محمّد أمين نجف
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: ماهر
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5995-26-1
الصفحات: ٢٨٧
٤ ـ قوله تعالى : يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرض (٤).
٥ ـ قوله تعالى : وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا (٥).
إذاً فالإمامة جعل من الله تعالى ، وعهد لا يناله من اتّصف بالظلم ـ سواء كان ظالماً لنفسه أو لغيره. وليس من حقّ الأُمّة أن تختار لها إماماً ؛ لقوله تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا (٣).
النص على الإمامة عند الشيعة
س : أخبروني عن رأيكم بكلّ وضوح وصراحة عن سبب اختلافكم مع مذهب أهل السنّة ، وشكراً لكم.
ج : باختصار ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أخبر عن اختلاف أُمّته إلى نيف وسبعين فرقة ، كلّها هالكة إلّا فرقة واحدة ، وهذا الحديث موجود في مصادر جميع المسلمين.
وعليه ، فالبحث عن الفرقة الناجية أمر حتميّ ، فعلى كلّ مسلم أن يبحث في الأدلّة ليعرف هذه الفرقة ومعتقداتها ، ويعتقد بالعقائد الحقّة.
وأصل الاختلاف بين السنّة والشيعة هو في مسألة الخلافة ، وباقي المسائل تتفرّع على هذا الأصل.
فالشيعة تستدلّ بالعقل والنقل بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لم يرحل من هذه الدنيا حتّى عيّن الخليفة من بعده بالاسم ، شأنه شأن سائر الأنبياء السابقين الذين عيّنوا أوصياءهم.
__________________
١ ـ ص ٢٦.
٢ ـ السجدة : ٢٤.
٣ ـ الأحزاب : ٣٦.
والسنّة تقول : بأنّ الرسول صلىاللهعليهوآله رحل من هذه الدنيا ولم يعيّن ولم ينصّ على أحد ، بل ولم يذكر لهم طريقة انتخاب مَن بعده ، وإنّما ترك الأُمّة تنتخب لنفسها.
فيجب البحث عن جذور الاختلاف ، ألا وهي مسألة الإمامة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ومراجعة أدلّة الطرفين من كتبهم ، لا الاعتماد على مَن نقل عنهم.
اختيار شخص ما إماماً دون غيره لا ينافي العدالة الإلهية
س : اختيار الله تعالى شخصاً ما إماماً دون أخيه الذي تربّى معه في نفس البيت ، ألا ينافي ذلك العدالة الإلهية؟
ج : إنّ الله تعالى لا يُسأل عمّا يفعل ؛ لأنّه حكيم عالم وقادر ، فباعتبار حكمته وعلمه وقدرته يفعل ما يشاء.
فاختيار الله تعالى للإمامة والنبوّة إنّما هو فعل من أفعال الله التي لا يُسأل عنها.
مع هذا نجد هناك نصوصاً تدلّ على سبب الاصطفاء والاختيار ، وهذا لا ينافي العدالة الإلهية.
تفضيل الأئمّة عليهمالسلام
* وجوه تفضيل الإمام عليّ على الأنبياء عليهمالسلام
* تفضيل الأئمّة عليهمالسلام على الأنبياء ما عدا نبيّنا
وجوه تفضيل الإمام عليّ على الأنبياء عليهمالسلام
س : هل عليّ بن أبي طالب أفضل من الأنبياء؟
ج : يمكن الاستدلال لتفضيل أمير المؤمنين عليهالسلام على الأنبياء عليهمالسلام بوجوه كثيرة ، منها :
الوجه الأوّل : مسألة المساواة بين أمير المؤمنين عليهالسلام والنبيّ صلىاللهعليهوآله.
نستدلّ لذلك بالكتاب أوّلاً ، بآية المباهلة ، حيث يدلّ قوله تعالى : وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ (١) على المساواة ، وليس المراد بقوله : وَأَنفُسَنَا نفس النبيّ صلىاللهعليهوآله ، لأنّ الإنسان لا يدعو نفسه ، بل المراد به غيره ، وأجمعوا على أنّ ذلك الغير ، كان علي بن أبي طالب عليهالسلام.
فدلّت الآية على أنّ نفس عليّ هي نفس النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ولا يمكن أن يكون المراد منه أنّ هذه النفس هي عين تلك النفس ، فالمراد أنّ هذه النفس مثل تلك النفس ، وذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه ، إلّا في النبوّة والأفضلية ، لقيام الدلائل على أنّ محمّداً كان نبيّاً ، وما كان عليّ كذلك ، ولانعقاد الإجماع على أنّ محمّداً كان أفضل من علي ، فيبقى
__________________
١ ـ آل عمران : ٦١.
فيما وراءه معمولاً به.
