بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
باب الخاء والنون
[خ ن]
خن ، نخ : مستعملان.
خن : قال اللَّيثُ : خَنَ يَخِنُ خَنِيناً ، وهو : بكاء المرأة تَخِنُ في بكائها دون الانتحاب.
قال : والخَنِينُ : الضَّحِك إذا أظهره الإنسان فخرج جافياً ، يقال : خَنَ يَخِنُ خَنِيناً ، فإذا أخرج صوتاً رقيقاً فهو الرَّنِين ، فإذا أخفاه فهو الهَنِين.
وقال غيره : الهنين مثل الأنين ، يقال : أَنَّ وهَنَّ بمعنى واحد.
قال الليث : والْخُنَانُ في الإبل كالزُّكام في الناس ، يقال : خُنَ البعير فهو مَخْنُونٌ ، والْخُنَانُ داء يأخذ الطيْرَ في حُلُوقِها ، يقال : طائر مَخْنُونٌ
والخُنَّةُ ضرْبٌ من الغُنَّة ، كأَنَّ الكلام يرجع إلى الخياشيم ، يقال : امرأة خَنَّاءُ وغَنَّاءُ ، وفيها مَخَنَّةٌ.
وأخبرني المُنْذِرِيُّ ، عن أحمد بن يحيى ، عن ابن الأعرابيِّ : قال : النَّشيج من الفم ، والخَنِينُ من الأنف ، وكذلك النَّخِير.
قال : والمَخَنَّةُ وسطُ الدار ، والمَخَنَّةُ الفِنَاءُ ، والمَخَنَّةُ الحُرَمُ ، والمَخَنَّةُ مَضِيق الوادي ، والمَخَنَّةُ مَصَبُّ الماء من التَّلْعَة إلى الوادي ، والمخَنَّةُ فُوَّهَةُ الطريق ، والمَخَنَّةُ المَحَجَّةُ البَيِّنَة ، والمخَنَّةُ طرَف الأنف.
قال : وروى الشَّعْبِيُ أن الناس لمَّا قَدِمُوا البصرة قالَتْ بنو تَمِيم لعائشةَ : هل لكِ في الأحْنَفِ؟ فقالت : لا ، ولكن كونوا على مَخَنَّتِهِ.
وأخبرني المُنْذِرِيُّ عن المُبَرَّد أنه قال : الغُنَّةُ أن تُشْرِبَ الحرفَ صوت الخَيْشومِ.
قال : والْخُنَّةُ أشد منها.
وقال الليث : الْخَنْخَنَةُ ألا يُبيِّنَ الكلامَ فيُخَنْخِنُ في خياشيمه ، وأنشد :
خَنْخَنَ لي في قَوْلِه سَاعَةً |
وَقَالَ لي شَيْئاً فَلَمْ أَسْمَع |
وقال النَّابِغةُ الجَعْدِيُّ :
فَمَنْ يَحْرِصْ عَلَى كِبَري فإِنِّي |
مِنَ الشُّبَّانِ أَيَّامَ الْخُنانِ |
قال الأصمعي : كان الْخُنَانُ داء يأخذ الإبل في مناخرها ، وتُمَوَّت منه وصار ذلك تاريخاً لهم ، قال : والْخُنانُ داء يأخذ الناس ، وقال جَرِيرٌ :
وَأَكْوِي النَّاظِرِينَ مِنَ الْخُنَانِ
وقال غيره : رجل مِخَنٌ : إذا كان طويلاً ، وقال الراجزُ :
لَمَّا رَآه جَسْرَباً مِخَنَّا |
أقْصَرَ عَنْ حَسْنَاءَ وَارْثَعَنَّا |
أي استرخى عنها.
ويقال للطويل : مَخْنٌ أيضاً ـ بفتح الميم وجزم الخاء ـ
وقال بعضهم : خَنَنْتُ الجِذع بالفأس خَنّاً : إذا قَطَعْتُهُ.
قلت : وهذا حَرْفٌ مُريب ، وصوابه عندي : جَثَثْتُ الجِذع جَثّاً ، فأَمَّا خَنَنْتُ بمعنى قَطَعْتُ فما سمعتُه.
اللِّحْيَانِيُّ : رجل مجْنون مَخْنون مَحْنون وقد أَجَنَّه الله وأَحَنَّه وأَخَنَّه بمعنى واحد.
عمرو عن أبيه قال : الْخِنُ : السفينة الفارغة.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الرُّبَّاحُ القِرْدُ ، وهو الحَوْدَل ، ويقال لصوته : الْخَنْخَنَةُ ولضحكه : الْقَحْقَحَةُ.
وقال شمر : خَنَ خَنِيناً في البكاء : إذا ردَّد البكاء في الخياشيم.
وقال الفَصِيحُ من أعراب بني كِلَاب : الْخَنِينُ سُدَدٌ في الخياشيم ، والْخُنَانُ منه ، وقد خَنْخَن الرجل : إذا أَخْرَجَ الكلام من أنفه.
وقال أبو عمرو : الخَنِينُ يكون من الضحك الجافي أيضاً.
نخ : رُوي عن النبي صَلَى الله عليه وسلم أنه قال : «لَيْسَ فِي النَّخَّةِ صدقة».
قال أبو عبيد : قال أبو عبيدة : النَّخَّةُ الرقيق.
قال : وقال الفراء : النَّخَّةُ أن يأخذ المُصَدِّق ديناراً بعد فراغه من الصدقة ، وأنشدنا :
عَمَّي الَّذي مَنَعَ الدِّينَارَ ضَاحِيَةً |
دِينَارَ نَخَّةِ كَلْبٍ وَهْوَ مَشْهُودُ |
وقال الليث : النَّخَّةُ والنُّخَّةُ ـ لغتان ـ اسمٌ جامعٌ للحُمُرِ.
وقال أبو العباس : اختلف الناس في النَّخَّةِ ، فقال قوم : النَّخَّةُ : الرقيق من الرجال والنساء ، وقال قوم : الحمير ، وقال قوم : البقر العوامل ، وقال قوم : الإبل العوامل ، وقال قوم : النَّخَّةُ الربا ، وقال قوم : النَّخَّةُ : الرِّعاء ، وقال قوم : النَّخَّةُ : الجَمَّالُونَ ، وقال بعضهم : يقال لها في البادية : النُّخَّةُ : ـ بضم النون ـ.
قال أبو العباس : واختار ابن الأعرابيمن هذه الأقاويل النَّخةُ : الحميرُ.
قال : ويقال لها : الكُسْعَة.
وقال أبو سَعيد : كل دابَّة استعمِلت من إبل وبقر وحَمِير رقيق فهي نَخَّةٌ ونُخَّةٌ ، وإنما نَخَّخَها استعمالُها.
وقال الرَّاجِزُ يصف حادِيَيْنِ للإبل :
لا تَضْرِبا ضَرْباً ونُخَّا نَخَّا |
ما تَرَك النَّخُ لَهُنَّ مُخَّا |
قال : وإذا قهر رجل قوماً فاستأْدَاهُمْ ضَرِيبَةً صاروا نُخَّةً له.
قال : وقوله :
دِينَارَ نَخَّةِ كلْبٍ وهْوَ مشْهُودُ
كان أَخْذَ الضَّرِيبةِ من كلْبٍ نَخّاً لهم ـ أي استعمالاً.
قال : والنَّخُ أَنْ تقول لِسَيِّقَتِكَ وأنت تحثُّها : إخْ إخْ ، فهذا النَّخُ.
قلت : وسمعت غير واحد من العرب يقول : نَخْنِخْ بالإبل أي ازْجُرْها بقولك : إخْ ، إخْ ، حتى تَبْرُك.
وقال الليث : النَّخْنَخَةُ من قولك : أَنَخْتُ الإبل فاستناخت ، أي بَركَتْ ، وَنَخْنَخْتُها فَتَنَخْنَخَتْ : من الرَّجْز ، وأما الإنَاخةُ فهو الإبراك ، لم يُشْتَقَّ من حكاية صَوْتٍ ، ألا ترى أن الفحل يَستنيخُ الناقةَ فَتَنَخْنَخُ له؟.
