أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي
المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٦
أخبرنا رضوان بن محمّد بن الحسن الدّينوريّ قال : سمعت معروف بن محمّد بن معروف الصّوفيّ ـ بالري ـ يقول : سمعت الخالدي يقول : سئل النوري : كيف حالك؟
فقال : كيف حال من ليس معه من الله إلّا الله.
وقال الخالدي : أنشدني النوري لنفسه :
الذّكر يقطعني والوجد يطلعني |
|
والحقّ يمنع عن هذا وعن ذاك |
فلا وجود ولا سرّ أسرّ به |
|
حسبي فؤادي إذا ناديت لبّاك |
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت محمّد بن الحسين النّيسابوريّ يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله الرّازيّ يقول : سمعت القناد يقول : سمعت أبا الحسين النوري يقول : رأيت غلاما جميلا ببغداد فنظرت إليه ، ثم أردت أن أردد النظر فقلت له : تلبسون النعال الصرّارة وتمشون في الطرقات. قال : أحسنت ، أتجمش بالعلم؟ فأنشأ يقول :
تأمّل بعين الحقّ إن كنت ناظرا |
|
إلى صفة فيها بدائع فاطر |
ولا تعط حظّ النّفس منها لما بها |
|
وكن ناظرا بالحقّ قدرة قادر |
وأخبرنا أبو نعيم قال : سمعت عمر البناء البغداديّ ـ بمكة ـ يحكي. قال : لما كانت محنة غلام الخليل ، ونسب الصوفية إلى الزندقة ، أمر الخليفة بالقبض عليهم ، فأخذ في جملة من أخذ النوري في جماعة ، فأدخلوا على الخليفة فأمر بضرب أعناقهم! فتقدم النوري مبتدرا إلى السياف ليضرب عنقه ، فقال له السياف : ما دعاك إلى الابتدار إلى القتل من بين أصحابك؟ فقال : آثرت حياتهم على حياتي هذه اللحظة! فتوقف السياف عن قتله ، ورفع أمره إلى الخليفة فرد أمرهم إلى قاضي القضاة ، وكان يلي القضاء يومئذ إسماعيل بن إسحاق ، فتقدم إليه النوري فسأله عن مسائل في العبادات من الطهارة والصلاة ، فأجابه. ثم قال له : وبعد هذا لله عباد يسمعون بالله ، وينطقون بالله ، ويصدرون بالله ، ويردون بالله ، ويأكلون بالله ، ويلبسون بالله. فلما سمع إسماعيل كلامه بكى بكاء طويلا ثم دخل على الخليفة فقال : إن كان هؤلاء القوم زنادقة فليس في الأرض موحد ، فأمر بتخليتهم ، وسأله السلطان يومئذ من أين يأكلون؟ فقال : لسنا نعرف الأسباب التي يستجلب بها الرّزق ، نحن قوم مدبرون. وقال لي : من وصل إلى وده أنس بقربه ، ومن توصل بالوداد اصطفاه من بين العباد.
حدّثنا عبد العزيز بن علي ، حدّثنا علي بن عبد الله الهمذاني ، حدّثنا محمّد بن علي بن المأمون قال : حدّثتنا فاطمة ـ خادمة أبي حمزة محمّد بن إبراهيم والجنيد بن محمّد وأبي الحسين النوري ـ وكانت تلقب زيتونة ـ قالت : جئت ذات يوم إلى النوري وكان يوما باردا شديد البرد والريح ، فوجدته في المسجد وحده جالسا ، فقلت له : أجيئك بشيء تأكله؟ فقال : نعم هاتي. قلت : أيش تشتهي أجيئك به؟ فقال : خبز ولبن. فقلت : يوم مثل هذا بارد وأنت فقريب من المثلوج! أجيئك بغيره. فقال : هذا فضول منك ، هاتي ما أقوله لك. فجئته بخبز ولبن في قدح ووضعته بين يديه ، وجعلت بين يديه خفة فيها نار ، وهو يقلب النار بيده ويستدفئ ، ثم أخذ يأكل الخبز باللبن ، وكان إذا أخذ اللقمة يسيل اللبن على ذراعه ، فيغسل سواد الدخان من ذراعه ، فقلت في نفسي : يا رب؟ ما أوضر أولياءك! ترى ما فيهم واحد نظيف الثوب والبدن؟ فخرجت من عنده وجلست على دكان بالقرب من مسجد إبراهيم الخوّاص ، وإلى جانبه بالقرب منه مجلس صاحب الشرطة. فبينا أنا جالسة إذا بامرأة قد ضربت بيدها إليّ وقالت : رزمتي أخذتها الساعة من بين يدي ، وما أخذها غيرك. واجتمع علينا الناس ـ والمرأة تصيح ـ ما أخذ رزمتي غيرها ، واتصل الكلام إلى صاحب الشرطة ، فجاء أصحاب الشرطة وحملوني والمرأة معي متعلقة بي ، فوجه بنا صاحب الشرطة إلى الوالي ـ يعني الأمير ـ وبلغ ذلك النوري ، فخرج من المسجد وجاء على أثرنا ، فلحقنا ونحن بين يدي الوالي ، والمرأة تدعى عليّ رزمتها ، فدخل النوري وقال للوالي : لا تتعرض لهذه المرأة فإنها بريئة ، وعرّف الوالي بأبي الحسين النوري ، فصاح الوالي : ما حيلتي ومعها خصمها. فقال له النوري : قد عرفتك وأنت أعلم وخرج ، فبينما هم كذلك إذا بجارية سوداء قد أقبلت وقالت : يا امرأة خلى عنها ، فقد حملت أنا الرزمة إلى البيت ، قالت : ومن أين أخذتها؟ قالت : من بين يديك! فأخذ النوري بيدي وقال : قولي أنت ما أوضر أولياءك.
حدّثنا عبد الكريم بن هوازن القشيري النّيسابوريّ قال : سمعت أبا حاتم محمّد ابن أحمد بن يحيى السجستاني يقول : سمعت أبا نصر السّرّاج يقول : كان سبب وفاة أبي الحسين النوري أنه سمع هذا البيت :
لا زلت أنزل من ودادك منزلا |
|
تتحيّر الألباب عند نزوله |
فتواجد النوري وهام في الصحراء فوقع في أجمة قصب قد قطعت وبقي أصوله مثل السيوف ، فكان يمشي عليها ويعيد البيت إلى الغداة ، والدم يسيل من رجليه ثم وقع مثل السكران ، فورمت قدماه ومات.
حدّثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم الجرباذقاني ـ بها ـ حدّثنا معمر بن أحمد بن محمّد بن زياد الأصبهاني ، أخبرني منصور بن محمّد قال : سمعت عبد الله ابن شنبذين يقول : سمعت أبا الحسن القناد يقول : مات أبو الحسين النوري في مسجد الشونيزي مقفعا يعني جالسا ـ وبقي أربعة أيام لم يعلم بموته أحد ، فلم يمكن مده على المغتسل ، فلما حملت جنازته نادى الشبلي خلفه : اضربوا على الأرض المنابر فقد رفع العلم من الأرض.
حدّثنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ قال : سمعت أبا بكر الرّازيّ يقول : سألت علي بن عبد الرّحيم عن موت النوري فقال : مات سنة خمسة وتسعين ومائتين.
٢٨٧٥ ـ أحمد بن محمّد القنطريّ (١) :
حدث عن محمّد بن عبيد بن حساب. روى عنه عبد العزيز بن جعفر الحنبليّ غلام الخلّال.
حدّثنا بشر بن عبد الله الفاتني ، حدّثنا عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداذ الفقيه ، أخبرنا أحمد بن محمّد القنطريّ ، حدّثنا محمّد بن عبيد بن حساب ، حدّثنا أبو عوانة ، عن أبي عثمان ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أعتق صفية وجعل عتقها صداقها.
٢٨٧٦ ـ أحمد بن محمّد ، أبو حنش السّقطيّ (٢) :
حدث عن أبي خيثمة زهير بن حرب. روى عنه أبو جعفر بن متيم.
حدّثنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن حماد بن متيم ، حدّثنا أحمد بن محمّد أبو حنش السّقطيّ سنة تسع وتسعين ومائتين ـ حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ، أخبرنا الحسين بن موسى ، حدّثنا ابن
__________________
(١) ٢٨٧٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٥٩ في المطبوعة.
(٢) ٢٨٧٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٠ في المطبوعة.
لهيعة ، حدّثنا دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن في الجنة شجرة ، الورقة منها تغطي جزيرة العرب! أعلى الشجرة كسوة لأهل الجنة ، وأسفل الشجرة خيل بلق ، سروجها زمرد أخضر ، ولجمها در أبيض ، لا تروث ولا تبول ، لها أجنحة تطير بأولياء الله حيث يشاءون ، فيقول من دون تلك الشجرة : يا رب بم نال هؤلاء هذا؟ فيقول الله تعالى : كانوا يصومون وأنتم تفطرون ، وكانوا يصلون وأنتم تنامون ، وكانوا يتصدقون وأنتم تبخلون ، وكانوا يجاهدون وأنتم تقعدون ، من ترك الحج لحاجة من حوائج الناس لم تقض له تلك الحجة حتى ينظر إلى المخلفين قدموا ، ومن أنفق مالا فيما يرضى الله فظن أن لا يخلف عليه ، لم يمت حتى ينفق أضعافه فيما يسخط الله ، ومن ترك معونة أخيه المسلم فيما يؤجر عليه ، لم يمت حتى يبتلى بمعونة من يأثم فيه ولا يؤجر عليه (١)».
٢٨٧٧ ـ أحمد بن محمّد الصّيدلانيّ (٢) :
حدث عن إسحاق بن وهب الواسطي ، وعبد الله بن محمّد بن عيشون الحراني. روى عنه أبو القاسم الطبراني ، وعلي بن عمر السّكّريّ. وذكر عليّ أنه سمع منه في سنة ثلاث وثلاثمائة.
أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار ، حدّثنا سليمان بن أحمد بن أيّوب ، أخبرنا أحمد بن محمّد الصّيدلانيّ البغداديّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عيشون الحراني ، حدّثنا محمّد بن سليمان بن أبي داود الحراني ، حدّثنا سلام بن أبي مطيع ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سعد بن هشام ، عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم (٣)».
قال سليمان : لم يروه عن قتادة إلّا ابن أبي مطيع ، تفرد به ابن سليمان.
قلت : هكذا رواه سليمان الطبراني ، وإنما هو عبد الله بن محمّد بن عيشون.
٢٨٧٨ ـ أحمد بن محمّد ، أبو الحسن بن السّكّريّ المقرئ الرّقي (٤) :
حدث ببغداد عن محمّد بن سهل بن حماد العسكري. روى عنه أبو حفص الكتاني.
__________________
(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٤٣٣٥. ومسند أحمد ٢ / ٤٠٤ ، ٤٣٨ ، ٤٥٥ ، ٤٦٢ ، ٤٦٩ ، ٤٨٢ ، ٣ / ١١٠ ، ١٣٥. وفتح الباري ٨ / ٦٢٧.
(٢) ٢٨٧٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦١ في المطبوعة.
(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة باب ٥٢.
(٤) ٢٨٧٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٢ في المطبوعة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي بن الطّيّب ، أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير المقرئ ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن السّكّريّ الرقي المقرئ ، حدّثنا محمّد ابن سهل بن حماد العسكريّ ، أخبرنا مؤمل بن إسماعيل ، حدّثنا سفيان ، عن منصور ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عبّاس ، عن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوتر بسبع وخمس ولا يفصل بينهن بتسليم ولا كلام.
٢٨٧٩ ـ أحمد بن محمّد ، أبو المنذر ، يعرف بالبوسنجي (١) :
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن محمّد بن إسماعيل الحسّاني.
٢٨٨٠ ـ أحمد بن محمّد ، أبو جعفر ، يعرف بالمروزيّ (٢) :
حدث عن أبي إبراهيم أحمد بن سعد الزّهريّ ، ويحيى بن أبي طالب ، وصالح بن محمّد الرّازيّ ، وأحمد بن بشر المرثدي. روى عنه أبو الفضل الزّهريّ.
أخبرني عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله النجار ، حدّثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد ـ أبو جعفر المروزيّ ـ حدّثنا يحيى بن أبي طالب ـ.
وأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد ابن يعقوب الأصم ، حدّثنا يحيى بن أبي طالب ، حدّثنا زيد بن الحباب ، حدّثنا حسين ـ وفي حديث الأصم عن الحسين بن وردان ـ عن أبي الزبير عن جابر : أن النبي صلىاللهعليهوسلم نهى عن الصلاة في السراويل.