ثمّ الإجماع دلّ على أنّ محمّداً صلىاللهعليهوآله كان أفضل من سائر الأنبياء عليهمالسلام ، فيلزم أن يكون علي عليهالسلام أفضل من سائر الأنبياء.
وأمّا المساواة بين أمير المؤمنين والنبيّ من السنّة ، فهناك أدلّة كثيرة ، وأحاديث صحيحة معتبرة ، متّفق عليها بين الطرفين ، صريحة في هذا المعنى ـ أي في أنّ أمير المؤمنين والنبيّ متساويان ـ إلّا في النبوّة والأفضلية.
من تلك الأحاديث ، حديث النور : «كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله تعالى ، قبل أن يُخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم قسّم ذلك النور جزأين ، فجزء أنا ، وجزء عليّ بن أبي طالب» (١).
فهما مخلوقان من نور واحد ، ولمّا كان رسول الله صلىاللهعليهوآله أفضل البشر مطلقاً ، فعليّ كذلك ، فهو أفضل من جميع الأنبياء.
الوجه الثاني : تشبيه أمير المؤمنين عليهالسلام بالأنبياء السابقين.
ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قوله : «مَن أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى يحيى بن زكريا في زهده ، وإلى موسى ابن عمران في بطشه ؛ فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب» (٢).
فهذا الحديث يدلّ على أفضلية أمير المؤمنين من الأنبياء السابقين ، بلحاظ أنّه قد اجتمعت فيه ما تفرّق في أُولئك من الصفات الحميدة ، ومن اجتمعت فيه الصفات المتفرّقة في جماعة ، يكون هذا الشخص الذي اجتمعت فيه تلك الصفات أفضل من تلك الجماعة.
__________________
١ ـ نظم درر السمطين : ٧ و ٧٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٦٧.
٢ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣١٣ ، مناقب الخوارزمي : ٨٣.
الوجه الثالث : كون الإمام عليّ عليهالسلام أحبّ الخلق إلى الله مطلقاً بعد النبيّ ، وهذا ما دلّ عليه حديث الطير : «اللّهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك ، يأكل معي هذا الطير» (١).
وإذا كان عليّ عليهالسلام أفضل الخلق إلى الله تعالى ، فيكون أفضل من الأنبياء عليهمالسلام.
تفضيل الأئمّة عليهمالسلام على الأنبياء ما عدا نبيّنا صلىاللهعليهوآله
س : على أيّ أساس أو بماذا يمتاز الأئمّة عليهمالسلام على الأنبياء دون النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله؟
وهل يختلف علمائنا حول أفضليتهم؟ بأيّ كتاب تنصحوننا نقتنيه يبحث هذا الموضوع؟
ج : الذي عليه أكثر علمائنا المتأخّرين : أنّ الأئمّة الاثني عشر عليهمالسلام أفضل من جميع الأنبياء عليهمالسلام ، حتّى أُولي العزم ، والدليل عليه وجوه.
الأوّل : ما رواه المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ، فجعل أعلاها وأشرافها أرواح محمّد وعلي والحسن والحسين والأئمّة عليهمالسلام ، فعرضها على السماوات والأرض والجبال فغشيها نورهم.
فقال الله تبارك وتعالى للسماوات والأرض والجبال : هؤلاء أحبّائي وأوليائي وحججي على خلقي ، وأئمّة برّيتي ، ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منهم ، ولمن تولاّهم خلقت جنّتي ، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري ... فلمّا اسكن الله عزّ وجلّ آدم وحوّاء الجنّة ... فنظرا إلى منزلة محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة بعدهم عليهمالسلام فوجداها أشرف منازل أهل الجنّة ، فقالا : ... فقال جلّ جلاله : لولاهم ما
__________________
١. الجامع الكبير ٥ / ٣٠٠ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٩٠ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٠ ، المعجم الأوسط ٢ / ٢٠٧ و ٦ / ٩٠ و ٧ / ٢٦٧ ، تاريخ بغداد ٩ / ٣٧٩.
خلقتكما» (١).
الثاني : ما استفاض في الأخبار من أنّ علم الأئمّة عليهمالسلام أكمل من علوم كلّ الأنبياء عليهمالسلام ، وذلك أنّ من جملته علم الاسم الأعظم ، وهو ثلاثة وسبعون حرفاً ، حرف منها استأثر به الله تعالى نفسه ، واثنان وسبعون علّمها لرسوله ، وأمره أن يعلّمها لأهل بيته.
وأمّا باقي الأنبياء عليهمالسلام ، فقال الإمام الصادق عليهالسلام : «إنّ عيسى بن مريم أُعطي حرفين كان يعمل بهما ، وأُعطي موسى أربعة أحرف ، وإبراهيم ثمانية أحرف ، وأُعطي نوح خمسة عشر حرفاً ، وأُعطي آدم خمسة وعشرين حرفاً ، وإنّ الله جمع ذلك كلّه لمحمّد صلىاللهعليهوآله ...» (٢).