والنَّخُ أن تُناخَ النَّعَم قريبةً من المُصَدِّقِ حتى يُصدِّقَها ، وأنشد :
أَكْرِمْ أَمِيرَ الْمُؤمنين النَّخَّا
قال : والنَّخُ من الزَّجْر من قولك : إخْ إخْ ، يقال : نَخَ بها نَخّاً شديداً ، ونَخَّةً شديدة ، وهو التَّأْنِيخُ أيضاً.
وقال ابن شُمَيْل : يقال : هذه نخَّةُ بني فلان أي عَبِيدُ بني فلان.
ثعلب عن ابن الأعرابي : نَخْنَخَ إذا سار سيراً شديداً ، ويقال : هذا من نُخِ قلبي وَنُخَاخَةِ قلبي : ومن مُخِّ قلبي ـ أي من صافيه.
باب الخاء والفاء
[خ ف]
خف ، فخ : مستعملان.
خف : قال الليث : الخُفُ خُفُ البعير ، وهو مجمع فِرْسِنِه.
تقول العرب : هذا خُفُ البعير ، وهذه فِرْسِنُهُ ، والْخُفُ ما يَلْبَسُهُ الإنسان.
ورُوِي عن النبيِّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «لا سَبَقَ إلّا في خُفٍ أو نَصْلٍ أَوْ حَافِرٍ» ، فالْخُفُ : الإبل هاهنا ، والحافر الخيل ، والنَّصل : السَّهم الذي يُرْمَى به ، ومجازه : لا سَبَق إلا في ذي خُفٍ ، أو ذِي حافرٍ ، أو ذِي نَصْلٍ.
وقال الليث : الخِفَّةُ : خِفَّةُ الوَزن ، وخِفَّةُ الحال.
وخِفَّةُ الرجل : طَيْشُه وخفَّته في عمله ، والفعلُ من ذلك كُلِّه : خَفَ يَخِفُ خِفَّةً ، فهو خَفِيفٌ ، فإذا كان خَفِيفَ القلب متوقّداً فهو خُفَافٌ ، يُنْعَتُ به الرجلُ ، كأنه أَخَفٌ من الخَفِيفِ ، وكذلك : بَعِيرٌ خُفَافٌ ، وأنشد :
جَوْزٌ خُفَافٌ قَلْبُهُ مُثَقَّلُ
ويقال : أَخَفَ الرجل : إذا خَفَّتْ حالُه ورقَّت.
وفي الحديث : «نَجَا الْمُخِفُّونَ» ، وأَخَفَ الرجل : إذا كان قليل الثَّقَلِ في سفره أو حضَره.
والْخُفوفُ : سرعة السير من المنزل ، يقال : حان الخُفُوفُ ، وخَفَ القوم : إذا ارتحلوا مسرعين ، وقال لَبِيدٌ :
خَفَ الْقَطِينُ فَرَاحُوا مِنْكَ أَوْ بَكَرُوا
والخِفُ كل شئ خَفَ مَحْمِلُهُ. وقال امْرُؤ القَيْس :
يَطِيرُ الْغُلامُ الْخِفُ عَنْ صَهَوَاتِه
ويقال : جاءت الإبل على خُفٍ واحد : إذا تَبعَ بعضُها بعضاً ، مقطورةً كانت أو غيرَ مقطورة ، وخَفَ فلان لفلان : إذا أطاعه وانقاد له ، وخفَّتِ الأُتُنِ لعَيْرِها : إذا أطاعته ، وقال الرَّاعي ، يصف العَيْرَ وأُتُنَه :
نَفَى بالْعِراكِ حَوالِيَّها |
فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ |
واسْتَخَفَ فلانٌ بحقِّي : إذا استهان به ، واسْتَخَفَّه الفرحُ : إذا ارتاح لأمر ، واستَخفَّه فلان : إذا استجهله فحمله على اتِّبَاعِه في غيِّه.
ومنه قول الله جلّ وعزّ : (وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) [الرُّوم : ٦٠].
وفي حديث عطاء أنَّه قال : «خِفُّوا عَلَى الأَرْضِ».
قال أبو عبيد : أراد : خِفُّوا في السجود ولا تُرْسِلْ نفسَك إرسالاً ثقيلاً فيؤَثَّرَ في جبْهتك.
ورُوِيَ عن مجاهِدٍ نحوُه. قال : إِذَا سَجَدْتَ فَتَخَافَ.
ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : خَفْخَفَ : إذا حرَّك قميصَه الجديد فَسَمِعْتَ له خفْخَفَةً ، أي صَوْتاً.
وقال المُفَضَّلُ : الخُفخُوفُ الطائر الذي يقال له : الْمِيسَاقُ ، وهو الذي يُصَفِّقُ بجناحيه إذا طار.
قال : وفَخْفَخَ الرَّجل : إذا فاخر بالباطل.
فخ : قال الليث : الفَخِيخُ دون الغَطيط في النوم ، تقول : سمعْت له فَخِيخاً ، والأَفْعَى له فَخِيخٌ.
قلت : أما الأفعى فإنه يقال في فعله فَحَّ يَفِحُّ فَحِيحاً ، بالحاء.
قاله الأصمعي وأبو خَيْرَةَ الأعرابي.
وقال شمِر : الفَحِيحُ لِما سِوَى الأسْوَدِ من الحَيَّات ، بِفِيهِ كأنه نَفَسٌ شديد.
قال : والْحَفِيفُ مِن جَرْشِ بعضِه ببعض.
قلتُ : ولم أسمع لأَحد في الأفعى وسائر الحيَّات فَخِيخٌ بالخاء ، وهو عندي غلط ، اللهُمَّ إلا أن تكون لُغةً لبعض العَرَب لا أعْرِفها ، فإن اللغاتِ أكثرُ من أن يحيطَ بها رجل واحد.
وقال الأصمعي : فَحَّتِ الأفعى تَفِحُّ إذا سمعتَ صوتَها من فمها ، فأَما الكَشِيشُ فصوتُهَا مِنْ جِلْدَتِها.
وقال الليث : الفَخُ مُعَرَّب ، وهو من كلام العجم.
قلت : العرب تسمي الْفَخَ : الطَّرْقَ.
وقال الفَرَّاءُ : الحِضْبُ سرعة أَخْذِ الطَّرْق الرَّهْدَنَ ، قال : والطَّرْقُ الْفَخُ.
وقال أبو العبَّاسِ في قوله :
يَزُخُّها ثُمَّ يَنامُ الفَخَّهْ
قال : قال ابنُ الأعرابي : الْفَخَّةُ أَنْ يَنَامَ على قَفاه ويَنفُخَ من الشِّبَع.
وقال غيره : امرأةٌ فَخٌ وَفَخَّةٌ : قذِرَةٌ ، وأنشد :
أَلَسْتَ ابْنَ سَوْداءِ المْحَاجِرِ فَخَّةٍ |
لها عُلْبَةٌ لَخْوَى ووَطْبٌ مُجَزَّمُ |
باب الخاء والباء
[خ ب]
خب ، بخ : مستعملان.
خب : قال اللّيْثُ : الْخَبَبُ ضَرْبٌ من العَدْو ، تقول : جاءوا مُخِبِّين ، تَخُبُ بهم دوَابُّهم.
قال : والْخِبُ الْجَرْبَزَةُ ، والنعت رَجُلٌ خَبٌ ، وامرأة خَبَّةٌ ، والفعل خَبَ يَخَبُ خِبّاً ، وهو بَيِّنُ الخِبِ ، والتَّخْبِيبُ إفساد الرجل عَبْدَ رجلٍ أو أَمَتَه ، يقال : خَبَّبَهُمَا فَأَفْسَدَهُما.
