السيّد محمّد الوحيدي
المحقق: الشيخ هاشم الصالحي
المترجم: الشيخ هاشم الصالحي
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: انتشارات محمّد الوفائي
المطبعة: سپهر
الطبعة: ١
ISBN: 964-6013-03-1
الصفحات: ٣٠٠
فهي الوصول الى المدارج العالية في الجنّة والمقامات السّامية بالشّفاعة وتقسيم النّعيم والجحيم.
(وَالمَقَامُ المَحمُودُ)
أي المقام الذي يحمد جميع خلائق النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم من تعجيل الحساب ، والخلاص من طول الوقوف في الحشر ، وفي هذا أشارة الى قوله تعالى : (عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) (١).
وهو الشّفاعة الكبرى ، كما روي عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام أن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يخر ساجداً في القيامة فيمكث ما شاء فيقول الله أرفع رأسك وشفع تشفع واسأل تعط وذلك قوله : (عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) (٢).
وكذلك عن الإمام الصادق عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا قمت المقام المحمود تشفعت في اصحاب الكبائر من اُمّتي فيشفعني الله فيهم ، والله لا تشفعت فيمن آذى ذرّيتي» (٣).
أو المراد منها المنبر الذي ينصب للنّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الإمام الصادق قال : قال النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود وهو واف لي به ، فاذا كان يوم القيامة نصب لي منبر له ألف درجة فأصعد حتى أعلو فوقه فيأتيني جبرائيل عليهالسلام بلواء الحمد فيضعه في يدي ... ويأتي رضوان بمفاتيح الجنة ... ويأتي مالك خازن النار ... بمفاتيح النار فأضها ـ
__________________
(١) الاسراء : ٧٩.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٨ ، ص ٤٨.
(٣) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٨ ، ص ٣٦ ، الامالي : للشّيخ الصّدوق رحمه الله ، ص ١٧٧.
جميعاً في يد علي عليهالسلام فهي قول الله تعالى : (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) (١) (٢).
(وَالمَكانُ المَعْلُومُ عند الله)
ويراد منها الرّتبة العظيمة أو الوسيلة (٣) أو الشفاعة.
(والجَاةُ العَظِيمُ والشَّأنُ الكَبيرُ والشَّفاعَةُ المَقْبولَةُ)
أي في يوم القيامة ان الشفاعة الكبرى والمقام العظيم والمرتبة العالية لكم عن سماعة قال : كنت قاعداً مع أبي الحسن الاول عليهالسلام والناس في الطّواف في جوف الليل فقال عليهالسلام :
«يا سماعة إلينا إيات الخلق وعلينا حسابهم ، فما كان لهم من الذنب بينهم وبين الله عزّ وجلّ حتمنا على الله في تركه لنا فأجابنا إلى ذلك ، وما كان بينهم وبين النّاس استوهبناه منهم وأجابوا إلى ذلك وعوضهم الله عزّ وجلّ» (٤).
ووردت اخبار كثيرة ان ساقي الكوثر وحامل لواء الحمد وقسيم الجنة والنار علي بن أبي طالب عليهالسلام (٥) ، بل وشأنهم أعظم من ذلك ، وورد عن الإمام الرضا عليهالسلام
__________________
(١) ق : ٢٤.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٧ ، ص ٣٣٥ ، تفسير الفرات : ص ١٦٧ الى ص ١٦٨.
كذلك ورد أنّ لواء الحمد يوم القيامة بيده عليهالسلام في الطبري في رياض النضرة : ج ٢ ، ص ٢٠١ ، وج٢ ، ص ٢٠٣ ، وذخائر العقبى : ص ٧٥ ، وفضائل الخمسة : ج ٣ ، ص ٩٥ ، وكنز العمال : ج ٦ ، ص ٣٩٣ ، وج ٦ ، ص ٤٠٠. وبأسانيد أمثال : ابن عباس عن عمر بن الخطّاب ، وأبي سعيد الخدري ، ومخدوج بن زيد الباهلي ، جميعاً عن النبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم وغيرهم.