قال أبو الفضل : قال أبو بكر النّيسابوريّ : فقه هذا الحديث أن النبي صلىاللهعليهوسلم نهى عن الصلاة في السراويل وحده.
٢٨٨١ ـ أحمد بن محمّد ، أبو بكر الجيرنجيّ (٣) :
قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن عبد الله بن علي الكرماني. روى عنه أبو الحسين ابن البواب.
__________________
(١) ٢٨٧٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٣ في المطبوعة.
(٢) ٢٨٨٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٤ في المطبوعة.
(٣) ٢٨٨١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٥ في المطبوعة.
انظر : الأنساب ، للسمعاني ٣ / ٤١٠.
أخبرنا القاضيان أبو بكر محمّد بن عمر الداودي وأبو القاسم علي بن المحسن التّنوخي قالا : أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ، حدّثنا أحمد بن محمّد ـ زاد عليّ أبو بكر ـ ثم اتفقا الجيرنجي ـ قدم علينا حاجّا ـ حدّثنا عبد الله بن علي الكرماني ، حدّثنا أبو معاذ ، عن أبي حمزة ، عن المغيرة ، عن عامر أن رجلا سأل عبد الله بن عمرو قال : إني لست من أحاديثك التي تحدث في شيء ، حدّثني شيئا سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فوجم لها هنية. ثم قال : ورب هذا البيت رب هذه الكعبة لا أحدثك إلّا بشيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، سمعته يقول : «المهاجر من هجر السوء ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (١)».
٢٨٨٢ ـ أحمد بن محمّد ، أبو الحسن الواسطي (٢) :
حدث ببغداد عن محمّد بن الجهم السّمريّ. روى عنه أبو الحسين بن جميع الصيداوي.
أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عياض القاضي ـ بصور ـ وأبو نصر علي بن الحسين بن أحمد الورّاق ـ بصيدا ـ قالا : حدّثنا محمّد بن أحمد بن جميع الغساني ، أخبرنا أحمد بن محمّد ـ أبو الحسن الواسطي ببغداد ـ حدّثنا محمّد بن الجهم السّمريّ ، حدّثنا بشر بن محمّد السّكّريّ ، عن هارون الأعور ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أنه كان يقرأ ملك يوم الدين.
٢٨٨٣ ـ أحمد بن محمّد المروزيّ (٣) :
قدم بغداد وحدث بها عن أبي المرجّى محمّد بن حمدويه المروزيّ. روى عنه أبو بكر بن إسماعيل الورّاق.
أخبرنا الأزهري ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق ، حدّثنا أحمد بن محمّد المروزيّ ، حدّثنا أبو المرجي محمّد بن حمدويه المروزيّ قال : سمعت أبا همام البغداديّ ـ واسمه السرى ـ قال : رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت له : ما فعل بك الرب تعالى؟ قال : حيث وضعوني في قبري ، سألني منكر ونكير عن الإسلام فقلت
__________________
(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٢٠٦ ، ٣ / ١٥٤. ومجمع الزوائد ١ / ٥٤. وصحيح ابن حبان ٢٦ (موارد) والترغيب والترهيب ٣ / ٣٥٤.
(٢) ٢٨٨٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٦ في المطبوعة.
(٣) ٢٨٨٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٧ في المطبوعة.
لهما : أنا أعلم الناس الإسلام منذ خمسين سنة ، تسألاني عن الإسلام؟ أشهد أن الله ربي وربكما ورب كل شيء ، قال : فخرجا من عندي.
٢٨٨٤ ـ أحمد بن محمّد المؤدّب ، ويعرف بالسّرخسي (١) :
حدث عن أبي العبّاس البرتي القاضي حديثا منكرا. رواه عنه الحسن بن محمّد بن القاسم المخزومي.
حدّثناه أحمد بن محمّد العتيقيّ ، حدّثنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم المؤدّب ، حدّثنا أحمد بن محمّد السرخسي المؤدّب ـ من حفظه ـ حدّثنا أحمد بن عيسى البرتي القاضي ، حدّثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ، حدّثني مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : سمعت أبي على المنبر وهو يقول : إن للناس وجوها فأكرموا وجوه الناس. رجاله كلهم معروفون بالثقة إلّا المؤدّب.
٢٨٨٥ ـ (٢) أحمد بن محمّد ، أبو الحسن العروضي (٣) :
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزّار. وقال : مات في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
٢٨٨٦ ـ (٤) أحمد بن محمّد ، أبو الطّيّب الضّرّاب (٥) نزيل سمرقند :
حدّثني الحسين بن محمّد المؤدّب ، عن أبي سعد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي قال : أحمد بن محمّد أبو الطّيّب الضّرّاب البغداديّ سكن سمرقند. ومات بها فيما أعلم بعد الخمسين وثلاثمائة. كان يروى عن أبي القاسم عبد الله بن محمّد المنيعي وغيره من حفظه ، لم أر له أصلا أعتمده ، إلّا أنه كان حافظا للقرآن مواظبا على قراءته.
* * *
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه موسى
٢٨٨٧ ـ أحمد بن موسى ، أبو عبّاد الأشقر (٦) :
حدث عن الحسن بن بشر بن سلم البجلي. روى عنه محمّد بن مخلد الدّوريّ.
__________________
(١) ٢٨٨٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٨ في المطبوعة.
(٢) ٢٨٨٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٩ في المطبوعة.
(٣) العروضي : هذه النسبة إلى «العروض» وهي التي بها أوزان الشعر (الأنساب ٨ / ٤٣٧)
(٤) ٢٨٨٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٠ في المطبوعة.
(٥) الضراب : هذه النسبة إلى «ضرب» الدنانير والدراهم (الأنساب ٨ / ١٥٠)
(٦) ٢٨٨٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧١ في المطبوعة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطار ، حدّثنا أحمد بن موسى أبو عبّاد الأشقر ، حدّثنا حسن بن بشر ، حدّثنا قيس ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتوضأ وهو جنب ثم ينام.
٢٨٨٨ ـ أحمد بن موسى بن عطاء بن بحر (١) :
حدث بمصر عن يحيى بن السّكن البصريّ. روى عنه أحمد بن يحيى بن زكير المصري.
أخبرنا عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله النجار ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكير ـ بمصر ـ حدّثنا أبو جعفر أحمد بن موسى ابن عطاء بن بحر ، حدّثنا يحيى بن السّكن ـ أبو محمّد ـ حدّثنا مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أفضل صلاتكم في بيوتكم ، إلّا صلاة الجماعة(٢)».