الثالث : إنّ القرآن الكريم أشار إلى أنّ الأنبياء عليهمالسلام لو بُعثوا في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآله ، لما وسعهم إلّا الإيمان به واتّباعه ، ومقتضى الإيمان والاتّباع هو الامتثال لكلّ ما يأمر به النبيّ صلىاللهعليهوآله واتباعه في كلّ شيء.
فلو فرضنا أنّ الأنبياء موجودون في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ونصّ على إمامة الأئمّة عليهمالسلام ، وأمر بأتباعهم ، فهل يسع الأنبياء مخالفة ذلك؟
وحينئذٍ نسأل أيّهما أفضل الإمام أم المأموم؟ والتابع أم المتبوع؟ وإذا ثبتت أفضليتهم في هذا الحال ، فهي ثابتة في كلّ الأحوال ، فليس هناك ما يمنع من أفضلية الأئمّة عليهمالسلام على سائر الأنبياء ، لا عقلاً ولا شرعاً.
الرابع : إنّ أهل السنّة رووا في كتبهم : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «علماء أُمّتي كأنبياء بني إسرائيل» (٣) ، أو بمنزلة أنبياء بني إسرائيل ، ونحو ذلك ، وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله يفتخر بعلماء
__________________
١ ـ معاني الأخبار : ١٠٨.
٢ ـ الكافي ١ / ٢٣٠.
٣ ـ تاريخ ابن خلدون ١ / ٣٢٥ ، فيض القدير ١ / ٢١.
أُمّته يوم القيامة ، فإذا كان العالم المسلم من أُمّة النبيّ صلىاللهعليهوآله بهذه المنزلة والمكانة وهو مهما بلغ في علمه فليس بمعصوم ، فكيف بمن نصّ القرآن على عصمتهم؟ ونوهّ النبيّ صلىاللهعليهوآله بفضلهم ، وورثوا العلوم عن النبيّ صلىاللهعليهوآله واستغنوا عن الناس في المعارف والعلوم ، واحتياج الناس إلى علومهم ومعارفهم.
الخامس : في صفة منبر الوسيلة من النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه منبر يُؤتى به في يوم القيامة ، فيُوضع عن يمين العرش ، فيرقى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثمّ يرقى من بعده أمير المؤمنين عليهالسلام ، فيجلس في مرقاة دونه ، ثمّ الحسن في مرقاة دونه إلى آخرهم ، ثمّ يُؤتى بإبراهيم وموسى وعيسى والأنبياء ، فيجلس كلّ واحد على مرقاته من دون المراقي ... (١).
هذا ، وقد وقع الخلاف بين علمائنا في أفضلية الأئمّة عليهمالسلام على الأنبياء عليهمالسلام ، ما عدا جدّهم صلىاللهعليهوآله ، فذهب جماعة إلى أنّهم أفضل من باقي الأنبياء ما خلا أُولي العزم ـ فهم أفضل من الأئمّة ـ وبعضهم إلى مساواتهم ، وكما ذكرنا سابقاً فإنّ أكثر المتأخّرين على أفضلية الأئمّة على أُولي العزم وغيرهم ، وهو الرأي الصحيح.
وهناك الكثير من الأدلّة على أفضلية الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام على جميع الأنبياء والمرسلين ، أعرضنا عن ذكرها خوف الإطالة عليك ، وللتعرّف على المزيد ، راجع الكتب الآتية :
اللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري ، أفضلية الأئمّة عليهمالسلام لمركز المصطفى ، تفضيل الأئمّة عليهمالسلام للسيّد علي الميلانيّ.
__________________
١ ـ اللمعة البيضاء : ٢١٧.
آية المباهلة
* شأن نزول آية المباهلة في مصادر أهل السنّة
* دلالة آية المباهلة على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام
* جواز المباهلة لغير المعصوم
شأن نزولها في مصادر أهل السنّة
س : في شأن من نزلت آية المباهلة؟ ومَن خرج مع رسول الله صلىاللهعليهوآله للمباهلة؟ وهل صحيح أنّ بعض الصحابة خرجوا معه صلىاللهعليهوآله؟
ج : إنّ الآية المباركة نزلت في شأن رسول الله صلىاللهعليهوآله ومَن خرج معه ، وهم : عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام فقط دون غيرهم ، هذا ما تسالم عليه علماؤنا في كتبهم ، كما ورد هذا المعنى في كتب أهل السنّة : كـ«الجامع الكبير» ، و «المستدرك على الصحيحين» ، و «أحكام القرآن» ، وغيرها (١).
