الله تعالى عما يصفه هؤلاء الكفار به من الشركاء.

٥٩ ـ (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) :

(الرَّحْمنُ) خبر لقوله (الَّذِي خَلَقَ) أو هو خبر لمبتدإ محذوف.

٦٠ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً) :

(وَمَا الرَّحْمنُ) على جهة الإنكار والتعجب.

(لِما تَأْمُرُنا) أي للذى تأمرنا به ، بمعنى تأمرنا بسجوده.

(وَزادَهُمْ) أي زادهم قول القائل (اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ).

(نُفُوراً) صدودا.

٦١ ـ (تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً) :

٤٢٢

(بُرُوجاً) البروج منازل الكواكب السيارة.

(سِراجاً) يعنى الشمس ، لقوله تعالى (وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً).

٦٢ ـ (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً) :

(خِلْفَةً) أي يعقب هذا ذاك وذاك هذا.

٦٣ ـ (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) :

(هَوْناً) أي هينين ، أو شيئا هينا.

(الْجاهِلُونَ) الذين بهم نزق وطيش.

(سَلاماً) تسلما منكم لا نجاهلكم ، ومشاركة لا خير بيننا ولا شر.

أي نتسلم منكم تسلما ، فأقيم السلام مقام التسليم.

٦٤ ـ (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً) :

أي يبيتون على سجود وقيام. وفى الأثر : من أقام ركعتين بعد المغرب وأربعا بعد العشاء فقد بات ساجدا قائما.

٦٥ ـ (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) :

(غَراماً) هلاكا وخسرانا ملحا لازما.

٦٦ ـ (إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً) :

(ساءَتْ) بئست.

(مُسْتَقَرًّا) مكان استقرار.

(وَمُقاماً) وإقامة.

٦٧ ـ (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) :

(لَمْ يُسْرِفُوا) لم يجاوزوا الحد فى الإنفاق.

٤٢٣

(وَلَمْ يَقْتُرُوا) لم يقبضوا أيديهم ولم يضيقوا فى الإنفاق.

(قَواماً) أي بين هذا وبين ذاك ، لا إسراف ولا تضييق.

٦٨ ـ (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً) :

(يَلْقَ أَثاماً) جزاء وعقوبة.

٦٩ ـ (يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً) :

(مُهاناً) ذليلا خاسئا مبعدا مطرودا.

٧٠ ـ (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) :

(يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) يجعل لهم مكان السيئات السالفة حسنات يثيبهم عليها أجزل الثواب.

٧١ ـ (وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً) :

(مَتاباً) مرضيا عنده مكفرا للخطايا محصلا للثواب.

٧٢ ـ (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) :

(لا يَشْهَدُونَ) لا يحضرون ولا يشاهدون.

(الزُّورَ) الكذب والباطل.

(بِاللَّغْوِ) ما لا يحمد من قول أو فعل.

(مَرُّوا كِراماً) لم يشتركوا فيه.

٧٣ ـ (وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً) :

(لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها) لم يكبوا عليها.

(صُمًّا وَعُمْياناً) لا يصغون الى ما تحمل ولا يتبصرون ما فيها.

٧٤ ـ (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) :

٤٢٤

(مِنْ أَزْواجِنا) من ، بيانية ، كأنه قيل : هب لنا قرة أعين ، ثم بينت القرة وفسرت بقوله (مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا). والمعنى أن يجعلهم لهم قرة أعين.

وقد تكون ابتدائية ، على معنى : هب لنا من جهتهم ما تقر به عيوننا من طاعة وصلاح.

(قُرَّةَ أَعْيُنٍ) ما تفرح به عيوننا وتسر.

(إِماماً) أي قدوة يقتدى بنا فى الخير.

٧٥ ـ (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً) :

(يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ) أي يجزون الغرفات ، وهى العلالي فى الجنة ، فوحد اقتصارا على الواحد الدال على الجنس.

(بِما صَبَرُوا) بصبرهم على الطاعات ، وعن الشهوات ، وعن أذى الكفار ومجاهدتهم.

