١٨ ـ (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ)
«عليين» : جمع لا واحد له ، ك «عشرين» ، فجرى مجراه.
وقد قيل : إن «عليين» : صفة للملائكة ، فلذلك جمع بالواو والنون.
٢٧ ، ٢٨ ـ (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ)
انتصب «عين» عند الأخفش ب «يسقون».
وعند المبرد ، بإضمار : «أعنى».
وعند الفراء : «بتسنيم» : على أن «تسنيما» ، اسم للماء الجاري من علو ، كأنه يجرى من علو الجنة ، معرفة ؛ تقديره : ومزاجه من الماء العالي جاريا من علو.
«يشرب بها» : نعت ل «عين» ، و «بها» ، بمعنى : منها.
ـ ٨٤ ـ
سورة الانشقاق
١ ، ٢ ـ (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ)
يرتفع ما بعد «إذا» على إضمار فعل ، عند البصريين.
وعند الكوفيين : ابتداء وخبر ، والعامل فى «إذا» : اذكر.
وقيل : العامل : انشقت.
وقيل : العامل : «فملاقيه» الآية : ٦ ، وجواب «إذا» : أذنت ؛ على تقدير زيادة الواو.
وقيل : الجواب محذوف ، ومثله «إذا» الثانية ، الآية : ٣.
وقيل : جوابها : «ألقت» ، على حذف الواو.
وقيل : الجواب مضمر.
وقيل : الجواب : «أذنت» الثانية ، الآية : ٥ ، على حذف الواو.
وإنما تحتاج «إذا» إلى جواب ، إذا كانت للشرط ، فإن عمل فيها ما قبلها لم تحتج إلى جواب ولم تكن للشرط.
٦ ـ (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ)
«فملاقيه» : رفع ، على إضمار : فأنت ملاقيه.
٧ ـ (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ)
«من» : رفع بالابتداء ، وما بعدها الخبر
٩ ـ (وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً)
«مسرورا» : حال من المضمر فى «ينقلب».
١٠ ـ (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ)
«من» : رفع بالابتداء ، وما بعدها الخبر.
١٤ ـ (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ)
«أن» : سدت مسد المفعولين ل «ظن».
٢٠ ـ (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)
«ما» : استفهام ابتداء ، و «لهم» : الخبر ، «ولا يؤمنون» : حال من الهاء والميم ، والعامل فيه معنى الاستفهام التي تعلقت به اللام فى «لهم».
٢٥ ـ (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)
«الذين» : نصب على الاستثناء من الهاء والميم فى «فبشرهم» الآية : ٢٤.
وقيل : «هم» : استثناء ليس من الأول.
ـ ٨٥ ـ
سورة البروج
١ ـ (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) جوابه : «قتل أصحاب الأخدود» الآية : ٤ ؛ أي : لقتل.
وقيل : جوابه «إن بطش ربك لشديد» الآية : ١٣
وقيل : الجواب محذوف.
٢ ـ (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ)
«الموعود» : نعت ل «اليوم» ، وثم ضمير محذوف به تتم الصلة ؛ تقديره : الموعود به ، ولو لا ذلك ما صحت الصفة ، إذ لا ضمير يعود على الموصوف من صفته.
٥ ـ (النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ)
«النار» : بدل من «الأخدود» الآية : ٤ ، وهو بدل الاشتمال.
وقال الكوفيون : هو خفض على الجوار.
وقال بعض أصحاب البصريين : هو بدل ؛ ولكن تقديره : قتل أصحاب الأخدود نارها ، ثم صارت الألف واللام بدل من الضمير.
وقدره بعض البصريين : قتل أصحاب الأخدود والنار التي فيها.
١٥ ـ (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ)
«المجيد» : من خفضه جعله نعتا ل «العرش».
وقيل : لا يجوز أن يكون نعتا ل «العرش» ، لأنه من صفات الله جل ذكره ، وإنما هو نعت ل «رب» فى قوله : «إن بطش ربك لشديد» الآية : ١٢.
ومن رفعه جعله نعتا ل «ذو» ، أو : خبرا بعد خبر.
١٦ ـ (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ)
«فعال» : رفع على إضمار «هو» ، أو : على أنه خبر بعد خبر ، أو : على البدل مما قبله من «ذو العرش».
١٨ ـ (فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ)
بدل من «الجنود» الآية : ١٧ ، فى موضع خفض ، أو فى موضع نصب على : «أعنى» ، ولا ينصرفان للتعريف والعجمة فى «فرعون» ، والتأنيث فى «ثمود» والتعريف ، إذ هو اسم للقبيلة.