حدّثنيه الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا علي بن عمرو الحريريّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن محمّد بن ماسن الهرويّ ، حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكير الأزديّ الحافظ بمصر ، حدّثنا أحمد بن موسى بن عطاء بن بحر البغداديّ بإسناده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أفضل صلاتكم في بيوتكم ، إلّا المكتوبة (٣)».
٢٨٨٩ ـ أحمد بن موسى بن يزيد بن موسى ، أبو جعفر البزّاز المقرئ ، المعروف بالشّطويّ (٤) :
كان ينزل سر من رأى ، وحدث عن محمّد بن سابق ، وزكريا بن عدي ، وعمر ابن حفص بن غياث ، وإسحاق بن كعب ، وأحمد بن يونس ، وهارون بن معروف ، وغيرهم. روى عنه محمّد بن مخلد ، ومحمّد بن جعفر المطيريّ وأبو بكر الأدمي القارئ ، ومحمّد بن أحمد المعروف بابن المحرم.
__________________
(١) ٢٨٨٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٢ في المطبوعة.
(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٤٥٠. وسنن النسائي ، كتاب قيام الليل ١. ومسند أحمد ٥ / ١٨٦.
(٣) انظر التخريج السابق.
(٤) ٢٨٨٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٣ في المطبوعة.
انظر : سؤالات الحاكم للدار قطني برقم ١٦.
وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ : كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.
وذكره الدار قطني فقال : ثقة.
أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد الأدمي القارئ ، حدّثنا أحمد بن موسى ، حدّثنا محمّد بن سابق ، حدّثنا مالك ابن مغول ، عن عبد الرّحمن بن الأسود ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كأني أنظر إلى وبيص الطيب (١) في مفرق النبي صلىاللهعليهوسلم وهو محرم.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع : أن أحمد بن موسى الشّطويّ مات بسر من رأى لست خلون من ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين. قال : وكان صالحا مقبولا عند الحكام. ومن أهل القرآن والحديث.
٢٨٩٠ ـ أحمد بن أبي عمران ، أبو جعفر الفقيه (٢) :
أحد أصحاب الرأي. واسم أبي عمران موسى بن عيسى. نزل أبو جعفر مصر ، وحدث بها عن عاصم بن علي ، وسعيد بن سليمان الواسطيين ، وعلي بن الجعد ، ومحمّد بن الصّبّاح ، وبشر بن الوليد وإسحاق بن إسماعيل ، وغيرهم. وهو أستاذ أبي جعفر الطحاوي ، وكان ضريرا. روي عنه الطحاوي.
قال لي القاضي أبو عبد الله الصيمري : أبو جعفر أحمد بن أبي عمران أستاذ أبي جعفر الطحاوي ، وكان شيخ أصحابنا بمصر في وقته وأخذ العلم عن محمّد بن سماعة ، وبشر بن الوليد ، وأضرابهما.
حدّثنا الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : أحمد بن أبي عمران الفقيه يكنى أبا جعفر ، واسم أبي عمران موسى بن عيسى من أهل بغداد. وكان مكينا في العلم ، حسن الدراية بألوان من العلم كثيرة ، وكان ضرير البصر ، وحدث بحديث كثير من حفظه ، وكان ثقة ، وكان قدم إلى مصر مع أبي أيّوب صاحب خراج مصر ، فأقام بمصر إلى أن توفي بها في المحرم سنة ثمانين ومائتين.
__________________
(١) ١ في الصيمصاطية : «وميض الطيب».
(٢) ٢٨٩٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٤ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٣٨.
٢٨٩١ ـ أحمد بن أبي عمران ، أبو العبّاس البغداديّ الخيّاط ، وهو أحمد بن موسى بن الحر المعدّل القنطريّ (١) :
سمع عفان بن مسلم ، وأبا نعيم ، وأبا الوليد الطّيالسيّ ، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ، وعبيد الله بن معاذ العنبري ، ومحمّد بن المنهال الضّرير ، ومحمّد بن معاوية النّيسابوريّ. روى عنه محمّد بن مخلد ، ومحمّد بن العبّاس بن نجيح ، وأحمد بن عثمان بن الأدمي ، وعبد الله بن إسحاق بن الخراسانيّ ، وأبو علي بن خزيمة ، وأبو بكر الشّافعي ، وغيرهم.
وقال الدار قطني : هو ثقة.
أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أخبرنا أحمد بن الفضل بن العبّاس بن خزيمة ، حدّثنا أحمد بن موسى بن أبي عمران الخياط المعدّل ، حدّثنا عبيد الله بن معاذ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الأشعث ، عن محمّد ، عن ابن عمر قال : كنا لا نرى بكراء الأرض البيضاء بأسا حتى أخبرنا رافع بن خديج : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم نهى عن كراء الأرض.
أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ قال : قرأنا على الحسين بن هارون الضّبّيّ ، عن أبي العبّاس بن سعيد. قال : أحمد بن موسى بن أبي عمران بن الحر البغداديّ القنطريّ ، سألت عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال : ثقة.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : وتوفي أبو العبّاس أحمد بن أبي عمران الخياط لأيام بقين من ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ، كان ينزل قنطرة البردان.
٢٨٩٢ ـ أحمد بن موسى ، أبو العبّاس الجوهريّ ، يعرف بأخي خزري (٢) :
حدث عن الحسين بن حريث المروزيّ ، وإبراهيم بن عبد الله بن بشّار الواسطي ، وسعيد بن عمرو السّكونيّ الحمصيّ ، والربيع بن سليمان المصري. روى عنه أحمد ابن كامل القاضي ، وأبو بكر بن سلم الختلي ، وأبو القاسم الطبراني ، والحسن بن محمّد السّكونيّ الكوفيّ ، وعيسى بن حامد الرخجي ، وكان ثقة.
__________________
(١) ٢٨٩١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٥ في المطبوعة.
انظر : سؤالات الحاكم للدار قطني ٩.
(٢) ٢٨٩٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٦ في المطبوعة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه الزّهريّ ، أخبرنا عيسى بن حامد القاضي ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن موسى بن أخي خزري ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشّار الواسطي ، حدّثنا نعيم بن المورع بن توبة العنبري ، حدّثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الإسلام نظيف فتنظفوا ، فإنه لا يدخل الجنة إلّا نظيف (١)» قال نعيم : يعني النظيف في الدين من الذنوب.
