السيد محمّد الصدر
المحقق: الشيخ كاظم العبادي الناصري
الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٦٣
المستوى الأوّل : ما يشبه ما ذكرناه في المستوى الرابع من الحديث عن العبّاس عليهالسلام : من أنّ المصلحة عند الله عزّ وجل تقتضي أن يستشهد عطشاناً هكذا أراد له أبوه ، وهكذا أراد لنفسه ، وقيل : لغرضٍ من أبيه.
المستوى الثاني : إنّ المستوى الطبيعي أو السبب الطبيعي كان متعذّراً تماماً ، ولذا قال الحسين عليهالسلام في الرواية : «وآ غوثاه ، من أين آتي لك بالماء؟».
وأمّا مستوى المعجزة : فقد سبقَ أكثر من مرّة أنّ أسلوب الإسلام من عصر النبي صلىاللهعليهوآله فما بعده ، لم يكن قائماً على ذلك (لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ) (١) ، ولا شكّ أنّ أسلوب المعجزة يختلف عن ذلك.
المستوى الثالث : ما تقولهُ الرواية من أنّه مدّ لهُ لسانه وأعطاه خاتمهُ ، وكلّنا نعرف أنّ اللُعاب يمكن أن يتحلّب مع وجود شيء في الفم ، فيشعر الفرد بشيء من الارتواء ، ويُساعده ذلك على تحمّل الحرب.
الجهة الرابعة : قالوا ـ كما في بعض المقاتل عن رضيع للحسين عليهالسلام ـ : ثمّ أتى به نحو القوم يطلب له الماء ، وقال : «إن لم ترحموني ، فارحَموا هذا الطفل» ، فاختلفَ العسكر فيما بينهم ، فقال بعض : إنّ كان ذنبٌ للكبار فما ذنب الصغار ، وقال آخرون : لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية ، وكادت الفتنة أن تقع بينهم ، فصاح ابن سعد في حرملة بن كاهل : اقطع نزاع القوم ، قال : فوضعتُ السهم في كبد القوس ، وقلت : أللوالد أم للولد؟ قال : بل الولد ، فرميتهُ وهو في حِجر أبيه فذبحته من الوريد إلى الوريد ، فتلقّى الحسين الدم بكفّه ورمى به نحو السماء (٢).
__________________
(١) سورة الأنفال : آية ٤٢.
(٢) مناقب ابن شهرآشوب : ج ٣ ، ص ٢٥٧ ، مثير الأحزان لابن نما : ص ٥٢ ، اللهوف لابن طاووس : ص ٤٩.
فقد يخطر في الذهن : إنّه لماذا أخذَ الحسين رضيعه إلى جانب الأعداء؟ مع أنّه من الواضح حصول قتله على أيديهم ، وهو أمر لا يخفى على الحسين عليهالسلام ، حتّى بالتسبيب الطبيعي فضلاً عن العلم الإلهامي ، ويمكن الجواب على ذلك على عدّة مستويات نذكر منها :
المستوى الأوّل : إقامة الحجّة على الأعداء ، وفضحهم في النتيجة ، إذ يثبت بالحسّ والعيان قتلهم للأطفال والعُزّل ، وهو أمرٌ يثبت على عدّة مستويات منها : أمام أفراد الجيش المعادي نفسه ، ومنها : أمام الجيل المعاصر للحسين عليهالسلام ، ومنها : أمام الأجيال المتأخّرة عنه ، ودلالة ذلك : ما سمعناه عن المؤرّخين من وقوع الخلاف بين أفراد الجيش المعادي ، فقال بعض المنصفين منهم : إذا كان ذنبٌ للكبار فما ذنب الصغار. وقال بعض المُعاندين : لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية. فقد حصلَ التمحيص والامتحان آنيّاً ، فضلاً عن إقامة الحجّة في المدى القريب والبعيد.
وينبغي أن نلتفت أيضاً : إلى أنّ هذا المستوى من التفكير يقتضي التسليم بأنّ الحسين عليهالسلام رأى أنّ إقامة الحجّة أمام الأعداء ، ذو مصلحة أكيدة حتّى لو فدى في سبيلها ولدهُ الرضيع ، وهذا أمرٌ مقنع وجداناً ؛ لأنّ ما حصل من فضيحة هؤلاء لم يكن له مثيل.
المستوى الثاني : إنّ الحسين عليهالسلام أراد التضحية بولده أمام الله سبحانه قبل موته واستشهاده ، ومثلهُ ما رويَ عن العبّاس عليهالسلام ، حيث قال لأخوته الذين كانوا معه في واقعة الطف : تقدّموا يا بَني أمّي لكي أحتسِبكم أمامَ الله سبحانه (١). فهو يَعتبر استشهاد أخوته عملاً وطاعة له شخصياً ، ففي مثل ذلك فكّر الحسين عليهالسلام.
__________________
(١) إعلام الورى للطبرسي : ص ٢٤٨ ، البحار للمجلسي : ج ٤٥ ، ص ٣٨ بتصرّف.
