والشراء ، وغبِيتُ الرجل أَغْبَاه أشَدَّ الغِباءِ ، وهو مِثل الغَبْن.
ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : أصلُ الغَبْنِ : ثَنْيُ الشيءِ من دَلْوٍ أو ثوبٍ ليَنقُص من طوله.
قال : وسُئل الحسن عن قول الله : (ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) [التغابن : ٩] فقال : غَبَنَ أهلُ الجنَّة أهلَ النار : أي : استَنقصوا عقولهم باختيارهم الكفر على الإيمان.
ونظر الحَسن إلى رجُل غبَن آخرَ في بيعٍ فقال : إنَّ هذا يَغْبِنُ عقلَك.
قال أبو العباس : أي : يَنقُصُه.
وقال ابن الأعرابي : غبِنْتَ رأْيك : أي : نسِيتَه وضيَّعته ، وأنشد :
غَبِنْتم تتابُعَ آلائِنا |
وحُسنَ الجِوار وقُرْبَ النَّسب |
وقال ابن شميل : يقال : هذه الناقةُ ما شِئتَ من ناقةٍ ظَهْراً وكرَماً غير أنها مغبُونةٌ أي لا يُعلَم ذلك منها ، وقد غبَنوا خبرها ، وغبنوها : أي : لمْ يَعلموا عِلمها ، والغَبْن : النِّسيان ، وغَبِنْتُ كذا من حقِّي عند فلان أي نسِيتُه وغلِطتُ فيه.
غ ن م
غنم ـ غمن ـ نغم ـ نمغ : مستعملة.
غنم : قال الليث : الغنَمُ : الشَّاءُ ، تقولُ : هذه غنَمٌ لفظٌ للجماعة ، فإذا أَفْرَدْتَ الواحدة ، قلتَ شاةٌ.
وقال غيره : تقولُ العرب : تَروحُ على فلان غنَمان : أي : قطِيعَان ، لكلِّ قَطيعٍ راعٍ عَلَى حِدَةٍ ، وكذلك تَروحُ عليه إِبِلان : أي إبلٌ هاهُنا ، وَإبل ، هاهنا ، وغنَمٌ مُغَنَّمةٌ : إذا كانت للقِنْيَةِ مجموعةً.
وقال الليث : الغُنْمُ : الفوز بالشيء من غير مشقّة ، والاغتنام : انتهازُ الغُنم ، يقال : اغتنم الفُرصة وانتَهزها بمعنى واحد ، والغَنيمة : الفَيْءُ ، قلت : الغنيمةُ ما أُوجِفَ عليه بالخيل والرِّكاب من أَموال المشركين وأُخذ قَسْراً ويجب فيها الخُمس لِمن قسَمه الله له ، ويُقْسمُ أربعةُ أخمَاسها لمن حضر الوقْعة ، للفارس ثلاثة أَسهم ، وللرَّاجِل سهمٌ واحد.
وأما الفَيْءُ فهو ما أَفاءَ الله من أموال الكفار على المسلمين بلا حرْبٍ ولا إيجافٍ عليه بخيْل وركابٍ ، وذلك مِثل جزية الرُّؤُوس وما صُولِحوا عليه من أموالهم فيجبُ فيه الْخُمس أيضاً لمن قسَمه الله ، والباقي يوضَع في بيت مال المسلمين لسَدِّ ثَغْرٍ وإعداد سلاحٍ وخيْرٍ وأَرْزاق لأَهْل الفيْءِ من المقاتِلين والقُضاة وغيرهم ممَّن يَجري مَجْراهم.
وقال الكسائي : غنَمٌ مُغَنَّمة ، وإبِلٌ مُؤَبَّلة : إذا أُفْرِدَ لكل منها راعٍ.
ثعلب عن ابن الأعرابي : يقال : غُنَاماكَ
وغُنْمُكَ أن تفعل ذاك ، كقَولِك قُصاراك وقَصْرُكَ وحَبابُك وشبابُك ، معْناه كلُّه غَايتُك.
نغم : قال الليث : النَّغْمَةُ : جَرْسُ الكلمةِ وحُسنُ الصَّوت في القراءة ، تقول : ما نَغَم بكَلمة.
أبو عبيد عن الكسائيِّ وأبي زيد : قد نَغَمْتُ أنْغَمُ وأَنغِم نَغْماً ، وهو الكلام الخفِيُّ.
وقال الأَصمعيُّ : إنَّه ليَتَنَغَّمُ بشيء ويتنسَّمُ بشيءٍ وينسم بشيءٍ : أي : يتكلَّم به.
نمغ : قال الليث : التَّنْميغُ : مَجْمَجَةُ سَوادٍ وحُمْرَةٍ وبياضٍ ، ورجُل منَمَّغُ الخَلْق ، قال : والنَّمَغَةُ : ما تَحرَّك من الرَّماعة.
أبو عبيد ، عن الفراء : النَّمَغَةُ : رأْسُ الجبَل.
وقال المفَضَّلُ : هي من رأس الصَّبِيِّ الرَّماغَةُ.
وقال ابن الأعرابيِّ : يقال لرأس الصّبيِّ قبلَ أن يشتدَّ يافُوخُه : النَّمَغَةُ والغاذَّةُ والغَاذِيَة.
غمن : يقال : غَمن الجلدَ وغمَلهُ إذا جَمعه بعد سلْخِه وترَكهُ مَلفوفاً حتى يَسْتَرخِي صُوفُه ، والغُمْنةُ : الغُمْرَة التي تَطْلِي بها المرأة وَجْهَها.
قال الأغلبُ :
لَيسَتْ مِن اللّائيِّ تُسَوَّى بالْغُمَن
ويقال : الغُمْنةُ : السَّبِيذاجُ.
[(أبواب) الغين والفاء]
غ ف م
استعمل : من وجوهه : فغم.
فغم : قال الليث : فغَمَ الورْد : إذا انفَتج ، والرِّيحُ الطَّيِّبَةُ تَفْغَمُ المزْكوم وتَسدُّ خياشيَمه وأنشد :
نَفْحَةُ مِسْكٍ تَفْغَمُ الْمَفْغُوما
والمَصْدَرُ : الفُغُومُ.
أبو عبيد عن الأصمعي : وجدت فَوْغةَ الطيب وفَغْمَةَ الطيب ، وقد فَغمتْنِي الرائحة : إذا سَدّتْ خياشيمكَ.
قال الليث : ويقال : افْتغمَ عنه الزكامُ ، قال : وفي الحديث : «لو أن امرأةً من الحورِ العِين أَشرفَت لأفغمَتْ ، ما بين السماءِ والأرض بِريح المسكِ» أي ملأتْ ، قلت : الرِّوَاية لأفعَمَتْ بالعين ، أي لملأتْ.
يقال : أَفْعمْتُ الإناءَ فهو مفعومٌ : إذا مَلأتهُ.
ويقال : فَغِمَ الرجلُ بالشيءِ يَفغَمُ فَغَماً : إذا أولعَ به.
وقال ابن السكيت : يقال : ما أَشدَّ فغَمَ هذا الكلبِ بالصَّيدِ ، وهو ضراوتهُ ودُرْبتهُ ، وكلبٌ فغِمٌ : حَريصٌ عَلَى الصَّيْدِ.
قال امْرُؤُ القَيْسِ :
فَيُدْركُنَا فَغِمٌ دَاجِنٌ |
سَمِيعٌ بَصيرٌ طَلوبٌ نَكِرْ |
وقال ابن الأعرابي : الفُغْمُ : الفمُ أجمع ويُثَقَّل فيقال : فُغُمٌ.
وقال هُدْبةُ :
والله ما يَشْفى الفؤادَ الهائِما |
نَفْثُ الرُّقى وَعَقْدُكَ الرَّتائما |
|
ولَا اللزَامُ دون أن تُفاغِمَا |
وَلا الفِغَامُ دون أن تُفاقِمَا |
وَتَعْتَلِي القوائمُ القوائما
[باب الغين والباء والميم]
غ ب م
استعمل من وجوهه : بغم.
بغم : قال الليث : بَغَمَ الظَّبْيُ يَبغَمُ بُغوماً ، وهو أرْخَمُ صَوْتِهِ.
