بِسْمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ
٥٣
( باب )
*
« ( الدعاء عند شروع عمل في الساعات والايام المنحوسة ) » *
*
« ( وما يدفع الفال والطيرة ) » *
١
ـ ما : الفحّام ، عن المنصوريّ ، عن سهل بن يعقوب بن إسحاق الملقّب بأبي نواس المؤدِّب في المسجد المعلّق في صُفَّة سبيق بسرَّ من رأى قال المنصوري :
وكان يلقّب بأبي نواس لأنّه كان يتخلّع ويتطيّب معي ، ويظهر التشيّع على الطيبة فيأمن على نفسه ، فلمّا سمع الامام عليهالسلام لقّبني بأبي نواس
قال : يا أبا السريّ أنت أبو نواس الحقّ ، ومن تقدَّمك أبو نواس الباطل ، قال : فقلت له ذات يوم : يا سيّدي قد وقع لي اختيارات الأيّام عن سيّدنا الصادق عليهالسلام ممّا حدَّثني به الحسن بن عبد الله بن مطهّر ، عن محمّد بن سليمان الديلميّ ، عن أبيه ، عن سيّدنا الصادق عليهالسلام في كلِّ شهر فأعرضه
عليك ؟ فقال لي : افعل .
فلمّا
عرضته عليه وصحّحته قلت له : يا سيّدي في أكثر هذه الأيّام قواطع عن المقاصد ، لما ذكر فيها من التحيّر والمخاوف ، فتدلّني على الاحتراز من المخاوف فيها ، فانّما تدعوني الضرورة إلى التوجّه في الحوائج فيها ، فقال لي : يا سهل إنَّ لشيعتنا بولايتنا لعصمة لو سلكوا بها في لجّة البحار الغامرة ، وسباسب
البيد الغائرة بين السباع والذئاب ، وأعادي الجنِّ
والانس ، لاٰمنوا من مخاوفهم
______________________
بولايتهم لنا ، فثق بالله عزَّ وجلَّ ، وأخلص في الولاء
لأئمّتك الطاهرين ، وتوجّه حيث شئت ، واقصد ما شئت إذا أصبحت وقلت ثلاثاً :
«
أصبحت اللّهمَّ معتصماً بذمامك [ وجوارك ] المنيع الّذي لا يطاول ولا يحاول من [ شرِّ ]كلِّ طارق وغاشم من سائر من خلقت ، وما خلقت من خلقك الصامت والناطق ، في جُنّة من كلِّ مخوف ، بلباس سابغة هو ولاء أهل بيت نبيّك ، محتجزاً من كلِّ قاصد لي أذيّة بجدار حصين الاخلاص في الاعتراف بحقّهم ، والتمسّك بحبلهم جميعاً موقناً أنَّ الحقَّ لهم ومعهم وفيهم ، وبهم اُوالي من والوا ، واُجانب
من جانبوا ، فأعذني اللّهمَّ بهم من شرِّ كلِّ ما أتّقية يا عظيم ، حجزت الأعادي عنّي ببديع السّموات والأرض « إنّا جعلنا من بين أيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً فأغشيناهم فهم لا يبصرون » .
وقلتها
عشيّاً ثلاثاً حصّلت في حصن من مخاوفك ، وأمن من محذورك ، فاذا أردت التوجّه في يوم قد حذِّرت فيه ، فقدِّم أمام توجّهك الحمد لله ربِّ العالمين والمعوَّذتين ، وآية الكرسيّ ، وسورة القدر ، وآخر آية في سورة آل عمران ، وقل :
اللّهمَّ
بك يصول الصّائل ، وبقدرتك يطول الطائل ، ولا حول لكلِّ ذي حول إلّا بك ، ولا قوَّة يمتازها ذو قوَّة إلّا منك ، بصفوتك من خلقك ، وخيرتك من بريّتك ، محمّد نبيّك ، وعترته وسلالته ، عليه وعليهم السلام ، صلِّ عليهم
واكفني شرَّ هذا اليوم وضرره ، وارزقني خيره ويمنه ، واقض لي في متصرّفاتي بحسن العاقبة ، وبلوغ المحبّة ، والظفر بالاُمنيّة ، وكفاية الطاغية الغويّة ، وكلِّ ذي قدرة لي على أذيّة حتّى أكون في جنّة وعصمة من كلِّ بلاء ونقمة ، وأبدلني من المخاوف أمنا ، ومن العوائق فيه يسراً ، وحتّى لا يصدَّني صادُّ عن المراد ، ولا
يحلَّ بي طارق من أذى العباد ، إنّك على كلّ شيء قدير ، والاُمور إليك تصير ، يا من
ليس كمثله شيء وهو السّميع البصير .
٢ ـ مكا : في الفال والطيرة : في الحديث أنَّ
النبيَّ صلىاللهعليهوآله كان يحبُّ الفال
______________________
الحسن ، ويكره الطيرة ، وكان عليهالسلام يأمر من رأى شيئاً يكرهه ويتطيّر منه أن يقول : « اللّهمَّ لا يؤتي الخير إلّا أنت ، ولا يدفع السيّئات إلّا أنت ، ولا حول
ولا قوَّة إلّا بك » .
٣ ـ مكا : ما يقال إذا اضطرَّ الانسان إلى التوجّه
في أحد الأيّام الّتي نهي عن السعي فيها في دبر كلِّ فريضة ، وهو من أدعية الفرج :
لا
حول ولا قوَّة إلّا بالله ، أفتح بها كلَّ عقدة ، لاحول ولا قوَّة إلّا بالله أجلو بها كلَّ ظلمة ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، أفتح بها كلَّ باب لا حول ولا
قوَّة إلّا بالله ، أستعين بها على كلِّ شدَّة ومصيبة ، لا حول ولا قوَّة إلّا
بالله أعتصم بها من كلِّ محذور اُحاذره ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله أستوجب بها العفو والعافية
والرّضا من الله ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، تفرَّق أعداء الله ، وغلبت حجّة
الله ، وبقي وجه الله ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، اللّهمَّ ربَّ الأرواح الفانية ، وربَّ
الأجساد البالية ، وربَّ الشعور المتمعّطة ، والجلود الممزَّقة ، وربَّ العظام النخرة ، وربَّ
الساعة ، القائمة ، أسئلك يا ربِّ أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وعلى أهل بيته
الطاهرين وافعل بي ذلك .... بخفيّ لطفك يا ذا الجلال والاكرام آمين آمين
.
______________________
٥٤
«
باب »
*
« ( ما يجوز من النشرة والتميمة والرقية والعوذة وما ) » *
*
« ( لا يجوز وآداب حمل العوذات واستعمالها ) » *
١ ـ طب : إبراهيم بن مأمون ، عن حمّاد بن عيسى ، عن شعيب العقرقوفي عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا بأس بالرُّقى
من العين والحمّي والضرس وكلّ ذات هامّة لها حُمة إذا علم الرجل ما
يقول ، لا يدخل في رقيته وعوذته شيئاً لا يعرفه .
٢ ـ طب : محمّد بن زيد بن سليم الكوفيّ ، عن النضر ، عن عبد الله بن
سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن رقية
العقرب والحيّة والنشرة ورقية المجنون والمسحور الّذي يعذّب ، قال : يا ابن سنان لا بأس بالرقية والعوذة والنشر إذا كانت
من القرآن ، ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ، وهل شيء أبلغ في هذه الأشياء من
القرآن أليس الله يقول « وَنُنَزِّلُ
مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ »
أليس يقول تعالى ذكره وجلَّ ثناؤه « لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ
لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ » سلونا نعلّمكم ونوقفكم
على قوارع القرآن لكلِّ داء .
______________________
٣ ـ طب : أحمد بن محمّد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر محمّد الباقر عليهالسلام : أيتعوَّذ بشيء من هذه الرُّقى ؟ قال : لا إلّا من القرآن ، فانَّ عليّاً عليهالسلام كان يقول : إنَّ كثيراً من الرقى والتمائم من الإشراك .
٤ ـ طب : جعفر بن عبد الله بن ميمون السعديّ ، عن النضر بن يزيد ، عن القاسم قال : أبو عبد الله الصادق عليهالسلام : إنَّ كثيراً من
التمائم شرك .
٥ ـ طب : إسحاق بن يوسف ، عن فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا جعفر الباقر عليهالسلام عن المريض هل يعلّق
عليه تعويذ أو شيء من القرآن ؟ فقال : نعم لا بأس به ، إنَّ قوارع القرآن تنفع فاستعملوها
.
٦ ـ طب : إسحاق بن يوسف ، عن فضالة بن عثمان ، عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام في الرجل يكون به
العلّة فيكتب له القرآن فيعلّق عليه أو يكتب له فيغسله ويشربه ؟ فقال : لا بأس به كلّه
.
٧ ـ طب : علّان بن محمّد ، عن صفوان ، عن منصور به حازم ، عن عنبسة بن مصعب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا بأس
بالتعويذ أن يكون للصّبي والمرأة .
٨ ـ طب : عمر بن عبد الله بن عمر التميمي ، عن حمّاد بن عيسى ، عن شعيب
العقرقوفيّ ، عن الحلبيّ قال : سألت جعفر بن محمّد عليهماالسلام
فقلت : يا ابن رسول الله هل نعلّق شيئاً من القرآن والرُّقى على صبياننا ونسائنا ؟ فقال : نعم إذا كان في أديم
تلبسه الحائض وإذا لم يكن في أديم لم تلبسه المرأة
.
٩ ـ طب : شعيب بن زريق ، عن فضالة والقاسم معاً ، عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله وهو ابن سالم قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن المريض هل يعلّق عليه شيء من القرآن أو التعويذ ؟ قال : لا بأس ، قلت : ربّما أصابتنا الجنابة قال : إنَّ المؤمن ليس بنجس ، ولكنَّ المرأة لا تلبسه إذا لم يكن في أديم وأمّا الرَّجل والصبيُّ فلا بأس .
______________________
١٠ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن ابن هاشم ، عن النوفلي ، عن
السكونيّ عن الصّادق ، عن أبيه عليهماالسلام أنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله قال : لا رقى إلّا
في ثلاثة : في حُمة أو عين أو دم لا يرقأ .
١١ ـ ل : العجليّ ، عن ابن زكريّا ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن أبيه عن الحسين بن مصعب قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام
: يكره النفخ في الرُّقى والطعام وموضع السّجود .
١٢ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام قال : أصاب رجل لرجل بالعين فذكر ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوآله فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : التمسوا له من يرقيه .
١٣ ـ ب : عليٌّ عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
المريض يكوى أو يسترقى ؟ قال : لا بأس إذا استرقى بما يعرفه .
٥٥
*
( باب ) *
*
« ( العوذات الجامعة لجميع الامراض والاوجاع ) » *
١ ـ طب : محمّد بن كثير الدمشقيّ ، عن الحسين بن عليّ بن يقطين ، عن الرضا عليهالسلام قال : أخذت هذه
العوذة من الرّضا وذكر أنّها جامعة مانعة وهي حرز وأمان من كلِّ داء وخوف .
بسم
الله الرَّحمن الرَّحيم ، بسم الله اخسؤا فيها ولا تكلّمون أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيّاً أو غير تقي ، أخذت بسمع الله وبصره على أسماعكم ، وأبصاركم وبقوَّة الله على قوَّتكم ، لا سلطان لكم على فلان بن فلان ، ولا على ذرِّيّته ، ولا
______________________
على ماله ، ولا على أهل بيته ، سترت بينكم وبينه بستر
النبوَّة الّتي استتروا بها من سطوات الفراعنة ، جبرئيل عن أيمانكم ، وميكائيل عن يساركم ، ومحمّد صلىاللهعليهوآله وأهل بيته أمامكم ، والله تعالى مظلٌّ عليكم ، يمنعه الله وذرِّيته وماله وأهل بيته
منكم ومن الشّياطين ، ما شاء الله لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم ، اللّهمَّ
إنّه لا يبلغ حلمه أناتك ولا يبلغه مجهود نفسه ، فعليك توكّلت وأنت نعم المولى ونعم النصير حرسك الله وذرّيتك يا فلان بما حرس الله به أولياءه وصلّى الله على محمّد وأهل
بيته . وتكتب آية الكرسي إلى قوله وهو العليُّ العظيم ثمَّ تكتب لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم ، ولا ملجأ من الله إلّا إليه ، حسبنا الله ونعم الوكيل دلَّ
سام في رأس السهباطا لسلسبيلانيها .
٢ ـ طب : أحمد بن زياد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن إسماعيل بن زياد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله
صلىاللهعليهوآله إذا أصابه كسل أو صداع
بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب والمعوَّذتين ثمَّ يمسح بهما وجهه ، فيذهب عنه ما كان يجد
.
مكا : عن الرضا عليهالسلام مثله ، وزاد فيه :
قل هو الله أحد .
٣ ـ طب : محمّد بن جعفر البرسيّ ، عن محمّد بن يحيى الأرمنيّ ، عن محمّد
ابن سنان ، عن سلمة بن محرز قال : سمعت أبا جعفر الباقر عليهالسلام يقول : كلُّ من لم يبرئه سورة الحمد وقل هو الله أحد ، لم يبرئه شيء ، وكلُّ علة تبرئها هاتين السورتين .
٤ ـ طب : محمّد بن إبراهيم السرّاج ، عن فضالة والقاسم جميعاً ، عن
أبان بن عثمان ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام
قال : إذا اشتكى أحدكم شيئاً فليقل
______________________
بسم الله وبالله ، وصلّى الله على رسول الله وأهل بيته ،
وأعوذ بعزَّة الله وقدرته على ما يشاء من شرِّ ما أجد .
٥ ـ طب : محمّد بن حامد ، عن خلف بن حمّاد ، عن خالد العبسيّ قال : علّمني
عليُّ بن موسى عليهالسلام هذه العوذة وقال :
علّمْها إخوانك من المؤمنين فانّها لكلِّ ألم وهي « اُعيذ نفسي بربِّ الأرض وربِّ السماء ، اُعيد نفسي بالّذي لا يضرُّ مع اسمه داء ، اُعيد نفسي بالّذي اسمه بركة وشفاء » .
٦ ـ طب : محمّد بن إسماعيل ، عن محمّد بن خالد ، عن سعدان بن مسلم ، عن
سعد المزنيّ قال : أملا علينا أبو عبد الله الصادق عليهالسلام
العوذة الّتي تسمّي الجامعة :
بسم
الله الرَّحمن الرَّحيم ، بسم الله الّذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السّماء ، اللّهمَّ إنّي أسئلك باسمك الطاهر الطهر المطهّر المقدّس السّلام
المؤمن المهيمن المبارك الّذي من سألك به أعطيته ، ومن دعاك به أجبته أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تعافيني ممّا أجد في سمعي وبصري وفي يدي ورجلي وفي شعري وبشري وفي بطني إنّك لطيف لما تشاء وأنت على كلِّ شيء قدير
.
٧ ـ طب : إسحاق بن حسّان العارف عن الحسين بن محبوب
، عن جميل ابن صالح ، عن ذريح المحاربيّ قال : دخلت على أبي عبد الله وهو يعوِّذ ابناً له
صغيراً وهو يقول : بسم الله أعزم عليك يا وجع ويا ريح كائنا ما كانت بالعزيمة الّتي عزم
بها رسول الله صلىاللهعليهوآله وعليُّ بن أبي طالب عليهالسلام على جنّ وادي الصبرة ، فأجابوا وأطاعوا
لمّا أجبت وأطعت ، وخرجت عن ابن فلان بن فلانة ، السّاعة السّاعة حتّى قالها : ثلاث مرّات .
______________________
٨ ـ طب : الحسن بن الحسين الدامغاني ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن إبراهيم بن أبي البلاد يرفعه إلى موسى بن جعفر الكاظم عليهماالسلام قال : شكى إليه عامل المدينة تواتر الوجع على ابنه قال : تكتب له هذه العودة في رقّ وتصيّر في قصبة فضّة ، وتعلّق على الصبيّ ، يدفع الله عنه بها كلَّ علّة :
بسم
الله أعوذ بوجهك العظيم ، وعزّتك الّتي لا ترام ، وقدرتك الّتي لا يمتنع منها شيء ، من شرِّ ما أخاف في اللّيل ، والنهار ، ومن شرِّ الأوجاع كلّها ، ومن شرِّ
الدنيا والاٰخرة ، ومن كلِّ سقم أو وجع أو همّ أو مرض أو بلاء أو بلية أو ممّا علم
الله أنّه خلقني له ، ولم أعلمه من نفسي ، وأعذني يا ربِّ من شرِّ ذلك كلّه في ليلي حتّى اُصبح ، وفي نهاري حتّى اُمسي وبكلمات الله التامّات الّتي لا يجاوزهنَّ برٌّ ولا فاجر
ومن شرِّ ما ينزل من السّماء وما يعرج فيها ، وما يلج في الأرض وما يخرج منها ، وسلام
على المرسلين ، والحمد لله ربِّ العالمين .
أسئلك
يا ربِّ بما سألك به محمّد صلوات الله عليه وعلى أهل بيته ، حسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو ربُّ العرش العظيم ، اختم عليُّ ذلك منك يا برُّ يا رحيم باسمك اللّهمَّ الواحد الأحد الصّمد صلّى الله على محمّد وآل محمّد وادفع عنّي سوء
ما أجد بقدرتك .
٩ ـ طب : حكيم بن محمّد بن مسلم ، عن الحسن بن عليّ بن يقطين ، عن يونس
عن ابن سنان ، عن حفص بن عبد الحميد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام أنّه اشتكى بعض ولده
فدنا منه فقبّله ثمَّ قال : يا بنيّ كيف تجدك قال : أجدني وجعاً قال : قل إذا صلّيت الظهر : يا الله يا الله يا الله عشر مرّات
، فانّه لا يقولها مكروب إلّا قال الربُّ تبارك وتعالى : لبّيك عبدي ما حاجتك ؟
وعن
أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : دعاء
المكروب في اللّيل : يا منزل الشفاء باللّيل والنهار ، ومذهب الداء باللّيل والنهار ، أنزل عليَّ من شفائك شفاء لكلِّ ما بي من
الداء .
______________________
١٠ ـ طب : القاسم بن بهرام ، عن محمّد بن عيسى ، عن
أبي إسحاق ، عن الحسين ابن الحسن الخراسانيّ وكان من الأخيار قال : حضرت أبا عبد الله الصّادق عليهالسلام مع جماعة من إخواني من الحُجّاج أيّام أبي الدوانيق ، فسئل عن دعاء المكروب ، فقال : دعاء المكروب إذا صلّى صلاة اللّيل يضع يده على موضع سجوده ، وليقل : بسم الله بسم الله محمّد رسول الله عليٌّ إمام الله في أرضه على جميع عباده ، اشفني يا شافي
لا شفاء إلّا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً من كلِّ داء وسقم .
قال
الخراساني : لا أدرى أنّه قال : يقولها : ثلاث مرّات أو سبع مرّات .
وعنه
عليهالسلام أنّه قال : دعاء
المكروب الملهوف ومن قد أعيته الحيلة وأصابته بليّة « لَّا
إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ » يقولها ليلة
الجمعة إذا فرغ من الصّلاة المكتوبة من العشاء الاٰخرة ، وقال : أخذته عن أبي جعفر محمّد
الباقر عليهالسلام قال : أخذته عن عليِّ بن الحسين ذي الثفنات قال : أخذه عن الحسين بن عليّ ، قال : أخذه عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
أخذه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أخذه عن جبرئيل صلوات الله عليهم أجمعين أخذه جبرئيل عن الله عزَّ وجلَّ
.
١١ ـ طب : عليّ بن مهران بن الوليد العسكريّ ، عن
محمّد بن سالم ، عن الأرقط وهو ابن اُخت أبي عبد الله الصّادق عليهالسلام قال : مرضت مرضاً
شديداً وأرسلت اُمّي إلى خالي فجاء واُمّي خارجة في باب البيت ، وهي اُمّ سلمة بنت محمّد بن عليّ وهي تقول
: وا شباباه ، فرآها خالي فقال : ضمّي عليك ثيابك ، ثمَّ ارقي فوق البيت ، ثمَّ
اكشفي قناعك حتّى تبرزي شعرك إلى السّماء ، ثمَّ قولي : « ربِّ أنت أعطيتنيه وأنت وهبته لي اللّهمَّ فاجعل هبتك اليوم جديدة إنّك قادر مقتدر » ثمَّ اسجدي فانّك لا ترفعين
رأسك حتّى يبرأ ابنك ، فسمعتْ ذلك وفعلته ، قال : فقمتُ من ساعتي فخرجت مع خالي إلى المسجد .
١٢ ـ طب : محمّد بن عبد الله بن زيد ، عن محمّد
بن بكر الأزديّ ، عن أبي عبد الله عليه السلام وأوصى أصحابه وأولياءه : من كان به علّة فليأخذ قُلّة جديدة ، وليجعل
______________________
فيها الماء ، وليستقي الماء بنفسه ، وليقرأ على الماء
سورة إنّا أنزلناه على الترتيل ثلاثين مرَّة ثمَّ ليشرب من ذلك الماء ، وليتوضّأ وليمسح به وكلّما نقص زاد فيه فانّه لا يظهر ذلك ثلاثة أيّام إلّا يعافيه الله تعالى من ذلك الداء .
١٣ ـ طب : عبد الوهّاب بن محمّد المقرّي ، عن أبي
زكريّا يحيى بن أبي ـ زكريّا ، عن عبد الله بن القاسم ، عن شريف بن سابق التفليسي ، عن الفضل بن أبي قرَّة ، عن أبي عبد الله الصّادق عليهالسلام
قال : هذه عوذه لمن ابتلى ببلاء من هذه البلايا الفادحة ، مثل الاٰكلة
وغيرها ، تضع يدك على رأس صاحب البلاء ثمَّ تقول :
« بسم الله وبالله
، ومن الله ، وإلى الله ، وما شاء الله ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله إبراهيم خليل الله ، وموسى كليم الله ، نوح نجيُّ الله ، عيسى روح الله ، محمّد
رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين من كلِّ بلاء فادح ، وأمر فاجع ، وكلّ ريح وأرواح وأوجاع ، قسم من الله ، وعزائم منه لفلان بن فلانة لا يقربه الاٰكلة وغيره ،
واُعيذه بكلمات الله التامّات الّتي سأل بها آدم عليهالسلام
ربّه فتاب عليه إنّه هو التوّاب الرحيم ألا إنّها حرز أيّتها الأجاع والأرواح لصاحبه باذن الله بعون الله ، بقدرة الله ، ألا
له الخلق والأمر تبارك الله ربُّ العالمين » .
ثمَّ
تقرأ اُمَّ الكتاب وآية الكرسيّ وعشر آيات من سورة يس ، وتسأله بحقِّ محمّد وآل محمّد الشّفاء ، فانّه يبرأ من كلِّ داء باذن الله تعالى
.
١٤ ـ شى : عن النوفليّ ، عن السّكوني ، عن جعفر
بن محمّد ، عن أبيه عليهماالسلام قال : قال النبيُّ صلىاللهعليهوآله وقد فقد رجلاً فقال
: ما أبطأ بك عنّا ؟ فقال : السقم والعيال
______________________
فقال : ألا اُعلّمك بكلمات تدعو بهنَّ ، يذهب الله عنك
السقم ، وينفي عنك الفقر ؟ تقول : « لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم توكّلت على الحيِّ الّذي لا
يموت الحمد للَّه الّذي لم يتّخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذلّ وكبّره تكبيرا .
جا : المراغي ، عن الحسن بن عليّ البرقي ، عن جعفر بن مروان ، عن
أبيه عن أحمد بن عيسى ، عن الصّادق ، عن أبيه عليهماالسلام
مثله ، وفيه فقال : السقم والفقر وليس فيه : العليُّ العظيم .
١٥ ـ مكا : التّهليل من القرآن يستشفى به من سائر
الأمراض :
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ، وَإِلَـٰهُكُمْ
إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ
اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ
سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ـ
إلى قوله ـ
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
.
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ، الم اللَّـهُ
لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، هُوَ الَّذِي
يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ ، شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ـ إلى قوله ـ سَرِيعُ
الْحِسَابِ
.
وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا
أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ، اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ
إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ
حَدِيثًا
.
ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا
هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ
عَنِ الْمُشْرِكِينَ
.
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ
إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
______________________
لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ
يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ
الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ .
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـٰهًا وَاحِدًا لَّا
إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
.
حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ
أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ .
فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ
بِعِلْمِ اللَّـهِ وَأَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ
قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ
وَإِلَيْهِ مَتَابِ
.
يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ
عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ .
وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ
وَأَخْفَى اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ
الْحُسْنَىٰ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ، وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا
يُوحَىٰ إِنَّنِي أَنَا اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ
أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ إِنَّمَا إِلَـٰهُكُمُ اللَّـهُ الَّذِي لَا
إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا
.
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي
إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ
فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
.
فَتَعَالَى اللَّـهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَـٰهَ
إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ .
______________________
وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّـهُ لَا
إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
.
وَهُوَ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ
الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ
هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّـهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ
تُؤْفَكُونَ
.
إِنَّا كَذَٰلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ إِنَّهُمْ
كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّـهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ بَلْ جَاءَ
بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ .
غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي
الطَّوْلِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ هُوَ
الْحَيُّ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
.
رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم
مُّوقِنِينَ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ .
فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ فَاعْلَمْ
أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّـهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ
.
لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ
لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ إلى آخر السّورة
.
فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ اللَّـهُ
لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
.
رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا
هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا .
______________________
١٦ ـ مكا : للشّفاء من كلّ داء : روي عن رسول الله
صلىاللهعليهوآله أنّه قال : علّمني جبرئيل دواء لا يحتاج معه إلى دواء ، فقيل : يا رسول الله ما ذلك الدّواء ؟ قال : يؤخذ ماء المطر قبل أن ينزل إلى الأرض ، ثمَّ يجعل في إناء نظيف ويقرأ عليه الحمد لله إلى آخرها سبعين مرَّة ، ثمَّ يشرب منه قدحاً بالغداة ، وقدحاً بالعشيِّ
. قال رسول الله صلّى الله عليه وآله أجمعين : والّذي بعثني بالحقِّ لينزعنَّ الله
ذلك الداء من بدنه وعظامه ومخخه وعروقه .
ومثله يؤخذ سبع حبّات شونيز وسبع حبّات عدس وشيء
من طين قبر الحسين عليهالسلام ، وسبع قطرات عسل ، ويجعل
في ماء أو دهن ، ويقرأ عليه فاتحة الكتاب والمعوَّذتين ، وقل هو الله أحد ، وآية الكرسيّ [ اللَّـهُ لَا
إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن
ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ
مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ
الخ ] وأوَّل الحديد إلى قوله ترجع الاُمور ، وآخر الحشر .
قال
أبو جعفر عليهالسلام : قال الله تبارك
وتعالى « وَنُنَزِّلُ
مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ » وقال الله عزَّ وجلَّ
« يَخْرُجُ
مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ » وقال النبيُّ صلىاللهعليهوآله الحبّة السّوداء
شفاء من كلّ داء إلّا السّام ، ونحن نقول : بظهر الكوفة قبرٌ لا يلوذ به ذو عاهة إلّا شفاه الله تعالى .
دعاء المريض لنفسه :
يستحبُّ
للمريض أن يقوله ويكرِّره : لا إله إلّا الله يحيي ويميت وهو حيٌّ
______________________
لا يموت ، سبحان الله ربِّ العباد والبلاد ، والحمد لله
حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه على كلّ حال . والله أكبر كبيراً كبرياء ربّنا وجلاله وقدرته بكلِّ مكان اللّهمَّ إن كنت أمرضتني لقبض روحي في مرضي هذا ، فاجعل روحي في أرواح من سبقت لهم منك الحسنى وباعدني من النّار كما باعدت أولياءك الّذين سبقت لهم منك الحسنى .
دعاء
يدعا به للمريض : عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : تضع يدك على
رأس المريض ثمَّ تقول : بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله ، وما شاء الله ولا حول ولا قوَّة
إلّا بالله إبراهيم خليل الله موسى نجيّ الله ، عيسى روح الله ، محمّد رسول الله صلّى الله عليه
وآله وعليهم ، من الأرواح والأوجاع بسم الله وبالله ، وعزائم من الله لفلان بن فلانة لا يقربه إلّا كلُّ مسلم ، واُعيذه بكلمات الله التامّات كلّها الّتي سأل بها آدم
، فتاب عليه إنّه هو التوّاب الرحيم ، إلّا انزجرت أيّتها الأرواح والأوجاع بإذن الله عزَّ وجلَّ لا إله إلّا الله ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربُّ العالمين .
ثمَّ
تقرأ آية الكرسي واُمَّ الكتاب والمعوَّذتين ، وقل هو الله أحد ، وعشر آيات من يس ، ثمَّ تقول : اللّهمَّ اشفه بشفائك ، وداوه بدوائك ، وعافه من بلائك .
وتسأله بحقّ محمّد وآل محمّد صلوات الله عليه وعليهم أجمعين
.
دعاء اذا مرض ولده :
الحسين
بن نعيم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : اشتكى بعض
ولده فقال له : يا بنيَّ قل : اللّهمَّ اشفني بشفائك ، وداوني بدوائك ، وعافني من بلائك ، فانّي
عبدك وابن عبديك .
دعاء
لغيره : عن النّبيِّ صلىاللهعليهوآله علّمه بعض أصحابه من
وجع ، قال : اجعل يدك اليمنى عليه فقل : « بسم الله أعوذ بعزَّة الله وقدرته من شرِّ ما أجد »
.
______________________
وعنه
صلىاللهعليهوآله قال : من عاد مريضاً
فليقل : اللّهمَّ اشف عبدك ينكي لك عدوّاً ويمشي لك إلى الصّلاة .
وروي
أنّه عليهالسلام كان يقول إذا دخل
على مريض : امسح البأس ربَّ الناس بيدك الشفاء ، لا كاشف للبلاء إلّا أنت .
مثله
: أذهب البأس ربَّ النّاس ، واشف أنت الشّافي لا شفاء إلّا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً اللّهمَّ أصلح القلب والجسم ، واكشف السقم وأجب الدعوة
.
وقال
النبيّ صلىاللهعليهوآله : من دخل على مريض
لم يحضر أجله ، فقال : « أسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم ، أن يشفيك » عوفي .
ودخل
صلىاللهعليهوآله على بعض أصحابه وهو
مشتك فعلّمه رقية علّمها إيّاه جبرئيل عليهالسلام
« بسم الله أرقيك ، بسم الله أشفيك ، من كلِّ إرب
يؤذيك ، ومن شرَّ النفّاثات في العقد ومن شرِّ حاسد إذا حسد » .
ومثله : تضع يدك على فمك وتقول ثلاث مرّات : « بسم الله ، بجلال الله بعظمة الله ، بكلمات الله التامّات ، بأسماء الله الحسنى » ثمَّ تضع يدك على موضع
الوجع وتقول : « بسم الله بسم الله بسم الله » ثمَّ تقول سبع مرّات : « اللّهمَّ امسح ما
بي » وتقول عند الشفاء إذا شفا الله : « الحمد لله الّذي خلقني فهداني وأطعمني وسقاني وصحّح جسمي وشفاني له الحمد وله الشكر » .
١٧ ـ من خط الشهيد قدِّس سرّه : عن ابن عبّاس قال :
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعلّمنا من الأوجاع كلّها أن نقول : « باسم الكبير أعوذ بالله العظيم ، من شرِّ
عرق نعّار ، ومن حرِّ النار » .
______________________
١٨ ـ دعوات الراوندي : دعاء العليل عن الصّادق عليهالسلام : اللّهمَّ إنّي أدعوك دعاء العليل الذليل الفقير ، دعاء من اشتدَّت فاقته ، وقلّت حيلته ، وضعف عمله ، وألحَّ
البلاء عليه ، دعاء مكروب إن لم تدركه هلك ، وإن لم تسعده فلا حيلة له ، فلا تحط به مكرك ، ولا تبيّت عليَّ غضبك ، ولا تضطرَّني إلى اليأس من روحك ، والقنوط من رحمتك ، وهذا أمير المؤمنين أخو نبيّك ووصيُّ نبيِّك ، أتوجّه به إليك ، فانّك جعلته مفزعاً لخلقلك ، واستودعته علم ما سَبَق وما هو كائن ، فاكشف به ضرِّي وخلّصني من هذه البليّة إلى ما عوَّدتني من رحمتك ، يا هو يا هو يا هو ، انقطع الرَّجا إلّا منك .
وكان
عليهالسلام يقول : « اللّهمَّ
اجعله أدباً ولا تجعله غضباً » .
ومن
دعاء العليل : اللّهمَّ اجعل الموت خير غائب ننتظره ، والقبر خير منزل نعمره ، واجعل ما بعده خيراً لنا منه ، اللّهمَّ أصلحنا قبل الموت ، وارحمنا عند
الموت واغفر لنا بعد الموت .
وعن
مروان القنديّ قال : كتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام
أشكو إليه وجعاً بي فكتب قل : « يا من لا يضام ولا يرام ، يا من به تواصل الأرحام ، صلِّ على محمّد
وآل محمّد ، وعافني من وجعي هذا » .
وكان
أبو عبد الله عليهالسلام يقول عند العلّة :
اللّهمَّ إنّك عيّرت أقواماً فقلت : « قُلِ
ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ
عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا » فيا من لا يملك أن يكشف ضرِّي ولا تحويله أحد غيره ، اكشف ضرِّي وحوِّله إلى من يدعو معك إلهاً آخر لا إله غيرك .
عدة الداعي : روى ابن أبي نجران وابن فضّال ، عن بعض
أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
١٩ ـ دعوات الراوندي : وروي عنهم عليهمالسلام أنَّ من كان به علّة فليمسح موضع السجود سبعاً بعد الفرائض ، وليمسحه على العلّة ، وليقل : « يا من كبس الأرض على الماء وستر الهواء بالسّماء ، واختار لنفسه أحسن الأسماء ، صلِّ على محمّد وآل
محمّد
وافعل بي كذا وكذا وارزقني وعافني من كذا وكذا .
مرض
أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليُّ قل : « اللّهمَّ
إنّي أسئلك تعجيل عافيتك ، أو صبراً على بليّتك ، أو خروجاً إلى رحمتك » .
عدة الداعي : عن أبي جعفر عليهالسلام مثله .
٢٠ ـ دعوات الراوندي : وقال الصّادق عليهالسلام : من قال : « لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت والحمد لله الّذي لم يتّخذ ولداً ولم يكن
له شريك في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذّلِّ وكبّره تكبيراً » أذهب الله عنه السقم
والفقر .
٢١ ـ عدة الداعي : « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد
لله ربِّ العالمين ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، تبارك الله أحسن الخالقين ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله
العليّ العظيم » يدعى بهذا أربعين مرَّة عقيب صلاة الصبح ، ويمسح به على العلّة كائناً ما كانت ، خصوصاً
الفطر يبرأ باذن الله تعالى ، وقد صنع ذلك
فانتفع به .
وروى
داود بن زربي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : تضع يدك على
الموضع الّذي فيه الوجع ، وتقول ثلاث مرّات : « الله الله ربّي حقّاً لا اُشرك به شيئاً اللّهمَّ
أنت لها ولكلِّ عظيمة ففرّجها عنّي » .
والمفضّل
، عن أبي عبد الله عليهالسلام للأوجاع « بسم الله
وبالله ، كم من نعمة لله في عرق ساكن ، وغير ساكن ، على عبد شاكر ، وغير شاكر » ، وتأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد الصلاة المفروضة وتقول : « اللّهمَّ فرِّج عنّي كربتي ، وعجّل عافيتي واكشف ضرِّي » ثلاث مرّات واحرص أن يكون ذلك مع دموع وبكاء
.
وعن
إبراهيم بن عبد الحميد عن رجل قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فشكوت إليه وجعاً بي ، فقال : قل : « بسم الله » ثمَّ امسح يدك عليه ، ثمَّ قل : «
أعوذ بعزَّة الله ، وأعوذ بقدرة الله [ وأعوذ برحمة الله ] وأعوذ بجلال الله ، وأعوذ
بعظمة الله وأعوذ بجمع الله ، وأعوذ برسول الله ، وأعوذ بأسماء الله ، من شرِّ ما أحذر ، ومن
شرِّ ما أخاف على نفسي » تقولها : سبع مرّات ، قال : ففعلت فأذهب [ الله ] الوجع عنّي
.
______________________
٥٦
«
باب »
*
« ( عوذة الحمى وأنواعها ) » *
١ ـ طب : محمّد بن كثير الدمشقيّ ، عن الحسن بن عليّ بن يقطين قال : حدَّثنا
الرضا عليُّ بن موسى بن جعفر بن محمّد الباقر عليهمالسلام
قال : هذه عوذة لشيعتنا للسّلّ « يا الله ، يا ربَّ الأرباب ، ويا سيّد السادات ، ويا إله الاٰلهة ، ويا
ملك الملوك ويا جبّار السموات والأرض ، اشفني وعافني من دائي هذا ، فانِّي عبدك وابن عبدك أتقلّب في قبضتك ، وناصيتي بيدك » تقولها ثلاثاً ، فانَّ الله عزَّ وجلَّ يكفيك
بحوله وقوَّته إنشاء الله تعالى .
٢ ـ طب : البرقيّ ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن محمّد بن سنان ، عن عبد الله بن عمّار الدُّهني ، عن أبيه ، عن عمر وذي قرّ وثعلبة الجمالي قالا :
سمعنا أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : حمَّ رسول
الله حمّى شديدة فأتاه جبرئيل عليهالسلام فعوَّذه وقال : « بسم الله أرقيك ، بسم الله أشفيك ، من كلِّ داء يوذيك ، بسم الله والله
شافيك بسم الله خُذها فلتهنيك ، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ولا اُقسم بمواقع النجوم ، وإنّه
لقسم لو تعلمون عظيم ، لتبرأنَّ باذن الله عزّ وجلَّ » فاُطلق النبيّ صلىاللهعليهوآله من عقاله فقال : يا جبرئيل هذه عوذة بليغة ؟ قال : هي من خزانة في السّماء السّابعة
.
٣ ـ طب : أحمد بن سلمة ، عن محمّد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله
السجستانيّ عن أحمد بن حمزة ، عن أبان بن عثمان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إذا مرض الرجل فأردت أن تعوِّذه فقل : « اخرج عليك يا عرق أو يا عين الجنّ أو يا عين الانس أو يا وجع بفلان بن فلان ، اخرج الله الّذي كلّم موسى تكليماً واتّخذ إبراهيم خليلاً صلوات الله عليه وربِّ عيسى بن مريم روح الله وكلمته ، وربِّ
______________________
محمّد وآل محمّد الهداة ، وطفيت كما طفيت نار إبراهيم
الخليل عليهالسلام .
٤ ـ طب : عبد الله ، عن أبي زكريا يحيى بن أبي بكر ، عن الحضرمي أنَّ أبا الحسن الأوَّل عليهالسلام كتب له هذا وكان
ابنه يحمُّ حمّى الرِّبع ، فأمره أن يكتب على يده اليمنى « بسم الله جبرائيل » وعلى يده اليسرى « بسم الله ميكائيل » وعلى رجله اليمنى « بسم الله إسرافيل » وعلى رجله اليسرى « بسم الله لا يرون فيها شمساً
ولا زمهريراً » وبين كتفيه « بسم الله العزيز الجبّار » قال : ومن شكَّ لم ينفعه
.
٥ ـ ختص : الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أبي الحسن
الرضا عليهالسلام قال : قال لي : ما لي أراك مصفرّاً فقلت : هذه الحمّى الرِّبع قد ألحّت عليَّ قال : فدعا
بدواة وقرطاس ثمَّ كتب « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم أبجد هوّز حطّي عن فلان بن فلانة » ثمَّ دعا بخيط فاُتي بخيط مبلول ، فقال : ائتني بخيط لم يمسّه الماء ، فاُتي
بخيط يابس فشدَّ وسطه وعقد على الجانب الأيمن أربعة ، وعقد على الأيسر ثلاث عقد ، وقرأ على كلِّ عقد الحمد والمعوَّذتين وآية الكرسي ، ثمَّ دفعه إليَّ وقال :
شدَّه على عضدك الأيمن ، ولا تشدَّه على الأيسر
.
٦ ـ طب : الخضر بن محمّد ، عن الخزازيني ، عن محمّد بن العبّاس ، عن
عبد الله بن الفضل النوفليّ ، عن أحدهما عليهماالسلام : ما قرئت الحمد
سبعين مرَّة إلّا سكن وإن شئتم فجرِّبوه ولا تشكّوا .
٧ ـ طب : محمّد بن جعفر البرسيّ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن سنان
، عن يونس ابن ظبيان ، عن المفضّل بن عمر ، عن جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام أنّه دخل عليه رجل من مواليه وقد وعك وقال : ما لي أراك متغيّر اللون ؟ فقلت : جعلت فداك وعكت
______________________
وعكاً شديداً منذ شهر ، ثمَّ لم تنقلع الحمّى عنّي ، وقد
عالجت نفسي بكلِّ ما وصفه لي المترفّعون فلم أنتفع بشيء من ذلك ، فقال : له الصادق عليهالسلام : حلِّ أزرار قميصك وأدخل رأسك في قميصك ، وأذّن وأقم واقرأ سورة الحمد سبع مرّات قال : ففعلت ذلك فكأنّما نشطت من عقال .
٨ ـ طب : العيص بن المبارك الأسديّ ، عن عبد العزيز ، عن يونس ، عن
داود الرَّقّي قال : مرضت بالمدينة مرضاً شديداً فبلغ ذلك أبا عبد الله عليهالسلام فكتب إليَّ : بلغني علّتك فاشتر صاعاً من بُرّ ، واستلق على قفاك ، وانثره على صدرك كيف ما انتثر ، وقل : « اللّهمَّ إنّي أسئلك باسمك الّذي إذا سألك به المضطرُّ كشفت ما به
من ضرّ ، ومكّنت له في الأرض ، وجعلته خليفتك على خلقك ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تعافيني من علّتي هذه » ثمَّ استو جالساً واجمع البرَّ من حولك
وقل مثل ذلك ، واقسمه [ أربعة أقسام ]مدّاً مدّاً لكلِّ مسكين ، وقل مثل ذلك ، قال داود : ففعلت ما أمرني به فكأنّما نشطت من عقال ، وقد فعله غير واحد فانتفع به
.
دعوات الراوندي : قال داود بن زربي : مرضت بالمدينة مرضاً
شديداً وذكر مثله .
٩ ـ طب : عبد الله بن خالد بن نجيح ، عن مسعود بن محمّد بن عبد الله بن
أبي أحمد عن ابن أبي نجران ، عن يونس بن يعقوب قال : حضرت أبا عبد الله عليهالسلام وهو يعلّم رجلاً من أوليائه رقية الحمّى فكتبتها من الرجل ، قال : يقرأ : فاتحة الكتاب ، وقل
هو اللّٰه أحد ، وإنّا أنزلناه ، وآية الكرسيّ ، ثمَّ يكتب على جنبي المحموم
بالسبّابة اللّهمَّ ارحم جلده الرقيق ، وعظمه الدقيق ، من سورة الحريق ، يا اُمَّ مِلدم
إن كنت آمنت بالله واليوم الاٰخر ، فلا تأكلي اللّحم ، ولا تشربي الدم ، ولا
تهتكي الجسم ولا تصدِّعي الرأس ، وانتقلي عن فلان بن فلانة إلى من يجعل مع الله إلهاً آخر ، لا
إله
______________________
إلّا الله ، تعالى الله عمّا يشركون ، علوًّا كبيراً .
١٠ ـ طب : أحمد بن محمّد بن عبد الله الكوفيّ ، عن
إبراهيم بن ميمون ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن الصّادق ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : ما من مؤمن عاد أخاه المؤمن وهو شاكٍ فقال له : « اُعيذك بالله العظيم ، ربِّ العرش الكريم ، من شرِّ كلِّ عرق نعّار ، ومن شرِّ حرّ النار » فكان في أجله تخفيف وتأخير إلّا خفّف الله عنه .
١١ ـ مكا : للحمّى والصداع : عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يكتب للحمّى والصُّداع ، يشدُّه ويعقد عليه سبع عقد ، ويقرأ على كلِّ عقدة فاتحة الكتاب [
ويشدُّه على رأس المحموم ] ويعلّق على عضده الأيمن .
«
بسم اللّٰه الرَّحمـن الرَّحيم ، الحمد للّٰه ربِّ العالمين تمام
السورة والمعوَّذتين وقل هو الله أحد بتمامها ، بسم اللّٰه الرَّحمـن الرَّحيم ربَّ النّاس ، أذهب
البأس ، واشفه يا شافي فانّه لا شفاء إلّا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً ، بيده الخير إنّك على كلِّ
شيء قدير ، وننزِّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ، وبسم اللّٰه
الرَّحمـن الرَّحيم قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم كذلك صاحب كتابي هذا برحمتك يا أرحم الراحمين » .
«
بسم اللّٰه الرَّحمـن الرَّحيم ، وله ما سكن في اللّيل والنّهار وهو السّميع
العليم ، اسكن أيّها الصداع والألم بعزَّة الله ، اسكن بقدرة الله ، اسكن بجلال
الله اسكن بعظمة الله ، اسكن بلا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم ، فسيكفيكهم
اللّٰه وهو السّميع العليم ، وذا النّون إذ ذهب مغاضباً ـ إلى قوله ـ ننجي المؤمنين
ولا حول ولاقوَّة إلّا بالله العليّ العظيم ، وحسبنا اللّٰه ونعم الوكيل ، وصلّى
الله على محمّد وآله وسلّم تسليماً » .
للحمّى
وغيره : وقال أبو عبد الله عليهالسلام لبعض أصحابه ، وقد
اشتكى وعكاً : حَلِّ
______________________
أزرار قميصك ، وأدخل رأسك في جيبك ، وأذّن وأقم ، واقرأ
الحمد سبع مرَّات قال : ففعلت فكأنّما اُنشطت من عقال .
للحمّى
أيضاً عنه عليهالسلام قال : تدخل رأسك في
حبيبك فتؤذِّن وتقيم وتقرأ فاتحة الكتاب ، وقل هو اللّٰه أحد ، قل أعوذ بربِّ الفلق ، وقل أعوذ بربِّ
النّاس وتقرأ قل هو اللّٰه ثلاث مرّات ، وتقول : اُعيذ نفسي بعزَّة الله ، وقدرة
الله ، وعظمة الله وسلطان الله ، وبجمال الله ، وبجمع الله ، وبرسول الله ، وبعترته صلّى الله عليه
وعليهم وبولاة أمر الله ، من شرِّ ما أخاف وأحذر ، وأشهد أنَّ الله على كلِّ شيء قدير ، ولا
حول ولا قوَّة إلّا بالله العلي العظيم ، وصلّى الله على محمّد وآله ، اللهمّ
اشفني بشفائك وداوني بدوائك ، وعافني من بلائك .
وفي
رواية قال : تدخل رأسك في جيبك وتؤذِّن وتقيم ، وتقرأ فاتحة الكتاب والمعوَّذتين ، وتقرأ : قل هو اللّٰه أحد ـ ثلاث مرّات ـ وآخر الحشر ثلاث مرّات
وتقول : اُعيذ نفسي كما سبق .
عن
حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شكى رجل إليه
حمّى قد تطاولت فقال اكتب آية الكرسيّ في إناء ثمَّ دُفْه بجرعة من ماء واشربه .
مثله
عن بعض الصادقين قال : يؤخذ من تربة الحسين عليهالسلام
وتداف بالماء وتكتب في جام زجاج بقلم حديد ، وتسقى من به ألم حادث « سَلَامٌ قَوْلًا مِّن
رَّبٍّ رَّحِيمٍ
حسبي الله ونعم الوكيل ، طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ ، إِنَّ
اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ الاٰية يُرِيدُ
اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ، الْآنَ خَفَّفَ
اللَّهُ عَنكُمْ
، قُلْنَا
يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ اردد عن فلان بن فلان الحرَّ والبرد ، والمليلة
وجميع الاٰلام والأسقام والأعراض والأمراض والأوجاع والصداع .
طسم
طس بأسماء الله ، حم
عسق كَذَٰلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم ، والحمد للّٰه
ربِّ العالمين
______________________
وصلواته على سيّدنا محمّد النبيّ وآله الطاهرين ، يا من
تزول الجبال ولا يزول ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وأزل كلَّ ما بفلان بن فلان من مرض وسقم وألم ، إنّك على كلِّ شيء قدير ، وحسبنا الله وحده ، وصلواته على محمّد النبيّ وآله أجمعين .
مثله
: يكتب على القرطاس ويعلّق عليه : وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ، إلى قوله : نَذِيرًا
وَنُنَزِّلُ
مِنَ الْقُرْآنِ
إلى قوله : لِّلْمُؤْمِنِينَ
وَمَا
مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ إلى قوله : عَلَىٰ
عَقِبَيْهِ
وَآمَنُوا بِمَا
نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ إلى قوله : بَالَهُمْ
مَّا
كَانَ مُحَمَّدٌ
إلى قوله : عَلِيمًا
مُّحَمَّدٌ
رَّسُولُ اللَّـهِ
إلى قوله : فِي
الْإِنجِيلِ
وَمُبَشِّرًا الاٰية
وَلَوْ
أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ
كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ بَل لِّلَّـهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ، الملك لله الواحد
القهّار ، ثمَّ يقول : بسم الله المكتوب على ساق العرش
.
للحمّى
الرابعة : يكتب ويعلّق على العضد الأيمن « بِسْمِ اللَّـهِ
الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ
كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ بَل لِّلَّـهِ الْأَمْرُ
______________________
جَمِيعًا ، يا شافي يا كافي يا معافي وبالحقِّ أنزلناه وبالحقِّ نزل ، وما أرسلناك
إلّا مبشّراً ونذيراً باسم فلان بن فلان ، ببسم الله وبالله ، ومن الله وإلى الله ، ولا غالب إلّا
الله .
اُخرى
: يكتب على كتفه « ببسم اللّٰه الرحمـن الرحيم ألم نشرح لك صدرك إلى آخره لا بأس بربِّ النّاس أذهب البأس اشف ابتلائي لا شفاء إلّا شفاؤك ، قال رَبِّ إنّي وهن العظم منّي واشتعل الرأس شيباً باسم فلان بن فلان
.
للحمْى
النافض بِسْمِ اللَّـهِ ، مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ، بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا ، يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا
الاٰية ، ألا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ، وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا ـ إلى قوله ـ الْغَالِبُونَ
.
للرِّبع
: عن الحسن الزكيّ عليهالسلام قال : اكتب على ورقة
« يَا
نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ » وعلّقه على المحموم .
إذا
أخذته الحمّى يكتب على قرطاس هذه الاٰية ويشدُّ على عضده « قُلْ
آللَّـهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّـهِ تَفْتَرُونَ » .
ويكتب
« بطلط بطلطلط » ويقول « عقدت على اسم الله حمّى فلان » ويشدُّ على ساقه اليسرى .
مثله
: أَلَمْ
تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ الاٰية
.
١٢ ـ مكا : عنهم عليهمالسلام
يكتب في رقّ ويعلّقه على المحموم : اللّهمَّ إنّي أسئلك
______________________
بعزَّتك وقدرتك وسلطانك وما أحاط به علمك أن تصلّي على
محمّد وآل محمّد ، وأن لا تسلّط على فلان بن فلان شيئاً ممّا خلقت بسوء ، وارحم جلده الرقيق ، وعظمه الدقيق ، من فورة الحريق ، اخرج يا اُمَّ مِلدَم ، يا آكلة اللحم وشاربة الدّم حرُّها وبردها من جهنّم ، إن كنت آمنت بالله الأعظم أن لا تأكلي لفلان بن فلانة لحماً ولا تمصّي له دماً ولا تنهكي له عظماً ولا تثوري عليه غمّاً ، ولا تهيجي
عليه صداعاً ، وانتقلي عن شعره وبشره ولحمه ودمه إلى من زعم أنَّ مع الله إلهاً آخر لا إله إلّا هو سبحانه وتعالى عمّا يشركون « ويكتب اسم ذمّي أو عدوّ لله .
رقية
للحميّات خصوصاً لحمّى يوم ، يكتب على القرطاس ويشدُّ بخيط وتعقد عليه من الجانب الأيمن أربع عقد ، ومن أيسر الخيط ثلاث عقد ، وتعلّق من رقبة المحموم « اُعيذ بما استعاذ به موسى وإبراهيم ومحمّد صلّى الله عليهم من الحمّى والنافض والغبِّ والعتيق والرِّبع والصداع اللّهمَّ كما لم تلد بنت عمران غير عيسى
فلا تذر على هذه الانسان من هذه الأورام والأوجاع شيئاً إلّا نزعته عنه ، فلا اُقسم
بما تبصرون وما لا تبصرون ، إنّه لقول رسول كريم ، أقسمت عليك لمّا تركته ولا تأخذيه » وتقرأ الاخلاص والمعوَّذتين ، ثمَّ قل « اللّهمَّ اشف فلان بن فلانة من حمّى يوم ويومين وثلاثة أيّام وحمّى ربع ، فانّك تفعل ما تريد ، وتحكم ما تشاء وأنت على كلِّ شيء قدير ، بسم الله كتبت ، وبسم الله ختمت ، وعليه توكّلت ، وهو ربُّ العرش العظيم ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم
.
اُخرى
تتّخد خيطاً من الغزل القطن سبع طاقات ، وتقرأ عليه فاتحة الكتاب والاخلاص والمعوَّذتين ، وتعقد عليه سبع عقد ، وتشدُّ في عنقه ، وقيل : يقرأ كلُّ
هذه على كلِّ عقد .
اُخرى
وقال النبيُّ صلىاللهعليهوآله : ما من رجل يحمُّ
فيغتسل ثلاثة أيّام متتابعة يقول عند كلِّ غسل : « بسم الله اللهمَّ إنّما إغتسلت التماس شفائك ، وتصديق نبيّك » إلّا
كشف عنه .
______________________
اُخرى
عن ابن عبّاس قال : كان النبيُّ صلىاللهعليهوآله يعلّمنا من الأوجاع
كلّها والحمّى والصداع « بسم الله الكبير ، أعوذ بالله العظيم ، من شرِّ كلِّ عرق نعّار ومن شرِّ حرّ النّار » وإذا رفعت يدك فقل « بسم الله وبالله ، محمّد رسول الله ، أعوذ
بالله وقدرته على ما يشاء ، من شرِّ ما أجد » .
حرز
النبيّ صلىاللهعليهوآله لفاطمة عليهاالسلام خاصّة لها ، ولكلِّ مؤمن مقرّ للحقّ «
وله ما سكن في اللّيل والنّهار ، وهو السميع العليم ، يا اُمَّ مِلدم إن كنت آمنت
بالله العظيم الكريم ، فلا تهشمي العظم ، ولا تأكلي اللّحم ، ولا تشربي الدَّم ، اخرجي من حامل كتابي هذا إلى من لا يؤمن بالله العظيم ، ورسوله الكريم ، وآله : محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام
.
للرّبع
: عن الوشّاء قال : دخل رجل على الرّضا عليهالسلام
فقال له : ما لي أراك مصفاراً ؟ قال : هذه الرِّبع قد ألحّت عليَّ فدعا بدوات وكتب « بسم اللّٰه
الرَّحمـن الرَّحيم » بسم الله وبالله ، أبجد هوَّز حطّي عن فلان بن فلانة بإذن
الله ثمَّ تختّم في أسفل الكتاب سبع مرّات خاتم سليمان
ثمَّ طواه ثمَّ قال : يا مغيث ائتني بسلك لم يصبه الماء ، ولا البزاق
، فأتاه به ، فعقّد عليه ثمَّ أدناه من فيه ، فعقد من جانب أربع عقد ، يقرأ على كلّ عقد فاتحة الكتاب ، والمعوَّذتين وقل هو اللّٰه أحد ، وآية الكرسيّ ، وعلى الجانب الاٰخر ثلاث عقد يقرأ
عليها مثل ذلك ، وناوله إيّاه وقال : اربط على عضدك الأيمن ، واقرأ آية الكرسي واختم ولا تجامع عليه .
وفي
رواية اُخرى : ثمَّ أدرج الكتاب ودعا بخيط [ فاُتي بخيط ]
مبلول فقال : ائتوني بخيط يابس ، فعقّد وسطه ، وعقّد على الأيمن أربع عقد ، وعلى الأيسر ثلاث عقد ، وقرأ
______________________
على كلِّ عقدة اُمّ الكتاب والمعوَّذتين ، وقل هو الله
أحد ، وآية الكرسيّ على التنزيل ثمَّ قال : هاك ! شدَّه على عضدك الأيمن ولا تجامع عليه .
اُخرى
: ذكر أبو زكريّا الحضرمي أنَّ أبا الحسن عليهالسلام
كتب له هذا الكتاب وكان يحمُّ حمّى الرِّبع : أمر أن يكتب على يده اليمنى « بسم الله جبرئيل » وعلى
يده اليسرى « بسم الله ميكائيل » وعلى رجله اليمنى « بسم الله إسرافيل » وعلى رجله
اليسرى « بِسْمِ
اللَّـهِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا » وبين كتفيه « بسم
الله العزيز الجبّار » .
دعوات الراوندي : عن يحيى بن بكر الحضرميّ ، عن أبي
الحسن موسى عليه السّلام مثله .
١٣ ـ مكا : للحمّى في رواية : يكتب على كفته الأيمن
« بسم الله جبرئيل » وعلى كتفه الأيسر « بسم الله ميكائيل » وعلى كتفه الأيمن « بسم الله إسرافيل » وعلى
كتفه الأيسر « بِسْمِ
اللَّـهِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا » .
للغبّ
: يأخذ ثلاثة أرواق من شجر ، ويكتب على اسم المحموم على ورق « طيسوما » وعلى ورق آخر « أوحوما » وعلى ورق ثالث « ابراسوما » ويلقى في الماء بثلاث دفعات .
وبرواية
اُخرى : يكتب على ورقات الفرصاد على ثلاث « حموماً او حوما ابرحوما » ويلقى في الماء .
وفي
رواية « حوما طيسوما ابرسوما » .
رقية
للحمّى : يكتب ويشدُّ على عضده الأيمن « بسم اللّٰه الرَّحمـن الرَّحيم الحمد للّٰه ربِّ العالمين إلى آخره ، بسم الله وبالله ، أعوذ بكلمات الله
التامّات كلّها الّتي لا يجاوزهنَّ برٌّ ولا فاجر ، من شرِّ ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شرِّ الهامّة
والسامّة والعامّة واللامّة ومن شرّ طوارق اللّيل
والنّهار ، ومن شرِّ فسّاق العرب والعجم
______________________
ومن شرِّ فسقة الجنّ والانس ، ومن شرِّ الشيطان وشركه ، ومن
شرِّ كلّ ذي شرّ ومن شرّ كلِّ دابّة هو آخذ بناصيتها ، إنَّ ربّي على صراط مستقيم ، ربّنا عليك توكّلنا ، وإليك أنبنا ، وإليك المصير .
يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ
إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ فلان بن فلانة رَبَّنَا
لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا إلى آخر السورة
حسبي الله لا إله إلّا هو فاتّخذه وكيلاً ، وَتَوَكَّلْ عَلَى
الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ، وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ، لا إله إلّا الله
وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ما شاء الله لا قوَّة إلّا بالله ، كَتَبَ
اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [ أُولَـٰئِكَ
حِزْبُ اللَّهِ أَلَا
] إِنَّ
حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
، وَمَن
يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ وصلّى الله على محمّد
وآله الطيّبين الطاهرين .
١٤ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن عبد الله
بن محمّد بن عبد العزيز البغويّ عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن أبي الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ عليهالسلام قال : كان رسول الله
صلىاللهعليهوآله إذا دخل على مريض قال
: أذهب البأس ، ربَّ الناس ، واشف أنت الشافي لا شافي إلّا أنت » .
وبهذا
الاسناد عن البغويّ ، عن بشر بن هلال الصوّاف ، عن عبد الوارث بن سعيد ، عن أبي نصر ، عن أبي سعيد أنَّ جبرئيل عليهالسلام
أتى النبيَّ صلىاللهعليهوآله فقال : يا محمّد اشتكيت ؟ قال : نعم ، قال : « بسم الله أرقيك ، من كلِّ شيء يؤذيك ، من شرِّ كلِّ نفس أو عين حاسد والله يشفيك بسم الله أرقيك » .
______________________
١٥ ـ دعوات الراوندي : عن سلمة بن أبي سلمة : قال : مرض أمير المؤمنين
عليه السلام فعاده النبيُّ صلىاللهعليهوآله وقال : يا عليُّ إنَّ
أشدَّ الناس بَلاءً النبيّون والّذين يلونهم ، أبشر يا عليُّ فانَّ الحمّى حظّك من عذاب الله ، مع مالك من
الثواب أتحبُّ أن يكشف الله عزَّ وجلَّ ما بك ؟ قال : بلى قال : قل : ربِّ ارحم جلدي
الرقيق وعظمي الدقيق ، وأعوذ بك من فورة الحريق ، يا اُمَّ ملدم ، فان كنت آمنت بالله واليوم الاٰخر ، فلا تأكلي اللّحم ، ولا تشربي الدم ، وانتقلي إلى من يزعم
أنَّ مع الله إلهاً آخر لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، شهدت به ، وأنَّ محمّداً عبده
ورسوله » .
قال
عليٌّ عليهالسلام فقلتها وعوفيت .
وكان
رسول الله صلىاللهعليهوآله يتعوَّذ من الحمّى
والأوجاع ويقول : « اللّهمَّ إنّي أعوذ بك من شرِّ عرق نعّار ، ومن شرِّ حرِّ النّار » .
وعن
الحسن بن طريف قال : كتبت إلى أبي محمّد العسكريّ عليهالسلام
أسأله عن القائم إذا قام ، بم يقضي بين الناس ؟ وأردت أن أسأله عن شيء لحمّى الرِّبع ، فاُغفلت
ذكر الحمّى ، فجاء الجواب : سألت عن الامام ، إذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود لا يسأل البيّنة ، وكنت أردت أن تسأل لحمّى الرِّبع فأنسيت ، فاكتب في ورقة وعلّقه على المحموم « يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ » قال : فكتبت ذلك وعلّقت على محموم لنا فأفاق وبرأ .
وللحمّى
: يكتب على كاغذ ويشدُّ على العضد « براءة من الله العزيز الحكيم ومن محمّد رسول ربِّ العالمين إلى اُمِّ ملدم الّتي تمصُّ الدَّم ، وتنهش العظم وترقُّ الجلد ، وتأكل اللحم أن كوني على صاحب كتابي هذا برداً وسلاماً كما كانت النار على إبراهيم وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ، وَذَا
النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ
أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
، وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين .
وللحمّى
أيضاً : يكتب على ثلاث سكرات بيض « يُرِيدُ اللَّهُ أَن
يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ، الْآنَ خَفَّفَ
اللَّهُ عَنكُمْ
، ذَٰلِكَ
تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ .
١٦ ـ مكا : للمحموم يكتب على ثلاث أقطاع بخطّ دقيق
لا يمكن قراءته ، ويأكلها المحموم كلَّ يوم نسخة منها على الريق ، بعد أن جعلت مجموعة مدوَّرة كالبندقة « بسم الله ذي العزِّ والكبرياء والنّور » وهذه النسخة مجرَّبة كان الامام الحسن السمرقنديّ يعتدُّ بها ويداوم مكاتبتها حقّه وكأنّه وجد له إسناداً .
اُخرى
: يكتب على ثلاث سكرات ويأكلها المحموم بثلاث غدوات كلَّ يوم قطعة على الريق ، الاُولى « عقدت باذن الله » الثاني « شددت باذن الله » الثالث « سكّنت
باذن الله » .
اُخرى
: « بِسْمِ
اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إلى قوله : شَطَطًا
إِذْ
قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ إلى قوله : الْحَكِيمُ
مع سبع من العقود السليمانيّة .
اُخرى
: يكتب على القدم الأيمن « بسم الله يا حمّى الماضية المستمضية بالّذي في السّماء عرشه ، وبالّذي كلّم موسى تكليماً ، واتّخذ إبراهيم خليلاً ، وبعث محمّداً
بالحقِّ نبيّاً ، لمّا خرجت من العظم إلى اللّحم ومن اللّحم إلى الجلد ومن الجلد إلى الأرض فتسكن فيها ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم ، وصلّى الله
على محمّد وآله وسلّم تسليماً كثيراً .
اُخرى
: يكتب ويشدُّ ويعقده سبع عقد ، ويقرأ على كلِّ عقدة فاتحة الكتاب ويشدُّ على رأس المحموم « بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ وَبِالْحَقِّ
أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ
لِّلْمُؤْمِنِينَ ، يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ
الْأَخْسَرِينَ
، يا الله يا الله يا الله ، يا رحمن
______________________
يا رحمن يا رحمن ، اسكن بقدرة الجبّار العظيم ، [ بقدرة
] المنّان الكريم » ويكتب المعوَّذتين .
اُخرى
: عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : حمَّ
رسول الله صلىاللهعليهوآله فأتاه جبرئيل عليهالسلام فقال : « بسم الله أرقيك ، يا محمّد بن عبد الله ! بسم الله أشفيك ، بسم الله من
كلِّ داء يعنيك بسم الله والله شافيك ، بسم الله خذها فلتهنيك ، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، فلا
اُقسم بمواقع النجوم لتبرأنَّ باذن الله » ويشدُّ التعويذ في عنق المحموم .
عن
الرضا عليهالسلام قال : اشتكت جارية
لي وكان لها قدر فأتاني آت في المنام فقال لي : قل لها : تقول : « يا ربّاه يا سيّداه صلِّ على محمّد وأهل بيته ، واكشف عنّي
ما أجد » فانَّ فلان بن فلان نجا من النّار بهذه الدعوة .
للحمّى
عن الرضا عليهالسلام يكتب = عن داود بن زربي قال : وعكت بالمدينة وعكاً شديداً فبلغ ذلك أبا عبد الله عليهالسلام
|

|
فكتب إليَّ : قد بلغني علّتك فاشتر صاعاً من بُرّ ثمَّ
استلق على قفاك ، وانثره على صدرك كيف ما انتثر ، وقل : « اللّهمَّ إنّي أسئلك باسمك الّذي إذا سألك به المضطرُّ
كشفت ما به من ضرّ ومكّنت له في الأرض وجعلته خليفتك على خلقك ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تعافيني من علّتي » واستو جالساً واجمع البرَّ من حولك وقل مثل ذلك ، واقسمه مدّاً مدّاً لكلِّ مسكين ، وقل مثل ذلك .
قال
داود : ففعلت ذلك فكأنّما نُشطت من عقال وقد فعل غير واحد فانتفع به
.
دعاء
آخر : قال الصادق عليهالسلام : حمَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله فأتاه جبرئيل عليهالسلام يعوِّذه وقال : « بسم الله أرقيك ، وبسم الله أشفيك ، وبسم الله من كلِّ داء يعنيك ، بسم
الله
______________________
والله شافيك ، بسم الله خذها فلتهنيك ، بسم الله الرَّحمن
الرَّحيم فلا اُقسم بمواقع النجوم لتبرأنَّ باذن الله .
من
مسموعات السيّد الامام ناصح الدِّين أبي البركات المشهديّ رحمة الله عليه عن الصادق عليهالسلام قال : طين قبر
الحسين عليهالسلام شفاء من كلِّ داء ، فاذا
أكلته فقل : بسم الله وبالله ، اللّهمَّ اجعله رزقاً واسعاً وعلماً نافعاً وشفاء من كلِّ داء
إنّك على كلِّ شي قدير .
وقال
الصادق عليهالسلام ، من أصابته علّة
فبدأ بطين قبر الحسين عليهالسلام شفاه الله من تلك العلّة ، إلّا أن تكون علّة السام .
دعاء
آخر : عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ضع راحتك على
فمك وقل : « بسم الله ثلاثاً بجلال الله ثلاثا بكلمات الله التامّات » ثلاثا ثمَّ تمسح على رأس الّذي
يشتكي ووجهه يصنع ذلك أشفق أهله عليه .
دعاء
آخر : عن زرارة ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : إذا دخلت على
مريض فقل : اُعيذك بالله العظيم ربِّ العرش العظيم ، من كلِّ عرق نعّار ، ومن شرِّ حرِّش النّار .
سبع مرّات .
١٨ ـ طا : فيما جرَّبناه لزوال الحمّى ، فوجدناه
كما رويناه ، يكتب في كاغذ يوم الأحد ويوم الأربعا ، كلّ طلسم منها منفرداً في رقعة ، ويغسل في شراب أو ماء الأوَّل يوم الأحد ، والثاني يوم الاثنين ، والثالث يوم الثلثا ، ويشرب كلَّ
يوم واحداً إذا غسل لا يبقى في الورقة من مداده شيء ، فان زالت الحمّي في هذه
الثلاثة الأيّام ، وإلّا تكتب كذلك في ثلاث ورقات يوم الأربعاء ، ويغسل الأوَّل يوم الأربعا
ويشرب ماؤه ، والثاني يوم الخميس ، والثالث يوم الجمعة ، ويشرب ماءه وقد زالت الحمّى بالله جلَّ جلاله ، وهذه صورة الثلاث طلسمات .

______________________
١٩ ـ كا : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن
عبد العزيز بن المهتديّ ، عن يونس بن عبد الرَّحمن ، عن داود بن زربي قال : مرضت بالمدينة مرضاً شديداً فبلغ ذلك أبا عبد الله عليهالسلام فكتب إليَّ : قد
بلغني علّتك فاشتر صاعاً من برّ ثمَّ استلق على قفاك ، وانثره على صدرك كيف ما انتثر ، وقل : « اللّهمَّ إنّي أسئلك باسمك الّذي إذا سألك به المضطرُّ كشفت ما به من ضرّ ، ومكّنت له في الأرض ، وجعلته خليفتك على خلقك أن تصلّي على محمّد وعلى أهل بيته ، وأن تعافيني من علّتي » ثمَّ استو جالساً واجمع البرَّ من حولك ، وقل مثل ذلك واقسمه مدّاً مدّاً لكلِّ مسكين وقل مثل ذلك قال داود : ففعلت ذلك فكأنّما نُشطت من عقال ، وقد فعله غير واحد فانتفع به .
٢٠ ـ كا : الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن إسحاق
الأشعري ، عن بكر بن محمّد الأزديّ قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : حُمَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله فأتاه جبرئيل عليهالسلام فعوَّذه فقال : « بسم الله أرقيك يا محمّد ، بسم الله أشفيك ، بسم الله من كلِّ داء يعنيك
، بسم الله والله شافيك ، بسم الله خذها فليهنيك بسم الله الرَّحمن الرَّحيم فلا اُقسم بمواقع
النجوم لتبرأنَّ باذن الله » قال بكر : وسألته عن رقية الحمّى فحدَّثني بهذا
.
٢١ ـ ق : عوذة للحمّى مباركة ، يكتب في ورقة ويعلّقه الرجل في عضده الأيسر ، والامرأة في عضدها الأيمن ، ويشدُّ الكتاب بغزل الاُمّ وابنتها ، وهو :
«
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، من الله وإلى الله ، ولا غالب إلّا الله ، المستعان بالله ، والتكلان على الله ، والشّفاء بيد الله ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله
العليّ العظيم براءة من الله العزيز الحكيم ، لصاحب كتابي هذا وشعره ، وبشره ، وجسده وبدنه ولحمه ودمه وعظمه إلى اُمّ مِلدَم الّتي تذيب اللحم ، وتمصُّ الدَّم ، وتوهن العظم
حرّها من جهنّم وبردها من الزمهرير .
يا
اُمّ ملدم ! إن كنت مؤمنة بالله واليوم الاٰخر فلا تقربي من علّق عليه كتابي
______________________
هذا ، ولا تمصّي له دما ، ولا توهني له عظماً ، ولا
تذيبي له لحماً ، واطفئي بعزَّة الله الّذي جعل النّار برداً وسلاماً على إبراهيم ، وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين
آدم صفوة الله ، إبراهيم خليل الله ، موسى كليم الله ، عيسى روح الله ، محمّد حبيب
الله يا عدوَّة آدم وحوّا ، قد حال جبرئيل .
عزمت
عليك يا اُم مِلدَم بعزَّة الله ، وقدرة الله ، وبعظمة الله ، وبجلال الله وسلطان الله ، وبكبرياء الله ، وبما جرى به القلم من عند الله ، على محمّد بن عبد الله
صلىاللهعليهوآله أو كالّذي مرَّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثمَّ بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم .
إليك
عنّي جرى القرطاس والقلم ، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ، وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ، ختمت هذا الكتاب
على اسم الله المقدس المطهّر الطاهر ، وخاتم سليمان بن داود ، وخاتم محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله ، وفاتحة الكتاب إلى آخرها ، أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ .
٢١ ـ مهج : دخل النبيُّ صلىاللهعليهوآله على فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، فوجد الحسن عليهالسلام موعوكاً ، فشقَّ ذلك على النبيِّ صلىاللهعليهوآله فنزل جبرئيل عليهالسلام فقال : يا محمّد ألا اُعلّمك معاذة تدعو بها فينجلي بها عنه ما يجده ؟ قال : بلى ، قال : قل « اللهمَّ لا إله إلّا أنت العليُّ العظيم ، ذو السلطان القديم ، والمنِّ العظيم ، والوجه
الكريم لا إله إلّا أنت العليُّ العظيم ، وليُّ الكلمات التّامّات ، والدَّعوات
المستجابات ، حلَّ ما أصبح بفلان » فدعا النبيُّ صلىاللهعليهوآله ثمَّ وضع يده على
جبهته فإذا هو بعون الله قد أفاق .
٢٢ ـ مهج : عليُّ بن عبد الصّمد ، عن جدِّه ، عن
الفقيه أبي الحسن عن السيّد أبي البركات عليِّ بن الحسين الحسني الجوزي ، عن محمّد بن بابويه ، عن الحسن بن محمّد بن سعيد ، عن فرات بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمّد بن بشرويه عن محمّد بن إدريس الأنصاريّ ، عن داود بن رشيد والوليد بن شجاع بن مروان
______________________
عن عاصم ، عن عبد الله بن سلمان الفارسيّ ، عن أبيه قال
: خرجت من منزلي يوماً بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله بعشرة أيّام فلقيني عليُّ بن أبي
طالب عليهالسلام ابن عمِّ الرسول صلىاللهعليهوآله فقال لي : يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله فقلت : حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفى ، غير أنَّ حزني على رسول الله صلىاللهعليهوآله طال ، فهو الّذي منعني من زيارتكم فقال عليهالسلام : يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله فانّها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد اُتحفت بها من الجنّة ، قلت لعليّ عليهالسلام : قد اُتحفت فاطمة عليهاالسلام بشيء من الجنّة بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله
؟ قال : نعم بالأمس .
قال
سلمان : فهرولت إلى منزل فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله فاذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمّرت رأسها انجلى ساقها ، وإذا غطّت ساقها انكشفت رأسها ، فلمّا نظرت إليَّ اعتجرت ثمَّ قالت : يا سلمان جفوتني بعد وفات أبي صلىاللهعليهوآله ، قلت : حبيبتي لم أجفكم ، قالت : فمه ، اجلس واعقل ما أقول لك .
إنّي
كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس وباب الدار مغلق ، وأنا أتفكّر في انقطاع الوحي عنّا وانصراف الملائكة عن منزلنا ، فاذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد فدخل عليَّ ثلاث جوار لم ير الراؤون بحسنهنَّ ولا كهيئتهنَّ ، ولا نضارة
وجوههنَّ ، ولا أزكى من ريحهنَّ ، فلمّا رأيتهنَّ قمت إليهنَّ متنكّرة لهنَّ ، فقلت
لهنَّ : بأبي أنتنَّ من أهل مكّة أم من أهل المدينة ؟ فقلن : يا بنت محمّد لسنا من
أهل مكّة ، ولا من أهل المدينة ، ولا من أهل الأرض جميعاً ، غير أنّنا جوار من الحور العين من دار السّلام ، أرسلنا ربُّ العزَّة إليك يا بنت محمّد إنّا إليك مشتاقات .
فقلت
للّتي أظنُّ أنّها أكبر سنّاً : ما اسمك ؟ قالت : اسمي مقدودة ، قلت : ولم سمّيت مقدودة ؟ قالت : خلقت للمقداد بن الأسود الكنديّ ، صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقلت للثانية : ما
اسمك ؟ قالت ذرّة قلت : ولم سمّيت ذرّة وأنت في عيني نبيلة ؟ قالت : خلقت لأبي ذرّ الغفاريّ صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقلت للثالثة : ما اسمك ؟ قالت : سلمى ، قلت : ولم سمّيت سلمى ؟ قالت : أنا لسلمان الفارسيّ مولى أبيك رسول الله صلىاللهعليهوآله .
قالت
فاطمة ثمَّ أخرجن لي رطباً أرزق كأمثال الخشكنانج الكبار
أبيض من الثلج ، وأزكى ريحاً من المسك الأذفر فقالت لي : يا سلمان
أفطر عشيّتك [ علیه ] فإذا كان غداً فجئني بنواه ، أو قالت عجمه ، قال سلمان : فأخذت
الرطب فما مررت بجمع من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله إلّا قالوا : يا
سلمان أمعك مسك ؟ قلت : نعم فلمّا كان وقت الافطار أفطرت عليه فلم أجد له عجماً ولا نوى .
فمضيت
إلى بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله في اليوم الثاني
فقلت لها عليهاالسلام : إنّي أفطرت على ما أتحفتيني به فما وجدت له عجماً ولا نوى ، قالت : يا سلمان ولن يكون له عجم ولا نوى ، وإنّما هو نخل غرسه الله في دار السلام بكلام علّمنيه أبي محمّد صلىاللهعليهوآله كنت أقوله غدوة وعشيّة ، قال سلمان : قلت : علّميني الكلام يا سيّدتي فقالت : إن سرَّك
أن لا يمسّك أذى الحمّى ما عشت في دار الدُّنيا فواظب عليه ، ثمَّ قال سلمان : علّمتني هذا الحرز فقالت :
بسم
الله الرَّحمن الرَّحيم ، بسم الله النّور ، بسم الله نور النّور ، بسم الله نورٌ على نور ، بسم الله الّذي هو مدبّر الاُمور ، بسم الله الّذي خلق النّور من النّور
الحمد لله الّذي خلق النّور من النّور ، وأنزل النّور على الطّور ، في كتاب مسطور في رقّ منشور ، بقدر مقدور ، على نبيّ محبور ، الحمد لله الّذي هو بالعزِّ مذكور وبالفخر مشهور ، وعلى السرّاء والضرّاء مشكور ، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطّاهرين .
قال
سلمان : فتعلّمتهنَّ فوالله ولقد علّمتهنَّ أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ، ومكّة ، ممّن بهم علل الحمّى فكلٌّ برىء من مرضه بإذن الله
______________________
تعالى .
أقول : قد مضى خبر آخر في هذا المعنى في باب أحراز مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها .
٥٧
*
( باب ) *
*
« ( العوذة والدعاء للحوامل من الانس والدواب وعوذة الطفل ) » *
*
« ( ساعة يولد وعوذة النفساء ) » *
١ ـ طب : الوليد بن نقية مؤذِّن مسجد الكوفة قال : حدَّثنا أبو الحسن العسكريّ ، عن آبائه ، عن محمّد الباقر عليهالسلام
قال : من أراد أن لا يعبث الشيطان بأهله ما دامت المرأة في نفاسها ، فليكتب هذه العوذة بمسك وزعفران ، بماء المطر الصافي ، وليعصره بثوب جديد لم يلبس ، وألبس منه أهله وولده ليرشَّ الموضع والبيت الّذي فيه النفساء ، فانّه لا يصيب أهله ما دامت في نفاسها ، ولا يصيب ولده
خبط ولا جنون ولا فزع ولا نظرة إنشاء الله تعالى :
بسم
الله الرَّحمن الرَّحيم بسم الله ، بسم الله ، بسم الله ، والسّلام على رسول الله والسلام على آل رسول الله ، والصّلاة عليهم ورحمة الله وبركاته ، بسم الله وبالله
، اخرج بإذن الله ، اخرج باذن الله ، منها خرجتم نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اُخرى فان تولّوا فقل حسبي الله لا إله إلّا هو ، عليه توكّلت وهو ربُّ العرش العظيم ، بسم
الله وبالله أدفعكم برسول الله .
٢ ـ طب : الخضر بن محمّد ، عن الخراذينيّ ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن محمّد بن هارون ، عن ابن رئاب ، عن ابن سنان ، عن المفضّل ، عن جابر ، عن
______________________
أبي جعفر عليهالسلام ورواه أيضاً
عن عليّ بن أسباط ، عن ابن بكير ، عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليهالسلام قال : تكتب للفرس العتيقة الكريمة عند وضعها هذه العوذة
في رقّ [ غزال ] ويعلّق في حقويها :
«
اللهمَّ يا فارج الهمّ ، وكاشف الغمّ ، رحمن الدُّنيا والاٰخرة ورحيمهما ، ارحم
فلان بن فلان صاحب الفرس رحمة تغنيه عن رحمة من سواك وفرِّج همّه وغمّه ونفّس كربته ، وسلّم فرسه ، ويسّر عليها ولادتها » .
خرج
عيسى بن مريم ، ويحيى بن زكريّا على نبيّنا وآله وعليهما السّلام إلى البريّة فسمعا صوت وحشيّة فقال المسيح عيسى بن مريم عليهماالسلام : يا عجبا ما هذا الصوت ؟ قال يحيى : هذا صوت وحشيّة تلد ، فقال عيسى بن مريم عليهماالسلام
: انزل سرحا سرحا باذن الله تعالى .
٣ ـ طب : أبو يزيد القنّاد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي الحسن الرّضا عليهالسلام قال : تكتب هذه العوذة في قرطاس أورقّ للحوامل من الانس والدّوابّ « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، بسم الله ، بسم الله ، بسم الله ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ
يُسْرًا
، إِنَّ
مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا
، يُرِيدُ
اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ، وَلِتُكْمِلُوا
الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ، وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ، وَيُهَيِّئْ
لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
، ويهيّىء لكم من أمركم رشداً ، وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ، وَلَوْ
شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ، ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ .
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ، فَانتَبَذَتْ
بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ، فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا
مَّنسِيًّا فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ، وَهُزِّي
إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا
، فَكُلِي
وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي
إِنِّي نَذَرْتُ
______________________
لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْمًا فَلَنْ
أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ، فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا
مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ
وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ، فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ إِنِّي
عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ
حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ
أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ، ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ .
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا
تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ، أَلَمْ يَرَوْا إِلَى
الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ، كذلك أيّها
المولود اخرج سويّا باذن الله عزَّ وجلَّ .
ثمَّ
تعلّق عليها ، فاذا وضعت نزع منها ، واحفظ الاٰية أن تترك منها بعضها أو تقف على موضع منها حتّى تتمّها وهو قوله تعالى « وَاللَّـهُ
أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا » فان وقفت ههنا خرج المولود أخرس ، وإن لم تقرأ « وَجَعَلَ
لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ » لم يخرج الولد سويّاً
.
٥٨
*
( باب ) *
* « ( عوذة الحيوانات من العين وغيرها ) » *
١ ـ طب : أحمد بن الحارث ، عن سليمان بن جعفر ، عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهمالسلام في عوذة الحيوان ، وقال
: هي محفوظة عندهم « بسم اللّٰه الرَّحمـن الرَّحيم ، بسم الله وبالله ، خرج عين السّوء من بين لحمه وجلده وعظمه وعصبه وعروقه ، فلقيها جبرئيل وميكائيل صلوات الله عليهما ، فقالا : أين تذهبين أيّتها
اللعينة
______________________
قالت : أذهب إلى الجمل فأطرحه من قطاره ، والدابّة من
مقودها ، والحمار من آكامه ، والصبيّ من حجر اُمّه ، وألقى الرجل الشابَّ الممتلىء من قدميه ، فقالا لها
: اذهبي أيّتها اللعينة إلى البريّة ، فثمَّ حيّة لها عينان ، عين من ماء ، وعين من
نار وكذلك يطبع الله على عين السّوء ، وعبس عابس ، وحجر يابس ، ونفس نافس ونار قابس ، رددت بعون الله عين السّوء إلى أهله ، وفي جنبيه وكشحيه وفي أحبِّ خلّانه إليه ، بعزيمة الله ، وقوله « أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا
يُؤْمِنُونَ ، فارجع البصر كرَّتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير ، وصلى الله على سيّدنا محمّد النبيّ
وآله الطاهرين .
٢ ـ طا : فيما نذكره إذا حصلت الملعونة في عين دابّة : يقرؤها ويُمرُّ
يده على عينها ووجهها ، أو يكتبها ويمرُّ الكتابة عليها باخلاص نيّة « بسم الله الرَّحمن
الرَّحيم بسم الله الشافي ، بسم الله الكافي ، بسم الله المعافي ، بسم الّذي لا يضرُّ مع
اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، وننزِّل من السماء ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ، واردد العين الحابس ، وحجر يابس [ وماء فارس ] وشهاب ثاقب من العين إلى العين ، فقال جبرئيل ومكائيل عليهماالسلام
إلى أين تذهب يا عين السوء قالت : أذهب إلى الثور في نيره والجمل في قطاره ، والدابّة
في رباطها ، فقالا عليهماالسلام لها : عزمنا عليك بتسعة وتسعين اسماً أن تلقى الثور في نيره ، والجمل في قطاره والدابَّة
في رباطها ، كذلك يطفىء الله الوجع من العين ، بلا حول ولا قوَّة إلّا بالله العلي
العظيم ، بسم الله ، سلام سلام من الله الّذي لا إله إلّا هو ، السّلام المؤمن
المهيمن العزيز الجبّار المتكبر سبحان الله عمّا يشركون .
٣ ـ ق : عوذة لأمير المؤمنين عليهالسلام
للعين قال [ حين ] أصابت العين فحلاً من إبل أمير المؤمنين عليّ : « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، بسم الله العظيم ، عبس
عابس ، وشهاب
______________________
قابس ، وحجر يابس ، رددت عين العاين عليه من رأسه إلى
قدميه ، آخذ عيناه ، قابض بكلاه ، وعلى جاره وأقاربه ، جلده دقيق ، ودمه رقيق ، وباب المكروه به تليق ، فارجع
البصر هل ترى من فطور ، ثمَّ ارجع البصر كرَّتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير
.
٤ ـ ق : عوذة للدوابّ عن الصّادقين عليهمالسلام
« بسم الله الرَّحمن الرَّحيم اُعيذ من علّق عليه كتابي هذا من الخيل والدَّوابِّ
كُمتها وشُقرها وبُلقها ودُهمها أغرّها وأحوائها وسميدعها وزرزورها وأعشابها ومحجّلها
وأصفرها وما اختلف من ألوانها ، أعوذ وأمتنع وأزجر وأعقد وأحبس عن من علّق عليه كتابي هذا من الخيل والبهائم والحيوان ، من الكلام والصدام ومضغ اللّجام وقرض الأسنان والأرسان والعترة والنظرة والسّكرة ، والحصارة والعداية
ووجع الكبد
______________________
والرية والطحال والأنشار والعسل والكبوة والفزعة والعريرة والحرد والحرب والجلد والقصر والحمرة والهدم في الظهر والروابد والنُّفّاخ والعلاق والذّباب والزنابير والارتعاش والارتهاس والظلمة والمعل وَالورم والجدري والطّبوع ومن الجمح والرَّمح ، ومن الفالج والقولنج والحداج ووحام العين
______________________
والدمعة عند الجهي ومن التعسير والتخييل ومن
معط شعر الناصية ومن الامتناع من العلف ، ومن البرص وبلع الريش ، ومن الذَّرب ومن قصد الارتياع ومن النكبة والنملة من الامتناع من الاٰبنة والعلف والسرج
واللجام .
حصّنت
جميع ما علّق عليه كتابي هذا بالله العظيم من شرِّ كلِّ سبع وضبع وأسد وأسود ، ومن السرّاق والطّرّاق ، إلّا طارق يطرق بخير ، قل من يكلؤكم بالليل والنّهار من الرَّحمن بل هم عن ذكر ربّهم معرضون ، قل هو الله أحد الواحد القهّار .
تحصّنت
بذي العزَّة ، والجبروت ، وتوكّلت على الحيِّ الّذي لا يموت نور النّور ، ومقدِّر النّور ، نور الأنوار ، ذلك الله الملك القهّار ، فسيكفيكهم
الله
______________________
وهو السّميع العليم .
٥ ـ ق : عوذة والفرس والفارس :
بسم
الله الرَّحمن الرَّحيم اُعوِّذ واُعيذ دابّة فلان بن فلان المعروف بكذا وكذا ، وسائر دوابّه من الخيل من دُهمها وشقرها وكمتها وأغرِّها محجّلها وحصنها وحجورها من المشش والرَّهش والدَّعص والرَّهصة والرَّصّة
وخفقان الفؤاد وغدَّة الصّفاق والرَّجس وبلع الريش وبلع
الحشيش والجدار والخذلان ووجع الجوف والربو في المريس ومن
الطرفة والصّدمة والعثار والحمرة في الاٰماق ومن الحمَر والبهر وعرق
الانتشار ووجع الأعضاء واسترخاء القوائم وسائر الأعلال في البهائم .
دفعت
عيون السّوء عنها في سائر جسومها وبشرها ولحمها ودمها وظاهرها
______________________
وباطنها بالإحاطة الكبرى ، وبأسماء الله الحسنى ، وبكلماته
العظمى ، من الإمتناع من الأكل والشرب ، والتغصّص والالتواء والضربان ، ومن جرح بالحديد ، ووجر بالشوك ، أو حرق بالنّار أو مخلب ، ومن وقع نصال السّهام وأسنّة الرّماح ، ومن الغوامز واللوادغ ، وضربة موهنة أو دفعة محطمة .
اُعيذه
وراكبه بما استعاذ به جبرائيل عليهالسلام وعوَّذ به النبيُّ صلىاللهعليهوآله البراق وما عوَّذ به فرسه السّحاب ، وما عوَّذ عليٌّ عليهالسلام
فرسه لزاق ، وبما عوَّذ به شمعون الصّفا فرسه الطماح ، وبما عوَّذ به موسى الكليم فرسه الّذي عبر في أمره
البحر .
عوَّذت
هذه الدّابّة وصاحبها وموضعها ومرعاها وسائر ماله من الكراع والمراتع من سائر السّباع والهوامّ ، ومن كلِّ أذيّة وبليّة ومن الشهور والدُّهور والرَّدَّة والغرق والحرق والوباء ومدارك الشّقا ، بالعقد العظيم والأسماء الأوليّة
العليّة من أعين الجنِّ والإنس أجمعين .
بسم
الله ربِّ العالمين ، بسم الله عالم السرّ وأخفى ، بسم الله الأعلى ، وبأسماء الله
الكبرى في سرادق علم الله ، وفي حجب ملكوت الله الّتي يحيى بها الأموات ، وبها رفعت السّماوات ، وبأسماء الله الّتي أضاءت بها الشمس وارتفع بها العرش من سائر ما ذكرت ، وما لم أذكر ، وما علمت ، وما لم أعلم ، ورفعت عنها سائر الأعين الناظرة والعادية والخواطر الخاطرة والصّدور الواغرة بلا حول ولا قوَّة إلّا بالله
العليِّ العظيم ، وهو حسبي ونعم الوكيل .
______________________
٥٩
*
( باب ) *
*
« ( الدعاء لعموم الاوجاع والرياح وخصوص وجع الرأس ) » *
*
« ( والشقيقة وضربان العروق ) » *
١ ـ مكا : رقية لجميع الاٰلام وقيل للضرس «
بسم الله وبالله ، وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين ، صنع الله الّذي أتقن كلَّ شيء إنّه خبير بما تفعلون اسكن أيّها
الوجع سكّنتك بالّذي سكن له في السّماوات وما في الأرض وهو العليُّ العظيم عزمت عليك أيّها الوجع بالله الّذي اتّخذ إبراهيم خليلاً ، وكلّم موسى تكليماً وخلق عيسى من روح القدس ، وبعث محمّداً بالحقِّ نبيّا لمّا ذهبت عن فلان بن فلانة إلى مدَّة حياته ولا تعود إليه .
حرز
القلنسوة ، كان بالملك النجاشيّ صداع فكتب إلى النبيِّ صلىاللهعليهوآله في ذلك فبعث إليه هذا الحرز ، فخاطه في قلنسوته ، فسكن ذلك عنه ، وهو :
بسم
اللّٰه الرَّحمـن الرَّحيم ، بسم اللّٰه الحقّ المبين ، شهد الله الاٰية
لله نور وحكمة ، وعزَّة وقوَّة ، وبرهان وقدرة ، وسلطان ورحمة ، يا من لا ينام لا إله إلّا
الله إبراهيم خليل الله ، لا إله إلّا الله موسى كليم الله ، لا إله إلّا الله
عيسى روح الله وكلمته لا إله إلّا الله محمّد رسول الله وصفيّه وصفوته ، صلّى الله عليه وآله وسلّم عليهم
أجمعين اسكن سكّنتك بما سكن له في السماوات والأرض ، وبمن يسكن له في اللّيل والنّهار ، وهو السميع العليم [ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ ] رخاء حيث أصاب والشياطين [ كُلَّ
بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ
] ألا إلى الله تصير الاُمور .
______________________
اُخرى
للصّداع : يكتب في رقّ ويشدُّ على الرأس بخيط « بِسْمِ اللَّـهِ
الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ الم اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ـ إلى قوله ـ اُمِّ
الكتاب
، واخرج منها مذموماً مدحوراً » .
للصّداع
: عن أبي جعفر عليهالسلام قال : يكتب في كتاب
ويعلّق على صاحب الصّداع من الشّقِّ الّذي يشتكي « اللهمَّ إنّك لست باله استحدثناه ، ولا بربِّ يبيد ذكره ولا معك شركاء يقضون معك ، ولا كان قبلك إله ندعوه ونتعوَّذ به ، ونتضرَّع إليه وندعك ، ولا أعانك على خلقنا من أحد فنشكُّ فيك ، لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك ، عاف فلان بن فلانة وصلِّ على محمّد وأهل بيته » .
وفي
رواية « أسئلك باسمك الّذي قام به عرشك على الماء ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تشفي فلان بن فلانة من الصداع والشقيقة ، وضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً ، وأسئلك باسمك الّذي به خلقت آدم عليهالسلام وأتممت خلقه ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تشفي فلان بن فلانة »
.
للشقيقة
: يكتب هذه الكلمات في رقّ أو قرطاس فان كان رجلاً شدَّ على رأسه وإن كانت امرءة جعلته مع عقاصها « بسم الله الرَّحمن
الرَّحيم ، بسم الله من الأرض إلى السماء ، كان هبط جبرئيل فاستقبله الأجدع فقال أين تريد ؟ قال : أذهب إلى إنسان آكل شحم عينيه ، وأشرب من دمه ، فقال : بالله الّذي لا إله إلّا هو لا تذهب إلى الانسان ولا تأكل شحمة عينيه ، ولا تشرب من دمه ، أنا الرّاقي والله الشّافي وصلّى الله على محمّد وأهل بيته » .
٢ ـ مكا : عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : تضع يدك على الموضع الّذي فيه
______________________
الوجع ، وتقول ثلاث مرَّات : « الله الله الله ربّي حقّاً
لا اُشرك به شيئاً اللهمَّ أنت لها ولكلِّ عظيمة ففرِّجها عنّي » .
دعاء
آخر عنه عليهالسلام قال : تضع يدك على
موضع الوجع وتقول : « اللهمَّ إنّي أسئلك بحقِّ القرآن العظيم الّذي نزل به الرُّوح الأمين ، وهو عندك في اُمِّ
الكتاب عليٌّ حكيم أن تشفيني بشفائك ، وتداويني بدوائك ، وتعافيني من بلائك » ثلاث مرَّات « وصلّى الله على محمّد وأهل بيته » .
قال
الصّادق عليهالسلام [ تقول : ] « بسم
الله وبالله كم من نعمة لله عزَّ وجلَّ في عرق ساكن وغير ساكن ، على عبد شاكر وغير شاكر » ثمَّ تأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد صلاة مفروضة ، وتقول : « اللّهمَّ فرّج كربي وعجّل عافيتي واكشف ضرِّى » ثلاث مرّات واحرص أن يكون ذلك مع دموع وبكاء .
دعاء
آخر : وعن بعضهم قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام
وجعاً بي فقال قل : « بسم الله » ثمَّ امسح يدك عليه ، وقل « أعوذ بعزَّة الله ، وأعوذ بجلال الله ، وأعوذ
بعظمة الله ، وأعوذ بجمع الله ، وأعوذ برسول الله ، وأعوذ بأسماء الله من شرِّ ما أحذر ، ومن شرِّ ما أخاف على نفسي » تقولها سبع مرّات ، قال : ففعلت فأذهب الله عنّي .
دعاء
آخر عنه عليهالسلام قال : تضع يدك على
موضع الوجع وتقول « بسم الله وبالله محمَّد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لا حول ولا قوَّة
إلّا بالله ، اللهمَّ امسح عنّي ما أجد » ويمسح الوجع ثلاث مرّات .
٣ ـ كا : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن جميل ابن صالح ، عن ذريح قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام
يعوِّذ بعض ولده ، ويقول : « عزمت عليك يا ريح ويا وجع
كائناً ما كنت ، بالعزيمة الّتي عزم بها عليُّ بن
______________________
أبي طالب أمير المؤمنين عليهالسلام رسول رسول الله صلىاللهعليهوآله على جنِّ وادي الصبرة فأجابوا وأطاعوا لمّا أجبت وأطعت ، وخرجت عن ابني فلان ابن ابنتي فلانة السّاعة السّاعة .
٤ ـ كا : محمّد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن
السّكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من اشتكى
الواهنة أو كان به صداع أو غمزه بوله ، فليضع يده على ذلك الموضع وليقل : « اسكن سكّنتك بالّذي سكن له ما في اللّيل والنهار ، وهو السميع العليم » .
٥ ـ ما : أحمد بن عبدون ، عن عليّ بن محمّد بن الزبير ، عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، عن العبّاس بن عامر ، عن أحمد بن رزق ، عن معاوية بن وهب قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام قال : فصدع ابن لرجل
من أهل مرو وهو عنده جالس ، قال : فشكا ذلك إلى أبي عبد الله عليهالسلام
قال : أدنه منّي قال : فمسح على رأسه ثمَّ قال : « إِنَّ
اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ، وَلَئِن زَالَتَا
إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا »
.
٦ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصّادق ، عن أبيه عليهماالسلام أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله اشتكى الصداع ، فنزل
عليه جبرئيل عليهالسلام فرقاه فقال : « بسم
الله يشفيك ، بسم الله يكفيك ، من كلِّ داء يؤذيك ، خذها فليهنيك »
.
٧ ـ طب : عبد الله بن بسطام ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن أبي الحسن العسكريّ عليهالسلام قال : حضرته يوماً
وقد شكى إليه بعض إخواننا فقال : يا ابن رسول الله إنَّ أهلي يصيبهم كثيراً هذا الوجع الملعون ، قال : وما هو ؟ قال : وجع الرأس ، قال : خذ قدحاً من ماء ، واقرأ عليه « أَوَلَمْ يَرَ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ
شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ » ثمَّ
______________________
أشربه ، فانّه لا يضرُّه إنشاء الله تعالى .
٨ ـ طب : محمّد بن جعفر البرسيّ ، عن محمّد بن يحيى الأرمنيّ ، عن محمّد
بن سنان النسائي ، عن يونس بن ظبيان ، عن المفضّل ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : هذه عوذة نزل بها
جبرئيل عليهالسلام على النبيِّ صلىاللهعليهوآله والنبيُّ صلىاللهعليهوآله مصدَّع ، فقال : يا
محمّد عوِّذ صداعك بهذه العوذة ، يخفّف الله عنك وقال : يا محمّد من عوَّذ بهذه العوذة سبع مرّات على أيّ وجع يصيبه شفاه الله
بإذنه تمسح بيدك على الموضع الّذي تشتكي وتقول : « بسم الله ربّنا الّذي في السماء تقدَّس ذكره ، ربّنا الّذي في السماء والأرض أمره نافذ ماض ، كما أنَّ أمره في السماء ، اجعل رحمتك في الأرض ، واغفر لنا ذنوبنا ، وخطايانا ، يا ربَّ الطيّبين الطّاهرين ، أنزل أنزل شفاء من شفائك ورحمة من رحمتك ، على فلان بن فلانة » وتسمّي اسمه .
أيضاً رقية [ للصداع ] : يا مصغّر الكبراء ، ويا مكبّر الصغراء ويا
مذهّب الرّجس عن محمّد وآل محمّد ، ومطهّرهم تطهيراً ، صلِّ على محمّد وآله ، وامسح ما بي من
صداع أو شقيقة .
٩ ـ طب : محمّد بن إبراهيم السرَّاج ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم
، عن حبيب السجستانيّ ، وكان أقدم من حريز السجستانيّ إلّا أنَّ حريزاً كان أسبغ علماً من حبيب هذا ، قال : شكوت إلى الباقر عليهالسلام
شقيقة تعتريني في كلِّ اُسبوع مرَّة أو مرَّتين ، فقال : ضع يدك على الشقّ الّذي يعتريك ، وقل « يا ظاهراً موجوداً ويا باطناً غير مفقود ، اردد على عبدك الضعيف أياديك الجميلة عنده ، وأذهب عنه ما به من أذى ، إنّك رحيم ودود قدير » تقولها ثلاثاً تعافي إنشاء الله تعالى
.
ق : مرسلاً مثله ، وفيه إنّك عليم قدير .
١٠ ـ طب : السيّاري ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين
عليهمالسلام يعوِّذ رجلاً من
______________________
أوليائه ذكر أنّه أصابته شقيقة ، فذكر نحو العوذة المتقدّمة
.
أيضاً
له : يكتب في قرطاس ويعلّق على الجانب الّذي يشتكي « بسم الله الرحمن الرَّحيم أشهد أنّك لست باله استحدثناك ، ولا بربّ يبيد ذكرك ، ولا مليك يشركك قوم يفضون معك ، ولا كان قبلك من إله نلجاء إليه ، أو نتعوَّذ به وندعوه وندعك ولا أعانك على خلقنا من أحد فيسأل فيك ، سبحانك وبحمدك صلِّ على محمّد وآله واشفه بشفائك عاجلاً » .
١١ ـ طب : للريح في الجسد « بسم الله الرَّحمن
الرّحيم اللهمّ إنّي أسئلك باسمك الطاهر المطهّر القدُّوس المبارك ، الّذي من سألك به أعطيته ، ومن دعاك به أجبته ، أن تصلّي على محمّد وآله ، وأن تعافيني ممّا أجد في رأسي وفي سمعي وفي بصري وفي بطني وفي ظهري وفي يدي وفي رجلي وفي جسدي وفي جميع أعضائي وجوارحي إنّك لطيف لما تشاء ، وأنت على كلِّ شيء قدير
.
١٢ ـ طب : الخزازيني الرازيّ ، عن فضالة ، عن
أبان ، عن الثماليّ ، عن الباقر عليهالسلام قال : قال أمير
المؤمنين عليهالسلام : من أصابه ألم في
جسده فليعوِّذ نفسه وليقل « أعوذ بعزَّة الله ، وقدرته على الأشياء ، اُعيذ نفسي بجبّار السّماء ، اُعيذ
نفسي بمن لا يضرُّ مع اسمه داء ، اُعيذ نفسي بالّذي اسمه بركة وشفاء » فانّه إذا قال ذلك لم يضرّه ألم ولا داء .
١٣ ـ طب : عليّ بن إبراهيم الواسطيّ ، عن ابن
محبوب ، عن محمّد بن سليمان الأوديّ ، عن أبي الجارود ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث الأعور قال : شكوت إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ألماً ، ووجعاً في
جسدي ، فقال : إذا اشتكى أحدكم فليقل : « بسم الله وبالله ، وصلّى الله على رسول الله وآله ، أعوذ بعزَّة الله ، وقدرته
على ما يشاء من شرِّ ما أجد » فانّه إذا قال ذلك صرف الله عنه الأذى إنشاء الله تعالى
.
١٤ ـ طب : سهل بن أحمد ، عن عليّ بن النعمان ، عن
ابن مسكان ، عن
______________________
عبد الرحيم القصير ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : من اشتكى رأسه فليمسحه بيده وليقل « أعوذ بالله الّذي سكن له ما في البرِّ والبحر ، وما في السماوات والأرض وهو السميع العليم » سبع مرّات فانّه يرفع عنه الوجع .
١٥ ـ طب : جرير بن أيّوب الجرجانيّ ، عن محمّد بن
أبي نصر ، عن ثعلبة عن عمر بن يزيد الصيقل ، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام
قال : شكوت إليه وجع رأسي وما أجد منه ليلاً ونهاراً ، فقال : ضع يدك عليه وقل : « بسم الله الّذي لا يضرُّ مع
اسمه شيء في الأرض ولا في السّماء وهو السّميع العليم ، اللّهمَّ إنّي أستجير بك بما
استجار به محمّد صلىاللهعليهوآله لنفسه » سبع مرّات ،
فانّه يسكن ذلك عنه باذن الله تعالى وحسن توفيقه .
١٦ ـ طب : أبو الصلت الهرويُّ ، عن الرضا ، عن
أبيه عليهماالسلام قال : قال الباقر عليه السلام : علّم شيعتنا لوجع الرأس « يا طاهي يا ذر يا طمنه يا طنات » فانّها أسام عظام لها مكان من الله عزَّ وجلَّ ، يصرف الله عنهم ذلك
.
١٧ ـ طب : عليُّ بن عروة الأهوازيُّ ، عن الديلميّ
، عن داود الرقيّ ، عن موسى بن جعفر عليهالسلام قال قلت : يا ابن
رسول الله لا أزال أجد في رأسي شكاة وربّما أسهرتني وشغلتني عن الصّلاة باللّيل ، قال : يا داود إذا أحسست بشيء من ذلك فامسح يدك عليه ، وقل : « أعوذ بالله واُعيذ نفسي من جميع ما اعتراني باسم الله العظيم وكلماته التامّات الّتي لا يجاوزهنَّ برٌّ ولا فاجر ، اُعيذ نفسي بالله عزَّ
وجلَّ وبرسول الله صلّى الله عليه وآله الطّاهرين الأخيار ، اللّهمَّ بحقّهم عليك إلّا
أجرتني من شكاتي هذه » فانّها لا تضرُّك بعد .
١٨ ـ طب : قال أبو عبد الله عليهالسلام : ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاة قطِّ
فقال : باخلاص نيّة ومسح موضع العلّة ويقول : « وَنُنَزِّلُ مِنَ
الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا » إلّا عوفي من تلك
العلّة ، أيّة علّة كانت
______________________
ومصداق ذلك في الاٰية حيث يقول : « شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ » .
١٩ ـ طب : عليُّ بن إسحاق البصريُّ ، عن زكريّا
بن آدم المقريّ وكان يخدم الرضا عليهالسلام بخراسان قال : قال
الرضا عليهالسلام يوماً : يا زكريّا ،
قلت لبيْك ! يا ابن رسول الله ، قال : قل على جميع العلل : « يا منزل الشفاء ، ومذهب الداء أنزل على وجعي الشفاء » فانّك تعافى باذن الله تعالى .
٢٠ ـ طب : أحمد بن صالح النيشابوريّ ، عن جميل بن
صالح ، عن ذريح قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يعوِّذ رجلاً من
أوليائه من الريح ، قال : « عزمت عليك يا وجع بالعزيمة الّتي عزم بها عليُّ بن أبي طالب [ رسول ]
رسول الله على جنّ وادي الصبرة فأطاعوا وأجابوا لمّا أطعت وأجبت ، وخرجت عن فلان بن فلان السّاعة السّاعة باذن الله تعالى ، بأمر الله عزَّ وجلَّ ، بقدرة الله ، بسلطان الله ، بجلال الله
، بكبرياء الله بعظمة الله ، بوجه الله ، بجمال الله ، ببهاء الله ، بنور الله ، » فانّه لا يلبث
أن يخرج .
٢١ ـ طب : حاتم بن عبد الله ، عن إبراهيم بن عبد الله
الصائغ ، عن حمّاد ، عن زيد الشحّام قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام
: خذ لكلِّ وجع وحرارة من قبل الرأس تكتب مربّعة في وسطها « حرّ النار » على هذه الصورة :

ثمَّ
تقول « بسم الله وصلّى الله على محمّد النبيّ وآله وسلّم » وتكتب الأذان والاقامة في رقعة وتعلّقها عليه ، فانَّ الحرارة والوجع يسكنان من ساعتهما باذن الله عزَّ وجلَّ
. جيّد مجرَّب .
٢٢ ـ طب : عبد الله بن موسى الطبري ، عن محمّد بن
إسماعيل ، عن محمّد بن
______________________
خالد البرقيّ ، عن محمّد بن سنان السنانيّ ، عن المفضّل
بن عمر قال : شكى رجل من إخواننا إلى أبي عبد الله عليهالسلام شكاة أهله من
النظرة والعين والبطن والسُّرَّة ووجع الرأس والشقيقة ، وقال : يا ابن رسول الله لا تزال ساهرة تصيح اللّيل أجمع ، وإنّا
في جهد من بكائها وصراخها ، فمنَّ علينا وعليها بعوذة ، فقال الصادق عليهالسلام : إذا صلّيت الفريضة فابسط يديك جميعاً إلى السّماء ثمَّ قل بخشوع واستكانة : « أعوذ
بجلالك وجمالك وقدرتك وبهائك وسلطانك ممّا أجد ، يا غوثي يا الله ، يا غوثي يا رسول الله يا غوثي يا أمير المؤمنين ، يا غوثي يا فاطمة بنت رسول الله أغثني أغثني » ثمَّ
امسح بيدك اليمنى على هامتك وتقول : « يا من سكن له ما في السّموات وما في الأرض سكّن ما بي بقوَّتك وقدرتك صلِّ على محمّد وآله وسكّن ما بي » .
٢٣ ـ طب في : الصداع : محمّد بن إسماعيل ، عن محمّد
بن خالد ، عن أبي يعقوب الزيّات ، عن معاوية ، عن عمّار الدُّهنيّ قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام ذلك فقال : إذا أنت فرغت من الفريضة فضع سبّابتك اليمنى على عينيك وقل : سبع مرّات وأنت تمرُّها على حاجبك الأيمن « يا حنّان اشفني ، يا حنّان اشفني » ثمَّ أمرَّها سبع مرّات على حاجبك الأيسر ، وقل : « يا منّان اشفني » ثمَّ ضع راحتك اليمنى على هامتك وقل : « يا من سكن له ما في السّموات وما في الأرض صلِّ على محمّد وآله وسكّن ما بي » ثمَّ انهض إلى التطوُّع .
٢٤ ـ طب : الحسين بن مختار الحنظلي ، عن عبد الرحمن
بن أبي هاشم ، عن أبي الجارود ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهماالسلام
أنّه قال : هذه عوذة من كلِّ وجع تضع يدك على فيك مرَّة وتقول : « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم » ثلاث مرّات
« بجلال الله » ثلاث مرّات « بكلمات الله التامّات » ثلاث مرّات ، ثمَّ تضع يدك
على موضع الوجع ثمَّ تقول : « أعوذ بعزّة الله ، وقدرته على ما يشاء ، من شرِّ ما تَحْتَ
يدي » ثلاث مرّات ، فانّها تسكن باذن الله تعالى .