نعم ، هناك رواية بلا سند في «السيرة الحلبية» (٢) ، تضيف عائشة وحفصة.
كما توجد رواية تقول : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج ومعه عليّ وفاطمة والحسنان ، وأبو بكر وولده ، وعمر وولده ، وعثمان وولده.
لكنّ هذه الروايات في الحقيقة غير قابلة للحجيّة لأُمور منها :
__________________
١ ـ اُنظر : الجامع الكبير ٥ / ٣٠٢ ، المستدرك ٣ / ١٥٠ ، الدرّ المنثور ٢ / ٣٩ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٢٩٣.
٢ ـ السيرة الحلبية ٣ / ٢٩٩.
أوّلاً : إنّها روايات آحاد.
ثانياً : إنّها روايات متضاربة فيما بينها.
ثالثاً : إنّها روايات انفرد رواتها بها ، وليست من الروايات المتّفق عليها.
رابعاً : إنّها روايات ضعيفة تعارضها روايات صحيحة.
خامساً : إنّها روايات لا أسانيد لها ، أو أنّ أسانيدها ضعيفة.
إذاً ، تبقى القضية على ما في الصحاح والمسانيد وكتب التفسير والتاريخ ، من أنّ الذين خرجوا معه صلىاللهعليهوآله هم : عليّ وفاطمة والحسنان عليهمالسلام.
دلالة آية المباهلة على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام
س : كيف تدلّ آية المباهلة على إمامة عليّ عليهالسلام؟
ج : يستدلّ علماؤنا بكلمة : وَأَنفُسَنَا (١) على إمامة الإمام علي عليهالسلام ، تبعاً لأئمّتنا عليهمالسلام.
ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الآية هو أمير المؤمنين عليهالسلام نفسه ، عندما احتجّ على الحاضرين في الشورى ، بجملة من فضائله ومناقبه ، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة ، وكلّهم أقرّوا بما قال عليهالسلام (٢).
وروى الشيخ المفيد قدسسره : أنّ المأمون العباسي سأل الإمام الرضا عليهالسلام : أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين عليهالسلام يدلّ عليها القرآن؟ فذكر له الإمام الرضا عليهالسلام آية المباهلة ، واستدلّ بكلمة : وَأَنفُسَنَا (٣).
__________________
١ ـ آل عمران : ٦١.
٢ ـ اُنظر : تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٣٢.
٣ ـ الفصول المختارة : ٣٨.
لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله عندما أمر أن يخرج معه نساؤه أخرج فاطمة عليهاالسلام فقط ، وعندما أُمر أن يخرج أبناؤه أخرج الحسن والحسين فقط ، وعندما أُمر أن يخرج معه نفسه أخرج عليّاً ، فكان عليّ عليهالسلام نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله.
إلّا أنّ كون عليّ نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن ، فيكون المعنى المجازي هو المراد ، وأقرب المجازات إلى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو أن يكون عليهالسلام مساوياً لرسول الله صلىاللهعليهوآله في جميع الخصوصيات ، إلّا ما أخرجه الدليل وهو النبوّة ، إذ لا نبيّ بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ومن خصوصيات رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه أفضل من جميع المخلوقات ، فعليّ عليهالسلام كذلك ، والعقل يحكم بقبح تقدّم المفضول على الفاضل ، إذاً لابدّ من تقدّم علي عليهالسلام على غيره في التصدّي لخلافة المسلمين.
جواز المباهلة لغير المعصوم
س : هل هناك إذن وجواز شرعي للمباهلة لغير المعصوم عليهالسلام ، أي في زماننا؟ وكيف ذلك؟ هل في كافّة المواضيع ، أو في حالات خاصّة؟
ج : وردت أحاديث في هذا المجال (١) تُفيد هذا المعنى ، ولكنّ الذي يبدو منها أنّ هذا الأمر (المباهلة) يختصّ بموضوع العقيدة لا مطلق المواضيع.
أي أنّ ظاهر هذه الروايات اختصاص المسألة بموارد إنكار الحقّ ، وعدم تأثير الأدلّة والحجج في نفوس البعض ، وإصرارهم على الباطل ، ففي هذه الحالة التي يتوقّف إظهار الحقّ على الإقدام بالمباهلة ، يجوز إتيان ذلك بالمواصفات التي جاءت في الروايات من الصوم ، والالتزام بالوقت المحدّد وغيرها.
__________________
١ ـ الكافي ٢ / ٥١٣ باب المباهلة.
آية المباهلة
* دلالة آية الولاية على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام
* تصدّق عليّ عليهالسلام بالخاتم أثناء الصلاة عبادة
* ردّ على شبهة فصل إيتاء الزكاة عن الركوع
دلالة آية الولاية على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام
س : هل تدلّ آية الولاية على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام؟
ج : قال تعالى : إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (١).