٢٢ ـ (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)
«محفوظ» : من رفعه جعله نعتا ل «قرآن» الآية : ٢١ ؛ ومن خفضه جعله نعتا ل «لوح».
ـ ٨٦ ـ
سورة الطارق
٤ ـ (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ)
من قرأ بتخفيف «لما» جعل «ما» زائدة ، و «إن» مخففة من الثقيلة ، ارتفع ما بعدها لنقصها ، وهى جواب القسم ، كأنه قال : إن كل نفس لعليها حافظ ، وتصحيحه : إنه لعلى كل نفس حافظ ، ف «حافظ» : مبتدأ ، و «عليها» : الخبر ؛ والجملة : خبر «كل» ، ودخلت اللام للفرق بين «إن» المخففة من الثقيلة وبين «إن» بمعنى «ما» النافية.
ومن شدد «لما» جعل «لما» بمعنى : إلا ، و «أن» : بمعنى : ما ؛ تقديره : ما كل نفس إلا عليها حافظ.
وحكى سيبويه : نشدتك بالله لما فعلت ؛ أي : إلا فعلت.
٨ ، ٩ ـ (إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ)
«يوم» : ظرف ، والعامل فيه «لقادر» ، ولا يعمل فيه «رجعه» ، لأنك كنت تفرق بين الصلة والموصول بخبر «إن» ، وهذا على قول من قال «رجعه» بمعنى : بعثه وإحيائه بعد موته.
ومن قال «رجعه» بمعنى : رده لما فى الإحليل ، أو على حبس الماء فلا يخرج من الإحليل ، نصب «يوما» بفعل مضمر ؛ أي : اذكر يوم تبلى ؛ ولا يعمل فيه «لقادر» ، لأنه لم يرد أنه يقدر على رد الماء فى الإحليل وغير ذلك يوم القيامة ، إنما أخبر بذلك أنه يقدر عليه فى الدنيا لو شاء ذلك.
ـ ٨٧ ـ
سورة الأعلى
٥ ـ (فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى)
«الهاء» و «غثاء» : مفعولان ب «جعل» ، لأنه بمعنى : «صير» ، و «أحوى» : نعت ل «غثاء» ، وأحوى ، بمعنى : أسود.
وقيل : أحوى : حال من «المرعى» ، و «أحوى» : بمعنى : أخضر ؛ أي : أخرج المرعى فى حال خضرة فجعله غثاء. والغثاء : الهشيم ، كغثاء السيل.
٦ ، ٧ ـ (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى)
«لا» : بمعنى : «ليس» ، وهو خبر ، و «ليس» : بمعنى النفي ، إذ لا يجوز أن ينهى الإنسان عن النسيان ، لأنه ليس باختياره.
«ما» : فى موضع نصب على الاستثناء ؛ أي : لست تنسى إلا ما شاء الله أن يرفع تلاوته وينسخه بغير بدل.
وقيل : تنسى ، بمعنى : تترك ، فيكون المعنى : إلا ما شاء الله ، وليس يشاء الله أن تنسى منه شيئا ، فهو بمنزلة قوله فى «هود» فى الموضعين «خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك» الآية : ١٠٧ ، قيل معناه : إلا ما يشاء ربك وليس يشاء جل ذكره ترك شىء من الخلود ، لتقدم مشيئته لهم بالخلود.
وقيل : «إلا ما شاء الله» : استثناء من «فجعله غشاء أحوى» الآية : ٥.
ـ ٨٨ ـ
سورة الغاشية
٢ ـ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ)
«خاشعة» : خبر «وجوه» ، وذلك فى الآخرة.
٣ ـ (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ)
«عاملة» : رفع على إضمار «هى» ، وذلك فى الدنيا ، فتقف ، على هذا التأويل ، على «خاشعة».
ويجوز أن تكون «عاملة» : خبرا بعد خبر عن «وجوه» ، فيكون العمل فى النار ، لما لم يعمل فى الدنيا ، أعملها الله فى النار ، وهو قول الحسن وقتادة ، ولا تقف ، على هذا ، على «خاشعة».
٨ ، ٩ ـ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ)
«وجوه ... ناعمة» : ابتداء وخبر ، و «راضية» : خبر ثان ، أو على إضمار : «هى».
٢١ ، ٢٢ ، ٢٣ ـ (فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ)
«من» : فى موضع نصب ، على الاستثناء المنقطع.
وقيل. هو استثناء من الخبر على إضمار بعد «فذكر» ؛ أي : فذكر عبادى إلا من تولى ، أو على إضمار بعد «مذكر» ؛ أي : إنما أنت مذكر الناس ، إلا من تولى.