المستوى الثالث : إنّ الإمام الحسين عليهالسلام نفّذ قضاء الله وقدره الذي يعلمه بالإلهام أو بالرواية ، والذي لم يكن منه بُدّ ، بل كان واجباً عليه تنفيذه كوجوب صلاة الظهر علينا ، وقد ضحّى به امتثالاً لأمر الله سبحانه وتسليماً لقضائه. ومن هنا وردَ عن لسانه : «شاء الله أن يراهنّ سبايا». وعن طفله : «شاء الله أن يراه مذبوحاً». والمشيئة إمّا أن تكون تكوينية يعني من القضاء والقدر ، أو تشريعية يعني التكليف والوجوب ، وهي على كلا التقديرين محبوبة لأهل الله سبحانه ومنهم الحسين عليهالسلام ، وهناك مستويات أخرى من الوجوب لا حاجة إلى التطويل بها.
الجهة الخامسة : رويَ أنّه كان من جملة أساليب المحاربة ضدّ الحسين عليهالسلام بعد مقتل أصحابه وأهل بيته : أنّه رماهُ أحد القوم بسهم محدّد مسموم له ثلاث شُعب وقعَ على صدره ، وفي بعض الروايات : وقعَ على قلبه ، فأخذَ السهم فأخرجه من قفاه فانبعث الدم كالميزاب (١).
فهنا قد يحصل سؤالان :
السؤال الأوّل : كيف يمكن أن يكون للسهم ثلاث شُعب وهذا غير معهود في التاريخ ، بل لا يصلح مثل ذلك للرمي كسائر السهام؟
والسؤال الثاني : عن إخراجه من قفاه ، وهل يمكن ذلك؟ وإذا أمكنَ فهو يؤدّي إلى الوفاة فوراً ، مع أنّ هذا لم يحصل؟
أمّا الجواب عن السؤال الأوّل : فبعد تسليم صحّة سند الرواية ، لا نجد أنّها تشير إلى أنّ الشُعب الثلاث متساوية في الارتفاع أم لا ، ولا أنّها قد أصابت جميعاً صدر الحسين عليهالسلام ، بل من الممكن أنّه يكون لهُ رأس واحد كبير ورأسان أصغر منه ، والتأثير الأساسي ـ سواء في الرمي أو في الإصابة ـ للكبير دون
__________________
(١) اللهوف لابن طاووس : ص ٥١ ، الخوارزمي : ج ٢ ، ص ٣٤ ، البحار : ج ٤٥ ، ص ٥٣.
الصغيرين ؛ وإنّما تأثيرهما جانبي أو قليل ولا يمنعان الرامي من الرمي ، ولا السهم من الانطلاق ، مضافاً إلى أنّه من المحتمل أن تكون الشُعب الثلاث من خلف النبلة لا من أمامها.
وأمّا الجواب عن السؤال الثاني : بعد تسليم صحّة سند الرواية أيضاً ، احتمال أن يكون الضمير في قولنا : أخرجهُ من قفاه ، يعني السهم ، أي : سَحبَ السهم من قفاه ، وهو أمرٌ اعتيادي وما لابدّ من وقوعه ، لو كان في الفرد جرأة على سحب السهام من جسمه ، وإنّما تدفّق الدم بكثرة باعتبار كثرة انغراسه في جسم الحسين عليهالسلام ووجود شُعب فيه.
هذا ، مضافاً إلى أنّ الضمير المشار إليه إذا رجع إلى الحسين عليهالسلام ، أمكن القول بأنّ السهم لم يقع في وسط صدره ، بل في أحد جانبيه نسبياً.
ومن هنا لم يكن إخراجه من القفا مستلزماً لتشقّق القلب أو إحدى الرئتين ، لتحدث الوفاة السريعة.
وأمّا عدم تأثير السمّ فيه سريعاً ، مع أنّه وردنا في التاريخ كون السهم مسموماً (١) كما سمعنا ؛ فإنّ ذلك يُعزى إلى تدفّق الدم بكثرة ، الأمر الذي أوجبَ خروج المواد السامّة مع الدم بعد سحب السهم نفسه.
هذا ، وفي كلّ ذلك فإنّ الاحتمال مُبطل للاستدلال وقاطع للسؤال ، ولا نحتاج إلى الجزم أو التأكيد على أحد الوجوه بالذات.
الجهة السادسة : ورَدَنا في التاريخ : أنّه بعد أن حاربَ الحسين عليهالسلام أعداءه وسقط على الأرض ، أمرَ قائد الجيش المعادي جماعة منهم أن يركبوا
__________________
١ ـ المصدر السابق.
الخيول ويدوسوا بحوافرها جسد الحسين عليهالسلام ، فانتدبَ لهُ عشرة من الفوارس ، فداسوا جسد الحسين بخيولهم حتّى رضّوا ظهره وصدره (١).
وقد سمعتُ شخصاً مَن يستشكل على ذلك بما مؤدّاه : (إنّني راكب مُجيد للخيل وأعرف طبائعها ، فهي تقفز القفزة الطويلة وتتحاشى في طريقها العوائق ، ومن المعلوم أنّ جسد الإنسان مهما يكن ضخماً لا يُعدّ عائقاً مهمّاً عن سير الفرس ، ممّا يُسبّب استبعاد أن يتعمّد الفرس وضع حوافره على جسد الإنسان ، بل سوف يتجنّبه لا محالة).