ذهب المفسّرون والعلماء من الفريقين إلى أنّها نزلت في حقّ الإمام علي عليهالسلام حينما تصدّق بخاتمه في أثناء الصلاة (٢).
ودلالة الآية الكريمة على ولاية الإمام عليّ عليهالسلام واضحة ، بعد أن قرنها الله تعالى بولايته وولاية الرسول صلىاللهعليهوآله ، ومعلوم أنّ ولايتهما عامّة ، والرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فكذلك ولاية الإمام عليّ عليهالسلام بحكم المقارنة.
تصدّق الإمام عليّ عليهالسلام بالخاتم أثناء الصلاة عبادة
س : سؤالي هو : نحو تصدّق الإمام عليّ بالخاتم ، وهو يصلّي ، والمعروف على أنّ الإمام
__________________
١ ـ المائدة : ٥٥.
٢ ـ اُنظر : شواهد التنزيل ١ / ٢١٩ ح ٢٢٧ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٥٧ ، أنساب الأشراف : ١٥٠ ح ١٥١.
إذا صلّى لا تجلس روحه في الأرض ، ولكن تسبّح في ملكوت الله ، فكيف إذاً كانت حالة الإمام يوم أجاب دعوة الفقير؟ لا بدّ أنّ هناك يداً خفية في ذلك الوقت ، يوم كان الإمام يصلّي من حيث إجابة السائل.
وبودّي أنّ توضّحوا لي ماذا حدث؟ هل توجد اجتهادات في حقيقة المسألة؟ لأنّ ما يُقال : إنّه كان في وقت عبادة ، والتصدّق عبادة هو كلام صحيح لا خلاف عليه ، لكنّ هذا الجواب لا يغنيني ، شاكرين لكم.
ج : للجواب على سؤالك نشير إلى عدّة نقاط :
١ ـ لو كان لهذا الإشكال أدنى مجال ، لما عُدّت هذه القضية عند الله ورسوله وسائر المؤمنين من مناقب عليّ عليهالسلام.
٢ ـ هذا الالتفات من أمير المؤمنين عليهالسلام لم يكن إلى أمر دنيوي ، وإنّما كان عبادة في ضمن عبادة.
٣ ـ المعروف عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه جمع في صفاته بين الأضداد ، حتّى إنّه لما سُئل ابن الجوزي الحنبلي المتعصّب ـ الذي ردّ الكثير من فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام ـ عن نفس هذا الأشكال الذي ذكرتموه أجاب ببيتين :
يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته |
|
عن النديم ولا يلهو عن الناس |
أطاعَهُ سكرُهُ حتّى تمكّن من |
|
فعل الصُحاةِ فهذا واحد الناس |
كما نقله عنه الآلوسي في «روح المعاني» (١).
ردّ على شبهة فصل إيتاء الزكاة عن الركوع
س : هناك مَن يقول : إنّ قوله تعالى : وَهُمْ رَاكِعُونَ إنّما هي صفة ، أي أنّهم
__________________
١ ـ روح المعاني ٣ / ٣٣٦.
يصلّون ، وأيضاً هم يركعون ، أي أنّها تكرار للجملة ، فحين ذكر أنّهم يصلّون ذكر أنّهم يصلّون مرّة أُخرى بقوله : وَهُمْ رَاكِعُونَ ، لأنّه يعبّر عن الصلاة تارة بالركوع ، وهذا يدعو للاستغراب ، فكيف أرد عليه بالردّ الشافي؟ ولكم جزيل الشكر.
ج : إنّ آية الولاية من الآيات الصريحة والواضحة الدلالة على إمامة مَن آتى الزكاة في حال الركوع ، وقد ذكرت روايات كثيرة من الفريقين أنّ سبب نزول الآية هو تصدّق الإمام عليّ عليهالسلام بخاتمه على الفقير ، في حال الركوع أثناء صلاته.
إذاً فهي دالّة على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولكنّ هذا ما يغيظ نفوساً ضعيفة الإيمان ، تحمل في طيّاتها حالة البغض والحقد لعليّ وآله عليهمالسلام ، فأخذوا يبثّون الشبهة تلو الشبهة حول هذه الآية وأمثالها ، ومن تلك الشبه هي هذه الشبهة التي ذكرتموها ، من فصل إيتاء الزكاة من حال الركوع.
ولعلّ أوّل من قال بها من القدماء هو أبو علي الجبائي ، كما ذكرها عنه تلميذه القاضي عبد الجبّار في كتاب «المغني» (١).