وقال ذُو الرُّمَّةِ :
دَاعٍ ينادِيهِ بِاسم الماءِ مَبْغوم
والمبْغُومُ : الولد ، وأمُّهُ تَبغَمهُ : أي :
تَدعوهُ ، والبقرة تَبغمُ ، والناقة تَبغمُ ، وامرأةٌ بَغومٌ : رَخيمةُ للصوت ، وقوله : دَاعٍ يُناديهِ حَكى صوتَ الظَّبْيةِ إِذا صاتَتْ مَأمَاءْ ، وَداعٍ هو الصوتُ مَبْغومٌ.
يقال : بُغام مَبغومٌ كقولكَ قولٌ مَقولٌ ، يَقول لا يرفع طَرْفهُ إلَّا إذا سمعَ بُغامَ أُمِّهِ.
أبو عبيد عن الأصمعي : ما كانَ من الْخُفِّ فإنه يقال لصوته إذا بدا : البغامُ لأنه يُقَطِّعهُ ولَا يَمدُّه ، وقد بَغَمتِ الناقةُ تَبْغَمُ.
وقال غيره : التَّزَغُّم والبُغَام : الكشيش من الرُّغاءِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
كتاب معتل حرف الغين
باب الغين والقاف
غ ق [وايء]
غيق : قال الليث : الغاقةُ والغاقُ ، وهما من طَيرِ الماءِ.
وقال الفراء : غَاقِ ، حِكايةُ صَوتِ الغُرَابِ.
يقال : سمعت غاقِ غاقِ وغاقٍ غاقٍ ، ثم يسمى الغراب غاقاً فيقال : سمعت صوتَ الغاقِ.
أبو عبيد عن الأصمعي : غَيَّقَ الرجل في رأيهِ تغييقاً : إذا اختلط فلم يثبت عَلَى رأيٍ واحدٍ ، فهو يموج.
وقال رؤبَةُ :
غَيَّقْنَ بالمكْحُولةِ السَّواجِي |
شيطانَ كلِّ مُتْرَفٍ سَدَّاج |
وقال الأصمعي : غَيَّقْنَ : مَوَّجْنَ ، والمعنى : ضَلَّلْنَ.
وقال المفضل : غَيّقَ فلانٌ ماله تغييقاً : إذا أفسده ، وغبقَ الرّجل بصره ، إذا حَيّره.
وقال العجاج :
أَذِيُّ أوْرادٍ يُغيِّقْنَ البصْر
غ ك : مهمل.
باب الغين والجيم
غ ج (وايء)]
استعمل منه : الغوْج.
غوج : قال الليث : جملٌ غَوْجٌ وفرسٌ غوجٌ : عريض الصدر ، وأنشد :
بعيد مَساف الخطو غوجٌ شَمردلٌ |
يُقَطِّع أنفاس المهاري تلاتِله |
وقال ابن شميل : الغوج : اللَّيِّنُ الأعطاف من الخيل.
وقال أبو سعيد : فَرس غوْج موْج ، وهو الواسعُ جِلْدِ الصَّدْرِ ، ويجمع الغوْج غَوجاً كما يقال جَارية خَوْد ، وجمعها خُود.
[باب الغين والشين]
غ ش (وايء)
غشا ـ شغا ـ وشغ : مستعملة.
غشا : قال الليثُ : الغِشاوة : ما غشي القلب من الطبع ، والغشاء : الغطاء ، وغاشية السرج : غطاؤه ، والرجل يستغشي ثوبَه كي لا يسمع ولا يرى ، والغاشية : السُّؤَال الذين يغشونك يرْجونَ فضلك ومعروفك ، والغاشيةُ : اسم من أسماء القيامة في القرآن ، والغِشْيانُ كنايةٌ عنْ إتيان الرّجلِ المَرْأة ، والفعلُ غَشيَها يَغشاها غِشيَاناً.
وقال الله جلَّ وعز : (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) [البقرة : ٧] ، وقرىء : (غَشْوَةٌ) كأنه رُدَّ إلى الأصل لأنّ المصادرَ كلها تُرَدُّ إلى فَعْلةٍ ، والقراءةُ المختارةُ غشاوةٌ ، وكلُّ ما كان مُشتمِلاً على الشيء فهو مبنيٌّ على فِعالةٍ نحو : الغِشَاوة والعِمامةِ والعصابة ، وكذلك أسماءُ الصناعاتِ لاشتمال الصِّناعة على كلِّ ما فيها نحو الخياطةِ والقِصارةِ.
وقال الله جل وعز : (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ) [هود : ٥] الآية ، قيل : إنّ طائفةً منَ المنافقين قالوا : إذا أغلقْنا أبوابَنا وأرْخينا سُتُورنا واستَغْشَينا ثيابَنا وثَنينا صدُورَنا على عداوةٍ مُحمدٍ فَكَيفَ يعلم بنا ، فأنزل الله : (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) [هود : ٥].
وقوله جل وعز : (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ) [يوسف : ١٠٧] ، أي : عقوبةٌ مُجَلِّلةٌ تَعُمُّهم.
وقولُ الله : (فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً) [الأعراف : ١٨٩] ، كنايةً عن الجِماع ، يقال : تغشَّى امرأته وتجلَّلَها وتدثرها بمعنى واحدٍ وقيل : للقيامة غاشيةٌ لأنها تَعُمُّ الخلْقَ أجمعينَ.
وقال بعضهم : الغِشَاوةُ : جلدةٌ غُشِّيَتِ القلْبَ فإذا انخَلَعَ منها القلبُ ماتَ صاحِبُه.
وقال أبو زيد : الغَشْواء من المِغْزَى : التي يَغشى وجهَها كلَّه بياضٌ.
رواه أبو عبيد عنه ، ويقال : غُشيَ عليه فهو مغشيٌ عليه وهي الغشيَة ، وكذلك غَشْيةُ الموتِ.
قال الله تعالى : (نَظَرَ الْمَغْشِيِ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) [محمد : ٢٠] ، وغاشية الرّجُل : مَن ينتابه من زُوّاره وأصدقائهِ.
أبو عبيد عن أبي زيد ، يقال : للحديدة التي فوق مؤخرةِ الرّحْل : الغاشيةُ ، وهي الدامغةُ.
قال : وقال الأصمعيُّ : رماه الله بغاشيةٍ ، وهو داءٌ يأخذه في جوفه.
وأنشد شمر :
في بطنِهِ غاشيةٌ تُتَمِّمُهْ
قال : تُتَمِّمُه : تُهْلِكهُ.
وشغ : قال الليث : الوَشغُ : الوَتْحُ ، يقال : أوْشَغَ وأوتَحَ.
وأنشد :
ليْسَ كإيشاغِ القليل الموشغِ
ويقال : توَشّغَ فلانٌ بالسوء : إذا تلطّخَ به.
وقال القلاخُ :
إنِّي امرُؤٌ لم أتوَشَّغْ بالكَذِبْ
ثعلبٌ عن ابن الأعرابي قال : أوشغَتِ الناقةُ ببَولها ، وأوزعتْ وأزغلَتْ : إذا قطعَتْه فرَمتْ به زُغْلةً زُغلةً.
ابن شميل : استَوْشغَ فلانٌ : إذا اسْتَقى بِدَلْوٍ واهيةٍ ، وهو الاسْتِيشاغُ.
شغا : قال الليث : الشغا : اختلافُ الأسنان ، رجلٌ أَشْغى ، وامرأةٌ شَغوَاءُ وشَغياء ، والشَّغْيةُ : أن يَقْطُرَ البَوْل قليلاً قليلاً.
الحرّانيُّ عن ابن السكيت قال : الشَّغا هو اختلافُ نِبْتة الأسْنان ، رجلٌ أَشْغى وامرأة شَغوَاء ، ويقال للعُقابِ شَغْواء لفَضْل مِنقارِها الأعلى على الأسفل.
وقال أبو عبيدة : سُمِّيتْ شَغواءَ لِتعقُّف في منقارها.
[باب الغين والضاد]
غ ض
(وايء) غيض ـ غضا ـ ضغو : مستعملة.
غيض : قال الليث : غاضَ الماءُ ، وهو يغيضُ غيْضاً ومغاضاً.
قال : والمَغيضُ : المكانُ الذي يغيضُ فيه ، ويقال : غيضَ ماءُ البحرِ فهوَ مغيضٌ ، مفعولٌ به ويقال غِضْتُه : أيْ : فَجَّرْتُه إلى مَغيضٍ ، والغَيضَة : الأجَمَةُ ، وجمْعها : غِياضٌ.