______________________
٢٥ ـ طب : أحمد بن محمّد بن الجارود ، عن محمّد
بن عيسى ، عن داود بن رزين قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام وقلت : يا ابن رسول
الله ضرب عليَّ البارحة عرق فما هدأت إلى أن أصبحت فأتيتك مستجيراً فقال : ضع يدك على الموضع الّذي ضرب عليك ، وقل ثلاث مرّات : « الله الله الله ربّي حقّاً » فانّه يسكن في ساعته .
وعن
المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : خذ عنّي يا
مفضّل عوذة الأوجاع كلّها من العروق الضاربة وغيرها قل : « بسم الله وبالله كم من نعمة الله
في عرق ساكن وغير ساكن على عبد شاكر وغير شاكر » وتأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد الصلاة المكتوبة وقل : « اللّهمَّ فرِّج كربتي وعجّل عافيتي واكشف ضرّي » ثلاث مرّات واجهد أن يكون ذلك مع دموع وبكاء .
وعن
المفضّل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان زين
العابدين عليهالسلام يعوِّذ أهله بهذه العوذة ، ويعلّمها خاصّته ، تضع يدك على فيك وتقول : « بسم الله بسم الله بسم
الله وبصنع الله الّذي أتقن كلَّ شيء إنّه خبير بما يفعلون » ثمَّ تقول : « اسكن أيّها
الوجع سألتك بالله ربّي وربّك ، وربِّ كلِّ شيء ، الّذي سكن له ما في اللّيل والنّهار وهو السّميع العليم » سبع مرّات .
٢٦ ـ قب : معاوية بن وهب : صدع ابن لرجل من أهل
مرو فشكى ذلك إلى أبي عبد الله عليهالسلام فقال : ادن منّي ، قال
: فمسح على رأسه ثمَّ قال : « إِنَّ اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ
أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ
» فبرأ باذن الله .
٢٧ ـ مكا ـ للصداع والشقيقة : عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : اقرأ : « وَلَوْ
أَنَّ
______________________
قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ » إلى قوله : « جَمِيعًا » « تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ » إلى قوله : « هَدًّا » « وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ
خَلْفِهِمْ سَدًّا » الاٰية « وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ
أَقْلِعِي » الاٰية .
مثله
: « فَمَن
كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا ـ إلى قوله : نُسُكٍ » « يَدُ
اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ » اسكن سكّنتك يا
وجع الرأس بالّذي سكن له ما في اللّيل والنهار ، وهو السّميع العليم .
مثله
: اشتكى إلى الصادق عليهالسلام رجل من الصداع فقال
: ضع يدك على الموضع الّذي يصدِّعك واقرأ : آية الكرسيّ وفاتحة الكتاب وقل : « الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلّا الله ، والله أجلُّ وأكبر ممّا أخاف وأحذر ، أعوذ بالله من عرق
نعّار وأعوذ بالله من حرِّ النار .
للصداع
: روى عن عمر بن حنظلة قال : شكوت إلى أبي جعفر عليهالسلام
صداعاً يصيبني قال : إذا أصابك فضع يدك على هامتك فقل : « لَّوْ كَانَ مَعَهُ
آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَّابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ
تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا »
.
______________________
دعوات الراوندي : مثله إلى قوله : سبيلاً وإذا ذكر الله
وحده رأيت الّذين كفروا يصدُّون عنك صدوداً .
[ ٢٨ ـ مكا ] للشقيقة : عن الرّضا عليهالسلام بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ربّنا لا
تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب ربّنا إنّك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إنَّ الله لا يخلف الميعاد ، ويكتب : اللّهمَّ إنّك لست
باله استحدثناه » إلى آخر ما سنذكره في الفصل الرابع بعد إنشاء الله تعالى
.
للصداع
وغيره : عن الصّادق عليهالسلام قال : من كان به
صداع أو غيره فليضع يده على ذلك الموضع ، وليقل : « اسكن سكّنتك بالّذي سكن له ما في اللّيل والنهار وهو السّميع العليم » .
عنه
عليهالسلام قال : كان النبيُّ صلىاللهعليهوآله إذا كسل أو أصابه
عين أو صداع بسط يده فقرأ فاتحة الكتاب والمعوَّذتين ، ثمَّ يمسح يده على وجهه ، فيذهب عنه ما كان يجده
.
عمر
بن إبراهيم قال : شكوت إلى الرضا عليهالسلام مُرَّة كنت أجدها يأخذني
منها شبيه الجنون ، وصداع غالب ، قال : عليك بهذه البقلة الّتي يلتفُّ ورقها ، وضعها على رأسك ، ومرهم فليضعوها على رؤس صبيانهم ، فانّها نافعة باذن الله ، ففعلت فسكن عنّي الوجع . والبقلة اللبلاب .
عنه
عليهالسلام في الصداع قال :
فليختضب بالحنّاء .
معاوية
بن عمّار قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام
ريح الشقيقة ، قال : فاذا فرغت من الفريضة فضع سبّابتك اليمنى بين عينيك ، وقل سبع مرّات وأنت تمرُّها على حاجبك الأيمن : « يا حنّان اشفني » ثمَّ تمرُّها على يسارك وتقول : « يا منّان
______________________
اشفني » ثمَّ ضع راحتك اليمنى على هامتك وقل : « يا من
سكن له ما في اللّيل والنهار وما في السّموات والأرض صلِّ على محمّد وأهل بيته وسكّن ما بي » .
دعوات الراوندي : عن معاوية مثله .
٢٩ ـ مكا : رقية للشقيقة : بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
« رَبَّنَا
لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا ـ إلى ـ أَنتَ
الْوَهَّابُ
» فان برأ وإلّا أخذت حمّصة بيضاء ونصف
ودققتها دقّاً ناعماً وقرأت عليها : قل هو الله ثلاث مرّات ، وسقيتها المريض
.
شكى
رجل من أهل مرو إلى أبي عبد الله الصداع قال : ادن منّي فمسح رأسه ثمَّ قال : إِنَّ
اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ
أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا
.
٣٠ ـ مكا : رقية لجميع الاٰلام ، وقيل للضرس
: « بسم الله وبالله ، وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين ، صنع الله الّذي أتقن كلَّ شيء إنّه خبير بما تفعلون ، اسكن
أيها الوجع سكّنتك .
٣١
ـ طب :
لوجع الاذن : حوّاش بن زهير اللأزديّ عن محمّد بن جمهور العمّيّ ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : شكوت إليه وجعاً في اُذني ، فقال : ضع يدك عليه وقل : « أعوذ بالله الّذي سكن له ما في البرِّ
والبحر والسّموات والأرض ، وهو السّميع العليم » سبع مرّات ، فانّه يبرأ باذن الله
______________________
تعالى .
٣٢ ـ طب : أسلم بن عمرو النصيبيّ ، عن عليّ بن
أبي زينبة ، عن محمّد بن سليمان عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه عوَّذ رجلاً من
أصحابه من وجع الاُذن فذكر مثل هذا .
٣٣ ـ طب : روي عن أبي بكر ، عن عمّه سدير قال :
أخذت حصاة فحككت بها اُذني فغاصت فيها ، فجهدت كلَّ جهد أن اُخرجها من اُذني فلم أقدر عليه أنا ولا المعالجون ، فحججت ولقيت الباقر عليهالسلام
فشكوت إليه ما لقيت من ألمها ، فقال للصادق عليهالسلام : يا جعفر خذ بيده
فأخرجه إلى الضوء فانظر ، فنظر فيه فقال : لا أرى شيئاً فقال : ادن منّي فدنوت ثمَّ قال : اللّهمَّ أخرجها كما أدخلتها بلا مؤنة
ولا مشقّة ، وقال : قل ثلاث مرّات كما قلت ، فقلتها ، فقال لي : أدخل أصبعك فأدخلتها فأخرجتها بالأصبع الّتي أدخلتها ، والحمد لله ربِّ العالمين
.
٣٤ ـ طب : حنان بن جابر الفلسطينيّ ، عن محمّد بن
عليّ ، عن ابن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنخّل ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنَّ رجلاً شكى صمماً ، فقال : امسح يدك عليه واقرأ عليه : « لَوْ أَنزَلْنَا
هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ » إلى آخر السّورة
.
٣٥ ـ مكا : لوجع الاُذن : يقرأ على دهن الياسمين
أو البنفسج سبع مرّات قوله تعالى : « كَأَن
لَّمْ يَسْمَعْهَا
، كَأَنَّ
فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ، إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا » ويصبُّ في الاُذن
.
٣٦ ـ ختص : الفزاريُّ ، عن أبي عيسى ، عن الحسن بن
موسى ، عن محمّد بن عمر الأنصاري ، عن معمر ، عن أبيه ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدِّه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من طنّت
اُذنه فليصلِّ عليَّ ، وليقل : « من
______________________
ذكرني بخير ذكره الله بخير » .
٣٧ ـ من خط الشهيد رحمه الله : قيل أصاب أسماء بنت
أبي بكر ورم في رأسها ووجهها ، فأتى رسولُ الله صلىاللهعليهوآله فوضع يده على وجهها
ورأسها من فوق الثياب فقال « بسم الله ، أذهب عنها سوءه وفحشه بدعوة نبيّك الطيّب المبارك المكين عندك ، بسم الله » صنع ثلاث مرّات وأمرها أن تفعل ذلك ، فقالت ثلاثة أيّام فذهب الورم ، وكان كثيراً يقولها عند الصلوات المكتوبة ثلاثاً .
٣٨ ـ دعوات الراوندي : قال بعض أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام : شكوت إليه ثقلاً في اُذني فقال عليهالسلام : عليك بتسبيح فاطمة
عليهاالسلام .
وقالوا
عليهمالسلام : من قال إذا عطس :
الحمد لله ربِّ العالمين على كلِّ حال ، وصلّى الله على محمّد وآل محمّد . لم يشتك شيئاً من أضراسه ولا من اُذنيه .
وعن
محمّد بن الفهم قال : كنت عند المأمون في بلاد الرُّوم فأقام على حصن ليفتحه فجعل الحرب بينهم فلحق المأمون صداع فأمر بالكفّ عن الحرب ، فأطلع البطريق فقال : ما بالكم كففتم عن الحرب ؟ فقالوا : نال أمير المؤمنين صداع ، فرمى
قلنسوة ، فقال : قولوا له يلبسها ، فانَّ الصداع يسكن ، فلبسها فسكن ، فأمر
المأمون بفتقها فوجد فيها قطعة رقّ فيها مكتوب « سبحان يا من لا ينسى من نسيه ، ولا ينسى من ذكره ، كم من نعمة لله على عبد شاكر وغير شاكر في عرق ساكن وغير ساكن حم عسق » .
وروي
أنَّ النجاشي كان ورث عن آبائه قلنسوة من أربعمائة سنة وما وضعت على وجع إلّا سكن ، ففتّشت فاذا فيها هذا الدُّعاء « بسم الله الملك الحقّ المبين شهد الله أنّه لا إله إلّا هو والملائكة واُولوا العلم قائماً بالقسط ، لا إله إلّا
هو العزيز الحكيم ، إنَّ الدّين عند الله الإسلام ، الله نور وحكمة وحول وقوَّة وقدرة وسلطان
وبرهان ، لا إله إلّا الله آدم صفيّ الله ، لا إله إلّا الله إبراهيم خليل الله ، لا
إله إلّا الله موسى كليم الله ، لا إله إلّا الله محمّد العربيُّ رسول الله ، وحبيبه وخيرته
من خلقه
______________________
اسكن يا جميع الأوجاع والأسقام والأمراض وجميع العلل
وجميع الحميّات سكّنتك بالّذي سكن له ما في اللّيل والنّهار وهو السميع العليم ، وصلّى الله على
خير خلقه محمّد وآله أجمعين » .
وقال
أبو عبد الله عليهالسلام : من أصابه مرض أو شدَّة
فلم يقرأ في مرضه أو شدَّته بقل هو الله أحد ثمَّ مات في مرضه أو في تلك الشدَّة الّتي نزلت فهو من أهل النار .
قال
الزمخشريُّ في الباب السّابع والسبعين في الأمراض والعلل من كتاب ربيع الأبرار : أنّه صدع المأمون بطرسوس فلم ينفعه علاج ، فوجّه إليه قيصر قلنسوة وكتب : بلغني صداعك ، فضع هذه على رأسك يسكن ، فخاف أن تكون مسمومة فوضعت على رأس حاملها فلم تضرَّه ثمَّ وضع على رأس مصدَّع فسكن فوضعها على رأسه فسكن فتعجّب من ذلك ، ففتقت فاذا فيها « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم كم من نعمة الله في
عرق ساكن حم عسق ، لا يصدَّعون عنها ولا ينزفون ، من كلام الرَّحمن خمدت النيران ولاحول ولا قوَّة إلّا بالله ، وجال نفع الدواء فيك كما يجول ماء الرَّبيع في
الغصن .
٣٩ ـ مهج : عليّ بن عبد الصمد ، عن جماعة من
المدنيّين ، عن الثقفيّ ، عن يوسف ، عن الحسن بن الوليد ، عن عمر بن محمّد السنانيّ ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن
عن محمّد بن فضيل بن غزوان ، عن إسماعيل بن جويبر ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال : كنت عند عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
جالساً فدخل عليه رجل متغيّر اللّون فقال : يا أمير المؤمنين إنّي رجل مِسقام كثير الأوجاع ، فعلّمني
دعاء أستعين به على ذلك ، فقال : اُعلّمك دعاء علّمه جبرئيل عليهالسلام لرسول الله صلىاللهعليهوآله في مرض الحسن والحسين عليهماالسلام ، وهو هذا الدعاء :
«
إلهي كلّما أنعمت عليَّ نعمة قلَّ لك عندها شكري
، وكلّما ابتليتني ببليّة قلَّ لك عندها صبري ، فيا من قلَّ شكري عند نعمه ، فلم يحرمني ، ويا من قلَّ صبري عند بلائه ، فلم يخذلني ، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني ، ويا من
______________________
رآني على الخطايا فلم يعاقبني عليها ، صلِّ على محمّد
وآل محمّد ، واغفر لي ذنبي واشفني من مرضي ، إنّك على كلِّ شيء قدير .
قال
ابن عبّاس : فرأيت الرجل بعد سنة حسن اللّون ، مشرب الحمرة ، قال : وما دعوت الله بهذا الدُّعاء وأنا سقيم إلّا شفيت ، ولا مريض إلّا برئت ، وما دخلت
على سلطان أخافه إلّا ردَّه الله عزَّ
وجلَّ عنّي .
٤٠ ـ مهج : سعد بن محمّد الفرّاء ، عن الحسين بن
محمّد بن الجواد بالمشهد الموسوم بمولانا جعفر بن محمّد عليهماالسلام بالجامعين يوم
الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الاٰخرة ، قال : حدَّثني سعيد بن أبي الفتح بن الحسن القمّيّ النازل
بواسط قال : حدث بي مرض ، أعيا الأطبّاء ، فأخذني والدي إلى المارستان
فجمع الأطبّاء والساعور فافتكروا فقالوا :
هذا مرض لا يزيله إلّا الله تعالى ، فعدت وأنا منكسر القلب ، ضيّق الصّدر ، فأخذت كتاباً من كتب والدي فوجدت على ظهره مكتوباً : عن الصادق عليهالسلام يرفعه عن آبائه ، عن
النبيِّ صلىاللهعليهوآله قال : من كان به مرض
فقال عقيب الفجر أربعين مرَّة :
« بسم الله الرَّحمن
الرَّحيم الحمد لله ربِّ العالمين حسبنا الله ونعم الوكيل تبارك الله أحسن الخالقين ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم » .
ومسح
بيده عليها أزاله الله تعالى عنه ، وشفاه ، فصابرت الوقت إلى الفجر فلمّا
______________________
طلع الفجر ، صلّيت الفريضة وجلست في موضعي ، واُردِّدها
أربعين مرَّة ، وأمسح بيدي على المرض ، فأزاله الله تعالى ، فجلست في موضعي وأنا خائف أن يعاود ، فلم أزل كذلك ثلاثة أيّام ، وأخبرت والدي بذلك ، فشكر الله تعالى ، وحكى ذلك لبعض الأطبّاء وكان ذمّيّاً دخل عليَّ فنظر إلى المِرض وقد زال ، فحكيت له الحكاية فقال
: أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنَّ محمّداً رسول الله ، وحسن إسلامه .
٤١ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصّادق عليهالسلام قال : اشتكى بعض ولد أبي رضي الله عنه فمرَّ به فقال له قل عشر مرَّات « يا الله يا الله يا الله » فانّه
لم يقلها أحد من المؤمنين قطُّ إلّا قال له الربُّ تبارك وتعالى : لبّيك عبدي سل حاجتك
.
٤٢ ـ ما : الفحّام ، عن المنصوريّ ، عن عمِّ أبيه
، عن أبي الحسن العسكري عن آبائه عليهمالسلام قال : قال الصّادق عليهالسلام : من نالته علّة فليقرأ في جيبه الحمد
سبع مرّات ، فان ذهبت العلّة وإلّا فليقرأها سبعين مرّة ، وأنا الضّامن له العافية
.
٤٣ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : ليقل أحدكم إذا هو اشتكى « اللهمَّ اشفني بشفائك ، وداوني بدوائك ، وعافني من بلائك » فانّه لعلّه أن يقولها ثلاث مرَّات حتّى يرى العافية .
٤٤ ـ ب : ابن سعد ، عن الأزديّ قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : حمَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله فأتاه جبرئيل فعوَّذه
فقال : بسم الله أرقيك يا محمّد ، وبسم الله أشفيك وبسم الله من كلِّ داء يعنيك ، وبسم الله والله شافيك ، وبسم الله خذها فلتهنيك ، بسم
الله الرَّحمن الرّحيم فلا اُقسم بمواقع النجوم لتبرأنَّ باذن الله .
قال
بكر بن محمّد فسألته عن رقية الحمّى فحدَّثني بها وسألته عن رقية الورم والجراح فقال أبو عبد الله عليهالسلام : تأخذ سكّيناً ثمَّ
تمرُّها على الموضع الّذي تشكو
______________________
من جرح أو غيره فتقول « بسم الله أرقيك ، من الحدِّ
والحديد ، ومن أثر العود والحجر الملبود ، ومن العرق الفاتر ، ومن الورم الأجر ، ومن الطعام وعقره ومن الشراب وبرده ، امضي إليك باذن الله إلى أجل مسمّى في الانس والأنعام بسم الله فتحت ، وبسم الله ختمت » ثمَّ أوتد السكّين في الأرض .
٤٥ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن البرقيّ
، عن ابن مهران ، عن ابن البطائنيّ ، عن صندل ، عن هارون بن خارجة قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : من أصابه مرض أو شدَّة فلم يقرأ في مرضه أو شدَّته قل هو الله أحد ثمَّ مات في
مرضه أو في تلك الشدَّة الّتي نزلت به فهو في النار .
أقول : قد مضى بتغيير ما في كتاب القرآن
وقد أوردنا بعض الأخبار في باب أدعية الصباح والمساء .
٤٦
ـ يج :
روى الحسن بن ظريف أنّه قال : اختلج في صدري مسألتان وأردت الكتاب بهما إلى أبي محمّد عليهالسلام فكتبت أسأله عن
القائم عليهالسلام بم يقضي ؟ وأين
______________________
مجلسه ؟ وأردت أن أسأله عن رقية الحمّى الرَّبع ؟ فأغفلت
ذكر الحمّى فجاء الجواب : سألت عن القائم إذا قام يقضي بين النّاس بعلمه كقضاء داود ، ولا يسأل البيّنة ، وكنت أردت أن تسأل عن الحمّى الرِّبع ، فاُنسيت ، فاكتب ورقة وعلّقها على المحموم « يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ
إِبْرَاهِيمَ » فكتبت وعلّقت على المحموم فبرأ .
٤٧ ـ طا : عوذة جرَّ بناها لسائر الأمراض فتزول
بقدرة الله تعالى جلَّ جلاله الّذي لا يخيب لديه المأمول ، إذا عرض مرض فاجعل يدك اليمنى عليه وقل : « اُسكن أيّها الوجع ، وارتحل الساعة من هذا العبد الضعيف ، سكّنتك ورحّلتك بالّذي سكن له ما في اللّيل والنّهار وهو السّميع العليم » فان لم يسكن في أوَّل مرَّة فقل ذلك ثلاث مرّات أو حتّى يسكن إنشاء الله تعالى .
٤٨ ـ طا : فيما نذكره لزوال الأسقام وجرَّبناه
فبلغنا به نهايات المرام يكتب في رقعة « يا من اسمه دواء ، وذكره شفاء ، يا من يجعل الشفاء فيما يشاء من الأشياء صلِّ على محمّد وآل محمّد ، واجعل شفائي من هذا الداء في اسمك هذا ، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله
يا الله يا ربّ يا ربّ يا ربّ يا ربّ يا ربّ يا ربّ يا ربّ يا ربّ يا ربّ يا ربّ ، يا أرحم الرّاحمين ، يا أرحم
الراحمين يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين .
٤٩ ـ محاسبة النفس : للسيّد عليّ بن طاووس قدِّس سرُّه نقلاً
من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب قال : اشتكى بعض أصحاب أبي جعفر عليهالسلام فقال له : قل يا الله يا الله عشر مرَّات متتابعات ، فانّه لم يقلها مؤمن إلّا قال ربّه لبّيك
عبدي سل حاجتك .
وقد
مضى بعض الأخبار في ذلك في أبواب الأذكار .
______________________
٥٠ ـ عدة الداعي : روي أنَّ الولد إذا مرض ترقى اُمّه السّطح
وتكشف عن قناعها حتّى تبرز شعرها نحو السّماء ، وتقول : « اللهمَّ إنّك أعطيتنيه وأنت وهبته لي ، اللهمَّ فاجعل هبتك اليوم جديدة إنّك قادر مقتدر » ثمّ تسجد فانّها لا ترفع رأسها إلّا وقد برأ ابنها .
٥١ ـ ختص : عن عبد الله رحمه الله ، عن أحمد بن
عليّ بن الحسن بن شاذان عن محمّد بن عليّ بن الفضل الكوفيّ ، عن الحسين بن محمّد بن الفرزدق ، عن محمّد بن على بن عمرويه ، عن الحسن بن موسى ، عن محمّد بن عمر الأنصاري عن معمر ، عن أبيه ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدِّه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من طنّت اُذنه
فليصلِّ عليّ وليقل : من ذكرني بخير ذكره الله بخير .
٦٠
«
باب »
*
« ( الدعاء لوجع الظهر ) » *
١
ـ طب :
الخضر بن محمّد ، عن الخرازينيّ ، عن فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن الثماليّ ، عن أبي جعفر محمّد الباقر عليهالسلام
قال : شكى رجل من همدان إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وجع الظهر وأنّه
يسهر اللّيل ، فقال : ضع يدك على الموضع الّذي تشتكي منه واقرأ ثلاثاً « وما كان لنفس أن تموت إلّا بإذن الله كتاباً مؤجّلاً ، ومن يرد ثواب الدُّنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الاٰخرة
نؤته منها وسنجزي الشاكرين » واقرء سبع مرّات إنّا أنزلناه في ليلة القدر إلى آخرها فانّك تعافى من العلل إنشاء الله تعالى .
٢
ـ طب :
محمّد بن عبد الله من ولد المعلّى بن خنيس ، عن يعقوب بن أبي يعقوب
______________________
الزيّات ، عن محمّد بن إبراهيم ، عن الحسين بن مختار ، عن
المعلّى بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كنّا معه في سفر ومعه إسماعيل بن الصّادق عليهالسلام فشكى إليه وجع بطنه وظهره ، فأنزله ثمَّ ألقاه على قفاه ، وقال : « بسم الله وبالله ، بصنع
الله الّذي أتقن كلَّ شيء إنّه خبير بما تعملون ، اسكن يا ريح بالّذي سكن له ما في اللّيل والنهار وهو السّميع العليم » .
٣ ـ مكا : لوجع الظهر : شَهِدَ
اللَّـهُ
ـ إلى قوله : سَرِيعُ
الْحِسَابِ
.
٦١
* باب *
*
« ( الدعاء لوجع الفخذين ) » *
١
ـ طب :
أبو عبد الرحمن الكاتب ، عن محمّد بن عبد الله الزعفراني ، عن حمّاد ابن عيسى رفعه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام قال : إذا اشتكى
أحدكم وجع الفخذين فليجلس في تور كبير أو طشت في الماء المسخّن ، وليضع يده عليه وليقرأ « أَوَلَمْ
يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا
فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ » .
٦٢
*
باب *
*
« ( الدعاء لوجع الرحم ) » *
١
ـ مكا :
بسم الله وبالله ، الّذي بإذنه قامت السّماوات والأرض ، فانَّ مريم بنت عمران لم يضرُّها وجع الأرحام ، كذلك يشفي الله فلانة بنت فلانة من وجع
______________________
الأرحام ، ومن وجع عرق الأرحام ، اسلم اسلم بسم الله
الحيّ القيّوم بسم الله المستغاث بالله على ما هو كائن وعلى ما قد كان ، وأشهد أنّ الله على كلِّ شيء قدير ، وأنّ
الله قد أحاط بكلِّ شيء علماً .

ببسم
الله الرَّحمن الرَّحيم محمّد رسول الله والّذين معه أشدَّاء على الكفّار رحماء بينهم ، تريهم ركّعاً سجّداً إلى آخر السّورة أجيبوا [ داعي الله
] عزمت على سامعة الكلام إلّا أجابت هذا الخاتم ، بعزائم الله السُداد الّتي تزهق الأرواح والأجساد ولا يبقى رُوح ولا فؤاد أجب بسم الله الّذي قال للسّماوات والأرض : ائتيا طوعاً أو
كرهاً قالتا أتينا طائعين ، صلِّ على محمّد وآله الطاهرين » واقرءها أنت بينك وبين
نفسك إنشاء الله .
٦٣
*
( باب ) *
*
« ( الدعاء لورم المفاصل وأوجاعها ) » *
١
ـ طب :
الحسن بن صالح المحموديّ ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال يا جابر
قلت : لبّيك يا ابن رسول الله ، قال : اقرأ على كلِّ ورم آخر سورة الحشر « لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ » إلى آخر السورة واتفل عليها ثلاثاً فانّه يسكن باذن الله
تعالى .
تأخذ
سكّيناً وتمرُّها على الورم وتقول : « بسم الله أرقيك من الحدِّ والحديد ومن أثر العود ، ومن الحجر الملبود ومن العرق العاقر ، ومن الورم الاخر ، ومن
______________________
الطعام وعقده ، ومن الشراب وبرده امض باذن الله إلى أجل
مسمّى في الانس والأنعام بسم الله فتحت ، وبسم الله ختمت ثمَّ أوتد السّكّين في الأرض .
٢ ـ طب : محمّد بن جعفر البرسيّ ، عن محمّد بن أحمد الأرمنيّ ، عن يونس
بن ظبيان ، عن ابن أبي زينب قال : بينا أنا عند جعفر بن محمّد عليهماالسلام إذا أتاه سنان بن سلمة مصفرّ الوجه ، فقال له : ما لك ؟ فوصف له ما يقاسيه من شدَّة الضربان في المفاصل فقال له : ويحك ، قل : « اللّهمَّ إنّي أسئلك بأسمائك وبركاتك ودعوة نبيّك الطيّب المبارك المكين عندك صلىاللهعليهوآله وبحقّه وبحقِّ ابنته
فاطمة المباركة ، وبحقِّ وصيّه أمير المؤمنين ، وحقِّ سيّدي شباب أهل الجنّة إلّا أذهبت عنّي شرَّ ما أجده بحقّهم
بحقّهم بحقّهم ، بحقّك يا إله العالمين » فو الله ما قام من مجلسه حتّى سكن ما به
.
٣ ـ مكا : من لحقه علّة في ساقه أو تعب أو نصب
فليكتب عليه « ولقد خلقنا السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام وما مسّنا من لغوب »
.
٤ ـ عدة الداعي : أبو حمزة قال : عرض لي وجع في ركبتي
فشكوت ذلك إلى أبي جعفر عليهالسلام فقال : إذا أنت صلّيت
فقل : « يا أجود من أعطى ، وَيا خَير من سُئل ، ويا أرحم من استرحم ، ارحم ضعفي ، وقلّة حيلتي ، واعفني من وجعي » قال : فقلته فعوفيت .
______________________
٦٤
«
باب »
*
« ( الدعاء للعرق والشائع في بلدة لار المعروف ) » *
* « ( بالفارسية پيبوكو رشته لار أيضاً ) » *
١
ـ مكا :
للعرق المدينيّ ويقال له : بالفارسيّة رشته يؤخذ خيط من صوف جمل ، وينتف منه من غير أن يجزّ عنه بجلم أو سكّين أو مقراض ،
ويعقد عليه سبع عقد ، ويقرأ على كلِّ عقدة فاتحة الكتاب ثلاث مرّات ، ثمَّ يدعى عليه ثلاث مرّات هذا الدُّعاء « بسم الله الأبد الأبد ، المحصي العدد ، القريب لما بعد الطاهر عن الولد ، العالي عن أن يولد ، المنجز لما وعد ، العزيز بلا عدد ، القويّ
بلا مدد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ، يا خالق الخليقة ، يا عالم السرّ والخفيّة ، يا من السّماوات بقدرته مرخاة ، يا من الأرض بعزَّته مدحوَّة ، يا من الجبال بارداته مرساة ، يا من نجا به صاحب الفرق من كلِّ آفة وبليّة صلّى الله على
محمّد خير خلقك ، واشف اللّهمَّ فلان بن فلانة بشفائك وداوه بدوائك ، وعافه من
بلائك إنّك قادر على ما تشاء ، وأنت أرحم الرّاحمين ، وصلّى الله على محمَّد النّبيّ وآله .
______________________
٦٥
*
( باب ) *
*
« ( الدعاء لعرق النساء ) » *
١
ـ طب :
معلّى بن إبراهيم الواسطيّ ، عن ابن محبوب ، عن محرز بن سليمان الأزرق ، عن أبي الجارود ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث الأعور ، عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه علّم رجلاً من أصحابه ـ وشكى إليه عرق النساء ـ فقال : إذا
أحسست به فضع يدك عليه وقل : « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، بسم الله وبالله ، أعوذ بسم
الله الكبير ، وأعوذ بسم الله العظيم ، من شر كلِّ عرق نعّار ، ومن شرَّ حرّ النّار » فانّك
تعافى باذن الله تعالى ، قال الرجل : فما قلت ذلك إلّا ثلاثا حتّى أذهب الله ما بي
وعوفيت منه .
٢ ـ مكا : للعرق المدينيّ : يكتب عليه وقت الحكّة
قبل أن يخرج « وَيَسْأَلُونَكَ
عَنِ الْجِبَالِ
ـ إلى قوله : أَمْتًا »
ويطلى بالصبر .
ويكتب
أيضاً هذه الاٰية : « أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ
عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ
اللَّـهُ مِائَةَ عَامٍ .
______________________
٦٦
(
باب )
* « ( دعاء رگ باد افكندن ) » *
١
ـ [ مكا ] :
يقرأ : « أَوَلَمْ
يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا
» ويفرقع إصبعاً من أصابعه باسم صاحب الوجع .
٦٧
*
( باب ) *
*
« ( الدعاء للفالج والخدر ) » *
١
ـ كش :
محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن الحسن ، عن ابن اُورمة ، عن عثمان ابن عيسى ، عن إسماعيل بن جابر قال : أصابتني لقوة
في وجهي ، فلمّا قدمنا المدينة ، دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما الّذي أراه
بوجهك ؟ قال : فقلت : فاسدة الريح قال : فقال لي : ائت قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله فصلِّ عنده ركعتين ، ثمَّ ضع يدك على وجهك ، ثمَّ قل : « بسم الله وبالله ، بهذا اخرج أقسمت عليك من عين إنس أو عين جنّ أو وجع ، اخرج أقسمت عليك بالّذي اتّخذ إبراهيم خليلاً ، وكلّم موسى تكليماً ، وخلق عيسى من روح القدس ، لمّا هدأت وطفئت كما طفئت نار إبراهيم اطفئي باذن الله » قال : فما عاودت إلّا مرَّتين حتّى رجع وجهي فما عاد إلى الساعة
.
٢
ـ مكا :
شكا إلى أبي جعفر عليهالسلام رجل فقال : إنَّ لي
ابنة يأخذها في
______________________
عضدها خدر أحياناً حتّى تسقط ، فقال : انظر إلى
ابنتك فغذِّها أيّام الحيض بالشبت المطبوخ والعسل ثلاثة أيّام .
قال
: وتقرأ على الفالج والقولنج والخامِّ والأبردة
والرِّيح من كلِّ وجع : اُمَّ القرآن ، وقل هو الله أحد ، والمعوَّذتين ، ثمَّ تكتب بعد ذلك « أعوذ بوجه الله العظيم ، وعزَّته الّتي [ لا ترام ، وقدرته الّتي ] لا يمتنع منها شيء ،
من شرّ هذا الوجع ، ومن شرِّ ما فيه ، ومن شرِّ ما أجد منه ، يكتب هذا في كتف أو لوح ويغسله بماء السّماء ويشربه على الرِّيق عند منامه ، يبرأ إنشاء الله تعالى
.
٦٨
*
( باب ) *
*
« ( الدعاء للحصاة والفالج أيضاً ) » *
١
ـ مكا :
عن الصّادق عليهالسلام تقول حين يصلّي صلاة
اللّيل وأنت ساجد : « اللّهمَّ إنّي أدعوك دعاء الذليل ، الفقير العليل ، أدعوك دعاء من اشتدَّت فاقته ، وقلّت حيلته ، وضعف عمله ، وألحَّ عليه البلاء ، دعاء مكروب إن لم تدركه ، هالك إن لم تستنقذه ، فلا حيلة له ، فلا يحيطنَّ بي مكرك ، ولا يبيت عليَّ غضبك ، ولا تضطرّني
إلى اليأس من روحك ، والقنوط من رحمتك ، وطول التصبّر على البلاء ، اللّهمَّ
______________________
إنّه لا طاقة لي ببلائك ، ولا غنى بي عن رحمتك ، وهذا
ابن حبيبك أتوجّه إليك به فانّك جعلته مفزعاً للخائف ، واستودعته علم ما سبق وما هو كائن ، فاكشف لي ضرّي وخلّصني من هذه البليّة ، وأعدني ما عوَّدتني من رحمتك وعافيتك ، يا هو يا هو يا هو ، انقطع الرَّجاء إلّا منك » .
٦٩
* ( باب ) *
*
« ( الدعاء للزحير واللوا ) » *
١
ـ طب :
حميد بن عبد الله المدنيّ ، عن إسحاق بن محمّد صاحب أبي الحسن ، عن عليّ بن سنديّ ، عن سعد بن سعد ، عن موسى بن جعفر عليهماالسلام
أنّه قال لبعض أصحابه وهو يشكو اللوا : خذ ماء وارقه بهذه الرُّقية ، ولا تصبَّ عليه دهناً ، وقل : « يُرِيدُ
اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ » ثلاثاً « أَوَلَمْ
يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا
يُؤْمِنُونَ
» ثمَّ اشربه وأمرَّ يدك على بطنك ، فانّك تعافى باذن الله عزَّ وجلَّ
.
٢ ـ مكا : للزحير : عثمان بن عيسى قال : شكى رجل
إلى أبي الحسن عليهالسلام أنَّ بي زحيراً لا يسكن ، فقال : إذا فرغت من صلاة اللّيل فقل : « اللّهمَّ ما كان
من خير فمنك لا حمد لي فيه ، وما عملت من سوء فقد حذَّرتنيه ولا عذر لي فيه
______________________
اللّهمَّ إنّي أعوذ بك أن أتّكل على ما لا حمد لي فيه ، أو
آمن ما لا عذر لي فيه .
٣ ـ مكا : للّوى : يقرأ على الدُّهن وينضج على
بطنه ويتدهّن به « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ففتحنا أبواب السّماء بماء منهمر ، وفجّرنا الأرض عيوناً فالتقى
الماء على أمر قد قدر ، وحملناه على ذات ألواح ودسر . ففتحنا عليهم أبواب كلَّ شيء باسم فلان بن فلان « أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا » الاٰية .
للّوى
: عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يكتب للّوى «
بسم الله ، المتعلّمون الّذين لا يعلمون ، والّذين يعلمون قاعدون فوق علّيّين ، يأكلون نوراً طريّاً ، يسألون صاحبهم من النور العلويّ كذلك يشفي فلان بن فلانة « أَوَلَمْ يَرَ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا » الاٰية يرقى سبع مرّات على ماء
ثمَّ يصبُّ عليه دهن فاذا التزق الدُّهن دلكته وسقيته صاحب اللّوى إنشاء الله تعالى .
ومثله
: عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يقرأ عليه : «
إِذَا
السَّمَاءُ انشَقَّتْ
ـ إلى قوله وَأَلْقَتْ
مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ » مرَّة واحدة « إِذْ قَالَتِ
امْرَأَتُ عِمْرَانَ
» الاٰية وَنُنَزِّلُ
مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ
.
ومثله
عنهم عليهمالسلام يرقى على ماء بلا
دهن ، ثمَّ يسقى صاحب اللّوى ، ثمَّ تمرُّ بيدك على بطنه ثلاث مرّات وتقول : « يُرِيدُ اللَّهُ
بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ثُمَّ
السَّبِيلَ يَسَّرَهُ
، أَنَّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ، فَأَجَاءَهَا
الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ ، وَاللَّهُ
أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا ، كذلك اخرج اللّوى باذن الله عزَّ وجلَّ .
______________________
٧٠
*
( باب ) *
*
« ( الدعاء لقراقر البطن ) » *
١ ـ طب : سلمة بن محمّد الأشعريّ ، عن عثمان بن عيسى قال : شكى رجل إلى
أبي الحسن الأوَّل عليهالسلام فقال : إنَّ بي
قرقرة لا تسكن أصلاً وإنّي لأستحيي أن فأكلّم الناس ، فيسمع من صوت تلك القرقرة ، فادع لي بالشفاء منها ، فقال : إذا رغت من صلاة اللّيل فقل : « اللّهمَّ ما عملت من خير فهو منك لا حمد لي فيه وما عملت من سوء فقد حذَّرتنيه فلا عذر لي فيه ، اللّهمَّ إنّي أعوذ بك أن أتّكل على ما لا حمد لي فيه ، وآمن ما لا عذر لي فيه .
٧١
*
( باب ) *
* « ( الدعاء للجذام والبرص والبهق والداء الخبيث ) » *
١ ـ طب : عبد العزيز بن عبد الجبّار ، عن داود بن عبد الرحمن ، عن يونس
قال : أصابني بياض بين عينيَّ فدخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فشكوت ذلك إليه فقال : تطهّر وصلِّ ركعتين وقل : « يا الله يا رحمن يا رحيم يا سميع الدَّعوات ، يا معطي الخيرات ، أعطني خير الدُّنيا وخير الاٰخرة ، وقني شرَّ الدُّنيا وشرَّ الاٰخرة
، وأذهب عنّي ما أجد ، فقد غاظني الأمر وأحزنني » قال يونس : ففعلت ما أمرني به فأذهب الله عنّي ذلك وله الحمد .
وعنه
صلوات الله عليه وآله أنّه قال : ضع يدك عليه وقل : « يا منزل الشفاء ومذهب الداء ، أنزل على ما بي من داء شفاء .
______________________
٢ ـ طب : إبراهيم بن سرحان المتطبّب ، عن عليّ بن أسباط ، عن حكم بن مسكين ، عن إسحاق بن إسماعيل وبشير بن عمّار قالا : أتينا أبا عبد الله عليهالسلام وقد خرج بيونس من الداء الخبيث ، قال : فجلسنا بين يديه ، فقلنا : أصلحك الله اُصبنا مصيبة
لم نصب بمثلها أبداً ، قال : وما ذاك ؟ فأخبرناه بالقصّة فقال ليونس : قم وتطهّر وصلِّ
ركعتين ، ثمَّ احمد الله وأثن عليه ، وصلِّ على محمّد وأهل بيته ، ثمَّ قل : « يا
الله يا الله يا الله ، يا رحمن يا رحمن يا رحمن ، يا رحيم يا رحيم يا رحيم ، يا واحد يا واحد
يا واحد يا أحد يا أحد يا أحد ، يا صمد يا صمد يا صمد ، يا أرحم الرّاحمين ، يا أرحم الرّاحمين
يا أرحم الرّاحمين ، يا أقدر القادرين ، يا أقدر القادرين ، يا أقدر القادرين ، يا
ربَّ العالمين يا ربَّ العالمين ، ياربَّ العالمين ، يا سامع الدَّعوات ، يا منزل البركات ، يا
معطي الخيرات صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وأعطني خير الدُّنيا وخير الاٰخرة ، واصرف عنّي
شرَّ الدُّنيا والاٰخرة ، وأذهب ما بي ، فقد غاظني الأمر وأحزنني » قال : ففعلت ما أمرني
به الصادق عليهالسلام فو الله ما خرجنا من
المدينة حتّى تناثر عنّي مثل النخالة .
٣ ـ طب : عن سلامة بن عمرو الهمدانيّ قال : دخلت المدينة فأتيت أبا عبد
الله عليه السّلام فقلت : يا ابن رسول الله اعتللت على أهل بيتي بالحجِّ ، وأتيتك
مستجيراً مستسرّاً من أهل بيتي من علّة أصابتني وهي الداء الخبيثة ، قال : أقم في جوار رسول
الله صلىاللهعليهوآله وفي حرمه وأمنه ، واكتب
سورة الأنعام بالعسل ، واشربه فانّه يذهب عنك .
٤ ـ قب : إسحاق وإسماعيل ويونس بنو عمّار ، أنّه استحال وجه يونس إلى البياض فنظر الصادق عليهالسلام إلى جبهته فصلّى
ركعتين ثمّ حمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ وآله ، ثمَّ قال : « يا الله يا الله يا الله ، يا رحمن يا رحمن
يا رحمن يا رحيم يا رحيم يا رحيم ، يا أرحم الراحمين ، يا سميع الدعوات ، يا معطي الخيرات صلِّ على محمّد وعلى أهل بيته الطاهرين الطيّبين واصرف عنِّي شرَّ الدُّنيا وشرَّ
الاٰخرة
______________________
وأذهب عنّي شرَّ الدُّنيا وشرَّ الاٰخرة ، وأذهب
عنّي ما بي ، فقد غاظني ذلك وأحزنني » قال : فو الله ما خرجنا من المدينة حتّى تناثر عن وجهه مثل النخالة وذهب قال الحكم
ابن مسكين ورأيت البياض بوجهه ثمَّ انصرف وليس في وجهه شيء .
٥ ـ مكا : للبرص والجذام : يقرأ عليه ويكتب ويعلّق
عليه « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده اُمُّ الكتاب الحمد لله فاطر السّموات والأرض
جاعل الملائكة رسلا اُولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع ، باسم فلان بن فلانة »
.
شكا
رجل إلى أبي عبد الله عليهالسلام البرص فأمره أن يأخذ
طين قبر الحسين عليهالسلام بماء السماء ففعل ذلك فبرأ .
وروي
عن بعض أصحابنا [ قال : ] كان قد ظهر لي شيء من البياض فأمرني أبو عبد الله عليهالسلام أن أكتب يس بالعسل
في جام واُغسّله وأشربه ، ففعلت فذهب عنّي .
للبهق
: يكتب على موضع البهق : « وإن من شيء إلّا عندنا خزائنه ، وما ننزّله إلّا بقدر معلوم ، هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرُّون »
.
٦ ـ عدة الداعي : عن يونس بن عمّار قال : قلت لأبي عبد الله
عليهالسلام : جعلت فداك هذا الّذي قد ظهر بوجهي يزعم الناس أنَّ الله لم يبتل به عبداً له فيه حاجة ،
فقال لي : لا قد كان مؤمن آل يس مكنّع الأصابع ، فكان يقول هكذا ويمدُّ يده « يَا
قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ » قال : ثمَّ قال لي : إذا كان الثلث الأخير من اللّيل في أوَّله
فتوضّأ وقم إلى صلاتك الّتي تصلّيها ، فإذا كنت في السجدة الأخيرة من الركعتين الاُوليين فقل وأنت ساجد « يا عليُّ يا عظيم ، يا رحمن يا رحيم ، يا سامع الدَّعوات ، يا
معطي الخيرات ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وأعطني من خير الدُّنيا والاٰخرة ما
أنت أهله ، واصرف عنّي ما شرِّ الدُّنيا والاٰخرة ما أنت أهله ، وأذهب عنّي هذا الوجع ، فانّه
قد
______________________
أغاظني وأحزنني » وألحَّ في الدُّعاء ، قال : فما وصلت
إلى الكوفة حتّى أذهب الله به عنّي كلّه .
٧٢
«
باب »
*
« ( الدعاء للكلف والبرسون ) » *
١ ـ مكا : تخطُّ عليه خطّاً مدوَّراً ثمَّ تكتب
في وسطه : بوتا بوتا برتاتا ادعى اصواتا وهي تمرُّ مرَّ السحاب صنع الله الّذي أتقن كلَّ شيء إنّه خبير بما تفعلون .
أيضاً
يكتب عليه بكرة على الرِّيق : هريقه مريقه حتّى تحبّ الطريقة .
أيضاً
: يكتب بكرة : قهريد قهرانيد كسرهن كسروهن سالار خشك باد بحقّ الملك القدُّوس .
٧٣
* باب *
*
« ( الدعاء للبواسير ) » *
١ ـ طب : الخرازيني الرازيّ ، عن صفوان بن يحيى السّابريّ وليس هو صفوان الجمّال ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبان بن تغلب ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الرحمن السّلمي ، عن أمير المؤمنين عليه وآله السلام قال : من عوَّذ
البواسير بهذه العوذة كفي شرَّها بإذن الله تعالى ، وهو « يا جواد يا ماجد يا رحيم يا قريب
يا مجيب يا بارىء يا راحم صلِّ على محمّد وآله واردد عليّ نعمتك ، واكفني أمر وجعي »
______________________
فانّه يعافى منه بإذن الله عزَّ وجلَّ .
٢ ـ مكا : روي عن الرّضا عليهالسلام أنّه شكى إليه رجل البواسير فقال :
اكتب يس بالعسل واشربه .
٧٤
* باب *
*
« ( الدعاء للبثر والدماميل والجرب والقوباء والقروح ) » *
* « ( والرقى للورم والجرح ) » *
١ ـ طب : عليّ بن العبّاس ، عن محمّد بن إبراهيم العلويّ ، عن الرّضا ،
عن أبيه ، عن الصّادق عليهمالسلام قال : إذا أحسست
بالبثر فضع عليه السّبابة ودوِّر ما حوله وقل « لا إله إلّا الله الحليم الكريم » سبع مرَّات ، فإذا كان في السابعة فضمّده وشدِّده بالسبّابة .
٢ ـ طب : عليُّ بن محمّد بن هلال ، عن عليّ بن مهران ، عن حمّاد ، عن
حريز عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : هذه الدماميل
والقروح أكثرها من هذا الدم المحترق الّذي لا يخرجه صاحبه في أيّامه فمن غلب عليه شيء من
ذلك فليقل إذا أوى إلى فراشه « أعوذ بوجه الله العظيم ، وكلماته التامّات الّتي لا يجاوزهنَّ برٌّ
ولا فاجر ، من شرِّ كلِّ ذي شرّ » فانّه إذا قال ذلك لم يؤذه شيء من الأرواح ، وعوفى منها بإذن الله عزَّ وجلَّ .
آخر
: يكتب على كاغذ فيبلعه صاحب الدماميل « لا آلاء إلّا آلاؤك يا الله محيط
______________________
علمك به كهلسون » .
٣ ـ مكا : للجرب والدُّمّل والقوباء
يقرأ عليه ويكتب ويعلّق عليه : « بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ
اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ
» الاٰية « مِنْهَا
خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً
أُخْرَىٰ
الله أكبر وأنت لا تكبر ، الله يبقى وأنت لا تبقى ، والله على كلِّ شيء قدير »
رقية
الورم والجرح : عن بعض الصادقين قال : تأخذ سكّيناً وتمرُّها على الموضع الّذي تشكو من الجراح أو غيره ، تقول « بسم الله أرقيك من الحدِّ والحديد ومن أثر العود ، ومن الحجر الملبود ، ومن العرق العاثر ، ومن الورم الأحرّ ومن الطعام وحرِّه ، ومن الشراب وبرده ، بسم الله فتحت ، وبسم الله ختمت » ثمَّ أوتد السكّين في الأرض .
٧٥
* باب *
*
« ( الدعاء لوجع الفرج ) » *
١ ـ طب : أبو عبد الرحمن الكاتب ، عن محمّد بن عبد الله الزعفرانيّ ، عن
حمّاد ابن عيسى ، عن حريز قال : حججت فدخلت على أبي عبد الله الصّادق عليهالسلام بالمدينة وإذا بالمعلّى بن خنيس رضي الله عنه يشكو إليه وجع الفرج ، فقال له الصادق عليهالسلام : إنّك كشفت عورتك في موضع من المواضع ، فأعقبك الله هذا الوجع ، ولكن عوِّذه بالعوذة الّتي عوَّذ بها أمير المؤمنين أبا واثلة ثمَّ لم تعد ، قال له
المعلّى : يا ابن
______________________
رسول الله وما العوذة ؟ قال : قل بعد أن تضع يدك اليسرى
عليه : « بسم الله وبالله ، بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ
وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ اللهمَّ إنّي أسلمت وجهي إليك ، وفوَّضت أمري إليك ، لا ملجأ ولا منجأ إلّا إليك »
ثلاث مرّات ، فانّك تعافى إنشاء الله تعالى .
٧٦
* باب *
*
« ( الدعاء لوجع الرجلين والركبة ) » *
١ ـ طب : حنان بن جابر ، عن محمّد بن عليّ الصيرفيّ ، عن الحسين بن الأشقر
عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر الجعفيّ ، عن محمّد الباقر عليهالسلام قال : كنت عند الحسين بن عليّ عليهماالسلام إذ أتاه رجل من بني
اُميّة ، من شيعتنا فقال له : يا ابن رسول الله ما قدرت أن أمشي إليك من وجع رجلي ، قال : فأين أنت من عوذة الحسن ابن عليّ ؟ قال : يا ابن رسول الله وما ذاك ؟ قال « إِنَّا فَتَحْنَا
لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ
ـ إلى قوله ـ وَكَانَ
اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا » قال : ففعلت ما أمرني به فما أحسست بعد ذلك بشيء منها بعون الله تعالى .
٢ ـ مكا : دعاء لوجع الركبة عن أبي حمزة قال :
عرض لي وجع في ركبتي فشكوت ذلك إلى أبي جعفر عليهالسلام فقال : إذا أنت صلّيت
فقل « يا أجود من أعطى ، يا خير من سئل ، ويا أرحم من استرحم ، ارحم ضعفي وقلّة حيلي ، واعفني من وجعي » قال : ففعلت فعوفيت .
دعوات الراوندي : عنه عليهالسلام
مثله .
______________________
٧٧
* باب *
*
« ( الدعاء لوجع الساقين ) » *
١ ـ طب : خداش بن سبرة ، عن محمّد بن جمهور ، عن صفوان بيّاع السابري عن سالم بن محمّد قال : شكوت إلى الصادق عليهالسلام
وجع الساقين وأنّه قد أقعدني عن اُموري وأسبابي فقال : عوِّذهما قلت : بما ذا يا ابن رسول الله ؟ قال : بهذه الاٰية
سبع مرَّات ، فانّك تعافى باذن الله تعالى « واتل ما اُوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدِّل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحداً » قال : فعوَّذتها سبعاً كما أمرني
فرفع الوجع عنّي رفعاً حتّى لم أحسّ بعد ذلك بشيء منه
.
٧٨
* باب *
*
« ( الدعاء لوجع العراقيب وباطن القدم ) » *
١ ـ طب : عبد الله بن بسطام ، عن إبراهيم بن محمّد الأوديّ ، عن صفوان الجمّال ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّ ابن الحسين عليهماالسلام أنَّ رجلاً اشتكى إلى أبي عبد الله الحسين بن عليّ عليهماالسلام فقال : يا ابن رسول
الله إنّي أجد وجعاً في عراقيبي قد منعني من النهوض إلى الغرف قال : فما يمنعك من
العوذة ؟ قال : لست أعلمها ، قال : فإذا أحسست بها فضع يدك عليها وقل : « بسم الله وبالله والسلام على
رسول الله صلىاللهعليهوآله » ثمَّ أقرا عليه « وَمَا
قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ
عَمَّا يُشْرِكُونَ
» ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالى .
______________________
٧٩
* باب *
* « ( الدعاء لوجع العين وما يناسبه ) » *
١ ـ ل : الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليهالسلام
: إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ آية الكرسيّ وليضمر في نفسه أنّها تبرأ ، فانّه يعافي إنشاء الله
.
٢ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ،
عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد الجعفيّ ، عن أبيه قال : كنت كثيراً ما أشتكي عيني فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله عليهالسلام
فقال : ألا اُعلّمك دعاء لدنياك وآخرتك ، وتكفى به وجع عينك ؟ فقلت : بلى ، فقال : تقول في دبر الفجر ودبر المغرب « اللّهمَّ إنّي أسئلك بحقّ محمّد وآل محمّد عليك أن تصلّي على محمّد وآل
محمّد وأن تجعل النور في بصري ، والبصيرة في ديني ، واليقين في قلبي ، والاخلاص في عملي والسّلامة في نفسي ، والسعة في رزقي ، والشكر لك ما أبقيتني »
.
٣ ـ طب : أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن
محمّد بن مسلم ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال عليُّ بن أبي طالب عليهالسلام : لمّا دعاني رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم خيبر قيل له :
يا رسول الله إنّه أرمد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله ائتوني به ، فأتيته ، فقلت : يا رسول الله إنّي أرمد لا أبصر شيئاً ، قال : فقال :
ادن منّي يا عليُّ ، فدنوت منه فمسح يده على عيني فقال « بسم الله وبالله ، والسّلام
على رسول الله ، اللّهمَّ اكفه الحرَّ والبرد ، وقِه الأذى والبلاء » قال عليٌّ عليهالسلام : فبرأت والّذي أكرمه بالنبوَّة ، وخصّه بالرّسالة ، واصطفاه على العباد ، ما وجدت بعد ذلك حرّاً ولا برداً ولا أذى في عيني .
قال
: وكان عليٌّ عليهالسلام ربما خرج في اليوم
الشاتي الشديد البرد ، وعليه قميص
______________________
شفٌّ فيقال : يا أمير المؤمنين أما تصيب
البرد ؟ فقال : ما أصابني حرٌّ ولا برد منذ عوَّذني رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وربّما خرج إلينا في اليوم الحارّ الشديد الحرّ في جبّة محشوَّة فيقال له : أما تصيبك ما يصيب النّاس من شدَّة هذا الحرِّ حتّى تلبس المحشوَّة ؟ فيقول : لهم مثل ذلك .
ق : مثله وفيه والصّلاة على رسول الله صلىاللهعليهوآله .
٤ ـ طب : محمّد بن عبد الله الزعفرانيّ ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن
عيسى بن سليمان ، قال : جئت إلى أبي عبد الله عليهالسلام
يوماً من الأيّام فرأيت به من الرَّمد شيئاً فاغتممت به ، ثمَّ دخلت عليه من الغد ، ولم يكن به رمد ، فسألته عن ذلك فقال : عالجتها بشيء وهو عوذة عندي عوَّذتهما بها ، قال فأخبرني بها وهذه نسختها « أعوذ بعزَّة الله ، أعوذ بقدرة الله ، أعوذ بعظمة الله ، أعوذ بجلال الله ، أعوذ
بجمال الله ، أعوذ بكرم الله ، أعوذ ببهاء الله ، أعوذ بغفران الله ، أعوذ بحلم الله ، أعوذ
بذكر الله ، أعوذ برسول الله ، أعوذ بآل رسول الله ، صلّى الله عليه وعليهم ، على ما أجد
من حكّة عيني ، وما أخاف منها وما أحذر ، اللّهمَّ ربَّ الطيّبين أذهب ذلك عنّي
بحولك وقدرتك » .
٥ ـ طب : محمّد بن المثنّى ، عن محمّد بن عيسى ، عن عمرو بن أبي
المقدام ، عن جابر ، عن الباقر عليهالسلام قال : كان النبيُّ صلىاللهعليهوآله إذا رمد هو أو أحد
من أهله أو من أصحابه ، دعا بهذه الدعوات « اللهمَّ متّعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين منّي وانصرني على من ظلمني وأرني فيه ثأري » .
٦ ـ سر : من جامع البزنطيّ ، عن يونس بن ظبيان قال : دخلنا على أبي عبد الله عليهالسلام وهو رمد شديد الرّمد
، فاغتممنا لذلك ثمَّ أصبحنا من الغد فدخلنا
______________________
عليه فاذا لا رمد بعينه ، ولا به قلبة فقلنا : جعلنا
فداك هل عالجت عينيك بشيء ؟ فقال : نعم بما هو من العلاج ، فقلنا : ما هو ؟ فقال : عوذة فكتبناها وهي « أعوذ بعزّة
الله ، وأعوذ بقوَّة الله ، وأعوذ بقدرة الله ، وأعوذ بنور الله ، وأعوذ بعظمة الله ، وأعوذ
بجلال الله ، وأعوذ بجمال الله ، وأعوذ ببهاء الله ، وأعوذ بجمع الله » ـ قلنا : وما جمع الله ؟ قال :
بكلِّ الله ـ وأعوذ بعفو الله ، وأعوذ بغفران الله ، وأعوذ برسول الله ، وأعوذ بالأئمّة ـ وسمّى
واحداً واحداً ثمَّ قال : ـ على ما نشاء من شرِّ ما أجد اللّهمَّ ربَّ المطيعين » .
٧ ـ قب : سمع ضرير دعاء أمير المؤمنين عليهالسلام
« اللهمَّ إنّي أسئلك يا ربَّ الأرواح الفانية ، وربَّ الأجساد البالية ، أسئلك بطاعة الأرواح الراجعة إلى أجسادها ، وبطاعة الأجساد الملتئمة إلى أعضائها ، وبانشقاق القبور عن أهلها وبدعوتك الصادقة فيهم ، وأخذك بالحقِّ بينهم ، إذا برز الخلائق ينتظرون قضاءك ويرون سلطانك ، ويخافون بطشك ، ويرجون رحمتك ، يوم لا يغني مولىً عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلّا من رحم الله إنّه هو العزيز الرحيم ، أسئلك يا رحمن أن تجعل النّور في بصري ، واليقين في قلبي ، وذكرك باللّيل والنهار على لساني ، أبداً
ما أبقيتني إنّك على كلِّ شيء قدير » قال : فسمعها الأعمى وحفظها ورجع إلى بيته الّذي يأويه ، فتطهّر للصلاة وصلّى ، ثمَّ دعا بها ، فلمّا بلغ إلى قوله « أن
تجعل النور في بصري » ارتدَّ الأعمى بصيراً باذن الله
.
٨ ـ مكا : لوجع العين : عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ عليها آية الكرسيّ وفي قلبه أنّه يبرأ ويعافى ، فانّه يعافى إنشاء الله .
وقيل
: من كان يقول في كلِّ يوم « فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا » يسلم عينه من الاٰفات
.
نظر
النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى سلمان وهو أرمد
، قال : لا تأكل التمر ولا تنم على جانبك الأيسر .
______________________
ومثله
: يقرأ على الماء ثلاث مرَّات ، ويغسل به الوجه « فَكَشَفْنَا عَنكَ
غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ، وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ
أَعْيُنِهِمْ
ـ إلى قوله : يُبْصِرُونَ »
.
ومثله
« وَإِن
يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا
الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ
» ـ إلى آخر السّورة .
للشبكور
: عن أبي يوسف المعصّب قال : قلت لأبي الحسن الأوَّل عليهالسلام
أشكو إليك ما أجد في بصري ، وقد صرت شبكوراً فان رأيت أن تعلّمني شيئاً قال : اكتب هذه الاٰية « اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ »
الاٰية ثلاث مرّات في جام ثمَّ أغسله وصيّره في قارورة واكتحل به ، قال : وما اكتحلت إلّا أقلَّ من مائة ميل حتّى رجع بصري أصحَّ ما كان أو قال : ما كنت .
لوجع
العين : تأخذ قطناً وتبلّه وتضعه على العين ، وتقول « عين الشمس في لجّة البحر يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم »
.
اُخرى
: سليمان بن عيسى قال : دخلت أبي عبد الله عليهالسلام
فرأيت به الرَّمد شيئاً فاحشاً فاغتممت وخرجت ثمَّ دخلت عليه من الغد ، فاذا لا قَلبة بعينه
فقلت : جعلت فداك خرجت من عندك الأمس وبك من الرَّمد ما غمّني ، ودخلت عليك اليوم فلم أر شيئاً أعالجته بشيء ؟ قال : عوَّذتها بعوذة عندي ، قلت : أخبرني بها فكتب « أعوذ بعزَّة الله ، أعوذ بقوَّة الله ، أعوذ بقدرة الله ، أعوذ بعظمة الله
، أعوذ بجلال الله ، أعوذ ببهاء الله ، أعوذ بجمع الله ، أعوذ برسول الله ، صلّى الله عليه
وآله على ما أحذر وأخاف على عيني ، وأجده من وجع عيني ، اللهمَّ ربَّ الطيّبين أذهب ذلك عنّي بحولك وقوَّتك .
فكشفنا
عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ، فنظر نظرة في النجوم فقال إنّي سقيم
______________________
وصوَّركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيّبات ، فتبارك الله
ربُّ العالمين يا عليُّ يا عظيم يا كبير يا جليل ، يا جميل يا منيع ، يا فرد يا وتر ، يا ربِّ لا تذرني فرداً وأنت
خير الوارثين » .
«
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم يا حيُّ يا حليم ، يا عليُّ يا عظيم ، يا جليل يا جميل
يا فرد يا وتر أسئلك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأسئلك أن لا تدعني في قبري
فرداً وأنت خير الوارثين ، وإن كنت إلّا واجد الصلاة في قبره ممّا رزقني في حاجة آمين يا ربَّ العالمين .
دعاء
لوجع العين : عن محمّد بن الجعفيّ ، عن أبيه قال : كثيراً مّا أشتكي عيني ، فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله عليهالسلام فقال : ألا اُعلّمك
دعاء لدنياك وآخرتك وبلاغاً لوجع عينك ؟ قلت : بلى ، قال : تقول في دبر صلاة الفجر وصلاة المغرب « اللَّهمَّ إنّي أسئلك بحقِّ محمّد وآل محمّد أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن
تجعل النور في بصري ، والبصيرة في ديني ، واليقين في قلبي ، والاخلاص في علمي والسلامة في نفسي ، والسعة في رزقي ، والشكر لك أبداً ما أبقيتني .
وفي
رواية : تقول ذلك سبع مرَّات إذا صلّيت الفجر قبل أن تقوم من مقامك .
٩ ـ كا : الحسين بن محمّد ومحمّد بن يحيى ، عن عليّ بن محمّد بن سعد عن محمّد بن سالم ، عن موسى بن عبد الله بن موسى ، عن محمّد بن عليّ بن جعفر عن الرضا عليهالسلام قال : إنّما شفاء
العين قراءة الحمد ، والمعوَّذتين ، وآية الكرسيّ والبخور بالقسط ، والمرّ ، واللبان .
١٠ ـ دعوات الراوندي : عن أبي جعفر عليهالسلام قال : مرَّ أعمى على النبيّ صلىاللهعليهوآله
______________________
فقال له : أتشتهي أن يردَّ الله عليك بصرك ؟ قال : نعم ،
فقال صلىاللهعليهوآله : توضّأ وأسبغ الوضوء ، ثمّ صلّ ركعتين ، ثمّ قل « اللهمّ إنّي أسئلك وأدعوك وأرغب إليك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيِّ الرحمة ، يا محمّد إنّي أتوجّه بك إلى الله ربّك وربّك وربّي ليردّ بك عليّ بصري » قال : فما قام النبيّ صلىاللهعليهوآله من محلّه حتّى رجع الأعمى ، وقد ردّ الله عليه بصره .
وقال
أبو عبد الله عليهالسلام : من قرأ في المصحف
نظراً مُتّع ببصره .
٨٠
* باب *
*
« ( الدعاء للرعاف ) » *
١ ـ مكا : تقرأ وتكتب وتأخذ بأنف المرعوف « يا من
حمل الفيل من بيته الحرام ، أسكن دم فلان بن فلان » أو يصبُّ على رأسه وجبهته ماء الجمد ، فانّه يسكن باذن الله .
للرعاف
« مِنْهَا
خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً
أُخْرَىٰ ، يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ ـ إلى قوله : هَمْسًا
يَا
أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ
بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ـ الاٰية
وَجَعَلْنَا
مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا » الاٰية
.
ومثله
: يكتب على جبهة المرعوف بدمه « وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ » إلى
______________________
آخرها فانّه يسكن إنشاء الله .
٢ ـ نقل من خطّ الشهيد قدِّس سرُّه يكتب للعلق الحمد وآية الكرسيّ وأَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ ـ إلى قوله ـ مُوتُوا
اللّهمَّ أسئلك بحقِّ محمّد وآله أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تخرج هذا العلق عن حاملها ، وتصرف عذابك يا أرحم الراحمين .
٨١
*
( باب ) *
* « ( الدعاء لوجع الفم والاضراس ) » *
١ ـ طب : حريز بن أيّوب الجرجانيّ ، عن أبي سُمينة ، عن ابن أسباط ، عن
أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : شكى إليه وليٌّ من أوليائه وجعاً في فمه ، فقال : إذا أصابك ذلك فضع يدك عليه وقل « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
بسم الله الّذي لا يضرُّ مع اسمه ، داء أعوذ بكلمات الله الّتي لا يضرُّ معها شيء قدُّوساً قدُّوساً قدُّوساً ، باسمك يا ربِّ الطاهر المقدَّس المبارك الّذي من
سألك به أعطيته ، ومن دعاكم به أجبته ، أسئلك يا الله يا الله يا الله أن تصلّي على محمّد
النبيِّ وأهل بيته ، وأن تعافيني ممّا أجد في فمي وفي رأسي وفي سمعي وفي بصري وفي بطني وفي ظهري وفي يدي وفي رجلي ، وفي جميع جوارحي كلّها » فانّه يخفّف عنك إنشاء الله تعالى .
٢ ـ طب : الحسين بن أحمد الخواتيميّ ، عن الحسين بن عليّ بن يقين ، عن حنان الصيقل ، عن ، أبي بصير ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام
قال : شكوت إليه وجع أضراسي وأنّه يسهرني الليل ، قال : فقال لي : يا أبا بصير إذا أحسست بذلك فضع يدك
______________________
عليه واقرأ سورة الحمد ، وقل هوالله أحد ، ثمَّ اقرأ « وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّـهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ
خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ » فانّه يسكن ثمَّ لا يعود .
٣ ـ طب : حمدان بن أعين الرازيّ ، عن أبي طالب ، عن يونس عن أبي حمزة عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
أنّه أمر رجلاً بذلك وزاد فيه ، قال : اقرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر مرَّة واحدة ، فانّه يسكن ولا يعود
.
وعن
أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : من اشتكى
من ضرسه فليأخذ من موضع سجوده ، وليمسحه على الموضع الّذي يشتكي ويقول « بسم الله ، والشافي الله ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم » .
٤ ـ طب : إبراهيم بن خالد ، عن إبراهيم بن عبد ربّه ، عن ثعلبة ، عن أبى بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنَّ هذه الرُّقية
رقية الضرس وهي نافعة لا تخالف أبداً أصلاً باذن الله تعالى تعمد إلى ثلاثة أوراق من ورق زيتون ، فتكتب على وجه الورقة « بسم الله لا ملك أعظم من الله ملك وأنت له الخليفة ، ياهياً
شراهياً أخرج الداء ، وأنزل الشفاء ، وصلّى الله على محمّد وآل محمّد وسلّم تسليماً »
.
قال
أبو عبد الله عليهالسلام ياهيّاً شراهيّاً
اسمان من أسماء الله تعالى بالعبرانيّة وتكتب على ظهر الورقة ذلك وتشدُّ بغزل جارية لم تحض في خرقة نظيفة ، وتعقد عليه سبع عقد ، وتسمّى على كلِّ عقدة باسم نبيّ وأسامي آدم ، نوح ، إبراهيم موسى ، عيسى ، شعيب ، وتصلّي على محمّد وآله عليه وعليهم السلام ، وتعلّقه عليه يبرأ باذن الله تعالى .
رقية
جبرئيل عليهالسلام للحسين بن عليّ عليهماالسلام « العجب كلُّ العجب لدابّة تكون في الفم ، تأكل العظم ، وتترك اللحم ، أنا أرقي ، والله عزَّ وجلَّ الشافي
الكافي لا إله إلّا الله ، والحمد لله ربِّ العالمين ، وَإِذْ قَتَلْتُمْ
نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّـهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ
______________________
تَكْتُمُونَ ، فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا » تضع أصبعك على الضرس ثمَّ ترقيه من جانبه سبع مرَّات بهذا إنشاء الله تعالى .
عوذة
مجرَّبة للضرس : تقرأ الحمد ، والمعوَّذتين ، وقل هو الله أحد مع كلَّ سورة تقرأ « بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ » وبعد قل هو الله أحد « بِسْمِ
اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ
، قُلْنَا
يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ
الْأَخْسَرِينَ
، نُودِيَ
أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ » ثمَّ تقول بعد ذلك
: اللهمَّ يا كافي من كلِّ شيء ولا يكفي منك شيء ، اكف عبدك وابن أمتك من شرِّ ما يخاف ويحذر ومن شرِّ الوجع الذي يشكو إليك .
٥ ـ طب : عمر بن عثمان الخزّاز ، عن عليّ بن عيسى ، عن عمّه قال : شكوت إلى موسى بن جعفر عليهالسلام ريح البخر
فقال : قل وأنت ساجد « يا الله يا الله يا الله ، يا رحمن يا ربَّ الأرباب ، يا سيّد السادات يا إله الاٰلهة
، يا مالك الملك ، يا ملك الملوك ، اشفني بشفائك من هذا الداء ، واصرفه عنّي فانّي عبدك وابن عبدك وأتقلّب في قبضتك » فانصرفت من عنده فوالله الّذي أكرمهم بالامامة ما دعوت به إلّا مرَّة واحدة في سجودي فلم اُحسَّ به بعد ذلك
.
٦ ـ مكا : لوجع الضرس : عن السكوني ، عن أبي عبد الله
عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام من اشتكى ضرسه
فليأخذ من موضع سجوده ثمَّ يمسح به على الموضع الّذي يشتكي ويقول « بسم الله ، والكافي الله ، ولا حول ولا قوَّة إلّا
بالله » .
ومثله
: وقال الصادق عليهالسلام في رقية الضرس يأخذ
سكّيناً ، أو خوصة فيمسح
______________________
به على الجانب الّذي يشتكي ، ويقول سبع مرّات « بسم الله
الرَّحمن الرَّحيم ، بسم الله وبالله ، محمّد رسول الله ، وإبراهيم خليل الله ، اسكن بالذي سكن له ما في
الليل والنَّهار باذنه وهو على كلِّ شيء قدير .
وعن
ابن عبّاس : قال النبيُّ صلىاللهعليهوآله : من اشتكى ضرسه
فليضع أصبعه عليه وليقرأ عليه هذه الاٰية سبع مرّات « هُوَ الَّذِي
أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ » .
لوجع
الاسنان رقى بها جبرئيل الحسين بن علي عليهماالسلام
: يضع عودة أو حديدة على الضرس ، ويرقيه من جانبه سبع مرّات « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، العجب كلّ العجب دودة تكون في الفم ، تأكل العظم ، وتنزل الدم ، أنا الراقي ، والله الشافي ، والكافي ، لا إله إلّا الله ، والحمد لله ربِّ العالمين ، وإذ قتلتم نفساً
فادَّارأتم فيها إلى قوله لعلّكم تعقلون » سبع مرّات يفعل ما قدَّمناه
.
للضرس
: المفضّل بن عمر قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام
وبي ضربان الضرس ، فشكوت ذلك إليه فقال : ادن منّي فدنوت منه فقال بسبّابته فأدخلها فوضعها على الضرس الّذي يضرب ، ثمَّ قرأ شيئاً خفيّاً فسكن على المكان ، فقال لي : قد سكن يا مفضّل ؟ قلت : نعم فتبسّم فقلت : اُحبُّ أن تعلّمني هذه الرقية ، قال : إنَّ فاطمة أتت أباها صلّى الله عليهما تشكو ما تلقى من وجع الضرس ، أو السنّ فأدخل صلىاللهعليهوآله سبّابته اليمنى
فوضعها على سنّها الّتي تضرب ، وقال « بسم الله وبالله أسئلك بعزَّتك وجلالك وقدرتك على كلّ شيء إنّ مريم لم تلد غير عيسى روحك وكلمتك أن تكشف ما تلقى فاطمة بنت خديجة من الضرّ كله » فسكن ما بها كما سكن ما بك ، وما زدت عليه شيئاً بعد هذا .
ومثله
: عن عطا ، عن الصادق عليهالسلام قال : شكوت إليه ما
ألقى من ضرسي وأسناني وضربانها فقال : تقرأ عليه سبع مرّات « بسم الله وبالله ، اسكن بقدرة الله الّذي
______________________
خلقك فانّه قادر مقتدر عليك وعلى الجبال أثبتها وأثبتك
فقرِّ حتّى يأتي فيك أمره وصلّى الله على محمّد وآله » .
للضرس
: اقرأ فاتحة الكتاب ثلاث مرّات ، وقل هو الله أحد ثلاث مرّات ثمّ قل : « يا ضرس أبالحار تسكنين أم بالبارد تكسنين ؟ أم باسم الله تسكنين ، اسكن سكّنتك
بالّذي سكن له ما في السّموات وما في الأرض وهو السميع العليم ، قَالَ
مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ـ إلى قوله ـ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ » اخْرُجْ
مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وليخرجنّهم منها ـ الاٰية فَخَرَجَ
مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ » .
لوجع
الضرس : يكتب على الخبز الرقيق ، ويضع على السنِّ الّذي فيه الوجع : بسم الله ، لِّكُلِّ
نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ، أَتَىٰ أَمْرُ
اللَّـهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ـ إلى قوله ـ لَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ
قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ، إلى قوله ـ عَلِيمٌ .
لعقده
: يأخذ مسماراً ويقرء عليه ثلاث مرّات فاتحة الكتاب والمعوّذتين ، ثمّ يقرأ « مَن
يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ [ الاٰية ] ثمَّ يقول : « يا ضرس
فلان بن فلان أكلت الحارَّ والبارد أفبالحارّ تسكنين أم البارد تسكنين ، ثمَّ يقرأ « وَلَهُ
مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ » الاٰية « شددت
داء هذا الضرس من فلان بن فلان ، بسم الله العظيم » ثمَّ يضربه في حائط ويقول : الله الله الله
.
______________________
أيضاً
لوجع الضرس : يأخذ بقلة ويكتب عليها « الَّذِي جَعَلَ لَكُم
مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ » ثمَّ يضعها على
ضرسه الوجع ثمَّ يمشي ويرمي بالبقلة خلفه ، ولا يلتفت إلى خلفه ، فانّه يسكن إنشاء الله
.
أيضاً
يكون الراقي داخل الباب ، والعليل من خارج ، ويقرأ وهو على الوضوء : « لِلَّـهِ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » إلى آخره
ويقول « كم سنة تريد وأيَّ بقلة لا تأكله » فانّه يسكن الوجع .
٥ ـ من خط الشهيد رحمه الله : عن ابن عبّاس : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله : من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه ، وليقرأ هذه الاٰية « قُلْ
هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ » .
وعن
نوح بن أبي ذكوان قال : اشتكى رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وجع الضّرس فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : قل « اسكني أيّتها
الريح ، اسكني بالله الّذي سكن له ما في السماوات والأرض وهو السميع العليم » .
٨٢
* باب *
* « ( الدعاء للثالول
) » *
١ ـ ن : ابن الوليد ، عن الحميريّ ، عن السيّاريّ ، عن عليّ بن
النعمان عن الرِّضا عليهالسلام قال : قلت له : جعلت
فداك إنَّ بي ثآليل كثيرة ، وقد اغتممت بأمرها فأسئلك أن تعلّمني شيئاً أنتفع ، به ، فقال عليهالسلام
: خذ لكلِّ ثؤلول سبع شعيرات
______________________
واقرأ على كلِّ شعيرة سبع مرّات إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ـ إلى قوله ـ « فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا » وقوله عزَّ وجلَّ « وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا
قَاعًا صَفْصَفًا لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا » ثمَّ تأخذ الشعير شعيرة شعيرة فامسح بها كلَّ ثولول ثمَّ صيّرها في خرقة جديدة ، واربط على الخرقة حجراً وألقها في كنيف .
قال
: ففعلت فنظرت إليها يوم السابع فاذا هي مثل راحتي وينبغي أن تفعل ذلك في محاق الشهر .
طب : سعدويه بن عبد الله ، عن عليّ بن النعمان مثله
.
دعوات الراوندي : عن عليّ بن النعمان مثله .
٢ ـ طب : صالح بن محمّد العنبريّ ، عن النضر ، عن عبد الله بن سنان ، عن
عود بن عبد الله ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : تمرُّ يدك على
موضع الثآليل ثمَّ تقول « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، بسم الله وبالله ، محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ، اللهمّ امح عنّي ما أجد » تمرُّ يدك اليمنى ، وترقى
عليها ثلاث مرّات .
٣ ـ مكا : للثؤلول يأخذ صاحبه قطعة ملح ويمسحها
بالثؤلول ، ويقرأ عليه ثلاث مرَّات « لَوْ
أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا
مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ » إلى آخر السّورة ويطرحها في تنّور
وينصرف سريعاً ، يذهب إنشاء الله تعالى .
اُخرى
: يقرأ على ثلاث شعيرات « وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ » ويديرها على الثؤلول ، ثمَّ يدفنها
في موضع ندىّ
______________________
في محاق الشهر ، فاذا عفنت الشعيرات تمايل الثؤلول .
أيضاً
: للثؤلول : عن الرّضا عليهالسلام قال : تنظر إلى [ أوَّل
] كوكب يطلع بالعشيِّ فلا تحدَّ نظرك إليه وتناول من التراب وادلكه بها ، وأنت تقول « بسم الله
وبالله ، رأيتني ولم أرك ، سوء عود بصرك ، الله يخفى أثرك ، ارفع ثآليلي معك
.
٨٣
*
( باب ) *
*
« ( الدعاء للسلع والاورام والخنازير
) » *
١ ـ طب : محمّد بن عامر ، عن محمّد بن عليم الثقفي ، عن عمّار بن عيسى الكلابيّ ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : شكى إليه رجل من الشيعة سلعة ظهرت به ، فقال له أبو عبد الله عليهالسلام
: صم ثلاثة أيّام ثمَّ اغتسل في اليوم الرابع عند زوال الشمس ، وابرز لربّك ، وليكن معك خرقة نظيفة ، فصلِّ أربع ركعات واقرأ فيها ما تيسّر من القرآن ، واخضع بجهدك ، فاذا فرغت من صلاتك فألق ثيابك وابرز بالخرقة ، وألزق خدَّك الأيمن على الأرض ، ثمَّ قل بابتهال وتضرُّع وخشوع : « يا واحد يا أحد يا كريم يا حنّان يا قريب يا مجيب ، يا أرحم الراحمين ، صلِّ على
محمّد وآل محمّد ، واكشف ما بي من مرض ، وألبسني العافية الشافية في الدُّنيا والاٰخرة ، وامنن عليَّ بتمام النعمة ، أذهب ما بي فقد آذاني وغمّني » فقال
له أبو عبد الله عليهالسلام واعلم أنّه لا ينفعك
حتّى لا يخالج في قلبك خلافه ، وتعلم أنّه
______________________
ينفعك ، قال : ففعل الرجل ما أمره به جعفر الصّادق عليهالسلام فعوفي منها .
٢ ـ طب : محمّد بن إسحاق بن الوليد ، عن ابن عمّه أحمد بن إبراهيم بن
الوليد عن ابن أسباط ، عن الحكم بن سليمان ، عن ميسّر ، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : إنّ هذه الاٰية لكلِّ ورم في الجسد ، يخاف الرجل أن يؤل إلى شيء ، فإذا
قرأتها فاقرأها وأنت طاهر قد أعددت وضوءك لصلاة الفريضة ، فعوِّذ بها ورمك قبل الصلاة ودبرها ، وهي « لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ
لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ
» إلى آخر السورة فانّك إذا فعلت ذلك
على ما حدَّ لك سكن الورم .
٣ ـ مكا
دعوات الراوندي :
عن الرضا عليهالسلام قال : خرج بجارية
لنا خنازير في عنقها فأتى وآت وقال : يا عليّ قل لها فلتقل « يا رؤف يا رحيم ، يا ربِّ
يا سيّدي » تكرِّره ، قال : فقالت : فأذهب الله عزَّ وجلَّ عنها .
٤ ـ مكا : دعا آخر : يقرأ عليه ثلاثة أيّام « بسم
الله وبالله ، الله أكبر ، الله أكبر ، وهو يأمرك أن لا تكبر » ثلاث مرَّات ، ثمَّ قل « ابتدأ باللصِّ قبل أن يبتدأ بك » ثلاث مرَّات ويتفل كلَّ مرَّة فانّه يجفُّ .
______________________
٨٤
(
باب )
*
« ( الدعاء للجدرى ) » *
١ ـ مكا : يكتب ويعلّق على عضده ، فانّه لا يخرج
وإن كان قد خرج فلا يخرج أكثر ممّا قد خرج إنشاء الله .
ومثله
يكتب هذا الشكل الأربعة في الأربعة للجدريّ ويعلّق عليه .
|

|
٨٥
(
باب )
*
« ( الدعاء لوجع الصدر ) » *
١ ـ مكا : « وَإِذْ قَتَلْتُمْ
نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ـ إلى قوله ـ لَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ
» روي
عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه شكى إليه رجل
وجع صدره فقال : استشف بالقرآن فانّ الله عزَّ وجلّ يقول : فيه شفاء لما في الصّدور
.
______________________
٨٦
(
باب )
*
« ( الدعاء لوجع القلب ) » *
١ ـ مكا : رقية لوجع القلب : تقرأ هذه الاٰيات
على الماء ويشربه « لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، سَيُهْزَمُ
الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ـ إلى قوله : أَدْهَىٰ
وَأَمَرُّ
إِنَّ اللَّـهَ
يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ـ إلى قوله ـ غَفُورًا
.
أيضاً
تقرأ هذه الاٰيات على الماء ويشربه ويردَّد على القلب ، ويكتب أيضاً ويعلّق على عنقه « ببسم الله الرَّحمن الرّحيم رَبَّنَا لَا تُزِغْ
قُلُوبَنَا
ـ إلى قوله ـ لَا
يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
الَّذِينَ آمَنُوا
وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ ـ إلى قوله ـ وَحُسْنُ
مَآبٍ
لَئِنْ
أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
.
٨٧
(
باب )
*
« ( الدعاء للسعال والسل ) » *
١ ـ طب : عبد الله بن محمّد بن مهران ، عن أيّوب ، عن عمرو بن شمر ، عن
جابر ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن الحسين عليهمالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : من اشتكى حلقه
وكثر سعاله واشتدَّ يبسه ، فليعوِّذ بهذه الكلمات ، وكان يسّميها الجامعة لكلِّ شيء :
اللهمَّ
أنت رجائي وأنت ثقتي وعمادي وغياثي ورفعتي ، وجمالي ، وأنت مفزع المفزعين ، ليس للهاربين مهرب إلّا إليك ، ولا للعالمين ، معوَّل إلّا عليك ،
ولا
______________________
للراغين مرغب إلّا لديك ، ولا للمظلومين ناصر إلّا أنت ،
ولا لذي الحوائج مقصد إلّا إليك ، ولا للطالبين عطاء إلّا من لدنك ، ولا للتائبين متاب إلّا إليك ، وليس
الرزق والخير والفتوح إلّا بيدك .
حزنتني
الاُمور الفادحة ، وأعيتني المسالك الضيّقة ، وأحوشتني الأوجاع الموجعة ، ولم أجد فتح باب الفرج إلّا بيدك ، فأقمت تلقاء وجهك ، واستفتحت عليك بالدعاء إغلاقه ، فافتح يا ربِّ للمستفتح ، واستجب للداعي ، وفرِّج الكرب واكشف الضرّ ، وسدَّ الفقر ، وأجل الحزن ، وأنف الهمَّ ، واستنقذني من الهلكة فانّي قد أشفيت عليها ، ولا أجد لخلاصي منها غيرك ، يا الله يا من يجيب المضطرَّ إذا دعاه ويكشف السوء ، ارحمني واكشف ما بي من غمّ وكرب ووجع وداء ، ربِّ إن لم تفعل لم أرج فرجي من عند غيرك ، فارحمني يا أرحم الراحمين .
هذا
مكان البائس الفقير ، هذا مكان المستغيث ، هذا مكان المستجير ، هذا مكان المكروب الضرير ، هذا مكان الملهوف المستعيذ ، هذا مكان العبد المشفق الهالك الغرق الخائف الوجل ، هذا مكان من انتبه من رقدته واستيقظ من غفلته ، وأفرق من علّته وشدَّة وجعه ، وخاف من خطيئته ، واعترف بذنبه ، وأخبت إلى ربّه ، وبكى من حذره ، واستغفر واستعبر واستقال واستعفا والله إلى ربّه ، ورهب من سطوته وأرسل من عبرته ، ورجا وبكى ودعا ونادى : ربِّ إنّي مسّني الضرُّ فتلافني .
قد
ترى مكاني ، وتسمع كلامي ، وتعلم سرائري وعلانيتي وتعلم حاجتي وتحيط بما عندي ، ولا يخفى عليك شيء من أمري من علانيتي وسرِّي ، وما اُبدي وما يكنّه صدري ، فأسئلك بأنّك تلي التدبير ، وتقبل المعاذير ، وتمضي المقادير سؤال من أساء واعترف ، وظلم نفسه واقترف ، وندم على ما سلف ، وأناب إلى ربّه وأسف ، ولاذ بفنائه وعكف ، وأناخ رجاه وعطف ، وتبتّل إلى مقيل عثرته ، وقابل توبته ، وغافر حوبته ، وراحم عبرته ، وكاشف كربته ، وشافي علّته ، أن ترحم تجاوزي بك ، وتضرُّعي إليك ، وتغفر لي جميع ما أخطأته كتّابك ، وأحصاه كتابك ، وما مضى من علمك ، من ذنوبي وخطاياي وجرائري في خلواتي وفجراتي
وسيّئاتي وهفواتي وهناتي وجميع ما تشهد به حفظتك وكتبته
ملائكتك في الصغر وبعد البلوغ ، والشيب والشباب ، باللّيل والنّهار ، والغدوِّ والاٰصال ، وبالعشيِّ
والابكار ، والضحى والأسحار ، في الحضر والسفر ، في الخلاء والملاء ، وأن تجاوز عن سيّئاتي في أصحاب الجنّة ، وعد الصّدق الّذي كانوا يوعدون .
اللّهمَّ
بحقّ محمّد وآله أن تكشف عنّي العلل الغاشية في جسمي وفي شعري وبشري وعروقي وعصبي وجوارحي ، فانَّ ذلك لا يكشفها غيرك يا أرحم الراحمين ويا مجيب دعوة المضطرّين .
٨٨
«
( باب ) »
*
« ( الدعاء للطحال ) » *
١ ـ طب : محمّد بن عبد الرحمن بن مهران الكرخي ، عن أيّوب ، عن عمرو بن
شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : جاء رجل من
خراسان إلى عليِّ بن الحسين عليهماالسلام فقال : يا ابن رسول
الله حججت ونويت عند خروجي أن أقصدك فانَّ بي وجع الطحال ، وأن تدعو لي بالفرج ، فقال له عليُّ بن الحسين عليهماالسلام : قد كفاك الله ذلك ، وله الحمد ، فاذا أحسست به فاكتب هذه الاٰية بزعفران بماء زمزم واشربه ، فانَّ الله تعالى يدفع عنك ذلك الوجع « قُلِ ادْعُوا
اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ وَلَا تَجْهَرْ
بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن
لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا » تكتب على رقّ ظبي
وعلّقها على العضد الأيسر سبعة أيّام فانّه يسكن ، وهي هذه الترجمة لاس س [ س ] ح ح دم كرم ل [ له ] ومحيى حح لله صره وحجه سر ححجت عشره به هك بان عنها محتاح حل هوبوا امنوا مسعوف ثم .
______________________
٢ ـ مكا : رقية الطحال : فأقرا على كفّه « إِذَا
جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ » ثلاث مرّات ثمَّ تقرأ « إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا »
إلى آخر الاٰية ثلاث مرّات ثمَّ امسح بهما رأسه سبع مرّات .
اُخرى
: يكتب ويعلّق على هذا الموضع « إِنَّ اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ » الاٰية
إِنَّهُ
مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
.
٨٩
*
« ( باب
) » *
*
« ( الدعاء لوجع المثانة واحتباس البول ) » *
*
« ( وعسره ولمن بال في النوم ) » *
١ ـ طب : محمّد بن جعفر البرسيّ ، عن محمّد بن يحيى الأرمني ، عن محمّد
بن سنان عن المفضّل بن عمر ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبي زينب قال : شكى رجل من إخواننا إلى أبي عبد الله عليهالسلام وجع المثانة قال :
فقال له : عوِّذه بهذه الاٰيات إذا نمت ثلاثاً وإذا انتبهت مرَّة واحدة ، فانّك لا تحسّ به بعد ذلك : « أَلَمْ
تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
، أَلَمْ
تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن
دُونِ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ » قال الرّجل : ففعلت ذلك ، فما أحسست بعد ذلك بها
.
٢ ـ مكا : لاحتباس البول : يغسل رجليه ويكتب على
ساقه اليسرى « فَفَتَحْنَا
أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ـ إلى قوله : لِّمَن
كَانَ كُفِرَ
» .
______________________
عن
حُمران قال : كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليهالسلام
: جعلت فداك قبلي رجل عن مواليك به حصر البول ، وهو يسألك الدُّعاء له أن يلبسه الله العافية ، واسمه نفيس الخادم ، فأجاب : كشف الله ضرّك ، ودفع عنك مكاره الدُّنيا والاٰخرة ، وألحَّ
عليه بالقرآن ، فانّه يشفى إنشاء الله تعالى .
دعاء
لعسر البول : « ربّنا الله الّذي في السّماء تقدّس اللّهمَّ اسمك في السّماء والأرض اللّهمَّ كما رحمتك في السّماء ، اجعل رحمتك في الأرض ، اغفر لنا حوبنا وخطايانا ، أنت ربُّ المطيّبين ، أنزل رحمة من رحمتك ، وشفاء من شفائك على هذا الوجع » فليبرأ .
٣ ـ مكا : لمن بال في النوم : روي عنهم عليهمالسلام يؤخذ جزئين من سُعد ، وجزء من زعفران ، ويدقُّ كلُّ واحد منهما عليحدة ، وينخّل السعد بحريرة صفيقة ، ويخلطان جميعاً ، ويعجنان بعسل منزوع الرغوة ، ثمَّ يبندق . ويكتب في جام حديد بزعفران « بِسْمِ
اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ إِنَّ اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ـ إلى قوله حَلِيمًا
غَفُورًا
» يملاُ الجام من هذه الاٰية مرَّة بعد اُخرى ، ثمَّ يغسّله بماء بارد ويصبُّ في قنّينة نظيفة ويؤخذ رقّ فيكتب فيه
بمداد هذه الاٰية ، وفاتحة الكتاب وقل هو الله ثلاث مرّات ، والمعوَّذتين ، وآية الكرسيّ ، كما اُنزلت ، وآخر الحشر وآخر بني إسرائيل ، ثمَّ يكتب « بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ إِنَّ
اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
» الاٰية ويكتب « يا من هو
هكذا ولا هكذا غيره ، أمسك عن فلان ابن فلانة ما يجد من غلبة البول » ويعلّق التعويذ على ركبتها إن كانت اُنثى ، وإن كان غلاماً على موضع العانة على إحليله ، ويؤخذ بندقة من تلك البنادق ويسقيه إيّاها حين يأخذ مضجعه بشيء من ذلك الماء المعوَّذ ، وليقلَّ من شُرب الماء ، فاذا
______________________
ذهب ما يجد من غلبة البول إنشاء الله فليحلَّ التعويذ
عنه ، لئلّا يعتريه الحصر .
لمن
بال في النوم : يكتب على الرقّ ويعلّق عليه هف هف هد هد هف هف هات هات اناله كف كف كف هف هفف هفف هفف مهم مسعر لهم قل هوالله أحد الغالب من حيث يستحسر العدوّ إبليس شيخ لبني آدم كما الّذي سجد لاٰدم الملائكة باذن
الله إنّه كريمَة بنتُ كريمة ، وولد فلان بن فلان ...... سددت شددت بسوره بسوره صفه صفه ختمت بخاتم سليمان بن داود لله ربِّ [ العالمين ]
.
اُخرى
: له ولمن فزع في النوم بسم الله الرَّحمن الرَّحيم من محمّد رسول الله النبيّ الاُميّ العربيّ الهاشميّ المدنيّ الأبطحي التهاميّ صلىاللهعليهوآله إلى من حضر الدار من العمّار ، أمّا بعد فانَّ لنا ولكم في الحقِّ سعة ، فان يكن فاجراً مقتحماً أو
داعي حقّ مبطلاً أو من يؤذي الولدان ، ويفزع الصبيان ويبوِّلهم في الفراش ، فليمضوا إلى أصحاب الأصنام ، وإلى عبدة الأوثان ، وليخلّوا عن أصحاب القرآن ، في جوار الرَّحمن ، ومخازي الشيطان ، وعن أيمانهم القرآن ، وصلّى الله على محمّد النبيّ وآله عليهمالسلام
.
٩٠
*
( باب ) *
*
« ( الدعاء لوجع البطن والقولنج ورياح البطن وأوجاعها ) » *
١ ـ مكا : للرياح في البطن : يونس بن يعقوب قال :
قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك إنّي أجد وجعاً في بطني فقال : وحّد الله ، فقلت : كيف أقول ؟ قال : تقول : « يا الله يا الله يا ربّي يا رحمن ، يا ربَّ الأرباب ، ويا سيّد السّادات
، اشفني وعافني من كلِّ داء وسقم ، فانّي عبدك وابن عبدك ، أنقلب في قبضتك »
.
______________________
للمغص
والنفخ في البطن : بسم الله الّذي اتّخذ إبراهيم خليلاً وكلّم موسى تكليماً وبعث محمّداً بالحقِّ نبيّاً » ثمَّ قل : « يا ريح اخرجي باذن الله تعالى
» ثلاث مرّات .
لعلّة
البطن : عن الكاظم عليهالسلام يكتب اُمّ القرآن ، والمعوَّذتين
، وقل هو الله أحد ، ثمَّ يكتب « أعوذ بوجه الله العظيم ، وعزَّته الّتي لا ترام ، وقدرته الّتي
لا يمتنع منه ، من شرّ هذا الوجع ، ومن شرِّ ما فيه ، ومن شرِّ ما أحذر منه »
لوجع
البطن وغيره من الاٰلام : يضع يده عليه ويقول سبع مرّات : « أعوذ بعزَّة الله وجلاله ، من شرِّ ما أجد » ويضع يده اليمنى على الألم ويقول « بسم الله » ثلاثاً .
لوجع
البطن : يكتب سورة الاخلاص ، وبِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ
يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ، وَلَوْ أَنَّ
قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ بَل لِّلَّـهِ
الْأَمْرُ جَمِيعًا
» ويعلّق عليه ، وهذه الاٰيات تقرأ عليه : « بِسْمِ
اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي
الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى
اللَّـهِ يَسِيرٌ
، هَـٰذَانِ
خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ
مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ
بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ، فَتَعَالَى اللَّـهُ
الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ
، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، لَهُ الْمُلْكُ
وَلَهُ الْحَمْدُ
، يحيي ويميت وهو حيٌّ لا يموت ، بيده الخير وهو على كلِّ شيء قدير »
.
اُخرى
: بِسْمِ
اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ
أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ
ـ إلى آخر الاٰية ويقرأ فاتحة الكتاب
سبع مرّات . جيّد مجرَّب .
اُخرى
: لَئِنْ
أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، إِنَّ
اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ
______________________
رَّحِيمٌ ، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ
وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ .
للقولنج
: إبراهيم بن يحيى عنهم عليهمالسلام قال : يكتب للقولنج
اُمْ القرآن وقل هو الله أحد ، والمعوَّذتين ، ويكتب أسفل ذلك : أعوذ بوجه الله العظيم ، وبعزَّته
الّتي لا يرام ، وبقدرته الّتي لا يمتنع منها شيء ، من شرٌّ هذا الوجع ، ومن شرِّ ما فيه ، ومن شرِّ ما أجد منه ، يكتب هذا الكتاب في لوح أو كتف ، ويغسل بماء السّماء ، ويشرب على الرِّيق عند النوم ، فانّه نافع مبارك إنشاء الله
.
٢ ـ طب : لوجع البطن والقولنج : الحسين بن بسطام ، عن محمّد بن خلف ، عن
الوشّاء ، عن عبد الله بن سنان ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدِّه عليهمالسلام قال : شكى رجل إلى النبيِّ صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله
إنَّ لي أخاً يشتكي بطنه ، فقال : مر أخاك أن يشرب شربة عسل بماء حارّ ، فانصرف إليه من الغد ، وقال : يا رسول الله قد أسقيته وما انتفع بها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : صدق الله وكذب بطن أخيك اذهب فاسق أخاك شربة عسل ، وعوِّذه بفاتحة الكتاب سبع مرّات فلمّا أدبر الرجل قال النبيُّ صلىاللهعليهوآله : يا عليّ إنَّ أخا
هذا الرجل منافق ، فمن ههنا لا تنفعه الشربة .
وشكى
رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وجع البطن فأمره أن
يشرب ماء حارّاً ويقول : « يا الله يا الله يا الله ، يا رحمن يا رحيم ، ياربَّ الأرباب ، يا إله
الاٰلهة يا ملك الملوك ، يا سيّد السّادات ، اشفني بشفائك من كلِّ داء وسقم ، فانّي عبدك وابن عبدك ، أتقلّب في قبضتك » .
٣ ـ طب : أبو عبد الله الخواتيميّ ، عن ابن يقطين ، عن حسّان الصيقل ، عن
أبي بصير قال : شكى رجل إلى أبي عبد الله الصادق عليهالسلام
وجع السُّرَّة فقال له : اذهب فضع يدك على الموضع الذي تشتكي وقل : وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ
عَزِيزٌ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ
______________________
مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ
خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ » ثلاثاً فانّك
تعافى باذن الله تعالى .
قال
أبو عبد الله عليهالسلام : ما اشتكى أحد من
المؤمنين شكاة قطُّ فقال باخلاص نيّة ومسح موضع العلّة « وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ
وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا » إلّا عوفي من تلك العلّة أيّة علّة
كانت ، ومصداق ذلك في الاٰية حيث يقول : « شِفَاءٌ
وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ » .
٤ ـ طب : موسى بن عمر بن يزيد ، عن أبيه ، عن الصادق عليهالسلام قال : شكى إليه رجل من أوليائه القولنج فقال : اكتب له اُمَّ القرآن ، وسورة الاخلاص والمعوَّذتين ، ثمَّ تكتب أسفل ذلك « أعوذ بوجه الله العظيم ، وبعزَّته الّتي لا
ترام وبقدرته الّتي لا يمتنع منها شيء ، من شرِّ هذا الوجع ، ومن شرِّ ما فيه » ثمَّ
تشربه على الرِّيق بماء المطر ، يبرأ باذن الله تعالى
.
٥ ـ طب : هارون بن شعيب ، عن داود بن عبد الله ، عن إبراهيم بن أبي
يحيى عن محمّد بن إسماعيل بن أبي زينب ، عن الجعفي ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام
قال : شكى إليه رجل الخامَّ والأبردة وريح القولنج ، فقال : أما القولنج فاكتب له اُمَّ القرآن ، والمعوَّذتين ، وقل هو الله أحد ، واكتب أسفل من ذلك « أعوذ بوجه الله العظيم ، وبقوَّته الّتي لا
ترام وبقدرته الّتي لا يمتنع منها شيء ، من شرِّ هذا الوجع ، وشرِّ ما فيه ، وشرِّ ما
أحذر منه » تكتب هذا في كتف أو لوح أو جام بمسك وزعفران ، ثمَّ تغسله بماء السّماء وتشربه على الريق ، أو عند منامك .
٦ ـ طب : أحمد بن عبد الرحمن بن جميلة ، عن الحسن بن خالد قال : كتبت إلي أبي الحسن عليهالسلام أشكو إليه علّة في
بطني ، وأسأله الدُّعاء فكتب بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، تكتب اُمَّ القرآن ، والمعوَّذتين ، وقل هو الله أحد ، ثمَّ تكتب أسفل
______________________
من ذلك « أعوذ بوجه الله العظيم ، وعزَّته الّتي لا ترام
، وقدرته الّتي لا يمتنع منها شيء ، من شرِّ هذا الوجع ، وشرِّ ما فيه ، وممّا أحذر » يكتب ذلك في لوح أو كتف ثمَّ تغسله بماء السماء ، ثمَّ تشربه على الرِّيق وعند منامك ، ويكتب أسفل من ذلك « جعله شفاء من كلِّ داء » .
٩١
«
( باب ) »
*
« ( الدعاء لوجع الخاصرة ) » *
١ ـ طب : حريز بن أيّوب ، عن أبي سمينة ، عن ابن أسباط ، عن أبي حمزة عن حُمران قال : سأل رجل محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام
فقال : يا ابن رسول الله إنّي أجد في خاصرتي وجعاً شديداً ، وقد عالجته بعلاج كثيرة ، فليس يبرأ ، قال : أين أنت من عوذة أمير المؤمنين عليهالسلام ؟ قال : وما ذاك يا
ابن رسول الله ، قال : إذا فرغت من صلاتك ، فضع يدك على موضع السجود ، ثمَّ امسحه واقرء « أَفَحَسِبْتُمْ
أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ، فَتَعَالَى
اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ
، وَمَن
يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا
حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ، وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ
وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ » قال الرجل : ففعلت ذلك فذهب عنّي بعون الله تعالى .
٢ ـ دعوات الروندي ، مكا : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ينبغي لأحدكم إذا
أحسَّ بوجع الخاصرة أن يمسح يده عليها ثلاث مرّات ، وليقل كلَّ مرَّة « أعوذ بعزَّة الله ، وقدرته على ما يشاء ، من شرِّ ما أجد [ في خاصرتي ]
.
٣ ـ مكا : وعن الصادق عليهالسلام قال : تمرُّ يدك على موضع الوجع وتقول
:
______________________
« بسم الله وبالله ، محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العلّي العظيم اللّهمَّ امسح عنّي ما أجد في خاصرتي » ثمَّ تمرِّ يدك على موضع الوجع ثلاث مرّات .
٩٢
«
باب »
*
« ( الدعاء والعوذة لما يعرض الصبيان من الرياح ) » *
١ ـ عدة الداعي : كتب محمّد بن هارون إلى أبي جعفر عليهالسلام يسأله عوذة للرياح الّذي تعرض للصبيان فكتب إليه بخطّه : الله أكبر أشهد أنَّ محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وآله ، الله أكبر لا إله إلّا الله ، ولا ربَّ لي إلّا الله ، له
الملك وله الحمد لا شريك له ، سبحان الله ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، اللّهمَّ ذا
الجلال والاكرام ربّ عيسى وموسى وإبراهيم الّذي وفّى إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، لا إله إلّا أنت سبحانك مع ما عددت من آياتك ، وبعظمتك ، وبما سألك به النبيّون ، وبأنّك ربُّ الناس ، كنت قبل كلِّ شيء ، وأنت بعد كلِّ شيء أسألك بكلماتك الّتي تمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا باذنك ، وبكلماتك الّتي تحيى بها الموتى ، أن تجير عبدك فلاناً من شرِّ ما ينزل من السّماء ، وما يعرج فيها وما يخرج من الأرض وما يلج فيها ، والسلام على المرسلين ، والحمد لله ربِّ العالمين
.
عنه
عليهالسلام أيضاً بخطّه : « بسم
الله ، وبالله ، وإلى الله ، وكما شاء الله ، وبعزَّة الله وجبروت الله ، وقدرة الله ، وملكوت الله ، هذا الكتاب اجعله يا الله شفاء لفلان بن
فلان ابن عبدك وابن أمتك عبد الله . صلّى الله على رسول الله » .
______________________
٩٣
(
باب )
* « ( الدعاء لحل المربوط ) » *
١ ـ طب : أحمد بن بدر ، عن إسحاق الصحّاف ، عن موسى بن جعفر عليهالسلام قال : يا صحّاف قلت : لبّيك يا ابن رسول الله ، قال : إنّك مأخوذ عن أهلك ، قلت بلى يا ابن رسول الله ، منذ ثلاث سنين ، قد عالجت بكلِّ دواء فو الله ما نفعني ، قال
: يا صحّاف أفلا أعلمتني ، قلت : يا ابن رسول الله ، والله ما خفي عليَّ أنَّ كلَّ
شيء عندكم فرجه ، ولكن أستحييك قال : ويحك وما منعك الحياء في رجل مسحور مأخوذ أما إنّي أردت أن اُفاتحك بذلك ، قل : « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم أذرأتكم أيّها
السحرة عن فلان بن فلانة ، بالله الّذي قال لابليس : « اخرج منها مذموماً مدحورا اخرج منها فما يكون لك أن تتكبّر فيها ، اخرج إنّك من الصاغرين » ، أبطلت عملكم ، ورددت عليكم ، ونقضته باذن الله العليّ الأعلى الأعظم القدُّوس العزيز العليم القديم ، رجع سحركم كما لا يحيق المكر السيّىء إلّا بأهله ، كما بطل كيد السحرة ، حين قال الله تعالى لموسى صلوات الله عليه : « أَلْقِ
عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ، فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » باذن الله أبطل
سحرة فرعون .
أبطلت
عملكم أيّها السحرة ، ونقضته عليكم باذن الله ، الّذي أنزل « وَلَا
تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ » وبالّذي قال : « وَلَوْ
نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ ، لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ
مُّبِينٌ
، وَقَالُوا
لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ ، وَلَوْ
جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ » وباذن الله الّذي أنزل « فَأَكَلَا
مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا » فأنتم تتحيّرون ولا تتوجّهون بشيء ممّا كنتم فيه ، ولا ترجعون إلى شيء منه أبداً .
قد
بطل بحمد الله عملكم ، وخاب سعيكم ، ووهن كيد كم ، مع من كان ذلك من الشياطين إنَّ كيد الشيطان كان ضعيفاً ، غلبتكم باذن الله ، وهزمت كثرتكم بجنود
الله ، وكسرت قوَّتكم بسلطان الله ، وسلّطت عليكم عزائم
الله ، عمي بصركم ، وضعفت قوَّتكم ، وانقطعت أسبابكم ، وتبرَّأ الشيطان منكم باذن الله الّذي أنزل « كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي
بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ، فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا
فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ » وأنزل « إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ
اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ
كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّـهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ .
باذن
الله الذي لَا
إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، الاٰية
إِنَّ
إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ رَّبُّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ـ إلى قوله تعالى : شِهَابٌ ثَاقِبٌ
إِنَّ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ
وَمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ
الاٰية إِنَّ
رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ
ـ الاٰية هُوَ
اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ
ـ إلى آخر السورة .
من
أراد فلان بن فلانة بسوء من الجنّ والانس أو غيرهم ، بعد هذه العوذة جعله الله ممّن وصفهم فقال : « أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ »
ثلاث آيات ، جعله
______________________
الله ممّن قال « وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ
إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ » جعله الله
ممّن قال « وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ » الاٰية جعله الله ممّن قال « مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَـٰذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا » الاٰية جعله الله ممّن قال « كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ » الاٰية جعله الله ممّن قال « وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ » أربع آيات جعله الله ممّن
قال « وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ » إلى قوله « فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ » .
اللّهمَّ
فأسئلك بصدقك وعلمك ، وحسن أمثالك ، وبحقِّ محمّد وآله ، من أراد فلاناً بسوء أن تردَّ كيده في نحره ، وتجعل خدَّه الأسفل ، وتُركسه لاُمِّ
رأسه في حفيرة ، إنّك على كلِّ شيء قدير ، وذلك عليك يسير ، وما كان ذلك على الله بعزيز
لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، صلّى الله عليه وآله والسّلام عليهم ورحمة
الله وبركاته « ثمَّ تقرأ على طين البقر ، وتختم وتعلّقه على المأخوذ وتقرأ « هُوَ
الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى
الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، فَغُلِبُوا
هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ .
٢ ـ عدة الداعي : لحلِّ المربوط : يكتب في رقعة ويعلّق
عليه « بِسْمِ
اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ، إِنَّا فَتَحْنَا
لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ
وَمَا تَأَخَّرَ
، وَيُتِمَّ
نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا » ثمَّ يكتب سورة
النصر ، ثمَّ يكتب « وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ، ادْخُلُوا
عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ، فَفَتَحْنَا
أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ، قَالَ
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ، وَاحْلُلْ
______________________
عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ، يَفْقَهُوا قَوْلِي ، وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ، وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ، كذلك حللت فلان بن فلانة بنت فلانة
، لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ
رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ، فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ
رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .
٩٤
*
( باب ) *
*
« ( الدعاء لعسر الولادة ) » *
١ ـ طب : الخواتيميّ ، عن محمّد بن عليّ الصيرفي ، عن محمّد بن أسلم ، عن
الحسن ابن محمّد الهاشميّ ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلاليّ ، عن أمير ـ
المؤمنين عليهالسلام قال : إنّي لأعرف
آيتين من كتاب الله المنزل ، يكتبان للمرأة إذا عسر عليها ولدها ، يكتبان في رقّ ظبي ويعلّقه في حقويها « بسم الله وبالله إنَّ مع
العسر يسراً ، إنَّ مع العسر يسراً ـ سبع مرّات ـ يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا
أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا
، وَتَرَى
النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ
اللَّـهِ شَدِيدٌ
» مرّة واحدة يكتب على ورقة وتربط بخيط من كتّان غير مفتول ، ويشدُّ على فخذها الأيسر فاذا ولدته قطعته من ساعتك ، ولا تتوانى عنه .
ويكتب
« حيٌّ ولدت مريم ، ومريم ولدت حيٌّ ، يا حيُّ اهبط إلى الأرض الساعة باذن الله تعالى » .
٢ ـ طب : صالح بن إبراهيم ، عن ابن فضّال ، عن محمّد بن الجهم ، عن
المنخّل عن جابر بن يزيد الجعفيّ أنَّ رجلاً أتى أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام فقال : يا ابن رسول الله أغثني ، فقال : وما ذاك ؟ قال : امرأتي قد أشرفت على الموت من شدَّة
الطلق ، قال : اذهب واقرء عليها « فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ
قَالَتْ يَا لَيْتَنِي
______________________
مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا وَكُنتُ
نَسْيًا مَّنسِيًّا ، فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا
تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ، وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ
النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا » ثمَّ ارفع صوتك بهذه الاٰية « وَاللَّـهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ
أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ، كذلك اخرج أيّها الطلق ، اخرج باذن الله » فانّها تبرأ من ساعتها بعون الله تعالى .
