السيّد محمّد تقي الحسيني الجلالي
المحقق: السيّد قاسم الجلالي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات سلسال
المطبعة: بهار
الطبعة: ١
ISBN: 964-7759-11-8
الصفحات: ٣٠٢
ويفرّق فيها بالتاء عند عدم المعرفة نحو : (جاء العطوف والعطوفة).
٦ ـ صيغة (فعول) إذا كانت بمعنى المفعول يؤتى فيها بعلامة التأنيث للمؤنّث سواء علم بالموصوف أم لم يعلم به.
نحو : (زيد رسول) و (هند رسولة) و (جاء رسول ورسولة).
الباب الرّابع والعشرون
في فعل التعجّب (١)
صيغة فعل التعجّب
للتعجّب صيغتان جامدتان لا تتحوّلان ابدا عن صيغة الإفراد ، وهما : (ما أفعله) و (أفعل به). (٢)
المثال : (ما أكرمه) و (أكرم به).
وللفعل الذي تصاغ منه صيغة التعجّب شروط ، هي :
١ ـ كونه ثلاثيّا مجرّدا ، فلا تصاغ من مثل : (أكرم) و (دحرج) و (احرنجم).
٢ ـ كونه متصرّفا ، فلا تصاغ من الفعل الجامد ، مثل : (نعم) و (بئس) و
__________________
(١) والتعجّب هو : شعور نفسيّ يطرأ على النفس حين تستعظم امرا نادرا ، أو مجهول الحقيقة ، أو خفيّ السبب.
(٢) للتعجّب صيغ كثيرة منها : قوله تعالى : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً.)
وقوله : (سبحان الله إنّ المؤمن لا يبخس).
وقوله : واها لليلى ... وغير ذلك ، لكن المبوّب في النحو : الصيغتان فقط.
(عسى) و (ليس).
٣ ـ كونه قابلا للمفاضلة ليتحقّق معنى «التعجّب» فلا تصاغ من نحو : (مات) و (فني) و (غرق) و (عمي) ممّا لا تفاوت فيه.
٤ ـ كونه تامّا ، فلا تصاغ من الأفعال الناقصة ، مثل : (كان) فلا تقول : (ما أكون زيدا قائما).
٥ ـ كونه مثبتا ، فلا تصاغ من الفعل المنفي ، مثل : (ما درس).
٦ ـ أن لا يكون الوصف منه على وزن : (أفعل).
فلا تصاغ من (حمر يحمر) ؛ لأنّ الوصف منه ورد على وزن : (أفعل) نحو:(أحمر).
٧ ـ أن لا يكون مبنيّا للمفعول ، فلا تصاغ من : (قتل).
وعند فقد الشروط يتوصّل بـ (أشدّ) أو بـ (أشدد به) ثمّ يؤتى بمصدر ذلك الفعل المقصود بناء التعجّب منه ، مثل : (ما أشدّ تصريفه) و (ما أشدّ اجتهاده) و (ما أشدّ كونه فاضلا) (ما أشدّ عدم درسه) و (ما أشدّ احمراره) و (ما أشدّ ورعه) و (أشدد بتصريفه) و (أشدد باجتهاده) و (أشدد بكونه فاضلا) و (أشدد بعدم درسه) و (أشدد باحمراره) و (أشدد بورعه).
الباب الخامس والعشرون
في الأفعال الناقصة (١)
وهي :
(كان ، أصبح ، أمسى ، أضحى ، ظلّ ، بات ، ليس ، مازال ، ما برح ، ما فتيء ، ما انفكّ ، مادام ، صار) (٢) وملحقاتها.
__________________
(١) واعلم أن (كان وأخواتها) كلّها أفعال اتفاقا ، إلّا أنّه قد اختلفوا في (ليس) فذهب الجمهور إلى أنها فعل ، وبعضهم ـ كابن السّراج ومن تبعه ـ جعلها حرفا.