وأخبرنا أبو طالب. قال : قال لنا عيسى بن حامد : مات أبو العبّاس أحمد بن موسى أخو خزري في شوال سنة أربع وثلاثمائة.
قلت : وذكر محمّد بن مخلد أنه توفي في شهر رمضان.
٢٨٩٣ ـ أحمد بن موسى بن العبّاس ، أبو حامد الخيوطيّ (٢) :
حدث عن عمر بن محمّد بن الحسن المعروف بابن التل ، والحسن بن عرفة ، وأبي إسماعيل الترمذي. روى عنه محمّد بن عبيد الله بن الشخير الصّيرفيّ ، وعلي بن عمر السّكّريّ ، إلّا أن السّكّريّ سمى أباه عيسى. وقد تقدم ذكرنا إياه.
أخبرنا عبيد الله بن عبد العزيز البرذعيّ والحسن بن علي الجوهريّ قالا : أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن الشخير ، حدّثنا أبو حامد أحمد بن موسى بن العبّاس الخيوطيّ ، حدّثنا عمر بن محمّد الأسديّ ، حدّثنا أبي محمّد بن الحسن ، حدّثنا أبو هلال عن محمّد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر (٣)».
٢٨٩٤ ـ أحمد بن موسى بن إسحاق بن موسى ، أبو عبد الله الأنصاريّ (٤) :
كوفي الأصل ، واسطي المولد ، بغدادي الدار ، حدث عن أبيه ، وعن أحمد بن محمّد بن الأصفر ، وسهل بن بحر ، وموسى بن سفيان الجنديسابوريين ، ويحيى بن يونس الشيرازي ، وأبي يوسف القلوسي. روى عنه أحمد بن كامل ، وابن لؤلؤ الورّاق ، ومحمّد بن عبيد الله بن الشخير ، وأبو حفص بن شاهين ، والمعافى بن زكريا ، وابن الثلاج ، وكان ثقة. وتقلد قضاء البصرة وبعض بلاد فارس.
__________________
(١) انظر الحديث في : الدرر المنتثرة ٦٠. والجامع الكبير ٥٣٧٧.
(٢) ٢٨٩٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٧ في المطبوعة.
انظر : الأنساب ، للسمعاني ٥ / ٢٣٧.
(٣) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.
(٤) ٢٨٩٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٨ في المطبوعة.
أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أحمد بن موسى بن إسحاق الأنصاريّ مات في رجب من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل قال : توفي أبو عبد الله أحمد ابن موسى بن إسحاق الأنصاريّ ببغداد في رجب سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. وكان مولده بواسط في سنة ثلاث وخمسين ومائتين ، وكان وقت وفاته يتقلد القضاء على بعض فارس ، وقد حدث ولم يغير شيبه.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الله الشاهد قال :توفي أحمد بن موسى بن إسحاق القاضي الأنصاريّ في شعبان سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ، ومولده بواسط سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
٢٨٩٥ ـ أحمد بن موسى بن يوسف ، أبو العبّاس ، المعروف بالتّوزيّ (١).
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن إبراهيم بن هانئ النّيسابوريّ.
٢٨٩٦ ـ أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد ، أبو بكر المقري (٢) :
كان شيخ القراء في وقته ، والمقدم منهم على أهل عصره ، وحدث عن عبد الله بن أيّوب المخرميّ ومحمّد بن عبد الله الزهيري ، وزيد بن إسماعيل الصائغ ، وسعدان بن نصر ، وأحمد بن منصور الرمادي ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وعبّاس الترقفي وعبّاس الدّوريّ ، ومحمّد بن الجهم السّمريّ ، ومحمّد بن سعد العوفي ، وأبي يوسف القلوسي ، وأبي رفاعة العدوي ، وخلق كثير من طبقتهم وممن بعدهم. روى عنه أبو طاهر بن أبي هاشم ، وأحمد بن عيسى بن جنيّة ، وأبو بكر بن الجعابي ، وأبو القاسم ابن النخاس ، وأبو الحسين بن البواب ، وأبو بكر بن شاذان ، وطلحة بن محمّد بن جعفر ، وأبو الحسن الدارقطني ، وأبو حفص بن شاهين ، وعيسى بن علي ، وأبو حفص الكتاني ، في آخرين.
وكان ثقة مأمونا ، يسكن بالجانب الشرقي نحو مربعة الخرسي.
حدثت عن طلحة بن محمّد بن جعفر قال : ولد أبو بكر بن مجاهد في شهر ربيع
__________________
(١) ٢٨٩٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٩ في المطبوعة.
(٢) ٢٨٩٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٠ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٥٧. والبداية والنهاية ١١ / ١٨٥. وغاية النهاية ١ / ١٣٩. والأعلام ١ / ٢٦١.
الآخر من سنة خمس وأربعين ومائتين ، كتب إليّ أبو طاهر محمّد بن محمّد بن الحسين المعدّل من الكوفة يذكر أن أبا الحسن محمّد بن أحمد بن سفيان الحافظ حدثهم قال : حدّثني بعض البغداديين عن أحمد بن يحيى النّحويّ قال : في سنة ست وثمانين ـ يعني ومائتين ـ ما بقي في عصرنا هذا أحد أعلم بكتاب الله من أبي بكر بن مجاهد!
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي ، حدّثنا أبو الفضل الزّهريّ ، حدّثنا أبو الفتح محمّد بن عمر الرفاء قال : سمعت أبا بكر المحبري بالنهروان قال : صليت خلف أبي بكر بن مجاهد صلاة الغداة فاستفتح بقراءة الحمد ثم سكت ، ثم استفتح ثانية ثم سكت ، ثم ابتدأ بالقراءة. فقلت : أيها الشيخ رأيت اليوم منك عجبا! فقال لي : شهدت المكان؟ فقلت : نعم. فقال أشهدتك الله إن حدثت به عني إلى أن أواري تحت أطباق الثرى. فقال لي : يا بني ما هو إلّا أن كبرت تكبيرة الإحرام حتى كأني بالحجب قد انكشفت ما بيني وبين رب العزة تعالى ، سرّا بسر ، ثم استفتحت بقراءة الحمد فاستجمع كل حمد لله في كتابه ما بين عيني ، فلم أدر بأي الحمد أبتدئ.