٣ ـ طب : عبد الوهّاب بن مهديّ ، عن محمّد بن عيسى ، عن ابن همّام ، عن
محمّد ابن سعيد ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام
أنّه قال : إذا عسر على المرءة ولادتها تكتب لها هذه الاٰيات في إناء نظيف بمسك وزعفران ، ثمَّ يغسل بماء البئر ، ويسقى
منه المرأة ، وينضح بطنها وفرجها فانّها
تلد من ساعتها ، يكتب « كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ، كَأَنَّهُمْ
يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ
، بَلَاغٌ
فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ، لَقَدْ
كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ
يَدَيْهِ
، وَتَفْصِيلَ
كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ » .
٤ ـ طب : عيسى بن داود ، عن موسى بن القاسم قال : حدَّثنا المفضّل بن عمر ، عن أبي الظبيان ، عن الصادق عليهالسلام قال : تكتب هذه الاٰيات
في قرطاس الحامل إذا دخلت في شهرها الّتي تلد فيه ، فانّه لا يصيبها طلق ولا عسر ولادة وليلفَّ على القرطاس سحاة لفّاً خفيفاً ، ولا يربطها
وليكتب « أَوَلَمْ
يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا
وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
، نَسْلَخُ
مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ، وَالشَّمْسُ تَجْرِي
______________________
لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَٰلِكَ
تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ، وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ
كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ ، وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ، وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ، وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا
ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ، وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ، وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا
صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ ، إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ ، وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم
مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ » .
وتكتب
على ظهر القرطاس هذه الاٰيات « كَأَنَّهُمْ يَوْمَ
يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا
الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ، كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا » ويعلّق القرطاس في وسطها فحين يقع
ولدها يقطع عنها ولا يترك عليها ساعة واحدة .
٥
ـ طب :
سعد بن مهران ، عن محمّد بن صدقة ، عن محمّد بن سنان الزاهريّ ، عن يونس بن ظبيان ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن جابر بن يزيد الجعفيّ قال : جاء رجل من بني اُميّة إلى أبي جعفر عليهالسلام وكان مؤمناً من آل
فرعون يوالي آل محمّد ، فقال : يا ابن رسول الله إنَّ جاريتي قد دخلت في شهرها ، وليس لي ولد ، فادع الله أن يرزقني ابناً ، فقال : اللّهمَّ ارزقه ابناً ذكراً سويّاً ، ثمَّ قال : إذا دخلتْ
في شهرها فاكتب لها إنّا أنزلناه ـ وعوِّذها بهذه العوذة وما في بطنها ـ بمسك وزعفران ، واغسلها
واسقها ماءها وانضح فرجها ، والعوذة هذه :
« اُعيذ مولودي
بسم الله ، بسم الله ، وإنّا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهباً وإنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الاٰن يجد له
شهاباً رصداً » ثمَّ يقول : « بسم الله ، بسم الله ، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
، أنا وأنت والبيت ومن فيه والدار ومن فيها ، نحن كلّنا في حرز الله ، وعصمة الله ، وجيران
الله وجوار الله ، آمنين محفوظين » ثمَّ تقرء المعوَّذتين ، وتبدأ بفاتحة الكتاب قبلهما
ثمّ سورة الاخلاص ، ثمَّ تقرأ « أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ
إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّـهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ
الْعَرْشِ الْكَرِيمِ
، وَمَن
يَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ
______________________
لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ، فَإِنَّمَا
حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ، إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ، وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ، لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ ـ إلى آخر السورة .
ثمَّ
تقول : « مدحور [ اً ] من يشاقّ الله ورسوله ، أقسمت عليك يا بيت ومن فيك ، بالأسماء السبعة ، والأملاك السبعة ، الّذين يختلفون بين السماء والأرض محجوباً عن هذه المرأة وما في بطنها كلّ عرض واختلاس أو لمس أو لمعة أو طيف مسّ من إنس أو جانّ » .
وإن
قال عند فراغه من هذا القول ومن العوذة كلّها « أعني بهذا القول وهذه العوذة فلاناً وأهله وولده وداره ومنزله » فليسمِّ نفسه ، وليسمِّ داره ومنزله
وأهله وولده ، وليلفظ به ، وليقل أهل فلان بن فلان ، وولده فلان بن فلان ، فانّه أحكم له وأجود ، وأنا الضامن على نفسه وأهله وولده أن لا يصيبهم آفة ولا خبل ولا جنون باذن الله تعالى .
٦ ـ سر : الحسن بن محبوب ، عن صالح بن رزين ، عن شهاب ، عن أبي عبد الله
عليه السّلام قال : إذا عسر على المرأة ولدها فاكتب لها في رقّ « بِسْمِ
اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا
سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ، إِذْ قَالَتِ
امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا
» ثمَّ اربطه بخيط وشدَّه على فخذها الأيمن ، فاذا وضعتْ فانزعه
.
٧
ـ مكا :
لعسر الولادة : يكتب ويعلّق على ساقها اليسرى وبسم الله وبالله ، محمّد رسول الله ، كَأَنَّهُمْ
يَوْمَ يَرَوْنَهَا
ـ الاٰية إِذَا
السَّمَاءُ انشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ، وَلَبِثُوا
فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا
، اخرج باذن الله من البطن الطيّبة إلى الأرض الطيّبة مِنْهَا
خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ، باذن الله وقدرته
، واسمه الّذي لا يضرُّ مع
______________________
اسمه داء في الأرض ولا في السّماء وهو السميع العليم ، العزيز
الوهّاب كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ، بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ، أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا ـ إلى قوله : أَفَلَا يُؤْمِنُونَ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ، فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ ـ السّورة ، وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ
أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ .
مثله
: يكتب في رقّ ويعلّق على فخذها سبع مرّات « فَإِنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا » ومرَّة واحدة « يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ
» إلى قوله : « كُلُّ
ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا » .
ومثله
: يكتب في جنبها « بسم الله وبالله ، اخرج باذن الله ، مِنْهَا
خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ » ويصلّي على النبيِّ
وآله .
ومثله
بِسْمِ
اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ فَإِنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ، يُرِيدُ
اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ، يُهَيِّئْ
لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا ، ويهيّىء لكم من أمركم رشداً ، وعلى الله قصد السبيل [ ومنها جائر ]
.
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ـ الاٰية .
وروي
: يكتب لها إنّا أنزلناه في ليلة القدر ، ويسقى ماؤها ، وينضح على فرجها وروي : أنّه يقرأ عندها إنّا أنزلناه في ليلة القدر
.
ومثله
: يكتب على قرطاس « أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا
ـ إلى قوله : أَفَلَا
يُؤْمِنُونَ
وَآيَةٌ
لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ، وَنُفِخَ
فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ . كَأَنَّهُمْ
يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ » ويعلّق على وسطها ، فاذا وضعت يقطع ،
ولا يترك إنشاء الله .
______________________
دعاء
لعسر الولادة : من عسرت عليها الولادة يقرأ هذه الأدعية في كوز مليء ماء ثلاث مرّات ، وتشرب المرأة ، ويصبُّ بين كتفيها وثدييها ، فتضع الولد باذن الله تعالى « بسم الله الّذي لا إله إلّا هو الحليم الكريم سبحان الله ربِّ السّموات
وربِّ العرش العظيم ، الْحَمْدُ
لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، كَأَنَّهُمْ يَوْمَ
يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن
نَّهَارٍ
[ وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين ] .
لعسر
الولادة : عن الصّادق عليهالسلام قال : يكتب للمرأة
إذا عسر عليها ولادتها في رقّ أو قرطاس « اللّهمَّ فارج الهمّ ، وكاشف الغمِّ ، ورحمن الدُّنيا والاٰخرة
ورحيمهما ارحم فلانة بنت فلانة رحمة تغنيها بها عن رحمة جميع خلقك ، تفرِّج بها كربتها ، وتكشف بها غمّها ، وتيسّر ولادتها ، وقضي بينهم بالحقّ وهم لا يظلمون ، وقيل الحمد لله ربِّ العالمين .
ومثله
: من عسرت عليها الولادة من إنسان أو دابّة يقرأ عليها « يا خالق النفس من النفس ، ومخلّص النفس من النفس ، أخلصه بحولك وقوَّتك »
.
ومثله
: يكتب على خرقتين لا يمسّهما ماء ، وتوضع تحت رجليها ، فانّها تلد في مكانها ، إنشاء الله تعالى .
وفي رواية يكتب هذا الشكل ، ويعلّقها على فخذها الأيمن ،
ويكتب على كاغذ ويشدُّ على فخذها الأيسر « مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا
نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ، يا خالق النفس من النفس ، ومخلّص النفس من النفس ، فرِّج
عنّا » فألقته سويّاً باذن الله عزَّ وجلَّ .
______________________
ومثله
: يكتب هذه الصورة على ظهر قفيز ، وجلست فوقه المرأة الّتي تطلق ولدت بسرعة إنشاء الله ومن حقِّ كتابتها أن يبدأ بالاثنين من السطر الفوقاني ، ثمَّ
بثلاثة ، ثمَّ بأربعة ، ثمَّ بثلاثة ، ثمَّ بالاثنين ثمَّ بأربعة ليتمَّ خاصيّته
.
٩٥
*
( باب ) *
*
« ( دعاء الابق والضالة والدابة النافرة والمستصعبة ) » *
١ ـ سن : محمّد بن عليّ ، عن عبيس بن هشام ، عن أبي إسماعيل الفرّاء ، عن
زيد الشحّام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : تدعو للضَّالّة
« اللّهمَّ إنّك إله من في السّماء وإله من في الأرض ، وعدل فيهما ، وأنت الهادي من الضّالّة ، وتردُّ الضالّة
ردَّ عليَّ ضالّتي ، فانّها من رزقك وعطيّتك ، اللّهمَّ لا تفتن بها مؤمناً ولا
تغن بها كافراً ، اللهمَّ صلِّ على محمّد عبدك ، ورسولك وعلى أهل بيته »
.
٢ ـ سن : محمّد بن عليّ ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبيدة الحذّا قال
: كنت مع أبي جعفر عليهالسلام فضلَّ بعيري ، فقال
: صلِّ ركعتين ثمَّ قل كما أقول : اللّهمَّ رادَّ الضالّة هادياً من الضلالة ، ردَّ عليَّ ضالّتي ، فانّها من فضل الله وعطائه
، قال : ثم إنَّ أبا جعفر عليهالسلام أمر غلامه فشدَّ على
بعير من إبله فحمّله ، ثمَّ قال : يا با عبيدة تعال فاركب ، فركبت مع أبي جعفر عليهالسلام فلمّا سرنا إذا سواد
على الطريق ، فقال : يا با عبيدة هذا بعيرك ، فاذا هو بعيري .
٣ ـ سن : محمّد بن عليّ ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن أبيه ، عن الثماليّ
، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : من نفرت له
دابّة فقال هذه الكلمات : « يا عباد الله الصّالحين أمسكوا عليَّ رحمكم الله ، بان في ع وح وماه ى ح ح قال : ثمَّ
قال أبو جعفر
______________________
عليه السّلام : إنَّ البرَّ موكّل به « م في حرج » والبحر
موكّل به « ه ح ح » قال عمر : فقلت أنا ذلك في بغال ضلّت فجمعها الله لي .
٤ ـ مكا : روي عن الرضا عليهالسلام قال : إذا ذهب لك ضالّة أو متاع ، فقل
: « وَعِندَهُ
مَفَاتِحُ الْغَيْبِ
ـ إلى قوله : فِي
كِتَابٍ مُّبِينٍ
» ثمَّ تقول : « اللّهمَّ إنّك تهدي من الضالّة وتنجّي من العمى ، وتردُّ الضالّة ، صلِّ على محمّد وآله ، واغفر لي وردَّ ضالّتي وصلِّ على محمّد وآله وسلّم » .
صلاة
لردِّ الضالّة : عن أمير المؤمنين عليهالسلام : تصلّي ركعتين تقرأ
فيهما يس وتقول بعد فراغك منهما رافعاً يدك إلى السّماء : « اللّهمَّ رادَّ الضّالّة ، والهادي
من الضلالة ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ، واحفظ عليَّ ضالّتي ، وارددها إليَّ سالمة
يا أرحم الراحمين ، فانّها من فضلك وعطائك ، يا عباد الله في الأرض ، ويا سيّارة الله في الأرض ، ردُّوا عليَّ ضالّتي ، فانّها من فضل الله وعطائه »
.
ومثله
أيضاً عن أمير المؤمنين عليهالسلام « اللّهمَّ لا إله
إلّا أنت لك السّموات والأرض وما بينهما فاجعل الأرض على كذا أضيق من جلد جمل ، حتّى تمكنني منه ، إنّك على كلِّ شيء قدير » .
وفي
رواية عن الصادق عليهالسلام : ادع بهذا الدُّعاء
للاٰبق واكتبه في ورقة « اللّهمَّ إنَّ السّماء لك ، والأرض لك ، وما بينهما لك ، فاجعل ما بينهما أضيق
على فلان من جلد جمل حتّى تردَّه عليَّ وتظفرني به » وليكن حول الكتاب آية الكرسيّ مكتوبة مدوَّرة ، ثمَّ ادفنه ، وضع فوقه شيئاً ثقيلاً في موضعه الّذي كان يأوي
إليه فيه باللّيل .
______________________
أيضاً
للاٰبق : يكتب أو يقرأ « اللّهمَّ أنت جبّار في السماء ، وجبّار في الأرض وملك في السماء وملك في الأرض ، وإله في السّماء ، وإله في الأرض ، تردُّ الضالّة وتهدي من الضلالة ، ردَّ على فلان ضالّته واحفظه
.
٥ ـ طا : من كتاب منية الداعي باسناده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليُّ من استصعبت عليه دابّته ، فليقرأ في اُذنه اليسرى « وَلَهُ أَسْلَمَ مَن
فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ » .
٩٦
(
باب )
*
« ( الدعاء لدفع السحر والعين ) » *
الايات : يوسف : وَقَالَ يَا بَنِيَّ
لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ
إِلَّا لِلَّـهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
، وَلَمَّا
دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ
اللَّـهِ مِن شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا
عَلَّمْنَاهُ
، وَلَـٰكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
.
١ ـ طب : عبد الله بن العلاء القزوينيّ ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن حمّاد
بن عيسى ، عن يعقوب بن شعيب ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية الأسديّ أنّه سمع أمير المؤمنين صلوات الله عليه يأمر بعض أصحابه وقد شكى إليه السحر ، فقال : اكتب في رقّ ظبي وعلّقه عليك ، فانّه لا يضرُّك ، ولا يجوز كيده فيك « بسم الله وبالله بسم الله وما شاء الله ، بسم الله لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، قال موسى ما جئتم
به السحر إنَّ الله سيبطله إنَّ الله لا يصلح عمل المفسدين ، فوقع الحقُّ وبطل ما كانوا
يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين » .
______________________
٢ ـ طب : محمّد بن موسى الرِّبعي ، عن محمّد بن محبوب ، عن عبد الله بن
غالب عن ابن ظريف ، عن ابن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام
قال [ الأصبغ ] : أخذت هذه العوذة منه فقال لي : يا أصبغ هذه عوذة السحر والخوف من السلطان ، تقولها سبع مرَّات : « بسم الله وبالله ، سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا
فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ » وتقوله في وجه السّاحر
إذا فرغت من صلاة اللّيل قبل أن تبدأ بصلاة النهار سبع مرَّات فانّه لا يضرُّك إنشاء
الله تعالى .
٣ ـ طب : محمّد بن جعفر البرسيّ ، عن محمّد بن يحيى الأرمني ، عن محمّد
بن سنان عن المفضّل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال أمير
المؤمنين صلوات الله عليه : إنَّ جبرئيل عليهالسلام أتى النبيَّ صلىاللهعليهوآله وقال له : يا محمّد
قال : لبّيك يا جبرئيل ، قال : إنَّ فلاناً اليهوديَّ سحرك وجعل السحر في بئر بني فلان فابعث إليه يعني إلى البئر أوثق
الناس عندك وأعظمهم في عينك ، وهو عديل نفسك ، حتّى يأتيك بالسحر ، قال : فبعث النبيُّ صلىاللهعليهوآله عليَّ بن أبي طالب عليهالسلام وقال : انطلق إلى بئر أزوان
فانَّ فيها سحراً سحرني به لبيد بن أعصم اليهوديّ فأتني به .
قال
عليٌّ عليهالسلام : فانطلقت في حاجة
رسول الله صلىاللهعليهوآله فهبطت فاذا ماء
البئر قد صار كأنّه ماء الحنّا من السحر ، فطلبته
مستعجلاً حتّى انتهيت إلى أسفل القليب فلم أظفر به ، قال الّذين معي : ما فيه شيء فاصعد ، فقلت : لا والله ما كذبت وما
كذبت وما نفسي به مثل أنفسكم يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثمَّ طلبت طلباً
بلطف فاستخرجت
______________________
حُقّاً فأتيت النبيَّ صلىاللهعليهوآله فقال : افتحه ففتحته ، فاذا في الحُقّ قطعة كرب النخل في جوفه وتر عليها إحدى وعشرون عقدة ، وكان جبرئيل عليهالسلام أنزل يومئذ المعوَّذتين على النبيِّ صلىاللهعليهوآله فقال النبيُّ : يا عليُّ اقرأها على
الوتر ، فجعل أمير المؤمنين عليهالسلام كلّما قرأ آية انحلّت عقدة حتّى فرغ منها ، وكشف الله عزَّ وجلَّ عن نبيّه ما سحر
به وعافاه .
وروي
أنَّ جبرئيل وميكائيل عليهماالسلام أتيا إلى النبيِّ صلىاللهعليهوآله فجلس أحدهما عن يمينه والاٰخر عن شماله ، فقال جبرئيل لميكائيل : ما وجع الرجل ؟ فقال
ميكائيل : هو مطبوب فقال جبرئيل عليهالسلام : ومن طبّه ؟ قال : لبيد بن أعصم
اليهوديّ ثمَّ ذكر الحديث إلى آخره .
٤ ـ طب : إبراهيم البيطار قال : حدَّثنا محمّد بن عيسى ، عن يونس بن
عبد الرَّحمن ويقال له : يونس المصلّي لكثره ، صلاته ، عن ابن مسكان ، عن زرارة قال : قال أبو جعفر
الباقر عليه الصلاة والسلام : إنَّ السحرة لم يسلّطوا على شيء إلّا على العين .
وعن
أبي عبد الله الصادق عليهالسلام أنّه سئل عن المعوَّذتين
أهما من القرآن ؟ فقال الصّادق عليهالسلام : نعم هما من القرآن
، فقال الرجل : إنّهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ، ولا في مصحفه ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : أخطأ ابن مسعود أو قال : كذب ابن مسعود ، هما من القرآن ، قال الرَّجل : فأقرأ بهما يا ابن رسول الله في المكتوبة ؟ قال : نعم ، وهل ترى ما معنى المعوَّذتين ، وفي أيِّ شيء نزلتا
؟ إنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله سحره لبيد بن أعصم
اليهوديّ ، فقال أبو بصير لأبي عبد الله عليهالسلام
: وما كاد ـ أو عسى ـ أن يبلغ من سحره ؟ قال أبو عبد الله الصادق : بلى كان النبيُّ صلّى الله عليه وآله يرى أنّه يجامع وليس بجامع ، وكان يريد الباب ولا يبصره
______________________
حتّى يلمسه بيده ، والسحر حقٌّ وما يسلّط السحر إلّا على
العين والفرج ، فأتاه جبرئيل عليهالسلام فأخبره بذلك فدعا عليّاً عليهالسلام وبعثه ليستخرج ذلك من بئر أزوان وذكر الحديث بطوله إلى آخره .
٥ ـ طب : سهل بن محمّد بن سهل ، عن عبد ربّه بن محمّد بن إبراهيم ، عن
ابن أورمة عن ابن مسكان ، عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام
عن النشرة للمسحرر ، فقال : ما كان أبي عليهالسلام يرى بها بأساً
.
وعن
محمّد بن مسلم قال هذه العوذه الّتي أملاها علينا أبو عبد الله عليهالسلام يذكر أنّها وراثة وأنّها تبطل السحر ، تكتب على ورق ويعلّق على المسحور « قَالَ
مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّـهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ
الْمُفْسِدِينَ
، وَيُحِقُّ
اللَّـهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا
رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ـ الاٰيات
فَوَقَعَ
الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ
وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ، قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، رَبِّ
مُوسَىٰ وَهَارُونَ .
٦ ـ طب : محمّد بن سليمان بن مهران ، عن زياد بن هارون العبديّ ، عن عبد
الله ابن محمّد البجليّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : من أعجبه شيء من أخيه المؤمن فليكبّر عليه فانَّ العين حقٌّ .
٧ ـ طب : محمّد بن ميمون المكيّ ، عن عثمان بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن صفوان الجمّال ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
أنّه قال : لو نبش لكم من القبور لرأيتم أنَّ أكثر موتاكم بالعين ، لأنَّ العين حقٌّ ألا إنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : العين حقٌّ فمن أعجبه من أخيه شيء فليذكر الله في ذلك ، فانّه إذا ذكر الله لم يضرَّه .
______________________
٨ ـ طب : في العين : يقرأ أو يكتب ويعلّق عليه : سورة الحمد ، والمعوَّذتين
قل هو الله أحد ، وآية الكرسيّ واللّهمَّ أنت ربّي لا إله إلّا أنت ، عليك توكّلت وأنت ربُّ العرش العظيم ، حسبي الله ونعم الوكيل ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، أشهد أنَّ الله على كلِّ شيء قدير ، وأنَّ الله قد أحاط بكلِّ شيء علماً وأحصى كلَّ شيء عدداً ، اللهمَّ إنّي أعوذ بك من شرِّ نفسي ، ومن شرِّ كلِّ دابّة
أنت آخذ بناصيتها إنَّ ربّي على صراط مستقيم فان تولّوا فقل حسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو ربُّ العرش العظيم .
بسم
الله ربِّ عيسى ، عبس عابس ، وحجر يابس ، وماء فارس ، وشهاب قابس من نفس نافس ، وعين العاين رددت عين العاين عليه ، وعلى أحبِّ الناس إليه في كبده وكليته . دم رقيق ، وشحم وسيق ، وعظم دقيق ، في ماله يليق ، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
وَكَتَبْنَا
عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ
وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ، وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا محمَّد
وآله الطاهرين .
٩ ـ مكا : للعين : معمر بن خلّاد قال : كنت مع
الرضا عليهالسلام بخراسان على نفقاته . فأمرني أن أتّخذ له غالية ، فلمّا اتّخذتها فأعجب بها فنظر إليها فقال لي
: يا معمر إنَّ العين حقٌّ فاكتب في رقعة : الحمد لله ، وقل هو الله أحد ، والمعوَّذتين
وآية الكرسيّ ، واجعلها في غلاف القارورة .
ومثله
: وروي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : العين حقٌّ
وليس تأمنها منك على نفسك ، ولا منك على غيرك ، فاذا خفت شيئاً من ذلك فقل : ما شاء الله لا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم ، ثلاثاً ، وقال : إذا تهيّأ أحدكم تهيئة تعجبه فليقرأ
حين يخرج من منزله المعوَّذتين ، فانّه لا يضرُّه باذن الله
.
وعنه
عليهالسلام قال : من أعجبه من
أخيه شيء فليبارك عليه ، فانَّ العين حقٌّ .
______________________
وقال النبيُّ صلىاللهعليهوآله : إنَّ العين ليدخل الرجل القبر ، والجمل القدر ، وقال صلىاللهعليهوآله : لا رقية إلّا من حُمة والعين .
في
السحر : عن محمّد بن عيسى قال : سألت الرضا عليهالسلام
عن السحر قال : هو حقٌّ وهم يضرُّون باذن الله ، فاذا أصابك ذلك فارفع يدك بحذاء وجهك واقرأ عليها « بسم الله العظيم ، ربِّ العرش العظيم إلّا ذهبت وانقرضت » .
قال
: وسأله رجل عن العين فقال : هو حقٌّ فاذا أصابك ذلك فارفع كفّيك بحذاء وجهك واقرء الحمد لله ، وقل هو الله ، والمعوَّذتين وامسحهما على نواصيك فانّه نافع باذن الله .
روي
عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه سئل عن المعوَّذتين
قال : إنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله سحره لبيد بن أعصم اليهوديّ فأتاه جبرئيل بالمعوَّذتين ، فدعا عليّاً عليهالسلام فعقد له خيطاً فيه اثنا عشر عقدة ، ثمَّ قال : انطلق إلى بئر ذروان فانزل إلى القليب فاقرأ آية وحلِّ عقدة ، فنزل عليٌّ واستخرج من القليب فتحالل ذلك عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
عن
ابن عباس قال : إنَّ لبيد بن أعصم سحر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمَّ دسَّ ذلك في بئر لبني زريق ، فمرض رسول الله صلىاللهعليهوآله فبينا هو نائم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه ، والاٰخر عند رجليه ، فأخبراه بذلك ، وأنّه في بئر
ذروان في جفّ طلعة تحت راعوفة ـ والجفّ قشر الطلع ، والراعوفة حجر في أسفل البئر يقوم عليه الماتح فانتبه رسول الله صلىاللهعليهوآله وبعث عليّاً والزبير
وعمّاراً فنزحوا
______________________
ماء تلك البئر ، ثمَّ رفعوا الصخرة وأخرجوا الجفَّ ، فاذا
فيه مُشاطة رأسه وأسنان من مشطه ، وإذا هو معقّد فيه إحدى عشرة عقدة ، مغروزة بالابرة ، فنزلت هاتان السورتان ، فجعل كلّما يقرأ آية انحلّت عقدة ، ووجد رسول الله صلىاللهعليهوآله خفّة ، فقام كأنّما اُنشط من عقال ، وجعل جبرئيل عليهالسلام يقول : « بسم الله أرقيك ، من كلِّ شيء يؤذيك ، من حاسد وعين ، والله يشفيك » .
اُخرى
للسحر : يكتب في رقّ ويعلّق عليه « قَالَ مُوسَىٰ
مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ـ إلى قوله : الْمُفْسِدِينَ »
[ « وَأَوْحَيْنَا
إِلَىٰ مُوسَىٰ » إلى ] قوله : « فَوَقَعَ الْحَقُّ
وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ » .
اُخرى
: يتكلّم به سبع مرّات « سَنَشُدُّ عَضُدَكَ ـ إلى قوله : وَمَنِ
اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ
» .
عن
الصادق عليهالسلام قال : إنَّ رسول
الله صلىاللهعليهوآله سألته امرأة أنَّ لي
زوجاً وبه غلظة ، وإنّي صنعت شيئاً لأعطفه عليَّ ، فقال صلىاللهعليهوآله : اُفّ لك ، كدّرت التجارة وكدَّرت العين ولعنتك الملائكة الأخيار
، وملائكة السّماء والأرض ، فصامت
______________________
نهارها وقامت ليلها ، وحلقت رأسها ولبست المُسوح فبلغ ذلك
النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : إنَّ ذلك لا يقبل منها .
فقيل
: يا رسول الله لم لا يقتل ساحر الكفّار
؟ فقال : لأنَّ الشرك أعظم من الكفر ، والسحر والشّرك مقرونان .
رقية
العين : عن زرارة قال : ينفث في المنخر اليمنى أربعاً ، واليسرى ثلاثاً ثمَّ يقول : « بسم الله لا بأس ، أذهب البأس ربَّ الناس ، واشف أنت الشافي ، ولا يكشف البأس إلّا أنت » .
عن
الصّادق عليهالسلام قال : لو كان شيء
يسبق القدر سبقته العين .
لمن
يصيبه العين : يقرأ فاتحة الكتاب ويكتب « بسم الله اُعيذ فلان بن فلانة بكلمات الله التامّات من شرِّ ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن عين ناظرة ، واُذن سامعة ولسان ناطق ، إنَّ ربّي على صراط مستقيم ، ومن شرِّ الشيطان وعمل الشيطان وخيله ورجله ، وقال : يا بنيَّ لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرِّقة .
عوذة
العين اللّهمَّ ربَّ مطر حابس ، وحجر يابس ، وليل دامس ، ورطب ويابس ، ردَّ عين العين عليه ، في كبده ونحره وماله ، فارجع البصر كرَّتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير .
______________________
١٠ ـ جع : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنَّ العين لتدخل
الرجل القبر ، وتدخل الجمل القدر ، وجاء في الخبر أنَّ أسماء بنت عميس قالت : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله إنَّ بني جعفر يصيبهم العين ، أفأسترقي لهم ؟ قال : نعم ، فلو كان شيء يسبق القدر لسبقت
العين .
وقيل
[ إنَّ ] الرجل منهم كان إذا أراد أن يصيب صاحبه بالعين تجوَّع ثلاثة أيّام ثمَّ كان يصفه ، فيصرعه بذلك ، وذلك بأن يقول للّذي يريد أن يصيبه بالعين لا أرى كاليوم إبلاً أو شاء أو ما أراد ، أي ما
أرى كابل أراها اليوم ، فقالوا للنبيّ صلى الله كما كانوا يقولون لمّا يريدون أن يصيبوه بالعين عن الفرّاء والزجّاج
.
قال
الحسن دواء إصابة العين أن يقرأ الانسان هذه الاٰية « وَإِن
يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ
إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ » .
١١ ـ طا : من كتاب غنية الداعي تأليف عليّ بن محمّد
بن عبد الصمد باسناده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ من خاف
شيطاناً أو ساحراً فليقرء « إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ـ إلى قوله تعالى ـ تَبَارَكَ
اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ .
١٢ ـ جنة الامان للكفعميّ : قال : ذكر عبد الكريم
بن محمّد بن المظفر السمعاني في كتابه أنَّ جبرئيل نزل على النبيّ صلىاللهعليهوآله فرآه مغتمّاً فسأله عن غمّه فقال له : إنَّ الحسنين أصابتهما عين ، فقال له : يا محمّد العين حقٌّ فعوِّذهما بهذه
العوذة
______________________
« اللهمَّ يا ذا السلطان العظيم ، والمنِّ القديم ، والوجه
الكريم ، ذا الكلمات التامّات والدعوات المستجابات ، عاف الحسن والحسين من أنفس الجنِّ وأعين
الانس » .
ومنه
قال : في خطِّ الوزير مؤيّد الدين ابن العلقميّ رقية المعيون « بسم الله العظيم الشأن ، القويّ السلطان ، الشديد الأركان ، حبس حابس ، وحجر يابس ، و شهاب قابس ، وليل دامس ، وماء قارس في عين العائن ، وفي أحبِّ خلق الله إليه ، و في كبده وكليتيه ، فارجع البصر هل ترى من فطور ثمَّ ارجع البصر كرَّتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير » .
١٢ ـ وفي زبدة البيان : أنَّ جبرئيل عليهالسلام رقى النبيَّ صلىاللهعليهوآله وعلّمه هذه الرُّقية للعين : « بسم الله أرقيك ، من كلِّ عين حاسد ، الله يشفيك » .
وعن
الصادق عليهالسلام : إذا تهيّأ أحدكم
بهيئة تعجبه فليقرأ حين يخرج من بيته المعوَّذتين ، فانّه لا يضرُّه شيء بإذن الله تعالى .
١٣ ـ الجوامع للطبرسي : عن النبيّ صلىاللهعليهوآله من رأى شيئاً يعجبه
فقال : « الله الله ما شآء الله ، لا قوَّة إلّا بالله » لم يضرَّه شيء .
وعن
الحسن : أنَّ دواء الإصابة بالعين أن يقرأ « وَإِن يَكَادُ
الَّذِينَ كَفَرُوا
» السورة .
______________________
٩٧
* باب *
*
« ( معنى جهد البلاء والاستعاذة منه ، ومن ضلع ) » *
*
« ( الدين ، وغلبة الرجال ، وبوار الايم ) » *
*
« ( وطلب تمام النعمة ، ومعناه ، وفضل قول ) » *
*
« ( يا ذا الجلال والاكرام ) » *
١ ـ ل : أبي ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن
الصادق عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله : جهد البلاء أن يقدَّم
الرجل فيضرب عنقه صبراً والأسير مادام في وثاق العدوّ والرجل يجد على بطن امرأته رجلاً
مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن النوفليّ مثله
.
٢ ـ ل : الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليهالسلام
: سلوا الله العافية من جهد البلاء فانَّ جهد البلاء ذهاب الدين .
وقال
عليهالسلام : استعيذوا بالله من
ضلع الدين وغلبة الرجال
٣ ـ مع : ابن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن البرقيّ ، عن أبيه ، عن محمّد
ابن سنان ، عن عبد الملك بن عبد الله القمي قال : سأل أبا عبد الله عليهالسلام الكاهليُّ و
______________________
أنا عنده : أكان عليٌّ عليهالسلام يتعوَّذ من بوار الأيّم ؟ فقال : نعم ، وليس حيث تذهب : إنّما كان يتعوَّذ من العاهات ، والعامّة يقولون بوار الأيّم ، وليس كما يقولون .
٤ ـ مع : محمّد بن أحمد بن تميم ، عن محمّد بن إدريس ، عن محمّد بن
مهاجر ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن الجريريّ ، عن أبي الورد بن يمامة ، عن اللجلاج ، عن معاذ بن جبل قال : كنت مع النبيَّ صلىاللهعليهوآله فمرَّ رجل يدعو وهو
يقول « اللهمَّ إني أسئلك تمام النعمة » فقال : ابن آدم ! وهل تدري ما تمام النعمة ؟ الخلاص من النار ، ودخول الجنّة ، ومرَّ عليهالسلام برجل وهو يدعو ويقول
« يا ذا الجلال والاكرام » فقال له : قد استجيب لك فسل .
٥ ـ ن : بالأسانيد الثلاثة ، عن الرّضا ، عن آبائه عليهم السلام قال :
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إذا أراد أحدكم
الحاجة فليبكّر في طلبها يوم الخميس ، وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران ، وآية الكرسيّ ، وإنّا أنزلناه في ليلة القدر ، واُمّ الكتاب ، فانَّ فيها قضاء حوائج الدُّنيا والاٰخرة
.
٦ ـ ل : الأربعمائة ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام
مثله وفيه بعد يوم الخميس : فانَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : اللّهمَّ بارك
لاُمّتي في بكورها يوم الخميس ، وليقرأ إذا خرج من بيته الاٰيات من آل عمران .
٧ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن حكم الحنّاط ، عن الشحّام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : النعيم في الدُّنيا الأمن وصحّة الجسم ، وتمام النعمة في الاٰخرة دخول الجنّة ، وما تمّت النعمة على
عبد قطُّ لم يدخل الجنّة .
______________________
٩٨
*
( باب ) *
* « ( الدعاء لدفع وساوس الشيطان ) » *
١ ـ ل : الأربعمائة : قال أمير المؤمنين عليهالسلام
: إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوَّذ بالله ، وليقل : آمنت بالله وبرسوله مخلصاً له الدِّين
.
٢ ـ لي : ابن شاذويه ، عن محمّد الحميريّ ، عن أبيه ، عن ابن يزيد ، عن
ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال :
لمّا أن بعث الله عيسى عليهالسلام تعرَّض له الشيطان
فوسوسه ، فقال عيسى عليهالسلام : « سبحان الله ملء سمواته وأرضه ، ومداد كلماته ، وزنة عرشه ، ورضا نفسه » قال : فلمّا سمع إبليس ذلك ذهب على وجهه لا يملك من نفسه شيئاً حتّى وقع في اللّجّة الخضراء
.
أقول
: تمامه في باب أحوال عيسى عليهالسلام
.
٣ ـ مكا : لوسوسة القلب : يقول « فَإِذَا
قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
» ويقرأ المعوَّذتين .
وقال
أمير المؤمنين عليهالسلام : إذا وسوس الشيطان
لأحدكم فليتعوَّذ بالله ، وليقل بلسانه وقلبه « آمنت بالله ورسوله مخلصاً له الدّين
.
لضيق
القلب : يقرأ سبعة عشر يوماً « أَلَمْ نَشْرَحْ » إلى آخره كلَّ يوم مرَّتين : مرَّة بالغداة ، ومرَّة بالعشاء .
٤ ـ نقل من خط الشهيد رحمه الله : عن النبيِّ صلىاللهعليهوآله إنَّ الشيطان اثنان
:
______________________
شيطان الجنِّ ، ويبعد بلا حول ولا قوَّة إلّا بالله
العليّ العظيم ، وشيطان الانس ويبعد بالصلاة على النبيّ وآله .
ومنه
: عن أبي زميل قال : سألت ابن عبّاس عمّا يجد الانسان في صدره من الشكّ ، فقال : ما نجا من ذلك أحد وقد أنزل الله « فَإِن كُنتَ فِي
شَكٍّ
» إذا وجدت ذلك فقل « هُوَ
الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ » .
وعن
عثمان بن أبي العاص قلت : يا رسول الله حالَ الشيطان بين صلاتي وقراءتي قال : ذلك شيطان يقال له : خيزب ، فاذا أحسست به فتعوَّذ بالله منه ، واتفل عن يسارك ثلاثاً .
٩٩
* باب *
*
« ( الدعاء لوساوس الصدر وبلابله ولرفع الوحشة ) » *
١ ـ طب : أبو القاسم التفليسي ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله
السجستانيّ ، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام
قال : قلت : يا ابن رسول الله إنّي أجد بلابل في صدري ، ووساوس في فؤادي حتّى لربّما قطع صلاتي ، وشوَّش عليَّ قراءتي قال : وأين أنت من عوذة أمير المؤمنين عليهالسلام
؟ قلت : يا ابن رسول الله علّمني ، قال : إذا أحسست بشيء من ذلك . فضع يدك عليه ، وقل « بسم الله وبالله اللّهمَّ مننت عليَّ بالايمان ، وأودعتني القرآن ، ورزقتني صيام شهر رمضان ، فامنن عليَّ بالرحمة
والرضوان ، والرأفة والغفران ، وتمام ما أوليتني من النعم والاحسان ، يا حنّان يا منّان ، يا دائم يا رحمن ، سبحانك وليس لي أحد سواك ، سبحانك أعوذ بك بعد هذه الكرامات من الهوان ، وأسألك أن تجلّي عن قلبي الأحزان » تقولها : ثلاثا فانّك تعافى منها بعون الله تعالى ، ثمَّ تصلّي على النبيِّ والسلام عليهم ورحمة
الله .
______________________
بيان : قوله عليهالسلام : « فضع يدك عليه » أي
على الفؤاد ، كما يظهر من الخبر الاٰتي أيضاً ، ولمّا كان الصّدر محلّاً للفؤاد فينبغي وضع اليد على الصدر .
٢ ـ طب : عليُّ بن ماهان ، عن سرّاج مولى الرضا عليهالسلام عن جعفر بن ديلم عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الحلبيّ قال : قال رجل لأبي عبد الله الصادق عليهالسلام : إنّي إذا خلوت بنفسي تداخلني وحشة وهمٌّ ، وإذا خالطت الناس لا اُحسُّ بشيء من ذلك ، فقال : ضع يدك على فؤادك وقل : « بسم الله ، بسم الله ، بسم الله » ثمَّ امسح يدك على فؤادك ، وقل : « أعوذ بعزَّة الله ، وأعوذ بقدرة الله ، وأعوذ بجلال
الله وأعوذ بعظمة الله ، وأعوذ بجمع الله ، وأعوذ برسول الله ، وأعوذ بأسماء الله ، من
شرِّ ما أحذر ، ومن شرِّ ما أخاف على نفسي » تقول ذلك سبع مرّات ، قال : ففعلت ذلك فأذهب الله عنّي الوحشة ، وأبدلني الاُنس والأمن
.
٣ ـ طب : الحسين بن بسطام ، عن محمّد بن خلف ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء
عن عبد الله بن سنان قال : شكى رجل إلى أبي عبد الله عليهالسلام
كثرة التمنّي والوسوسة فقال : أمرَّ يدك على صدرك ، ثمَّ قل : « بسم الله وبالله ، محمّد رسول الله ، ولا
حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم ، اللّهمَّ امسح عنّي ما أحذر » ثمَّ أمرَّ يدك
على بطنك وقل ثلاث مرّات ، فانَّ الله تعالى يمسح عنك ويصرف ، قال الرجل : فكنت كثيراً ما أفطع صلاتي ممّا يفسد عليَّ التمنّي والوسوسة ، ففعلت ما أمرني به سيّدي ومولاي ثلاث مرّات ، فصرف الله عنّي ، وعوفيت منه ، فلم اُحسَّ به بعد ذلك
.
١٠٠
«
( باب ) »
*
« ( ما يتعلق بادعية السيف ) » *
١ ـ ق : رقعة السيف وجدت في قائم سيف أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ، وكانت أيضاً في قائم سيف رسول الله صلىاللهعليهوآله وهي « بسم الله الرَّحمن
الرَّحيم ، بالله بالله بالله ، أسئلك يا ملك الملوك الأوَّل القديم الأبديّ ، الّذي
______________________
لا يزول ولا يحول ، أنت الله العظيم ، الكافي كلّ شيء ، المحيط
بكلّ شيء ، اللّهمَّ اكفني باسمك الأعظم الأجلِّ الواحد الأحد الصمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، احجب عنّي شرورهم وشرور الأعداء كلّهم ، وسيوفهم وبأسهم والله من ورائهم محيط ، اللّهمَّ احجب عنّي شرَّ من أرادني بسوء بحجابك الّذي احتجبت به فلم ينظر إليه أحد من شرّ فسقة الجنِّ والانس ، ومن شرِّ سلاحهم ، ومن الحديد ومن شرِّ كلِّ ما نتخوَّف ونحذر ، ومن شرِّ كلِّ شدَّة وبليّة ، ومن شرِّ ما أنت
به أعلم ، وعليه أقدر ، إنّك على كلِّ شيء قدير ، وصلّى الله على محمّد نبيّه وآله
وسلّم تسليماً كثيراً .
١٠١
* ( باب ) *
*
« ( ما يدفع الحرق والهدم ) » *
١ ـ كشف : من كتاب عبد العزيز الجنابذيّ ، عن
جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم السّلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا رأيتم الحريق فكبّروا ، فانَّ الله تعالى يطفيه .
١٠٢
«
باب »
*
« ( الدعاء لمن يخاف السرق أو الهدم أو الحرق ) » *
١ ـ مكا : فيمن يخاف السارق : يقرأ على الحِلَق
والقفل « قُلِ
ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ » إلى آخر السورة .
______________________
١٠٣
* باب *
*
« ( الدعاء لدفع السموم والموذيات والسباع ومعنى السامة ) » *
*
« ( والهامة والعامة واللامة ) » *
١ ـ لي : ابن المتوكّل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ، عن أبي جميلة ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة ، عن عليّ عليهالسلام قال : إنَّ اليهود أتت امرأة منهم يقال لها : عبدة ، فقالوا : يا عبدة قد علمت أنَّ
محمّداً قد هدّ ركن بني إسرائيل ، وهدم اليهوديّة ، وقد غالا الملأ من بني إسرائيل بهذا السمِّ له وهم جاعلون لك جُعلاً على أن تسمّيه في
هذه الشاة ، فعمدت عبدة إلى الشاة فشوَّتها ثمَّ جمعت الرؤساء في بيتها وأتت رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالت : يا محمّد قد
علمت ما توجب لي من حقِّ الجوار وقد حضرني رؤساء اليهود ، فزيّنّي بأصحابك .
فقام
رسول الله صلىاللهعليهوآله ومعه عليٌّ عليهالسلام وأبو دجانة وأبو أيّوب وسهل بن حنيف ، وجماعة من المهاجرين ، فلمّا دخلوا وأخرجت الشاة سدَّت اليهود آنافها بالصوف ، وقاموا على أرجلهم وتوكّؤا على عصيّهم فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : اقعدوا ، فقالوا : إنّا إذا زارنا نبيٌّ لم يقعد منّا أحد ، وكرهنا أن يصل إليه من
أنفاسنا ما يتأذَّى به ، وكذبت اليهود عليها لعنة الله ، إنّما فعلت ذلك مخافة
سورة السمِّ ودخانه .
فلمّا
وضعت الشاة بين يديه ، تكلّم كتفها فقالت : مه محمّد لا تأكلني ، فانّي مسمومة ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله عبدة فقال : ما حملك
على ما صنعت ؟ فقالت : قلت : إن كان نبيّاً لم يضرَّه ، وإن كان كاذباً أو ساحراً أرحت قومي منه ، فهبط جبرئيل عليهالسلام فقال : السلام يقرئك السلام ، ويقول : قل : « بسم الله الّذي يسمّيه به كلُّ مؤمن وبه عزَّ كلُّ مؤمن ، وبنوره الّذي أضاءت به السّموات والأرض ، وبقدرته الّتي
______________________
خصع لها كلُّ جبّار عنيد ، وانتكس كلُّ شيطان مريد ، من
شرِّ السمّ والسحر واللمم بسم العليّ الملك الفرد الّذي لا إله إلّا هو ، وننزِّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة
للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلّا خساراً . » .
فقال
النبيُّ صلىاللهعليهوآله ذلك ، وأمر أصحابه
فتكلّموابه ثمَّ قال : كلوا ثمَّ أمرهم أن يحتجموا .
٢ ـ مع : أبي ، عن محمّد العطّار ، عن الأشعريّ ، عن موسى بن جعفر ، عن
غير واحد من أصحابنا ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه سئل عن قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : « أعوذ بك من شرِّ
السامّة والهامّة والعامّة واللامّة » فقال : السامّة القرابة ، والهامّة هوامُّ الأرض ، واللامّة لمم الشياطين ، والعامّة عامة
الناس .
٣ ـ ل : الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليهالسلام
: من خاف منكم الأسد على نفسه وغنمه ، فليخطَّ عليها خطّة وليقل : « اللّهمَّ ربَّ دانيال والجبِّ ، ربَّ كلّ
أسد مستأسد ، احفظني واحفظ غنمي » .
ومن
خاف منكم العقرب فليقرأ هذه الاٰيات « سَلَامٌ عَلَىٰ
نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ »
.
٤ ـ ص : الصدوق ، عن أحمد بن الحسين ، عن جعفر بن شاذان ، عن جعفر بن عليِّ بن نجيح ، عن إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، عن مصعب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس
قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا أراد حاجة أبعد
في المشي فأتى يوماً وادياً لحاجة فنزع خفّه وقضى حاجته ، ثمَّ توضّأ وأراد لبس خفّه ، فجاء طائر أخضر فحمل الخفَّ فارتفع
به ، ثمَّ طرحه فخرج منه أسود ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هذه كرامة أكرمني الله بها اللّهمَّ إنّي أعوذ بك من شرِّ من يمشي على بطنه ، ومن شرِّ من يشمي على رجلين ، ومن
______________________
شرِّ من يمشي على أربع ، ومن شرِّ كلِّ ذي شرّ ، كلِّ
دابّة أنت آخذ بناصيتها إنَّ ربّي على صراط مستقيم .
٥ ـ يج : روي عن عبد الله بن يحيى الكاهليّ قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : إذا رأيت السبع ما تقول له ؟ قلت : لا أدري قال : إذا لقيته فاقرأ في وجهه آية الكرسيّ ، وقل : « عزمت عليك بعزيمة الله ، وعزيمة رسول الله وعزيمة سليمان ابن داود ، وعزيمة أمير المؤمنين ، الأئمّة من بعده ، إلّا تنحّيت عن طريقنا ، ولم
تؤذنا ، فانّا لا نؤذيك » قال : فنظرت إليه وقد طأطأ رأسه ، وأدخل ذنبه بين رجليه وركب الطريق راجعاً من حيث جاء .
طا : من كتاب الدلائل للنعمانيّ عنه عليهالسلام
مثله .
٦ ـ سن : موسى بن القاسم ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن عطيّة ، عن
عمر ابن يزيد ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من نزل منزلاً يتخوَّف عليه السبع فقال : « أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له
الملك وله الحمد ، بيده الخير ، وعلى كلِّ شيء قدير ، من شرِّ كلّ سبع » أمن من شرِّ ذلك السبع ، حتّى يرحل من ذلك المنزل ، باذن الله ، إن شاء الله
.
٧ ـ سن : ابن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن أبيه قال كان جعدة بن أبي هبيرة يبعثني إلى سورا فذكرت ذلك لأبي الحسن عليهالسلام فقال : ساُعلّمك ما إذا قلته لم يضرَّك الأسد قل : « أعوذ بربِّ دانيال والجبِّ من شرِّ هذا الأسد » ثلاث مرّات ، قال : فخرجت فاذا هو باسط ذراعيه عند الجسر ، فلم يعرض لي ومرَّت بقرات فعرض لهنَّ وضرب بقرة . وقد سمعت أنا من يقول : اللّهمَّ ربِّ دانيال والجبِّ اصرفه عنّي .
______________________
٨ ـ سن : بكر بن صالح ، عن الجعفريّ قال : قال لأبي الحسن عليهالسلام رجلٌ : إنّي صاحب صيد سبع وأبيت بالليل في الخرابات والمكان الوحش ، فقال : إذا دخلت فقل : « بسم الله » وأدخل رجلك اليمنى ، وإذا خرجت فأخرج رجلك اليسرى ، وقل : « بسم الله » فانّك لا ترى مكروهاً إنشاء الله
.
٩ ـ ضا : فاذا رأيت الأسد فكبّر في وجهه ثلاث تكبيرات ، وقل : « الله أعزُّ وأكبر وأجلُّ من كلِّ شيء ، وأعوذ بالله ممّا أخاف وأحذر » فاذا نبحك الكلب فاقرء « يَا
مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ » إلى آخرها ، وإذا
نزلت منزلاً تخاف فيه السبع فقل : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيٌّ لا يموت بيده الخير كلّه ، وهو على كلِّ شيء قدير ، أعوذ بالله من شرِّ كلِّ سبع » وإن خفت عقرباً فقل : « أعوذ بكلمات الله التامّات الّتي لا
يجاوزهنَّ برٌّ ولا فاجر ، من شرِّ كلّ ذي شرّ بشرّه ، ومن شرِّ ما ذرأ وبرأ ، ومن شرّ كلّ دابّة هو آخذ بناصيتها إنَّ ربّي على صراط مستقيم .
١٠ ـ طب : عليُّ بن عروة الأهوازيُّ ، عن الديلميّ
، عن داود الرَّقيّ عن موسى بن جعفر عليهالسلام قال : من كان في سفر
وخاف اللّصوص والسبع فليكتب على عرف دابّته « لَّا
تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ » فانّه يأمن باذن الله عزَّ وجلَّ ، قال
داود الرَّقيّ : فحججت فلمّا كنّا بالبادية جاء قوم من الأعراب فقطعوا على القافلة وأنا فيهم ، فكتبت على عرف جملي « لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ » فو الّذي بعث محمّداً
صلّى الله عليه وآله بالنبوَّة وخصّه بالرسالة وشرَّف أمير المؤمنين بالامامة ،
ما نازعني أحد منهم ، أعماهم الله عنّي .
١١ ـ طب : عن أبي حمزة الثماليّ ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : عوِّذ نفسك
______________________
من الهوامّ بهذه الكلمات « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ،
بسم الله وبالله ، محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، أعوذ بعزَّة الله ، أعوذ بقدرة الله على ما يشاء من شرِّ كلِّ
هامّة تدبُّ بالليل والنهار ، إنَّ ربّي على صراط مستقيم .
١٢ ـ طب : محمّد بن الأسود العطّار ، عن محمّد بن
عيسى ، عن فضالة ، عن إبراهيم ابن الحسين ، عن أبيه الحسين بن يحيى قال : لدغتني قملة النسر
ودخلت في جلدي فأصابني وجع شديد ، فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله عليهالسلام
فقال : ضع يدك على الموضع الّذي يوجعك فامسحه ، ثمَّ ضع يدك على موضع سجودك إذا فرغت من صلاة الفجر وقل : « بسم لله وبالله ، محمّد رسول الله ، صلىاللهعليهوآله » ثمَّ ترفع يدك فتضعها على موضع الداء وتقول : « اشف يا شافي لا شفاء إلّا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً » تقول ذلك سبع مرّات .
١٣ ـ طب : للنمل : تدقُّ الكراويا ، وتلقي في جُحر
النمل ، وتكتب في شيء وتعلّق في زوايا الدار « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاٰخر وبالنبيّين وما اُنزل إليهم ، فأسألكم بحقِّ الله وبحقِّ نبيّكم ونبيّنا
وما اُنزل عليهما إلّا تحوَّلتم عن مسكننا » .
١٤ ـ أقول : أوردنا في باب جوامع معجزات الرسول صلىاللهعليهوآله عن تفسير الامام عليه السّلام أنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله وضع يده على الذراع
المسمومة ، ونفث فيه ، وقال : « بسم الله الشافي ، بسم الله الكافي ، بسم الله المعافي ، بسم الله الّذي لا يضرُّ
مع اسمه شيء ولا داء في الأرض ولا في السماء ، وهو السميع العليم » ثمَّ قال : كلوا على
اسم الله ، فأكل رسول الله صلىاللهعليهوآله وأكلوا حتّى شبعوا
ولم يضرَّهم شيئاً .
١٥ ـ مكا : عن أبي جعفر عليهالسلام قال : من قال هذه الكلمات فأنا ضامن أن
______________________
(٣) طب الائمة ص
١٢٠ .
لا يصيبه عقرب ولا هامّة حتّى يصبح « أعوذ بكلمات الله
التامّات الّتي لا يجاوزهنَّ برٌّ ولا فاجر ، من شرِّ ما ذرأ ، ومن شرِّ ما برأ ، ومن شرِّ كلِّ دابّة هو آخذ
بناصيتها إنَّ ربّي على صراط مستقيم » .
كان
أبو الحسن الرضا عليهالسلام إذا نظر إلى هذه
الكوكب الّذي يقال لها : السُّهي في بنات نعش قال : « اللّهمَّ ربَّ هود بن اُسيّة آمنّي شرَّ كلِّ عقرب
وحيّة » قال : وكان يقول : من تعوَّذ بها ثلاث مرّات حين ينظر إليها باللّيل لم يصبه عقرب ولا حيّة .
آخر
لأبي عبد الله عليهالسلام : قال له إسحاق بن
عمّار : إنّي خفت العقارب ، فقال له : انظر إلى بنات نعش الكواكب الثلاثة الأوسط منها بجنبه كوكب صغير قريب منه ، تسمّيه العرب السُّهي ، ونسمّيه نحن أسلم ، تحدُّ النظر إليه كلَّ ليلة ، وقل ثلاث مرّات « اللّهمَّ ربَّ أسلم صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وعجّل
فرجهم وسلّمنا من شرِّ كلِّ ذي شرّ » قال إسحاق : فما تركته في دهري إلّا مرَّة فضربني العقرب .
دعوات الراوندي : مثله وفيه أحدَّ النظر إليه ثلاثاً
وليس فيه من شرِّ كلِّ ذي شرّ .
١٦ ـ مكا : عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من خاف الأسد على نفسه أو على
غنمه فليخطَّ عليها بخطّ وليقل « اللّهم ربَّ دانيال والجبّ ، وربَّ كلِّ أسد مستأسد احفظني واحفظ عليَّ غنمي » .
عن
النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال لعليّ : يا
عليٌّ إذا رأيت أسداً أو اشتدَّ بك أمر فكبّر ثلاثاً وقل « الله أكبر وأجلُّ وأعزُّ وأعظم من كلِّ شيء ، وأكبر وأعزُّ من خلقه ، وأقدر ، أعوذ بالله من شرِّ ما أخاف وأحذر » تكف سوءه إنشاء الله تعالى
.
فيمن
يخاف الكلاب والسباع فليقل « قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ
______________________
أَيَّامَ اللَّـهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا
بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ، وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ، وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن
يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا
يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ
كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ » .
للعقارب
والحيّات : عن الصادق عليهالسلام قال : يقرء عند المساء
« بسم الله وبالله وصلّى الله على محمّد وآله ، أخذت العقارب والحيّات كلّها باذن الله تبارك وتعالى بأفواهها ، وأذنابها وأسماعها وأبصارها وقواها عنّي وعمّن أحببت إلى ضحوة النهار إن شاء الله تعالى » .
اُخرى
: عنه عليهالسلام أيضاً « بسم الله
وبالله ، توكّلت على الله ، ومن يتوكّل على الله فهو حسبه ، إنَّ الله بالغ أمره ، اللّهمَّ اجعلني في كنفك وفي جوارك ، واجعلني في حفظك واجعلني في أمنك » .
اُخرى
: عنه عليهالسلام أيضاً قال : أتي
رسول الله قوم يشكون العقارب ، وما يلقون منها فقال : قولوا إذا أصبحتم وأمسيتم « أعوذ بكلمات الله التامّات كلّها الّتي لا
يجاوزهنَّ برٌّ ولا فاجر ، الّذي لا يخفر جاره ، من شرِّ ما ذرأ ، ومن شرِّ ما برأ ، ومن شرِّ
الشياطين وشركه ، ومن شرِّ كلِّ دابّة هو آخذ بناصيتها إنَّ ربّي على صراط مستقيم » سبع مرّات .
وقالوا
أبو جعفر عليهالسلام : من قال هذه
الكلمات حين يمسي فأنا ضامن أن لا يصيبه عقرب ولا هامّة حتّى يصبح .
رقية
الحيّات : رقية سليمان النبيّ صلىاللهعليهوآله على نبيّنا محمّد
وآله وعليه « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، خاتم سليمان بن داود اح اح وملائكه هبوا سبوا ماروا دار وإذا قوى فوادى مريم هندبا بسم الله خاتم وبالله الخاتم » تقرأ ثلاثاً فانّها تقف
وتخرج لسانها ، فخذها عند ذلك .
______________________
وإذا
أردت أن لا تدخل الحيّة منزلك تكتب أربع رقاع ، وتدفن في زوايا بيتك « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم هجه ومهجه ويهودمحنا واطرد »
.
رقية
للعقرب : يكتب بكرة يوم الخامس من اسفندار مذماه ، ويكون على وضوء ولا يتكلّم حتّى يفرغ من الكتابة ، ويحفظه ولا تلدغه عقرب « بسم الله سجّه سجّه قرنيّه برنيّه ملحه بحرقعيا برقعيا تعطا قطعه » .
تروى
هذه الرقية للحية : عن النبيِّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : تكتبه
وتضعه في شقّ حائط البيت فانّه يسقط ، وينشقُّ بنصفين .
وقال
إبراهيم النخعي : لسعتني حيّة على عنقي فرقاني الأسود بن يزيد فبرأت .
رقية
للبراغيث : يقول : أيّها الاسود الوثّاب الّذي لا يبالي غلقاً ولا باباً عزمت عليك باُمّ الكتاب أن لا تؤذيني ولا أصحابي إلى أن ينقضي الليل ، ويجيىء الصبح بما جاء به والّذي تعرفه إلى أن يؤب الصبح بما آب
.
١٧ ـ دعوات الراوندي : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنَّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لسعته العقرب ، وهو قائم يصلّي ، فقال : لعن الله العقرب ، لو ترك أحداً لترك هذا المصلّي
يعني نفسه صلّى الله عليه وآله ، ثمَّ دعا بماء وقرأ عليه الحمد والمعوَّذتين
ثمّ جرع منه جرعاً ثمّ دعا بملح ودافه في الماء وجعل يدلك صلّى الله عليه وآله ذلك
الموضع حتّى سكن .
ولما
ركب نوح عليهالسلام في السفينة أبي أن
يحمل العقرب معه ، فقال : عاهدتك أن لا ألسع أحداً يقول « سلام على محمّد وآل محمّد وعلى نوح في العالمين » .
______________________
١٠٤
(
باب )
*
« ( الدعاء لدفع الجن والمخاوف وام الصبيان ) » *
*
« ( والصرع والخبل والجنون ) » *
١ ـ ما : الفحّام ، عن المنصوري ، عن عمِّ أبيه ، عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عليهمالسلام قال : دخل أشجع
السلميّ على الصادق عليهالسلام وقال : يا سيّدي أنا
كثير الأسفار ، وأحصل في المواضع المفزعة ، فتعلّمني ما آمن به على نفسي ، قال : فإذا خفت أمراً فاترك يمينك على اُمِّ رأسك ، واقرء برفيع صوتك « أَفَغَيْرَ
دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا
وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ » قال أشجع : فحصلت في واد نعتت فيه الجنُّ فسمعت قائلاً يقول خذوه ، فقرأتها فقال قائل : كيف نأخذه وقد احتجز بآية طيّبة .
٢ ـ س : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا تغوَّلت
الغيلان فأذِّنوا بأذان الصلاة .
٣ ـ طب : عبد الله بن زهير العابد وكان من زهّاد الشيعة ، عن عبد الله
بن الفضل النوفلي ، عن أبيه قال : شكى رجل إلى أبي عبد الله الصادق عليهالسلام فقال : إنَّ لي صبيّاً ربما أخذه ريح اُمِّ الصبيان ، فآيس منه لشدَّة ما يأخذه ، فان رأيت يا ابن
رسول الله أن تدعو الله عزَّ وجل له بالعافية ، قال : فدعا الله عزَّ وجلَّ له ، ثمَّ
قال : اكتب له سبع مرّات الحمد بزعفران ومسك ، ثمَّ اغسله بالماء ، وليكن شرابه منه شهراً واحداً ، فانّه يعافى منه ، قال : ففعلنا به ليلة واحدة ، فما عادت إليه
و استراح واسترحنا .
وعنه
عليهالسلام أنّه قال : ما قرىء
سورة الحمد على وجع من الأوجاع سبعين مرَّة
______________________
إلّا سكن باذن الله تعالى .
٤ ـ طب : إبراهيم بن المنذر الخزاعيّ ، عن أحمد بن محمّد بن أبي بصير ،
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : تعوَّذ
المصروع ، وتقول : « عزمت عليك يا ريحُ بالعزيمة الّتي عزم بها عليُّ بن أبي طالب عليهالسلام [ رسول ] رسول الله صلىاللهعليهوآله على جنِّ وادي
الصبرة فأجابوا وأطاعوا لمّا أجبت وأطعت وخرجت عن فلان بن فلانة الساعة
.
٥ ـ طب : عثمان بن سعيد القطّان ، عن سعدان بن مسلم ، عن محمّد بن
إبراهيم قال : دخل رجل إلى أبي عبد الله عليهالسلام وقد عرض له خبل فقال
له أبو عبد الله عليهالسلام : ادع بهذا الدعاء إذا أويت إلى فراشك « بسم الله وبالله آمنت بالله ، وكفرت
بالطاغوت اللّهمَّ احفظني في منامي ويقظتي ، أعوذ بعزَّة الله وجلاله ، ممّا أجد وأحذر » قال
الرجل : ففعلته فعوفيت باذن الله تعالى .
وعنه
عليهالسلام أنّه قال : من أصابه
الخبل فليعوِّذ نفسه ليلة الجمعه بهذه العوذة النافعة الشافية ثمَّ ذكر نحو الحديث الأوَّل وقال : لا يعود إليه أبداً ، وليفعل
ذلك عند السحر بعد الاستغفار وفراغه من صلاة اللّيل
.
٦ ـ طب : جعفر بن حنان الطائي ، عن محمّد بن عبد الله بن مسعود ، عن
ابن مسكان ، عن الحلبيّ قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام
لرجل من أوليائه ، وقد سأله الرجل فقال : يا ابن رسول الله إنَّ لي بُنيّة وأنا أرقُّ لها واُشفق عليها ، وإنّها
تفزع كثيراً ليلاً ونهاراً ، فان رأيت أن تدعو الله بالعافية ، قال : فدعا لها ثمَّ قال : مرها
بالفصد فانّها تنتفع بذلك .
وعن
أبي جعفر محمّد الباقر عليهماالسلام أنّه شكى إليه رجل
من المؤمنين فقال : يا ابن رسول الله إنَّ لي جارية يتعرَّض لها الأرواح ، فقال : عوِّذها بفاتحة
الكتاب
______________________
والمعوَّذتين عشراً عشراً ثمَّ اكتبه لها في جام بمسك
وزعفران ، فاسقها إيّاه ، يكون في شرابها ووضوئها وغسلها ففعلت ذلك ثلاثة أيّام فذهب الله به عنها .
٧ ـ طب : محمّد بن بكير ، عن صفوان بن اليسع ، عن المنذر بن هامان ، عن
محمّد بن مسلم وسعد المولى قالا : قال أبو عبد الله عليهالسلام
: إنَّ عامّة هذه الأرواح من المُرَّة الغالبة ، أو الدَّم المحترق ، أو بلغم غالب ، فليشتغل الرجل بمراعاة
نفسه قبل أن يغلب عليه شيء من هذه الطبائع فيهلكه .
وعن
أبي الحسن الرضا عليهالسلام أنّه رأى مصروعاً
فدعا له بقدح فيه ماء ثمَّ قرأ عليه الحمد والمعوَّذتين ، ونفث في القدح ، ثمَّ أمر فصبَّ الماء على رأسه ووجهه فأفاق ، وقال له : لا يعود إليك أبداً .
٨ ـ طب : المظفّر بن محمّد بن عبد الرَّحمان ، عن ابن أبي نجران ، عن
سليمان ابن جعفر ، عن إبراهبم بن أبي يحيى المدنيّ ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من رمي أو رمته الجنُّ فليأخذ الحجر الّذي رمي به ، فليرم من حيث رمي ، وليقل « حسبي الله وكفى ، وسمع الله لمن دعى ، ليس وراء الله منتهى » .
وقال
صلىاللهعليهوآله : أكثروا من الدواجن
في بيوتكم تتشاغل بها الشياطين عن صبيانكم .
٩ ـ طب : أبو عبيدة بن محمّد بن عبيد ، عن أبيه ، عن النضر ، عن اليسر
، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنَّ رجلاً
قال له : يا ابن رسول الله إنَّ لي جارية يكثر فزعها في المنام . وربّما اشتدَّ بها الحال ، فلا تهدأ ويأخذها خدر في عضدها وقد رآها
بعض من يعالج فقال : إنَّ بها مسٌّ من أهل الأرض ، وليس يمكن علاجها . فقال عليه السلام : مرها بالفصد ، وخذ لها ماء الشبت المطبوخ بالعسل ، وتسقى ثلاثة أيّام
______________________
قال : ففعلت ذلك فعوفيت باذن الله عزَّ وجلَّ .
١٠ ـ مكا : للصرع : « وَمَا لَنَا أَلَّا
نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّـهِ » الاٰية .
لفزع الصبيان : ـ إذا زلزلت » السورة « فَضَرَبْنَا
عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا
ـ إلى قوله ـ أَمَدًا »
وآية شَهِدَ
اللَّـهُ
و « قُلِ ادْعُوا
اللَّـهَ
» إلى آخر السورة [ «
لَقَدْ جَاءَكُمْ
» إلى آخر السورة ] وَمَن
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ
.
١١ ـ نقل من خط الشهيد رحمه الله عن عبد الرَّحمن إنَّ
الشياطين تحدَّرت على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله من الجبال والأودية
معهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق رسول الله صلىاللهعليهوآله ففزع منهم ، فأتاه
جبرئيل عليهالسلام فقال : يا محمّد قل !
قال : وما أقول ؟ قال : قل : « أعوذ بكلمات الله التامّات ، التي لا يجاوزهنَّ برٌّ ولا
فاجر ، من شرِّ ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شرِّ ما ينزل من السماء ، ومن شرِّ ما يعرج فيها ، و من شرِّ ما يلج في الأرض ، ومن شرِّ ما يخرج منها ، ومن شرِّ فتن اللّيل والنهار وشرِّ الطوارق ، إلّا طارقاً يطرق بخير ، يا رحمن » قال : فطفئت وهزمهم الله عزَّ وجلَّ .
١٢ ـ دعوات الراوندي : كتب إلى أبي الحسن العسكريّ عليهالسلام بعض مواليه في صبيّ له يشتكي ريح اُمِّ الصبيان ، فقال : اكتب في رقّ وعلّقه عليه ، ففعل
فعوفي باذن الله ، والمكتوب هذا « بسم الله العليِّ العظيم الحليم الكريم ، القديم الّذي
لا يزول
______________________
أعوذ بعزَّة الحيّ الّذي لا يموت من شرِّ كلِّ حيِّ يموت
» .
١٣ ـ كتاب زيد الزراد : قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام فقلت : الجنُّ يخطفون الانسان ؟ فقال : ما لهم إلى ذلك سبيل لمن يكلّم بهذه الكلمات إذا أمسى وأصبح « يَا
مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ، لا سلطان لكم عليَّ ولا على داري ، ولا
على أهلي ولا على ولدي ، يا سكّان الهواء ، ويا سكّان الأرض ! عزمت عليكم بعزيمة الله الّتي عزم بها أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب عليه السلام على جنِّ وادي الصبرة
أن لا سبيل لكم عليَّ ولا على شيء من أهل حزانتي يا صالحي الجنِّ يا مؤمني الجنِّ عزمت عليكم بما أخذ الله عليكم من الميثاق بالطاعة لفلان بن فلان حجّة الله على جميع البريّة والخليقة » وتسمّي صاحبك « أن تمنعوا عنّي شرَّ فسقتكم حتّى لا يصلوا
إليَّ بسوء ، أخذت بسمع الله على أسماعكم ، وبعين الله على أعينكم ، وامتنعت بحول الله وقوَّته على حبائلكم ومكركم إن تمكروا يمكر الله بكم ، وهو خير الماكرين .
وجعلت
نفسي وأهلي وولدي وجميع حزانتي في كنف الله وستره ، وكنف محمّد ابن عبد الله رسول الله صلىاللهعليهوآله وكنف أمير المؤمنين
عليِّ بن أبي طالب صلوات الله عليه استترت بالله وبهما ، وامتنعت بالله وبهما ، واحتجبت بالله وبهما ، من شرِّ فسقتكم
ومن شرِّ فسقة الانس والعرب والعجم ، فان تولّوا فقل حسبي الله لا إله إلّا هو
عليه توكّلت وهو ربُّ العرش العظيم .
لا
سبيل لكم ولا سلطان ، قهرت سلطانكم بسلطان الله ، وبطشكم ببطش الله وقهرت مكركم وحبائلكم وكيدكم ورجلكم وخيلكم وسلطانكم وبطشكم بسلطان الله ، وعزِّه وملكه وعظمته ، وعزيمته الّتي عزم بها أمير المؤمنين عليهالسلام على جنِّ وادي الصبرة ، لمّا طغوا وبغوا وتمرَّدوا ، فأذعنوا له صاغرين من بعد قوَّتهم ، فلا
سلطان لكم ولا سبيل ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم .
ومنه
قال : حججنا سنة فلمّا صرنا في خرابات المدينة بين الحيطان افتقدنا رفيقاً لنا من إخواننا فطلبناه فلم نجده ، فقال لنا الناس بالمدينة : إنَّ صاحبكم
اختطفته الجنُّ فدخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وأخبرته بحاله ، وبقول أهل المدينة فقال لي : اخرج إلى المكان الّذي اختطف أو قال : افتقد فقل بأعلى صوتك « يا صالح ابن عليّ إنَّ جعفر بن محمّد يقول لك : أهكذا عاهدت وعاقدت الجنَّ عليُّ بن أبي
طالب اطلب فلاناً حتّى تؤدِّيه إلى رفقائه ، ثمَّ قال : « يا معشر الجنِّ عزمت عليكم
بما عزم عليكم عليُّ بن أبي طالب لمّا خلّيتم عن صاحبي وأرشدتموه إلى الطريق » .
قال
: ففعلت ذلك فلم ألبث إذا بصاحبي قد خرج عليَّ من بعض الخرابات فقال : إنَّ شخصاً ترائا لي ما رأيت صورة إلّا وهو أحسن منها ، فقال : يا فتى أظنّك
تتولّى آل محمّد ؟ فقلت : نعم ، فقال : إنَّ ههنا رجل من آل محمّد هل لك أن تؤجر وتسلّم عليه ؟ فقلت : بلى ، فأدخلني بين هذه الحيطان ، وهو يمشي أمامي فلمّا أن سار غير بعيد ، نظرت فلم أر شيئاً وغشي عليَّ ، فبقيت مغشيّاً عليَّ لا أدري
أين أنا من أرض الله ، حتّى كان الاٰن ، فاذا قد أتاني آت وحملني حتّى أخرجني إلى الطريق .
فأخبرت
أبا عبد الله عليهالسلام بذلك فقال : ذلك
الغوّال أو الغول ، نوع من الجنِّ يغتال الانسان فإذا رأيت الشخص الواحد فلا تسترشده وإن أرشدكم فخالفوه ، وإذا رأيته في خراب وقد خرج عليك أو في فلاة من الأرض فأذِّن في وجهه ، وارفع صوتك وقل : « سبحان الله الّذي جعل في السماء نجوماً رجوماً للشياطين ، عزمت عليك يا
خبيث بعزيمة الله الّتي عزم بها أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ، ورميت
بسهم الله المصيب الّذي لا يخطىء ، وجعلت سمع الله على سمعك وبصرك وذلّلتك بعزَّة الله ، وقهرت سلطانك بسلطان الله ، يا خبيث لا سبيل لك عليَّ » فانّك تقهره
إن شاء الله ، وتصرفه عنك .
فاذا ضللت الطريق فأذِّن بأعلى صوتك وقل « يا سيّارة الله دلّونا على الطريق يرحمكم الله ، أرشدونا يرشدكم الله » فان أصبت وإلّا فناد يا عتاة الجنِّ ، ويا مردة الشياطين ، أرشدوني ودلّوني على الطريق وإلّا أسرعت لكم بسهم الله المصيب إيّاكم عزيمة عليّ بن أبي طالب ، يا مردة الشياطين إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات
والأرض فانفذوا لا تنفذون إلّا بسلطان مبين ، الله
غالبكم بجنده الغالب ، وقاهركم بسلطانه القاهر ، ومذلّلكم بعزِّه المتين ، فان تولّوا فقل حسبي الله لا إله إلّا
هو عليه توكّلت وهو ربُّ العرش العظيم ، وارفع صوتك بالأذان ترشد ، وتصب الطريق إن شاء الله .
١٠٥
*
( باب ) *
*
« ( الادعية لقضاء الحوائج وفيه أدعية الالحاح ) » *
*
« ( أيضاً وما يناسب ذلك من الادعية ) » *
١ ـ أقول : قد مرَّ في خبر الأعرابي والناقة أنَّ
أمير المؤمنين رأى الأعرابيَّ متعلّقاً بأستار الكعبة ، وهو يقول : « يا صاحب البيت ، البيت بيتك ، والضيف ضيفك ولكلِّ ضيف من ضيفه قرى ، فاجعل قراي منك الليلة المغفرة » فقال أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه : أما تسمعون كلام الأعرابيّ ؟ قالوا : نعم ، فقال : الله
أكرم من أن يردَّ ضيفه ، قال : فلمّا كان اللّيلة الثانية وجده متعلّقاً بذلك الركن ، وهو
يقول : يا عزيزاً في عزَّتك ، فلا أعزَّ منك في عزِّك ، أعزّني بعزِّ عزِّك في عزّ
لا يعلم أحد كيف هو أتوجّه إليك وأتوسّل إليك بحقِّ محمّد وآل محمّد عليك ، أعطني ما لا
يعطيني أحد غيرك واصرف عنّي ما لا يصرفه أحد غيرك .
قال
: فقال أمير المؤمنين عليهالسلام لأصحابه : هذا والله
الاسم الأكبر بالسريانيّة أخبرني به حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله سأله الجنّة فأعطاه
، وسأله صرف النار وقد صرفها عنه ، قال : فلمّا كان اللّيلة الثالثة وجده وهو متعلّق بذلك الركن وهو يقول : « يا من لا يحويه مكان ، ولا يخلو منه مكان ، بلا كيفيّة كان ، ارزق الأعرابيَّ
أربعة ألف درهم » .
٢ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة قال : قال للصادق عليهالسلام قائل : علّمني دعاء
______________________
فقال له : أين أنت من دعاء الالحاح ، فقال له الطالب :
وما دعاء الالحاح ؟ فقال له : تقول « اللّهمَّ ربّ السّموات السبع وما فيهنَّ ، وربّ الأرضين السبع وما فيهنّ ، وربَّ العرش العظيم ، وربّ محمّد خاتم النبيّين ، أسئلك باسمك الّذي به تقوم السماء ، وبه
تقوم الأرض ، وبه تفرّق الجمع ، وبه تجمع المُتفرِّق ، وبه تَرزقُ الأحياء وبه أحصيت
عدد الثرى والرَّمل وورق الأشجار ، وقَطر البُحور ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد » وتسأل
حاجتك وألحَّ في الطلب فانّه يحبُّ إلحاح الملحّين من عباده المؤمنين .
قال
: وقال أبو عبد الله عليهالسلام : وهذا من دعاء
الالحاح ، وهذا منه « يا من لا يحجبه سماء عن سماء ، ولا أرض عن أرض ، ولا جنب عن قلب ، ولا ستر عن كنّ ولا جبل عمّا في أصله ، ولا بحر عمّا في قعره ، يا من لا تشتبه عليه الأصوات ، ولا
تغلبه كثرة الحاجات ، ولا يبرمه إلحاح الملحّين ، صلِّ على محمّد وآل محمّد » ثمَّ سل جاحتك .
٣ ـ ل : هاني بن محمود بن هاني ، عن أبيه ، عن محمّد بن محمّد بن
الحسن عن عبدوس بن محمّد ، عن منصور بن أسد ، عن أحمد بن عبد الله ، عن إسحاق بن يحيى ، عن خصيف بن عبد الرَّحمان ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : أقبل عليُّ بن أبي طالب عليهالسلام إلى النبيِّ صلىاللهعليهوآله فسأله شيئاً فقال
النبيُّ : يا عليُّ والّذي بعثني بالحقِّ نبيّاً ما عندي قليل ولا كثير ، ولكنّي اُعلّمك شيئاً أتاني
به جبرئيل خليلي ، فقال : يا محمّد هذه هديّة لك من عند الله عزَّ وجلَّ أكرمك الله
بها لم يعطها أحداً قبلك من الأنبياء وهي تسعة عشر حرفاً لا يدعو بهنَّ ملهوف ولا مكروب ولا محزون ولا مغموم ، ولا عند سرق ولا حرق ، ولا يقولهنَّ عبد يخاف سلطاناً إلّا فرَّج الله عنه ، وهي تسعة عشر حرفاً أربعة منها مكتوبة على جبهة
إسرافيل وأربعة منها مكتوبة على جبهة ميكائيل ، وأربعة مكتوبة حول العرش ، وأربعة منها مكتوبة على جبهة جبرئيل ، وثلاثة منها حيث شاء الله .
فقال
عليُّ بن أبي طالب عليهالسلام : كيف يدعو بها يا
رسول الله ؟ قال : قل « يا عماد
______________________
من لا عماد له ، ويا ذخر من لا ذخر له ، ويا سند من لا
سند له ، ويا حرز من لا حرز له ، ويا غياث من لا غياث له ، ويا كريم العفو ، ويا حسن البلاء ، ويا عظيم الرجاء ، يا عزَّ
الضعفاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى ، يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل ، أنت الّذي سجد
لك سواد الليل ، ونور النهار ، وضوء القمر ، وشعاع الشمس ، ودويُّ الماء ، وحفيف الشجر
يا الله يا الله يا الله ، أنت وحدك لا شريك لك » ثمَّ قل : اللّهمَّ افعل بي كذا
وكذا فانّك لا تقوم من مجلسك حتّى يستجاب لك إنشاء الله . قال أحمد بن عبد الله : قال أبو صالح : لا تعلّموا السفهاء ذلك .
٤ ـ ما : الفحّام ، عن المنصوريّ ، عن عمِّ أبيه قال : قلت للامام عليِّ
بن محمّد عليهماالسلام علّمني يا سيّدي
دعاء أتقرَّب إلى الله عزَّ وجلَّ به ، فقال لي : هذا دعاء كثيراً ما أدعو به ، وقد سألت الله عزَّ وجلَّ أن لا يخيّب من دعا به في مشهدي
بعدي وهو : « يا عدَّتي عند العدد ، ويا رجائي والمعتمد ، ويا كهفي والسند ، ويا واحد
يا أحد ويا قل هو الله أحد ، أسألك اللّهمَّ بحقِّ من خلقته من خلقك ، ولم تجعل في خلقك مثلهم أحداً ، صلِّ على جماعتهم وافعل بي كذا وكذا »
.
دعوات الراوندي : عن الشيخ أبي جعفر النيسابوريّ ، عن
الشيخ أبي عليّ عن والده شيخ الطائفة ، عن الفحّام مثله .
أقول : سيأتي باسناد آخر في أبواب الزيارات .
٥ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن الحسن بن إبراهيم بن حبيب ، عن الحسن بن محمّد بن عبد الواحد ، عن الحسن بن الحسين ، عن عليِّ بن القاسم الكنديّ عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن عليّ ، عن آبائه ، عن عليِّ بن أبي طالب عليهمالسلام قال : كان النبيُّ صلىاللهعليهوآله إذا نزل به كرب أو
همٌّ دعا « يا حيُّ يا قيّوم ، يا حيّاً لا يموت لا إله إلّا أنت كاشف الهمّ ، مجيب دعوة المضطرّين ، أسألك بأنَّ لك الحمد لا إله إلّا أنت المنّان ، بديع السّموات والأرض ، ذو الجلال والاكرام ، رحمن الدُّنيا
______________________
والاٰخرة ، ورحيمهما ، ارحمني رحمة تغنيني بها عن
رحمة من سواك ، يا أرحم الراحمين » قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما دعا أحد من المسلمين بهذه ثلاث
مرّات إلّا اُعطي مسئلته إلّا أن يسأل مأثماً أو قطيعة رحم .
أقول : قد أوردنا بعض ما يناسب الباب في باب أدعية الفرج .
٦ ـ سن : جعفر بن محمّد الأشعريّ ، عن القدّاح ، عن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام عن عبد الله بن جعفر قال : قال لي عمّي عليُّ بن أبي طالب : ألا أحبوك كلمات والله
ما حدَّثت بها حسناً ولا حسيناً ، إذا كانت لك إلى الله حاجة تحبُّ قضاها فقل : « لا
إله إلّا الله الحليم الكريم ، لا إله إلّا الله العليُّ العظيم ، سبحان الله ربّ السّموات
السبع وما فيهنَّ وما بينهنَّ وربّ العرش العظيم ، والحمد لله ربِّ العالمين ، اللّهمَّ
إنّي أسئلك بأنّك ملك مقتدر ، وأنت على كلِّ شيء قدير ، ما تشاء من كلِّ شيء يكون » ثمَّ تسأل حاجتك .
٧ ـ غط : أحمد بن عليّ الرازيّ ، عن عليِّ بن عائذ الرازيّ ، عن الحسن ابن وجناء النصيبي ، عن أبي نعيم محمّد بن أحمد الأنصاريّ ، عن القائم صلوات الله عليه قال : كان أبو عبد الله عليهالسلام يقول في دعاء
الالحاح : « اللّهمَّ إنّي أسئلك باسمك الّذي به تقوم السّماء ، وبه تقوم الأرض ، وبه تفرِّق بين الحقّ والباطل ، وبه تجمع بين المتفرّق ، وبه تفرِّق بين المجتمع ، وبه أحصيت عدد الرّمال ، وزنة الجبال وكيل البحار أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا
.
أقول : أوردنا تمام الخبر بأسانيد جمّة في باب من رأى القائم عليهالسلام وباب دعوات الأئمّة عليهم السّلام .
______________________
٨ ـ ضا : إذا كان لك إلى رجل حاجة فقل : « خيرك بين عينيك ، وشرُّك تحت قدميك ، فأنا أستعين بالله عليك » تقول : ذلك مراراً .
٩ ـ قب : الكلوا ذانيّ في الأمالي وعمر الولا في الوسيلة : جاء في حديث
الليث ابن سعد أنّه رأى رجلاً جالساً على أبي قبيس ، وهو يقول : « يا ربِّ يا ربّ » حتّى
انقطع نفسه ، ثمَّ قال : « يا أرحم الرّاحمين » حتّى انقطع نفسه ، ثمَّ قال : « يا ربّاه
يا ربّاه » حتّى انقطع نفسه ، ثمَّ قال : « يا الله يا الله » حتّى انقطع نفسه ، ثمَّ قال : «
يا حيُّ يا حيُّ » حتّى انقطع نفسه ، ثمَّ قال : « يا رحيم يا رحيم » حتّى انقطع نفسه ثمَّ
قال : « يا أرحم الراحمين » حتّى انقطع نفسه ، سبع مرّات ، ثمَّ قال : « اللّهمَّ إنّي
أشتهي من هذا العنب فأطعمنيه اللّهمَّ وإنَّ بُرداي قد خلقا ، فاكسني » .
قال
الليث : فو الله ما استتمَّ كلامه حتّى نظرت إلى سلّة مملوءة عنباً وليس على وجه الأرض يومئذ عنبة ، وبُردين مصبوغين ، فقربت منه وأكلت معه ، ولبس البردين ثمَّ نزلنا فلقي فقيراً فأعطاه برديه الخلقين ، ثمَّ انصرف ، فسألت عنه فقيل : هذا جعفر الصّادق .
أقول : رواه في كشف الغمّة عن محمّد بن طلحة وغيره بأسانيد ، وفيه
فقال : « يا ربِّ يا ربِّ » حتّى انقطع نفسه ، ثمَّ قال : « ربِّ ربِّ » حتّى انقطع نفسه
، ثمَّ قال : « يا الله يا الله » حتّى انقطع نفسه إلى آخر الدُّعاء
.
١٠ ـ مكا : من دعاء أمير المؤمنين عليهالسلام في الحاجة « لا إله إلّا الله وحده لا
شريك له ، الحليم الكريم ، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، العليُّ العظيم ، الحمد
لله الّذي بنعمته تتمُّ الصالحات ، يا هو يا من هو ، هو هو يا من ليس هو إلّا هو يا هو
يا من لا هو إلّا هو .
______________________
أيضاً
في طلب الحاجة : عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أبي إذا
ألمّت به الحاجة يسجد من غير قراءة ولا ركوع ثمَّ يقول : يا أرحم الراحمين سبع مرّات ، وما قالها مؤمن إلّا قال الله جلَّ جلاله : ها أنا ذا أرحم الراحمين ، سل حاجتك
.
قال
النبيُّ صلىاللهعليهوآله لعليّ : يا عليُّ
إذا خرجت من منزلك تريد حاجة فاقرء آية الكرسيّ فانَّ حاجتك تقضى إنشاء الله .
عن
الصادق عليهالسلام قال : من ذهب في
حاجة على غير وضوء فلم يقض حاجته فلا يلومنَّ إلّا نفسه .
من
كتاب عيون الأخبار عن الرضا ، عن آبائه ، عن عليّ عليهمالسلام
قال : قال : إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكّر في طلبها يوم الخميس ، وليقرء إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران ، وآية الكرسيّ وإنّا أنزلناه في ليلة القدر ، واُمّ الكتاب فانَّ فيها قضاء حوائج الدُّنيا والاٰخرة
.
في
المهمّات : عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا أصاب
الرجل كربة أو شدَّة فليكشف عن ركبتيه وذراعيه ، وليلصقها بالأرض ، ويلصق جؤجؤه بالأرض ، ثمَّ يدعو
.
آخر
: قال عليٌّ عليهالسلام لابنه : إذا نزل بك
أمر عظيم في دين أو دنيا ، فتوضّأ وارفع يديك وقل : « يا الله يا الله » سبع مرّات فانّه يستجاب لك
.
آخر
: وعن أبي الحسن الأوَّل عليهالسلام : ما من أحد دهمه
أمر يغمّه أو كربته كربة فرفع رأسه إلى السّماء وقال ثلاث مرّات : « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم » إلّا
فرَّج الله كربته ، وأذهب غمّه إنشاء الله تعالى
.
١١ ـ مكا : إذا أردت حاجة فقل : « اللّهمَّ إنّي
أسئلك باسمك الأعلى الأكبر الأعزّ الأجلِّ الأعظم الأكرم أن تفعل بي كذا . فانّه لا يردُّ
.
______________________
١٢ ـ كشف : من كتاب الدلائل للحميريّ عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لمّا قتل الحسين بن عليّ عليهالسلام جاء محمّد بن الحنفيّة
إلى عليِّ بن الحسين فقال له : يا ابن أخي أنا عمّك وصنو أبيك وأسنُّ منك ، فأنا أحقُّ بالامامة والوصيّة ، فادفع إليَّ سلاح
رسول الله ، فقال عليُّ بن الحسين : يا عمِّ اتّق الله ، ولا تدَّع ما ليس لك ، فانّي
أخاف عليك نقص العمر ، وشتات الأمر ، فقال له محمّد بن الحنفيّة : أنا أحقُّ بهذا الأمر
منك ، فقال عليُّ بن الحسين : يا عمِّ فهل لك إلى حاكم نحتكم إليه ؟ فقال : ومن هو
؟ قال : الحجر الأسود .
قال
: فتحاكما إليه فلمّا وقفا عنده قال له : يا عمِّ تكلّم ، فأنت المطالب قال : فتكلّم محمّد بن الحنفيّة فلم يجبه ، قال : فتقدَّم عليُّ بن الحسين فوضع
يده عليه وقال : اللّهمَّ إنّي أسئلك باسمك المكتوب في سرادق البهاء ، وأسئلك باسمك المكتوب
في سرادق العظمة وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق القوَّة ، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق الجلال ، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق السلطان ، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق السرائر ، وأسئلك باسمك الفائق الخبير البصير ، ربّ الملائكة الثمانية ، وربِّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، وربّ محمّد خاتم النبيّين لمّا أنطقت
هذا الحجر بلسان عربيّ فصيح ، يخبر لمن الامامة والوصيّة بعد الحسين بن عليّ ؟
قال
: ثمَّ أقبل عليُّ بن الحسين على الحجر فقال : أسئلك بالّذي جعل فيك مواثيق العباد ، والشهادة لمن وافاك ، إلّا أخبرت لمن الامامة والوصية بعد الحسين ابن عليّ ؟ فتزعزع الحجر حتّى كاد أن يزول من موضعه ، وتكلّم بلسان عربيّ فصيح ، يقول : « يا محمّد سلّم سلّم إنَّ الامامة والوصيّة بعدالحسين لعليِّ بن
الحسين » قال أبو جعفر عليهالسلام : فرجع محمّد بن عليّ
ابن الحنفيّة وهو يقول : بأبى عليّ .
١٣ ـ كشف : من كتاب دلائل الحميريّ عن مولى لأبي
عبد الله عليهالسلام قال : كنّا مع أبي الحسن عليهالسلام حين قدم به البصرة ،
فلمّا أن كان قرب المدائن ركبنا في أمواج كثيرة وخلّفنا سفينة فيها امرأة تزفُّ ، إلى زوجها ، وكانت لهم جلبة
فقال :
______________________
ما هذه الجلبة ؟ قلنا : عروس ، فما لبثنا أن سمعنا صيحة
، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : ذهبت العروس لتغترف ماء فوقع منها سوار من ذهب فصاحت ، فقال : احبسوا وقولوا لملّاحهم تحبس ، فحبسنا وحبس ملّاحهم ، فاتّكأ على السفينة ، وهمس قليلاً وقال : قولوا لملّاحهم يتّزر بفوطة وينزل فيتناول السوار ، فنظرنا فاذا السّوار على وجه الأرض ، وإذا ماء قليل ، فنزل الملّاح ، فأخذ السوار ، فقال : أعطها وقل لها : فلتحمد الله ربّها ، ثمَّ سرنا .
فقال
له أخوه إسحاق : جعلت فداك الدُّعاء الّذي دعوت به علّمنيه قال : نعم ولا تعلّمه من ليس له بأهل ولا تعلّمه إلّا من كان من شيعتنا ، ثمَّ قال : اكتب
فأملأ عليَّ إنشاء :
«
يا سابق كلِّ فوت ، يا سامعاً لكلِّ صوت قويّ أو خفيّ ، يا محيي النفوس بعد الموت ، لا تغشاك الظلمات الحندسيّة ، ولا تشابه عليك
اللّغات المختلفة ولا يشغلك شيء عن شيء ، يا من لا يشغله دعوة داع دعاه من السماء ، يا من له عند كلِّ شيء من خلقه سمع سامع ، وبصر نافذ ، يا من لا تغلّطه كثرة المسائل ، ولا
يبرمه إلحاح الملحّين ، يا حيُّ حين لا حيَّ في ديمومة ملكه وبقائه ، يا من سكن العلى واحتجب عن خلقه بنوره ، ما من أشرقت لنوره دجى الظلم ، أسئلك باسمك الواحد الأحد الفرد الصمد الّذي هو من جميع أركانك صلِّ على محمّد وأهل بيته » ثمَّ سل حاجتك .
١٤ ـ تم : روى أبو محمّد الحسن بن محمّد المقريّ
، عن محمّد بن أحمد المنصوريّ عن عمِّ أبيه موسى بن عيسى بن أحمد ، عن الامام أبي الحسن عليِّ بن محمّد عليهالسلام صاحب العسكر ، عن آبائه عليهمالسلام قال : من قدَّم هذا
الدُّعاء أمام دعائه استجيب له قال : وحدَّثَناه مرَّة اُخرى ، فقال : حدَّثني عمّي ، عن يزيد بن داود ، عن إبراهيم بن عبد الله الكجيّ ، عن عاصم النبيل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : من أحبَّ أن لا يردُّ
______________________
دعاؤه فليقدِّم هذا الدُّعاء أمام دعائه ، وهو « ما شاء
الله توجّهاً إلى الله ، ما شاء الله تعبّداً لله ، ما شاء الله تلطّفاً لله ، ما شاء الله تذلّلاً لله ، ما شاء الله
استنصاراً بالله ، ما شاء الله استكانة لله ، ما شاء الله تضرُّعاً إلى الله ، ما شاء الله استعانة بالله ، ما شاء
الله استغاثة بالله ما شاء الله لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم .
١٥ ـ ق : روى محمّد بن أحمد بن عبد الله المنصوريّ ، عن عمّه ، عن أبيه
قال : قلت لسيّدنا أبي الحسن عليّ صاحب العسكر عليهالسلام
علّمني دعاء وخصّني به ، فقال : قل : يا با موسى « يا عُدَّتي دون العدد ، يا رجائي والمعتمد ، ويا كهفي والسّند ويا : واحد يا أحد ، يا من هو الله أحد ، أسئلك بحقّ من خلقته من خلقك ، ولم تجعل في خلقك مثلهم أحداً ، أن تصلّي على جماعتهم ، وتفعل بي كذا وكذا .... » فانّي قد سألت الله سبحانه أن لا يخيّب من دعا به .
١٦ ـ ما : أحمد بن عبدون ، عن عليِّ بن محمّد بن
محمّد بن الزبير ، عن عليِّ بن الحسن بن فضّال ، عن العبّاس بن عامر ، عن أحمد بن رزق ، عن يحيى بن العلا عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال لي : ادع
بهذا الدُّعاء وأنا ضامن لك حاجتك على الله « اللّهمَّ أنت وليُّ نعمتي ، وأنت القادر على طلبتي قد تعلم حاجتي فأسألك بحقِّ محمّد وآل محمّد لمّا قضيتها » .
١٧ ـ دعوات الراوندي : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : من قرأ مائة آية من القرآن من أيِّ القرآن شاء ، ثمَّ قال : يا الله سبع مرّات ، فلو دعا على الصخرة لقلعها إنشاء الله .
وعن
الرضا عليهالسلام قال : اغتممت في بعض
الاُمور فأتاني أبو جعفر عليهالسلام فقال : يا بُنيّ ادع الله وأكثر من « يا رؤف يا رحيم » .
وقال
أبو عبد الله عليهالسلام : من قال : « يا من
يفعل ما يشاء ولا يفعل ما يشاء أحد غيره » ثلاث مرّات استجيب له ، وهو الدُّعاء الّذي لا يردُّ ، وإنَّ من أوجه الدُّعاء
______________________
وأبلغه أن يقول : « يا الله الّذي ليس كمثله شيء صلِّ
على محمّد وأهل بيته وافعل بي كذا وكذا » وكان أبي عبد الله عليهالسلام يخزن هذا الدُّعاء
ويخبأه ولا يطّلع عليه أحداً « أعوذ بدرع الله الحصينة الّتي لا ترام ، وأعوذ بجمع الله من كذا وكذا » وقولوا : كلمات الفرج .
وقال
أبو عبد الله عليهالسلام : إنَّ من ألحَّ الدُّعاء
أن يقول العبد : ما شاء الله . وإنَّ من أجمع الدُّعاء أن يقول العبد : الاستغفار ، وسيّد كلام الأوَّلين والاٰخرين
« لا إله إلّا الله » .
وقدم
رجل على رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله
هل من دعاء لا يردُّ ؟ قال : نعم ، « اللّهمَّ إنّي أسئلك باسمك الأعلى الأجلّ الأعظم » ردِّدها ثمَّ سل حاجتك .
وعن
الثماليّ قال : قلت لعليِّ بن الحسين عليهماالسلام
: علّمني دعاء فقال : يا ثابت قل : « اللّهمَّ إنّي أسئلك بأنَّ لك الحمد لا إله إلّا أنت المنّان بديع السّموات
والأرض ذو الجلال والاكرام أن تفعل بي كذا وكذا » ثمَّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هو الّذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى .
وعن
النّبيِّ صلىاللهعليهوآله قال : دفع إليَّ جبرئيل
عن الله تبارك وتعالى هذه المناجات لطلب الحاجة « اللّهمَّ جدير من أمرته بالدُّعاء أن يدعوك ومن وعدته بالاستجابة أن
يرجوك ، ولي اللّهمَّ حاجة قد عجزت عنها حيلتي ، وكلّت منها طاقتي ، وضعفت عن مرامها قوَّتي ، وسوَّلت لي نفسي الأمّارة بالسوء وعدوِّي الغَرور الّذي أنا منه ومنها مبلوٌّ ، أن أرغب إلى ضعيف مثلي ومن هو في النكول شكلي حتّى تداركتني رحمتك ، وبادرتني بالتوفيق رأفتك ، ورددت عليَّ عقلي بتطلوُّلك ، وألهمتني رشدي بتفضّلك ، وأجليت بالرجاء لك قلبي ، وأزلت خدعة عدوِّي عن لبّي ، وصحّحت في التأمّل فكري ، وشرحت بالرَّجاء لاسعافك صدري ، وصوَّرت لي الفوز ببلوغ ما رجوته ، والوصول إلى ما أمّلته ، فوقفت اللّهمَّ ربِّ بين ذلك سائلاً لك ممّا دعا إليك واثقاً بك ، متوكّلاً عليك في قضاء حاجتي ، وتحقيق اُمنيّتي ، وتصديق
رغبتي ، فأعذني اللّهمَّ ربِّ بكرمك من الخيبة والقنوط
والأناة والتثبيط بهنيىء إجابتك ، وسابغ موهبتك ، إنّك وليٌّ ، وبالمنائح الجزيلة مليٌّ ، وأنت على كلِّ شيء قدير ، وبكلِّ شيء محيط .
ومن
دُعاء النبيِّ صلىاللهعليهوآله « يا من أظهر الجميل
، وستر [ عليَّ ] القبيح ، يا من لم يهتك الستر ، ولم يؤاخذ بالجريرة ، يا عظيم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا صاحب كلِّ نجوى ، ومنتهى كلِّ شكوى يا مقيل العثرات ، يا كريم الصفح ، يا عظيم المنِّ ، يا مبتدئاً بالنعم قبل
استحقاقها يا ربّاه يا سيّداه يا أملاه ، يا غاية رغبتاه أسئلك بك يا الله أن لا تشوّه خلقي
بالنار وأن تقضيَ لي جوائج آخرتي ودنياي ، وتفعل بي كذا وكذا » وتصلّي على محمّد وآل محمّد
وتدعو بما بدا لك .
وروي
: إنَّ في العرش تمثالاً لكلِّ عبد فاذا اشتغل العبد بالعبادة رأت الملائكة تمثاله وإذا اشتغل بالمعصية أمر الله بعض الملائكة حتّى يحجبوه بأجنحتهم ، لئلّا تراه الملائكة ، فذلك معنى قوله صلىاللهعليهوآله : « يا من أظهر
الجميل وستر القبيح » .
١٨ ـ البلد الامين : نقلاً من كتاب الاحتساب على الألباب
لابن طاووس رحمه الله أنَّ الصادق عليهالسلام كان إذا ألحّت به
الحاجة يسجد من غير صلاة ولا ركوع ثمَّ يقول : « يا أرحم الراحمين » سبعاً ثمَّ يسأل حاجته ، ثمَّ قال عليهالسلام : ما قال أحد : « يا أرحم الراحمين » سبعاً إلّا قال الله تعالى له : ها أنا أرحم الراحمين ، سل
حاجتك .
وفي
كتاب المشيخة تأليف الحسن بن محبوب ، عن أبي جعفر عليهالسلام
أنّه لم يقل مؤمن يا الله عشر مرّات متتابعات ، إلّا قال الله تعالى : لبّيك عبدي سل حاجتك
.
وفي
كتاب الصلاة لمحمّد بن عليِّ بن محبوب ، عن الصادق عليهالسلام
من قال : عشر مرّات : يا ربِّ يا ربِّ قيل له : لبّيك سل حاجتك .
وفي
كتاب الكافي للكلينيّ عن الرضا عليهالسلام : دعوة العبد سرّاً
دعوةً واحدة تعدل سبعين دعوة علانية .
وعن
الصادق عليهالسلام أنَّ الله تعالى لا يستجيب
دعاء بظهر قلب قاس .
وفي
عدَّة الداعي أنّه لم يقل أحد يا ربّاه عشراً إلّا قيل له [ لبّيك سل حاجتك ] ، ومثل ذلك يا سيّداه يا سيّداه .
وروي
أنّه من قال في سجدته : يا ربّاه يا سيّداه ، ثلاثاً اُجيب بمثل ذلك .
وعن
سماعة ، عن [ أبي ] الحسن عليهالسلام إذا كان لك عند الله
تعالى حاجة فقل : « اللّهمَّ بحقِّ محمّد وعليّ فانَّ لهما عندك شأناً من الشّأن ، وقدراً من القدر
، أسألك بحقِّ ذلك الشّأن ، وبحقِّ ذلك القدر ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تفعل بي كذا
وكذا . فانّه إذا كان يوم القيمة ، لم يبق ملك مقرَّب ولا نبيٌّ مرسل ولا عبد مؤمن امتحن
الله تعالى قلبه للايمان إلّا وهو محتاج إليهما في ذلك اليوم .
ومنه
عن عليّ عليهالسلام قال : من قرأ مائة
آية من أيّ آي القرآن شاء ثمَّ قال : يا الله . سبعاً ، فلو دعا على صخرة لقلعها الله تعالى
.
١٩ ـ مهج : دعاء علّمه أمير المؤمنين لابنه الحسن عليهماالسلام إذا قصدت إنساناً لحاجة فاكتب ذلك وأمسكه في يدك اليمنى ، وتذهب أين شئت :
«
اللّهمَّ إنّي أسألك يا الله يا واحد يا أحد يا وتر يا نور يا صمد ، يا من ملأت أركانُه السّموات والأرض ، أسئلك أن تسخّر لي قلب فلان بن فلان كما سخّرت الحيّة لموسى عليهالسلام وأسئلك أن تسخّر لي
قلبه كما سخّرت لسليمان جنوده من الجنّ والانس والطير فهم يوزعون ، وأسئلك أن تليّن لي قلبه كما ليّنت الحديد لداود عليه السّلام وأسئلك أن تذلّل قلبه كما ذلّلت نور القمر لنور الشمس ، يا الله هو عبدك
ابن أمتك ، وأنا عبدك ابن أمتك ، أخذت بقدميه وناصيته ، فسخّره لي حتّى يقضي حاجتي هذه ، وما اُريد إنّك على كلِّ شيء قدير ، وهو على ما هو فيما هو ، لا إله إلّا هو الحيُّ القيُّوم .
٢٠ ـ مهج : روى محمّد بن أحمد بن عبيد الله
المنصوريّ ، عن عمِّ أبيه قال : قلت لسيّدنا أبي الحسن عليّ صاحب العسكر عليهالسلام
: علّمني دعاء وخصّني به
______________________
فقال : قل يا با موسى : « يا عدَّتي دون العدد ، ويا
رجائي والمعتمد ، ويا كهفي والسّند يا واحد يا أحد ، يا من هو الله أحد ، أسئلك بحقِّ من خلقته من خلقك ، ولم تجعل في خلقك مثلهم أحداً ، أن تصلّي على جماعتهم ، وتفعل بي كذا وكذا » فانّي قد سألت الله سبحانه وتعالى أن لا يخيّب من دعا به .
٢١ ـ مهج : روينا باسنادنا إلى سعد بن عبد الله من
كتابه قال : حدَّثني الحسن ابن عليِّ بن عبد الله ، عن الحسين بن سيف ، عن محمّد بن سليمان البصريّ ، عن
إبراهيم ابن المفضّل ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : كان الّذي دعا به عليُّ ابن الحسين عليهماالسلام عند محاكمته محمّد
بن الحنفيّة إلى الحجر الأسود أن قال :
«
اللّهمَّ إنّي أسئلك باسمك المكتوب في سرادق المجد ، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق البهاء ، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق العظمة ، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق الجلال ، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق العزَّة وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق القدرة ، وأسئلك باسمك المكتوب في سُرادق السرائر ، السابق الفائق ، الحسن النضير ، ربّ الملائكة الثّمانية ، وربّ العرش العظيم ، وبالعين الّتي لا تنام ، وبالاسم الأكبر الأكبر الأكبر ، وبالاسم الأعظم الأعظم الأعظم ، المحيط بملكوت السّموات والأرض ، وبالاسم الّذي أشرقت به الشّمس وأضاء به القمر وسجّرت به البحار ، ونصبت به الجبال ، وبالاسم الّذي قام به العرش والكرسيُّ ، وبأسمائك المقدَّسات المكرَّمات المكنونات المخزونات في علم الغيب عندك أسألك بذلك كلّه أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تفعل بي
كذا وكذا ... قال أبان بن تغلب : قال أبو عبد الله عليهالسلام
: يا أبان إيّاكم أن تدعوا بهذا الدُّعاء إلّا لأمر مهمّ من أمر الاٰخرة والدُّنيا ، فانَّ العباد ما يدرون
ما هو ؟ هو من مخزون علم آل محمّد . عليه وعليهم السّلام .
٢٢ ـ مهج : روينا باسنادنا إلى سعد بن عبد الله من
كتاب فضل الدُّعاء باسناده
______________________
إلى محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : الكلمات الّتي تلقّى بها آدم ربّه هي :
«
اللّهمَّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي فانّه لا يغفر الذُّنوب إلّا أنت اللّهمَّ إنّي عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك
خير الغافرين .
ومن
ذلك ما علّمه الله جلَّ جلاله لاٰدم عليهالسلام
لدفع حديث النفس ، روينا ذلك باسنادنا أيضاً إلى سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدُّعاء باسناده إلى هشام بن
سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شكى آدم عليهالسلام إلى الله حديث النفس فنزل عليه جبرئيل فقال : قل : « لا حول ولا قوَّة إلّا بالله » .
ومن
ذلك دعاء آدم عليهالسلام برواية لمّا تلقّى
من ربّه كلمات ولعلّه عليهالسلام دعا بها وهو : « يا ربّاهُ يا ربّاهُ يا ربّاهُ لا يردُّ غضبك إلّا حلمُك ، ولا
ينجي ، من عقوبتك إلّا التضرّع إليك ، حاجتي الّتي إن أعطيتنيها لم يضرّني ما حرمتني ، وإن حرمتنيها لم ينفعني ما أعطيتني ، اللّهمَّ إنّي أسئلك الفوز بالجنّة وأعوذ بك من
النار ، يا ذا العرش الشامخ المنيف ، يا ذا الجلال والاكرام الباذخ العظيم ، يا ذا الملك
الفاخر القديم ، يا إله العالمين ، يا صريخ المُستصرخين ، ويا منزولاً به كلُّ حاجة إن كنت قد رضيت عنّي فازدد عنّي رضى ، وقرّبني منك زلفى وإلّا تكن رضيت عنّي ، فبحقِّ محمّد وآله وبفضلك عليهم لمّا رضيت عنّي إنّك أنت التوَّاب .
قال
أبو عبد الله عليهالسلام : هذا الدُّعاء الّذي
تلقّى آدم من ربّه فتاب عليه ، فقال : يا آدم سألتني بمحمّد ولم تره ، فقال : رأيت على عرشك مكتوباً : لا إله إلّا الله
محمّد رسول الله ، فقال راوي الحديث : فو الله ما دعوت بهنَّ في سرّ ولا علانية في شدَّة
ولا رخاء ، إلّا استجاب الله لي .
ومن
ذلك دعاء نوح عليهالسلام وجدت في الجزء
الرابع من كتاب دفع الهموم والأحزان ، تأليف أحمد بن داود النعماني قال : ولما نظر نوح عليهالسلام إلى هول الماء
______________________
والموج والأمواج ، دخله الرُّعب فأوحى الله جلَّ وعزَّ
إليه قل : « لا إله إلّا الله » ألف مرَّة اُنجك . قال : فدخلت الريح في الشراع فقال : لا إله إلّا الله ألفاً فنجّاه
الله بما قالها .
ومن
ذلك دعاء إدريس عليهالسلام وجدناه عن الحسن
البصريّ قال : لمّا بعث الله إدريس عليهالسلام إلى قومه علّمه هذه
الأسماء وأوحى إليه أن قلهنَّ سرّاً في نفسك ، ولا تبدهنَّ للقوم ، فيدعوني بهنَّ ، قال : وبهنَّ دعا فرفعه الله مكاناً عليّاً ، ثمَّ
علّمهنَّ الله تعالى موسى ثمَّ علّمهنَّ الله تعالى محمداً صلىاللهعليهوآله ، وبهنَّ دعا في غزوة الأحزاب .
قال
الحسن : وكنت مستخفياً من الحجّاج فأدعو الله عزَّ وجلَّ بهنَّ فحبسه عنّي ، ولقد دخلوا عليَّ ستَّ مرّات فأدعو بهنَّ فأخذ الله سبحانه أبصارهم عنّي ، فادع
بهنَّ في التماس المغفرة لجميع الذُّنوب ، ثمَّ اسأل حاجتك من أمر آخرتك ودنياك فانّك تعطاه إنشاء الله عزَّ وجلَّ ، فانّهنَّ أربعون أسماء عدد أيّام التوبة وهي
:
سبحانك
لا إله إلّا أنت ، يا ربَّ كلّ شيء ووارثه ، يا إله الاٰلهة ، الرَّفيع جلاله ، يا الله المحمود في كلِّ فعاله ، يا رحمن كلّ شيء وراحمه ، يا حيُّ حين لا
حيَّ في ديموميّة ملكه وبقائه ، يا قيُّوم فلا شيء يفوت علمه ولا يؤده ، يا واحد
الباقي أوَّل كلِّ شيء وآخره ، يا دائم بلا فناء ولا زوال لملكه ، يا صمد من غير شبيه ، ولا
شيء كمثله ، يا باريء فلا شيء كفوه ولا إمكان لوصفه ، يا كبير أنت الّذي لا تهتدي القلوب لوصف عظمته ، يا باريء النفوس بلا مثال خلا من غيره ، يا زاكي الطّاهر من كلّ آفة بقدسه ، يا كافي الموسع لما خلق من عطايا فضله ، يا نقيُّ من كلّ جور ولم يرضه ولم يخالطه فعاله .
يا
حنّان أنت الّذي وسعت كلّ شيء رحمة وعلماً ، يا منّان ذا الاحسان قد عمَّ الخلائق منّه ، يا ديّان العباد كلّ يقوم خاضعاً لرهبته [ ورغبته ] يا خالق
من في السّموات والأرضين وكلٌّ إليه معاده ، يا رحيم كلّ صريخ ومكروب وغياثه ومعاذه يا تامّ فلا تصف الألسنة كنه جلال ملكه وعزِّه ، يا مبديء البدايع لم يبغ في
إنشائها
______________________
عوناً من خلقه ، يا علّام الغيوب فلا يؤده شيء من حفظه ،
يا حليم ذا الأناة فلا يعدله شيء من خلقه ، يا معيد ما أفناه إذا برز الخلائق لدعوته من مخافته .
