السيد جعفر مرتضى العاملي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-176-9
ISBN الدورة:
الصفحات: ٣٦٧
وعلمه رسول الله «صلى الله عليه وآله» بلالا وأمره به.
وبالنسبة لما جرى بالمدينة ؛ فلعل الأقرب هو الرواية التي تقول : إنه حين قدم المسلمون المدينة ، كانوا يجتمعون يتحينون الصلاة ، وليس ينادى بها ، وكلموه يوما في ذلك ، فقال بعضهم لبعض : اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى ، وقال بعضهم : بوقا مثل بوق اليهود ، فقال عمر «رض» : ألا تبعثوا رجالا ينادون بالصلاة.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «قم يا بلال فأذن» (١).
فهذه الرواية الأخيرة تفيد : أن المسلمين هم الذين اختلفوا فيما بينهم ، واقترحوا بعض الوسائل على بعضهم البعض ؛ فحسم «صلى الله عليه وآله» النزاع بأمره بلالا بالأذان ، فيظهر منه أن الأذان كان قد شرع قبل ذلك ، حين الإسراء مثلا ، ولكن هؤلاء المسلمين إما لم يطّلعوا على ذلك ، لأنهم أسلموا حديثا ، أو أنهم أو بعضهم قد عرفوا بالأمر لكن لم يعجبهم ذلك ، فأحبوا التغيير.
هذا .. وقد بحث الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين «رحمه الله» هذا الموضوع ؛ فليراجعه من أراد (٢).
حي على خير العمل في الأذان :
ومن الأمور التي وقع الخلاف فيها بين المسلمين ، بين مثبت وناف ، هو قول : «حي على خير العمل» في الأذان مرتين ، بعد قول : «حي على الفلاح».
__________________
(١) سنن الدار قطني ج ١ ص ٢٣٧.
(٢) النص والإجتهاد ص ١٩٧ ـ ٢٠٥.
فذهبت طائفة تبعا لأئمتهم إلى أن هذه الفقرة «حي على خير العمل» لا يصح ذكرها في الأذان ، وهؤلاء هم جمهور أهل السنة والجماعة ، وعبر بعضهم بلفظ : يكره ، معللا ذلك بأنه لم يثبت ذلك عن النبي ، والزيادة في الأذان مكروهة (١).
وقال القاسم بن محمد بن علي نقلا عن توضيح المسائل لعماد الدين يحيى بن محمد بن حسن بن حميد المقري : «قد ذكر الروياني : أن للشافعي قولا مشهورا بالقول به.
وقد قال كثير من علماء المالكية وغيرهم من الحنفية والشافعية : أنه كان حي على خير العمل من ألفاظ الأذان.
قال الزركشي في كتابه المسمى بالبحر ما لفظه : ومنها ما الخلاف فيه موجود في المدينة كوجوده في غيرها ، وكان ابن عمر ، وهو عميد أهل المدينة ، يرى إفراد الأذان ، ويقول فيه : «حي على خير العمل» إلى أن قال المقري : «فصح ما رواه الروياني : أن للشافعي قولا مشهورا في إثبات حي على خير العمل» (٢).
وذهب أهل البيت وشيعتهم إلى أن هذه الفقرة جزء من الأذان والإقامة ، لا يصحان بدونها ، وهذا الحكم إجماعي عندهم (٣) ونسبه الشوكاني إلى «العترة» (٤) وقال : «نسبه المهدي في البحر إلى أحد قولي
__________________
(١) سنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٥ ، والبحر الرائق ج ١ ص ٢٧٥ عن شرح المهذب.
(٢) الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٠٧.
(٣) الانتصار للسيد المرتضى ص ٣٩.
(٤) نيل الأوطار ج ٢ ص ١٨.
الشافعي» (١).
قال الشوكاني : «وهو خلاف ما في كتب الشافعية» (٢).
ويستدل شيعة أهل البيت على أن كلمة : حي على خير العمل ثابتة في الأذان بالإجماع ، وبالروايات الكثيرة والمتواترة عن أهل بيت النبوة «عليهم السلام» في ذلك ، كرواية أبي الربيع ، وزرارة ، والفضيل بن يسار ، ومحمد بن مهران عن أبي جعفر «عليه السلام».
ورواية فقه الرضا عن الرضا «عليه السلام».
