ولا يجوز عطف بعض النّعوت على بعض (١) ؛ حتى تختلف معانيها.
وإذا اجتمع فى هذا الباب نعوت ومنعوتون ، فلا يخلو أن تجمعهما ؛ نحو قولك : «قام الزّيدون العقلاء».
أو تفرّقهما ؛ نحو قولك : «قام زيد العاقل وعمرو الكريم وبكر الظريف».
أو تجمع النّعوت ، وتفرّق المنعوتين ؛ نحو قولك : «قام زيد وعمرو وبكر العقلاء» ، أو تجمع المنعوتين وتفرّق النّعوت ؛ نحو قولك : «قام الزّيدون العاقل والكريم والشّجاع» ، ومنه قوله [من الوافر] :
١٧١ ـ بكيت وما بكا رجل حزين |
|
على ربعين ، مسلوب وبال (٢) |
وجمع المنعوتين وتفريق النّعوت جائز في جميع الأسماء ، إلا فى أسماء الإشارة ، فإن جمعتهما ، أو فرّقتهما ، أو جمعت المنعوتين وفرّقت النّعوت ، كان حكم ذلك كحكم المنعوت المفرد فى الإتباع والقطع فى الأماكن المذكورة (٣) ، وإن فرّقت المنعوتين ، وجمعت النّعوت ، فإن اختلفوا فى الإعراب (٤) ، أو فى التعريف ، والتنكير ،
__________________
فى معنى مدح كالفارس والكريم ، ولا فى معنى ذم كالحانق واللئيم ، ولا فى معنى ترحم كاليائس والمسكين وكذلك أيضا يجوز القطع فى مثل مررت برجل كريم فارس لأن المنعوت نكرة وليست الصفات فى معنى واحد. أه.
(١) م : وقولى : «ولا يجوز عطف بعض النعوت على بعض» إلى آخره ، مثال المختلفة المعانى : مررت بزيد العاقل والكريم والفارس ، ومثال المتفقة المعانى : مررت بزيد الشجاع الفارس البطل. أه.
(٢) البيت : لابن ميادة.
الشاهد فيه قوله : «على ربعين مسلوب وبال» حيث نعت المثنى ، وهو قوله : «ربعين» بنعتين مفردين مع العطف بالواو.
ينظر : ديوانه ص ٢١٤ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٦٠٣ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٧٤ ، ولرجل من باهلة في الكتاب ١ / ٤٣١ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣ / ٢١١ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣١٣ ، وشرح التصريح ٢ / ١١٤ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٢٥٦ ، والمقتضب ٢ / ٢٩١.
(٣) م : وقولى : «كان حكم ذلك كحكم المنعوت المفرد فى الإتباع والقطع فى الأماكن المذكورة» أعنى بالأماكن المذكورة : أن يكون المنعوت معلوما ، والصفات صفات مدح أو ذم أو ترحم أو يكون المنعوت غير معلوم ، إلا أن صفات المدح أو الذم أو الترحّم متكررة ، وبعضها فى معنى بعض. أه.
(٤) م : وقولى : «فإن اختلفوا فى الإعراب» إلى آخره ، مثال اختلافهم فى الإعراب قولك : قام