أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي
المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٩
أخبرنا أحمد بن عبد الله المحامليّ ، حدّثنا أحمد بن يوسف بن خلاد ـ إملاء ـ حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن كثير مولى آل العبّاس ، حدثني داود بن رشيد قال : دخل غياث بن إبراهيم على المهديّ ـ وكان يحب الحمام التي تجيء من البعد ـ قال فحدثه ـ يعني حديثا ـ رفعه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا سبق إلا في حافر أو خف أو جناح» (٣) فأمر له بعشرة آلاف درهم ، فلما قام قال : أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم جناح ، ولكنه أراد أن يتقرب إلىّ.
حدثني عليّ بن أحمد بن عيسى بن موسى بن أبي محمّد بن المتوكل على الله قال : هذا كتاب جدي ، فقرأت فيه حدثني أبو بكر محمّد بن داود النّيسابوريّ ، حدّثنا محمّد بن غالب بن حرب ، حدّثنا موسى بن إسماعيل ، حدّثنا غياث بن إبراهيم. قال قال لي المهديّ : ما صنعتك؟ قلت : صنعة المفاليس. قال : وما صنعة المفاليس؟ قلت : طلب الحديث.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ومحمّد بن الحسين بن الفضل. قالا : أخبرنا دعلج بن أحمد حدّثنا ـ وفي حديث بن الفضل أخبرنا ـ أحمد بن عليّ الأبار حدّثنا يحيى بن أيّوب ، حدّثنا أبو المنذر الكوفيّ قال : كنا بمكة ، فقدم عطاء بن عجلان البصريّ ، فأخذ في الطواف ، فجاء غياث بن إبراهيم ، وكدام بن مسعر بن كدام ، وآخر قد سماه. فجعلوا يكتبون حديث عطاء ، فإذا مروا بعشرة أحاديث أدخلوا حديثا من غير حديثه ، حتى كتبوا أحاديث وهو يطوف ، قال فقال لهم حفص بن غياث : ويلكم اتقوا الله فاني أراكم ستصيرون آية للعالمين ، تريدون أن تهتكوا حرمة الشهر ، وحرمة البلدة ، وحرمة الإسلام؟ قال : فانتهروه وصاحوا به وقالوا أنت أحمق ، قال فقام من عندهم وتركهم ، فلما فرغ كلموه أن يحدثهم ورققوه ، فأخذ الكتاب فجعل يقرأ حتى انتهى إلى حديث فمر فيه فقرأه ، قال فنظر بعضهم إلى بعض ، ثم قرأ آخر حتى انتهى إلى الثالث فانتبه الشيخ واستضحكوا ، قال فقال لهم : إن كنتم أردتم شيني فعل الله بكم وفعل. قال أبو المنذر : فوثبت خشية أن تصيبني ، فإما كدام فاختلط ووسوس وكوى رأسه أربع كيات وأما غياث فبطل حديثه ولم يصدق ، حتى لو حدث بالصدق لم يصدق.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا الحسين بن أحمد بن صدقة ،
__________________
(٣) انظر الحديث في : سنن أبى داود ٢٥٧٤. وسنن الترمذي ٢٢. وسنن النسائي ٦ / ٢٢٧. وسنن ابن ماجة ٤٤ ، ٢٨٧٨. وصحيح ابن حبان ١٦٣٨.
حدّثنا أحمد بن زهير ، حدثني محمّد بن عبّاد بن موسى ، حدّثنا يزيد بن هارون ، حدثني خليفة بن موسى ، عن غياث بن إبراهيم قال : كان يكون الحديث الحسن عند الشيخ الذي لا يجوز حديثه ، فأجيء بالشيخ إلى الأعمش فيسمع الحديث منه ، فأرويه عن الأعمش وأطرح الشيخ.
وأخبرني عبيد الله ، حدثني أبي ، حدّثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدّقّاق ، حدّثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد قال سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول سمعت أبا أسامة يقول : كنت أذهب أنا وغياث إلى الأعمش ، فيحدثنا غياث بالأحاديث ليس عند الأعمش ، ثم ننصرف فيعود فيحدثنا بها الأعمش فيكتبها غياث. فأقول له ويلك أليس حدثته أنت بها؟ فيقول : اسكت هي من أبي محمّد أنفق.
أخبرني عليّ بن محمّد بن الحسن الحربي قال أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن عبد الله المديني. قال : سألت أبي عن غياث بن إبراهيم فضعفه.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال سمعت يحيى بن معين ـ وذكر عنده غياث بن إبراهيم ـ فقال يحيى : كان ضعيفا.
أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد قال حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد الحوشي ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدّثنا سليمان بن معبد قال سمعت يحيى يقول : كان غياث بن إبراهيم كذّابا.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد ابن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : غياث ليس بثقة ولا مأمون. قال أبو الفضل عباس : هو غياث بن إبراهيم.
أخبرنا البرقاني ، حدثني محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاريّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سئل يحيى بن معين ، عن غياث بن إبراهيم فقال : كوفي كذاب خبيث ـ قال لي أبو سفيان المعمري ـ وكان جاره ـ نسخ كتبي عن معمر كلها ثم وضعها في كتبه ولم يسمعها مني.
حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن عليّ الكتاني ، أخبرنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال : غياث بن إبراهيم ـ كان فيما سمعت غير واحد يقول ـ كان يضع الحديث.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، أخبرني محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي قال : سمعت محمّد بن إسماعيل البخاريّ يقول : غياث بن إبراهيم أبو عبد الرّحمن يعد في الكوفيين تركوه.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : قرئ على مكي بن عبدان ـ وأنا أسمع ـ قيل له : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو عبد الرّحمن غياث بن إبراهيم الكوفيّ متروك الحديث.