ورواية ابن سنان ، ومعلى بن خنيس ، وأبي بكر الحضرمي ، وكليب الأسدي عن أبي عبد الله «عليه السلام».
ورواية أبي بصير عن أحدهما.
ورواية محمد بن أبي عمير عن أبي الحسن.
ورواية علي ، ومحمد بن الحنفية عن النبي «صلى الله عليه وآله».
ورواية عكرمة عن ابن عباس (٣).
ونحن إزاء هذا الاختلاف ؛ لا نجد مناصا من الأخذ بمذهب أهل البيت «عليهم السلام» وشيعتهم ، ولا نستند في ذلك فقط إلى الإجماع المذكور ، ولا إلى خصوص ما ورد عن أهل البيت الذين هم أحد الثقلين ،
__________________
(١) نيل الأوطار ج ٢ ص ١٨ و ١٩ ، والبحر الزخار ج ٢ ص ١٩١ وفيه : أخير بدل أحد ، وكذا في الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٠٧ و ٣٠٨.
(٢) نيل الأوطار ج ٢ ص ١٩.
(٣) راجع : الوسائل وجامع أحاديث الشيعة والبحار ، ومستدرك الوسائل أبواب الأذان.
والذين أذهب الله عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا.
وإنما إلى العديد من الأدلة والشواهد الأخرى التي نجدها عند غيرهم أيضا.
فقد روي ذلك ـ وبعضه بالأسانيد الصحيحة ـ عن كل من :
١ ـ عبدالله بن عمر.
٢ ـ الإمام علي بن الحسين ، زين العابدين «عليه السلام».
٣ ـ سهل بن حنيف.
٤ ـ بلال.
٥ ـ علي أمير المؤمنين «عليه السلام».
٦ ـ أبي محذورة.
٧ ـ ابن أبي محذورة.
٨ ـ زيد بن أرقم.
٩ ـ الباقر «عليه السلام».
١٠ ـ الصادق «عليه السلام».
١١ ـ الإمام الحسن بن علي «عليه السلام».
١٢ ـ الإمام الحسين «عليه السلام».
وغيرهم كثير.
فأما ما روي عن عبدالله بن عمر ، فقد رواه :
١ ـ مالك بن أنس ، عن نافع ، قال : كان ابن عمر أحيانا إذا قال : حي
على الفلاح ، قال على إثرها : حي على خير العمل (١).
٢ ـ عن الليث بن سعد ، عن نافع قال : كان ابن عمر لا يؤذن في سفره ، وكان يقول : حي على الفلاح ، وأحيانا يقول : حي على خير العمل (٢).
٣ ـ وعن الليث بن سعد عن نافع ، قال : كان ابن عمر ربما زاد في أذانه :
حي على خير العمل.
ورواه أنس بن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر (٣).
ورواه أيضا : عطاء ، عن ابن عمر (٤).
٤ ـ عن محمد بن سيرين عن ابن عمر : أنه كان يقول ذلك في أذانه (٥).
٥ ـ وكذلك رواه نسير بن ذعلوق ، عن ابن عمر ، وقال : في السفر (٦).
٦ ـ عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن نافع ، عن ابن عمر : أنه كان يقيم الصلاة في السفر ، يقولها مرتين أو ثلاثا ، يقول : حي على الصلاة ، حي على
__________________
(١) سنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٤ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٢٩٧ و ٣٠٨ و ٣١٢.
(٢) سنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٤ ، وراجع : نيل الأوطار ج ٢ ص ١٩.
(٣) راجع : سنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٤ ، وراجع : دلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي للعرفي ص ٣٨ عن شرح التجريد. وقد رواه ابن أبي شيبة ونقله في الشفاء كما ورد في جواهر الأخبار والآثار المستخرجة من لجة البحر الزخار للصعدي ج ٢ ص ١٩٢ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٠٨.
(٤) الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٢٩٩ وراجع ص ٣١٠.
(٥) سنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٥ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٠٨ عنه.
(٦) المصدران السابقان.
الصلاة ، حي على خير العمل (١).
٧ ـ عبد الرزاق ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن رجل : أن ابن عمر كان إذا قال في الأذان : حي على الفلاح ، قال : حي على خير العمل ، ثم يقول : الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله (٢).
ورواه ابن أبي شيبة (٣) من طريق ابن عجلان ، وعبيد الله ، عن نافع ؛ عن ابن عمر.