وقد أجاب علماؤنا عن هذه الشبهة ، ومنهم الشريف المرتضى قدسسره في كتابه «الشافي في الإمامة» بقوله : «ليس يجوز حمل الآية على ما تأوّلها شيخك أبو علي ، من جعله إيتاء الزكاة منفصلاً من حال الركوع ، ولا بدّ على مقتضى اللسان واللغة من أن يكون الركوع حالاً لإيتاء الزكاة ، والذي يدلّ على ذلك أنّ المفهوم من قول أحدنا : الكريم المستحقّ للمدح الذي يجود بماله وهو ضاحك ، وفلان يغشى إخوانه وهو راكب ، معنى الحال دون غيرها ، حتّى إنّ قوله هذا يجري مجرى قوله : إنّه يجود بماله في حال ضحكه ، ويغشى إخوانه في حال ركوبه.
__________________
١ ـ المغني ٢٠ / القسم الأوّل / ١٣٧.
ويدلّ أيضاً عليه أنّا متى حملنا قوله تعالى : يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (١) على خلاف الحال ، وجعلنا المراد بها أنّهم يؤتون الزكاة ، ومن وصفهم أنّهم راكعون ، من غير تعلّق لأحد الأمرين بالآخر ، كنّا حاملين الكلام على معنى التكرار ؛ لأنّه قد أفاد تعالى بوصفه لهم بأنّهم يقيمون الصلاة ، وصفهم بأنّهم راكعون ؛ لأنّ الصلاة مشتملة على الركوع وغيره ، وإذا تأوّلناها على الوجه الذي اخترناه ، استفدنا بها معنىً زائداً ، وزيادة الفائدة بكلام الحكيم أولى» (٢).
__________________
١ ـ المائدة : ٥٥.
٢ ـ الشافي في الإمامة ٢ / ٢٣٦.
حديث اثني عشر خليفة
* لا ينطبق الحديث إلّا على أئمّة الشيعة
* معنى كون الدين عزيزاً بوجود الأئمّة عليهمالسلام
لا ينطبق الحديث إلّا على أئمّة الشيعة
س : كيف نثبت إمامة الأئمّة الطاهرين دون ما يذهب إليه الزيديّة وغيرهم؟ ولكم منّا جزيل الشكر.
ج : تواتر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قوله : «بعدي اثنا عشر أميراً أو خليفة أو قيّماً ، كلّهم من قريش ، أو كلّهم من بني هاشم» ، وهذا الحديث ورد بألفاظٍ مختلفة ، رواه جميع المسلمين باختلاف مذاهبهم.
وهذا الحديث لا ينطبق إلّا على الأئمّة الاثني عشر ، الذين يأتمّ بهم الشيعة ، لا على أهل السنّة ، ولا على الزيديّة ، ولا على الإسماعيلية.
أضف إلى ذلك ، ما ورد متواتراً عند الشيعة من ذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله أسماؤهم ، وكذلك ما روي متواتراً من طريق الشيعة من نصّ بعضهم على الآخر.
معنى يكون الدين عزيزاً بوجود الأئمّة عليهمالسلام
س : رجائي منكم توضيح معنى الحديث الشريف : «لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة» (١) ، ماذا قصد الرسول صلىاللهعليهوآلهمن هذا الحديث؟
__________________
١ ـ صحيح مسلم ٦ / ٣ ، مسند أحمد ٥ / ٩٠ و ١٠٠ و ١٠٦ ، مسند أبي داود : ١٠٥ و ١٨٠ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٤٤.
وما معنى أن يكون الدين عزيزاً بوجودهم؟ وهل كان الدين عزيزاً في حياتهم أم لا؟ لا أُريد الإطالة ، ولكن أُريد منكم شرحاً كاملاً ووافياً وبالتفصيل ، حتّى يكون المعنى واضحاً لدينا.
وإذا أمكن إرشادي لبعض المصادر للاستفادة منها في معرفة معنى الأحاديث التي تتحدّث عن الأئمّة الاثني عشر ، ووفّقكم الله وسدّد خطاكم.
ج : يمكن تفسير هذا الحديث بعدّة تفاسير ، أبرزها تفسيران :
الأوّل : أنّ الملتزمين بالدين يكونون قليلين ، يعني يكون الدين عزيز الوجود إلى حين ظهور الإمام الثاني عشر عليهالسلام ، حيث يغلب الدين على البسيطة كلّها تحت رعايته ورايته ، فيكون مصداقاً لقوله سبحانه : لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ... (١).
الثاني : أنّ عزّة الدين بالأئمّة عليهمالسلام ، ويبقى الدين مؤيّداً مسدّداً ، وإن كان المتمسّكون به قد يقلّ وجودهم ، ولكن بعد ارتحال الإمام الثاني عشر من الدنيا يرتفع الدين ، ويكون على الأرض شرار الخلق ، بعدما يستولي الفساد عليها ، وتقوم القيامة على شرار الخلق.