(٣) وقد ورد عن علي عليهالسلام عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «في الجنّة درجة تدعى الوسيلة ، فإذا سألتم الله تعالى فاسألوا لي الوسيلة : قالوا : يا رسول الله من يسكن فيها معك؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «علي وفاطمة والحسن والحسين» وفي حديث مثله رواه النبهاني في الأنوار المحمّدية : ص ٦٢٩ ط الأدبية بيروت ، ابن المغازي في مناقبه : ص ٢٤٧ ، المتقى الهندي في منتخب الكنز هامش مسند الامام أحمد : ج ٥ ، ص ٩٤.
(٤) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه ال له ، ج ٨ ، ص ٥٧ ، روضة الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ص ١٦٢.
(٥) راجع بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٧ ، ص ٣٦٦ ، الى ٣٤٠.
عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
«يا علي أنت أوّل مَن يدخل الجنّة وبيدك لواء الحمد ، وهو سبعون شقّة الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر ... الخبر» (١).
عن ابن عباس عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «أتاني جبرائيل وهو فرح مستبشر ، فقلت : حبيبي جبرائيل مع ما أنت فيه من الفرح ما منزلة أخي وأبن عمي علي بن أبي طالب عليهالسلام عند ربّه.
فقال جبرائيل عليهالسلام : والذي بعثك بالنّبوة واصطفاك بالرّسالة ما هبطت في وقتي هذا إلّا لهذا يا محمّد ، الله العلي الأعلى يقرئكما السّلام وقال عزّ وجلّ : «محمّد نبيّ رحمتي وعلي مقيم حجّتي لا أعذب من والاه وإن عصاني ، ولا أرحمن من عاداه وإن أطاعني».
ثم قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا كان يوم القيامة يأتيني جبرائيل ومعه لواء الحمد وهو سبعون شقّة والشقّة منه أوسع من الشمس والقمر وأنا على كرسي من كراسي الرضوان فوق منبر من منابر القدس فأخذه وأدفعه الى علي بن أبي طالب عليهالسلام».
فوثب الثّاني (٢) وقال : يا رسول الله وكيف يطيق علي حمل لواء وقد ذكرت أنّه سبعون شقّة الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر ، فقال النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«إذا كان يوم القيامة يعطي الله عليّاً من القوة مثل قوة جبرائيل ومن النور مثل نور آدم ومن الحلم مثل حلم رضوان ومن الجمال مثل جمال يوسف ومن الصوت ما ياني صوت داود لو لا أن يكون داود خطيباً لعلي في الجنان لاُعطي مثل صوته وأن عليّاً أوّل من يشرب من السبيل والزنجبيل لا يجوز لعليّ قدم
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٨ ، ص ٤ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ص ١٦٨.
(٢) الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.
على الصراط إلّا وثبتت له مكانها اخرى وأنّ لعلي وشيعته من الله مكاناً يغبطه به الأولون والاخرون» (١).
(رَبَّنَا آمَنَّا بِما أنْزَلْتَ)
أي بما أنزلت في حق علي عليهالسلام وأولاد عليّ عليهالسلام من الولاية وابلاغ الخلافة ، ونصب الامامة وكأن هذه الفقرة المباركة إشارة إلى قوله تعالى : (بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ) (٢).
أو المراد منها كلّ ما نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الشرائع وأحكام الدّين والقرآن.
(واتَّبَعْنَا الرَّسُولَ)
إتبعناه صلىاللهعليهوآلهوسلم في ما أمرنا به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من إطاعتكم والتمسك بولايتكم (٣) ، أو في كلّ أوامره صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(فَاكتُبْنا مَعَ الشّاهِدِيْنَ)
أي اُكتبنا في زمرة الحاضرين والشاهدين يعني الذين آمنوا بهذا الامر عندما نصبه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو اكتبنا مع ائمّتنا عليهمالسلام لانّهم شهداء الله سبحانه على خلقه كما تقدم ، أو اكتبنا مع الانبياء عليهمالسلام لانّهم شهداء على أممهم كما تقدم في تفسير الآية الشّريفة : (فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (٤).