أبو عبيد عن الكسائي : غاضَ ثمنُ السِّلعة يَغيضُ : إذا نَقصَ ، وغضْتُه أنا في باب فعل الشيء وفعلْتُه.
ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : يقالُ للطَّلْع : الغِيضُ والغضيضُ والإغريضُ.
وأنشد :
غيَّضْنَ من عبرَاتهنّ وقلنَ لي |
ماذا لقِيتَ منَ الهوَى ولقينا |
معناه : أنهنّ سَيَّلّنْ دموعَهُنّ حتى نَزَفْنَها.
غضا : قال الليث : غضَوْتُ عَلَى القَذَى : أيْ : سكَتُّ ويقال : أغضيْتُ.
قال : والإغضاءُ : إدناء الجفون.
قال لبيدٌ :
كعَتيقِ الطيرِ يُغضى ويُجَلّ
يعني : يُغضي الجفونَ مرةً ، ويُجلِّي مرة.
وقال الآخر :
لم يُغْض في الحربِ على قذاكا
قال : وليلٌ غاضٍ : غاطٍ ، وهوَ يغضُو غضُوّاً إذا غشي كلَّ شيء.
وقال ابنُ بُزرج : ليلٌ مُغْضٍ وغاضٍ ومقامٌ فاضٍ ومُفْضٍ.
وأنشد :
عَنكُم كِراماً بالمقامِ الفاضي
أبو عبيد عن الأمويِّ : ليلةٌ غاضيَةٌ : شَديدةُ الظُّلمةِ ، ونارٌ غاضيةٌ : عظيمةٌ.
وأنشد شمر :
يخرُجْنَ من أَعْجاز ليلٍ غاضي
قلت : قولُه : نارٌ غاضيةٌ : عظيمةٌ ، أُخذ من نار الغضى ، وهو من أجْوَد الوقودِ عند العرب ، يقال : غضاةٌ وغضًى ، ويقال لِمَنبتِها : الغَضْيا.
وقال ابنُ السكيت : يقال للإبلِ الكثيرة غَضْيا : مَقْصورٌ شُبِّهتْ عندِي بمنابتِ الغضَى.
وأنشد ابنُ الأعرابي :
ومُستَخلِف من بعدِ غضيَا صُرَيمة |
فأحر به من طول فقر وأحريا |
أراد : وأحْرِيَنْ ، فجعل النون ألفاً ساكنة.
الحرَّانيُّ عن ابن السكيت : يقال : هذا بعيرٌ غاضٍ : إذا كان يأكلُ الغضَا ، وإبلٌ غواضٍ ، فإذا اشْتَكى من أكْلِ الغضَا قيل : بعيرٌ غَضٍ ، فإذا نسَبْتَه إلى الغضا قُلتَ بعيرٌ غَضَوِيٌ.
ثعلب عن ابن الأعرابي ، قال : غَضْيا مِثل هُنَيْدَةَ : مائةٌ من الإبل لا يَنصرفان.
قال : وأنشدني المفضَّل البيت.
ورَوى عمرو عن أبيه قال : الغَضْيانةُ : الجماعةُ من الإبل الكرام ، والغضْيا مائةٌ من الإبل ، ويقال : تغاضَيْتُ عن فلان أي تغابيْتُ عنه وتغافلْت.
ضغو : قال الليث : الضُّغاءُ : صوْتُ الذَّليل إذا شُقَّ عليه ، يقال : ضَغا يضغُو :
وأَضْغَيْتُه أنا إضْغاءً. ويقال : رأيتُ صِبْياناً يَتضاغَوْنَ : أي : يَتَباكَوْنَ.
باب الغين والصاد
[غ ص (وايء)]
غوص ـ صوغ ـ صغا ـ صغي.
غوص : قال الليث : الغَوْصُ : الدخول تحت الماء ، والغَوْصُ : موضع يخرج منه اللُّؤلؤُ ، والغاصَةُ : مُستخرجُوه ، والهاجم على الشيء : غائصٌ.
قلت : ويقال للذي يغوصُ على الأصداف في البحر فيستخرجها : غائصٌ وغَوَّاصٌ ، وقد غاصَ يغوصُ غوصاً ، وذلك المكان يقال له : المَغَاصُ ، والغَوْصُ : فِعْلُ الغائصِ ، ولم أسمع الغوصَ بمعنى المَغاصِ غير ما قاله الليث.
صوغ : ابن شميل : صاغ الأدمُ في الطعام يصوغُ أي : رسبَ ، وصاغَ الماء في
الأرض : أي : رسبَ فيها ، وصَيَّغَ فلانٌ طعامنا : أي أنقعهُ في الأُدم حتى تريَّغَ وقد روَّغه بالسَّمن وريَّغهُ وصيَّغه بمعنى واحد.
وقال الليث : الصَّوْغُ : مصدر صاغَ يصوغُ والصِّياغةُ : الحرفةُ ، والشيء مَصوغٌ.
أبو عبيد عن أبي عمرو : الصِّيغَةُ : السِّهام من عمل رجلٍ واحدٍ.
وقال العجاج :
بِصِيغةٍ قد راشَها وركَّبا
قال : وقال أبو عمرو : هذا صَوْغُ هذا : إذا كان على قدره ، وهذا سَوْغُ هذا : إذا وُلِدَ على أثره.
وقال ابن بُزرج : هو سَوْغُ أخيه : ولد في أثره ، وصَوْغُهُ من فوقه ، وصَوْغُهُ من تحته ، كلٌّ يقال.
وقال آخر : هو صَوْغُ أخيه : طريده وُلِدِ في إثره مثل سَوْغِهِ.
وقال غيره : هذا شيءٌ حسن الصِّيغَةِ : أي : حسن العمل ، وفلان حسن الصِّيغَةِ : أي حسن الخِلْقَةِ ، والقَدِّ ، وصاغَ الله الخلْق يَصُوغُهم ، وصاغَ فلانٌ زُوراً وكذباً : إذا اختلَقهُ.
وفي الحديث : «هذه كَذبة صاغَها الصَّوَّاغُون» أي : اختلَقها الكذَّابون.
صغا : الليث : الصَّغا : مَيْلٌ في الْحَنَكِ أو إحدى الشَّفتين ، ورجلٌ أصْغَى ، وامرأة صَغْواءُ ، وقد صَغِيَ يَصْغَى ، وأنشد :
قِرَاعٌ تَكْلَحُ الرَّوقاءُ منه |
ويعتدلُ الصَّغا منه سَوِيَّا |
أبو عبيد عن الكسائي : صَغَوْتُ وصَغَيْتُ.
وقال شمر : صَغوتُ وصَغَيتُ وصَغِيتُ وأكثره صَغِيت.
وقال ابن السكيت : صَغَيْتُ إلى الشيء أصغى صُغِيّاً إذا مِلْتَ ، وصغوتُ أصغو صُغُوّاً.
قال : وقال الله : (وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ) [الأنعام : ١١٣] ، أي : ولِتَمِيلَ ، وأصْغَيْتُ الإناء : إذا أمَلْتُهُ ، وأنشد :
فإنَّ ابنَ أُخْتِ القومِ مُصَغًى إناؤُهُ |
إذا لم يُمارس خالَهُ بأَبٍ جَلْدِ |
ويقال : فلانٌ يُكْرِمُ فلاناً في صاغِيَتِهِ ، وهم الذين يميلُون إليه ويَغْشَوْنَهُ.
قال : والصَّغا : كتابتهُ بالألِفِ ، وأصغى رأْسَهُ ، ورأيت الشَّمس صَغْواء ، يريد حين مالت ، وأنشد :
صَغْواءُ قد مالت ولما تفعلِ
وقال الأعشى يصف ناقةً :
ترى عينَها صَغْواءَ في جَنْبِ مُوقِهَا |
تُراقِبُ كَفِّي والقطيع المُحرَّما |
وقال الليث : صَغا إلى كذا يصغا : إذا مال ، وأصغيتُ إليه سَمْعي ، والإصغاءُ : الاستماع ، وصَغَتِ النُّجوم : إذا مالت للغروب.
وقال الأصمعي : صَغَا يَصْغُو صَغْواً وصغاً.
وسمع أبو نصر : صَغِيَ يَصْغَى : إذا مال ، وأصْغَى إليه رأسهُ وسمعهُ : أماله إليه ، ويقال للناقة : قد أصْغَتْ تُصْغِي ، وذلك إذا أمالت رأسها إلى الرَّجل كأنها تستمع شيئاً حين يَشُدُّ عليها الرحْلَ.