(٢) وهي أفعال ناقصة ناسخة ، وتنقسم الأفعال الناقصة من حيث الجمود والاشتقاق إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأوّل : يتصرّف تصرّفا تامّا إلى الماضي والمضارع والأمر والمصدر واسم الفاعل وهو سبعة : (كان ، وأمسى ، وأصبح ، وأضحى ، وظلّ ، وبات ، وصار).
القسم الثاني : يتصرّف أصلا وهو : (ليس ومادام).
القسم الثالث : يتصرّف تصرّفا ناقصا وهو أربعة : (مازال ، وما فتىء ، وما برح ، وما انفك) فانها لا يرد منها غير الماضي فقط.
وجه تسميتها بالأفعال الناقصة :
سمّيت ناقصة : لأنّها لا تتمّ بالمرفوع ، أي : بالاسم فقط ؛ بل لا بدّ لها من الخبر. (١)
معنى الأفعال الناقصة :
معناها : تقرير الفاعل على صفة ـ هذا إذا كانت بالمعنى الناقص ـ وقد تكون تامّة (٢) ، أي : لا تحتاج إلى خبر ، وحينئذ لا تكون من الأفعال الناقصة ، ونشرح كلّ واحد منها بإيجاز.
كان
معناها ثبوت الخبر للاسم ، قال تعالى : (وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً.)(٣) وتأتي بمعنى صار ، كقوله تعالى : (فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً.)(٤) وكقول الشاعر :
بتيهاء قفر والمطيّ كأنّها |
|
قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها (٥) |
__________________
(١) وقد نسب ابن هشام الأنصاري إلى أكثر البصريّين أنّ وجه تسميتها بالناقصة هو : (سلب الدلالة على الحدث وتجرّدها للدلالة على الزمان) لكنه لم يرتضه ، بل اختار ما ذكره المصنف رحمهالله.
(٢) وجواز استعمالها تامّة مختصّ بغير (فتىء ، وزال ، وليس) فهذه الثلاثة لا تستعمل تامة.
(٣) الفرقان : ٥٤.
(٤) الواقعة : ٧.
(٥) هذا البيت لم يسمّ قائله.
(التيهاء) الصحراء التي لا يهتدى فيها. (القفر) : المكان الخالي. (المطيّ) الدابة السريعة. (القطا): طائر معروف. (الحزن) : ما غلظ من الأرض.
وتأتي تامّة ، كقوله تعالى : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ.)(١)
فائدة :
تختصّ كان بأمور :
١ ـ مجيئها زائدة ، كقوله تعالى : (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا.)(٢)
٢ ـ جواز حذفها وحدها والتعويض عنها بـ (ما) كقول الشاعر :
أبا خراشة إمّا أنت ذا نفر |
|
[فإنّ قومي لم تأكلهم الضّبع].(٣) |
أي : لأن كنت ذا نفر.
٣ ـ جواز حذفها مع اسمها ، وذلك بعد (إن) وبعد (لو) كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (النّاس مجزيّون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرّا فشر). (٤)
__________________
ـ ـ المعنى : يصف الشاعر ناقته بسرعة السير حيث شبّهها بقطا تركت بيوضا صارت فراخا فهي تسير بسرعة الى فراخها. انظر : جامع الشواهد ، ج ١ ، ص ٣٠٠ ، انتشارات فيروزآبادي ـ قم.
(١) البقرة : ٢٨٠.
(٢) مريم : ٢٩.
(٣) وهذا البيت للعبّاس بن مرداس ، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ١٤٨) وقد أنشده الأشموني (رقم ٢٠٧) وابن عقيل (١ : ٢٩٧ / ٧٤).
(أبا خراشة) كنية خفاف بن ندبة ، شاعر مشهور ، و «ذانفر» أي : كثير الأهل والأتباع ، و «الضبع» أصله الحيوان المعروف ، ثم استعمل في السنة الكثيرة القحط.