مضافاً إلى سؤالين آخرين لا يخلوان من أهمية :
السؤال الأوّل : إنّ الخيل لو داست الجسد الشريف أو جسد أي إنسان ، فسوف لن تؤثّر فيه أثراً يُذكر لصلابة لحمه وقوّة عظمه.
والسؤال الثاني : إنّ المتوقّع أن تتحامى الخيل وتتجنّب عن عمد الدوس على الجسد الشريف وتعصي راكبيها ، وإن كانت حيوانات ؛ لأنّ الجسد الشريف من وضوح الأهمية والعظمة بحيث لا يخفى حتّى على الحيوانات ، وخاصّةً لحيوان ذكي كالفرس ، أو لأنّ هذه مهانة لا ينبغي أن يريدها الله عزّ وجل لوليّه الجليل عليهالسلام ، فلابدّ أن يَصرف هذه الحيوانات عند عملها هذا على كلّ حال.
أمّا الجواب عن السؤال الأوّل ـ وهو الرئيسي الذي عرضناه في هذه الجهة ، وهو عن تجنّب الفرس الدوس على جسد إنسان ، بل نراها تطفر فوقه لا محالة ـ : وهذا صحيح لو نظرنا إلى طبيعة الفرس في الظروف الاعتيادية ، أو قل : إذا نظرنا إلى السير الاعتيادي للفرس ، إلاّ أنّ هذا النظام سوف يختلّ بكلّ وضوح
__________________
(١) تاريخ الطبري : ج ٦ ، ص ١٦١ ، الإرشاد للمفيد : ص ٢٤٢ ، مناقب ابن شهرآشوب : ج ٣ ، ص ٢٥٩ ، اللهوف : ص ٥٧ ، ابن نما : ص ٥٩ ، الخوارزمي : ج ٢ ، ص ٣٨.
لو أراد راكبها على أن يكون فارساً ماهراً ، بأن يأمرها أو يقهرها على أن تدوس على أيّ شيء ، فهي سوف تفعل لا محالة.
وهذا واضح لا ينبغي الشكّ فيه ، ومعه ينسدّ ذلك السؤال تماماً بل يبدو سُخفه وضِعته.
وأمّا السؤال الثاني : وقد كان عن صلابة الجسد بحيث لا يمكن أن تؤثر فيه الخيل ، فهو أسخف من سابقه ؛ لأنّنا إن تحدّثنا عن اليدين والرجلين ، كان لهذا السؤال قسطٌ من الوجاهة ، وأمّا لو تحدّثنا عن الجسد نفسه ، أو ما يسمّى بالجذع طبياً ـ وهو المتكوّن من الصدر والبطن ـ فلا وجه للسؤال أصلاً.
وأمّا السؤال الثالث : وهو عن تجنّب الحيوان فعل ذلك هيبة للحسين عليهالسلام وإجلالاً؟
فجوابهُ : إنّ هذا إنّما يكون بالمعجزة دون غيرها ، وقد كرّرنا عدم إمكان وقوعها في مثل ذلك ، وإذا أراد الله سبحانه مزيد البلاء لمزيد الثواب للحسين عليهالسلام ، ففي قدرته جلّ جلاله أن يحجب هيبة الحسين وعظمته عن هؤلاء الحيوانات ، ويدعها تعمل على المستوى الطبيعي ، ومن المعلوم أيضاً أنّ الله عزّ وجل حين يريد المزيد من البلاء ، فإنّ جزءاً مهمّاً منه سيكون هو تحمّل المهانة لا محالة ، وهذا لا ينافي ما قلناه في أوّل هذا البحث من أنّ الحسين عليهالسلام لم يجد الذلّة ، ولم يمرّ بها على الإطلاق ؛ لأنّ غاية ما يثبت هنا : هو أنّ الأعداء أرادوا له الذلّة ، وهذا أمرٌ أكيد لا نستبعده عنهم ، أمّا وقوعها حقيقة عليه أو وقوعه فيها ، فهذا ما نحاشيه (سلام الله عليه) ؛ فإنّ (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (١).
__________________
(١) سورة المنافقين : آية ٨.
الجهة السابعة : قالوا : وأقبلَ فرس الحسين بعد سقوطه عليهالسلام عنه ، يدور حوله ويُلطّخ عُرفه وناصيته بدمه ، فصاحَ ابن سعد بقومه : دونَكم الفرس ؛ فإنّه من جياد خيل رسول الله ، فأحاطت به الخيل ، فجعلَ يضرب برجليه حتّى قتلَ رجالاً وأفراساً كثيرة ، فقال ابن سعد : دعوهُ ننظر ما يصنع ، فلمّا أمنَ الطلب ، أقبلَ نحو الحسين عليهالسلام ، فأخذَ يمرِّغ ناصيته بدمه ويشمّه ويصهل صهيلاً عالياً ، ثمّ توجّه إلى المخيّم بذلك الصهيل الحزين (١) ، وفي بعض الأخبار المنقولة أنّه : ضربَ رأسه بعمود الخيمة حتّى مات (٢).
فقد يقع السؤال : عن إمكان إدراكه وتشخيصه للموقف بغضّ النظر عن حصول المعجزة ، وهو حيوان وليس بإنسان بطبيعة الحال.