يا
حميد الفعال ذا المنِّ على جميع خلقه بلطفه ، يا عزيز المنيع الغالب على أمره فلا شيء يعدله ، يا قاهر ذا البطش الشديد أنت الّذي لا يطاق انتقامه ، يا
قريب المتعالي فوق كلّ شيء علوّ ارتفاعه ، يا مذلَّ كلِّ جبّارٍ عنيد بقهر عزيز سلطانه يا نور كلّ شيء وهداه أنت الّذي فلق الظّلمات نوره .
يا
قدُّوس الطاهر من كلّ سوء فلا شيء يعادله من خلقه ، [ يا قريب المجيب المتداني دون كلِّ شيء قربه ] يا عالي الشامخ فوق كلّ شيء علوّ ارتفاعه ، يا مبديء
البدايا ومعيدها بعد فنائها بقدرته ، يا جليل
المتكبّر على كلِّ شيء ، فالعدل أمره ، والصّدق قوله ووعده ، يا محمود فلا تستطيع الأوهام كلَّ شانه ومجده ، يا كريم
العفو ذا العدل أنت الّذي ملأ كلّ شيء عدله ، يا عظيم ذا الثناء الفاخر وذا العزِّ
والمجد والكبرياء فلا يذلُّ عزُّه يا مجيب فلا تنطق الألسنة بكلّ آلائه وثنائه
ونعمائه .
[
أسئلك ] يا غياثي عند كلّ كربة ، ويا مجيبي عند كلّ دعوة [ ومعاذي عند كلِّ شدَّة ] أسألك اللّهمَّ يا ربِّ الصّلاة على نبيّك محمّد صلىاللهعليهوآله ، وأماناً من عقوبات
الدُّنيا والاٰخرة ، وأن تحبس عنّي أبصار الظلمة المريدين بي السّوء ، وأن
تصرف قلوبهم عن شرِّ ما يضمرون إلى خير ما لا يملكه غيرك .
اللّهمَّ
هذا الدُّعاء ومنك الاجابة ، وهذا الحمد وعليك التكلان ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم .
ومن
ذلك دعاء إبراهيم عليهالسلام وقد قدَّمنا به
رواية عند دعاء النبيَّ صلىاللهعليهوآله يوم اُحد ، ورأيت رواية اُخرى في دعاء إبراهيم عليهالسلام
لمّا دحي به إلى النار فنجّاه
الله به وذكر الرواية أنّه من السّرائر العظيمة ، والقدر الكبير عند الله سبحانه وتعالى فقال : هذا ما لفظه :
______________________
بسم
الله الرَّحمن الرَّحيم اللّهمَّ إنّي أسئلك يا الله يا الله يا الله يا الله يا
الله أنت المرهوب يرهب منك جميع خلقك ، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله أنت الرفيع
عرشك من فوق جميع سمواتك ، وأنت المطلّ على كلِّ شيء لا يطلّ شيء عليك ، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله أنت أعظم من كلِّ شيء فلا يصل أحد عظمتك ، يا
الله يا الله يا الله يا الله يا الله ، يا نور النُّور قد استضاء بنورك أهل سمواتك وأرضك .
يا
الله يا الله يا الله يا الله يا الله لا إله إلّا أنت تعاليت أن يكون لك شريك ، وتكبّرت
أن يكون لك ضدٌّ ، يا نور النُّور يا نور كلِّ نور ، لا خامد لنورك ، يا مليك كلِّ
مليك كلُّ مليك يفنى غيرك ، يا نور النُّور يا من ملأ أركان السّموات والأرض بعظمته يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا هو يا هو يا من ليس كهو [ إلّا هو ]
يا من لا هو إلّا هو أغثني أغثني السّاعة السّاعة السّاعة ، يا من أمره كلمح البصر أو هو أقرب ، يا هيّا
شراهيّا آذوني أصباوث آل شداى يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا ربّاه يا ربّاه
يا ربّاه [ يا ربّاه يا ربّاه ] يا غاية منتهاه ورغبتاه .
فلمّا
دعا إبراهيم عليه السلام عجّت الأملاك من صوته ، وإذا النّداء من العليّ الأعلى « يَا
نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ » فخمدت أسرع من
طرفة عين .
ومن
ذلك دعاء يوسف عليهالسلام لمّا اُلقي في الجبِّ
، رويناه باسنادنا إلى سعيد بن هبة الله الراونديّ من كتاب قصص الأنبياء عليهمالسلام
باسناده فيه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : لمّا ألقى إخوة يوسف يوسف صلوات الله عليه في الجبِّ نزل عليه جبرئيل عليهالسلام وقال : يا غلام من طرحك في هذا الجبِّ ؟ قال : إخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني قال : أتحبُّ أن تخرج من هذا الجبِّ ؟ قال : ذاك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب قال جبرئيل ، فانَّ الله يقول لك : قل : « اللّهمَّ إنّي أسألك بأنَّ لك الحمد لا
إله إلّا أنت الحنّان المنّان ، بديع السّموات والأرض ، يا ذا الجلال والاكرام ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً ، وترزقني من حيث
______________________
أحتسب ومن حيث لا أحتسب .
ورأيت
في المجلّد الخامس من حلية الأولياء لأبي نعيم في حديث الخراساني أنَّ داود عليهالسلام قال : « يا ربِّ ما
لبني إسرائيل إذا نزل بهم كرب أو شدَّة قالوا : يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب » ؟ فأوحى الله تعالى إلى داود عليهالسلام أنَّ إبراهيم لم يخيّر بيني وبين شيء إلّا اختارني عليه ، وأنَّ إسحاق جاد لي بمهجته ، وأنَّ يعقوب
ابتليته ببلاء فما أساءني ظنّاً في ذلك البلاء ، حتّى فرَّجته عنه أو كشفته
.
ومن
ذلك رواية اُخرى وجدناها بدعاء يوسف عليهالسلام
في الجبِّ ولعلّه دعا بهما وهي : « يا صريخ المستصرخين ، ويا غوث المستغيثين ، ويا مفرِّج كرب المكروبين قد ترى مكاني ، وتعرف حالي ، ولا يخفى عليك شيء من أمري »
.
ومن
ذلك دعاء يوسف عليهالسلام في بعض أوقات بلواه
« يا راحم المساكين ، ويا رازق المتكلّمين ، يا ربَّ العالمين ، ويا مالك يوم الدِّين ، ويا غياث المكروبين ويا مجيب دعوة المضطرِّين ، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين ، ويا أسرع الحاسبين ، وياخير المسؤولين ، ويا ذا الجلال والاكرام ، يا كبير كلِّ كبير يا من لا شريك له ولا وزير ، يا من هو على كلِّ شيء قدير ، يا من هو عليمٌ خبير يا من هو بكلِّ شيء بصير .
يا
خالق الشّمس والقمر المنير ، يا جابر العظم الكسير ، يا مغني البائس الفقير يا مطلق المكبَّل الأسير ، يا مدبّر الأمر ثمَّ إليه المصير ، يا من لا يجار عليه
وهو يجير ، يا من يحيي الموتى وهو عليه يسير ، يا عصمة الخائف المستجير ، يا مغني الفقير الضّرير ، يا حافظ الطفل الصغير ، يا راحم الشيخ الكبير ، يا من لا تخفى
عليه خافية في السّموات والأرض ، يا غافر الذُّنوب ، يا علّام الغيوب ، يا ساتر العيوب أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تغفر لي ولوالديَّ وتجاوز عنّا فيما
تعلم فانّك الأعزُّ الأكرم » .
أقول : إنَّ قوله : أسئلك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد إلى آخره لعلّه
من
______________________
زيادة الرواية .
ومن
ذلك دعاء يوسف عليهالسلام لمّا اتّهمه العزيز
بزليخا ، وهو أنه صلّى ركعتين ثمَّ دعا وهو مرفوع رأسه إلى السماء فقال : « اللّهمَّ ارحم صغر سنّي ، وضعف
ركني ، وقلّة حيلتي ، فانّك على كلِّ شيء قدير ، فاذكرني بصلاح يعقوب وصبر إسحاق ، ويقين إسماعيل ، وشيبة إبراهيم ، برحمتك يا أرحم الراحمين » فبكت لبكائه الملائكة في السّموات .
ومن
ذلك دعاء يعقوب عليهالسلام لمّا ردَّ الله جلَّ
جلاله عليه يوسف « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم يا من خلق الخلق بغير مثال ، ويا من بسط الأرض بغير أعوان ويا من دبّر الاُمور بغير وزير ، ويا من يرزق الخلق بغير مشير ، ويا من يخرِّب الدُّنيا
بغير استيمار » ثمَّ تدعو بما شئت تستجاب .
ومن
ذلك دعاء أيّوب عليهالسلام « اللّهمَّ إنّي
أعوذ بك اليوم فأعذني وأستجير بك اليوم من جهد البلاء فأجرني ، واستغيث بك اليوم فأغثني ، وأستنصرك اليوم فانصرني وأستعين بك اليوم على أمري فأعنّي ، وأتوكّل عليك فاكفني ، وأعتصم بك فاعصمني وآمن بك فآمنّي ، وأسألك فأعطني ، وأسترزقك فارزقني ، وأستغفرك فاغفر لي وأدعوك فاذكرني ، وأسترحمك فارحمني » .
ومن
ذلك دعاء موسى عليهالسلام لما وقف على فرعون «
اللّهمَّ بديع السّموات والأرضين ، الّذي نواصي العباد بيدك ، فانَّ فرعون وجميع أهل السموات وأهل الأرض وما بينهما عبيدك ، ونواصيهم بيدك ، وأنت تصرفُ القلوب حيث شئت اللّهمَّ إنّي أعوذ بخيرك من شرِّه ، وأسئلك بخيرك من خيره ، عزَّ جارك ، وجلَّ ثناؤك ، ولا إله غيرك ، كنُ لنا جاراً من فرعون وجنوده » ثمَّ دخل عليه وقد ألبسه الله جُنّة من سلطانه [ لن يصل إليه بعون الله ]
.
______________________
ومن
ذلك دعاء آخر لموسى عليهالسلام : « لا إله إلّا
الله الحليم الكريم سبحان الله ربِّ السموات السبع ، وربِّ الأرضين السبع ، وربِّ العرش العظيم ، والحمد لله ربِّ العالمين ، اللّهمَّ إنّي أدرأ بك في نحره ، وأعوذ بك من شرِّه ، وأستعينك
عليه فاكفنيه بما شئت » .
ومن
ذلك دعاء يوشع بن نون وصيّ موسى عليهالسلام رويناه بإسنادنا إلى
سعد ابن عبد الله من كتاب فضل الدُّعاء بإسناده إلى الرضا عليهالسلام قال : وجد رجل من الصحابة صحيفة فأتى بها رسول الله صلىاللهعليهوآله فنادى الصلاة جامعة
، فما تخلّف أحد ذكر ولا اُنثى ، فرقا المنبر فقرأها فاذا كتاب يوشع بن نون وصيّ موسى وإذا فيها :
وإنَّ
ربّكم لرؤف رحيم ، ألا إنَّ خير عباد الله التقيّ الخفيّ ، وإنَّ شرِّ عباد الله المشار إليه بالأصابع ، فمن أحبَّ أن يُكتال بالمكيال الأوفى ، وأن يؤدّي الحقوق الّتي أنعم الله بها عليه ، فليقل في كلِّ يوم « سبحان الله كما ينبغي
لله ، والحمد لله كما ينبغي لله ، ولا إله إلّا الله كما ينبغي لله ، والله أكبر
كما ينبغي لله ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، وصلّى الله على محمّد وعلى أهل بيت النبيِّ ، وعلى
جميع المرسلين حتّى يرضى الله » .
ونزل
رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد ألحّوا في الدُّعاء
فصبر هنيئة ثمَّ رقا المنبر فقال : من أحبَّ أن يعلو ثناؤه على ثناء المجاهدين ، فليقل هذا القول في كلِّ يوم ، فان كانت له حاجة قضيت ، أو عدوّ كبت ، أو دين قضي ، أو كرب كشف ، وخرق كلامه السّموات حتّى يكتب في اللوح المحفوظ .
ومن
ذلك دعاء الخضر وإلياس عليهماالسلام روي أنَّ الخضر
وإلياس يجتمعان في كلِّ موسم ، فيفترقان من هذا الدُّعاء ، وهو « بسم الله ، ما شاء الله ، لا قوَّة
إلّا بالله ما شاء الله كلُّ نعمة من الله ، ما شاء الله الخير كلّه بيد الله ، عزَّ وجلَّ ، ما
شاء الله لا يصرف السّوء إلّا الله » قال : فمن قالها حين يصبح ثلاث مرّات أمن من الحرق والسرق
______________________
والغرق .
ومن
ذلك دعاء آخر للخضر عليهالسلام « ياشامخاً في علوِّه
، يا قريباً في دنوِّه يا مدانياً في بُعده ، يا رؤفاً في رحمته ، يا مخرج النّبات ، يا نائم الثّبات ، يا
محيي الأموات ، يا ظهر اللّاجين ، يا جار المستجيرين ، يا أسمع السّامعين ، يا أبصر النّاظرين ، يا صريخ المستصرخين ، يا عماد من لا عماد له ، يا سند من لا سند له يا ذخر من لا ذخر له ، يا حرز من لا حرز له ، يا كنز الضعفاء ، يا عظيم الرجاء ، يا
منقذ الغرقى ، يا منجي الهلكى ، يا محيي الموتى ، يا أمان الخائفين ، يا إله العالمين ،
يا صانع كلِّ مصنوع ، يا جابر كلِّ كسير ، يا صاحب كلِّ غريب ، يا مونس كلِّ وحيد يا قريباً غير بعيد ، يا شاهداً غير غائب ، يا غالباً غير مغلوب ، يا حيُّ حين لا
حيّ ، يا محيي الموتى ، يا حيّ لا إله ، إلّا أنت » من قاله قولاً أو سمعه سمعاً أمن الوسوسة
أربعين سنة .
أقول : وأدعية الخضر كثيرة وقد اقتصرنا على ما ذكرناه
.
ومن
ذلك دعاء يونس بن متّى عليهالسلام وهو « يا ربّ من
الجبال أنزلتني ، ومن المسكن أخرجتني ، وفي البحار صيّرتني ، وفي بطن الحوت حبستني ، فلا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين » فأنجاه الله من الغمِّ
.
ومن
ذلك دعاء آخر ليونس بن متّى عليهالسلام وهو « يا ربِّ اللّهمَّ
إنّي أسئلك بأسمائك الحسنى ، وآلائك العليا ، وأسئلك يا ربِّ يا الله يا الله ، يا كبير يا
جليل يا حنّان يا منّان ، يا فرد يا دائم ، ويا وتر يا أحد يا صمد يا الله ، يا لا إله إلّا
أنت أسئلك بلا إله إلّا أنت أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تغفر لي ذنوبي ، وأن تحرّم
جسدي على النّار ، اللّهمَّ إنّك قلت في كتابك المنزل على موسى ألّا تردُّوا السّائلين
عن أبوابكم ، ونحن على بابك فلا تردّنا ، اللّهمَّ إنّك قلت في كتابك المنزل على نبيّك
موسى أن اغفروا للظالمين ، ونحن الظّالمون على بابك ، فاغفر لنا ، اللّهمَّ إنّك قلت في كتابك المنزل على موسى بن عمران أن أعتقوا الأرقّاء ونحن عبيدك فأعتقنا
______________________
من النّار .
ومن
ذلك دعاء داود عليهالسلام على وصف التحميد ، روي
أنَّ داود عليهالسلام لمّا قال هذا التحميد أوحى الله تعالى إليه : أتعبت الحفظة وهو « اللّهمَّ لك الحمد
دائماً مع دوامك ، ولك الحمد باقياً مع بقائك ، ولك الحمد خالداً مع خلودك ، ولك الحمد كما ينبغي لكرم وجهك وعزِّ جلالك ، يا ذا الجلال والاكرام »
.
ومن
ذلك دعاء آصف وزير سليمان بن داود عليهالسلام روي أنّه أتى به عرش
بلقيس وأنّه الدُّعاء الّذي كان عيسى عليهالسلام يحيي به الموتى وهو
« اللّهمَّ إنّي أسئلك بأنّك أنت الله لا إله إلّا أنت الحيّ القيّوم الطاهر المُطهّر نور السموات والأرضين
ـ وفي رواية اُخرى « ربّ السموات والأرضين » ـ عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال الحنّان المنّان ذو الجلال والاكرام ، أن تفعل بي كذا وكذا » .. وتجعله
أنت « أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تفعل بي كذا وكذا » فانّه يستجاب لك إنشاء
الله هذا لفظه كما وجدناه .
ومن
ذلك دعاء عيسى عليهالسلام رويناه بإسنادنا إلى
سعيد بن هبة الله الراونديّ رحمه الله من كتاب قصص الأنبياء بإسناده إلى الصادق عليهالسلام
عن آبائه عليهمالسلام عن النبيِّ صلوات الله عليه وعليهم قال : لمّا اجتمعت اليهود إلى عيسى عليهالسلام ليقتلوه بزعمهم ، أتاه جبرئيل عليهالسلام فغشّاه بجناحه فطمع
عيسى ببصره فاذا هو بكتاب في باطن جناج جبرئيل عليهالسلام وهو :
«
اللّهمَّ إنّي أدعوك باسمك الواحد الأعزَّ ، وأدعوك اللّهمَّ باسمك الصمد وأدعوك اللّهمَّ باسمك العظيم الوتر ، وأدعوك اللّهمَّ باسمك الكبير المتعال ، الّذي
ثبتت به أركانك كلّها أن تكشف عنّي ما أصبحت وأمسيت فيه » .
فلمّا
دعا به عليهالسلام أوحى الله تعالى إلى
جبرئيل أن ارفعه إلى عندي .
ثمَّ
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا بني عبد المطّلب
سلوا ربّكم بهذه الكلمات ، فو الله
______________________
الّذي نفسي بيده ، ما دعا بهنَّ عبد باخلاص نيّة إلّا اهتزَّ
[ لهنَّ ] العرش ، وإلّا قال الله للملائكة : اشهدوا أنّي قد استجبت له بهنَّ ، وأعطيته سؤله في عاجل دنياه
وآجل آخرته ، ثمَّ قال لأصحابه : سلوها ولا تستبطؤا الاجابة .
ومن
ذلك دعاء عيسى عليهالسلام برواية غير هذه وهي
أنَّ النبيّ صلىاللهعليهوآله رأى في باطن جبرئيل الدُّعاء فعلّمه عليّاً والعباس ، وقال : يا عليُّ يا خير بني هاشم ، يا
بني عبد المطّلب سلوا ربّكم بهؤلاء الكلمات ، فو الّذي نفسي بيده ، ما دعا بهنَّ مؤمن بإخلاص إلّا اهتزَّ لهنَّ العرش ، والسموات السبع والأرضون ، وقال الله تعالى لملائكته : اشهدوا أنّي قد استجبت للداعي بهنَّ وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته ، زعموا أنّه الدعاء الّذي دعا به عيسى بن مريم فرفعه الله ، وهو هذا الدعاء :
«
اللّهمَّ إنّي أعوذ باسمك الواحد الأحد ، وأعوذ باسمك الأحد الصمد ، و أعوذ بك باسمك اللّهمَّ العظيم الوتر ، وأعوذ اللّهمَّ باسمك الكبير المتعال ، الّذي
ملأ الأركان كلّها ، أن تكشف عنّي غمَّ ما أصبحت فيه وأمسيت
.
ومن
ذلك دعاء لعيسى بن مريم عليهالسلام برواية اُخرى وهو :
« اللّهمَّ خالق النفس من النفس ، ومخرج النفس من النفس ، ومخلص النفس من النفس ، فرِّج عنّا وخلّصنا من شدَّتنا » .
٢٣ ـ مهج : ومن ذلك دعاء سلمان الفارسي رضوان الله
عليه الّذي علّمه النبيُّ صلىاللهعليهوآله ، ويروى أنَّ سلمان
كان من بقايا أوصياء عيسى عليهالسلام وروي عن أحد الأئمّة صلوات الله عليهم أنَّ سلمان أدرك العلم الأوَّل والاٰخر ، وجدته في
أصل عتيق تاريخ كتابته ربيع الاٰخر سنة أربعة عشر وثلاثمائة ، قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله لسلمان الفارسيّ : ألا اُخبرك بما هو خير من الذَّهب والفضّة ؟ وخير من الدُّنيا وزهرتها ؟ فقال : بلى يا رسول الله ! صلّى الله عليك وعلى آلك ، قال : فقل :
______________________
«
اللّهمَّ إنَّ الأمر قد خلص إلى نفسي وهي أعزّ الأنفس عليَّ وأهمّها إليَّ وقد علمت ربّي ، وعلمُك أفضل من علمي ، أنّك تعلم منّي ما لا أعلم من نفسي ، لك محياي ومماتي ، ودنياي وآخرتي ، إليك مرجعي ومُنقلبي لا أملكُ إلّا ما أعطيتني ولا أتّقي إلّا ما وقيتني ولا اُنفق إلّا ما رزقتني .
بنورك
اهتديت ، وبفضلك استغنيت ، وبنعمتك أصبحتُ وأمسيت ، ملكتني بقدرتك ، وقدرت عليَّ بسلطانك ، تقضي فيما أردت لا يحول أحد دون قضائك ، أوقرتني نعما ، وأوقرتُ نفسي ذنوباً ، كثرت خطاي ، وعظم جرمي ، واكتنفتني شهواتي ، فقد ضاق بها ذرعي ، وعجز عنها عملي وضعف عنها شُكري ، وقد كدتُ أن أقنط من رحمتك إلهي وأن اُلقي إلى التهلكة بيدي الّذي أيأس منه عذري ، وذكري من ذنوبي وما أسرفت به على نفسي ، ولكن رحمتك ربّ الّتي تنهضني وتقوِّيني ، ولولا هي لم أرفع رأسي ، ولم اُقم صُلبي من ثقل ذنوبي ، فايّاك أرجو إلهي أنت أرجا عندي من عملي الّذي أتخوَّفه واُشفق منه على نفسي .
إلهي
وكيف لا اُشفق من ذنوبي وقد خفت أن تكون أوبقتني ، وقد أحاطت بي وأهلكتني ، وأنا أذكر من تضييع أمانتي ، وما قد تكلّفت به على نفسي ، ما لم تحمله الجبال قبلي ، ولا السموات والأرضون ، وهي أقوىٰ منّي ، وحملتُها
بعلمك بها ، وقلّة علمي ، فلو كان لي علم ينفعني لم تقرّ في الدُّنيا عيني ، وأصارت حلاوتها مرارة عندي ولفررتُ هارباً من ذنوبي ، لا بيتٌ يأويني ، ولا ظلٌّ يكنّني مع الوحوش مقعدي ومقيلي .
ولو
فعلتُ ذلك لكان يحقُّ لي أن أتخوَّف على نفسي ، والموت يَطلبُني حثيثاً دائباً يقصُّ أثري موكَّل بي كأنّه لا يُريدُ أحداً غيري ، ليس يناظرني
ساعةً إذا جآء أجلي ، كأنّي أراني صريعاً بين يديه ، وكأنّي بالموت ليس أحدٌ من الموت يمنعني ولا يدفع كربهُ عنّي ولا أستطيع امتناعاً يؤخّرني ، وبكأس الموت يُسقيني
______________________
ولا منعة عندي ، مقلوبة بكرب الموت
طرفي جزعاً ، فيا لك من مصرعٍ ما أقطعه عندي مغلوبة بكرب الموت نفسي ، تختلج لها أعضائي وأوصالي ، وكلُّ
عرق ساكن منّي ، فكأنّي بملك الموت يستلُّ روحي ، مستسلم له ، بل على الكراهة منّي .
كذا
رسل ربّي يقبضون في الحرّ روحي ، فعندها ينقطع من الدُّنيا أثري واُغلقَ باب توبتي ، ورفعت كتبي ، وطويت صحيفتي ، وعفا ذكري ورُفع عملي واُدخلت في هول آخرتي ، وصرت جسداً بين أهلي ، يصرخون ويبكون حولي وقد استوحشوا منّي ، وأحبّوا فرقتي ، وعجّلوا إليَّ كفني ، وحملوني إلى حفرتي فاُلقيت فيها لحيني وسوّيت الأرض عليَّ
من فوقي ، وسلّموا عليَّ وودَّعوني وأقمت في منتها من كان قبلي من جيران لا يؤانسوني ، ولا أزورهم ، ولا يزوروني وفي عسكر الموت خلّفوني ، فيه مضجعي ، ومنامي ، وحشٌ قفرٌ مكاني ، قد ذهب الأهلون عنّي ، وأيقنوا بالتقرقة منّي ، لا يرجوني آخر الدّهر ليس أحد منهم يؤنسني في وحشتي ، ولا يُحمل ذنباً من ذنوبي ، وكلّ قد ذهل عنّي ، وتركوني وحيداً في قبري .
[
و ] أنا صاحب نفسي لا يراني أحدٌ من النّاس ما يفعل بي ، فان تك ربّي راضياً عنّي فطوبى ثمَّ طوبى لي ، وإن تكن الاُخرى فيا حسرتى ، ويا ندامتا ، على ما فرَّطت في جنب ربّي ، وكيف أذكر هذا الأمر ثمَّ لا تدمع له عيني ، ولا يفزعُ لذكره قلبي ، ولا ترعد له فرائصي ، ولا أحمل على ثقله نفسي ، ولا اُقصّر على هواي وشهواتي ، مغرورٌ في دار غرور قد خفت أن لا يكون هذا الصدق منّي .
فأشكوا
إليك يا ربّ قسوة قلبي ، وتقصيري وإبطائي ، وقلّة شكر ربّي ، ربِّ جعلت لي جوارح لاستبهام النعم منك يحقُّ بي لك الشكر على جوارحي وأعضائي وأوصالي بالّذي يحقُّ لك عليها من العبادة ، بخشوع نفسي وبصري ، وجميع أركاني
______________________
فبهنَّ عصيتك ربّي ، ولم يكن ذلك جزاءك ولا شكرك منّي ، وقد
خفت أن أكون قد أوبقت نفسي ، واستهلكتها بجرمي ، فاستوجبت العقوبة منك ، ليس دونك أحد يأويني ، ولا يطيق ملجائي ، ولا من عقوبتك ينجيني ، ولا يغفر ذنباً من ذنوبي وكلٌّ قد شغل بنفسه عنّي ، بارزتك بسوءتي ، وباشرت الخطايا وأنت تراني في سرِّي منها وعلانيتي ، وأظهرت لك ما أخفيت من الناس فاستترت من ذنوبي ولا يروني فيعيبوني استحياء منهم ، ولم أستحيك .
إلهي
قد أنست إلى نفسي ، وقذفتني في المهالك شهواتي ، وتعاطت ما تعاطت وطاوعتها فيما مضى من عمري ، ولا أجدها تطيعني ، أدعوها إلى رشدها فتأبى أن تطيعني
وأشكو إليك ربِّ ما أشكوا لتصرخني وتستنقذني .... ثمَّ تسأل حاجتك
.
أقول : وجدت بخطِّ الشيخ محمّد بن عليّ الجبعيّ ـ رحمه الله ـ قال :
قال لشيخ الشهيد ابن مكيّ قدَّس الله روحه نقلت من خطّ مغربيّ حدَّث معافى بن المتوكّل ، عن الاسكندرانيّ ، عن عبد الله بن المبارك ، عن ثقة أنَّ عليّاً عليهالسلام لمّا حضرته الوفاة قال للحسن ابنه عليهالسلام اُعلّمك شيئاً أصله
من كتاب الله علّمنيه النبيّ صلّى الله عليه وآله فإذا أردت أن تدعو الله به ، فادع به بعد صلاة الغداة ، أو
بعد صلاة العصر ، ثمَّ سمِّ ما أردت من حوائجك ، واعلم أنّك إذا ابتدأت به وكل الله بك ألف ملك يستغفرون لك ، واُعطي كلُّ ملك قوَّة ألف ملك في سرعة الاستغفار ويبني لك ألف قصر في الجنّة وعشت ما عشت في الدُّنيا منعّماً ، ولا يصيبك فيها قتر
ولا خلّة ، ولا تسأل أحداً من الدُّنيا كائناً ما كان إلّا قضى لك ، قل :
«
سبحان الله والحمد لله ، ولا إله إلّا الله والله أكبر ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد في السموات والأرض وعشيّاً وحين تظهرون ، يخرج الحيَّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيِّ ، ويحيي الأرض بعد موتها ، وكذلك تُخرجون ، سبحان ربّك ربِّ العزّة عمّا يصفون ، و سلام على المرسلين ، والحمدُ لله ربّ العالمين .
______________________
سبحان
الله ذي الملك والملكوت ، سبحان الله ذي العزّة والعظمة والجبروت سبحان الله الملك الحيّ الّذي لا يموت ، سبحان العليّ الأعلى ، سبحانه وتعالى سبحان الملك القدُّوس ، ربِّ الملائكة والرُّوح ، اللّهمَّ لك الحمد حمداً يصعد ولا ينفد ، ولك الحمد عليَّ ومعي وقدّامي وخلفي ، يا الله عشراً يا رحمان عشراً يا رحيم عشراً يا ربّ مثله ، يا حيُّ يا قيّوم مثله ، يا بديع السموات والأرض مثله
يا ذا الجلال والإكرام مثله ، يا حنّانُ يا منّان مثله ، اللّهمَّ صلِّ على محمّد
وآل محمّد عشراً ... وسل حاجتك .
١٠٦
«
( باب ) »
* « ( أدعية الفرج ودفع الاعداء ورفع الشدائد ) » *
«
( وفيه أدعية يوسف عليه السلام في الجب والسجن ) »
*
« ( ودعاء دانيال في الجب ) » *
*
« ( وأدعية سائر الانبياء عليهم السلام وما يناسب ذلك ) » *
*
« ( من أدعية التحرز من الافات والهلكات ) » *
١ ـ ما : المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفّار ، عن ابن
عيسى ، عن هارون ، عن ابن صدقة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام
أن يعلّمني دعاء أدعو به في المهمّات فأخرج إليَّ أوراقاً من صحيفة عتيقة قال : انتسخ ما فيها فهو دعاء جدِّي عليِّ بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام للمهمّات ، فكتبت
ذلك على وجهه ، فما كربني شيء قطُّ وأهمّني إلّا دعوت به ففرَّج الله همّي ، وكشف كربي ، وأعطاني سؤلي ، وهو :
«
اللّهمَّ هديتني فلهوت ، ووعظت فقسوت ، وأبليت الجميل فعصيت ، وعرَّفت فأصررت ثمَّ عرَّفت فاستغفرت فأقلت ، فعدت فسترت ، فلك الحمد إلهي تقحّمت أودية هلاكي ، وتحلّلت شعاب تلفي ، تعرَّضت فيها لسطواتك ، وبحلولها لعقوباتك ووسليتي إليك التوحيد ، وذريعتي أنّي لم اُشرك بك شيئاً ، ولم أتّخذ معك إلهاً
وقد فررت إليك من نفسي وإليك يفرُّ المسيء ، أنت مفزع
المضيّع حظَّ نفسه .
فلك
الحمد إلهي فكم من عدوّ انتضى عليَّ سيف عداوته
وشحذ لي ظُبة مُديته ، وأرهف لي شباحدِّه ، وداف لي قواتل سمومه ، وسدَّد نحوي صوائب سهامه ولم تنم عنّي عين حراسته ، وأظهر أن يسيمني المكروه ، ويجرِّعني ذعاف مرارته
فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح ، وعجزي عن الانتصار ممّن قصدني بمحاربته ، ووحدتي في كثير عدد من ناواني وأرصد لي البلاء فيما لم أعمل فيه فكري فابتدأتني بنصرتك ، وشددت أزري بقوَّتك ، ثمَّ فللت حدَّه وصيّرته من بعد جمعه وحده ، وأعليت كعبي ، وجعلت ما سدَّده مردوداً عليه ، فرددته لم يشف غليله ، ولم
يبرد حرارة غيظه ، قد عضَّ على شواه ، وأدبر مولّياً قد أخلف سراياه .
وكم
من باغ بغاني بمكائده ، ونصب لي أشراك مصائده ، ووكل بي تفقّد رعايته ، وأظبأ إليَّ إظباء السبع
لمصائده ، وانتظار الانتهاز لفريسته ، فناديتك يا إلهي مستغيثاً بك ، واثقاً بسرعة إجابتك ، عالماً أنّه لن يضطَهَدَ من أوى إلى ظلِّ كنفك ، ولن يفزع من لجأ إلى معاقل انتصارك ، فحصّنتني من بأسه بقدرتك .
وكم
من سحائب مكروه جلّيتها ، وغواشي كربات كشفتها ، لا تسئل عما تفعل وقد سئلت فأعطيت ، ولم تسأل فابتدأت واستميح فضلك فما أكديت ، أبيت إلّا إحساناً وأبيتُ إلّا تَقحُّم حرماتك ، وتعدِّي حدودك ، والغفلة عن وعيدك ، فلك الحمد إلهي من مقتدر لا يغلب ، وذي أناة لا يعجل ، هذا مقام من اعترف لك بالتقصير
______________________
وشهد على نفسه بالتضييع .
اللّهمَّ
إنّي أتقرَّب إليك بالمحمديّة الرفيعة ، وأتوجّه إليك بالعلويّة البيضاء فأعذني من شرِّ ما خلقت ، وشرِّ من يريد بي سوءاً فانَّ ذلك لا يضيق عليك في وجدك ، ولا يتكأَّدك في قدرتك ، وأنت على كلِّ شيء قدير .
اللّهمَّ
ارحمني بترك المعاصي ما أبقيتني ، وارحمني بترك تكلّف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنّي ، وألزم قلبي ، حفظ كتابك كما علّمتني ، واجعلني أتلوه على ما يرضيك به عنّي ، ونوِّر به بصري ، وأوعه سمعي واشرح به صدري ، وفرِّج به قلبي ، وأطلق به لساني ، واستعمل به بدني ، واجعل فيَّ من الحول والقوَّة ما يسهل ذلك عليَّ ، فانّه لا حول ولا قوَّة إلّا بك .
اللّهمَّ
اجعل ليلي ونهاري ودنياي وآخرتي ، ومنقلبي ومثواي ، عافية منك ومعافاة وبركة منك ، اللّهمَّ أنت ربّي ومولاي وسيّدي وأملي وإلهي وغياثي وسندي وخالقي وناصري وثقتي ورجائي ، لك محياي ومماتي ، ولك سمعي وبصري وبيدك رزقي وإليك أمري ، في الدُّنيا والاٰخرة ، ملكتني بقدرتك ، وقدرت
عليَّ بسلطانك ، لك القدرة في أمري ، وناصيتي بيدك لا يحول أحد دون رضاك ، برأفتك أرجو رحمتك ، وبرحمتك أرجو رضوانك ، لا أرجو ذلك بعملي ، فقد عجزت عن عملي ، فيكف أرجو ما قد عجز عنّي أشكو إليك فاقتي ، وضعف قوَّتي ، وإفراطي في أمري ، وكلُّ ذلك من عندي ، وما أنت أعلم به منّي ، فاكفني ذلك كلّه .
اللّهمَّ
اجعلني من رفقاء محمّد حبيبك ، وإبراهيم خليلك ، ويوم الفزع الأكبر من الاٰمنين ، فآمنّي ، وبيسارك فيسّرني ، وباظلالك فأظلّني ، ومفازة من
النار فنجّني ، ولا تسمني السوء ، ولا تحزني ، ومن الدُّنيا فسلّمني ، وحجّتي يوم
القيامة فلقّني ، وبذكرك فذكّرني ، ولليسرى فيسّرني ، وللعسرى فجنّبني ، والصلاة والزكاة ما دمت حيّاً فألهمني ، ولعبادتك فوفّقني ، وفي الفقه ومرضاتك فاستعملني ومن فضلك فارزقني ، ويوم القيامة فبيّض وجهي ، وحساباً يسيراً فحاسبني ، وبقبيح
عملي فلا تفضحني ، وبُهداك فاهدني ، وبالقول الثابت في الحياة الدُّنيا وفي الاٰخرة فثبّتني .
وما
أحببت فحبّبه إليَّ ، وما كرهت فبغّضه إليَّ ، وما أهمّني من الدُّنيا والاٰخرة فاكفني ، وفي صلاتي وصيامي ودعائي ونسكي ودنياي وآخرتي فبارك لي والمقام المحمود فابعثني ، وسلطاناً نصيراً فاجعل لي ، وظلمي وجهلي وإسرافي في
أمري فتجاوز عنّي ، ومن فتنة المحيا والممات فخلّصني ، ومن الفواحش ما ظهر منها وما بطن
فنجّني ، ومن أوليائك يوم القيامة فاجعلني ، وأدم صالح الّذي آتيتني ، وبالحلال عن الحرام فأغنني ، وبالطيّب عن الخبيث فاكفني .
أقبل
بوجهك الكريم إليَّ ولا تصرفه عنّي ، وإلى صراط المستقيم فاهدني ، ولما تحبُّ وترضى فوفّقني .
اللّهمَّ
إنّي أعوذ بك من الرياء والسمعة ، والكبرياء والتعظّم والخيلاء والفخر والبذخ والأشر والبطر والاعجاب بنفسي ، والجبريّة
، ربِّ وأعوذ بك من الفجر والبخل والشحِّ والحسد والحرص والمنافسة والغشّ وأعوذ بك من الطمع والطبَع والهلع والجزع والزَّيغ والقمع وأعوذ بك
من البغي والظلم والاعتداء والفساد والفجور والفسوق وأعوذ بك من الخيانة والعدوان والطغيان .
ربِّ
وأعوذ بك من المعصية والقطيعة والسيّئة والفواحش والذُّنوب ، وأعوذ بك من الاثم والمأثم والحرام [ و ] المحرَّم ، والخبث وكلّ ما لا تحبُّ .
ربِّ
وأعوذ بك من الشيطان ومكره وبغيه وظلمه وعدوانه وشركه وزبانيته وجنده وأعوذ بك من شرِّ ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، وأعوذ بك من شرِّ ما خلقت من دابّةٍ وهامّةٍ أو جنّ أو إنس ممّا يتحرَّك ، وأعوذ بك من شرِّ ما ينزل من السّماء وما يعرج فيها ومن شرِّ ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ، وأعوذ بك من
______________________
شرِّ كلِّ كاهن وساحر وزاكن ونافث وراق وأعوذ بك من
شرِّ كلِّ حاسد وطاغ وباغ ونافس وظالم ومعاند وجائر ، وأعوذ بك من العمى والصمم والبكم والبرص والجذام والشكّ والريب ، وأعوذ بك من الكسل والفشل والعجز والتفريط والعجلة والتضييع والابطاء ، وأعوذ بك من شرِّ ما خلقت في السّموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى .
وأعوذ
بك من القلّة والذلّة ، وأعوذ بك من الضيق والشدَّة والقيد والحبس والوثاق والسجون والبلاء وكلِّ مصيبة لا صبر لي عليها آمين ربَّ العالمين .
اللّهمَّ
أعطنا كلَّ الّذي سألناك ، وزدنا من فضلك على قدر جلالك وعظمتك بحقِّ لا إله إلّا أنت العزيز الحكيم .
جا : أحمد بن الوليد مثله .
٢ ـ لي : العطّار ، عن سعد ، عن ابن عبد الجبّار ، عن ابن البطائني ، عن
أبيه عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام
: ما كان دعاء يوسف عليهالسلام في الجبِّ فانّا قد اختلفنا فيه ؟ فقال : إنَّ يوسف عليهالسلام لمّا صار في الجبِّ
وأيس من الحياة ، قال : « اللّهمَّ إن كانت الخطايا والذُّنوب قد أخلقت وجهي عندك ، فلن ترفع لي إليك صوتاً ، ولن تستجيب لي دعوة ، فانّي أسئلك بحقِّ الشيخ يعقوب ، فارحم ضعفه واجمع بيني وبينه ، فقد علمت رقّته عليَّ وشوقي إليه » .
قال
: ثمَّ بكى أبو عبد الله الصّادق عليهالسلام ثمَّ قال : وأنا
أقول : اللّهمَّ إن كانت الخطايا والذُّنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لي إليك صوتاً فانّي أسئلك بك فليس كمثلك شيء ، وأتوجّه إليك بمحمّد نبيّك نبيِّ الرحمة ، يا الله يا الله يا
الله يا الله يا الله. قال : ثمَّ قال أبو عبد الله عليهالسلام
: قولوا : هذا وأكثروا منه ، فانّي كثيراً مّا
______________________
أقوله عند الكرب العظام .
٣ ـ لي : ابن المتوكّل ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمّن سمع أبا سيّار يقول : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام
يقول : جاء جبرئيل عليهالسلام إلى يوسف عليه السّلام وهو في السجن فقال : قل في دبر كلِّ صلاة مفروضة : « اللّهمَّ اجعل لي [ من أمري ] فرجاً ومخرجاً ، وارزقني من حيث أحتسب ، ومن حيث لا أحتسب » ثلاث مرّات .
٤ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لمّا طرحوا يوسف في الجبِّ قال : يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، ارحم ضعفي ، وقلّة حيلتي وصغري .
٥ ـ فس : الحسن بن عليّ ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن عمرو ، عن شعيب العقرقوفيّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لمّا أذن
ليوسف عليهالسلام في دعاء الفرج ، وضع
خدَّه على الأرض ثمَّ قال : « اللّهمَّ إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك ، فانّي أتوجّه إليك بوجه آبائي الصالحين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب » ففرَّج الله عنه ، قلت : جعلت فداك أندعو نحن بهذا الدُّعاء ؟ فقال : ادع بمثله ، اللّهمَّ إن
كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فانّي أتوجّه إليك بنبيّك نبيِّ الرّحمة صلىاللهعليهوآله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة عليهمالسلام
.
٦ ـ فس : قال : لمّا ولّى الرسول إلى الملك بكتاب يعقوب رفع يعقوب يده إلى السّماء فقال : « يا حسن الصحبة ، يا كريم المعونة ، يا خير إله ائتني بروح منك
وفرج من عندك » فهبط عليه جبرئيل عليهالسلام فقال له : يا يعقوب
ألا اُعلّمك دعوات يردُّ الله عليك بصرك ، وابنيك ؟ قال : نعم . قال : قل : « يا من لا يعلم أحد كيف
هو
______________________
إلّا هو ، يا من سدَّ السّماء بالهواء ، وكبس الأرض على
الماء ، واختار لنفسه أحسن الأسماء ، ائتني بروح منك ، وفرج من عندك » قال : فما انفجر عمود الصبح حتّى اُتي بالقميص فطرح عليه ، وردَّ الله عليه بصره وولده .
شى : عن مقرِّن ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
مثله وفيه : « يا من لا يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته إلّا هو » .
٧ ـ فس : أبي ، عن ابن محبوب ، عن الحسن بن عمارة ، عن أبي سيّار عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : لمّا طرح إخوة يوسف يوسف في الجبِّ ، دخل عليه جبرئيل وهو في الجبّ فقال : يا غلام من طرحك في هذا الجبِّ ؟ قال له يوسف : إخوتي ، لمنزلتي من أبي حسدوني ، ولذلك في الجبّ طرحوني ، قال : فتحبُّ أن تخرج منها ؟ فقال له يوسف : ذاك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب قال : فانّ إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب يقول لك : قل : « اللّهمَّ إنّي أسئلك فانَّ لك الحمد لا إله إلّا أنت الحنّان المنّان ، بديع السّموات والأرض ذو الجلال والاكرام ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ، واجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً ، وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب » فدعا ربّه فجعل الله له من الجبِّ فرجاً ومن كيد المرأة مخرجاً ، وآتاه ملك مصر من حيث لم يحتسب .
٨ ـ فس : قال جبرئيل عليهالسلام ليوسف عليهالسلام : قل : « أسئلك بمنّك العظيم وإحسانك القديم ، ولطفك العميم ، يا رحمن يا رحيم » فقالها : فرأى الملك الرؤيا فكان فرجه فيها .
أقول : قد مضى بعض الأخبار في باب الحولقة
.
٩ ـ جا
ما :
المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفّار ، عن
______________________
ابن عيسى ، عن الريّان قال : سمعت الرضا عليهالسلام يدعو بكلمات فحفظتها عنه ، فما دعوت بها في شدَّة إلّا فرَّج الله عنّي وهي « اللّهمَّ أنت ثقتي في كلِّ كرب ، وأنت
رجائي في كلِّ شدَّة ، وأنت لي في كلِّ أمر نزل بي ثقة وعدَّة ، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد ، وتقلُّ فيه الحيلة ، وتعيى فيه الاُمور ، ويخذل فيه البعيد والقريب والصديق ، ويشمت فيه العدوُّ وأنزلته بك وشكوته إليك ، راغباً إليك فيه عمّن سواك ، ففرَّجته ، وكشفته وكفيتنيه ، فأنت وليُّ كلِّ نعمة ، وصاحب كلِّ حاجة ومنتهى كلِّ رغبة ، فلك الحمد كثيراً ، ولك المنُّ فاضلاً ، بنعمتك تتمُّ الصّالحات
يا معروفاً بالمعروف معروف ويا من هو بالمعروف موصوف ، أنلني من معروفك معروفاً تغنيني به عن معروف ، من سواك ، برحمتك يا أرحم الرّاحمين .
١٠ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن
سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عليِّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن دعاء يوسف عليهالسلام ما كان ؟ فقال : إنَّ دعاء يوسف عليهالسلام كان كثيراً لكنّه لما اشتدَّ عليه الحبس خرَّ الله ساجداً وقال : « اللّهمَّ إن كانت
الذُّنوب قد أخلقت وجهي عندك ، فلن ترفع لي إليك صوتاً ، فأنا أتوجّه إليك بوجه الشيخ يعقوب » قال : ثمَّ بكيَ أبو عبد الله عليهالسلام
وقال : صلّى الله على يعقوب : وعلى يوسف وأنا أقول : اللّهمَّ بالله وبرسوله عليهالسلام
.
أقول : قد مضى بعض الأخبار في باب الأدعية لقضاء الحوائج .
١١ ـ ما : الفحّام ، عن محمّد بن عيسى بن هارون ،
عن إبراهيم بن عبد الصمد ، عن أبيه ، عن جدِّه قال : قال سيّدنا الصادق عليهالسلام
: من اهتمَّ لرزقه كتب عليه خطيئة إنَّ دانيال كان في زمن ملك جبّار عات أخذه فطرحه في جبّ وطرح معه السّباع فلم تدنو منه ولم يخرجه ، فأوحى الله إلى نبيّ من أنبيائه أن ائت دانيال بطعام ، قال
: يا ربِّ وأين دانيال ؟ قال : تخرج من القرية ، فيستقبلك ضبع فاتّبعه فانّه يدلّك
إليه
______________________
فأتت به الضبع إلى ذلك الجبِّ فاذا فيه دانيال ، فأدلى
إليه الطعام ، فقال دانيال :
«
الحمد لله الّذي لا ينسى من ذكره ، والحمد لله الّذي لا يخيب من دعاه الحمد لله الّذي من توكّل عليه كفاه ، الحمد لله الّذي من وثق به لم يكله إلى غيره
الحمد لله الّذي يجزي بالاحسان إحساناً ، وبالصبر نجاة » ثمَّ قال الصادق عليهالسلام : إنَّ الله أبى إلّا أن يجعل أرزاق المتّقين من حيث لا يحتسبون ، وأن لا يقبل لأوليائه شهادة في دولة الظالمين .
ص : الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن القاشانيّ ، عن
الاصبهانيّ عن المنقريّ ، عن حفص ، عنه عليهالسلام مثله.
١٢ ـ فس : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبيّ ، عن
هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليهالسلام في خبر طويل ذكر فيه
قصّة بخت نّصر ، ودانيال ، قال : كان دعاؤه عليهالسلام : الحمد لله الّذي
لا ينسى ـ إلى قوله : بالاحسان إحساناً ، وزاد فيه : الحمد لله الّذي يجزي بالصبر نجاة ، والحمد لله الّذي يكشف ضرَّنا عند كربتنا ، والحمد لله الّذي هو ثقتنا حين ينقطع الحيل منّا ، والحمد لله الّذي هو رجاؤنا حين ساء ظنّنا بأعمالنا .
أقول : تمامه في كتاب النبوّات .
١٣ ـ ثو : أبي ، عن محمّد العطّار ، عن الأشعريّ
، عن محمّد بن حسان ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائنيّ ، عن صندل ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : من أصابه مرض أو شدَّة فلم يقرأ في مرضه أو في تلك الشدَّة الّتي
نزلت به قل هو الله أحد ، فهو من أهل النار .
١٤ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن
______________________
ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله
صلوات الله عليه قال : أخبرني أبي عن جدِّي ، عن النبيِّ صلىاللهعليهوآله عن جبرئيل عليهالسلام قال : لمّا
أخذ نمرود إبراهيم عليهالسلام ليلقيه في النّار ، قلت : يا ربِّ عبدك وخليلك ليس في أرضك أحد يعبدك غيره ، قال الله تعالى : هو عبدي آخذه إذا شئت ، ولمّا اُلقي إبراهيم عليهالسلام في النار تلقّاه جبرئيل عليهالسلام في الهواء ، وهو يهوي إلى النار ، فقال : يا إبراهيم لك
حاجة ؟ فقال : أمّا إليك فلا ، وقال : يا الله يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفواً أحد نجّني من النار برحمتك ، فأوحى الله تعالى إلى النّار « كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ » .
١٥ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن عمّه ، عن البرقيّ ، عن
البزنطيّ ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان دعاء إبراهيم عليهالسلام يومئذ : يا أحد يا
صمد ، يا من لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ، ثمَّ توكّلت على الله . فقال : كفيت .
١٦ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق باسناده إلى ابن محبوب ، عن الحسن بن عمارة ، عن أبي سيّار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : لمّا ألقى إخوة يوسف يوسف عليهالسلام في الجبِّ ، نزل عليه جبرئيل فقال : يا غلام من طرحك في هذا الجبِّ ؟ فقال : إخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني ، قال : أتحبُّ أن تخرج من هذا الجبِّ ؟ قال : ذلك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، قال : فانَّ الله يقول لك : قل : « اللّهمَّ إنّي
أسئلك بأنَّ لك الحمد لا إله إلّا أنت ، بديع السّموات والأرض ، يا ذا الجلال والاكرام ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل من أمري فرجاً ومخرجاً ، وترزقني
من حيث أحتسب ، ومن حيث لا أحتسب .
أقول : قد أوردنا بعض الأخبار في باب الكلمات الأربع .
١٧ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن حمزة العلويّ ، عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ بن يوشع ، عن عليّ بن محمّد الجريريّ ، عن حمزة بن يزيد عن عمر ، عن جعفر ، عن آبائه ، عن النبيِّ صلّى الله عليه وعليهم قال : لمّا
اجتمعت اليهود إلى عيسى عليهالسلام ليقتلوه بزعمهم أتاه
جبرئيل عليهالسلام فغشّاه بجناحه ، وطمح
عيسى ببصره فاذا هو بكتاب في جناح جبرئيل « اللّهمَّ إنّي
أدعوك باسمك الواحد الأعزِّ وأدعوك اللهمَّ باسمك الصمد وأدعوك اللّهمَّ باسمك العظيم الوتر ، وأدعوك اللهمَّ باسمك الكبير المتعال الّذي ثبّت أركانك كلّها ، أن تكشف عنّي ما أصبحت وأمسيت فيه فلمّا دعا به عيسى عليهالسلام أوحى الله تعالى إلى جبرئيل : ارفعه إلي عندي .
ثمَّ
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا بني عبد المطلّب
سلوا ربّكم بهؤلاء الكلمات فو الّذي نفسي بيده ، ما دعا بهنَّ عبد باخلاص ونيّة إلّا اهتزَّ له العرش ، وإلّا
قال الله لملائكته اشهدوا أنّي قد استجبت له بهنَّ ، وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته ، ثمَّ قال لأصحابه سلوا بها ولا تستبطؤا الاجابة .
١٨ ـ ص : الصدوق ، عن أبي حامد ، عن ابن سعدان ، عن أبي الخير بن بندار
ابن يعقوب ، عن جعفر بن درستويه ، عن اليمان بن سعيد ، عن يحيى بن عبد الله ، عن عبد الرّزاق ، عن معمر ، عن الزهريّ ، عن سالم بن عبد الله ، عن ابن عمر قال : كنّا جلوساً عند رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا دخل أعرابيٌّ على
ناقة حمراء فسلّم ثمَّ قعد فقال بعضهم : إنَّ الناقة الّتي تحت الأعرابيّ سرقها ، قال : أقم بيّنة فقالت
الناقة الّتي تحت الأعرابيّ : والّذي بعثك بالكرامة يا رسول الله إنَّ هذا ما سرقني ولا ملكني أحد سواه .
فقال
رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أعرابيُّ ما الّذي
قلت حتّى أنطقها الله بعذرك ؟ قال : قلت : اللّهمَّ إنّك لست باله استحدثناك ، ولا معك إله أعانك على خلقنا ، ولا
معك ربٌّ فيشركك في ربوبيّتك ، أنت ربّنا كما تقول ، وفوق ما يقول القائلون أسئلك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تبرأني ببراءتي ، فقال النبيُّ صلىاللهعليهوآله : والّذي بعثني بالكرامة يا أعرابيُّ لقد رأيت الملائكة يكتبون مقالتك ، ألا ومن نزل به مثل ما نزل بك ، فليقل مثل مقالتك ، وليكثر الصلاة عليَّ .
١٩ ـ ضا : وإذا حزنك أمر فقل سبع مرّات « بسم
الله الرَّحمن الرَّحيم لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم ، فان كفيت وإلّا أتممت سبعين مرَّة ، وإذا
ابتليت ببلوى أو أصابتك محنة أو خفت أمراً أو أصابك غمٌّ
فاستعن ببعض إخوانك ، و ادع بهذا الدُّعاء ، ويؤمّن الأخ عليه ، فانّه نروي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه دعا وأمّن عليه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في المهمّات ،
وقال : ما دعا بهذا الدُّعاء أحد قطُّ ثلاث مرّات إلّا اُعطي ما سأل ، إلّا أن يسأل ماثماً أو قطيعة رحم ، وهو أن يقول :
« يا حيُّ يا قيّوم ، يا حيُّ لا يموت ، يا حيُّ لا إله إلّا أنت ، أسألك بأنَّ لك
الحمد لا إله إلّا أنت المنّان ، بديع السموات والأرض ، يا ذا الجلال والاكرام » .
وإذا
كنت مجهوداً فاسجد ثمَّ اجعل خدَّك الأيمن على الأرض ، ثمَّ خدَّك الأيسر ، وقل في كلِّ واحد « يا مذلَّ كلِّ جبّار عنيد ، يا معزَّ كلِّ ذليل ، قد
وحقّك بلغ مجهودي ، فصلِّ على محمّد وآل محمّد ، وفرِّج عنّي » .
وإذا
كرهت أمراً فقل : « حسبي الله ونعم الوكيل » .
٢٠ ـ يج : ذكر الرضيُّ
في كتاب خصائص الائمة باسناده ، عن ابن عباس قال : كان رجل على عهد عمر وله إبل بناحية أذربيجان ، قد استصعبت عليه فشكا إليه ما ناله ، وأنَّ معاشه كان منها ، فقال له : اذهب فاستغث بالله تعالى فقال
الرجل : ما زلت أدعو الله وأتوسّل إليه ، وكلّما قربت منها حملت عليَّ ، فكتب له عمر رقعة فيها : من عمر أمير المؤمنين إلى مردة الجنّ والشياطين أن يذلّلوا هذه المواشي له .
فأخذ الرجل الرقعة ومضى .
فقال
عبد الله بن عبّاس : فاغتممت شديداً فلقيت عليّاً فأخبرته بما كان ، فقال عليه السلام : والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة ، ليعودنَّ بالخيبة ، فهدأ ما بي
وطالت عليَّ شقّتي ، وجعلت أرقب كلَّ من جاء من أهل الجبال ، فاذا أنا بالرجل قد وافى وفي جبهته شجّة تكاد اليد تدخل فيها .
فلمّا
رأيته بادرت إليه فقلت : ما وراك ؟ فقال : إنّي صرت إلى الموضع ورميت بالرقعة ، فحمل عليَّ عداد منها فهالني أمرها ، ولم يكن لي قوَّة ، فجلست فرمحتني أحدها في وجهي فقلت : « اللّهمَّ اكفنيها » وكلّها تشدُّ عليَّ وتريد قتلي
______________________
فانصرفت عنّى فسقطت فجاء أخي فحملني ، ولست أعقل ، فلم
أزل أتعالج حتّى صلحت ، وهذا الأثر في وجهي فقلت له : صر إلى عمر وأعلمه ، فصار إليه وعنده نفر فأخبره بما كان فزبره فقال له : كذبت لم تذهب بكتابي ، فحلف الرجل لقد فعل فأخرجه عنه .
قال
ابن عبّاس : فمضيت به إلى أمير المؤمنين عليهالسلام
فتبسّم ثمَّ قال : ألم أقل لك ، ثمَّ أقبل على الرجل فقال له : إذا انصرفت إلى الموضع الذي هي فيه ، فقل : اللّهمَّ إنّي أتوجّه إليك بنبيّك نبيِّ الرحمة ، وأهل بيته الّذين اخترتهم على
علم على العالمين ، اللّهمَّ ذلّل لي صعوبتها ، واكفني شرَّها ، فإنّك الكافي المعافي
، والغالب القاهر » قال : فانصرف الرجل راجعاً فلمّا كان من قابل قدم الرجل معه جملة من المال قد حملها من أثمانها إلى أمير المؤمنين ، وصار إليه وأنا معه .
فقال
عليهالسلام : تخبّرني أو اُخبّرك
؟ فقال الرجل : يا أمير المؤمنين بل تخبّرني قال : كأنّي بك وقد صرت إليها ، فجاءتك ولاذت بك خاضعة ذليلة ، فأخذت بنواصيها ، واحدة واحدة ، فقال الرَّجل : صدقت يا أمير المؤمنين كأنّك كنت معي هكذا كان ، فتفضّل بقبول ما جئتك به ، فقال : امض راشداً بارك الله لك ، وبلغ الخبر عمر ، فغمّه ذلك وانصرف الرجل وكان يحجُّ كلَّ سنة ، وقد أنمى الله ماله .
فقال
أمير المؤمنين عليهالسلام : كلُّ من استصعب
عليه شيء من مال أو أهل أو ولد أو أمر فليبتهل إلى الله بهذا الدُّعاء ، فانّه يكفي مما يخاف إن شاء الله
.
٢١ ـ شى : عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال : الكلمات الّتي تلقّاهنَّ آدم عليهالسلام من ربّه فتاب عليه
وهدى ، قال : « سبحانك اللّهمَّ وبحمدك إنّي عملتُ سوءً وظلمتُ نفسي ، فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرَّحيم ، اللّهمَّ إنّه
لا إله إلّا أنت ، سبحانك وبحمدك ، إنّي عملتُ سوء وظلمتُ نفسي فاغفر لي إنّك أنت خير الغافرين ، اللّهمَّ إنّه لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك إنّي عملتُ سوءً
______________________
وظلمتُ نفسي فاغفرلي إنّك أنت الغفور الرَّحيم .
٢٢ ـ سر : محمّد بن عليِّ بن محبوب ، عن محمّد بن
الحسين ، عن الحسن بن عليّ ابن فضّال ، عن أبي اسحاق ثعلبة ، عن عبد الله بن هلال قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنَّ حالنا قد تغيّرت ، قال : فادع في صلاتك الفريضة ، قلت : أيجوز في الفريضة فاُسمّي حاجتي للدِّين والدُّنيا ؟ قال : نعم ، فانَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قد قنت ودعا على قوم بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم ، وفعله عليٌّ عليهالسلام من بعده
.
٢٣ ـ شى : عن إسحاق بن يسار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : إنَّ الله بعث إلى يوسف عليهالسلام وهو في السجن : يا
ابن يعقوب ما أسكنك مع الخطّائين ؟ قال : جرمي قال : فاعترف بجرمه واُخرج ، فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من أهله ، فقال له : ادع بهذا الدُّعاء : يا كبير كلِّ كبير ، يا من لا شريك له ولا وزير ، يا
خالق الشمس والقمر المنير ، يا عصمة المضطرّ الضرير ، يا قاصم كلِّ جبّار عنيد ، يا مغني
البائس الفقير ، يا جابر العظم الكسير ، يا مطلق المكبَّل الأسير ، أسألك بحقِّ محمّد وآل
محمّد أن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً ، وترزقني من حيث أحتسب ، ومن حيث لا أحتسب .
قال
: فلمّا أصبح دعا به الملك فخلّى سبيله ، وذلك قوله : « وقد أحسن بي إذا أخرجني من السجن » .
٢٤ ـ مكا : قال النبيُّ صلىاللهعليهوآله : من دعا بهذا الدُّعاء
: « اللّهمَّ إنّي عبدك وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض فيَّ حكمك ، عدل فيَّ قضاؤك ، أسألك بكلِّ اسم هو لك سمّيت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجَلاء حُزني ، وَذهابَ همّي » أذهب الله همّه ، وأبدله مكان حزنه
______________________
فرحاً .
وروي
عن النبيِّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال لعليّ عليهالسلام : إذا وقعت في ورطة فقل : « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم ، اللّهمّ
إيّاك نعبدُ وإيّاك نستعين » فانَّ الله سبحانه يدفع بها البلاء
.
٢٥ ـ تم : باسنادي إلى جدِّي أبي جعفر الطوسيّ من
كتاب الربيع بن محمّد المسليّ باسناده إلى ابن خارجة زيادة في دعاء يوسف عليهالسلام
، فقال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام تغيّر حالي ، فقال
لي : فأين أنت عن دعاء يوسف ؟ فقلت : وما دعاء يوسف ؟ فقال : كان يقول : « سكن جسمي من البلوى ، وسبقني لساني بالخطيئة ، فان يكن وجهي خلق عندك ، وحجبت الذُّنوب صوتي عنك ، فانّي أتوجّه إليك بوجه الشيخ يعقوب » قال : قلت : فانَّ يوسف يقول : بوجه الشيخ يعقوب ، فما أقول أنا ؟ قال : تقول : بوجه محمّد صلّى الله عليه وعلى أهل بيته .
أقول : وقد رويت في لفظ دعاء يوسف عليهالسلام
في الحبس غير ذلك ، وأمّا قوله في الدُّعاء : « سكن جسمي من البلوى » فلعلّها « شكى جسمي من البلوى » لكنّني وجدت اللّفظ كما نقلته .
٢٦ ـ نوادر الراوندي : باسناده عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من تظاهرت نعم
الله عليه ، فليكثر الشكر ، ومن اُلهم الشكر لم يحرم المزيد ، ومن كثر همومه فليكثر من الاستغفار ، ومن ألحَّ عليه الفقر فليكثر من قول : لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم .
٢٧ ـ نقل من خط ا لشهيد رحمه الله عن النبيِّ صلىاللهعليهوآله : ما من عبد يخاف زوال نعمة أو فجاءة نقمة أو تغيّر عافية ويقول : « يا حَيُّ يا قَيُّوم يا واحد يا مجيد يا بَرُّ يا كريم يا رحيم يا غنيُّ تمّم عَلَينا نعمتك ، وهب لنا
كرامتك وألبسنا عافيتك » إلّا أعطاه الله تعالى خير الدُّنيا والاٰخرة .
______________________
٢٨ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن عبد الله
بن محمّد عبد العزيز ، عن محمّد بن عبّاد المكّي ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن محمّد بن عجلان ، عن محمّد بن
كعب عن عبد الله بن شدّاد ، عن عبد الله بن جعفر قال : لقّنني عليُّ بن أبي طالب كلمات
الفرج وأخبرني أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لقّنهنَّ إيّاه
وأمره إذا نزل به كرب أو شدَّة أن يقولهنَّ : « لا إله إلّا الله الحليم الكريم ، لا إله إلّا الله العليُّ العظيم ، سبحان الله
وتبارك الله ، ربُّ السّموات السّبع ، وربُّ العرش العظيم ، والحمد لله ربِّ العالمين »
.
٢٩ ـ دعوات الراوندي : عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من أصابه همٌّ
أو كرب أو بلاء أو حزن ، فليقل : « الله الله ربّي لا اُشرك به شيئاً ، توكّلت على الحيِّ
الّذي لا يموت » .
ومن
دعاء الفرج « يا من يكفي من كلِّ شيء ، ولا يكفي منه شيء ، اكفني ما أهمّني » .
وعن
الصّادق عليهالسلام أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لأمير المؤمنين عليهالسلام : إذا وقعت في ورطة فقل : « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله » فانَّ
الله يصرف بها ما يشاء من أنواع البلاء .
وفي
رواية أحمد : يكرِّرها سبع مرّات ، فان انكشف ذلك البلاء وإلّا يتمّها سبعين مرَّة ، وقال : اغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة ، وافتحوا أبواب الطاعة
بالتسمية .
وعن
أبي جعفر عليهالسلام أنَّ يعقوب عليهالسلام كان اشتدَّ به الحزن ، ورفع يده إلى السّماء وقال : « يا حسن الصحبة ، يا كثير المعونة ، يا خيراً كلّه ائتني بروح منك
وفرج من عندك » فهبط جبرئيل عليهالسلام قال : يا يعقوب ألا
اُعلّمك دعوات يردُّ الله عليها بها بصرك وولديك ؟ قال : نعم ، قال : قل يا من لا يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته إلّا هو ، يا من سدَّ الهواء بالسّماء وكبس الأرض على الماء ، واختار لنفسه أحسن الأسماء ، ائتني بروح منك وفرج من عندك » قال : فما انفجر عمود الصبح حتّى اُتي بالقميص يطرح عليه ، وردَّ الله عليه بصره وولده .
______________________
وعن
زين العابدين عليهالسلام قال : ضمَّني والدي عليهالسلام إلى صدره يوم قتل والدِّماء تغلى وهو يقول : يا بنيّ احفظ عنّي دعاء علّمتنيه فاطمة عليهاالسلام ، وعلّمها رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلّمه جبرئيل عليهالسلام في الحاجة والمهمّ والغمّ والنازلة إذا
نزلت والأمر العظيم الفادح ، قال ادع : « بحقِّ يس والقرآن الحكيم ، وبحقِّ طه والقرآن العظيم ، يا من يقدر على حوائج السائلين ، يا من يعلم ما في الضمير يا منفّس عن المكروبين ، يا مفرِّج عن المغمومين ، يا راحم الشيخ الكبير ، يا رازق
الطفل الصغير ، يا من لا يحتاج إلى التفسير ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وافعل بي
كذا وكذا .
وقال
النبيُّ صلىاللهعليهوآله : قال لي جبرئيل :
ألا اُعلّمك الكلمات الّتي قالهنَّ موسى عليهالسلام
حين انفلق له البحر ؟ قال : قلت : بلى ، قال : قل : « اللّهمَّ لك الحمد وإليك
المشتكى وبك المستغاث ، وأنت المستعان ، ولا حول ولاقوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم » .
٣٠ ـ البلد الامين : ذكر صاحب كتاب دفع الهموم والأحزان
وقمع الغموم يقول المحبوس ثلاثا : « أسأل الله العفو والعافية ، والمعافاة في الدُّنيا والاٰخرة
» .
وقال
نوبة العنبريُّ : أكرهني السّلطان على القتال فأبيت فحبسني حتّى لم يبق في رأسي شعرة ، فأتاني آت في منامي عليه ثياب بيض ، وقال : يا نوبة ، قد أطالوا
حبسك ، قلت : نعم ، قال : قل : « أسأل الله العفو والعافية ، والمعافاة في الدُّنيا
والاٰخرة » فاستيقظت فكتبت ما قاله ، ثمَّ توضّأت وصلّيت ما شاء الله ، وقلت
ذلك حتّى صلّيت صلاة الصبح ، فجاء حرسي ، وقال : أين نوبة ؟ فقلت : نعم ، فحملني وأدخلني عليه ، وأنا أتكلّم بهنَّ ، فلمّا رآني أمر باطلاقي ، قال نوبة : فعلّمته
رجلا في البصرة قال : لم أقلهنَّ في عذاب إلّا خلّي عنّي ، وعذّبت يوما ولم أذكرهنَّ حتّى جلدت مائة سوط فذكرتهنَّ حينئذ فدعوت بهنَّ فخلّي عنّي
.
٣١ ـ من كتاب الروضة : بحذف الاسناد عن الربيع صاحب المنصور
قال : لمّا استويت الخلافة له ، قال : يا ربيع ابعث إلى جعفر بن محمّد من يأتيني به ، ثمَّ
قال
______________________
بعد ساعة : ألم أقل لك أن تبعث إلى جعفر بن محمّد ؟ فو
الله لتأتينّي به ، وإلّا قتلتك فلم أجد بدّاً فذهبت إليه فقلت : يا أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين ، فقام معي
فلمّا دنونا من الباب رأيته يحرِّك شفتيه ، ثمَّ دخل فسلّم عليه ، فلم يردَّ عليه فوقف
فلم يجسله ثمَّ رفع إليه رأسه فقال : يا جعفر أنت الّذي ألّبت عليَّ وكثّرت ، فقد حدَّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه أنّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله قال : ينصب لكلِّ غادر لواء يوم القيامة يعرف به ، فقال جعفر بن محمّد عليهماالسلام : وحدَّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدِّه أنّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله قال : ينادي مناد يوم القيامة من
بطنان العرش ألا فليقم كلُّ من أجره عليَّ ، فلا يقوم إلّا من عفا عن أخيه ، فما زال يقول حتّى سكن ما به ، ولان له فقال : اجلس أبا عبد الله ثمَّ دعا بمِدهن من غالية فجعل يغلّفه بيده ، والغالية
تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين ، ثمَّ قال : انصرف أبا عبد الله في حفظ الله وقال لي :
يا ربيع اتبع أبا عبد الله جائزته ، وأضعفها له .
قال
: فخرجت فقلت أبا عبد الله : أتعلم محبّتي لك ؟ قال : نعم ، يا ربيع ، أنت منّا ، حدَّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن النبيِّ صلىاللهعليهوآله قال : مولى القوم من
أنفسهم ، فأنت منّا ، قلت : يا أبا عبد الله شهدت ما لم نشهد ، وسمعت ما لم نسمع ،
وقد دخلت عليه ورأيتك تحرِّك شفتيك عند الدخول عليه ، قال : نعم ، دعاء كنت أدعو به ، فقلت : أدعاء كنت تلقّيته عند الدخول ، أو شيء تأثره عن آبائك الطيّبين ؟
فقال : بل حدَّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدِّه أنَّ النّبيَّ صلىاللهعليهوآله كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء ، وكان يقال له : دعاء الفرج وهُو :
«
اللّهمَّ احرسني بعينك الّتي لا تنام ، واكنفني بركنك الّذي لا يرام ، وارحمني بقُدرتك عليَّ ، ولا أهلك وأنت رجائي ، فكم من نعمة أنعمت بها عليَّ قلَّ لك بها شكري ، وكم من بليّة ابتليتني قلَّ لك بها صبري ، فيا من قلَّ عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قلَّ عند بليّته صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، أسئلك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد .
اللّهمَّ
أعنّي على ديني بالدُّنيا ، وعلى الاٰخرة بالتقوى ، واحفظني فيما غبت
عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته ، يا من لا تضرُّه
الذُّنوب ، ولا تنقصه المغفرة هب لي ما لا ينقصك ، واغفر لي ما لا يضرُّك ، إنّك ربٌّ وهّاب ، أسئلك فرجاً قريباً
وصبراً جميلاً ورزقاً واسعاً والعافية من جميع البلاء ، وشكر العافية .
وفي
رواية : « وأسئلك تمام العافية ، وأسئلك دوام العافية ، وأسألك الشكر على العافية ، وأسئلك الغنى عن الناس ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم .
قال
الربيع : فكتبته من جعفر بن محمّد عليهماالسلام في رقعة ، فها هو ذا
في جيبي وقال موسى بن سهل : كتبته من الربيع وها هو في جيبي ، وقال محمّد بن هارون : كتبته من العبسيّ وها هو في جيبي ، وقال عليُّ بن أحمد المحتسب : كتبته من محمّد ابن هارون وها هو في جيبي ، وقال عليُّ بن الحسن : كتبت من المحتسب وها هو في جيبي ، وقال السُّلمي مثله ، وقال أبو صالح مثله ، وقال الحافظ أبو منصور مثله وأنا أقول مثله .
٣٢ ـ عدة الداعي : عمر بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن
النبيِّ صلىاللهعليهوآله أنَّ جبرئيل عليهالسلام نزل عليه بهذا الدُّعاء
من السّماء ، ونزل عليه ضاحكاً مستبشراً فقال : السّلام عليك يا محمّد ، قال : وعليك السّلام يا جبرئيل ، فقال : إنَّ الله
عزَّ وجلَّ بعث إليك بهديّة ، قال : وما تلك الهدية يا جبرئيل ؟ قال : كلمات من كنوز العرش أكرمك الله بها ، قال : وما هنَّ يا جبرئيل ؟ قال : قل : « يا من أظهر الجميل ، وستر
القبيح ، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ، ولم يهتك الستر ، يا عظيم العفو ، يا حسن
التجاوز يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا صاحب كلِّ نجوى ، ومنتهى كلِّ شكوى ، يا كريم الصفح ، يا عظيم المنِّ ، يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها ، يا ربّنا
ويا سيَّدنا ويا مولانا ، ويا غاية رغبتنا ، أسألك يا الله أن لا تشوِّه خلقي بالنّار
» .
فقال
رسول الله صلىاللهعليهوآله لجبرئيل : ما ثواب
هذه الكلمات ؟ قال : هيهات هيهات انقطع العمل ، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين ، على أن يصفوا ثواب ذلك إلى يوم القيامة ما وصفوا من كلِّ جزء جزءاً واحداً .
______________________
فاذا
قال العبد : « يا من أظهر الجميل وستر القبيح » ستره الله ورحمه في الدُّنيا وجمله في الاٰخرة ، وستر الله عليه ألف ستر في الدُّنيا والاٰخرة وإذا
قال : « يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك السّتر » لم يحاسبه الله تعالى يوم القيامة ، ولم يهتك
ستره يوم تهتك الستور وإذا قال : « يا عظيم العفو » غفر الله له ذنوبه ، ولو كانت
خطيئته مثل زبد البحر ، وإذا قال : « يا حسن التجاوز » تجاوز الله عنه حتّى السرقة وشرب
الخمر وأهاويل الدُّنيا وغير ذلك من الكبائر ، وإذا قال : « يا واسع المغفرة » فتح الله
تعالى له سبعين بابا من الرحمة فهو يخوض في رحمة الله تعالى حتّى يخرج من الدُّنيا وإذا قال : « يا باسط اليدين بالرحمة » بسط الله يده عليه له بالرحمة .
وإذا
قال : « يا صاحب كلِّ نجوى ومنتهى كلِّ شكوى » أعطاه الله من الأجر ثواب كلِّ مصاب ، وكلِّ سالم ، وكلِّ مريض ، وكلّ ضرير ، وكلّ مسكين وكلّ فقير ، وكلّ صاحب مصيبة إلى يوم القيامة ، وإذا قال : « يا كريم الصفح » أكرمه الله كرامة الأنبياء ، وإذا قال : « يا عظيم المنِّ » أعطاه الله يوم
القيامة منيته ومنية الخلائق ، وإذا قال : « يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها » أعطاه الله من
الأجر بعدد من شكر نعماءه .
وإذا
قال : « يا ربّنا ويا سيّدنا » قال الله تعالى : اشهدوا ملائكتي أنّي قد غفرت له ، وأعطيته من الأجر بعدد من خلقته في الجنّة ، والنار والسموات السبع والأرضين السبع ، والشمس والقمر والنجوم ، وقطر الأقطار ، وأنواع الخلق والجبال والحصى والثرى ، وغير ذلك ، والعرش والكرسيّ .
وإذا
قال : « يا مولانا » ملأ الله قلبه من الايمان ، وإذا قال : « يا غاية رغبتنا » أعطاه الله تعالى يوم القيامة رغبته ، ومثل رغبة الخلائق ، وإذا قال : « أسألك يا
الله أن لا تشوِّه خلقي بالنار » قال الجبّار : استعتقني عبدي من النار ، اشهدوا
ملائكتي أنّي قد أعتقته من النار ، وأعتقت أبويه وإخوته وأهله وولده وجيرانه ، وشفّعته في ألف رجل ممّن وجبت له النار ، وآجرته من النار ، فعلّمهنَّ يا محمّد المتّقين ، ولا
تعلّمهنَّ المنافقين ، فإنّها دعوة مستجابة لقائلهنَّ إنشاء الله ، وهو دعاء أهل
البيت
المعمور حوله ، إذا كانوا يطوفون به .
٣٣ ـ كتاب الامامة للطبري : أبو جعفر محمّد بن
هارون بن موسى التلّعكبريّ قال : حدَّثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب قال : تقلّدت عملاً من أبي منصور بن
الصالحان ، وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري ، فطلبني وأخافني فمكثت مستتراً خائفاً ثمَّ قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة ، واعتمدت المبيت هناك للدُّعاء والمسئلة
وكانت ليلة ريح ومطر ، فسألت ابن جعفر القيّم أن يغلق الأبواب وأن يجتهد في خلوة الموضع لأخلو بما اُريده من الدُّعاء والمسئلة ، وآمن من دخول إنسان ممّا لم آمنه ، وخفت من لقائي له ، ففعل وقفل الأبواب وانتصف اللّيل ، وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع ، ومكثت أدعوا وأزور واُصلّي .
فبينما
أنا كذلك إذ سمعت وطية عند مولانا موسى عليهالسلام
وإذا رجل يزور فسلّم على آدم واُولي العزم عليهمالسلام ، ثمَّ الأئمّة
واحداً واحداً إلى انتهى إلى صاحب الزمان عليهالسلام فلم يذكره ، فعجبت
من ذلك وقلت : لعلّه نسي أو لم يعرف أو هذا مذهب لهذا الرجل .
فلمّا
فرغ من زيارته صلّى ركعتين وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفرعليهالسلام فزار مثل الزيارة ، وذلك السلام ، وصلّى ركعتين ، وأنا خائف منه ، إذا لم أعرفه ورأيته شابّا تامّاً من الرجال ، عليه ثياب بياض ، وعمامة محنّك بها بذؤابة ورديّ على كتفه مسبل ، فقال لي : يا با الحسين بن أبي البغل أين أنت عن دعاء الفرج ؟ فقلت : وما هو يا سيّدي ؟ فقال : تصلّي ركعتين وتقول :
«
يا من أظهَر الجميل ، وستَر القَبيح ، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ، ولم يهتك الستر ، يا عظيم المنِّ ، يا كريم الصفح ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليَدين بالرحمة ، يا مُنتهى كلِّ نجوى ، يا غاية كلِّ شكوى ، يا عون كلِّ مُستعين ، يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها ، يا ربّاه ، ـ عشر مرّات ـ يا سيّداه
ـ عشر مرّات ـ يا مولياه ـ عشر مرّات ـ يا غايتاهُ ـ عشر مرّات ـ يا منتهى رغبتاه ـ عشر مرّات ـ أسئلك بحقّ هذه الأسماء ، وبحق محمّدٍ وآله الطاهرين عليهمالسلام إلّا
ما كشفت كربي ، ونفّست همّي ، وفرَّجت عنّي ، وأصلحت
حالي » .
وتدعو
بعد ذلك بما شئت وتسأل حاجتك ، ثمَّ تضع خدَّك الأيمن على الأرض وتقول مائة مرَّة في سجودك « يا محمّدُ يا عليّ ، يا عليُّ يا محمّد ، اكفياني فانّكما
كافياي ، وانصراني فانّكما ناصراي » وتضع خدَّك الأيسر على الأرض وتقول مائة مرّة « أدركني » وتكرِّرها كثيراً ، وتقول الغوث الغوث حتّى ينقطع نفسك ، و ترفع رأسك ، فانَّ الله بكرمه يقضي حاجتك إن شاء الله تعالى .
فلمّا
شغلت بالصّلاة والدُّعاء خرج فلمّا فرغت خرج لابن جعفر لأسأله عن الرَّجل وكيف دخل ؟ فرأيت الأبواب على حالها مغلقة . مقفّلة ، فعجبت من ذلك ، وقلت : لعلّه باب ههنا ولم أعلم ، فأنبهت ابن جعفر القيّم فخرج إلى عندي من بيت الزيت ، فسألته عن الرجل ودخوله فقال : الأبواب مقفّلة كما ترى ما فتحتها ، فحدَّثته بالحديث ، فقال : هذا مولانا صاحب الزَّمان صلوات الله عليه وقد شاهدته دفعات في مثل هذه الليلة عند خلوِّها من النّاس .
فتأسّفت
على ما فاتني منه ، وخرجت عند قرب الفجر ، وقصدت الكرخ إلى الموضع الّذي كنت مستتراً فيه فما أضحى النهار إلّا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي ، ويسألون عنّي أصدقائي ، ومعهم أمان من الوزير ، ورقعة بخطّه فيها كلٌّ جميل ، فحضرت مع ثقة من أصدقائي عنده ، فقام والتزمني ، وعاملني بما لم أعهده منه ، وقال : انتهت بك الحال إلى أن تشكوني إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه ؟ فقلت : قد كان منّي دعاء ومسئلة ، فقال : ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان في النوم يعني ليلة الجمعة وهو يأمرني بكلِّ جميل ، ويجفو عليّ في ذلك جفوة خفتها ، فقلت : لا إله إلّا الله أشهد أنّهم الحقُّ ومنتهى الحقّ ، رأيت
البارحة مولانا في اليقظة وقال لي : كذا وكذا ، وشرحت ما رأيته في المشهد ، فعجب من ذلك ، وجرت منه اُمور عظام حسان في هذا المعنى ، وبلغت منه غاية مّا لم أظنّه ببركة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه .
______________________
٣٤٩ ـ اختيار ابن الباقي : عن الريّان بن الصلت قال : سمعت الرضا عليهالسلام يدعو بكلمات فحفظتها عنه ، فما دعوت بها في شدَّة إلّا فرَّج الله عنّي ، وهي هذه
:
«
اللهمَّ أنت ثقتي في كلّ كربة ، وأنت رجائي في كلِّ شدَّة ، وأنت لي في كلِّ أمر نزل بي ثقةٌ وعدَّة ، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد ، وتقلُّ فيه الحيلة وتعييني فيه الاُمور ويخذل فيه القريب والبعيد والصديق ، ويشمت فيه العدوّ أنزلته بك وشكوته إليك ، راغباً إليك فيه عمّن سواك ، ففَرَّجته وكشَفته وكفيتنيه .
فأنت
وليُّ كلِّ نعمة ، وصاحب كلِّ حاجة ، ومنتهى كلِّ رغبةٍ ، فلك الحمد كثيراً ولك المنُّ فاضلاً ، وبنعمتك تتمُّ الصالحات . يا معروفاً بالمعروف ، يا من
هو بالمعروف موصوف ، آتني من معروفك معروفاً تُغنيني به عن معروف من سواك برحمتك يا أرحم الراحمين .
٣٥ ـ مهج : دعاء المأسور بأرض الروم ، قيل اُسر رجل
بأرض الرُّوم ، فقام في آخر اللّيل فصلّى ركعتين ، ثمَّ دعا بهذا الدُّعاء ، فبعث الله عزَّ وجلَّ له
ملكاً حتّى صيّره في خبائه مع رفقائه ، فسألوه عن حاله ، فأخبرهم أنّه دعا بهذا الدعاء وهو :
أين
إله الدّاهرين ؟ أين إله بني إسرائيل ؟ أين مغرقُ فرعون وجنوده ؟ أين مُهلك الجبابرة ؟ أين الّذي من ابتغاه وجده ؟ أين الّذي من دعاهُ أجابه ؟ أين الّذي لا يسلم أولياءه ؟ أين الّذي كان ولم يكن شيءٌ قَبله ؟ أين الّذي يبقى ويفنى
كلّ شيء بأمره ؟ أين الّذي أرسى الجبال بقدرته ؟ أين الّذي زخر البَحر فانفلق فكان كلُّ فرق كالطود العظيم ؟ أين مُفَرّج الغموم والهُموم ، أين خالق الخلائق ؟ أين عظيم العظماء ؟ أنت هو يا ربّ ، أنت هو يا ربّ أنت هو يا ربّ صلِّ على محمّدٍ
وآل محمّد وأعط محمّداً الوسيلة ، واستجب دعائي بلا إله إلّا أنت ، افككني من كلّ بلاء ، وارحمني
يا أرحم الراحمين .
يا
كهيعص آمين آمين ، يا قُدُّوس يا قُدُّوس ، يا أوَّل الأوَّلين ، يا آخر الاٰخرين ، يا الله يا الله يا الله ، يا رحمان يا رحمان يا رحمان ، يا رحيم
يا رحيم
يا رحيم ، افعل بي كذا وكذا .... .
٣٦ ـ مهج : روي أنَّ رجلاً كان محبوساً بالشام ، مدَّة
طويلة ، مضيّقاً عليه ، فرآى في منامه كأنَّ الزهراء صلوات الله عليها أتته فقالت له : ادع بهذا الدُّعاء فتعلّمه ودعا به ، فتخلّص ورجع إلى منزله ، وهو :
«
اللّهمَّ بحقِّ العرش ومن علاه ، وبحقّ الوحي ومن أوحاه ، وبحقّ النبيِّ ومن نبّأه ، يا سامع كلّ صوتٍ ، يا جامع كلّ فوت ، يا بارىء النُفوس بعد الموت ، صلِّ على محمّد وأهل بيته ، وآتنا وجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض
ومغاربها فرجاً من عندك عاجلاً ، بشهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنَّ محمّداً عبدك
و رسولك صلّى الله عليه وعلى ذرّيّته الطيّبين الطاهرين وسلّم تسليماً »
.
٣٧ ـ جنة الامان : رأيت في بعض كتب أصحابنا ما ملخّصه أنَّ
رجلاً جاء إلى النبيِّ صلىاللهعليهوآله وقال : يا رسول الله
إنّي كنت غنيّاً فافتقرت ، وصحيحاً فمرضت ، وكنت مقبولاً عند الناس ، فصرت مبغوضاً ، وخفيفاً على قلوبهم فصرت ثقيلاً ، وكنت فرحانا
فاجتمعت عليَّ الهموم ، وقد ضاقت عليَّ الأرض بما رحبت ، وأجول طول نهاري في طلب الرزق فلا أجد ما أتقوَّت به ، كأنَّ اسمي قد محي من ديوان الأرزاق .
فقال
له النبيُّ صلىاللهعليهوآله : يا هذا لعلّك
تستعمل ميراث الهموم ، فقال : وما ميراث الهموم ؟ قال : لعلّك تتعمّم من قعود ، أو تتسرول من قيام ، أو تقلم أظفارك بسنّك أو تمسح وجهك بذيلك ، أو تبول في ماء راكد ، أو تنام منبطحاً على وجهك ؟ فقال : لم أفعل من ذلك شيئاً ، فقال له النبيُّ صلىاللهعليهوآله : اتّق الله وأخلص ضميرك ، وادع بهذا الدُّعاء ، وهو دعاء الفرج :
«
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، إلهي طُموح الاٰمال قد خابت إلّا لَديك ، و معاكفُ الهمَم قد تقطّعت إلّا عليك ، ومذاهب العقول قد سَمَتْ إلّا إليك ، فاليك الرجاء ، وإليك الملتجا ، يا أكرم مقصود ، ويا أجود مسؤول ، هَربت إليك نفسي
______________________
يا ملجأ الهاربين بأثقال الذنوب ، أحملها على ظهري ، ولا
أجد لي شافعاً ، سوى معرفتي بأنّك أقرب من رجاه الطالبون ، ولجأ إليه المضطرُّون ، وأمّل ما لديه الراغبون .
يا
من فتق العقول بمعرفته ، وأطلق الألسن بحمده ، وجعل ما امتَنَّ به على عباده كفاءً لتأدية حقّه ، صلِّ على محمّد وآله ، ولا تجعل للهوم على عقلي سبيلاً ، ولا للباطل على عملي دليلاً ، وافتح لي بخير الدُّنيا والاٰخرة يا
وليَّ الخير » فلمّا دعا به الرجل وأخلص نيّته عاد إلى أحسن حالاته .
٣٨ ـ ق : دعاء التحرُّز من الاٰفات ، والتعوُّذ من الهلكات
قال أبو محمّد عبد الله ابن محمّد المروزي : حدَّثني عمارة بن زيد ، قال : حدَّثني عبد الله بن العلاء ، عن
جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام يقول : قال : كنت مع
أبي محمّد بن عليّ بن الحسين عليهماالسلام وبيننا قوم من الأنصار إذ أتاه آت فقال له : الحق فقد احترقت دارك ، فقال : يا بنيَّ
ما احترقت فذهب ثمَّ لم يلبث أن عاد فقال : قد والله احترقت دارك ، فقال : يا بنيَّ
والله ما احترقت ، فذهب ، ثمَّ لم يلبث أن عاد ومعه جماعة من أهلنا وموالينا يبكون
ويقولون : بأبي قد احترقت دارك ، فقال : كلّا والله ما احترقت ولا كذبت ، وأنا أوثق بما في يدي منكم وممّا أبصرت أعينكم .
وقام
أبي وقمت معه حتّى انتهو إلى منازلنا ، والنار مشتعلة عن أيمان منازلنا عن شمالها ، ومن كلِّ جانب منها ، ثمَّ عدل إلى المسجد فخرَّ ساجداً وقال في سجوده : « وعزَّتك وجلالك ، لا رفعت رأسي من سجودي أو تطفئها » قال : فو الله ما رفع رأسه حتّى طفئت ، وصارت إلى جاره واحترق ما حولها ، وسلمت منازلنا .
قال
: فقلت : يا أبه جعلت فداك أيُّ شيء هذا ؟ قال : يا بُنيَّ إنّا نتوارث من علم رسول الله عليهالسلام كنزاً هو خير من الدُّنيا
وما فيها ، ومن المال والجواهر ، وأعزّ [ من ] الجمهور والسلاح والخيل والعدد .
فقلت
: يا أبه جعلت فداك وما هو ؟ قال : سرٌّ من سرِّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أتى جبرئيل محمداً عليهالسلام وعلّمه محمّد عليّاً
أخاه ، وفاطمة عليهماالسلام ، وتوارثناه عن آبائنا
______________________
وهو الدُّعاء الكامل الّذي من قدَّمه أمامه في كلِّ يوم
وكل الله عزَّ وجلَّ به مائة ألف ملك يحفظونه في ماله ونفسه وولده وجسده وأهل عنايته ، من الغرق والحرق والسرق والهدم والخسف والقذف ، وزجر عنه الشيطان ولا يحلُّ به سحر ساحر ، ولا كيد كائد ، ولا حسد حاسد ، وكان في أمان الله جلَّ وعزَّ وأعطاه الله ثواب ألف صدِّيق فان مات من يومه دخل الجنّة إنشاء الله تعالى .
قلت
: يا أبه جعلني الله فداك علّمنيه ، قال : نعم ، احتفظ به ولا تعلّمه إلّا لمن تثق به ، فانّه دعاء لا يسئل الله عزَّ وجلَّ شيئاً إلّا أعطاه قائله ، يا بنيَّ
إذا أصبحت قل :
«
اللّهمَّ إنّي أصبحت اُشهدك وكفى بك شهيداً ، واُشهد ملائكتك وحَمَلة عرشك وسُكّان سمواتك وأرضيك وأنبياءك ورسُلك والصالحين من عبادك وجميع خلقك ، بأنّك أنت اللهُ لا إله إلّا أنت وحدك لا شرك لك ، وأنَّ كلَّ معبود من دون عرشك إلى قرار الأرضين السابعة السفلى باطل ما خلا وجهك الكريم ، فانّه أعزّ وأكرم وأجلّ من أن يصف الواصفون كُنه جلاله ، أو تهتدي القلوب لكلِّ عظمته ، يا من فاق مدح المادحين فخر مدحه ، وعدا وصف الواصفين مآثر حمده وجلَّ عن مقالة الناطقين تعظيم شأنه .
تقول
ذلك ثلاثاً ثمَّ تقول : « لا إله إلّا الله وحده لا شريك لهُ له الملك وله الحمد يحيي ويُميت ، وهو حيٌّ لا يموت ، بيده الخير وهو على كلِّ شيء قدير » .
وتقول
ذلك أحد عشر مرَّة ثمَّ تقول « سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا اللهُ والله أكبر ، ما شاء الله لا قوَّة إلّا بالله الحليم الكريم ، العليّ
العظيم ، الرَّحمن الرَّحيم ، الملك الحقّ المبين ، عدد خلق الله ، وزنة عرشه ، وملء سمواته
وأرضه ، وعدد ما جرى به قلمه ، وأحصاه كتابه ، ورضا نفسه .
[
تقول ] ذلك أحد عشر مرَّة ثمَّ تقول : اللّهمَّ صلِّ على محمّد وأهل بيته
المباركين وصلِّ على جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة عرشك ، والملائكة المقرَّبين ، صلِّ اللّهمَّ عليهم حتّى تبلّغهم الرضا ، وتزيدهم بعد الرضا ، ممّا أنت أهله ، يا أرحم
الراحمين .
[
اللّهمَّ صلِّ على ملك الموت وأعوانه ورضوان وخزنة الجنان وصلِّ على مالك وخزنة النيران ، اللّهمَّ صلِّ عليهم حتّى تبلّغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا ما أنت
أهله
يا أرحم الراحمين ] .
اللّهمَّ
وصلِّ على الكرام الكاتبين ، والسفرة الكرام البررة ، والحفظة لبني آدم ، وصلِّ على ملائكة السموات العلى ، والملائكة الأرضين السابعة السُفلى ، و ملائكة اللّيل والنهار ، والأرضين والأقطار والبحار والأنهار والبراري والقفار ، و
صلِّ على ملائكتك الّذين أغنيتهم عن الطعام والشراب بتقديسك اللّهمَّ صلِّ عليهم حتّى تبلّغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا ممّا أنت أهله يا أرحم الراحمين .
اللّهمَّ
وصلِّ على أبي آدم واُمّي حوّا ، وما ولدا من النبيّين والصدِّيقين والشُهداء والصالحين ، صلِّ اللّهمَّ عليهم حتّى تُبلّغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا
ممّا أنت أهلهُ يا أرحم الراحمين .
اللّهمَّ
صلِّ على محمّد وعلى أهل بيته الطيّبين ، وعلى أصحابه المنتجبين ، و أزواجه المطهّرين ، وعلى ذرِّيّة محمّد ، وعلى كلِّ نبيَّ بشَّر بمحمَّد وعلى كلِّ
نبيِّ ولد محمّداً ، وعلى كلِّ مرأة صالحة كفلت محمّداً ، وعلى كلِّ مَن صلاتك
عليه رضاً لك ورضاً لنبيّك محمّد صلىاللهعليهوآله صلِّ اللّهمَّ عليهم
حتّى تُبلّغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا ممّا أنت أهلهُ يا أرحم الراحمين .
اللّهمَّ
صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد ، وبارك على محمّد وآل محمّد ، وارحم محمّداً وآل محمّد كما صلّيت وباركت ورحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد اللّهمَّ أعط محمّداً الوسيلة والفضل والفضيلة والدّرجة الرفيعة ، اللّهمَّ صلِّ
على محمّد وآل محمّد كما أمرتنا أن نُصلّي عليه .
اللّهمَّ
صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد من صلّى عليه اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد كلِّ صلاة صلّيت عليه ، اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد كلِّ
حرف في صلاة صلّيت عليه ، اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد شَعر من صلّى عليه ، اللّهمَّ
صلِّ على محمّد وآل محمّدٍ بعدد شَعر من لم يُصلِّ عليه .
اللّهمَّ
صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد نفس من صلّى عليه ، اللّهمَّ صلِّ على محمّدٍ وآل
محمّد بعدد نفس من لم يصلِّ عليه ، اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد سُكون من صلّى
عليه ، اللّهمَّ
______________________
صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد سكون من لم يُصلّ عليه ، اللّهمَّ
صلِّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ بعدد حركة من صلّى عليه اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد حركاتهم وصفاتهم ودقائقهم
وساعاتهم وعدد زنة ذرِّ ما عملوا أو لم يعملوا أو كان منهم أو يكون إلى يوم
القيامة .
اللّهمَّ
لك الحمد والشكر ، والمنُّ والفضل ، والطول والنعمة ، والعظمة والجبروت ، والملك والملكوت ، والقهر والفخر ، والسؤدد والسلطان والامتنان والكرم ، والجلال والجبر ، والتوحيدُ والتمجيد ، والتهليلُ والتكبير ، والتقديس والعظمة والرحمة والمغفرة والكبرياء .
ولك
ما زكىٰ وطاب من الثناء الطيّب ، والمدح الفاخر ، والقول الحسن الجميل ، الّذي ترضى به عن قائله ، وترضى به ممّن قالهُ ، وهو رضاً لك .
فتقبّل
حمدي بحمد أوَّل الحامدين ، وثنائي بثناء أوَّل المثنين ، وتهليلي بتهليل أوَّل المهلّلين ، وتكبيري بتكبير أوَّل المكبّرين ، وقولي الحسن الجميل بقول أوَّل
القائلين المجملين المُثنين على ربّ العالمين مُتّصلاً ذلك كذلك من أوَّل الدّهر إلى يوم القيامة .
وبعدد
زنة ذرّ الرّمال والتلال والجبال ، وعدد جُرع ماء البحار ، وعدد قطر الأمطار ، وورق الأشجار ، وعدد النجوم ، وعدد زنة ذلك ، وعدد الثرى والنّوا والحصا ، وعدد زنة ذرّ السموات والأرض وما فيهنَّ وما بينهنَّ وما تحتهنَّ
وما بين ذلك وما فوق ذلك من لدُن العرش إلى قرار الأرض السابعة السُّفلى .
وعدد
حروف ألفاظ أهلهنَّ وعدد أزمانهم ودقائقهم وسُكونهم وحركاتهم وأشعارهم وأبشارهم وعدد زنَة ما عملوا أو لم يعملوا أو كان منهم أو يكون إلى [ يوم ] القيامة .
اُعيذُ
أهل بيت محمّد صلىاللهعليهوآله ونفسي ومالي وذُرّيّتي
وأهلي وولدي وقراباتي وأهل بيتي وكلّ ذي رحم لي دخل في الإسلام وجيراني وإخواني ومن قلّدني دعاء أو أسدى إليَّ برَّاً أو اتّخذ عندي يداً من
المؤمنين والمؤمنات بالله وبأسمائه التامّة الشاملة الكاملة الفاضلة المباركة المتعالية الزَّكيّة الشريفة المنيعة
الكريمة
العظيمة المكنونة المخزونة الّتي لا يجاوزهنَّ برٌّ ولا
فاجر ، وباُمّ الكتاب وخاتمته وما بينهما من سورة شريفة وآية مُحكمةٍ وشفاء ورحمة ، وعوذة وبركة ، وبالتوراة والانجيل والزَّبور ، وبصحُف إبراهيم وموسى ، وبكلِّ كتاب أنزل الله ، وبكلِّ رسول أرسل الله ، وبكلِّ حجّة أقامها الله ، وبكلِّ بُرهان أظهره الله ، وبكلِّ
نور أنارهُ الله ، وبكلِّ آلاء الله وعظمته .
اُعيذُ
وأستعيذُ بالله من شرِّ كلِّ ذي شرِّ ، ومن شرّ ما أخاف وأحذر ، ومن شرِّ ما ربّي تبارك وتعالى منه أكبر ، ومن شرِّ فسقة الجنِّ والإنس ، والشياطين والسلاطين ، وإبليس وجنوده وأشياعه وأتباعه ، ومن شرّ ما في النور والظلمة ومن شرّ ما دهم أو هجم ومن شرِّ كلِّ همّ وغمّ وآفة وندم ، ومن شرِّ ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شرِّ ما يلج في الأرض وما يخرج منها ، ومن شرِّ كلِّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها إنَّ ربّي على صراط مستقيم ، فان تولّوا فقل حسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكلت وهو ربُّ العرش العظيم .
٣٩ ـ عدة الداعي ، روى ابن مسكان عن أبي حمزة قال : قال
محمّد بن عليّ عليهماالسلام يا با حمزة ما لك
إذا نابك أمر تخافه أن لا تتوجّه إلى بعض زوايا بيتك يعني القبلة فتصلّي ركعتين ثمَّ تقول : « يا أبصر الناظرين ، ويا أسمع السّامعين ،
ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين » سبعين مرَّة كلّما دعوت الله مرَّة بهذه
الكلمات سألت حاجتك .
وعن
عاصم بن حميد ، عن أسمآء قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أصابه همٌّ أو غمٌّ أو كرب أو بلاء أو لأواء فليقل : « الله ربّي لا اُشرك به شيئاً توكّلت
على الحيّ الّذي لا يموت » .
وعن
عليّ بن مهزيار قال : كتب محمّد بن حمزة العلويّ إليَّ يسألني أن أكتب إلى أبي جعفرعليهالسلام في دعاء يعلّمه يرجو
به الفرج ، فكتب إليَّ : أمّا ما سأل محمّد بن حمزة العلويّ من تعليمه دعاء يرجو به الفرج فقل له يلزم « يا من يكفي من كلِّ شيء ولا يكفي منه شيء اكفني ما أهمّني » فانّي أرجو أن يكفي ما هو فيه من الغمّ
إنشاء الله .
وقال
الصادق عليهالسلام : ألا اُعلّمك كلمات
؟ إذا وقعت في ورطة فقل « بسم الله الرَّحمن الرحيم لا حول ولا قوَّة إلّا بالله » فانَّ الله يصرف بها عنك ما يشاء
من أنواع البلاء .
١٠٧
«
( باب ) »
* ( الادعية والاحراز لدفع كيد الاعداء ) *
*
« زائداً على ما سبق وما يناسب هذا المعنى » *
*
« وفيه دعاء الحرز اليمانى المعروف بالدعاء السيفي » *
*
« ( أيضاً ودعاء العلوي المصري ونحوهما )
» *
١ ـ لي : ابن المتوكّل ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن الحسن بن عليّ بن
يقطين عن أخيه الحسين ، عن أبيه قال : وقع الخبر إلى موسى بن جعفر عليهالسلام وعنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره ، فقال لأهل بيته : بما تشيرون ؟
قالوا : نرى أن تتباعد عن هذا الرجل ، وأن تغيب شخصك منه ، فانّه لا يؤمن شرُّه فتبسّم أبو الحسن عليهالسلام ثمَّ قال :
زعمت
سخينة أن ستغلب ربّها
|
|
وليغلبنَّ
مُغَلِّبُ الغُلّاب
|
ثمَّ
رفع عليهالسلام يده إلى السماء فقال
:
«
إلهي كم من عدوٍّ شحذ لي ظبة مُديته ، وأرهف لي سِنانَ
حَدّه وداف لي ، قواتل سمومه ، ولم تنم عنّي عين حراسته ، فلمّا رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح ، وعجزي عن ملمّات الجوائح ، صرفت ذلك عنّي بحولك وقوَّتك ، لا بحولي ولا بقوَّتي ، فألقيته في الحفير الّذي احتفره لي خائباً ممّا أمّله في
دنياه مُتباعداً ممّا رجاه في آخرته ، فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيّدي ، اللّهمَّ
______________________
فخذه بعزَّتك ، وافلل حدَّه عنّي بقدرتك ، واجعل له شغلاً
فيما يليه ، وعجزاً عمّن يناويه ، اللّهمَّ وأعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاء ، ومن حقّي عليه وفاء ، وصل اللّهمَّ دعائي بالاجابة ، وانظم شكاتي بالتغيير ، وعرِّفه
عمّا قليل ما وعدت الظالمين ، وعرِّفني ما وعدت في إجابة المضطرّين ، إنّك ذو الفضل
العظيم ، والمنِّ الكريم » .
قال
: ثمَّ تفرَّق القوم فما اجتمعوا إلّا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى ابن المهديّ .
ما : الغضائريّ ، عن الصّدوق مثله
.
ن : المكتّب عن أحمد بن محمّد الورّاق ، عن عليِّ بن هارون
الحميريّ ، عن عليِّ بن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن عليِّ بن يقطين مثله وقد أوردناه في باب أحواله عليهالسلام
.
٢ ـ ن
لي :
ماجيلويه ، عن عليِّ بن إبراهيم قال : سمعت رجلاً من أصحابنا يقول : لمّا حبس هارون الرشيد موسى بن جعفر عليهالسلام
جنَّ عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله ، فجدَّد موسى عليهالسلام
طهوره ، واستقبل بوجهه القبلة ، وصلّى الله عزَّ وجلَّ أربع ركعات ، ثمَّ دعا بهذه الدعوات ، فقال :
يا
سيّدي نجّني من حبس هارون ، وخلّصني من يده ، يا مخلّص الشجر من
______________________
بين رمل وطين وماء ، ويا مخلّص اللبن من بين فرث ودم ، ويا
مخلّص الولد من بين مشيمة ورحم ، ويا مخلّص النار من بين الحديد والحجر ، ويا مخلّص الروح من بين الأحشاء والأمعاء ، خلّصني من يدي هارون » .
قال
: فلمّا دعا موسى عليهالسلام بهذه الدعوات رأى
هارون رجلاً أسود في منامه وبيده سيف قد سلّه واقفاً على رأس هارون ، وهو يقول : يا هارون أطلق عن موسى ابن جعفر ، وإلّا ضربت علاوتك بسيفي هذا ، فخاف هارون من هيبته ، ثمَّ دعا الحاجب فجاء الحاجب فقال له : اذهب إلى السجن ، وأطلق عن موسى بن جعفر قال : فخرج الحاجب فقرع باب السّجن ، فأجابه صاحب السّجن ، فقال : من ذا ؟ قال : إنَّ الخليفة يدعو موسى بن جعفر فأخرجه من سجنك وأطلق عنه ، فصاح السجّان : يا موسى إنَّ الخليفة يدعوك .
فقام
موسى بن جعفر مذعوراً فزعاً وهو يقول : لا يدعوني في جوف هذه اللّيلة إلّا لشرّ يريد بي ، فقام باكياً حزيناً مغموماً آيساً من حياته فجاء إلى عند
هارون وهو يرتعد فرائصه ، فقال : سلام على هارون ، فردَّ عليه السلام ثمَّ قال له هارون
: ناشدتك بالله هل دعوت في جوف هذه الليلة بدعوات ؟ فقال : نعم ، قال : وما هنَّ ؟ قال : جدَّدت طهوراً ، وصلّيتُ لله عزَّ وجلَّ أربع ركعات ، ورفعت طرفي إلى السّماء
وقلت يا سيّدي خلّصني من يدي هارون وشرِّه ، وذكر له ما كان من دعائه .
فقال
هارون : قد استجاب الله دعوتك يا حاجب أطلق عن هذا ، ثمَّ دعا بخلع فخلع عليه ثلاثاً ، وحمله على فرسه ، وأكرمه وصيّره نديماً لنفسه ، ثمَّ قال : هات
الكلمات حتّى اُثبتها ، ثمَّ دعا بدوات وقرطاس وكتب هذه الكلمات ، قال : فأطلق عنه وسلّمه إلى حاجبه ليسلّمه إلى الدار ، فصار موسى بن جعفر عليهالسلام كريماً عند هارون وكان يدخل عليه في كلِّ خميس .
٣ ـ أقول : قد أوردنا في احتجاج الحسن بن عليّ
صلوات الله عليهما على
______________________
معاوية وأصحابه لعنهم الله أنّهم لمّا دعوه عليهالسلام قال : « اللّهمَّ إنّي أدرأ بك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم ، وأستعين بك عليهم ، فاكفنيهم بما شئت ، وأنّى شئت من حولك وقوَّتك ، يا أرحم الرّاحمين » ثمَّ قال للرسول : هذا كلام الفرج .
٤ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصّادق عليهالسلام قال : قال عليُّ بن الحسين صلّى الله عليه : ما اُبالي إذا أنا قلت : هذه الكلمات لو اجتمع عليَّ الجنُّ
والانس مع القضاء بالنصرة تقول : « بسم الله وبالله ولله ، وفي سبيل الله ، بسم الله
وبالله ومن الله وإلى الله ، وعلى ملّة رسول الله صلىاللهعليهوآله اللّهمَّ إنّي أسلمت
نفسي إليك ، وفوَّضت أمري إليك ، ووجّهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك ، اللّهمَّ احفظني بحفظ الايمان من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ، فادفع عنّي بحولك وقوَّتك ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم »
.
٥ ـ ن : الهمدانيّ ، عن عليِّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن الحسين بن
المدنيّ ، عن عبد الله بن الفضل ، عن أبيه قال : كنت أحجب الرشيد ، فأقبل عليَّ يوماً غضباناً
وبيده سيف يقلبه ، فقال لي : يا فضل بقرابتي من رسول الله صلىاللهعليهوآله لئن لم تأتني بابن عمّي لاٰخذنَّ الّذي فيه عيناك ، فقلت : بمن أجيئك ؟ فقال : بهذا الحجازيّ ، قلت
: وأيُّ الحجازيّين ؟ قال : موسى بن جعفر بن محمّد بن عليِّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي
طالب .
قال
الفضل : : فخفت من الله عزَّ وجلَّ إن جئت به إليه ثمَّ فكّرت في النعمة فقلت له : أفعل ، فقال : ائتني بسوطين وهبنا زين
وجلّادين ، قال : فأتيته بذلك ، ومضيت إلى منزل أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهالسلام
فأتيت إلى خربة فيها
______________________
كوخ من جرائد النخل ، فاذا أنا بغلام
أسود ، فقلت له : استأذن لي على مولاك يرحمك الله ، فقال لي : لج ليس له حاجب ولا بوّاب ، فولجت إليه فاذا أنا بغلام أسود بيده مقصّ يأخذ اللحم من جبينه وعرنين أنفه ، من كثرة سجوده .
فقلت
له : السلام عليك يا ابن رسول الله أجب الرشيد ! فقال : ما للرَّشيد وما لي ؟ أما تشغله نعمته عنّي ؟ ثمَّ قام مسرعاً وهو يقول : لولا أنّي سمعت في خبر عن جدِّي
رسول الله صلىاللهعليهوآله أنَّ طاعة السلطان
للتقيّة واجبة إذا ما جئت فقلت له : استعدَّ للعقوبة يا با إبراهيم رحمك الله ، فقال عليهالسلام : أليس معي من يملك
الدُّنيا والاٰخرة ، ولن يقدر اليوم على سوء بي إن شاء الله ، قال الفضل بن الربيع فرأيته وقد أدار يده يلوّح
بها على رأسه ، ثلاث مرات .
فدخلت
إلى الرشيد فإذا هو كأنّه امرأة ثكلى قائم حيران فلمّا رآني قال لي : يا فضل ! فقلت : لبّيك ، فقال : جئتني بابن عمّي ؟ قلت ، نعم ، قال : لا تكون أزعجته ، فقلت : لا ، قال : لا تكون أعلمته أنّي عليه غضبان فانّي قد هيّجت عليَّ نفسي ما لم اُرده ، ائذن له بالدُّخول ، فأذنت له ، فلمّا رآه وثب إليه قائماً
وعانقه وقال له : مرحباً بابن عمّي وأخي ووارث نعمتي .
ثمَّ
أجسله على فخذه ، وقال له : ما الّذي قطعك عن زيارتنا ؟ فقال : سعة ملكك وحبّك للدنيا فقال : ائتوني بحقّة الغالية فاُتي بها فغلّفه بيده
ثمَّ أمر أن يحمل بين يديه خلع وبدرتان دنانير ، فقال موسى بن جعفر عليهالسلام : والله لولا أنّي أرى من اُزوّجه بها من عزّاب بني أبي طالب ، لئلّا ينقطع نسله ابداً ما قبلتها ثمَّ
تولّى عليهالسلام وهو يقول : الحمد
لله ربِّ العالمين .
