الإضافة إنّما تكون من نصب (١) ؛ وإلا فهى غير مشبّهة ، والمشبّهة تتبع ما قبلها فى واحد من الرفع والنّصب والخفض ، وفى واحد من التعريف والتنكير ، وفى واحد من الإفراد والتثنية والجمع ، وفى واحد من التذكير والتأنيث ، وأمّا قوله [من الطويل] :
٨٧ ـ يا ليلة خرس الدّجاج بهرتها |
|
ببغداد ما كادت إلى الصّبح تنجلى (٢) |
فخرس : مفرد مخفّف من خرس ، يقال : «ليلة خرس» ، إذا لم يسمع فيها صوت ، وليس بجمع.
فإن لم تكن مشبهة ، فإنها تتبع ما قبلها فى واحد من النّصب والرفع والخفض ، وفى واحد من التعريف والتنكير خاصّة.
ولا تعمل الصّفة فى هذا الباب إلا فى السببىّ بشرط أن يكون فيه الألف واللام ؛ نحو قولك : زيد حسن الوجه ، أو يكون مضافا إلى ما فيه الألف واللام ، أو إلى ضميره ، أو ضمير ما أضيف إليه ؛ نحو قولك : «هذا حسن / وجه الأمّ ، جميل وجهها ، وهذه امرأة حسنة وجه الجارية ، جميلة أنفه» ، أو أن يكون ضمير معمول لصفة أخرى ؛ نحو قولك : «مررت برجل حسن الوجه جميله» ، أو أن يكون مضافا إلى ضمير الموصوف ، نحو قولك : «مررت برجل حسن وجهه» ، أو أن يكون نكرة ؛ نحو قولك : «مررت برجل حسن وجها».
والصّفة فى هذا الباب ، مشبّهة كانت أو غير مشبّهة لا تخلو من أن تكون معرّفة
__________________
(١) م : باب المنصوب على التشبيه بالمفعول به
قولى : «لأن الإضافة إنما تكون من نصب» إنّما لم تجز الإضافة من رفع ؛ لما يلزم فى ذلك من إضافة الشىء إلى نفسه ؛ ألا ترى أنك إذا قلت مررت برجل حسن وجهه ، فالحسن هو الوجه ؛ لأنه مسند إلى الوجه فى اللفظ ، وهو صفة له فى المعنى ، فلم يجز إضافة الحسن إذ ذاك إلى الوجه وإذا قلت : مررت برجل حسن الوجه ، فالوجه ـ وإن كان الحسن له من جهة المعنى ـ فقد نقل عنه ، وصيّر للرجل مجازا ؛ ألا ترى أنه مسند إلى ضمير الرجل ؛ فلما صار الحسن واقعا على الرجل فى اللفظ ، ساغت إضافته إلى الوجه ؛ لأنه إذ ذاك لا يراد به الوجه ؛ فلم يلزم من إضافته إليه إضافة الشىء إلى نفسه. أه.
(٢) البيت : بلا نسبة في : لسان العرب (بغدد) ، و (بغدن) والمخصص ١٦ / ١٦٣ وتاج العروس (بغدن).
والشاهد فيه : قوله : «يا ليلة خرس الدجاج» حيث طابق بين الوصف بالصفة المشبهة «خرس الدجاج» وموصوفها «ليلة» فى العدد ، وهو هنا الإفراد ، فـ «خرس» مفرد لا جمع.