وقيل : فى موضع خفض ، على البدل من الهاء والميم فى «عليهم».
٢٥ ـ (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ)
«إيابهم» : قرأه أبو جعفر بتشديد الياء ، وفيه بعد ، لأنه مصدر : آب يئوب إيابا ، وأصل «الياء» أولا : واو ، لكن انقلبت «ياء» لانكسار ما قبلها ، وكان يلزم من شدد أن يقول : أوابهم ، لأنه من الواو ، ويقول : إيوابهم ، فيبدل من أول المشدد ياء ، كما قالوا : ديوان ، والأصل : دوان.
ـ ٨٩ ـ
سورة الفجر
٦ ، ٧ ـ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ)
«إرم» : فى موضع نصب ، خفض على النعت ل «عاد» ، أو : على البدل ، ومعنى «إرم» : القديمة.
ومن جعل «إرم» مدينة ، قدر فى الكلام حذفا ؛ تقديره : بمدينة عاد إرم.
وقيل : تقديره : بعاد صاحبة إرم.
«وإرم» : مؤنثة معرفة ، على هذا القول ، فلذلك لم ينصرف ، وانصرف «عاد» ، لأنه مذكر خفيف.
٩ ـ (وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ)
«وثمود» : لم ينصرف ، لأنه اسم للقبيلة ، وهو معرفة ، وموضعه خفض على العطف على «عاد» ، و «الذين» : فى موضع النعت ل «ثمود» ، أو : فى موضع نصب على : «أعنى» ، أو : فى موضع رفع على «هم».
١٨ ـ (وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ)
مفعول «تحضون» محذوف ؛ تقديره : ولا تحضون الناس ـ أو : أنفسكم ـ على طعام.
ومن قرأها «تحاضون» لم يقدر حذف مفعول ، إنما هو تتحاضون فيما بينكم على الخير ، لا يتعدى.
٢٢ ـ (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)
«صفا صفا» : حال.
٢٣ ـ (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى)
«بجهنم» : فى موضع رفع ، مفعول لما لم يسم فاعله.
وقيل : المصدر مضمر ، وهو المفعول لما لم يسم فاعله.
ويجوز أن يكون المفعول «يومئذ» ، بدلا من الأول.
وقيل : العامل فيه «يتذكر».
«وأنى له الذكرى» : الذكرى ، رفع بالابتداء ، و «أنى له» : الخبر.
ـ ٩٠ ـ
سورة البلد
١ ـ (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ)
«لا» : زائدة.
وقيل : هى بمعنى «إلا».
وقيل : لا ، غير زائدة ، وهى رد لكلام قبله ، و «البلد» : نعت ل «هذا» ، أو : بدل ، أو : عطف بيان.
٥ ـ (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ)
«أن» : سدت مسد مفعولى «حسب» ، ومثله «أن لم يره» الآية : ٧ ، وأصل «يره» : يراه ، ثم خففت الهمزة وحذفت الألف للجزم.
١٢ ، ١٣ ـ (وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ)
«فك رقبة» : بدل من «العقبة» ، أو : على إضمار : هى فك ، ابتداء وخبر.
١٦ ، ١٥ ـ (يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ)
«يتيما» : نصب ب «إطعام» ، و «أو مسكينا» : عطف عليه.
ـ ٩١ ـ
سورة الشمس
٩ ، ١٠ ـ (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها)
فى «زكاها» : ضمير «من» ، وبه تتم الصلة ؛ أي : من زكّى نفسه بالعمل الصالح.
«وقد خاب من دساها» ؛ أي : أخفى نفسه بالعمل السيئ.
وقيل : إن فى «زكاها» و «دساها» : ضمير يعود على الله عزوجل ؛ أي : قد أفلح من زكّاه الله ، وقد خاب من خذله الله.
وهذا يبعد ، إذ لا ضمير يعود على «من» من صلته ، وإنما يعود الضمير على اسم الله جل ذكره.
ولكن إن جعلت «من» اسما للنفس ، وأثبت على المعنى. فقلت : زكاها ودساها ، جاز : لأن الهاء والألف يعود على «من» حينئذ ، فيصلح الكلام ، كأنه فى التقدير : قد أفلحت النفس التي زكاها الله ، وقد خابت النفس التي خذلها الله وأخفاها.
ومعنى «دساها» : أخفاها بالعمل السيئ ، أو تكون «من» بمعنى الفرقة ، أو الطائفة ، أو الجماعة ، فتعود «الهاء» فى «دساها» و «زكاها» على «من» ، ويحسن الكلام بأن يكون الضمير فى «زكاها» و «دساها» لله جل ذكره.