أخبرنا أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن فضالة النّيسابوريّ الحافظ ـ بالري ـ قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشّيبانيّ يقول : تقدمت إلى أبي بكر بن مجاهد لأقرأ عليه ، فتقدم إليه رجل وافر اللحية ، كبير الهامة ، فابتدأ ليقرأ فقال : ترفق يا خليلي.
سمعت محمّد بن الجهم السّمريّ يقول : سمعت الفراء يقول : أدب النفس ، ثم أدب الدرس.
حدّثني الأزهري قال : سمعت عيسى بن علي بن عيسى الوزير يقول : أنشدني أبو بكر بن مجاهد ـ وقد جئته عائدا وأطال عنده قوم كانوا قد حضروا للعيادة ـ فقال لي : يا أبا القاسم عيادة ثم ما ذا؟ فصرف من حضر وهممت بالانصراف معهم ، فأمرني بالرجوع إليه ثم أنشدني عن محمّد بن الجهم :
لا تضجرنّ مريضا جئت عائده |
|
إنّ العيادة يوم إثر يومين |
بل سله عن حاله وادع الإله له |
|
واقعد بقدر فواق بين حلبين |
من زار غبّا أخا دامت مودّته |
|
وكان ذاك صلاحا للخليلين |
حدّثني علي بن أبي علي البصريّ ، حدّثني أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن إبراهيم القاضي ، حدّثني أبو بكر بن الجعابي. قال : كنت يوما عند أبي بكر ابن مجاهد في مسجده ، فأتاه بعض غلمانه فقال له : يا أستاذ. إن رأيت أن تجملني بحضورك غدا دارنا! فقال له أبو بكر : ومن معنا؟ فقال له : أصحابنا المسجدية ، ومن يرى الشيخ ، فقال أبو بكر : ينبغي أن تدعو أبا بكر ـ يعنيني ـ فأقبل الفتى عليّ يسألني ، فقلت له : هو ذا تطفل بي ، لو أرادني الرجل لأفردني بالسؤال ، فقال : دع هذا يا بغيض. فقلت له : السمع والطاعة. فقال لي الرجل : إن الأستاذ قد آثرك فمن تؤثر أنت أن أدعو لك؟ فقلت له : الحسين بن غريب. قال : السمع والطاعة ، ونهض الفتى ، فلما كان من الغد وافى إلى مسجد أبي بكر ، فسألنا النهوض معه إلى منزله ، فقال أبو بكر لأصحابه : قوموا وامضوا متقطعين وخالفوا الطرق ، ففعلوا ، ثم أقبل على الفتى فقال له : اسبقنا ، فإني أنا وأبو بكر نجيئك. فقلت أنا له : أيش عملت في إحضار ابن غريب؟ فقال لي : قد أخذت الوعد عليه من أمس وأنا أنفذ إليه رسولا ثانيا. ومضى وجلس أبو بكر ففرغ من شغيلات له ، ثم إنا نهضنا جميعا وعبرنا الجانب الغربي وصعدنا درب النخلة وكانت دار الفتى فيه ، فوجدناه مترقبا لنا. فدخلنا فدعا بماء فغسلنا أيدينا ، ثم أتى بجونة فوضعها بين أيدينا ، فقلت في نفسي : ما أدري مروءة هذا الفتى؟ أيش في الجونة مما يعمنا! ففتحها فإذا فيها بزماورد ، وأوساط ولفات ، وسنبوسج ، فأكلنا أكلا عظيما مفرطا ، والجونة على حالها وما فيها من هذا الطعام على غاية الكثرة والوفور ، وشلنا أيدينا فاستدعى الحلوى ، فأتى بفالوذج غرف حار بماء ورد على مائدة كبيرة ، فاستكثرنا منه ، فعجبت من ظرف طعامه ، ونظافته وطيبه ، وحسنه وتمام مروءته ، من غير إجحاف ولا إسراف ، وغسلنا أيدينا فقلت له : أين ابن غريب؟ فقال لي عند بعض الرؤساء وقد حال بيننا وبينه ، فشق عليّ وتبين أبو بكر بن مجاهد ذلك مني ، فقال لي : هاهنا من ينوب عن ابن غريب. فتحدّثنا ساعة. فقلت له : لا أرى للنائب عن ابن غريب خبرا ولا أثرا ، فدافعني فصبرت ساعة ، ثم كررت الخطاب عليه وألححت ، ولست أعلم من هو النائب بالحقيقة عن ابن غريب. فقال للفتى : هات قضيبا ، فأتاه به ، فأخذه أبو بكر ووقع واندفع يغني ، فغناني نيفا وأربعين صوتا في غاية الحسن والطيبة والإطراب ، فأشجاني وحيرني فقلت له : يا أستاذ متى تعلمت هذا وكيف تعلمته! فقال : يا بارد تعلمته لبغيض مثلك لا يحضر الدعوة إلّا بمغن ، ومضى لنا يوم طيب معه.
حدّثني أبو الفضل محمّد بن عبد العزيز المهدي الخطيب قال : سمعت الحسين بن محمّد بن خلف المقرئ ـ جارنا ـ يقول : سمعت أبا الفضل الزّهريّ يقول : انتبه أبي في الليلة التي مات فيها أبو بكر بن مجاهد المقرئ فقال : يا بني ترى من مات الليلة؟فإني قد رأيت في منامي كأن قائلا يقول : قد مات الليلة مقوّم وحي الله منذ خمسين سنة ، فلما أصبحنا إذا ابن مجاهد قد مات.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال : توفي أبو بكر ابن مجاهد المقرئ يوم الأربعاء ودفن في يوم الخميس لعشر بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
حدّثني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : مات أبو بكر بن مجاهد المقرئ يوم الأربعاء وقت العصر ، وأخرج يوم الخميس ضحوة. وصلّى عليه الحسن بن عبد العزيز الهاشمي الإمام عند باب البستان في الجانب الشرقي ، ودفن في مقبرة له بباب البستان ، وذلك لتسع بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
أخبرني محمّد بن جعفر بن علان الشروطي ، أخبرنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد الطوماري ـ قراءة عليه ـ قال : رأيت أبا بكر بن مجاهد في النوم كأنه يقرأ فكأني أقول له : يا سيدي أنت ميت وتقرأ؟ فكأنه يقول لي : كنت أدعو في دبر كل صلاة وعند ختم القرآن أن يجعلني ممن يقرأ في قبره ، فأنا ممن يقرأ في قبره.