وجواب ذلك : إنّنا إن أخذنا بفكرة المعجزة ، أمكنَ القول بأنّ معاشرة المعصومين (سلام الله عليهم) من قِبل الإنسان والحيوان معاً ، مؤثّرة في تكامله وفهمه ، كلّ واحدٍ بمقداره واستحقاقه واستعداده ، أمّا كيفيّة تقبّل ذلك بالنسبة إلى الحيوان ، فهو أمر غير واضح ؛ لأنّ مستوى فهم الحيوانات أمر غير واضح بدوره ، إلاّ أنّ عدم وضوحه لا يعني عدم ثبوته ولو بنحو الاحتمال القاطع للاستدلال.
وإن لم نأخذ بفكرة المعجزة ، فمن الأكيد أنّ الفرس من أذكى الحيوانات وأرقاها ، وهي عند علماء الحيوان تأتي بعد القرد مباشرة وخاصّة الأفراس العربية الأصيلة ، وقد كان فرس الحسين عليهالسلام واحداً منها ، فهي تَعرف صاحبها وتحبّه ، وتعرف ذويه وتصبر على ما ينوبها في سبيله من جوعٍ أو عطش ، وتحسّ بإكرام
__________________
(١) أمالي الصدوق : ص ١٤ ، مجلس ٣٠ ، الخوارزمي : ج ٢ ، ص ٣٧ ، البحار : ج ٤٥ ، ص ٥٧.
(٢) البحار : ج ٤٥ ، ص ٦٠ ، الدمعة الساكبة : ص ٣٤٧ ، أسرار الشهادة : ص ٤٣٦.
صاحبها لها وغير ذلك من الأمور ، فليس عَجباً أن يفعل فرس الحسين عليهالسلام ذلك ، نعم ، يبقى قتله لنفسه منوطاً بفكرة المعجزة أو بصحّة الرواية.
الجهة الثامنة : نقلَ التاريخ عن زيد بن أرقم وهو أحد الصحابة ـ وقد كان يومئذٍ بالشام ـ أنّه سمعَ رأس الحسين عليهالسلام يتلو قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً) (١) ، فقال زيد بن أرقم : سيدي ، رأسك أعجب وأغرب (٢).
فهل نُصدِّق هذه الرواية أو نستبعدها باعتبار أنّه من المستحيل طبيعياً أن ينطق الموتى مطلقاً ، أو قل : أن ينطق الرأس وهو متصل بصاحبه ، فضلاً عمّا إذا كان مقطوعاً ، فضلاً عمّا إذا كان مرّ على قطعه رَدح من الزمن؟
إلاّ أنّ هذا الاستبعاد في غير محلّه ؛ لعدّة مستويات من التفكير نذكر منها :
المستوى الأوّل : إنّه من الواضح أنّ مثل هذه الروايات لا ينبغي أن نعرضها أمام القانون الطبيعي ؛ لأنّها قائمة على خصوص المعجزة ، وليس لها من القانون الطبيعي أيّ نصيب ، وإذا حَدثت المعجزة أمكنَ ذلك وغيره ، وبالمعجزة نطقَ رأسان في البشرية المعروفة هما : رأس يحيى بن زكريا عليهماالسلام ، ورأس الحسين عليهالسلام.
المستوى الثاني : إنّ نُطق الرأس ؛ إنّما كان لإقامة الحجّة على أهل الشام الذين كانوا يجهلون شأن الحسين وإمامته وصدق قضيته ، بل كان الحكّام لديهم يغرسون في أذهانهم أنّ هذا الموكب لسبايا غير مسلمين من الروم ، أو الزنج ، أو الديلم ، أو القبط ونحو ذلك ، وكان لابدّ لهذا الجانب ـ أعني لموكب الحسين عليهالسلام ـ أن يُثبّت صِدق قضيّته ، وفي الواقع أنّهم لم يُقصّروا في ذلك بعد أن
__________________
(١) سورة الكهف : آية ٩.
(٢) البحار للمجلسي : ج ٤٥ ، ص ١٢١.
تكلّم الإمام زين العابدين وزينب بنت علي عليهماالسلام وآخرون ، وحَدثت له عدّة مآتم في الشام فورياً.
ومحلّ الشاهد الآن : أنّ الحسين نفسه شاركَ في هذه الحملة الواسعة للهداية والإعلام ، وذلك بقراءته القرآن وهو فوق رأس رمح طويل ، كانت مشاركته أوكد من كلّ المشاركات ؛ لأنّه الشخص الرئيسي والأهمّ أوّلاً ، ولأنّ مشاركته اعجازية ثانياً ، وهاتان الصفتان لم تحصل لأيّ من المشاركين الآخرين في معسكر الحسين عليهالسلام وإن عَلا شأنهم.
المستوى الثالث : إنّي شخصياً كنتُ موجوداً في ليلة من الليالي قبل خمس وعشرين سنة تقريباً ، في جلسة من جلسات تحضير الأرواح ، وقد خطرَ لي أن أسأل إحداها قائلاً : هل تكلّم رأس الحسين عليهالسلام؟ وكان في حسباني أن تقول : نعم ، أم لا ، فكان من العَجب أنّها قالت : تكلّم سبع مرّات ، فقلنا : لعلّه تكلّم بهذا المقدار ولم يُنقل من التاريخ إلينا ، وإذا أمكنَ ذلك مرّة أمكنَ مرّات عديدة وليس في قدرة الله بمستغرَب.