و «دساها» ، أصله : دسسها ، من : دسست الشيء : أخفيته ، لكن أبدلوا من السين الأخيرة ياء ، وقلبت ألفا ، لتحركها وانفتاح ما قبلها.
١٣ ـ (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها)
«ناقة الله» : نصب على الإغراء ؛ أي : احذروا ناقة الله ، و «سقياها» ، فى موضع نصب ، عطف على «ناقة».
١٤ ـ (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها)
«سواها» : الهاء ، تعود على «الدمدمة» ، ودل على ذلك قوله «فدمدم» ؛ أي : سوى بينهم فى العقوبة.
١٥ ـ (وَلا يَخافُ عُقْباها)
من قرأه بالفاء ، فالفعل لله جل ذكره ، ومن قرأه بالواو ، فالفعل للعاقر ؛ أي : انبعث أشقاها ولا يخاف عقباها.
ويجوز أن يكون من قرأه بالواو ، جعل الفعل لله.
ـ ٩٢ ـ
سورة الليل
٣ ، ٤ ـ (وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى)
«ما» والفعل : مصدر ؛ أي : وخلق الذكر.
وقيل : ما ، بمعنى «من» ، أقسم الله جل ذكره بنفسه. و «إن سعيكم» : هو جواب القسم.
وقيل : ما ، بمعنى «الذي».
وأجاز الفراء خفض «الذكر والأنثى» : على البدل من «ما» ، جعلها بمعنى «الذي».
٥ و ٦ و ٧ ـ (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى)
«من» : رفع بالابتداء ، و «فسنيسره» : الخبر ، وهو شرط وجوابه ، ومثله : «وأما من بخل» الآية : ٨
١١ ـ (وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى)
«ما» : فى موضع نصب على «يغنى» ، وهى استفهام عمل فيه ما بعده.
ويجوز أن تكون «ما» نافية ، حرفا ، وبحذف مفعول «يغنى» ؛ أي : وليس يغنى عنه ماله شيئا إذا هلك
١٢ ـ (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى)
«الهدى» : اسم «إن» ، «وعلينا» : الخبر ، ومثله : «وإن لنا للآخرة» الآية : ١٣ ، ولام التأكيد تدخل على الابتداء وعلى اسم «إن» إذا تأخر ، وعلى خبر «إن» إلا أن يكون ماضيا ، أو يكون ظرفا يلى «إن» ، وعلى الظرف إذا وقع موقع الخبر ، وإن لم يكن خبرا ، وكان الخبر بعده.
٢٠ ـ (إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى)
«ابتغاء» : نصب على الاستثناء المنقطع.
وأجاز الفراء ، الرفع فى «ابتغاء» على البدل من موضع «نعمة» الآية : ١٩ ، وهو بعيد.
ـ ٩٣ ـ
سورة الضحى
٣ ـ (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)
«ما» : جواب القسم.
«ودعك» لا يستعمل إلا بالتشديد ، لا يقال : ودع.
قال سيبويه : استغنوا عنه ب «ترك».
«ما قلى» : المفعول محذوف ؛ أي : وما قلاك ؛ أي : وما أبغضك.
٥ ـ (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)
المفعول الثاني محذوف ، كما تقول : أعطيت ، وتسكت ؛ فالتقدير : يعطيك ما تريد فترضى.
٦ ـ (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى)
الكاف ، و «يتيما» : مفعولان ل «يجد» ، ومثله : «ووجدك ضالا» الآية : ٧ ، و «وجدك عائلا» الآية : ٨
٩ ـ (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)
«اليتيم» : نصب ب «تقهر» ، وحقه التأخير بعد الفاء ؛ وتقديره : مهما يكن من شىء فلا تقهر اليتيم ، ومثله : (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) الآية : ١٠ ، ولو كان مع «تقهر» و «تنهر» : هاء ، لكان الاختيار فى «اليتيم» و «السائل» : الرفع ، ويجوز النصب ؛ ولا يجوز مع حذف «الهاء» إلا النصب.
و «اليتيم» و «السائل» : اسمان يدلان على الجنس.
١١ ـ (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)
«بنعمة» : الباء ، متعلقة ب «حدث» ؛ وتقديرها أن تكون بعد الفاء ؛ والتقدير : مهما يكن من شىء فحدث.
ـ ٩٤ ـ
سورة الشرح
١ ـ (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)
«ألم» : الألف ، تقلب الكلام من النفي فترده إيجابا.
