مختصر بصائر الدّرجات

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر بصائر الدّرجات

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات المطبعة الحيدرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٨

الينا) إلى قوله لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون وقوله تعالى ام كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إلى قوله ونحن له مسلمون قلت يا سيدي كم الملل قال اربعة وهي شرايع.

قال : المفضل قلت يا سيدي المجوس لم سموا المجوس قال عليه السلام لانهم تمجسوا في السريانية وادعوا على آدم وشيث (ع) وهو هبة الله انهما اطلقا لهم نكاح الامهات والاخوات والبنات والخالات والعمات والمحرمات من النساء وانهما امراهم أن يصلوا إلى الشمس حيث وقفت في السماء ولم يجعل لصلوتهم وقتا وانما هو افتراء على الله الكذب وعلى آدم وشيث (ع).

قال : المفضل يا مولاي وسيدي لم سمي قوم موسى اليهود قال (ع) لقول الله عزوجل انا هدنا اليك اي اهتدينا اليك قال فالنصارى قال (ع) لقول عيسى (ع) (من انصاري إلى الله قال الحواريون نحن انصار الله) وتلا الآية إلى آخرها فسموا النصارى لنصرة دين الله ; قال المفضل فقلت يا سيدي فلم سمى الصابئون الصابين فقال (ع) انهم صبوا إلى تعطيل الانبياء والرسل والملل والشرايع وقالوا كلما جاءوا به باطل فجحدوا توحيد الله تعالى ونبوة الانبياء ورسالة المرسلين ووصية الاوصياء فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول وهم معطلة العالم.

قال : المفضل سبحان الله ما اجل هذا من علم قال (ع) نعم يا مفضل فالقه إلى شيعتنا لئلا يشكوا في الدين.

قال : المفضل يا سيدي ففي اي بقعة يظهر المهدي قال (ع) لا تراه عين في وقت ظهوره الا رأته كل عين فمن قال لكم غير هذا فكذبوه.

قال المفضل يا سيدي ولايرى وقت ولادته قال بلى والله ليرى من ساعة ولادته إلى ساعة وفاة ابى سنتين وتسعة اشهر اول ولادته وقت الفجر من ليلة الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين إلى يوم الجمعة لثمان ليال خلون من ربيع الاول سنة ستين ومائتين وهو يوم وفاة ابيه بالمدينة التي بشاطئ دجلة يبنيها المتكبر الجبار المسمى باسم

١٨١

جعفر الضال الملقب بالمتوكل وهو المتاكل لعنه الله تعالى وهي مدينة تدعى بسر من رأى وهي ساء من رأى يرى شخصه المؤمن المحق سنة ستين ومائتين ولايره المشكك المرتاب وينفذ فيها امره ونهيه ويغيب عنها فيظهر في القصر بصابر بجانب المدينة في حرم جده رسول الله (ص) فيلقاه هناك من يسعده الله بالنظر إليه ثم بغيب في اخر يوم من سنة ست وستين ومائتين فلا تراه عين احد حتى يراه كل احد وكل عين.

قال المفضل قلت يا سيدي فمن يخاطبه ولمن يخاطب قال الصادق (ص) تخاطبه الملائكة المؤمنون من الجن ويخرج امره ونهيه إلى ثقاته وولاته ووكلائه ويقعد ببائه محمد بن نصير النميري في غيبته بصابر ثم يظهر بمكة ووالله يا مفضل كأني انظر إليه دخل مكة وعليه بردة رسول الله (ص) وعلى رأسه عمامة صفراء وفي رجليه نعلا رسول الله (ص) المخصوفة وفي يده هزاوته (ع) يسوق بين يديه اعنز اعجافا حتى يصل بها نحو البيت ليس ثم احد يعرفه ويظهر وهو شاب حزور.

قال المفضل يا سيدي يعود شابا أو يظهر في شيبته فقال عليه السلام سبحان الله وهل يعرف ذلك يظهر كيف شاء وباي صورة شاء إذا جاءه الامر من الله تعالى مجده وجل ذكره.

قال المفضل يا سيدي فمن اين يظهر وكيف يظهر قال عليه السلام يا مفضل يظهر وحده ويأتي البيت وحده ويلج الكعبة وحده ويجن عليه الليل وحده فإذا نامت العيون وغسق الليل نزل إليه جبرئيل وميكائيل عليهما السلام والملائكة صفوفا فيقول له جبرئيل (ع) يا سيدي قولك مقبول وامرك جائز فيمسح يده على وجهه (ع) ويقول الحمد لله الذي صدقنا وعده واورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين ويقف بين الركن والمقام فيصرخ صرخة فيقول يا معشر نقباءي واهل خاصتي ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الارض ايتوني طائعين فترد صيحته (ع) عليهم وهم في محاربهم وعلى فرشهم في شرق الارض

١٨٢

وغربها فيسمعونه في صيحة واحدة في اذن كل رجل فيجيئون نحوها ولا يمضى لهم الا كلمحة بصر حتى يكون كلهم بين يديه عليه السلام بين الركن والمقام فيأمر الله عزوجل النور فيصير عمودا من الارض إلى السماء فيستضئ به كل مؤمن على وجه الارض ويدخل عليه نور من جوف بيته فتفرح نفوس المؤمنين بذلك النور وهم لا يعلمون بظهور قائمنا اهل البيت (ع) ثم يصبحون وقوفا بين يده (ع) وهم ثلثمائة وثلاتة عشر رجلا بعدة اصحاب رسول الله (ع) يوم بدر.