والْخِبُ : هيج البحر ، يقال : أصابَهُم الْخِبُ : إذا اضطَرَبَتْ أمواج البحر ، والْتَوَتِ الرياح في وقت معلوم تُلْجَأُ السُّفُنُ فيه إلى الشَّطِّ ، أوْ يُلْقَى الأَنْجَرُ ، يقال : خَبَ بهمُ البَحْرُ يَخُبُ.
أبو العباس عن ابن الأعرابيِّ قال : الْخِبَابُ ثَوَرَانُ البحر.
وقال الليث : الْخُبَّةُ من المَرْعَى.
وقال الراعي :
حتى ينال خُبَّةً مِنَ الْخُبَب
وقال شمر : قال ابن شُمَيْل : الْخِبَّةُ من الأرض طريقة لَيِّنَةٌ مِنْبَاتٌ ، ليست بِحَزْنَةٍ ولا سهلة ، وهي إلى السهولة أَدْنَى.
قال : وأنكره أبو الدُّقَيْشِ.
وقال الأصمعي : الْخِبَّةُ والطِّبَّةُ ، والْخَبِيبَةُ والطِّبَابَةُ ، كل هذا : طرائق من رَمْل وسحَاب.
وأنشد قول ذِي الرُّمّةِ :
مِنْ عُجْمَةِ الرَّمْلِ أَنْقَاءٌ لَهَا خِبَبُ
وَرَوَاهُ غيرُه.
......... لَهَا حِبَبُ
وهي الطرائق أيضاً.
وقال الْفَرَّاءُ : الْخَبُ من الرمل : الحبلُ ، إلا أنه لَاطِئٌ بالأرض.
وقال أبو عَمْرو : الْخَبُ : السَّهْلُ بين حَزْنَيْنٍ يكون فيه الْكَمْأَةُ.
وأنشد قول عَدِيّ بْنِ زَيْدٍ :
تُجْنَى لَكَ الْكَمْأَةُ رِبْعِيَّةً |
بِالْخَبِ تَنْدَى في أصولِ القَصِيصْ |
القصيص : نَبْتٌ يَنْبُتُ في أصله الكمأة.
وقال أبو عمرو أيضاً : الْمَخَبّةُ وَالْخَبِيبَة بَطْنُ الوادي.
وقال ابنُ نُجَيْمٍ : الْخَبِيبَةُ وَالْخُبَّةُ كلها واحِدُ ، وهي الشقيقة بين حَبْليْنِ من الرَّمْلِ.
وقال الرَّاعي :
فَجَاء بِأَشْوَالٍ إلَى أَهْلِ خُبَّة |
طُرُوقَا وقد أَقْعَى سُهَيْلٌ فعَرَّدَا |
وقال أبو عمرو : خُبَّةٌ : كلأٌ ، وقال غيره : الْخُبَّةُ مكان يَستنقع فيه الماء ، فَيَنْبُتُ حواليه الْبُقُولُ.
وقال شَمِر : خِبَّةُ الثَّوْبِ طُرَّتُه ، والخَبَائِبُ خَبَائِبُ اللحم ، وهي طَرائقُ تُرَى في الجلد مِن ذَهابِ اللحم ، يقال : لحمُه خَبائبُ ، أي كُتَلٌ وزِيَمٌ وقِطَعٌ ونحوُه. وقال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ :
صَدٍ غائِرُ العينينِ خَبَّبَ لحمَه |
سَمَائِمُ قَيْظٍ فهْوَ أَسْوَدُ شاسِفُ |
قال : خَبَّبَ لحمُه وخَدَّدَ لحمُه : أي ذهب لحمُه فرأيتَ له طرائقَ في جلده.
وقال أبو عُبيدة : الخبِيبَةُ : كلُّ ما اجتمع فطَال من اللحم.
قال : وكلُ خَبِيبَةٍ من لحم فهي خَصِيلةٌ في ذراع كانت أو غيرِها.
وقال الفرّاء : ثوبُه خَبَائبُ وهَبائِبُ : إذا تمزَّقَ.
أبو عُبيدٍ عنه : الخَبِيبَةُ : الخِرْقَةُ تُخْرِجُها من الثوب فتَعْصِبُ بها يَدَك ، ويقال : خَبَّةٌ وَخُبَّةٌ.
ورَوَى سَلَمَةُ عنه : يقال : أَخَذَ خَبِيبَةَ الفَخِذِ.
ولحمُ المَتْنِ يقال له : الْخَبيبةُ ، وهنَ الخَبائبُ.
أبو عُبيدٍ عن الفرّاء : يقال : لِيَ منهم خَوَابُ ، واحدُها خابٌ ، وهي القَرَاباتُ.
عمرو عن أبيه : خَبْخَبَ ووَخْوَخَ : إذا اسْتَرْخَى بَطْنُه ، وخَبخَبَ : إذا غدَرَ.
وقال ابن الأعرابيِّ في قوله :
لا أُحْسِنُ قَتْوَ الملُوكِ وَالْخَبَبَا
قال : الخَبَبُ الخُبْثُ.
وقال غيرُه : أراد بالخبَبِ مَصْدَرَ خَبَ يَخُبُ : إذا عَدا.
وقال الليث : الخَبْخابُ رَخاوَةُ الشيء المضطرِب.
بخ : الليث : تَبَخْبَخَ الحَرُّ : إذا سكَن بعضُ فَوْرَتِه.
قال : وتَبَخْبَخَتِ الغَنَمُ : إذا سكنتْ حيث كانت ، وتَبَخْبَخَ لحمُه ، وهو الذي تسمعُ له صوتاً من هُزَالٍ بعْدَ سِمَنٍ.
قال : و «بَخْ» كلمة تقال عند الإعجاب بالشيء ، يُثَقَّلُ ويُخَفَّفُ.
وقال :
بَخْ بَخْ لِهذا كَرَماً فوق الكَرَم
وقال : وَدِرْهَمٌ بَخِيٌ : إِذَا كُتِبَ عَلَيْهِ «بَخْ» ، وَدِرْهَمٌ مَعْمَعيٌّ : إِذَا كُتِبَ عليه «مَعْ» مُضَاعَفاً لأَنه مَنْقُوصٌ وإنما يُضَاعَفُ إذا كان في حال إِفراده مخفَّفاً ، لأنه لا يتمكَّنُ في التَّصْريف في حال تخفيفه فيَحْتَمِلُ طُول التضاعُفِ ، ومن ذلك ما يُثَقَّلُ فيُكْتَفَى بتثقيله ، وإنما حُمِلَ ذلك على ما يَجْرِي على ألسنة الناس ، فَوَجَدُوا «بَخْ» مُثَقَّلاً في مُسْتَعْمَل الكلام ، ووجدوا «مَعْ» مخفَّفاً ، وجَرْسُ الخاء أمْتَنُ من جرس العَيْنِ ، فكرهوا تثقيل العَيْنِ ، فَافْهَمْ ذلك.
أَبُو حَاتِم عن الأَصْمَعِيِّ : درْهمٌ بَخِيٌ ـ الخاء خَفِيفَةٌ ـ لأنه منسوب إلى «بَخْ» و «بَخْ» خفيفةُ الخاء ، يقال : بَخْ بَخْ ، وبَخٍ بَخٍ ، وهو كقولهم : «ثوب يَدِيٌّ» للواسع ،
ويقال للضَّيِّقِ ، وهو من الأضداد قال : والعامَّةُ تقول بَخِّيٌ ـ بتشديد الخاء ـ وليس بصواب.
وقال أبو حاتم : لو نسب إلى «بَخْ» على الأصل ، قيل : بَخَوِيٌ كما إذا نُسِبَ إلى دَمٍ قيل : دَمَوي.
عَمْرُو عن أبيه : بَخَ : إذا سكن من غَضَبِه وخَبَّ : من الْخَبَبِ.
