السيد ثامر هاشم العميدي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الرسالة
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-447-7
الصفحات: ٣٢٧
سلطان.
وكان من رؤوسهم الذين تعصّبوا لمحمد بن الحنفية وقالوا بإمامته ومهدويته وغيبته وإنّه حيٌّ لم يمت ، حيان السراج كما سيأتي في بيان موقف الإمام الصادق عليهالسلام من هذه الدعوى.
ومن مشاهيرهم الذين لعبوا دوراً إعلامياً كبيراًً في إشاعة هذه الدعوة ، كثير عزّة الشاعر المعروف وقد ضمّ ديوانه جملة من القصائد الشعرية التي تعرب عن عقيدته تلك ، يقول في بعضها :
ألا إن الأئمة من قريش |
|
ولاة الحق أربعة سواء |
على والثلاثة من بنيه |
|
هم الأسباط ليس بهم خفاء |
فسبط سبط إيمان وبرٍّ |
|
وسبط غيّبته كربلاء |
وسبط لا تراه العين حتىٍ |
|
يقود الخيل يقدمها لواء |
تغيّب لا يرى عنهم زماناً |
|
برضوى عنده عسل وماء (١) |
ويقول في أُخرى :
هو المهدي خَبَّرناه كعب |
|
أخو الأحبار في الحقب الخوالى (٢) |
ومن جميل ما يروى ، هو ما قاله مصعب بن عبد الله ، قال : « قيل
__________________
١ ـ ديوان كثير عزّة ٢ : ١٨٦ ، ومروج الذهب ٣ : ٨٨ ، و الأغاني / أبو الفرج الأصبهاني ٩ : ١٢ في ذكر أخبار كثير ونسبه ، وعيون الأخبار / ابن قتيبة الدينوري ٢ : ٥٤٣ من كتاب العلم والبيان.
٢ ـ ديوان كثير ١ : ٢٧٥ ، ومروج الذهب ٣ : ٨٧ ، والأغاني ٩ : ١٣ ـ ١٤.
لكثير : لقيت كعب الأحبار؟ قال : لا ، قيل : فلم قلت : خبرناه كعبُ...؟ قال : بالوهم »! (١).
ومن جملتهم أيضاًًً السيد الحميري ، وهو من مشاهير الكيسانية قبل لقائه بالإمام الصادق عليهالسلام ، ومعرفة الحقيقة منه وقد كانت له قصائد كثيرة يذكر فيها مهدوية ابن الحنفية ، منها ما ذكره المسعودي :
يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى |
|
وبنا إليه من الصبابة أولق |
حتى متى؟ وإلى متى؟ وكم المدى؟ |
|
يا ابن الوصي وأنت حيّ ترزق (٢) |
لقاء السيد الحميري الكيساني بالإمام الصادق عليهالسلام :
شاءت الأقدار أن يلتقي السيد الحميري بالإمام الصادق عليهالسلام ، مما كان لهذا اللقاء أثره الفعّال في تغيير السيد الحميري عقيدته الكيسانية ورجوعه من القول بإمامة ومهدوية محمد بن الحنفية رضياللهعنه ، إلى الحق واعتقاده مذهب الإمامية ، وهو ما صرّح به ابن المعتز في طبقاًت الشعراء (٣) ، والمرزباني في أخبار السيد (٤) ، والشيخ الصدوق (٥) ، والشيخ المفيد (٦) ، والشيخ الطوسي (٧)
____________
١ ـ تهذيب الكمال ٢٦ : ١٥٠ / ٥٤٨٤.
٢ ـ مروج الذهب / المسعودي ٣ : ٨٨.
٣ ـ طبقاًت الشعراء / ابن المعتز : ٢٢ ـ ٣٦.
٤ ـ أخبار السيد / المرزباني : ١٦٤.
٥ ـ إكمال الدين ١ : ٣٢ ـ ٣٥ من المقدمة.
٦ ـ الفصول المختارة : ٢٤١ ، والإرشاد ٢ : ٢٠٦.
٧ ـ أمالي الشيخ الطوسي : ٦٢٧ / ١٢٩٣ ، المجلس رقم / ٣٠.
وابن شهر آشوب (١) ، والاربلي (٢) ، وغيرهم ممن ترجم للسيد الحميري رضياللهعنه.
وهكذا أصبح السيد ـ بفضل هدايته على يد الإمام الصادق عليهالسلام ـ من شعراء أهل البيت المجاهرين بولايتهم من الطبقة الأولى ، حتى وصفه علماء الشيعة بالمعظم (٣) ، ولهذا قال ابن عبد ربّه الأندلسي الأموي : « ومن الروافض ، السيد الحميرى ، وكان يلقى له وسائد في مسجد الكوفة يجلس عليها ، وكان يؤمن بالرجعة » (٤).
السيد الحميري يودع كيسانيته ويتعرف على هوية الإمام المهدي عليهالسلام :
لقد اعترف السيد الحميري بدور الإمام الصادق عليهالسلام وفضله في إزاحة شبهة الكيسانية عنه ، وهو ما حكاه لنا الشيخ الصدوق بقوله :
« فلم يزل السيد ضالاً في أمر الغيبة يعتقدها في محمد بن الحنفية حتى لقي الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام ، ورأى منه علامات الإمامة ، وشاهد فيه دلالات الوصية ، فسأله عن الغيبة ، فذكر له منها حقّ ، ولكنها تقع في الثاني عشر من الأئمة عليهمالسلام ، وأخبره بموت محمد بن الحنفية ، وإن أباه
__________________
١ ـ المناقب / ابن شهر آشوب ٣ : ٥٢٨.