قال المفضل يا مولاي وياسيدي فالا ثنان وسبعون رجلا الذين قتلوا مع الحسين (ع) يظهرون معهم قال (ع) يظهر منهم أبو عبد الله الحسين ابن علي (ع) في اثنى عشر الفاء مؤمنين من شيعة علي عليه السلام وعليه عمامة سوداء ، قال المفضل يا سيدي فبغير سنة القائم بايعوا له قبل ظهور (وقبل) قيامه (ع) فقال عليه السلام يا مفضل كل بيعة قبل ظهور القائم (ع) فبيعة كفر ونفاق وخديعة لعن الله المبايع لها والمبايع له بل يا مفضل بسند القائم عليه السلام ظهره إلى الحرم ويمد يده فترى بيضاء من غير سوء وبقول هذه يد الله وعن الله ويأمر الله ثم يتلو هذه الآية (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم) فمن نكث فانما ينكث على نفسه الآية فيكون اول من يقبل يده جبرئيل عليه السلام ثم يبايعه وتبايعه الملائكة ونجباء الجن ثم النقباء ويصبح الناس بمكة فيقولون من هذا الرجل الذي بجانب الكعبة وما هذا الخلق الذين معه وما هذه الآية التي رأيناها الليلة ولم نر مثلها فيقول بعضهم لبعض هذا الرجل هو صاحب العنيزات فيقول بعضهم لبعض انظروا هل تعرفون احدا ممن معه فيقولون لا نعرف احدا منهم الا اربعة من اهل مكة واربعة من اهل المدينة وهم فلان وفلان وبعدونهم باسمائهم ويكون هذا اول طلوع الشمس في ذلك اليوم فإذا طلعت الشمس واضاءت صاح صائح بالخلايق من عين الشمس بلسان عربي مبين يسمع من في السموات والارضين ، يا معشر الخلايق هذا

١٨٣

[مهدي] آل محمد ويسميه باسم جده رسول الله (ص) ويكنيه وينسبه إلى ابيه الحسن الحادي عشر إلى الحسين بن علي صلوات الله عليهم اجمعين بايعوه تهتدوا ولا تخالفوا امره فتضلوا ، فاول من يقبل يده الملائكة ثم الجن ثم النقباء ويقولون سمعنا واطعنا ولا يبقي ذو اذن من الخلايق الاسمع ذلك النداء ويقبل الخلايق من البدو والحضر والبر والبحر يحدث بعضهم بعضا ويستفهم بعضهم بعضا ما سمعوا باذانهم فإذا دنت الشمس للغروب صرخ صارخ من مغربها ، يا مشعر الخلايق قد ظهر ربكم بوادي اليابس من ارض فلسطين وهو عثمان بن عنبسة الاموي من ولد يزيد بن معاوية لعنهم الله فبايعوه؟ هتدوا ولا تخالفوا عليه فتضلوا فيرد عليه الملائكة والجن والنقباء قوله ويكذبونه ويقولون له سمعنا وعصينا ولا يبقى ذو شك ولا مرتاب ولا منافق ولا كافر الا ضل بالنداء الا خير وسيدنا القائم صلوات الله عليه مسنده ظهره إلى الكعبة ويقول ، يا معشر الخلايق الا ومن اراد ان ينظر إلى آدم وشيث فها انا ذا آدم وشيث الا ومن اراد ان ينظر إلى نوح وولده سام فها انذا نوح وسام الا ومن اراد ان ينظر إلى ابراهيم واسماعيل فها انذا ابراهيم واسماعيل الا ومن اراد ان ينظر إلى موسى ويوشع فها انذا موسى ويوشع الا ومن اراد ان ينظر إلى عيسى وشمعون فها انذا عيسى وشمعون الا ومن اراد ان ينظر إلى محمد (ص) وأمير المؤمنين صلوات الله عليه فها انذا محمد (ص) وأمير المؤمنين (ع) الا ومن اراد ان ينظر إلى الحسن والحسين عليهما السلام فها انذا الحسن والحسين عليهما السلام الا ومن اراد ان ينظر إلى الائمة من ولد الحسين عليهم السلام فها انذا الائمة من ولد الحسين عليهم السلام اجيبوا إلى مسألتي فاني انبئكم مبا نبتم به وما لم تنبئوا به ومن كان يقرأ الكتب والصحف فليسمع مني ثم يبتدي بالصحف التي انزلها الله عزوجل على آدم وشيث عليهما السلام وتقول امة آدم وشيث هبة الله هذه والله هي الصحف حقا ولقد ارانا ما لم نكن نعلمه فيها وما كان خفى عينا وما كان

١٨٤

اسقط منها وبدل وحرف ثم يقرأ صحف نوح وصحف ابراهيم عليهما السلام والتورية والانجيل والزبور فيقول اهل التورية والانجيل والزبور هذه والله صحف نوح وابراهيم عليهما السلام حقا وما اسقط منها وبدل وحرف منها هذه والله التورية الجامعة والزبور التام والانجيل الكامل وانها اضعاف ما قرأنا منها ثم يتلو القرآن فيقول المسلمون هذا والله القرآن حقا الذي انزله الله تعالى على محمد صلى الله عليه واله وما اسقط منه وحرف وبدل ثم تظهر الدابة بين الركن والمقام فتكتب في وجه المؤمن مؤمن وفي وجه الكافر كافر ثم يظهر السفياني ويسير جيشه إلى العراق فيخربه ويخرب الزوراء و؟ تركهما جماء ويخرب الكوفة والمدينة وتروث بغالهم في مسجد رسول الله (ص) وجيش السفياني يومئذ ثلثمائة الف رجل بعد ان خرب الدنيا ثم نخرج إلى البيداء يريد مكة وخراب البيت فلما صار بالبيداء وعرس فيها صاح بهم صائح يا بيداء أبيدي بهم فتبتلعهم الارض بخليهم فيقى اثنان فينزل ملك فيحول وجوههما الى ورائهما ويقول يا بشير امض إلى المهدي وبشره بهلاك جيش السفياني وقال للذي اسمه نذير امض إلى السفياني فعرفه بظهور المهدي عليه السلام مهدي آل محمد (ص) فيمضي مبشرا إلى المهدي عليه السلام ويعرفه بهلاك جيش السفياني وان الارض انفجرت فلم يبق من الجيش عقال ثاقة فإذا بات مسح المهدي عليه السلام على وجهه وردة خلقا سويا ويبايعه ويكون معه وتظهر الملائكة والجن وتخالط الناس ويسيرون معه ولينزلن ارض الهجرة وينزلون ما بين الكوفة والجف ويكون حينئذ عدة اصحابه ستة واربعون الفا من الملائكة ومثلها من الجن ثم ينصره الله ويفتح على يديه.