وحصلتُ على كتاب بعد خمس وعشرين سنة بعنوان (الحسين في الفكر المسيحي) تأليف (أنطوان بارا) : وهو مسيحي مُنصف مَجّدَ الحسين ورثى لهُ ، وقارنَ شهادتهُ بما يعتقدونه من مقتل المسيح وشهادته ، وإذا بي أجد في هذا الكتاب النقول التاريخية عن كلام رأس الحسين عليهالسلام ، فأحصيتُها فإذا بها سبعة ، كما سمعتُ من تلك الروح قبل خمس وعشرين سنة ، ورُبّ صدفة خيرٌ من ميعاد.
وأودُّ فيما يلي أن أنقل عبارة المؤلِّف ، وما أجادهُ من التعب في نقل الجانب التاريخي الإسلامي الناطق بتاريخ رأس الحسين الناطق (سلام الله عليه) ،
وسأقوم بترقيمها تنبيهاً للقارئ على عددها ، بالرغم أنّها من المصدر الذي أنقل عنه غير مرقّمة ، ولعلّ المؤلِّف لم يلتفت إلى أنّها سبعة موارد أو إلى أهميّة كونها سبعة ، قال :
١ ـ ولمّا حُمل الرأس الشريف إلى دمشق ونُصب في مواضع الصيارفة ، وهناك لغط المارّة وضوضاء المتعاملين ، فأراد سيّد الشهداء توجيه النفوس نحوه ليسمعوا عضاتهُ ، فتنحنحَ الرأس تنحنحاً عالياً ، فاتّجهت إليه الناس واعترتهم الدهشة ، حيث لم يسمعوا رأساً مقطوعاً يتنحنح قبل يوم الحسين عليهالسلام ، فعندها قرأ سورة الكهف إلى قوله تعالى : (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) (١).
٢ ـ وصُلب على شجرةٍ ، فاجتمع الناس حولها ينظرون إلى النور الساطع فأخذَ يقرأ : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (٢).
٣ ـ وقال هلال بن معاوية رأيت رُجلاً يحمل رأس الحسين عليهالسلام والرأس يخاطبه : (فرّقتَ بين رأسي وبَدني) ، فرفعَ السوط وأخذَ يضرب الرأس حتّى سكت.
٤ ـ ويُحدّث ابن وكيدة : أنّه سمعَ الرأس يقرأ سورة الكهف فشكّ في أنّه صوته أو غيره ، فتركَ عليهالسلام القراءة والتفتَ إليه يُخاطبه : (يا بن وكيدة ، أما عَلمتَ أنّا معشر الأئمّة أحياءٌ عند ربّهم يُرزقون).
٥ ـ عَزم ابن وكيدة على أن يَسرق الرأس ويدفنهُ ، وإذا الخطاب من الرأس الشريف : «يابن وكيدة ، ليس إلى ذلك من سبيل ، إنّ سَفكهم دمي أعظم عند الله من تسييري على الرمح ، فَذَرهم فسوف يعلمون أنّ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يُسحبون».
__________________
(١) سورة الكهف : آية ١٣.
(٢) سورة الشعراء : آية ٢٢٧.
٦ ـ وقال المنهال بن عمرو : رأيتُ رأس الحسين (ع) بدمشق على رمح وأمامه رجل يقرأ سورة الكهف ، حتّى إذا بلغَ إلى قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً) (١) ، نطقَ الرأس بلسانٍ فصيح :
«أعجَبُ من أصحاب الكهف قَتلي وحَملي».
٧ ـ ولمّا أمرَ يزيد بقتل رسول مَلك الروم ، حيث أنكرَ عليه فعلته ، نطقَ الرأس الشريف بصوتٍ رفيع : (لا حولَ ولا قوّة إلاّ بالله).
أقول : وقد أخرجها المؤلِّف من مصادرها ، وذكرها في هامش كتابه هذا ، فراجِعه (٢).
وينبغي هنا أن نلتفت إلى أنّ كثرة النقل يسمّى بالاصطلاح بالاستفاضة (٣) ، فلو كان النقل مقصوراً على رواية زيد بن أرقم التي هي أشهرها ، لأمكنَ مناقشتها أو التشكيك فيها ، ولكن ليس إلى ذلك من سبيل بعد الذي سمعناه من كثرة النقل ، وكان فيما نقلَ عنه المؤلِّف المذكور كُتبت من كلا
__________________
(١) سورة الكهف : آية ٩.
(٢) لقد لفتَ انتباهي أنّ هذه الروايات السبع ـ التي ذَكرها صاحب كتاب (الحسين في الفكر المسيحي) ـ إذا أُضيفت إلى الرواية السابقة التي ذكرها سماحة المؤلِّف عن زيد بن أرقم ، لأصبحت ثمانية وقد راجعتُ سماحة المؤلِّف في ذلك ، فأجابني قائلاً :
(قد يقال : إنّ هذه السبعة إذا انضمّت إلى رواية زيد بن أرقم كانت ثمانية ، ويمكن أن يجاب بعدّة وجوه منها : أنّ فاعل يقرأ في قوله : (يقرأ سورة الكهف) ـ وهي الرواية رقم (٦) من التسلسل السابق ـ يعود إلى رأس الحسين عليهالسلام ، وقولهُ : (نطقَ) على معنى بيان شكل من أشكال التفسير للآية ، وتكون هذه القراءة لسورة الكهف هي التي سمعها زيد بن أرقم والمنهال بن عمرو معاً ، فَرَوياها بروايتين مختلفتين إلاّ أنّ الحادثة واحدة.