(تَحِيَّةً) دعاء بالتعمير.

(وَسَلاماً) دعاء بالسلامة.

٧٦ ـ (خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً) :

(حَسُنَتْ) طابت.

(مُسْتَقَرًّا) مكان استقرار.

(وَمُقاماً) اقامة.

٧٧ ـ (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) :

(ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي) ما ، متضمنة لمعنى الاستفهام ، وهى فى محل النصب ، وهى عبارة عن المصدر كأنه قيل : وأي عبء يعبأ بكم ربى لو لا دعاؤكم. يعنى أنكم لا تستأهلون شيئا من العبء بكم لو لا عبادتكم.

ويجوز أن تكون (ما) نافية.

٤٢٥

(لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) لو لا عبادتكم.

(فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) فقد خالفتم بتكذيبكم حكمى.

(فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) فسوف يلزمكم أثر تكذيبكم.

وقيل : معناه : ما يصنع بكم ربى لو لا دعاؤه إياكم الى الإسلام.

وقيل : ما يصنع بكم دعاؤكم معه آلهة أخرى.

٤٢٦

(٢٦)

سورة الشعراء

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (طسم) :

بتفخيم الألف وإمالتها ، وإظهار النون وإدغامها. والمعنى : آيات هذا الكتاب من الحروف المبسوطة.

٢ ـ (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) :

(الْمُبِينِ) الظاهر إعجازه.

والمراد السورة أو القرآن.

٣ ـ (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) :

(لَعَلَّكَ) للإشفاق.

(باخِعٌ نَفْسَكَ) أي قاتل نفسك ومهلكها.

(أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) لئلا يؤمنوا ، أو لامتناع ايمانهم ، أو خيفة أن لا يؤمنوا.

٤ ـ (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) :

(فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) أي فظلوا لها خاضعين ، فأقحمت الأعناق لبيان موضع الخضوع.

وقيل : لما وصفت الأعناق بالخضوع ، الذي هو للعقلاء ، قيل : خاضعين.

وقيل : أعناق الناس : رؤساؤهم ومقدموهم.

٥ ـ (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ) :

أي : وما يجدد لهم الله بوحيه موعظة وتذكيرا الا جددوا إعراضا عنه وكفرا به.

٤٢٧

٦ ـ (فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) :

(فَسَيَأْتِيهِمْ) وعيد لهم وإنذار.

(ما كانُوا بِهِ) الشيء الذي كانوا به يستهزءون ، وهو القرآن وسيأتيهم أنباؤه وأحواله التي كانت غائبة عليهم.

٧ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) :

(كَرِيمٍ) مرضى محمود.

٨ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) :

(إِنَّ فِي ذلِكَ) أي فى اثبات تلك الأشياء.

(لَآيَةً) على أن منبتها قادر على احياء الموتى.

(وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) وقد علم الله أكثرهم مطبوع على قلوبهم ، غير مرجو ايمانهم.

٩ ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) :

(الْعَزِيزُ) فى انتقامه من الكفرة.

(الرَّحِيمُ) لمن تاب وآمن وعمل صالحا.

١٠ ـ (وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) :

(الظَّالِمِينَ) باستعبادهم لبنى إسرائيل.

١١ ـ (قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ) :

(أَلا يَتَّقُونَ) حال من الضمير فى (الظَّالِمِينَ) أي يظلمون غير متقين الله وعقابه ، فأدخلت همزة الإنكار على الحال.

١٢ ـ (قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) :

(قالَ) موسى.

(رَبِ) يا رب.

(إِنِّي أَخافُ) إنى أخشى.

(أَنْ يُكَذِّبُونِ) ألا يقبلوا رسالتى كبرا وعنادا.

١٣ ـ (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) :

٤٢٨

(وَيَضِيقُ صَدْرِي) لتكذيبهم إياى.

(وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي) فى المحاجة على ما أحب.

(فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) أي اجعله رسولا معى ليؤازرنى.

١٤ ـ (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) :

(وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ) يريد قتله القبطي.