قال ذو الرُّمة يصف ناقته :
تُصْغِي إذا شدَّها بالكَوْرِ جانِحةً |
حتى إذا ما استوى في غَرْزِها تَثِبُ |
ويقال : صِغْوُ فلانٍ مع فلانٍ ، أي : ميله معه.
وأما أبو زيد فيقول : صَغْوُه وصَغاهُ وصِغْوُهُ معه ، ويقال : أصْغَى فلانٌ إناءَ فلان : إذا أماله ونقصه من حظِّه ، وكذلك أصْغَى حظَّه : إذا نقصه ، وصِغْوُ المِغْرَفَةِ : جوفُها ، وصِغْوُ البئر : ناحيتها ، وصِغْوُ الدَّلو ما تثنَّى من جوانبها.
قال ذو الرُّمة :
فجاءت بِمُدٍّ نصفهُ الدِّمْنُ آجن |
كَماءِ السَّلَى في صِغْوِها يترقرقُ |
وقال ابن الأعرابي :
يُعطين من فضل الإله الأسْبَغِ |
آذِيَّ دُفّاعٍ كَسَيْلِ الأصْيَغِ |
قال : الأصيغُ : الماء العام الكثير.
وقال غيره : الأصْيَغُ : واد ، ويقال : نهرٌ.
باب الغين والسين
غ س
(وايء) غسا ـ غوس ـ (غيس) ـ سوغ.
غسا : أبو عبيد ، عن الأصمعيِّ : غَسَا الليلُ يَغْسُو : أَغْسى يُغْسي : إذا أَظْلَم.
وقال ابن السكيت مثله ، وزادَ : وَغَسِي يَغْسَى ، وأنشد :
فَلمَّا غسَا لَيْلى وَأَيقنْتُ أَنها |
هي الأُرَبى جاءتْ بِأُمِّ حَبَوْكَرى |
وقال الليث : شيخٌ غاسٍ : قد طال عمرهُ ، قلت : هذا تصحيفٌ ، والصَّوَابُ : شيخٌ عاسٍ بالعينِ ، يقال : عَسا الشيخُ يَعْسُو.
غوس ـ غيس : أبو العباس عن ابن الأعرابيّ يقال : يَوْمٌ غَوّاسٌ : فيه هزيمةٌ وتشليحٌ ، قال : ويقال : أشَاؤُنَا مَغَوَّسٌ : أي مُشَنَّخٌ ، وتَغْوِيسهُ : تَشْذيب سُلَّائه عنه.
وقال أبو عمرو : يقال : فلانٌ يَتَقلَّبُ في غَيْساتِ شَبابِهِ : أي في نعمةِ شَبابهِ.
وقال أبو عبيد : في غَيْسانِ شبابه.
وأنشد أبو عمرو :
بينَا الْفَتى يَخْبِطُ في غَيساتِهِ |
تَقَلُّبَ الْحَيَّةِ في قِلَاتهِ |
|
إذا أصْعدَ الدَّهْرُ إلَى عِفْرَاتهِ |
فاجْتَاحَهَا بِشَفْرَتَيْ مِبْرَاتهِ |
قلت : والنون والتاءُ فيهما لَيْسَتَا منَ الأصل ، من قال : غَيساتٍ ، فهي تاءُ
فعلاتٍ ، ومن قال : غَيْسانَ ، فهو نون فَعْلانَ.
سوغ : قال الليث : يقال : سَاغَ شرابهُ في حَلْقهِ سَوْغاً وسَوَاغاً ، وأساغَهُ الله ، وسَوَّغتُ فلاناً ما أصابَ.
وقال أبو عبيد : قال أبو عمرو : هذَا سَوْغ هَذا : إذا وُلدَ على أثره.
وقال المفضّلُ : هو سَوْغُهُ وسَيغُهُ بالواو والياء ، ويقال : هو أخوهُ سَوْغُهُ ، وهي أخته سَوْغُهُ : إذا لم يكن بينهما ولدٌ.
وقال اللحيانيُّ : أسْوَغَ الرَّجلُ أَخاهُ إِسْواغاً : إذا ولدَ معه ، ويقال : أساغ فلانٌ الطَّعام والشرابَ يُسِيغه.
ومنه قول الله : (يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ) [إبراهيم : ١٧].
وقال ابن بزرجَ : أساغَ فلانٌ بفلانٍ : أي : به تم أَمرهُ ، وبه كان نُجْحُ حاجته ، وذلكَ أنه يريد عدةَ رِجالٍ أو عدة دراهمَ فيبقى واحد به يتم الأمر ، فإذا أصابه ، قيل : أسَاغَ به ، وإن كانَ أكثر منْ ذلك ، قيلَ : أسَاغوا بهمْ.
باب الغين والزاي
غ ز
(وايء) غزا ـ غوز ـ زيغ ـ زغا ـ وزغ.
غزا : قال الليث : غزوتُ بني فلانٍ أغزوهم غزواً ، والواحدةُ غَزْوَةٌ ، وأغْزَت المرأةُ ، فهي مُغزيةٌ : إذا غَزَا زَوْجُهَا ، والغُزَّى على بناء الرُّكَّع والسُّجَّدِ.
قال الله عزوجل : (أَوْ كانُوا غُزًّى) [آل عمران : ١٥٦] ، والْمغزاةُ : موضعُ الغزْوِ ، وجمعها المغَازِي ، وتكون المَغازي بمعْنَى غَزَواتٍ ، يقال : غَزَوْتُ مَغْزًى ، وأَغْزَتِ الناقةُ فهي مُغز إذا عسُرَ لِقاحُهَا.
عمرو عن أبيه : الغزْوُ : الْقصدُ ، وكذلك الغَوْزُ ، قد غَزَاه وغَازَه غَزْواً وغَوْزاً : إذا قصدهُ ، قال : وغَزَّ فلانٌ بفلانٍ واغتزَّ بهِ واغتزَى بهِ : إذا اختصَّهُ من بين أصحابه.
أبو عبيد عن الأمويِّ : المُغْزيَةُ من الإبل التي جازتِ الحقَّ ولم تلدْ ، وحَقُّها : الوقتُ الذي ضربت فيه.
وقال الأصمعيُّ : المغْزِيةُ من الغنم التي يتأخرُ وِلادُهَا بعد الغنم بشهر أو شهرين ، لأنها حملت بأَخَرَةٍ.
وقال ذو الرُّمَّةِ : فجعلَ الإغْزَاءَ في الوحشِ :
رباعٍ أقَبُّ البطنِ جَأْبٌ مطرَّدٌ |
بِلَحْييهِ صَكُ المغزِياتِ الرَّواكل |
ويقال لجمع الغَازي غَزِيٌ مثل : نادٍ ونديٍّ وناجٍ ونجيٍّ للقومِ يَتناجَوْنَ.
وقال زيادُ الأعجم :
قلْ للقوافلِ والغزيِ إذا غَزَوْا |
والباكِرِينَ وللمجدِّ الرَّائح |
أبو عبيدٍ عن الكسائيِّ : ينسَبُ إلى غَزِيَّةَ غَزَويٌ وإلى الغَزْو غَزَوِيٌ.
ثعلب عن ابن الأعرابيِّ : النِّتاجُ الصيفي هو المُغْزَى ، والإغْزاءُ : نتاجُ سوءٍ ، حُوَارُهُ ضعيفٌ أبداً ، ويقال : ما تَغْزو ، أي : ما تطلبُ ، وما مَغزَاكَ من هذا الأمر : ما مطلبكَ ، وأَغزى فلانٌ فلاناً : إذا أعطاهُ دابة يغزُو عليها.
زيغ : قال الليث : الزَّيغُ : الميلُ ، والتَّزايُغ : التمايلُ.
وقال أبو سعيد : زَيَّغتُ فلاناً تَزييغاً : إذا أقمت زَيغَهُ ، قال : وهو مثلُ قولهمْ : تَظَلَّمَ فلانٌ من فُلانٍ إلى فُلانٍ فَظَلَّمَهُ تَظْلِيماً.
أبو عبيد عن أبي زيدٍ : تَزَيَّغَتِ المرأةُ تَزَيُّغاً ، وتزيقت تزيقاً : إذا تَزَينتْ.
وقال غيره : زَاغَتِ الشمس تَزيغ زيُوغاً ، فهي زَائغةٌ : إذا مالت وزالت.
