قائمة الکتاب
سورة الصف
سورة الجمعة
سورة المنافقون
فصل في تعلق هذه السورة بالتي قبلها
سورة التغابن
سورة الطلاق
فصل في الإشهاد على الرجعية
١٥٥سورة التحريم
سورة الملك
سورة القلم
سورة الحاقة
سورة المعارج
الآيات : 15 ـ 18
٣٦٢سورة نوح
سورة الجن
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة القيامة
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٩ ]
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٩ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :599
تحمیل
وقرأ الزهريّ : «تؤويه (١) ، وتنجيه» بضم هاء الكناية ، على الأصل.
و «ثمّ ننجيه» عطف على «يفتدي» فهو داخل في خبر «لو» وتقدم الكلام فيها ، هل هي مصدرية أم شرطية في الماضي ، ومفعول «يودّ» محذوف ، أي : يودّ النّجاة.
وقيل : إنها هنا بمعنى «أن» وليس بشيء ، وفاعل «ينجيه» إما ضمير الافتداء الدالّ عليه «يفتدي» ، أو ضمير من تقدم ذكرهم ، وهو قوله : (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ).
و (مَنْ فِي الْأَرْضِ) مجرور عطفا على «بنيه» وما بعده ، أي : يودّ الافتداء بمن في الأرض أيضا و «حميما» إما حال ، وإما تأكيد ، ووحد باعتبار اللفظ.
فصل فيما يترتب على معنى «فصيلته» من أحكام
إذا وقف على فصيلته ، أو أوصى لها فمن ادعى العموم حمله على عشيرته ، ومن ادعى الخصوص حمله على الآباء الأدنى فالأدنى ، والأول أكثر في النطق ، قاله القرطبي (٢) و «تؤويه» تضمه وتؤمنه من خوف إن كان به ، (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) ، أي : ويود لو فدي بهم لافتدى (ثُمَّ يُنْجِيهِ) أي : ويخلصه ذلك الفداء ، فلا بدّ من هذا الإضمار ، كقوله : (وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ) [الأنعام : ١٢١] ، أي : وإن أكله لفسق.
وقيل : (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ) يقتضي جوابا بالفاء كقوله : (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ).
والجواب في هذه الآية (ثُمَّ يُنْجِيهِ) لأنّها من حروف العطف ، أي يودّ المجرم لو يفتدي ، وينجيه الافتداء.
قوله تعالى : (كَلاَّ إِنَّها لَظى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (١٦) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧) وَجَمَعَ فَأَوْعى)(١٨)
قوله : «كلا». ردع وزجر.
قال القرطبيّ (٣) : «وإنما تكون بمعنى «حقّا» ، وبمعنى «لا» وهي هنا تحتمل الأمرين ، فإذا كانت بمعنى «حقّا» فإن تمام الكلام «ينجيه» وإذا كانت بمعنى «لا» كان تمام الكلام عليها. إذ ليس ينجيه من عذاب الله إلا الافتداء».
قوله : (إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً) في الضّمير ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه ضمير النار ، وإن لم يجر لها ذكر لدلالة لفظ عذاب عليها.
والثاني : أنه ضمير القصة.
الثالث : أنه ضمير مبهم يترجم عنه الخبر ، قاله الزمخشريّ. وقد تقدم تحقيق ذلك في قوله تعالى : (إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا)(٤).
__________________
(١) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٣٦٧ ، والبحر المحيط ٨ / ٣٢٦ ، والدر المصون ٦ / ٣٧٦.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ١٨ / ١٨٦.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ١٨ / ١٨٦.
(٤) آية ٢٩ من سورة الأنعام.