٢٨٩٧ ـ أحمد بن موسى بن يونس بن حرب بن شبيب بن زيد بن إبراهيم ، التميمي ، أبو زرعة المكّي (١) :
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن أبي روح ، والحسن بن أبي سعيد الشّيبانيّ. روى عنه أبو الطّيّب محمّد بن جعفر بن عيسى بن الكدوش الورّاق ، وعبد الله بن محمّد بن السقاء الواسطي ، وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني.
حدّثنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري ـ لفظا بحلوان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ بأصبهان ، حدّثنا أبو زرعة أحمد بن موسى المكي ـ ببغداد ـ حدّثنا أحمد بن أبي روح ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن جميل قال : حدّثني عمي سهل بن جميل بن مهران ، عن أبي مقاتل السّمرقنديّ ، عن كثير بن زياد ، عن الحسن قال : لما مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجدوا في ثيابه نافجة مسك يطيب بها ثيابه.
__________________
(١) ٢٨٩٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨١ في المطبوعة.
٢٨٩٨ ـ أحمد بن موسى بن عمران ، أبو بكر القوّاس (١) :
حدث عن يحيى بن أبي طالب ، ومحمّد بن أحمد بن فضالة المروزيّ. روى عنه أبو حفص الكتاني المقرئ ، وأبو القاسم بن الثلاج.
٢٨٩٩ ـ أحمد بن موسى بن عبد الله بن إسحاق ، أبو بكر الزّاهد ، المعروف بالرّوشنائي (٢) :
من أهل مصراثا ـ وهي قرية تحت كلوذان ـ. سمع أبا بكر بن مالك القطيعيّ ، وأبا محمّد بن ماسي ، ومحمّد بن أحمد المفيد. كتبت عنه في قريته ـ ونعم العبد كان فضلا وديانة ، وصلاحا ، وعبادة ، وكان له بيت إلى جنب مسجده يدخله ويغلقه على نفسه ، ويشتغل فيه بالعبادة ولا يخرج منه إلّا لصلاة الجماعة ، وكان شيخنا أبو الحسين بن بشران يزوره في الأحيان ، ويقيم عنده العدد من الأيام متبركا برؤيته ، ومستروحا إلى مشاهدته.
أخبرنا أبو بكر الروشنائي ـ في شهر ربيع الأول من سنة سبع وأربعمائة ـ أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب بن ماسي البزّاز ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله الكبشيّ ، حدّثنا الأنصاريّ ، حدّثنا سليمان ـ يعني التميمي ـ أن أبا عثمان النهدي حدثهم ، عن أسامة بن زيد : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين ، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء» (٣).
مات الروشنائي بمصراثا ليلة السبت التاسع والعشرين من رجب سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، وخرج الناس من بغداد حتى حضروا الصلاة عليه ، وكان الجمع كثيرا جدّا ، ودفن في قريته.
* * *
__________________
(١) ٢٨٩٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٢ في المطبوعة.
(٢) ٢٨٩٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٣ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٤٣.
(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٧ / ٣٩ ، ٨ / ١٤١. وصحيح مسلم ، كتاب الذكر والدعاء باب ٢٦. وفتح الباري ١١ / ٤١٥.
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه منصور
٢٩٠٠ ـ أحمد بن منصور بن سلمة ، أبو جعفر الخزّاعي (١) :
حدث عن أبيه. روى عنه محمّد بن مخلد. وروى عنه غيره فسماه محمّدا ، وقد ذكرناه في جملة المحمّدين.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطار ، حدّثنا أحمد بن منصور بن سلمة ، حدّثنا أبي ، عن يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قتال المؤمن كفر ، وسبابه فسوق (٢)».
أخبرنا أبو سعد الماليني ـ إجازة ـ حدّثنا محمّد بن العبّاس بن أحمد بن الفرات ، أخبرنا محمّد بن مخلد قال : سنة سبع وخمسين ـ يعني ومائتين ـ فيها قتل أحمد بن منصور بن سلمة الخزاعي ، أبو جعفر في غرة ذي القعدة بصر صر ، أخبرت بذلك.
٢٩٠١ ـ أحمد بن منصور بن راشد ، أبو صالح الحنظليّ المروزيّ ، ويلقب زاج(٣) :
ورد بغداد حاجّا في سنة أربع وخمسين ومائتين ، وحدث بها عن النّضر بن شميل ، والحسين بن علي الجعفيّ ، ويعلى ومحمّد ابني عبيد ، وعمر بن يونس اليمامي ، وأبي عامر العقدي ، وروح بن عبادة ، وسلمة بن سليمان ، وعلي بن الحسن بن شقيق المروزيّين ، وغيرهم. روى عنه مسلم بن الحجّاج النّيسابوريّ ، وقاسم بن زكريا المطرز ، وأبو القاسم البغويّ ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأحمد بن محمّد بن يزيد الزعفراني ، والحسين المحاملي ، ومحمّد بن مخلد.
وقال ابن أبي حاتم : سئل أبي عنه فقال : صدوق.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازيّ ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ـ إملاء ـ حدّثنا أحمد بن منصور ـ زاج ـ حدّثنا علي بن الحسن ، أخبرنا أبو حمزة ، عن عاصم بن
__________________
(١) ٢٩٠٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٤ في المطبوعة.
(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.
(٣) ٢٩٠١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٥ في المطبوعة.
كليب قال : حدّثنا أبو الجويرية. قال : أصبت جرة في إمارة معاوية فيها دنانير بأرض الروم ، وعلينا رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم يقال له معن بن يزيد ، قال : فأتيناه بها فقسمها بين المسلمين ، وأعطاني مثل ما أعطى رجلا ثم قال : لو لا أني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول ، ورأيته يفعله ، يقول : «لا نفل إلا بعد الخمس» لأعطيتك. ثم أخذ يعرض عليّ من نصيبه ، قال : فأبيت فقلت : ما أنا بأحق به منك.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا أحمد بن منصور بن راشد ، حدّثنا النّضر ، حدّثنا صالح ، عن ابن شهاب ، عن نبهان ، عن أم سلمة : أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يباشرها وهي طامث ، وعليها إزار إلى الركبتين.