أخبرني محمّد بن أبي عليّ الأصبهانيّ قال أخبرنا أبو عليّ الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألته ـ يعني أبا داود ـ عن غياث بن إبراهيم قال : غير ثقة ولا مأمون.
أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدثني أبي. قال : غياث بن إبراهيم كوفي متروك الحديث.
أخبرني البرقاني ، حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن عليّ الأيادي ، حدّثنا زكريا الساجي. قال : غياث بن إبراهيم كوفي تركوه.
أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا عليّ صالح بن محمّد عن غياث بن إبراهيم فقال : كوفي كان يضع الحديث.
٦٧٦٨ ـ غسان بن عبيد ، الأزديّ :
من أهل الموصل حدث عن أبي عاتكة طريف بن سلمان ، ومالك بن أنس ، وابن أبي ذئب ، وسفيان الثوري ، وعكرمة بن عمار. روى عنه غير واحد من الغرباء ، وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها الحكم بن موسى روى عنه جامع سفيان الثوري ، وعبد الجبّار بن عاصم ، وسعدان بن نصر.
ويقال : إن غسان خرج عن الموصل فاستوطن الثغر ، وكتب الناس عنه هناك.
__________________
٦٧٦٨ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦٦٦١.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون النرسي وأبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار. قالا : حدّثنا محمّد بن عمرو بن البختري الرّزّاز ـ إملاء ـ حدّثنا سعدان بن نصر بن منصور البزّاز ، حدّثنا غسان بن عبيد ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبريّ ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ليأتين على الناس زمان لا يبالي أحدهم بما أخذ من المال ، بحلال أم حرام» (١).
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا الحسين بن صدقة ، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى بن معين.
وأخبرني العتيقي ، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرمي ، أخبرني محمّد بن يعقوب الأصم أن العبّاس بن محمّد بن حاتم حدثهم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : غسان الموصلي الذي يروي جامع سفيان ثقة.
كذا روى أحمد بن أبي خيثمة وعباس الدّوريّ عن يحيى. وروى إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن يحيى أنه ضعفه.
أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سئل يحيى ـ وأنا أسمع ـ عن غسان بن عبيد الموصلي فقال : قد رأيته هاهنا يعني ببغداد ـ ضعيف الحديث.
أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي ، حدّثنا عليّ بن الحسين بن حبان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ سألت أبا زكريا عن غسان بن عبيد الموصلي فقال أبو زكريا : كان قدم علينا هاهنا فنزل المدينة ، فأتيناه فإذا هو لا يعرف الحديث ، إلا أنه لم يكن من أهل الكذب ، ولكنه كان لا يعقل الحديث. قلت لأبي زكريا : سمع جامع سفيان من سفيان؟ قال لا ، إنما عرضه على سفيان.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : كتبنا عن غسان بن عبيد الموصلي ـ قدم علينا هاهنا ـ وكان قد سمع من سفيان أحاديث يسيرة ، وكتبت منها أحاديث ،
__________________
(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٧٧. ومسند أحمد ٢ / ٤٣٥ ، ٤٥٢. والسنن الكبرى للبيهقي ٥ / ٢٦٤ ، ٢٧٦. وفتح الباري ٤ / ٣١٣.
وخرجت حديثه منذ حين ، وإنما كان سمع من سفيان شيئا يسيرا. وأنكر أن يكون سمع الجامع من سفيان.
أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن خميرويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال محمّد بن عبد الله بن عمار : غسان بن عبيد الموصلي كان يعالج الكيمياء ، وما عرفناه بشيء من الحديث ، ولا حدث هاهنا بشيء.
أخبرني الحسن بن محمّد الخلال عن أبي الحسن الدار قطني قال : غسان بن عبيد موصلي صاحب التوزي صالح ، وضعفه أحمد.
٦٧٦٩ ـ غسان بن المفضل ، أبو معاوية الغلابي البصريّ :
سكن بغداد وحدث بها عن سفيان بن عيينة ، ومعتمر بن سليمان ، وعبد الوهّاب الثّقفيّ ، وبشر بن المفضل ، وخالد بن الحارث ، وأبي بحر البكراوي ، وأبي أسامة حمّاد بن أسامة ، وغيرهم. روى عنه ابنه المفضل ، ومحمّد بن عبد الله المخرمي ، وأبو الأحوص محمّد بن نصر الأثرم ، وجعفر بن محمّد الصّائغ ، وعبد الله بن مهران النّحويّ ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، ومحمّد بن غالب التمتام.
أخبرنا عليّ بن القاسم بن الحسن الشاهد ـ بالبصرة ـ حدّثنا عليّ بن إسحاق المادراني ، أخبرنا عبد الله بن مهران ، حدّثنا غسان بن المفضل الغلابي ، حدّثنا معتمر ابن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عن سعيد بن زيد وأسامة بن زيد عن النبيصلىاللهعليهوسلم قال : «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» (١).
أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن معروف الخشاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد ـ في تسمية من كان ببغداد في المحدثين ـ غسان بن المفضل الغلابي ويكنى أبا معاوية.
أخبرنا الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : وغسان بن المفضل ـ أبو معاوية الغلابي ـ كان من عقلاء الناس دخل على المأمون فاستعقله.
أخبرنا عليّ بن الحسين ـ صاحب العباسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال ،
__________________
٦٧٦٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٤٦.
(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٧ / ١١. وصحيح مسلم ، كتاب الذكر والدعاء باب ٢٦. وفتح الباري ٩ / ١٣٧.
حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال: وسألت يحيى بن معين عن الغلابي فقال ثقة.
أخبرني الحسن بن محمّد الخلال عن أبي الحسن الدار قطني قال : غسان بن المفضل الغلابي بصري ثقة.
أخبرنا عليّ بن محمّد السّمسار قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع : أن غسان بن المفضل أبا معاوية الغلابي مات في سنة تسع عشرة ومائتين.