المعنى : يقول : لا تفتخر عليّ بكثرة أهلك وأتباعك ، فليس ذلك سببا للفخر لأنّ قومي لم تأكلهم السنون ، ولم يستأصلهم الجدب والجوع ، وإنّما نقصهم الدفاع عن الحرم ، وإغاثة الملهوف ، وإجابة الصريخ. انظر : جامع الشواهد ، ج ١ ، ص ١٧.
(٤) ورد هذا الحديث بهذا النص في الغدير : ٥ : ٤٥٢ ، ولم أقف عليه في كتبنا الروائية ، نعم فيها ما يشابهه
أي : إن كان عملهم خيرا فجزائهم خير ، وإن كان عملهم شرّا فجزائهم شرّ وكقول الشاعر :
لا تأمن الدّهر ذو بغي ولو ملكا |
|
[جنوده ضاق عنها السّهل والجبل](١) |
أي : ولو كان الباغي ملكا.
٤ ـ حذف نون مضارعها المجزوم بالسكون (بشروط خمسة ذكرت في المطوّلات).(٢)
كقوله تعالى : (لَمْ أَكُ بَغِيًّا،)(٣) وأصله : أكون.
حذفت الضمّة ؛ للجازم ، والواو ؛ لالتقاء الساكنين ، والنون ؛ للتخفيف.
__________________
ـ كقوله عليهالسلام : (إنّ الله عند ظنّ عبده به إن خيرا فخير وإن شرا فشر) البحار ٧ : ٣١١.
(١) هذا البيت لم يسمّ قائله وقد أنشده الأشموني (رقم ٢٠٥) وابن هشام في أوضحه (رقم ٩٥).
واستشهد به ابن هشام في قطر الندى ، ص ١٤١ / ٤٩.
(٢) والشروط الخمسة كالتالي :
١ ـ أن تأتي «كان» بلفظ المضارع. نحو : (يكون).
٢ ـ أن تكون مجزومة.
٣ ـ أن لا تكون موقوفا عليها : نحو : (عه) فتقول : (لم يعه) ولا يقال : (لم يع).
٤ ـ أن لا تكون متّصلة بضمير نصب ، نحو : (إن يكنه فلن تسلّط عليه) فلم تحذف النون لاتّصال الضمير المنصوب بها ، والضمائر تردّ الأشياء إلى اصولها.
٥ ـ أن لا تكون متّصلة بالساكن ، فلا يجوز الحذف في قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) (البيّنة : ١) ، لأجل اتّصال الساكن بها.
(٣) مريم : ٢٠.
أصبح ، أمسى ، أضحى
بمعنى إقتران مضمون الجملة بوقت الصباح ، والمساء ، والضحى.
كما في الدعاء : (أصبحت في أمان الله) (١) (أمسيت في جوار الله).
وكقولك : (أضحى الإمام خطيبا يوم العيد).
وتأتي بمعنى : (صار) ، كقوله تعالى : (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً)(٢)
وقول الشاعر :
أمست خلاء وأمسى أهلها احتملوا |
|
[أخنى عليها الّذي أخنى على لبد](٣) |
وقول الشاعر :
أضحى يمزّق أثوابي ، ويضربني |
|
[أبعد شيبي يبغي عندي الأدبا](٤) |
وتكون تامة ، بمعنى الدخول في الصباح ، والمساء ، والضحى.
__________________
(١) بحار الانوار ٩٠ : ١٣٥.
(٢) آل عمران : ١٠٣.
(٣) هذا البيت للنابغة الذبياني.
(الخلاء) : الخالي من الأهل (احتملوا) : بمعنى ارتحلوا. (أخنى) : أي أهلك. (اللبد) : المال الكثير وقيل:هو اسم نشر كان طويل العمر.
المعنى : يصف الشاعر منزلا صار خاليا عن أهله حيث ارتحلوا عنه. انظر : جامع الشواهد ، ج ١ ، ص ٢١٧.
(٤) هذا البيت لم يسمّ قائله. انظر : جامع الشواهد ، ج ١ ، ص ١٢٢.
كقوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ)(١) أي :تدخلون فيهما.
