فإذا استثبتّ بـ «من» عن علم ، أو لقب ، أو كنية ، حكيت بعدها إعرابه الذى كان له فى الكلام الذى اقتطعته منه ؛ فتقول إذ استفهمت عن زيد من قول القائل : ضربت زيدا : من زيدا ، بنصب زيد ، وعن زيد من قوله : مررت بزيد : من زيد ، بخفضه ، وعن زيد من قوله : قام زيد : من زيد ، برفعه.
ولا يحكى إلّا بشرط ألّا يدخل على «من» حرف عطف ، وألّا يكون الاسم المحكىّ متبوعا بتابع من التوابع ، ما عدا العطف ، فإذا قلت : فمن زيد أو : من زيد العاقل ، أعربت لا غير ، إلّا أن يكون التابع مع المتبوع كالشىء الواحد ؛ فإنّه يجوز حكايته ؛ نحو : «زيد بن عمرو» (١).
فإن اجتمع ما يحكى مع ما لا يحكى ، بنيت الكلام على المتقدّم ؛ فتقول فى الاستثبات عن زيد ، ورجل ، من قول القائل : رأيت زيدا ورجلا : من زيدا ورجلا ، و: من رجل وزيد ، إن تقدّم الرجل.
وبعض العرب يحكى سائر المعارف إلّا المضمر والمشار ؛ وذلك قليل جدّا.
و «من» فى جميع ذلك : إمّا مبتدأ ، وإمّا خبر مقدّم /.
وإذا استثبتّ بـ «من» عن نكرة ، ألحقتها واوا فى الرفع ، وألفا فى النصب ، وياء فى الخفض : سواء كان الاسم مفردا أو غير مفرد ، ومذكّرا أو مؤنّثا ؛ فتقول : منو ، ومنا ، ومنى ، ومنهم من يلحقها علامة تدلّ على التثنية (٢) والجمع والتأنيث ، فيقول فى الاستثبات عن رجلين : منان ، فى الرفع ، ومنين ، فى النصب والخفض ، وفى الاستثبات عن امرأتين : منتان ، فى الرفع ، ومنتين ، فى النصب والخفض بسكون النون.
وفى الاستثبات عن نساء : منات ، وفى الاستثبات عن رجال ، منون ، فى الرفع ، ومنين ، فى النصب والخفض.
فإن وصلت ، حذفت العلامات فى كلتا اللّغتين ، فتقول : «من يا فتى».
وإن استثبت بأىّ قلت : «أيّ» ، فى الرفع ، وأيّا فى النصب ، وأىّ فى الخفض.
__________________
(١) م : وقولى : «فإنه تجوز حكايته ، نحو : زيد بن عمرو» أعنى : أنك إذا استثبت من قول من قال : رأيت زيد بن عمرو وقلت : من زيد بن عمرو؟ فتحكى. أه.
(٢) في ط : التشبيه.