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٨ ، ص ٣ ، عن الخصال : للشيخ الصّدوق رحمه الله ، ج ٢ ، ص ١٣٩ و ١٤٠.
(٢) المائدة : ٦٧.
(٣) وذلك في غدير خم وعشرات مواقف اُخرى لا ينكرها من المسلمين إلّا من أعمى الله قلبه وتاه في غيه وعناده.
(٤) ال عمران : ٥٣.
(رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إذ هَدَيْتَنَا)
أي لا تمل قلوبنا الى الباطل بعد ان هديتنا إلى الحق.
ذكر في تفسير هذه الآية الشريفة وجوهاً ، أحسنها ، أن هذا الدعاء لتثبيت الهداية والاستمرار بالالطاف التي معها الاستمرار بالايمان الحاصل كأنهم يقولون : ربّنا لا تفرق بيننا وبين نفوسنا ولا تمنع الطافك في حقّنا كي لا نميل الى الباطل ونضل عن الحقّ.
فان هذه الفقرة المباركة اشارة الى الميل الى الباطل الذي ظهر في الاُمّة بعد وفاة النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم روي سدير عن الإمام الباقر عليهالسلام : «كان الناس أهل ردّة (١) بعد النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا ثلاثة :
فقلت : ومن الثلاثة؟
فقال عليهالسلام : «المقداد بن الاسود ، وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي رحمه الله ، ثمّ عرف اُناس بعد يسير ، وقال : هؤلاء الذين دارت عليهم الرحاء ...» (٢).
وكذلك روي عنه عليهالسلام قال : «إرتد النّاس إلّا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقداد».
قلت : فعمار.
قال الإمام عليهالسلام : «كان جاض جيضة ثمّ رجع» (٣).
__________________
(١) يعني ارتدوا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بان تركوا الوصيّة وخالفوا الثّقلين في خلافة مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام. وهذا المعنى غير ما ذكر في التّاريخ عن حروب الردّة ، لأنها كانت مسألة سياسية طرحت من قبل خالقي السقيفة لقمع من يظن بهم أنّهم من الموالين لآل الرّسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبها قتل ذلك الصّحابي الجليل مالك بن نويرة رحمه الله وعشيرته ، ودخل خالد بن الوليد الفاسق على إمرأته بعد مقتله مباشرة ، انظر الى تاريخ حروب الردّة بعين البصيرة وتأمل فيها جيداً.
(٢) تفسير نور الثقلين : ج ١ ، ص ٣٩٦ ، عن روضة الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ص ٢٤٥ ، ح ٣٤١ ، تفسير الصافي : ج ١ ، ص ٣٥٩ ، تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٩٩ ، ح ١٤٨.
(٣) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٢ ، ص ٤٤٠ ، عن رجال الكشي : ص ٨.
(وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً)
أي هب لنا من رحمتك في الدنيا والاخرة وإن كنا غير مستوجبين لذلك ولما في الاخرة ولا نستوجب ما في الدنيا لقلة بضاعتنا وشكرنا وطاعتنا.
(إنَّكَ أنْتَ الوهَّابُ)
أي أنت الكريم الوهاب وان لم يستحق العباد كرمك وجودك.
(سُبْحَانَ رَبَّنَا)
أي منزه ربنا تنزيهاً عما لا يليق به.
(إنْ كَانَ وَعْدُ رَبَّنا لَمَفْعٌولاً)
انْ مخففة ، أي ما وعده ربّنا لنا من اجابة الدّعوات وتضعيف المثوبات المنجزة العملية لان الله لا يخلف وعده.
(يا وَليَّ اللهِ)
المخاطب هو الامام الحاضر الذي يزوره أو يقصد بالزيارة ، أو المراد جميع الائمّة عليهمالسلام بشمول الجنس للجميع ، ويؤيد هذا الحتمال الاتيان بلفظ الجمع في ضمائر الخطاب مثل «رضاكم» و «أئتمنكم» وغيره.