ظلّ ، بات
ظل : بمعنى اقتران مضمون الجملة بوقت النهار ، نحو : (ظل الصائم متعبدا) بات:بمعنى اقتران مضمون الجملة بوقت اللّيل ، كقوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً)(٢) وتأتيان بمعنى صار ، كقوله تعالى : (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا.)(٣) وكقول الشاعر:
إذا بكيت قبّلتني أربعا |
|
إذا ظللت الدهر أبكي أجمعا (٤) |
وتكونان تامّتين ـ على قلّة ـ ، بمعنى البقاء في النّهار واللّيل ، نحو : (ظلّ البرد) و (بات عليّ عليهالسلام في فراش النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم).
ليس
لنفي مضمون الجملة ، كقوله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.)(٥) وهو فعل جامد.
وذهب ابن هشام والجمهور إلى أنّها فعل لا يتصرّف ، ووزنه «فعل» بالكسر ، ثمّ التزم تخفيفه بتسكين عينه وهي الياء ، واستدلّوا على أنّها فعل ـ وإن لم
__________________
(١) الروم : ١٧.
(٢) الفرقان : ٦٤.
(٣) النحل : ٣٥.
(٤) وهو من شواهد ابن عقيل : ١ / ٢١٠.
(٥) الأنفال : ٥١.
تتصرّف ـ بقولهم : لست ، لستما ، لستم ، لستنّ ، ليسا ، ليسوا ، ليست ، لسن.
وذهب ابن السرّاج ـ ومن تابعه كالفارسيّ وجماعة ـ إلى أنّها حرف بمنزلة «ما».(١)
__________________
(١) مغني اللبيب ، ج ١ ، ص ٢٩٣.
واختلفوا في معناها على أقوال :
١ ـ إنّها للنفي مطلقا.
٢ ـ وقال الزمخشريّ : لا يصح نفيها للمستقبل.
٣ ـ وقيل : لا يصح نفيها للماضي ولا للمستقبل الكائن مع «قد» فلا يقال:(ليس زيد قد ذهب) ولا : (ليس زيد قد يذهب).
٤ ـ قال أبو عليّ : إنّها لنفي الحال في الجملة التي لا تقيّد بزمان ، وأمّا المقيدة فإنّه لنفي ما دلّ عليه القيد.
مازال
المشتقّة من : (زال ، يزال) ومعناها : استمرار خبرها لاسمها.
ويلزمها النفي ؛ وذلك لأنّها بمعنى النفي ، فإذا دخل عليها النفي صار إثباتا ، كما في الحديث : (ما زال الله عالما). (١)
هذا بالنسبة إلى (زال) المشتقّة من : (زال ، يزال ـ من باب منع ـ) بمعنى انفصل.
وفي الحديث : (خالطوا النّاس وزايلوهم). (٢) أي : فارقوهم في أفعالهم التي لا ترضي الله تعالى.
أمّا المشتقّة من : (زال ، يزول) فتامّة ، ومعناها : الانتقال ، كقوله تعالى :
__________________
(١) البحار ٤ : ٨٦.
(٢) مجمع البحرين ٥ : ٣٨٩.
(أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ.)(١) أي : حلفتم أنّكم إذا متّم لا تزولون عن تلك الحالة وفي الحديث : (إذا زالت الشمس صلّ الفريضة). (٢)
وكذا المشتقّة من : (زال ، يزيل) تامّة ، ومعناها التمييز ، كقوله تعالى : (فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ)(٣) ، أي : فميّزنا وفرّقنا بينهم ، (٤) وكقولهم : (زل الضأن عن المعز) أي :ميّز.
ما برح ، ما فتئ ، ما انفكّ
وهذه الثلاثة بمعنى ما زال ، أي : استمرار خبرها لاسمها وملازمته له ، وهو المخبر عنه.
نحو : (ما برح الفتى شجاعا) ، ونحو : (ما فتئ الفقيه ورعا).
ونحو : (ما انفكّ الطبيب ماهرا).
ويلزمها النفي ولو تقديرا ؛ لأنّها بمعنى النفي ، فإذا دخل عليها النفي صارت بمعنى الإثبات ، كما ذكرنا في (زال).