وقال عن الكوفة لا يبقى مؤمن الا كان بها أو حواليها وليبلغن مجالة فرس منها الفي درهم اي والله وليودن اكثر الناس انه اشترى شبرا من ارض السبع بشبر من ذهب والسبع خطة من خطط همدان ولتصيرن الكوفة اربعة وخمسين ميلاد وليجاورن قصورها كربلا وليصيرن الله كربلا

١٨٥

معقلا ومقاما تختلف فيها الملائكة والمؤمنون وليكونن لهاشان عظيم وليكونن فيها من البركات ما لو وقف مؤمن ودعا ربه بدعوة لا عطاه بدعوته الواحدة مثل تلك الدنيا الف مرة ثم تنفس أبو عبد الله عليه السلام وقال : يا مفضل ان بقاع الارض تفاخرت ففخرت كعبة البيت الحرام على بقعة كربلا فأوحى الله إليها ان اسكني كعبة البيت الحرام ولا تفتخرى على كربلا فانها البقعة المباركة التي نودى موسى منها من الشجرة وانها الربوة التي آوت إليها مريم والمسيح عليهم السلام وفيها غسلت مريم عيسى عليهما السلام واغتسلت من ولادتها وانها خير بقعة عرج رسول الله (ص) منها وقت غيبته وليكونن لشيعتنا فيها حياة إلى ظهور قائمنا (ع).

قال المفضل يا سيدي ثم يسير (المهدي) إلى اين قال عليه السلام إلى مدينة جدي رسول الله صلى الله عليه واله فإذ اوردها كان له فيها مقام عجيب يظهر فيه سرور للمؤمنين وخزى للكافرين ، قال المفضل يا سيدي ما هو ذاك قال يرد إلى قبر جده صلى الله عليه واله فيقول ، يا معشر الخلايق هذا قبر جدي رسول الله (ص) فيقولون نعم يا مهدي آل محمد فيقول ومن معه في القبر فيقولون صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر فيقول وهو اعلم بهما والخلايق كلهم جميعا يسمعون من أبو بكر وعمر وكيف دفنا من بين الخلق مع جدي رسول الله صلى الله عليه واله وعسى المدفونون غيرهما فيقول الناس يا مهدي آل محمد ماههنا غير هما انهما دفنا معه لانهما خليفتا رسول الله (ص) وابواز وجتيه فيقول للخلق بعد ثلاث اخرجوهما من قبريهما فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما ولم يشحب لونهما فيقول هل فيكم من يعرفهما فيقولون نعرفهما بالصفة وليس ضجيعي جدك غيرهما فيقول هل فيكم احد يقول غير هذا أو يشك فيهما فيقولون لا فيؤخر اخراجهما ثلاثة ايام ثم ينتشر الخبر في الناس ويحضر المهدي ويكشف الجدران عن القبر ين ويقول للنقباء ابحثوا عنهما وانبشوهما فيبحثون بايديهم حتى يصلوا اليهما فيخرجان غضين طريين كصورتهما فيكشف عنهما اكفانهما ويأمر برفعهما على دوحة

١٨٦

يابسة نخرة فيصلبهما عليها فتحيى الشجرة وتورق وتونع وبطول فرعها فيقول المرتابون من اهل ولايتهما هذا والله الشرف حقا ولقد فزنا بمحبتهما وولايتهما ويخبر من اخفى ما في نفسه ولو مقياس حبة من محبتهما وولايتهما فيحضرونهما ويرونهما ويفتنون بهما وينادي منادي المهدي عليه السلام كل من احب صاحبي رسول الله وضجيعية فلينفرد جانبا فيتجزئ الخلق جزئين احدهما موال والآخر متبرء منهما فيعرض المهدي عليه السلام على اوليائهما البراءة منهما فيقولون يا مهدي آل رسول الله (ص) ما نبرأ منهما وما كنا نقول لهما عند الله وعندك هذه المنزلة وهذا الذي بدالنا من فضلهما انبرأ الساعة منهما وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت من نضارتهما وغضاضتهما وحياة الشجرة بهما بل والله نبرأ منك وممن آمن بك وممن لا يؤمن بهما ومن صلبهما واخرجهما وفعل بهما ما فعل فيأمر المهدي (ع) ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كاعجاز نخل خاوية ثم يأمر بانزالهما فينزلان إليه فيحييهما باذن الله تعالى ويأمر الخلايق بالاجتماع ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كورود ورحتى يقص عليهم قتل هابيل بن آدم (ع) وجمع النار لابراهيم عليه السلام وطرح يوسف عليه السلام في الجب وحبس يونس عليه السلام في الحوت وقتل يحيى عليه السلام وصلب عيسى عليه السلام وعذاب جرجيس ودانيال عليهما السلام وضرب سلمان الفارسي واشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (ع) لاحراقهم بها وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط ورفس بطنها واسقاطها محسنا وسم الحسن وقتل الحسين وذبح اطفاله وبني عمه وانصاره وسبي ذراري رسول الله صلى الله عليه واله واراقة دماء آل محمد (ص) وكل دم سفك وكل فرج نكح حراما وكل زني وخبث وفاحشة واثم وظلم وجور وغشم منذ عهد آدم عليه السلام إلى وقت قيام قائمنا (ع) كل ذلك يعدده عليهما وبلزمهما اياه فيعترفان به فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر ثم يصلبهما على الشجرة ويأمر نارا تخرج من الارض

١٨٧

فتحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما في اليم نسفا.