٢ ـ كشف الغمّة ٢ : ٤٠.
٣ ـ وصفه بهذا الوصف ابن داود الحلّي في رجالة : ٥٩ / ١٩٣ ، وقال العلّامة في الخلاصة : ٥٧ / ٥٠ : « إسماعيل بن محمد الحميرى ، ثقة ، جليل القدر ، عظيم الشمن والمنزلة ، رحمه الله ».
٤ ـ العقد الفريد / ابن عبد ربه الاندلسي الاموي ٤ : ١٢٢.
ـ يعني : الإمام الباقر عليهالسلام ـ شاهد دفنه ، فرجع السيد عن مقالته واستغفر من اعتقاده ، ورجع إلى الحق عند اتضاحه له ، ودان بالإمامة.
ثم أخرج الصدوق ـ بعد كلامه هذا ـ بسنده عن السيد الحميري قوله : كنت أقول بالغلوّ وأعتقد غيبة محمد بن عليٍّ ـ ابن الحنفيّة ـ قد ضللت في ذلك زماناً ، فمنَّ الله عليَّ بالصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام وأنقذني به من النّار ، وهداني إلى سواء الصراط ، فسألته بعد ما صحّ عندي بالدَّلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله على وعلى جميع أهل زمانه وأنه الإمام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به ، فقلت له : يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهمالسلام في الغيبة وصية كونها فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليهالسلام : إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله أوَّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وآخرهم القائم بالحق بقيّة الله في الأرض وصاحب الزّمان ، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماًًً. قال السيد : فلمّا سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه ».
مع قصيدة السيد الحميري التي سجل فيها اعترافه بالحق :
قال السيد رحمهالله بعد كلامه السابق مباشرةً وبلا فصل ـ وهو من تتمة رواية الشيخ الصدوق ـ مالفظه : « وقلت قصيدتي التي أولها :
فلمّا رأيت الناس في الدِّين قد غووا |
|
تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا |
ـ إلى أن قال ـ إلى آخر القصيدة ، وقلت بعد ذلك قصيتدة اُخرى :
١ أيا راكباً نحو المدينة جسرة |
|
عذافرة يطوي بها كل سبسب |
٢ إذا ما هداك الله عاينت جعفراً |
|
فقل لوليِّ الله وابن المهذَّب |
٣ ألا يا أمين الله وابن أمينه |
|
أتوب إلى الرَّحمن ثمَ تأوَّبي |
٤ إليك من الأمر الذي كنت مطنباً |
|
أحارب فيه جاهداً كلَ معرب |
٥ وما كان قولى في ابن خولة مطنباً |
|
معاندة منّي لنسل المطيّب |
٦ ولكن روينا عن وصيِّ محمد |
|
وماكان فيما قال بالمتكذِّب |
٧ بمنَ وليَّ الأمر يفقد لا يُرى |
|
ستيراً كفعل الخائف المترقّب |
٨ فتقسم أموال الفقيد كمنما |
|
تغيّبه بين الصفيح المنصّب |
٩ فيمكث حيناً ثمَ يشرق شخصه |
|
مضيئاً بنور العدل اشراق كوكب |
١٠ يسير بنصر الله من بيت ربّه |
|
على سؤدد منه وأمر مسبّب |
١١ يسير إلى أعدائه بلوائه |
|
فيقتلهم قتلاً كحرَّان مغضب |
١٢ فلمّا رُوي منَ ابن خولة غائب |
|
صرفنا إليه قولنا لم نكذِب |
١٣ وقلنا هو المهديُ والقائم الذي |
|
يعيش به من عدله كلُ مجدب |
١٤ فإن قلت لا فالحقُ قولك والذي |
|
أمرت فحتمٌ غير ما متعصّب |
١٥ وأشهد ربّي من قولك حجة |
|
على الناس طرًّا من مطيع ومذنب |
١٦
بمنَ وليَّ الأمر والقائم الذي |
|
تطلّع نفسي نحوه بتطرُّب |
١٧ له غيبة لا بدّ من أن يغيبها |
|
فصلّى عليه الله من متغيّب |
١٨ فيمكث حيناً ثمَ يظهر حينه |
|
فميلك من في شرقها والمغرب |
١٩ بذاك أدين الله سرّاً وجهرة |
|
ولست وإن عوتبت فيه بمعتب » (١) |
الكشف عمّا في قصيدة السيد الحميري من دلالات :
لا بأس بمتابعة قصيدته والكشف ـ باختصار ـ عمّا في أبياتها من دلالة كالآتي :
البيت الثاني والثالث : فيهما تصريح باعتقاد السيد الحميري بأن الإمام الصادق عليهالسلام هو ولي الله في زمانه وأمين الله على وحيه وابن أمينه.
الرابع والخامس : فيهما تصريح بالتوبة من الاعتقاد القديم بمهدوية ابن الحنفية.
السادس : في بيان سبب اعتقاده القديم الفاسد وهو تطبيق الروايات الواردة في المهدي وغيبته عن الوصي ويعني به أمير المؤمنين عليهالسلام على غير موردها الحقيقي ومصداقها الواقعي.