فقال
الفضل : يا أمير المؤمنين أردت أن تعاقبه فخلعت عليه وأكرمته ؟ فقال لي : يا فضل إنّك لمّا مضيت لتجيئني به ، رأيت أقواماً قد أحدقوا بداري ، بأيديهم حراب قد غرسوها في أصل الدار يقولون : إن آذى ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله خسفنا به
______________________
وإن أحسن إليه انصرفنا عنه وتركناه .
فتبعتُه
عليهالسلام فقلت له : ما الّذي
قلت حتّى كفيت أمر الرشيد ؟ فقال : دعاء جدِّي عليِّ بن أبيطالب عليهالسلام كان إذا دعا به ما برز
إلى عسكر إلّا هزمه ، ولا إلى فارس إلّا قهره ، وهو دعاء كفاية البلاء ، قلت : وما هو ؟ قال : قلت :
«
اللّهم بك اُساورُ وبك اُحاول وبك اُحاورُ وبك أصول وبك أموت وبك أحيا أسلمت نفسي إليك ، وفوّضت أمري إليك لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ
العظيم اللّهمَّ إنّك خلقتني ورزقتني وسترتني ، وعن العباد بلطف ما خوَّلتني أغنيتني ، إذا
هويت رددتني ، وإذا عثرت قوَّيتني ، وإذا مرضت شفيتني ، وإذا دعوت أجبتني يا سيّدي ارض عنّي فقد أرضيتني » .
٦ ـ ن : أحمد بن محمّد بن الصّقر وعليّ بن محمّد بن مهرويه معاً ، عن
عبد الرحمن ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن الحسن بن الفضل ، عن الرضا ، عن أبيه صلوات الله عليهما قال : أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمّد عليهماالسلام ليقتله ، وطرح له سيفاً ونطعاً وقال : يا ربيع إذا أنا كلّمته ثمَّ ضربت باحدى يديَّ على الاُخرى فاضرب عنقه .
فلمّا
دخل جعفر بن محمّد عليهالسلام ونظر إليه من بعيد
تحرَّك أبو جعفر على فراشه وقال : مرحباً وأهلاً بك يا أبا عبد الله ما أرسلنا إليك إلّا رجاء أن نقضي دينك ،
ونقضي ذمامك ثمَّ ساءله مساءلة لطيفة عن أهل بيته ،
وقال : قد قضى الله حاجتك ودينك وأخرج جائزتك ، يا ربيع لا تمضينَّ ثالثة حتّى يرجع جعفر إلى أهله .
فلمّا
خرج قال له الرَّبيع : يا با عبد الله رأيت السيف ؟ إنّما كان وضع لك والنطع ، فأيُّ شيء رأيتك تحرِّك به شفتيك ؟ قال جعفر بن محمّد عليهالسلام : نعم يا ربيع لمّا رأيت الشرَّ في وجهه قلت : « حسبي الرَّبّ من المربوبين ، وحسبي الخالق من
______________________
المخلوقين ، وحسبي الرّازق من المرزوقين ، وحسبي الله ربُّ
العالمين ، حسبي من هو حسبي ، حسبي من لم يزل حسبي ، حسبي الله لا إله إلّا هو ، عليه توكّلت وهو العرش العظيم .
٧ ـ ما : المفيد ، عن الجعابيّ ، عن ابن عقدة ، عن محمّد بن أحمد بن
خاقان عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن أعين ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان عليُّ بن الحسين عليهماالسلام يقول : ما اُبالي
إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع عليَّ الانس والجنُّ : « بسم الله وبالله ، ومن الله ، وإلى الله ، وفي سبيل الله ، اللّهمَّ
إليك أسلمت نفسي وإليك وجّهت وجهي ، وإليك فوَّضت أمري ، فاحفظني بحفظ الايمان من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ، ومن فوقي ، ومن تحتي ، وادفع عنّي بحولك وقوَّتك ، وإنّه لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم »
.
٨ ـ ما : الفحّام ، عن المنصوريّ ، عن عمِّ أبيه ، عن أبي الحسن
العسكري عن آبائه عليهمالسلام قال : جاء رجل إلى
سيّدنا الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام فشكى إليه رجلاً يظلمه ، قال له : أين أنت عن دعوة المظلوم الّتي علّمها النبيُّ عليه السلام
لأمير المؤمنين عليهالسلام ما دعا بها مظلوم على
ظالمه إلّا نصره الله تعالى عليه ، وكفاه إيّاه ، وهو :
«
اللّهمَّ طمّه بالبلاء طمّاً ، وعمّه بالبلاء عمّاً ، وقمّه بالأذي قمّاً
وارمه بيوم لا معاد له ، وساعة لا مردَّ لها ، وأبح حريمه ، وصلِّ على محمّد وأهل
بيته عليه وعليهم السّلام ، واكفني أمره ، وقني شرَّه ، واصرف عنّي كيده ، وأحرج قلبه ، وسدّ فاه عنّي ، وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلّا همساً ، وعنت الوجوه للحيِّ القيّوم وقد خاب من حمل ظلماً ، اخسؤوا فيها ولا تكلّمون ، صه صه
______________________
سبع مرّات .
أقول : يناسب الباب الخبر الّذي أوردنا في باب الدُّعاء لشروع عمل في
الأيّام المنحوسة وفي باب الاسم الأعظم
.
٩ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى العرّاد ،
عن محمّد بن الحسن بن شمّون ، عن الحسن بن الفضل بن الربيع ، عن أبيه ، عن جدِّه الربيع قال : دعاني المنصور يوماً فقال : يا ربيع احضر جعفر بن محمّد ، والله لأقتلنّه
فوجّهت إليه ، فمّا وافى قلت : يا ابن رسول الله إن كان لك وصيّة أو عهد تعهده فافعل ، فقال : استأذن لي عليه ، فدخلت إلى المنصور فأعلمته موضعه ، فقال : أدخله فلمّا وقعت عين جعفرعليهالسلام على المنصور رأيته
يحرِّك شفتيه بشيء لم أفهمه ومضى فلمّا سلّم على المنصور ، نهض إليه فاعتنقه وأجلسه إلى جانبه ، وقال له : ارفع حوائجك ، فأخرج رقاعاً لأقوام وسأل في آخرين ، فقضيت حوائجه ، فقال المنصور : ارفع حوائجك في نفسك ، فقال له جعفر : لا تدعُني حتّى أجيئك ، فقال له المنصور : ما لي إلى ذلك سبيل ، وأنت تزعم للناس ـ يا با عبد الله ـ أنّك تعلم الغيب .
فقال
جعفر عليهالسلام : من أخبرك بهذا ؟
فأومأ المنصور إلى شيخ قاعد بين يديه ، فقال جعفر عليهالسلام للشيخ : أنت سمعتني
أقول هذا ؟ قال الشيخ : نعم ، قال جعفر عليهالسلام
للمنصور : أيحلف يا أمير المؤمنين ؟ فقال له المنصور : احلف ، فلمّا بدأ الشيخ في
اليمين ، قال جعفر عليهالسلام للمنصور : حدَّثني
أبي ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن أمير المؤمنين أنَّ العبد إذا حلف باليمين الّتي يبرّه الله عزَّ وجلَّ فيها وهو كاذب امتنع الله عزَّ وجلَّ من
عقوبته عليها في عاجلته لما برّ الله عزَّ وجلَّ ، ولكنّي أنا أستحلفه ، فقال المنصور :
ذلك لك .
فقال
جعفر عليهالسلام للشيخ : قل أبرأ إلى
الله من حوله وقوَّته ، وألجاُ إلى حولي وقوَّتي إن لم أكن سمعتك تقول هذا القول ، فتلكّأ الشيخ ، فرفع المنصور
______________________
عموداً كان في يده فقال : والله لئن لم تحلف لأعلونّك
بهذا العمود فحلف الشيخ فما أتمَّ اليمين حتّى دلع لسانه كما يدلع الكلب ، ومات لوقته ، ونهض جعفر عليهالسلام .
قال
الربيع : فقال لي المنصور : ويلك اكتمها الناس لا يفتتنون ، قال الربيع : فحلّفت جعفراً عليهالسلام فقلت له : يا ابن
رسول الله إنَّ منصورا كان قد همَّ بأمر عظيم فلمّا وقعت عينك عليه وعينه عليك ، زال ذلك ، فقال : يا ربيع إنّي رأيت البارحة رسول الله صلىاللهعليهوآله في النوم ، فقال لي
: يا جعفر خفته ؟ فقلت : نعم يا رسول الله ، فقال لي : إذا وقعت عينك عليه فقل :
«
ببسم الله أستفتح ، وببسم الله أستنجح ، وبمحمّد صلىاللهعليهوآله أتوجّه ، اللّهمَّ ذلّل لي صعوبة أمري ، وكلَّ صعوبة ، وسهّل لي حزونة أمري ، وكلَّ حزونة واكفني مؤنة أمري وكلَّ مؤنة » .
قال
أبو المفضّل : حدَّثني إبراهيم بن عبد الصمد الهاشميّ بسرَّ من رأى باسناد عن أهله لا أحفظه ، فذكر هذا الحديث وذكر أنَّ المنصور قام إليه فاعتنقه فقال لي : المنصور خليفة ، ولا ينبغي للخليفة أن يقوم إلى أحد ، ولا إلى عمومته وما قام المنصور إلّا إلى أبي عبد الله عليهالسلام
.
١٠ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن
الحسن بن عليِّ ، عن الحسن ابن جهم ، عن إبراهيم بن مهزم ، عن رجل سمع أبا الحسن عليهالسلام يقول : من قدَّم قل هو الله أحد بينه وبين جبّار منعه الله منه ، يقرأها بين يديه ومن خلفه وعن
يمينه وعن شماله ، فاذا فعل ذلك رزقه الله خيره ومنعه شرَّه .
وقال
: إذا خفت أمراً فاقرأ مائة آية من القرآن من حيث شئت ، ثمَّ قل : اللّهمَّ اكشف عنّي البلاء ، ثلاث مرّات .
١١ ـ ص : بالاسناد إلى الصّدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن ابن
______________________
عيسى ، عن الوشّاء ، عن أبي جميلة ، عن محمّد بن مروان ،
عن العبد الصّالح صلوات الله عليه قال : كان من قول موسى عليهالسلام حين دخل على
فرعون : « اللّهمَّ إنّي أدرء إليك في نحره ، وأستجير بك من شرِّه ، وأستعين بك » فحوَّل الله ما كان في قلب فرعون من الأمن خوفاً .
١٢ ـ يج : روي أنَّ عبد الله بن أبي ليلى قال :
كنت بالرَّبذة مع أبي الدوانيق وكان قد وجّه إلى أبي عبد الله عليهالسلام ، وكان يقول : عليَّ
به سقا الله الأرض دمي إن لم اُسقها دمه ، عجّلوا عجّلوا ، قال : فلمّا دخل جعفر قال له : مرحباً مرحباً يا ابن رسول الله ، فما زال يرفعه حتّى أجلسه على وسادته ، ثمَّ دعا بالطعام وقضى حوائجه ، وأمره بالانصراف ، قلت له : أرأيت أن تعلّمني فقد رأيتك تحرِّك شفتيك إذا دخلت ؟ قال : قلت : « ما شاء الله ، لا يأتي بالخير إلّا الله ، ما شاء الله
لا يصرف السُّوء إلّا الله ، ما شاء الله كلُّ نعمة من الله ، ما شاء الله لا حول ولا قوَّة إلّا
بالله » .
١٣ ـ كشف : من كتاب الدلائل للحميريّ ، عن عبد الله
بن أبي ليلى مثله وفيه « ما شاء الله ما شاء الله ، لا يأتي بالخير إلّا الله ، ما شاء الله ما شاء
الله لا يصرف السوء إلّا الله ، ما شاء الله ما شاء الله كلُّ نعمة فمن الله ، ما شاء الله لا حول ولا
قوَّة إلّا بالله » .
١٤ ـ يج : روي أنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله كان يصلّي مقابل
الحجر الأسود ، ويستقبل الكعبة ، ويستقبل بيت المقدس ، فلا يرى حتّى يفرغ من صلاته ، وكان يستتر بقوله : « وَإِذَا
قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ
بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا » وبقوله : « أُولَـٰئِكَ
الَّذِينَ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ » وبقوله : « وَجَعَلْنَا
عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا » وبقوله : « أَفَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ
غِشَاوَةً
» .
______________________
١٥ ـ ضا : إذا فرغت من سلطان أو غيره فقل : « حسبي
الله لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو ربُّ العرش العظيم ، أمتنع بحول الله وقوَّته من حولهم وقوَّتهم ، أمتنع
بربِّ الفلق من شرِّ ما خلق ، وأقول ما شاء الله لا قوَّة إلّا بالله » .
وإذا
دخلت على سلطان تخاف شرَّه ، فقل : « اللّهمَّ إنّي أسئلك خير فلان وأعوذ بك من شرِّه ، وأسئلك بركته ، وأعوذ بك من فتنته ، اللّهمَّ اجعل حاجتي أوَّلها صلاحاً ، وأوسطها فلاحاً ، وآخرها نجاحاً .
١٦ ـ طب : الأشعث بن عبد الله ، بن محمّد بن عيسى
، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام عن موسى بن جعفر قال : لمّا طلب أبو الدوانيق أبا عبد الله عليهالسلام وهمَّ بقتله ، فأخذه صاحب المدينة ، ووجّه به إليه ، وكان أبو الدوانيق واستعجله واستبطأ
قدومه ، حرصاً منه على قتله ، فلمّا مثل بين يديه ضحك في وجهه ثمَّ رحّب به وأجلسه عنده ، وقال : يا ابن رسول الله والله لقد وجّهت إليك وأنا عازم على قتلك ولقد نظرت فاُلقي إليَّ محبّة لك ، فو الله ما أجد أحداً من أهل بيتي أعزُّ منك ولا آثر عندي ، ولكن يا أبا عبد الله ما كلام يبلغني عنك ، تهجّننا فيه ، وتذكرنا بسوء .
فقال
: يا أمير المؤمنين ما ذكرتك قطُّ بسوء ، فتبسّم أيضاً وقال : والله أنت أصدق عندي من جميع من سعى بك إليَّ ، هذا مجلسي بين يديك ، وخاتمي فانبسط ولا تخشني في جليل أمرك وصغيره
، فلست أردُّك عن شيء ، ثمَّ أمره بالانصراف ، وحباه وأعطاه فأبى أن يقبل شيئاً وقال : يا أمير المؤمنين أنا في غناء وكفاية وخير كثير ، فاذا هممت ببرِّي فعليك بالمتخلّفين من أهل بيتي فارفع عنهم القتل .
قال
: قد قبلت يا أبا عبد الله ، وقد أمرت بمائة ألف درهم ، ففرِّق بينهم ! فقال : وصلت الرحم يا أمير المؤمنين .
فلمّا
خرج من عنده مشى بين يديه مشايخ قريش وشبّانهم ومن كلِّ
______________________
قبيلة ، ومعه عين أبي الدوانيق فقال له : يا ابن رسول
الله لقد نظرت نظراً شافياً حين دخلت على أمير المؤمنين ، فما أنكرت منك شيئاً غير أنّي نظرت إلى شفتيك وقد حرَّكتهما بشيء فما كان ذلك ؟
قال
: إنّي لما نظرت إليه قلت : « يا من لا يضام ولا يرام ، وبه يواصل الأرحام صلّ على محمّدٍ وآله ، واكفني شرَّه بحولك ، وقوَّتك » والله ما زدت على ما سمعت قال : فرجع العين إلى أبي الدوانيق فأخبره بقوله فقال : والله ما استتمَّ ما قال
حتّى ذهب ما كان في صدري من غائلة وشرّ .
١٧ ـ طب : عبد الله بن يحيى البزّاز ، عن عليِّ
بن مسكين ، عن عبد الله بن الفضل النوفليّ ، عن أبيه ، عن الحسين بن عليّ قال : كلمات إذا قلتهنَّ ما اُبالي عمّن اجتمع عليَّ من الجنِّ والانس : « بسم الله ، وبالله ، وإلى الله ، وفي سبيل الله ، وعلى ملّة رسول الله صلىاللهعليهوآله اللهمَّ اكفني بقوَّتك
وحولك وقدرتك من شرِّ كلِّ مغتال وكيد الفجّار ، فانّي اُحبُّ الأبرار ، واُوالي الأخيار ، وصلّى الله على محمّد النبيِّ وآله وسلّم .
١٨ ـ طب : سعيد بن محمّد بن سعيد ، عن موسى بن
عيسى الحنّاط ، عن محمّد ابن سعيد وهو والد سعيد بن محمّد الشعيريّ ، عن جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أراده إنسان
بسوء فأراد أن يحجز الله بينه وبينه ، فليقل حين يراه « أعوذ بحول الله وقوَّته ، من حول خلقه وقوَّتهم ، وأعوذ بربِّ الفلق من شرِّ ما خلق ، ثمَّ يقول ما قال الله عزَّ وجلَّ لنبيّه محمّد صلىاللهعليهوآله « فَإِن
تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ
رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ » إلّا صرف الله عنه كيد كلّ كائد ، ومكر كلِّ ماكر ، وحسد كلِّ حاسد ، ولا يقولنَّ هذه الكلمات إلّا في وجهه ، فانَّ الله يكفيه بحوله
.
______________________
١٩ ـ شا : أبو محمّد الحسن بن محمّد ، عن جدِّه ،
عن داود بن القاسم ، عن الحسين بن زيد ، عن عمّه عمر بن علي ، عن أبيه عليِّ بن الحسين عليهالسلام أنّه كان يقول : لم أر مثل التقدُّم في الدُّعاء ، فانَّ العبد ليس تحضره الاجابة في كلِّ وقت ، وكان
ممّا حفظ عنه عليه السلام من الدُّعاء حين بلغه توجّه مسرف بن عقبة
إلى المدينة « ربِّ كم من نعمة أنعمت بها عليَّ قلَّ لك عندها شكري ، وكم من بليّة ابتليتني بها قلَّ لك عندها صبري ، فيا من قلَّ عند نعمته شكري فلم يحرمني ، و قلَّ عند بلائه صبري فلم يخذلني ، يا ذا المعروف الّذي لا ينقطع أبداً ، ويا ذا النّعماء الّتي لا تحصى عدداً ، صلِّ على محمّد وآل محمّد وادفع عنّي شرَّه ، فانّي
أدرء بك في نحره ، وأستعيذ بك من شرّه » فقدم مسرف بن عقبة المدينة وكان يقال : لا يريد غير عليِّ بن الحسين عليهالسلام ، فسلّم عليه وأكرمه
وحباه ووصله .
٢٠ ـ عم
شا :
وروي أنَّ داود بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس قتل المعلّى بن الخنيس مولى جعفر بن محمّد عليهالسلام
، وأخذ ماله ، فدخل عليه جعفر وهو يجرُّ رداءه ، فقال له : قتلت مولاي وأخذت مالي ؟ أما علمت أنَّ الرجل ينام على الثكل ، ولا ينام على الحرب أما والله لأدعونَّ
الله عليك ، فقال له داود : تهدِّدنا بدعائك ؟ كالمستهزىء بقوله ، فرجع أبو عبد الله عليهالسلام إلى داره ، فلم يزل ليله كلّه قائماً وقاعداً حتّى إذا كان السحر ، سمُع وهو يقول في مناجاته ، : « يا
ذا القوَّة القويّة ، ويا ذا المحال الشديدة ، ويا ذا العزَّة الّتي كلُّ خلقك لها
ذليل اكفني هذا الطاغية ، وانتقم لي منه » فما كان إلّا ساعة حتّى ارتفعت الأصوات
______________________
بالصياح ، وقيل : قد مات داود بن عليّ الساعة .
٢١ ـ مكا : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا خفت امرءاً
فأردت أن تكفى أمره وشرَّه ، فاعتمد طلبة الهلال في أوَّل الشهر ، فاذا رأيته فقم قائماً على قدميك و قل كأنّك تؤمي إليه بالخطاب « أيودُّ أحدكم أن تكون له جنّة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كلِّ الثمرات وأصابه الكبر وله ذرِّيّة ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت » وتؤمي بهذه الكلمات نحو دار الرجل الّذي تخافه ثمَّ
تقول « فاحترقت فاحترقت فاحترقت اللّهمَّ طمّه بالبلاء طمّا وعمّه بالعماء عمّاً وارمه بحجارة من سجّيل ، وطيرك الأبابيل ، يا عليُّ يا عظيم » ثمَّ تقول مثل ذلك
في الليلة الثانية من الشهر ، وفي اللّيلة الثالثة ، فان أنجع وبلغ ما تريد في الشهر الأوَّل وإلّا فعلت في الشهر الثاني تلتمس الهلال اللّيلة الاُولى وتقول ما تقدَّم
ذكره ، والثانية والثالثة ، فان نجع وإلّا فمثل ذلك في الشهر الثالث ، ولن تحتاج بعد ذلك باذن الله عزَّ وجلَّ .
آخر
: جاء رجل إلى الصادق عليهالسلام فشكى إليه ظالماً يظلمه
، فقال له : قل « يا ناصر المظلوم المبغى عليه إن كان فلان بن فلان يظلمني فابتله بفقر لا تجبره وبلاء لا تستره » فما دعا الرجل على ظالمه بهذا الدعاء إلّا ثلاث مرّات حتّى أصابه وضح في جبهته ، ثمَّ افتقر من بعده .
آخر
: وإذا دخلت على سلطان فقل : « خيرك بين عينيك ، وشرُّك تحت قدميك ، وأنا أستعين بالله عليك » .
آخر
: عن الرّضا عليهالسلام قال : إذا دعا أحدكم
على عدوِّه فليقل « اللهمَّ أطرقه بليلة لا اُخت لها وأبح حريمه » .
آخر
: « يا من يكفي من كلِّ شيء ، ولا يكفي منه شيء صلِّ على محمّد وآل
______________________
محمّد واكفني مؤنته بلا مؤنة » .
آخر
: إذا فزعت رجلا فقل « حسبي الله لا إله إلّا هو ، عليه توكّلت وهو ربُّ العرش العظيم ، أمتنع بحول الله وقوَّته من حولهم وقوَّتهم ، وأمتنع بربِّ الفلق [ و ] من شرِّ ما خلق ، ما شاء الله لا قوَّة إلّا بالله »
.
دعاء
آخر : عن الصّادق عليهالسلام دعا به عند دخوله
على المنصور ، وهو في شدَّة غضبه فسكن غضبه « يا عدَّتي عند شدَّتي » ويا غوثي عند كربتي ، احرسني بعينك الّتي
لا تنام ، واكنفني بركنك الّذي لا يرام » .
٢٢ ـ كشف : من كتاب محمّد بن طلحة قال : حدَّث عبد
الله بن الفضل بن الربيع عن أبيه قال : حجَّ المنصور سنة سبع وأربعين ومائة ، فقدم المدينة وقال للربيع : ابعث إلى جعفر بن محمّد من يأتينا به متعباً قتلني الله إن لم أقتله ، فتغافل
الربيع عنه لينساه ، ثمَّ أعاد ذكره للربيع ، وقال : ابعث من يأت به متعباً ، فتعافل
عنه ، ثمَّ أرسل إلى الربيع رسالة قبيحة أغلظ عليه فيها ، وأمره أن يبعث من يحضر جعفراً ففعل .
فلمّا
أتاه قال له الربيع : يا با عبد الله اذكر الله فانّه أرسل إليك بما لا دافع له غير الله ، فقال جعفر : لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ثمَّ إنَّ الربيع
أعلم المنصور بحضوره ، فلمّا دخل جعفر عليه أوعده وأغلظ ، وقال أي عدوَّ الله اتّخذك أهل العراق إماماً يبعثون إليك زكاة أموالهم ، وتلحد في سلطاني ، وتبغيه الغوائل ؟ قتلني الله إن لم أقتلك ، فقال له : يا أمير المؤمنين إنَّ سليمان اُعطي فشكر ، وإنَّ
أيّوب ابتلي فصبر ، وإنَ يوسف ظلم فغفر ، وأنت من ذلك السنخ .
فلمّا
سمع المنصور ذلك منه قال له : إليَّ وعندي أبا عبد الله أنت البريء السّاحة ، السليم الناحية ، القليل الغائلة ، جزاك الله من ذي رحم أفضل ما جزى ذوي
الأرحام عن أرحامهم ، ثمَّ تناول يده فأجسله معه في فرشه ، ثمَّ قال : عليَّ
بالطيب فاُتي
______________________
بالغالية فجعل يغلّف لحية جعفر بيده حتّى تركها
يقطر ، ثمَّ قال : قم في حفظ الله وكلاءته ، ثمَّ قال : يا ربيع ألحق أبا عبد الله جائزته وكسوته انصرف أبا عبد
الله في حفظه وكنفه فانصرف .
قال
الربيع : ولحقته فقلت إنّي قد رأيت قبلك ما لم تره ، ، ورأيت بعدك ما لا رأيته ، فما قلت يا با عبد الله حين دخلت ؟ قال : قلت : « اللهمَّ احرسني بعينك
الّتي لا تنام ، واكنفني بركنك الّذي لا يرام ، واغفر لي بقدرتك عليَّ ولا أهلك وأنت رجائي ، اللّهمَّ أنت أكبر وأجلُّ ممّا أخاف وأحذر ، اللّهمَّ بك أدفع في نحره وأستعيذ بك من شرِّه » ففعل الله بي ما رأيت .
ومن
كتاب الحافظ عبد العزيز ، عن محمّد بن إسحاق بن جعفر ، عن أبيه قال : دخل جعفر بن محمّد على أبي جعفر المنصور فتكلّم ، فلمّا خرجوا من عنده أرسل إلى جعفر بن محمّد فردَّه ، فلمّا رجع حرَّك شفتيه بشيء ، فقيل له : ما قلت ؟ قال :
قلت « اللّهمَّ أنت تكفي من كلِّ شيء ، ولا يكفي منك شيء ، فاكفنيه »
.
أقول
: تمام الخبر في أبواب تاريخه عليهالسلام .
٢٣ ـ كش : محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن خرزاد ،
عن يونس بن القاسم البلخيّ عن رزام مولى خالد القسريّ قال : كنت اُعذَّب بالمدينة بعد ما خرج منها محمّد بن خالد ، فكان صاحب العذاب يعلّقني بالسقف ، ويرجع إلى أهله ، ويغلق عليَّ الباب ، وكان أهل البيت إذا انصرف إلى أهله حلّوا الحبل عنّي ويحلّوني وأقعد على الأرض حتّى إذا دنا مجيئه علّقوني فوالله إنّي كذلك ذات يوم ، إذا رقعة وقعت من الكوَّة إليَّ من الطريق ، فأخذتها فاذا هي مشدودة بحصاة ، فنظرت فيها خطّ أبي عبد الله عليهالسلام ، فاذا فيها : بسم
الله الرحمن الرحيم قل يا زارم : « يا كائناً قبل كلِّ
______________________
شيء ، ويا كائناً بعد كلِّ شيء ، ويا مكوِّن كلِّ شيء ، ألبسني
درعك الحصينة من شرِّ جميع خلقك » قال رزام : فقلت ذلك فما عاد إليَّ شيء من العذاب بعد ذلك .
٢٤ ـ كش : عن ابن أبي نجران ، عن حمَّاد الناب عن
المسمعيّ عن معتّب قال : لمّا قتل داود بن عليّ معلّى بن خنيس ، لم يزل أبو عبد الله عليهالسلام ليله ساجداً وقائماً قال : فسمعته في آخر الليل وهو ساجد يقول « اللهمَّ إنّي أسئلك بقوَّتك القويّة ومحالك الشديد ، وبعزَّتك الّتي جلُّ خلقك لها ذليل ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، أن تأخذه الساعة الساعة » قال ، فو الله ما رفع رأسه من سجوده حتّى سمعنا الصائحة ، فقالوا : مات داود بن عليّ ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : إني دعوت الله عليه بدعوة بعث الله إليه ملكاً فضرب رأسه بمرزبة انشقّت مثانته
.
٢٥ ـ نقل من خطّ الشهيد ـ قدِّس سرُّه ـ نقلاً من الجعفريّات بالاسناد
إلى أمير المؤمنين عليهالسلام لمّا وضح لموسى عليهالسلام وجه فرعون ، قال موسى « اللهمَّ إنّي أدرء بك في نحره ، وأستعين بك عليه ، فاكفني شرَّه » قال جعفر الصادق عليهالسلام : وهو دعاؤنا أهل البيت عند سلطان نخاف ظلمه .
٢٦ ـ مهج : باسنادنا إلى ابن الوليد ، عن أبيه ، عن
الصفّار ، عن ابن عيسى ، عن هارون ابن مسلم ، عن ابن صدقة قال : سألت أبا عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام أن يعلّمني دعاء أدعو به في المهمّات فأخرج إليَّ أوراقاً من صحيفة عتيقة ، فقال : انتسخ ما فيها ،
فهو دعاء جدِّي عليِّ بن الحسين عليهماالسلام للمهمّات ، فكتبت
ذلك على وجهه ، فما كربني شيء قطُّ وأهمّني إلّا دعوت به ، ففرَّج الله كربي وهمّي ، وأعطاني سؤلي ، وهو :
«
اللّهمَّ هديتني فلهوت ، ووعظت فقسوت ، وأنلت الجميل فعصيت ، وعرَّفت فأصررت ، ثمَّ عرَّفت فاستغفرت وأقلعت ، فعدت فسترت ، فلك الحمد يا إلهي
______________________
تقحّمت أو دية هلاكي ، وتخلّلت شعاب تلفى ، وتعرّضت فيها
لسطواتك ، وبحلولها لعقوباتك ، ووسيلتي إليك التوحيد ، وذريعتي أنّي لم اُشرك بك شيئاً ، ولم أتّخذ معك إلهاً ، وقد فررت إليك من نفسي ، وإليك يفرُّ المسيء ، وأنت مفزع المضيّع حظّ نفسه ، فلك الحمد يا إلهي .
فكم
من عدوّ انتضى عليَّ سيف عداوته ، وشحذ لي ظُبا مديته ، وأرهف لي شباحدِّه ، وداف لي قواتل سمومه ، وسدَّد نحوي صوائب سهامه ، ولم تنم عنّي عين حراسته ، وأضمر أن يسومني المكروه ، ويجرِّعني ذُعاف مرارته
فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح ، وعجزي عن الانتصار ممّن قصدني بمحاربته ووحدتي في كثير عدد من ناواني ، وأرصد لي البلاء فيما لم أعمل فيه فكرتي ، فابتدأتنى بنصرتك ، وشددت أزري بقوتك ثمَّ فللت لي حدَّه وصيّرته من بعد جمع عديده وحده ، وأعليت كعبي عليه ، وجعلت ما سدَّده مردوداً عليه ، ورددته لم يشف
غليله ولم تبرد حرارة غيظه ، قد عضَّ على مثواه وأدبر مولّياً قد أخلفت سراياه .
وكم
من باغ بغى [ لي ] بمكائده ، ونصب لي أشراك مصائده ، ووكَّل بي تفقّد رعايته ، وأضبأ إليَّ إضباء السّبع ، لطريدته ، وانتظار الانتهاز لفريسته
فناديتك يا إلهى مستغيثاً بك ، واثقاً بسرعة إجابتك ، عالماً أنّه لم يضطهد من آوى
إلى ظلِّ كنفك ، ولم يفزع من لجأ إلى معاقل انتصارك ، فحصّنتني من بأسه بقدرتك .
وكم
من سحائب مكروه قد جلّيتها ، وغواشي كربات كشفتها لا تسئل عمّا تفعل ، ولقد سئلت فأعطيت ، ولم تسأل فابتدأت ، واستميح فضلك فما أكديت أبيتَ إلّا إحساناً ، وأبيتُ إلّا تقحّم حرماتك ، وتعدِّى حدودك ، والغفلة عن
وعيدك فلك الحمد من مقتدر لا يغلب وذي أناة لا يعجل ، هذا مقام من اعترف لك بالتقصير وشهد على نفسه بالتضييع .
إلهي
أتقرَّب إليك بالمحمدية الرفيعة ، وأتوجّه إليك بالعلويّة البيضاء
______________________
فأعذني من شرِّ ما يكيدني ، ومن شرِّ ما خلقت ، ومن شرِّ
من يريد بي سوءاً فانَّ ذلك لا يضيق عليك في وجدك ، ولا يتكأّدك في قدرتك ، وأنت على كلِّ شيء قدير .
إلهي
ارحمني بترك المعاصي ما أبقيتني ، وارحمني بترك تكلّف ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك به عنّي ، وألزم قلبي حفظ كتابك كما علّمتني ، واجعلني أتلوه على ما يرضيك به عنّي ، ونوّر به بصري ، وأوعه سمعي واشرح به صدري ، وفرِّح به قلبي ، وأطلق به لساني ، واستعمل به بدني ، واجعل فيَّ من الحول والقوَّة ما يسهل ذلك عليَّ فانه لا حول ولا قوَّة إلّا بك .
اللهمَّ
أنت ربّي ومولاي وسيّدي وأملي ، وإلهي وغياثي وسندي وخالقي وناصري وثقتي ورجائي ، لك محياي ومماتي ، لك سمعي وبصري ، وبيدك رزقي وإليك أمري في الدُّنيا والاٰخرة ، ملكتني بقدرتك ، وقدرت عليَّ بسلطانك ، فلك
القدرة في أمري ، وناصيتي بيدك ، لا يحول أحد دون رضاك ، برأفتك أرجو رحمتك وبرحمتك أرجو رضوانك ، لا أرجو ذلك بعملي ، فقد عجز عنّي عملي ، فكيف أرجو ما عجز عنّي . أشكو إليك فاقتي ، وضعف قوَّتي ، وإفراطي في أمري ، وكلُّ ذلك من عندي ، وما أنت اعلم به منّي ، فاكفني ذلك كلّه .
اللّهمَّ
اجعلني من رفقاء محمّد حبيبك ، وإبراهيم خليلك ، ويوم الفزع الأكبر من الاٰمنين ؟ ، فآمنّي ، وببُشراك فبشّرني
وباظلالك فظلّلني ، وبمفازة من النار فنجّني ، لا يمسّني السوء ولا تخزني ومن الدُّنيا فسلّمني وحجّتي يوم القيامة فلقّني
وبذكرك فاذكرني ولليُسرى فيسّرني
وللعُسرى فجنّبني ، وللصلاة والزكاة ما دُمتُ حيّاً فألهمني ، ولعبادتك فقوِّني ؟ وفي الفقه ومرضاتك فاستعملني ، ومن فضلك فارزقني ، ويوم القيامة فبيّض وجهي ، وحساباً يسيراً فحاسبني وبقبيح عملي فلا تفضحني ، وبهداك فاهدني ، وبالقول الثابت في الحياة الدُّنيا وفي الاٰخرة
فثبّتني وما أحببت فحبّبه إليَّ ، وما كرهت فبغّضه إليَّ وما أهمّني من أمر الدُّنيا والاٰخرة
فاكفني ، وفي صلاتي وصيامي ودعائي ونسكي وشكري ودنياي وآخرتي فبارك لي
______________________
والمقام المحمود فابعثني ، وسلطاناً نصيراً فاجعل لي ، وظلمي
وجهلي وإسرافي في أمري فتجاوز عنّي ، ومن فتنة المحيا والممات فخلّصني ، ومن الفواحش ما ظهر منها وما بطن فنجّني ، ومن أوليائك يوم القيامة فاجعلني ، وأدم لي صلاح الّذي آتيتني ، و
بالحلال عن الحرام فأغنني ، وبالطيّب عن الخبيث فاكفني ، أقبل بوجهك الكريم إليَّ ولا تصرفهُ عنّي ، وإلى صراطك المستقيم فاهدني ، ولما تحبُّ وترضىٰ
فوفّقني .
اللّهمَّ
إنّي أعوذ بك من الرياء والسمعة والكبرياء والتعظّم والخيلاء والفخر والبذخ والأشر والبطر والاعجاب بنفسي والجبريّة ربّ فنجّني ، وأعوذ بك ربِّ من العجز والبخل والحرص والمناقشة والغشّ ، وأعوذ بك من الطمع والطبع والهلع والجزع والزرع والقمع ، وأعوذ بك من البغي والظم والاعتداء والفساد والفجور والفسوق وأعوذ بك من الخيانة والعدوان والطغيان .
ربِّ
وأعوذ بك من المعصية والقطيعة والسيّئة
والفواحش والذنوب وأعوذ بك من الاثم والمأثم والحرام والمحرَّم والخبيث وكلِّ ما لا تحبّ .
ربِّ
وأعوذ بك من شرّ الشيطان وبغيه وظلمه وعدوانه وشركه وزبانيته وجنده ، وأعوذ بك من شرِّ ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، وأعوذ بك من شرِّ ما
خلقت من دابّة وهامّة أو جنّ أو إنس ممّا يتحرَّك ، وأعوذ بك من شرِّ ما ذرأ في الأرض
وما يخرج منها ، وأعوذ بك من شرِّ كلِّ كاهن وساحر وزاكن ونافث وراق ، وأعوذ بك من شرِّ كلِّ حاسدٍ وباغ وطاغ ونافس وظالم ومعتد وجابر ، وأعوذ بك من العمىٰ
والصمم والبكم والبرص والجذام والشكّ والرّيب وأعوذ بك ربِّ من الكَسل والفشَل والعجز والتفريط والعجلة والتضييع والتقصير والإبطاء وأعوذ بك ربِّ من شرِّ ما
خلقت في السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى .
ربّ
وأعوذ بك من الفقر والفاقة والحاجة والمسكنة والضيقة والعائلة ، وأعوذ بك من القلّة والذلّة ، وأعوذ بك من الضّيق والشدَّة والقيد والحبس والوثاق
والسجون والبلاء وكلِّ مصيبة لا صبر لي عليها آمين ربِّ العالمين .
______________________
اللّهمَّ
أعطنا كلَّ الّذي سألناك ، وزدنا من فضلك على قدر جلالك وعظمتك بحقّ لا إله إلّا أنت العزيز الحكيم .
٢٧ ـ مهج : أخبرنا محمّد بن جعفر بن هشام الأصبغي
، عن اليسع بن حمزة القميّ قال : أخبرني عمرو بن مسعدة وزير
المعتصم الخليفة أنّه جاء عليَّ بالمكروه الفظيع حتّى تخوَّفت على إراقه دمي وفقر عقبى ، فكتبت إلى سيّدي أبي الحسن العسكريّ عليهالسلام أشكو إليه ما حلَّ
بي فكتب إليَّ : لا ورع عليك ولا بأس فادع الله بهذه الكلمات يخلّصك الله وشيكاً ممّا وقعت فيه ، ويجعل لك فرجاً فانَّ آل محمّد يدعون بها عند إشراف البلاء ، وظهور الأعداء ، وعند تخوُّف الفقر وضيق الصدر .
قال
اليسع بن حمزة : فدعوت الله بالكلمات الّتي كتب إليَّ سيّدي بها في صدر النهار ، فوالله ما مضى شطره حتّى جاءني رسول عمرو بن مسعدة فقال لي : أجب الوزير ، فنهضت ودخلت عليه فلمّا بصر بي تبسّم إليَّ وأمر بالحديد ففكَّ عنّي ، وبالأغلال فحلّت منّي ، وأمرني بخلعة من فاخر ثيابه ، وأتحفني بطيب ، ثمَّ أدناني وقرَّبني وجعل يحدِّثني ويعتذر إليَّ ، وردَّ عليَّ جميع ما كان استخرجه منّي
وأحسن رفدي ، وردَّني إلى الناحية الّتي أتقلّدها ، وأضاف إليها الكورة الّتي
تليها قال : وكان الدُّعاء :
يا
من تحلّ بأسمائه عقد المكاره ، ويا من يُفلُّ بذكره حدُّ الشدائد ، ويا من يدعى بأسمآئه العظام من ضيق المخرج إلى محلّ الفرج ، ذلّت لقدرتك الصعاب وتسبّبت بلطفك الأسباب ، وجرى بطاعتك القضاء ، ومَضَت على ذلك الأشياء ، فهي بمشيّتك دون قولك مؤتمرة ، وبارادتك دون وحيك منزجرة ، وأنت المرجوُّ للمهمّات ، وأنت المفزع للملمّات لا يندفع منها إلّا
ما دفعت ، ولا ينكشفُ منها
______________________
إلّا ما كشفت ، وقد نزل بي من الأمر ما [ قد ] فدحني
ثقلهُ ، وحلّ بي منه ما بهظني حمله ، وبقدرتك أوردت عليَّ ذلك ، وبسلطانك وجّهته إليَّ ، فلا مُصدر لما أوردت ولا ميسّر لما عسّرت ، ولا صارف لما وجّهت ، ولا فاتح لما أغلقت ، ولا مغلق لما
فتحت ولا ناصر لمن خذلت ، إلّا أنت . صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وافتح لي باب الفرج
بطولك واصرف عنّي سلطان الهمِّ بحولك ، وأنلني حسن النظر فيما شكوت ، وارزقني حلاوة الصنع فيما سألتك ، وهب لي من لدنك فرجاً وحيّاً ، واجعل لي من عندك مخرجاً هنيئاً ، ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهُد فرائضك ، واستعمال سنّتك ، فقد ضقت بما نزل بي ذرعاً ، وامتلأت بحمل ما حدث عليَّ جزعاً ، وأنت القادرُ على كشف ما بليت به ، ودفع ما وقعت فيه ، فافعل بي ذلك وإن كنت غير مستوجبه منك يا ذا العرش العظيم ، وذا المنِّ الكريم ، فأنت قادر یا أرحم الراحمين ، آمين ربَّ
العالمين .
٢٨ ـ مهج : قال أبو حمزة الثماليُّ رحمه الله :
انكسرت يد ابني مرَّة فأتيت به يحيى بن عبد الله المجبّر فنظر إليه فقال : أرى كسراً قبيحاً ثمَّ صعد غرفته ليجىء بعصابة ورفادة فذكرت في ساعتي تلك دعاء عليِّ بن الحسين زين العابدين عليهالسلام فأخذت يد ابني فقرأت عليه ومسحت الكسر ، فاستوى الكسر بإذن الله تعالى فنزل يحيى بن عبد الله فلم ير شيئاً فقال : ناولني اليد الاُخرى فلم ير كسراً فقال
: سبحان الله أليس عهدي به كسراً قبيحاً فما هذا ؟ أما إنّه ليس بعجب من سحركم معاشر الشيعة ، فقلت : ثكلتك اُمّك ليس هذا سحر بل إنّي ذكرت دعاء سمعته من مولاي عليِّ بن الحسين عليهماالسلام فدعوت به ، فقال :
علّمنيه ! فقلت : أبعد ما سمعت ما قلت ، لا ولا نعمة عين لست من أهله ، قال
حمران بن أعين : فقلت لأبي حمزة :
______________________
نشدتك بالله إلّا ما أوردتناه فقال : سبحان الله ما ذكرت
ما قلت إلّا وأنا اُفيدكم اكتبوا :
«
بسم الله الرَّحمن الرَّحمين يا حيُّ قبل كلِّ حيّ ، يا حيُّ بعد كلّ حيّ يا حيُّ مع كل حيّ ، يا حيُّ حين لا حيّ ، يا حيُّ يبقىٰ ويفنىٰ كلُّ
حيّ ، يا حيُّ لا إله إلّا أنت ، يا حيُّ يا كريم ، يا محيي الموتىٰ ، يا قائمُ على كلّ
نفس بما كسبت إنّي أتوجّه إليك وأتوسّل إليك بجودك وكرمك ورحمتك الّتي وسعت كلَّ شيء وأتوجّه إليك وأتوسّل إليك بحرمة هذا القرآن ، وبحرمة الإسلام ، وشهادة أن لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لَك وأنَّ محمّداً عبدك ورسولك ، وأتوجّهُ إليك وأتوسّل إليك وأستشفع إليك بنبيّك نبيِّ الرحمة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم
تسليماً ، وبأمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب وفاطمة الزهراء والحسن والحسين عبديك
وأمينيك وحجّتيك على الخلق أجمعين ، وعليِّ بن الحسين زين العابدين ، ونور الزاهدين ، ووارث علم النبيّين والمرسلين ، وإمام الخاشعين ، ووليِّ المؤمنين ، والقائم
في خَلقك أجمعين ، وباقر علم الأوَّلين والاٰخرين ، والدَّليل على أمر النبيّين
والمرسلين ، والمقتدي بآبائه الصالحين وكهف الخلق أجمعين ، وجعفر بن محمّد الصادق من أولاد النبيّين والمُقتدى بآبائه الصالحين ، والبارّ من عترته البررة المتّقين ووليّ دينك وحجّتك على العالمين ، وموسى بن جعفر العبد الصالح من أهل بيت المرسلين ، ولسانك في خلقك أجمعين ، والناطق بأمرك ، وحجّتك على بريّتك ، و عليِّ بن موسى الرضا المرتضى الزكيّ المصطفى المخصوص بكرامتك ، والداعي إلى طاعتك وحجّتك على الخلق أجمعين ، ومحمّد بن عليّ الرشيد القائم بأمرك الناطق بحكمك [ وحقّك ] وحجّتك على بريّتك ، ووليّك وابن أوليائك ، وحبيبك وابن أحبّائك ، وعليِّ بن محمّد السراج المنير ، والرُّكن الوثيق القائم بعدلك والدّاعي
إلى دينك ، ودين نبيّك ، وحجّتك على بريّتك ، والحسن بن عليّ عبدك ووليّك وخليفتك المؤدّي عنك في خلقك ، عن آبائه الصادقين وبحقِّ خلف الأئمّة الماضين والإمام الزكيّ الهادي المهدي والحجّة بعد آبائه على خلقك المؤدِّي عن علم
نبيّك ، ووارث علم الماضين من الوصيّين ، المخصوص الدّاعي
إلى طاعتك وطاعة آبائه الصالحين .
يا
محمّد يا أبا القاسماه ! بأبي أنت واُمّي إلى الله أتشفّع بك وبالأئمة من وُلدك وبعليّ أمير المؤمنين ، وفاطمة والحسن والحسين ، وعليّ بن الحسين ، ومحمّد بن عليّ
، وجعفر ابن محمّد ، وموسى بن جعفر ، وعليِّ بن موسى ، ومحمّد بن عليّ ، وعليّ بن محمّد ، والحسن
ابن عليّ ، والخلف القائم المنتظر .
اللّهمَّ
فصلِّ عليهم وعلى من اتّبعهم وصلِّ على محمّد وآل محمّد صلاة المرسلين والصدِّيقين والصالحين ، صلاة ًلا يقدر على إحصائها غيرك .
اللّهمَّ
ألحق أهل بيت نبيّك وذريّتهم وشيعتهم بنبيّك سيّد المرسلين وألحقنا بهم مؤمنين مُخبتين فائزين مُتّقين صالحين خاشعين عابدين موفَّقين مُسدّدين عاملين زاكين مُزكّين تائبين ساجدين راكعين شاكرين حامدين صابرين محتسبين مُنيبين مُصيبين .
اللّهمَّ
إنّي أتولّىٰ وليّهم ، وأتبرَّأ إليك من عدوِّهم ، وأتقرَّب إليك بحبّهم وموالاتهم وطاعتهم ، فارزقني بهم خير الدُّنيا والاٰخرة ، واصرف عنّي بهم
أهوال يوم القيامة .
اللّهمَّ
إنّي اُشهدك بأنّك أنت الله لا إله إلّا أنت وأنَّ محمّداً وعليّاً وزوجته ووَلديه عبيدك وإماؤك ، وأنت وليّهُم في الدُّنيا
والاٰخرة ، وهم أولياؤك والأوَّلين بالمؤمنين والمؤمنات والمسلمين
والمسلمات من بريّتك ، واُشهد أنّهم عبادك المؤمنون ، لا يسبَقونك بالقول وهم بأمرك يَعملون .
اللّهمَّ
إنّي أتوسَّل إليك بهم وأتشفّع بهم إليك أن تُحييني محياهم ، وتميتني على طاعتهم وملّتهم ، وتمنعني من طاعة عدوِّهم ، وتمنع عدوّك وعدوَّهم منّي ، وتُعينني
بك وبأوليائك عمّن أغنيته عنّي ، وتسهّلني لمن أحوجتهم إليَّ ، وأن تجعلني في
______________________
حفظك في الدِّين والدُّنيا والاٰخرة ، وتُلبسني
العافية حتّى تهنّئني المعيشة .
والحظني
بلحظة من لحظاتك الكريمة الرحيمة والشريفة ، تكشفُ بها عنّي ما قد ابتُليت به ، ودبّرني بها إلى أحسن عاداتك
وأجملها عندي ، وقد ضعفت قوَّتي ، وقَلّت حيلتي ، ونزل بي ما لا طاقة لي به ، فردَّني
إلى أحسن عاداتك ، فقد أيست ممّا عند خلقك ، فلم يبق إلّا رجاؤك في قلبي ، وقديماً ما مَنَنت عليَّ ، وقدرتك
يا سيّدي وربّي وخالقي ومولاي ورازقي على إذهاب ما أنا فيه كقدرتك عليَّ حيث ابتليتني به .
إلهي
ذكر عوائدك يونسني ، ورجاءُ إنعامك يقرِّبني ، ولم أخل من نعمتك منذ خَلقتني ، فأنت يا ربِّ ثقتي ورجائي ، وإلهي وسيّدي والذَّابُّ عنّي ، والراحم
بي ، والمتكفّل برزقي ، فأسئلك يا ربّ محمّد وآل محمّد ، أن تجعل رشدي بما قضيت من
الخير وحتمَته وقدَّرته ، وأن تجعل خلاصي مما أنا فيه ، فانّي لا أقدر على ذلك إلّا بك وحدك لا شريك لك ، ولا أعتمدُ فيه إلّا عليك .
فكن
يا ربّ الأرباب ، ويا سيّد السادات ، عند حُسن ظنّي بك ، وأعطني مسألتي يا أسمع السامعين ، ويا أبصر الناظرين ، ويا أحكم الحاكمين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أقدر القادرين ، ويا أقهر القاهرين ، ويا أوَّل الأوَّلين ، ويا
آخر الاٰخرين ، ويا حبيب محمّد وعليّ وجميع الأنبياء والمرسلين ، والأوصياء
المنتجبين [ ويا حبيب محمّد صلىاللهعليهوآله وعليّ وجميع
الأنبياء والمرسلين ، والأوصياء المنتجبين ] حبيب محمّد صلىاللهعليهوآله وأوصيائه وأنصاره وخُلفائه
وأحبّائه المؤمنين ، وحججك البالغين من أهل بيت الرحمة المُطهّرين الزاهدين أجمعين ، صلِّ على محمّدٍ و [ على ] آل محمّد ، وافعل بي ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
.
٢٩ ـ مهج : نقل من مجموع عتيق قال : كتب الوليد بن
عبد الملك إلى صالح ابن عبد الله المريِّ عامله على المدينة : أبرز الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي
طالب
______________________
وكان محبوساً في حبسه واضربه في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله خمسمائة سوط ، فأخرجه صالح إلى المسجد ، واجتمع الناس وصعد صالح المنبر يقرأ عليهم الكتاب ثمَّ ينزل فيأمر بضرب الحسن ، فبينما هو يقرأ الكتاب إذ دخل عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام ، فأفرج الناس عنه ، حتّى انتهى إلى الحسن بن الحسن ، فقال
له : يا ابن عمِّ ادع الله بدعاء الكرب ، يفرّج عنك ، فقال : ما هو يا بن عمّ ؟ فقال :
قل :
«
لا إله إلّا اللهُ الحليم الكريم ، لا إله إلّا الله العليُّ العظيم ، سبحان الله
ربِّ السموات السبع ، وربِّ الأرضين السبع ، وربِّ العرش العظيم ، والحمد لله ربِّ العالمين » .
قال
: وانصرف عليُّ بن الحسين عليهماالسلام وأقبل الحسن يكرِّرها
فلمّا فرغ صالح من قراءة الكتاب ونزل ، قال أرى سجيّة رجل مظلوم ، أخّروا أمره ، وأنا راجع أمير المؤمنين فيه ، وكتب صالح إلى الوليد في ذلك فكتب إليه : أطلقه
.
٣٠ ـ مهج : وجدنا في نسخة عتيقة هذا لفظها : حدَّثني
الشريف أبو الحسن محمّد بن محمّد بن المحسن بن يحيى بن الرضا أدام الله تأييده يوم الجمعة ، لخمس
بقين من ذي الحجّة سنة أربع وأربعمائة ، بمشهد مقابر قريش ، على ساكنه السلام قال : حدَّثني أبي رضي الله عنه ، قال : حدَّثنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن صدقة
يوم السبت لثلاث بقين من صفر سنة اثنين وستّين وثلاثمائة بمشهد مقابر قريش على ساكنه السلام من حفظه ، قال : أخبرنا سلامة بن محمّد الأزديّ قال : حدَّثني أبو جعفر بن عبد الله العقيلي وحدَّثني أبو الحسن محمّد بن بريك الرُّهاوي ، قال : أخبرنا أبو القاسم
عبد الواحد الموصلي إجازة قال : حدَّثني أبو محمّد جعفر بن عقيل بن عبد الله بن
عقيل ابن محمّد بن عبد الله بن عقيل بن أبي طالب قال : حدَّثني أبو روح النسائي ، عن أبي الحسن عليِّ بن محمّد عليهماالسلام أنّه دعا على المتوكّل
فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه : « اللّهمَّ إنّي وفلاناً عبدان من عبيدك » إلى آخر الدُّعاء الّذي يأتي
ذكره .
ووجدت
هذا الدُّعاء مذكوراً بطريق آخر هذا لفظه : ذكر باسناده عن زرافة
______________________
حاجب المتوكّل وكان شيعيّاً أنّه قال : كان المتوكّل
لحظوة الفتح بن خاقان عنده وقربه منه دون الناس جميعاً ، ودون ولده وأهله ، أراد أن يبيّن موضعه عندهم .
فأمر
جميع مملكته من الأشراف من أهله وغيرهم ، والوزراء والاُمراء والقوّاد ، وسائر العساكر ، ووجوه الناس ، أن يزيّنوا بأحسن التزيين ، ويظهروا في أفخر عُددهم وذخائرهم ، ويخرجوا مشاة بين يديه ، وأن لا يركب أحد إلّا هو والفتح بن خاقان خاصّة بسرَّ من رأى ، ومشى الناس بين أيديهما على مراتبهم رجّالة ، وكان يوماً قائظاً شديد الحرّ ، وأخرجوا في جملة الأشراف أبا الحسن عليَّ
بن محمّد عليهماالسلام وشقَّ ما لقيه من
الحرّ والزحمة .
قال
زرافة : فأقبلت إليه وقلت له : يا سيّدي يعزُّ والله عليَّ ما تلقى من هذه الطغاة ، وما قد تكلّفته من المشقّة ، وأخذت بيده فتوكّأ عليَّ وقال : يا زرافة ما
ناقة صالح عند الله بأكرم منّي أو قال : بأعظم قدراً منّي ، ولم أزل اُسائله وأستفيد
منه ، و اُحادثه إلى أن نزل المتوكّل من الركوب ، وأمر الناس بالانصراف .
فقدَّمت
إليهم دوابّهم فركبوا إلى منازلهم ، وقدَّمت بغلة له فركبها وركبت معه إلى داره فنزل وودَّعته وانصرفت إلى داري ؛ ولولدي مؤدِّب يتشيّع من أهل العلم والفضل ، وكانت لي عادة بإحضاره عند الطعام ، فحضر عند ذلك وتجارينا الحديث ، وما جرى من ركوب المتوكّل والفتح ، ومشي الأشراف وذوي الأقدار بين أيديهما ، وذكرت له ما شاهدته من أبي الحسن عليِّ بن محمّد عليهماالسلام وما سمعته من قوله « ما ناقة صالح عند الله بأعظم قدراً منّي » .
وكان
المؤدِّب يأكل معي فرفع يده وقال : بالله إنّك سمعت هذا اللّفظ منه ؟ فقلت له : والله إنّي سمعته يقوله ، فقال لي : اعلم أنَّ المتوكّل لا يبقىٰ
في مملكته أكثر من ثلاثة أيّام ، ويهلك ، فانظر في أمرك وأحرز ما تريد إحرازه وتأهّب لأمرك كي لا يفجؤكم هلاك هذا الرجل فتهلك أموالكم بحادثة تحدث
______________________
أو سبب يجري .
فقلت
له : من أين لك ذلك ؟ فقال : أما قرأت القرآن في قصّة صالح والناقة وقوله تعالى : « تَمَتَّعُوا
فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ »
ولا يجوز أن تبطل قول الامام ، قال زرافة ، فو الله ما جاء اليوم الثالث حتّى هجم المنتصر
ومعه بُغا ووصيف والأتراك على المتوكّل فقتّلوه وقطّعوه والفتح بن خاقان جميعاً قطعاً حتّى لم يعرف أحدهما من الاٰخر ، وأزال الله نعمته ومملكته ، فلقيت
الامام أبا الحسن عليهالسلام بعد ذلك ، وعرَّفته
ما جرى مع المؤدِّب ، وما قاله ، فقال : صدق إنّه لمّا بلغ منّي الجهد رجعت إلى كنوز نتوارثها من آبائنا هي أعزُّ من الحصون والسلاح والجنن ، وهو دعاء المظلوم على الظالم ، فدعوت به عليه فأهلكه الله ، فقلت
: يا سيّدي إن رأيت أن تعلّمنيه فعلّمنيه وهو :
«
اللّهمَّ إنّي وفلاناً عبدان من عبيدك ، نواصينا
بيدك ، تعلمُ مستَقرّنا ومُستودعنا ، وتعلم منقلبنا ومثوانا ، وسرَّنا وعلانيتنا ، وتطّلعُ على نيّاتنا
وتحيط بضمائرنا ، علمك بما تبديه كعلمك بما تخفيه ، ومَعرفتك بما نُبطنه كمعرفتك بما
نظهره ولا ينطوي عليك شيء من اُمورنا ، ولا يستترُ دونك حال من أحوالنا ، ولا لنا منك مَعقل يحصّننا ، ولا حرز يحرزنا ، ولا مهرَب يفوتك منّا .
ولا
يَمتنعُ الظالم منك بسلطانه ، ولا يجاهدك عنه جنوده
ولا يُغالبك مُغالبٌ بمنعة ، ولا يُعازُّك متعزّز بكثرة أنت مُدركه أين ما سَلك
، وقادر
______________________
عليه أين لجأ ، فمعاذُ المظلوم منّا بك ، وتوكّل المقهور
منّا عليك ، ورجوعهُ إليك ، ويستغيثُ بك إذا خَذلهُ المغيث ، ويستصرخك إذا قَعَد عنَه النصيرٌ ، ويلوذ بك إذا نفته الأفنية ، ويطرُق بابك إذا غلّقَت دونه الأبواب المرتجة ، ويَصلُ إليك إذا احتجبت عَنه الملوك الغافلة . تَعلمُ ما حلَّ به قبل أن يشكوه إليك وتعرف
ما يُصلحهُ قَبلَ أن يَدعوك لهُ فَلك الحمدُ سميعاً بصيراً لطيفاً قديراً .
اللّهمَّ
إنّه قد كان في سابق علمك وقضائك ، وماضي حُكمك ونافذ مَشيَّتك في خلقك أجمعين ، سعيدهم وشقيّهم ، وفاجرهم وبرّهم ، أن جَعلت لفلان بن فلان عَليَّ قدرةً فَظَلَمني بها ، وبغى عليَّ لمكانها ، وتعزّز عليَّ بسلطانه الّذي خوَّلته
إيّاهُ ، وتجبّر عليَّ بعلوِّ حاله التي جعلتها له وغرَّه إملاؤك له ، وأطغاهُ حلمُك
عنهُ .
فقصَدني
بمكروهٍ عَجزتُ عن الصّبر عليه ، وتعَمّدني بشرّ ضعُفت عن احتماله ، ولم أقدر على الانتصار لضعفي ، والانتصاف منهُ لذلّي ، فوكلتهُ إليك وتوكّلت في أمره عليك ، وتواعدتهُ بعُقوبتك ، وحذَّرتهُ سطوتك ، وخوّفتهُ نقمتك فظنَّ أنّ حلمك عنهُ من ضعف ، وحسب أنَّ إملاءك له من عجز ، ولم تنَهَه واحدة عن اُخرىٰ ، ولا انزجر عن ثانيةٍ باُولى ، ولكنّهُ تمادى في غيّه ، وتَتابع
في ظلمه ولجَّ في عُدوانه ، واستشرى في طُغيانه ، جُراءةً عَليك يا سيّدي ، وتعرّضاً لسخطك الّذي لا تردُّهُ عن القوم الظالمين ، وقلّةَ اكتراث ببأسك الّذي لا تَحبسهُ
عن الباغين .
فها
أنا ذا يا سيّدي مُستضعف في يَديه ، مُستضام تحت سُلطانه ، مُستذلٌّ بعقابه ، مَغلوب مبغيٌّ عليَّ مقصود وجلٌ خائف مروَّع مقهور ، قد قلّ صبري وضاقت حيلتي ، وانغلَقت عليَّ المذاهب إلّا إليك ، وانسدَّت عليَّ الجهات إلّا جهتُك والتَبسَت عليَّ اُموري في رفع مكروهه عنّي ، واشتبهت عليَّ الاٰراء في
إزالةُ ظلمه وخذلني من استنصرتهُ من عبادك ، وأسلمني من تعلّقت به من خلقك طرّاً ، واستشرت نصيحي فأشار عليَّ بالرغبة إليك ، واسترشدتُ دليلي فَلَم يدلّني إلّا عليك .
فرجعتُ
إليك يا مولاي صاغراً راغماً مستكيناً عالماً أنّهُ لا فَرج لي إلّا عندك ، ولا خلاص لي إلّا بك ، أنتجزُ وَعدك في نصرتي ، وإجابة دعائي ، فانَّك قلت وقولك الحقُّ الّذي لا يُردَّ ولا يُبدَّلُ « ومن بغي عليه لينصرنّهُ الله » وقلت
جلَّ جلالك وتقدَّست أسماؤك « ادعوني أستجب لكم » وأنا فاعل ما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني .
وإنّي
لأعلم يا سيّدي أنَّ لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم ، وأتيقّن أنَّ لك وقتاً تأخذُ فيه من الغاضب للمغضوب ، لأنّك لا يسبقك مُعاند ولا يخرُج عن قبضتك منابذ ، ولا تخافُ فوت فائت ، ولكن جَزعي وهلعي لا يَبلُغان بي الصبر على أناتك ، وانتظار حلمك ، فقُدرتك يا مولاي فوق كلِّ قدرة ، وسلطانك غالب كلِّ سلطان ، ومَعادُ كلِّ أحدٍ إليك وإن أمهلته ، ورجوع كلِّ ظالم إليك وإن أنظرته ، وقد أضرَّني يا ربّ حلمك عن فلان بن فلان ، وطول أناتك لهُ وإمهالك إيّاه وكاد القُنوط يستولى عليَّ لو لا الثقة بك ، واليقين بوعدك .
فان
كان في قضائك النافذ ، وقُدرتك الماضية أن يُنيب أو يتوب ، أو يرجع عن ظُلمي أو يكفَّ مكروهه عنّي ، ويَنتقل عن عظيم ما ركب منّي ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، وأوقع ذلك في قلبه الساعة الساعة قبل إزالته نعمتك الّتي أنعمت بها عليَّ
، و تكديره معروفك الّذي صنعتهُ عندي .
وإن
كان في علمك به غير ذلك ، من مقام على ظلمي ، فأسئلك يا ناصر المظلوم المُبغى عليه إجابة دعوتي ، فصلِّ على محمّد وآل محمّد ، وخذهُ من مأمنه أخذ عزيز مُقتَدرٍ ، وأفجئهُ في غفلته مُفاجاة مَليك مُنتصر ، واسلبهُ نعمته
وسلطانه وفلَّ عنه جُنوده وأعوانه ومزِّق ملكه كلَّ
ممزَّق ، وفرّق أنصاره كلَّ مُفرَّق ، وأعره من نعمتك الّتي لم يقابلها بالشكر ، وانزع عنه سربال
عزّه الّذي لم يُجازه بالإحسان ، واقصمه يا قاصم الجبابرة ، وأهلكهُ يا مُهلك القرون
______________________
الخالية ، وأبرهُ يا مبير الاُمم الظالمة واخذلهُ يا خازل
الفئات الباغية ، وابتره عمرهُ وابتزَّه ملكه ، وعفّ أثره ، واقطع خبرهُ ، وأطفىء ناره وأظلم نهاره ، وكوّر
شمسه ، وأهشم شدَّته وجذّ سنامُه وأرغم أنفه ، ولا تَدع لهُ جنّةً إلّا
هتكتها ، ولا دعامةً إلّا قصمتها ولا كلمةً مجتمعةً إلّا فرّقتها ، ولا قائمة علوّ
إلّا وضعتها ، ولا رُكناً إلّا وهنتهُ ، ولا سبباً إلّا قطعته .
وأره
أنصارهُ وجُندهُ عباديد بعد الاُلفة ، وشَتّىٰ بعد اجتماع الكلمة ، ومقنعي الرّؤوس بعد الظهور على الاُمّة ، واشف بزوال أمره القُلوب المُنقلبة الوجلة والأفئذة
اللّهفة ، والاُمّة المتحيّرة ، والبريّة الضائعة ، وأدل ببواره الحدود المُعطَّلة
، والأحكام المُهملة ، والسنن الدائرة ، والمعالم المغيرة
والاٰيات المحرّفة والمدارس المهجورة ، والمحاريب المجفوّة ، والمساجد المهدومة .
وأشبع
به الخماص الساغبة ، وأروبه اللّهوات اللاغبة ، والأكباد الظامئة ، و أرح به الأقدام المتعبة ، واطرقهُ بليلة لا اُخت لها ، وساعة لا شفاء منها ، وبنَكبة
لا انتعاش معها ، وبعثرة لا إقالة منها ، وأبح حريمه ، ونغّص نعمته
وأره بطشتك الكبرى ، ونقمتك المثلى ، وقُدرتك الّتي هي فوق كلِّ قدرة ، وسلطانك الّذي هو أعزُّ من سلطانه ، واغلبه لي بقوَّتك القويّة ، ومحالك الشديد ، وامنعني بمنعتك
الّتي كلّ خلق فيها ذليل ، وابتله بفقر لا تجبره ، وبسوء لا تستُرهُ ، وكله إلى نفسه فيما يُريد ، إنّك فعّالٌ لما تُريد .
______________________
وأبرئه
من حولك وقوَّتك ، وأحوجه إلى حوله وقوَّته ، وأذلَّ مكره بمكرك وادفع مَشيّتهُ بمشيّتك ، واسقِم جسده ، وأيتم ولده ، وانقص أجلهُ ، وخيّب أملهُ ، وأدل دولته ، وأطل عولته ، واجعل شُغله في بدنه ، ولا تفكّه من حُزنه وصيّر كيدهُ في ضلال ، وأمرهُ إلى زوال ، ونعمتهُ إلى انتقال ، وجدَّه في سفال ، و
سلطانه في اضمحلال ، وعاقبة أمره إلى شرّ حال ، وأمتهُ بغيظه إذا أمتّهُ ، وأبقه لحُزنه إن أبقيتهُ ، وقني شرَّه وهمزهُ ولمزهُ ، وسطوَتَه وعَداوتهُ ، والمحهُ لمحَه تُدمِّر بها عليه ، فانّك أشدُّ بأساً وأشدُّ تنكيلاً
.
ق : ذكر باسناد عن زرافة حاجب المتوكّل : وذكر مثله سواء .
أقول : ومن الأدعية المشهورة دعاء الحرز اليمانيّ المعروف بالدُّعاء السّيفي أيضاً وقد رأيت في ذلك عدَّة طرق وروايات مختلفات ، ولنذكر هنا المهمَّ منها إنشاء الله تعالى .
٣١ ـ مهج : الدُّعاء المعروف باليماني : أخبرنا
أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم ابن عليّ القميّ المعروف بابن الخيّاط ، عن هارون بن موسى التلّعكبريّ ، عن عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصليّ ، عن عليِّ بن محمّد بن أحمد العلويّ ، عن
عبد الرَّحمان بن عليِّ بن زياد قال : قال عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر :
بينما نحن عند مولانا أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ذات يوم ، إذ دخل
الحسن بن عليّ عليهالسلام فقال : يا أمير
المؤمنين بالباب رجل يستأذن عليك ينفح منه ريح المسك ، قال له : ائذن له .
فدخل
رجل جسيم وسيم ، له منظر رائع ، وطرف فاضل فصيح اللسان
______________________
عليه لباس الملوك ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين
ورحمة الله وبركاته ، إنّي رجل من أقصى بلاد اليمن ، ومن أشراف العرب ، ممّن انتسب إليك ، وقد خلّفت ورائي ملكاً عظيماً ، ونعمة سابغة ، وإنّي لفي غضارة من العيش ، وخفض من الحال ، و ضياع ناشئة ، وقد عجمت الاُمور ، ودرَّبتني الدّهور ، ولي عدوٌّ
مشحٌّ وقد أرهقني ، وغلبني بكثرة نفيرة ، وقوَّة نصيره ، وتكاثف جمعه ، وقد أعيتني فيه الحيل .
وإنّي
كنت راقداً ذات ليلة حتّى أتاني الاٰتي ، فهتف بي أن قم يا رجل إلى خير خلق الله بعد نبيّه أمير المؤمنين صلوات الله عليهما ، وعلى آلهما ، فاسأله أن
يعلّمك الدُّعاء الّذي علّمه حبيب الله وخيرته وصفوته من خلقه ، محمّد بن عبد الله
بن عبد المطّلب بن هاشم صلوات الله عليه وعلى آله ، ففيه اسم الله [ الأعظم ] عزَّ وجلَّ
فادع به على عدوِّك المناصب لك .
فانتبهت
يا أمير المؤمنين ولم أعرج على شيء حتّى شخصت في أربع مائة عبد نحوك ، إنّي اُشهد الله واُشهد رسوله واُشهدك أنّهم أحرار ، وقد أعتقهم لوجه الله
جلّت عظمته وقد جئتك يا أمير المؤمنين من فجّ عميق ، وبلد شاسع ، قد ضؤل جرمي ، ونحل جسمي فامنن عليَّ يا أمير المؤمنين بفضلك ، وبحقِّ الاُبوَّة والرحم الماسّة ، علّمني
الدُعاء الّذي رأيت في منامي ، وهتف بي أن أرحل فيه إليك .
فقال
مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه : نعم أفعل ذلك إنشاء الله ، ودعا بدواة وقرطاس وكتب له هذا الدُّعاء وهو :
«
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم اللّهمَّ أنت اللهُ الملكُ الحقُّ الّذي لا إله إلّا أنت ، وأنا عبدك [ وأنت ربّي ] ظلَمتُ نفسي ، واعترفت بذنبي ، ولا يغفر الذنوب
______________________
إلّا أنت ، فاغفر لي يا غفور يا شكور .
اللّهمَّ
إنّي أحمدك وأنت للحمد أهل على ما خصّصتني به من مواهب الرغائب وما وصلَ إليَّ من فضلك السابغ ، وما أوليتني به من إحسانك إليَّ ، وبوَّأتني به من مظنّة العدل ، وأنلتني من منّك الواصل إليَّ ومن الدفاع عنّي ، والتوفيق لي والاجابة لدُعائي ، حتّى اُناجيك داعياً ، وأدعوك مُضاماً ، وأسألك فأجدك في المواطن كلّها لي جابراً وفي الاُمور ناظراً
، ولذُنوبي غافراً ، ولعوراتي ساتراً .
لم
أعدم خيرك طرفة عين مُذ أنزلتني دار الاختبار لتنظر ما اُقدِّم لدار القرار فأنا عتيقك من جميع الاٰفات ، والمصائب في اللوّازب ، والغموم الّتي ساورتني
فيها الهمومُ بمعاريض أصناف البلاء ، ومصروف
جهد القضاء ، لا أذكرُ منك إلّا الجميل ، ولا أرى منك غير التفضيل .
خيرك
لي شامل ، وفضلك عليَّ متواتر ، ونعمتك عندي مُتّصلة ، وسوابق لم تحقّق حذاري بل صدّقت رجائي ، وصاحبت
أسفاري ، وأكرمت أحضاري ، و شفيت أمراضي وأوصابي وعافيت مُنقلبي
ومثواي ، ولم تشمت بي أعدائي ومن رميت من رماني ، وكفيتني مؤنة من عاداني .
فحمدي
لك واصل وثنائي لك دائم من الدَّهر إلى الدّهر بألوان التسبيح خالصاً لذكرك ، ومرضيّاً لك بناصع التوحيد ، وإمحاض التمجيد ، بطول التعديد ومزيّة أهل المزيد ، لم تعن في قدرتك ، ولم تشارك في إلهيّتك ، ولم تُعلّم إذ حبست
______________________
الأشياء على الغرائز ، ولا خرقت الأوهام حُجب الغيوب
فتعتقد فيك محدوداً في عظمتك .
فلا
يبلغُك بعد الهمم ، ولا ينالك غوص الفكر ، ولا ينتهى إليك نظر ناظر في مجد جبروتك ، ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك ، وعلا عن ذلك كبرياء عظمتك لا يَنقص ما أدرت أن يزداد ، ولا يزداد ما أردت أن ينقص ، ولا أحد حضرك حين برأت النفوس .
كلت
الأوهام عن تفسير صفتك ، وانحسرت العقول عن كنه
عظمتك ، وكيف توصف وأنت الجبّار القدُّوس الّذي لم تزل أزليّاً دائماً في الغيوب وحدك ، ليس فيها غيرك ، ولم يكن لها سواك ، حار في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير ، فتواضعت الملوك لهيبتك ، وعنت الوجوه بذلّ الاستكانة لك ، وانقاد كلُّ شيء لعظمتك واستسلم كلّ شيء لقدرتك ، وخضعت لك الرّقاب ، وكلَّ دون ذلك تحبير اللغات وضلَّ هنا لك التدبير في تصاريف الصّفات ، فمن تفكّر في ذلك رجع طرفه إليه حسيراً وعَقلهُ مبهوراً وتفكّره متحيّراً .
اللّهمَّ
فلك الحمدُ متواتراً مُتوالياً ، متّسقاً مستوثقاً ، يدوم ولا يبيد ، غير مفقود في الملكوت ، ولا مطموس في العالم ، ولا مُنتقص في العرفان ، ولك الحمد ما لا تحصى مكارمه في الليل إذا أدبر ، والصبح إذا أسفر ، وفي البراري والبحار ، والغدوِّ
والاٰصال ، والعشيّ والابكار ، وفي الظهاير والأسحار .
اللّهمَّ
بتوفيقك قد أحضرتني الرغبة ، وجعلتني منك في ولاية العصمة ، فلم أبرح في سُبُوغ نعمائك ، وتتابع آلائك ، محفوظاً لك في المنعة والدِّفاع ، محوطاً بك في مثواي ومنقلبي ، ولم تكلّفني فوق طاقتي إذ لم ترض منّي إلّا طاقتي ، وليس شكري وإن بالغت في المقال وبالغتُ في الفعال ، ببالغ أداء حقّك ، ولا مكافياً لفضلك ، لأنّك أنت الله الّذي لا إله إلّا أنت ، لم تغب ولا تغيبُ عنك غائبة ، ولا
تخفى عليك خافية ، ولم تضلَّ لك في ظلم الخفيّات ضالّة
، إنّما أمرك إذا أردت شيئاً
______________________
أن تقول له كن فيكون .
اللّهمَّ
لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك و [ أضعاف ما ] حمدك به الحامدون ومجّدك به الممجّدون ، وكبّرك به المكبّرون ، وعظّمك به المعظّمون ، حتّى يكون لك منّي ، وحدي في كلّ طرفة عين وأقلَّ من ذلك مثل حمد الحامدين ، وتوحيد أصناف المخلصين ، وتقديس أجناس العارفين ، وثناء جميع المهلّلين ، ومثل ما أنت به عارف من رزقك اعتباراً وفضلاً وسألتني منه يسيراً صغيراً ، وأعفيتني من جميع خلقك من الحيوان .
وأرغب
إليك في رغبة ما أنطقتني به من حمدك ، فما أيسر ما كلّفتني به من حقّك ، وأعظم ما وعدتني على شكرك ، ابتدأتني بالنعم فضلاً وطولاً ، وأمرتني بالشكر حقّاً وعدلاً ، ووعدتني عليه أضعافاً ومزيداً ، وأعطيتني من رزقك اعتباراً
و فضلاً وسألتني منه يسيراً صغيراً ، وأعفيتني
من جهد البلاء ، ولم تسلمني للسوء من بلائك .
مع
ما أوليتني من العافية ، وسوَّغت من كرايم النّحل ، وضاعفت لي الفضل معما أودعتني من الحجّة الشريفة ويسَّرت لي من
الدرجة الرفيعة ، واصطفيتني بأعظم النبيّين دعوة ، وأفضلهم شفاعةً محمّد صلىاللهعليهوآله .
اللّهمَّ
اغفر لي ما لا يسعهُ إلّا مغفرتك ، ولا يمحقه إلّا عفوك ، ولا يكفّره
إلّا فضلك ، وهب لي في يومي هذا يقيناً تهوِّن عليَّ به مُصيبات الدُّنيا وأحزانها بشوق
إليك ، ورغبة فيما عندك ، واكتُب لي عندك المغفرة ، وبلّغني الكرامة ، وارزقني شُكر ما أنعمت به عليّ ، فانّك أنت الله الواحدُ الرَّفيع البديء البديع السميع العليم ، الّذي ليس لأمرك مدفع ، ولا عن قضائك مُمتنع .
أشهد
أنّك ربّي وربّ كلِّ شيء ، فاطر السّموات والأرض ، عالم الغيب والشهاة العليُّ الكبير .
______________________
اللهمَّ
إنّي أسئلك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، والشكر على نعمتك ، وأعوذ بك من جور كلِّ جائر ، وبغى كلِّ باغ ، وحسد كلِّ حاسد بك أصول على الأعداء ، وبك أرجو ولاية الأحبّاء ، مع ما لا أستطيع إحصاءه ولا تعديده من عوائد فضلك وطرف رزقك ، وألوان ما أوليت من إرفادك فانّك أنت الله الذي لا إله إلّا أنت الفاشي في الخلق رفده ، الباسط بالحقّ
يدك ، ولا تضادُّ في حكمك ، ولا تنازع في أمرك ، تملك من الأنام ما تشاء ، ولا يملكون إلّا ما تريد .
قل
اللهمَّ مالك الملك تؤتى الملك من تشآء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزُّ من تشاء وتذلُّ من تشاء بيدك الخير إنّك على كلِّ شيءِ قدير تولج الليل في النهار
وتولج النهار في اللّيل وتخرج الحيَّ من الميّت وتخرج الميّت من الحيّ وترزق من تشاء بغير حساب .
أنت
المنعم المفضل الخالق البارىء
القادر القاهر المقدَّس في نور القدس تردّيت بالمجد والعزِّ ، وتعظَّمت بالكبرياء ، وتغشّيت بالنور والبهاء ، وتجلّلت بالمهابة والسناء ، لك المنُّ القديم ، والسلطان الشامخ والجود الواسع ، والقدرة المقتدرة ، جعلتني من أفضل بني آدم وجعَلتني سميعاً بصيراً صحيحاً سويّاً معافاً [ و ] لم تشغلني نقصاناً في بدني ، ولم تمنعك كرامتك إيّاي ، وحسن صنيعك عندي وفضل إنعامك عليَّ أن وسّعت
عليَّ في الدُّنيا ، وفضّلتني على كثير من أهلها : فجعلت لي سمعاً وفؤاداً يعرفان عظمتك وأنا بفضلك حامد ، وبجهد نفسي لك شاكر ، وبحقّك شاهد ، فانّك حيٌّ قبل كلِّ حيّ ، وحيٌّ بعد كلِّ حيّ وحىٌّ ترث الحياة ، لم تقطع خيرك عنّي طرفة عين في كلِّ وقت ، ولم تنزل بي عقوبات النقم ، ولم تغيّر عليَّ دقائق العصم ، فلو لم أذكر من إحسانك إلّا عفوك وإجابة دعائي حين رفعت رأسي بتحميدك ، وتمجيدك ، وفي قسمة الأرزاق حين قدَّرت ، فلك الحمد عدد ما حفظ علمك وعدد ما أحاطت به قدرتك ، وعدد ما
______________________
وسعته رحمتك .
اللهمَّ
فتمّم إحسانك فيما بقى كما أحسنت فيما مضى فانّي أتوسّل بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وتكبيرك وتعظيمك ، وبنورك ورأفتك ورحمتك وعلوِّك وجمالك وجلالك وبهائك وسلطانك وقدرتك وبمحمّد وآله الطاهرين ألَّا تحرمني رفدك وفوائدك ، فانّه لا يعتريك لكثرة ما يندفق به عوائق البخل ولا ينقص جودك تقصير في شكر نعمتك ولا تفني خزائن مواهبك النعم ، ولا تخاف ضيم إملاق فتكدى ، ولا يلحقك خوف عدم فينقص فيض فضلك .
اللّهمَّ
ارزقني قلباً خاشعاً ، ويقيناً صادقاً ، ولساناً ذاكراً ، ولا تؤمنّي مكرك ولا تكشف عنّي سترك ولا تنسني ذكرَك ، ولا تباعدني من جوارك ، ولا تقطعني من رحمتك ، ولا تويسني من روحك ، وكن لي اُنساً من كلِّ وحشة ، واعصمني من كلِّ هلكة ، ونجّني من كلِّ بلاء فانّك لا تخلف المعياد .
اللّهمَّ
ارفعني ولا تضعني ، وزدني ولا تنقصني ، وارحمني ولا تعذِّبني ، وانصرني ولا تخذلني ، وآثرني ولا تؤثر عليَّ ، وصلِّ على محمّد وآل محمّد الطيّبين
الطاهرين وسلّم تسليماً .
قال
ابن عبّاس رضي الله عنه : ثمَّ قال له : انظر إن حفظ لك ، ولا تدعنَّ قراءته يوما واحداً ، فانّي أرجو أن توافي بلدك ، وقد أهلك الله عدوَّك ، فانّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لو أنَّ رجلاً
قرأ هذا الدعاء بنيّة صادقة ، وقلب خاشع ثمَّ أمر الجبال أن تسير معه لسارت ، وعلى البحر لمشى عليه .
وخرج
الرَّجل إلى بلاده فورد كتابه على مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام بعد أربعين يوماً أنَّ الله قد أهلك عدوَّه ، حتّى أنّه لم يبق في ناحيته رجل واحد ، فقال
مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله : قد علمت ذلك ، ولقد علّمنيه رسول
الله صلىاللهعليهوآله وما استعسر عليَّ أمر إلّا استيسر به .
٣٢ ـ مهج : دعاء اليمانيّ برواية اُخرى : حدَّثنا
زيد بن جعفر العلويُّ
______________________
عن محمّد بن عبد الله بن البسّاط ، عن المغيرة بن عمر بن
الوليد العزرميّ المكّي ، عن مفضّل بن محمّد الحسيني ، عن إبراهيم بن محمّد الشافعيّ ومحمّد بن يحيى بن أبي عمر
العبديّ ، عن فضيل بن عياض ، عن عطاء بن السائب ، عن طاوس ، عن ابن عبّاس قال : كنت ذات يوم جالساً عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه نتذاكر فدخل ابنه الحسن صلوات الله عليه فقال : يا أمير المؤمنين بالباب فارس يطلب الاذن عليك ، قد سطع منه رائحة المسك والعنبر ، فقال : ائذن له .
فدخل
رجل جسيم وسيم ، حسن الوجه والهيئة ، عليه لباس الملوك ، فقال : السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فقال عليٌّ عليهالسلام : وعليك السّلام ثمَّ أدناه وقرَّبه ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّي صرت إليك من أقصى بلاد
اليمن ، وأنا رجل من أشراف العرب ، وممّن ينسب إليك ، وقد خلّفت ورائي مملكة عظيمة ، ونعمة سابغة ، وضياعاً ناشئة ، وإنّي لفي غضارة من العيش ، وخفض من الحال ، وبازائي عدوٌّ يريد المزايلة والمغالبة على نعمتي ، همّته التحصّن والمخاتلة لي ، وقد نشر لمحاربتي ومناوشتي منذ حجج وأعوام ، وقد أعيتني فيه الحيلة .
وكنت
يا أمير المؤمنين نمت ليلة فهتف بي هاتف أن قم وأرسل إلى خليفة الله أمير المؤمنين عليّ بن أبيطالب عليهالسلام واسأله أن يعلّمك
الدعاء الّذي علّمه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ففيه اسم الله الأعظم وكلماته التامّات ، فانّك تستحقُّ
به من الله عزَّ وجلَّ الاجابة والنجاة من عدوِّك هذا المناصب لك .
فلمّا
انتبهت لم أتمالك ، ولم عرجت على شيء حتّى شخصت نحوك في أربعمائة عبد ، وإنّي اُشهد الله عزَّ وجلَّ واُشهدك أنّي قد أعتقتهم لوجه الله عزَّ وجلَّ فانّهم أحرار ، وقد أزلت عنهم الرقَّ والملكة ، وقد جئتك يا أمير المؤمنين من بلد شاسع ، وموضع شاحط وفجّ عميق ، قد
تضاءل في البلد بدني ، ونحل فيه جسمى ، فامنن عليَّ يا أمير المؤمنين بحق الاُبوَّة والرحم الماسَّة ، وعلّمني هذا
______________________
الدعآء الّذي رأيت في نومي أن أرتحل فيه إليك ، فقال :
نعم ثمَّ دعا بدواة وقرطاس فكتب فيه ، وكتبت أنا أيضاً وهو هذا الدّعاء :
بسم
الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربِّ العالمين والعاقبة للمتقين ، وصلى الله على محمّد خاتم النبيّين ، وعلى أهل بيته أجمعين اللهمَّ إنّي أحمدك وأنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرَّغائب ، ووصل إليَّ من فضائل الصنائع ، وما أوليتني به من إحسانك وبوَّأتني به من مظنّة الصدق ، وأنلتني به من منّك الواصل إليَّ ، ومن الدّفاع عنّي ، والتوفيق لي ، والاجابة لدعائي ، حين اُناجيك راغباً و
أدعوك مصافياً وحتّى أرجوك ، وأجدك في
المواضع كلّها لي جابراً وفي المواطن ناظراً وعلى الأعداء ناصراً وللذنوب ساتراً .
لم
أعدم فضلك طرفة عين مذ أنزلتني دار الاختبار ، لتنظر ما اُقدّم الدار القرار ، فأنا عتيقك من جميع المصائب واللّوازب ، والغموم الّتي ساورتني فيها الهموم بمعاريض أصناف البلاء ، ومصروف جهد القضاء ، لا أذكر منك إلّا الجميل ، ولا
أرى منك إلّا التفضيل .
خيرك
لي شامل ، وفضلك عليَّ متواتر ، ونعمتك عندي متّصلة ، لم تحقّق حذاري وصدَّقت رجائي ، وصاحبت أسفاري ، وأكرمت أحضاري ، وشفيت أمراضي وعافيت منقلبي ومثواي ، ولم تشمت بي أعدائي ، ورميت من رماني ، وكفيتني شنآن من عاداني .
فحمدي
لك واصل ، وثنائي عليك دائم ، من الدَّهر إلى الدّهر ، بألوان التسبيح ، خالصاً لذلك ، ومرضيّاً لك بناصع التحميد ، وإخلاص التوحيد وإمحاض التمجيد ، بطول التعديد في إكذاب أهل التنديد ، لم
تعن في قدرتك ، ولم تشارك في إلهيّتك ، ولم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز المختلفات ، ولا خرقت الاوهام حجب الغيوب إليك ، فاعتقدت منك محدوداً في عظمتك .
لا
يبلغك بعد الهمم ، ولا ينالك غوص الفطن ، ولا ينتهى إليك نظر الناظر ، في
______________________
مجد جبروتك ، ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك ، وعلا
عن ذلك كبير عظمتك لا ينقص ما أردت أن يزداد ، ولا يزداد ما أردت أن ينقص ، لا أحد شهدك حين فطرت الخلق ، ولا ندٌّ حضرك حين بدأت النفوس ، كلّت الألسن عن تفسير صفتك وانحسرت العقول عن كنه معرفتك ، وكيف توصف وأنت الجبّار القدُّوس الّذي لم تزل أزليّاً دائماً في الغيوب وحدك ، ليس فيها غيرك ، ولم يكن لها سواك ، ولا هجمت العيون عليك فتدرك منك إنشاء ، ولا تهتدي القلوب لصفتك ولا
تبلغ العقول جلال عزَّتك .
حارت
في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير ، فتواضعت الملوك لهيبتك وعنت الوجوه بذلّة الاستكانة لك ، وانقاد كلُّ شيء لعظمتك ، واستسلم كلّ شيء لقدرتك وخضعت لك الرقاب ، وكلَّ دون ذلك تحبير اللّغات ، وضلَّ هنالك التدبير في تضاعيف الصّفات ، فمن تفكّر في ذلك رجع طرفه
إليه حسيراً ، وعقله مبهوتاً وتفكّره متحيّراً .
اللهمَّ
فلك الحمد متواتراً متوالياً ، متّسقاً مستوسقاً ، يدوم ولا يبد غير مفقود في الملكوت ، ولا مطموس في العالم ولا منتقص في العرفان ، ولك الحمد فيما لا تحصى مكارمه في اللّيل إذا أدبر ، والصبح إذا أسفر ، وفي البرّ والبحار والغدوِّ والاٰصال ، والعشيِّ والابكار ، والظّهيرة والأسحار .
اللّهمَّ
بتوفيقك قد أحضرتني النّجاة ، وجعلتني منك في ولاية العصمة ، فلم أبرح في سبوغ نعمائك ، وتتابع آلائك ، محفوظاً لك في المنعة والدفاع ، لم تكلّفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إلّا طاعتي ، فليس شكري ولو دئبت منه في المقال وبالغت في الفعال يبلغ أدنى حقّك ولا مكاف فضلك ، لأنّك
أنت الله الّذي لا إله إلّا أنت ، لم تغب ولا يغيب عنك غائبة ، ولا تخفى في غوامض الولائج عليك
______________________
خافية ، ولم تضلَّ لك في ظلم الخفيّات ضالّة إنّما أمرك
إذا شئت أن تقول له كن فيكون .
اللهمَّ
فلك الحمد مثل ما حمدت به نفسك ، وحمدك به الحامدون ، ومجّدك به الممجّدون ، وكبّرك به المكبّرون ، وعظّمك به المعظّمون ، حتّى يكون لك منّي وحدي في كلِّ طرفة عين ، وأقلَّ من ذلك ، مثل حمد الحامدين وتوحيد أصناف المخلصين ، وثناء جميع المهلّلين وتقديس أحبّائك العارفين ، ومثل ما أنت عارف به ومحمود به في جميع خلقك من الحيوان ، وأرغب إليك في البركة
ما أنطقتني به من حمدك .
فما
أيسر ما كلّفتني من حمدك ، وأعظم ما وعدتني على شكرك ، من ثوابه ابتداءً للنعم فضلاً وطولاً ، وأمرتني
بالشكر حقّاً وعدلاً ، ووعدتني أضعافاً ومزيداً ، وأعطيتني من رزقك اعتباراً وفرضاً وسألتني منه صغيراً ، وأعفيتني من جهد
البلاء ولم تسلمني للسوء من بلائك .
وجعلت
بليّتي العافية أوليتني بالبسيطة
والرخاء ، وشرعت لي أيسر الفضل مع ما وعدتني من المحجّة الشريفة ، ويسّرت لي من الدرجة الرفيعة ، و اصطفيتني بأعظم النبيّين دعوة ، وأفضلهم شفاعة ، محمّد صلىاللهعليهوآله .
اللّهمَّ
فاغفر لي ما لا يسعه إلّا مغفرتك ، ولا يمحاه إلّا عفوك ، ولا يكفّره إلّا فضلك ، وهَب لي في يومي هذا يقيناً يهوِّن عليَّ مُصيبات الدُّنيا وأحزانها ، وشوقاً
إليك ورغبةً فيما عندك ، واكتب لي من عندك المغفرة ، وبلّغني الكرامة [ من عندك ] وارزقني شكر ما أنعمت به عليَّ فانّك أنت الله الواحد الرَّفيع البديء البديع
السميع
______________________
العليم الّذي ليس لأمرك مدفع ، ولا عن فضلك ممنع .
وأشهد
أنّك ربّي وربّ كلِّ شيء ، فاطرُ السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، العليّ الكبير .
اللّهمَّ
إنّي أسئلك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرُّشد ، والشكر على نعمتك ، وأعوذ بك من جور كلّ جائر ، وبغي كلِّ باغ ، وحَسد كلِّ حاسد ، بك أصول على الأعداء وإيّاك أرجو الولاية للأحبّاء ، ما لا أستطيع إحصاءه ، ولا تعديده ومن فوائد فضلك وطرف رزقك ، وألوان ما أوليتني من
إرفادك .
فأنا
مقرّ بأنّك أنت الله لا إله إلّا أنت الفاشي في الخلق حمدك ، الباسط بالجود يدك ، لا تُضادُّ في حكمك ولا تنازغ في أمرك ، تملك من الأنام ما تشاء ولا يملكون إلّا ما تُريد .
أنت
المنعمُ المُفضل القادر القاهر المقدَّس في نور القدس ، تردَّيت المجد بالعزّ ، وتعظّمت العزَّ بالكبرياء ، وتَغشّيت النور بالبهاء ، وتجلّلت البهاء
بالمهابة لك المنُّ القديم ، والسلطان الشامخ ، والحول الواسع ، والقدرة المقتدرة ، إذ
جعلتني من أفاضل بني آدم ، وجعلتني سميعاً بصيراً صحيحاً سويّاً مُعافاً ، لم تشغلني في نقصان في بدني ، ثمَّ لم تمنعك كرامتك إيّاي
وحسن صنيعك عندي ، وفضل نعمائك عليَّ أن وسّعت عليَّ في الدُّنيا ، وفضّلتني على كثير من أهلها .
فجعلت
لي سمعاً يعقل آياتك ، وبصراً يرى قدرتك ، وفؤاداً يعرف عظمتك فأنا لفضلك عليَّ حامد ، وتحمدهُ لك نفسي ، وبحقّك شاهدٌ ، لأنّك حيٌّ قبل كلّ حيّ وحيٌّ بعد كلِّ ميّت ، وحيٌّ ترث الحياة ، لم تقطع عنّي خيرك في كلّ وقت ، ولم تنزل بي عُقوبات النّقم ، ولم تُغيّر عليَّ وثائق العصم ، فلو لم أذكر من إحسانك إلّا عَفوك عني ، والاستجابة لدعائي حين رفعت رأسي ، وانطَلقت لساني بتحميدك وتمجيدك ، لا في تقديرك خطاء ، حين صوَّرتني ، ولا في قسمة الأرزاق
______________________
حين قدَّرت ، فلك الحمدُ عدد ما حفظهُ علمك ، فعدد ما أحاطت
به قُدرتك ، وعدد ما وسعت رحمتك .
اللهمَّ
فتمّم إحسانك فيما بقي كما أحسنت إليَّ فيما مضى ، فانّي أتوسّل إليك بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وتكبيرك وتعظيمك وتنويرك ورأفتك ورحمتك وعُلوِّك وحياطنك ووقائك ومنّك وجلالك وجمالك وبهائك وسلطانك وقدرتك ألّا تُحرِّمني رفدك وفوائد كرامتك ، فانّهُ لا يعتريك لكثرة ما يَندفقُ من سيُوب العطايا عَوائق البخل ، ولا ينقص جودك التقصير في شكر نعمتك ، ولا يجمُّ خزائنك المنع ، ولا يؤثر في جودك العظيم ، منحُك الفائق الجليل ، وتخاف ضيم إملاق فتكدى ، ولا يلحقك خوفُ عَدم فتفيض فيض فضلك ، وترزقني قلباً خاشعاً ويقيناً صادقاً ولساناً ذاكراً ولا تومنّي مكرك ، ولا تكشف عنّى سترك ، ولا تنسنى ذكرك ولا تنزع منّى بركتك ، ولاتقطع منّى رحمتك ، ولا تُباعدنى من جوارك ، ولا تؤيسني من روحك ، وكن لي أنيساً من كلّ وحشة ، واعصمنى من كلّ هَلكة ، إنّك لا تُخلف المعياد ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين .
فقال
الرَّجل يا أمير المؤمنين : حقّقت الظنَّ ، وصدَّقت الرجاء ، وأدَّيت حقَّ الاُبوَّة فجزاك الله جزاء المحسنين .
ثمَّ
قال : يا أمير المؤمنين إنّى اُريد أن أتصدَّق بعشرة آلاف دينار ، فمن المستحقَّ لذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال أمير
المؤمنين : فرِّق ذلك في أهل الورع من حملة القرآن ، فما تزكوا الصنيعة إلّا عند أمثالهم ، فيتقوَّون بها على عبادة ربّهم ، وتلاوة كتابه ، فانتهى الرجل إلى ما أشار به أمير المؤمنين صلوات الله
عليه وسلامه .
٣٣ ـ أقول : قد اشتهر الحرز اليماني بوجه آخر ، ولم
أره في الكتب المأثورة لكنّه من الأدعية المشهورة وله فوائد مجرَّبة ، فأوردته أيضاً ، وله افتتاح يقرأ قبل الدُّعاء وهو فاتحة الكتاب ، وآية الكرسيّ والأسماء التسعة والتسعين باحدى
______________________
الرّوايات التي سبق ذكرها ، ثمَّ يقول :
«
اللّهمَّ يا لطيف أغثني وأدركني بحقِّ لطفك الخفيِّ ، إلهي كفىٰ علمك عن المقال ، وكفى كرمك عن السؤال ، يا إله العالمين ، ويا خير الناصرين ، برحمتك يا أرحم الراحمين أستغيث ، إلهي من ذا الّذي دعاك فلم تجبه ، ومن ذا الّذي استجارك
فلم تجره ، ومن ذا الّذي استغاث بك فلم تغثه ، وا غوثاه وا غوثاه وا غوثاه أغثني
يا غياث المستغيثين .
الدعاء : اللّهمَّ أنت الملك الحقُّ الّذي لا إله إلّا أنت ، أنت ربّي
وأنا عبدك عملتُ سوءً وظلمت نفسي ، واعترفتُ بذنبي فاغفر لي ذنوبي فانّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت يا غفور يا رحيم يا شكور يا حليمُ يا كريم .
اللّهمَّ
إنّي أحمدك وأنت للحمد أهل على ما اختصصتني به من مواهب الرغائب وأوصلت إليَّ من فضائل الصنائع ، وأوليتني به من إحسانك إليَّ ، وبوّأتني به من مظنّة
الصدق وأنلتني به من منَنك الواصلة إليَّ ، وأحسنت إليَّ من اندفاع البليّة عنّي ، والتوفيق
لي ، والإجابة لدعائي ، حين اُناديك داعياً ، واُناجيك راغباً ، وأدعوك ضارعاً مُتضرّعاً مُصافياً وحين أرجوك راجياً فأجدك في المواطن كلّها لي جاراً حاضراً حفيّاً بارّاً ، وفي الاُمور ناصراً وناظراً ، وللخطايا والذُنوب غافراً ، وللعيوب
ساتراً لم أعدم عونَك وبرَّك وإحسانك وخيرك لي طرفة عين مُذ أنزلتنى دار الاختبار والفكر والاعتبار ، لتنظر فيما اُقدِّم إليك لدار القرار .
فأنا
عتيقك يا إلهي من جميع المضالّ والمضارّ ، والمصائب والمعائب واللّوازب واللّوازم ، والهُموم التي قد ساورتني فيها الغُموم بمعاريض أصناف
البلاء وضروب جُهد القضاء ولا أذكر منك إلّا الجميل ، ولم أر منك إلّا التفضيل ، خيرك لي شامل ، وصنعك بي كامل ، ولطفُك لي كافل ، وفضلك عليَّ متواتر ، ونعمك عندي متّصلة ، وأياديك لديَّ مُتظاهرة .
لم
تخفر [ لي ] جواري ، وصدَّقت رجائي ، وصاحبت أسفاري ، وأكرمت أحضاري وحقّقت آمالي ، وشفيت أمراضي ، وعافيت مُنقلبي ومثواي ، ولم تشمت بي أعدائي
ورميت من رماني بسوء ، وكفيتني شرَّ من عاداني .
فحمدي
لك واصب ، وثنائي عليك متواتر دائم ، من الدهر إلى الدهر ، بألوان التسبيح لكَ والتحميد والتمجيد ، خالصاً لذكرك ومرضيّاً لَكَ بناصع التوحيد وإخلاص التفريد ، وإمحاض التمجيد والتحميد ، بطول التعبُّد والتعديد .
لم
تعن في قدرتك ، ولم تُشارك في إلهيّتك ، ولم تعلم لَك مائيّة وماهيَّة فتكون للأشياء المختلفة مُجانساً ، ولم تعاين إذ حبست الأشياء على العزائم المختلفات ، ولا خَرقت الأوهام حجب الغيوب إليك ، فأعتقد منك محدوداً في عظمتك .
لا
يبلغُك بعد الهمم ، ولا ينالك غوص الفطن ، ولا ينتهى إليك بصر الناظرين في مجد جبروتك ، ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك ، وعلا عن ذكر الذاكرين كبريآءُ عظمتك ، فلا ينتقص ما أردت أن يزداد ، ولا يزداد ما أردت أن ينتقص ، ولا ضدٌّ شهدك حين فطرت الخلق ، ولا ندّ حضرك حين برأت النفوس .
كلّت
الألسن عن تفسير صفتك ، وانحسرت العقول عن كنه معرفتك ، وكيف يوصف كُنه صفتك يا ربّ ، وأنت الله الملك الجبّار القدُّوس الّذي لم تزل أزليّاً أبديّاً سرمديّاً دائماً في الغيوب وحدك ، لا شريك لك ، ليس فيها أحدٌ غيرك ، ولم يكنْ إلهٌ سواك .
حارت
في بحار ملكوتك عميقات مذاهب التفكير ، وتواضعت الملوك لهيبتك وعنت الوجوه بذلّة الاستكانة لك لعزَّتك ، وانقاد كلُّ شيء لعظمتك ، واستسلم كلُّ شيء لقُدرتك ، وخضعت لك الرّقابُ ، وكلَّ دون ذلك تحبير اللّغات ، وضلَّ هُنا لك التّدبير في تصاريف الصفات ، فمن تفكّر في ذلك رجع طرفه إليه حَسيراً وعقلهُ
مبهوتاً وتفكّرهُ متحيّراً أسيراً .
اللّهمَّ
لك الحمد حمداً كثيراً دائماً متوالياً متواتراً مُتّسقاً
مستوثقاً يدوم ويتضاعف ولا يبيد ، غير مفقود في الملكوت ، ولا مطموس في المعالم ، ولا منتقص
______________________
في العرفان ، فلك الحمدُ على مكارمك الّتي لا تحصىٰ
، في اللّيل إذا أدبر ، والصبح إذا أسفر ، وفي البرّ والبحار ، والغدوّ والاٰصال ، والعَشيّ والإبكار ، والظهيرة
والأسحار ، وفي كلِّ جزء من أجزاء الليل والنَّهار .
اللّهمَّ
بتوفيقك قد أحضرتني النجاة وجعلتني منك في ولاية العصمة ، فلم أبرح منك في سبوغ نعمائك ، وتتابع آلائك ، محروساً لك في الردِّ والامتناع ، محفوظاً لك في المنعة والدفاع عنّي ، ولم تكلّفني فوق طاقتي ولم ترض عنّي إلّا طاعتي فانّك أنت الله الّذي لا إله إلّا أنت لم تغب ولا تغيب عنك غائبة ، ولا تخفى عليك خافية ، ولن تضلَّ عنك في ظلم الخفيّات ضالّة ، إنّما أمرك إذا أردت شيئاً أن تقول له كن فيكون .
اللّهمَّ
إنّي أحمدك ، فلك الحمد مثل ما حمدت به نفسك ، وأضعاف ما حمدك به الحامدون ، ومجّدك به الممجّدون ، وكبَّرك به المكبّرون ، وسبّحك به المسبّحون ، وهلّلك به المهلّلون ، وعظّمك به المعظّمون ، ووحّدك به الموحّدون حتّى يكون لك منّي وحدي في كلّ طرفة عين وأقلَّ من ذلك مثل حمد جميع الحامدين ، وتوحيد أصناف الموحّدين والمخلصين ، وتقديس أجناس العارفين وثناء جميع المهلّلين والمصلّين والمسبّحين ، ومثل ما أنت به عالم وعارف وهو محمود محبوب ومحجوب من جميع خلقك كلّهم من الحيوانات . وأرغب إليك في بركة ما أنطقتني به من حمدك ، فما أيسر ما كلّفتني به من حقّك ، وأعظم ما وعدتني به على شكرك .
ابتدأتني
بالنعم فضلا وطولا ، وأمرتني بالشكر حقّاً وعدلا ، ووعدتني عليه أضعافاً ومزيداً ، وأعطيتني من رزقِك واسعاً اختياراً ، ورضا ، وسألتني منه شكراً يسيراً صغيراً إذ نجّيتني وعافيتني من جهد البلاء ، ولم تسلمني لسوء قضائك وبلائك وجعلت ملبسي العافية ، وأوليتني البسطة والرخاء ، وشرعت لي من الدين أيسر القول والفعل ، وسوَّغت لي أيسر الصدق
وضاعفت لي أشرف
______________________
الفضل والمزيد .
مع
ما وعدتنى به من المحجّة الشريفة ، وبشّرتني به من الدرجة الرفيعة واصطفيتني بأعظم النبيّين دعوة ، وأفضلهم شفاعة ، وأوضحهم حجّة ، وأرفعهم درجة ، وأقربهم منزلة ، محمّد صلّى الله عليه وآله وعلى جميع الأنبياء
والمرسلين .
اللهمَّ
صلِّ على محمّد وآل محمّد ، واغفر لي ما لا يسعه إلّا مغفرتك ، ولا يمحقه إلّا عفوك ، ولا يكفّره إلّا تجاوزك وفضلك ، وهب لي في ساعتي هذه ويومي هذا وليلتي هذه وشهري هذا وسنتي هذه يقيناً صادقاً يهوِّن عليَّ مصائب الدنيا والاٰخرة
وأحزانهما ، ويشوِّقني إليك ويرغّبني فيما عندك ، واكتب لي عندك المغفرة وبلّغني الكرامة من عندك ، وأوزعني شكر ما أنعمت به عليَّ ، فانّك أنت الله الّذي لا إله إلّا أنت الواحد ، الأحد المبدىء الرفيع البديع السميع العليم الّذي ليس لأمرك مدفع ولا عن قضائك ممتنع .
اللهمَّ
وأشهدُ أنّك أنت الله الّذي لا إله إلّا أنت ربّي وربُّ كلِّ شيء فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال .
اللهمِّ
إنّي أسئلك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرُّشد ، والشكر على نعمك ، وأسألك حسن عبادتك ، وأسئلك من كلِّ خير تعلم ولا أعلم ، وأعوذ بك من كلِّ شرّ تعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب .
وأسئلك
أمناً من جور كلِّ جائر ، وبغي كلِّ باغ ، وحسد كلِّ حاسد وظلم كلِّ ظالم ، ومكر كلِّ ماكر ، وكيد كلِّ كائد ، وغدر كلِّ غادر ، وسحر كلّ ساحر ، وشماتة كل ِّكاشح ، بك أصول على الأعداء ، وإيّاك أرجو ولاية الأحبّاء والأولياء والقرناء والأقرباء .
فلك
الحمد على ما لا أستطيع إحصاءه ، ولا تعديده ، من عوائد فضلك وعوارف رزقك ، وألوان ما أوليتني به من ارفادك ، فانّك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الفاشي في الخلق حمدك الباسط بالجود يدك ، لا تضادُّ في حكمك ، ولا تنازع في سلطانك وملكك وأمرك ، تملك من الأنام ما تشاء ، ولا يملكون منك إلّا ما تريد .
اللّهمَّ
أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقتدر القدُّوس في نور القُدس تردَّيت بالمجد والبهآء ، وتعظّمت بالعزّ والعلاء ، وتأزَّرت بالعظمة والكبرياء ، وتغَشّيت
بالنور والضيآء ، وتجلّلت بالمهابة والبهآء .
اللّهمَّ
لك المنُّ القديم ، والسلطان الشامخ ، والملك الباذخ ، والجود الواسع والقدرة الكاملة ، والحكمة البالغة ، والعزَّة الشاملة ، فلك الحمد علىٰ ما
جعلتني من اُمّة محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو أفضل بني آدم ، الّذين كرَّمتهم
وحملتهم في البرِّ والبحر ، ورزقتهم من الطيّبات ، وفضّلتهم على كثير ممَّن خلقتهم من
أهلها تفضيلاً .
وخلقتني
سميعاً بصيراً صحيحاً سويّاً سالماً معافاً ولم تشغلني بنقصان في بدني عن طاعتك ، ولم تمنعني كرامتك إيّاي وحسن صنيعك عندي ، وفضل منايحك لديَّ ونعمائك عليّ ، أنت الّذي أوسعت عليَّ في الدُّنيا والاٰخرة ، وفضّلتني على
كثير ممّن خَلقت من خَلقك تفضيلاً .
فجعلت
لي سمعاً يسمع آياتك ، وعقلاً يفهم إيمانك ، وبصراً يرى قدرتك وفؤاداً يعرف عظمتك ، وقلباً يعتقد توحيدك ، فانّي لفضلك عليَّ حامد ، ولك نفسي شاكرة ، وبحقّك شاهدة ، فانّك حيٌّ قبل كلِّ حيٍّ ، وحيٌّ بعد كلِّ حيّ وحيٌّ بعد كلِّ ميّت ، وحيٌّ لم ترث الحياة من حيّ ، ولم تقطع خيرك عنّي طرفة عين ، في كلِّ وقت ، ولم تقطع رجائي ، ولم تنزل بي عُقُوبات النّقم ، ولم تمنع عنّي دقائق العصم ، ولم تُغَيِّر عليَّ وثائق النّعم .
فلو
لم أذكر من إحسانك إلّا عفوك عنّي ، والتوفيق لي ، والاستجابة لدعائي حين رفعت صوتي ، ورفعت رأسي ، وانطلقتْ لساني ، ورغبت إليك بأنواع حوائجي فقضيتها ، وأسئلك بتمجيدك وتحميدك وتوحيدك وتعظيمك وتفضيلك وتكبيرك وتهليلك ، وإلّا في تقديرك خلقي حين صوَّرتني فأحسنت صُورتي ، وإلّا في قسمة الأرزاق حين قدَّرتها لي ، لكان في ذلك ما يشغل شكري عن جُهدي ، فكيف إذا فكّرت في النّعم العظام الّتي أتقلّب فيها ، أو لا أبلغ شكر شيء منها .
فلك
الحمد عدد ما حفظه علمُك ، وعدد ما وسعته رحمتك ، وعدد ما أحاطت به قدرتك ، وأضعاف ما تستوجبه من جميع خلقك ، اللّهمَّ فتمّم إحسانك إليَّ فيما بقيَ من عُمري كما أحسنت إليَّ فيما مضى منه .