وقال الله جلَّ وعزَّ : (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) [الصف : ٥] ، والزَّاغُ : هذا الطائر ، وجمعهُ : الزِّيغَانُ ، وَلا أَدري أعربيٌّ أمْ معرِّبٌ.
زغا : الزُّغاوَةُ : جِنسٌ من السودان والنسبةُ إليهم زغَاوِيٌ.
وقال ابن الأعرابيِّ : الزُّغَى : رائحةُ الْحبَشيِّ ، والغُزَى : القصدُ.
وزغ : قال الليث : الوَزَغُ : سوامُّ أبرصَ ؛ الواحدة : وَزغةٌ.
وقال أبو عبيدة : إذا تبين صورةُ المهرِ في بطن أمه فقد وُزِّغ توزيغاً.
وقال أبو العباس : قال ابن الأعرابيِّ : أوزغتِ الناقةُ ببولها إيزاغاً : إذا أزغلتْ به إزغالاً وقطعتهُ.
وأنشد أبو عبيد هذا البيت :
بضرْبٍ كآذان الفراء فضولُهُ |
وطعنٍ كإيزاغِ المَخاض تبورها |
ويقال لجمع الْوَزغِ وِزْغانٌ ووُزغَان ، ويقال بفلانٍ وزَغٌ : أي رِعْشةٌ.
وفي الحديث : «أن الحكم بن العاص حاكى رسول الله صلىاللهعليهوسلم من خلفهِ فعلمَ بذلك فقال له : كذا فلتكن فكان به وَزغٌ».
غوز : (عمرو عن أبيه : الغوزُ : القصد ، يقال : غازَه غوْزاً ، وغزاهُ غزواً : إذا قصدهُ ؛ قال : والأغْوَزُ : البارُّ بأهله) (١).
باب الغين والطاء
غ ط
(وايء) غوط ـ غطي ـ طغا.
غوط : ثعلب عن ابن الأعرابي : يقال للرجل غُطْ غُطْ : إذا أمَرْتُهُ أن يكونَ مع الجماعةِ إذا جاءتِ الفِتَنُ وهم الغاطُ. يقال : ما
__________________
(١) جاء في «اللسان» (غوز ـ ١٠ / ١٤٤) ، أن الأزهري قاله في ترجمة غزا السابقة.
في الغاطِ مثله ، أي : في الجماعة.
وقال الليث : الغُوطَةُ : موضعٌ بالشام كثيرُ الماءِ والشجر. قال : والغائِطُ : المُطْمَئِنُّ من الأرض ، وجمعه الغيطانُ ، والأغواط.
قال : والتَّغْوِيطُ : كِنايةٌ عن الحَدَث.
وقال الله جلَّ وعزَّ : (أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ) [النساء : ٤٣] ، وكان الرجلُ إذا أرادَ التَّبَرُّزَ ارْتاد غائِطاً من الأرض يغيبُ فيه عن أَعيُنِ الناس ، ثم قيلَ للبَرَازِ نفسه وهو الحدثُ غائِطٌ كِنايةً عن النجو ، إذ كان سبباً له ، وقد تَغَوَّطَ الرجلُ : إذا أحْدَثَ ، فهو مُتَغَوِّطٌ ، وغاطَ الرجلُ في الوادي يَغوطُ : إذا غابَ فيه.
وقال الطِّرِمَّاح يذكرُ ثوراً :
غاطَ حتى اسْتَبَاثَ من شَيَمِ الأر |
ض سفاةً من دونها ثَأَدُهْ |
ثعلب عن ابن الأعرابي : الغُوطَةُ : مجتمعُ النَّباتِ والماء ، ويقال : ضربَ فلانٌ الغائِطَ : إذا تبرَّزَ ، وغاطَ فلانٌ في الماءِ يَغُوطُ إذا انغمسَ فيه ، وهما يتغاوطانِ في الماء : أي : يَتغامسانِ ، ويتغاطَّانِ فيه.
سلمة عن الفراء يقال : أَغْوِطْ بِئْرَكَ : أي أَبْعِدْ قَعْرَها وهي بئرٌ غويطَةٌ : بعيدةُ القَعْرِ.
وقال أبو عمرو : غاطَ : أي : حفر ودخل ، وغاطَ الرجلُ في الطين.
وقال ابن شميل : الغُوطَةُ : الوَهْدَةُ في الأرضِ المطمئنَّة ، وذهبَ فلانٌ يضربُ الغائِطَ : أي : يضربُ الخلاءَ.
ويقال : غاطَتِ الأنْسَاعُ في دَفِّ الناقة إذا تبين آثارها فيه.
وقال الأصمعيُّ : غاطَ في الأرضِ يَغيطُ ، ويغُوطُ : إذا غابَ.
وقال ابن شميل : الغائِطُ : الأرضُ الواسعةُ الدَّعوة ، سُمِّيَ غائِطاً لأنه غاط في الأرضِ أي دخلَ فيها ، وليس بالشديد التَّصَوُّب ، ولبعضها أسنادٌ.
غطي : قال الليث : الغِطَاءُ : ما تغطيت به أو غَطَّيْتَ به شيئاً ، والجميعُ الأغطيةُ ، وغطَا الليلُ يَغْطو غَطْواً : إذا غَسَا ، وليلٌ غاط وغاضٍ : مظلمٌ ، ويقال : غَطَا عليهم البلاء.
أبو عبيد عن أبي عبيدة : إذا امتلأ الرجُلُ شباباً ، قيل : غَطَا يَغْطِي غَطْياً وغُطِيّاً ، قال : وأنشدنا :
يحْمِلْن سِرْباً غَطَى فيه الشبابُ معاً |
وأخطأتهُ عيونُ الجنِّ والحَسَدُ |
ثعلب عن ابن الأعرابي عن المفَضَّلِ ، قال : يقال : للكَرْمَةِ الكثيرةِ النَّوامي : غاطِيَةٌ.
قال : ويقال : غَطَى وأَغْطَى وغَطَّى بمعنى واحدٍ ، والنَّوامِي : الأغصانُ ، والواحدةُ : نامِيَة.
وأنشد غيره :
رُبَّ حِلمٍ أضاعهُ عَدَمُ الما |
ل وجَهْلٍ غَطَى عليه النعيمُ |
وفلان مَغْطِيُ القِناعِ إذا كان خامِلَ الذِّكر.
وأنشد الفراء :
أنا ابنُ كِلابٍ وابنُ أَوْسٍ فَمَنْ يكُنْ |
قِنَاعُهُ مَغْطِيّاً فإني لَمُجْتَلِي |
وماءٌ غاطٍ : كثيرٌ ، وقد غَطَى يَغْطِي ، وأنشد :
يَمُرُّ كَمُزْبِدِ الأعرافِ غاطِ
طغا : قال الليث : الطُّغْيانُ ، والطُّغْوانُ لغة فيه ، والفعلُ : طَغَوْتُ وطَغَيْتُ ، والاسمُ الطَّغوَى ، وكلُّ شيءٍ جاوزَ القدْرَ فقد طغا كما طغا الماءُ على قومِ نوح ، وكما طغتِ الصَّيْحَةُ على ثَمُودَ ، والرِّيحُ على قومِ عادٍ ، وتقول : سمعتُ طَغْيَ فلان : أي : صوته ، هُذَليَّة.
أبو عبيد عن الكسائي : طغوتُ وطغيْتُ لُغتانِ.
وفي «النوادر» : سمعتُ طَغْيَ القومِ وطَهْيَهُمْ ووغْيهُمْ : أي صوتَهم.
ثعلب عن ابن الأعرابي : يقال للبقرةِ : الخائِرَةُ والطَّغْيا.
وقال المُفَضَّلُ : طُغْيا.
وفتح الأصمعيُّ طاءَ طَغيَا.
وقال الفراء في قول الله : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١)) [الشمس : ١١].
قال : أرادَ بطغيانها ، وهما مصدرانِ إلا أن الطَّغوى أشكلُ برُؤوسِ الآياتِ فاختيرَ لذلك ، ألا تراه قال : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) [يونس : ١٠] ، معناه : وآخِرُ دُعائهم.
وقال الزَّجَّاج : أصل طغواها طغياها ، وفَعْلَى إذا كانت من ذواتِ الياءِ أُبْدِلَتْ في الاسمِ واواً لِيُفْصَل بين الاسمِ والصِّفةِ ، تقول : هي التقوى ، وإنما هي من تَقَيْتُ ، وهي البَقْوَى ، من بقيتُ ، وقالوا : امرأةٌ خَزْيا ، لأنه صفة ، قلت : والطَّغْيَةُ : الصَّفاةُ المَلْساءُ.
