خطاب الواحد المذكر والواحدة المؤنثة والمثنى والمجموع ؛ فتقول : «يا عمرو أحسن بزيد ، ويا عمران ، أحسن بزيد ، ويا عمرون ، أحسن بزيد ، ويا هند أحسن بزيد ، ويا هندات أحسن بزيد» ، وإنما حذف من قول أوس بن حجر (١) يصف درعا : [من الطويل]
٢٤ ـ تردّد فيها ضوءها وشعاعها |
|
فأحسن ، وأزين بامرئ أن تسربلا (٢) |
وفى قوله تعالى فى أحد القولين : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) [مريم : ٣٨] ؛ بكونه فى اللفظ بمنزلة الفضلة.
وأما التعجب على طريقة «فعل» : فلا يجوز أيضا إلا مما يتعجب منه على طريقة «ما أفعله» بقياس ، ولا يلزم فى الفاعل الألف واللام ؛ فتقول : «ضرب زيد (٣) ، وضرب الرجل» أى : ما أضربهما ، ويجوز دخول الباء الزائدة على الفاعل ؛ فيقال :
__________________
(١) أوس بن حجر بن مالك التميمي ، أبو شريح ، شاعر تميم في الجاهلية ، أو من كبار شعرائها. في نسبه اختلاف بعد أبيه حجر وهو زوج أم زهير بن أبي سلمى ، كان كثير الأسفار وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة ، عمّر طويلا ولم يدرك الإسلام ، في شعره حكمة ورقة ، كانت تميم تقدمه على سائر شعراء العرب ، وكان غزلا ، مغرما بالنساء. قال الأصمعي : أوس أشعر من زهير.
ينظر : الأغاني ١١ / ٧٠ ، خزانة الأدب ٢ / ٢٣٥ ، سمط اللآلي / ٢٩٠ شعراء النصرانية / ٤٩٢ ، طبقات فحول الشعراء / ٨١ الأعلام ٢ / ٣١.
(٢) ويروى عجز البيت في ط : فأحصن وأزين بامرئ أن تسربلا.
والشاهد في البيت قوله : «وأحسن» ، حيث حذف الباء التي تجر المتعجب منه مع «أن» المخففة.
ينظر : ديوانه (٨٤) ، وشرح ديوان زهير (٢٠١) ولسان العرب (عزل) ، وتاج العروس (عزل) ، وبلا نسبة في الدرر (٥ / ٢٣٦) ، وهمع الهوامع (٢ / ٩٠).
(٣) م : وقولى : «ولا يلزم فى الفاعل الألف واللام ؛ فتقول : ضرب زيد» هذا المذهب الذى ذكرته هو مذهب الأخفش والمبرد ، وهو الصحيح ، وإن كان جمهور النحويين لا يجوز عندهم أن يكون الفاعل إذ ذاك إلا ما يكون فاعلا فى باب نعم وبئس ؛ لأنه إذا قدر فيه معنى التعجب ، لم يكن من باب نعم ، وإن قدّر فيه معنى المدح إن كان الفعل يقتضي مدحا ، أو الذم إن كان الفعل يقتضى ذما ؛ حينئذ : ينبغى أن يجرى مجرى نعم وبئس ؛ ومما يبين أنه لا ينبغى أن يعامل معاملة نعم وبئس ، إذا ضمن معنى التعجب ـ زيادة الباء فى الفاعل فى قوله : [من المديد].
حبّ بالزّور الّذى لا يرى |
|
منه إلا صفحة أو لمام |
والباء لا تزاد فى فاعل «نعم» ، و «بئس». أه.