السابع : يدلُّ على أن الوصي عليهالسلام بشأن المهدي هو غيبته ( يفقد لا يرى ) وأن سببها الخوف ( ستيراً كفعل الخائف المترقّب ) وهذا هو المؤيّد بروايات كثيرة عن الإمام الصادق عليهالسلام كما مرّ مفصلاً في هذا
__________________
١ ـ إكمال الدين وإتمام النعمة : ١ : ٣٢ ـ ٣٥ من المقدّمة.
البحث.
الثامن : يشير إلى أن المروي عن الوصي عليهالسلام صريح بتقسيم أموال الإمام المهدي عليهالسلام وهو حي « فتقسم أموال الفقيد » أي الغائب الحيّ الموجود وهو ما حصل فعلاً لإمامنا المهدي من أزلام السلطة العباسية وأذنابها في حديث طويل رواه الشيعة برمّتهم وصحّ لديهم من عدّة طرق.
التاسع والعاشر والحادي عشر : في خصوص كون المروي عن الوصي في المهدي عليهالسلام ، هو أنه لابدَّ وأن يغيب حيناً من الدهر ، ثم يكون ظهوره في مكّة المكرّمة ، وأن الله تعالى سيمكنّه من أعدائه جميعاًً ، وهذا هو ما نقوله ونعتقده طبقاًً للمتواتر من الأخبار.
الثاني عشر إلى الخامس عشر : في الكشف عن عقيدته السابقة بمهدوية ابن الحنفية رضياللهعنه ، وإعلان رجوعه عنها ، واعتقاده الحق بفضل الإمام الصادق عليهالسلام ، ويتضمّن الاخير اعتقاده بأن امامة الإمام الصادق عليهالسلام من الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآله ، وأنه معصوم من الخطأ والزلل ، وإلاّ فما معنى ان يشهد الله تعالى على أن الصادق عليهالسلام حجة الله على سائر الخلق؟ وكيف يختار الله تعالى حجته على عباده ولايكون معصوما؟
وما يقال بان الشعر عامّةً ليس حجة ، فهو كذلك ، ولكن الأمر مختلف هاهنا ، فالأبيات تتلى على مسامع الإمام عليهالسلام ولو كان فيها أدنى زلل لنبّه عليه الإمام الصادق عليهالسلام
السادس عشر إلى التاسع عشر : صريحة بلا بدية غيبة ولي الأمر الإمام
القائم المهدي عليهالسلام ، وأنه لابدّ من ظهوره عليهالسلام بعد انتهاء أمد غيبته ، وحينئذٍ سيتحقّق حلم الأنبياء عليهمالسلام جميعاًً بإقامة ودولة الحق العظمى في جميع الأرض على يده الشريفة ، وفي الأخير إعلان بتمسّك السيد الحميرى بهذا الدين الحق ، وإنه لا يخشي فيه لومة لائم.
كما أن أجواءِ القصدية وأبياتها تكشف عن أن احاديث غيبة الإمام المهدي عليهالسلام الواصلة إلينا لم تكن قط من صنع أية حركة أو طائفة ، ولا هي من صنع متكلمي الشيعة في القرنين الثالث والرابع الهجريين كما يفتري بذلك بعض المهرجين ، وإنما هي ـ في حدود أجواء القصيدة فقط ـ من اخبار أهل البيت عليهمالسلام منذ عهد أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام وصولاًً إلى الإمام الصادق عليهالسلام ، فضلاً عمّا في غيرها وهو كثير.
كما تكشف أجواء القصيدة أيضاًً عن دور الإمام الصادق عليهالسلام في التصدّي الحازم لمزاعم المهدوية كالكيسانية ، وبثه الوعي اللازم تجاه العقيدة المهدوية الصحيحة ، مع استغلال كل فرضة سانحة لغرس مبادي الدين النقية التي تقوم عليها نظرية الحكم في الاسلام كما يفهم من تقرير الإمام عليهالسلام لمفردات تللك القصيدة الرائعة التي جاءت زاخرة بفكر الإمامة ومفعمة بعقيدة النص والتعيين.
وأما من خلو الأبيات الشعرية من التصريح بهوية الإمام المهدي عليهالسلام فلا يدلّ على عدم تحديد الهوية للسيد الحميري من قبل الإمام الصادق عليهالسلام خصوصاً وقد مرّ في كلامه المنثور ما هو صريح بهذا التحديد. وربّما قد يكون التحديد مذكوراً في رائيته المتقدمة حيث اقتصر على بعض
أبياتها ، ولو وصلت إلينا كاملة فربّما وجدنا بها أسماء أهل البيت عليهمالسلام جميعاً.
والمهم هو أن رجوع مثل السيد الحميري عن عقيدة الكيسانية واعتناق المذهب الإمامي الاثني عشري يعبّر عن دور الإمام الصادق عليهالسلام في معالجة دعاوى المهدوية في زمانه مما كان له أكبر الأثر في هدم تلك الدعاوى الباطلة وتلاشيها واحدة بعد اخرى.