(أَنْ يَقْتُلُونِ) أي أن يقتلونى به.

١٥ ـ (قالَ كَلَّا فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ) :

(كَلَّا) أي ارتدع يا موسى عما تظن.

(إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ) أي نستمع ما يجرى بينكما وبينه.

١٦ ـ (فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) :

(رَسُولُ) الرسول يكون بمعنى المرسل ، وبمعنى الرسالة ، وهو خاص على الثاني ، فجاز التسوية فيه ، إذا وصف به ، بين الواحد والتثنية والجمع.

١٧ ـ (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ) :

(أَنْ أَرْسِلْ) أي : أرسل.

١٨ ـ (قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ) :

(قالَ) أي فرعون.

١٩ ـ (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) :

(فَعْلَتَكَ) أي قتل القبطي.

(مِنَ الْكافِرِينَ) من الجاحدين للنعمة.

٢٠ ـ (قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) :

(مِنَ الضَّالِّينَ) من الجاهلين ، أو الفاعلين فعل أولى الجهل والسفه.

٢١ ـ (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) :

(حُكْماً) يعنى النبوة ، وقيل : علما وفهما.

٤٢٩

٢٢ ـ (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ) :

(وَتِلْكَ نِعْمَةٌ) من مقول موسى يخاطب فرعون على جهة الإقرار بالنعمة ، كأنه يقول : نعم ، وتربيتك نعمة على من حيث عبدت غيرى وتركتنى ، ولكن لا يدفع ذلك رسالتى.

وقيل هو من موسى على جهة الإنكار ، أي أتمن على أن ربيتنى وليدا وأنت قد استعبدت بنى إسرائيل وقتلتهم ، أي ليست بنعمة.

٢٣ ـ (قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) :

(وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) يعنى : أي شىء رب العالمين.

٢٤ ـ (قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) :

(وَما بَيْنَهُمَا) أي وما بين الجنسين ، فعل بالمضمر ما فعل بالظاهر.

(إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) أي ان كان يرجى منكم الإيقان الذي يؤدى اليه النظر الصحيح نفعكم هذا الجواب ، والا لم ينفع.

أو ان كنتم موقنين بشيء قط فهذا أولى ما توقنون به لظهوره وإنارة دليله.

٢٥ ـ (قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ) :

(لِمَنْ حَوْلَهُ) أشراف قومه.

(أَلا تَسْتَمِعُونَ) على معنى التعجب.

٢٦ ـ (قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) :

لأنهم يعلمون أنه قد كان لهم آباء وأنهم قد فنوا ، وأنه لا بد لهم من مغير ، وأنهم قد كانوا بعد أن لم يكونوا ، وأنهم لا بد لهم من مكون.

٢٧ ـ (قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) :

(لَمَجْنُونٌ) أي ليس يجيبنى عما أسأل.

٢٨ ـ (قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) :

أي ليس ملكه كملكك ، لأنك تملك بلدا واحدا ، والذي أرسلنى يملك المشرق والمغرب وما بينهما.

٤٣٠

٢٩ ـ (قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) :

توعده بالسجن ان اتخذ له إلها غيره.

٣٠ ـ (قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) :

أتفعل بي ذلك ولو جئتك بشيء مبين.

٣١ ـ (قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) :

أي : إن كنت من الصادقين فى دعواك فأت به ، فحذف الجزاء ، لأن الأمر بالإتيان به يدل عليه.

٣٢ ـ (فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) :

(ثُعْبانٌ مُبِينٌ) ظاهر الثعبانية لا شىء يشبه الثعبان.

٣٣ ـ (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ) :

(لِلنَّاظِرِينَ) دليل على أن بياضها كان شيئا يجتمع النظارة على النظر اليه لخروجه عن العادة.

٣٤ ـ (قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ) :

(عَلِيمٌ) فائق فى سحره.

٣٥ ـ (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ) :

(تَأْمُرُونَ) تشيرون.

٣٦ ـ (قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ) :

(أَرْجِهْ) أي أرجئه. وقيل : احبسه.