اللّيْثُ : بَخْبَخَةُ البعير وبَخْبَاخُهُ : هَدِيرٌ يملأ الفَمَ شِقْشِقَتُهُ.
أبو عبيد ، عن الفَرَّاء : بَخْبِخُوا عنكم من الظَّهِيرَة ، وخَبْخِبُوا وهَرِيقُوا ، معناه كُلِّهِ : أَبْرِدُوا.
شَمِرٌ : تَبَخْبَخَ الحَرُّ وبَاخَ : إذا سكن فَوْرُه ، وقال رُؤْبَةُ في بَخْبَاخِ هَدِيرِ الْجَمَل :
بَخٍ وَبَخْبَاخُ الْهَدِيرِ الزَّغْدِ
أبُو الْهَيْثَمِ : «بَخْ بَخْ» : كلِمَةٌ يُتَكَلَّم بها عند تفضيلك الشيءَ ، وكذلك يقال : «بَدَخْ وجَخْ» ، بمعنى «بَخْ».
وقال العَجَّاجُ :
إذَا الأعَادِي حَسَبُونا بَخْبَخُوا
أي : قالوا : بَخْ بَخْ ، وبَخٍ بَخٍ.
ثعلبٌ ، عن ابن الأعرابيّ : إبِلٌ مُبَخْبَخَة : عَظِيمة الأجواف وهي المُخَبْخَبَةُ ـ مقلوب ـ مأخوذ من «بَخْ بَخْ».
والعَرَب تقول للشيء تَمْدَحُه : بَخْ بَخْ وَبَخٍ بَخْ ، وَبَخٍ بَخٍ ، وَبَخِ بَخِ.
قال : فكأنها من عِظَمِها إذا رآها الناس قالوا : ما أَحسنها.
قال : والْبَخُ : السَّرِيُّ من الرجال.
باب الخَاء والميم
[خ م]
خم ، مخ : مستعملان.
خم : قال الليث : اللحم المُخِمُ : الذي قد تغيرت رِيحُهُ ولما يَفْسُدْ فساد الجِيَفِ.
قال : وإذا خَبُث رِيحُ السِّقاء فأفسد اللبنَ قيل : أَخَمَ اللبنُ.
قال : وخمَ مِثْلُهُ ، وأنشد :
قَدْ خَمّ أَوْ قَدْ هَمَ بِالْخُمُومِ
أبو عبيد عن أبي عمرو : خَمَ اللحمُ وأخَمَ : إذا تغير وهو شِوَاءٌ أو قَدِيرٌ ، وصَلَّ وأَصَلَّ : إذا تَغَيَّر وهو نِيءٌ.
وقال الليث : الْخَمْخَمَةُ ضرْبٌ من الأكل قبيحٌ ، وبه سمي الْخَمْخَامُ ، ومنه التَّخَمْخُمُ والْخِمْخِمُ نَبْتٌ ، وأنشد :
وَسْطَ الدِّيَارِ تَسَفُّ حَبَ الْخِمْخِمِ
قلت : ويقال له : الحِمْحِمُ بالحاء أيضاً ، وهو الشُّقَّارَى.
وقال الليث : الْخِمَامَةُ رِيشةٌ رديئةٌ فاسدة تحت الرَّيش.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : الْخُمَامَةُ والقُمَامَةُ : الكُنَاسَةُ ، وخَمْخَمْتُ البيتَ : إذا كَنَسْتَهُ.
وفي الحديث : «خَيْرُ النَّاسِ رَجُلٌ مَخْمُومُ الْقَلْبِ».
قال أبو عبيد : معناه : الذي قد نُقِّيَ قَلْبُهُ من الغِلِّ والغِشِّ.
وقال الأصمعي : خَمَّانُ القوم خُشَارَتُهُمْ.
ثعلب عن ابن الأعرابي : خَمَّانُ النَّاسِ ، ونُتَّاشُ الناس ، وعَوَذُ الناس : واحِدٌ.
قال : وَالخَمُ : البكاء الشديد ـ بفتح الخاء ـ ، وَالخُمُ : قَفَصُ الدَّجاج ، والخِمُ : البستان الفارغ.
سَلَمَةُ عن الفَرَّاء قال : الْخَمُ الثناء الطَّيب ، يقال : فلان يَخُمُ ثيابَ فلان : إذا أَثْنَى عليه خيراً ، والْخَم تَغَيُّرُ رائحة الْقُرْص ، إذا لم يَنْضَجْ ، وخُمَ : إذا جُعِلَ في الْخُمِ ، وهو حبس الدُّجاج ، وخُمَ : إذا نُظِّفَ.
ثعلبٌ عن ابن الأعرابيِّ ، قال : الْخَمِيمُ : اللبنُ ساعةَ يُحْلَبُ ، والْخَمِيمُ : الممدوح ، والْخَمِيمُ : الثَّقيل الرُّوح.
مخ : قال الليث : الْمُخُ نِقيُ عظام القَصَب ، والجميعُ : الْمِخخَةُ ، فإذا قلتَ : مُخَّةٌ ، فجَمْعُها : الْمُخُ ، وقد تَمَخَّخْتُهُ وتَمَكَّكْتُهُ ـ إذا استخرجتَه ، وشحم العَيْن قد سُمي مُخّاً ، ومنه قول الراجز :
ما دَامَ مُخٌ فِي سُلَامَى أَوْ عَيْن
وأَمَخَ العَظْمُ ، وأَمَخَّتِ الشاةُ : ـ إذا اكْتَنَزَتْ سِمَناً.
وقال غيره : مُخُ كل شيء خالصه وخيره ، وأمْرٌ مُمِخٌ ، إذا كان طائلا من الأمور ، وإبل مَخَائِخُ : إذا كانت خِيَاراً.
أبو زيد : جاءته مُخَّةُ الناس : أي نُخْبَتُهُمْ ، وأنشد أبو عمرو :
بَاتَ يُمَاشِي قُلُصاً مَخَائِخاً
وأنشد غَيْرُهُ :
مِنْ مُخَّةِ النَّاسِ الَّتِي كانَ امْتَخَرْ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
كتاب الثلاثي الصحيح من حرف الخاء
[أبواب الخاء والقاف]
أُهمِلَت وجوهُها كلُّها.
خ ق س
استعمل من وجوهها : [خسق].
خسق : قال أبو عُبَيْدٍ عن الأصْمَعِيِّ : إذا رُمِيَ بالسهام فمنها الخَاسِقُ وهو المُقَرْطِسُ.
ثعلب ، عن ابن الأعْرَابي : رمى فَخَسَقَ : إذا شَقَّ الجِلْدَ.
اللَّيْثُ : ناقةٌ خَسُوق : سيِّئةُ الخُلُق تَخْسِقُ الأرضَ بِمَنَاسِمِهَا ، إذا مَشَتْ انقلب مَنْسِمُها فَخَدَّ في الأرض.
قال : وخَيْسَقُ : اسمُ لَابَةٍ معروفةٍ ، وبِئْرٌ خَيْسَقٌ : بَعِيدَةُ القَعْرِ.
خ ق ز
استعمل من وجوهها : [خزق].
خزق : من أمثالهم في باب التشبيه : أَنْفَذُ من خَازِقٍ : يَعْنُونَ السَّهْمَ النَّافِذ.
وقال الليث : كلُّ شيء جادِّ رَزَزْتَهُ في الأرض وغيرها فَارْتَزَّ فقد خَزَقْتَه.
قال : والْخَزْقُ : ما يَثْبُتُ ، والخَرْقُ : ما يَنْفُذُ.
قال : والمِخْزَقُ : عُودٌ في طرَفه مسمارٌ محدَّدٌ ، يكون عند بَيَّاع البُسْرِ.
ثعلب عن ابن الأعرابيِّ : إنَّه لَخَازِقُ وَرَقِهِ إذا كان لا يُطْمَعُ فيه ، والسهم إذا قَرْطَسَ فقد خَسَقَ وخَزَقَ.