خامساًً ـ ملاحقة الإمام الصادق عليهالسلام لحجج الكيسانية ونسفها :
لم يتوقف الإمام الصادق عليهالسلام في إبطال دعوى الكيسانية على صعيد هذا اللقاء بالسيد الحميري ، وإنّما راح أبعد من ذلك بكثير يوم بيّن لبعض رؤؤس الكيسانية زيف عقيدتهم ، ولكنهم ركبوا رؤوسهم عناداً وصلفاً ( وَمَنْ يُضْلِلِ اللهَ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَيِبلاً ) (١). ومن أولئك : حيان السرّاج.
عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : « قال أبو عبد الله عليهالسلام : أتاني ابن عم لي يسألني أن آذن لحيان السرّاج ، فأذنت له ، فقال لي يا أبا عبد الله إني أريد أن أسألك عن شيء أنا به عالم إلاّ أني أحب أن أسألك عنه ، أخبرني عن عمّك محمد بن علي مات؟ قال ، فقلت : أخبرني أبي أنه كان في ضيعة له فأتى ، فقيل له : أدرك عمك! قال : فأتيته ـ وقد كانت أصابته غشية ـ فأفاق فقال لي : أرجع إلى ضيعتك. قال : فأبيت ، فقال لترجعن ، قال : فانصرفت ، فما بلغت الضيعة حتى أتوني ، فقالوا : ادركه! فأتيته ،
__________________
١ ـ سورة النساء : ٤ / ١٤٣.
فوجدته قد اعتقل لسانه فدعا بطست ، وجعل يكتب وصيته ، فما برحت حتى غمضته ، وغسلته ، وكفنته ، وصلّيت على ، ودفنته.
فإن كان هذا موتاً فقد والله مات. قال : فقال لي رحمك الله شبّه على أبيك. قال ، قلت : يا سبحان الله! منت تصدف على قلبك. قال فقال لي : وما الصدف على القلب؟ قال ، قلت : الكذب » (١).
وعن بريد العجلي قال : « دخلت على ابي عبد الله عليهالسلام فقال لي : لو كنت سبقت قليلا أدركت حيان السرّاج. قال : وأشار إلى موضع في البيت ، فقال عليهالسلام : كان ههنا جالساً فذكر محمد بن الحنفية وذكر حياته وجعل يطريه ويقرظه فقلت له : ياحيان أليس تزعم ويزعمون وتروي ويروون لم يكن في بني إسرائيل شيء إلاّ وهو في هذه الأمة مثله؟ قال : بلى. قال : فقلت : هل رأينا ورأيتم أو سمعنا وسمعتم بعالم مات على أعين الناس ، فنكح نساؤه ، وقسّمت أمواله. وهو حيٌّ لا يموت؟ فقالم ولم يرد عليَّ شيئاًً » (٢).
وعن عبد الله بن مسكان قال : « دخل حيان السرّاج على أبي عبد الله عليهالسلام فقال له : ياحيان! ما يقول أصحابك في محمد بن على ( بن ) الحنفيّة؟ قال : يقولون هو حي يرزق. فقال أبو عبد الله عليهالسلام : حدّثني أبي أنه كان فيمن عاده في مرضه ، وفيمن أغمضه ، وفيمن أدخله حفرته .. وقسّم ميراثه. قال : فقال حيان : إنّما مثل محمد بن الحنفية في هذه الأمة مثل
__________________
١ ـ رجال الكشي : ٣١٤ ـ ٣١٥ / ٥٦٩.
٢ ـ رجال الكشي : ٣١٤ / ٥٦٨.
عيسى بن مريم ، فقال : ويحك ياحيان شُبّه على أعدائه! فقال : بلى شبّه على أعدائه فقال : تزعم أن أبا جعفر عدو محمد بن على! لا ولكنك تصدف ياحيان .. » (١).
وبهذا ونظائره استطاع الإمام الصادق عليهالسلام أن يبيّن للناس جميعاً تهافت مقولة الكيسانية وكذبها ، أما أدّى بالنتيجة إلى تبخر تلك المزاعم وإزالتها من صفحة الوجود بعد انقراض المتعصّبين لها ، وبصورة لم تترك معها أدنى تأثير ـ ولو طفيف ـ على خط الإمامة العريض الواضح ، كما لم تؤثّر شيئاًً على علم القواعد الشيعية بمن سيغيب من أئمة الهدى عليهمالسلام.
__________________
١ ـ رجال الكشي : ٣١٥ ـ ٣١٦ / ٥٧٠.
الفصل الثاني
شبهة مهدوية عمر بن عبد العزيز الاموي المرواني
أولاًً ـ الآثار الموضوعة في مهدويته :
وضع المغرمون بعمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي المرواني ( ت / ١٠١ هـ ) ما شاء لهم من يضعوا من الأقوال على لسان عمر وابنه عبد الله ، وهي وإن كانت كلها آثاراً موقوفة لا حجة بها ، ولكن لا بأس بذكرها لتستشعر من خلالها ذلك الكذب المفضوح.
١ ـ أخرج البيهقي عن عبد الله بن دينار ، عن عمر قال : « يا عجباً! يزعم الناس أن الدنيا لن تنقضي حتى يلي رجل من آل عمر يعمل بمثل عمل عمر. قال : فكانوا يرونه بلال بن عبد الله بن عمر ، قال : وكان بوجهه أثر ، قال : فلم يكن هو ، وإذا هو عمر بن عبدالعزيز وأمه ابنه عاصم بن عمر بن الخطاب » (١).