٨ ـ عن زيد بن محمد ، عن نافع ؛ أن ابن عمر كان إذا أذن قال : حي على خير العمل (٤).
وذكر صاحب الاعتصام رواية ابن عون عن نافع ، وابن جريج عن نافع ، وعثمان بن مقسم عن نافع ، وعبد الله بن عمر عن نافع ، وجويرية بن أسماء عن نافع (٥) فراجع.
ونقل رواية ذلك عن ابن عمر الحلبي الشافعي وغيره أيضا ، فراجع (٦).
وقال ابن حزم : «ولقد كان يلزم يقول بمثل هذا عن الصاحب ؛ مثل
__________________
(١) مصنف عبد الرزاق ج ١ ص ٤٦٤.
(٢) سنن البيهقي ج ١ ص ٤٦٥ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٢٩٩.
(٣) عن مصنف ابن أبي شيبة ج ١ ص ١٤٥ ، وهامش مصنف عبد الرزاق ج ١ ص ٤٦٠ عنه ، وراجع : الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٢٩٦.
(٤) الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٢٩٥.
(٥) الإعتصام ج ١ ص ٢٩٦ ـ ٢٩٩.
(٦) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٩٨ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣١١ و ٣١٢ عن ابن حزم في كتاب الإجماع.
هذا لا يقال بالرأي : أن يأخذ بقول ابن عمر هذا ؛ فهو عنه ثابت بأصح إسناد» (١).
وأما ما ورد عن علي بن الحسين «عليه السلام» :
٩ ـ فعن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن علي بن الحسين كان يقول في أذانه ، إذا قال : حي على الفلاح ، قال : حي على خير العمل ، ويقول : هو الأذان الأول (٢).
وليس يجوز أن يحمل قوله هو الأذان الأول إلا على أنه أذان رسول الله «صلى الله عليه وآله» (٣).
١٠ ـ ونقل ذلك عن علي بن الحسين ، الحلبي الشافعي ، وابن حزم الظاهري وغيرهما كما سيأتي.
وأما سهل بن حنيف فقد :
١١ ـ روى البيهقي : أن ذكر حي على خير العمل في الأذان قد روي عن أبي أمامة : سهل بن حنيف (٤).
١٢ ـ ونقل ابن الوزير ، عن المحب الطبري الشافعي في كتابه إحكام
__________________
(١) المحلى ج ٣ ص ١٦٠ و ١٦١.
(٢) سنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٥ ، ودلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي ص ٣٨ عن مصنف ابن أبي شيبة ؛ وجواهر الأخبار والآثار ج ٢ ص ١٩٢ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٢٩٩ و ٣٠٨ و ٣١٠ ، ونيل الأوطار ج ٢ ص ١٩ ، وراجع : كتاب العلوم ج ١ ص ٩٢.
(٣) دلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي ص ٣٨.
(٤) سنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٥.
الأحكام ، ما لفظه : «ذكر الحيعلة ، بحي على خير العمل ، عن صدقة بن يسار ، عن أبي أمامة سهل بن حنيف : أنه كان إذا أذن قال : حي على خير العمل. أخرجه سعيد بن منصور» (١).
وعن بلال أيضا :
١٣ ـ عن عبدالله بن محمد بن عمار ، عن عمار وعمر ابني حفص بن عمر ، عن آبائهم ، عن أجدادهم ، عن بلال : أنه كان ينادي بالصبح ، ويقول : حي على خير العمل ، فأمره النبي «صلى الله عليه وآله» أن يجعل مكانها : الصلاة خير من النوم ، وترك حي على خير العمل (٢).
أما ذيل الرواية فالظاهر أنه من زيادات الرواة ؛ لأن عبارة : «الصلاة خير من النوم» قد أضيفت إلى الأذان بعد زمان النبي «صلى الله عليه وآله» ، وبالذات من قبل عمر بن الخطاب ، كما صرحت به العديد من الروايات (٣).
__________________
(١) دلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي ص ٣٨. وراجع : الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٠٩ ، وراجع : ص ٣١١.
(٢) مجمع الزوائد ج ١ ص ٣٣٠ عن الطبراني في الكبير ، ومصنف عبد الرزاق ج ١ ص ٤٦٠ ، وسنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٥ ، وكنز العمال ج ٤ رقم ٥٥٠٤ ، ومنتخب الكنز هامش المسند ج ٣ ص ٢٧٦ عن أبي الشيخ في كتاب الأذان ، ودلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ٩٩.