كقوله تعالى : (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ.)(٥) أي : لا تفتؤ.
__________________
(١) ابراهيم : ٤٤.
(٢) بحار الأنوار ٨٩ : ١٧٠.
(٣) يونس : ٢٨.
(٤) مجمع البيان ، للعلامة الطبرسي ، ج ٥ ، ص ١٦٠.
(٥) يوسف : ٨٥.
قال الشاعر :
فقلت يمين الله أبرح قاعدا |
|
[ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي](١) |
مادام
لتوقيت أمر بمدّة ثبوت خبرها لاسمها وتلك المدّة ظرف زمان له.
كقوله تعالى : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا.)(٢)
وتقع تامّة : كقوله تعالى : (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ.)(٣) أي : ما بقيت وهو فعل شبه جامد.
صار
بمعنى التحويل والانتقال ، نحو : (صار الخمر خلّا).
وتقع تامّة بمعنى الانتقال من مكان إلى آخر نحو : (صرت من النجف إلى القاسم).
ملحقات صار
الحقت بـ (صار) أفعال ، هي من الأفعال الناقصة ـ لو كانت بمعنى صار ـ
__________________
(١) هذا البيت لامرؤ القيس.
(٢) مريم : ٣١.
(٣) هود : ١٠٧.
وتدخل على المبتدأ والخبر ، وترفع الاسم ، وتنصب الخبر.
ولتلك الأفعال معان اخر ولا تكون ـ حينئذ ـ من الأفعال الناقصة.
وهي :
١ ـ «عاد» ، نحو : (عاد فلان شيخا) أي : صار.
وتامّة بمعنى الرجوع والعود ، كقوله تعالى : (حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ.)(١)
٢ ـ «رجع» : كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لا ترجعوا بعدي كفّارا) (٢) ، أي : لا تصيروا.
وتامّة بمعنى الرجوع والعود ، كقوله تعالى : (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ.)(٣)
٣ ـ «أض» ، نحو : (آض شعره أبيض) ، أي : صار.
وكقول الشاعر :
وآض نهدا كالحصان أجردا |
|
كان جزائي بالعصا أن اجلدا (٤) |
قال الليث : الأيض : صيرورة الشيء شيئا غيره. (٥) وتحوّله عن الحالة. (٦)
__________________
(١) يس : ٣٩.
(٢) البحار ١٨ : ١٣٢ ، ٩٠ : ١٣٥.
(٣) الاعراف : ١٥٠.
(٤) هذا البيت للعجاج ، انظر : شرح الشافية ٢ : ٣٣٦.
(٥) لسان العرب. ماده ـ آض ـ.
(٦) كتاب العين للخليل.
وتامّة بمعنى الرّجوع والعود ، نحو : (آض المسافر إلى أهله). (١)
٤ ـ «استحال» : كقوله عليهالسلام : (استحال وجه يونس إلى البياض) (٢) أي:صار.
وكقوله : (إنّ العداوة تستحيل مودّة) أي : تصير مودة.
وتامّة بمعنى ، صار محالا ، نحو : (استحال الظلم في حكومة عليّ عليهالسلام).
٥ ـ «تحوّل» ، نحو : (تحوّلت النطفة إنسانا) أي : صارت.
وتامّة بمعنى الانتقال من مكان إلى آخر ، كما في الحديث : (تحوّلت القبلة إلى الكعبة). (٣)
٦ ـ «ارتدّ» ، كقوله تعالى : (فَارْتَدَّ بَصِيراً)(٤) أي : صار.
وتامّة بمعنى الرجوع والعود ، نحو : (ارتدّ الرجل).
٧ ـ «غدا» ، نحو : (غدا الحبّ زرعا) أي : صار.
وتامّة بمعنى الفعل وقت الغداة ، كقوله تعالى : (وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ.)(٥)
٨ ـ «راح» ، نحو : (راح العبد حرّا) ، أي : صار.