وفي هذا الأثر اللاحجة ، محمد بن على المقري الضعيف عندهم بلا خلاف ، زيادة على عدم دلالته على المهدوية.
__________________
١ ـ دلائل النبوة / البيهقي ٦ : ٤٩٢ باب ما جاء في إخباره صلىاللهعليهوآله بالشر الذي يكون بعد الخير الذي جاء به ، وتاريخ دمشق ٤٥ : ١٥٥ / ٥٢٤٢.
ولعل أطرف ما في هذا الأثر وروده في ( باب ما جاء في إخباره صلىاللهعليهوآله بالشر الذي يكون بعد الخير الذي جاء به ) من كتاب دلائل النبوة للبيهقي!!!
٢ ـ وأخرج ابن حماد بسنده عن نافع ، عن عمر : « يكون رجل من ولدي بوجهه شين يلي ، فيملأها عدلاً. قال نافع : لا أحسبنه إلاّ عم بن عبدالعزيز » (١).
وهذا الاثر كسابقه ، وفيه عثمان بن عبد الحميد بن لاحق مجهول ، ونافع مولى ابن عمر كذّاب مشهور. وكان يقول له مولاه : لا تكذب عليَّ كما كذب عكرمة على ابن عباس.
٣ ـ وأخرج ابن سعد في طبقاًته عن نافع أيضاًً ، عن ابن عمر قال : « كنت اسمع ابن عمر كثيراًً يقول : ليت شعري من هذا الذي من ولد عمر في وجهه علامة ، يملأ الأرض عدلاً » (٢).
وهذا الاثر كسابقه ، وفيه نافع الكذاّب أيضاًً.
ثانياًً ـ كذبهم على الإمام الباقر عليهالسلام في دعم تلك المهدوية :
لأجل تمرير مهدوية عمر بن عبد العزيز وإضفاء طابع القداسة عليه حاول أنصاره تشويش هذه العقيدة في نفوس المسلمين وتقريبهم نحو الخط الأموي المقيت ، ولو بالكذب الفاضح على أهل البيت عليهمالسلام في نصرة
__________________
١ ـ الملاحم والفتن / ابن حماد : ٧٦ / ٢٨٦.
٢ ـ الطبقاًت الكبرى / ابن سعد ٥ : ٣٣١ ، وحلية الاولياء / أبو نعيم ٥ : ٢٥٤ / ٣٣١ ، ودلائل النبوة / البيهقي ٦ : ٤٩٢.
الامويين ومهدوية عمرهم.
ومن هنا وضعوا على لسان الإمام الباقر عليهالسلام ما أخرجه ابن سعد في الطبقاًت الكبرى ، عن مسلمة أبي سعيد في حديث رواح ، عن العرزمي ، قال : « سمعت محمد بن على يقول : النبي منا ، والمهدي من بني عبد شمس ، ولا نعلمه إلاّ عمر بن عبد العزيز.قال : وهذا في خلافة عمر بن عبدالعزيز »!! (١).
ومثله ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه ، وأبو عمرو الداني ، عن مولى لهند بنت اسماء ، قال : « لمحمد بن علي : إن الناس يزعمون من فيكم مهدياًًً ، فقال : إن ذاك كذاك ، ولكنه من بني عبد شمس ، قال كمنه عنى عمر بن عبدالعزيز » (٢).
ثالثاًً ـ رد اكذوبتهم على الإمام الباقر عليهالسلام :
إن ما ذكره ابن سعد ، وابن عساكر من أوضح الكذب وأسخفه ، وما أحاديث الإمام الصادق في كتابنا هذا إلاّ هي أحاديث أبيه الباقر عليهماالسلام ، نظراً لما قاله الإمام الصادق بن درّاج : « ما سمعت مني فاروه عن أبي ».
وقوله لجملة من أصحابه : « حديثي حديث أبي .. ».
__________________
١ ـ الطبقاًت الكبرى / ابن سعد ٥ : ٣٣٣ ، وتاريخ دمشق ٤٥ : ١٨٧ / ٥٤٢٤
٢ ـ تاريخ دمشق ٤٥ : ١٨٧ ـ ١٨٨ / ٥٤٢٤ ، والسنن الواردة في الفتن / أبو عمر الداني ٥ : ١٠٧٣ / ٥٨٧ باب من قال : أن المهدي عمر بن عبد العزيز ، وقد جعل هذا الحديث المكذوب في أول الباب.
وقوله لابي بصير حين قال له : الحديث أسمعه أنك أرويه عن أبيك ، أو أسمعه من أبيك ، أرويه عنك؟ قال عليهالسلام : « سواء إلاّ أنك ترويه عن أبي أحبّ إلىّ » (١).
على من مذهب الإمام الباقر عليهالسلام في الإمام المهدي عليهالسلام كنار على علم ، وإليك صورة واضحة عمّا نطقت به أحاديثه الشريفة في المهدي عليهالسلام ، من قبيل :
إن الله تعالى أخذ الميثاق للإمام المهدي عليهالسلام من الأنبياء عليهمالسلام كلهم (٢) ، وفيه شبه من بعضهم كغيبة موسى عن قومه ، وطول عمر نوح ، ومحنة يوسف عليهمالسلام (٢).