خ ق ط : مهمل.
خ ق د ، خ ق ت : أهملت وجوهها.
خ ق ظ : مهمل.
خ ق ذ
استعمل من وجوهها : [خذق].
خذق : قال الليث : خَذَقَ البَازِي خَذْقاً وسائرُ الطَّيْر : ذرَقَ.
أبو عبيد عن الأصْمَعيِّ : ذَرَقَ الطائرُ وخَذَقَ ومَزَقَ وزَرَقَ يخْذِقُ ويَخْذُقُ.
خ ق ث : مهمل الوجوه.
خ ق ر
استعمل من جميع وجوهها : [خرق].
خرق : قال الليث : خَرَقْتُ الثوبَ إذا شقَقْتَه ، وخَرَقْتُ الأرضَ : إذا قطعْتَها حتى بلغْتَ أقصاها ، ولذلك سُمِّيَ الثَّوْرُ مِخْرَاقاً ، والاخْتِرَاقُ : المَمَرُّ في الأرض عَرْضاً على
غير طريق ، يقال اخْتَرَقتُ دارَ فلان : إذا جعلتَها طريقاً لحاجتِك ، والرِّيح تَخْتَرِقُ في الأرض ، والخيْلُ تَخْترِقُ ما بين الشجر والقُرَى.
وقال رُؤبَةُ :
يَكِلُّ وَفْدُ الرِّيحِ مِنْ حَيْثُ انْخَرَق
قال : والْخَرْقُ : المفازَةُ البعيدة ، اخْتَرَقَتْهُ الرِّيحُ ، فهو خَرْقٌ أَمْلَسُ.
قال : والْخَرْقُ : الشَّقُّ في الأرض والحائطِ والثوبِ ونحوِه.
قال : والْخَرِيقُ من أسماء الرِّيح الباردة الشديدة الهُبُوب ، كأنها خُرِقَتْ ، أَماتُوا الفاعل بها.
ويقال : انْخرَقَتِ الرِّيحُ الْخَرِيقُ : إذا اشتدَّ هُبُوبُها وتَخَلُّلُها المواضعَ.
ويقال للرجل المتَمزِّقِ الثياب : مُنْخَرِقُ السِّرْبالِ.
شَمِر عن ابن شُمَيْلٍ قال : الْخَرْقُ : الأرضُ البعيدة ، مستوية كانت أو غيرَ مستويةٍ ، يقال : قطعنا إليكم أرضاً خَرْقاً وخَرُوقاً ، والْخَرْقُ : البُعْدُ ، كان فيه ماءٌ أو شجر أو أنيس ، أو لم يكن.
قال : ويُعَدُّ ما بين البَصرة وحَفَرِ أبي موسَى خَرقاً ، وما بين النِّبَاجِ وضَرِيَّة خَرْقاً.
وقال المُؤَرِّجُ : كلُّ بلدٍ واسعٍ تَتَخَرَّقُ به الريحُ فهو خَرْقٌ.
شَمِرٌ ، قال الفَرَّاءُ : يقال : مررتُ بخَرِيقٍ بين مَسْحَاوَيْنِ ، والمَسْحَاءُ أرضٌ لا نباتَ فيها ، والْخَرِيقُ : الذي توسَّطَ بين مَسْحَاوَيْنِ بالنبات ، والجميعُ الْخُرُقُ.
وقال الله جلّ وعزّ : (وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ) [الأنعام : ١٠٠] ، قرأ نافعٌ وحْدَهُ : (وخَرَّقوا) بتشديد الراء ، وسائِرُ القُرَّاء قرأوا : (وَخَرَقُوا لَهُ) ـ بالتخفيف.
وقال الفرَّاء : معنى (خَرَقُوا) افتعلوا ذلك كذباً وكفراً ، قال : وخَرَقُوا واخْتَرَقُوا ، وخَلَقُوا واخْتَلَقُوا : واحد.
وقال أَبُو الْهَيْثَم : الاخْتِرَاقُ والاخْتِلَاقُ والاخْتِرَاصُ والافْتِرَاءُ : واحد.
ويقال : خَلَقَ الكلِمَةَ واخْتَلَقَهَا ، وخَرَقَهَا واخْتَرَقَها : إذا ابْتَدَعَها كذباً ، وتَخَرّقَ الكَذِبَ وتَخَلَّقَه.
وقال اللَّيْثُ : الْخُرْقُ : نقيض الرِّفق وصاحبُه أَخْرَقُ ، وناقَةٌ خَرْقَاءُ إذا لم تتعاهد مواضِعَ قَوَائِمِهَا ، وبَعِيرٌ أَخْرَقُ : يقع مَنْسِمُهُ بالأرض قبل خُفِّه ، يَعْتريه ذلك من النَّجابة.
قال : وريحٌ خَرْقاءُ : لا تدوم على جهتها في هبوبها ، وقال ذُو الرُّمَّةِ :
بَيْتٌ أَطَافَتْ بِهِ خَرْقَاءُ مَهْجُومُ
وقال الْمَازِنِيُّ في قوله :
«... أَطَافَتْ بِهِ خَرْقَاءُ ...»
: امرأةٌ غير صَنَاعٍ ، ولا لها رفق فإذا بَنَتْ بيتاً انهدم سريعاً.
وقال الليث : مَفَازَةٌ خَرْقَاءُ خَوْقَاءُ : بَعِيدَةٌ ، والْخِرْق من الْفِتيان : الظَّرِيفُ في سماحة ونَجْدَة.
ورُوِي عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «أَنَّه نَهَى أَنْ يُضَحَّى بِشَرْقَاءَ أَوْ خَرْقَاءَ».
قال أبو عُبَيْدٍ : قال الأصمعيُّ : الشَّرْقَاءُ في الغَنَم : المَشْقُوقَةُ الأذُن باثنين ، والْخَرْقَاءُ من الغنم : التي يكون في أُذنها خَرَقٌ ، وقيل : الْخَرْقَاءُ : أن يكون في الأُذن ثَقْبٌ مستدير.
أبو عُبَيْد عن الكسائيّ : كل شيء من باب «أَفْعَلَ وَفَعْلَاء» سوى الألوان فإِنه يقال فيه : «فَعِلَ يَفْعَلُ» مِثْلُ «عَرِجَ يَعْرَجُ» وما أشبَهَه ، إلَّا سِتَّةَ أَحْرُفٍ فإِنّها جاءت على «فَعُلَ» : الأخْرَقُ والأحْمَقُ والأرْعَنُ والأعْجَفُ والأسْمَرُ ، يقال خَرَقَ الرجل يَخْرُق فهو أَخْرَقُ ، وكذلك أخواتُه.
أبو عُبَيْدٍ عن أبي عَمْرو : خَرِقَ الرَّجُلُ يَخْرَقُ ، وبَرِقَ يَبْرَقُ : إذا دُهِشَ.
وقال ابن الأعرابيَّ : الغَزَالُ إذا أدركه الكَلْبُ : خَرِقَ فَلَزِقَ بالأرض.
وقال الليث : الْخَرْقُ شِبْهُ النظر من الفزع ، كما يَخْرَقُ الخِشْفُ إذا صِيدَ.
قال : وخَرِقَ الرجل : إذا بقي متحيِّرا من هَمٍّ أو شِدَّة.
قال : وخَرِقَ الرجل في البيت ، فلم يبرح فهو يَخْرَقُ خَرَقاً وأَخْرَقَهُ الخوف.
قال : وخَرُق يَخْرُقُ فهو أَخْرَقُ : إذا حَمُقَ ، وَخَرُقَ بالشيء يَخْرُقُ : إذا عَنُف فلم يُحسِن عَمَلَه ، فهو أَخْرَقُ أيضاً.
غَيْرُه : رَمَادٌ خَرِقٌ : لازق بالأرض ، ورَحِمٌ خَرِيقٌ : إذا خَرَقها الولَدُ فلا تَلْقَحُ بعد ذلك.