(إنّ بَيْنِي وَبَينَ الله عزّ وجلّ ذُنُوباً لا يَأتِي عَلَيْها إلّا رِذاكُم)
أي لا يذهبها إلّا رضاكم عنّا ولا يمحوها إلّا شفاعتكم لنا (١).
__________________
(١) ورد عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : «من أحبّنا نفعه الله بذلك ولو كان أسيراً في يد الدّيلم ، ومن أحبّنا لغير
(فَبِحَقِّ مَنْ ائتَمَنَكُم عَلَى سِرِّهِ)
أي بحقّ الله الذي أئتمنكم على سرّه وجعلكم اُمناء ، والمراد من الأسرار العلوم الالهية والمعارف والمكاشفات الغيبية الحقائق الحقّانية.
(وَاسْتَرعَاكُم أمْرَ خَلقِهِ)
أي جعلكم أئمّة رعاة لأُمور الناس وجعل الخلق رعية لكم تحكمون فيهم كيف ما تشاؤون وتحفظونهم من تجاوز الاعداء وأقاويل الباطلة ، وتراعونهم من اضلال الضالين.
(وَقَرنَ طاعَتَكُم بِطاعَتِهِ)
وذلك في محكم الكتاب وجليل خطاب : (مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ) (١).
وقال عزّ اسمه : (أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) (٢).
ومن المعلوم أنّ الله سبحانه لا يأمر المؤمنين وسيما العلماء الفضلاء الاتقياء والصلحاء باطاعة كل ذي أمر وحكم لأنّ فيهم الفساق والظلمة وفيهم من يأمر بمعاصي الله وينهي عن طاعته ، فيلزم أن يكون المراد باولي الأمر من أمر الله بطاعتهم من الائمّة المعصومين عليهمالسلام من الزّلل والضلال والمحفوظين من الخلل والاهواء الذين هم مثل النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم في المراتب الروحانية ، فمثل هؤلاء الاشخاص لا يكون منصوباً إلّا من الله العالم بالسّرائر المطلع عن الضمائر وليس ذلك متحققاً في غيرهم بالاتفاق سواء كانت نفوسهم ظلمانية أو نورانيّة.
__________________
الله فانّ الله يفعل به ما يشاء ، إنّ الله حبّنا أهل البيت ليحطّ الذّنوب عن العباد كما تحطّ الرّيح الشديدة الورق عن الشّجر» بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٧ ، ص ٧٧.
(١) النّساء : ٨٠.
(٢) النساء : ٥٩.
(لَمَّا إستَوهَبتُم ذُنُوبي)
كلما «لمّا» يحتمل أن تكون مشددة ايجابية بمعنى إلّا ، إذن يكون المعنى اسألكم وأقسم عليكم في جميع الأحوال إلّا حال استيهاب الذّنوب عند وقت حصول المطلوب ووصول النتيجة ، ويحتمل أن تكون مخففة واللام لتأكيد القسم وما زائدة للتأكيد ، وعلى آيّ حال أن طلب استيهابهم واستغفارهم لذنوبنا من الله تعالى سبب حصول الغفران ومحو ذنوبنا في الدنيا بحضور الائمّة المعصومين عليهمالسلام ، فإنّهم صلوات الله عليهم يطلبون المغفرة للعصاة في الاخرة بشفاعتهم ، والشفاعة ذخيرة لأهل الكبائر من الناس وبها ينجو المذنبون من العذاب.
ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : حياتي خير لكم ومماتي خير لكم.
قالوا : يا رسول الله وكيف ذلك؟
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أمّا حياتي فإن الله عزّ وجلّ يقول : (وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ) (١).
وأمّا مفارقتي إيّاكم فان أعمالكم تعرض عليَّ كلّ يوم فما كان من حسن استزدت الله لكم ، وما كان من قبيح استغفرت الله لكم.
قالوا : قود رممت يا رسول الله (يعنون صرت رميماً تراباً).
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : كلا ، إن الله تبارك وتعالى حرم لحومنا على الارض أن تطعم شيئاً منها (٢).
وكذلك روى أبو بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إن أبا الخطاب كان يقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تعرض عليه اعمال أمّته كل خميس فقال أبو عبد الله عليهالسلام :
__________________
(١) الانفال : ٣٣.