ـ ٩٥ ـ
سورة التين
٢ ـ (وَطُورِ سِينِينَ)
هذه لغة فى «سينا» ، وقد تقدم ذكره فى سورة «المؤمنين» الآية : ٢٠.
٣ ـ (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)
«هذا» : الاسم من «هذا» : ذا ، عند البصريين ؛ و «الذال» وحدها ، عند الكوفيين ، وهو اسم مبهم مبنى ، وإنما بنى لأنه مسمى بعينه ، بل ينتقل إلى كل مشار إليه فلا يستقر على شىء بعينه ، فخالف الأسماء فى مشابهة الحروف ، لأن الحروف مخالفة للأسماء ، فبنى كما بنيت الحروف.
وقال الفراء : إنما لم يعرب لأن آخره ألف ، والألف لا تتحرك.
وهذا قول ضعيف يلزم منه بناء «موسى» : و «عصا» : وشبههما.
٧ ـ (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ)
«ما» : استفهام ، رفع بالابتداء ، و «يكذبك» : الخبر.
٨ ـ (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ)
«أحكم» : انصرف ، وهو على وزن الفعل ، لأنه أضيف فخرج عن شبه الأفعال ، لأنها لا تضاف ، فانصرف إلى الخفض.
ـ ٩٦ ـ
سورة العلق
١ ـ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)
دخلت الباء فى «باسم» لتدل على الملازمة والتكرير ، ومثله : أخذت بالخطام ؛ فإن قلت : اقرأ اسم ربك ، وأخذت الخطام ، لم يكن فى الكلام ما يدل على لزوم الفعل وتكريره.
وأجاز النحويون : أقر بهذا ، بحذف الهمزة ، على تقدير إبدال الألف من الهمزة قبل الأمر ، كما قال تعالى.
(أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى) ٢ : ٦١ ، فالألف فى «أدنى» ، على قول جماعة ، بدل من همزة ، وهو من الدناءة ، فلما دخله الأمر حذفت الألف للبناء.
وهو مبنى عند البصريين ، ومعرب عند الكوفيين.
٣ ـ (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ)
«وربك الأكرم» : ابتداء وخبر فى موضع الحال ، من المضمر فى «اقرأ».
٧ ـ (أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى)
«أن» : مفعول من أجله ، و «الهاء» ، و «استغنى» مفعولان : «ل «رأى» ، و «رأى» : بمعنى : علم ، يتعدى إلى مفعولين.
وقد قرأ قنبل عن ابن كثير : «أن راه» بغير ألف بعد الهمزة ، كأنه حذف لام الفعل ، كما حذفت فى «حاش لله».
وحكى حذفها عن العرب.
وقيل : إن الهمزة سهلت على البدل ، فاجتمع ألفان ، فحذفت الثانية لالتقاء الساكنين ، فلما نقصت الكلمة ردت الهمزة إلى أصلها.
وقيل : إنما حذفت الألف لسكونها وسكون السين بعدها ، لأن الهاء حرف خفى لا يعتد به ، وجرى الوقف على لفظ الوصل ، فحذفت فى الوقف كما حذفت فى الوصل ، لئلا يختلف.
وقيل : إنما حذفت الألف لأن مضارع «رأى» قد استعمل بحذف عينه ، بعد إلقاء حركته على ما قبله ، استعمالا صار فيه كالأصل لا يجوز غيره ، فقالوا : ترى ، فجرى الماضي على ذلك ، فلم يمكن حذف العين ، إذ ليس قبلها ساكن تلقى عليه الحركة ، فحذفت اللام.
٩ ـ (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى)
«أرأيت» : الياء ، ساكنة لا يجوز غيره ، لاتصال المضمر المرفوع بها ، ومن لم يهمز «أرأيت» جعل الهمزة بين الهمزة والألف.
وقيل : أبدل منها ألفا.
والأول هو الأصل.
١٥ ـ (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ)
«لنسفعا» : هذه النون هى نون التأكيد الخفيفة ، دخلت مع لام القسم ، والوقف عليها ، إذا انفتح ما قبلها ، بالألف ، وتحذف فى الوقف إذا انضم ما قبلها ، أو تكسر ويرد ما حذف من أجلها.
ـ ٩٧ ـ
سورة القدر
١ ـ (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)
«أنزلناه» : الهاء ، تعود على القرآن ، وإن لم يجر له ذكر ، إذ قد فهم المعنى.
