وإن كانا معرفتين باقيتين على تعريفهما ، لم يثنيا ، نحو قولك : زيد وزيد ، تريد : زيد بن فلان ، وزيد بن فلان.
ومن ذلك قول الحجّاج (١) : «إنّا لله محمّد ومحمّد فى يوم» ، يعنى : ابنه وأخاه ، وفى ذلك يقول الفرزدق [من الكامل] :
٢٦٤ ـ إنّ الرّزيّة لا رزيّة مثلها |
|
فقدان مثل محمّد ومحمد (٢) |
وإن اتفق الاسمان فى اللفظ ، ولم يتّفقا فى المعنى ، ولا فى المعنى الموجب للتسمية ، فلا سبيل إلى التّثنية ، نحو قولك : رأيت المشترى والمشترى ، تعنى بأحدهما الكوكب ، وبالآخر / قابل عقد البيع ، والاختلاف فى المعنى بكون أحد الاسمين مذكّرا ، والآخر مؤنثا غير مؤثر فى هذا الباب ، إلا أنك تغلّب المذكّر ؛ فتقول : قائمين ، فى قائم وقائمة ، وأحمرين فى أحمر وحمراء.
وقد شذّوا فقالوا : ضبعان ، فى الضّبع والضّبعان ، فغلبوا ضبعا ، وهو مؤنث ، وقد قالوا فيهما : ضبعانان ، على الأصل ؛ وذلك قليل.
والأسماء كلّها تثنّى إلا ما يسمّى ، وهو : كلّ ، وبعض ، وأسماء العدد (٣) ، ما
__________________
تقديم الصفة على الموصوف ، ينظر : ملحق ديوانه (٢ / ٢٥٥) ، لسان العرب (عرس) ، وتاج العروس (عرس) ، تهذيب اللغة (٢ / ٨٥) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة (٧١٦) ، ويروى «ولدا» بدلا من «جبلا».
(١) الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي ، أبو محمد : قائد ، داهية ، سفاك ، خطيب. ولد ونشأ في الطائف (بالحجاز) وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان. فكان في عديد شرطته ، ثم ما زال يظهر حتى قلّده عبد الملك أمر عسكره. قتل عبد الله بن الزبير ، وتولى مكة والمدينة والطائف ، ثم أضاف إليها العراق ، وبنى «واسط» وكان سفاحا سفاكا باتفاق المؤرخين ولد سنة ٤٠ ه وتوفى سنة ٩٥ ه. ينظر : معجم البلدان ٨ / ٣٨٢ ، وفيات الأعلام ١ / ١٢٣ ، الأعلام ٢ / ١٦٨.
(٢) الشاهد فيه : قوله : «محمد ومحمد» ، حيث إنه لم يثنّهما ؛ لأنهما علمان معرفتان باقيتان على تعريفهما.
ينظر : ديوانه ١ / ١٦١ ، والدرر ٦ / ٧٤ ، وشرح التصريح ٢ / ١٣٨ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٧٥ ومغني اللبيب ٢ / ٣٥٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٢٩ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣ / ٢١١.
(٣) م : باب التثنية وجمع السلامة قولى : «وأسماء العدد» أعنى : أنها لا تثنّى فى الكلام ، وأما فى الضرورة ، فقد