اللّهمَّ
إنّي أسئلك وأتوسّل إليك بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وكبريائك ، وكمالك وتعظيمك ونورك ورأفتك ورحمتك وعلمك وحلمك وعُلُوِّك ووقارك ومنّك وبهائك ، وجمالك وجلالك وسلطانك وعظمتك وقُوَّتك وقدرتك وإحسانك وغفرانك وامتنانك ورحمتك ونبيّك ووليّك وعترته الطيّبين الطّاهرين أن تُصَلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن لا تحرمني رفدك وفضلك وجمالك وجلالك وفوائد كراماتك ، فانّه لا يعتريك لكثرة ما قد نشرت به من العطايا عوائق البُخل ، ولا ينقص جود التقصير في شكر نعمتك ، ولا تنفذ خزائنك مواهبك المُتَّسعَة ، ولا تؤثّر في جُودِكَ العظيم منحك الفائقة الجميلة الجليلة ، ولا تخاف ضيم إملاق فتكدى ولا يَلحَقُك خوف عدم فينتقص من جُودك فَيضُ فضلك .
اللّهمَّ
ارزقني قلباً خاشعاً خاضعاً ضارعاً وبدناً صابراً [ ولساناً ذاكراً حامداً ] ويقيناً صادقاً ورزقاً واسعاً وعلماً نافعاً وولداً صالحاً وسنّاً طويلاً وامرأةً
صالحةً وعملاً صالحاً وعيناً باكيةً وتوبةً مَقبولةً وأسئلك رزقاً حلالاً طيّباً ، ولا
تؤمنّي مكرك ، ولا تنسني ذكرك ، ولا تكشف عنّي سترك ، ولا تقنّطني من رحمتك ، ولا تُبعدني من كنفك وجوارك ، وأعذني ولا تؤيسني من رحمتك وروحك ، وكن لي أنيساً من كلِّ روعةٍ ووحشةٍ ، واعصمني من كلِّ هلكةٍ ، ونجّني من كلِّ بليّة وآفة وعاهة وإهانة وذلّة وعلّة وقلّة ومرض وبرص وفقر وفاقة ووباء وبلاء وزلزلة وغرق وحرق وشرق وسرق وحرّ وبرد وجوع وعطش وغيّ وضلالة وغصّة ومحنة وشدَّة في الدّارين إنّك لا تُخلفُ الميعاد .
اللّهمَّ
ارفعني ولا تضعني وادفع عنّي ولا تدفعني ، وأعطني ولا تحرمني وأكرمني ولا تُهنّي ، وزدني ولا تنقصني ، وارحمني ولا تعذّبني ، وانصُرني ولا تخذُلني ، واسترني ولا تفضحني ، وآثرني ولا تؤثر عليَّ أحداً في أمر الدُّنيا والاٰخرة
وفرِّج همّي واكشف غمّي ، وأهلك عَدُوِّي ، واحفظني ولا
تُضَيِّعني فانّك على كلِّ شيء قدير وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله أجمعين يا ذا الجلال والاكرام .
اللّهمَّ
ما قدَّرت لي من أمر وشرعت فيه بتوفيقك وتدبيرك
فتمّمه لي بأحسن الوُجُوه كلّها ، وأصلحها وأصوبها ، فانّك على ما تشاء قدير ، وبالاجابة جدير ، يا من قامت السّموات والأرضون بأمره ، يا من يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلّا باذنه ، يا من أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كُن فيكون ، فسبحان الّذي بيده ملكوت كلِّ شيء وإليه ترجعون ، وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين وسلّم
تسليماً دائماً أبداً فضلاً كثيراً والحمد لله ربِّ العالمين .
٣٣ ـ مهج : دعاء لمولانا ومقتدانا أمير المؤمنين عليهالسلام في الشدائد ونزول الحوادث وهو سريع الاجابة من الله تعالى :
اللّهمَّ
أنت الملك الحقُّ الّذي لا إله إلّا أنت ، وأنا عبدك ، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي ، فاغفر لي الذُّنوب لا إله إلّا أنت يا غفور .
اللّهمَّ
إنّي أحمدك وأنت للحمد أهلٌ على ما خصصتني به من مواهب الرَّغائب ووصل إليَّ من فضائل الصنائع ، وعلى ما
أوليتني به تولّيتني به من رضوانك وأنلتني من منّك الواصل إليَّ ومن الدِّفاع عنّي ، والتوفيق لي ، والاجابة لدعائي حتّى اُناجيك راغباً ، وأدعوك مصافياً ، وحتّى أرجوك فأجدك في المواطن كلّها لي جابراً وفي اُمُوري ناظراً ولذنوبي غافراً
ولعوراتي ساتراً ، لم أعدم خيرك طرفة عين مُذ أنزلتني دار الاختبار لتنظر ماذا اُقدّم لدار القرار .
فأنا
عتيقك اللّهمَّ من جميع المصائب واللّوازب ، الغموم الّتي ساورتني فيها الهموم ، بمعاريض القضاء ، ومصروف جهد البلاء لا أذكر منك إلّا الجميل ، ولا أرى منك غير التفضيل ، خيرك لي شامل ، وفضلك عليَّ مُتَواتر ، ونعمك عندي مُتّصلة سوابغ لم تُحقّق حذاري ، بل صدَّقت رجائي ، وصاحبت أسفاري وأكرمت أحضاري
______________________
وشفيت أمراضي ، وعافيت أوصابي ، وأحسنت مُنقلبي ومَثواي
، ولم تُشمت بي أعدائي ورميت من رماني ، وكفيتني شرَّ من عاداني .
اللّهمَّ
كم من عَدُوٍّ انتضى عليَّ سيف عداوته ، وشحذ لقتلي ظُبة مُديته وأرهف لي شباحدِّه ، وداف لي قواتل سمومه ، وسدّد لي صوائب سهامه ، وأضمر أن يسومني المكروه ، ويجرِّعني ذُعاف مرارته ، فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح ، وعجزي عن الانتصار ممّن قصدني بمحاربته ، ووحدتي في كثير من ناواني ، وأرصد لي فيما لم أعمل فكري في الانتصار من مثله ، فأيّدتني يا ربّ بعونك ، وشددت أيدي بنصرك ، ثمَّ فللت لي حدَّه ، وصيّرته بعد جمع عديده وحده وأعليت كعبي عليه ، ورددته حسيراً لم يشف غليله ، ولم تبرد حزازات غيظه ، وقد غضَّ علي [ َّ ] شواه ، وآب مُوَلّياً قد أخلفت سراياه ، وأخلفت آماله .
اللّهمَّ
وكم من باغ بغى عليه بمكائده ، ونصب لي شرك مصايده ، وأضبأ إليَّ ضبوءَ السّبع لطريدته ، وانتهز فُرصته واللّحاق لفريسته ، وهو مُظهر بشاشة الملق ويبسطُ إليَّ وجهاً طلقاً ، فلمّا رأيت يا إلهي دغل سريرته ، وقبح طويّته ، أنكسته
لاُمّ رأسه في زُبيته ، وأركسته في مهوى حفيرته
وأنكصته على عقبه ، ورميته بحجره ، ونكأته بمشقصة وخنقته بوتره ، ورددت كيده في نحره ، وربقته بندامتة واستخذل وتضاءل بعد نخوته ، وبخع وانقمع بعد استطالته ، ذليلاً مأسوراً في حبائله الّتي كان يحبُّ أن يراني فيها ، وقد كدت لولا رحمتك ، أن يحلَّ بي ما حلَّ
بساحته ، فالحمد لربّ مُقتَدر لا يُنازع ، ولوليٍّ ذي أناة لا يعجل ، وقيُّوم لا
يغفل وحليم لا يجهل .
ناديتك
يا إلهي مستجيراً بك ، واثقاً بسرعة إجابتك ، متوكّلاً على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك عنّي ، عالماً أنّه لم يضطهد من آوى إلى ظلّ كفايتك ولا تقرع القوارع من لجأ إلى معقل الانتصار بك ، فخلّصتني يا ربِّ بقدرتك ونجّيتني من بأسه بتطوُّلك ومنّك .
______________________
اللّهمَّ
وكم من سحائب مكروه جلّيتها ، وسماء نعمة أمطرتها ، وجداول كرامة أجريتها ، وأعين أجداث طمستها ، وناشي رحمة نشرتها ، وغواشي كرب فرَّجتها ، وغمم بلاء كشفتها ، وجُنّة عافية ألبستها ، واُمور حادثة قدَّرتها ، لم
تعجزك إذ طلبتها ، ولم تمتنع منك إذ أردتها .
اللّهمَّ
وكم من حاسد سوء تولّني بحسده ، وسلقني بحدِّ
لسانه ووخزني بغرب عينه ، وجعل عرضي غرضاً لمراميه ، وقلّدني خلالاً لم تزل فيه كفيتني أمره .
اللّهمَّ
وكم من ظنّ حسن حقّقت ، وعُدم إملاق ضرّني جبرت وأوسعت ومن صرعة أقمت ، ومن كربة نفّست ، ومن مسكنة حوَّلت ، ومن نعمة خوَّلت لا تُسأل عمّا تفعل ولا بما أعطيت تبخل ، ولقد سُئلت فبذلت ، ولم تُسئل فابتدأت واستميح فضلك فما أكديت ، أبيتَ إلّا إنعاماً وامتناناً وتطوُّلاً ، وأبيتُ إلّا
تقحّماً على معاصيك ، وانتهاكاً لحُرُماتك ، وتعدّياً لحدودك ، وغفلةً عن وعيدك وطاعة لعدوِّي وعدوِّك ، لم تمتنع عن إتمام إحسانك ، وتتابع امتنانك ، ولم يَحجُزني ذلك عن ارتكاب مساخطك .
اللّهمَّ
فهذا مقام المعترف لك بالتقصير عن أداء حقّك ، الشّاهد على نفسه بسُبُوغ نعمتك ، وحُسن كفايَتك ، فهب لي اللّهمَّ يا إلهي ما أصلُ به إلى رحمتك وأتّخذه سُلّماً أعرج فيه إلى مرضاتك ، وآمَنُ به من عقابك ، فانّك تفعل ما تشاء وتحكم ما تُريدُ ، وأنت على كلِّ شيء قدير .
اللّهمَّ
حمدي لك مُتَواصل ، وثنائي عليك دائم ، من الدَّهر إلى الدَّهر بألوان التسبيح ، وفُنُون التَّقديس ، خالصاً لذكرك ، ومرضيّاً لك بناصع التوحيد ومحض التحميد ، وطول التّعديد في إكذاب أهل التنديد
.
______________________
لم
تعن في شيء من قدرتك ، ولم تشارك في إلهيّتك ، ولم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز المُختَلفات ، وفطرت الخلائق على صُنُوف الهَيئآت ، ولا خرقت الأوهام حُجُب الغُيُوب إليك ، فاعتقدت منك محموداً في عظمتك ، ولا كيفيّة في أزليّتك ، ولا مُمكناً في قَدمك ، ولايَبلُغُك بعُدُ الهمم ، ولا ينالُك
غَوصُ الفطَن ، ولا يَنتهى إليك نَظَرُ النّاظرين في مَجد جَبَروُتك ، وعظيم قُدرتك .
ارتفعت
عن صفة المَخلُوقين صفة قُدرتك ، وعلا عن ذلك كبرياءُ عظمتك ولا ينتقصُ ما أردت أن يزداد ، ولا يزداد ما أردت أن ينتقص ، ولا أحدٌ شهدك حين فطرت الخلق ، ولا ضدٌّ حضرك حين برأت النُفُوس .
كلّت
الألسُنُ عن تبين صفتك ، وانحسرت العُقُولُ عن كُنه معرفتك وكيف تُدركُك الصّفات ، أو تحويك الجهات ، وأنت الجبّارُ القُدُّوسُ الّذي لم تزل أزليّاً دائماً في الغُيُوب وحدك ، ليس فيها غيرُك ، ولم يكن لها سواك .
حارت
في ملكوتك عميقاتُ مذاهب التفكير ، وحسُر عن إدراكك بصير البصير وتواضعت المُلُوك لهيبتك ، وعنت الوجوه بذُلِّ الاستكانة لعزَّتك ، وانقاد كلُّ شيء لعظمتك ، واستسلم كُلُّ شيء لقُدرتك ، وخضعت الرّقابُ لسلطانك .
فضلَّ
هنا لك التدبير في تصاريف الصّفات لك ، فمن تفكّر في ذلك رجع طرفه إليه حسيراً وعقله مبهوتاً مبهوراً وفكره متحيّراً .
اللّهمَّ
فلك الحمد حمداً متواتراً متوالياً متّسقاً مستوسقاً يدوم ولا يبيد ، غير مفقود في الملكوت ، ولا مطموس في العالم ، ولا منتقص في العرفان ، فلك الحمد حمداً
لا تحصى مكارمه في اللّيل إذا أدبر ، وفي الصّبح إذا أسفر وفي البرّ والبحر ، وبالغدوِّ
والاٰصال والعشيِّ والابكار ، والظهيرة والأسحار .
اللّهمَّ
بتوفيك أحضرتني النّجاة ، وجعلتني منك في ولاية العصمة ، لم تكلّفني فوق طاقتي إذ لم ترض منّي إلّا بطاعتي ، فليس شكري وإن دأبت منهُ في المقال ، وبالغت منه في الفعال ، ببالغ أداء حقّك ، ولا مكاف فضلك ، لأنّك
أنت الله لا إله إلّا أنت ، لم تغب عنك غائبة ، ولا تخفى
عليك خافيةٌ ، ولا تضلُّ لك في ظلم الخفيّات ضالّةٌ إنّما أمرك إذا أردت شيئاً أن تقول له كن فيكون .
اللّهمَّ
لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك ، وحمدك به الحامدون ، ومجّدك به الممجّدون ، وكبّرك به المكبِّرون ، وعظّمك به المعظّمون ، حتّى يكون لك منّي وحْدي في كلِّ طرفة عين ، وأقلَّ من ذلك ، مثل حمد جميع الحامدين ، و توحيد أصناف المخلصين ، وتقديس أحبّائك العارفين ، وثناء جميع المهلّلين ، ومثل ما أنت عارف به ومحمود به من جميع خلقك من الحيوان والجماد .
وأرغب
إليك اللّهمَّ في شُكر ما أنطقتني به من حمدك ، فما أيسر ما كلّفتني من ذلك وأعظم ما وعدتني على شكرك .
ابتدأتني
بالنعم فضلاً وطولاً ، وأمرتني بالشكر حقّاً وعدلاً ، ووعدتني عليه أضعافاً ومزيداً ، وأعطيتني من رزقك اعتباراً وامتحاناً ، وسألتني منه قرضاً يسيراً صغيراً ، ووعدتني عليه أضعافاً ومزيداً وعطاءً كثيراً ، وعافيتني من جهد البلاء ، ولم تُسلمني للسوء من بلائك ، ومنحتني العافية ، وأوليتني بالبسطة والرَّخاء
وضاعفت لي الفضل مع ما وعدتني به من المحلّة الشريفة ، وبشّرتني به من الدرجة الرَّفيعة المنيعة ، واصطفيتني بأعظم النبيّين ، دعوة ، وأفضلهم شفاعةً محمّد صلىاللهعليهوآله .
اللّهمَّ
اغفر لي ما لا يسعهُ إلّا مغفرتك ، ولا يمحقهُ إلّا عفوك ، وهب لي في يومي هذا وساعتي هذه يقيناً يهوِّن عليَّ مصيبات الدُّنيا وأحزانها ، ويشوِّقني
إليك ويرغّبني فيما عندك ، واكتب لي المغفرة ، وبلّغني الكرامة ، وارزقني شكر ما أنعمت به عليَّ ، فانّك أنت اللهُ الواحدُ الرفيع البديءُ البديعُ السميع العليم الّذي ليس لأمرك مدفعٌ ، ولا عن قضائك ممتنع ، وأشهد أنّك ربّي وربّ كلِّ شيء فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، العليّ الكبير المتعال .
اللّهمَّ
إنّي أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة في الرُّشد ، وإلهام الشكر على نعمتك ، وأعوذ بك من جور كلّ جائر ، وبغي كلِّ باغ ، وحسد كلِّ حاسد .
اللّهمَّ
بك أصول على الأعداء ، وإيّاك أرجو ولاية الأحبّاء ، مع ما لا أستطيع
إحصاءه من فوائد فضلك ، وأصناف رفدك ، وأنواع رزقك ، فانّك
أنت اللهُ لا إله إلّا أنت الفاشي في الخلق حمدُك ، الباسطُ بالحقّ يدُك ، لا تضادُّ في حكمك ، و لا تنازع في مُلكك ، ولا تراجعُ في أمرك ، تملكُ من الأنام ما شئت به ، ولا يملكون
إلّا ما تريدُ .
اللّهمَّ
أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقدَّس في نور القدس ، تردَّيت بالعزَّة والمجد ، وتعظّمت بالقدرة والكبرياء ، وغَشّيت النور بالبهاء ، وجلّلت البهاء بالمهابة .
اللّهمَّ
لك الحمد العظيم ، والمنُّ القديم ، والسلطانُ الشامخ ، والحول الواسع ، والقدرة المقتدرة ، والحمد المُتتابعُ الّذي لا ينفَدُ بالشكر سرمداً ، ولا
يَنقضى أبداً ، إذ جعلتني من أفاضل بني آدم ، وجعلتني سميعاً بصيراً صحيحاً سويّاً
مُعافاً لم تشغلني بنُقصان في بدني ، ولا بآفةٍ في جوارحي ، ولا عاهةٍ في نفسي ولا في عقلي .
ولم
يمنعك كرامتك إيّاي ، وحُسن صنعك عندي ، وفضل نعمائك عليَّ إذ وسّعت عليَّ في الدُّنيا ، وفضّلتني على كثير من أهلها تفضيلاً ، وجعلتني سميعاً
أعى ما كلّفتنى بصيراً ، أرىٰ قُدرتك فيما ظهر لي ، واسترعيتني واستودعني قلباً
يشهدُ لعظمتك ، ولساناً ناطقاً بتوحيدك ، فانّي لفضلك عليَّ حامدٌ ، ولتوفيقك إيّاي بحمدك شاكر ، وبحقّك شاهدٌ ، وإليك في مُلمّي ومهمّي ضارع ، لأنّك حيٌّ قَبل كلِّ حيّ ، وحيٌّ بعد كلِّ ميّت ، وحيٌّ ترثُ الأرض ومن عليها ، وأنت خير الوارثين .
اللّهمَّ
لا تقطعْ عنّي خيرَك في كلِّ وقت ، ولم تنزل بي عُقوبات النقم ، و لم تغيّر ما بي من النعم ، ولا أخليتني من وثيق العصم ، فلو لم أذكر من إحسانك إليَّ وإنعامك عليَّ إلّا عَفوك عنّي ، والاستجابة لدُعائي ، حين رفعتُ رأسي بتحميدك وتمجيدك ، لا في تقديرك جَزيل حظّي حين وفّرتهُ انتقص ملكُك ، ولا في قسمة الأرزاق حين قتّرت عليَّ توفيرُ مُلكك .
اللّهمَّ
لك الحمدُ عدد ما أحاط به علمك ، وعدد ما أدركتهُ قُدرتك ، وعدد ما وسعتهُ رحمتك ، وأضعاف ذلك كلّه ، حمداً واصلاً مُتواتراً مُتوازياً لاٰلائك
وأسمائك .
اللّهمَّ
فتمّم إحسانك إليَّ فيما بقى من عُمري ، كما أحسنت إليَّ [ منه ] فيما مضىٰ فانّي أتوسّلُ إليك بتوحيدك وتهليلك وتمجيدك وتكبيرك وتعظيمك ، و أسئلك باسمك الّذي خلقته من ذلك فلا يخرجُ منك إلّا إليك .
وأسئلك
باسمك الرُّوح المكنون الحيّ الحيّ الحيّ وبه وبه وبه وبك وبك وبك ألّا تحرمني رفدك ، وفوائد كرامتك ، ولا تولّني غيرك ، ولا تسلمني إلى عدوِّي ، ولا تكلني إلى نفسي ، وأحسن إليَّ أتمَّ الاحسان عاجلاً وآجلاً وحسّن في العاجلة عملي ، وبلّغني فيها أملى وفي الاٰجلة ، والخير في منقلبي فانّه لا تفقرك كثرة ما يندفق به فضلك ، وسيب العطايا من منّك ، ولا ينقص جودك تقصيري في شكر نعمتك ، ولا تجمُّ خزائن نعمتك النّعم ، ولا ينقص عظيم مواهبك من سعتك الاعطاء ، ولا يؤثّر في جودك العظيم الفاضل الجليل منحك ، ولا تخاف ضيم إملاق فتكدى ، ولا يلحقك خوف عدم فينقص فيضُ ملكك وفضلك .
اللّهمَّ
ارزقني قلباً خاشعاً ، ويقيناً صادقاً ، وبالحقّ صادعاً ، ولا تؤمنّي مكرك ولا تنسني ذكرك ، ولا تهتك عنّي سترك ، ولا تولّني غيرك ، ولا تقنطني من رحمتك بل تغمّدني بفوائدك ، ولا تمنعني جميل عوائدك ، وكن لي في كلِّ وحشة أنيساً وفي كلِّ جزع حصيناً ، ومن كلِّ هلكة غياثاً ، ونجّني من كلِّ بلاء ، واعصمني من كلِّ زلل وخطاء ، وتمِّم لي فوائدك ، وقنى وعيدك ، واصرف عنّي أليم عذابك وتدمير تنكيلك ، وشرّفني بحفظ كتابك ، وأصلح لي ديني ودنياي وآخرتي وأهلي وولدي ، ووسّع رزقي وأدرَّه عليَّ ، وأقبل عليَّ ولا تعرض عنّي .
اللّهمَّ
ارفعني ولا تضعني ، وارحمني ولا تعذّبني ، وانصرني ولا تخذلني وآثرني ولا تؤثر عليَّ ، واجعل لي من أمري يسراً وفرجاً ، وعجّل إجابتي واستنقذني ممّا قد نزل بي ، إنّك على كلِّ شيء قدير ، وذلك عليك يسير ، وأنت
الجواد الكريم .
٣٤ ـ أقول : ولنا سند آخر عال جدّاً لهذا الدُّعاء
، ولا يخلو من غرابة فانّي أرويه عن والدي عن بعض الصالحين عن مولانا القائم عليهالسلام بلا واسطة وشرح ذلك أنَّ ..... .
٣٤ ـ ق ، مهج : ذكر ما نختاره لمولانا المهدي عليهالسلام وعنه صلوات الله عليه برواية اُخرى .
فمن
ذلك الدُّعاء المعروف بدعاء العلويِّ المصريّ لكلِّ شديدة وعظيمة أخبرهم أبو الحسن عليُّ بن حمّاد المصريّ قال : أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمّد
العلويّ قال : حدَّثني محمّد بن عليّ العلويُّ الحسينيُّ المصريُّ قال : أصابني غمٌّ
شديد ودهمني أمر عظيم من قبل رجل من أهل بلدي من ملوكه ، فخشيته خشية لم أرج لنفسي منها مخلصاً ، فقصدت مشهد ساداتي وآبائي صلوات الله عليهم بالحائر لائذاً بهم ، وعائذاً بقبورهم ، ومستجيراً من عظيم سطوة من كنت أخافه ، وأقمت بها خمسة عشر يوماً أدعو وأتضرَّع ليلاً ونهاراً ، فتراءى لي قائم الزمان ، وولِيُّ الرَّحمن
عليه وعلى آبائه أفضل التحيّة والسّلام .
فأتاني
وأنا بين النائم واليقظان ، فقال لي : يا بنيَّ خفت فلاناً ؟ فقلت : نعم ، أرادني بكيت وكيت ، فالتجأت إلى ساداتي عليهم السلام أشكو إليهم ليخلّصوني منه ، فقال لي : هلّا دعوت الله ربّك وربَّ آبائك بالأدعية الّتي دعا بها أجدادي الأنبياء صلوات الله عليهم حيث كانوا في الشدَّة فكشف الله عزَّ وجلَّ عنهم ذلك .
قلت
: وبماذا دعوه لأدعوه به ؟ قال عليهالسلام : إذا كان ليلة
الجمعة فقم واغتسل وصلِّ صلاتك ، فاذا فرغت من سجدة الشكر فقل وأنت بارك على ركبتيك ، وادع
______________________
بهذا الدعاء مبتهلاً ، قال : وكان يأتيني خمس ليال
متواليات يكرِّر عليَّ القول وهذا الدعاء حتّى حفظته ، وانقطع مجيئه ليلة الجمعة ، فقمت واغتسلت وغيّرت ثيابى وتطيّبت وصلّيت ما وجب عليَّ من صلاة اللّيل ، وجثوت على ركبتيَّ فدعوت الله تعالى بهذا الدُّعاء ، فأتاني عليه السلام ليلة السبت كهيئة التي يأتيني
فيها فقال لي : قد اُجيبت دعوتك يا محمّد ، وقتل عدوُّك ، وأهلكه الله عزَّ وجلَّ عند
فراغك من الدُّعاء .
قال
: فلمّا أصبحت لم يكن لي همّة غير وداع سادتي صلوات الله عليهم والرحلة نحو المنزل الّذي هربت منه ، فلمّا بلغت بعض الطريق إذا رسول أولادي وكتبهم بأنَّ الرجل الّذي هربت منه جمع قوماً واتّخذ لهم دعوة ، فأكلوا وشربوا وتفرَّق القوم ونام هو وغلمانه في المكان ، فأصبح الناس ولم يسمع له حسٌّ فكشف عنه الغطاء فاذا هو مذبوح من قفاه ، ودماه تسيل ، وذلك في ليلة الجمعة ، ولا يدرون من فعل به ذلك ، ويأمرونني بالمبادرة نحو المنزل فلمّا وافيت إلى المنزل ، وسألت عنه وفي أيِّ وقت كان قتله ؟ فاذا هو عند فراغي من الدُّعاء ، وهذا الدُّعاء :
«
ربِّ من ذا الّذي دعاك فلم تجبه ؟ ومن ذا الّذي سألك فلم تُعطه ؟ ومن ذا الّذي ناجاك فخيّبته ؟ أو تقرّب إليك فأبعدته ؟ ربِّ هذا فرعون ذو الأوتاد ، مع عناده وكفره وعتوّه ، وادِّعائه الربوبيّة لنفسه ، وعلمك بأنّه لا يتوبُ ولا يرجع ولا يؤب ولا يؤمن ولا يخشع استجبت له دعاءه وأعطيتهُ سؤلهُ كرماً منك وجوداً وقلّة مقدار لما سألك عندك ، مع عظمه عنده ، أخذاً بحجّتك عليه ، وتأكيداً لها حين فجر وكفر واستطال على قومه وتجبّر ، وبكفره عليهم افتخر ، وبظلمه لنَفسه تكبّر ، وبحلمك ، عنهُ استكبر ، فكتب وحكم على نفسه جرأةً منهُ أنَّ جزاء مثله أن يُغرق في البحر ، فجزيته بما حكم به على نفسه .
إلهي
وأنا عبدك ابن عبدك ، وابن أمتك ، معترف لَكَ بالعُبوديّة ، مُقرّ
______________________
بأنّك أنت الله خالقي لا إله لي غيرك ، ولا ربَّ لي سواك
، مُقرٌّ بأنّك ربّي وإليك إيابي ، عالم بأنّك على كلِّ شيء قدير ، تفعلُ ما تشاء ، وتحكم ما تريد لا مُعقّب لحكمك ولا رادَّ لقضائك ، وأنّك الأوَّل والاٰخر والظاهر والباطن ، لم تكن
من شيء ، ولم تَبن عن شيء ، كُنت قبل كلِّ شيء وأنت الكائن بعد كلِّ شيء ، والمكوِّنُ
لكلِّ شيء ، خلقت كلَّ شيء بتقدير ، وأنت السميعُ البصير .
وأشهد
أنّك كذلك كنت وتكون ، وأنت حيٌّ قيّوم لا تأخذك سنةٌ ولا نوم ولا توصف بالأوهام ولا تدرك بالحواس ، ولا تُقاس بالمقياس ، ولا تشبَّهُ بالناس ، و
أنَّ الخلق كلّهُم عبيدك وإماؤك ، وأنت الربُّ ونحنُ المربوبون وأنت الخالق ونحنُ المخلوقون ، وأنت الرّازقُ ونحنُ المرزوقون .
فلك
الحمدُ يا إلهي إذ خلقتني بشراً سويّاً ، وجعلتني غنيّاً مكفيّاً بعد ما كنت طفلاً صبيّاً تقوُتني من الثدي لبَناً مريئاً ، وغذَّيتني غَذاءً طيّباً هنيئاً
وجعلتني ذكراً مثالاً سويّاً ، فلك الحمد حمداً إن عدَّ لم يحص ، وإن وضع لم يتّسع له شيء [ حمداً
يفوق على جميع حمد الحامدين ويعلو على حمد كلِّ شيء ]
ويفخم ويعظم على ذلك كلّه ، وكلّما حمد الله شيء .
والحمدُ
لله كما يحبُّ الله أن يحمد ، والحمد لله عدد ما خلق ، وزنة ما خلق وزنة أجلّ ما خلق ، وبوزنة أخفّ ما خلق ، وبعدد أصغر ما خلق ، والحمد لله حتّى يرضى ربّنا وبعد الرضا ، وأسأله أن يصلّي على محمّد وآل محمّد ، [ وأن يغفر لي ربّي
] وأن يحمدَ لي أمري ويتوب عليَّ ، إنّه هو التّوّاب الرحيم .
إلهي
وإنّي أنا أدعوك وأسألك باسمك الّذي دعاك به صفوتك أبونا آدم عليهالسلام وهو مسيء ظالم حين أصاب الخطيئة فغَفرت له خطيئته وتُبت عليه واستجبت دعوته وكنت منه قريباً يا قريب أن تُصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تغفر لي خطيئتي ، وترضى
عنّي ، فان لم ترض عنّي فاعفُ عنّي ، فانّي مُسيء ظالم خاطيء عاص ، وقد يعفو
______________________
السيّد عن عبده ، وليس براض عنه ، وأن ترضى عنّي خلقك ، وتميط
عنّي حقَّك .
إلهي
وأسئلك باسمك الّذي دعاك به إدريس فجعلتهُ صدِّيقاً نبيّاً ، ورفعته مكاناً عليّاً ، واستجبت دعاءهُ وكنت منه قريباً يا قريب أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن
تجعل مآبي إلى جنّتك ، ومحلّي في رحتمك ، وتُسكنني فيها بعفوك ، وتزوّجني من حورها بقدرتك يا قدير .
إلهي
وأسألك باسمك الّذي دعاك به نوح إذ نادى ربّه وهو [ أنّى ] مغلوب فانتصر « فَفَتَحْنَا
أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ، وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا
فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ، وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ » فاستجبت دعاءهُ
وكنت منه قريباً يا قريب أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تُنجيني من ظلم من يريدُ ظلمي وتكفَّ عنّي شرَّ كلِّ سلطان جائر ، وعدوّ قاهر ، ومستخفِّ قادر ، وجبّار عنيدٍ وكلِّ شيطان مريد ، وإنسيّ شديد ، وكيد كلِّ مكيد ، يا حليمُ يا ودودُ .
إلهي
وأسألك باسمك الّذي دعاك به عبدك ونبيّك صالح عليهالسلام
فنجّيته من الخسف وأعليته على عدوِّه ، واستجبت دعاءهُ وكنت منهُ قريباً يا قريب أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تخلّصني من شرِّ ما يريد بي أعدائي به ، ويبغى لي حُسّادي
وتكفينيهم بكفايتك ، وتتولّاني بولايتك ، وتهدي قلبي بهداك ، وتؤيِّدني بتقواك وتبصّرني بما فيه رضاك ، وتغنيني بغناك يا حليم .
إلهي
وأسألك باسمك الّذي دعاك به عبدك ونبيّك وخليلك إبراهيم عليهالسلام حين أراد نمرود إلقاءه في النار ، فجعلت النار عليه برداً وسلاماً ، واستجبت دعاءه ، وكنت منهُ قريباً يا قريب أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تبرد عنّي حرَّ نارك ، وتُطفىء
عنّي لهيبها ، وتكفيني حرَّها ، وتجعل نائرة أعدائي في شعارهم ودثارهم ، وتردُّ كيدهم في نحرهم ، وتبارك لي فيما أعطيتنيه ، كما باركت عليه وعلى آله ، إنّك أنت الوهّاب الحميدُ المجيد .
إلهي
وأسئلك بالاسم الّذي دعاك به إسماعيل عليهالسلام
فجعلتهُ نبيّاً ورسولاً وجعلت لهُ حرمك منسكاً ، ومسكناً ومأوى ، واستجبت له دعاءهُ رحمةً منك وكنت
منه قريباً يا قريب أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن
تفسح لي في قبري ، وتحطَّ عنّي وزري ، وتشدَّ لي أزري ، وتغفر لي ذنبي ، وترزقني التوبة بحطِّ السيّئات ، وتضاعف الحسنات ، وكشف البليّات ، وربح التجارات ، ودفع معرَّة السعايات ، إنّك مجيب الدعوات ، ومنزل البركات ، وقاضي الحاجات ، ومعطي الخيرات ، وجبَّار السموات .
إلهي
وأسألك بما سألك به ابن خليلك الّذي نجّيتهُ من الذّبح ، وفديتهُ بذبح عظيم ، وقلبت لهُ المِشقص حتّى ناجاك موقناً بذبحه ، راضياً بأمر والده ، و استجبت له دعاءه ، وكنت منهُ قريباً يا قريب أن تُصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تنجيني من كلِّ سوء وبليَّة ، وتصرف عنّي كلَّ ظلمة وخيمة ، وتكفيني ما أهمّني من اُمور دنياي وآخرتي وما اُحاذره وأخشاه ، ومن شرِّ خلقك أجمعين بحقّ آل يس .
إلهي
وأسئلك باسمك الّذي دعاك به لوط فنجّيتهُ [ وأهله من الخسف والهدم والمُثل والشدَّة والجهد وأخرجته ] وأهله من الكرب
العظيم واستجبت دعاءهُ وكنت منهُ قريباً يا قريب أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن [ تأذن بجمع ما شتّت
من شملي ، وتقرَّ عيني بولدي وأهلي ومالي ، وتصلح لي اُموري ، وتبارك لي في جميع أحوالي ، وتبلغني في نفسي آمالي و ] تُجيرني من النار
وتكفيني شرَّ الأشرار بالمصطفين الأخيار [ الأئمّة الأبرار ونور الأنوار محمّد وآله الطيّبين الطاهرين
الأخيار ] الأئمّة المهديّين ، والصّفوة المنتجبين ، صلوات الله عليهم أجمعين ، وترزقني مجالستهم ، وتمنُّ عليَّ بمرافقتهم ، وتوفّق لي صحبتهم مع أنبيائك المرسلين ، و ملائكتك المقرَّبين ، وعبادك الصالحين ، وأهل طاعتك أجمعين ، وحملة عرشك والكرّوبيّين .
إلهي
وأسألك باسمك الّذي سألك به يعقوب ، وقد كفَّ بصرهُ ، وشتّت
______________________
جمعهُ ، وفقد قرّةُ عينه ابنهُ ، فاستجبت له دعاءهُ
وجمعت شملهُ وأقررت عينه وكشفت ضرَّه وكنت منهُ قريباً يا قريب أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تأذن لي بجمع ما تبدَّد من أمري ، وتقرَّ عيني بولدي وأهلي ومالي ، وتُصلح لي شأني كلّه وتبارك لي في جميع أحوالي ، وتبلّغني في نفسي آمالي وتُصلح لي أفعالي ، وتمنَّ عليَّ يا كريم ، يا ذا المعالي ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
إلهي
وأسئلك باسمك الّذي دعاك به عبدُك ونبيُّك يوسف عليه السلام فنجّيته من غيابت الجبّ ، وكشفت ضرّه ، وكفيتهُ ، كيد إخوته ، وجعلتهُ بعد العبوديّة ملكاً ، واستجبت دعاءهُ وكنت منه قريباً يا قريب أن تُصلّي على محمّد وآل محمّد
وأن تدفع عنّي كيد كلِّ كائد ، وشرَّ كلِّ حاسد ، إنّك على كلِّ شيء قدير .
إلهي
وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدُك ونبيّك موسى بن عمران إذ قلت تباركت وتعاليت « وناديناهُ من جانب الطور الأيمن وقرَّبناه نجيّاً » وضربت له طريقاً في البحر يبساً ، ونجَّيته ومن تبعه من بني إسرائيل وأغرقت فرعون وهامان وجنودهما واستجبت له دعاءه ، وكنت منه قريباً يا قريب أسئلك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تعيذني من شرِّ خلقك ، وتقرِّبني من عفوك ، وتنشر عليَّ من فضلك ما تغنيني به عن جميع خلقك ، ويكون لي بلاغاً أنال به مغفرتك ورضوانك يا وليّي ووليَّ المؤمنين .
إلهي
وأسئلك بالاسم الّذي دعاك به عبدك ونبيّك داود فاستجبت له دعاءه وسخّرت له الجبال يسبّحن معه بالعشيّ والابكار ، والطير محشورة كلٌّ له أوّاب وشددت ملكه وآتيته الحكمة وفصل الخطاب ، وألنت له الحديد ، وعلّمته صنعة لبوس لهم ، وغفرت ذنبه ، وكنت منه قريباً يا قريب أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تسخّر لي جميع اُموري ، وتسهّل لي تقديري ، وترزقني مغفرتك وعبادتك وتدفع عنّي ظلم الظالمين ، وكيد المعاندين ، ومكر الماكرين ، وسطوات الفراعنة الجبّارين ، وحسد الحاسدين ، يا أمان الخائفين ، وجار المستجيرين ، وثقة [
الواثقين وذريعة ] المؤمنين ورجاء المتوكّلين ، ومعتمد الصالحين يا أرحم الراحمين .
إلهي
وأسألك اللّهمَّ بالاسم الّذي سألك به عبدك ونبيّك سليمان بن داود عليهماالسلام إذ قال ربّ هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنّك أنت الوهاب ، فاستجبت له دعاءه وأطعت له الخلق ، وحملته على الريح ، وعلّمته منطق الطّير ، وسخّرت له الشياطين من كلِّ بنّاء وغوّاص ، وآخرين مقرَّنين في الأصفاد ، هذا عطاؤك لا عطاء غيرك ، وكنت منه قريباً يا قريب أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تهدي لي قلبي وتجمع لي لبّي وتكفيني همّي ، وتؤمن
خوفي ، وتفكَّ أسري وتشدَّ أزري ، وتمهّلني وتنفّسني وتستجيب دعائي ، وتسمع ندائي ، ولا تجعل في النّار مأواي ، ولا الدُّنيا أكبر همِّي ، وأن توسّع عليّ رزقي ، وتحسّن خلقي وتعتق رقبتي ، فانّك سيّدي ومولاي ومؤمّلي .
إلهي
وأسئك اللهمَّ باسمك الّذي دعاك به أيّوب لمّا حلّ به البلاء بعد الصّحة ونزل السقم منه منزل العافية ، والضيق بعد السعة ، فكشفت ضرّه ، ورددت عليه أهله ومثلهم معهم ، حين ناداك داعياً لك راغباً إليك راجياً لفضلك ، شاكياً إليك « ربِّ
إنّي مسّني الضرُّ وأنت أرحم الراحمين » فاستجبت له دعاءه ، وكشفت ضرَّه ، وكنت منه قريباً يا قريب أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تكشف ضرّي ، وتعافيني في نفسي وأهلي ومالي وولدي وإخواني فيك عافية باقية شافية كافية وافرة هادية نامية مستغنية عن الأطبّاء والأدوية ، وتجعلها شعاري ودثاري وتمتّعني بسمعي وبصري ، وتجعلهما الوارثين منّي إنّك على كلِّ شيء قدير .
إلهي
وأسئلك باسمك الّذي دعاك به يونس بن متّى في بطن الحوت ، حين ناداك في ظلمات ثلاث : أن « لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين وأنت أرحم الراحمين » فاستجبت له دعاءه ، وأنبتَّ عليه شجرة من يقطين ، وأرسلته إلى مائة ألف أو يزيدون ، وكنت منه قريباً يا قريب أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تستجيب
دعائي ، وتداركني بعفوك ، فقد غرقت في بحر الظلم لنفسي ، وركبتني مظالم كثيرة لخلقك عليَّ ، وصلّ على محمّد وآل محمد ، واسترني منهم وأعتقني من النّار ، و
______________________
اجعلني من عتقائك وطلقائك من النّار في مقامي هذا بمنّك
يا منّان .
إلهي
وأسئلك باسمك الّذي دعاك به عبدك ونبيّك عيسى بن مريم إذ أيّدته بروح القدس وأنطقته في المهد ، فأحيا به الموتى وأبرء به الأكمه والأبرص باذنك وخلق من الطين كهيئة الطّير فصار طائراً باذنك ، وكنت منه قريباً يا قريب أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تفرِّغني لما خلقت له ، ولا تشغلني بما تكفّلته لي ، وتجعلني من عبادك وزهّادك في الدُنيا [ و ] ممّن خلقته للعافية وهنّأته بها
مع كرامتك يا كريم يا عليُّ يا عظيم .
إلهي
وأسئلك باسمك الذي دعاك به آصف بن برخيا على عرش ملكة سباء فكان أقلَّ من لحظة الطرف حتّى كان مصوَّراً بين يديه ، فلمّا رأته قيل أهكذا عرشك ؟ قالت كأنّه هو فاستجبت دعاءه وكنت منه قريباً يا قريب أن تصلّي على محمد وآل محمّد وأن تكفّر عنّي سيّآتي ، وتقبّل منّي حسناتي ، وتقبل توبتي وتتوب عليَّ وتغنى فقري ، وتجبر كسري ، وتحيى فؤادي بذكرك ، وتحييى في عافية وتميتني في عافية .
إلهي
وأسئلك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيّك زكريا حين سألك داعياً راجياً لفضلك ، فقام في المحراب ينادي نداء خفيّاً ، فقال « ربِّ هب لي من لدنك وليّا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربِّ رضيّاً » فوهبت له يحيى واستجبت له دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تبقى لي أولادي
وأن تمتّعني بهم ، وتجعلني وإيّاهم مؤمنين لك ، راغبين في ثوابك ، خائفين من عقابك ، راجين لما عندك ، آيسينَ ممّا عند غيرك ، حتّى تحيينا حياةً طيّبة وتميتنا ميتةً طيّبةً ، إنّك فعّالٌ لما تريد .
إلهي
وأسئلك بالاسم الذي سألتك به امرأةُ فرعون إذ قالت : « ربّ ابن لي عندك بيتاً في الجنّة ونجّني من فرعون وعمله ونجّني من القوم الظالمين » فاستجبت لها دعاءها وكنت منها قريباً يا قريب أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تقرَّ عيني
بالنظر إلى جنّتك وأوليائك وتفرّحني بمحمّد وآله وتونسني به وبآله وبمصاحبتهم
ومرافقتهم ، وتمكّن لي فيها وتنجّيني من النار ، وما اُعدَّ
لأهلها من السلاسل والأغلال والشدائد والأنكال ، وأنواع العذاب بعفوك .
إلهي
وأسألك باسمك الّذي دعتك عبدتك وصدِّيقتك مريم البتول ، واُمّ المسيح الرَّسول عليهماالسلام إذ قلت « وَمَرْيَمَ
ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ
الْقَانِتِينَ
» فاستجبت دُعاءها وكنت منها قريباً يا قريب أن تُصلّي على محمّدٍ وآل محمّد وأن تُحصّنني بحصنك الحصين وتحجُبني بحجابك المنيع ، وتحرزني بحرزك الوثيق وتكفيني بكفايتك الكافية من شرِّ كلِّ طاغ ، وظلم كلِّ باغ ، ومكر كلِّ ماكر ، وغَدر كلِّ غادر ، وسحر كلِّ ساحر ، وجور كلِّ سلطان فاجر ، بمنعك يا منيع .
إلهي
وأسئلك بالاسم الّذي دعاك به عبدك ونبيّك وصفيّك ، وخيرتك من خلقك وأمينك على وحيك ، وبعيثك إلى بريّتك ، ورسولك إلى خلقك محمّد خاصّتك وخالصتُك صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فاستجبت دعاءه وأيّدتهُ بجنود لم يروها وجعلت كلمتك العُليا ، وكلمة الّذين كفروا السفلى ، وكنت منهُ قريباً يا قريب أن تُصلّي على محمّد وآل محمّد صلاةً زاكيةً طيّبة ناميةً باقية مُباركةً كما صلّيت
على أبيهم إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك عليهم كما باركت عليهم ، وسلّم عليهم كما سلّمت عليهم ، وزدهم فوق ذلك كلّه زياده من عندك ، واخلطني بهم ، واجعلني منهم ، و احشرني معهم ، وفي زمرتهم ، حتّى تُسقيني من حوضهم ، وتُدخلني في جُملتهم وتجمعني وإيّاهم وتقرّ عيني بهم وتعطيني سؤلي ، وتُبلّغني آمالي في ديني ودُنياي وآخرتي ، ومحياي ومماتي ، وتُبلّغهم سلامي ، وتردَّ عليَّ منهم السلام ، وعليهم السلام ورحمة الله وبركاتهُ .
إلهي
أنت الّذي تُنادي في أنصاف كلِّ ليلة : هل من سائل فاُعطيه ؟ أم هل من داع فاُجيبهُ أم هَل من مستغفر فأغفر له ؟ أم هَل من راج فاُبلّغه رجاءه ؟ أم هَل من مؤمّل فاُبلّغه أمله ؟ ها أنا سائلك بفنائك ومسكينك ببابك ، وضعيفك ببابك ، وفقيرك ببابك ، ومؤمّلك بفنائك أسئلك نائلك ، وأرجو رحمتك ، واُؤمّل
عفوك ، وألتَمسُ غفرانك .
فصلِّ
على محمّدٍ وآل محمّد وأعطني سؤلي ، وبلّغني أملي ، واجبُر فقري ، وارحم عصياني ، واعف عن ذنوبي ، وفكّ رقبتي من مظالم لعبادك ركبتني ، وقوّ ضعفي وأعزَّ مسكنتي ، وثبّت وطأتي ، واغفر جُرمي ، وأنعم بالي ، وأكثر من الحلال مالي ، وخر لي في جميع اُموري وأفعالي ، ورضّني بها وارحمني ووالديَّ وما ولدا من المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمُسلمات ، الأحياء منهم والأموات ، إنّك سميعُ الدعوات وألهمني من برّهما ما أستحقُّ به ثوابك والجنّة ، وتقبَّل حسناتهما واغفر سيّئاتهما واجزهما بأحسن ما فعلا بي ثوابك والجنّة .
إلهي
وقد علمت يقيناً أنّك لا تأمر بالظلم ولا ترضاه ، ولا تميل إليه ولا تهواهُ ولا تحبّه ولا تغشاه ، وتعلم ما فيه هؤلاء القوم من ظلم عبادك وبغيهم علينا ، وتعدّيهم
بغير حقّ ولا معروف ، بل ظلماً وعدواناً ، وزوراً وبُهتاناً ، فان كنت جعلت لهم مدَّة لا بدّ من بلوغها أو كتبت لهم آجالاً ينالونها ، فقد قلت وقولك الحقّ ووعدك الصدق « يَمْحُو
اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ » فأنا أسئلك بكلّ
ما سألك به أنبياؤك ورُسلك وأسألك بما سألك به عبادك الصالحون ، وملائكتك المقرَّبون ، أن تمحو من اُمّ الكتاب ذلك ، وتكتب لهم الاضمحلال والمحق ، حتّى تقرِّب آجالهم وتقضى مدَّتهم وتُذهب أيّامهم ، وتبتر أعمارهم ، وتُهلك فجّارهم ، وتُسلّط بعضهم على بعض ، حتّى لا تُبقى منهم أحداً ، ولا تُنجي منهم أحداً ، وتفرّق جُموعهم وتكلّ سلاحهم ، وتُبدّد شَملهُم ، وتقطع آجالهُم ، وتُقصّر أعمارهم ، وتزلزل أقدامهم وتطهّر بلادك منهم ، وتظهر عبادك عليهم ، فقد غيّروا سنّتك ، ونقَضوا عهدك
وهتكوا حريمك ، وأتوا ما نهيتهم عنه ، وعَتوا عُتوّاً كبيراً ، وضلّوا ضلالا بعيداً
.
فصلِّ
على محمّدٍ وآل محمّد وآذن لجمعهم بالشتات ، ولحيّهم بالممات ، ولأزواجهم بالنّهبات ، وخلّص عبادك من ظُلمهم ، واقبض أيديهم عن هَضمهم ، وطهّر أرضك منهم ، وآذن بحصد نباتهم ، واستئصال شأفتهم ، وشتات شملهم ، وهَدم بنيانهم يا ذا الجلال والاكرام .
وأسئلك
يا إلهي وإله كلِّ شيء وربّي وربَّ كلِّ شيءٍ وأدعوك بما دعاك به عبداك ورسولاك ونبيّاك وصفيّاك موسى وهارون عليهماالسلام
حين قالا داعيين لك راجيين لفضلك « رَبَّنَا
إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ
وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ » فمننت وأنعمت عليهما بالإجابة لهما
إلى أن قرعت سمعهما بأمرك اللّهمَّ ربِّ « قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا
تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ » أن تُصلّي على محمّدٍ وآل محمّد وأن تَطمس على أموال هؤلاء الظلمة ، وأن تشدد على قلوبهم ، وأن تخسف بهم برَّك ، وأن تغرقهم في بحرك ، فانَّ السموات والأرض وما فيهما لك ، وأر الخلق قدرتك فيهم ، وبطشك عليهم ، فافعل ذلك بهم ، وعجّل ذلك لهم يا خير من سئل وخير من دعى ، وخير من تذلّلت له الوجوه ، ورفعت إليه الأيدي ودعى بالألسن ، وشخصت إليه الأبصار وأمّت إليه القلوب ونقلت إليه الأقدام وتُحوكم إليه في الأعمال .
إلهي
وأنا عَبدك أسألك من أسمائك بأبهاها ، وكلّ أسمائك بهيّ ، بل أسألك بأسمائك كلّها أن تصلّي على محمّدٍ وآل محمّد ، وأن تركسهم على اُمّ رؤوسهم في زبيتهم ، وتُرديهم في مهوى حُفرتهم ، وارمهم بحجرهم ، وذكّهم بمشاقصهم واكببهم على مناخرهم ، واخنقهم بوترهم ، وازدد كيدهم في نُحورهم ، وأوبقهم بندامتهم ، حتّى يستخذلوا ويتضاءلوا بعد نخوتهم ، وينقمعوا ويخشعوا بعد استطالتهم أذلّاء مأسورين في ربق حبائلهم الّتي كانوا يؤمّلون أن يَرونا فيها ، وتُرينا
قدرتك فيهم ، وسلطانك عليهم ، وتأخذهم أخذ القُرى وهي ظالمة إنَّ أخذك الأليم الشديد أخذ عزيز مُقتدر ، فإنّك عزيز مُقتدرٌ شديد العقاب شديد المحال .
اللّهمَّ
صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل إيرادهم عذابك الّذي أعددته للظالمين من أمثالهم ، والطاغين من نظرائهم ، وارفع حلمك عنهم واحلل عليهم غضبك الّذي لا يقوم له شيء وأمر في تعجيل ذلك بأمرك الّذي لا يُردُّ ولا يؤخّر ، فانّك شاهد كلِّ نجوى وعالم كلِّ فحوى ، ولا تخفى عليك من أعمالهم خافية ، ولا يذهب
عنك من أعمالهم خائنة ، وأنت علّام الغيوب ، عالم ما في
الضمائر والقلوب .
اللّهمَّ
وأسئلك ، واُناديك بما ناداك به سيّدي وسألك به نوح إذ قلت تباركت وتعاليت « وَلَقَدْ
نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ » أجل اللّهمَّ يا ربِّ أنت نعم المجيبُ
ونعم المدعُوّ ، ونعم المسؤل ، ونعم المُعطي ، أنت الّذي لا تُخيّبُ سائلك ، ولا تملّ
دعاء من أمّلك ، ولا تتبرّم بكثرة حوائجهم إليك ، ولا بقضائها لهم ، فانَّ قضاء حوائج جميع خلقك إليك في أسرع لحظ من لمح الطّرف ، وأخفّ عليك وأهون من جناح بعوضهٍ .
وحاجتي
يا سيدي ومولاي ومُعتمدي ورجائي أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تغفر لي ذنبي ، فقد جئتك ثقيل الظهر بعظيم ما بارزتك به من سيّئاتي ، وركبني من مظالم عبادك ما لا يكفيني ولا يُخلّصني منه غيرك ، ولا يقدر عليه ولا يملكه سواك فامحُ يا سيدي كثرة سيّئاتي بيسير عبراتي ، بل بقساوة قلبي وجمود عيني ، لا بل برحمتك الّتي وسعَت كلَّ شيءِ ، وأنا شيء فلتسعني رحمتك ، يا رحمانُ يا رحيم يا أرحم الراحمين ، لا تمتحنّي في هذه الدُّنيا بشيء من المحن ، ولا تُسلّط عليَّ من لا يرحمني ، ولا تهلكني بذنوبي ، وعجّل خلاصي من كلّ مكروه ، وادفع عنّي كلَّ ظلم ، ولا تَهتك ستري ، ولا تفضحني يوم جمعك الخلائق للحساب ، يا جزيل العطاء والثواب .
أسئلك
أن تُصلّي على محمّدٍ وآل محمّد وأن تُحييني حياة السعداء ، وتُميتني ميتة الشهداء ، وتقبلني قبول الأودّاء ، وتحفظني في هذه الدُّنيا الدَّنيّة من شرِّ
سلاطينها وفجّارها ، وشرارها ، ومُحبّيها ، والعاملين لها فيها ، وقني شرَّ طغاتها
وحسّادها ، وباغي الشّرك فيها حتّى تكفيني مكر المكرة ، وتقفأ عنّي أعين الكفرة وتُفحم عنّي ألسن الفجرة ، وتَقبض لي على أيدي الظلمة وتؤمن لي كيدهم ، وتميتهم بغيظهم ، وتشغلهُم بأسماعهم وأبصارهم وأفئدتهم ، وتجعلني من ذلك كلّه في أمنك وأمانك وحرزك وسلطانك وحجابك ، وكنفك وعياذك وجارك ، إنَّ وليّي اللهُ الّذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين .
اللهمَّ
بك أعوذُ وبكَ ألوذُ ، ولك أعبدُ وإيّاك أرجو وبك أستعين ، وبكَ أستكفي ، وبك أستغيثُ ، وبك أستقدر ، ومنك أسأل أن تصلّي على محمّدٍ وآل محمّد ولا تردَّني إلّا بذنب مغفور وسعي مشكور ، وتجارةٍ لن تبور ، وأن تفعل بي ما أنت أهلهُ ولا تفعل بي ما أنا أهله ، فانّك أهل التقوى وأهل المغفرة ، وأهل الفضل والرَّحمة .
إلهي
وقد أطلتُ دعائي ، وأكثرت خطابي ، وضيق صدري حداني على ذلك كلّه ، وحملني عليه علماً منّي بأنّه يجزيك منهُ قدر الملح في العجين بل يكفيك عزم إرادةٍ ، وأن يقول العبدُ بنيّة صادقةٍ ولسان صادق « يا ربّ » فتكون عند ظنّ عبدك بك ، وقد ناجاك بعزم الإرادة قلبي ، فأسئلك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن
تقرن دعائي بالإجابة منك ، وتبلّغني ما أمّلته فيك منّةً منك وطولاً وقوَّة وحولاً
ولا تقيمني من مقامي هذا إلّا بقضائك جميع ما سألتك ، فانّهُ عليك يسير ، وخطره عندي جليل كثير ، وأنت عليه قدير ، يا سميع يا بصير .
إلهي
وهذا مقام العائذ بك من النّار ، والهارب منك إليك من ذنوب تهجّمته وعيوب فضحتهُ فصلِّ على محمّدٍ وآل محمّد وانظر إليَّ نظرة رحمة أفوز بها إلى جنّتك
واعطف عليّ عطفةً أنجو بها من عقابك ، فانَّ الجنّة والنّار لك وبيَدك ، ومفاتيحهما
ومغاليقهما إليك ، وأنت على ذلك قادرٌ ، وهو عليك هيّن يسير ، وافعل بي ما سألتك يا قدير ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم ، وحسبُنا اللهُ ونعم
الوكيل .
قال
عليُّ بن حمّاد : أخذت هذا الدُّعاء من أبي الحسن بن عليّ العلويّ العريضيّ واشترط عليَّ أن لا أبذله لمخالف ولا اُعطيه إلّا لمن أعلم مذهبه ، وأنّه
من أولياء آل محمّد عليهمالسلام ، وكان عندي أدعو به
وإخواني ثمَّ قدم عليَّ إلى البصرة بعض قضاة الأهواز ، كان مخالفاً وله عليّ أياد ، وكنت أحتاج إليه في بلده ، وأنزل عليه فقبض عليه السلطان فصادر وأخذ حظّه بعشرين ألف درهم ، فرققت له ورحمته ودفعت إليه هذا الدعاء ، فدعا به فما استتمَّ اُسبوعاً حتّى أطلقه السلطان ابتداءً
ولم يلزم شيئاً ممّا أخذ به حظّه ، وردَّه إلى بلده مكرَّماً ، وشيّعتهُ إلى الاُبلّة
______________________
وعدت إلى البصرة .
فلمّا
كان بعد أيّام طلبت الدُّعاء فلم أجده ، وفتّشت كتبي كلّها فلم أر له أثراً فطلبته من أبي المختار الحسينى وكانت عنده نسخة بها ، فلم يجده في كتبه ، فلم نزل نطلبه في كتبنا فلا نجده عشرين سنة فعلمت أنَّ ذلك عقوبة من الله جلَّ وعزَّ لما بذلته لمخالف ، فلما كان بعد العشرين سنة ، وجدناه في كتبنا وقد فتّشناها
مراراً لا تحصى ، فآليت على نفسي ألّا اُعطيه إلّا لمن أثق بدينه ممّن يعتقد ولاية آل الرسول صلّى الله عليه وعليهم ، بعد أن آخذ عليه العهد ألّا يبذله إلّا لمن يستحقّه
وبالله نستعين وعليه نتوكّل .
١٠٨
* باب *
*
« ( أدعية رفع الهموم والاحزان والمخاوف ) » *
*
« ( وكشف الشدائد وما يناسب ذلك وهو ) » *
*
« ( قريب من الباب السابق ) » *
١ ـ دعوات الراوندي : قال النبيُّ صلىاللهعليهوآله : ما أصاب أحداً همٌّ
ولا حزن فقال : « اللّهمَّ إنّي عبدك وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض فيَّ حكمك
عدل فيَّ قضاؤك ، أسئلك بكلِّ اسم سمّيت به نفسك ، وأنزلته في كتابك ، أو علّمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همّي » إلّا أذهب الله همّه ، وأنزل مكانه فرحاً .
وعن
زين العابدين عليهالسلام قال : دخل رسول الله
صلىاللهعليهوآله على نفر من أهله ، فقال
: ألا اُحدِّثكم بما يكون لكم خيراً من الدُّنيا والاٰخرة ؟ وإذا كربتم
واغتممتم دعوتم الله عزَّ وجلَّ ففرَّج عنكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : قولوا « الله
الله الله
______________________
ربّنا ربّنا لا نشرك به شيئاً » ثمَّ ادعوا بما بدا لكم .
وعن
أبي عبد الله عليهالسلام قال : الأحزان أسقام
القلوب ، كما أنَّ الأمراض أسقام الأبدان ، فمن أصابه حزن أو بلاء فليقل « اللّهمَّ إنّي أسئلك يا مفجّر الأنهار
ومطعم الثمار ، يا من تسبّح له ظلمة الليل وضوء النّهار ، وما على الأرض وقعر البحار ، افتح لنا في هذه الساعة ، وسهّل لنا صالح الأسباب ويسر لنا التوبة ، يا
توّاب وصلِّ على محمّد وآله ، يا سميع يا وهّاب » .
وقال
عليهالسلام إذا توالت الهموم
فعليك بلا حول ولا قوَّة إلّا بالله .
٢ ـ الدر المنثور : عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله : من أصابه همٌّ أو حزن فليقل « اللّهمَّ إنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، ناصيتي في يدك ، ماض
فيَّ حكمك ، عدل فيَّ قضاؤك ، أسئلك بكلِّ اسم هو لك ، سمّيت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علّمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وذهاب همّي ، وجلاء حزني » . قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما قالهنَّ مهموم قطُّ إلّا أذهب الله همّه ، وأبدله بهمّه
فرحاً قالوا : يا رسول الله ، أفلا نتعلّم هذه الكلمات ؟ قال : فتعلّموهنَّ ، وعلّموهنَّ
.
٣ ـ مهج : عليُّ بن عبد الصمد قال : أخبرني الإمام
جدِّي والشيخ أبو بكر عثمان بن إسماعيل بن أحمد الحاجي والإمام أحمد بن عليّ بن أبي صالح المقريّ قراءة عليهم ، عن أبي بكر عبد الغفّار بن محمّد ، عن الحسن بن محمّد الدربندي ، عن
عبد الرَّحمان بن عثمان الدمشقي ، عن أبي بكر محمّد بن صالح بن الخلف الحوراني عن أبيه ، عن موسى بن إبراهيم ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدِّه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ : يا عليُّ
إذا هالك أمر أو نزلت بك شدَّة فقل : « اللّهمَّ إنّي أسئلك بحقِّ محمّد وآل محمّد أن تُصَلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تنجيني من
هذا الغمّ » .
______________________
٤ ـ مهج : دعاء النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو دعاء الفرج .
«
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم اللّهمَّ إنّي أسألك يا الله يا الله يا الله ، يا من
علا فقهر ، ويا من بطن فخبر ، ويا من ملك فقدر ، ويا من عُبد فشكر ، ويا من عُصي فغفر ، يا من لا يُحيط به الفكر ، ويا من لا يدركه بصر ، ويا من لا يَخفى عليه أثر
.
يا
عالِيَ المَكان ، يا شديد الأركان ، يا منزل الفرقان ، يا مبدِّل الزَّمان ، يا
قابل القربان ، يا نيّر البرهان ، يا عظيم الشان ، يا ذا المنِّ والإحسان ، ويا ذا العزَّة
والسلطان ، يا رحيم يا رحمن .
يا
ربَّ الأرباب ، يا توَّابُ يا وهّاب ، يا معتق الرّقاب ، يا منشىء السّحاب يا من حيثُ ما دُعِيَ أجاب .
يا
مرخّص الأسعار ، يا منزل الأمطار ، يا منبت الأشجار ، في الأرض القفار ، ومخرج الثّمار .
يا
دائم الثّبات يا مخرج النَّبات ، يا محيي الأموات ، يا مقيل العثرات يا كاشف الكربات ، يا من لا تضجرُهُ الأصوات ، ولا تشتبهُ عليه اللُّغات ، ولا
تغشاه الظُّلمات ، يا معطي السُّؤلات ، يا وليَّ الحسنات ، يا دافع البليّات ، يا قابل الصَّدقات ، يا قابل التَّوبات ، يا عالم الخفيّات ، يا مجيب الدَّعوات ، يا رافع الدَّرجات ، يا قاضي الحاجات ، يا راحم العبرات ، يا منجح الدَّعوات ، يا منزل البركات ، يا جامع الشَّتات ، يا رادَّ ما كان فات ، يا جمال الأرضين والسّموات .
يا
سابغ النّعم ، يا كاشف الألم ، يا شافي السقم ، يا معدن الجود والكرم .
يا
أجود الأجودين ، يا أكرم الأكرمين ، يا أسمع السّامعين ، يا أبصر الناظرين ، يا أرحم الرَّاحمين ، يا أقرب الأقربين ، يا إله العالمين ، يا غياث المستغيثين ، يا جار المستجيرين ، يا متجاوزاً عن المسيئين ، يا من لا يعجل على الخاطئين ، يا فكّاك المأسورين ، يا مفرّج غمّ المغمومين ، يا جامع المتفرّقين يا مدرك الهاربين ، يا غاية الطالبين .
يا
صاحب كلِّ غريب ، يا مونس كلِّ وحيد ، يا راحم الشيخ الكبير ، يا رازق
الطفل الصغير ، يا جابر العظم الكسير ، يا عصمة الخائف
المتسجير ، يا من له التدبير وإليه التقدير ، يا من العسير عليه سهل يسير ، يا من هو بكلِّ شيء خبير ، يا من هو
على كلِّ شيء قدير ، يا خالق الشمس والقمر المنير .
يا
فالق الاصباح ، يا مرسل الرياح ، يا باعث الأرواح ، يا ذا الجود والسّماح يا من بيده كلُّ مفتاح .
يا
عماد من لا عماد له ، يا سند من لا سند له ، يا ذُخر من لا ذُخر له ، يا عزَّ من لا عزَّ له ، يا كنز من لا كنز له ، يا حرز من لا حرز له ، يا عون من لا عون له
يا رُكن من لا ركن له ، يا غياث من لا غياث له .
يا
عظيم المنّ ، يا كريم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها ، يا ذا الحجّة البالغة ، يا ذا
الملك والملكوت ، يا ذا العزَّة والجبروت ، يا من هو حيٌّ لا يموت أسئلك بعلمك الغيوب وبمعرفتك ما في ضمائر القلوب ، وبكلِّ اسم هو لك ، اصطفيته لنفسك ، وأنزلته في كتاب من كتبك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، وبأسمائك الحسنى كلّها حتّى انتهى إلى اسمك العظيم الأعظم الّذي فضّلته على جميع أسمائك .
أسألك
به أن تصلّي على محمّد وآله وأن تيسّر لي من أمري ما أخاف عسره وتفرِّج عنّي الهمَّ والغمّ ، والكرب وما ضاق به صدري ، وعيل به صبري ، فانّه لا يقدر على فرجي سواك ، وافعل بي ما أنت أهله يا أهل التّقوى وأهل المغفرة .
يا
من لا يكشف الكرب غيره ، ولا يجلّى الحزن سواه ، ولا يفرِّج عنّي إلّا هو اكفني شرَّ نفسي خاصَّة ، وشرَّ النّاس عامّة ، وأصلح لي شأني كلّه ، وأصلح اُموري
واقض لي حوائجي ، واجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً فانّك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر ، وأنت على كلِّ شيء قدير ، برحمتك يا أرحم الرَّاحمين
.
٥ ـ ق : دعاء للكرب والسّلطان عن النبيِّ عليهالسلام قال صلىاللهعليهوآله : إذا هاج بكم كرب أو خشية من سلطان ، أو أردتم حاجة تدعو بهذه الدَّعوات ، فو الّذي
______________________
بعثني بالحقِّ نبيّاً ما دعوت بها في وجهة إلّا نصرت ، ولا
على عدوّ إلّا ظفرت ، وأرى .
ما اُحبُّ وتقرُّ به عيني ، وهو هذا الدُّعاء :
«
يا عالم الغيوب والسّرائر ، يا مُطاعُ يا عَزيز يا عليم يا هازم الأحزاب لأحمد يا كائد فرعون لموسى ، يا مُنجِيَ عيسى من أيدي الظلمة ، يا مُخلّص نوح من الغرق ، يا قاصد كلِّ خير ، يا ذا الجلال والاكرام ، يا خالق الخير ، يا أهل الخير
رغبت إليك في كذا وكذا ، فصلِّ اللّهمَّ على محمّد وآله ، وفرّج عنّي ، وأغثني واستجب لي وارحمني ، يا أرحم الرَّاحمين .
٦ ـ مهج : روي أنَّ الحاجَّ أصابهم عطش في بعض السنين
، حتّى كادوا أن يهلكوا ، فجلس واحد منهم ليموت ، فأخذته سنة النوم فرأى مولانا عليَّ بن أبي طالب عليهالسلام يقول له : ما أغفلك
عن كلمة النجاة ؟ فقلت : وما كلمة النجاة ؟ فقال : تقول : « إلهي أدم ملكك على مُلكك بِلُطفك الخفيّ » وأنا عليّ بن أبي طالب . فاستيقظت وقلتها فنشأ غمام وأغاث الناس في الحال حتّى عاشوا والحمد لله وحده
.
٧ ـ مهج : من كتاب تعبير الرؤيا لمحمّد بن يعقوب
الكلينيّ وهذا لفظه :
أحمد
، عن الوشّاء ، عن أبي الحسن الرّضا عليهالسلام
قال : رأيت أبي عليهالسلام في المنام فقال : يا بنيَّ إذا كنت في شدَّة فأكثر من أن تقول : « يا رؤف يا رحيم » والّذي
نراه في النوم كما نراه في اليقظة .
٨ ـ مهج : باسناد إلى محمّد بن الحسن الصفّار في
كتاب فضل الدُّعاء باسناده إلى عثمان بن عيسى عن أبي حمزة الثمالي قال : استأذنت على أبي جعفر عليهالسلام فخرج وشفتاه يتحرَّكان قال : وبُهْتَ لذلك يا ثمالي ؟ قال : قلت : نعم جعلت فداك قال :
إنّي والله تكلّمت بكلام ما تكلّم به أحد قط إلّا كفاه الله ما أهمّه من أمر دنياه
وآخرته قال : فقلت له : جعلني الله فداك فأخبرني به قال : نعم من قال حين يخرج من منزله :
« بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، حسبي الله ، توكّلت على الله ، اللّهمَّ إنّي
أسألك خير اُموري كلّها ، وأعوذ بك من خزي الدُّنيا وعذاب الاٰخرة » ليقضى ما أحبّه
.
______________________
ومن
ذلك دعاء آخر عن مولانا الباقر عليهالسلام ، وجدته في أصل من
كتب أصحابنا عن عبّاس بن عامر ، عن ربيع ، عن عبد الله بن عبد الرَّحمن ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ألا اُعلّمك دعاء ندعو به أهل البيت إذا كربنا أمر أو تخوَّفنا شرَّ السلطان
أو أمراً لا قبل لنا به ؟ قلت : بلى بأبي واُمّي يا ابن رسول الله ، قال : قل : « يا
كائناً قبل كلِّ شيء ، ويا مكوّن كلِّ شيء ، ويا باقي بعد كلِّ شيء ، صلِّ على محمّد وأهل بيته ، وافعل بي كذا وكذا ... » .
٩ ـ دعوات الراوندي : روي عن ابن عبّاس أنّه كان رجل على عهد
عمر وله فلاء بناحية آذربايجان ، قد استصعبت عليه ، فمنعت
جانبها ، فشكا إليه ما قد ناله ، قال : اذهب فاستغث بالله ، وكتب له رقعة فيها الرُّقية ومضى ، واغتممت له غمّاً شديداً فلقيت أمير المؤمنين عليهالسلام فأخبرته به ، فقال :
ليعودنَّ بالخيبة ، فهدأ ما بي ، وطالت عليَّ سنتي ، فاذا أنا بالرجل قد وافى وفي جبهته شجّة تكاد اليد تدخل فيها .
فلمّا
رأيته بادرت ، فقلت : ما وراك ؟ فقال : إنّي صرت إلى الموضع ، ورميت بالرقعة فحمل عداد منها فرمحني أحدها في وجهي ، فسقطت
، وكان معي أخي لي فحملني فلم أزل أتعالج حتّى صلحت . فصار إلى عمر فأخبره بما كان ، فزبره ، وقال له : كذبت لم تذهب بكتابي .
فمضيت
به إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فتبسّم وقال : ألم
أقل لك ؟ ثمَّ أقبل على الرجل فقال له : إذا انصرفت فصر إلى الموضع الّذي فيه وقل : « اللّهمَّ إنّي أتوجّه
إليك بنبيّك نبيِّ الرَّحمة ، وأهل بيته الّذين اخترتهم على علمٍ على العالمين فذلّل
لي صعوبتها وحزونتها ، واكفني شرَّها ، فانّك الكافي المعافي ، والغالب القاهر » فانصرف الرجل راجعاً .
فلمّا
كان من قابل قدم الرجل ومعه جملة من أثمانها ، وكان الرجل يحجُّ
______________________
كلِّ سنة ، وقد أنمى الله ماله ، قال ابن عبّاس : قال
أمير المؤمنين عليهالسلام : كلُّ من استصعب عليه شيء من مال أو أهل أو ولد أو فرعون من الفراعنة فليبتهل بهذا الدُّعاء
فانّه يكفى ما يخاف إنشاء الله .
١٠٩
(
باب )
*
« ( أدعية العافية ورفع المحنة وهو من البابين السابقين ) » *
١ ـ دعوات الراوندي : قال الرضا عليهالسلام : رأى عليّ بن الحسين عليهماالسلام رجلاً يطوف بالكعبة ، وهو يقول : « اللّهمَّ إنّي أسئلك الصبر » قال : فضرب عليُّ بن
الحسين عليهما السَّلام على كتفه ، قال : سألت البلاء قل « اللّهمَّ إنّي أسئلك العافية
والشكر على العافية » .
وروي
أنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله دخل على مريض فقال :
ما شأنك ؟ قال : صلّيت بنا صلاة المغرب فقرأت القارعة ، فقلت : « اللّهمَّ إن كان لي عندك ذنب تريد أن تعذِّبني به
في الاٰخرة فعجّل ذلك في الدُّنيا » فصرت كما ترى ، فقال عليهالسلام : بئسما قلت ، ألّا قلت : « ربّنا آتنا في الدُّنيا حسنة وفي الاٰخرة حسنة وقنا عذاب النّار » فدعا
له حتّى أفاق .
قال
: وكان داود عليهالسلام يقول : « اللّهمَّ
لا مرض يضنيني ، ولا صحّة تنسيني ولكن بين ذلك » .
٢ ـ مهج : ومن ذلك دعاء العافية رويناه باسنادنا
إلى سعد بن عبد الله باسناده إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : كنت جالساً
عند أبي ، وعنده رجل قد سقطت إحدى يديه من فالج به ، وهو يطلب إلى أبي أن يدعو له دعوة ، وذكر أنَّ به حصاة لا يقدر على
______________________
البول إلّا بشدَّة ، فعلّمه أبي هذا الدُّعاء ، فقال له
الرجل : امسح يديك المباركتين على بدني ، ففعل فقال له أبي : قل هذا الدُّعاء حين تصلّي اللّيل وأنت ساجد :
« اللّهمَّ إنّي
أدعوك دعاء العليل الذليل الفقير ، أدعوك دعاء من اشتدَّت فاقته ، وقلّت حيلته ، وضَعُفَ عَمَلُهُ من الخطيئة والبلاء ، دُعاء مَكروب إن لم تداركه هلك ، وإن لم تستنقذه فلا حيلة له ، فلا تحط به يا سيّدي ومولاي وإلهي مكرك ، ولا تُثبت عليَّ غضبك ، ولا تضطرّني إلى اليأس من روحك ، والقُنُوط من رحمتك ، وطول الصّبر على الأذى .
اللّهمَّ
لا طاقة لي على بَلائك ، ولا غنا بي عن رحمتك ، وهذا ابنُ نبيّك وحبيبك صلواتك عليه وآله ، به أتوجّه إليك ، فانّك جعلته مفزعاً للخائف واستودعته علم ما كان وما هو كائن ، فاكشف ضُرِّي وخلّصني من هذه البليّة إلى ما قد عوَّدتني من عافيتك ورحمتك ، انقطع الرَّجاء إلّا منك ، يا الله يا الله يا
الله » فانصرف الرَّجل ثمَّ أتاه بعد أيّام وما به شيء ممّا كان يجده ، قال : وأمرنا أبو عبد الله عليهالسلام أن نكتم ذلك ، وقال
: أخبرت أبي بعافية الرجل ، فقال : يا بنيَّ من كتم بلاء ابتلي به من الناس وشكا إلى الله أن يعافيه [ عافاه ] من ذلك البلاء
عند هذا الدُّعاء .
٣ ـ مهج : ومن ذلك وجدت في مجموع أنَّ عقبة بن
إسماعيل الحضرميّ عمي فرأى في منامه قائلاً يقول : « يا قريب يا مُجيب ، يا سميع الدَّعاء ، يا
لطيفاً لما يشاءُ ، رُدَّ إليَّ بصري » فقال ذلك ، فعاد إليه بصره
.
ورأيت
بخطِّ الرضيِّ الاٰوي قدَّس الله روحه ما هذا لفظه : دعاء علّمه النبيّ صلّى الله عليه وآله أعمى فردَّ الله إليه بصره ، يصلّي ركعتين ثمَّ يقول : « اللّهمَّ
إنّي أسئلك وأدعوك وأرغبُ إليك وأتوجّهُ إليك بنبيّك محمّد نبيِّ الرَّحمة ، يا
محمّد إنّي أتوجّهُ بك إلى الله ربّك وربّي ليردَّ بك عليَّ نور بَصَري » فما قام الأعمى
______________________
حتّى ردَّ الله عليه بصره .
ورأيت
في المجلّد الأوَّل من كتاب التجمّل في ترجمة محمّد بن جعفر بن عبد الله ابن يحيى بن خاقان ما سمعناه أنَّ إنساناً ضعف بصره ، فرأى في منامه من يقول له : قل « اُعيذُ نور بَصَري بنور الله الّذي لا يُطفَاء » وامسح يدك على عينيك ، وتتبعها
بآية الكرسيّ ، فقال : فصحَّ بصره ، وجرّب ذلك فصحَّ [ لي ] بالتجربة
.
٤ ـ ق : روي عن العالم عن جعفر بن محمّد الصّادق عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى آله : علّمني حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله دعاء ولا أحتاج معه إلى دواء الأطبّاء قيل : وما هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : سبع
وثلاثون تهليلة من القرآن من أربع وعشرين سورة من البقرة إلى المزَّمّل ، ما قالها مكروب إلّا فرَّج الله كربه ، ولا مديون إلّا قضى الله دينه ، ولا غائب إلّا ردَّ الله
غربته ، ولا ذو حاجة إلّا قضى الله حاجته ، ولا خائف إلّا أمن الله خوفه ، ومن قرأها في كلِّ
يوم حين يصبح أمن قبله من الشقاق والنفاق ، ودفع عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونها الجذام والجنون والبرص ، وأحياه الله ريّاناً ، وأماته ريّاناً ، وأدخله
الجنّة ريّاناً ، ومن قالها : وهو على سفر لم ير في سفره إلّا خيراً ، ومن قرأها كلَّ
ليلة حين يأوي إلى فراشه ، وكل الله به سبعين ملكاً يحفظونه من إبليس وجنوده حتّى يصبح ، وكان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتّى يمسي ، ومن كتبها وشربها بماء المطر لم يصبه في بدنه سوء ولا خصاصة ، ولا شيء من أعين الجنِّ ، ولا نفثهم ولا سحرهم ، ولا كيدهم ، ولم يزل محفوظاً من كلِّ آفة ، مدفوعاً عنه كلُّ بليّة في الدُّنيا ، مرزوقاً بأوسع ما يكون ، آمنا من كلِّ شيطان مريد ، وجبّار
عنيد ولم يخرج عن دار الدُّنيا حتّى يريه الله عزَّ وجلَّ في منامه مقعده من الجنّة وهذا أوَّله :
من
سورة البقرة اثنتان : وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لَّا
إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ
______________________
اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا
هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ .
ومن
آل عمران خمسة : الم
اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا
إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو
الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ ، إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ
الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ وَإِنَّ اللَّـهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
ومن
النساء واحدة : اللَّـهُ
لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ حَدِيثًا .
ومن
المائدة واحدة : لَّقَدْ
كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ
إِلَـٰهٍ إِلَّا إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ
لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
.
ومن
الأنعام اثنتان : ذَٰلِكُمُ
اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ، اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن
رَّبِّكَ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ
.
ومن
الأعراف واحدة : قُلْ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي
وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ
.
ومن
براءة اثنتان : اتَّخَذُوا
أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـٰهًا وَاحِدًا لَّا
إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، فَإِن
______________________
تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ
لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ
الْعَظِيمِ .
ومن
يونس واحدة : حَتَّىٰ
إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا
الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
.
ومن
هود واحدة : فَإِلَّمْ
يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّـهِ وَأَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ
.
ومن
الرعد واحدة : وَهُمْ
يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـٰنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا
هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ .
ومن
النحل واحدة : يُنَزِّلُ
الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ
.
ومن
طه ثلاثة : يَعْلَمُ
السِّرَّ وَأَخْفَى اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ
الْحُسْنَىٰ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ إِنَّنِي أَنَا اللَّـهُ لَا
إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي إِنَّمَا إِلَـٰهُكُمُ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ
كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا
.
ومن
الأنبياء اثنتان : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي
إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ، وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن
لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ
الظَّالِمِينَ
.
ومن
المؤمنين واحدة : فَتَعَالَى
اللَّـهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ
.
[
ومن
النمل واحدة : وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّـهُ لَا
إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ
______________________
رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ] .
ومن
القصص اثنتان : وَهُوَ
اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ
وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا
آخَرَ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
.
ومن
فاطر واحدة : يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ
غَيْرُ اللَّـهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا
هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ .
ومن
الصّافّات واحدة : إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَـٰهَ
إِلَّا اللَّـهُ يَسْتَكْبِرُونَ .
ومن
ص واحدة : قُلْ
إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ
الْقَهَّارُ
.
ومن
غافر اثنتان : ذَٰلِكُمُ
اللَّـهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ
تُؤْفَكُونَ ، ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ هُوَ الْحَيُّ لَا
إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
ومن
الدّخان واحدة : لَا
إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ
.
ومن
الحشر اثنتان : هُوَ
اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ ، هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ
الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
.
______________________
وفي
التغابن واحدة : اللَّـهُ
لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
.
وفي
المزَّمّل واحدة : رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا
هُوَ فَاتَّخِذْهُ ووَكِيلًا .
٥ ـ كتاب الاستدراك : باسناده إلى الأعمش أنّ المنصور حيث
طلبه فتطهّر وتكفن وتحنّط قال له : حدِّثني بحديث سمعته أنا وأنت من جعفر بن محمّد في بني حمّان ، قالت : قلت له : أيّ الأحاديث ؟ قال : حديث أركان جهنّم ، قال : قلت : أو تعفيني قال : ليس إلى ذلك سبيل ، قال : قلت : حدَّثنا جعفر بن محمّد ، عن آبائه
عليهم السّلام أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : لجهنّم سبعة
أبواب ، وهي الأركان لسبعة فراعنة ، ثمَّ ذكر الأعمش نمرود بن كنعان ، فرعون الخليل ، ومصعب بن الوليد فرعون موسى ، وأبا جهل بن هشام ، والأوَّل والثاني ، والسادس يزيد قاتل ولدي ثمَّ سكت فقال لي : الفرعون السابع ؟ قلت : رجل من ولد العبّاس يلي الخلافة ، يلقّب
بالدّوانيقي اسمه المنصور ، قال : فقال لي : صدقت هكذا حدَّثنا جعفر بن محمّد .
قال
: فرفع رأسه وإذا على رأسه غلام أمرد ما رأيت أحسن وجهاً منه ، فقال : إن كنت أحد أبواب جهنّم فلم أستبق هذا ، وكان الغلام علويّاً حسينيّاً ، فقال له
الغلام : سألتك يا أمير المؤمنين بحقِّ آبائي إلّا عفوت عنّي ، فأبى ذلك وأمر المرزبان به ،
فلمّا مدَّ يده حرَّك شفتيه بكلام لم أعلمه ، فاذا هو كأنّه طير قد طار منه .
قال
الأعمش : فمرَّ عليَّ بعد أيّام فقلت أقسمت عليك بحقِّ أمير المؤمنين لمّا علّمتني الكلام ، فقال : ذاك دعاء المحنة لنا أهل البيت ، وهو الدُّعاء الّذي
دعا به أمير المؤمنين عليهالسلام لمّا نام على فراش
رسول الله صلىاللهعليهوآله .
وهو : « يا من ليس معه ربٌّ يدعى ، يا من ليس فوقه خالق يخشى ، يا
من ليس دونه إله يتّقى ، يا من ليس له وزير يرشى ، يا من ليس له نديم يغشى ، يا من ليس له حاجب ينادى ، يا من لا يزداد على كثرة السؤال إلّا كرماً وجوداً ، يا من لا يزداد على عظم الذُّنوب إلّا رحمةً وعفواً » واسأله ما أحببت فانّه قريب مجيب .
______________________
قال
الأعمش : وأمر المنصور في رجل بأمر غليظ ، فحبس في بيت لينفذ فيه أمره ، ثمَّ فتح عنه فلم يوجد فقال المنصور : أسمعتموه يقول شيئاً ؟ فقال الموكّل سمعته يقول : « يا من لا إله غيره فأدعوه ، ولا ربّ سواه فأرجوه ، نجّني الساعة » فقال : والله لقد استغاث بكريم فنجّاه .
٦ ـ مشكوة الانوار : من كتاب المحاسن عن الرِّضا عليهالسلام قال : مرَّ عليُّ ابن الحسين عليهماالسلام برجل وهو يدعو الله
أن يرزقه الصبر فقال : ألا لا تقل هذا ، ولكن سل الله العافية ، والشكر على العافية فانَّ الشكر على العافية خير من الصبر على
البلاء .
كان
من دعاء النبيِّ صلىاللهعليهوآله « اللّهمَّ إنّي
أسئلك العافية ، والشكر على العافية وتمام العافية في الدُّنيا والاٰخرة .
ومنه : قال كان النبيُّ صلىاللهعليهوآله يقول : « اللّهمَّ إنّي أعوذ بك من الدُّنيا فانَّ الدُّنيا تمنع الاٰخرة » .
عن
أبي عبد الله عليهالسلام أنّه كان يقول في
دعائه : « اللّهمَّ مُنَّ عليَّ بالتوكّل عليك ، والتفويض إليك ، والرِّضا بقدرك ، والتسليم لأمرك ، حتّى لا اُحبَّ تعجيل ما أخّرت ، ولا تأخير ما قدَّمت ، يا ربَّ العالمين »
.
______________________
١١٠
*
باب *
«
( ادعية الرزق ) »
الايات : نوح : فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل
لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا
.
١ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة : عن الصّادق ، عن أبيه عليهماالسلام قال : إذا غدوت في حاجتك بعد أن تصلّي الغداة بعد التشهّد فقل : « اللّهمَّ إنّي غدوت ألتمس من فضلك كما أمرتني ، فارزقني من فضلك رزقاً حلالاً طيّباً ، وأعطني فيما ترزقني العافية » تقول ذلك ثلاث مرَّات .
قال
: وسمعت جعفراً يملي على بعض التجّار من أهل الكوفة في طلب الرزق فقال له : صلِّ ركعتين متى شئت فاذا فرغت من التشهّد قلت « توجّهت بحول الله وقوَّته بلا حول منّي ولا قوَّة ، ولكن بحولك يا ربِّ وقوَّتك أبرءُ إليك من الحول والقوَّة إلّا ما قوَّيتني . اللّهمَّ إنّي أسئلك بركة هذا اليوم ، وأسئلك
بركة أهله ، وأسئلك أن ترزقني من فضلك رزقاً واسعاً حلالاً طيّباً مباركاً ، تسوقه
إليَّ في عافية بحولك وقوَّتك ، وأنا خافض في عافية » ، تقول ذلك ثلاث مرَّات
.
أقول : قد مضى ما يوجب مزيد الرزق في كتاب السنن ، في باب مفرد
وقد أوردنا في باب الاستغفار أخباراً في أنّه يوجب مزيد الرزق
.
٢ ـ : ما : الفحّام ، عن عمّه ، عن عبد الله بن
أحمد ، عن أبيه أحمد بن عامر
______________________
عن الرِّضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : من قال في كلِّ يوم مائة مرَّة « لا إله إلّا الله الملك الحقُّ المبين » استجلب به الغنا ، واستدفع به الفقر ، وسدَّ
عنه باب النّار ، واستفتح له باب الجنّة .
٣ ـ ع : السنانيّ ، عن العلويّ ، عن الفزاريّ ، عن جعفر بن سليمان ، عن
سليمان بن مقبل قال : قلت لأبي الحسن موسى عليهالسلام
: لأيّ علّة يستحبّ للانسان إذا سمع الأذان أن يقول كما يقول المؤذِّن ، وإن كان على البول والغائط ؟ قال : إنَّ ذلك يزيد في الرزق .
٤ ـ ثو : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الأشعريّ ، عن عمرو بن عليّ ، عن
عمّه محمّد بن عمر رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام
قال : من كتب على خاتمه « ما شاء الله لا قوَّة إلّا بالله أستغفر الله » أمن من الفقر المدقع
.
٥ ـ سن : النوفلي ، عن السكوني ، عن الصّادق ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من ألحَّ عليه
الفقر فليكثر من قول : « لا حول ولا قوَّة إلّا بالله » ينفي الله عنه الفقر .
أقول : قد أوردنا بعض الأدعية في باب أدعية الصّباح والمساء .
٦ ـ شى : عن النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهماالسلام قال : قال النبيُّ صلىاللهعليهوآله وقد فقد رجلا فقال :
ما بطّأ بك عنّا ؟ فقال : السقم والعيال فقال : ألا اُعلّمك بكلمات تدعو بهنَّ يذهب الله عنك السقم ، وينفي عنك الفقر ؟ « لا حول ولا قوَّة إلَّا بالله العليِّ العظيم توكّلت على الحيِّ الّذي لا يموت ،
الحمد لله الّذي لم يتّخد ولداً ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له وليٌّ من الذّلِّ
وكبّره تكبيراً » .
______________________
أقول : أوردناه في باب الدعاء للأَسقام بسند آخر ، وليس فيه العليُّ العظيم .
٧ ـ مكا : في طلب الرزق عن الرِّضا عليهالسلام قال : شكا رجل إلى أبي عبد الله عليهالسلام الفقر قال : أذِّن كلّما سمعت الأذان كما يؤذِّن المؤذِّن .
عن
الصادق عليهالسلام : اللّهمَّ إن كان
رزقي في السّماء فأنزله ، وإن كان في الأرض فأظهره ، وإن كان بعيداً فقرِّبه ، وإن كان قريباً فأعطنيه ، وإن كان قد أعطيتنيه
فبارك لي فيه ، وجنّبني عليه المعاصي والرَّدى .
٨ ـ كا : العدّة ، عن سهل ، عن يحيى بن المبارك ، عن إبراهيم بن صالح عن رجل من الجعفريين قال : كان بالمدينة عندنا رجل يكنّى أبا القمقام ، وكان محارفاً فأتى أبا الحسن عليهالسلام فشكى إليه حرفته ، وأخبره
أنّه لا يتوجّه في حاجة له فتقضى له ، فقال له أبو الحسن عليهالسلام : قل في آخر دعائك
من صلاة الفجر : « سبحان الله العظيم وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه ، وأسأله من فضله » عشر مرّات قال أبو القمقام : فلزمت فو الله ما لبثت إلّا قليلاً حتّى ورد عليَّ قوم من
البادية فأخبروني أنَّ رجلاً من قومي مات ، ولم يعرف له وارث غيري ، فانطلقت فقبضت ميراثه ، وأنا مستغن .
٩ ـ كا : العدَّة ، عن سهل ، عن عليّ بن سليمان ، عن أحمد بن الفضل ، عن
أبي عمرو الحذّاء قال : ساءت حالي فكتبت إلى أبي جعفر عليهالسلام فكتب إليَّ : أدم قراءة « إِنَّا
أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ » قال : فقرأتها حولاً فلم أر شيئاً
فكتبت إليه اُخبره بسوء حالي وأنّي قد قرأت « إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ » حولاً كما أمرتني
ولم أر شيئاً ، قال : فكتب إليَّ قد وفي لك الحول ، فانتقل منها إلى قراءة « إِنَّا
أَنزَلْنَاهُ
» قال : ففعلت فما كان إلّا يسيراً حتّى بعث إليَّ ابن أبي داود
فقضى عنّي
______________________
ديني ، وأجرى عليَّ وعلى عيالي ووجّهني إلى البصرة في
وكالته بباب كلتا وأجرى عليَّ خمسمائة درهم .
وكتبت
من البصرة على يدي عليِّ بن مهزيار إلى أبي الحسن صلوات الله عليه : أنّي كنت سألت أباك عن كذا وكذا ، وشكوت كذا وكذا وإنّي قد قلت الّذي أحببت فأحببت أن تخبرني يا مولاي كيف أصنع في قراءة إنّا أنزلناه أقتصر عليها وحدها في فرائضي وغيرها ؟ أم أقرأ معها غيرها أم لها حدٌّ أعمل به ؟ فوقّع عليهالسلام وقرأت التوقيع « لا تدع من القرآن قصيرة ولا طويلة ، ويجزيك من قراءة إنّا أنزلناه يومك وليلتك مائة مرَّة » .
١٠ ـ كا : عليٌّ ، عن أبيه ، عن النوفليّ ، عن
السكونيّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من ظهرت عليه
النعمة فليكثر ذكر الحمد لله ، ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار ، ومن ألحَّ عليه الفقر فليكثر من قول لا حول ولا قوَّة إلّا
بالله العليّ العظيم ، ينفى عنه الفقر .
وقال
: فقد النبيُّ صلىاللهعليهوآله رجلاً من الأنصار ، فقال
: ما غيّبك عنّا ؟ فقال : الفقر يا رسول الله ، وطول السقم ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ألا اُعلّمك كلاماً
إذا قلته ذهب عنك الفقر والسقم ؟ فقال : بلى يا رسول الله ، فقال : إذا أصبحت وأمسيت فقل « لا حول ولا قوَّة إلّا بالله توكّلت على الحيِّ الّذي لا يموت ، والحمد
لله الّذي لم يتّخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذّل وكبّره تكبيراً » فقال الرَّجل : فو الله ما قلته إلّا ثلاثة أيّام حتّى ذهب
عنّي الفقر والسقم .
١١ ـ دعوات الراوندي : عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام قال : من لم يسأل الله من فضله افتقر .
______________________
ومن
دعائهم عليهم السّلام : « اللّهمَّ إنّي أسئلك من فضلك الواسع الفاضل المفضل رزقاً واسعاً حلالاً طيّباً بلاغاً للاٰخرة والدُّنيا ، هنيئاً ، مريئاً
صبّاً صبّاً من غير منّ من أحد إلّا سعة من فضلك ، وطيّباً من رزقك ، وحلالاً من واسعك ، تغنيني به عن فضلك أسأل ، ومن يدك الملاٰى أسأل ، ومن خيرتك أسأل ، يا من بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير » .
ومن
دعاء أمير المؤمنين عليهالسلام : اللّهمَّ صن وجهي
باليسار ، ولا تبتذل جاهي بالاقتار ، فأسترزق طالبي رزقك ، وأستعطف شرار خلقك ، واُبتلى بحمد من أعطاني واُفتتن بذمِّ من منعني ، وأنت من وراء ذلك وليُّ الاعطاء والمنع ، إنّك على كلِّ شيء قدير اللّهمَّ اجعل نفسي أوَّل كريمة
تنتزعها من كرائمي ، وأوَّل وديعة ترتجعها من ودائع نعمك عندي .
١٢ ـ عدة الداعي : عن الصادق عليه السلام لطلب الرزق : «
يا الله يا الله يا الله أسألك بحقِّ من حقّه عليك عظيم ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن ترزقني العمل
بما علّمتني من معرفة حقّك ، وأن تبسط عليَّ ما حظرت من رزقك .
١٣ ـ مصباح الانوار : عن أبي جعفر عليهالسلام قال : زارت فاطمة رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم فقال : يا بنيّة ألا اُزوِّدك ؟ قالت : بلى يا رسول الله فقال : قولي « الله
ربّنا وربُّ كلِّ شيء ، منزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان ، فالق الحبّ والنوى ، أعوذ بك من شرِّ كلِّ دابّة أنت آخذ بناصيتها ، أنت الأوَّل فليس قبلك أحد ، وأنت الاٰخر فليس بعدك أحد ، وأنت الظاهر فليس فوقك أحد ، وأنت الباطن فليس دونك ، أحد ، اقض عنّي الدِّين وأغنني من الفقر .
١٤ ـ ق : دعاء « اللّهمَّ كما صُنت وجهي عن السجود إلّا لك ، فصُنه عن
طلب الرزق إلّا منك ، اللّهمَّ قوِّني على ما خلقتني له ، ولا تشغلني بما تكفّلت لي به ، واعصمني
ممّا تعاقبني عليه .
١٥ ـ ق : دعاء في سجدة الشكر لطلب الرزق « يا من لا يزيدُ ملكهُ حسناتي
______________________
ولا تشينهُ سيّئآتي ، ولا ينقصُ خزائنهُ غناي ، ولا يزيدُ
فيها فقري ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وأثبت رجاءك في قلبي ، واقطع رجائي عمّن سواك ، حتّى لا أرجو إلّا إيّاك ، ولا أخافُ إلّا منك ، ولا أثق إلّا بك ، ولا أتّكل إلّا عليك ، وأجرني من تحويل ما أنعمت به عليَّ في الدِّين والدُّنيا والاٰخرة أيّام الدُّنيا ،
برحمتك يا أرحم الراحمين .
١٦ ـ ختص : عن القاسم بن بريد ، عن أبيه ، قال :
دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقلت : جعلت فداك قد كان الحال حسناً وإنَّ الأشياء اليوم متغيّرة ، فقال : إذا قدمت الكوفة فاطلب عشرة دراهم ، فان لم تصبها فبع وسادة من وسائدك بعشرة دراهم ، ثمَّ ادع عشرة من أصحابك واصنع لهم طعاماً ، فاذا أكلوا فاسألهم فيدعوا الله لك ، قال : فقدمت الكوفة ، فطلبت عشرة دراهم فلم أقدر عليها حتّى بعت وسادة لي بعشرة دراهم كما قال ، وجعلت لهم طعاماً ودعوت أصحابي عشرة ، فلمّا أكلوا سألتهم أن يدعوا الله لي ، فما مكثت حتّى مالت عليَّ الدُّنيا
.
١٧ ـ ق : دعاء الرزق مرويٌّ عن عليِّ بن الحسين صلوات الله عليهما «
اللّهمَّ سألت عبادك قرضاً مما تفضّلت به عليهم ، وضمنت لهم منهُ خلفاً ، ووعدتهم عليه وعداً
حسناً فبخلوا عنك فكيف بمن هو دونك إذا سألهم ، فالويل لمن كانت حاجته إليهم فأعوذ بك يا سيّدي أن تكلني إلى أحد منهم ، فانّهم لو يملكون خزائن رحمتك لأمسكوا خشية الانفاق بما وصفتهم ، وكان الانسان قتوراً .
اللّهمَّ
اقذف في قلوب عبادك محبّتي ، وضمّن السموات والأرض رزقي ، وألق الرُّعب في قلوب أعدائك منّي ، وآنسني برحمتك ، وأتمم عليّ نعمتك ، واجعلها موصولةً بكرامتك إيّاي ، وأوزعني شُكرك ، وأوجب لي المزيد من لدُنك ، ولا تُنسني ، ولا تجعلني من الغافلين ، أحبّني وحبّبني وحبّب إليَّ ما تحبُّ من القول والعمل حتّى أدخل فيه بلذّةً ، وأخرج منه بنشاط ، وأدعوك فيه بنظرك منّي إليه لاُدرك به ما عندك من فضلك الّذي مننت به على أوليائك وأنال به طاعتك إنّك
______________________
قريبٌ مجيبٌ .
ربّ
إنّك عوَّدتني عافيتك ، وغذوتني بنعمتك ، وتغمّدتني برحمتك ، تغدو وتروح بفضل ابتدائك ، لا أعرفُ غيرها ، ورضيت منّي بما أسديت إليَّ أن أحمدك بها شكراً منّي عليها ، فضعُف شكري لقلّة جهدي ، فامنن عليَّ بحمدك كما ابتدأتني بنعمتك ، فبها تنمّ الصالحات ، فلا تنزع منّي ما عوَّدتني من رحمتك ، فأكون من القانطين ، فانّه لا يقنط من رحمتك إلّا الضّالّون .
ربِّ
إنّك قلت « وَفِي
السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ » وقولك الحقُّ ، وأتبعت ذلك منك باليمين لأكون من الموقنين ، فقلت : « فَوَرَبِّ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ » فعلمت ذلك علم من لم ينتفع بعلمه حين
أصبحت وأمسيت وأنا مهتمّ بعد ضمانك لي وحلفك لي عليه همّاً أنساني ذكرك في نهاري ونفا عنّي النوم في ليلي ، فصار الفقر ممثّلاً بين عينيَّ وملاء قلبي أقول : من
أين ؟ وإلى أين ؟ وكيف أحتال ؟ ومن لي ؟ وما أصنع ؟ ومن أين أطلب ؟ وأين أذهب ومن يعود على ؟ أخاف شماتة الأعداء ، وأكره حزن الأصدقاء ، فقد استحوذ الشيطان عليَّ إن لم تداركني منك برحمة تلقي بها في نفسي الغنى ، وأقوى بها على أمر الاٰخرة والدُّنيا .
فارضني
يا مولاي بوعدك كي اُوفي بعهدك ، وأوسع عليَّ من رزقك ، واجعلني من العاملين بطاعتك حتّى ألقاك سيّدي وأنا من المتّقين .
اللّهمَّ
اغفر لي وأنت خير الغافرين ، وارحمني وأنت خير الراحمين ، واعف عنّي وأنت خير العافين ، وارزقني وأنت خير الرازقين ، وأفضل عليَّ وأنت خير
المفضلين وتوفّني مسلماً وألحقني بالصالحين ، ولا تخزني يوم القيامة يوم يبعثون ، يوم لا
ينفع مال ولا بنون ، يا وليّ المؤمنين .
اللّهمَّ
إنّه لا علم لي بموضع رزقي وإنّما أطلبه بخطرات تخطر على قلبي فأجول في طلبه في البلدان ، وأنا ممّا اُحاول طالب كالحيران ، لا أدري في سهل أو في جبل أو في أرض أو في سماء أو في بحر أو في برّ وعلى يدي من هو ؟ ومن
قبل من ؟ وقد علمت أنَّ علم ذلك كلّه عندك ، وأنَّ
أسبابه بيدك ، وأنت الّذي تقسمه بلطفك وتسبّبه برحمتك فاجعل رزقك لي واسعاً ، ومطلبه سهلاً ، ومأخذه قريباً ولا تعنّني بطلب ما لم تقدّر لي فيه رزقاً ، فانّك غنيٌّ عن عذابي ، وأنا إلى
رحمتك فقير فجد عليَّ بفضلك يا مولاى إنّك ذو فضل عظيم .
١٨ ـ مهج : دعاء لمولانا ومقتدانا أمير المؤمنين عليهالسلام يعلّق على الانسان عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله أنّه قال : من تعذَّر عليه رزقه ، وتغلّقت
عليه مذاهب المطالب في معاشه ، ثمَّ كتب له هذا الكلام في رقّ ظبي أو قطعة من أدم وعلّقه عليه ، أو جعله في بعض ثيابه الّتي يلبسها فلم يفارقه ، وسّع الله رزقه
وفتح عليه أبواب المطالب في معاشه من حيث لا يحتسب .
«
اللّهمَّ لا طاقة لفلان بن فلان بالجهد ، ولا صبر له على البلاء ، ولا قوَّة له على الفقر والفاقة ، اللّهمَّ فصلّ على محمّد وآل محمّد ، ولا تحظر على فلان بن
فلان رزقك ، ولا تقتر عليه سعة ما عندك ، ولا تحرّمه فضلك ، ولا تحسمه من جزيل قَسمك ولا تكله إلى خلقك ولا إلى نفسه ، فيعجز عنها ويضعف عن القيام فيما يصلحه ويصلح ما قبله ، بل تنفرد بلمِّ شعثه ، وتولّى كفايته ، وانظر إليه في جميع اُموره إنك إن وكلته إلى خلقك لم ينفعوه وإن ألجأته إلى أقربائه حرموه ، وإن أعطوه أعطوه قليلاً نكداً وإن منعوه منعوه كثيراً ، وإن بخلوا بخلوا وهم للبخل أهلٌ .
اللّهمَّ
أغن فلان بن فلان من فضلك ، ولا تخله منه ، فانّه مضطرّ إليك ، فقير إلى ما في يدك ، وأنت غنيٌّ وأنت به خبير عليم ، ومن يتوكّل على الله فهو حسبه إنَّ
الله بالغ أمره قد جعل الله لكلّ شيء قدراً ، إنَّ مع العسر يسراً ، إنَّ مع العسر يسراً
ومن يتّق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب
.
______________________
١١١
(
باب )
*
« الادعية للدين » *
١ ـ لي : النّقاش ، عن أحمد الهمداني ، عن عبيد بن حمدون ، عن حسين بن نصر ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه عن عليّ عليهمالسلام قال : شكوت إلى رسول
الله صلىاللهعليهوآله ديناً كان عليَّ ، فقال
: يا عليُّ قل : « اللّهمَّ أغنني بحلالك عن حرامك ، وبفضلك عمّن سواك » ، فلو كان عليك مثل صبير ديناً قضاه الله عنك ، وصبير جبل باليمن
ليس باليمن جبل أجلُّ ولا أعظم منه .
ما : الغضائريّ عن الصدوق مثله .
٢ ـ مع : القطّان ، عن ابن زكريّا ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن
أبيه ، عن عبد الله بن الفضل الهاشميّ ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنَّ عليَّ دينا كثيراً ولي عيال ، ولا أقدر على الحجّ فعلّمني دعاء أدعو به ، فقال : قل في دبر كلِّ صلاة
مكتوبة « اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد ، واقض عنّي دين الدُّنيا ودين الاٰخرة
» فقلت له : أمّا دين الدُّنيا فقد عرفته ، فما دين الاٰخرة ؟ فقال : دين الاٰخرة
الحجّ .
٣ ـ ضا : روي أنّه شكا رجل إلى العالم عليهالسلام
ديناً عليه ، فقال له العالم عليه السلام : أكثر من الصلاة .
وإذا
كان لك دين على قوم ، وقد تعسّر عليك أخذه فقل « اللّهمَّ لحظة من
______________________
لحظاتك تيسّر على غرمائي بها القضاء ، وتيسّر لي بها
منهم الاقتضاء إنّك على كلِّ شيء قدير » .
وإذا
وقع عليك دين فقل « اللّهمَّ أغنني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عن فضل من سواك » فانّه نروي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله لو كان عليك مثل صبير ديناً قضاه عنك ، والصبير
جبل باليمن يقال : لا يرى جبل أعظم منه .
وروي
: أكثر من الاستغفار ، وارطب لسانك بقراءة إنّا أنزلناه في ليلة القدر
.
٤ ـ شى : عن عبد الله بن سنان قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام فقال : ألا اُعلّمك شيئاً إذا قلته قضى الله دينك ، وأنعشك وأنعش حالك ؟ فقلت : ما أحوجني إلى ذلك ، فعلّمه هذا الدُّعاء ، قل في دبر صلاة الفجر « توكّلت على الحيِّ الّذي لا يموت والحمد لله الّذي لم يتّخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له وليٌّ من الذّلِّ وكبّره تكبيراً اللّهمَّ إنّي أعوذ بك من البؤس والفقر ، ومن
غلبة الدين والسقم ، وأسألك أن تعينني على أداء حقّك إليك وإلى الناس
.
٥ ـ مكا : عن الحسين بن خالد قال : لزمني ببغداد
ثلاث مائة ألف ، وكان لي دين أربعمائة ألف فلم يدعني غرمائي أن أقتضى ديني واُعطيهم ، قال : وحضر الموسم ، فخرجت مستتراً وأردت الوصول إلى أبي الحسن عليهالسلام
فلم أقدر ، فكتبت إليه أصف له حالي ، وما عليَّ وما لي ، فكتب إليَّ في عرض كتابي ، قل في دبر كلِّ صلاة :
«
اللّهمَّ إنّي أسألك يا لا إله إلّا أنت بحقّ لا إله إلّا أنت أن ترحمني بلا إله
______________________
إلّا أنت اللّهمَّ إنّي أسئلك يا لا إله إلّا أنت ، بحقِّ
لا إله إلّا أنت ، أن ترضي عنّي بلا إله إلّا أنت ، اللّهمَّ إنّي أسئلك يا لا إله إلّا أنت بحقّ لا إله إلّا
أنت أن تغفر لي بلا إله إلّا أنت » .
أعد
ذلك ثلاث مرّات في دبر كلِّ صلاة فريضة ، فانَّ حاجتك تقضى إنشاء الله تعالى ، قال الحسين : فأدمتها ، فوالله ما مضت بي إلّا أربعة أشهر حتّى اقتضيت
ديني وقضيت ما عليَّ ، وافتضلت مائة ألف درهم .
٦ ـ كا : العدَّة ، عن سهل ، عن منصور بن العباس ، عن إسماعيل بن سهل
قال : كتبت إلى جعفر عليهالسلام أنّي قد لزمني دين
فادح ، فكتب : أكثر من الاستغفار ، ورطِّب لسانك بقراءة إنّا أنزلناه .
١١٢
(
*
باب * )
*
« ( أدعية السفر ) » *
أقول : قد أوردنا عمدة الاٰداب والأعمال والأدعية للسفر في عدَّة
أبواب من كتاب الحجّ وفي كتاب العشرة ، وكتاب الاٰداب والسنن ، ولنذكر هنا أيضاً
نبذاً منها تيمّناً وتبرُّكاً بذلك إنشاء الله تعالى .
١ ـ مهج : دعاء علّمه النبيُّ صلىاللهعليهوآله عليّاً عليهالسلام حين وجّهه إلى اليمن :
«
اللّهمَّ إنّي أتوجّه إليك بلا ثقة منّي بغيرك ، ولا رجاء يأوي بي إلّا إليك ولا قوَّة أتّكل عليها ، ولا حيلة ألجاُ إليها إلّا طلب فضلك ، والتعرُّض لرحمتك ، والسكون
إلى أحسن عادتك وأنت أعلم بما سبق
لي في وجهي هذا ممّا اُحبُّ وأكره فانّما أوقعت عليَّ فيه قدرتك فمحمود فيه بلاؤك ، مُتّضح فيه قضاؤك وأنت تمحو ما تشاء وتُثبت وعندك اُمُّ الكتاب .
______________________
اللّهمَّ
فاصرف عنّى مقادير كلِّ بلاء ، ومقاصر كلِّ لأواء ، وابسط عليَّ كنفاً من رحمتك ، وسعةً من فضلك ، ولطفاً من عفوك ، حتّى لا اُحبّ تعجيل ما أخَّرت ولا تأخير ما عجّلت وذلك معما أسألك أن تخلفني في أهلي وولدي وصروف حزانتي بأحسن ما خلفت به غائباً من المؤمنين في تحصين كلِّ عورة ، وستر كلِّ سيّئة ، وحطِّ
كلِّ معصية ، وكفاية كلِّ مكروه وارزقني على ذلك شكرك وذكرك وحسن عبادتك ، والرضا بقضائك ، يا وليّ المؤمنين .
واجعلني
وولدي وما خوَّلتني ورزقتني من المؤمنين والمؤمنات في حِماك الّذي لا يستباحُ ، وذمّتك الّتي لا تخفر ، وجوارك الّذي لا يُرام ، وأمانك الّذي لا يُنقض ، وسترك الّذي لا يُهتك ، فانّه من كان في حماك وذمّتك وجوارك وأمانك و سترك كان آمناً محفوظاً ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم .
أقول
: قال محمّد بن المشهدي في مزاره : روي عن مولانا أبي عبد الله عليه السلام قال : لمّا أراد أمير المؤمنين عليهالسلام الخروج إلى اليمن
قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليُّ صلِّ ركعتين وأقبل إليّ حتّى اُعلّمك دعاء يجمع الله به لك خير الدُّنيا والاٰخرة
قال مولاي صلوات الله عليه : فصلّيت وأقبلت إليه ، فقال لي عليه السلام : قل : « اللّهمَّ إنّى أتوجّه إليك » وساق الدُّعاء كما مرّ وزاد في آخره وصلّى الله على
سيّدنا محمّد وآله .
١١٣
* ( باب ) *
*
« ( أدعية الخروج من الدار ) » *
أقول : وقد أوردت أكثر تلك الأدعية والاٰداب في كتاب الاٰداب
والسنن وكتاب العشرة وغيرهما ، ولنذكر هنا أيضاً نبذاً يسيراً منها .