قال الهُذلِيُّ :
صَبَّ اللهيفُ لها السُّبُوبَ بِطَغيَةٍ |
تُنْبِي العُقَابَ كما يُلَطُّ المِجْنَبُ |
اللهيف : مُشْتار العسل.
وقال الله جلَّ وعزَّ : (يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) [النساء : ٥١] قال الليث : الطاغوتُ تاؤُها زائدة ، وهي مُشتَقَّة من طغا.
وقال أبو إسحاق : كلُّ معبودٍ من دون الله جِبْتٌ وطاغوتٌ.
قال : وقيل : الجبتُ والطاغوتُ : الكَهَنة والشياطين.
وقيل في بعض التفسير : الجبت والطاغوت : حُيَيُّ بن أخطب وكعب بن
الأشرفِ اليهوديَّانِ وهذا غيرُ خارج مما قال أهلُ اللغةِ لأنهم إذا اتَّبعوا أمرهما فقد أطاعوهما من دونِ الله.
وقال الشَّعْبيُّ وعطاءٌ ومجاهدٌ وأبو العالية : الجبت : السِّحر ، والطاغوت : الشيطان.
وقال الكسائي : الطاغوت واحد.
وجماع.
قال الله تعالى : (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ) [البقرة : ٢٥٧] ، فَجَمَعَ.
وقال ابن السكيت : هو مثل الفُلك يذكَّر ويؤنَّث.
قال : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها) [الزمر : ١٧].
وقال الأخفش : الطاغوت تكون الأصنامَ ، وتكون من الجنِّ والإنس ، وتكون جماعةً وواحداً.
وقال الليث : الطّاغِيَةُ : الجَبَّار العنيد.
وقال شمر : الطّاغيةُ الذي لا يبالي ما أتَى ، يأكل الناسَ ويقهرهم ، لا يثنيهِ تَحَرُّج ولا فَرَقٌ.
وقال ابن شميلٍ : الطاغيةُ : الأحمق المستكبر الظالم.
قال : وطغا البحر والماء : إذا علا كل شيءٍ فاجترفه.
وقال الله تعالى : (فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) [الحاقة : ٥].
وقال قتادة : بَعث الله عليهم صيحة، وقيل : معنى (فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) : أي بطغيانهم مصدر على فاعلةٍ.
باب الغين والدال
غ د
(وايء) دوغ ـ غيد ـ وغد ـ غيد ـ غدا ـ دغا.
دوغ : قال ابن الفرج : سمعتُ سُليمان الكلابي يقول : داغَ القومُ وداكوا : إذا عمَّهُمُ المَرضُ ، والقوم في دوغَةٍ من المرضِ وفي دوكةٍ إذا عمّهم وآذاهُمْ.
وقال غيره : أصابتنا دوغَةٌ : أي بردٌ.
وقال أبو سعيد : في فلان دوغةٌ ودَوكة أي حمقٌ.
وغد : قال الليث : الوغدُ : الخفيفُ الضَّعيفُ العقلِ ، وقد وغُدَ وغادةً.
أبو عبيد عن الكسائي : وغدْتُ القَوْم أَغدُهُم وغداً : خدمتهم ، والوغدُ منه ، يقال : رجلٌ وغْدٌ : إذا كان خادماً لقومٍ.
وقال شمر : الوغْدُ : الضَّعيفُ ، يقال : فُلانٌ من أَوغادِ القوم ومن وُغدان القوم : أي من أَذِلَّائهم وضُعَفَائهم.
أبو عبيد عن الأصمعي : المواغَدَةَ والمواضَخَةُ : أن تسيرَ مثلَ سيرِ صاحِبِك ، قال : وقد تكونُ المواغِدَةُ للنَّاقَةِ الواحدة ، لأنَّ إحدى يديها ورجليها تُوَاغِدُ الأُخْرَى.
غيد : قال الليث : الغادَةُ : الفتاةُ النَّاعمةُ ، وكذلك الغيْدَاءُ ، والأغْيدُ : الوسنانُ المائلُ العنقِ ، ويقال : هو يتغَايدُ في مشْيهِ.
أبو عبيد عن الأصمعي : الغادَةُ من النِّساء النَّاعمةُ اللَّينة ، قال : قال : والغيداءُ : المُتَثَنِّيةُ من اللِّين.
قال أبو منصور : وجمعها غيدٌ ، وكذلك جمع الأَغيَد. والمصدر الغَيَدُ ، وقد غَيِدَ يغْيَدُ ، وغادت تَغادُ ، فهي غيداء ، والغادة اسم من هذا على فَعَلَة.
غدا : قال الليث : يقال : غدَا غدُكَ وغدَا غدوُكَ : ناقِصٌ وتام. وقال لبيدٌ في اللغةِ التَّامَّةِ :
وما النَّاسُ إلَّا كالدِّيارِ وأَهلها |
بها يوْمَ حَلُّوها وغَدْواً بلاقعُ |
وقال طرفةُ في النَّاقص :
غدٌ ما غدٌ ما أقْرَبَ اليَوْمَ من غد
وقال ابن السكيت في قول اللهِ : (وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ) [الحشر : ١٨].
قال : قَدَّمَتْ لغدٍ بغير واوٍ فإذا صَرفُوها قالوا : غدَوتُ أغدُو غَدْواً وغدُوّاً فأعادُوا الواوَ.
قال الليث : الغُدُوُّ جمع مثل الغدوات ، والغُدَى جمع غُدوةٍ ، وأنشد :
بالغدَى والأصَائل
قال : وغُدْوةٌ معرفة لا تصرفُ ، قلت هكذا يقول.
قال النَّحْويُّونَ : إنَّها لا تنوَّنُ ولا تدخلها الألف واللام.
وسمعت أبا الجَرّاح يقول : رأيت كغدوة قطّ ، يريد كغداة يومه.
وإذ قالوا : الغَدَاةَ صَرفُوا.
قال الله : (بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) [الأنعام : ٥٢] ، وهي قراءة جميع القرَّاء ، إلا ما روي عن ابن عامرٍ فإنَّهُ قَرَأَهُ بالغُدوةِ ، وهي شاذَّة.
وقال ابن السكيت : يقال : إني لآتيه بالغدايا والعشايا ، أرادُوا جمع الغداةِ فأتبعُوها العَشايا لازدواج الكلام ، وإذا أفرِدَ لم يجزْ ولكن يقالُ : غَداةٌ وغدَاواتُ.
وروى أبو عمر عن الإمامين ، المبرّد وثعلب ، قالا : العربُ تقول : لدُن غدْوةً.
ولَدُن غدوةٌ ، ولَدُن غدوةٍ ، قالا : فمن رفع ، أراد ، لَدُن كانت غدوةٌ ، ومن نصب ، أراد ، لدُن كان الوقْتُ غدوةً ، ومن خفضَ ، أراد ، من عند غدوةٍ.
أبو عبيد عن أبي عمرو : الغَدَوِيُ بالدَّال : أن يَبيعَ الشيءَ بنِتاج ما نَزى به الكَبْشُ ذلك العامَ.
وأنشد قول الفَرَزدق :
ومُهورُ نِسْوتِهم إذا ما أَنْكَحُوا |
غدَوِيُ كلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبال |
وقال شمر : قال بعضهم : هو الغَذوِيُ
بالذَّال في بيت الفَرزدق.
ثم قال : ويُروى عن أبي عبيدة أنه قال : كلُّ ما في بطون الحوامل غدَوِيٌ من الإبل والشَّاءِ.
وفي لُغة النبي صلىاللهعليهوسلم ما في بطون الشاءِ خاصَّةً.
وأنشد أبو عبيدة :
أرجو أَبا طَلْق بحُسْن ظنِ |
كالغَدَوِيِ يُرْجَى أن يُغْنى |
قال : ويُروى عن يزيدَ بن مُرَّة أنّه قال : نُهِيَ عن الغَدوِيِ ، وهو كلُّ ما في بطون الحوامل، كان الرَّجل يشتري بالحَمَل أو بالعَنْز أو بالدَّراهم ما في بُطون الحوامل ، وهو غَرَرٌ فنُهِيَ عن ذلك وأنشد :
أُعْطيْتَ كبْشاً وارِمَ الطِّحال |
بالغَدَوِيَّات وبِالفِصَال |
|
وعاجلاتِ آجلِ السِّخَال |
في حَلَقِ الأَرْحام ذِي الأقْفال |
وقال شمر : بَلَغنِي عن ابن الأعرابي أنه قال : الغَدَوِيّ : الحَمَل والجَدْي لا يُغَذَّى بلبن أمّه ، ولكن يُعاجى.