قال : والْمِخْرَاقُ : السَّيف ، ومنه قوله :
وَأَبْيَضَ كَالْمِخْرَاقِ بَلَّيْتُ حَدَّهُ
المَخَارِيقُ ـ واحدها مِخْرَاقٌ ـ : مَا يَلعب بِهِ الصِّبيانُ من الخِرَقِ المفتولة ، وأنشد :
كَأَنَّ سُيُوفَنَا مِنَّا وَمِنْهُمْ |
مَخَارِيقٌ بِأيْدِي لَاعِبِينَا |
وذُو الْخِرَقِ الطُّهَوِيُّ : اسمُ شاعر أو لقَبٌ له ، ويقال : جاءتْ خِرْقَةٌ من جَرَاد : أي قطعةٌ ، وَجَمْعُها : خِرَقٌ.
قال : والثَّوْرُ الوحشيُّ يسمَّى مِخْرَاقاً لقَطْعِهِ البلادَ البعيدةَ ، ومنه قول عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ :
...... كَالنَّابِئ الْمِخْراقِ
ورُوي عن عَلِيّ رضى الله عنه أنه قال : «الْبَرْقُ مَخَارِيْقُ الْمَلَائِكَةِ».
وقال كُثَيِّرٌ في المَخَارِيقِ بمعنى السيوف :
عَلَيْهِنَّ شُعْثٌ كَالْمَخَارِيق كُلُّهُمْ |
يُعَدُّ كَرِيماً لَاجَبَاناً وَلَا وَغْلَا |
قال شَمِرٌ : والمِخْرَاقُ من الرجال : الذي لا يَقَعُ في أمر إلَّا خرج منه.
قال : والثور البَرِّيُّ يسمى مِخْرَاقاً ، لأن الكلاب تطلبه فيُفْلِتُ منها.
قال : وقال أَبُو عَدْنَانَ : الْمَخَارِقُ : المَلَاصُّ ، يَتَخَرّقُونَ الأرض ، بَيْنَا هم بأرضٍ إذا هُمْ بأُخرى.
وقال ابن الأعْرَابيّ ، رجل مِخْراقٌ وخِرْقٌ ومُتَخَرِّقٌ أي : سخيٌّ.
قال : ولا جمع للْخِرْقِ.
أَبُو عُبَيْدٍ عن الأصْمَعِيِّ : رِيحٌ خَرِيقٌ أي : باردة.
خ ق ل
استعمل من وجوهه : خلق ، قلخ ، لخق.
خلق : قال اللَّيْثُ : الْخَلِيقَةُ : الْخُلُقُ ، وجَمْعُها : الْخَلائِقُ.
أبُو عُبَيْد ، عن أَبِي زَيْدٍ : إنه لكريم الطبيعة والْخَلِيقَة والسَّلِيقَة : بمعنى واحد.
قلتُ : ورأيتُ بِذُرْوَةِ الصَّمَّان قِلَاتاً تمسك ماء السحاب في صَفَاةٍ خَلَقها الله فيها ، تسمَّيها العرب الخَلائِقَ ، الواحدة خَلِيقَةٌ ورأيت بالْخَلْصَاء من جبال الدَّهْنَاءِ دُحْلَاناً خَلَقَها الله في بطون الأرض ، أَفواهما ضيقة ، فإذا دخلها الداخل وجدها تَضِيق مرة وتتسع أخرى ، ثُمَّ يُفْضي المَمَرّ فيها إلى قَرَارٍ للماء واسعٍ لا يُوقَفُ على أقصاه ، والعرب إذا تَرَبَّعوا الدَّهْنَاءَ ولم يقع رَبيعٌ بالأرض يملأ الْغُدْرَانَ ـ استقوا لخيلهم وشفاههم من هذه الدُّحْلَانِ.
ومن صفات الله : الْخالِقُ و (الْخَلَّاقُ) ، ولا تجوز هذه الصفة بالألف واللام لغير الله جلَّ وعزَّ.
والْخَلْقُ في كلام العرب : ابتداعُ الشيء على مثالٍ لم يُسْبَقْ إليْه.
وقال أَبُو بَكْرِ بْنُ الأنْبَارِيِّ : الْخَلْقُ في كلام العرب على ضربين ، أحدهما : الإنشاء على مثالٍ أبدعه ، والآخر : التقدير.
وقال في قول الله جل وعز : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) [المؤمنون : ١٤] معناه : أحسنُ المقدرين ، وكذلك قوله : (وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) [العَنكبوت : ١٧] أي : تُقَدِّرون كَذباً.
قلتُ : والعرب تقول : خَلَقْتُ الأَدِيمَ إذا قدَّرْتَه وقِسْتَه ، لتَقطع منه مَزَادَةً أو قِرْبَةً أو خُفّاً.
وقال زُهَيْر :
وَلأَنْتَ تَفْرِي مَا خَلَقْتَ وَبَعْ |
ضُ الْقوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لَا يَفْرِي |
يمدح رجلاً فيقول له : أنت إذا قدَّرْتَ أمراً قطعتَه وأمضيتَه ، وغيرُك يقدِّر ما لَا يقطعُه ، لأنه غير ماضي العَزم ، وأنت مَضَّاءٌ على ما عزمتَ عليه.
وقال الكُميتُ :
أَرَادُوا أَنْ تُزَايِلَ خَالِقَاتٌ |
أَدِيمَهُمُ يَقِسْنَ وَيَفْتَرينَا |
يصف ابْنَيْ نِزَارِ بْنِ مَعَدّ ـ وهما رَبِيعَةُ ومُضَرُ ـ أراد : أن نَسَبَهُمْ وأديمهم واحد.
فإذا أراد خَالِقَاتُ الأديم التفريقَ بين نسبهم تَبَيَّن لهنَّ أنه أديمٌ واحد لا يجوز خَلْقهُ للقطع ، وضَرَبَ النساءَ الْخَالِقَاتِ للأديم ـ مَثَلاً للنسَّابين الذين أرادوا التفريق بين ابْنَيْ نزَارٍ.
ويقال : زايلتُ بين الشيئين وزيَّلْتُ : إذا فرقْتَ ، وقال الله جلّ وعزّ : (إن هذا إلّا خَلْقُ الأولين) [الشُّعَرَاء : ١٣٧] وقرئ خُلُقُ.
وقال الفَرَّاءُ : من قرأ (خَلْقُ الأولين) أراد اختلافَهم وكذِبَهم ، ومن قرأ (خُلُقُ الْأَوَّلِينَ) ـ وهو أَحَبُّ إلى الفرَّاء أراد عَادَةَ الأوّلين.
قال : والعرب تقول : حدَّثنا فلانٌ بأحاديث الْخَلْقِ ، وهي الخُرَافات من الأحاديث المفتعلة.
وكذلك قوله : (إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ) [ص : ٧]. وروى ابن شُمَيْل بإسناد له عن أبي هُرَيْرَةَ أنه قال : «هُمْ شَرُّ الخَلْقِ وَالخَلِيقَةِ».
قال : الْخَلْقُ : النّاسُ ، والْخَلِيقةُ : الدوابُّ والبهائم.
وقال اللَّيْثُ : رجل خالِقٌ : أي صانع ، وهنَ الْخَالِقَاتُ : للنساء ، ويقال : خَالِق النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ أي : عاشرهم ، ويقَال : إنه لخليق لذاك أي : شبيه ، وما أخلقه!! أي : ما أشبهه.
وقال غيره : إنه لَخَلِيقٌ بذاك أي : حَرِيٌّ ، وَأَخْلِقْ به أن يفعل ذاك!! أي : أَحْرِ بِهِ.
وقال اللَّيْثُ : وامرأة خَلِيقَةٌ : ذَاتُ جِسْم وَخَلْقٍ ، ولا يُنْعَتُ به الرجل.