٦٧٧٠ ـ غسّان بن الرّبيع بن منصور ، أبو محمّد الغسّانيّ الأزديّ :
من أهل الموصل سمع عبد الله بن عمرو بن مرة ، وأبا إسرائيل الملائي ، وجعفر بن ميسرة ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وحماد بن سلمة ، وثابت بن يزيد ، وعبد العزيز الماجشون والليث بن سعد ، وإسماعيل بن عياش. روى عنه أبو يعلى الموصلي ، وغيره من أهل بلده. وقدم بغداد وحدث بها فكتب عنه ، وحدث عنه من أهلها أحمد بن حنبل ، وحنبل بن إسحاق ، ويحيى بن معين ، وعباس الدّوريّ ، وأحمد بن يوسف التغلبي ، وهيذام بن قتيبة ، ويزيد بن الهيثم البادا ، وجعفر الصّائغ ، وإبراهيم الحربي. وكان نبيلا فاضلا ورعا.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ ، حدّثنا غسان بن الربيع ، حدّثنا أبو إسرائيل الملائي ـ واسمه إسماعيل ـ عن الحارث بن حصيرة الأزديّ عن ابن بريدة عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إني أشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من حجر ، أو مدر».
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا غسان بن الربيع ـ مع أبي عبد الله ـ حدّثنا أبو إسرائيل عن الحكم عن حنش قال : صليت خلف عليّ في الرحبة وصلّى على سهل بن حنيف ، فكبر ستا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمّد بن يوسف قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال : سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ـ وسئل : كتب يحيى بن معين ـ يعني عن غسان بن الربيع فقال : حديثا واحدا هو هذا.
__________________
٦٧٧٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١١٣.
أخبرنا يحيى بن معين ، حدّثنا غسان بن الربيع ، حدّثنا يوسف بن عبدة عن ثابت وحميد عن أنس قال : كان الأوس والخزرج ، فذكر الحديث.
أخبرني الخلال عن الدار قطني قال : وغسان بن الربيع صالح.
أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطبري ومحمّد بن عبد الملك القرشيّ قالا : حدّثنا أبو الحسن الدار قطني قال : غسان بن الربيع ضعيف.
كتب إلى أبو الفرج محمّد بن إدريس الموصلي يذكر أن أبا منصور المظفّر بن محمّد الطوسي حدثهم قال : حدّثنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس الأزديّ قال : توفي غسان بن الربيع بالموصل سنة ست وعشرين ومائتين.
٦٧٧١ ـ غسّان بن رضوان بن شعيب ، أبو الحسن البزّاز :
حدث عن الحسن بن عرفة ، وأحمد بن العبّاس النّسائيّ. روى عنه محمّد بن إبراهيم بن المقرئ الأصبهانيّ.
حدّثنا يحيى بن عليّ بن الطّيّب الدسكري ـ لفظا بحلوان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ـ بأصبهان ـ حدّثنا غسان بن رضوان بن شعيب أبو الحسن البزّاز ـ ببغداد ـ حدّثنا الحسن بن عرفة ، حدّثنا عبد الله بن المبارك عن عاصم الأحول عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الصيد فقال : «إذا رميت بسهمك فاذكر اسم الله عزوجل ، فإن قتل فكل ، إلا أن يكون وقع في ماء فلا تأكله ، لا تدري الماء قتله أم سهمك» (١).
٦٧٧٢ ـ غانم بن حميد بن يونس بن عبد الله ، أبو بكر الشعيري (١) :
حدث عن محمّد بن أبي العوّام الرياحي وغيره. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج ، وأبو الحسين بن جميع الصيداوي.
أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن عليّ بن عياض القاضي ـ بصور ـ وأبو نصر عليّ بن الحسين بن أحمد الورّاق ـ بصيدا ـ قالا : أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع الغسّانيّ ، حدّثنا غانم بن حميد بن يونس بن عبد الله ـ أبو بكر الشعيري ـ ببغداد ـ حدّثنا أبو عمارة أحمد بن محمّد ، حدّثنا الحسن بن عمرو بن سيف السدوسي ، حدّثنا
__________________
(١) ٦٧٧١ ـ انظر الحديث في : سنن الترمذي ١٤٦٩. وصحيح مسلم ، كتاب الصيد ٦ ، ٧.
(١) ٦٧٧٢ ـ الشعيري : هذه النسبة إلى بيع الشعير. (الأنساب / ٣٥٢).
القاسم بن مطيب ، حدّثنا منصور بن صدقة عن أبي معبد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ، ولم تطمث ، وإنما سماها فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار» (٢).
في إسناد هذا الحديث من المجهولين غير واحد ، وليس بثابت.
٦٧٧٣ ـ غانم بن عبد الله بن محمّد بن أبان بن بيان ، أبو الحسين البزّاز :
حدث عن أبي شعيب الحراني ، ومحمّد بن أحمد بن إبراهيم السّرّاج ، وغيرهما. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج ، وأحمد بن الفرج بن حجاج ، وعلي بن عمر بن دخان.
وذكر أبو الفتح بن مسرور البلخي أنه سمع منه وقال : كان ثقة.
٦٧٧٤ ـ غانم بن محمّد ، الورّاق :
حدث عن موسى بن هارون. روى عنه أحمد بن محمّد بن عمران الجندي.
٦٧٧٥ ـ غريب :
مولى ولد عليّ بن صالح صاحب المصلى. حدث عن الحسن بن عليل العنزي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني. وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
٦٧٧٦ ـ غريب بن عبد الله ، الخادم المعتضدي :
حدث عن جعفر بن محمّد الفريابي. روى عنه أحمد بن محمّد بن عمران الجندي. وذكر أنه سمع منه في دار الخلافة ـ باب بيت المال ـ في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
٦٧٧٧ ـ غالب بن محمّد ، البردعي :
حدث ببغداد عن محمّد بن مسلم بن وارة الرّازي. روى عنه أبو القاسم الطبراني.أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني ، حدّثنا غالب بن محمّد البردعي ـ ببغداد ـ حدّثنا محمّد بن مسلم بن
__________________
(٢) انظر الحديث في : تنزيه الشريعة ١ / ٤١٢. والفوائد المجموعة ٣٩٢. واللآلئ المصنوعة ١ / ٢٢٨. والأحاديث الضعيفة ٤٢٨. وكنز العمال ٣٤٢٢٦.