٢ ـ (وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ)
«ما» الأولى : استفهام ، ابتداء ، و «أدراك» : فعل ، وفيه ضمير الفاعل يعود على «ما» ، والكاف : مفعول أول ل «أدراك» ، و «ما» الثانية : استفهام ، ابتداء ثان ، و «ليلة» : خبر عن الثاني ، والجملة : فى موضع المفعول الثاني ل «أدراك» ، و «أدراك» ومفعولاها : خبر الأولى ، ومثله : (وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ) ١٠١ : ٣ ، وقد تقدم الكلام على هذا فى «الحاقة» السورة : ٦٩ ، وفى غيرها.
٥ ـ (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)
«سلام هى» : ابتداء وخبر.
«حتى مطلع الفجر» : الأصل فى قياس «مطلع» فتح اللام ، لأن اسم المكان والمصدر من فعل يفعل : المفعل ، وقد شذت فأتى فيها الكسر ، لغة ، نحو : المسجد.
وقرأ الكسائي «مطلع» ، بكسر اللام ، جعله مما خرج عن قياسه.
ـ ٩٨ ـ
سورة البينة
١ ، ٢ ـ (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى
تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً)
«لم يكن» : كسرت النون لسكونها وسكون اللام بعدها ، وأصلها السكون للجزم ، وحذفت الواو قبلها لسكونها وسكون
النون ، ولم ترد الواو عند حركة النون ، لأن الحركة عارضة لا يعتد بها ، ومثله : (قُمِ اللَّيْلَ) ٧٣ : ٢ ، وهو كثير فى القرآن فى كل فعل مجزوم ، أو مبنى وعينه واو أو ياء ، أو ألف مبدلة من أحدهما ، ولا يحسن حذف النون فى هذا «من يكن» على لغة من قال : لم يك زيد قائما ، لأنها قد تحركت ، وإنما يجوز حذفها إذا كانت ساكنة للوصل ، فتشبه بحروف المد واللين ، فتحذف للمشابهة ولكثرة الاستعمال ، وإذا تحركت زالت المشابهة فامتنع الحذف فى الشعر ، فقد أتى حذفها بعد أن تحركت لالتقاء الساكنين.
«والمشركين» : عطف على «أهل» ، ولا يحسن عطف «المشركين» على «الذين» ، لأنه ينقلب المعنى ، ويصير المشركون من أهل الكتاب ، وليسوا منهم.
«منفكين» : معناه : مفارقين بعضهم بعضا ؛ أي : متفرقين ، ودل على ذلك قوله بعد ذلك : «وما تفرق الذين أوتوا الكتاب» الآية : ٤ ، فهو مأخوذ من قولهم : قد انفك الشيء ، من الشيء ، إذا فارقه ، فلا يحتاج إلى خبر ، إذ كان بمعنى : زائلين ، ولو كان بمعنى الاستمرار لاحتاج إلى خبر ، لأنه من أخوات «كان».
٢ ـ (رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً)
«رسول» : بدل من «البينة» الآية : ١ ، أو رفع على إضمار : هى رسول ، و «يتلوا» : فى موضع رفع ، على النعت ل «رسول» ، وفى حرف أبى : «رسولا» ، بالنصب على الحال.
٣ ـ (فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ)
ابتداء وخبر ، فى موضع النعت ل «صحف» الآية : ٢
٥ ـ (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا
الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
مخلصين» ، و «حنفاء» : حالان من المضمر فى «يعبدوا».
«دين القيمة» : دين ، خبر «ذلك» ، و «القيمة» : صفة قامت مقام موصوف ؛ تقديره : دين الملة القيمة ؛ أي : المستقيمة.
وقيل : تقديره : دين الجماعة القيمة
٦ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها
أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)
«المشركين» : فى موضع خفض ، عطف على «أهل» ، كما فى الآية الأولى فى علته.
٨ ـ (جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً
رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)
«جزاؤهم عند ربهم» : ابتداء ، و «جنات» : خبره ؛ أي : دخول جنات ، و «تجرى» : نعت ل «جنات» ، و «خالدين» : حال من الهاء والميم فى «جزاؤهم».
وجاز ذلك ، لأن المصدر ليس بمعنى «أن يفعل» فيحتاج إلى ما يفرق بينه وبين ما تعلق به ، إنما يمتنع أن يفرق بينه وبين ما تعلق به إذا كان بمعنى «أن فعل» ، وليس هذا منه : و «أبدا» : ظرف زمان.
