الحق ، والتفسير ب «الاعتدال» من أربات اللغة إنّما هو من هذا الباب أيضاً.
قال الراغب في مفرداته : «يقال : الاستقامة : الطريق الذي يقع على خط مستقيم ولهذا يقال للطريق الحق : (الصراط المستقيم) واستقامة الإنسان هي ملازمة الطريق المستقيم» (١).
إضافة إلى أنّ مفهوم الاستقامة يعني استواء الطريق كذلك أنّه يعني المقاومة والثبات ، وعلى هذا الأساس فتعبير الاستقامة على النهج الصحيح من عوامل الدخول إلى موضع اللطف والكرامة الإلهيّة (ألا وهي الجنّة) وورد عن الأئمّة المعصومين عليهمالسلام في تفسير الآية أنّهم قالوا : «استقاموا على ولاية اميرالمؤمنين» والتي تعد الخط المستقم للإسلام الصحيح (٢).
ولو تأملنا في الآية الكريمة لوجدنا أنّها ذكرت (الإيمان) أولاً (قالوا ربّنا الله) وبعدها عطفت (الاستقامة على الطريق الصحيح) على الإيمان بـ «ثم» التي تفيد العطف المباشر لتوحي إلى أنّ عملاً كهذا هو نتيجة مثل ذلك الإيمان ، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ الإنسان يحزن على امور قد حدثت في الماضي وأحياناً اخرى يخاف ويقلق من أمور قد تحدث في المستقبل ، يقول القرآن الكريم في الآية مورد البحث : (فلا خَوفٌ عَلَيهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
ونختتم هذا الموضوع بحديث عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله قال سفيان الثقفي : قلت : يارسول الله أخبرني بأمر أعتصمُ به. قال الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله : «قل ربّي الله ثم استقم ، قال : فقلت : ما أخوف ما تخاف علي : فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بلسان نفسه فقال : هذا» (٣).
* * *
١٠ ـ إطاعة الله ورسوله صلىاللهعليهوآله
من الأعمال التي توجب دخول الجنّة هي اطاعة الله والرسول صلىاللهعليهوآله كما ورد ذلك في ق. له
__________________
(١). مفردات الراغب ، مادة (قوم).
(٢). تفسير علي بن إبراهيم ج ٢ ، ص ٢٦٥ ، ذيل الآيتين ٣٠ و ٣١ من سورة فصلت واللتين تشبهان الآية أعلاه.
(٣). تفسير الكبير ، ج ١٠ ، ص ٢٢.