وارة الرّازي ، حدّثنا عمرو بن عاصم الكلابي ، حدّثنا جدي عبيد الله بن الوازع عن أيّوب السختياني عن أبي الزّبير عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ثلاث من فعلهن ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله أن يعينه ، وأن يبارك له ، من سعى في فكاك رقبة ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله أن يعينه وأن يبارك له ، ومن تزوج ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله أن يعينه وأن يبارك له ، ومن أحيا أرضا ميتة ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله أن يعينه وأن يبارك له» (١).
قال سليمان : لم يروه عن أيّوب إلا عبيد الله ، تفرد به عمرو بن عاصم.
٦٧٧٨ ـ غالب بن هلال بن محمّد بن سعدان بن جعفر بن عبد الرّحمن ، أبو العلاء الحفار (١) :
سمع عليّ بن معروف بن محمّد البزّاز. كتبت عنه ، وكان سماعه صحيحا.
أخبرنا غالب بن هلال الحفار ـ في سنة تسع وأربعمائة ـ قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن معروف البزّاز ، حدّثنا عبد الله بن أبي داود ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مسلم المقرئ ، حدّثنا يغنم بن قنبر ، حدّثنا أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر لا يدخل الحمام إلا بمئزر» (١).
مات غالب بن هلال الحفار قبل سنة عشرين وأربعمائة.
٦٧٧٩ ـ غصين بن براق ، أبو هلال الأحدب. الشّاعر المديني :
سماه وكناه ونسبه دعبل بن عليّ في كتاب طبقات الشعراء ، وذكر أنه كان أعرابيا ، وقال : هاجر إلى بغداد فأقام بها حتى مات ، وله ببغداد بنون ، وهو الذي يقول :
فلو أن ما بي بالحصى فلق الحصى
وذكر الشعر.
قلت : وذكر غير دعبل أنه كان مغنيّا.
__________________
(١) ٦٧٧٧ ـ انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ١٠ / ٣١٩. وكشف الخفا ١ / ٣٨٤. ومجمع الزوائد ٤ / ٢٥٧. وكنز العمال ٤٣٢٢٣.
(١) ٦٧٧٨ ـ الحفار : هذه النسبة لمن يحفر القبور. (الأنساب ٤ / ١٧٢).
(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٨٠١. وسنن النسائي ١ / ١٩٨. والمعجم الكبير ١١ / ١٩١. وصحيح ابن حبان ٢٣٨ ، ٢٠٥٣.
أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحيم المازني ، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ قال : حدثني محمّد بن المرزبان ، حدّثنا أبو بكر العامري ، حدّثنا محمّد بن زكريا قال : مررت بالأحدب المدني المغني ، فقلت له أنشدني شيئا من شعرك ، فأنشدني :
فلو أن ما بي بالحصى فلق الحصى |
|
وبالريح لم يوجد لهن هبوب |
ولو أنني أستغفر الله كلما |
|
ذكرتك لم تكتب على ذنوب |
ولو أن أنفاسي أصابت بحرها |
|
حديدا إذن ظل الحديد يذوب |
فعجبت من حسنه ، وقلت إن هذا الشعر لا يخرج إلا من قلب عاشق ، فقد قيل لبعض العرب لم صارت المراثي ، أرق أشعاركم؟ قال : لأنا نبكي بها على الآباء والأبناء من قلوب قرحة.
٦٧٨٠ ـ الغمر بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الغمر بن عبّاد بن النّعمان ، أبو أحمد الباوردي :
قدم بغداد وحدث بها عن حامد بن بلال البخاريّ. كتب عنه أبو الحسن بن رزقويه.
٦٧٨١ ـ غيلان بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان بن الحكم ، أبو القاسم الهمذانيّ البزّاز :
وهو أخو أبي طالب محمّد وكان الأكبر ، سمع أحمد بن سلمان النّجّاد ، وأبا بكر الشّافعيّ ، ودعلج بن أحمد ، وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا. كتبنا عنه وكان ثقة يسكن درب عبدة.
سمعت أبا طالب بن غيلان ـ وسئل عن مولد أخيه غيلان ـ فقال : في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، ومات في ليلة الجمعة ودفن بباب حرب يوم الجمعة التاسع عشر من شعبان سنة ست عشرة وأربعمائة.
انقضى حرف العين
__________________
٦٧٨٠ ـ انظر : الأنساب للسمعاني ٢ / ٦٥.
باب الفاء
ذكر من اسمه الفضل
٦٧٨٢ ـ الفضل بن يحيى بن خالد. البرمكي :
أخو جعفر وكان رضيع هارون الرّشيد ، وولاه الرّشيد أعمالا جليلة بخراسان وغيرها ، وكان أندى كفا من أخيه جعفر ، إلا أنه كان فيه كبر شديد ، وكان جعفر أطلق وجها ، وأظهر بشرا. ولما غضب هارون الرّشيد على البرامكة وقتل جعفرا ، خلد الفضل في الحبس مع أبيه يحيى ، فلم يزالا محبوسين حتى ماتا في حبسهما.