وقد أغبطه موسى لمّا رآه مكتوباً في أسفاره (٤) ، ليس من بني أميه ولا من آل مروان الملعونين قاطبة (٥) ، وإنما من آل محمد صلىاللهعليهوآله (٦) ، اسمه اسم
__________________
١ ـ راجع هذه الأقوال في اصول الكافي ١ : ٥١ ـ ٥٣ / ٤ و ١٤ باب رواية الكتب والحديث ، وفضل الكتابة ، والتمسك بالكتب ، من كتاب فضل العلم.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٧٠ / ٢ باب ٢.
٣ ـ الإمامة والتبصرة من الحيرة / الصدوق الأول : ٩٣ / ٨٤ باب ٢٣ ، وإثبات الوصية : ٢٢٦ ، وإكمال الدين ١ : ١٥٢ / ١٦ باب ٦ ، و ١ : ٣٢٦ / ٦ باب ٣٢ ، و ١ : ٣٢٩ / ١٢ با ٣٢ ، وكتاب الغيبة / النعماني : ١٦٣ ـ ١٦٤ / ٣ و ٥ ، باب ١٠ ، و : ٢٢٨ / ٨ باب ١٣ ، وكتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ١٠٣.
٤ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ٢٤٠ / ٣٤ باب ١٣.
٥ ـ كامل الزيارات / ابن قولويه القمي : ١٩٦ / ٧ باب ٧١.
٦ ـ إثبات الوصية / المسعودي : ٢٢٦ ، وكتاب الغيبة / النعماني : ٢٣٤ / ٢٢ باب ١٣ ، و : ٢٤٠ / ٣٤ باب ١٣ ، والإرشاد ٢ : ٣٧١ و ٣٨٦.
نبي (١) بل سميي (٢) من أهل البيت (٣) ، وإنه لمهدينا (٤) ، وقائمنا (٥) ، ومعنى المهدي (٦) ، والقائم (٧).
من ولد أمي الزهراء البتول عليهاالسلام (٨) ، ومن صلب جدي الحسين عليهالسلام (٩) ، أصغرنا سناً وأخملنا شخصاً (١٠) ، وابن امة (١١).
__________________
١ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ١٧٨ ـ ١٧٩ / ٢٢ ـ ٢٤ باب ١٠ ، ودلائل الإمامة : ٢٦١.
٢ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ٢٣١ / ١٤ باب ١٣.
٣ ـ الأصول الستة عشر : ٦٣ ، وروضة الكافي ٨ : ٣٢٤ / ٥٩٧ ، ورجال الكشي : ٢١٧ / ٣٩٠ ، وتفسير فرات الكوفي : ٤٤ ، وكتاب الغيبة / النعماني : ٢٣٨ ـ ٢٣٩ / ٣٠ باب ١٣ ، وكتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ٢٨٢.
٤ ـ سنن الدار قطني ٢ : ٦٥ / ١٠ ، والتذكرة في أحوال الموتى والآخرة / القرطبي ٢ : ٧٠٣ ، وبصائر الدرجات : ٢٤ / ١٧ باب ١١ ، وإكمال الدين ٢ : ٦٥٣ / ١٨ باب ٥٧.
٥ ـ أصول الكافي ١ : ٢٣١ / ١ باب ما عند الآئمة من آيات الأنبياء عليهمالسلام من كتاب الحجة ، وعلل الشرائع : ١٦١ / ٣ باب ١٢٩ ، وكتاب الغيبة / النعماني : ٢٨٣ / ١ باب ١٥ ، و : ٣٢٠ / ١ باب ٢٢ ، ودلائل الإمامة : ٢٤١ ، وكتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ٢٨٣.
٦ ـ دلائل الإمامة : ٢٤٩ ، والخرائج والجرائح ٢ : ؛ ٨٦٢ / ٧٨ باب ٢٠.
٧ ـ علل الشرائع : ١٦٠ / ١ باب ١٢٩ ، ودلائل الإمامة : ٢٣٩.
٨ ـ عقد الدرر / المقدسي الشافعي : ١١٠ باب ٤ فصل ٣ ، وروضة الكافي ٨ : ١٧٨ / ٢٥٥ ، والإرشاد ٢ : ٣٧٠ ، وكتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ١١٤ و ٢٦٥ ، وكشف الغمة / الإربلي ٣ : ٢٤٨ ، والخرائج والجرائح ٣ : ١١٥٧باب ٢٠.
٩ ـ ألاصول الستة عشر : ٧٩ ، والإرشاد ٢ : ٣٤٧.
١٠ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ١٨٤ / ٣٥ باب ١٠ ، ودلائل الإمامة : ٢٥٨.
١١ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ١٦٣ / ٣ باب ١٠.
تخفى على الناس ولادته (١) ، وتمتحن بذلك شيعته (٢) ، ومن الناس من ينكر ولادته (٣) ، ومنهم من يقول : مات أو هلك ، في أي واد سلك! (٤) ، وإنه لمن أهل بيتي (٥) ، وهوالسابع من ولدي (٦) ، نحن الأئمة الأوصياء (٧) ، كعدّة نقباء بني إسرائيل اثني عشر أوصياء ، تسعة من ولد الحسين عليهالسلام ، تاسعهم قائمهم (٨) ، مع تفصيل اسمائهم عليهمالسلام (٩) ، ولعن أول من ظلم حقهم وآخر تابع له على ذلك (١٠) ، وإنه لابدّ من غيبته (١١) ، في سنة مئتين
__________________
١ ـ أصول الكافي ١ : ٣٤٢ / ١٦ باب في الغيبة ، من كتاب الحجة ، وإثبات الوصية : ٢٢٢ ـ ٢٢٣ وإكمال الدين ١ : ٣٢٥ / ٢ باب ٣٢ ، وكتاب الغيبة / النعماني : ١٦٧ / ٧ باب ١٠ ، و : ١٦٩ / ١٠ باب ١٠ ، و : ٢٢٨ / ٣ و ٩ باب ١٣.