(٢) من لا يحضره الفقيه : للشّيخ الصّدوق رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٢١ ، تفسير الثقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٣ ، ص ١٥٣.
ليس هكذا ، ولكن رسول الله يعرض عليه أعمال أمته كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا وهو قول الله عزّ وجلّ : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) (١) وسكت (٢).
توضيح ذلك ، يقول الراوي قرأ الإمام عليهالسلام هذه الآية الى «المؤمنين» ثم سكت سلام الله عليه ، والعلة في ذلك إمّا يرجع الى التقية مما أراد الإمام ان يعرض الاعمال على الائمّة عليهمالسلام لأنّه روى يعقوب بن شعيب عن ابي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)
قال عليهالسلام : ها هنا المؤمنون الائمّة الطّاهرين عليهمالسلام (٣).
(وَكُنْتُم شُفَعَائِي)
أي في الدّنيا والآخرة (٤).
(فإنِي لَكُم مُطِيعُ)
أي إطاعتي لكم في الجملة ، أو مثرٌّ بوجوب طاعتكم ومعتقد بفضلكم كما أن لكلّ امام على الأُمّة والرّعية حقوقاً وهي الاعتقاد والاقرار والطاعة له ، وهكذا للرعية والمأمومين على الإمام حقوق وهي صيانتهم وحفظهم من حيل ومكر
__________________
(١) التوبة : الآية ١٠٥.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ٣٤٠ ، معاني الاخبار : ص ١١١ ، اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢١٩.
(٣) بحار الانوار : للعلّامة الملجسي رحمه الله ، ج ٣٣ ، ص ٣٤٠ ، تفسير القمي : ٣٧٩ الى ٣٨٠ ، اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢١٩.
(٤) ورد عن النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّي لأشفع يوم القيامة فاُشفّع ، ويشفع علي فيُشّع ، ويشفع أهل بيتي فيُشفّعون» بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٨ ، ص ٤٣.
وورد عن علي عليهالسلام قال : «لنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة» بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه ا لله ، ج ٨ ، ص ٣٤ ، عن الخصال : ج ٢ ، ص ١٦٣.
الضالين وطلب المغفرة لهم وشفاعتهم في يوم القيامة عند الخالق المنان ، بسبب اطاعتهم وانقيادهم من للائمّة الطّاهرين (١).
(مَنْ أطاعَكُم فَقَدْ أطاعَ اللهَ وَمَنْ عَصَاكُم فَقَدْ عَصى اللهَ وَمَنْ أحَبَّكُم فَقَدْ أحَبَّ اللهَ وَمَنْ أبغَضَكُم فَقَدْ أبغَضَ اللهَ)
مرّ شرح هذه الفقرات بالتفصيل وتكرارها لأجل الاستشعار لأهمية موضوعها.
(اللَّهُمَّ إنِّي لَو وَجَدتُ شُفعاءَ أقربَ إلَيكَ مِنْ مُحَمّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهلِ بَيْتِهِ المُصْطَفِينَ الأخْيارَ الائِمَّةَ الأبرَارَ لَجَعَلتُهُم شُفَعَائِي)
ولكن لم أجد أحداً من العالمين أفضل عندك من محمّد وآل محمّد ولا أقرب منهم لديك ، لا من ملك مقرّب ولا من نبي مرسل ، فلهذا أقدمهم أمام طلبتي وحاجتي وجعلتهم شفعائي ووسيلتي في غفران ذنوبي وآثامي دون غيرهم ، روى العالم الجليل الشّيخ الصّدوق رحمه الله عن أمير المؤمنين عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال :
«ما خلق الله خلقاً أفضل منّي ولا أكرم عليه منّي.
قال : علي عليهالسلام : فقلت يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل؟
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي ، أن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النّبيين والمرسلين ، والفضل بعدي لك ، يا علي وللأئمّة من بعدك ، وإنّ الملائكة لخدامنا وخدام محبّينا.