(٣) راجع : موطأ مالك ج ١ ص ٩٣ ، وسنن الدارقطني ، ومصنف عبد الرزاق ج ١ رقم ١٨٢٧ و ١٨٢٩ و ١٨٣٢ ص ٤٧٤ و ٤٧٥ ، وكنز العمال ج ٤ رقم ٥٥٦٧ و ٥٥٦٨ ، ومنتخبه هامش المسند ج ٣ ص ٢٧٨ ، وفيه : أنه قال إنها بدعة ، والترمذي وأبي داود ، وغير ذلك.
١٤ ـ كان بلال يؤذن بالصبح ، فيقول : حي على خير العمل (١). يضاف إلى كل ذلك :
١٥ ـ قول القوشجي وغيره : إن عمر خطب الناس ، وقال : أيها الناس ، ثلاث كن على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، أنا أنهى عنهن ، وأحرمهن ، وأعاقب عليهن ، وهي : متعة النساء ، ومتعة الحج ، وحي على خير العمل (٢).
وقد اعتذر القوشجي متكلم الأشاعرة عن ذلك بقوله : «إن مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع» (٣).
وهذا اعتذار غير وجيه ، فإن النبي «صلى الله عليه وآله» لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، كما صرحت به الآيات.
ووجه العذر الحق عنه هو : أن الخليفة الثاني قد رأى ـ في نظره ـ : أن الناس إذا سمعوا : أن الصلاة هي خير العمل ، فإنهم سوف يتكلون على الصلاة ويتركون الجهاد ، كما سيصرح به الخليفة نفسه فيما يأتي.
__________________
(١) منتخب كنز العمال هامش المسند ج ٣ ص ٢٧٦ ، ودلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ٩٩ عن كنز العمال ج ٤ ص ٢٦٦.
(٢) شرح التجريد للقوشجي مبحث الإمامة ص ٤٨٤ ، وكنز العرفان ج ٢ ص ١٥٨ عن الطبري في المستنير ، والغدير ج ٦ ص ٢١٣ وقال : أخرجه الطبري في المستبين عن عمر ، وحكاه عن الطبري الشيخ علي البياضي في كتابه : الصراط المستقيم وجواهر الأخبار والآثار ج ٢ ص ١٩٢ عن التفتازاني في حاشيته على شرح العضد.
(٣) شرح التجريد للقوشجي ص ٤٨٤.
ومعنى ذلك هو : أن هذا كان منه نهيا مصلحيا وقتيا ، ولم يكن نهيا تشريعيا تحريميا ، حيث إنه كان يعلم : أنه ليس له حق التشريع.
١٦ ـ وقال الحلبي : «ونقل عن ابن عمر ، وعن علي بن الحسين «رض» : أنهما كانا يقولان في أذانيهما ، بعد حي على الفلاح : حي على خير العمل» (١).
١٧ ـ وقال علاء الدين الحنفي ، في كتاب التلويح في شرح الجامع الصحيح : «وأما حي على خير العمل ، فذكر ابن حزم : أنه صح عن ابن عمر ، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف (٢) : أنهم كانوا يقولون في أذانهم : حي على خير العمل» (٣).
وأضاف صاحب التلويح على هذا قوله : «وكان علي بن الحسين يفعله» (٤).
١٨ ـ وقال السيد المرتضى : «وقد روت العامة : أن ذلك مما كان يقال في بعض أيام النبي «صلى الله عليه وآله» ، وإنما ادعي : أن ذلك نسخ ورفع ، وعلى من ادعى النسخ الدلالة ، وما يجدها» (٥).
__________________
(١) السيرة الحلبية ط سنة ١٣٨٢ ، باب الأذان ج ٢ ص ٩٨.
(٢) كذا في الأصل والصحيح : أبو أمامة ، سهل بن حنيف.
(٣) المحلى ج ٣ ص ١٦٠ ، وراجع : دلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي للعرفي ص ٣٨ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣١١.
(٤) دلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي للعرفي ص ٣٨ والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣١١.
(٥) الانتصار ص ٣٩.
١٩ ـ وعن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن حماد ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي «صلى الله عليه وآله» في حديث المعراج ، قال : ثم قام جبرائيل فوضع سبابته اليمنى في أذنه ، فأذن مثنى مثنى يقول في آخرها : حي على خير العمل ، مثنى مثنى (١).