أخبرني الحسين بن علي أبو الفرج الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : سمعت أحمد بن محمّد بن يزيد الزعفراني يقول : مات أحمد بن منصور ـ زاج ـ سنة ثمان وخمسين ومائتين.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، أخبرني سعيد ابن محمّد الصّوفيّ ، عن أبي أحمد محمّد بن أحمد الحنفي ، عن شيوخه قال : مات أبو صالح أحمد بن منصور ـ زاج ـ في شهر ذي الحجة اليوم الثالث من وفاة أبي داود سليمان بن معبد السنجي ، وهو يوم الخميس العاشر من ذي الحجة سنة سبع وخمسين ومائتين.
٢٩٠٢ ـ أحمد بن منصور بن سيار بن معارك ، أبو بكر الرّماديّ (١) :
سمع عبد الرّزّاق بن همام ، وأبا النّضر هاشم بن القاسم ، وزيد بن الحباب ، ويزيد ابن أبي حكيم وأبا داود الطّيالسيّ ، ويزيد بن هارون ، ويحيى بن إسحاق السيلحيني ، وأسود بن عامر ، ومعاذ بن فضالة ، وعلي بن الجعد ، وأبا سلمة التبوذكي ، وأبا حذيفة النهدي ، وعمرو بن القاسم بن حكام ، والقعنبي ، ونعيم بن حماد المروزيّ ، وسعيد بن أبي مريم ، ويحيى بن بكير ، وحرملة بن يحيى المصريين ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، وعبد الملك بن إبراهيم الجدي ، وأبا عاصم النبيل ، وعفان بن مسلم ، وعبيد الله بن موسى ، ويحيى بن الحمّانيّ ، وأحمد بن حنبل ، وهناد بن
__________________
(١) ٢٩٠٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٦ في المطبوعة.
انظر : تهذيب الكمال ١١٣ (١ / ٤٩٢). والجرح والتعديل ١ / ١ / ٧٨. وتذهيب التهذيب ورقة ٢٧.
السرى ، وهارون بن معروف ، وعثمان بن عمر بن فارس ، وهشام بن عمّار ودحيما ، وغيرهم من أهل العراق ، والحجاز ، واليمن ، والشام ، ومصر.
وكان قد رحل وأكثر السماع والكتابة ، وصنف المسند ، وروى عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي ، وقاسم المطرز ، وأبو القاسم البغويّ ، ويحيى بن صاعد ، والقاضي المحاملي ، ومحمّد بن مخلد ، والحسين بن يحيى بن عياش ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار.
وقال ابن أبي حاتم : كتبنا عنه مع أبي ، وكان أبي يوثقه.
أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصّلت الأهوازيّ ، حدّثنا القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي ، حدّثنا أحمد بن منصور ، حدّثنا عبد الرّزّاق ، أخبرنا معمر ، عن الزّهريّ ، عن سالم ، عن ابن عمر قال : حدثتني حفصة : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يصلي ركعتي الفجر بعد ما يطلع الفجر ، ـ أو قالت : ـ حين يصبح الفجر.
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار ، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش القطّان ، حدّثنا أحمد بن منصور بن سيار ، حدّثنا زيد بن الحباب ، حدّثني ابن لهيعة ، حدّثني بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن بشر بن سعيد ، عن زيد بن خالد الجهني قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من جاءه من أخيه معروف من غير مسألة ولا إشراف فليقبله ، فإنما هو رزق ساقه الله إليه (١)».
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا أحمد ابن منصور الرمادي ـ سنة خمس وستين ومائتين وفيها مات ـ حدّثنا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرّحمن ابن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا أتاه الفيء قسمه من يومه فيعطي الآهل حظين ويعطي العزب حظّا.
حدّثني محمّد بن علي الصوري ، أخبرني أبو محمّد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزديّ ـ الحافظ ـ أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله ، حدّثني إبراهيم بن جابر قال : سمعت عبّاسا الدّوريّ يقول ـ وذكر عنده أحمد بن منصور الرمادي ـ
__________________
(١) انظر الحديث في : طبقات ابن سعد ٤ / ٢ / ٧٠. وكشف الخفا ٢ / ٢٢٨. والتمهيد ٥ / ٩٣. والأحاديث الصحيحة ١٠٠٥.
فقال : وما لنا نحن والرمادي؟ لقد أردت الخروج إلى البصرة أنا ورجل ذكره عبّاس ، فقال الرجل : ترافقني. فقلت : بيني وبينك الرمادي ، فقلنا له فقال : ليس هو من بابتك ، أنت تكتب مالا يكتب ، وهو يكتب مالا تكتب ، فنحن نتحاكم إليه في ذلك الوقت.
وقال ابن جابر : حدّثني أبو يعلى الورّاق عن عبّاس الدّوريّ. قال : أنا أسكت من أمر الرمادي عن شيء أخاف أن لا يسعني ، كنت ربما سمعت يحيى بن معين يقول : قال أبو بكر الرمادي.
وقال ابن جابر : حدّثني بعض أصحابنا عن إبراهيم الأصبهاني قال : لو أن رجلين قال أحدهما : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وقال الآخر : حدّثنا أبو بكر الرمادي ، كانا سواء.
قال ابن جابر : وحدّثنا بعض أصحابنا عن أخي خطاب قال : هو أثبت منه ـ يعني الرمادي أثبت من أبي بكر بن أبي شيبة ـ.
حدّثني الصوري ، أخبرني عبد الغني بن سعيد ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن عبد الله ، حدّثني أبو العبّاس محمّد بن رجاء البصريّ قال : قلت لأبي داود السجستاني : لم أرك تحدث عن الرمادي؟ قال : رأيته يصحب الواقفة ، فلم أحدث عنه.
حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، عن أبي الحسن الدار قطني قال : أحمد بن منصور الرمادي ثقة.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع : أن أحمد بن منصور بن سيار الرمادي مات يوم الخميس لأربع بقين من ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائتين ، وقد استكمل ثلاثا وثمانين سنة ، كان ميلاده في سنة اثنتين وثمانين ومائة ، وصلّى عليه إبراهيم بن أرمة الأصبهاني.
٢٩٠٣ ـ (١) أحمد بن منصور بن حبيب ، أبو بكر الخصيب (٢) :
مروزي الأصل حدث عن عفان بن مسلم ، وعمرو بن عبيد المكتب. روى عنه الحسن بن محمّد بن شعبة الأنصاريّ ، وإسماعيل الخطبي.
__________________
(١) ٢٩٠٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٧ في المطبوعة.
(٢) في الصميصاطية : «الخضيب» في الموضعين.