قال المفضل يا سيدي ذلك آخر عذابهما قال هيهات يا مفضل والله ليردن وليحضرن السيد الاكبر محمد رسول الله صلى الله عليه واله والصديق الاكبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام وكل من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا وليقتص منهما بجميع فعلهما وليقتلان في كل يوم وليلة الف قتلة ويردان إلى ما شاء ربهما ثم يسير المهدي عليه السلام إلى الكوفة وينزل ما بين الكوفة والنجف وعدة اصحابه في ذلك اليوم ستة واربعون الفا من الملائكة ومثلها من الجن والنقباء ثلثمائة وثلاثة عشر نفسا، قال المفضل يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين في ذلك الوقت قال في لعنة الله وسخطه تخربها الفتن وتتركها جماء فالويل لها ولمن بها كل الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب ومن يجلب الجزيرة ومن الرايات التي تسير إليها من كل قريب أو بعيد والله لينزلن بها من صنوف العذاب ما نزل بساير الامم المتمردة من اول الدهر إلى آخره ولينزلن بها من العذاب مالا عين رأت ولا اذن سمعت بمثله ولايكون طوفان اهلها الا بالسيف فالويل لمن اتخذ بها مسكنا فان المقيم بها يبقى بشقائه والخارج منها برحمة الله والله ليبقي من اهلها في الدنيا حتى يقال انها هي الدنيا وان دورها وقصورها هي الجنة وان بناتها هن الحور العين وان ولدانها هم الولدان وليظنن ان الله لم يقسم رزق العباد الا بها وليظهرن من الافتراء على الله وعلى رسوله صلى الله عليه واله والحكم بغير كتاب الله ومن شهادات الزور وشرب الخمور والفجور واكل السحت وسفك الدماء مالا يكون في الدنيا كلها الا دونه ثم ليخربها الله تعالى بتلك الفتن وتلك الرايات حتى لومر علينا مار لقال ههنا كانت الزوراء.

قال المفضل ثم يكون ماذا يا سيدي فقال ثم يخرج الفتى الحسني ايصيح من نحو الديلم فيصيح بصوت له يا آل محمد اجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز لا من ذهب ولا من

١٨٨

فضة بل رجال كزبر الحديد لكأني انظر إليهم على البراذين الشهب بايديهم الحراب يتعاوون شوقا إلى الحرب كما تتعاوى الذئاب اميرهم رجل من تميم يقال له شعيب ابن صالح فيقبل الحسين عليه السلام فيهم وجهه كدايرة القمر يروع الناس جمالا فيبقى على اثر الظلمة فيأخذ سيفه الصغير والكبير والوضيع والعظيم ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها اكثر اهلها فيجعلها له معقلاثم يتصل به خبر المهدي عليه السلام فيقولون له يابن رسول الله (ص) من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين (ع) اخرجوا بنا إليه حتى تنتظروا من هو وما يريد وهو يعلم والله انه المهدي وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الامر الا الله فيخر ج الحسين عليه السلام وبين يديه اربعة الاف رجل في اعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين بسيوفهم فيقبل الحسين عليه السلام حتى ينزل بقرب المهدي عليه السلام فيقول سايلوا عن هذا الرجل من هو وما ذا يريد فيخرج بعض اصحاب الحسين عليه السلام إلى عسكر المهدي عليه السلام فيقول ايها العسكر الجايل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد فيقول اصحاب المهدي هذا مهدي آل محمد عليهم السلام ونحن انصاره من الجن والانس والملائكة ثم يقول الحسين عليه السلام خلوا ببني وبين هذا فيخرج إليه المهدي عليه السلام فيقفان بين العسكرين فيقول الحسين عليه السلام ان كنت مهدي آل محمد صلى الله عليه واله فاين هراوة جدي رسول الله (ص) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه وناقته العضباء وبغلته دلدل وحماره يعفور ونجيبه البراق وتاجه والمصحف الذي جمعة أمير المؤمنين عليه السلام بغير تغيير ولا تبديل فيحضر له السفط الذي فيه جميع ما طلبه وقال أبو عبد الله عليه السلام انه كان كله في السفط وتركات جميع النبيين حتى عصى آدم عليه السلام ونوح عليه السلام وتركة هود وصالح عليهما السلام ومجموع ابراهيم (ع) وصاع يوسف (ع) ومكيل شعيب (ع) وميزانه وعصى موسى (ع) وتابوته الذي فيه

١٨٩

بقية ما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملائكة ودرع داود (ع) وخاتمه وخاتم سليمان عليه السلام وتاجه ورحل عيسى (ع) وميراث النبيين والمرسلين في ذلك السفط فعند ذلك يقول الحسين عليه السلام يابن رسول الله اقض ما قد رأيته والذي اسألك ان تغرز هراوة رسول الله (ص) في هذا الحجر الصلب وتسأل الله ان ينبتها فيه ولا يريد بذلك الا ان اصحابه يرون فضل المهدي عليه السلام حتى يطيعوه ويبايعوه فيأخذ المهدي (ع) الهراوة فيغرزها فتنبت فتعلو وتفرع وتورق حتى تظل عسكر الحسين عليه السلام فيقول الحسين (ع) الله اكبر يابن رسول الله مد يدك حتى ابايعك فيبايعه الحسين عليه السلام وساير عسكره الا الاربعة الاف اصحاب المصاحف والمسوح الشعر المعروفون بالزيدية فانهم يقولون ماهذا الا سحر عظيم فيختلط العسكران ويقبل المهدي عليه السلام على الطائفة المنحرفة فيعظهم ويوخرهم إلى ثلاثة ايام فلا يزدادون الا طغيانا وكفرا فيأمر المهدي (ع) بقتلهم فكأني انظر إليهم قد ذبحوا على مصاحفهم كلهم يتمرغون في دمائهم وتتمرغ المصاحف فيقبل بعض اصحاب المهدي عليه السلام فيأخذ تلك المصاحف فيقول المهدي (ع) دعوها تكون عليهم حسرة كما بدلوها وغيروها وحرفوها ولم يعملوا بما حكم الله فيها، قال المفضل يا سيدي ثم ماذا يعمل المهدي (ع) قال (ع) يثور سراياه إلى السفياني إلى دمشق فيأخذونه ويذبحونه على الصخرة ثم يظهر السحين بن علي عليهما السلام في اثنى عشر الف صديق واثنين وسبعين رجلا اصحابه الذين قتلوا معه يوم عاشورا فيالك عندها من كرة زهراء ورجعة بيضاء ثم يخرج الصديق الاكبر أمير المؤمنين عليه السلام وينصب له القبة البيضاء على النجف وتقام اركانها بالنجف وركن بهجر وركن بصنعاء اليمن وركن بارض طيبة فكأني انظر إلى مصابيحها تشرق في السماء والارض كاضوأ من الشمس والقمر فعندها يتلى السراير وتذهل كل مرضعة عما ارضعت (وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس

١٩٠

سكارى وماهم بسكارى) الآية ثم يظهر السيد الاجل محمد صلى الله عليه واله في انصاره والمهاجرين إليه ومن آمن به وصدقه واستشهد معه ويحضر مكذبوه والشاكون فيه والمكفرون والقايلون انه ساحر وكاهن ومجنون ومعلم وشاعر وناطق عن الهوى ومن حاربه وقاتله حتى نقتص منهم الحق ويجازون بافعالهم منذ وقت ظهور رسول الله (ص) إلى وقت ظهور المهدي عليه السلام اماما اماما ووقتا وقتا ويحق تأويل هذه الآية (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)

قال : المفضل يا سيدي ومن فرعون وهامان قال (ع) أبو بكر وعمر قال المفضل يا سيدي رسول الله وأمير المؤمنين يكونان معه فقال لابد ان يطأ الارض حتى ماورا القاف أي والله وما في الظلمات وما في قعر البحار حتى لا يبقى موضع قدم الا وطئاه واقاما فيه الدين الواجب لله تعالى كأني (انظر) الينا معاشر الائمة ونحن بين يدي جدنا رسول الله صلى الله عليه واله نشكو إليه ما نزل بنا من الامة بعده من التكذيب والرد علينا وسبنا ولعننا وارهاقنا بالقتل وقصد طواغيتهم الولاة لأمورهم ايانا من دون الامة فيبكى رسول الله (ص) ويقول يا بني ما نزل بكم الا ما نزل بجدكم ولو علمت طواغيتهم وولاتهم ان نحن والمهدي عليه السلام والايمان والوصية والولاية في غيركم لظنوا ، ثم تتبدي فاطمة عليها السلام فتشكو ما نالها من عمر وما نالها من ابي بكر واخذ فدك منها ومشيها إليه في مجمع من المهاجرين والانصار وخطابها له في امر (فدك) ومارد عليها من قوله ان الانبياء لا تورث واحتجاجها بقول زكريا ويحيى عليهما السلام وقصة داود وسليمان عليهما السلام وقول صاحبه هاتي صحيفتك التي ذكرت ان اباك كتبها لك واخراجها الصحيفة واخذها منها ونشرها على رؤس الاشهاد من قريش وساير المهاجرين والانصار وتفل فيها وعزله لها وتمزيقه اياها وبكائها ورجوعها إلى قبر ابيها باكية حزينة تمشي على الرمضاء قد اقلقتها

١٩١

واستغاثتها بالله وبابيها رسول الله صلى الله عليه واله وتمثلها فيه بقول رقية بنت صفى :

قد كان بعدك أنباء وهنبثة

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

انا فقد ناك فقد الارض وابلها

واختل قومك فاشهدهم ولا تغب

ابدى رجال لنا نجوى صدورهم

لما اتيت وحالت دونك الحجب

لكل قوم لهم قرب ومنزلة

عند الاله على الادنين مقترب

ياليت قبلك كان الموت يأخذنا

املوا اناس وفازوا بالذي طلبوا

وتقص عليه قصة ابي بكر وانفاذه خالدا وقنفذ وعمر والجمع معهم لاخراج أمير المؤمنين عليه السلام من بيته إلى البيعة في سقيفة بنى ساعدة واشتغال أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله (ص) وضم ازواجه وتعزيتهم وجمع القرآن وتأليفه وقضاء ديونه وانجاز عداته وهي ثمانون الف درهم باع فيها تليده وطارفه قضاها عن رسول الله (ص) وقول عمر اخرج يا علي إلى ما اجمع عليه المسلمون من البيعة؟ فمالك ان تخرج عما اجمع عليه المسلمون والا قتلناك ، وقول فضة جارية فاطمة (ع) ان أمير المؤمنين عليه السلام مشغول ; والحق له (ان انصفتم من انفسكم وانصفتموه). وذكر أبو علي الطبرسي في قوله : وإذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ما يؤيد لك.

روى الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في مصباح المتهجد عن يونس بن عبد الرحمن ان الرضا عليه السلام كان يأمر بالدعاء لصاحب الامر عليه السلام اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك ثم ساق الدعاء فقال اللهم وصل على ولاة عهده والأئمة من بعده وبلغهم امالهم وزد في اجالهم واعز نصرهم وتمم لهم ما اسندت إليهم من امرك ونهيك وثبت دعائمهم واجعلنا لهم اعوانا وعلى دينك انصارا فانهم معادن كلمتك وخزان عملك واركان توحيدك ودعائم دينك وولاة امرك وخالصتك من عبادك وصفوتك من خلقك واوليائك وسلابل اوليائك وصفوة اولاد نبيك (ص)

١٩٢

والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته ، اعلم ان هذا الدعاء يدعى به لكل امام في زمانه ومولانا صاحب الامر والزمان (ع) ابن الحسن (ع) احدهم فحينئذ يصدق عليه هذا الدعاء اللهم وصل على ولاة عهده والأئمة من بعده إلى آخره والا لم يكن هذا الدعاء عاما لهم أجمع ويكون هذا النص مضافا إلى ما رويناه اولا عنهم عليهم السلام من الاحاديث الصحيحة الصريحة في هذا المعنى واصلاله وشاهدا بمعناه.