(٣) الاستفاضة : وهي كون الرواة للحديث أكثر من ثلاثة في جميع طبقات سلسلة الحديث ، وصولاً إلى الطبقة الأولى الذين يروون عن الرسول صلىاللهعليهوآله.
الفريقين.
بقي أن نشير إلى ما ذكرناه في نهاية السؤال نفسه ، من طول المدّة على الرأس الشريف وسيره من كربلاء إلى دمشق تحت حرارة الشمس ، فهل يعني هذا تغيّره ، أو تبديل معالمه ، أو تعذّر نطقه؟ كلاّ ، بطبيعة الحال إذا التفتنا لأمرين :
أحدهما : إنّ المعجزة لا يختلف فيها طول المدّة وقصرها ، بل ولا انحفاظ الصورة وعدمها ، وإن كان من الواضح أنّ رأس الحسين عليهالسلام كان باقياً على الشكل الذي قُطع فيه لم يتغيّر إطلاقاً ، وهذا ما نعرفه فيما يلي.
وثانيهما : إنّنا نعرف بوضوح في الدين : أنّ أجساد الأفراد الذين يكونون في درجة عالية من الإيمان قابلة للبقاء والاستمرار ، بدون أن تبلى ، أو تتفسّخ ، أو تحصل منها روائح نتنة ونحو ذلك ، بل يبقى الجسد نظيفاً طريّاً كأنّه ماتَ من ساعته ، وهو أمرٌ متواتر ومحسوس في كثير من الموارد.
ومحلّ الشاهد الآن : أنّ هذا لا يُفرّق فيه بين المدفون وغير المدفون ، وهذا هو الذي يُفسّر حفظ الأجساد لشهداء كربلاء ، وقد بَقيت قبل الدفن ثلاثة أيّام كاملة تحت الشمس ، فلم تُصب بسوء ، ويفسّر أيضاً حفظ الرؤوس وقد ساروا بها على الرماح من كربلاء إلى الكوفة إلى دمشق ، في الفصل القائض الشديد الحرّ ، فلم تُصب بسوء.
وهذا من جملة الأمور العديدة التي كانت سبباً لإقامة الحجّة على كلّ الجيل المعاصر لقتل الحسين عليهالسلام ، بل والأجيال المتأخّرة عنه وخاصّة أولئك الأعداء الذين قطعوا الرؤوس بكلّ قسوة ، ولم تكن عندهم إنسانية ، وحَملوها على الرماح وسيّروها كلّ هذا السير الطويل.
بل الأمر يمكن أن يسير فيه خطوة أخرى : وهو الجزم بأنّ هؤلاء الأعداء كانوا يعلمون لدى قطعهم الرؤوس ـ لأوّل مرّة وعزمهم على حملها وتسييرها
كانوا يعلمون أنّها غير قابلة للتغيير والتعفّن ، وإلاّ فمن الواضح جدّاً أنّ الرؤوس الاعتيادية سوف لن تعيش تحت الشمس بشكلٍ سليم أكثر من نهار واحد ، ثمّ يكون لها رائحة نتنة غير قابلة للتحمّل بالنسبة إلى حامل الرأس ولا من حوله ، وهذا ما ينبغي أن يكون معلوماً لهم سَلفاً ، ومع ذلك عَزموا على قطعها وتسييرها ، الأمر الذي يدلّ على علمهم بأنّ قضية الحسين عليهالسلام على حقّ وأنّه وأصحابه من الأولياء ، وأنّ أعداءه على خطأ وباطل بما فيهم هم الذين قطعوا الرؤوس. ولا غرابة في ذلك حين نسمع قوله تعالى : (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً) (١) ، وقول بعض أعداءه له : قلوبنا معك وسيوفنا عليك (٢) ، الأمرُ الذي يبرهن أنّهم كانوا يعيشون انشطاراً في الشخصية ، وهذا هو الذي يجعل موقفهم أمام الله سبحانه أشّد مسؤولية وأعظم عقوبة.
فهذه ثمان جهات لأهمّ الأسئلة التي قد قد تُثار حول واقعة الطف وما بعدها ، وأحسبُ أنّ الأمور الأخرى فيها لا تحتاج إلى توضيح ، وإنّما يحتاج القارئ الكريم بالنسبة إليها إلى اطّلاع ؛ لكي يجد مواطن العظمة والجهاد والصبر للحسين وأصحابه سلام الله عليهم أجمعين.
|
حُرّر بتاريخ ١٩ / ٢ / ١٤١٤ هـ محمّد الصدر |
__________________
(١) سورة النمل : آية ١٤.
(٢) العقد الفريد : ج ٤ ، ص ٣٨٤ بتصرّف ، الإرشاد للمفيد : ص ٢١٨ ، ط نجف.