(حاشِرِينَ) يحشرون السحرة ويجمعونهم.

أي أخره ومناظرته لوقت اجتماع السحرة.

٣٧ ـ (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) :

(سَحَّارٍ عَلِيمٍ) قد بلغ الذروة فى السحر.

٣٨ ـ (فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) :

(يَوْمٍ مَعْلُومٍ) هو يوم الزينة ، وميقاته : وقت الضحى.

٤٣١

٣٩ ـ (وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ) :

استبطاء لهم فى الاجتماع. والمراد منه : استعجالهم واستحثاثهم.

٤٠ ـ (لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ) :

(لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ) أي فى دينهم.

(إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ) ان غلبوا موسى ، ولا نتبع موسى فى دينه.

٤١ ـ (فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ) :

(لَأَجْراً) لجزاء وثوابا حسنا.

٤٢ ـ (قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) :

وعدهم أن يجمع لهم الى الثواب القربة عنده والزلفى.

٤٣ ـ (قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ) :

أي ألقوا ما تريدون إلقاءه من السحر.

٤٤ ـ (فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ) :

(بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ) قسم.

٤٥ ـ (فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) :

(تَلْقَفُ) تبتلع.

(ما يَأْفِكُونَ) ما قد زيفوه بسحرهم.

٤٦ ـ (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ) :

أي فخروا على الأرض ساجدين.

٤٧ ـ (قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ) :

أي أقروا ببطلان ما هم عليه وأن ما عليه موسى من صنع رب قاهر قادر ، وهو رب العالمين.

٤٣٢

٤٨ ـ (رَبِّ مُوسى وَهارُونَ) :

أي الرب الذي دعا للايمان به موسى وهارون.

٤٩ ـ (قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) :

(فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) وبال ما فعلتم.

(مِنْ خِلافٍ) أي اليمنى مع اليسرى ، والعكس.

٥٠ ـ (قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ) :

(لا ضَيْرَ) علينا فى قتلك إيانا.

(إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ) فمرجعنا الى الله يتولانا بمغفرته.

٥١ ـ (إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) :

(أَنْ كُنَّا) لأن كنا.

٥٢ ـ (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) :

(أَنْ أَسْرِ) أي سر وامض.

(إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) أي سيتبعكم فرعون وقومه.

٥٣ ـ (فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ) :

(حاشِرِينَ) يجمعون له الأشداء من قومه.

٥٤ ـ (إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) :

(لَشِرْذِمَةٌ) لطائفة قليلة.

٥٥ ـ (وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ) :

ولكنهم يفعلون ما تضيق به صدورنا.

٥٦ ـ (وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ) :

ونحن قوم من عادتنا التيقظ والحذر.

٤٣٣

٥٧ ـ (فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) :

يعنى من أرض مصر.

٥٨ ـ (وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ) :

(وَكُنُوزٍ) أي وما كانوا فيه من ثراء.

(وَمَقامٍ كَرِيمٍ) أي المنازل الحسنة.

٥٩ ـ (كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ) :

(كَذلِكَ) فى محل نصب أي مثل ذلك الإخراج الذي وصفناه.

أو فى محل جر ، وصف لمقام ، أي مقام كريم مثل ذلك المقام الذي كان لهم.

أو فى محل رفع ، على أنه خبر لمبتدإ محذوف ، أي الأمر كذلك.

٦٠ ـ (فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ) :

(فَأَتْبَعُوهُمْ) فلحقوهم.

(مُشْرِقِينَ) أي داخلين فى وقت الشروق.

٦١ ـ (فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) :

(فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ) أي أصبح كل فريق منهما يرى الآخر.

(لَمُدْرَكُونَ) أي سوف يلحق بنا فرعون.

٦٢ ـ (قالَ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) :

(سَيَهْدِينِ) سيدلنى على طريق النجاة.

٦٣ ـ (فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) :

(كَالطَّوْدِ) كالجبل.

٦٤ ـ (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) :

(وَأَزْلَفْنا) وقربناهم.

(ثَمَ) حيث انفلق البحر.