وقال الليث : الغادِيةُ : سحابةٌ تنشأُ صباحاً ، وجمْعُها : الغَوادي ، قال : والغَداءُ : ما يُؤكل أوَّلَ النهار ، وقد تغدَّى الرَّجل ، فهو مُتغدٍّ ، وفلانٌ يُغادِي فلاناً صباح كلِّ يومٍ وقد غَادَيته.
دغا : الحرَّانيُّ عن ابن السكيت ، يقال : فلان ذو دَغَياتٍ ودغَواتٍ : أي ذُو أخلاقٍ رديئة.
قال : ولمْ نسمَع دَغَياتٍ ولا دَغْيَةً إلَّا في بيت يُرْوَى لرؤبة فإنه زعم أنهم يقولون دَغْيَةً ، وغيرُنا يقول : دَغوةً.
وأنشد ابن السكيت :
ذا دَغَواتٍ قُلَّبِ الأَخلاق
وقال رؤبة :
ودَغيةٍ من خَطِلٍ مُغْدَوْدِن
وقال الفرَّاء : يقال : إنّه لذو دَغواتٍ بالواو الواحدة دغيَةٌ ، وإنما أَرادوا دغيَّةً ثم خُفِّفَت كما قالوا هَيِّنٌ وهَيْنٌ.
وقال الليث : دُغةُ اسم امرأَةٍ حَمقاءَ ، يقال : فلانٌ أحْمق مِن دُغة.
وقال غيره : هيَ دُغةُ بنتُ مَغْنَج ، تزوَّجها رجلٌ فبلغَ من حُمْقها أنها حَملتْ فلما ضربها الطَّلْقُ زارتْها أُمُّها فتبرَّزَتْ ووَضَعتْ وَلداً وظنَّتْ أنها سَلَحَت فرجعَت إلى أمِّها ، فقالت لها : هل يفتحُ الجَعْرُ فاهُ ، فقالت لها : نعمْ ويرضَع ثَدْيَ أُمِّه ، فخرجَت الأمُّ ورأَتْ وَلدَها فأَخَذتْهُ.
وقال الليث : دُغَاوَةُ : جِيلٌ من السُّودان.
باب الغين والتاء
غ ت (وايء)
تغت ـ وتغ.
تغت : قال الليث : تَغتِ الجاريةُ الضَّحِك :
إذا أرادت أَنْ تخفيَهُ وَيُغالِبُها ، قلت : إنما هو حكاية صوتِ الضَّحِكِ.
تِغٍ تِغٍ ، وتِغْ تِغْ ، وقد مرَّ تفسيرُه في مضاعَف الغَيْن.
وتغ : قال الليث : الوَتَغُ : الإثمُ وقلّةُ العقْل في الكلام ، يقال : أوْتغْتُ القول ، وأنشد :
يا أُمَّنا لا تغضبي إنْ شِئْتِ |
ولا تقولِي وَتغاً إنْ فِئْتِ |
أبو عبيد عن الكسائي : وَتِغَ الرَّجل يَوْتَغُ وَتغاً. وهو الهلاكُ في الدِّين والدُّنيا ، وأَنتَ أَوْتغْتَه.
وقال الليث : الوَتَغُ : الوجَع ، يقال : والله لأَوتِغَنَّك : أي : لأُوجِعنَّك.
وقال أبو زيد : من النساء الوِتغةُ ، وهي المُضَيِّعَةُ لنفْسها وفرجِها ، وقد وَتِغتْ تَيْتَغُ وتَغاً.
باب الغين والظاء
غ ظ (وايء)
غيظ : قال الليث : غظْتُ فلاناً ، أَغيظُه غيْظاً ، والمُغايَظَة : فِعلٌ في مُهْلَةٍ منهما جميعاً ، والتَّغَيُّظ : الاغتياظُ ، وقد اغتاظَ عليه وتغيَّظ ، وبَنو غيظ بن مُرّة : حَيٌّ مِن قَيْس عَيْلان ، وقال غيره : تغيَّظت الهاجِرةُ : إذا اشْتدَّ حَمْيُها.
وقال الأخطل :
لَدُنْ غدوَةٍ حتى إذا ما تغيَّظَتْ |
هَواجِرُ من شعبانَ حامٍ أَصِيلُها |
وقال الله في صفة النار : (تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) [الملك : ٨] ، أي : من شدَّة الحرِّ.
ورَوى أبو العباس عن ابن الأعرابي : غاظَه وأغاظَه وغَيَّظَه بمعنًى واحدٍ.
باب الغين والذال
غ ذ (وايء)
[غذا ـ غيذ]
غذا : قال الليث : الغِذاءُ : الطّعام والشَّرابُ واللَّبَن ، وقيل : اللَّبَن غذاءُ الصَّغير وتحفةُ الكبير.
وتقول : غذاهُ يَغْذُوه غذاءاً ، وفلانٌ يَتغذَّى باللَّحْم : أي : يَتَربَّى به.
ويقال : غذَّى البَعير ببوله يُغذِّي به : إذا رَمَى به متقطِّعاً ، وغذَّى الكلبُ أيضاً ببولِه تغذيةً.
وقال أبو عبيد : غَذَا الماءُ يَغذُو : إذا مَرَّ مرّاً سريعاً.
وقال الهُذليُّ :
تَعْنُو بمخْرُوتٍ له ناضِجٌ |
ذُو رَيِّقٍ يَغْذُو وذو شَلْشَلِ |
وغَذا العِرْقُ يغْذُو : إذا سالَ ، وغَذا السِّقاءُ يَغذو غَذَواناً ، وعِرْقٌ غاذٍ جارٍ.
أبو عبيد عن الأحمر : الغَذَوانُ : المسرع.
قال امْرؤ القَيْسِ :
كَتَيْسِ ظباء الحلَّبِ الغَذَوان
وفي حديث عمر أنه قال لعامل الصدَقاتِ : «احْتَسِبْ عليهم بالغذاء ولا تأخذهَا منهم».
قال أبو عبيد : الغِذَاءُ : السِّخالُ الصغار ، واحدها غَذِيٌ ، وأنشده الأصمعي عن أبي عمرو :
لو أنني كنت من عادٍ ومن إرَمٍ |
غذِيَ بَهْمٍ ولُقماناً وذِي جَدَنِ |
قال الأصمعي : وأخبرني خلفُ الأحمر أنه سمع العربَ تنشدُهُ غُذَيَ بَهمٍ بالتَّصْغير.
وقال شمر : غُذيُ بَهْمٍ : لَقَبُ رجل ، وأنشد :
من لَذَّةِ العيشِ والفتَى |
للدَّهْرُ والدَّهْرُ ذُو فُنُون |
|
أهْلكْنَ طَسْماً وَبعدهمْ |
غُذَيَ بهْمٍ وَذَا جُدُونِ |
قال شمر : بلغني عن ابن الأعرابي أنه قال : الغَذَويُ : الْبَهْمُ الذي يُغْذَى.
قال : وأخبرني أعرابي من بَلْهجَيْم أنه يقال : الغَذَويُ : الحملُ أو الجدْي لا يُغَذَّى بلبن أمِّه ، ولكن يُعَاجَى.
وقال أبو عبيد : روى بعضهم بيت الْفَرَزْدَقِ :
غَذَويُ كلِّ هَبَنقعٍ تِنْبَالِ
بالذَّالِ ، ورواهُ أبو عمرو وأبو عبيدة غَذَويُ.
وقال الليث : الغَذَوَان : النَّشيطُ من الخَيْلِ.
وقال ابن السكيت : يقال : غَذَوتهُ غِذَاءً حَسناً ولا تَقُلْ : غَذَيْتُهُ.
وقال أبو زيد : الغاذِيةُ يافُوخُ الرأس ما كانت جِلْدَةً رَطبَةً ، وجمعها : الغواذِي.
غيذ : أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : الغَيْذَنُ : الذي يَظنُّ فيصيب ظَنُّهُ بِالْغينِ والذَّالِ.