١ ـ كتاب زيد الزراد : قال : رأيت أبا عبد الله عليهالسلام قد خرج من منزله فوقف على عتبة باب داره ، فلمّا نظر إلى السّماء رفع رأسه وحرَّك أصبعه السبّابة
يديرها ويتكلم بكلام خفيّ لم أسمعه ، فسألته ، فقال :
نعم يا زيد ، إذا أنت نظرت إلى السماء فقل :
«
يا من جعل السماء سقفاً مرفوعاً ، يا من رفع السماء بغير عمد ، يا من سدَّ الهواء بالسماء ، يا منزل البركات من السّماء إلى الأرض ، يا من في السماء ملكه وعرشه ، وفي الأرض سلطانه ، يا من هو بالمنظر الأعلى ، يا من هو بالاُفق المبين ، يا من زيّن السماء بالمصابيح وجعلها رجوماً للشياطين ، صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد
واجعل فكري في خلق السموات والأرض ، واختلاف الليل والنهار ، ولا تجعلني من الغافلين ، وأنزل عليَّ بركات من السماء ، وافتح لي الباب الّذي إليك يصعد منه صالح عملي حتّى يكون ذلك إليك واصلاً ، وقبيح عملي فاغفره ، واجعله هبآء منثوراً متلاشياً ، وافتح لي باب الروح والفرج والرحمة ، وانشر عليَّ بركاتك وكفلين من رحمتك فآتني ، وأغلق عنّي الباب الّذي تنزل منه نقمتك وسخطك وعذابك الأدنى وعذابك الأكبر ، إنَّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار .... » إلى آخر الاٰية .
ثمَّ
تقول : اللّهمَّ عافني من شرِّ ما ينزل من السماء إلى الأرض ، ومن شرِّ ما يعرج فيها ، ومن شرِّ ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ، ومن شرِّ طوارق اللّيل والنهار ، إلّا طارقاً يطرقني بخير ، اُطرقني برحمة منك تعمّني وتعمُّ داري و أهلي وولدي وأهل حزانتي [ ولا تطرقنى ] ببلاء يغصّني
بريقي ويشغلني عن رقادي فانَّ رحمتك سبقت غضبك ، وعافيتك سبقت بلاءك » .
وتقرأ
حول نفسك وولدك آية الكرسي ، وأنا ضامن لك أن تعافى من كلِّ طارق سوء ، ومن كلِّ أنواع البلاء .
٢ ـ كتاب زيد الزراد : قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إذا خرج أحدكم من منزله فليتصدَّق بصدقة ، وليقل « اللّهمَّ أظلّني من تحت كنفك وهب لي السلامة في وجهي هذا ابتغاء السلامة ، والعافية والمغفرة وصرف أنواع البلاء ، اللّهمَّ
فاجعله لي أماناً في وجهي هذا ، وحجاباً وستراً ومانعاً وحاجزاً من كلِّ مكروه ومحذور
وجميع أنواع البلاء ، إنّك وهّاب جواد ماجد كريم » .
فانّك
إذا فعلت ذلك وقلته ، لم تزل في ظلِّ صدقتك ، ما نزل بلاء من السماء إلّا ودفعه عنك ، ولا استقبلك بلاء في وجهك إلّا وصدمه عنك ، ولا أرادك من هوامّ الأرض شيء من تحتك ولا عن يمينك ولا عن يسارك إلّا وقمعته الصدقة .
١١٤
* ( باب ) *
* ( في أدعية السر المروية عن النبى صلى الله عليه وآله ) *
* ( عن الله تعالى ، وهي من جملة الاحاديث القدسية ) *
* ( وفيها أدعية لكثير من المطالب أيضاً ) *
١ ـ لد : أدعية السرّ ، روايةً عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله سرٌّ لا يعلمه إلّا
قليل ، قلّما عثر عليه ، وكان يقول وأنا أقول لعنة الله وملائكته وأنبيائه ورسله ، وصالح خلقه على مُفشي سرِّ رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى غير ثقة ، فاكتموا
سرَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله فانّي سمعت رسول
الله صلّى الله عليه وآله يقول : يا عليُّ إنّي والله ما اُحدِّثك إلّا ما سمعته اُذناي
ووعاه قلبي ، ونظره بصري ، إن لم يكن من الله فمن رسوله ، يعني جبرئيل عليهالسلام فايّاك يا عليُّ أن تضيّع سرِّي هذا فانّي قد دعوت الله تعالى أن يذيق من أضاع سرِّي هذا جراثيم جهنّم .
اعلم
أنَّ كثيراً من الناس وإن قلَّ تعبّدهم إذا علموا ما أقول لك ، كانوا في أشدِّ العبادة ، وأفضل الاجتهاد ، ولو لا طغاة هذه الاُمّة ، لبثثت هذا السرَّ
، ولكن قد علمت أنَّ الدّين إذاً يضيع ، وأحببت أن لا ينتهي ذلك إلّا إلى ثقة .
إنّي
لمّا اُسري بي إلى السماء ، فانتهيت إلى السماء السابعة ، فتح لي بصري إلى فرجة في العرش تفور كفور القدور .
______________________
فلمّا
أردت الانصراف اُقعدت عند تلك الفرجة ، ثمَّ نوديت يا محمّد إنَّ ربّك يقرأ عليك السلام ، ويقول : أنت أكرم خلقه عليه ، وعنده علم قد زواه عن جميع الأنبياء ، وجميع اُممهم غيرك وغير اُمّتك ، لمن ارتضيت لله منهم أن ينشروه لمن بعدهم ، لمن ارتضوه الله منهم أنّه لا يضرّهم بعد ما أقول لك ذنب كان قبله ، ولا
مخافة ما يأتي من بعده ، ولذلك اُمرت بكتمانه ، لئلّا يقول العالمون : حسبنا هذا من الطاعة .
يا
محمّد قل لمن عمل كبيرة من اُمّتك فأراد محوها ، والطهارة منها ، فليطهّر لي بدنه وثيابه ، ثمَّ ليخرج إلى بريّة أرضي ، فليستقبل وجهي ، يعني القبلة حيث لا يراه أحد ثمَّ ليرفع يديه إليّ فانّه ليس بيني وبينه حائل ، وليقل :
«
يا واسعاً بحسن عائدته ، ويا ملبسنا فضل رحمته ، ويا مُهيباً
لشدَّة سلطانه ويا راحماً بكلّ مكان ضريراً أصابهُ الضرُّ فخرج إليك ، مستغيثا بك آئباً إليك هائباً لك ، يقول عملت سوءاً وظلمتُ نفسي ولمغفرتك خرجت إليك أستجير
بك في خروجي من النار ، وبعزِّ جلالك تجاوزت تجاوز
يا كريم .
وباسمك
الّذي تسمّيت به ، وجعلته في كلِّ عظمتك ومع كلِّ قدرتك ، وفي كلِّ سلطانك ، وصيرتهُ في قبضتك ، ونوَّرتهُ بكتابك ، وألبستهُ وقاراً منك ، يا الله
يا الله أطلب إليك [ أن تصلّي على محمّد وآل محمّد و ] أن تمحو عنّي ما أتيتك به
وانزع بدني عن مثله ، فانّي بك لا إله إلّا أنت أعتصم وباسمك الّذي فيه تفصيل الاُمور كلّها مؤمن ، هذا اعترافي لك فلا تخذلني ، وهب لي عافية وانجني
من الذنب العظيم هلكت فتلافني بحقِّ حقوقك
كلّها يا كريم » .
فانّه
إن لم يرد بما أمرتك به غيري خلّصتهُ من كبيرته تلك ، حتّى أغفرها
______________________
له ، واُطهّره الأبد منها لأنّي قد علّمتك أسماء اُجيب
بها الداعي .
يا
محمّد ومن كثرت ذنوبهُ من اُمّتك فيها دون الكبائر حتّى يشهر بكثرتها ويمقت على اتباعها ، فليعتمدني عند طلوع الفجر أو قبل اُفول الشفق ، ولينصب وجهه إليَّ وليقل :
«
يا ربِّ يا ربِّ فلان بن فلان عبدك شديد حياؤه منك لتعرُّضه
لرحمتك لاصراره على ما نهيت عنهُ من الذنب العظيم يا عظيم إنَّ عظيم ما أتيت به لا يعلمهُ
غيرك ، قد شمت بي فيه القريب والبعيد ، وأسلمني فيه العدوّ والحبيب ، وألقيت بيدي إليك طمعاً لأمر واحد ، وطمعي ذلك في رحمتك فارحمني يا ذا الرحمة الواسعة وتلافني بالمغفرة والعصمة من الذنوب إنّي إليك مُتضرِّع .
أسئلك
باسمك الّذي يُرسل أقدام حملة عرشك
ذكره ، وترعدُ لسماعه أركان العرش إلى أسفل التخوم .
إنّي
أسئلك بعزِّ ذلك الاسم الّذي ملأ كلَّ شيء دونك إلّا رحمتني [ يا ربّ ] باستجارتي إليك باسمك هذا يا عظيم أتيتك بكذا وكذا ـ ويسمّي الأمر الّذي أتى به ـ فاغفر لي تبعتهُ ، وعافني من إشاعته
بعد مقامي هذا يا رحيم » .
فانّه
إذا قال ذلك بدَّلت ذنوبه إحساناً ، ورفعت دعاءه مستجاباً ، وغلبت له هواه .
يا
محمّد ومن كان كافراً وأراد التوبة والايمان فليطهّر لي بدنه وثيابه ، ثمَّ
ليستقبل قبلتي ، وليضع حرَّ جبينه لي بالسجود ، فانّه ليس بيني وبينه حائل ، وليقل :
«
يا من تغشّى لباس النور الساطع الّذي استضاء به أهل سماواته [ وأرضه ] ويا من خزن رؤيتهُ عن كلِّ من هو دونه وكذلك ينبغي لوجهه الّذي
عنت وجوه
______________________
الملائكة المقرَّبين له إنَّ الّذي كنت لك فيه من عظمتك
جاحداً أشدّ من كلِّ نفاق ، فاغفر لي جحودي فانّي أتيتك تائباً ، وها أنا ذا أعترف لك على نفسي بالفرية
عليك ، فاذ أمهلت لي في الكفر ، ثمَّ خلّصتني منه ، فطوِّقني حبّ
الايمان الّذي أطلبهُ منك ، بحقّ ما لك من الأسماء الّتي منعت من دونك علمها لعظم شأنها ، وشدَّة جلالها ، وبالاسم الواحد الّذي لا يبلغ أحد صفة كنهه ، وبحقّها
كلّها أجرني أن أعود إلى الكفر بك سُبحانك لا إله إلّا أنت غفرانك إنّي
من الظالمين » .
فانّه
إذا قال ذلك ، لم يرفع رأسه إلّا عن رضىً منّي وهذا له قبول .
يا
محمّد ومن كثرت همومه من اُمّتك فليدعني سرّاً ، وليقل :
«
يا جالي الأحزان ، ويا موسّع الضيق ، ويا أولى بخلقه من أنفسهم ، ويا فاطر تلك النفوس ، وملهما فجورها ، وتقويها
نزل بي يا فارج الهمِّ همٌّ ضقت به ذرعاً وصدراً ، حتّى خشيت أن أكون غرض فتنة يا الله وبذكرك تطمئنُّ القلوب يا مُقلّب القلوب [ والأبصار ] قلّب قلبي من الهموم إلى الرَّوح والدعة ، ولا
تشغلني عن ذكرك بتركك ما بي من الهموم ، إنّي إليك متضرِّع .
أسئلك
باسمك الّذي لا يوصف إلّا بالمعنى لكتمانك هو في غيوبك ذات النور أجل بحقّه أحزاني ، واشرح صدري بكشوط ما بي
من الهمِّ
______________________
يا كريم » .
فانّه
إذا قال ذلك تولّيته ، فجلوت همومه ، فلن تعود إليه أبداً .
يا
محمّد ومن نزلت به قارعة من فقر في دنياه فأحبَّ العافية منها فلينزل بي فيها ، وليقل :
«
يا محلَّ كنوز أهل الغنى ويا مُغنى أهل الفاقة من سعة تلك الكنوز بالعائدة إليهم والنظر لهم ، يا الله لا يسمّىٰ
غيرك إلهاً إنّما الاٰلهةُ كلّها معبودة دونك بالفرية والكذب لا إله إلّا أنت يا سادَّ الفقر ويا جابر [ الكسر ، ويا كاشف ]
الضرّ ويا عالم السرائر [ صلِّ على محمّد وآله و ] ارحم هربي إليك من فقري ، أسئلك باسمك
الحالّ في غناك ، الّذي لا يفتقر ذاكره أبداً أن تُعيذني من لزوم فقر أنسى به الدّين
أو بسوء غنىً أفتتن به عن الطاعة ، بحقّ نور
أسمائك كلّها أطلب إليك من رزقك كفافاً للدُّنيا تعصم به الدين ؛ لا أجد لي غيرك
مقادير الأرزاق عندك فانفعني من قدرتك فيها بما تنزَعُ به ما نزل بي من الفقر يا غنيّ » [ يا مجيب ] .
فانّه
إذا قال ذلك نزعت الفقر من قبله ، وغشّيته الغنى ، وجعلته من أهل القناعة .
يا
محمّد ومن نزلت به مصيبة في نفسه أو دينه أو دنياه أو أهله أو ماله فأحبَّ فرجها ، فلينزلها بي ، وليقل :
يا
ممتنّا على أهل البصر بتطويقكهم بالدَّعة الّتي أدخلتها عليهم بطاعتك لا حول ولا قوَّة إلّا بك ، فدحتني مصيبة قد فتنتني ، وأعيتني
، المسالك للخروج منها ، واضطرَّني إليك الطمع فيها ، مع
حسن الرجاء لك فيها ، فهربت إليك بنفسي وانقطعت إليك لضرِّي ، ورجوتك لدعائي ، قد هَلكت فأغثني واجبُر مصيبتي بجلاء كربها ، وإدخالك الصبر عليَّ فيها ، فانّك إن خلّيت بيني وبين
______________________
ما أنا فيه هلكتُ ، فلا صبر لي يا ذا الاسم الجامع [ الّذي
] فيه عظيم الشؤون كلّها بحقّك وأغثني بتفريج مُصيبتي عنّي يا كريم » .
فانّه
إذا قال ذلك ألهمته الصبر ، وطوَّقته الشكر ، وفرَّجت عنهُ مُصيبتهُ بجبرانها .
يا
محمّد ومن خاف شيئاً دوني من كيد الأعداء واللصوص فليقل في المكان الّذي يخاف فيه :
«
يا آخذاً بنواصي خلقه ، والسافع بها إلى قدره ، والمنفذ فيها حكمه ، و خالقها وجاعل قضائه لها غالباً وكلّهم
ضعيف عند غلبته ، وثقتُ بك يا سيّدي عند قوَّتهم إنّي مكيود لضعفي ولقوّتك
على من كادني تعرّضت لك ، فسلّمني منهم اللّهمَّ فان حُلتَ بينهم وبيني فذلك أرجوه منك ، وإن أسلمتني إليهم غيّروا ما
بي من نعمك ، يا خير المنعمين ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ولا تجعل تغيير نعمتك
على يد أحد سواك ، ولا تغيّرها أنت بي ، فقد ترى الّذي يُرادُ بي ، فحُل بيني وبين شرِّهم
بحقّ ما به تستجيبُ الدُّعاء ، يا الله يا ربَّ العالمين » .
فانّه
إذا قال ذلك نصرته على أعدائه وحفظته .
يا
محمّد ومن خاف شيئاً ممّا في الأرض من سبع أو هامّة فليقل في المكان الّذي يخاف ذلك فيه :
«
يا ذاريء ما في الأرض كلّها بعلمه ، بعلمك يكون ما يكون ممّا ذرأت لك السلطان على ما ذرأت ، ولك السلطان القاهر على كلِّ شيء [ من ] دونك ، يا عزيز يا منيعُ إنّي
أعوذ بقدرتك على كلِّ شيء من كلِّ شيء يضرّ من سبع أو هامّة أو عارض من سائر الدوابِّ يا خالقها بفطرته [ صلِّ على محمّد وآل محمّد و ] ادرأها عنّي واحجزها
ولا تسلّطها عليَّ ، وعافني من شرِّها وبأسها يا الله ذا العلم العظيم احفظني
بحفظك
______________________
من مخاوفي يا رحيم » .
فانّه
إذا قال ذلك ، لم تضرَّه دوابُّ الأرض الّتي ترى والّتي لا ترى .
يا
محمّد ومن خاف ممّا في الأرض جانّا أو شيطاناً فليقل حين يدخله الروع :
«
يا الله الإله الأكبر القاهر بقدرته جميع عباده ، والمطاع لعظمته عند كلِّ خليقته ، والممضي مَشيّتهُ لسابق قدره أنت تكلاءُ ما خلقت
بالليل والنهار ، ولا يمتنعُ من أردت به سوءاً بشيء دونك من ذلك السوء ، ولا يحول أحدٌ دونك بين أحد وما تريد به من الخير ، كلُّ ما يُرى ولا يرى في قبضتك ، وجعلت قبائل الجنّ والشياطين يروننا ولا نراهم ، وأنا لكيدهم خائف
فآمنّي من شرِّهم وبأسهم بحقّ سلطانك العزيز ، يا عزيز » .
فانّه
إذا قال ذلك لم يصل إليه من الجنّ والشياطين سوء أبداً .
يا
محمّد ومن خاف سلطاناً أو أراد إليه طلب حاجة فليقل حين يدخل عليه :
«
يا ممكّن هذا ممّا في يديه ومُسلّطه على كلِّ من دونه ، ومعرِّضهُ في ذلك لامتحان دينه على كلِّ من دونه ، إنّه يسطوُ بمرحه فيما آتيته من المُلك ويجور فينا ويتجبّرُ بافتخاره بالّذي ابتليتهُ به
من التعظيم عند عبادك ، أسئلك أن تسلُبهُ ما هو فيه أنت بقوَّة لا امتناع لهُ منها عند إرادتك
فيها إنّي أمتنعُ من شرِّ هذا بخيرك ، وأعوذ من قوَّته بقدرتك اللّهمَّ [ صلّ على محمّد وآله و ]
ادفعه عنّي وآمنّي من حذاري منهُ بحقّ وجهك وعظمتك يا عظيم » .
[
يا محمّد ] وليقل إذا أراد طلب حاجة إليه :
«
يا من هو أولى بهذا من نفسه ، ويا أقرب إليه من قلبه ، ويا أعلم به من غيره ، ويا رازقهُ ممّا هو في يديه ممّا أحتاج إليه ، إليك أطلب ، وبك أتشفّع
لنجاح
______________________
حاجتي ، فخذ لي حين اُكلّمهُ بقلبه ، فأغلبه لي ، حتّي
أبتزَّ منه حوائجي كلّها بلا امتناع منه ولا منّ ولا ردّ ولا فظاظة ، يا حيّاً في غنى لا تموت ولا تبلى أمت
قلبهُ عن ردّي بلا قضاء الحاجة ، واقض لي طلبتي في الّذي قبلهُ وخُذه لي في
ذلك أخذ عزيز مُقتدر ، بحقّ قدرتك الّتي غلبت بها العالمين » .
فانّه
إذا قال ذلك قضيتُ حاجته ولو كانت في نفس المطلوب إليه .
يا
محمّد ومن همَّ بأمرين فأحبَّ أن أختار أرضاهما إليَّ فاُلزمه إيّاه فليقل حين يريد ذلك :
«
اللّهمَّ اختر لي بعلمك ، ووفّقني بعلمك لرضاك ومحبّتك ، اللّهمَّ اختر لي
بقدرتك ، وجنّبني بعزَّتك [ وقدرتك من ] مَقتك ، وسخطك ، اللّهمَّ اختر لي فيما اُريد من هذين الأمرين ـ وتسمّيهما ـ أحبّهما إليك ، وأرضاهما لك ، وأقربهما منك ، اللّهمَّ إنّي أسئلك بالقدرة الّتي زويت بها علم الأشياء عن جميع خلقك ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد واغلب بالي وهواي وسريرتي
وعلانيتي بأخذك ، واسفع بناصيتي إلى ما تراه لك رضى ولي صلاحاً فيما أستخيرك فيه ، حتّى تُلزمني من ذلك أمراً أرضى فيه بحكمك ، وأتّكل فيه على قضائك ، وأكتفى فيه بقُدرتك ولا تقلبني وهواي لهواك مخالفٌ ، ولا ما اُريد لما
تُريد لي مجانب ، اغلب بقُدرتك الّتى تقضى بها ما أحببت بهواك هواي ، ويَسّرني لليسرى التي ترضى بها عن صاحبها ولا تخذلني بعد تفويضي إليك أمري برحمتك التي وسعت كلَّ شيء اللّهمَّ أوقع خيرتك في قلبي ، وافتح قلبي للزومها يا كريم آمين » .
فانّه
إذا قال ذلك اخترت له منافعه في العاجل والاٰجل .
______________________
يا محمّد ومن أصابه معاريض بلاء من مرض فلينزل بي فيه ، وليقل .
«
يا مصحَّ أبدان ملائكته ويا مُفرّغ تلك الأبدان
لطاعته ، ويا خالق الاٰدميّين صحيحاً ومُبتلىٰ ، ويا معرِّض أهل السقم وأهل الصحّة للأجر
والبليّة ويا مُداوي المرضى وشافيهم [ ويا مصحَّ أهل السقم بالباسهم عافيته ] بطبّه ، ويا مفرِّج عن
أهل البلاء بلاياهم بجليل رحمته ، قد نزل بي من
الأمر ما رفضني فيه أقاربي وأهلي والصديق والبعيد وما شمت بي فيه أعدائي حتّى صرت مذكوراً ببلائي في أفواه المخلوقين وأعيتني أقاويل أهل الأرض لقلّة علمهم بدواء دائي ، وطبُّ دوائي في علمك عندك مثبتٌ ، صلّ على محمّد وآل محمّد ، وانفعني بطبّك فلا طبيب أرجى عندي منك ولا حميم
أشدُّ تعطّفاً منك عليّ ، قد غيّرتْ بليّتك نعمك عليّ ، فحوِّل ذلك عنّي إلى الفرج
والرَّخاء ، فانّك إن لم تفعل لم أرجه من غيرك فانفعني بطبّك ، وداوني بدوائك يا رحيم » .
فانّه
إذا قال ذلك صرفت عنه ضرَّه وعافيته منه .
يا
محمّد ومن نزل به القحط من اُمّتك فانّي إنّما أبتلى بالقحط أهل الذنوب فليجأروا إليَّ جميعاً وليجأر إليَّ جائرهم ، وليقل :
«
يا مُعيننا على ديننا باحيائه أنفسنا بالّذي نشر علينا من رزقه ، نزل بنا أمر عظيمٌ لا يقدر على تفريجه عنّا غير مُنزله ، يا منزله عجز العباد عن فرجه ، فقد
أشرفت الأبدان على الهلاك وإذا هلكت الأبدان هلك الدّين ، يا ديّان العباد ومُدبّر اُمورهم بتقدير أرزاقهم لا تحولنَّ [ بشىء ] بيننا وبين رزقك ، وهنّئنا ما أصبحنا
فيه من كرامتك لك مُتعرّضين ، قد اُصيب من لا ذنب له من خلقك بذنوبنا
فارحمنا بمن جعلته أهلاً لذلك حين تُسأل به يا رحيم لا تحبس عن أهل الأرض ما في السماء وانشر علينا رحمتك ، وابسط علينا كنفك ، وعد علينا بقبولك ، وعافنا من الفتنة في الدِّين والدُّنيا ، وشماتة القوم الكافرين ، يا ذا النفع والضرّ إنّك إن أنجيتنا
فبلا
______________________
تقديم منّا لأعمال حسنة ، ولكن لا تمام ما بنا من الرحمة
[ والنعمة ] وإن رددتنا فبلا ظُلم [ منك ] لنا ولكن بجنايتنا فاعف عنّا قبل انصرافنا وأقلبنا بانجاح
الحاجة يا عظيم » .
فانّه
إن لم يُرد ممّا أمرتك أحداً غيري حوَّلت لأهل تلك البلدة بالشدَّة رخاء ، وبالخوف أمناً ، وبالعسر يسراً ، وذلك لأنّي قد علّمتك دعاء عظيماً .
يا
محمّد ومن أراد الخروج من أهله لحاجة أو سفر فأحبَّ أن اُودّيه سالماً مع قضائي له الحاجة ، فليقل حين يخرج من بيته :
«
بسم الله مخرجي ، وباذنه خرجت ، وقد علم قبل أن أخرج خروجي ، وقد أحصى علمه ما في مخرجي ومرجعي
توكّلتُ على الإله الأكبر توكّل مفوِّض إليه أمره ومستعين به على شؤنه ، مستزيد من فضله ، مبرّىء نفسه من كلِّ حول ، ومن كلِّ قوَّة إلّا به ، خروج ضرير خرج بضرِّه إلى من
يكشفه ، وخروج فقير خرج بفقره إلى من يسدُّه ، وخروج عائل خرج بعيلته إلى من يغنيها وخروج من ربُّه أكبر ثقته وأعظم رجائه وأفضل اُمنيّته ، الله ثقتي في جميع اُموري كلّها
به فيها جميعاً أستعين ، ولا شيء إلّا ما شاء الله في علمه أسئل الله خير المخرج
والمدخل لا إله إلّا هو إليه المصير » .
فانّه
إذا قال ذلك وجّهت له في مدخله ومخرجه السّرور ، وأدَّيته سالماً .
يا
محمّد ومن أراد من اُمّتك ألّا يحول بين دعائه وبيني حائل ، وأن اُجيبه لأيّ أمر شاء ، عظيماً كان أو صغيراً في السرِّ والعلانية ، إليَّ أو إلى غيري ، فليقل
آخر دعائه :
«
يا الله المانع بقدرته خلقه ، والمالك بها سلطانه ، والمتسلّط بما في يديه
كلُّ مرجوّ دونك يخيب رجاء راجيه ، وراجيك مسرور لا يخيب أسئلك بكلّ رضى لك من كلِّ شيء أنت فيه ، وبكلِّ شيء تحبُّ أن تذكر به وبك يا الله فليس يعدلك
______________________
شيء أن تصلّي على محمّد وآله وأن تحوطني ووالديّ وولدي
وإخواني وأخواتي ومالي بحفظك وأن تقضى حاجتي في كذا وكذا » .
فإنّه
إذا قال ذلك قضيت حاجته قبل أن يزول من مكانه .
يا
محمّد ومن أراد طلب شيء من الخير الّذي يتقرَّب به العباد إليَّ وأن أفتح له كائنا ما كان ، فليقل حين يريد ذلك :
«
يا دالّنا على المنافع لأنفسنا من لزوم طاعته ، ويا هادينا لعبادته التي جعلها سبيلا إلى درك رضاه ، إنّما يفتح الخير وليّه يا وليَّ الخير قد أردت منك كذا و كذا ـ ويسمّي ذلك الأمر ـ ولم أجد إليه باب سبيل مفتوحاً ولا ناهج طريق واضح ولا تهيئة سبب تيسّر أعيتني فيه جميع اُموري
كلّها في الموارد والمصادر ، وأنت وليُّ الفتح لي بذلك ، لأنّك دللتني عليه فلا تحظره عنّي ولا تجبهني عنه بردّ ، فليس
يقدر عليه أحد غيرك ، وليس عند أحد إلّا عندك ، أسئلك بمفاتح غيوبك كلّها ، وجلال علمك كلّه ، وعظيم شئونك كلّها ، إقرار عيني وإفراح قلبي وتهنيتك إياي [ باسباغ ] نعمك عليّ بتيسير قضاء حوائجي ونسخكها في حوائج من نسخت حاجته مقضيّة ، لا تقلبني بحقّك عن اعتمادي لك إلّا بها ، فانّك أنت الفتّاح بالخيرات
وأنت على كلّ شىءِ قدير ، فيا فتّاح يا مُدبّر [ صلّ على محمّد وآل محمّد و ] هيّىء لي تيسير
سببها وسهّل عليَّ باب طريقها وافتح لي من غناك باب مدخلها
ولينفعني جاري بك فيها يا رحيم » .
فانّه
إذا قال ذلك فتحت له باب الخير برضاي عنه وجعلته لي وليّاً .
يا
محمّد ومن أراد من اُمّتك أن اُعافيه من الغلّ والحسد والرياء والفجور فليقل حين يسمع تأذين السحر :
«
يا مطفىء الأنوار بنوره ، ويا مانع الأبصار من رؤيته ، ويا محيّر القلوب
______________________
في شأنه ، إنّك طاهرٌ مطهّر ، يطهُر بطهرك من طهّرته بها
، وليس من دونك أحد أحوج إلى تطهيرك إيّاه منّي لديني وبدني وقلبي فأيّة حال كنت فيها مجانباً لك في الطاعة والهوى فالزمني وإن كرهت حبَّ طاعتك ، بحقِّ محلِّ جلالك منك حتّى أنال فضيلة الطهرة منك لجميع شئوني ، ربِّ [ صلِّ على محمّد و آل محمّد ] واجعل ما طهر من طهرتك على بدني طهرة خير حتّى تطهّر به منّي ما اُكنُّ في صدري ، واُخفيه في نفسي ، واجعلني على ذلك أحببت أم كرهت واجعل محبّتي تابعة لمحبّتك ، واشغلني بنفسي عن كلِّ من دونك شغلاً يدوم فيه العمل بطاعتك ، واشغل غيري عنّي للمعافاة من نفسي ومن جميع المخلوقين » .
فانّه
إذا قال ذلك ألزمته حبَّ أوليائي ، وبغض أعدائي ، وكفيته كلَّ الّذي أكفي عبادي الصالحين .
يا
محمّد ومن كانت له حاجة سرّاً بالغة ما بلغت إليَّ أو إلى غيري ، فليدعني في جوف الليل خالياً ، وليقل وهو على طهر :
«
يا الله ما أجد أحداً إلّا وأنت رجاؤه ، ومن أرجى خلقك لك أنا يا الله وليس شيء من خلقك إلّا وهو واثق ، ومن أوثق خلقك بك أنا يا الله ، وليس أحد من خلقك إلّا وهو لك في حاجته معتمد وفي طلبته ، سائل ومن ألحفهم سؤالاً لك أنا ومن أشدِّهم اعتماداً لك أنا لأنّي أمسيت شديداً ثقتي في طلبتي إليك
وهي كذا وكذا ـ وسمّها ـ فانّك إن قضيتها قضيت ، وإن لم تقضها لم تقض أبداً
وقد لزمني من الأمر ما لا بدَّ لي منها فلذلك طلبت إليك
منفذ أحكامه بامضائها [ صلِّ على محمّد وآل محمّد و ] امض قضاء حاجتي هذه باثباتكها في غيوب الاجابة حتّى تقلبني بها منجحاً حيث كانت تغلب لي فيها أهواء جميع عبادك وامنن عليَّ بامضائها وتيسيرها ونجاحها فيسّرها لي
فانّي مضطرٌّ إلى قضائها ، و
______________________
قد عملت ذلك فاكشف ما بي من الضرِّ بحقّك الّذي تقضي به
ما تريد » .
فانّه
إذا قال ذلك قضيت حاجته ، قبل أن يزول ، فليطب بذلك نفسه .
يا
محمّد إنَّ لي علماً أبلغ به من علمه رضاي مع طاعتي ، وأغلب له هواه إلى محبّتي فمن أراد ذلك فليقل :
«
يا مزيل قلوب المخلوقين عن هواهم إلى هواه ويا قاصر [ اً ] أفئدة العباد لامضاء القضاء بنفاذ القدر ثبّت قلبي على طاعتك
ومعرفتك وربوبيّتك وأثبت في قضائك وقدرك البركة في نفسي وأهلي ومالي في لوح الحفظ المحفوظ بحفظك يا حفيظ الحافظ حفظه احفظني بالحفظ الّذي جعلت من حفظته به محفوظاً
و صيّر شُئوني كلّها بمشيّتك في الطاعة لك منّي مؤاتية ، وحبّب إليَّ حبَّ ما تحبُّ من محبّتك إليَّ في الدّين والدنيا ، وأحيني على ذلك في الدُّنيا وتوفّني عليه ، و
اجعلني من أهله على كلِّ حال أحببت أم كرهت يا رحيم » .
فانّه
إذا قال ذلك لم اُره في دينه فتنهً ولم اُكره إليه طاعتي ومرضاتي أبداً .
يا
محمّد ومن أحبَّ من اُمّتك وبركاتي ورضواني وتعطّفي وقبولي وولايتي وإجابتي فليقل حين تزول الشمس أو يزول الليل :
«
اللهمَّ ربّنا لك الحمد ، كُلّه جملته وتفصيله كما استحمدت به إلى أهله الّذين خلقتهم له ، اللهُمَّ ربّنا لك الحمد حمداً كما يحمدك
من بالحمد رضيت عنه لشكر ما به من نعمك ، اللهمّ ربّنا لك الحمد كما رضيت به لنفسك وقضيت به على عبادك ، حمداً مرغوباً فيه عند أهل الخوف منك لمهابتك ، ومرهوباً عند أهل العزَّة بك لسطواتك ، ومشهوداً عند أهل الانعام منك
لانعامك ، سبحانك متكبّراً في منزلة تذبذبت أبصار الناظرين ، وتحيّرت عقولهم عن بلوغ علم جلالها
______________________
تباركت في منازلك العلى كلّها ، وتقدَّست في الاٰلاء
الّتي أنت فيها أهل الكبرياء لا إله إلّا أنت الكبير الأكبر ، للفناء خلقتنا وأنت الكائن للبقاء ، فلا تفنى ولا
نبقى وأنت العالم بنا ونحن أهل العزّة بك والغفلة عن شأنك ، وأنت الّذي لا تغفل بسنة ولا نوم ، بحقّك يا سيّدي أجرني من تحويل ما أنعمت عليَّ به في الدّين والدُّنيا في أيّام الدُّنيا يا كريم » .
فانّه
إذا قال ذلك كفيته كلَّ الّذي أكفي عبادي الصالحين الحامدين الشاكرين .
يا
محمّد ومن أراد من اُمّتك حفظي وكلائتي ومعونتي فليقل عند صباحه و مسائه ونومه .
«
آمنت بربِّي ، وهو الله الّذي لا إله إلّا هو إله كُلِّ شيء
ومنتهى كلِّ علم ووارثه ، وربُّ كُلِّ ربّ ، واُشهد الله على نفسي بالعبوديّة والذُّلِّ والصّغار
وأعترف بحسن صنائع الله إليَّ وأبوء على نفسي بقلّة الشكر ، وأسئل الله في يومي هذا [ أ ] وفي ليلتي هذه بحقِّ ما يراه له حقّاً على ما يراه منّي له رضى
وإيماناً وإخلاصاً ورزقاً واسعاً ويقيناً خالصاً بلا شكّ ولا ارتياب ، حسبي إلهي من كلِّ من
هو دونه ، والله وكيلي من كلِّ من سواه ، آمنت بسرِّ علم الله كلّه وعلانيته ، وأعوذ
بما في علم الله كلّه من كلِّ سوء ومن كلِّ شرّ ، سبحان العالم بما خلق اللطيف فيه ، المحصى له ، القادر عليه ، ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله أستغفر الله
وإليه المصير » .
فانّه
إذا قال ذلك جعلت له في خلقي جهة ، وعطفت عليه قلوبهم ، وجعلته في دينه محفوظاً .
يا
محمّد إنَّ السحر لم يزل قديماً وليس يضرُّ شيئاً إلّا باذني ، فمن أحبَّ أن يكون من أهل عافيتي من السحر فليقل :
اللهمَّ
ربَّ موسى وخاصّه بكلامه ، وهازم من كاده بسحره بعصاه ، و
______________________
معيدها بعد العود ثعباناً ، وملقفها إفك أهل الافك ، ومفسد
عمل الساحرين ومبطل كيد أهل الفساد ، من كادني بسحر أو بضرّ عامداً أو غير عامد ، أعلمه أو لا أعلمه وأخافه أو لا أخافه فاقطع من أسباب السّماوات علمه حتّى ترجعه عنّي غير نافذ ولا ضارّ لي ، ولا شامت بي إنّي أدرء بعظمتك في نحور الأعداء ، فكن
لي منهم مدافعاً أحسن مدافعة وأتمّها يا كريم » .
فانّه
إذا قال ذلك لم يضرَّه سحر ساحر جنّي ولا إنسيّ أبداً .
يا
محمّد ومن أراد من اُمّتك تقبّل الفرائض والنوافل منه ، فليقل خلف كلِّ فريضة أو تطوُّع :
«
يا شارعاً لملائكته الدين القيّم ديناً راضياً به
منهم لنفسه ، ويا خالقاً من سوى الملائكة من خلقه للابتلاء بدينه ، ويا مستخصّاً من خلقه لدينه رسلاً إلى من دونهم ، ويا مجازى أهل الدين بما عملوا في الدين ، اجعلني بحقّ اسمك الّذي كلّ شيء من الخيرات منسوب إليه من أهل دينك المؤثّر به بالزامكهم حقّه
وتفريغك قلوبهم للرغبة في أداء حقّك فيه إليك لا تجعل بحقِّ اسمك الّذي فيه تفصيل الاُمور كلّها شيئاً سوى دينك عندي أبين فضلاً ولا إليَّ أشدُّ تحبّباً ولا بي لاصقاً
ولا أنا إليه منقطعاً واغلب بالي وهواي وسريرتي وعلانيتي ، واسفع بناصيتي إلى كلِّ
ما تراه لك منّي رضىً من طاعتك في الدّين » .
فانّه
إذا قال ذلك تقبّلت منه النوافل والفرائض ، وعصمته فيها من العجب وحبّبت إليه طاعتي وذكري .
يا
محمّد من ملاه همَّ دين من اُمتك فلينزل بي وليقل :
«
يا مبتلي الفريقين أهل الفقر وأهل الغنى ، وجازيهم بالصبر في الّذي ابتليتهم به ، ويا مزيّن حبِّ المال عند عباده ، وملهم الأنفس الشحَّ والسخاء ، ويا فاطر الخلق على الفظاظة واللين ، غمّني دين فلان بن فلان ، وفضحني بمنّه عليَّ به ، و
______________________
أعياني باب طلبته إلّا منك ، يا خير مطلوب إليه الحوائج
يا مفرِّج الأهاويل فرِّج همّي وأهاويلي في الّذي لزمني من دين فلان بتيسيركه لي من رزقك ، فاقضه يا قدير ولا تهنّي بتأخّر أدائه ولا بتضييقه عليَّ ، ويسّر لي أداءه فانّي به
مسترقٌّ فافكک رقّي من سعتك التي لا تبيد ولا تغيض أبداً » .
فانّه
إذا قال ذلك صرفت عنه صاحب الدين وأدَّيته إليه عنه .
يا
محمّد ومن أصابه ترويع فأحبَّ أن اُتمَّ عليه النعمة ، واُهنّئه الكرامة وأجعله وجيهاً عندي ، فليقل :
«
يا حاشي العزّ قلوب أهل التّقوى ويا متولّيهم بحسن سرائرهم ، ويا مؤمّنهم بحسن تعبّدهم ، أسئلك بكلِّ ما قد أبرمته إحصاء من كلِّ شيء قد أتقنته علماً أن تستجيب لي بتثبيت قلبي على الطمأنينة والايمان ، وأن تولّيني من قبولك ما تبلّغني به شدَّة الرغبة في طاعتك حتّى لا اُبالي أحداً سواك ، ولا أخاف شيئاً من دونك يا رحيم » .
فانّه
إذا قال ذلك آمنته من روايع الحدثان في نفسه ودينه ونعمه .
يا
محمّد قل للّذين يريدون التقرُّب إليَّ : اعلموا علم يقين أنَّ هذا الكلام أفضل ما أنتم متقرِّبون به إليَّ بعد الفرائض ، وذلك أن تقول :
«
اللهُمَّ إنّه لم يُمس أحد من خلقك أنت أحسن إليه صنيعاً منّي ، ولا له أدوم كرامة ، ولا عليه أبين فضلاً ، ولا به أشدُّ ترفّقا ، ولا عليه أشدُّ حياطة
ولا عليه أشدُّ تعطّفاً منك عليَّ ، وإن كان جميع المخلوقين يعدِّدون من ذلك مثل تعديدي فاشهد يا كافي الشهادة بأنّي اُشهدك بنيّة صدق بأنَّ لك الفضل والطول في إنعامك عليّ ، وقلّة شكري لك فيها ، يا فاعل كلِّ إرادته. صلِّ على محمّد وآله و طوّقني أماناً من حلول السخط فيه لقلّة الشكر ، وأوجب لي زيادة من إتمام النعمة
______________________
بسعة المغفرة أنظرني خيرك وصلِّ على محمّد وآله لا
تقايسني بسريرتي وامتحن قلبي لرضاك واجعل ما تقرَّبت به إليك في دينك لك خالصاً ولا تجعله للزوم شبهة أو فخرٍ أو رئاء أو كبرٍ يا كريم » .
فانّه
إذا قال ذلك أحبّه أهل سماواتي وسمّوه الشكور .
يا
محمّد ومن أراد من اُمّتك ألّا يكون لأحد عليه سلطان بكفايتي إيّاه الشرور فليقل :
«
يا قابضاً على الملك لما دونه ومانعاً من دونه نيل شيء من ملكه يا مغني
أهل التقوى باماطته الأذى في جميع الامور عنهم لا تجعل ولايتي في الدين والدُّنيا إلى أحد سواك ، واسفع بنواصي أهل الخير كُلّهم إليَّ حتّى أنال من خيرهم خيره ، وكن لي عليهم في ذلك معيناً ، وخذ لي بنواصي أهل الشرِّ كلّهم
وكن لي منهم في ذلك حافظاً ، وعنّي مدافعاً ولي مانعاً ، حتّى أكون آمناً بأمانك لي بولايتك لي من شرِّ من لا يؤمن [ شرّه ] إلّا بأمانك يا أرحم الراحمين » .
فانّه
إذا قال ذلك لم يضرَّه كيد كائد أبداً .
يا
محمّد ومن أراد من اُمّتك أن تربح تجارته ، فليقل حين يبتدي بها :
«
يا مُربي نفقات أهل التقوى ومضاعفها ، ويا سائق الأرزاق سحّاً إلى المخلوقين ويا مفضّلنا بالارزاق بعضنا على بعض سقني ووجّهني في تجارتي هذه إلى وجه غنىي
عاصم شكور آخذه بحسن شكر ، لتنفعني به وتنفع به منّي يا مربح تجارات العالمين بطاعته [ صلِّ على محمّد وآل محمّد و ] سق لي في تجارتي هذه رزقاً ترزقني فيه حسن الصّنع فيما ابتليتني به ، وتمنعني فيه من الطغيان والقنوط
، يا خير ناشرٍ رزقه لا تشمت بي بردِّك عليَّ دعائي
بالخسران عدوّاً لي وأسعدني بطلبتي منك و
______________________
بدعائي إيّاك يا أرحم الراحمين » .
فانّه
إذا قال ذلك أربحت تجارته ، وأربيتها له .
يا
محمّد ومن أراد من اُمّتك الأمان من بليّتي ، والاستجابة لدعوته ، فليقل حين يسمع تأذين المغرب :
«
يا مسلّط نقمه على أعدائه بالخذلان لهم في الدُّنيا ، والعذاب لهم في الاٰخرة
ويا موسّعاً فضله على أوليائه بعصمته إيّاهم في الدُّنيا وحسن عائدته ، ويا شديد النكال بالانتقام ، ويا حسن المجازاة بالثواب ، ويا بارىء ، خلق الجنّة والنار و ملزم أهلهما عملهما ، والعالم بمن يصير إلى جنّته ، وناره ، يا هادي يا مضلُّ يا
كافي يا معافي يا معاقب ، صلِّ على محمّد وآل محمّد واهدني بهداك ، وعافني بمعافاتك من سكنى جهنّم مع الشياطين ، وارحمني فانّك إن لم ترحمني أكن
من الخاسرين وأعذني من الخسران بدخول النّار وحرمان
الجنّة ، بحقِّ لا إله إلّا أنت يا ذا الفضل العظيم » .
فانّه
إذا قال ذلك تغمّدته في ذلك المقام الّذي يقول فيه برحمتي .
يا
محمّد ومن كان غائباً فأحبَّ أن أؤدِّيه سالماً مع قضائي له الحاجة ، فليقل في غربته :
«
يا جامعاً بين أهل الجنّة على تألّف من القلوب ، وشدَّة تواجد في المحبّة ويا جامعاً بين طاعته وبين من خلقه لها ويا مفرِّجاً عن كلِّ محزون ، ويا موئل
كلِّ غريب ، ويا راحمي في غربتي بحسن الحفظ والكلاءة والمعونة لي ويا مفرِّج ما بي من الضيق والحزن بالجمع بيني وبين أحبّتي ، يا مؤلّفاً بين الأحبّاء [ صلِّ على محمّد وآل محمّد و ] لا تفجعني بانقطاع أوبة
أهلي وولدي عنّي ، ولا
______________________
تفجع أهلي بانقطاع أوبتي عنهم ، بكلِّ
مسائلك أدعوك فاستجب لي فذلك دعائي إيّاك فارحمني يا أرحم الرّاحمين » .
فانّه
إذا قال ذلك آنسته في غربته ، وحفظته في الأهل ، وأدَّيته سالماً مع قضائي له الحاجة .
«
يا محمّد ومن أراد من اُمّتك أن أرفع صلاته مضاعفة ، فليقل خلف كلِّ صلاة افترضت عليه ، وهو رافع يديه آخر كلِّ شيء :
يا
مبدىء الأسرار ، ومبيّن الكتمان ، وشارع الأحكام ، وذاريء الأنعام وخالق الأنام ، وفارض الطاعة ، وملزم الدّين ، وموجب التعبّد أسئلك بحقِّ تزكية كُلِّ صلاة زكّيتها ، وبحقِّ من زكّيتها له ، وبحقِّ من زكّيتها به أن تجعل صلاتي هذه زاكية متقبّلة بتقبُّلكها ورفعكها وتصيرك بها ديني زاكياً وإلهامك قلبي حسن المحافظة عليها حتّى تجعلني من أهلها الّذين ذكرتهم بالخشوع فيها أنت وليُّ الحمد كلّه فلا إله إلا أنت فلك الحمد كلّه بكلِّ حمد أنت له وليٌّ ، وأنت
وليٌّ التوحيد كلّه فلا إله إلّا أنت فلك التوحيد ، كلّه بكلِّ توحيد أنت له وليّ وأنت وليُّ التهليل كلّه ، فلا إله إلّا أنت فلك التهليل كلّه بكلِّ تهليل أنت له وليٌّ وأنت وليُّ التسبيح كلّه فلا إله إلّا أنت فلك التسبيح كلّه بكل تسبيح أنت له
وليٌّ وأنت وليُّ التكبير كلّه فلا إله إلّا أنت فلك التكبير كلّه بكلِّ تكبير أنت له وليٌّ
، ربِّ عد عليَّ في صلاتي هذه برفعكها زاكيةً متقبَّلةً إنَّك أنت السميع العليم » .
فانّه
إذا قال ذلك رفعت له صلاته مضاعفة في اللوح المحفوظ
.
أقول : وجدت في بعض كتب الاجازات إسناداً لأدعية السّرّ ، وهو هذا :
من
خطِّ السيد نظام الدين أحمد الشيرازي الفقير إلى الله الغني المغني أحمد بن الحسن بن إبراهيم الحسني الحسيني ، يروي عن عمّه ومخدومه مجد الملّة والدين إسماعيل عن والده ومخدومه شرف الاسلام وعزّ المسلمين إبراهيم عن شيخ شيوخ
______________________
المحدِّثين صدر الحقّ والدين ، إبراهيم بن محمّد بن
المؤيّد عن الشيخ سديد الدين يوسف بن عليّ بن مطهّر الحلّي ، عن الشيخ الامام مهذَّب الدين أبي عبد الله الحسين
ابن الفرج النيلي ، عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمّد الطوسيّ ، عن الشيخ
الامام أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ .
وعن
الشيخ الامام صدر الدين أيضاً عن الامام بدر الدين محمّد بن أبي الكرم عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر ، عن القاضي فخر الدين محمّد بن خالد الأبهريّ ، عن
السّيد الامام ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن عليّ الراونديِّ قال : أخبرنا
السيّد الامام أبو الصمصام ذو الفقار بن محمّد بن معبد الحسني قال : أخبرنا الشيخ أبو جعفر
محمّد ابن الحسن الطوسي قال : حدَّثنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم
الغضائري عن أبي محمّد هارون بن موسى التلّعكبري قال : حدَّثني أبو علي محمّد بن همام ، قال
: حدَّثني الحسن بن زكريا البصريّ قال : حدَّثني صهيب بن عباد بن صهيب ، عن أبيه عباد ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عن أبيه عن آبائه عن مولانا
أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : كان لرسول
الله صلىاللهعليهوآله سرٌّ فلمّا عثر عليه
.... إلى آخر أدعيه السّرّ .
أقول : وذكر السيّد الأجلّ عليُّ بن طاووس في كتاب فتح الأبواب في الاستخارات عند ذكر دعاء الاستخارة من تلك الأدعية سنداً آخر حيث قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال : حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الاصفهاني في جمادى الاُولى من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة قال حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن عليِّ الاصفهاني صاحب الشاذكوني قال : حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عمر بن
يونس اليمانيّ قال : حدَّثني محمّد بن إبراهيم بن نوح الأصبحيّ وأبو الخصيب سليمان ابن عمرو بن نوح الأصبحي ، قال : حدَّثنا محمّد بن عليِّ بن الحسين بن عليّ بن أبيطالب عن عليِّ بن الحسين صلوات الله عليهم قال : قال عليٌّ عليه الصلاة والسّلام
إنّه كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله سرٌّ فلمّا عثر ....
إلى آخر ما مرَّ من الرّواية ، ثمَّ ذكر الدّعاء .
١١٥
* باب *
*
« ( ما ينبغي أن يدعى به في زمان الغيبة ) » *
أقول : قد أوردنا أكثر أدعية هذا المعنى في كتاب [ الغيبة ] ولنذكر هنا
أيضاً شطراً منها .
١ ـ ك : المظفر العلويّ ، عن ابن العيّاشي ، عن أبيه ، عن جبرئيل بن
أحمد ، عن العسكريّ بن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : ستصيبكم شبهة
فتبقون بلا علم يرى ، ولا إمام هدى ، لا ينجو منها إلّا من دعاء بدعاء الغريق ، قلت : وكيف دعاء الغريق ؟ قال : تقول : « يا
الله يا رحمن يا رحيم ، يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك » فقلت « يا مقلّب القلوب والأبصار ثبّت قلبي على دينك » فقال : إنَّ الله عزَّ وجلَّ مقلّب القلوب والأبصار
ولكن قل كما أقول : « يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك »
.
مهج : لعلَّ معنى قوله « الأبصار » لانَّ تقلّب القلوب والأبصار
يكون يوم القيامة من شدَّة أهواله ، وفي الغيبة : إنّما يخاف من تقلّب القلوب دون الأبصار .
٢ ـ ك : العطّار ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن خالد بن نجيح ، عن زرارة
عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث ذكر فيه
غيبة القائم عليهالسلام قال زرارة : فقلت :
جعلت فداك فان أدركت ذلك الزمان فأيَّ شيء أعمل ؟ قال : يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فالزم هذا الدعاء « اللهمَّ عرِّفني نفسك ، فانّك إن لم تعرِّفني نفسك لم أعرف نبيّك ، اللهمَّ عرِّفني رسولك فانّك إن لم تعرِّفني رسولك لم أعرف حجّتك اللّهمَّ عرِّفني حجّتك فانّك إن لم تعرِّفني حجّتك ضللت عن ديني »
.
______________________
أقول : قد مضى تمامه بأسانيد في باب مدح المؤمنين في زمان الغيبة
.
٣ ـ ك : أبو محمّد الحسن بن أحمد المكتّب قال : حدَّثنا أبو علي بن همّام
بهذا الدعاء وذكر أنَّ الشيخ قدَّس الله روحه
أملاه عليه وأمره أن يدعو به وهو الدعاء في غيبة القائم عليهالسلام :
«
اللهُمَّ عرِّفني نفسك ، فانّك إن لم تعرِّفني نفسك لم أعرف رسولك اللهُمَّ عرِّفني رسولك ، فانّك إن لم تعرِّفني رسولك لم أعرف حجّتك ، اللهمَّ عرِّفني حجّتك فانّك إن لم تعرِّفني حجّتك ضللت عن ديني ، اللهمَّ لا تمتني ميتة الجاهليّة
ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني .
اللهُمَّ
فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته عليَّ من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله ، حتّى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين والحسن والحسين وعليّاً ومحمّداً وجعفراً وموسى وعليّاً ومحمّداً وعليّاً والحسن والحجّة القائم المهديّ صلواتك عليهم أجمعين اللهمَّ فثبّتني على دينك واستعملني بطاعتك ، وليّن قلبي لوليِّ
أمرك وعافني ممّا امتحنت به خلقك ، وثبِّتني على طاعة وليِّ أمرك الّذي سترته عن خلقك ، فباذنك غاب عن بريّتك ، وأمرك ينتظر وأنت العالم غير معلّم بالوقت الّذي فيه صلاح أمر وليِّك في الاذن له باظهار أمره ، وكشف ستره ، وصبّرني على ذلك حتّى لا اُحبَّ تعجيل ما أخّرت ، ولا تأخير ما عجّلت ، ولا أكشف عمّا سترته ، ولا أبحث عمّا كتمته ، ولا اُنازعك في تدبيرك ، ولا أقول لم وكيف وما بال
وليّ أمر الله لا يظهر وقد امتلأت الأرض من الجور ؟ واُفوّض اُموري كلّها إليك .
اللهمَّ
إنّي أسئلك أن تريني وليَّ أمرك ظاهراً نافذاً لأمرك ، مع علمي بأنَّ لك السّلطان ، والقدرة والبرهان والحجّة والمشيّة ، والارادة والحول والقوَّة فافعل ذلك بي وبجميع المؤمنين حتّى ننظر إلى وليّك ظاهر المقالة ، واضح الدلالة هادياً من الضلالة ، شافياً من الجهالة ، أبرز يا ربِّ مشاهده ، وثبّت قواعده و
______________________
اجعلنا ممّن تقرُّ عيننا برؤيته ، وأقمنا بخدمته ، وتوفّنا
على ملّته ، واحشرنا في زمرته .
اللهُمَّ
أعذه من شرِّ جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وأنشأت وصوَّرت واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعَن شماله ، ومن فوقه ومن تحته بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك ووصيَّ رسولك ، اللهمَّ ومدَّ في عمره ، وزد في أجله ، وأعنه على ما أوليته واسترعيته وزد في كرامتك له ، فانّه الهادي المهديُّ القائم المهتدي الطاهر التقيُّ النقيُّ الزكيُّ الرضيُّ
المرضيُّ الصابر المجتهد الشكور .
اللهمَّ
ولا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته ، وانقطاع خبره عنّا ، ولا تنسنا ذكره وانتظار والايمان به ، وقوَّة اليقين في ظهوره ، والدعاء له والصلاة عليه ، حتّى لا يقنّطنا طول غيبته من ظهوره وقيامه ، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسول الله صلىاللهعليهوآله وما جاء به من وحيك
وتنزيلك ، قوِّ قلوبنا على الايمان به حتّى تسلك بنا لي يده منهاج الهدى والمحجّة العظمى والطريقة الوسطى وقوِّنا على طاعته ، وثبّتنا على مشايعته ، واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره ، والراغبين بفعله ، ولا تسلبنا ذلك في حياتنا ولا عند وفاتنا حتّى توفّانا ونحن على ذلك ، غير
شاكّين ولا ناكثين ، ولا مرتابين ولا مكذِّبين .
اللّهمَّ
عجّل فرجه ، وأيّده بالنصر ، وانصر ناصريه ، واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له وكذَّب به ، وأظهر به الحقَّ وأمت به الجور ، واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذلِّ ، وانعش به البلاد ، واقتل به الجبابرة الكفرة ، واقصم
به رؤوس الضلالة ، وذلّل به الجبّارين والكافرين ، وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وبحرها وبرِّها وسهلها وجبلها ، حتّى لا تدع منهم ديّاراً ، ولا تبقي لهم آثاراً ، وتطهّر منهم
بلادك . واشف منهم صدور عبادك ، وجدِّد به ما امتحى من دينك ، وأصلح به ما بدِّل من حكمك ، وغيّر من سنتك ، حتّى يعود دينك به وعلى يده غضّاً جديداً صحيحاً لا عوج
فيه ولا بدعة معه ، حتّى تطفي بعدله نيران الكافرين ، فانّه
عبدك الّذي استخلصته لنفسك ، وارتضيته لنصرة دينك ، واصطفيته بعلمك ، وعصمته من الذنوب ، و برأته من العيوب ، وأطلعته على الغيوب ، وأنعمت عليه ، وطهّرته من الرجس ونقّيته من الدَّنس .
اللهمَّ
فصلِّ عليه وعلى آبائه الأئمة الطاهرين ، وعلى شيعتهم المنتجبين وبلّغهم من آمالهم أفضل من يأملون ، واجعل ذلك منّا خالصاً من كلِّ شكّ وشبهة ورياء وسمعة ، حتّى لا نريد به غيرك ، ولا نطلب به إلّا وجهك .
اللهمَّ
إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا ، وغيبة وليّنا ، وشدَّة الزمان علينا ووقوع الفتن [ بنا ] وتظاهر الأعداء ، وكثرة عدوِّنا وقلّة عددنا ، اللهمَّ فافرج ذلك بفتح منك تعجّله ، وبصبر منك تيسّره ، وإمام عدل تظهره ، إله الحقِّ ربَّ العالمين .
اللهمَّ
إنّا نسألك أن تأذن لوليّك في إظهار عدلك في عبادك ، وقتل أعدائك في بلادك ، حتّى لا تدع للجور دعامة إلّا قصمتها ، ولا بنيَّة إلّا أفنيتها
ولا قوَّة إلّا أوهنتها ، ولا ركناً إلّا هددته ، ولا حدّاً إلّا فللته ، ولا
سلاحاً إلّا كللته ولا راية إلّا نكستها ، ولا شجاعاً إلّا قتلته ، ولا حبّاً
إلّا خذلته ، ارمهم يا ربِّ بحجرك الدامغ ، واضربهم بسيفك القاطع ، وببأسك الّذي لا يردُّ عن القوم المجرمين وعذِّب أعداءك وأعداء دينك ، وأعداء رسولك بيد وليّك ، وأيدي عبادك المؤمنين .
اللهمَّ
اكف وليّك وحجّتك في أرضك هول عدوِّه ، وكد من كاده ، وامكر بمن مكر به ، واجعل دائرة السّوء على من أراد به ، سوءاً ، واقطع عنه مادَّتهم وارعب به قلوبهم ، وزلزل له أقدامهم وخذهم جهرة وبغتةً ، شدِّد عليهم عقابك واخزهم في عبادك ، والعنهم في بلادك ، واسكنهم أسفل نارك ، وأحط بهم أشدَّ
______________________
عذابك وأصلهم ناراً ، واحش قبور موتاهم ناراً ، وأصلهم
حرَّ نارك ، فانّهم أضاعوا الصلاة ، واتّبعوا الشهوات ، وأذلّوا عبادك .
اللهمَّ
وأحي بوليّك القرآن وأرنا نوره سرمداً لا ظلمة فيه ، وأحي به القلوب الميّتة ، واشف به الصدور الوغرة ، واجمع به الأهواء المختلفة على الحقِّ ، وأقم به الحدود المعطّلة والأحكام المهملة حتّى لا يبقى حقٌّ إلّا ظهر
ولا عدل إلّا زهر واجعلنا يا ربّ من أعوانه وممّن يقوى بسلطانه والمؤتمرين لأمره و الرّاضين بفعله والمسلمين لأحكامه وممّن لا حاجة به إلى التقيّة من خلقك أنت يا ربّ الذي تكشف السّوء وتجيب المضطرّ إذا دعاك وتنجى من الكرب العظيم فاكشف الضرَّ عن وليّك واجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له اللهمَّ ولا تجعلنا من خصماء آل محمّد ولا تجعلنا من أعداء آل محمّد ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمّد فانّي أعوذ بك من ذلك فأعذني وأستجير بك فأجرني اللهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والاٰخرة ومن المقرَّبين
.
جم : جماعة باسنادهم إلى جدِّي أبي جعفر الطوسيّ ، عن جماعة ، عن التلّعكبري ، عن أبي على محمّد بن همام مثله .
٤ ـ جم : جماعة باسنادهم إلى جدِّي أبي جعفر الطوسي ، عن ابن أبي جيّد
، عن محمّد بن الحسن بن سعيد بن عبد الله والحميري وعليّ بن إبراهيم والصفّار كلّهم عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مولد وصالح بن السنديّ ، عن يونس بن عبد الرحمن ورواه جدِّي أبو جعفر الطوسي فيما يرويه عن يونس بن عبد الرحمن بعدَّة طرق تركت ذكرها كراهية للاطالة في هذا المكان ، يروي عن يونس بن عبد الرحمن أنَّ الرضا عليهالسلام كان يأمر بالدعاء
لصاحب الأمر بهذا :
اللّهمَّ
ادفع عن وليّك وخليفتك ، وحجّتك على خلقك ، ولسانك المعبّر عنك باذنك ، الناطق بحكمك ، وعينك الناظرة على بريّتك ، و شاهدك على عبادك ، الجحجاح المجاهد ، العائذ بك
عندك ، وأعذه
______________________
من شرِّ جميع ما خلقت وبرأت ، وأنشأت وصوَّرت ، واحفظه
من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ، بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك وآباءه أئمّتك ، ودعائم دينك ، واجعله في وديعتك الّتي لا تضيع ، وفي جوارك الّذي لا يخفر ، وفي منعك وعزّك الّذي لا يقهر ، وآمنه بأمانك الوثيق الّذي لا يخذل من آمنته به ، واجعله في كنفك الّذي لا يرام من كان فيه ، وأيّده بنصرك العزيز وأيّده بجندك الغالب ، وقوِّه بقوَّتك واردفه بملائكتك ، ووال من ولاه ، وعاد من عاداه ، وألبسه درعك الحصينة ، وحفّه بالملائكة حفّاً .
اللّهمَّ
وبلّغه أفضل ما بلّغت القائمين بقسطك من أتباع النبيّين ، اللّهمَّ اشعب به الصدع ، وارتق به الفتق ، وأمت به الجور ، وأظهر به العدل ، وزيّن بطول بقائه الأرض ، وأيّده بالنصر ، وانصره بالرعب ، وقوِّ ناصريه ، واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له ، ودمّر من غشّه ، واقتل به جبابرة الكفر ، وعمده ودعائمه واقصم به رؤوس الضلالة ، وشارعة البدع ، ومميتة السنّة ، ومقوِّية الباطل ، وذلّل به الجبّارين ، وأبر به الكافرين ، وجميع الملحدين في مشارق الأرض ومغاربها وبرِّها وبحرها ، وسهلها وجبلها حتّى لا تدع منهم ديّاراً ولا تبقي لهم آثاراً .
اللّهمَّ
طهّر منهم بلادك ، واشف منهم عبادك ، وأعزَّ به المؤمنين ، وأحي به سنن المرسلين ، ودارس حكمة النبيّين ، وجدِّد به ما امتحى من دينك ، وبدِّل من حكمك حتّى تعيد دينك به وعلى يديه جديداً غضّاً محضاً صحيحاً لا عوج فيه ولا بدعة معه ، وحتّى تنير بعدله ظلم الجور ، وتطفىء به نيران الكفر ، وتوضح به معاقد الحقِّ ، ومجهول العدل ، فانّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك واصطفيته من خلقك ، واصطنعته على عينك ، وائتمنته على غيبك ، وعصمته من الذنوب ، وبرأته من العيوب ، وطهّرته من الرجس ، وسلّمته من الدنس .
اللّهمَّ
فإنّا نشهد له يوم القيمة ، ويوم حلول الطامّة ، أنّه لم يذنب ذنباً ولا أتى حوباً ، ولم يرتكب معصية ، ولم يضيّع لك طاعة ، ولم يهتك لك حرمة ، ولم
يبدِّل لك فريضة ، ولم يغيّر لك شريعة ، وإنّه الهادي
المهدي الطاهر التقى النقيُّ الرضي الزكي .
اللهمّ
أعطه في نفسه وأهله وولده وذرِّيته واُمته وجميع رعيّته ما تقرّبه عينه ، وتسرُّ به نفسه ، وتجمع له ملك المملّكات كلّها ، قريبها وبعيدها ، وعزيزها
وذليلها ، حتّى يجرى حكمه على كلِّ حكم ، ويغلب بحقّه كلَّ باطل .
اللهمَّ
اسلك بنا على يديه منهاج الهدى ، والمحجّة العظمى ، والطريقة الوسطى الّتي يرجع إليها القالي ، ويلحق بها التالي ، وقوفاً على طاعته ، وثبّتنا على
مشايعته وامنن علينا بمتابعته ، واجعلنا في حزبه القوّامين بأمره ، الصّابرين معه ، الطالبين
رضاك بمناصحته ، حتّى تحشرنا يوم القيمة في أنصاره وأعوانه ومقوِّية سلطانه .
اللّهمَّ
واجعل ذلك لنا خالصاً من كلِّ شكّ وشبهة ، ورياء وسمعة ، حتّى لا نعتمد به غيرك ، ولا نطلب به إلّا وجهك ، وحتّى تحلّنا محلّه ، وتجعلنا في الجنّة
معه ، وأعذنا من السّأمة والكسل والفترة واجعلنا ممّن تنتصر به لدينك ، وتعزّ به نصر وليّك ، ولا تستبدل بنا غيرنا ، فانَّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير ، وهو علينا عسير .
اللّهمَّ
صلِّ على ولاة عهده ، والأئمة من بعده ، وبلّغهم آمالهم ، وزد في آجالهم ، وأعزَّ نصرهم ، وتمّم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم ، وثبّت دعائهم واجعلنا لهم أعوانا ، وعلى دينك أنصاراً ، فانّهم معادن كلماتك ، وأركان توحيدك ودعائم دينك ، وولاة أمرك ، وخالصتك بين عبادك ، وصفوتك من خلقك ، وأولياؤك وسلائل أوليائك ، وصفوة أولاد رسلك ، والسّلام عليهم ورحمة الله وبركاته
.
٥ ـ قال السيد : ووجدت هذا الدعاء برواية اُخرى ، وهي
ما حدَّث به زيد بن جعفر العلويّ ، عن إسحاق بن الحسن ، عن محمّد بن همام بن سهيل ومحمّد بن شعيب بن أحمد معاً ، عن شعيب بن أحمد المالكيّ عن يونس بن عبد الرحمن عن مولانا أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام
أنّه كان يأمر بالدعاء للحجّة
______________________
صاحب الزمان عليهالسلام فكان من دعائه له صلوات الله عليهما .
اللّهمَّ
صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وادفع عن وليّك وخليفتك وحجّتك على خلقك ، ولسانك المعبّر عنك بإذنك ، الناطق بحكمتك ، وعينك الناظرة في بريّتك وشاهداً على عبادك ، الجحجاح المجاهد المجتهد ، عبدك العائذ بك .
اللّهمَّ
وأعذه من شرِّ ما خلقت وذرأت وبرأت وأنشأت وصوَّرت ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ، بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك ووصيّ رسولك وآباءه أئمّتك ودعائم دينك ، صلواتك عليهم أجمعين واجعله في وديعتك الّتي لا تضيع ، وفي جوارك الّذي لا يخفَر ، وفي منعك وعزّك الّذي لا يقهر .
اللّهمَّ
وآمنه بأمانك الوثيق الّذي لا يخذل من أمنته به ، واجعله في كنفك الّذي لا يضام من كان فيه ، وانصره بنصرك العزيز ، وأيّده بجندك الغالب ، وقوِّه بقوَّتك ، واردفه بملائكتك .
اللّهمَّ
وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وألبسه درعك الحصينة وحفّه بملائكتك حفّا .
اللّهمَّ
وبلّغه أفضل ما بلّغت القائمين بقسطك من أتباع النبيّين ، اللّهمَّ اشعب به الصدع ، وارتق به الفتق ، وأمت به الجور ، وأظهر به العدل ، وزيّن بطول بقائه الأرض ، وأيّده بالنصر ، وانصره بالرُّعب ، وافتح له فتحاً يسيراً ، واجعل له من لدنك على عدوِّك وعدوِّه سلطاناً نصيراً .
اللهمَّ
اجعله القائم المنتظر ، والامام الّذي به تنتصر ، وأيّده بنصر عزيز وفتح قريب ، وورّثه مشارق الأرض ومغاربها ، اللاتي باركت فيها ، وأحي به سنّة نبيّك صلواتك عليه وآله ، حتّى لا يستخفي بشيء من الحقّ مخافة أحد من الخلق ، وقوّ ناصره ، واخذل خاذله ، ودمدم على من نصب له ، ودمِّر على من غشّه .
اللّهمَّ
واقتل به جبابرة الكفر ، وعمده ودعائمه ، والقوّام به ، واقصم
به رؤوس الضلالة ، وشارعة البدعة ، ومميتة السنّة ، ومقوّية
الباطل ، وأذلل به الجبّارين ، وأبر به الكافرين والمنافقين وجميع الملحدين ، حيث كانوا وأين كانوا من مشارق الأرض ومغاربها ، وبرّها وبحرها ، وسهلها وجبلها حتّى لا تدع منهم دساراً ، ولا تبقي لهم آثاراً .
اللّهمَّ
وطهّر منهم بلادك ، واشف منهم عبادك ، وأعزَّ به المؤمنين ، وأحى به سنن المرسلين ، ودارس حكم النبيّين ، وجدّد به ما محي من دينك ، وبدِّل من حكمك ، حتّى تعيد دينك به وعلى يديه غضّاً جديداً صحيحاً محضاً لا عوج فيه ولا بدعة معه ، حتّى تبين [ تنير ] بعدله ظلم الجور ، وتطفىء به نيران الكفر ، وتطهّر
به معاقد الحقّ ، ومجهول العدل ، وتوضح به مشكلات الحكم .
اللّهمَّ
وإنّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك ، واصطفيته من خلقك ، واصطفيته على عبادك ، وائتمنته على غيبك ، وعصمته من الذنوب . وبرأته من العيوب ، و طهّرته من الرجس ، وصرفته عن الدنس ، وسلمته من الريب .
اللّهمَّ
فانّا نشهد له يوم القيمة ، ويوم حلول الطامة أنّه لم يذنب ولم يأت حوباً ، ولم يرتكب لك معصية ، ولم يضيّع لك طاعة ، ولم يهتك لك حرمة ولم يبدِّل لك فريضة ولم يغير لك شريعة وإنّه الامام التقي الهاديُّ المهديُّ الطاهر النقي
الوفيُّ الرضيُّ الزكيُّ .
اللهمَّ
فصلِّ عليه وعلى آبائه ، وأعطه في نفسه وولده وأهله وذرِّيته و اُمّته وجميع رعيّته ما تقرُّبه عينه ، وتسرُّ به نفسه ، وتجمع له ملك المملّكات كلّها قريبها وبعيدها ، وعزيزها وذليلها ، حتّى يجرى حكمه على كلِّ حكم ويغلب بحقّه على كلِّ باطل .
اللهمَّ
واسلك بنا على يديه منهاج الهدى ، والمحجّة العظمى ، والطريقة الوسطى التي يرجع إليها الغالي ، ويلحق بها التالي ، اللّهمَّ وقوِّنا على طاعته وثبّتنا على مشايعته ، وامنن علينا بمتابعته ، واجعلنا في حزبه القوّامين بأمره الصّابرين معه ، الطّالبين رضاك بمناصحته ، حتى تحشرنا يوم القيمة في أنصاره و
أعوانه ومقوِّية سلطانه .
اللهمَّ
صلّ على محمّد وآل محمّد ، واجعل ذلك كلّه منّا لك خالصاً من كلّ شكّ وشبهة ، ورياء وسمعة ، حتّى لا نعتمد به غيرك ، ولا نطلب به إلّا وجهك وحتّى تحلّنا محلّه ، وتجعلنا في الجنّة معه ، ولا تبتلنا في أمره بالسأمة والكسل والفترة والفشل ، واجعلنا ممّن تنتصر به لدينك ، وتعزّ به نصر وليّك ، ولا تستبدل بنا غيرنا ، فانَّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير وهو علينا كبير ، إنّك على كلّ شيء قدير .
اللّهمَّ
وصلّ على ولاة عهوده ، وبلّغهم آمالهم ، وزد في آجالهم ، وانصرهم وتمّم له ما أسندت إليهم من أمر دينك ، واجعلنا لهم أعواناً ، وعلى دينك أنصاراً
وصلِّ على آبائه الطاهرين الأئمّة الراشدين .
اللّهمَّ
فانَّهم معادن كلماتك ، وخزّان علمك ، وولاة أمرك ، وخالصتك من عبادك ، وخيرتك من خلقك ، وأولياؤك وسلائل أوليائك ، وصفوتك وأولاد أصفيائك ، صلواتك ورحمتك وبركاتك عليهم أجمعين .
اللّهمَّ
وشركاؤه في أمره ، ومعاونوه على طاعتك ، الّذين جعلتهم حصنه وسلاحه ومفزعه ، واُنسه الّذين سلوا عن الأهل والأولاد ، وتجافوا الوطن ، وعطّلوا الوثير من المهاد ، قد رفضوا تجاراتهم ، وأضرُّوا بمعايشهم وفقدوا في أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم ، وحالفوا البعيد ممّن عاضدهم على أمرهم ، وخالفوا القريب ممّن صدَّ عن وجهتهم ، وائتلفوا بعد التدابر والتقاطع في دهرهم ، وقطعوا الأسباب المتّصلة بعاجل حطام من الدنيا ، فاجعلهم اللهمَّ في حرزك ، وفي ظلّ كنفك ، وردّ عنهم بأس من قصد إليهم بالعداوة من خلقك وأجزل لهم من دعوتك من كفايتك ومعونتك لهم ، وتأييدك ونصرك إيّاهم ما تعينهم به على طاعتك ، وأزهق بحقّهم باطل من أراد إطفاء نورك ، وصلّ على محمّد وآله واملأ بهم كلَّ اُفق من
الاٰفاق ، وقطر من الأقطار ، قسطاً وعدلاً ومرحمة
وفضلاً ، واشكر لهم على حسب كرمك وجودك وما مننت به على العالمين بالقسط من عبادك ، واذخر لهم من ثوابك ما ترفع لهم به الدرجات ، إنّك تفعل ما تشآء ، وتحكم ما تريد آمين ربَّ العالمين .
٦ ـ مهج : باسنادنا إلى محمّد بن أحمد بن إبراهيم
الجعفيّ المعروف بالصابوني في جملة حديث باسناده ، وذكر فيه غيبة المهديّ صلوات الله عليه ، قلت كيف تصنع شيعتك ؟ قال : عليكم بالدعاء ، وانتظار الفرج وإنّه سيبدو لكم علم ، فاذا بدا لكم فاحمدوا الله ، وتمسّكوا بما بدا لكم ، قلت فما ندعو به ؟ قال : تقول :
«
اللّهمَّ أنت عرَّفتني نفسك وعرَّفتني رسولك وعرَّفتني ملائكتك وعرَّفتني ولاة أمرك اللّهمَّ لا آخذ إلّا ما أعطيت ، ولا أقي إلّا ما وقيت اللّهمَّ لا تغيِّبني
عن منازل أوليائك ، ولا تُزغ قلبي بعد إذ هديتني ، اللّهمَّ اهدني لولاية من افترضت طاعته » .
٧ ـ مهج : ورأيت أنا في المنام من يعلّمني دعاء
يصلح لأيّام الغيبة وهذه ألفاظه :
يا
من فضّل آل إبراهيم ، وآل إسرائيل على العالمين باختياره ، وأظهر في ملكوت السماوات والأرض عزَّة اقتداره ، وأودع محمّداً صلىاللهعليهوآله وأهل بيته غرائب أسراره ، صلّ على محمّد وآله ، واجعلني من أعوان حجَّتك على عبادك وأنصاره
.
وحدَّثني
صديقنا الملك مسعود ختم الله جلَّ جلاله له بانجاز الوعود أنّه رأى في منامه شخصاً يكلّمه من وراء حائط ولم ير وجهه ، ويقول : « يا صاحب القدر و الاقدار ، والهمم والمهامّ ، عجّل فرج عبدك ووليّك والحجّة القائم بأمرك في خلقك واجعل لنا في ذلك الخيرة » .
______________________
٨ ـ مهج : حدَّثنا محمّد بن عليّ بن دقاق القمي
أبو جعفر قال : حدَّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان القمي قال : حدَّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه القميّ ، عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبد السّلام بن سالم قال : حدَّثنا محمّد بن سنان ، عن يونس بن ظبيان ،
عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قال أبو جعفر عليهالسلام
: من دعا بهذا الدُّعاء مرَّة واحدة في دهره كتب في رقّ العبوديّة ، ورفع في ديوان القائم عليهالسلام. فاذا قام قائمنا نادى باسمه واسم أبيه ، ثمَّ يدفع إليه هذا الكتاب ويقال له : خذ ! هذا كتاب العهد
الّذي عاهدتنا في الدنيا ، وذلك قوله عزَّ وجلَّ « إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ
عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا » وادع به وأنت طاهر تقول :
«
اللّهمَّ يا إله الاٰلهة ، يا واحد ، يا أحد يا آخر الاٰخرين ، ياقاهر
القاهرين يا عليُّ يا عظيم ، أنت العليُّ الأعلى ، علوت فوق كلّ علوّ ، هذا يا سيّدي عهدي وأنت منجز وعدي فصلْ يا مولاي وعدي ، وأنجز وعدي ، آمنت بك ، وأسألك بحجابك العربيّ ، وبحجابك العجمي ، وبحجابك العبراني ، وبحجابك السرياني ، وبحجابك الرومي ، وبحجابك الهندي ، وأثبت معرفتك بالعناية الاُولى فانّك أنت الله لا ترى وأنت بالمنظر الأعلى .
وأتقرَّبُ
إليك برسُولك المنذر صلىاللهعليهوآله ، وبعليّ أمير
المؤمنين صلوات الله عليه الهادي ، وبالحسن السيّد وبالحسين الشهيد سبطي نبيّك ، وبفاطمة البتول وبعليِّ بن الحسين زين العابدين ذي الثفنات ، ومحمّد بن عليِّ الباقر عن علمك وبجعفر بن محمّد الصادق الّذي صدَّق بميثاقك وبميعادك ، وبموسى بن جعفر الحصور القائم بعهدك ، وبعليِّ بن موسى الرِّضا الرّاضي بحكمك ، وبمحمّد بن عليّ الحبر الفاضل المُرتضى في المؤمنين ، وبعليِّ بن محمّد الأمين المؤتمن هادي المُسترشدين
وبالحسن بن عليّ الطاهر الزكي خزانة الوصيّين .
______________________
وأتقرَّبُ
إليك بالامام القائم العدل المنتظر المهدي إمامنا وابن إمامنا صلوات الله عليهم أجمعين .
يا
من جلَّ فعظُم و [ هو ] أهل ذلك فعفى ورحم ، يا من قدر فلطف ، أشكو إليك ضعفي ، وما قصر عنه عملي من توحيدك ، وكنه معرفتك ، وأتوجَّه إليك بالتسمية البيضاء ، وبالوحدانيّة الكبرى الّتي قصر عنها من أدبر وتولّى ، وآمنت بحجابك الأعظم ، وبكلماتك التامّة العليا ، الّتي خلقت منها دار البلاء ، وأحللت من أحببت
جنّة المأوى ، آمنتُ بالسّابقين والصّدِّيقين أصحاب اليمين من المؤمنين [ و ] الّذين
خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيّئاً ألّا تولّيني غيرهم ، ولا تفرِّق بيني وبينهم غداً
إذا قدَّمت الرِّضا بفصل القضاء .
آمنت
بسرِّهم ، وعلانيتهم وخواتيم أعمالهم فانّك تختم عليها إذا شئت ، يا من أتحفني بالاقرار بالوحدانيّة ، وحباني بمعرفة الربوبيّة ، وخلّصني من الشكّ والعمى ، رضيت بك ربّاً وبالأصفياء حججاً ، وبالمحجوبين أنبياء ، وبالرُّسُل أدلّاء
وبالمتّقين اُمراء ، وسامعاً لك مطيعاً » .
هذا
آخر العهد المذكور .
١١٦
(
* باب *
)
* ( ما يسكن الغضب ) *
١ ـ مكا : عن الصادق عليهالسلام قال : أيّما رجل غضب وهو قائم فليجلس فانّه يذهب عنه رجز الشيطان ، ومن غضب على رحم ماسّة فليمسّه يسكن عنه الغضب .
وعنه
عليهالسلام قال : قل عند الغضب «
اللهُمَّ أذهب عنّي غيظ قلبي ، واغفر لي
______________________
ذنبني ، وأجرني من مضلّات الفتن ، أسألك رضاك ، وأعوذ بك
من سخطك أسألك جنّتك ، وأعوذ بك من نارك ، وأسألك الخير كلّه ، وأعوذ بك من الشرِّ كلّه ، اللّهمَّ ثبّتني على الهدى والصواب ، واجعلني راضياً مرضيّاً غير ضالّ ولا مضلّ .
وقال
: قال الله تبارك وتعالى : يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب فلا أمحقك فيمن أمحق .
وقال
أبو عبد الله عليهالسلام : من كفَّ غضبه عن
الناس ، كفَّ الله عنه غضبه يوم القيامة .
أيضاً
في الغضب يصلّي على النبيّ صلىاللهعليهوآله ويقول « ويذهب غيظ
قلوبهم اللهمَّ اغفر ذنوبي ، وأذهب غيظ قلبي ، وأجرني من الشّيطان الرَّجيم ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم » .
٢ ـ دعوات الراوندي : قال الصادق عليهالسلام : لو قال أحدكم إذا غضب : « أعوذ بالله من الشّيطان الرجيم » ذهب عنه غضبه .
وقال
رجل : يا رسول الله أوصني ، فقال صلىاللهعليهوآله : اُوصيك أن لا تغضب
، وقال : إذا غضب أحدكم فليتوضّأ .
١١٧
* باب *
* ( ما يوجب التذكر اذا نسى شيئاً ) *
١ ـ مكا : عن النوفليِّ ، عن السكونيّ ، عن أبي
عبد الله عليهالسلام قال : إذا أنساك الشيطان شيئاً فضع يدك على جبهتك وقل : اللّهمَّ إنّي أسئلك يا مذكّر الخير و فاعله والاٰمر به ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وتذكّرني ما أنسانيه الشّيطان
.
______________________
١١٨
(
باب )
*
« ( ما يوجب دفع الوحشة وما يناسب ذلك في الوحشة ) » *
١ ـ مكا : روي أنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله شكى إليه رجل الوحشة
، فقال : أكثر من أن تقول هذا ، فقالهنَّ فأذهب الله عنه الوحشة ، وهو « سبحان ربّي الملك القدُّوس ربِّ الملائكة والرُّوح ، خالق السّماوات والأرض ، ذي العزَّة والجبروت »
.
١١٩
* ( باب ) *
* ( ما يدفع قلة الحفظ ) *
١ ـ أقول : ورأيت منقولاً من خطّ الشيخ محمّد بن
علي الجبعيّ نقلاً من خطّ الشهيد قدِّس سرُّهما ، عن ابن عبّاس قال : علّمني رسول الله صلىاللهعليهوآله ما أتقوَّى به على الحفظ حين شكوت إليه قلّة الحفظ ، فقال : ألا اُهدى لك هدية يا ابن عباس علّمني إيّاها جبرئيل عليهالسلام ؟ فقلت : بلى يا
رسول الله ، فقال لي : تكتب في طست بزعفران وماء الورد ، فاتحة الكتاب والتوحيد والمعوَّذتين ويس والحشر والواقعة والملك ، ثمَّ تصبُّ عليه ماء زمزم ، أو ماء السّماء ، وتشرب على الريق وقت السحر ، وذلك مع ثلاث مثاقيل لبان ، وعشر مثاقيل عسل ، وعشر مثاقيل سكّر ثمَّ تصلّي بعد شربه عشر ركعات ، تقرء في كلِّ ركعة بفاتحة الكتاب عشر مرّات وقل هو الله أحد ، ثمَّ تصبح صائماً ذلك اليوم ، فما تأتي عليك أربعون يوماً حتّى تكون حافظاً باذن الله تعالى .
قيل
: وكان الزهريُّ يكتبها لأولاده ويسقيهم إيّاها .
قال
ابن عاصم : كتبتها كثيراً وكنت ابن اثنتين وخمسين سنة ، فما أتى عليَّ شهر حتّى صرت حافظاً باذن الله تعالى .
______________________
١٢٠
* ( باب ) *
*
« ( الدعاء لحفظ القرآن ) » *
١ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة قال : حدَّثني جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام أنَّ هذا من دعاء النبيِّ صلىاللهعليهوآله « اللّهمَّ ارحمني
بترك معاصيك أبداً ما أبقيتني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنّي ، والزم قلبي حفظ كتابك كما علّمتني ، واجعلني أتلوه على النحو الّذي برضيك عنّي ، اللهمَّ نوِّر بكتابك بصري ، واشرح به صدري ، وفرِّج به قلبي ، وأطلق به لساني ، واستعمل به بدني ، وقوِّني على ذلك فانّه لا حول ولا قوَّة إلّا بك » .
١٢١
(
باب )
*
« الدعاء لتبعات العباد » *
١ ـ ب : ابن سعد عن الأزدي ، عن أبي الحسن الأوَّل عليهالسلام قال : كان يقول : اللهمَّ إنّك أخذت بناصيتي وقلبي ، فلم تملّكني منهما ، فاذ فعلت ذلك بهما فأنت وليّهما ، فأدِّهما إلى سواء السبيل ، يا ربّ يا ربِّ يا ربِّ ، ما أقدرك ما أقدرك
ما أقدرك على تعويض كلِّ من كانت له قبلي تبعة وتغفر لي ، فانَّ مغفرتك للظالمين
.
٢ ـ ما : التمّار عن أحمد بن محمّد ، عن أبي عثمان ، عن العتبيّ قال :
سمعت أعرابيّاً يدعو فيقول في دعائه « اللّهمَّ إنَّ لك عليَّ حقوقاً فتصدَّق بها عليَّ
، وللناس عليَّ تبعات فتحمّلها عنّي ، وقد أوجبت لكلّ ضيف قرى وأنا ضيفك فاجعل قراي اللّيلة الجنّة » .
______________________
١٢٢
* ( باب ) *
* ( الدعاء عند الاحتضار ) *
أقول : قد أوردنا أكثر أخبار هذا الباب في كتاب الطهارة ، ولنذكر هنا
نبذاً من ذلك .
١ ـ ما ، المفيد ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن محمّد ، عن عليِّ
بن الحسين عن الحسن بن عليِّ بن يوسف ، عن زكريّا المؤمن ، عن سعيد بن يسار ، عن أبي عبد الله
عليهالسلام قال : إنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله حضر شابّاً عند
وفاته ، فقال له قل « لا إله إلّا الله » قال فاعتقل لسانه مراراً فقال لامرأة عند رأسه : هل لهذا اُمٌّ ؟ قالت : نعم ، أنا اُمّه
قال : أفساخطة أنت عليه ؟ قالت : نعم ما كلّمته منذ ستّ حجج ، قال لها : ارضي عنه ، قالت رضي الله عنه برضاك يا رسول الله ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله قل « لا إله إلّا الله » قال : فقالها ، فقال النبيُّ صلىاللهعليهوآله : ما ترى ؟ فقال : أرى رجلاً أسود قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح ، قد وليني الساعة فأخذ بكظمي
فقال له النبيُّ صلىاللهعليهوآله : قل « يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل منّي اليسير واعف عنّي الكثير إنّك أنت الغفور الرحيم » فقالها الشابُّ فقال له النبيُّ صلىاللهعليهوآله : انظر ما ترى ؟ قال : أرى رجلاً أبيض اللّون ، حسن الوجه ، طيّب الريح ، حسن الثياب ، قد وليني وأرى الأسود قد تولّى عنّي ، قال : أعد فأعاد ، قال : ما ترى ؟ قال : لست أرى الأسود وأرى الأبيض قد وليني ثمَّ طفى على تلك الحال
.
______________________
١٢٣
* ( باب ) *
*
« الدعاء لطلب الولد » *
١ ـ ما : المفيد : عن الحسن بن علي النحويّ ، عن محمّد بن القاسم الأنباري
عن محمّد بن أحمد الطائي ، عن عليِّ بن محمّد الصيمري ، قال : تزوَّجت ابنة جعفر
بن محمود الكاتب فأحببتها حبّاً لم يحبَّ أحدٌ أحداً مثله ، وأبطأ عليَّ الولد ، فصرت
إلى أبي الحسن عليِّ بن محمّد بن الرضا عليهالسلام
فذكرت ذلك له ، فتبسّم وقال : اتّخذ خاتماً فصّه فيروزج ، واكتب عليه « رَبِّ لَا تَذَرْنِي
فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ » قال : ففعلت ذلك ، فما أتى عليَّ حول حتّى رزقت منها ولداً ذكراً
.
١٢٤
«
( باب ) »
*
« ( الدعاء لرؤية الهلال ) » *
أقول : سيجيىء في أبواب أعمال السنة من كتاب الصيام أيضاً أخبار هذا
الباب فلا تغفل .
١ ـ ن : بالاسناد إلى دارم ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا رأى الهلال قال :
«
أيّها الخلق المطيع ، الدّائب السّريع ، المتصرّف في ملكوت الجبروت بالتَّقدير ، ربّي وربُّك الله ، اللهمَّ أهلّه علينا بالأمن والايمان ، والسّلامة
والاسلام والاحسان ، وكما بلّغتنا أوَّله فبلّغنا آخره ، واجعله شهراً مباركاً تمحو فيه
السيّئات وتثبت لنا فيه الحسنات ، وترفع فيه الدرجات ، يا عظيم الخيرات »
.
______________________
٢ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن جعفر بن محمّد العلويّ ، عن عليِّ
بن الحسن بن عليِّ بن عمر بن عليّ ، عن الحسين بن زيد ، عن عمّه عمر بن عليِّ ، عن
أبيه عليِّ بن الحسين ، عن محمّد بن الحنفية ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام قال : كان النبيُّ صلىاللهعليهوآله إذا نظر إلى الهلال رفع يديه ثمَّ قال :
«
بسم الله اللّهمَّ أهلّه علينا بالأمن والايمان ، والسلامه والاسلام ، ربّي وربّك الله .
٣ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن أحمد بن هوذة ، عن النهاونديّ عن عبد الله بن حمّاد ، عن أبي مريم عبد الغفّار بن القاسم ، عن أبي جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام قال : كان رسول الله
صلىاللهعليهوآله إذا رأى الهلال
استقبل القبلة وكبّر ثمَّ قال : هلال رشد اللّهمَّ أهلّه علينا بيمن وإيمان ، وسلامة وإسلام ، وهدى ومغفرة وعافية مجلّلة ، ورزق واسع ، إنّك على كلِّ شيء قدير .
قال
أبو مريم : فقلت هذا الكلام فرأيت خيراً .
٤ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن أحمد بن محمّد بن الحسين العلويّ
عن جدِّه الحسين بن إسحاق ، عن أبيه إسحاق بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن أبيه عن جدِّه الباقر عليهمالسلام قال : بينا أنا مع
أبي عليِّ بن الحسين عليهماالسلام في طريق أو مسير إذ نظر إلى هلال شهر رمضان فوقف ثمَّ قال :
أيّها
الخلق المطيع ، الدائب السّريع ، المتردّد في منازل التقدير ، المتصرِّف في فلك التدبير ، آمنت بمن نوَّر بك الظلم ، وأوضح بك البهم ، وجعلك آية من آيات ملكه ، وعلامة من علامات سلطانه ، فحدَّ بك الزمان ، وامتهنك بالكمال والنقصان ، والطلوع والاُفول والإنارة والكسوف ، في كلّ ذلك أنت له مطيع وإلي إرادته سريع ، سبحانه ما أعجب ما دبّر أمرك ، وألطف ما صنع في شأنك ، جعلك مفتاح شهر لحادث أمر ، جعلك الله هلال بركة لا يمحقها الأيّام ، وطهارة لا تدنسها الاٰثام ، هلال أمنة من الاٰفات ، وسلامة من السيّئات ، هلال سعد لا نحس
فيه
______________________
ويمن لا نكد فيه ، ويسر لا يمازجه عسر ، وخير لا يشوبه
شرٌّ ، هلال أمن وإيمان ونعمة وإحسان .
اللّهمَّ
اجعلنا من أرضى من طلع عليه ، وأزكى من نظر إليه ، وأسعد من تعبّد لك فيه ، ووفّقنا اللهمَّ فيه للطاعة والتوبة ، واعصمنا من الاٰثام
والحوبة وأوزعنا شكر النعمة ، واجعل لنا فيه عوناً منك على ما تديننا إليه من مفترض طاعتك ونفلها ، إنّك الأكرم من كلّ كريم ، والأرحم من كلّ رحيم ، آمين [ آمين ] ربّ العالمين .
٥ ـ مكا : التعبّد عند رؤية الهلال : تكتب على
يدك اليسرى بسبّابة يمينك « محمّد ، علي ، فاطمة ، الحسن ، والحسين ، إلى آخرهم ، وتكتب قل هو الله أحد إلى آخرها ، ثمَّ تقول : اللهمَّ الناس إذا نظروا إلى الهلال نظر بعضهم إلى وجوه بعض وتبرَّك بعضهم ببعض ، وإنّي نظرت إلى أسمائك واسم نبيّك ووليّك وأوليائك عليهم السّلام ، وإلى كتابك ، فأعطني كلّ الّذي اُحبُّ أن [ تعطينيه من الخير واصرف عنّي كلَّ الّذي اُحبُّ أن ] تصرفه عنّي من الشرّ
وزدني من فضلك ما أنت أهله ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم
.
٦ ـ تم : عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : إذا خفت أحداً
وأردت أن تكفى شرُّه ، فانظر إلى الهلال أوَّل ليلة من الشهر ، وأومىء بيدك إلى نحو دار من تخافه وقل « أَيَوَدُّ
أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ
نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ
» ثمَّ تقول « اللّهمَّ طمّه بالبلاء طمّا ، وغمّه بالبلاء غمّا ، وارمه بحجارة من سجّيل ، وطيرك الأبابيل
يا عليّ يا عظيم » ثمَّ تقول في الليلة الثانية والثالثة كذلك ، فان نجع وبلغت ما تريد
وإلّا فعلته ذلك في الشهر الثاني ما فعلته في الأوَّل ، فان نجع وإلّا فعلت ذلك في
الشهر الثالث فانّك تكفى شرَّ من تريد إنشاء الله
.
______________________
٧ ـ ما : الحسين بن عبيد الله ، عن التلّعكبريّ ، عن محمّد بن أحمد ، عن
سفيان ابن زياد ، عن عبّاد بن صهيب ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : كان إذا رأى الهلال قال : اللهمَّ ارزقنا خيره ونصره وبركته وفتحه ونعوذ بك من شرّه وشرّ ما بعده .
٧ ـ دعوات الراوندي : كان أمير المؤمنين عليهالسلام إذا رأى الهلال يقول « اللّهمَّ إنَّ الناس إذا نظروا إلى الهلال نظر بعضهم في وجوه بعض ، ورجا بعضهم بركة بعض ، اللّهمَّ إنّي أنظر إلى وجهك جلَّ ثناؤه ، ووجه نبيّك ووجه أوليائك أهل بيت نبيّك صلىاللهعليهوآله ، فصلِّ على محمّد
وآل محمّد ، وأعطني ما اُحبُّ أن تعطينيه في الدنيا والاٰخرة ، واصرف عنّي ما اُحبُّ أن تصرفه عنّي في الدنيا والاٰخرة
وأحينا على طاعتك وطاعة أوليائك ، وطاعة وليّك ، صلواتك ورحمتك عليهم ، والتسليم لأمرك ، وتوفّنا عليه ، ولا تسلبناه ، وتفضّل علينا برحمتك » .
ثمَّ
يقول : ما شاء الله لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم ـ عشرا ـ اللهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد ـ عشراً ـ ثمَّ كان يولّيه ظهره ، ويقول ربّي وربّك الله
ربُّ العالمين ، اللهمَّ ثبّتنا على السّلام والاسلام ، والأمن والأيمان ، ودفع الأسقام
والمسارعة فيما تحبُّ وترضى من طاعتنا لك .
١٢٥
* باب *
*
« ( الدعاء اذا نظر الى السماء ) » *
١ ـ كتاب زيد الزراد : قال : كان أبو عبد الله عليهالسلام إذا نظر إلى السماء قرأ هذه الاٰية « إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ
» وقرأ آية السخرة « إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ
النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
______________________
والنجوم مسخّرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله
ربُّ العالمين » .
ثمَّ
يقول « اللّهمَّ إنّك جعلت في السماء نجوماً ثاقبة ، وشهباً أحرست به السماء من سرّاق السمع من مردة الشياطين ، اللّهمَّ فاحرسني بعينك الّتي لا تنام ، واكنفني
بركنك الّذي لا يرام ، واجعلني في وديعتك الّتي لا تضيع ، وفي درعك الحصينة ومنعك المنيع ، وفي جوارك ، عزَّ جارك ، وجلَّ ثناؤك ، وتقدَّست أسماؤك ولا إله غيرك .
١٢٦
* باب *
«
( الدعاء عند شم الرياحين ورؤية الفاكهة الجديدة ) »
١ ـ لي : ابن المتوكّل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أبي
البختري ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام قال : كان رسول الله
صلىاللهعليهوآله إذا رأى الفاكهة الجديدة قبّلها ووضعها على عينيه وفمه ، ثمَّ قال : اللهمَّ كما أريتنا أوَّلها في
عافية فأرنا آخرها في عافية .
٢ ـ لي : حمزة العلويُّ ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن
مالك الجهنيّ قال : ناولت أبا عبد الله عليهالسلام شيئاً من الرياحين
فأخذه فشمّه ووضعه على عينيه ، ثمَّ قال : من تناول ريحانة فشمّها ووضعها على عينيه ، ثمَّ قال : اللهمَّ
صلِّ على محمّد وآل محمّد . لم تقع على الأرض حتّى يغفر له
.
______________________
١٢٧
* ( باب ) *
*
« ( نادر وفيه ذكر الدعاء اذا سمع نباح الكلب ) » *
*
« ( ونهيق الحمار وعند سماع صوت الرعد ) » *
*
« ( وما يناسب ذلك أيضاً ) » *
١ ـ ع : أبي ، عن محمّد العطّار ، عن الأشعريّ ، عن البرقيِّ ، عن رجل
، عن ابن أسباط ، عن عمّه يعقوب رفعه إلى عليّ عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمار ، فتعوَّذوا بالله من الشيطان الرجيم ، فانّهم يرون
ولا ترون ، فافعلوا ما تؤمرون .
٢ ـ مع : ابن المتوكّل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن
جميل ابن صالح ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله عزَّ وجلَّ
« رَبَّنَا
آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً » قال : رضوان الله في الجنّة ، والسعة في الرزق والمعاش ، وحسن الخلق في الدنيا
.
شى : عن عبد الأعلى عنه عليهالسلام
مثله .
٣ ـ ب : عليٌّ ، عن أخيه عليه السلام قال : سألته عن القرطاس تكون
فيه الكتابة فيه ذكر الله أيصلح إحراقه بالنّار ؟ فقال : إن تخوّفت فيه شيئاً فأحرقه فلا بأس .
٤ ـ شى : عن يونس بن عبد الرحمن أنَّ داود قال : كنّا عنده عليهالسلام فارتعدت السماء فقال هو : « سبحان من يسبّح الرعد بحمده والملائكة من خيفته »
.
______________________
١٢٨
«
( باب ) »
* ( الملاعنة والمباهلة ) *
١ ـ ما : الغضايريّ ، عن التلعكبري ، عن محمّد بن همّام ، عن الحميريّ
، عن الطيالسيّ ، عن زريق الخلقاني قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : إذا تلاعن اثنان فتباعد منهما ، فانَّ ذلك مجلس تنفر عنه الملائكة ، ثمَّ قل : اللّهمَّ لا تجعل
لها إليَّ مساغاً ، واجعلها برأس من يكايد دينك ، ويضادُّ وليّك ، ويسعى في الأرض فساداً .
٢ ـ عدة الداعي : عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : الساعة الّتي تباهل فيها ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس .
وعن
ابن أبي عمير ، عن محمّد بن حكيم ، عن أبي مسروق ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت : إنّا نكلّم النّاس فنحتجُّ عليهم بقول الله عزَّ وجلَّ « أَطِيعُوا
اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ » فيقولون : نزلت في اُمراء
السرايا ، فنحتجُّ عليهم بقول الله تعالى « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ » إلى آخر الاٰية
فيقولون : نزلت في المؤمنين فنحتجُّ عليهم بقول الله « قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ
فِي الْقُرْبَىٰ » فيقولون : نزلت في قربى المسلمين ، قال : فلم أدع شيئاً ممّا حضرني ذكره من هذا وشبهه إلّا ذكرته له .
فقال
لي : إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة ، قلت : وكيف أصنع ؟ فقال : أصلح نفسك ثلاثاً وأظنّه قال : صم واغتسل وابرز أنت وهو إلى الجبّان ، فشبّك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه ، وابدأ بنفسك فقل « اللّهمَّ ربَّ السّموات السّبع
______________________
وربَّ الأرضين السّبع عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم
إن كان أبو مسروق جحد حقّاً وادَّعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليماً » ثمَّ
ردَّ الدعوة عليه فقل : وإن كان فلان جحد حقّاً وادَّعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليماً .
ثمَّ
قال لي : فانّك لا تلبث أن ترى ذلك فيه ، فوالله ما وجدت خلقاً يجيبني عليه .
وعن
أبي العبّاس : تشبّك أصابعك في أصابعه ، ثمَّ تقول : إن كان فلان جحد حقّاً أو أقرَّ بباطل فأصبه بحسبان من السّماء أو بعذاب من عندك ، وتلاعنه سبعين مرَّة .
١٢٩
* باب *
*
« ( الدعوات المأثورة غير الموقتة وفيه الدعوات ) » *
*
« ( الجامعة للمقاصد وبعض الادعية التي لها ) » *
*
« ( اسماء معروفة وما يناسب ذلك ) » *
١ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام قال : ما من مؤمن قال هذه الكلمات إلّا وأنا ضامن له في دنياه وفي آخرته ، فأمّا في دنياه
فتتلقّاه الملائكة ببشارة عند الموت ، وأمّا في آخرته فانَّ له بكلِّ كلمة منها بيتاً في
الجنة يقول « يا أسمع السّامعين ، ويا أبصر الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ، يا أرحم
الراحمين يا أحكم الحاكمين » .
٢ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق عليهالسلام قال : كان ممّا يدعو به أبي عليهالسلام « اللّهمَّ هب لي حقّك
، وأرض عنّي خلقك ، واغفر لي ما لا يضرُّك
______________________
وعافني ممّا لا ينفعك ، فانَّ شفائي لا يضرُّك ، وعذابي
لا ينفعك ، فانّك تعطي من يسألك ، وتغضب على من لا يسألك ، ولن يفعل ذلك أحد غيرك ، سبحانك وبحمدك .
قال
: وكان أبي عليهالسلام يقول في دعائه : « اللّهمَّ
ألبسني العافية حتّى تهنّئني المعيشة ، وارزقني من فضلك ما تغنيني به عن سائر خلقك ، ولا أشتغل عن طاعتك ببشر سواك » .
قال
: وكان أبي رضي الله عنه يقول في دعائه : ربِّ أصلح لي نفسي فانّها أهمُّ الأنفس إليَّ ، ربِّ أصلح لي ذرِّيتي فانّهم يدي وعضدي ، ربِّ وأصلح لي أهل بيتي فانّهم لحمي ودمي ، ربِّ أصلح لي جماعة إخوتي وأخواتي ومحبّتي فانَّ صلاحهم صلاحي .
٣ ـ ما : التمّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي عثمان ، عن العتبيّ قال
: سمعت أعرابيّاً يدعو « اللّهمَّ ارزقني عمل الخائفين ، وخوف العاملين حتّى أتنعّم بترك النعيم رغبة فيما وعدت ، وخوفاً ممّا أوعدت .
٤ ـ ما : المفيد : عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن عليِّ بن الحسن بن فضّال ، عن أبيه ، عن الحسن بن الجهم ، عن عبد الله بن سنان ، عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : بينا رسول
الله صلىاللهعليهوآله يمشي ذات يوم مع
أصحابه إذ قال لهم : على رسلكم ، حتّى اُثني على ربّي ثمَّ قال : اللّهمَّ إنّه لا مانع لما
أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولا قابض لما بسطت ، ولا باسط لما قبضت ، ولا هادي لمن أضللت ولا مضلَّ لمن هديت ، اللّهمّ أنت الحليم فلا تجهل ، وأنت الجواد فلا تبخل ، وأنت العزيز فلا تستذلُّ ، وأنت المنيع فلا ترام .
٥ ـ ما : بالاسناد إلى أبي قتادة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ثلاثة لم يسأل الله
______________________
عزَّ وجلَّ بمثلهم أن تقول « اللّهمَّ فقّهني في الدين
وحبّبني إلى المسلمين ، واجعل لي لسان صدق في الاٰخرين » .
٦ ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله في بيت اُمِّ سلمة
في ليلتها ففقدته من الفراش فدخلها في ذلك ما يدخل النساء ، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتّى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائم ، رافع يديه يبكي وهو يقول « اللّهمَّ لا تنزع منّي صالح ما أعطيتني أبداً ، اللّهمَّ لا تشمت بي عدوّاً ولا حاسداً أبداً ، اللّهمَّ
ولا تردَّني في سوء استنقذتني منه أبداً ، اللّهمَّ ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً »
.
٧ ـ يد : عليُّ بن عبد الله الأسواريّ ، عن مكّي بن أحمد ، عن إسماعيل
بن محمّد ابن الفضل بن محمّد بن المسيّب ، عن جدِّه ، عن ابن أبي اُويس ، عن أحمد بن محمّد بن داود بن قيس ، عن أفلح بن كثير ، عن ابن جريح ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه ، عن جدِّه ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنَّ جبرئيل نزل
عليه بهذا الدعاء من السّماء ونزل عليه ضاحكاً مستبشراً فقال : السّلام عليك يا محمّد ، قال : وعليك السّلام يا
جبرئيل ، فقال : إنَّ الله بعث إليك بهديّة قال : وما تلك الهديّة يا جبرئيل ؟
فقال : كلمات من كنوز العرش أكرمك الله بها ، قال : وما هنَّ يا جبرئيل ؟ قال : قل : يا من أظهر الجميل ، وستر القبيح ، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ، ولم يهتك الستر ، يا
عظيم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا
صاحب كلِّ نجوى ومنتهى كلِّ شكوى ، يا كريم الصفح ، يا عظيم المنِّ ، يا مبتدئاً بالنعم
قبل استحقاقها ، يا ربّنا وسيّدنا ويا مولانا ، ويا غاية رغبتنا ، أسئلك يا الله
أن لا تشوِّه خلقي بالنار .
فقال
رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا جبرئيل فما
ثواب هذه الكلمات ، فقال : هيهات هيهات انقطع العمل ، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ثواب
______________________
ذلك إلى يوم القيامة ، ما وصفوا من ألف جزء جزءاً واحداً
، فاذا قال العبد « يا من أظهر الجميل وستر القبيح » ستره الله برحمته في الدنيا وجمَله في الاٰخرة ، وستر
الله عليه ألف ألف ستر في الدنيا والاٰخرة ، فاذا قال العبد « يا من لم يؤاخذ
بالجريرة ولم يهتك الستر » لم يحاسبه الله يوم القيامة ، ولم يهتك ستره يوم تهتك الستور وإذا قال « يا عظيم العفو » غفر الله له ذنوبه ولو كانت خطيئته مثل زبد البحر ، فاذا
قال « يا حسن التجاوز » تجاوز الله عنه حتّى السرقة وشرب الخمر ، وأهاويل الدنيا وغير ذلك من الكبائر ، وإذا قال : « يا واسع المغفرة » فتح الله عزَّ وجلَّ له
سبعين باباٌ من الرحمة [ فهو يخوض في رحمة الله عزَّ وجلَّ حتّى يخرج من الدُّنيا ] .
وإذا
قال « يا باسط اليدين بالرحمة » بسط الله يده عليه بالرحمة ، وإذا قال « يا صاحب كلِّ نجوى ، ومنتهى كلِّ شكوى » أعطاه الله عزَّ وجلَّ من الأجر ثواب كلِّ مصاب وكلِّ سالم وكلِّ مريض وكلِّ ضرير وكلِّ مسكين وكلِّ فقير وكلِّ صاحب مصيبة إلى يوم القيامة ، وإذا قال « يا كريم الصفح » أكرمه الله كرامة الأنبياء وإذا قال : « يا عظيم المنّ » أعطاه الله يوم القيامة اُمنيّته واُمنيّة
الخلائق ، وإذا قال : « يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها » أعطاه الله من الأجر
بعدد من شكر نعماءه .
و
« إذا قال يا ربّنا ويا سيّدنا ويا مولانا » قال الله تبارك وتعالى : اشهدوا ملائكتي أنّي قد غفرت له وأعطيته من الأجر بعدد من خلقته ممّن في الجنّة والنار ، والسموات السبع ، والأرضين السبع ، والشمس والقمر ، والنجوم وقطر الأمطار ، وأنواع الخلق والجبال ، والحصى والثرى ، وغير ذلك ، والعرش والكرسيّ .
وإذا
قال : « يا مولانا » ملأ الله قلبه من الايمان ، وإذا قال « يا غاية رغبتاه » أعطاه الله يوم القيامة رغبته ، ومثل رغبة الخلائق ، وإذا قال : « أسألك يا الله
ألّا تشوّه خلقي بالنار » قال الجبّار جلَّ جلاله : استعتقني عبدي من النار اشهدوا ملائكتي أنّي قد أعتقته من النار ، وأعتقت أبويه وإخوته وأخواته وأهله
وولده وجيرانه ، وشفّعته في ألف رجل ممّن وجب لهم النار
، وآجرته من النار فعلّمهنَّ يا محمّد المتّقين ، ولا تعلّمهنَّ المنافقين فانّها دعوة مستجابة
لقائلهنَّ إنشاء الله وهو دعاء أهل البيت المعمور حوله ، إذا كان يطوفون به .
٨ ـ لي : أحمد بن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن ابن
محبوب عن محمّد بن يحيى الخثعميّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : إنَّ أباذرّ رحمة الله عليه مرَّ برسول الله صلىاللهعليهوآله وعنده جبرئيل عليهالسلام في صورة دحية الكلبي ، وقد استخلاه
رسول ـ الله صلىاللهعليهوآله ، فلمّا رآهما انصرف
عنهما ولم يقطع كلامهما فقال جبرئيل عليهالسلام
: يا محمّد هذا أبوذرّ قد مرَّ بنا ولم يسلّم علينا ، أما لو سلّم لرددنا عليه ، يا محمّد
إنَّ له دعاء يدعو به معروفاً عند أهل السماء ، فاسأله عنه إذا عرجت إلى السماء .