مصادر التحقيق
(ا) |
||
١ ـ الاخبار الطوال |
|
ابي حنيفة بن داود الدينوري |
٢ ـ شيخ المضيرة ابو هريرة |
|
محمود ابو ريّة |
٣ ـ ادب الطف |
ط بيروت |
السيد جواد شبر |
٤ ـ الارشاد |
ط نجف |
محمد بن النعمان العكبري (المفيد) |
٥ ـ الاستيعاب في معرفة الاصحاب |
|
يوسف بن عبدالبر |
٦ ـ أُسد الغابة |
|
علي بن محمد بن الاثير الجزري |
٧ ـ اسرار الشهادة |
ط حجري |
آغا بن عابدين (الفاضل الدربندي |
٨ ـ اسعاف الراغبين |
|
الشيخ محمد الصبان |
٩ ـ اقرب الموارد |
ط بيروت |
سعيد الخوري السرثوني اللبناني |
١٠ ـ اعلام الورى باعلام الهدى |
|
الفضل بن الحسن الطبرسي |
١١ ـ اعيان الشيعة |
|
محسن امين العاملي |
١٢ ـ الامالي |
ط نجف |
محمد بن علي الصدوق |
١٣ ـ الامالي |
ط نجف |
محمد بن الحسن الطوسي |
١٤ ـ الامالي والسياسة |
ط نجف |
عبدالله بن قتيبة الدينوري |
١٥ ـ انساب الاشراف |
ط مصر |
احمد بن يحيى البلاذري |
١٦ ـ الايفاد |
ط نجف |
محمد علي الشاه العظيمي |
(ب) |
||
١٧ ـ بحار الانوار |
|
محمد باقر المجلسي |
١٨ ـ البداية والنهاية في التاريخ |
|
اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي |
١٩ ـ البرهان في علامات ظهور صاحب الزمان |
|
علي المتقي بن حسام الدين هندي |
٢٠ ـ بصائر الدرجات |
ط ايران |
محمد بن الحسن بن فروخ الصفار |
٢١ ـ بغية النبلاء في تاريخ كربلاء |
|
عبدالحسين الكليدار ال طعمة |
(ت) |
||
٢٢ ـ تاريخ الاسلام |
|
محمد بن احمد الذهبي |
٢٣ ـ تاريخ مدينة دمشق |
|
علي بن هبة الله الشافعي (ابن عساكر) |
٢٤ ـ تاريخ الامم والملوك |
ط مصر |
محمد بن جرير الطبري |
٢٥ ـ تاريخ الفتوح |
|
ابي محمد احمد بن اعثم |
٢٦ ـ تاريخ الخميس في احوال انفس النفيس |
|
حسين بن محمد الديّار بكري |
٢٧ ـ تحف العقول عن ال الرسول |
|
الحسن بن علي بن شعبة البحراني |
٢٨ ـ ترجمة الامام الحسين (ع) من تاريخ دمشق |
ط بيروت |
محمد باقر المحمودي |
٢٩ ـ التفسير الكبير |
|
الفخر الرازي |
٣٠ ـ تهذيب الاحكام |
|
محمد بن الحسن الطوسي |
٣١ ـ تهذيب التهذيب |
|
احمد بن علي بن حجر العسقلاني |
(ج) |
||
٣٢ ـ جامع السعادات |
ط نجف |
محمد بن مهدي النراقي |
(ح) |
||
٣٣ ـ الحسين في الفكر المسيحي |
|
انطوان بارا |
٣٤ ـ حياة الامام الحسين |
|
باقر شريف القرشي |
(خ) |
||
٣٥ ـ الخصائص الكبرى |
|
عبدالرحمن بن ابي بكر السيوطي |
٣٦ ـ الخصائص الحسينية |
ط نجف |
جعفر التستري |
(د) |
||
٣٧ ـ دائرة معارف القرن العشرين |
|
محمد فريد وجدي |
٣٨ ـ الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد |
|
محسن الامين العاملي |
٣٩ ـ الدمعة الساكبة في المصيبة |
ط حجري |
عبدالكريم الدهدشتي |
٤٠ ـ ديوان ابو العتاهية |
|
اسماعيل بن قاسم |
(ر) |
||
٤١ ـ رابعة العدوية والحياة الروحية في الاسلام |
ط مصر |
طه عبدالباقي سرور |
٤٢ ـ رجال السيد بحر العلوم |
|
محمد مهدي بحر العلوم |
٤٣ ـ رياض المدح والرثاء |
ط نجف |
حسين بن علي البحراني |
(س) |
||
٤٤ ـ السراط السوي في مناقب ال النبي |
|
|
٤٥ ـ سفينة النجاة |
|
للعياشي |
٤٦ ـ سفينة البحار |
|
عباس بن محمدرضا القمي |
٤٧ ـ سير السالكات المؤمنات الخيرات |
|
ابوبكر الحصني |
(ش) |
||
٤٨ ـ شذرات الذهب في اخبار من الذهب |
|
عبدالحي بن عباد الحنبلي |
٤٩ ـ شرح نهج البلاغة |
ط بيروت |
عبدالحميد بن ابي الحديد |
٥٠ ـ شرح شافية ابي فراس |
|
|
٥١ ـ شهيدة العشق الالهي |
|
عبدالرحمن بدوي |
٥٢ ـ شواهد التنزيل |