قرأت على الحسن بن عليّ الجوهريّ عن أبي عبيد الله المرزباني قال : أخبرني محمّد بن يحيى الصولي قال : كان مولد الفضل بن يحيى لسبع بقين من ذي الحجة سنة سبع وأربعين ومائة. وأم الفضل زبيدة بنت سنين بربرية مولدة المدينة ، فأرضعت الخيزران الفضل ، وأرضعت زبيدة أم الفضل الرّشيد أياما حتى صارا رضيعين ، وفي ذلك يقول مروان بن أبي حفصة في قصيدة يمدح بها الفضل :
كفى لك فضلا أن أفضل حرة |
|
غذتك بثدي والخليفة واحد |
لقد زنت يحيى في المشاهد كلها |
|
كما زان يحيى خالدا في المشاهد |
أخبرني أبو القاسم الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة ، حدثني محمّد بن الحسين بن هشام قال : حدثني عليّ بن الجهم عن أبيه قال : أصبحت ذات يوم وأنا في غاية الخلة والضيقة ، ما أهتدي إلى دينار ولا درهم ولا أملك إلا دابة عجفاء ، وخادما خلقا ، فطلبت الخادم فلم أجده ، ثم جاء فقلت أين كنت؟ فقال كنت في احتيال شيء لك ، وعلف لدابتك ، فو الله ما قدرت عليه. فقلت : أسرج لي دابتي فأسرجها ، وركبت ، فلما صرت في سوق يحيى ، فإذا أنا بموكب عظيم ، وإذا الفضل بن يحيى بن خالد ، فلما بصر بي قال : سر ، فسرنا قليلا وحجز بيني وبينه غلام يحمل طبقا على باب يصيح بجارية ، فوقف الفضل طويلا ثم قال سر! ثم قال أتدري ما وقفني؟ قلت إن رأيت أن تعلمني ، قال : كانت لأختي جارية وكنت أحبها حبّا شديدا ، وأستحي من أختي أن أطلبها منها ، ففطنت أختي لذلك ، فلما كان في هذا اليوم لبستها وزينتها وبعثت بها إلى ، فما كان في عمري يوم هو أطيب عندي من يومي هذا ، فلما كان في هذا الوقت جاءني رسول أمير المؤمنين فأزعجني وقطع على لذتي ، فلما صرت إلى هذا المكان دعا هذا الغلام صاحب الطبق
__________________
٦٧٨٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٢٠٨.
باسم تلك الجارية ، فارتحت لندائه ، ووقفت. فقلت : أصابك ما أصاب أخا بني عامر حيث يقول :
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى |
|
فهيج أحزان الفؤاد وما يدري |
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما |
|
أطار بليلي طائرا كان في صدري |
فقال : اكتب لي هذين البيتين ، فعدلت أطلب ورقة أكتب له البيتين فيها فلم أجد ، فرهنت خاتمي عند بقال ، وأخذت ورقة فكتبتهما فيها ، وأدركته بها فقال لي ارجع إلى منزلك ، فرجعت ونزلت ، فقال لي الخادم أعطني خاتمك أرهنه على قوتك اليوم ، فقلت قد رهنته ، فما أمسيت حتى بعث إلى بثلاثين ألف درهم جائزة ، وعشرة آلاف درهم سلفا لشهرين من رزق أجراه لي.
أخبرني أبو القاسم سلامة بن الحسين الخفّاف المقرئ ، وأبو الطالب عمر بن محمّد ابن عبيد الله المؤدّب قالا : أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل ، أخبرنا عبد الله بن أبي سعيد قال : حدثني عبد الله بن الحارث المروزيّ قال : أخبرني هاشم بن نامجور (١) قال : مر الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك بعمرو بن جميل التّميميّ ببلخ ـ وعمرو في مضربه يطعم الناس ـ فلم يقف الفضل ولم يسلم عليه ، فوجد عمرو في نفسه ، فلما نزل الفضل قال : ينبغي لنا أن نعين عمرا على مروءته ، فبعث إليه بألف ألف درهم.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا محمّد بن الحسن ابن دريد الأزديّ ، أخبرنا الحسن بن خضر ، حدثني أبي عن العتابي قال : اجتمعنا على باب الفضل بن يحيى البرمكي بأرمينية أربعة آلاف رجل ، يطلب كل بأدب ، وشعر ، وكتابة ، وشفاعة ، وكان الزوار يسمون في ذلك العصر السؤال ، فقال الفضل ـ لكرمه ـ سموهم الزوار ، فلزمهم هذا الاسم إلى اليوم.
أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي ، حدّثنا أحمد بن عمر الأخباري عن جده قال : كان الفضل ابن يحيى عبسا بسرا وكان سخيّا كريما ، وكان أخوه جعفر بن يحيى طلقا بشرا ، وكان بخيلا لا عطاء له، وكان الناس إلى لقاء جعفر أميل منهم إلى لقاء الفضل.
وأخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا المرزباني ، حدّثنا أحمد بن أحمد بن عيسى المكي ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاد قال : بلغ يحيى بن خالد أن ابنه الفضل وهب
__________________
(١) هكذا في الأصل.
