خلّوا عنها فإنّ أباها كان يحبّ مكارم الأخلاق ، والله تعالى يحب مكارم الأخلاق».
فقام أبو بردة بن نيار فقال : يا رسول الله تحبّ مكارم مكارم الأخلاق ، فقال : «نعم يا أبا بردة ، لا يدخل أحد الجنة إلّا بحسن خلقه» [٧٣٩٧].
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد ، نا نصر بن إبراهيم ، أنا أبو سعيد عبد الكريم بن علي بن أبي نصر القزويني ، حدثني أبو الحسن (١) علي بن الحسن (٢) بن محمّد الفارسي ، أنشدني أبو محمّد الأديب ـ بأصبهان ـ أنشدني علي بن أحمد (٣) بن سلمة ، أنشدني أبو عمر الزاهد ، أنشدني اليزيدي :
وعجبت من فرح الغنيّ بنواله |
|
وأرى الزمان كما ينيل سيسلب |
يعطي ويأخذ ما أفاد وإنّما |
|
شيم الزّمان تعسّف وتنكّب |
يا طالب سبب الفتى حتى متى |
|
في حقّ غيرك دائنا تتقلب |
اليأس أسهل مطلبا وأعزّ من |
|
طلب يذلّ به الكريم ويعطب |
فاصرف همومك في العلوم وجمعها |
|
فالعلم خير ذخيرة تتكسّب |
٤١٩٤ ـ عبد الكريم بن محمّد بن أبي الفضل بن محمّد بن عبد الواحد
أبو الفضائل الأنصاري الحرستاني (٤) الفقيه الشافعي
ولد يوم السبت الثاني أو الثالث وعشرين من شوال سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وسمع الحديث بدمشق من الفقيهين أبوي الحسن : بن قبيس ، وابن المسلّم ، والفقيه نصر الله ، ثم رحل إلى بغداد ، وسمع درس أبي منصور بن الرّزّاز ومضى إلى خراسان وسمع درس محمّد بن يحيى ، ثم رجع إلى الشام ، وانضم إلى أبي سعد بن أبي عصرون الفقيه الشافعي ، فاستنابه في التدريس في الزاوية القريبة ، وضم إليه المدرسة الأمينية ، فكان يدرّس في الموضعين.
وتوفي يوم السبت الثاني من شهر رمضان في أوّل وقت العصر من سنة إحدى وستين وخمسمائة ، ودفن بكرة يوم الأحد بجبل قاسيون.
__________________
(١) في م : «الحسين» في الموضعين.
(٢) في م : «الحسين» في الموضعين.
(٣) «بن أحمد» سقط من م.
(٤) الحرستاني بفتح الحاء والراء وسكون السين ، نسبة إلى حرستا قرية على باب دمشق قريبة منها ، وينسب إليها أيضا بالحرستي.