ويمكنك لمعرفة معاني الأحاديث المعتبرة الواردة في الأئمّة ، من مراجعة : «مرآة العقول» للعلاّمة المجلسي ، و «بحار الأنوار» للعلاّمة المجلسي ، و «شرح على أُصول الكافي» للمازندراني ، و «كتاب الوافي» للفيض الكاشاني ، و «كتاب مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار» للسيّد عبد الله شبّر.
__________________
١ ـ التوبة : ٣٣.
حديث ردّ الشمس
* ردّ الشمس معجزة للرسول صلىاللهعليهوآله وفضيلة لعليّ عليهالسلام
* مَن ألّف حول ردّ الشمس من أهل السنّة
ردّ الشمس معجزة للرسول صلىاللهعليهوآله وفضيلة لعليّ عليهالسلام
س : يرى أهل الاختلاف والبدع أنّ قضية رجوع الشمس إلى أمير المؤمنين عليهالسلام غير صحيحة ، نرجو التفضّل بالردّ على ذلك.
ج : هذا حديث صحيح أخرجه جمع من الحفّاظ والمحدّثين بأسانيد متعدّدة ، وطرقه كثيرة ، وفيها طرق صحيحة ثابتة ، نصّ على ذلك غير واحد منهم ، وهي تنتهي إلى : الإمام عليّ والإمام الحسين عليهما السلام ، وابن عباس ، وجابر ، وأبي هريرة ، وأبي رافع ، وأبي سعيد الخدري ، وأسماء بنت عميس. كما أنّ بعض كبار علماء أهل السنّة أفردوه بالتأليف.
وللتفصيل حول مَن روى هذا الحديث وصحّح أسانيده ، راجع المصادر التي ذكرت ذلك (١).
وأمّا بخصوص شبهة أهل الاختلاف والبدع ، فإنّ نظرة سريعة في متن الحديث تدفع هذا الإشكال : «عن أسماء بنت عميس : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله صلّى الظهر بالصهباء من أرض خيبر ، ثمّ أرسل عليّاً في حاجة ، فجاء وقد صلّى رسول لله العصر ، فوضع
__________________
١ ـ الغدير ٣ / ١٢٦ ، تاريخ مدينة دمشق : ترجمة أمير المؤمنين.
رأسه في حجر عليّ ولم يحرّكه حتّى غربت الشمس ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اللّهمّ إنّ عبدك عليّاً احتبس نفسه على نبيّه ، فردّ عليه شرقها.
قالت أسماء : فطلعت الشمس حتّى رفعت على الجبال ، فقام علي فتوضّأ وصلّى العصر ، ثمّ غابت الشمس» (١).
ولا أعلم لماذا يحارب النواصب هذه الفضيلة؟ التي هي معجزة لرسول الله صلىاللهعليهوآله قبل أن تكون فضيلة لأمير المؤمنين عليهالسلام.
مَن ألّف حول ردّ الشمس من أهل السنّة
س : تردّدون كثيراً حديث ردّ الشمس لعليّ ، أُريد أن أعلم منكم ما هي مصادركم؟ والدليل على ذلك ، أرجو إفادتي بذلك ، والسلام.
ج : إنّ حديث ردّ الشمس أخرجه جمع من الحفّاظ الأثبات بأسانيد جمّة ، صحّح جمع من مهرة الفنّ بعضها ، وحكم آخرون بحسنه. وشدّد جمع منهم النكير على : ابن حزم ، وابن الجوزي ، وابن تيمية ، وابن كثير ، الذين ضعّفوا الحديث.
وجاء آخرون من الأعلام ، وقد عظم عليهم الخطب بإنكار هذه المأثرة النبويّة ، والمكرمة العلوية الثابتة ، فأفردوها بالتأليف ، وجمعوا فيه طرقها وأسانيدها ، فمنهم :
١ ـ أبو بكر الورّاق ، له كتاب فيمَن روى ردّ الشمس ، ذكره له ابن شهر آشوب في المناقب (٢).
٢ ـ أبو الفتح الموصليّ محمّد بن الحسن الأزدي ، (ت ٣٧٧ هـ) ، له كتاب مفرد فيه ، ذكره له الحافظ الكنجي في الكفاية (٣).
__________________
١ ـ البداية والنهاية ٦ / ٨٨ نقلاً عن تصحيح ردّ الشمس وترغيم النواصب الشمس للحسكاني.
٢ ـ مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٤٣.
٣ ـ كفاية الطالب : ٣٨٣.