لغلامه الطباخ مائة ألف درهم ، فقال له في ذلك ، فقال الفضل : إن هذا غلام صحبني وأنا لا أملك شيئا ، واجتهد في نصيحتي ، وقد قال الشّاعر :
إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا |
|
من كان يؤنسهم في المنزل الخشن |
أخبرنا أبو القاسم الأزهري وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قالا : أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ الكوفيّ ، أخبرنا أبو بكر الصولي ، حدّثنا أبو الحسن البرذعي قال : حدثني محمّد بن الحسن مصقول عن العتابي قال : كنا بباب الفضل بن يحيى البرمكي أربعة آلاف ، ما بين شاعر ، وزائر ، وفينا فتى يحدثنا ونجتمع إليه ، فبينا هو ذات يوم قاعد إذ أقبل إليه غلام له كأجمل الغلمان ، فقال له : يا مولاي أخرجتني من بين أبوي ، وزعمت أن لك وصلة بالملوك ، فقد صرنا إلى أسوأ ما يكون من الحال. وقال : إن رأيت أن تأذن لي فأنصرف إلى أبوي فعلت. قال فاغرورقت عينا الفتى ثم قال ائتني بدواة وقرطاس ، فأتاه بهما فقعد حجزة ـ يعني ناحية ـ فكتب رقعة ، ثم عاد إلى مجلسه ثم قال للغلام : انصرف إلى وقت رجوعي إليك ، فبينا نحن كذلك إذ جاء رجل يستأذن على الفضل ، فقام إليه الفتى فقال : توصل رقعتي هذه إلى الأمير؟ قال وما في رقعتك؟ قال : أمدح نفسي وأحث الأمير على قبولي ، قال : هذه حاجة لك دون الأمير. فإن رأيت أن تعفيني فعلت ، قال : قد فعلت ، فعاد إلى مجلسه فخرج الحاجب فقام إليه ، فقال له مثل مقالته الأولى ، فاستظرفه الحاجب وقال : إن رجلا يتصل بمثل الفضل يمدح نفسه لا يمدح الفضل عجيب ، فأخذ منه الرقعة ثم دخل فلوحها للفضل ، فقرأ منها سطرين وهو مستلق على فراشه ، ثم استوى قاعدا وتناول الرقعة فقرأها ، فلما فرغ من الرقعة قال للحاجب : أين صاحب الرقعة؟ قال أعز الله الأمير ، لا والله لا أعرفه لكثرة من بالباب ، فقال الفضل : أنا أنبذه لك الساعة يا غلام اصعد القصر فناد أين مادح نفسه؟ فقام الغلام فصاح ، فقام الفتى من بيننا بغير رداء ولا حذاء فلما مثل بين يدي الفضل قال له : أنت القائل ما فيها؟ قال : نعم! قال : أنشدني فأنشأ الفتى يقول :
أنا من بغية الأمير وكنز |
|
من كنوز الأمير ذو أرباح |
كاتب حاسب خطيب بليغ |
|
ناصح زائد على النصاح |
شاعر مفلق أخف من الري |
|
شة مما يكون تحت الجناح |
ثم أروى عن ابن هرمة للن |
|
اس لشعر محبر الإيضاح |
لي في النحو فطنة ونفاذ |
|
لي فيه قلادة بوشاح |
إن رمى بي الأمير أصلحه الله |
|
رماحا صدمت حد الرماح |
لست بالضخم يا أمير ولا الفد |
|
م ولا بالمجحدر الدحداح |
لحية سبطة ووجه جميل |
|
واتقاد كشعلة المصباح |
وظريف الحديث من كل لون |
|
وبصير بحاليات ملاح |
كم وكم قد خبأت عندي حديثا |
|
هو عند الملوك كالتفاح |
أيمن الناس طائرا يوم صيد |
|
في غدو خرجت أم في رواح |
أبصر الناس بالجوارح والخي |
|
ل وبالخرد الحسان الملاح |
كل هذا جمعت والحمد لله |
|
على أنني ظريف المزاح |
لست بالناسك المشمر ثوبي |
|
ه ولا الماجن الخليع الوقاح |
إن دعاني الأمير عاين مني |
|
شمريا كالجلجل الصياح |
فقال له الفضل :
كاتب ، حاسب ، خطيب أديب |
|
ناصح ، زائد على النصاح |
قال : نعم أصلح الله الأمير. فقال الفضل : يا غلام الكتب التي وردت من فارس فأتت بها ، فقال للفتى خذها فاقرأها واجب عنها. فجلس بين يدي الفضل يكتب فقال له الحاجب اعتزل يكون أذهن لك ، فقال هاهنا الرأي أجمع بحيث الرغبة والرهبة ، فلما فرغ من الكتب عرضها على الفضل ، فكأنما شق عن قلبه. فقال الفضل : يا غلام بدرة ، بدرة ، بدرة. فقال الفتى للغلام أعز الله الأمير دنانير أو دراهم؟ قال دنانير يا غلام. فلما وضعت البدرة بين يديه قال الفضل : احملها بارك الله لك فيها ، قال الفتى والله أيها الأمير ما أنا بحمال وما للحمل خلقت ، فإن رأى الأمير أن يأمر بعض غلمانه بحملها على أن الغلام لي ، فأشار الفضل إلى بعض الغلمان فأشار الفتى إليه مكانك ، فقال : إن رأى الأمير أيده الله أن يجعل الخيار إلى في الغلمان كما فعل بين البدرتين فعل ، فقال اختر! فاختار أجملهم غلاما فقال احمل فلما صارت البدرة على منكب الغلام بكى الفتى فاستفظع الفضل ذلك وقال ويلك استقلالا؟ قال لا والله أيدك الله ، ولقد أكثرت ، ولكن أسفا أن الأرض توارى مثلك! قال الفضل : هذا أجود من الأول. يا غلام زده كسوة وحملانا. قال العتابي : فلقد كنت أرى ركاب الفتى تحت ركاب الفضل.
أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : فلم يزل الفضل ويحيى في حبس الرّشيد حتى مات يحيى سنة تسعين ، ومات الفضل سنة ثلاث وتسعين ومائة في المحرم.
قلت : وذكر الصولي أن الفضل مات في شهر رمضان من سنة اثنتين وتسعين ومائة قبل موت الرّشيد بشهور.
٦٧٨٣ ـ الفضل بن حبيب ، المدائنيّ السّرّاج :
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الله بن العلاء بن زبر ، وحيان أبي زهير ، والمغيرة ابن مسلم السّرّاج. روى عنه يحيى بن معين ، ويزيد بن عمر بن جنزة المدائنيّ.
حدّثنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد الله بن محمّد الحربي ـ إملاء ـ حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا معاذ بن المثنّى ، حدّثنا يحيى بن معين قال : حدّثنا الفضل بن حبيب السّرّاج عن عبد الله بن العلاء ـ يعني ابن زبر ـ عن الضحاك بن عبد الرّحمن قال : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة أن يقال له ألم نصح جسمك ونروك من الماء البارد؟».
أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سألت يحيى بن معين عن الفضل بن حبيب السّرّاج فقال : شيخ من أهل المدائن كان هاهنا ببغداد في السراجين ، لم يكن به بأس.
٦٧٨٤ ـ الفضل بن سهل بن عبد الله ، أبو العبّاس الملقب ذا الرئاستين :
كان من أولاد ملوك المجوس ، وأسلم أبوه سهل في أيام هارون الرّشيد ، واتصل بيحيى بن خالد البرمكي ، واتصل الفضل والحسن ابنا سهل بالفضل وجعفر ابني يحيى بن خالد فضم جعفر بن يحيى الفضل بن سهل إلى المأمون ـ وهو ولي عهد ـ ويقال إن الفضل بن سهل أراد أن يسلم ، فكره أن يسلم على يد الرّشيد والمأمون ، فصار وحده إلى المسجد الجامع يوم الجمعة ، فأسلم واغتسل ولبس ثيابه ، ورجع مسلما. وغلب على المأمون لما وصل به للفضل الذي كان فيه ، فإنه كان أكرم الناس عهدا ، وأحسنهم وفاء وودا ، وأجزلهم عطاء وبذلا ، وأبلغهم لسانا ، وأكتبهم يدا. وفوض إليه المأمون ـ لما استخلف ـ أموره كلها ، وسماه ذا الرئاستين لتدبيره أمر السيف والقلم.
__________________
٦٧٨٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١١٠.
وقد روى عنه حديث مسند حدثنيه أبو طالب يحيى بن عليّ بن الطّيّب الدسكري ـ لفظا بحلوان ـ حدّثنا أبو عمر ضرار بن رافع بن ضرار الضّبّي الكاتب الهرويّ قال : حدثني أبو الحسن عبد الله بن موسى البغداديّ الكاتب ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن مهدي الفقيه المتكلم النّحويّ ، حدّثنا عليّ أبو محمّد المزني ـ وكان كاتبا أديبا ـ قال : حدثني عبد الله بن أحمد البلخي وهو أبو القاسم الكعبي المتكلم ـ وكان كاتبا لمحمّد ابن زيد ـ قال : حدثني أبي قال : حدثني عبد الله بن طاهر قال : حدثني طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق قال : حدثني الفضل بن سهل ـ ذو الرئاستين ـ قال : حدثني يحيى بن خالد بن برمك قال : حدثني عبد الحميد الكاتب قال : حدثني سالم ابن هشام الكاتب قال : حدثني عبد الملك بن مروان كاتب عثمان قال : حدثني زيد ابن ثابت كاتب الوحي قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «إذا كتبت بسم الله الرحمن الرحيم فبين السين فيه» (١).
أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ الخفّاف وعمر بن محمّد بن عبيد الله المؤدّب قالا : أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ قال : حدّثنا القاضي الحسين بن إسماعيل قال : حدّثنا عبد الله بن أبي سعد قال : حدثني محمّد بن عبد الله بن طهمان قال : حدثني أبو الخطّاب الأزديّ قال : كان مسلم بن الوليد الأنصاريّ والفضل بن سهل متجاورين في قنطرة البردان ، وكانا صديقين ، فلما ولى الفضل الوزارة بمرو خرج إليه مسلم فقال له ، ألست الذي يقول :
فاجر مع الدهر إلى غاية |
|
يرفع فيها حالك الحال |
قال : فقال له الفضل : قد صرنا إلى الحال التي أجريت إليه. فأمر له بثلاثين ألف درهم.
قلت : وهذا البيت من جملة أبيات لمسلم بن الوليد ، وأولها :
بالغمر من زينب أطلال |
|
مرت بها بعدك أحوال |
وقائل ليس له همة |
|
كلا ولكن ليس لي مال |
وهيبة المعتز أمنية |
|
عون على الدهر وأشغال |
لا جدة ينهض عزمي بها |
|
والناس سآل ونحال |
فاجر مع الدهر إلى غاية |
|
يرفع فيها حالك الحال |
__________________
(١) انظر الحديث في : الدر المنثور ١ / ١٠. وكنز العمال ٢٩٣٠٠. والبداية والنهاية ١٠ / ١٩٥. وتاريخ ابن عساكر ٥ / ٣١.
أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء قال : حدثني الزّبير ـ يعني ابن بكّار ـ قال : سمعت التّميميّ ينشد الفضل بن سهل :
لعمرك ما الأشراف في كل بلدة |
|
ـ وإن عظموا ـ للفضل إلا صنائع |
ترى عظماء الناس للفضل خشعا |
|
إذا ما بدا والفضل لله خاشع |
تواضع لما زاده الله قدرة |
|
وكل عزيز عنده متواضع |
أخبرنا أبو بشر محمّد بن أبي السري الوكيل ، حدّثنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني الصولي قال : أنشدنا ثعلب وأبو ذكوان قالا : أنشدنا إبراهيم ابن العبّاس الصولي لنفسه في الفضل بن سهل :
لفضل بن سهل يد |
|
تقاصر عنها المثل |
فبسطتها للغني |
|
وسطوتها للأجل |
وباطنها للندى |
|
وظاهرها للقبل |
فأخذه ابن الرّوميّ فقال للقاسم بن عبد الله :
أصبحت بين خصاصة وتجمل |
|
والمرء بينهما يموت هزيلا |
فامدد إلى يدا تعوّد بطنها |
|
بذل النوال وظهرها التقبيلا |
أخبرنا عليّ بن أبي عليّ البصريّ ، حدّثنا عليّ بن محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن بشّار الأنباريّ قال : حدثني أبي ، حدّثنا أبو عكرمة الضّبّي قال : عتب الفضل بن سهل على بعض أصحابه فأعتبه وراجع محبته ، فأنشأ الفضل يقول :
انها محنة الكرام إذا ما |
|
أجرموا أو تجرموا الذنب تابوا |
واستقاموا على المحبة للإخ |
|
وان فيما ينوبهم وأنابوا |
قال : ووجه الفضل بن سهل إلى رجل بجائزة وكتب إليه : قد وجهت إليك بجائزة لا أعظمها مكثرا ، ولا أقللها تجبرا ، ولا أقطع لك بعدها رجاء ، ولا أستثيبك عليها ثناء ، والسلام.