٢٠ ـ وكان ابن النباح يقول في أذانه : حي على خير العمل (٢).
وقال القاسم بن محمد : «ذكر في كتاب السنام ما لفظه : الصحيح أن الأذان شرع بحي على خير العمل ؛ لأنه اتفق على الأذان به يوم الخندق ؛ ولأنه دعاء إلى الصلاة ، وقد قال «صلى الله عليه وآله» : خير أعمالكم الصلاة ، وقد اتفق أيضا على أن ابن عمر والحسن والحسين «عليهما السلام» وبلالا ، وجماعة من الصحابة ، أذنوا به» حكاه في شرح الموطأ وغيره من كتبهم.
قال صاحب فتوح مكة وهو من مشايخ الصوفية : «أجمع أهل المذاهب على التعصب في ترك الأذان بحي على خير العمل ، إنتهى إلى قوله : وقد ذكر السيد العلامة عز الدين أبو إبراهيم ، محمد بن إبراهيم ما لفظه : «بحثت عن هذين الإسنادين في حي على خير العمل ، فوجدتهما صحيحين إلى ابن عمر ، وإلى زين العابدين» (٣).
وروى الإمام السروجي في شرح الهداية للحنفية ؛ أحاديث حي على
__________________
(١) سعد السعود ص ١٠٠ ، والبحار ج ٤ ص ١٠٧ ، وجامع أحاديث الشيعة ج ٢ ص ٢٢١.
(٢) راجع : الوسائل ، وجامع أحاديث الشيعة ، وقاموس الرجال.
(٣) الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣١٠ ، وراجع ص ٣١٢.
خير العمل بطرق كثيرة (١).
٢١ ـ روي عن علي «عليه السلام» ، أنه قال : سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول : إعلموا : أن خير أعمالكم الصلاة ، وأمر بلالا أن يؤذن : حي على خير العمل ، حكاه في الشفاء (٢).
٢٢ ـ روى محمد بن منصور في كتابه الجامع ، بإسناده عن رجال مرضيين ، عن أبي محذورة ، أحد مؤذني رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، أنه قال : أمرني رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن أقول في الأذان : حي على خير العمل (٣).
٢٣ ـ روى عن محمد بن منصور : أن «أبا» القاسم «عليه السلام» أمره أن يؤذن ، ويذكر ذلك (يعني : حي على خير العمل) في أذانه قال : إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أمر به ، هكذا في الشفاء (٤).
٢٤ ـ عن أبي بكر أحمد بن محمد السري : أنه سمع موسى بن هارون ، عن الحماني ، عن أبي بكر بن عياش ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي محذورة ، قال : كنت غلاما ، فقال لي النبي «صلى الله عليه وآله» : اجعل في
__________________
(١) المصدر السابق ج ١ ص ٣١١.
(٢) جواهر الأخبار والآثار المستخرجة من لجة البحر الزخار ج ٢ ص ١٩١ ، والإمام الصادق «عليه السلام» والمذاهب الأربعة ج ٥ ص ٢٨٤ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٠٩.
(٣) البحر الزخار ج ٢ ص ١٩٢ ، وجواهر الأخبار والآثار هامش نفس الصفحة ، وكتاب العلوم ج ١ ص ٩٢.
(٤) جواهر الأخبار والآثار ج ٢ ص ١٩١.
آخر أذانك : حي على خير العمل (١).
٢٥ ـ وفي الشفاء ، عن هذيل بن بلال المدائني ، قال : سمعت ابن أبي محذورة يقول : حي على الفلاح ، حي على خير العمل (٢).
٢٦ ـ عن زيد بن أرقم : أنه أذن في حي على خير العمل (٣).
٢٧ ـ وقال الشوكاني نقلا عن كتاب الأحكام : وقد صح لنا : أن حي على خير العمل كانت على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله» يؤذن بها ، ولم تطرح إلا في زمن عمر (٤).
٢٨ ـ وهكذا قال الحسن بن يحيى ، روى ذلك عنه في جامع آل محمد (٥).
وبه قال محمد : سألت أحمد بن عيسى ، قلت : تقول إذا أذنت : حي على خير العمل ، حي على خير العمل؟!
قال : نعم.
قلت : في الأذان والإقامة؟
قال : نعم ، ولكني أخفيها.
وبه قال : حدثني محمد بن جميل ، عن نصر بن مزاحم ، عن أبي الجارود ، وعن أبي جعفر : أنه كان يقول : حي على خير العمل ، في الأذان والإقامة.