__________________
(١) ومنه قولك : (أفعل ذلك أيضا) وهو مصدر : (آض يئيض أيضا) أي رجع.
(٢) المناقب ، ج ٤ ، ص ٢٣٢.
(٣) المستدرك ٣ : ١٧١.
(٤) يوسف : ٩٦.
(٥) القلم : ٢٥.
وتامّة بمعنى الفعل وقت الرّواح ـ وهو ما بين الزوال إلى اللّيل (١) ـ كقوله تعالى:(وَرَواحُها شَهْرٌ)(٢).
٩ ـ «قعد» ، كقولهم : ((حدّد شفرته حتّى قعدت كأنّها حربة) : أي : صارت.
وتامّة بمعنى جلس ، كقوله تعالى : (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(٣).
١٠ ـ «جاء» ، نحو : (ما جاءت حاجتك؟) أي : كيف صارت حاجتك؟
وتامّة بمعنى الإتيان ، كقوله عليهالسلام : (ردّوا الحجر من حيث جاء) (٤) أي:أتى.
١١ ـ «حار» ، نحو : (حار قلبي إليك) ، أي : صار قلبي نحوك. ونحو : (حار الحديد شباكا).
وتامّة بمعنى الرجوع والعود ، نحو : (حارت السيّارة) أي : رجعت. (٥)
__________________
(١) قاله ابن فارس ، خلافا للأزهري ، قال : الرّواح عند العرب يستعمل في المسير ايّ وقت كان من ليل أو نهار.
(٢) سبأ : ١٢ ، والمعنى : أنّ سليمان عليهالسلام كان يقطع مسيرة شهر في وقت الرّواح ، وذلت بواسطة الريح المسخرة له.
(٣) الانعام : ٦٨.
(٤) وهو من كلام أمير المؤمنين عليهالسلام : (ردوا الحجر من حيث جاء فان الشر لا يدفعه إلّا الشر) نهج البلاغة ، ط صبحي صالح ، كلام : ٣١٤.
(٥) ومن معانيها : (الحيرة) ، نحو : (حار الطالب في أمره) وبهذا المعنى سمّي الحائر الحسيني قال الشهيد الأوّل:(إن في هذا الموضع حار الماء لمّا أمر المتوكل باطلاقه على قبر الحسين عليهالسلام ليعفيه ، فكان لا يبلغه. الذكرى:٢٥٦.
فوائد
١ ـ مشتقّات الأفعال الناقصة تعمل عملها ، كالأمثلة التالية :
(لَمْ أَكُ بَغِيًّا)(١) ، (قُلْ كُونُوا حِجارَةً)(٢) ، (كونك إيّاه) ، (كائنا أخاك).
(لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً)(٣) ، (لست زائلا أحبّك).
٢ ـ جواز تقديم خبرها على اسمها ، كقول الشاعر (٤) :
وكان في البيت العتيق مولده |
|
[وامّه إذ دخلت لا تقصده] |
٣ ـ يجوز تقديم خبرها على نفسها في : (صار وكان ـ إلى ـ بات).
كقول الشاعر (٥) :
إماما كان ينصف بالقضايا |
|
[ويأخذ للضعيف من القويّ]. |
ولا يجوز فيما أوّله (ما) ، مثل : مازال ، وفي (ليس) خلاف.
__________________
(١) مريم : ٢٠.
(٢) الاسراء : ٥٠.
(٣) الانسان : ١.
(٤) وهو الامام المنصور بالله (من شعراء الغدير).
(٥) وهو ابن التعاويذي.
تمارين :
١ ـ أعرب أمثلة الفائدة الاولى.
٢ ـ عيّن صيغ أفعال الفائدة الأولى.
٣ ـ أعلل (أك) في : (لم أك بغيّا).
٤ ـ ما الفرق بين (زال) من باب (منع) و (زال) من باب (نصر) و (زال) من باب (ضرب).
٥ ـ مثّل لجملة فعليّة ناقصة ، وأخرى تامّة ، وثالثة تامّة لفعلها معنى ناقص.