أخبرنا أبو الحسن عليّ بن القاسم بن الحسن الشاهد ـ بالبصرة ـ حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا أبو العيناء محمّد بن القاسم قال : قال الفضل بن سهل : رأيت جملة البخل سوء الظن بالله تعالى ، وجملة السخاء حسن الظن بالله تعالى.
قال الله عزوجل : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) [البقرة ٢٦٨] وقال الله عزوجل :(وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ ٢٩].
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المنكدري ، حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أحمد المقرئ ، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا القاسم بن إسماعيل قال : حدثني إبراهيم بن العبّاس الصولي الكاتب قال : اعتل الفضل بن سهل ذو الرئاستين علة بخراسان ، ثم برأ فجلس للناس فهنئوه بالعافية ، وتصرفوا في الكلام ، فلما فرغوا أقبل على الناس فقال : إن في العلل لنعما ينبغي للعقلاء أن يعلموها. تمحيص للذنب ، وتعرض لثواب الصبر وإيقاظ من الغفلة ، وادّكار للنعمة في حال الصحة ، واستدعاء للتوبة ، وحض على الصدقة ، وفي قضاء الله وقدره بعد الخيار. فنسي الناس ما تكلموا به وانصرفوا بكلام الفضل.
أخبرنا أبو عليّ الحسن بن محمّد بن عمر النرسي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن المكتفي بالله ، حدّثنا ابن الأنباريّ قال : قال رجل للفضل بن سهل : أسكتني عن وصفك ، تساوي أفعالك في السؤدد ، وحيرني فيها كثرة عددها ، فليس لي إلى ذكر جميعها سبيل ، وإذا أردت وصف واحدة اعترضت أختها إذ كانت الأولى أحق بالذكر ، فلست أصفها إلا بإظهار العجز عن وصفها.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إلى محمّد بن إبراهيم الجوري أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال : حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّي قال : حدثني أبو حسّان الزيادي قال : سنة اثنتين ومائتين فيها قتل ذو الرئاستين الفضل بن سهل ـ يوم الخميس ـ لليلتين خلتا من شعبان ويكنى أبا العبّاس بسرخس في حمام. اغتاله نفر ، فدخلوا عليه فقتلوه ، فقتل به أمير المؤمنين المأمون عبد العزيز بن عمران الطائي ، ومويس بن عمران البصريّ ، وخلف بن عمر المصري ، وعلي بن أبي سعيد ، وسراجا الخادم.
قلت : وكان عمر الفضل بن سهل على ما ذكر الحافظ إحدى وأربعين سنة وخمسة أشهر.
٦٧٨٥ ـ الفضل بن الربيع بن يونس بن محمّد بن أبي فروة واسم أبي فروة كيسان ، وكنية الفضل أبو العبّاس :
وكان حاجب هارون الرّشيد ، ومحمّد الأمين وكان أبوه حاجب المنصور ،
__________________
٦٧٨٥ ـ انظر : المنظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٨٥ ـ ١٨٨.
والمهدي ، ولما أفضت الخلافة إلى الأمين قدم الفضل عليه من خراسان ـ وكان في صحبة الرّشيد إلى أن مات بطوس ـ فأكرم الأمين الفضل وألقى أزمة الأمور إليه ، وعول في مهماته عليه. وقد أسند الحديث عن المنصور والمهدي أميري المؤمنين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن المظفّر ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق بن الحسين ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن عمر الواقدي ، حدّثنا أبي عن الفضل ابن الربيع عن المنصور ـ أبي جعفر ـ عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تمسح يدك بثوب من لا تكسوه» (١).
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن جعفر البرقاني ـ بأصبهان ـ حدّثنا الحسن بن محمّد الزعفراني ، أخبرنا عبيد الله بن جعفر بن محمّد الرّازي ، حدّثنا عامر ابن بشر ، حدّثنا أبو حسّان الزياديّ ، حدّثنا الفضل بن الربيع عن أبيه عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من كنت مولاه فعلى مولاه» (٢).
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدّقّاق ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، أخبرنا ميمون بن هارون عن أبي هفان قال : حدثني الحسين الكوفيّ قال : لما قدم الفضل بن الربيع بغداد إلى محمّد بعد موت الرّشيد بالأموال والقضيب والخاتم ، اشتد فرحه وسروره ، وقربه وألطفه ، وقلده أموره وأعماله ، وفوض إليه ما وراء بابه. فكان هو الذي يولى ويعزل ، وتخلى محمّد لتوديع يديه (٣) واحتجب عن الناس فلم يكن يقعد إلا في الدهر ، فقال له أبو نواس :
لعمرك ما غاب الأمين محمّد |
|
عن الأمر يعنيه إذا شهد الفضل |
ولو لا مواريث الخلافة أنها |
|
له دونه ما كان بينهما فضل |
وإن كانت الأخبار فيها تباين |
|
فقولهما قول وفعلهما فعل |
أرى الفضل للدنيا وللدين جامعا |
|
كما السهم فيه الفوق والريش والنصل |
أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : مات الفضل بن الربيع سنة سبع ومائتين.
__________________
(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ٢٥٩. المستدرك ٤ / ٢٧٢. والسنن الكبرى للبيهقي ٣ / ٢٣٣.
(٢) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.
(٣) هكذا في الأصول.