ط بيروت |
عبيدالله بن احمد (الحاكم الحسكافي) |
(ص) |
||
٥٣ ـ الصواعق المحرقة |
|
احمد بن حجر الهيثمي المالكي |
(ط) |
||
٥٤ ـ الطبقات الكبرى |
|
محمد بن سعد البصري الواقدي |
(ع) |
||
٥٥ ـ العقد الفريد |
|
احمد بن محمد بن عبد ربه الاندلسي |
٥٦ ـ عمدة الطالب في انساب ابي طالب |
|
احمد بن علي بن عنبسه |
٥٧ ـ عيون اخبار الرضا |
|
محمد بن علي الصدوق |
(ف) |
||
٥٨ ـ الفاخر |
|
ابي طالب المفضل بن سلمه |
٥٩ ـ الفصول المهمة |
|
علي بن محمد المالكي الصباغ |
(ك) |
||
٦٠ ـ الكافي |
ط مهران |
محمد بن يعقوب الكليني الرازي |
٦١ ـ كامل الزيارات |
|
جعفر بن محمد بن قولويه |
٦٢ ـ الكامل في التاريخ |
|
علي بن محمد بن الاثير |
٦٣ ـ الكبريت الاحمر في شرائط المنبر |
|
محمد باقر البيرجندي |
٦٤ ـ كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد |
ط قم |
الحسن بن يوسف بن المظهر الحلي |
٦٥ ـ كشف الغمة |
ط نجف |
علي بن عيسى الاربلي |
٦٦ ـ كشف الكربة في وصف اهل الغربة |
|
عبدالرحمن بن رجب الحنبلي |
٦٧ ـ الكنى والالقاب |
|
عباس بن محمدرضا القمي |
٦٨ ـ كنزالعمال |
|
علي المتقي بن حسام الدين الهندي |
(ل) |
||
٦٩ ـ اللهوف |
|
علي بن موسى بن طاووس |
(م) |
||
٧٠ ـ مثير الاحزان |
ط نجف |
محمد بن جعفر بن نما الحلي |
٧١ ـ مجمع الامثال |
ط بيروت |
احمد بن محمد النيسابوري الميداني |
٧٢ ـ مجمع البحرين |
ط نجف |
فخر الدين الطريحي |
٧٣ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن |
|
الفضل بن الحسن الطبرسي |
٧٤ ـ المحتضر |
|
حسن بن سليمان الحلي |
٧٥ ـ محاسن التأويل |
|
محمد جمال الدين القاسمي |
٧٦ ـ مختصر بصائر الدرجات |
|
حسن بن سليمان الحلي |
٧٧ ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر |
|
علي بن الحسين المسعودي |
٧٨ ـ مرآة العقول |
|
محمدباقر المجلسي |
٧٩ ـ مرأة الزمان في تاريخ الايمان |
|
يوسف بن فزاد غلى (سبط بن الجوزي) |
٨٠ ـ مرأة الزمان وعبرة اليقظان |
|
عبدالدين اسعد اليافعي |
٨١ ـ مستدرك الوسائل |
|
حسين بن محمدتقي النوري الطبرسي |
٨٢ ـ مصباح الشريعة |
|
|
٨٣ ـ مطالب السؤول في مناقب الرسول |
|
محمد بن طلحة القريشي العلوي |
٨٤ ـ مع الحسين في نهضته |
ط بيروت |
اسد الحيدر |
٨٥ ـ المعجم مما استعجم |
|
عبدالله بن عبدالعزيز الاندلسي |
٨٦ ـ معجم البلدان |
|
ياقوت بن عبدالله الحموي |
٨٧ ـ مفاتيح الجنان |
ط حجري |
عباس بن محمدرضا القمي |
٨٨ ـ مقاتل الطالبين |
ط بيروت |
ابي فرج الاصفهاني |
٨٩ ـ مقتل الحسين |
ط نجف |
سيد عبدالرزاق المقرم |
٩٠ ـ |
ط نجف |
|
٩١ ـ مقتل الحسين |
ط نجف |
لوط بن يحيى بن ابي مخنف |
٩٢ ـ مناقب ال ابي طالب |
ط نجف |
محمد بن علي بن شهرآشوب |
٩٣ ـ المنتخب |
ط نجف |
فخرالدين النجفي الطريحي |
٩٤ ـ منية المريد في اداب المفيد والمستفيد |
ط نجف |
زين الدين بن علي العاملي |
٩٥ ـ الميزان في تفسير القرآن |
ط بيروت |
محمد حسين الطباطبائي |
(ن) |
||
٩٦ ـ ناسخ التواريخ |
|
محمدتقي سپهر |
٩٧ ـ نهاية الارب |
|
احمد بن عبدالوهاب النوري |
٩٨ ـ نهج البلاغة |
ط بيروت |
الدكتور صبحي الصالح |
٩٩ ـ نور الابصار |
ط بيروت |
السيد مؤمن الشبلجي الشافعي |
(و) |
||
١٠٠ ـ الوافي |
ط حجري |
محمد بن مرتضى (الفيض الكاشاني) |
١٠١ ـ واقعة الطف |
|
محمدتقي بحر العلوم |
١٠٢ ـ وسائل الشيعة |
ط بيروت |
محمد بن الحسن العاملي |
١٠٣ ـ وفيات الاعيان |
ط بيروت |
احمد بن محمد بن خلكان |
فهارس عامة