ـ ٩٩ ـ
سورة الزلزلة
١ ـ (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها)
«إذا» : ظرف زمان مستقبل ، والعامل فيه «زلزلت» ، وجاز ذلك لأنها بمعنى الشرط ، وما بعدها فى تقدير مجزوم لها ، فكما جاز عملها فيما بعدها جاز عمل ما بعدها فيها ، كما يعمل فى «ما» و «من» اللتين للشرط ما بعدها ، ويعملان هما فيما بعدهما ، تقول ، من يكرم أكرمه ، وما تفعل أفعل ، ف «ما» و ، «من» : فى موضع نصب بالفعل المجزوم الذي بعدهما ، وهما جزما ما بعدهما ، فجرت «إذا» ، إذ كانت بمعنى الشرط على حكم «ما» و «من» ، وإن كانت فى التقدير مضافة إلى الجملة بعدها.
«زلزالها» : مصدر ، كما تقول : ضربتك ضربك ، وحسن إضافته إلى الضمير لتتفق رءوس الآي على لفظ واحد.
والزلزال ، بالفتح : اسم ؛ وبالكسر : مصدر.
وقيل : هما جميعا مصدر.
وقد قرأ عاصم الجحدري : «زلزالها» ، بالفتح.
٣ ـ (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها)
«ما لها» : ابتداء ، استفهام تام ، و «لها» : الخبر.
٦ ـ (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ)
«أشتاتا» : حال من «الناس».
٧ ، ٨ ـ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)
«فمن يعمل» : من ، شرط ، وهو اسم تام مبتدأ ، و «يره» : الخبر ، ومثله الثاني.
ـ ١٠٠ ـ
سورة العاديات
١ ـ (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً)
«ضبحا» : مصدر ، فى موضع الحال.
٢ ـ (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً)
«قدحا» : مصدر محض ، لأن ف «الموريات» بمعنى : ف «القادحات».
٣ ـ (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً)
«صبحا» : ظرف زمان ، عمل فيه «فالمغيرات».
٤ ـ (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً)
«نقعا» : مفعول به ب «أثرن».
٥ ـ (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً)
«جمعا» : حال.
٩ ، ١٠ ، ١١ ـ (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ
إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ)
العامل فى «إذا» ، عند المبرد : «بعثر» ولا يعمل فيه «يعلم» ، ولا «خبير» ، لأن الإنسان لا يراد منه العلم والاعتبار ذلك الوقت ، إنما يعتبر فى الدنيا ويعلم ، ولا يعمل ما بعد «إن» فيما قبلها ، لو قلت : يوم الجمعة إن زيدا قائم ، لم يجز إلا على كلامين وإضمار عامل ل «يوم» ، كأنك قلت : اذكر يوم الجمعة ، ثم قلت : إن زيدا قائم ؛
ولا يعمل فيه «قائم» البتة ، فأما «يومئذ» الثاني فالعامل فيه «خبير» ، وجاز أن يعمل ما بعد اللام فيما قبلها ، لأن التقدير فى «اللام» أن تكون فى الابتداء ، وإنما دخلت فى الخبر لدخول «إن» على الابتداء ، فيعمل الخبر فيما قبله ، وإن كان فيه «لام» على أصل حكم «اللام» فى التقدير قبل المبتدأ.
ـ ١٠١ ـ
سورة القارعة
١ ، ٢ ، ٣ ـ (الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ)
قد تقدم الكلام فيها وفيما كان مثلها ، مثل : «ما أدراك ماهيه» الآية : ١٠ ، وشبهة فى «الحاقة» : ٦٩ ، و «الواقعة» : ٥٦ ، وفى «القدر» : ٩٧
٤ ، ٥ ـ (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجِبالُ
كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ)
العامل فى «يوم» : القارعة ؛ أي : تقرع آذان الخلق يوم يكون.
وقيل : «القارعة» : رفع بإضمار فعل ، وذلك الفعل عامل فى «يوم» ؛ تقديره : ستأتى القارعة.
والأول أحسن.
«كالفراش» : الكاف ، فى موضع خبر «كان» ، ومثله : «كالعهن» ، والعهن : جمع عهنة.
٧ ـ (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ)
«من» : شرط ، اسم تام فى موضع رفع بالابتداء ، و «فهو» : الخبر ، ومثله : «من خفت» الآية : ٨
١٠ ـ (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ)
«هيه» : الهاء ، دخلت للوقف ، لبيان حركة الياء.
١١ ـ (نارٌ حامِيَةٌ)
«نار» : رفع على إضمار مبتدأ ؛ أي : هى نار.
ـ ١٠٢ ـ
سورة التكاثر
٦ ـ (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ)
«لترون» : من قرأ بضم «التاء» جعله فعلا رباعيا منقولا من «رأى» ، من رؤية العين ، فتعدى بنقله إلى الرباعي إلى مفعولين ، قام أحدهما مقام الفاعل ، وهو المضمر فى «لترون» ، مفعول لم يسم فاعله ، و «الجحيم» : المفعول الثاني.