٤٣٤

(الْآخَرِينَ) قوم فرعون.

أي قربناهم من بنى إسرائيل.

أو أدنينا بعضهم من بعض ، وجمعناهم حتى لا ينجو منهم أحد.

٦٥ ـ (وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ) :

أي من الغرق.

٦٦ ـ (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) :

أي فرعون وقومه.

٦٧ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) :

(إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما كان من نجاة موسى ومن معه.

(لَآيَةً) لدليلا على قدرة الله وأنه الرب المعبود.

(وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ) أي أكثر من مع موسى عليه‌السلام.

(مُؤْمِنِينَ) بالله ، لأنه لم يؤمن بموسى من قوم فرعون الا قليل.

٦٨ ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) :

(الْعَزِيزُ) المنتقم من أعدائه.

(الرَّحِيمُ) بأوليائه.

٦٩ ـ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ) :

أي وأخبرهم بقصة إبراهيم مع قومه.

٧٠ ـ (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ) :

(ما تَعْبُدُونَ) أي : أي شىء تعبدون.

٧١ ـ (قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ) :

(عاكِفِينَ) أي مقيمين على عبادتها.

٧٢ ـ (قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ) :

أي هل يسمعون دعاءكم ، يعنى أنهم لا غناء عندهم.

٧٣ ـ (أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ) :

٤٣٥

أي هل يملكون جلب نفع أو دفع ضر.

٧٤ ـ (قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ) :

أي انا على ما كان آباؤنا نعبد ما عبدوا.

٧٥ ـ (قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ) :

(ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ) من هذه الأصنام.

٧٦ ـ (أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ) :

(الْأَقْدَمُونَ) الأولون.

٧٧ ـ (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) :

(عَدُوٌّ لِي) أتنكر لهم كما أتنكر للعدو.

(إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) هو الذي اتجه اليه وأفرده بالعبادة.

٧٨ ـ (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ) :

(الَّذِي خَلَقَنِي) أنعم على بنعمة الوجود.

(فَهُوَ يَهْدِينِ) وبه رشادى.

٧٩ ـ (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ) :

أي ويرزقنى مما به حياتى من طعام وري.

٨٠ ـ (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) :

(وَإِذا مَرِضْتُ) ألم بي مرض.

(فَهُوَ يَشْفِينِ) فشفائى اليه تعالى.

٨١ ـ (وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ) :

(يُمِيتُنِي) حين يحين أجلى.

(ثُمَّ يُحْيِينِ) يوم البعث.

٨٢ ـ (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) :

(يَوْمَ الدِّينِ) يوم الحساب.

٤٣٦

٨٣ ـ (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) :

(حُكْماً) حكمة ، أو الحكم بين الناس بالحق.

٨٤ ـ (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) :

(لِسانَ صِدْقٍ) ثناء حسنا.

(فِي الْآخِرِينَ) فى الأمم التي تجىء بعدي يبقى أثره بين الناس إلى يوم القيامة.

٨٥ ـ (وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) :

(مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) ممن منحتهم نعيم الجنة.

٨٦ ـ (وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) :

أي واجعله أهلا للمغفرة بتوفيقه الى الإسلام. وكان أبوه قد وعده بالإسلام يوم فارقه.

٨٧ ـ (وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ) :

(وَلا تُخْزِنِي) أي ولا تجعلنى من الذين يهون أمرهم.

(يَوْمَ يُبْعَثُونَ) يوم البعث.

٨٨ ـ (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ) :

(مالٌ) يبذل.

(وَلا بَنُونَ) ينصرونه.

٨٩ ـ (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) :

(سَلِيمٍ) قد سلم من الشرك.

٩٠ ـ (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) :

(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ) أي قربت وأدنيت.

(لِلْمُتَّقِينَ) الذين يخشون ربهم.

٩١ ـ (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ) :

(وَبُرِّزَتِ) أظهرت.

٤٣٧

(الْجَحِيمُ) يعنى جهنم.

(لِلْغاوِينَ) أي الكافرين الذين ضلوا عن الهدى.

٩٢ ـ (وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ) :

(تَعْبُدُونَ) من الأصنام والأنداد.