وقال غيره : يقال : رجل خَلِيقٌ : إذا تم خَلقُهُ ، والنعتُ : خَلُقَتِ المرأة خَلَاقَةً : إذا تم خَلْقُهَا.
أبُو عُبَيْدٍ عن الأصمعيِّ : الْمُخْتَلَقُ : التامُ الْخَلْقِ وَالْجَمَالِ.
وسئل أَحْمَدُ بنُ يَحيى عن قول الله عزوجل : (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) [الحج : ٥] فقال : الناس خُلِقُوا على ضربين ، منهم تامُ الْخَلْقِ ومنهم خَدِيجٌ نَاقِصٌ غيرُ تامٍ.
يَدُلُّكَ على ذلك قولُهُ جلّ وعزّ : (وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) [الحج : ٥] الآية.
وقال ابْنُ الأعْرَابيِّ : مُخَلَّقَةٍ : قد بَدَا خَلْقُها ، (وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) : لم تُصَوَّر.
وقال اللَّيْثُ : الْخَلَاق النَّصِيبُ من الْحَظِّ الصالح ، وهذا رجلٌ ليس له خَلَاقٌ أي : ليس له رَغْبَةٌ في الخير ولا في الآخرة ، ولا صلاحٌ في الدين.
وقال المفسِّرُون في قول الله جلّ وعزّ : (وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) [البَقَرَة : ٢٠٠] : الْخلَاقُ : النَّصِيبُ من الخير.
ثَعْلَبٌ عن ابن الأعْرَابِيِّ : (لا خَلاقَ لَهُمْ) [آل عمران : ٧٧] : لا نصيب لهم في الخير.
قال : والْخلاقُ الدِّين.
ويقال : خَلُقَ الثَّوْبُ يخْلُقُ خُلُوقةً وأَخلَقَ إخلَاقاً ، بمعنى واحد.
ويقال للسَّائل : قد أَخْلَقَ وَجْهَهُ ، وأَخْلَقَ فلان فلاناً أي : أعطاه ثوباً خلَقاً.
ورَوَى أَبو عُبيدٍ عن الكسائي فيما أَقْرَأَنِي الإِيَاديُّ لِشَمِرٍ عنه : أَخْلَقْتُ الرجلَ ثَوْباً أي : كسوتُه خَلَقاً.
ورُويَ عن عمر بن الخطاب أنه قال : «لَيْسَ الْفَقِيرُ الَّذِي لَا مَالَ لَهُ ، إِنَّما الْفَقِيرُ الأَخْلَقُ الْكَسْبِ».
قال أَبو عُبَيدٍ : هذا مَثَلٌ للرجل الذي لا يُرْزَأُ في مَالِهِ ، ولا يُصاب بالمصائِب ، وأصل هذا أنه يقال للجبل المُصْمَتِ الذي لا يؤثِّر فيه شيء : أَخْلَقُ وصخرة خَلْقاءُ :إذا كانت ملْسَاءَ. وأنشد للأعشى :
قَدْ يَتْرُكُ الدَّهْرُ فِي خَلْقَاءَ رَاسِيَةٍ |
وَهْياً وَيُنْزِلُ مِنْهَا الأعْصَمَ الصَّدَعَا |
فأراد عُمر أنَّ الفقرَ الأكبر إنما هو فَقرُ الآخرة لمن لم يُقَدِّم من مالِهِ شيئاً يُثابُ عليه هنالِكَ ، وأن فقر الدنيا أهْوَنُ الفقرين.
وقال الليث : الأخْلَقُ : الأمْلَسُ من كل شيء.
قال : وخُلَيقَاءُ الجبهة : مُستواها ، وهي الْخَلْقَاءُ ، يقال : سُحِبُوا على خَلْقَاوَاتِ جباههم.
قال : وخَلْقَاءُ الْغَارِ الأعلى : باطنُه ، واخلَوْلَقَ السحابُ : إذا استوى ، كأنه مُلِّسَ تمليساً.
وأنشد لِمُرقِّشٍ :
مَاذا وُقُوفِي عَلَى رَبْعٍ عَفَا |
مُخْلَوْلِقٍ دَارِسٍ مُسْتَعْجِم |
والْخَلُوقُ من الطيب : معروف ، وقد تَخَلَّقَتِ المرأةُ بالْخَلُوقِ وخَلَّقَتْ غَيْرَها ، وقد خُلِّقَ المسجدُ بالْخَلُوقِ.
ويقال للمرأة الرَّتْقَاءِ : خَلْقَاءُ ، لأنها مُصْمَتَةٌ كالصَّفَاةِ الْخَلْقاءِ.
ويقال : ثَوْبٌ أَخْلَاقٌ ، يُجْمَع بما حوله.
وقال الراجزُ :
جَاء الشِّتاءُ وَقَمِيصي أَخلَاقْ |
شَرَاذمٌ يَضْحَكُ مِنِّي التَّوَّاقْ |
ويقال : جُبَّةٌ خَلقٌ بغير هاء وجَديدٌ بغير هَاءٍ أيضاً ولا يجوز جُبَّة خَلَقَةٌ بالهاء ولا جَديدَةٌ.
وقال أَبو عُبيدة : في وجه الفرس خُلَيقَاوَانِ ، وهما حيثُ لَقِيتْ جبهتُه قصَبَةَ أنفه.
قال : والخَلِيقَانِ ، عن يمين الخُلَيْقَاء وشِمَالِها ، ينحدرانِ إلى العَيْن.
قال : والْخلَيْقَاءُ : بين العَيْنَيْنِ ، وبعضهم يقول : الْخَلْقَاءُ.
عمرو عن أبيه : الخَلِيقَةُ : الْبِئْرُ ساعةَ تُحْفَر.
قال : والْخَلقُ : كل شيء مملَّس ، مُسْتوٍ ، وسَهْمٌ مُخَلَّقٌ : أملسُ مَسْتوٍ ، والْخَلَقَة : السحابَةُ المستوية الْمُخِيلَة للمَطَر.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الخَلُقُ : الآبارُ الحديثاتُ الحَفْرِ ، والخُلُقُ : الدِّينُ ، والخُلُقُ : المروءةُ.
ويقال : فلان مَخْلَقَة للخير كقولك : مَجْدَرَةٌ ومَحْرَاةٌ ومَقمَنَةٌ.
قلخ : عمرو عن أبيه : القَلْخُ : الضرب باليابس على اليابس.
وقال الليث : القَلْخُ والقَلِيخُ : شِدَّة الهَدِيرِ ، وأنشد :
قَلْخُ الهَدِيرِ مِرْجَسٌ زَغَّادُ
قال : ويقال للفَحْل عند الضِّرَاب : قَلَخْ قَلَخْ مجزوم ويقال للحمار المُسِنِّ : قَلْخٌ وقَلْحٌ بالخاء والحاء ، وأنشد الليث :
أَيَحْكُمْ في أَمْوَالِنَا ودِمائِنا |
قُدَامَةُ قَلْخُ العَيْرِ عَيْرِ ابْنِ جَحْجَبِ |
أبو عبيد عن الأصمعي قال : الفحل من الإبل إذا هَدَرَ فجعل كأنَّه يَقْلَعُ الهَدِيرَ
قَلْعاً. قيل : قَلَخَ يَقْلَخُ قلخاً ، وهو بعير قَلَّاخٌ ، وأنشد الأصمعي :
قَلْخَ الفُحُول الصِّيدِ في أَشْوَالِها
قلتُ : والْقُلَاخُ ابْنُ جَنَابِ بْنُ جَلَا الرَّاجز ، شُبِّهَ بالفَحْل فلُقِّب بالقُلَاخِ وهو القائل :
أَنا القُلَاخُ بنُ جَنَابِ بنِ جَلَا |
أَبُو خَنَاثِيرَ أَقُودُ الجَمَلَا |
والخناثير : الدواهي ، أراد أنه مشهور معروف.
أبو عبيد عن الأموي قال : قلَّخْتُهُ بالسَّوط تقليخاً : ضرَبْتُهُ.