__________________
(١) ميزان الإعتدال للذهبي ج ١ ص ١٣٩ ، ولسان الميزان للعسقلاني ج ١ ص ٢٦٨.
(٢) المصدران السابقان ص ١٩٢ ، وجواهر الأخبار والبحر الزخار.
(٣) الإمام الصادق «عليه السلام» والمذاهب الأربعة ج ٥ ص ٢٨٣. وراجع : نيل الأوطار ج ٢ ص ١٩ عن المحب الطبري في أحكامه.
(٤) نيل الأوطار ج ٢ ص ١٩.
(٥) المصدر السابق.
وعن أبي الجارود ، عن حسان ، قال : أذنت ليحيى بن زيد بخراسان ، فأمرني أن أقول : حي على خير العمل ، حي على خير العمل (١).
٢٩ ـ روينا عن علي بن الحسين «عليه السلام» : أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» كان إذا سمع المؤذن قال كما يقول ، فإذا قال : حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على خير العمل ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله الخ .. (٢).
٣٠ ـ عن محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين «عليهما السلام» : أنه كان إذا قال : حي على الفلاح ، قال : حي على خير العمل (٣).
٣١ ـ قال الزركشي في البحر المحيط : ومنها ما الخلاف فيه موجود ، كوجوده في غيرها ، وكان ابن عمر ، وهو عميد أهل المدينة ، يرى إفراد الأذان والقول فيه : حي على خير العمل (٤).
٣٢ ـ وفي كتاب السنام ما لفظه : الصحيح أن الأذان شرع بحي على خير العمل (٥).
٣٣ ـ وروي عن علي «عليه السلام» ، أنه كان يقول : حي على خير العمل ، وبه أخذت الشيعة (٦).
__________________
(١) كتاب العلوم المعروف بأمالي أحمد بن عيسى ج ١ ص ٩٢.
(٢) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٥ ، والبحار ج ٨٤ ص ١٧٩ عنه.
(٣) جواهر الأخبار والآثار للصعدي ج ٢ ص ١٩٢.
(٤) الروض النضير ج ١ ص ٥٤٢. والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٥٧.
(٥) نفس المصدر.
(٦) الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٠٨.
٣٤ ـ وفي الروض النضير : وقد قال كثير من علماء المالكية ، وغيرهم من الحنفية والشافعية : أنه كان «حي على خير العمل» من ألفاظ الأذان (١).
إشكالات غير واردة :
١ ـ وأما دعوى : أن عدم ورود ذلك في الصحيحين وغيرهما من دواوين الحديث يدل على عدم اعتباره في الأذان ، وحتى لو صح ما روي من أنه الأذان الأول ، فهو منسوخ بأحاديث الأذان لعدم ذكره منها (٢) ، فلا تصح :
أولا : لأن الصحيحين لم يجمعا جميع الأحاديث التي تدل على الأحكام.
ثانيا : لو كان منسوخا لعلم بذلك ابن عمر ، وزين العابدين ، وزيد بن أرقم ، وغيرهم ، فلماذا استمروا على ذلك حتى بعد وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟.
ثالثا : قد صرحت بعض الروايات التي ذكرناها في هذا البحث ، أن أول من ألغى هذه العبارة من الأذان هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب لمصلحة تخيل أنها تقتضي ذلك ، فبعد انتفاء تلك المصلحة ـ لو سلم صحة الاستناد إليها والاعتماد عليها ـ لا يبقى مبرر للاستمرار على ترك ما شرعه رسول الله «صلى الله عليه وآله» قبل ذلك.
ولعل التزام عدد من الصحابة والتابعين وغيرهم وأهل البيت
__________________
(١) الروض النضير ج ١ ص ٥٤٢.
(٢) راجع : نيل الأوطار ج ٢ ص ١٩.
وشيعتهم بهذه الفقرة ، يشير إلى أنهم لم يوافقوا عمر على ما ذهب إليه من الاجتهاد ولم يقبلوه منه.
٢ ـ وبعد هذا ، فلا يصح قول البعض : إن ذلك مكروه ؛ لأنه لم يثبت عن النبي (١).
فقد عرفت أنه قد وردت الروايات الصحيحة عمن ذكرنا ، أنهم كانوا يقولونها ، وأنه مذهب أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، الذين هم أحد الثقلين.