باب الغين والثاء
[غ ث (وايء)]
غثا ـ غيث ـ غوث ـ ثغا ـ وثغ : مستعملة.
غثا : الحراني عن ابن السكيت : غَثَتْ نفسه تَغثَى غَثْياً وغثيَاناً ، قلتُ : وهكذا رواه أبو عبيد عن أبي زيد وغيره ، وأما الليثُ فإنه زعم في كتابه أنه غَثِيَتْ نَفْسُه تَغْثَى غَثاً وغَثَياناً ، قلت : وكلامُ العرب عَلَى ما قال أبو زَيدٍ ، وما رواه الليث فمن كلامِ المولّدِينَ.
وقال ابن السكيت : غثا السّيلُ المرْتعَ : إذَا جَمَعَ بعضه إلى بعضٍ وأَذْهَبَ حَلاوتهُ.
قال : وقال أبو زيد : غثا الماءُ يَغثُو غثواً
وغُثاءً : إذا كَثُرَ فيه البعرُ والورقُ والقَصَبُ.
وقال أبو إسحاق النَّحويُّ في قول الله جل وعز : (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (٤) فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (٥)) [الأعلى : ٤ ، ٥].
قال : جعلَه غُثاءً : جَفَّفهُ حتى صيرهُ هَشيماً جافّاً كالغثاء الذي تراه فوق السيلِ ، وقيل معناه : أَخْرَجَ المرْعَى أَحْوَى : أي : أَخْضَرَ ، (فَجَعَلَهُ غُثاءً) : أي يابساً بعد خُضْرَتهِ.
غيث ـ غوث : الحراني عن ابن السكيت : اسْتغاثني فُلانٌ فأَغَثْتهُ ، وقد غاثَ الله البلادَ يغيثُها غَيْثاً : إذا أنزل بها الغيثَ ، وقد غِيثَتِ الأرض تُغاثُ غَيْثاً ، وهي أرضٌ مَغِيثَةٌ ومَغيوثَةٌ.
وقال أبو عبيد : قال الأصمعي : أخبرني أبو عمرو بن العلاء أنه سمع ذا الرُّمَّةَ يقول : قاتل الله أمةَ بني فلانٍ ما أفصحها ، قلت لها : كيفَ كان المطرُ عِندكم؟ فقالت : غِثْنا ما شِئْنَا.
وقال الليث : الغيث : المطر ، يقال : غاثهم الله ، وأصابهمْ غَيثٌ.
قال : والغيث : الكلأُ ينبتُ من ماء السماء ، ويُجمعُ عَلَى الغيوثِ ، والغياثُ : ما أغاثكَ الله به ، ويقول الواقع في بَلِيَّةٍ : أَغِثني : أي فرِّج عَنِّي ، وتقول : ضُربَ فلانٌ فَغوَّثَ تغويثاً : أي : قال : وا غوثاهُ ، قلت : ولم أسمع أحداً يقول : غاثهُ يَغوثهُ بالواوِ ، وغوثٌ : حَيٌّ من الأزْدِ ، ومنه قول زُهَيْرٍ :
وتخشى رُماةَ الغوثِ من كل مَرصَدٍ
ويقال : اسْتَغثْتُ فلاناً فما كان لي عنده مَغُوثَةٌ ولا غَوْثٌ : أيْ إغاثةٌ ، ومَغوثَةٌ وغَوْثٌ : اسْمانِ يُوْضَعانِ مَوضع الإغاثة ، وبين مَعْدنِ النَّقْرَةِ والرَّبَذَةِ ماءٌ يعرف بِمُغِيثِ ماوَانَ ، وماؤه شَرُوبٌ ، ومَغيثة : رَكِيّةٌ أخرى عَذبةُ الماءِ بين القادسيةِ والعُذيْبِ.
أبو عبيد عن الأصمعي : بئرٌ ذاتُ غَيِّثٍ أي : ذاتُ مَادَّةٍ.
وقال رُؤبةُ :
نغْرفُ من ذِي غَيِّثٍ وَنُؤْزِي
وفرسٌ ذُو غَيِّثٍ : إذا أَتى بِجري بعد جَرْيٍ ، والغَواثُ : الإغَاثةُ ، ومنه قوله :
متى يَرجو غَواثك مَنْ تُغيثُ
عمرو عن أبيهِ قال : التغَيُّث : السِّمَنُ ، يقال للناقة : ما أحْسَنَ تَغَيُّثَها : أي : سمنها.
ثغا : قال الليث : الثُّغاءُ من أصوات الغَنم : والفعلُ : ثَغَا يَثْغُو ، ويقال : سمعت ثَواغِي الشَّاء أي ثُغَاءَهَا ، الواحدة : ثَاغِيَةٌ ، وكذلك سمعت راغِيَةَ الإبل ورَوَاغيَها وصَواهلَ الخيلِ.
ويقال : أتيتُ فلاناً فما أثغَى ولا أرغَى :
أي : ما أعطى شاةً تَثْغُو وَلا بَعِيراً يَرْغُو ، ويقال : أَثغَى شاتَهُ وَأرْغَى بَعيرهُ ، إذا فَعَل بهما فعلاً يستدعي الرُّغَاءَ والثُّغَاءَ منهما ، ويقال : ما لفلانٍ ثَاغيَةٌ ولا رَاغية : أي ما له شاةٌ ولا بعيرٌ.
وثغ : الحراني عن ابن السكيت ، وأبو العباس عن ابن الأعرابيِّ قالا : الْوَثيغَةُ : الدُّرْجةُ التي تتخذُ للناقةِ إذا ظُئرتْ على ولد غيرها ، وقد وَثَغهَا الظَّائرُ يَثِغُها ، وسمعت العربَ تقول : لما الْتفَّ من أجناسِ العشبِ أيام الربيع وثِيغةٌ ووثِيخَة.
باب الغين والراء
غ ر
(وايء) غرا ـ غور ـ غير ـ وغر ـ رغا ـ ريغ ـ روغ غير.
غرا : قال الليث : الغِراءُ ما غرَّيت به شيئاً ما دامَ لَوْناً واحداً ، ويقال أيضاً : أغْرَيتُهُ ، ويقال : مطليٌ مُغَرًّى بالتشديد.
وأخبرني الإياديُّ عن شمر : غرِيتُ به أي : أولعتُ به أَغْرَى بهِ غَراءً ، ممدودٌ.
عن ابن الأعرابيِّ قال : وقال يونس : غَريَ بهِ غِراءً ، ممدُودٌ ، قال : ونقصه أبو الخطاب.
وقال شمرٌ : الغراءُ ممدودٌ هو الطلاءُ الذي يُطلى به ، ويقال : إنه الغَرَى بفتح الغيْن مقصورٌ.
وقال أبو الهيثم : غَرِيتُ به غَراً مَنقوصٌ ، وغارَيتُه أُغارِيه مُغاراةً وغِراءً : إذا لاجَجْتَه ، قال : ولا أَعرِفُ غَرِيَ به ممدوداً.
وقال في قول كُثَيِّرٍ :
إذا قلتُ أَسْلُو غارت العَين بالبُكا |
غِراءاً ومَدَّتْها مدامعُ حُفَّل |
مِنْ غارَيْتُ ، وقال خالدُ بنُ كُلثوم : غارَيتُ بين اثنين وغادَيتُ بين اثنين : أَي وَالَيت.
وأنشد بيت كُثَيِّرٍ هذا (... غارت العينُ بالبُكا)، وقال : غارتْ فاعَلتْ من الوِلاءِ.
وقال أبو عبيدة : هي فاعَلتْ مِنْ غَرِيتُ به أَغْرَى غَراءً عَلَى فَعَالٍ.
وقال أبو الهيثم : الغَرَا وَلَدُ البقرة الوحْشِيَّة.
وقال الفرَّاءُ مثلَه ، وقال : يُكتب بالألِف وتثْنِيتُه غَرَوان ، ويقال للحُوارِ أولَ ما يولدُ غَراً أيضاً.
وقال ابن شميل : الغرا مَنقوصٌ : هو الوَلد الرَّطْبُ جدّاً ، وكلُّ مولودٍ غراً حتى يشتدَّ لحمُه ، ويقال : أيُكَلِّبُنِي فلانٌ وهو غَراً وغِرْسٌ للصَّبيِّ.
وقال ابن السكيت : الغَرِيُ : الرَّجل الحَسن الوجه.
وقال أبو سعيد : الغَرِيُ : نُصُبٌ كان يُذبَحُ