لخق : عمرو ، عن أبيه ، قال : اللَّخْقُ : الشَّقُّ في الأرض ، وجمعه لُخُوقٌ وألْخاق.
وقال الأصمعِيُّ : هي اللَّخاقِيقُ للشُّقُوق واحدها لُخقُوقٌ.
وقال ابن شُمَيْل : اللُّخْقُوقُ : مَسِيل الماء ، له أَجْرَافٌ وحُفَرٌ ، والماء يجري فيحفِرُ الأرضَ كهيئة النهر حتى تَرَى له أجرافاً وجَمْعُه اللَّخاقيقُ ، وقيل : شِقَابُ الجبل لَخاقيقُ أيضاً.
وقال بعضهم في قوله : «في لَخاقِيقِ جِرْذانٍ» : إن أصلها الأخَاقِيقُ وقد مر تفسيره في أول مضاعف الخاء.
خ ق ن
استعمل من وجوهه : خنق ، نقخ ، خقن.
خنق : قال الليث : خَنَقَهُ فاخْتَنَقَ وانْخَنَقَ ، فأَما الانْخِنَاقُ فهو انعِصار الْخِنَاقِ في عُنُقه ، والاخْتِنَاقُ : فعْلُهُ بنفسه.
قال : والْخِنَاقُ : الحَبْلُ الذي يُخْنَقُ به ، ويقال : رجل خَنِقٌ مَخْنُوقٌ ، ورجلٌ خَانِقٌ في موضع خَنِيقٍ ذو خِنَاقٍ ، وأنشد :
وَخَانِقٍ ذي غُصَّةٍ جَرَّاضِ
قال : والخَنَّاقُ : نَعْتٌ لمَنْ يكون ذلك شأنَه وفِعْلَه بالناس ، وأخَذَ بمُخَنَّقه أي : بموضع الْخِنَاقِ ، ومنه اشتُقَّتِ المِخْنَقَة من القِلَادة.
والخُنَاقِيَّةُ داءٌ أو ريح يأخذ الناسَ والدَّوابَّ في حُلوقهم ، وقد يأخذ الطَّيْرَ في رأسها وحَلْقِها.
وتَعْتَرِي الخيلَ الخُنَاقِيَّةُ أيضاً ، يقال : خُنِقَ الفرسُ ، فهو مَخْنُوقٌ.
أبو سعيد : المُخْتَنِقُ من الخيل : الذي أَخذتْ غُرَّتُه لَحْيَيْهِ إلى أصول أُذنَيْه ، وخنَّقتُ الحوضَ تَخْنِيقاً : إذا شددتَ مَلأهُ ، وقال أبو النَّجْمِ :
ثُمَّ طَبَاهَا ذو حَبَابٍ مُتْرَعُ |
مُخَنَّقٌ بِمَائِهِ مُدَعْدَعُ |
ثعلبٌ عن ابن الأعرابي قال : الخُنُقُ : الفُروج الضَّيِّقَةُ من فُروج النساء.
وقال أبو العبَّاس : فَلْهَمٌ خَنَّاقٌ : ضَيِّقٌ حُزُقَّةٌ قصيرٌ السَّمْك.
ومُخْتَنَقُ الشِّعْبِ : مَضِيقُه ، وخَانِقِينَ مَوْضِعٌ معروف.
نقخ : قال الليث : النَّقْخُ : نَقْفُ الرأس عن الدِّماغ ، وقال العَجَّاجُ :
لِهامِهِمْ أَرُضُّهُ وأَنْقَخُ
أبو عبيد عن أبي زيد قال : إذا ضَرَبَ رَأْسَ الرجل حتى يَخْرُجَ دِمَاغُه قال : نَقخْتُهُ نَقْخاً ، وأنشد :
نَقْخاً عَلَى الْهَامِ وَبَجًّا وَخْضاً
أبو عبيد ، عن أبي عبيدة : النُّقَاخ : الماء العَذْب ، وأنشد شَمِرٌ :
وَأَحْمَقُ مِمّنْ يَلْعَقُ الْماءَ قَالَ لِي |
دَعِ الْخَمرَ واشْرَبْ مِنْ نُقَاخٍ مُبَرَّدِ |
وقال أبو العبَّاس : النُّقَاخُ : النوم في العافية والأمْن.
والنُّقَاخُ : الضرب على الرأس بشيء صُلْب. والنُّقَاخُ : استخراج المُخِّ.
شَمِر : قال ابن شُمَيلٍ : النُّقَاخُ الماءُ الكثيرُ يُنْبِطُه الرجل في الموضع الذي لا ماء فيه.
وقال الفَرَّاءُ : يقال : هذا نُقَاخُ الْعَربيَّةِ أي : خالصها.
أبو عمرو : ظَلِيمٌ أَنْقَخُ : قليل الدماغ.
وأنشد لِطِلْقِ بن عَدِيٍّ :
حَتَّى تَلاقَى دَفُّ إِحْدَى الشُّمَّخِ |
بالرُّمْحِ مِنْ دُونِ الظَّلِيمِ الأنْقَخِ |
خقن : قال الليث : خاقانُ : اسمٌ يسمَّى به مَنْ تُخَقِّنُهُ التُّرْكُ على أنفسهم.
قلت : وليس من العربيَّة في شيء.
خ ق ف
استُعمل من وجوهه : خفق ، قفخ.
خفق : قال الليث : الخَفْقُ : ضَرْبُك الشيءَ بالدِّرَّة أو بشيءٍ عَريضٍ ، والْخفْقُ صَوْتُ النَّعْل وما أشبهه ، من الأصوات.
ورجلٌ خَفَّاقُ القَدَم : عَريضُ باطِنها ومنه قوله :
خَدَلَّجُ السَّاقَيْنِ خَفَّاقُ القَدَمْ
قال : والخَفْقُ اضطراب الشيء العريض.
يقال : رَاياتُهم تَخفِقُ وتَختَفِقُ ، وتُسَمَّى الأعلامُ : الخَوافِقَ ، والخافقاتِ.
والمِخْفَقُ من أَسماءِ السَّيف العريض ، والْمِخْفَقةُ والْخَفقَةُ جَزْمٌ هو الشيءُ الذي يُضرَبُ به ، نحو سَيْرٍ أو دِرَّةٍ.
قال : والخفَقَانُ : اضطرابُ القلب ، وهي خِفَّةٌ تأخذ القلب ، تقول : رَجلٌ مَخْفُوقٌ.
والخَفقَانُ : اضطرابُ الْجَناحِ ورُوِي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «أَيُّمَا سَرِيَّةٍ غَزَتْ فأَخْفَقَتْ كَانَ لَهَا أَجْرُهَا مَرَّتَيْنِ».
قال أبو عبيد : الإخفاق : أن تَغْزُوَ فلا تَغْنَمَ شيئاً ، ومنه قول عَنْتَرَةَ :
فيُخْفِقُ مَرَّةً وَيُفِيدُ أُخْرَى |
وَيَفْجَعُ ذَا الضَّغَائِنِ بالأَرِيبِ |
يصف فرساً له ، أَنَّهُ يغزو عليه فيغنم مرة ، ولا يغنم أخرى.
قال أبو عبيد : وكذلك كلُّ طالبِ حاجةٍ إذا لم يقضها فقد أَخفَقَ إخفاقاً.
وأصل ذلك في الغنيمة.
وقال الليث : أَخْفَقَ القومُ : فَنِيَ زادُهم.
قال : والسَّرابُ الْخَفُوقُ والْخَافِقُ : الكثيرُ الاضطراب ، والْخَفْقَةُ : الْمَفَازَةُ ذَاتُ الآل.
وقال الْعَجَّاجُ :
وَخَفْقَةٍ لَيْسَ بِهَا طُوئِيُ
يعني : ليس بها أحد.
ويقال : خَفَقَ فلان خَفْقةً : إذا نام نومةً خفيفة.