وقد بقي قول حي على خير العمل شعار العلويين ، وأهل البيت وشيعتهم على مدى الأعصار ، حتى إن ابتداء ثورة الحسين بن علي صاحب فخ ، كان لأجل ذلك ، ولتلاحظ النصوص التالية :
حي على خير العمل موقف وشعار :
أ ـ صعد عبد الله بن الحسن الأفطس المنارة التي عند رأس النبي «صلى الله عليه وآله» ، عند موضع الجنائز ، فقال للمؤذن :
«أذن بحي على خير العمل ، فلما نظر إلى السيف بيده أذن بها ، وسمع العمري (يعني والي المدينة من قبل المنصور) فأحس بالشر ، ودهش ، وصاح : أغلقوا البغلة ـ الباب ـ وأطعموني حبتي ـ ماء» (٢).
__________________
(١) البحر الرائق ج ١ ص ٢٧٥ عن شرح المهذب ، وسنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٥.
(٢) مقاتل الطالبيين ص ٤٤٦.
ب ـ وذكر التنوخي : أن أبا الفرج أخبره : أنه سمعهم في زمانه يقولون في أذانهم بالقطيعة : حي على خير العمل (١).
ج ـ وقال ابن كثير في حوادث سنة ٤٤٣ عن الروافض : «وأذنوا بحي على خير العمل» (٢).
د ـ وقال الحلبي : «وذكر بعضهم : أن في دولة بني بويه كانت الرافضة تقول ، بعد الحيعلتين : حي على خير العمل ، فلما كانت السلجوقية ، منعوا المؤذنين من ذلك ، وأمروا أن يقولوا في أذان الصبح بدل ذلك : الصلاة خير من النوم ، مرتين ، وذلك في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة» (٣).
ه ـ وتحدث ابن فرحون : أنه كان ثمة مقصورة قد زيدت على الحجرة النبوية الشريفة ، عملت وقاية من الشمس إذا غربت قال : «وكانت بدعة وضلالة تصلي فيها الشيعة» ..
إلى أن قال : «ولقد كنت أسمع بعض من يقف على بابها ، ويؤذن بأعلى صوته : حي على خير العمل ، وكانت مواطن تدريسهم ، وخلوة علمائهم ، حتى قيض الله لها من سعى فيها ، فأصبحت ليلة منخلعة أبوابها الخ ..» (٤).
و ـ وقال ابن قاسم النويري الإسكندراني : «فحين وصل المعز إلى مصر ، أمر بأن يؤذن على جامع عمرو بن العاص ، وجامع ابن طولون بحي
__________________
(١) نشوار المحاضرات ج ٢ ص ١٣٣.
(٢) راجع : البداية والنهاية ج ١٢ ص ٦٣.
(٣) السيرة الحلبية ط سنة ١٣٨٢ باب الأذان ج ٢ ص ١٠٥ ، وراجع : البداية والنهاية ج ١٢ ص ٦٨ ، حوادث سنة ٤٤٨ ه.
(٤) وفاء الوفاء ج ٢ ص ٦١٢.
على خير العمل ؛ فاستدام ذلك في الأذان ، إلى حين انقضاء دولة العبيديين في سنة سبع وستين وخمسمائة ، فانقرض حينئذ ذكر حي على خير العمل بانقراض دولتهم. أبطل ذلك السلطان صلاح الدين يوسف بن نجم الدين أيوب» (١).
ز ـ وفي سنة ٣٥٠ ه أعلن المؤذنون بحي على خير العمل بأمر جعفر بن فلاح نائب دمشق للمعز (٢) ، وفي نفس السنة أيضا قدم البساسيري إلى بغداد ، وزيد في الأذان حي على خير العمل (٣).
ح ـ وقال : «إن العبيديين الزاعمين أنهم فاطميون ، كانوا شيعة ، يقولون في أذانهم بعد الحيعلتين : حي على خير العمل ، يقولونها مرتين كما تقولها الزيدية في أذانهم بمكة والمدينة في غير أيام الحج ، وكذلك بصعدة أيضا وغيرها من أرض اليمن» (٤).