٩٣ ـ (مِنْ دُونِ اللهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ) :

(هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ) من عذاب الله.

(أَوْ يَنْتَصِرُونَ) لأنفسهم.

٩٤ ـ (فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ) :

(فَكُبْكِبُوا فِيها) أي قلبوا على رءوسهم ، أي الآلهة.

(وَالْغاوُونَ) وعبدتهم.

٩٥ ـ (وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ) :

(وَجُنُودُ إِبْلِيسَ) من كان من ذريته أو كل من دعاه الى الغواية فاتبعه.

٩٦ ـ (قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ) :

(وَهُمْ) يعنى الانس والشياطين والمعبودين.

(يَخْتَصِمُونَ) وقد اختلفوا فيما بينهم.

٩٧ ـ (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) :

(لَفِي ضَلالٍ) خسار وتبار وحيرة عن الحق.

(مُبِينٍ) بيّن.

٩٨ ـ (إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) :

(إِذْ نُسَوِّيكُمْ) خطاب للمعبودين من دون الله.

(بِرَبِّ الْعالَمِينَ) فى العبادة.

٩٩ ـ (وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ) :

(وَما أَضَلَّنا) جار بنا عن الطريق الحق.

٤٣٨

(إِلَّا الْمُجْرِمُونَ) يعنى من زينوا لنا عبادة غير الله.

١٠٠ ـ (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ) :

(مِنْ شافِعِينَ) يشفعون لنا.

١٠١ ـ (وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) :

(حَمِيمٍ) أي مشفق.

١٠٢ ـ (فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) :

(كَرَّةً) رجعة.

(فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) فنعود مؤمنين.

١٠٣ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) :

(إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما ذكر من نبأ إبراهيم.

(لَآيَةً) لعبرة وعظة لمن أراد أن يتعظ ويعتبر.

(وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) وما كان أكثر قومك الذين تتلو عليهم هذا النبأ مذعنين لدعوتك.

١٠٤ ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) :

(الْعَزِيزُ) القادر على الانتقام من المكذبين.

(الرَّحِيمُ) المتفضل بالانعام على المحسنين.

١٠٥ ـ (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) :

(الْمُرْسَلِينَ) من أرسل إليهم من الرسل.

١٠٦ ـ (إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ) :

(أَلا تَتَّقُونَ) أي تخشون الله فتتركون عبادة غيره.

١٠٧ ـ (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) :

(أَمِينٌ) على تبليغ هذه الرسالة.

١٠٨ ـ (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) :

٤٣٩

(فَاتَّقُوا اللهَ) فخافوا الله.

(وَأَطِيعُونِ) وامتثلوا أمرى فيما أدعوكم اليه من توحيد الله وطاعته.

١٠٩ ـ (وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) :

(مِنْ أَجْرٍ) على ما أبذله لكم من النصح والدعاء.

(إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) أي ما جزائى الا على خالق العالمين ومالك أمرهم.

١١٠ ـ (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) :

أي فخافوا الله وامتثلوا أمرى.

١١١ ـ (قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) :

(الْأَرْذَلُونَ) سفلة القوم وأقلهم جاها ومالا.

١١٢ ـ (قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) :

أي : أي شىء أعلمنى ما هم عليه من قلة الجاه ، والمال ، انما أطلب منهم الايمان دون تعرض لمعرفة صناعتهم وأعمالهم.

١١٣ ـ (إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ) :

(إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي) أي ما جزاؤهم الا على ربى.

(لَوْ تَشْعُرُونَ) لو رجعتم الى ادراككم ولكنكم تجهلون.

١١٤ ـ (وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) :

أي فكيف يليق بي طرد هؤلاء المؤمنين.

١١٥ ـ (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) :

(إِلَّا نَذِيرٌ) ما على الا إنذار قومى.

(مُبِينٌ) وبين يدى البرهان والحجة.

١١٦ ـ (قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) :

(مِنَ الْمَرْجُومِينَ) أي لنرجمنك بالحجارة.

٤٤٠