ومن كتاب المذكور ايضا مما يدعى به في شهر رمضان وغيره اللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة وكل ساعة وليا وحافظا وقايدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا. قوله : حتى تسكنه ارضك طوعا يدل على زمان ظهوره وانبساط يده عليه السلام لانه اليوم مقهور مغصوب مستأثر على حقه غير مستطيع لاظهار الحق في الخلق وقوله وتمتعه فيها طويلا هذا يكون على ما رويناه في رجعته عليه السلام بعد وفاته لانا روينا انه يعيش في عالمه بعد مقدم ظهوره تسع عشرة سنة واشهرا ويموت صلى الله عليه واله.

فمن ذلك ما رويناه عن النعماني من كتاب الغيبة له رفع الحديث عن حمزة بن حمران عن ابن ابي يعفور عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال يملك القائم (ع) تسع عشرة سنة واشهرا.

وروي ايضا ان الذي يغسله جده الحسين (ع) فاين موقع هذه التسع عشرة سنة واشهر من الدعاء له بطول العمر والتمتع في الارض طويلا الذي يظهر من هذا ويتبادر إليه الذهن انه يكون اطول من الزمان الذي انقضى في غيبته (ع) وعمره الشريف اليوم ينيف على الخمسمائة والثلاثين سنة ويدل على ما قلناه ما تقدم ورويناه عن الصادق عليه السلام انه سأل اي العمرين له اطول قال الثاني بالضعف وهذا صريح في رجعته (ع).

ورويت عن جعفر بن محمد عن الحسين بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد البصري قال حدثني أبو الفضل عن ابن صدقة عن المفضل بن عمر قال : قال

١٩٣

أبو عبد الله عليه السلام كأني والله بالملائكة قد زاحموا المؤمنين على قبر الحسين عليه السلام قال : قلت فيتراؤن لهم قال هيهات هيهات لزماء والله المؤمنين حتى انهم ليمسحون وجوههم بايديهم قال وينزل الله على زوار الحسين عليه السلام غدوة وعشية من طعام الجنة وخدامهم الملائكة لا يسأل الله عبد حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا اعطاه اياها قال قلت هذه والله الكرامة ، قال المفضل قال لي أبو عبد الله (ع) ازيدك قلت نعم يا سيدي قال كأني بسرير من نور قد وضع وقد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراء مكللة بالجوهر وكأني بالحسين (ع) جالسا على ذلك السرير وحوله تسعون الف قبة خضراء وكأني بالمؤمنين يزورونه ويسلمون عليه فيقول الله عزوجل لهم اوليائي سلوني فطال ما اوذيتم وذللتم واضطهدتم فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا قضيتها لكم فيكون اكلهم وشربهم من الجنة فهذه والله الكرامة التي لا يشبهها شئ اعلم ان الحديث فيه دلالة واضحة بينة على ان ذلك يكون في الدنيا في رجعة سيدنا الحسين عليه السلام إلى الدنيا كما رويناه في الاحاديث الصحيحة الصريحة عنهم عليهم السلام في رجعته ورجعتهم.

اولا : قوله عليه السلام وينزل الله على زوار الحسين (ع) غدوة وعشية من طعام الجنة والا نزال يدل على انه في الدنيا لا في الاخرة.

وثانيا : قوله عليه السلام لا يسأل عبد حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا اعطاه اياه وحوائج الدنيا لا تسأل في الاخرة.

وثالثا : قوله سبحانه فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا قضيتها لكم.

ورابعا : قوله عليه السلام فيكون اكلهم وشربهم من الجنة فظهر ما قلناه والحمد الله معطي من يشاء ما يشاء كيف يشاء.

ومن كتاب المشيخة للحسن بن محبوب رحمه الله باسنادي المتصل إليه اولا عن محمد بن سلام عن ابي جعفر (ع) في قول الله ربنا امتنا اثنتين

١٩٤

واحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل قال هو خاص لافوام في الرجعة بعد الموت ويجرى في القيامة فبعدا للقوم الظالمين.

الحسن بن محبوب عن ابراهيم بن اسحاق الخارقي عن ابي بصير قال قلت لابي عبد الله عليه السلام كان أبو جعفر عليه السلام يقول القائم آل محمد عليه وعليهم السلام غيبتان واحدة طويلة والاخرى قصيرة قال : فقال لي نعم يا أبا بصير احدهما اطول من الاخرى ثم لا يكون ذلك حتى يختلف ولد فلان وتضيق الحلقة ويظهر السفياني ويشتد البلاء ويشمل الناس موت وقتل ويلجئون منه إلى حرم الله وحرم رسول الله (ص).

ووقفت على كتاب خطب لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام وعليه خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس ما صورته هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق (ص) فيمكن ان يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة لانه عليه السلام انتقل بعد سنة مائة واربعين من الهجرة وقد روى بعض ما فيه عن ابي روح فرج بن فروة عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد (ع) وبعض ما فيه عن غيرهما ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا امير المؤمنين (ع) تسمى المخزون وهي الحمد الله الاحد المحمود الذي توحد بملكه وعلا بقدرته أحمده على ما عرف من سبيله والهم من طاعته وعلم من مكنون حكمته فانه محمود بكل ما يولى مشكور بكل ما يبلى واشهد ان قوله عدل وحكمه فصل ولم ينطق فيه ناطق يكان الا كان قبل كان واشهد ان محمد (ص) عبد الله وسيد عباده خير من أهل اولا وخير من أهل اخرا فكلما نسج الله الخلق فريقين جعله في خير الفريقين لم يسهم فيه عاير ولا نكاح جاهلية ثم ان الله تعالى (قد بعث اليكم رسولا من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم فاتبعوا ما انزل؟؟؟؟؟ ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون) فان الله تعالى؟؟؟؟ اهلا وللحق دعايم وللطاعة عصا يعصم بهم ويقيم من حقه فيهم على ارتضاء من ذلك