يا علي ، الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربّهم
__________________
(١) راجع رسالة الحقوق لمولانا الإمام السجاد عليهالسلام في حقوق الراعي والرعية تحف العقول : لابن شعبة رحمه الله ، ص ١٨٣ ، اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٤٠٥.
ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا.
يا علي ، لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ، ولا الجنّة ولا النّار ، ولا السّماء ولا الأرض ، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة ، وقد سبقناهم إلى معرفة ربّنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه ، لأن أوّل ما خلق الله عزّ وجلّ خلق أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتحميده ، ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نوراً واحداً أستعضموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة إنا خلق مخلوقون ، وانه منزّه عن صفاتنا ، فسبحت الملائكة بتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا ، فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا ، لتعلم الملائكة أن لا إله إلّا الله وإنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه ، فقالوا : لا إله إلّا الله ، فلمّا شاهدوا كبر محلنا كبرنا لتعلم الملائكة ان الله أكبر من أن ينال عظم المحل إلّا به ، فلمّا شاهدوا ما جعله الله لنا من العزّ والقوّة قلنا لا حول ولا قوة إلّا بالله ، فلمّا شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا الحمد لله ، لتعلم الملائكة ما يحقّ لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمته ، فقالت الملائكة : الحمد لله فبنا أهتدوا إلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده ، ثمّ أن الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسّجود له تعظيماً لنا وأكراماً. وكان سجودهم لله عزّ وجلّ عبودية ولأدم أكراماً وطاعة لكوننا في صلبه ، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لأدم كلّهم أجمعون ، وإنّه لمّا عرج بي إلى السماء أذن جبرئيل مثنى مثنى ، وأقام مثنى مثنى ، ثمّ قال لي : تقدّم يا محمّد ، فقلت له : يا جبرئيل أتقدم عليك؟
فقال : نعم ، لأن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه على ملائكته أجمعين ، وفضّلك خاصّة ، فتقدمت فصليت بهم ولا فخر ، فلمّا أنتهيت إلى حجب النّور ، قال لي جبرئيل تقدّم يا محمّد وتخلف عنّي ، فقلت : يا جبرئيل في مثل هذا الموضع
تفارقني؟
فقال : يا محمّد إن إنتهاء حدّي الذي وضعني الله عزّ وجلّ فيه الى هذا المكان فإن تجاوزته أحترقت أجنحتي بتعدي حدود ربّي جلّ جلاله ، فزج بي في النّور زجّة حتى أنتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكه فنوديت يا محمّد أنت عبدي وأنا ربّك فإياي فأعبد وعلي فتوكل ، فأنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي على بريتي ، لك ولمن أتبعك خلقت جنّتي ، ولمن خالفك خلقت ناري ، ولأوصيائك أوجبت كرامتي ، ولشيعتهم أوجبت ثوابي.
فقلت : يا ربّ ومن أوصيائي؟
فنوديت : يا محمّد أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي ، فنظرت وأنا بين يدي ربّي جلاله إلى ساق العرش فرأيت أثني عشر نوراً ، في كلّ نور سطر أخضر عليه إسم وصيي من أوصيائي ، أولهم : علي بن أبي طالب ، وآخرهم مهدي أمّتي ،
فقلت : يا رب هؤلاء أوصيائي من بعدي؟
فنوديت : يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك ، وعزتي وجلالي ، لأظهرن بهم ديني ولأعلين بهم كلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ، ولأمكننه مشارق الارض ومغاربها ، ولأسخرن له الرّياح ، ولأذللن له السحاب الصعاب ، ولأرقينه في الأسباب ، ولأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائكتي حتى تعلو دعوتي ويجتمع الخلق على توحيدي ، ثمّ لأديمن ملكه ، ولأداولنّ الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة» (١).
__________________
(١) علل الشّرايع : للشّيخ الصّدوق رحمه الله : ج ١ ، ص ٥ و ٦ ، بحار الانوار : للعلّامة الملجسي رحمه الله ، ج ٢٦ ، ص ٢٣٥ ، اكمال الدين : ص ١٤٧ ، عيون أخبار الرضا : ص ١٤٤.