٣ ـ أبو عبد الله الجعل الحسين بن علي البصري البغدادي ، (ت ٣٩٩ هـ) ، له كتاب جواز ردّ الشمس ، ذكره له ابن شهر آشوب في المناقب (١).
٤ ـ أبو القاسم الحاكم ابن الحذّاء النيسابوري الحسكاني الحنفي ، (ت ٤٨٣ هـ) ، له رسالة في الحديث أسماها : «مسألة في تصحيح ردّ الشمس وترغيم النواصب الشمس» ، ذكر شطراً منها ابن كثير في البداية والنهاية (٢) ، وذكرها له الذهبي في التذكرة (٣).
٥ ـ أبو الحسن شاذان الفضلي ، له رسالة في طرق حديث ردّ الشمس ، ذكرها له المتّقي الهندي في الكنز (٤).
٦ ـ أخطب خوارزم ، أبو المؤيّد موفّق بن أحمد (ت ٥٦٨ هـ) ، له كتاب ردّ الشمس لأمير المؤمنين عليهالسلام ، ذكره له معاصره ابن شهر آشوب في المناقب (٥).
٧ ـ أبو علي الشريف محمّد بن اسعد بن علي بن معمّر الحسني النقيب النسّابة (ت ٥٨٨ هـ) ، له جزء في جمع طرق حديث ردّ الشمس لعليّ عليهالسلام ، ذكره له ابن حجر في الميزان (٦).
٨ ـ الحافظ جلال الدين السيوطي (ت ٩١١ هـ) ، له رسالة في الحديث ، أسماها : «كشف اللبس عن حديث ردّ الشمس» ، ذكرها له محمّد زهري النجّار ـ من علماء الأزهر ـ في مقدّمته على كتاب شرح المعاني (٧).
٩ ـ أبو عبد الله محمّد بن يوسف الصالحي الدمشقي (ت٩٤٢ هـ) ـ تلميذ السيوطي ـ
__________________
١ ـ مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٤٣.
٢ ـ البداية والنهاية ٦ / ٨٨.
٣ ـ تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٢٠٠.
٤ ـ كنز العمّال ١٢ / ٣٥٠.
٥ ـ مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٧٢.
٦ ـ لسان الميزان ٥ / ٧٦.
٧ ـ شرح معاني الآثار ١ / ٤٦.
له كتاب : «مزيل اللبس عن حديث ردّ الشمس» ، ذكره في سبل الهدى والرشاد (١).
وآخر ما صدر في هذا الباب تتبّعاً وجمعاً هو كتاب : «كشف الرمس عن حديث ردّ الشمس» ، للشيخ محمّد باقر المحمودي المعاصر ، المطبوع من قبل مؤسّسة المعارف الإسلامية.
وأمّا الذين ادرجوا الحديث في تأليفهم فلا يحصون كثرة ، عدّ من العامّة منهم ٣٢ مصنّفاً ، في كتاب كشف الرمس ، وهم أكثر من ذاك بكثير.
ولا يسعنا ذكر تلكم المتون وتلكم الطرق والأسانيد ، إذ يحتاج إلى تأليف ضخم ، غير أنّا نذكر نماذج ممّن أخرجه من الحفّاظ والأعلام ، مَن ذكره من غير غمز فيه ، وبين مَن تكلّم حوله وصحّحه ، وفيها مقنع وكفاية :
١ ـ الحافظ أبو جعفر أحمد بن محمّد الطحاوي (ت ٣٢١ هـ) ، في مشكل الآثار (٢).
٢ ـ الحافظ أبو القاسم الطبراني (ت ٣٦٠ هـ) ، رواه في المعجم الكبير (٣).
٣ ـ الحاكم أبو عبد الله النيسابوري (ت٤٠٥ هـ) ، رواه في تاريخ نيسابور ، في ترجمة عبد الله بن حامد الفقيه الواعظ.
٤ ـ الحافظ ابن مردويه الإصفهاني (ت٤١٠ هـ) ، أخرجه في المناقب (٤).
٥ ـ الحافظ أبو بكر البيهقي (ت ٤٥٨ هـ) ، رواه في الدلائل ، كما في فيض القدير (٥).
٦ ـ الحافظ القاضي عياض أبو الفضل المالكي الأندلسي إمام وقته (ت ٥٤٤ هـ) ، رواه في «الشفا بتعريف حقوق المصطفى» (٦) وصحّحه.
__________________
١ ـ سبل الهدى والرشاد ٩ / ٤٣٧.
٢ ـ مشكل الآثار ٢ / ٨.
٣ ـ المعجم الكبير ٢٤ / ١٤٥.
٤ ـ مناقب علي بن أبي طالب : ١٤٥.
٥ ـ فيض القدير ٥ / ٥٦٢.
٦ ـ الشفا بتعريف حقوق المصطفى ١ / ٢٨٤.