٢ ـ أصول الكافي ١ : ٣٧٠ / ٥ باب التمحيص والامتحان ، من كتاب الحجة ، وكتاب الغيبة/ النعماني : ٢٠٨ ـ ٢٠٩ / ١٦ باب ١٢ ، و : ٢٥٠ / ٨ باب ١٢ ، وكتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ٢٦٠.
٣ ـ إكمال الدين ١ : ٣٢٧ / ٧ باب ٣٢.
٤ ـ إكمال الدين ١ : ٣٢٦ / ٥ باب ٣٢ ، وكتاب الغيبة / النعماني : ١٥٤ / ١٢ باب ١٠.
٥ ـ تفسير العياشي ١ : ١٠٣ / ٣٠٢ ، وكتاب الغيبة / النعماني : ٣٠٨ / ٣ باب ١٩.
٦ ـ كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر عليهمالسلام / الخزاز القمي : ٢٥٠.
٧ ـ إكمال الدين ١ : ٣٢٨ / ٨ باب ٣٢ ، والإرشاد ٢ : ٣٤٥.
٨ ـ كفاية الأثر : ٢٥٠ ، والإرشاد ٢ : ٣٤٥ ، و ٣٤٦ ، و ٣٤٧.
٩ ـ مهج الدعوات في منهج العبادات / السيد رضي الدين بن طاوس : ٣٣٤ ـ ٣٣٦ ، وجمال الإسبوع / السيد رضي الدين بن طاوس : ٤٥٤ ـ ٤٦٤.
١٠ ـ كامل الزيارات : ١٩٦ / ٧ باب ٧١.
١١ ـ أصول الكافي ١ : ٣٣٨ / ٨ باب في الغيبة ، من كتاب الحجة ، وإكمال الدين
وستين (١) استبقاءً على مهجته (٢).
لهفي عليه من شريد طريد ، وفريد وحيد ، موتور بأبيه (٣) ، ومطلوب تراثه (٤).
له غيبتان : تطول الثانية منهما (٥) ، طوبى للمنتظرين له في غيبته (٦) ، والمتأهبين لنصرته (٧) ، الذين وثقوا بأنه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد ، لطوّله الله تعالى ، حتى ترى ـ في آخر الزمان ـ طلعته (٨). بعد فتن
__________________
١ : ٣٢٩ ـ ٣٣٠ / ١٣ و ١٥ باب ٢٢ ، و ٢ : ٤٥١ / ٨ باب ٤٤ ، وعلل الشرائع ١ : ٢٤٦ / ٩ باب ١٧٩ ، وكتاب الغيبة / النعماني : ١٤٥ / ١٢ ، و : ١٥٦ / ١٧ ، و : ١٧٣ / ٨ ، و : ١٧٦ ـ ١٧٧ / ١٨ ، و ٢٠ ، و : ١٩٢ / ٤ ( كلها في الباب / ١٠ ).
١ ـ أصول الكافي ١ : ٣٤١ / ٢٢ و ٢٣ باب في الغيبة ، من كتاب الحجة.
٢ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ١٧٦ / ١٨ ، و ١٩ باب ١٠.
٣ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ١٧٨ / ٢٢ باب ١٠.
٤ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ١٧٧ / ٢٠ باب ١٠.
٥ ـ كتاب المشيخة / الحسن بن محبوب ، كما في أعلام الورى للطبرسي : ٤١٦ باب ٣ ، فصل ١ ، وكتاب الغيبة / النعماني : ١٧١ ـ ١٧٣ / ٣ و ٧ و ٨ باب ١٠.
٦ ـ الأصول الستة عشر : ٧١ ، وأصول الكافي ١ : ٣٧٢ / ٦ باب أنه من عرف إمامه لم يضرّه تقدم هذا الأمر أو تأخّر ، من كتاب الحجة ، و ٢ : ٢١ ـ ٢٣ / ١٠ و ١٣ باب دعائم الإسلام ، من كتاب الإيمان والكفر ، إكمال الدين ٢ : ٣٤٦ / ٣٢ باب ٣٣ ، وكتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ٢٠٣ ، وأمالي الشيخ الطوسي ١ : ٢٣٦ ـ ٢٣٧.
٧ ـ المحاسن / البرقي : ١٧٣ / ١٤٨ باب ٣٨ ، وروضة الكافي ٨ : ٦٧ ـ ٦٨ / ٣٧ ، وإكمال الدين٢ : ٦٤٤ / ٢ باب ٥٥.