١٩٥

وجعل لها رعاة وحفظة يحفظونها بقوة ويعينوا عليها اولياء ذلك بما ولوا من حق الله فيها اما بعد فان روح البصر روح الحياة الذي لا ينفع ايمان الا به مع كلمة الله والتصديق بها فالكلمة من الروح والروح من النور والنور نور السموات فبأيديكم سبب وصل اليكم منه ايثار واختيار نعمة الله لا تبلغوا شكرها خصصكم بها واختصكم لها وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون فابشروا بنصر من الله عاجل وفتح يسير يقر الله به اعينكم ويذهب يحزنكم كفوا ما تناهى الناس عنكم فان ذلك لا يخفى عليكم ان لكم عند كل طلعة عونا من الله يقول على الالسن ويثبت على الافئدة وذلك عون الله لاوليائه يظهر في خفى نعمته لطيفا وقد اثمرت لاهل التقوى اغصان لشجرة الحياة وان فرقانا من الله بين اوليائه واعدائه فيه شفاء للصدور وظهور للنور يعز الله به اهل طاعته ويذل به اهل مصيته فليعد لذلك امرء عدته ولا عدة له الا بسبب بصيرة وصدق نية وتسليم سلامة اهل الخفة في الطاعة ثقل الميزان والميزان بالحكمة والحكمة ضياء للبصر والشك والمعصية في النار وليسا منا ولا لنا ولا الينا قلوب المؤمنين مطوية على الايمان إذا اراد الله اظهار ما فيها فتحها بالوحي وزرع فيها الحكمة وان لكل شئ إنا يبلغه لا يعجل الله بشئ حتى يبلغ اناه ومنتهاه فأستبشروا ببشرى ما بشرتم به واعترفوا بقربان ما قرب لكم وتنجزوا من الله ما وعدكم ان منا دعوة خالصة يظهر الله بها حجته البالغة ويتم بها النعمة السابغة ويعطى بها الكرامة الفاضلة من استمسك بها اخذ بحكمة منها اتاكم الله رحمته ومن رحمته نور القلوب ووضع عنكم اوزار الذنوب وعجل شفاء صدوركم وصلاح اموركم وسلام منا لكم دائما عليكم تسلمون به في دول الايام وقرار الارحام اين كتتم وسلامه لسلامه عليكم في ظاهره وباطنه فان الله عزوجل اختار لدينه اقواما انتجبهم للقيام عليه والنصرة له بهم ظهرت كلمة الاسلام وارجاء مفترض القرآن والعمل بالطاعة في مشارق الارض ومغاربها ثم ان الله تعالى خصكم بالاسلام

١٩٦

واستخلصكم له لانه اسم سلامة وجماع كرامة اصطفاه الله فنهجه وبين حججه وأرف أرفه وحده ووصفه وجعله رضا كما وصفه ووصف اخلاقه وبين اطباقه وو كد ميثاقه من ظهر وبطن ذي حلاوة وأمن ، فمن ظفر بظاهره رأى عجائب مناظره في موارده ومصادره ومن فطن لما بطن رأي مكنون الفطن وعجائب الامثال والسنن فظاهره انيق وباطنه عميق لاتتقضي عجايبه ولا تفني غرايبه فيه ينابيع النعم ومصابيح الظلم لا تفتح الخيرات الا بمفاتيحه ولا تنكشف الظلم الا بمصابيحه فيه تفصيل وتوصيل وبيان الاسمين الا علين اللذين جمعا فاجتمعا لا يصلحان الا معا يسيمان فيعرفان ويوصفان فيجتمعان قيامها في تمام احدهما في منازلهما جرى بهما ولهما نجوم وعلى نجومهما نجوم سواهما تحما حماه وترعى مراعيه وفي القرآن بيانه وحدوده واركانه ومواضيع تقادير ما خزن بخزاينه ووزن بميزانه ميزان العدل وحكم الفصل ان رعاة الدين فرقوا بين الشك واليقين وجاءوا بالحق المبين قد بينوا الاسلام تبيانا واسسوا له اساسا واركانا وجاءوا على ذلك شهودا وبرهانا من علامات وامارات فيها كفاء المكتف وشفاء لمشتف يحمون حماه ويرعون مرعاه ويصونون مصونه ويهجرون مهجوره ويحبون محبوبه بحكم الله وبره وبعظيم امره وذكره بما يجب ان يذكر به يتواصلون بالولاية ويتلاقون بحسن اللهجة ويتساقون بكأس الرؤبة وبتراعون بحسن الرعاية بصدور برية واخلاق سنية ، لم يولم عليها وبقلوب رضية لا تتسرب فيها الدنية ولا تشرع فيها الغيبة فمن استبطن من ذلك شيئا استبطن خلقا سنيا وقطع اصله واستبدل منزله بنقضه مبرما واستحلاله محرما من عهد معهود إليه وعقد معقود عليه بالبر والتقوى وايثار سبيل الهدى على ذلك عقد خلقهم وآخا الفتهم فعليه يتحابون وبه يتواصلون فكانوا كالزرع وتفاضله ببقى فيوخذ منه ويفنى ببقية التخصص ويبلغ منه التخليص فلينظر امره في قصر ايامه وقلة مقامه في منزل حتى يستبدل منزلا فليضع متجوله ومعارف منتقله فطوبى لذي