ط ـ وقال ابن كثير ، وهو يتحدث عن شروط الشيعة على والي حلب لإعانتهم إياه على صلاح الدين :
«إن الروافض شرطوا عليه إعادة حي على خير العمل في الأذان ، وأن ينادى في جميع الجوامع والأسواق ، ويستخلص لهم الجامع وحدهم ،
__________________
(١) الإلمام بالإعلام فيما جرت به الأحكام ج ٤ ص ٢٤ وراجع : تاريخ الإسلام للذهبي حوادث سنة ٣٨١ ه. ص ٣٢ ، وتاريخ الخلفاء ص ٤٠٢.
(٢) تاريخ الإسلام حوادث سنة ٣٥٠ ص ٤٨ ، والبداية والنهاية ج ١١ ص ٢٧٠ وراجع : تاريخ ابن الوردي ج ١ ص ٤٠٨ ومآثر الإنافة ج ١ ص ٣٠٧.
(٣) تاريخ الخلفاء ص ٤١٨.
(٤) الإلمام ج ٤ ص ٣٢ ، وليراجع ص ٤٠ و ٤١ منه.
وينادى بأسامي الأئمة الاثني عشر سلام الله عليهم ، ويكبر على الجنائز خمس تكبيرات ، وأن يفوض أمر العقود والأنكحة إلى الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني ، مقتدى شيعة حلب ، فقبل الوالي ذلك كله» (١).
سبب حذف هذه العبارة :
وأما لما ذا حذفت هذه العبارة من الأذان؟! فقد صرح الخليفة الثاني نفسه بسر ذلك ، فقد قال ابن شاذان ، مخاطبا أهل السنة والجماعة :
٣٥ ـ «ورويتم عن أبي يوسف القاضي ، رواه محمد بن الحسن ، وأصحابه ، وعن أبي حنيفة ، قالوا : كان الأذان على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وعلى عهد أبي بكر ، وصدرا من خلافة عمر ينادى فيه : حي على خير العمل.
فقال عمر بن الخطاب : إني أخاف أن يتكل الناس على الصلاة ، إذا قيل : حي على خير العمل ، ويدعوا الجهاد ، فأمر أن يطرح من الأذان : حي على خير العمل» (٢).
وروي مثل ذلك عن :
٣٦ ـ أبي عبد الله الصادق.
٣٧ ـ وأبي جعفر الباقر.
__________________
(١) الكنى والألقاب ج ٢ ص ١٨٩ والبداية والنهاية ج ١٢ ص ٢٨٩.
(٢) الإيضاح لابن شاذان ص ٢٠١ و ٢٠٢ ، وراجع : الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٢٩٦ و ٢٩٩ و ٣٠٤ و ٣٠٥ و ٣٠٦ و ٣٠٧ ، وكتاب العلوم ج ١ ص ٩٢.
٣٨ ـ وابن عباس (١).
كلمة حول هذا الرأي :
ونحن وإن كنا نرى : أن أمر الجهاد في زمن الرسول «صلى الله عليه وآله» كان أعظم وأشد ، والناس إليه أحوج منهم على عهد عمر ، ولم يحذف النبي «صلى الله عليه وآله» هذه العبارة من الأذان مما يعني : أننا نستطيع أن نجزم بأن اجتهاد الخليفة الثاني لم يكن على درجة مقبولة من القوة والكفاية ، حيث لم تلحظ فيه جميع جوانب وخلفيات هذه القضية بالشكل الكافي والمقبول.
إلا أن تعليل عمر الآنف الذكر ، يدل على أن ترك هذه الفقرة من الأذان إنما كان لأسباب وقتية وآنية اقتضت ذلك بنظره ، وربما لم يكن يفكر في استبعاد هذه الفقرة من الأذان إلى الا بد ، وإنما فقط إلى فترة محدودة ، رآها تتطلب هذا الإجراء.
وإذا كان ذلك هو ما حدث بالفعل ، فإننا لا نستطيع أن نفهم المبرر
__________________
(١) راجع : دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٢ ، والبحار ج ٨٤ ص ١٥٦ و ١٣٠ ، وعلل الشرايع ج ٢ ص ٥٦ ، والبحر الزخار ، وجواهر الأخبار والآثار بهامشه كلاهما ج ٢ ص ١٩٢ ، ودلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي لمحمد سعيد العرفي ص ٣٨ عن سعد الدين التفتازاني في حاشيته على شرح العضد ، على مختصر الأصول لابن الحاجب ، وعن : الروض النضير ج ٢ ص ٤٢ ، ونقله في الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣١٠ عن التفتازاني في حاشيته على شرح العضد أيضا.