وكذلك روي عنهم عليهمالسلام قال : «نزهونا عن الربوبية وادفعوا عنا حظوظ البشرية يعني الحظوظ التي تجوز عليكم فلا يقارس بنا أحد من النّاس ، فإنّا نحن الأسرار الالهية والمودعة في الهياكل البشرية والحكنة الرّبانية النّاطقة في الاجساد الترابية وقولوا بعد ذلك ما استطعتم فإنّ البحر لا ينزف وعظمة الله لا توصف» (١).
(فَبِحَقِّهِم الذِي أوجبْتَ لَهُم عَلَيْكَ)
أي إلهي نقسم عليك بحقّ أئمّة الدّين الذي أوجبت لهم عليك من عدم رد شفاعتهم ومن استجابة دعائهم ، بل استجابة دعاء من توسّل واستشفع بهم.
(أسألُكَ أن تُدْخِلَنِي فِي جُمْلَةِ العارِفِينَ بِهِم)
أي تدخلني في كمال المعرفة لإمامتهم ومراتب ولايتهم وشرافتهم وعظمتهم ورد في حديث مفصلٍ في بيان معرفة الإمام عن معاوية بن وهب عن الإماام جعفر الصادق عليهالسلام أنّه قال :
«... وأدنى معرفة الامام أنّه عدل النّبي إلّا درجة النّبوة ، ووراثه ، وان إطاعته طاعة الله وطاعة رسول الله والتسليم له في كلّ أمر ، والرّد إليه ، والاخذ بقوله ، ويعلم أنّ الامام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّ بن أبي طالب ، وبعده الحسن ، ثمّ الحسين ثمّ عليّ بن الحسين ، ثم محمّد بن عليّ ، ثمّ أنا ، ثمّ بعدي موسى ابني ، وبعده عليّ ابنه ، وبعد علي محمّد ابنه ، وبعد محمّد عليّ ابنه ،
__________________
(١) مرّ الاشارة الى هذا الحديث.
وبعد عليّ الحسن ابنه ، والحجّة من ولد الحسن ...» (١).
وكذلك عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : قال الإمام محمّد الباقر عليهالسلام :
«يا بنيّ اعرف منازل الشّيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم ، فان المعرفة هي الدّراية للرواية ، وبالدّرايات للرّوايات يعلو المؤمن الى أقصى درجات الايمان ، وإنّي نظرت الى كتاب لعلي عليهالسلام فوجت في الكتاب : أنّ قيمة كلّ اُمرىءٍ وقدره معرفته ، إن الله تبارك وتعالى يحاسب النّاس على قدر ما اتاهم من العقول في دار الدّنيا» (٢).
(وَبِحَقِّهِم)
أي أدخلنا في جملة العارفين بحقّهم من وجوب المتابعة والمحبّة والطّاعة وغيرها من حقوقهم على رقاب وذمّة النّاس.
(وَفِي زُمرَتِهِم)
أي في جماعتهم.
(المَرْحَومِينَ بِشَفَاعَتِهِم)
أي من الذين شملهم لطفك ورحمتك بشفاعتهم.
(إنّكَ أرحَمُ الرَّاحِمِينَ)
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤ ، ص ٥٥ ، ج ٣٦ ، ص ٤٠٧ ، عن كفاية الاثر : ص ٣٥.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ١٨٤.
مرّت الاشارة الى هذه الفقرة المباركة ، والمراد أن اجابة حوائجي كان بلطفك وشفقتك وإلّا ليس واجباً عن استحقاق ، بل هذا هو المؤمل من رحمتك وكرمك.