٨ ـ السنن الواردة في الفتن / أبو عمرو الداني : ١٦١ ـ ١٦٢ ، وعقد الدرر / المقدسي
وعلامات كثيرة ، ككسوف الشمس وخسوف القمر (١) ، وخسف بالبيداء (٢) ، والصيحة في شهر رمضان (٣) وفتنة السفياني (٤) ، وقتل النفس الزكيّة (٥) ، وخروج الدجال (٦) ، ومدد المشرق المُوَطِئ لدولته (٧) ، وهتاف السماء : أن الحق مع آل محمد صلىاللهعليهوآله (٨) ، وندائها باسم المهدي واسم أبيه (٩) ، وحتى يسمعه أهل المشرق والمغرب (١٠).
__________________
الشافعي : ٦١ باب ٤ فصل ١ ، والحاوي للفتاوى / السيوطي ٢ : ٨١ ، والبرهان في علامات مهدي آخر الزمان / المتقي الهندي : ١٠٤ / ٧ باب ٤ فصل ١.
١ ـ روضة الكافي ٨ : ١٧٩ ـ ١٨٠ / ٢٥٨ ، وإكمال الدين ٢ : ٦٥٥ / ٢٥ باب ٧٥ ، وكتاب الغيبة / النعماني : ٢٧١ / ٤٥ و ٤٦ باب ١٤ ، والإرشاد ٢ : ٣٧٤.
٢ ـ كتاب الفتن / نعيم بن حماد : ٩٠ و ٩٥ ، وعقد الدرر : ٨٤ باب ٤ فصل ٢ ، والإرشاد ٢ : ٣٧٢.
٣ ـ كتاب الغبية / النعماني : ٢٥٣ / ١٣ باب ١٤.
٤ ـ الإرشاد ٢ : ٣٧١ و ٣٧٣ و ٣٧٤.
٥ ـ اكمال الدين ٢ : ٦٥٢ / ١٤ باب ٥٧ ، والإرشاد ٢ : ٣٧١ و ٣٧٤ ، وكتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ٢٦٦ ـ ٢٦٧ ، وكشف الغمّة ٣ : ٢٤٩ ، والخرائج الجرائح : ٢٨٦ ، وإعلام الورى : ١٢٦ باب ٤ فصل ١.
٦ ـ بصائر الدرجات : ١٤١ / ٧ باب ١١.
٧ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ٢٥٣ / ١٣ باب ١٤.
٨ ـ كتاب الفتن / ابن حماد ٩٢ ، والحاوي للفتاوى ٢ : ٧٥ ، والإرشاد ٢ : ٣٧١ ، و ٣٧٢.
٩ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ٢٤٦ / ٢٧ باب ١٤ ، و : ٢٧٩ / ٦٥ باب ١٤ ، والخرائج والجرائح ٣ : ١١٦٠ باب ٢٠ ، وكتاب الغيبة للسيد على بن عبد الحميد على ما في بحار الأنوار / العلامة المجلسي ٥٢ : ٣٠٥ / ٧٨ باب ٥٦.
١٠ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ٢٥٧ / ١٤ باب ١٤.
وهكذا الى أن يَمُنَّ الله تعالى بظهوره ، وتكون في البيت العتيق ـ بين الركن والمقام ـ بيعته (١) ، وسيخطب في كعبته (٢). معه عدّة أهل بدر من أصحابه (٣) ما اجلّ صفاتهم (٤) ، وأعظم شجاعتهم (٥).
عنده عصا موسى لتلقف ما يأفكون (٦) ، وحجره المبارك الميمون (٧) ، وخاتم سليمان (٨) ، وسلاح النبي صلىاللهعليهوآله ورايته (٩) ، وعهده (١٠) ، ومواريثه (١١) ، وكتب سيد الأوصياء أمير المؤمنين عليهالسلام (١٢).
__________________
١ ـ الاصول الستة عشر : ٧٩ ، وكتاب الغيبة / النعماني : ٢٦٢ / ٢٢ باب ١٤ ، وكتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ٢٨٤.
٢ ـ كتاب الفتن /ابن حماد : ٩٥ ، وعقد الدرر : ١٤٥ باب ٧.
٣ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ٣١٥ / ٨ و ٩ باب ٢٠.
٤ ـ إكمال الدين ٢ : ٦٧٣ / ٢٥ باب ٥٨.
٥ ـ حلية الأولياء / أبو نعيم الاصبهاني ٣ : ١٨٤ ، وينابيع المودّة / القندوزي : ٤٤٨ باب ٧٩.
٦ ـ بصائر الدرجات : ١٨٣ ـ ١٨٤ / ٣٦ باب ٤ ، وأصول الكافي ١ : ٢٣١ / ١ باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء عليهمالسلام من كتاب الحجة ، وإكمال الدين ٢ : ٦٧٣ ـ ٦٧٤ / ٢٧ باب ٥٨ ، والاختصاص : ٢٦٩.
٧ ـ بصائرالدرجات : ١٨٨ / ٥٤ باب ٤ ، و أصول الكافي ١ : ٢٣١ / ٣ من الباب السابق وإكمال الدين ٢ : ٦٧٠ / ١٧ باب ٥٨.
٨ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ٢٣٨ / ٢٨ باب ١٣.
٩ ـ الأصول الستة عشر : ٧٩.
١٠ ـ كتاب الغيبة للسيد علي بن عبد الحميد على ما في البحار ٥٢ : ٣٠٥ / ٧٨ باب ٢٦.
١١ ـ الأصول الستة عشر : ٧٩.
١٢ ـ بصائر الدرجات : ١٦٢/ ٢ باب ١.