١٩٧

قلب سليم اطاع من يهديه وتجنب ما يرديه فيدخل مدخل الكرامة فاصاب سبيل السلامة يبصر ببصره واطاع هادي امره دل افضل الدلالة وكشف غطاء الجهالة المضلة الملهية فمن اراد تفكرا وتذكرا فليذكر رأيه وليبرز بالهدى ما لم تغلق ابوابه وتفتح اسبابه وقبل نصيحة من نصح بخضوع وحسن خشوع بسلامة الاسلام ودعاء التمام وسلام بسلام تحية دائمة لخاضع متواضع يتنافس بالايمان ويتعارف عدل الميزان فليقبل امره واكرامه بقبول وليحذر قارعة قبل حلولها ان امرنا صعب مستصعب لا يحتمله ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان لا يعي حديثنا الا حصون حصينة أو صدور امينة أو احلام رزينة يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجب فقال رجل من شرطة الخميس ماهذا العجب يا أمير المؤمنين قال ومالي لا اعجب وقد سبق القضاء فيكم وما تفقهون الحديث الا صوتات بينهن موتات حصد نبات ونشر اموات يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجب قال ايضا رجل يا أمير المؤمنين ماهذا العجب الذي لا تزال تعجب منه قال ثكلت الآخرة امة وأي عجب يكون أعجب من اموات يضربون هامات الاحياء قال أنى يكون ذلك يا أمير المؤمنين قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة كأني انظر إليهم قد تخللو اسكك الكوفة وقد شهروا سيوفهم على مناكبهم يضربون كل عدو لله ولرسوله (ص) وللمؤمنين وذلك قول الله عزوجل (يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يئسوا الكفار من اصحاب القبور) ايها الناس سلوني قبل ان تفقدوني لا نا بطرق السماء اعلم من العالم بطرق الارض انا يعسوب المؤمنين وغاية السابقين ولسان المتقين وخاتم الوصيين ووارث النبيين وخليفة رب العالمين انا قسيم النار وخازن الجنان وصاحب الحوض وصاحب الاعراف فليس منا اهل البيت امام الا وهو عارف بجميع اهل ولايته وذلك قول الله تبارك وتعالى (انما انت منذر ولكل قوم هاد) الا ايها الناس سلوني قبل ان تشرع برجلها فتنة شرقية

١٩٨

وتطأ في خطانها بعد موت وحياة أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الارض ورافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها فإذا استدار الفلك قلت مات أو هلك باي واد سلك فيومئذ تأويل هذه الآية (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعناكم اكثر نفيرا) ولذلك آيات وعلامات أو لهن احصار الكوفة بالرصد والخندق وتحريق الزوايا في سكك الكوفة وتعطيل المساجد اربعين ليلة وتخفق رايات ثلاث حول المسجد الاكبر يشبهن بالهدي ، القاتل والمقتول في النار وقتل كثير وموت ذريع وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين والمذبوح بين الركن والمقام وقتل الا سبع المظفر صبرا في بيعة الاصنام مع كثير من شياطين الانس وخروج السفياني براية خضراء وصليب من ذهب اميرها رجل من كلب واثنى عشر الف عنان من خيل يحمل السفياني متوجها إلى مكة والمدينة اميرها احد من بني امية يقال له خزيمة اطمس العين الشمال على عينه طرفة تميل بالدنيا فلا ترد له راية حتى ينزل المدينة فيجمع رجالا ونساءآ من آل محمد صلى الله عليه واله فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها دار ابي الحسن الاموي ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد (ص) قد اجتمع إليه رجال من المستضعفين بمكة اميرهم رجل من غطفان حتى إذا توسطوا الصفايح البيض بالبيداء يخسف بهم فلا ينجو منهم احد الا رجل واحد بحول الله وجهه في قفاه لينذر هم وليكون اية لمن خلقه فيومئذ تأويل هذه الآية (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب) ويبعث السفياني مائة وثلاثين الفا إلى الكوفة فينزلون بالروحاء والفاروق وموضع مريم وعيسى عليهما السلام بالقادسية ويسير منهم ثمانون الفا حتى ينزلوا الكوفة ، موضع قبر هود عليه السلام بالنخيلة فيهجموا عليه يوم زينة وامير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر فيخرج من مدينة يقال لها الزوراء في خمسة الاف من الكهنة ويقتل على جسرها سبعين الفا حتى يحتمي الناس الفرات ثلاثة ايام من الدماء ونتن الاجسام ويسبي من الكوفة

١٩٩

أبكارا لا يكشف عنها كف ولا قناع حتى يوضعن في المحامل يزلف بهن الثوية وهي الغريين ثم يخرج عن الكوفة مائة الف بين مشرك ومنافق حتى يضربوا دمشق لا يصدهم عنها صاد وهي ارم ذات العماد وتقبل رايات شرقي الارض ليست بقطن ولا كتان ولا حرير مختمة في رؤس القنا بخاتم السيد الاكبر يسوقها رجل من آل محمد صلى الله عليه واله يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الاذفر يسير الرعب امامها شهرا ويخلف ابناء سعد السقاء بالكوفة طالبين بدماء آبائهم وهم ابناء الفسقة حتى تهجم عليهم خيل الحسين (ع) يستبقان كأنهما فرسا رهان شعث غبر اصحاب بواكي وفوارح إذ يضرب احدهم برجله باكية يقول لاخير في مجلس بعد يومنا هذا ، اللهم فانا التائبون الخاشعون الراكعون الساجدون فهم الابدال الذين وصفهم الله عزوجل ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين والمطهرون نظرائهم من آل محمد صلى الله عليه واله ويخرج رجل من اهل نجران راهب مستجيب للامام فيكون اول النصارى اجابة ويهدم صومعته ويدق صليبها ويخرج بالموالي وضعفاء الناس والخيل فيسيرون إلى النخيلة باعلام هدى فيكون مجتمع الناس جميعا من الارض كلها بالفاروق وهي محجة أمير المؤمنين (ع) وهي ما بين البرس والفرات فيقتل بومئذ فيما بين المشرق والمغرب ثلاثة الآف من اليهود والنصارى يقتل بعضهم بعضا فيومئذ تأويل هذه الآية فما زالت تلك دعويهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين بالسيف وتحت ظل السيف ويخلف من بني الاشهب الزاجر اللحظ في اناس من غير ابيه هرابا حتى يأتوا سبطرى عوذا بالشجر فيومئذ تأويل هذه الآية (فلما احسوا باسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون) ومساكنهم الكنوز التي غلبوا عليها من اموال المسلمين ويأتيهم يومئذ الخسف والقذف والمسخ فيومئذ تأويل هذه الآية (وما هي من الظالمين ببعيد) وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند ما تطلع

٢٠٠