(وَصَلى الله على مُحَمّدٍ وآله الطّاهِرِينَ
وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَبِيراً وَحَسْبُنا الله وَنِعمَ الوَكِيلُ)
أنتهى شرح هذه الزّيارة المباركة
في خمسة عشر من شهر جمادي الآخرة
لسنة الف وثلاثمأة وثلاث وسبعون
للهجرة النّبوية صلىاللهعليهوآلهوسلم الشّريفة
المطابقة لثلاثين من شهر بهمن سنة ألف وثلاثمائة
واثنين وثلاثين للسنة الشّمسية
حررّة
أقل خدام العلم والمعرفة
السّيد محمّد الوحيدي الشّبستري
وإنتهت ترجمة وتحقيق
هذا السفر الجليل بعون الله تعالى
في المؤسّسة الاسلاميّة للتّرجمة
في الثّالث عشر من شهر رجب
سنة ألف وأربعمائة وثمانية عشر
متن زيارة الجامعة الكبيرة
زيارة الجامعة الكبيرة
روى الصّدوق أيضاً في الفقيه والعيون عن موسى بن عبد الله النخعي انّه قال للامام عليّ النّقي عليهالسلام علّمني يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قولاً اقوله بليغاً كاملاً اذا زرت واحداً منكم فقال اذا صرت الى الباب فقف واشهد الشّهادتين اي قل اَشهَد اَنْ لا اِلهَ اِلَّا اللهُ َحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ واَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وانت على غسل فاذا دخلت ورأيت فقف وقل الله اَكْبَرُ ثلاثين مرّة ثم امش قليلاً وعليك السّكينة والوقار وقارب بين خطاك ثم قف وكبّر الله عزّ وجلّ ثلاثين مرّة ثم ادن من القبر وكبّر الله اربعين مرّة تمام مائة تكبيرة ولعلّ الوجه في الامر بهذه التكبيرات هو الاحتراز عمّا قد تورثه امثال هذه العباير الواردة في الزّيارة من الغُلوّ والغفلة عن عظمة الله سبحانه وتعالى فالطّباع مائلة الى الغلوّ أو غير ذلك من الوُجُوه ثمّ قل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ ، وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ ، وَمَهْبِطَ الْوَحْىِ ، وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ ، وَخُزّانَ الْعِلْمِ ، وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ ، وَاُصُولَ الْكَرَمِ ، وَقادَةَ الاْمَمِ ، وَاَوْلِياءَ النِّعَمِ ، وَعَناصِرَ الاْبْرارِ ، وَدَعائِمَ الاْخْيارِ ، وَساسَةَ الْعِبادِ ، وَاَرْكانَ الْبِلادِ ، وَاَبْوابَ الاْيمانِ ، وَاُمَناءَ الرَّحْمنِ ، وَسُلالَةَ
النَّبِيّينَ ، وَصَفْوَةَ الْمُرْسَلينَ ، وَعِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعالَمينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلى اَئِمَّةِ الْهُدى ، وَمَصابيحِ الدُّجى ، وَاَعْلامِ التُّقى ، وَذَوِى النُّهى ، وَاُولِى الْحِجى ، وَكَهْفِ الْوَرى ، وَوَرَثَةِ الاْنْبِياءِ ، وَالْمَثَلِ الاْعْلى ، وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنى ، وَحُجَجِ اللهِ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَالاْولى وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَساكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتابِ اللهِ ، وَاَوْصِياءِ نَبِىِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ اِلَى اللهِ ، وَالاْدِلاّءِ عَلى مَرْضاة اللهِ ، وَالْمُسْتَقِرّينَ فى اَمْرِ اللهِ ، وَالتّامّينَ فى مَحَبَّةِ اللهِ ، وَالْمخْلِصينَ فـى تَوْحيدِ اللهِ ، وَالْمُظْهِرينَ لاِمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ ، وَعِبادِهِ الْمُكْرَمينَ الَّذينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِاَمْرِهِ يَعْمَلُونَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَى الاْئِمَّةِ الدُّعاةِ ، وَالْقادَةِ الْهُداةِ ، وَالسّادَةِ الْوُلاةِ ، وَالذّادَةِ الْحُماةِ ، وَاَهْلِ الذِّكْرِ وَاُولِى الاْمْرِ ، وَبَقِيَّةِ اللهِ وَخِيَرَتِهِ وَحِزْبِهِ وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ وَحُجَّتِهِ وَصِراطِهِ وَنُورِهِ وَبُرْهانِهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَشْهَدُ