باب نونى التّوكيد : / الشّديدة والخفيفة
ولا يلحقان إلا الأفعال غير الماضية ؛ ولذلك لم يلحقا (١) بـ : هلمّ ، فى لغة أهل الحجاز ؛ لأنّها اسم فعل ولحقتاها فى لغة بنى تميم ؛ لأنها فعل (٢) ضم إليه (٣) «ها» التى للتنبيه وحذفت الألف لكثرة الاستعمال ؛ ولذلك اتصل بها فى لغتهم ضمائر الرفع ؛ كما تتصل بـ «ردّ» وبابه.
ومعناهما التأكيد ، والشديدة أكثر تأكيدا (٤) ، ولا تلحقان الفعل إلا فى مواضع لا تتعدّى بابها ، وهى (٥) : الأمر ، والنّهى ، والاستفهام ، والعرض ، والتحضيض ، والدّعاء ، والجزاء ، إذا وقعت ما بين أداة الشرط وبين الفعل الذى دخلت عليه النون ، والفعل الذى دخلت عليه لام القسم ، إلا أنّهما يلزمان فى القسم ، ولا يلزمان فيما عدا ذلك.
فهذه جملة أماكنها فى فصيح الكلام.
وقد يلحقان ـ أيضا ـ الفعل إذا دخلت عليه ربّما ، وكثر ما ، وقلّما ، أو زيدت قبله ما ، قالوا : «بجهد ما تبلغنّ» ، و «بألم ما تختننه» (٦) وقوله [من الطويل] :
__________________
(١) في ط : تلحقها.
(٢) م : باب نونى التوكيد الشديدة والخفيفة قولى : «ولحقتاها فى لغة بنى تميم ؛ لأنها فعل» مثال ذلك : هلمّن فى الأمر للواحد ، وهلمّن فى الأمر للواحدة وهلمان فى الأمر للاثنين ، وهلمّن فى الأمر لجماعة المذكرين ، وهلمّنانّ فى الأمر لجماعة المؤنث. أه.
(٣) في ط : إليها.
(٤) في أ: توكيدا.
(٥) م : وقولى : «ولا تلحقان الفعل إلا فى مواضع لا تتعدى بابها ...» إلى آخره ، مثال إلحاقهما فى الأمر : اضربن ، واضربن ، ومثاله فى النهى : لا تضربن ، ولا تضربن ، ومثاله فى الاستفهام : هل تضربن؟ وهل تضربن؟ ومثاله فى العرض : ألا تنزلن وألا تنزلن ، ومثاله فى التحضيض : هلا تضربن زيدا ، وهلا تضربن زيدا ، ومثاله فى الدعاء : ارحمن زيدا ، وارحمن زيدا ، ومثاله فى الجزاء إذا وقعت ما بين أداة الشرط وبين الفعل الذى دخلت عليه النون قوله تعالى : (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً ...) [الأنفال : ٥٨]. أه.
(٦) في ط : ما بألم تختننّه.