نامي بن عبد المطلب : ونودي بالشريف نامي أميرا على مكة وندب للاشتراك معه في الحكم الشريف عبد العزيز بن ادريس وهو من بني عمومته على أن يشاركه في ريع الامارة دون أن يشار الى اسمه في الدعاء على المنبر وكان ذلك في ٢٦ من شعبان من السنة نفسها ١٠٤١.
وقاست مكة في هذا الفتح من الكروب والويلات كثيرا ونهبت بيوت أعيانها وكبار المجاورين فيها واستمر القتل في دروب المسفلة وبعض أطراف الشبيكة ثم امتد الى أجياد فالمسعى قبل أن ينادي منادى الأمان فيها. وما ان استقر الأمر للشريف نامي حتى كتب الى دولار أغا شيخ الحرم «صنجق جدة (١)» أن يسلم البندر فامتنع من ذلك فجهز نامي فريقا من عسكر الجلالية برئاسة شريكه عبد العزيز فساروا الى جدة وحاصروها ثم دخلوها عنوة ونهبوا بعض بيوتها وكثيرا من متاجرها وقبضوا على دولار اغا فضربوه وأهانوه ثم نفوه من جدة.
وعاد عبد العزيز بعسكره الجلالية الى مكة فتفرقوا بين بيوت الأشراف والأعيان وفرضوا اقامتهم عليهم وعاث بعضهم فسادا في الأسواق كما صادر الشريف نامي أموال بعض التجار (٢).
زيد بن محسن للمرة الثانية : ولم ينم الشريف زيد بن محسن عن ثأره فقد ندب من المدينة رجلا من بني عمومته وهو علي بن هيزع فوصل الى مصر واتصل برجال العثمانيين فيها وسلمهم رسالة زيد بتفصيل ما حدث ليرسلوها الى الخليفة وما لبث أن صدرت الأوامر بتجهيز بعض «الصناجق» على رأس ثلاثة آلاف
__________________
(١) الصنجق رئيس ألف جندى.
(٢) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازى «مخطوط»