ومن فتح «التاء» جعله فعلا ثلاثيا غير منقول إلى الرباعي ، فعداه إلى مفعول واحد ، لأنه فى الوجهين من رؤية العين.
٧ ـ (ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ)
«عين اليقين» : نصب على المصدر ، لأن معناه : لتعايننها عينا يقينا.
ـ ١٠٣ ـ
سورة العصر
١ ـ (وَالْعَصْرِ)
«والعصر» : هو قسم ، والواو بدل من الباء ؛ وتقديره : ورب العصر ، وكذلك التقدير فى كل قسم بغير الله. و «العصر» : الدهر.
٣ ـ (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) «
إلا الذين آمنوا» : فى موضع نصب على الاستثناء من «الإنسان» ، لأنه بمعنى الجماعة.
ـ ١٠٤ ـ
سورة الهمزة
١ ـ (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)
«ويل» : رفع بالابتداء ، وهو الاختيار ، ويجوز نصبه على المصدر ، أو على الإغراء
٢ ـ (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ)
«الذي» : فى موضع رفع على إضمار مبتدأ ؛ أي : هو الذي ، أو : فى موضع نصب على : «أعنى» ، أو : فى موضع خفض على البدل من «كل».
«وعدده» : فعل ماض مبنى على الفتح ؛ وقرأه الحسن بالتخفيف ، فهو منصوب على العطف على «مال» ؛ أي : وجمع عدده ، ولا يحسن أن يكون التخفيف فعلا ماضيا على إظهار التضعيف ، لأن إظهار التضعيف فى مثل هذا لا يجوز إلا فى شعر.
٣ ـ (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ)
«أن» : سدت مسد مفعولى «يحسب».
وكسر السين فى «يحسب» وفتحها : لغتان مشهورتان.
٤ ـ (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ)
«لينبذن» : هذا الفعل ونظيره مبنى على الفتح لأجل ملاصقة النون له ، وفيه ضمير يعود على «الذي».
وقرأ الحسن «لينبذان» على التثنية ، رده على المال وصاحبه ، وروى عنه «لينبذن» بضم الذال ، على الجمع ، رده على : الهمزة ، واللمزة ، والمال.
٥ ـ (وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ)
قد تقدم ذكرها (الآية : ٤)
٦ ـ (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ)
«نار الله» : رفع على إضمار : «هى» ، ابتداء وخبر.
٨ ـ (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ)
«مؤصدة» : من همزة جعله من : أصدت الباب : ضيقته ، لغة معروفة ، ومن لم يهمز جعله مخففا من الهمزة.
ويجوز أن يكون جعله من «أوصدت» ، لغة مشهورة فيه ، وهو مثل قولهم : وكدت وأكدت ، والتأكيد
والتوكيد ، ومثله : أرخت الكتاب ورخته ، لغتان ، وقوله : «بالوصيد» ١٨ : ١٨ ، يدل على «أوصدت» بالواو.
٩ ـ (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ)
«فى عمد» : من قرأها بفتحتين جعلها اسما للجميع ، لأن باب : فعول ، أو فعيل ، أو فعال ، أن يجمع على «فعل» نحو : كتاب وكتب ، ورسول ورسل ورغيف ورغف ، وقد قالوا : أديم وأدم ، وأفيق وأفق ، فهذا بمنزلة : عمود وعمد ، بالفتح.
ـ ١٠٥ ـ
سورة الفيل
١ ـ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ)
«كيف» : ظرف ، والعامل فيه «فعل» ، ولا يعمل فيه «تر» ، لأنه على معنى الاستفهام ، ولا يعمل فيه ما قبله.
٣ ـ (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ)
«أبابيل» : واحدها : أبول ، كعجول وعجال وعجاجيل.
وقيل : واحدها «إبيل» ، كسكين وسكاكين.
وقيل : واحدها «إبال» ، كدينار ودنانير ، وأصل «دينار» : دنار ، بتكرير النون فى الجمع والتصغير.
وقيل : هو جمع لا واحد له.
وقيل : هو اسم للجمع.
٤ ـ (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ)
«ترميهم» : فى موضع نصب نعت ل «طير» الآية : ٣ ، وكذلك «أبابيل» نعت ل «طير» ، فكأنه قال : جماعات متفرقة.
٥ ـ (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)
«كعصف» : الكاف ، فى موضع نصب مفعول ثان ل «جعل» ، لأنه بمعنى «صير».