فلمّا
ارتفع جبرئيل جاء أبوذرّ إلى النبيِّ صلىاللهعليهوآله فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما منعك يا باذرّ أن تكون قد سلّمت علينا حين مررت بنا فقال : ظننت يا رسول الله أنَّ
الذي كان معك دحية الكلبيّ قد استخليته لبعض شأنك ، فقال : ذاك جبرئيل يا باذر وقد قال : أما لو سلّم علينا لرددنا عليه ، فلمّا علم أبوذرّ أنّه كان جبرئيل عليهالسلام دخله من الندامة ما شاء الله حيث لم يسلّم فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما هذا الدعاء الّذي تدعو به ؟ فقد أخبرني أنَّ لك دعاء معروفاً في السّماء ، فقال نعم يا رسول
الله أقول : « اللّهمَّ إنّي أسئلك الايمان بك ، والتصديق بنبيّك ، والعافية من جميع البلاء ، والشكر على العافية ، والغنى عن أشرار النّاس »
.
٩ ـ ص ، بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن ابن
عيسى عن البزنطيّ ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : الكلمات الّتي تلقّي بهنَّ آدم عليهالسلام
ربّه فتاب عليه ، قال : اللّهمَّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك إنّي عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت التوّاب الرحيم لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ، عملت سوءاً وظلمت نفسي ، فاغفر لي إنّك أنت خير الغافرين .
______________________
١٠ ـ جا : أحمد بن محمّد الصوليّ ، عن الجلوديّ ،
عن الجوهريّ ، عن قيس ابن حفص ، عن حسين الأشقر ، عن عمر بن عبد الغفّار ، عن إسحاق بن الفضل الهاشميّ قال : كان من دعاء أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب عليهالسلام « اللّهمَّ إنّي أعوذ بك أن اُعادي لك وليّاً أو اُوالي لك عدوّاً ، أو أرضى لك سخطاً أبداً ، اللّهمَّ
من صلّيت عليه فصلوتنا عليه ، ومن لعنته فلعنتنا عليه ، اللّهمَّ من كان في موته فرح لنا ولجميع المسلمين فأرحنا منه ، وأبدل لنا من هو خير لنا منه حتّى ترينا من علم
الاجابة ما نتعرَّفه في أدياننا ومعايشنا يا أرحم الراحمين »
.
١١ ـ مكا : عن معاذ بن جبل قال : أرسلني رسول الله
صلىاللهعليهوآله ذات يوم إلى عبد الله بن سلام وعنده جماعة من أصحابه ، فحضر فقال النبيُّ صلىاللهعليهوآله : يا عبد الله أخبرني عن عشر كلمات علّمهنَّ الله عزَّ وجلَّ إبراهيم يوم قذف في النار ، أتجدهنَّ
في التوراة مكتوباً ؟ فقال عبد الله : يا نبيَّ الله بأبي واُمّي ، هل اُنزل عليك
فيهنَّ شيء ؟ فانّي أجد ثوابها في التوراة ولا أجد الكلمات ، وهي عشر دعوات فيهنَّ اسم الله الأعظم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هل علّمهنَّ الله
تعالى موسى ؟ فقال : ما علّمهنَّ الله تعالى غير إبراهيم الخليل عليهالسلام .
فقال
النبيُّ صلىاللهعليهوآله : وما تجد ثوابها في
التوراة ؟ فقال عبد الله : يا رسول الله ومن يستطيع ؟ أن يبلغ ثوابها ، غير أنّي أجد في التوراة مكتوباً : ما من عبد منَّ
الله عليه وجعل هؤلاء الكلمات في قلبه ، إلّا جعل النور في بصره ، واليقين في قلبه وشرح صدره للايمان ، وجعل له نوراً من مجلسه إلى العرش يتلألأ ، ويباهي به ملائكته في كلِّ يوم مرَّتين ، ويجعل الحكمة في لسانه ، ويرزقه حفظ كتابه وإن لم يكن حريصاً عليه ، ويفقّهه في الدين ، ويقذف له المحبّة في قلوب عباده ويؤمنه من عذاب القبر ؛ وفتنة الدجّال ، ويؤمنه من الفزع الأكبر يوم القيامة ويحشره في زمرة الشهداء ويكرمه الله ويعطيه ما يعطي الأنبياء بكرامته ، ولا يخاف إذا خاف الناس ، ولا يحزن إذا حزن الناس ، ويكتب عند الله صدِّيقاً ، ويحشر يوم
______________________
القيامة ، وقلبه ساكن مطمئنٌّ ، وهو ممّن يكسى مع
إبراهيم يوم القيامة .
ولا
يسأل بتلك الدعوات شيئاً إلّا أعطاه الله ، ولو أقسم على الله لأبرَّ قسمه ويجاور الرحمن في دار الجلال ، وله أجر كلِّ شهيد استشهد منذ يوم خلقت الدنيا .
قال
النبيُّ صلىاللهعليهوآله : وما دار الجلال يا
ابن سلام ؟ قال : جنّة عدن ، وهو موضع عرش الرحمن ، ربِّ العزة ، وهي في جوار الله ، قال ابن سلام : فعلّمنا يا رسول
الله ومُنَّ علينا كما منَّ الله عليك ، قال النبيُّ صلىاللهعليهوآله : خرُّوا لله سجّداً قال : فخرُّوا سجّداً فلمّا رفعوا رؤوسهم قال النبيُّ صلىاللهعليهوآله قوله :
«
يا الله يا الله يا الله ، أنت المرهوب منك جميع [ خلقك ] يا نور النور أنت الّذي احتجبت دون خلقك فلا تدرك نورك نور ، يا الله يا الله يا الله أنت الرفيع الّذي
ارتفعت فوق عرشك من فوق سمائك فلا يصف عظمتك أحد من خلقك ، يا نور النور ، قد استنار بنورك أهل سمائك ، واستضاء بضوئك أهل أرضك .
يا
الله يا الله يا الله أنت الّذي لا إله غيرك ، تعاليت عن أن يكون لك شريك وتعظّمت عن أن يكون لك ولد ، وتكرَّمت عن أن يكون لك شبيه ، وتجبّرت عن أن يكون لك ضدٌّ ، فأنت الله المحمود بكلِّ لسان ، وأنت المعبود في كلِّ مكان ، وأنت المذكور في كلِّ أوان وزمان ، يا نور النور ، كلُّ نور خامد لنورك ما مليك كلِّ مليك ، يفنى غيرك يا دائم ، كلُّ حيّ يموت غيرك .
يا
الله يا الله يا الله الرَّحمن الرحيم ، ارحمني رحمة تطفىء بها غضبك ، وتكفُّ بها عذابك ، وترزقني بها سعادة من عندك ، وتحلّني بها دارك الّتي تسكنها خيرتك من خلقك ، يا أرحم الراحمين .
يا
من أظهر الجميل ، وستر القبيح ، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ، ولم يهتك الستر ، يا عظيم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة
يا صاحب كلِّ نجوى ، ويا منتهى كلِّ شكوى ، يا كريم الصفح ، يا عظيم المنِّ يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها ، يا ربّاه يا ربّاه ، ويا سيّداه ويا أملاه ، ويا
غاية رغبتاه ، أسئلك يا الله يا الله يا الله أن لا تشوِّه خلقي في النار » .
قال
: يا رسول الله وما ثواب من قال هذه الكلمات ؟ قال : هيهات هيهات انقطع القلم ، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ذلك إلى يوم القيامة ، لما وصفوا من ألف جزء جزءاً واحداً ، وذكر عليهالسلام
لهذه الكلمات ثواباً وفضائل كثيرة لا يحتمل ذكرها ههنا ، اقتصرنا على ذكر المقصود مخافة التطويل
.
١٢ ـ مكا : كان من دعاء النبيِّ صلىاللهعليهوآله « اللهمَّ إنّي
أسألك العافية ، وشكر العافية ، وتمام العافية في الدنيا والاٰخرة »
.
١٣ ـ ضا : دعاء « اللّهمَّ إنّك كنت قبل الأزمان
، وقبل الكون والكينونيّة والكائن ، وعلمت بما تريد أن تكوِّن قبل تكوين الأشياء ، وكان علمك السابق فيما تريد أن تكوِّن قبل التكوين والعلم ، فعلمك دائبة غير مكتسب ، لم تزل كنت عالماً موجوداً والجهل عنك . نافياً فأنت بادي الأبد ، وقادم الأزل ، ودائم القدم لا توصف بصفات ، ولا تنعت بوصف ، ولا تلحق بالحواسّ ، ولا تضرب فيك الأمثال ولا تقاس بقياس ، ولا تحدُّ بحدود ، ليس لك مكان يعرف ، ولا لك موضع ينال ، لا فوقك
منتهى ، ولا عنك انتهاء ، ولا خلفك إدراك ، ولا أمامك مصادف ، بل أين توجّه
الواجهون فأنت هناك لم تزل ، لا يحيط بك الأشياء ، بل تحيط بالأشياء محتو بها محتجب عن رؤية
المخلوقين ، وهم عنك غير محتجبين ، ترى ولا ترى ، وأنت في الملاء الأعلى تسمع وترى ، وتعلم ما يخفى ، وأخفى ، فتباركت وتعاليت عمّا يقولون علوّا كبيراً .
دعاء
آخر لي « اللّهمَّ أنت ، أنت كما أنت حيث أنت ، لا يعلم أحد كيف أنت ، إلّا أنت ، لا تحول عمّا كنت في الأزل حيث كنت ، ولا تزول ولا تولّي أوَّليّتك مثل آخريّتك ، وآخريّتك مثل أوَّليّتك ، إذا اُفني الخلائق واُظهر
الحقائق لا يعرف بمكانك ملك مقرَّب ، ولا نبيٌّ مكرّم ، ولا أحد يعرف أينيّتك ، ولا كيفيّتك
ولا كينونيّتك ، فأنت الأحد الأبد ، وملكك سرمد ، وسلطانك لا ينقضى ، لا لك زوال ، ولا لملكك نفاد ، ولا لسلطانك تغيّر ، ملكك دائم ، وسلطانك قديم ، منك وبك
______________________
لا بأحد ولا من أحد ، لأنّك لم تزل كنت الأزل بك لا أنت
به ، أنت الدوام لم تزل سبحانك وتعاليت عمّا يقولون علوّاً كبيراً .
دعاء
حسن بليغ لي :
«
اللهُمَّ إنِّي أتوسّل إليك في يوم فقري وفاقتي ، عند تحيّري وعند انقطاع حجّتي بحبّك وبحبيبك ، وبالّذي اتّخذت إبراهيم من أجله خليلاً ، وكلّمت موسى من كرامتك في طور سيناء من ورائه بكلام ، ونفخت في مريم به من روحك ، وهو نورك الساطع ، وضياؤك اللامع ، أنور نوراً ، وأشرق سناء ، وأضوء ضياء ، وأعزُّ من خلقت ، وأفضل من فطرت ، وأوَّل من ابتدعت ، وآخر من أظهرت ، روحك ونورك ، وقدسك ، به كون الأوَّلين والاٰخرين ، وختام رسلك ، وافتتاح أنبيائك
محجّتك الكبرى ، وآيتك العظمى ، وآياتك الأسنى ، وبابك القصوى ، وحجابك الأدنى ، وكلمتك العليا ، مدينة علمك ، ومعدن حكمتك ، ومنتهى سرّك ، ميثاق الأنبياء ، وعهد الشهداء ، من أثبت المرسلين ، أصل الأوصياء وفرع الأتقياء أكرم البررة ، وصافي الصفوة .
خير
الثقلين ، وأكرم من في الخافقين ، إلى عين المشرقين ، وما في المغربين سيّد من مضى من الأوَّلين ، وسيّد من بقى من الاٰخرين ، الخالص المخلص
الصفوة الصفوة السيّد البرُّ ، تاج الأنبياء ، وإكليل الرسل وفخر الثقلين وافتخار
الملائكة علم الهدى ، وطود التّقى ، والنور في الدجى ، القمر الباهر ، والنجم الزاهر والكوكب الدريُّ ، ميزان العدل ، والصراط المستقيم ، منار دين الله ، وقناديل الرسل ، وأركان الدين الأعلى ، وعُمُد الاسلام ، مهابط الوحي .
آلك
وأهلك وأحبّاؤك واُمناؤك وأصفياؤك ونجباؤك ونخباؤك ونقباؤك وأتقياؤك وشهداؤك وخلفاؤك وكرماؤك وحلماؤك وعرفاؤك ، وحكماؤك وعلماؤك واُدباؤك واُمناؤك ونظراؤك وشفعاؤك وعظماؤك .
ثمَّ
بخليلك الذي سمّيته باسمك ، وفرضت طاعته على عبادك ، وافترضت مودَّته على خلقك ، ثمَّ آل طه ويس ، والحواميم والطواسين ، وكهيعص ذكرك
الحكيم ، ورحمتك البسيط ، نجاة المؤمنين ، وهلاك
الكافرين ، وجهك الكريم الّذي لا ينكى ولا يفنى ، ولا يهلك مع الهالكين ، وجنبك الأوجب ، ويدك العليا وعينك الأوفى ، صاحب ميم وعين ، وفاوح وى وهي ، هم البررة الغرّى الخيرة فصلوات الله عليهم وعلى ذرِّيّتهم وسلّم تسليماً .
اللّهمَّ
إنّي بهم وبك وبك وبهم ، ولهم ولك ولك ولهم ، اللهمَّ فصلِّ عليهم وعلى آلهم وسلّم تسليماً اللّهمَّ إنّك تعلم من حقّهم ما لا أعلم أنا ، فتعرف من فضلهم
ما لا أعرف أنا . اللّهمَّ إنّي أسألك بهم وبحقّهم وبفضلهم وبشرفهم أن تصلّي على محمّد وعليهم
وعلى آلهم وسلّم تسليماً وأن تقضي حاجتي ، صغيرها وكبيرها من حوائج الدنيا والاٰخرة ، ما لك فيه رضاً ولي فيها صلاح .
اللّهمَّ
إنّي أسألك بواجب حقّك وحقّهم علينا ، وبما لديك من فضلهم و حرمتهم عندك أن تصلّي عليهم وعلى آلهم وسلّم تسليماً ، وأن تغفر لنا جميع ما قد علمت منّا من ذنوبنا صغيرها وكبيرها ، وسرِّها وعلانيتها ، وما قد أحصيت علينا ممّا قد نسينا مغفرة عزماً .
اللّهمَّ
إنّي أسألك بهم صلّى الله عليهم من جميع كرامتك ، وجميع خيرك وجميع عافيتك وما قد سألوهم عليهمالسلام ، وأعوذ من جميع الاٰفات
والعاهات ، وشرِّ كلِّ ذي شرّ وشرّ ما قد استعاذوا هم يا رحمن يا رحيم لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من
الظالمين وأنت أرحم الراحمين وصلّى الله على سيّد الأوَّلين والاٰخرين ، وعلى أخيه ووصيّه أمير المؤمنين وسلّم تسليماً ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ
العظيم .
١٤ ـ كشف : من دلائل الحميريّ ، عن أبي هاشم
الجعفريّ قال : كتب إلى أبي محمّد عليهالسلام بعض مواليه يسأله أن
يعلّمه دعاء ، فكتب إليه أن ادع بهذا الدعاء « يا أسمع السامعين ، ويا أبصر المبصرين ، ويا عزَّ الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وأوسع لي في رزقي ، ومدَّ لي في عمري ، وامنن عليَّ برحمتك ، واجعلني ممّن تنتصر ، به لدينك
ولا تسبتدل بي غيري » .
قال
أبو هاشم : فقلت في نفسي : « اللّهمَّ اجعلني في حزبك ، وفي زمرتك » فأقبل عليَّ أبو محمّد فقال : أنت في حزبه وفي زمرته ، إذ كنت بالله مؤمناً
ولرسوله مصدِّقاً ولأوليائه عارفاً ولهم تابعاً ، فأبشر ثمَّ أبشر
.
١٥ ـ كش : طاهر بن عيسى الورّاق ، عن جعفر بن محمّد
بن أيّوب ، عن صالح ابن أبي حمّاد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمّد بن سنان ، عن محمّد بن زيد الشحّام قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقلت له : علّمني
دعاء ، قال : اكتب « بسم الله الرَّحمن الرحيم يا من أرجوه لكلِّ خير ، وآمن سخطه عند كلِّ عثرة ، يا من يعطي الكثير بالقليل ، ويا من أعطى من سأله تحنّناً ورحمة ، يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه ، صلِّ على محمّد وأهل بيته ، وأعطني بمسألتك خير الدُّنيا وجميع خير الاٰخرة ، فانّه غير منقوص لما أعطيت ، وزدني من سعة فضلك يا كريم » .
ثمَّ
رفع يده فقال : « يا ذا المنِّ والطول ، يا ذا الجلال والاكرام ، يا ذا النعماء والجود ، ارحم شيبتي من النار » ثمَّ وضع يديه على لحيته ولم يرفعهما إلّا وقد
امتلأ ظهر كفّه دموعاً .
١٦ ـ جع : دعاء مرويٌّ عن النبيِّ صلىاللهعليهوآله « اللّهمَّ إنّي
أعوذ بك من سوء القضاء وسوء القدر ، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد » .
ومن
دعائه « اللهمَّ إنّي أعوذ بك من غنى يطغيني ، وفقر يسيئني
وهوى يرديني ، وعمل يخزيني ، وجار يؤذيني » .
ومن
دعائه « اللّهمَّ اجعلنا مشغولين بأمرك ، آمنين بوعدك آيسين من خلقك آنسين بك مستوحشين من غيرك ، راضين بقضائك ، صابرين على بلائك ، شاكرين على نعمائك ، متلذِّذين بذكرك ، فرحين بكتابك ، مناجين بك آناء اللّيل والنهار ومستعدِّين للموت ، مشتاقين إلى لقائك ، متبغّضين للدُّنيا ، محبّين للاٰخرة
، وآتنا
______________________
ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة ، إنّك لا
تخلف الميعاد .
دعاء
« اللّهمَّ اجعل خيرا أعمارنا خواتمه ، وخير أيّامنا يوم نلقاك فيه »
.
١٧ ـ بشا : أبو علي ابن شيخ الطائفة ، عن أبيه ، عن
المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن عبد الحميد ، عن محمّد بن عمرو بن عتبة ، عن الحسن بن
المبارك عن العبّاس بن عامر ، عن مالك الأحمسيّ ، عن سعد بن ظريف ، عن ابن نباتة قال : كنت أركع عند باب أمير المؤمنين عليهالسلام وأنا أدعو الله إذ
خرج أمير المؤمنين فقال : يا أصبغ ، قلت : لبّيك قال : أيَّ شيء كنت تصنع ؟ قلت : ركعت وأنا أدعو ، قال أفلا اُعلّمك دعاء سمعته من رسول الله ؟ قلت بلى ، قال : قل : « الحمد لله على ما كان والحمد لله على كلِّ حال » ثمَّ ضرب بيده اليمنى على منكبه الأيسر وقال : يا أصبغ لأن ثبتت قدمك ، وتمّت ولايتك ، وانبسطت يدك ، الله أرحم بك من نفسك .
١٨ ـ عو : روي أنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله كان يدعو دائماً
بهذا الدُّعاء « اللّهمَّ اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنّتك ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصيبات الدُّنيا ، ومتّعنا بأسماعنا وأبصارنا ، وقوانا
ما أحييتنا ، واجعله الوارث منّا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من
عادانا ولا تجعل الدُّنيا أكبر همّنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا » .
١٩ ـ من خط الشهيد ره : قيل من أحسن الدُّعاء : اللّهمَّ اجعل
خير عمري آخره ، وخير عملي خواتمه ، وخير أيّامي يوم لقائك ، اللّهمَّ لا تمتني في غمرة ولا تأخذني على غرَّة ولا تجعلني من الغافلين ، اللّهمَّ وسّع عليَّ في الدُّنيا ،
وزهّدني فيها ، ولا تزوها عنّي ، ولا ترغبني فيها ، وأحيني سعيداً وتوفّني شهيداً .
______________________
اللّهمَّ
إنّي أعوذ بك أن تجعلني عبرة لغيري ، وأعوذ بك أن أقرَّ لمعصيتك لضرّ نزل بي ، اللّهمَّ إنّي أعوذ بك أن تؤدِّبني بعقوبتك ، اللّهمَّ لا تكلنا إلى
أنفسنا فنعجز ، ولا إلى الناس فنضيع ، اللهمَّ اجعل خير عملي ما قارب أجلي ، اللهمَّ أصبح
ذلّي مستجيراً بعزِّك ، وأصبح خوفي مستجيراً بأمنك ، وأصبح ظلمي مستجيراً بعفوك وأصبح جهلي مستجيراً بحلمك ، وأصبح فقري مستجيراً بغناك ، وأصبح وجهي البالي الفاني مستجيراً بوجهك الدائم الباقي الجميل الكريم ، اللّهمَّ أصبحت لا يمنعني
منك أحد إن أنت أردتني ، ولا يعطيني أحد إن أنت حرمتني ، اللّهمَّ لا تحرمني لقلّة
شكري ولا تمنعني لقلّة صبري .
٢٠ ـ دعوات الراوندي : قال داود بن زربي : سمعت أبا الحسن الأوَّل
عليهالسلام يقول : اللّهمَّ إنّي أسألك العافية ، وأسألك جميل العافية ، وأسألك شكر العافية ،
وأسألك شكر شكر العافية .
وكان
النبيُّ صلىاللهعليهوآله يدعو ويقول : أسئلك
تمام العافية ، ثمَّ قال : تمام العافية الفوز بالجنّة ، والنجاة من النار .
وروي
أنَّ عليَّ بن سالم الجعفيّ قال لأبي جعفر عليهالسلام
: ادع لي ، فقال : اللّهمَّ أحيه محيانا ، وأمته مماتنا ، واسلك به سبيلنا . قال : فاستشهد .
وقال
الصادق عليهالسلام : من قال سبعين مرَّة
: « يا أسمع السامعين ، يا أبصر المبصرين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أحكم الحاكمين » فأنا ضامن له في دنياه وآخرته
وأن يلقاه الله ببشارة عند الموت ، وله بكلِّ كلمة بيت في الجنّة.
وقال
: سمعت الصادق عليهالسلام : يقول : « سبحان من
لا يستأنس بشيء أبقاه ولا يستوحش من شيء أفناه .
٢١ ـ الدر المنثور : عن أبي اليسر أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يدعو بهؤلاء الكلمات السبع يقول : اللّهمَّ إنّي أعوذ بك من الهدم ، وأعوذ بك من التردّى وأعوذ بك من الغمّ والغرق والحرق والهدم ، وأعوذ بك أن يتخبّطني الشيطان عند الموت ، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً ، وأعوذ بك أن أموت لديغاً .
٢٢ ـ مهج : روى ابن عباس أنّه قال : دخلت على رسول
الله صلىاللهعليهوآله فرأيته ضاحكاً مسروراً ، فقلت : ما الخبر ؟ فداك أبي واُمّي يا رسول الله ؟ فقال : يا ابن
عباس أتاني جبرئيل عليهالسلام وبيده صحيفة مكتوب
فيها كرامة لي ولاُمّتي خاصّة فقال لي : خذها يا محمّد ، واقرء ما فيها وعظّمه ! فانّه كنز من كنوز الاٰخرة
وهذا دعاء أكرمك الله عزَّ وجلَّ به ، ولاُمّتك ، فقلت له : وما هو يا جبرئيل ؟ فقال صلى الله عليه وعلى جميع الملائكة المقرَّبين : سبحان الله وبحمده ـ وهو
الدعاء الّذي قد تقدَّم ذكره إلى سبحان الله العظيم .
فقلت
: يا جبرئيل وما ثواب من يدعو بهذا الدعاء ؟ فقال : يا محمّد سألتني عن ثواب لا يعلمه إلّا الله تعالى ، لو صارت البحار مداداً ، والأشجار أقلاما ، وملائكة
السماوات كتّاباً ، وكتبوا بمقدار الدُّنيا ألف مرَّة لفني المداد ، وتكسّرت الأقلام
لم يكتبوا العشر من ذلك ، يا محمّد والّذي بعثك بالحقِّ نبيّاً ما من عبد ولا أمة
يدعو بهذا الدعاء إلَّا كتب الله عزَّ وجلَّ له ثواب أربعة من الأنبياء ، وأربعة من الملائكة ، فأمّا الأنبياء فأوَّلاً ثوابك يا محمّد ، وثواب عيسى ، وثواب موسى ، وثواب
إبراهيم [ وثواب نوح ] عليهمالسلام وأمّا الملائكة فأوَّلاً
ثوابي ، وثواب إسرافيل وثواب ميكائيل ، وثواب عزرائيل .
يا
محمّد ما من رجل أو امرأة يدعو بهذا الدعاء في عمره عشرين مرَّة ، فانَّ الله تبارك وتعالى لا يعذِّبه بنار جهنّم ، ولو كان عليه من الذنوب مثل زبد البحر ، وقطر
الأمطار ، وعدد النجوم ، وزنة العرش والكرسيّ ، واللّوح والقلم ، والرَّمل والشعر والوبر ، وخلق الجنّة والنّار ، لغفر الله ذلك له ، ويكتب له بكلِّ ذنب ألف حسنة .
يا
محمّد وإن كان به همٌّ أو غمٌّ أو سقم أو مرض أو عرض أو عطش أو فزع ، وقرأ هذا الدعاء ، ثلاث مرَّات ، قضا الله عزَّ وجلَّ له حاجته ، ومن كان في موضع يخاف الأسد والذئب أو أراد الدخول على سلطان جائر ، فانَّ الله تبارك وتعالى يمنع عنه كلَّ سوء ومحذور وآفة ، بحوله وقوَّته ، ومن قرأه في حرب مرَّة واحدة قوَّاه
______________________
الله عزَّ وجلَّ قوَّة سبعين من أصحاب المحاربين ، ومن
قرأه على صداع أو شقيقة أو وجع البطن أو ضربان العين أو لدغ الحيّة أو العقرب كفاه الله جميع ذلك .
يا
محمّد من لا يؤمن بهذا الدعاء فهو بريء منّي ، ومن ينكره فانّه تذهب عنه البركة .
قال
الحسن البصري : ما خلف رسول الله صلىاللهعليهوآله لاُمّته بعد كتاب
الله عزَّ وجلَّ أفضل من هذا الدُّعاء .
قال
سفيان : كلُّ من لا يعرف حرمة هذا الدعاء فانّه مخاطر .
قال
النبيُّ صلىاللهعليهوآله : يا جبرئيل لأيّ شيء
فضل هذا الدعاء على سائر الأدعية ؟ قال : لأنَّ فيه اسم الله الأعظم ، ومن قرأه زاد في ذهنه وحفظه وعلمه وعمره وصحّته في بدنه أضعافاً كثيرة ، ويدفع الله عزَّ وجلَّ عنه تسعين آفة من آفات
الدنيا وسبع مائة من آفات الاٰخرة .
تمَّ
أجر الدعاء الأوَّل والحمد لله كثيراً .
صفة
أجر الدعاء الثاني : روي عن أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب عليهالسلام عن النبيِّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : نزل جبرئيل
عليهالسلام وكنت اُصلّي خلف
المقام ، قال : فلمّا فرغت استغفرت الله عزَّ وجلَّ لاُمّتي ، فقال لي جبرئيل عليهالسلام : يا محمّد أراك حريصاً على اُمّتك ، والله تعالى رحيم بعباده ، فقال النبيُّ صلىاللهعليهوآله لجبرئيل عليهالسلام : يا أخي أنت حبيبي وحبيب اُمّتي ، علّمني دعاء تكون اُمّتي يذكروني من بعدي .
فقال
لي جبرئيل عليهالسلام : اُوصيك أن تأمر اُمّتك
أن يصوموا ثلاثة أيّام البيض من كلِّ شهر : الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر واُوصيك يا محمّد أن تأمر اُمّتك أن تدعوا بهذا الدعاء الشريف ، وإنَّ حملة العرش يحملون العرش ببركة هذا الدعاء ، وببركته أنزل إلى الأرض وأصعد إلى السماء ، وهذا الدعاء مكتوب على أبواب الجنّة ، وعلى حجراتها ، وعلى شرفاتها ، وعلى منازلها وبه تفتح أبواب الجنّة وبهذا يحشر الخلق يوم القيامة بأمر الله عزَّ وجلَّ .
ومن
قرأ هذا الدعاء من اُمّتك يرفع الله عزَّ وجلَّ عنه عذاب القبر ، ويؤمنه
من الفزع الأكبر ، ومن آفات الدُّنيا والاٰخرة
ببركته ، ومن قرأه ينجيه من عذاب النار .
ثمَّ
سأل رسول الله صلىاللهعليهوآله جبرئيل عن ثواب هذا
الدعاء ، قال جبرئيل عليهالسلام : يا محمّد قد سألتني عن شيء لا أقدر على وصفه ، ولا يعلم قدره إلّا الله ، يا محمّد
لو صارت أشجار الدنيا أقلاماً ، والبحار مداداً ، والخلائق كتّاباً لم يقدروا على ثواب
قاريء هذا الدعاء ، ولا يقرء هذا عبد وأراد عتقه إلّا أعتقه الله تبارك وتعالى ، وخلّصه
من رقّ العبوديّة ، ولا يقرؤه مغموم إلّا فرَّج الله همّه وغمّه .
ولا
يدعو به طالب حاجة إلّا قضاها الله عزَّ وجلَّ له في الدُّنيا والاٰخرة
إنشاء الله ويقيه الله موت الفجاءة ، وهول القبر ، وفقر الدنيا ، ويعطيه الله تبارك
وتعالى الشفاعة يوم القيامة ، ووجهه يضحك ، ويدخله الله عزَّ وجلَّ ببركة هذا الدعاء دار السّلام ، ويسكنه الله في غرف الجنان ، ويلبسه من حلل الجنّة التي لا يبلى .
ومن
صام وقرأ هذا الدعاء كتب الله عزَّ وجلَّ له مثل ثواب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ، وإبراهيم الخليل وموسى الكليم ، وعيسى ومحمّد صلوات الله عليهم أجمعين .
قال
النبيُّ صلىاللهعليهوآله : لقد عجبت من كثرة
ما ذكر جبرئيل عليهالسلام في فضل هذا الدعاء وشرفه وتعظيمه وما ذكر فيه من الثواب لقاريء هذا الدُّعاء .
ثمَّ
قال جبرئيل : يا محمّد ليس أحد من اُمّتك يدعو بهذا الدعاء في عمره مرَّة واحدة إلّا حشره الله يوم القيامة ووجهه يتلألأ مثل القمر ليلة تمامه ، فيقول
الناس : من هذا أنبيٌّ هو ؟ فتخبرهم الملائكة بأن ليس هذا نبيّاً ولا ملكاً بل هذا عبد من عبيد الله من ولد آدم قرأ في عمره مرَّة واحدة هذا الدعاء ، فأكرمه الله عزَّ وجلَّ
بهذه .
ثمَّ
قال جبرئيل عليهالسلام للنبيِّ صلىاللهعليهوآله : يا محمّد من قرأ
هذا الدعاء خمس مرّات حشر يوم القيامة ، وأنا واقف على قبره ومعي براق من الجنّة ، ولا أبرح واقفاً حتّى يركب على ذلك البراق ، ولا ينزل عنه إلّا في دار النعيم خالد مخلّد ، ولا حساب عليه ، في جوار إبراهيم عليهالسلام وفي جوار محمّد صلىاللهعليهوآله ، وأنا أضمن لقاريء
هذا الدعاء من ذكر أو اُنثى أنَّ الله تعالى لا يعذِّبه ، ولو كان عليه ذنوب أكثر من
زبد
البحر ، وقطر المطر ، وورق الشجر ، وعدد الخلائق من أهل
الجنّة وأهل النار ، وإنَّ الله عزَّ وجلَّ يأمر أن يكتب بهذا الذي يدعو لهذا الدعاء ثواب حجّة
مبرورة ، وعمرة مقبولة .
يا
محمّد ومن قرأ هذا الدُّعاء وقت النوم خمس مرّات على طهارة فانّه يراك في منامه ، وتبشّره بالجنّة ، ومن كان جائعاً أو عطشاناً ولا يجد ما يأكل ولا
ما يشرب ، أو كان مريضاً فيقرأ هذا الدعاء فانَّ الله عزَّ وجلَّ يفرِّج عنه ما هو
فيه ببركته ، ويطعمه ويسقيه ، ويقضي له حوائج الدنيا والاٰخرة .
ومن
سرق له شيء أو أبق له عبد فيقوم ويتطهّر ويصلّي ركعتين أو أربع ركعات ، ويقرأ في كلِّ ركعة فاتحة الكتاب مرَّة وسورة الاخلاص وهي قل هو الله أحد مرَّتين فاذا سلّم يقرأ هذا الدعاء ، ويجعل الصحيفة بين يديه ، أو تحت
رأسه فانَّ الله تعالى يجمع المشرق والمغرب ، ويردُّ العبد الاٰبق ببركة هذا
الدعاء إنشاء الله تعالى .
وإن
كان يخاف من عدوّ فيقرأ هذا الدعاء على نفسه ، فيجعله الله في حرز حريز ، ولا يقدر عليه أعداؤه وما من عبد قرأه وعليه دين إلّا قضاه الله عزَّ وجلَّ
وسهّل له من يقضيه عنه إنشاء الله تعالى ومن قرأه على مريض شفاه الله ببركته فان قرأه عبد مؤمن مخلص لله عزَّ وجلَّ على جبل لتحرَّك الجبل باذن الله تعالى ومن قرأه بنيّة خالصة على الماء لجمد الماء .
ولا
تعجب من هذا الفضل الّذي ذكرته في هذا الدعاء ، فانَّ فيه اسم الله تعالى الأعظم ، وإنّه إذا قرأه القارىء وسمعه الملائكة والجنُّ والانس فيدعون لقاريه وإنَّ الله تعالى يستجيب منهم دعاءهم وكلّ ذلك ببركة الله عزَّ وجلَّ ، وببركة هذا الدعاء ، وإنَّ من آمن بالله وبرسوله ، وبهذا الدعاء فيجب أن لا يغاشّ قلبه بما ذكر في هذا الدعاء ، فانَّ الله يرزق من يشاء بغير حساب ومن قرأ وحفظه أو نسخه فلا يبخل به على أحد من المسلمين .
وقال
رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما قرأت هذا
الدعاء في غزاة إلّا ظفرت ، ببركته على
أعدائي ، وقال عليهالسلام : من قرأء هذا الدعاء اُعطي نور الأولياء في وجهه ، وسهّل له كلّ عسير ويسير ، ويسّر له كلُّ يسير .
وقال
الحسن البصري : لقد سمعت في فضل هذا الدعاء أشياء ما أقدر أن أصفه ولو أنَّ من يقرأه ضرب برجله على الأرض لتحرَّكت الأرض .
وقال
سفيان الثوريُّ : ويل لمن لا يعرف حقَّ هذا الدعاء ، فانَّ من عرف حقّه وحرمته كفاه الله عزَّ وجلَّ كلَّ شدَّة ، وسهّل له جميع الاُمور ، ووقاه كلَّ محذور ، ودفع عنه كلَّ سوء ، ونجّاه من كلِّ مرض وعرض ، وأزاح الهمَّ والغمَّ عنه . فتعلّموه وعلّموه ، فانَّ فيه الخير الكثير .
وهو
هذا الدعاء الموصوف ، هو الدعاء الثاني في هذا الكتاب :
«
سبحان الله العظيم وبحمده من إله ما أقدره وسبحانه من قدير ما أعظمه وسبحانهُ من عظيم ما أجلّه ، وسبحانه من جليل ما أمجده ، وسبحانه من ماجدٍ ما أرأفه ، وسبحانه من رؤف ما أعزَّه ، وسبحانه من عزيز ما أكبره ، وسبحانه من كبيرٍ ما أقدمه ، وسبحانه من قديم ما أعلاه ، وسبحانه من عال ما أسناه .
وسبحانه
من سنيّ ما أبهاه ، وسبحانه من بهيّ ما أنوره ، وسبحانه من منير ما أظهره ، وسبحانه من ظاهرٍ ما أخفاه ، وسبحانه من خفيّ ما أعلمه ، وسبحانه من عليم ما أخبره ، وسبحانه من خبير ما أكرمه ، وسبحانه من كريم ما ألطفه ، وسبحانه من لطيف ما أبصره ، وسبحانه من بصير ما أسمعه .
وسبحانه
من سميع ما أحفظه ، وسبحانه من حفيظ ما أملاه ، وسبحانه من مليّ ما أهداه ، وسبحانه من هادٍ ما أصدقه ، وسبحانه من صادق ما أحمده ، وسبحانه من حميد ما أذكره ، وسبحانه من ذاكرٍ ما أشكره ، وسبحانه من شكورٍ ما أوفاه وسبحانه من وفيّ ما أغناه ، وسبحانه من غنيّ ما أعطاه .
وسبحانه
من معطٍ ما أوسعه ، وسبحانه من واسع ما أجوده ، وسبحانه من جوادٍ ما أفضله ، وسبحانه من مُفضلٍ ما أنعمه ، وسبحانه من منعم ما أسيده وسبحانه من سيّدٍ ما أرحمه ، وسبحانه من رحيم ما أشدَّه ، وسبحانه من شديدٍ ما
أقواه ، وسبحانه من قويّ ما أحكمه ، وسبحانه من حكيم ما
أبطشه .
وسبحانه
من باطشٍ ما أقومه ، وسبحانه من قيُّومٍ ما أحمده ، وسبحانه من حميد ما أدومه ، وسبحانه من دائمٍ ما أبقاه ، وسبحانه من باقٍ ما أفرده ، وسبحانه من فردٍ ما أوحده ، وسبحانه من واحد ما أصمده ، وسبحانه من صمد ما أملكه وسبحانه من مالك ما أولاه ، وسبحانه من وليّ ما أعظمه .
وسبحانه
من عظيم ما أكمله ، وسبحانه من كامل ما أتمّه ، وسبحانه من تامّ ما أعجبه ، وسبحانه من عجيب ما أفخره ، وسبحانهُ من فاخر ما أبعده ، وسبحانه من بعيد ما أقربه ، وسبحانه من قريب ما أمنعه ، وسبحانه من مانع ما أغلبه وسبحانه من غالبٍ ما أعفاه ، وسبحانه من عفوّ ما أحسنه .
وسبحانه
من محسن ما أجمله ، وسبحانه من جميل ما أقبله ، وسبحانه من قابل ما أشكره ، وسبحانه من شكورٍ ما أغفره ، وسبحانه من غفورٍ ما أكبره وسبحانه من كبيرٍ ما أجبره ، وسبحانه من جبّار ما أدينه ، وسبحانه من ديّانٍ ما أقضاه ، وسبحانه من قاضٍ ما أمضاه ، وسبحانه من ماض ما أنفذه .
وسبحانه
من نافذٍ ما أرحمه ، وسبحانه من رحيم ما أخلقه ، وسبحانه من خالقٍ ما أقهره ، وسبحانه من قاهرٍ ما أملكه ، وسبحانه من ملك ما أقدره ، و سبحانه من قادر ما أرفعه ، وسبحانه من رفيع ما أشرفه ، وسبحانه من شريفٍ ما أرزقه وسبحانه من رازقٍ ما أقبضه ، وسبحانه من قابض ما أبدأه .
وسبحانه
من بادٍ ما أقدسه ، وسبحانه من قدُّوس ما أطهره ، وسبحانه من طاهرٍ ما أزكاه ، وسبحانه من زكيٍّ ما أبقاه ، وسبحانه من باق ما أعوده وسبحانه من عوّادٍ ما أفطره ، وسبحانه من فاطرٍ ما أوهبه ، وسبحانه من وهّاب ما أتوبه وسبحانه من توّاب ما أسخاه ، وسبحانه من سخيّ ما أبصره .
وسبحانه
من بصير ما أسلمه ، وسبحانه من سلامٍ ما أشفاه ، وسبحانه من شافٍ ما أنجاه ، وسبحانه من منجٍ ما أبرَّه ، وسبحانه من بارّ ما أطلبه ، وسبحانه من طالب ما أدركه ، وسبحانه من مدرك ما أشدَّه ، وسبحانه من شديد ما أعطفه
وسبحانه من متعطّفٍ ما أعدله ، وسبحانه من عادلٍ ما أتقنه
.
وسبحانه
من متقن ما أحكمه ، وسبحانه من حكيم ما أكفله ، وسبحانه من كفيل ما أشهده ، وسبحانه وهو الله العظيم وبحمده ، الحمد لله ولا إله إلّا الله ، والله
أكبر ، ولله الحمد ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم ، دافع كلّ بليّة
، وهو حسبي ونعم الوكيل .
قال
سفيان الثوري : ويل لمن لا يعرف حرمة هذا الدعاء ! فانَّ من عرف حقَّ هذا الدعاء وحرمته ، كفاه الله عزَّ وجلَّ كلّ شدَّة وصعوبة ، وآفة ومرض وغمّ ، فتعلّموه وعلّموه ففيه البركة والخير والكثير في الدُّنيا والاٰخرة
إنشاء الله .
٢٣ ـ ومن ذلك : دعاء علّمه جبرئيل للنبيّ صلىاللهعليهوآله وجدت في كتاب عتيق تاريخ كتابته أكثر من مائتي سنة إلى تاريخ سنة خمسين وستّمائة قال : جاء جبرئيل عليهالسلام إلى النبيِّ صلىاللهعليهوآله ومعه ميكائيل
وإسرافيل عليهماالسلام ، وقالوا : يا رسول الله إنَّ الله تعالى أكرمك واُمّتك في الدُّنيا والاخرة بهذه الأسماء ، فطوبى لك ولاُمّتك ، ولمن يوفّق الله جلَّ جلاله أن يدعو بهذا الدُّعاء ، فإنّه عظيم جليل وهو من كنوز العرش ، دخل فيه أسامي الربّ جلَّ جلاله كلّها الّتي خلق بها الخلائق كلّها أجمعين ، وأهل السماوات وأهل الأرضين ، والجنّة والنار ، والشمس والقمر والنجوم ، والجبال ومن في البرِّ والبحر ، من الدوابِّ والهوامِّ والوحوش والأشجار ، وما في البحور من الخلائق والعجائب الّتي ليس لأحد علم فيه إلّا الّذي خلقهم ، فلا تعلّم هذا الدعاء إلّا الخيار من اُمّتك لأنّه جرى في حكم الله وعلمه
أن يستجيب لمن دعا به مرَّة واحدة وهذا الدّعاء .
«
اللّهمَّ إنّي أسئلك باسمك الّذي إذا ذكرت به تزعزعت منه السماوات وانشقّت منه الأرضون ، وتقطّعت منه السحاب ، وتصدَّعت منه القلوب ، وتزلزلت منه الجبال ، وجرت منه الرياح ، وانتقصت منه البحار ، واضطربت منه الأمواج
______________________
وغارت منه النفوس ، ووجلت منه القلوب ، وزلّت منه الأقدام
، وصمّت منه الاٰذان وشخصت منه الأبصار ، وخشعت منه الأصوات ، وخضعت له الرقاب ، وقامت له الأرواح ، وسجدت له الملائكة وسبَّحت له ، وارتعدت له الفرائص ، واهتزَّ له العرش ودانت له الخلائق .
وبالاسم
الّذي وضع على الجنَّة فاُزلفت ، وعلى الجحيم فسعّرت ، وعلى النّار فتوقّدت ، وعلى السماء فاستقلّت ، وقامت بلا عمدٍ ولا سند ، وعلى النجوم فتزيّنت ، وعلى الشمس فأشرقت ، وعلى القمر فأنار وأضاء ، وعلى الأرض فاستقرَّت ، وعلى الجبال فأرست ، وعلى الرياح فذرت ، وعلى السّحاب فأمطرت وعلى الملائكة فسبَّحت ، وعلى الانس والجنّ فأجابت ، وعلى الطير والنمل فتكلّمت ، وعلى اللّيل فأظلم ، وعلى النّهار فاستنار ، وعلى كلِّ شيء فسبَّح .
وبالاسم
الّذي استقرَّت به الأرضون على قرارها ، والجبال على أماكنها [ مناكبها ] والبحار على حدودها ، والأشجار على عروقها ، والنجوم على مجاريها ، والسماوات
على بنائها ، وحملت الملائكة عرش الرَّحمن بقدرة ربّها ، وبالاسم القدُّوس القديم المتقدِّم المُختار الجبّار المتكبّر الكبير المتعظّم العزيز المهيمن الملك
المقتدر الحميد المجيد الصّمد المتوحّد ، المتفرِّد الكبير المتعال .
وبالاسم
المخزون المكنون في علمه المحيط بعرشه الطاهر المطهّر المبارك القدُّوس السَّلام المؤمن المهيمن العزير الجبّار المتكبّر الخالق الباريء المصوِّر
.
الأوَّل والاٰخر والظّاهر والباطن ، والكائن قبل كلِّ شيء ، والمكوِّن لكلِّ
شيء ، والكائن بعد فناء كلِّ شيء ، ولم يزل لا يزال ، ولا يفنى ولا يتغيّر ، نورٌ في نور ، ونور على نور ، ونور فوق كلِّ نور ، ونور يضيء به كلّ نور ، وبالاسم الّذي سمّى به نفسه ، واستوى به على عرشه ، فاستقرَّ به على كرسيّه ، وخلق به ملائكته وسماواته ، وأرضه ، وجنّته وناره ، وابتدع به خلقه ، واحداً أحداً فرداً صمداً كبيراً متكبّراً عظمياً متعظّماً عزيزا مليكاً مقتدراً قدُّوساً متقدِّساً
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد .
وبالاسم
الّذي لم يكتبه لأحد من خلقه صدق الصّادقون وكذب الكاذبون .
وبالاسم
الّذي هو مكتوب في راحة ملك الموت الّذي إذا نظرت إليه الأرواح تطايرت ، وبالاسم الّذي هو مكتوب على سرادق عرشه من نور لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، وبالاسم المكتوب في سرادق المجد ، وبالاسم المكتوب في سرادق البهاء وبالاسم المكتوب في سرادق العظمة ، وبالاسم المكتوب في سرادق الجلال ، وبالاسم المكتوب في سرادق العزّ ، وبالاسم المكتوب في سرادق الخالق النّصير ، ربِّ الملائكة الثمانية ، وربِّ العرش العظيم .
وبالاسم
الأكبر الأكبر الأكبر ، وبالاسم الأعظم الأعظم المحيط بملكوت السَّموات والأرض ، وبالاسم الّذي أشرقت به الشمس ، وأضاء به القمر وسجِّرت به البحار ، ونصبت به الجبال ، وبالاسم الّذي قام به العرش والكرسي وبالأسماء المقدَّسات المكنونات المخزونات في علم الغيب عنده .
وبالاسم
الّذي كتب على ورق الزيتون فاُلقي في النّار فلم يحترق ، وبالاسم الّذي مشى به الخضر عليهالسلام على الماء فلم يبتلَّ
قدماه ، وبالاسم الّذي تفتَّح به أبواب السّماء ، وبه يفرق كلّ أمرٍ حكيم ، وبالاسم الّذي ضرب موسى بعصاه البحر فانفلق ، فكان كلُّ فرق كالطود العظيم ، وبالاسم الّذي كان عيسى بن مريم يحيي به الموتى ، ويبريء به الأكمه ، والأبرص ، باذن الله ، وبالأسماء الّتي يدعو بها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، وعزرائيل ، وحملة العرش والكرُّوبيّون ومن حولهم من الملائكة والرّوحانيّون الصافّون المسبِّحون .
وبأسمائه
الّتي لا تنسى ، وبوجهه الّذي لا يبلى ، وبنوره الّذي لا يطفى ، وبعزَّته الّتي لا ترام ، وبقدرته الّتي لا تضام ، وبملكه الّذي لا يزول ، وبسلطانه الّذي لا يتغيّر ، والعرش الّذي لا يتحرَّك ، والكرسيّ الّذي لا يزول ، وبالعين الّتي لا تنام ، وباليقظان الّذي لا يسهو ، وبالحيِّ الّذي لا يموت ، وبالقيّوم الّذي لا
تأخذه سنة ولا نوم .
وبالّذي
تسبِّح له السَّماوات والأرضون بأطرافها ، والبحار بأمواجها
والحيتان في بحارها ، والأشجار بأغصانها ، والنجوم
بزينتها ، والوحوش في قفارها ، والطير في أوكارها ، والنحل في أجحارها ، والنمل في مساكنها ، والشمس والقمر في أفلاكها ، وكلُّ شيء يسبِّح بحمد ربِّه .
فسبحانه
يميت الخلائق ولا يموت ، ما أبين نوره وأكرم وجهه وأجلِّ ذكره وأقدس قدسه ، وأحمد حمده ، وأنفذ أمره ، وأقدر قدرته على ما يشاء ، وأنجز وعده تعالى الله عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً ليس له شبيه ، وليس كمثله شيء له الخلق والأمر تبارك الله ربُّ العالمين .
وبالاسم
الّذي قرَّب به محمّداً عليهالسلام حتّى جاوز سدرة
المنتهى ، فكان منه كقاب قوسين أو أدنى ، وبالاسم الّذي جعل النّار على إبراهيم برداً وسلاماً ، ووهب له من رحمته إسحاق ، وبرحمته الّتي اُوتي بها يعقوب بالقميص ، وألقاه على وجهه فارتدَّ بصيراً ، وبالاسم الّذي ينشيء السّحاب الثقال ، ويسبّح الرعد بحمده وبالاسم الّذي كشف به ضرّ أيّوب ، واستجاب به ليونس عليهالسلام
في ظلمات ثلاث وبالاسم الّذي وهب لزكريّا يحيى نبيّاً صلّى الله عليه وأنعم على عبده عيسى بن مريم عليهماالسلام إذ علّمه الكتاب
والحكمة ، وجعله نبيّاً مباركاً من الصّالحين .
وبالاسم
الّذي دعاك به جبرئيل عليهالسلام في المقرَّبين ، ودعاك
به ميكائيل وإسرافيل عليهماالسلام فاستجبت لهم وكنت من
الملائكة قريباً مجيباً ، وباسمك المكتوب في اللّوح المحفوظ . وباسمك المكتوب في البيت المعمور ، وباسمك المكتوب في لواء الحمد الّذي أعطيته نبيّك محمّداً صلىاللهعليهوآله ، ووعدته الحوض والشّفاعة والمقام المحمود .
وباسمك
الّذي في الحجاب عندك لا يضام حجاب عرشك ، وبالاسم الّذي تطوى به السّماوات كطيّ السجلّ للكتاب ، وباسمك الّذي تقبل به التوبة عن عبادك ، وتعفو عن السيّئات ، وبوجهك الكريم أكرم الوجوه ، وبما توارت به الحجب من نورك ، وبما استقلَّ به العرش من بهائك .
يا
إله محمّد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف والأسباط صلّى الله عليهم يا ربَّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل وربَّ النبيّين والمرسلين ومنزل التوراة والانجيل والزَّبور والفرقان العظيم .
أسئلك
بكلِّ اسم هو لك : أنزلته في كتاب من كتبك ، أو علّمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، يا وهّاب العطايا يا فكّاك الرِّقاب من النّار ، وطارد العسر من العسير كن شفيعي إليك إذ كنت دليلي عليك ، وبالاسم الّذي يحقُّ الحقَّ بكلماته ، ويبطل الباطل ولو كره المجرمون .
وبالاسم
الّذي يسبِّح الرعد بحمده ، والملائكة من خيفته ، وبأسمائك المكتوبات على أجنحة الكرّوبيّين ، وبأسمائك الّتي تحيي بها العظام وهي رميم وباسمك الّذي دعاك به عيسى بن مريم عليهالسلام وبأسمائك المكتوبات
على عصى موسى ، وباسمك الّذي تكلّم به موسى عليهالسلام على سحرة مصر ، فأوحيت
إليه : لا تخف إنَّك أنت الأعلى ، وبأسمائك المنقوشات على خاتم سليمان بن داود عليهالسلام الّتي ملك بها الجنَّ والانس والشّياطين وأذلَّ به إبليس وجنوده ، وبالأسماء الّتي نجا بها إبراهيم من نار نمرود ، وبالأسماء الّتي رفع بها إدريس عليهالسلام مكاناً عليّاً .
وبالأسماء
المكتوبات على جبهة إسرافيل عليهالسلام ، وبالأسماء
المكتوبات على دار قدسه ، وبكلِّ اسم هو لله عزَّ وجلَّ دعا الله به نبيٌّ مرسلٌ ، وملك مقرَّب
أو عبد مؤمن ، وبكلِّ اسم هو لله عزَّ وجلَّ في شيء من كتبه ، وبكلِّ اسم هو مخزون في علمه ، وبأسمائه المكتوبات في اللوح ، وبالاسم الّذي خلق به جبلّات الخلق كلّهم ، وباسم الله الأكبر الكبير ، الأجلِّ الجليل ، الأعزّ العزيز ، الأعظم
العظيم ، وبأسمائه كلّها الّتي إذا ذكر بها ذلّت فرائص ملائكته وسمائه وأرضه وجنّته ، وناره .
وباسمه
الأعظم الّذي علّمه آدم صلّى الله عليه في جنّات عدنٍ ، وصلّى الله وملائكته على محمّد وآله وعلى جميع أنبياء الله ورسله ، اللّهمَّ فبحرمة هذه الأسماءِ ، وبحرمة تفسيرها ، فانّه لا يعلم تفسيرها غيرك ، أن تستجيب لي دعائي
وارحم تضرُّعي ، وأدخلني في عبادك الصالحين ، وآتنا في
الدُّنيا حسنة وفي الاٰخرة حسنة ، وقنا عذاب النّار ، وتوفَّنا مع الأبرار ، ولا تخزنا يوم القيامة ، إنَّك لا تخلف الميعاد ، وترى الملائكة حافّين من حول العرش يسبِّحون بحمد ربّهم وقضي بينهم بالحقِّ ، وقيل الحمد لله ربِّ العالمين .
قال
السيّد ره : وهذا الدعاء ممّا اُلهمنا تلاوته عند المهمّات ، والضرورات ورأيت من الله تعجيل الاجابات والعنايات ، ورئي في المنام باقي النّهار السّلامة
من البلاء ، وإجابة الدعاء ، فكان كما رأى في المنام
.
٢٤ ـ مهج : دعاء علّمه جبرئيل عليهالسلام النبيَّ صلىاللهعليهوآله « يا نور السماوات والأرض يا جمال السّماوات والأرض يا عماد السماوات والأرض ، يا بديع السّماوات والأرض ، يا ذا الجلال والاكرام ، يا صريخ المستصرخين ، يا غوث المستغيثين يا منتهى رغبة الرّاغبين ، والمفرِّج عن المكروبين ، والمروِّح عن المهمومين ومجيب دعوة المضطرّين ، وكاشف السّوءِ ، وأرحم الراحمين ، وإله العالمين ، منزل به كلُّ حاجة يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين
.
٢٥ ـ ومن ذلك : دعاء آخر برواية أنس بن مالك عن النبيِّ
صلىاللهعليهوآله عن جبرئيل عليهالسلام وقد روى كثيراً من
فضائله ، أضربت عن ذكرها بالاختصار ، إذ القصد نفس الدعاءِ :
«
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم بسم الله وبالله ، وباسمه المبتدأ ربِّ الاٰخرة والاُولى ، لا غاية ولا منتهى ، ربِّ الأرض والسّماوات العلى الرَّحمن على العرش استوى ، الله عظيم الاٰلاء ، دائم النعماء ، قاهرُ الأعداء عاطف برزقه ، معروف
بلطفه عادل في حكمه ، عالم في ملكه ، الرَّحمن الرَّحيم ، رحيم الرُّحماء ، عالم العلماء
صاحب الأنبياء ، غفور الغفراء ، قادر على ما يشاء .
سبحان
الله الملك الواحد الحميد ، ذي العرش المجيد ، الفعّال لما يريد
______________________
ربِّ الأرباب ومسبّب الأسباب ، وسابق الأسباق ، ورازق
الأرزاق ، وخالق الأخلاق قادر على ما يشاء ، مقدّر المقدور ، وقاهر القاهرين ، وعادل في يوم النشور ، إله الاٰلهة يوم الواقعة ، رحيم غفور حليم شكور .
الحمد
لله الربِّ العظيم ، والحمد لله الملك الرَّحيم ، الأوَّل القديم ، خالق العرش والسماوات والأرضين ، وهو السّميع العليم ، قابل التوبة ، شكورٌ حليم العزيز الرَّحيم ، الأوَّل الاٰخر ، الظّاهر الباطن ، الدائم القائم ، رازق
الوحوش والبهائم صاحب العطايا ، ومانع البلايا ، يشفي السقيم ، ويغفر للخاطئين ، ويعفو عن النّادمين ، ويحبّ الصّالحين ، ويؤوي الهاربين ، ويستر على المذنبين ويؤمن الخائفين .
سبحانك
لا إله إلّا أنت ، الكريم المعبود في كلِّ مكان ، تغفر الخطايا وتستر العيوب ، شكور حليم ، عالم بالحدود ، منبت الزروع والأشجار ، فالق الحبوب ، صاحب الجبروت ، غنيٌّ عن الخلق ، قاسم الأرزاق ، علّام الغيوب ، أنت الّذي ليس كمثله شيء ، وأنت على كلِّ شيء شهيد .
أنت
الّذي تعفو عن العاصي بعد أن يغرق في الذنوب ، أنت الّذي كلُّ شيء خلقته ينصرف إليك بالمنسوب ، اغفر لي خطيئتي كما قلت « ادعوني أستجب لكم » وأنت بوعدك صدوق ، نجّني من الهموم والغموم والكروب ، أنت غياث كلِّ مكروب ، وأنت الذي قلت « لا تقنطوا من رحمتي » وأنت بقولك صادق ليس بمكذوب احفظني من آفات الدُّنيا والاٰخرة ، وهول يوم اللحود ، ولا تفضحني سيّدي على
رؤس الخلائق في اليوم الموعود .
الله
أكبر الله أكبر الله أكبر لا ضدَّ له ، ولا ندَّ له ، ولا صاحبة له ، ولا والد له ، ولا ولد له ، ولا حد [ ود ] له ، ولا مثال له ولا كفو له ، ولا وزير له ، ولا
شريك له في ملكه .
أسألك
يا الله يا الله يا الله يا عزيز يا عزيز يا عزيز ، أن تريني في منامي ما رجوت منك ، وأن تكرمني بمغفرة خطيئتي إنّك على ما تشاء قديرٌ يا أرحم الراحمين ، ولا
حول
ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم ، يا حنّان يا منّان
يا سبحان يا غفران يا برهان يا سلطان ، يا ذا الجلال والاكرام ، أشهد أنَّ كلَّ معبود من دون عرشك إلى قرار أرضك باطل غير وجهك القديم الكريم المعبود ، آمنت بك واستغثت بك بحقِّ لا إله إلّا أنت أغثني يا أرحم الرّاحمين .
٢٦ ـ مهج : سليمان بن إبراهيم ، عن موسى بن يزيد ،
عن أنس بن اُويس ، عن عليِّ بن أبيطالب صلوات الله عليه قال : قال النبيُّ صلىاللهعليهوآله : من دعا بهذه الأسماء استجاب الله له ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً لو دُعي بهذه الأسماء على صفايح الحديد
لذابت ولو دعي بها على ماء جار لجمد حتّى يمشي عليه ، ولو دعي على مجنون لأفاق ، ولو دعي على امرأة قد عسر ولدها عليها لسهّل الله عليها ، ولو دعا بها رجل أربعين ليلة
جمعة غفر الله له ما بينه وبين الاٰدميّين وبينه وبين ربّه .
فقال
سلمان الفارسي رحمة الله عليه : بأبي أنت واُمّي يا رسول الله أيعطى الرجل بهذه الأسماء هذا كلّه ؟ فقال : يا أبا عبد الله [ لا تحثّوا الناس عليها فانّي
أخشى أن يتركوا العمل ويتّكلوا عليها ، ثمَّ قال صلّى الله عليه وآله : يا أبا عبد الله
] يغفر الله لقائلها ولأهل بيته ، ولمؤدِّب بلده ، ولأهل مدينته كلّهم إنشاء الله
وهذه الأسماء والدُّعاء :
«
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم اللّهمَّ أنت الله وأنت الرَّحمن ، وأنت الرَّحيم الملك القدُّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّرُ ، الأوَّل الاٰخر
الظاهر الباطن الحميد المجيد المبدىء المعيد الودود الشّهيد القديم العليُّ العظيم
العليم الصّادق الرؤف الرَّحيم الشكور الغفور العزيز الحكيم .
ذو
القوَّة المتين الرقيب الحفيظ ذو الجلال والاكرام العظيم العليم ، الغني الوليّ الفتّاح المرتاح القابض الباسط العدل الوفيُّ الوليُّ الحقُّ المبين الخلاق الرزَّاق
الوهّاب التوّاب الربّ الوكيل اللطيف الخبير السميع البصير الدَّيان المتعالى
______________________
القريب المجيب الباعث الوارث الواسع الباقي الحيُّ الدّائم
الّذي لا يموت القيُّوم النور الغفّار الواحد القهّار الأحد الصّمد لم يلد ولم يولدولم يكن له كفواً أحد .
ذو
الطول المقتدر علّام الغيوب البديء البديع القابض الباسط الدّاعي الظاهر المقيت المغيث الدافع الرافع الضّارُّ النافع المعزُّ المذلُّ المطعم المنعم المهيمن المكرم المحسن المجمل الحنَّان المفضل المحيي المميت ، الفعّال لما يريد .
مالك
الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشآء وتذلّ من تشاء بيدك الخير إنّك على كلِّ شيء قدير تولج اللّيل في النّهار وتولج النّهار في اللّيل وتخرج الحيَّ من الميّت وتخرج الميّت من الحيِّ وترزق من تشاء بغير حساب فالق الاصباح ، وفالق الحبِّ والنوى يسبّح له ما في السّماوات والأرض وهو العزيز الحكيم .
اللهمَّ
ما قلت من قول أو حلفت من حلفٍ ، أو نذرت من نذر في يومي هذا وليلتي هذه ، فمشيّتك بين يدي ذلك ما شئت منه كان ، وما لم تشأ منه لم يكن فادفع عنّي بحولك وقوَّتك ، فانّه لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم .
اللهمَّ
بحقِّ هذه الأسماء عندك ، صلِّ على محمّد وآل محمّد واغفر لي وارحمني وتُب عليَّ وتقبّل منّي وأصلح لي شأني ويسِّر اُموري ووسّع عليّ في رزقي وأغنني بكرم وجهك عن جميع خلقك وصن وجهي ويدي ولساني عن مسئلة غيرك واجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً فانّك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت على كلِّ شيء قدير برحمتك يا أرحم الرّاحمين وصلّى الله على سيّدنا سيّد المرسلين محمّد النبيِّ
وآله الطيّبين الطاهرين .
٢٧ ـ مهج : حدَّثني صديقي والمواخي لي محمّد بن
محمّد بن محمّد القاضي الاٰوي ضاعف الله جلَّ جلاله سعادته وشرَّف خاتمته ، وذكر حديثاً عجيباً وسبباً غريباً وهو أنّه كان قد حدثت له حادثة ، فوجد هذا الدعاء في أوراق لم يجعله فيها بين
______________________
كتبه ، فنسخ منه نسخة فلمّا أنسخه فقد الأصل الّذي كان
قد وجد ، ورأيتُ هذا الدعاء في نسخة عتيقة قد أصاب بعضها بلل ، وفيه زيادة ونقصان ، أحضرها ابن الوزير الورّاق وذكر أنّه اشتراها لولد محمّد المقري الأعرج بدرهم ونصف ويمكن أن يكون هذا الدعاء كان موجوداً في الكتب وما كان أخي الرضا الاٰوي
يعرف موضعه ، فأنعم الله جلَّ جلاله عليه بتعريفه كما ذكرناه عنه رضي الله عنه ، ويسمّى
دعاء العبرات ، وسيأتي ذكره وهو :
«
اللهمَّ إنّي أسألك يا راحم العبرات ، ويا كاشف الكربات ، أنت الّذي تقشع سحاب المحن وقد أمست ثقالاً ، وتجلو
ضباب الإحن وقد سحبت أذيالاً وتجعل زرعها هشيماً ، وبنيانها هديماً ، وعظامها رميماً وتردّ المغلوب غالباً
والمطلوب طالباً والمقهور قاهراً والمقدور عليه قادراً .
إلهي
فكم من عبدٍ ناداك « ربِّ إنّي مغلوب فانتصر » ففتحت له من نصرك أبواب السّماء بماء منهمر ، وفجّرت له من عونك عيوناً فالتقى ماء فرجه على أمرٍ قد قدر ، وحملته من كفايتك على ذات ألواح ودسرٍ ، يا ربّ إنّي مغلوب فانتصر [ يا ربِّ إنّي مغلوب فانتصر ، يا ربِّ إنّي مغلوب فانتصر ] فصلِّ على محمّد وآل
محمّد ، وافتح لي من نصرك أبواب السّماء بماء منهمر ، وفجّر لي من عونك عيوناً ليلتقى ماء فرجي على أمر قد قدر ، واحملني يا ربّ من كفايتك على ذات ألواح ودسرٍ .
يا
من إذا ولج العبد في ليل من حيرته بهيم ولم يجد صريخاً
يصرخه من وليّ حميم ، وجد يا ربّ من معونتك صريخاً مغيثاً ووليّاً يطلبه حثيثاً ينجيه من ضيق
أمره وحرجه ، ويظهر له من المهمّ من أعلام فرجه .
اللهمَّ
فيا من قدرته قاهرة وآياته باهرة ، ونقماته قاصمة لكلِّ جبّار ، دامغة لكلِّ كفور ختّار ، صلِّ يا ربّ على محمّد وآل محمّد ، وانظر إليَّ يا ربِّ نظرة
من
______________________
نظراتك رحيمة تجل بها عنّي ظلمة واقفة مقيمة من عاهة جفّت
منها الضّروع وتلفت منه الزروع ، وانهلّت من أجلها الدموع ، واشتمل بها على القلوب اليأس وجرت وسكنت بسببها الأنفاس .
اللّهمَّ
صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وأسئلك حفظاً حفظا لغرائس غرستها يد الرَّحمن وشربها من ماءِ الحيوان ، أن تكون بيد الشيطان تحزّ ، وبفأسه تقطع وتجزُّ .
الهي
من أولى منك أن يكون عن حريمك دافعاً ، ومن أجدر منك أن يكون عن حماك حارساً ومانعاً ، إلهي إنَّ الأمر قد هال فهوِّنه ، خشن فألنه ، وإنَّ القلوب
قد كاعت فهمّنها والنّفوس ارتاعت فسكّنها
.
إلهي
تدارك أقداماً زلّت ، وأفهاماً في مهامه الحيرة ضلّت ، إن
رأت جبرك على كسيرها ، وإطلاقك لأسيرها وإجارتك لمستجيرها أجحف الضرُّ بالمضرور مع داعيه الويل والثبور ، فهل يحسن من فضلك أن تجعله فريسة البلاء وهو لك راج أم هل يجمل من عدلك أن يخوض في لجّة النقمات ، وهو إليك لاج ؟
مولاي
لئن كنت لا أشقُّ على نفسي في التّقى ، ولا أبلغ في حمل أعباء الطّاعة مبلغ الرِّضا ، ولا أنتظم في سلك قوم رفضوا الدُّنيا : فهم خمص البطون من الطوى ، عمش العيون من البكاء ، بل أتيتك يا ربِّ بضعفٍ من العمل ، وظهر ثقيل بالخطاء والزلل ، ونفس للرّاحة معتادة ، ولدواعي التسويف منقادة .
أما
يكفيك يا ربِّ وسيلة إليك وذريعة لديك أنّني لأوليائك موال ، وفي محبّتهم مغال ، ولجلباب البلاء فيهم لابس ، ولكتاب تحمل العناء بهم دارس ، أمّا يكفيني أن أروح فيهم مظلوماً ، أو أغدو مكظوما ، وأقضى بعد هموم هموماً ، وبعد وجوم وجوماً .
أما
عندك يا ربِّ بهذا حرمة لا تضيع ، وذمّة بأدناها يقتنع ، فلم تمنعني نصرك ؟
______________________
يا ربِّ وها أناذا غريق ، وتدعني وأنا بنار عدوِّك حريق
، أتجعل أولياءك لأعدائك طرائد ، ولمكرهم مصائد ، وتقلّدهم من خسفهم قلائد ، وأنت مالك نفوسهم أن لو قبضتها جمدوا ، وفي قبضتك موادُّ أنفاسهم ، لو قطعتها خمدوا ، فما يمنعك يا ربِّ
أن تكفَّ بأسهم ، وتنزع عنهم من حفظك لباسهم ، وتعريهم من سلامة بها في أرضك يفرحون ، وفي ميدان البغى يمرحون .
اللهمَّ
صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وأدركني ولمّا يدركني الغرق ، وتداركني ولمّا غيّب شمسى الشفق .
إلهي
كم من عبد خائف التجأ إلى سلطان فآب عنه محفوظاً بأمن وأمان أفأقصد يا ربِّ أعظم من سلطانك سلطاناً ؟ أم أوسع من إحسانك إحساناً ؟ أم أكثر من اقتدارك اقتداراً ؟ أم أكرم من انتصارك انتصاراً ؟ ما عذري يا إلهي إذا حرمت في
حسن الكفاية نائلك ، وأنت الّذي لا يخيب آملك ، ولا يردُّ سائلك .
إلهي
إلهي أين رحمتك الّتي هي نصرة المستضعفين من الأنام ؟ اللّهمَّ أين أين كفايتك الّتي هي نصرة المستغيثين من الأنام ؟ وأين أين عنايتك الّتي هي جُنّة المستهدفين لجور الأيّام ؟ إليَّ إليَّ بها يا ربِّ نجّني من القوم الظّالمين
إنّي مسّني الضرُّ وأنت أرحم الراحمين .
مولاي
ترى تحيّري في أمري ، وتقلّبي في ضرّي ، وانطواي على حرقة قلبي ، وحرارة صدري ، فصلِّ يا ربِّ على محمّد وآل محمّد ، وجد لي يا ربِّ بما أنت
أهله فرجاً ومخرجا ، ويسّر لي يا ربِّ نحو اليسرى منهجاً ، واجعل يا ربِّ من نصب لي حبالاً
ليصرعني بها صريع ما مكر ، ومن حفر لي بئراً ليوقعني فيها أن يقع فيما حفر واصرف اللّهمَّ عنّي من شرِّه ومكره وفساده وضرِّه ما تصرفه عمّن قاد نفسه لدين الديّان ، ومناد ينادي للايمان .
إلهي
عبدك عبدك أجب دعوته ، وضعيفك ضعيفك فرّج غمّته ، فقد انقطع كلُّ حبل إلّا حبلك ، وتقلّص كلُّ ظلّ إلّا ظلّك .
وتسجد
وتقول : إلهي إنَّ وجهاً إليك برغبته توجّه خليق بأن تجيبه ، وإنَّ
جبيناً لك بابتهاله سجد حقيق أن يبلغ ما قصد ، وإنَّ خدّاً
لديك بمسئلته تعفّر جديرٌ بأن يفوز بمراده ويظفر ، وها أنا ذا يا إلهي قد ترى تعفّر خدِّي ، وابتهالي واجتهادي في مسئلتك وجدّي ، فتلقَّ يا ربِّ رغباتي برأفتك قبولاً وسهّل إلى طلباتي بعزَّتك وصولاً ، وذلّل لي قطوف ثمرة إجابتك تذليلاً .
إلهي
لا ركن أشدُّ منك فآوى إلى ركن شديد ، وقد أويت إليك وعوَّلت في قضاءِ حوائجي عليك ، ولا قوَّة لي أشدُّ من دعائك ، فأستظهر بقول شديد ، وقد دعوتك كما أمرت ، فاستجب لي بفضلك كما وعدت ، فهل بقي يا ربّ إلّا أن تجيب وترحم منّي البكاء والنحيب ، يا من لا إله سواه ، يا من يجيب المضطرَّ إذا دعاه ربِّ انصرني على القوم الظّالمين ، وافتح لي وأنت خير الفاتحين ، والطف بي يا ربِّ
وبجميع المؤمنين والمؤمنات برحمتك يا أرحم الراحمين
.
يقول
: سيّدنا ومولانا الامام العالم العامل الكامل الفقيه العلّامة الفاضل الزاهد العابد الورع المجاهد المولى الأعظم والصدر المعظّم ، ركن الاسلام والمسلمين ، ملك العلماء والسادات في العالمين ، ذو الحسبين ، أبو القاسم عليُّ بن
موسى بن جعفر بن محمّد بن محمّد الطاوس العلويُّ الفاطميُّ أسعده الله في الدّارين
وحباه بكلِّ ما تقرُّ به العين ، بمحمد وآله الطاهرين : ولمّا وجدت هذا الدعاء بعد
وفاة أخي الرضي القاضي الاٰويِّ قدَّس الله روحه ، ونوَّر ضريحه ، وفيه
زيادات حسان ، ونقصان عن الّذي أحضره إليَّ الأخ عليّ المسمّي ابن وزير الورّاق في جملة مجلّد أوَّله دعاء الطّلحي ، وهو عتيق كما كنّا ذكرناه ، وها أنا أذكر الدعاء
بما وجدته استظهاراً في حفظ أسراره ، واحتياطاً لفوائد أنواره وهو :
اللّهمَّ
إنّي أسئلك يا راحم العبرات ، ويا كاشف الزفرات ، أنت الّذي تقشع سحائب المحن ، وقد أمست ثقالاً ، وتجلو ضباب الفتن وقد سحبت أذيالاً وتجعل ذرعها هشيماً ، وبنيانها هديماً ، وعظامها رميما ، وتردُّ المغلوب غالباً والمطلوب
طالباً ، والمقهور قاهراً ، والمقدور عليه قادراً .
______________________
فكم
يا إلهي من عبدٍ ناداك : ربِّ إنّي مغلوب فانتصر ففتحت من نصرك له أبواب السّماء بماء منهمر ، وفجّرت له من عونك عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قدر ، وحملته من كفايتك على ذات ألواح ودسر ، يا من إذا ولج العبد في ليل من حيرته بهيم ، ولم يجد له صريخاً يصرخه من وليّ حميم ، وجد من معونتك صريخاً مغيثاً ، ووليّاً يطلبه حثيثا ينجيه من ضيق أمره وحرجه ، ويظهر له أعلام فرجه .
اللّهمَّ
فيا من قدرته قاهرة ، ونقماته قاصمة لكلِّ جبّار ، دامغة لكلِّ كفور ختّار أسألك نظرة من نظراتك رحيمة تجلي بها ظلمة عاكفة مقيمة في عاهة جفّت منها الضروع ، وتلفت منها الزُّروع وانهلّت من أجلها الدموع ، واشتمل لها على القلوب اليأس ، وجرت بسببها الأنفاس .
إلهي
فحفظاً حفظاً لغرايز غرسها وشربها بيد الرحمن ، ونجاتها بدخول الجنان أن تكون بيد الشيطان تحزّ ، ووبفأسه تقطع وتجزّ .
إلهي
فمن أولى منك بأن يكون عن حريمك دافعاً ، ومن أجدر منك بأن يكون عن حماك مانعاً ، إلهي إنَّ الأمر قد هال فهوِّنه ، وخشن فألنه ، وإنَّ القلوب كاعت فطمّنها ، والنّفوس ارتاعت فسكّنها .
إلهي
إلهي تدارك أقداماً زلّت ، وأفهاماً في مهامه الحيرة ضلّت ، إن رأت جبرك على كسيرها ، وإطلاقك لأسيرها ، وإجارتك لمستجيرها ، أجحف الضرُّ بالمضرور ، ولبّى داعيه بالويل والثبور ، فهل تدعه يا مولاي فريسة للبلاء ، وهو لك
راج ؟ أم هل يخوض لجّة الغمّاء وهو إليك لاج ؟
مولاي
إن كنت لا أشقّ على نفسي في التّقى ، ولا أبلغ في حمل أعباء الطّاعة مبلغ الرِّضا ، ولا أنتظم في سلك قوم رفضوا الدُّنيا : فهم خمص البطون من الطوى ذبل الشفاه من الظّما ، عمش العيون من البكاء ، بل أتيتك بضعف من العمل ، وظهر ثقيل بالخطايا والزّلل ، ونفس للراحه معتادة ، ولدواعي الشرِّ منقادة .
أفما
يكفيني يا ربِّ وسيلة إليك وذريعة لديك أنّني لأولياء دينك موال وفي محبّتهم مغال ، ولجلباب البلاء فيهم لابس ، ولكتاب تحمّل العناء
بهم دارس .
أما
يكفيني أن أروح فيهم مظلوماً ، وأغدو مكظوماً ، وأقضي بعد هموم هموماً ، وبعد وجوم وجوماً ، أما عندك يا مولاى بهذه حرمة لا تضيع ، وذمّة بأدناها يقتنع ؟ فلم لا تمنعني يا ربِّ وها أناذا غريق ؟ وتدعني هكذا وأنا بنار عدوّك حريق ؟
مولاي
أتجعل أولياءك لأعدائك طرائد ، ولمكرهم مصائد ، وتقلّدهم من خسفهم قلائد ، وأنت مالك نفوسهم لو قبضتها جمدوا ، وفي قبضتك موادُّ أنفاسهم لو قطعتها خمدوا ، فما يمنعك يا ربِّ أن تكشف بأسهم ، وتنزع عنهم في حفظك لباسهم وتعريهم من سلامة بها في أرضك يسرحون ، وفي ميدان البغي على عبادك يَمرحون إلهي أدركني ولمّا يُدركني الغرق ، وتداركني ولمّا غيّب شمسي الشفق .
إلهي
كم من خائف التجأ إلى سلطان فآب عنه محفوفاً بأمن وأمان ، أفأقصد أعظم من سلطانك سلطاناً ؟ أم أوسع من إحسانك إحساناً ؟ أم أكثر من اقتدارك اقتداراً ؟ أم أكرم من انتصارك انتصاراً ؟ ما عُذري يا إلهي إذا حُرمت في حسن الكفاية نائلك ، وأنت أنت الّذي لا يُخيّب آملك ، ولا يردُّ سائلك .
إلهي
إلهي أين رحمتك الّتي هي نصرة المستضعفين من الأنام ؟ وأين أين كفايتك الّتي هي جنّة المستهدفين لجور الأيّام ؟ إليّ إلىّ بها يا ربِّ نجّني من القوم الظّالمين إنّي مسّنى الضرُّ وأنت أرحم الرّاحمين .
مولاي
ترى تحيّري في أمري ، وأنطواي على حرقة قلبي ، وحرارة صدري فجد لي يا ربِّ بما أنت أهله فرجاً ومخرجاً ويسّر لي نحو اليسر منهجاً ، واجعل من ينصب الحبالة لي ليصرعني بها صريعاً فيما مكر ، ومن يحفر لي البئر ليوقعني فيها واقعاً فيما حفر ، واصرف عنّي شرَّه ومكره وفساده وضرَّه ما تصرفه عن القوم المتّقين .
إلهي
عبدك عبدك أجب دعوته ، وضعيفك ضعيفك فرِّج غمّته ، فقد انقطع به كلُّ حبل إلّا حبلك ، وتقلّص عنه كلُّ ظلّ إلّا ظلّك .
مولاي
دعوتي هذه إن رددتها أين تصادف موضع الاجابة ؟ ومخيلتي هذه إن كذِّبتها أين تلاقي موضع الاصابة ؟ فلا تردد عن بابك من لا يعرف غيره باباً ، ولا
تمنع دون جنابك من لا يعرف سواه جناباً .
إلهي
إنَّ وجهاً إليك برغبته توجّه ، فالرّاغب خليق بأن لا يخيّبه ، وإنَّ جبيناً لديك بابتهاله سجد حقيق أن يبلغ المبتهل ما قصد ، وإنَّ خدّاً عندك
بمسألته تعفّر جدير أن يفوز السائل بمراده ويظفر .
هذا
يا إلهي تعفير خدّي ، وابتهالي في مسألتك وجدّي ، فلقِّ رغباتي برحمتك قبولاً ، وسهّل إلى طلباتي برأفتك وصولاً ، وذلّل لي قطوف ثمرة إجابتك تذليلاً .
إلهي
وإذ أقام ذو حاجة في حاجته شفيعاً فوجدته ممتنع النجاح مضيعاً ، فانّي أستشفع إليك بكرامتك ، والصفوة من أنبيائك ، الّذين بهم أنشأت ما يقلّ ويظلّ ونزّلت ما يدقّ ويجلّ .
أتقرّب
إليك بأوَّل من توّجته تاج الجلالة ، وأحللته من الفطرة محلّ السلالة ، حجّتك في خلقك ، وأمينك على عبادك ، محمّد رسولك صلىاللهعليهوآله ، وبمن جعلتهُ لنوره مغرماً ، وعن مكنون سرّه مُعرباً : سيد الأوصياء ، وإمام الأتقياء ، يعسوب الدّين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، أبي الأئمّة الراشدين ، عليّ أمير المؤمنين .
وأتقرّب
إليك بخيرة الأخيار ، واُمّ الأنوار ، والانسيّة الحوراء ، البتول العذراء فاطمة الزهراء ، وبقرَّتي عين الرسول ، وثمرتي فؤاد البتول ، السيّدين
الامامين أبي محمّد الحسن وأبي عبد الله الحسين ، وبالسجّاد زين العبّاد ذي الثفنات ، راهب العرب ، عليِّ بن الحسين ، وبالامام العالم والسيّد الحاكم النجم الزاهر ، والقمر الباهر ، مولاي محمّد بن عليّ الباقر .
وبالامام
الصّادق مبين المشكلات ، مظهر الحقائق ، المفحم بحجّته كلَّ ناطق ، مخرس ألسنة أهل الحدال ، مسكن الشقاشق ، مولاي جعفر بن محمّد الصّادق
______________________
وبالامام التقيِّ والمخلص الصّفي والنور الأحمدي ، والنور
الأنور ، والضياء الأزهر ، مولاي موسى بن جعفر ، وبالامام المرتضى ، والسيف المنتضى ، مولاي عليّ بن موسى الرضا ، وبالامام الأمجد ، والباب الأقصد ، والطريق الأرشد والعالم المؤيّد ، ينبوع الحكم ، ومصباح الظلم ، سيّد العرب والعجم ، الهادي إلى الرَّشاد ، والموفّق بالتأييد والسّداد ، مولانا محمّد بن عليِّ الجواد ، وبالامام
منحة الجبّار ، ووالد الأئمّة الأطهار ، عليِّ بن محمّد المولود بالعسكر الّذي حذّر
بمواعظه وأنذر ، وبالامام المنزَّه عن المآثم ، المطهّر من المظالم ، الحبر العالم
بدر الظلام ، وربيع الأنام ، التقيّ النقيّ ، الطاهر الزكي ، مولاي أبي محمّد
الحسن ابن عليِّ العسكري .
وأتقرَّب
إليك بالحفيظ العليم الّذي جعلته على خزائن الأرض ، والأب الرَّحيم الّذي ملّكته أزمّة البسط والقبض ، صاحب النقيبة الميمونة ، وقاصف الشجرة
الملعونة ، مكلّم النّاس في المهد ، والدّالّ على منهاج الرُّشد ، الغائب عن الأبصار
الحاضر في الأمصار ، الغائب عن العيون ، الحاضر في الأفكار ، بقيّة الأخيار ، الوارث
لذي الفقار ، الّذي يظهر في بيت الله ذي الأستار ، العالم المطهّر ، الحجّة بن
الحسن عليهم أفضل التحيّات ، وأعظم البركات ، وأتمُّ الصّلوات .
اللّهمَّ
فهؤلاء معاقلي إليك في طلباتي ، ووسائلي ، فصلِّ عليهم صلاة لا يعرف سواك مقاديرها ولا يبلغ كثير الخلايق صغيرها ، وكن لي بهم عند أحسن ظنّي ، وحقّق لي بمقاديرك بهيّة التمنّى .
إلهي
لا ركن لي أشدُّ منك فآوي إلى ركن شديد ، ولا قول لي أسدُّ من دعائك فأستظهرك بقول سديد ، ولا شفيع لي إليك أوجه من هؤلاء فآتيك بشفيع وديد ، فهل بقي يا ربِّ غير أن تجيب ، وترحم منّي البكاء والنحيب ، يا من لا إله سواه ، يا من يجيب المضطرّ إذا دعاه ، يا راحم عبرة يعقوب ، يا كاشف ضرِّ أيّوب اغفر لي وارحمني ، وانصرني على القوم الكافرين ، وافتح لي فتحاً وأنت خير الفاتحين ، يا
ذا القوَّة المتين ، يا أرحم الرّاحمين .
٢٨ ـ مهج : باسنادنا إلى سعد بن عبد الله من كتابه
كتاب فضل الدعاء ، قال : حدَّثني الحسن بن عليِّ بن عبد الله بن المغيرة الكوفيّ ، عن أبيه ، عن سيف بن
عميرة عن إبراهيم بن أبي يحيى ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن عليّ . وعن رجل عنه ، عن أبيه ، عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وعليها وآله وسلّم .
وعن محمّد بن شهاب ، عن سلمان ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام.
وعن عطا ، عن أبي ذرّ ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام. وعن عاصم ، عن عبد الرحمن
السّلمي ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام وعن مجاهد نحو من ثلاثين رجلاً كلّهم ، وكلُّ هؤلاء يقولون سمعنا أمير المؤمنين عليَّ بن أبيطالب عليهالسلام وهو مستقبل الركن
اليمانيّ وهو يقول : ها وربِّ الكعبة [ ثمَّ جاز إلى الحجر الأسود فقال : ها وربِّ الكعبة ، حتّى مرَّ بأركان الكعبة
وهو يقول : ها وربِّ الكعبة ] ثمَّ قال : ها وربِّ
الكعبة ، ها وربِّ الاركان ، ها وربِّ المشاعر ها وربِّ هذه الحرمات ، لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : هذا الحديث الّذي اُحدِّثكم به أنّه مكتوب في زبور داود ، وفي توراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وقرآن محمّد
صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ، وفي ألف كتاب نزل
من السّماء إلى ألف نبيّ عليهمالسلام أنّه قال : من قال :
لا
إله إلّا الله في علمه منتهى رضاه ، لا إله إلّا الله بعد علمه منتهى رضاه ، لا
إله إلّا الله مع علمه منتهى رضاه ، الله أكبر في علمه منتهى رضاه ، الله أكبر بعد
علمه منتهى رضاه ، الله أكبر مع علمه منتهى رضاه ، الحمد لله في علمه منتهى رضاه ، الحمد
لله بعد علمه منتهى رضاه ، الحمد لله مع علمه منتهى رضاه ، سبحان الله في علمه
منتهى رضاه ، سبحان الله بعد علمه منتهى رضاه ، سبحان الله مع علمه منتهى رضاه ، والحمد لله بجميع محامده على جميع نعمائه ، وسبحان الله وبحمده ، منتهى رضاه في علمه والله أكبر ، وحقٌّ له ذلك .
______________________
لا
إله إلّا الله الحليم الكريم ، لا إله إلّا الله العليّ العظيم ، لا إله إلّا الله
نور السّماوات السّبع ونور الأرضين السّبع ونور العرش العظيم ، لا إله إلّا الله
تهليلاً لا يحصيه غيره قبل كلِّ أحدٍ ، ومع كلِّ أحد ، وبعد كلِّ أحد ، الله أكبر تكبيراً لا يحصيه غيره قبل كلِّ أحدٍ ومع كلِّ أحدٍ وبعد كلِّ أحد ، وسبحان الله تسبيحاً لا يحصيه غيره قبل كلِّ أحد ، ومع كلِّ أحدٍ وبعد كلِّ أحدٍ .
اللّهمَّ
إنّي اُشهدك وكفى بك شهيداً ، فاشهد لي بأنَّ قولك حقٌّ ، وأنَّ قضاؤك حقٌّ وأنَّ قدرك حقٌّ ، وأنَّ رسلك حقٌّ ، وأنَّ أوصياءك حقٌّ ، وأنَّ رحمتك حقٌّ ، وأنَّ جنّتك حقٌّ وأنَّ نارك حقٌّ ، وأنَّ قيامتك حقّ ، وأنَّك مميت الأحياء ، وأنّك محيي الموتى ، وأنّك باعث من في القبور ، وأنّك جامع النّاس ليوم لا ريب فيه وأنّك لا تخلف الميعاد .
اللّهمَّ
إنّي اُشهدك وكفى بك شهيداً ، فاشهد لي أنّك ربّي وأنَّ محمّداً رسولك نبيّي ، والأوصياء من بعده أئمّتي ، وأنَّ الدّين الّذي شرعت ديني ، وأنَّ الكتاب الّذي أنزلت على محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله نوري .
اللّهمَّ
إنّي اُشهدك وكفى بك شهيداً فاشهد لي أنّك أنت المنعم عليَّ لا غيرك لك الحمد ، وبنعمتك تتمُّ الصّالحات ، لا إله إلّا الله والله أكبر ، والحمد لله وسبحان الله وبحمده ، وتبارك الله تعالى ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ
العظيم لا منجا ولا ملجأ من الله إلّا إليه ، عدد الشفع والوتر ، وعدد كلمات ربّي الطيّبات
التامّات المباركات ، صدق الله وصدق المرسلون .
ثمَّ
قال : من قال هذا في عمره مائة مرَّة حشر اُمّة واحدة ثمَّ اُرسل إليه ألف ألف ملك ، رأسهم ملكٌ يقال له : مجديال ، مع كلِّ ملك ألف دابّة ليس منه دابّه تشبه الاُخرى ، وألف ثوب ليس فيها ثوب يشبه الاٰخر ، حتّى إذا
انتهوا إليه وقفوا ، فيقول لهم مجديال : دونكم وليَّ الله ، وينهضون نهضة ملك واحدٍ ويسخّر له الدوابّ كدابّة واحدة ، والثياب كذلك ، وتحفّه الملائكة عن يمينه وعن يساره ، يسيرون ويسير معهم ، وهم يقولون : هذا وليُّ الله ، فطوبى له
ولا يمرُّ بزمرة من الملائكة ولا من الاٰدميّين إلّا
سلّموا عليه « سلام عليك يا وليَّ الله » وعظّموا شأنه حتّى يقف تحت لواء الحمد ، وقد ضرب له سرير من ياقوتة حمراء عليه قبّة من زبرجدة خضراء ، فيها حور عين ، فيتّكي فيها مرَّة عن يمينه ، ومرَّة عن يساره ، حتّى يقضى بين الناس ، وينزلون منازلهم .
ثمَّ
يؤمّ ألف ملك فيحفّونه حتّى يضعوا ذلك السرير على نجيبة من نجائب الجنّة ، مبتهرة من النور ، فيسير حتّى إذا أتى أوَّل منازله ، وإذا هو بقهرمان من قهارمته ، يريد أن يأخذ بيده ، فلولا أنَّ الله يعصمه لهوى إعظاماً لذلك
القهرمان ثمَّ يقول له القهرمان : يا وليَّ الله أنا قهرمان
من قهارمتك من أصحاب هذا القصر ، ولك مائة قصر مثل هذا القصر ، في كلِّ قصر قهرمان مثلي ، لكلِّ قهرمان زوجة على صورة خدم لأزواجك ، ولك بعدد كلِّ جارية زوجة ، ولك في كلِّ بيت ما لا اُحصي علمه . فيقول عند ذلك :
«
الحمد لله عدد ما أحصى علمه ، ومثل ما أحصى علمه ، وملاء ما أحصى علمه ، وأضعاف ما أحصى علمه ، ولا إله إلّا الله عدد ما أحصى علمه ، ومثل ما أحصى علمه ، وملاء ما أحصى علمه ، وأضعاف ما أحصى علمه ، والله أكبر عدد ما أحصى علمه ، ومثل ما أحصى علمه ، وملاء ما أحصى علمه ، وأضعاف ما أحصى علمه ، سبحان الله عدد ما أحصى علمه ، ومثل ما أحصى علمه ، وملاء ما أحصى علمه وأضعاف ما أحصى علمه » .
فاذا
قال هذا زيد في بيوته وما فيها مثلها ، والله واسع كريم
٢٩ ـ مهج : ومن ذلك دعاء جامع لمولانا ومقتدانا
أمير المؤمنين عليّ بن أبيطالب عليهالسلام رويناه باسنادنا إلى
سعد بن عبد الله في كتابه كتاب فضل الدعاء قال : حدَّثنا يعقوب بن يزيد يرفعه قال : قال سلمان الفارسيُّ رضي الله عنه قال :
______________________
سمعت عليَّ بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول : قال لي
رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليُّ لو دعا داع بهذا الدعاء على صفايح الحديد ، لذابت ، والّذي بعثني بالحقِّ
نبيّاً لو دعا داع بهذا الدعاء على ماء جار لسكن حتّى يمرَّ عليه .
والّذي
بعثني بالحقِّ نبيّاً إنّه من بلغ به الجوع والعطش ثمّ دعا بهذا الدعاء ، أطعمه الله وأسقاه ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً لو أنَّ رجلاً دعا بهذا الدعاء على جبل بينه وبين موضع يريده لا نشعب الجبل حتّى يسلك فيه إلى الموضع الّذي يريده ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً لو يدعى به على مجنون لأفاق من جنونه والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً لو يدعى به على امرأة قد عسر عليها ولادتها لسهّل الله
عليها الولادة ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً لو دعا بهذا الدعاء رجل على مدينة والمدينة
تحترق ومنزله في وسطها لنجا منزله ولم يحترق .
والّذي
بعثني بالحقِّ نبياً إنّه لو دعا به داع أربعين ليلة من ليالي الجمع غفر الله له كلَّ ذنب بينه وبين الاٰدميّين ، ولو كان فجر باُمّه غفر الله
له ذلك ، والّذي بعثني بالحقِّ نبيّاً إنّه من دعا بهذا الدعاءِ على سلطان جائر ، جعل الله ذلك السلطان طوع يديه ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّه من نام وهو يدعو به بعث الله إليه بكلّ حرف منه ألف ألف ملك من الرُّوحانيّين ، وجوههم أحسن من الشمس والقمر ، بسبعين ضعفا يستغفرون الله يكتبون له الحسنات ، ويرفعون له الدرجات .
قال
سلمان : فقلت له : بأبي أنت وأمّي يا أمير المؤمنين أيعطى بهذه الأسماء كلَّ هذا ؟ فقال : قلت لرسول الله صلىاللهعليهوآله : بأبي أنت واُمّي
يا رسول الله أيعطى الداعي بهذه الأسماءِ كلّ هذا ؟ فقال : يا عليُّ اُخبرك بأعظم من ذلك ، من نام وقد ارتكب الكبائر كلّها ، وقد دعا بهذا الدعاء ، فان مات فهو عند الله شهيد ، وإن
مات على غير توبة يغفر الله له ولأهل بيته ولوالديه ولولده ، ولمؤذِّن مسجده ولامامه بعفوه ورحمته ، يقول :
اللهمَّ
إنّك حيٌّ لا يموت ، وصادق لا يكذب ، وقاهر لا يقهر ، وبديء لا ينفد
وقريب لا يبعد ، وقادر لا يضادٌّ ، وغافرٌ لا يظلم ، وصمد
لا يطعم ، وقيُّوم لا ينام ومجيب لا يسأم ، وجبّار لا يعان ، وعظيم لا يرام ، وعالم لا يعلّم ، وقويٌّ لا
يضعف وحليم لا يجهل ، وجليلٌ لا يوصف ، ووفيٌّ لا يخلف ، وغالب لا يلغب ، وعادلٌ لا يحيف ، وغنيٌّ لا يفتقر ، وكبير لا يغادر ، وحكيم لا يجور ، ووكيل لا يحيف ، وفرد
لا يستشير ، ووهّاب لا يملّ ، وعزيز لا يستذلُّ ، وسميع لا يذهل ، وجواد لا يبخل وحافظ لا يغفل ، وقائم لا يسهو ، ودائم لا يفنى ، ومحتجب لا يرى ، وباق لا يبلى وواحد لا يشبّه ، ومقتدر لا ينازع .
يا
كريم الجواد المتكرّم ، يا ظاهر يا قاهر ، أنت القادر المقتدر ، يا عزيز المتعزِّز يا من ينادي من كلِّ فجّ عميق بألسنة شتّى ولغات مختلفة ، وحوائج متتابعة ، ولا يشغلك شيء عن شيء ، أنت الّذي لا يفنيك الدهور ، ولا تحيط بك الأمكنة ولا تأخذك سنة ولا نوم ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ، ويسّر لي ما أخاف
عسره وفرِّج عنّي ما أخاف كربه ، وسهّل لي ما أخاف حزونته ، سبحانك لا إله إلّا أنت إنّي كنت من الظالمين ، يا أرحم الراحمين .
٣٠ ـ مهج : دعاء علّمه أمير المؤمنين صلوات الله
عليه لاُويس القرنيّ ، وهو غير الّذي ذكرناه في كتاب السعادات ، وغير الّذي ذكرناه في كتاب إغاثة الداعي حدَّثنا موسى بن زيد ، عن اُويس القرنيّ ، عن عليِّ بن أبيطالب عليهالسلام قال : من دعا بهذه الدعوات استجاب الله له ، وقضى جميع حوائجه ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنَّ من بلغ إليه الجوع والعطش ، ثمَّ قام ودعا بهذه الأسماء أطعمه الله وأسقاه ، ولو أنّه دعا بهذه الأسماء على جبل بينه وبين الموضع الّذي يريده لاتّسع الجبل حتّى يسلك فيه إلى أين يريد ، وإن دعا بها على مجنون أفاق من جنونه ، وإن دعا بها على امرأة قد عسر عليها ولدها هوَّن الله عزَّ وجلَّ عليها ولادتها .
قال
: والّذي بعثني بالحقِّ نبيّاً إنَّ من دعا به أربعين ليلة من ليالي الجمعة
______________________
غفر الله له كلَّ ذنب بينه وبين الله ، ولو أنَّ رجلاً
دخل على السلطان لخلّصه الله من شرِّه ، ومن دعا بها عند منامه فيذهب به النوم وهو يدهو بها ، بعث الله جلَّ ذكره بكلِّ حرف بيّنه سبعين ألف ملك من الروحانيّة وجوههم أحسن من الشمس بسبعين ألف مرَّة ، ويستغفرون الله ويدعون له ، ويكتبون له الحسنات ، ومن دعا بها ـ وقد ارتكب الكبائر ـ غفرت له الذنوب كلّها ، وإن مات ليلته مات شهيداً .
ثمَّ
قال لي : يا أبا عبد الله ، غفر الله له ولأهل بيته ولمؤذِّن مسجده ولامامه المستجير ، الدعاء :
يا
سلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر الطاهر المطهّر القاهر القادر
المقتدر يا من ينادى من كلِّ فجّ عميق بألسنة شتّى ، ولغات مختلفة ، وحوائج اُخرى يا من لا يشغله شأن عن شأن ، أنت الّذي لا تغيّرك الأزمنة ، ولا تحيط بك الأمكنة ولا تأخذك سنة ولا نوم ، يسّر لي من أمري ما أخاف عسره ، وفرِّج لي من أمري ما أخاف كربه ، وسهّل لي من أمري ما أخاف حزنه ، سبحانك لا إله إلّا أنت إنّي كنت من الظّالمين ، عملت سوء وظلمت نفسي ، فاغفر لي إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت ، والحمد لله ربِّ العالمين ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم ، وصلّى
الله على نبيّه وآله وسلّم تسليماً .
٣١ ـ ومن ذلك : دعاء آخر لمولانا أمير المؤمنين عليِّ
بن أبي طالب صلوات الله عليه علّمه أيضاً لاُويس القرنيّ ؛ حدَّث أبو عبد الله الدُّبيلي يرفع
الحديث إلى اُويس القرنيّ ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته : ما من عبد دعا بهذا الدعاء إلّا استجاب الله له .
وحلف
النبيُّ دفعات كثيرة أنّه لو دعي به على ماء جار لسكن ، ولو دعا به رجل قد بلغ به الجوع والعطش لأطعمه الله وسقاه ، ولو دعا به على جبل أن يزول من موضعه لزال ، ولو دعا به لامرأة قد عسر عليها ولادتها لسهّل الله عليها ولادتها
______________________
ولو دعا به رجل في مدينة والمدينة تحترق ومنزله في وسطها
لنجا ولم يحترق منزله ، ولو دعا به رجل أربعين ليلة من ليالي الجمع غفر الله له كلَّ ذنب بينه
وبين الاٰدميّين ، وما دعا به مغموم أو مهموم إلّا فرَّج الله عنه ، وما دعا به
رجل على سلطان جائر إلّا استجاب الله تعالى له فيه ، وله شرح طويل اقتصرنا منه . الدُّعاء
:
«
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم اللهمَّ إنّي أسألك ولا أسأل غيرك ، وأرغب إليك ولا أرغب إلى غيرك ، يا أمان الخائفين ، وجار المستجيرين ، أنت الفتّاح ذو الخيرات
مقيل العثرات ، ماحي السيّئات ، وكاتب الحسنات ، ورافع الدَّرجات ، أسألك بأفضل المسائل كلّها ، وأنجحها الّتي لا ينبغي للعباد أن يسألوك إلّا بها ، يا
الله يا رحمن ، وبأسمائك الحسنى وبأمثالك العليا ، ونعمك الّتي لا تحصى ، وبأكرم أسمائك عليك ، وأحبّها إليك ، وأشرفها عندك منزلة ، وأقربها منك وسيلة ، وأجز لها مبلغاً وأسرعها منك إجابة ، وباسمك المخزون الجليل الأجلِّ العظيم الّذي تحبّه وترضاه ، وترضى عمَّن دعاك به فاستجبت دعاءه وحقٌّ عليك ألّا تحرم سائلك .
وبكلِّ
اسمٍ هو لك في التوراة والانجيل والزّبور والفرقان ، وبكلِّ اسم هو لك علّمته أحداً من خلقك أو لم تعلّمه أحداً ، وبكلِّ اسم دعاك به حملة عرشك ، وملائكتك وأصفياؤك من خلقك ، وبحقِّ السّائلين لك ، والراغبين إليك والمتعوّذين بك والمتضرّعين لديك .
وبحقِّ
كلِّ عبدٍ متعبّد لك في برّ أو بحرٍ ، أو سهل أو جبل ، أدعوك دعاء من قد اشتدَّت فاقته ، وعظم جرمه ، وأشرف على الهلكة ، وضعفت قوَّته ، ومن لا يثق بشيء من علمه ، ولا [ يجد ] لذنبه غافراً غيرك ، ولا لسعيه شاكراً سواك ، هربت
منك إليك معترفاً غير مستنكف ولا مستكبر عن عبادتك ، يا اُنس كلِّ فقير مستجير أسألك بأنّك أنت الله لا إله إلّا أنت الحنّان المنّان ، بديع السّماوات والأرض ذو الجلال والاكرام ، عالم الغيب والشّهادة الرحمن الرَّحيم .
أنت
الرَّبُّ وأنا العبد ، وأنت المالك وأنا المملوك ، وأنت العزيز وأنا الذليل ، وأنت الغنيُّ ، وأنا الفقير ، وأنت الحيُّ وأنا الميّت ، وأنت الباقي
وأنا الفاني ، وأنت المحسن وأنا المسيء ، وأنت الغفور وأنا المذنب ، وأنت الرَّحيم
وأنا الخاطيء ، وأنت الخالق وأنا المخلوق ، وأنت القويُّ
وأنا الضعيف ، وأنت المعطي وأنا السّائل ، وأنت الأمين وأنا الخائف ، وأنت الرازق وأنا المرزوق وأنت أحقُّ من شكوت إليه ، واستغثت به ورجوته لأنّك كم من مذنبٍ قد غفرت له ، وكم من مسيء قد تجاوزت عنه ، فاغفر لي وتجاوز عنّي ، وارحمني وعافني ممّا نزل بي ، ولا تفضحني بما جنيته على نفسي ، وخذ بيدي وبيد والديّ وولدي وارحمنا برحمتك يا ذا الجلال والاكرام .
٣٢ ـ ق ، مهج : ومن ذلك اعتصام وتهليل وسؤال لمولانا
أمير المؤمنين عليه السلام : اعتصمت بالله الّذي لا إله إلّا هو الباعث الوارث ، اعتصمت بالله
الّذي لا إله إلّا هو القائم على كلِّ نفس بما كسبت ، اعتصمت بالله الّذي لا إله إلّا هو
الّذي قال للسّماوات والأرض : ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين ، اعتصمت بالله
الّذي لا إله إلّا هو ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، اعتصمت بالله الّذي لا إله إلّا هو الرَّحمن
على العرش استوى يعلم خائنة السّرّ وما يخفى الصّدور .
اعتصمت
بالله الّذي لا إله إلّا هو له ما في السّماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثّرى ، اعتصمت بالله الّذي لا إله إلّا هو خالق ما يرى وما لا
يرى وهو بالمنظر الأعلى ، ربّ الاخرة والاُولى ، اعتصمت بالله الّذي لا إله إلّا هو الّذي ذلَّ كلُّ شيء لملكه ، اعتصمت بالله الّذي لا إله إلّا هو الّذي خضع كلُّ شيء لعزَّته ، اعتصمت بالله الّذي لا إله إلّا هو الّذي هو في علوّه دان ، وفي دنوّه
عال ، وفي سلطانه قويٌّ .
اعتصمت
بالله الّذي لا إله إلّا هو البديع الرّفيع الحيُّ الدائم الباقي الّذي لا يزول ، اعتصمت بالله الّذي لا إله إلّا هو الّذي لا تصف الألسن قدرته ، اعتصمت بالله الّذي لا إله إلّا هو الحيُّ القيّوم لا تأخذه سنة ولا نوم .
اعتصمت
بالله الّذي لا إله إلّا هو الحنّان المنّان [ القديم ] ذوالجلال والاكرام اعتصمت بالله الّذي لا إله إلّا هو الواحد الأحد الصّمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم
______________________
يكن له كفواً أحد ، اعتصمت بالله الّذي لا إله إلّا هو ،
أكرم الأكرمين ، الكبير الأكبر ، العليُّ الأعلى .
اعتصمت
بالله الّذي لا إله إلّا هو بيده الخير كلّه ، وهو على كلِّ شيء قدير ، اعتصمت بالله الّذي لا إله إلّا هو يسبّح له ما في السّماوات والأرض كلٌّ له قانتون ، اعتصمت بالله الّذي لا إله إلّا هو الحيُّ الحكيم السّميع العليم
الرحمن الرحيم ، اعتصمت بالله الّذي لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو ربُّ العرش العظيم .
بسم
الرَّحمن الرَّحيم اللّهمَّ إنّي أسألك وأنت أعلم بمسألتي ، وأطلب إليك وأنت العالم بحاجتي ، وأرغب إليك وأنت منتهى رغبتي ، فيا عالم الخفيّات وسامك السّماوات ، ورافع البنيّات ، ومطلب الحاجات ، ومعطي السؤلات ، صلِّ على محمّد خاتم النبيّين ، وعلى آله الطيّبين الطّاهرين .
اللّهمَّ
اغفر لي خطيئتي ، وإسرافي في أمري كلّه ، وما أنت أعلم به منّي اللّهمَّ اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وجدِّي وكلّ ذلك عندي ، اللّهمَّ اغفر لي ما قدَّمت وما أخّرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدَّم ، وأنت المؤخّر وأنت على كلِّ شيء قدير .
إن
تغفر اللّهمَّ تغفر جمّا
|
|
وأيُّ
عبد لك إلّا لمّا
|
هكذا
وجد في الأصل
٣٣ ـ مهج : روي عن جماعة عن يسندون الحديث إلى
الحسين بن عليّ عليهماالسلام قال : كنت مع عليِّ بن أبي طالب عليهالسلام في الطواف في ليلة
ديجوجيّة قليلة النور وقد خلا الطّوّاف ، ونام الزُّوّار ، وهدأت العيون ، إذ سمع مستغيثاً مستجيراً
مسترحماً بصوت حزين محزون من قلب موجع وهو يقول :
يا
من يجيب دعاء المضطرّ في الظّلم
|
|
يا
كاشف الضرِّ والبلوى مع السقم
|
قد
نام وفدك حول البيت وانتبهوا
|
|
يدعو
! وعينك يا قيّوم لم تنم
|
______________________
هب
لي بجودك فضل العفو عن جرمي
|
|
يا
من أشار إليه الخلق في الحرم
|
إن
كان عفوك لا يلقاه ذو سرف
|
|
فمن
يجود على العاصين بالنعم
|
قال
الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما : فقال لي : يا أبا عبد الله أسمعت المنادي ذنبه المستغيث ربّه ؟ فقلت نعم ، قد سمعته ، فقال اعتبره عسى نراه ، فما زلت أختبط
في طخياء الظّلام وأتخلّل بين النيّام
، فلمّا صرت بين الرّكن والمقام ، بدا لي شخص منتصب ، فتأمّلته فاذا هو قائم ، فقلت : السلام عليك أيّها العبد المقرُّ
المستقيل المستغفر المستجير أجب بالله ابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوآله .
فأسرع
في سجوده وقعوده وسلّم ، فلم يتكلّم حتّى أشار بيده بأن تقدّمني فتقدّمته فأتيت به أمير المؤمنين عليهالسلام فقلت : دونك ها هو !
فنظر إليه فاذا هو شابٌّ حسن الوجه ، نقيُّ الثياب ، فقال له : من الرَّجل ؟ فقال له : من بعض العرب فقال له : ما حالك وممَّ بكاؤك واستغاثتك ؟ فقال : ما حال من اُوخذ بالعقوق فهو في ضيق ارتهنه المصاب ، وغمره الاكتئاب ، فارتاب
فدعاؤه لا يستجاب ، فقال له عليٌّ : ولم ذلك ؟ فقال : لأنّي كنت ملتهيأ في العرب باللّعب والطرب ، اُديم العصيان في رجب وشعبان ، وما اُراقب الرَّحمن ، وكان لي والد شفيق رفيق ، يحذِّرني
مصارع الحدثان ، ويخوِّفني العقاب بالنّيران ويقول : كم ضجَّ منك النّهار والظّلام ، واللّيالي والأيّام ، والشهور والأعوام ، والملائكة الكرام ، وكان إذا ألحَّ عليَّ بالوعظ زجرته وانتهرته ، ووثبت عليه وضربته ، فعمدت يوماً إلى شيء من الورق فكانت في الخباء فذهبت لاٰخذها
وأصرفها فيما كنت عليه ، فما نعني عن أخذها فأوجعته ضرباً ولوَّيت يده وأخذتها ومضيت ، فأومأ بيده إلى ركبتيه يروم النهوض من مكانه ذلك ، فلم يطق يحرّكها من شدَّة الوجع والألم فأنشأ يقول :
______________________
جرت
رحمٌ بيني وبين مُنازل
|
|
سواء
كما يستنزل القطر طالبه
|
وربّيت
حتّى صار جلداً شمردلاً
|
|
إذا
قام ساوى غارب العجل غاربه
|
وقد
كنت اُوتيه من الزّاد في الصّبي
|
|
إذا
جاع منه صفوه وأطايبه
|
فلمّا
استوى في عنفو ان شبابه
|
|
وأصبح
كالرُّمح الرّدينيّ خاطبُه
|
تهضّمني
مالي كذا ولوى يدي
|
|
لوى
يده الله الّذي هو غالبه
|
ثمَّ
حلف بالله ليقدمنَّ إلى بيت الله الحرام ، فيستعدي الله
عليَّ ، فصام أسابيع ، وصلّى ركعات ، ودعا وخرج متوجّهاً على عيرانة
يقطع بالسّير
______________________
عرض الفلاة ، ويطوي الأودية ويعلو الجبال حتّى قدم مكّة
يوم الحجّ الأكبر فنزل عن راحلته ، وأقبل إلى بيت الله الحرام ، فسعى وطاف به ، وتعلّق بأستاره ، و ابتهل بدعائه ، وأنشأ يقول :
يا
من إليه أتى الحُجّاج بالجهد
|
|
فوق
المهاد من أقصى غاية العبد
|
إنّي
أتيتك يا من لا يخيّب من
|
|
يدعوه
مبتهلاً بالواحد الصّمد
|
هذا
مُنازل من يرتاع من عققى
|
|
فخذ
بحقّي يا جبّار من ولدي
|
حتّى
تُشلَّ بعون منك جانبه
|
|
يا
من تقدَّس لم يولد ولم يلد
|
قال
: فو الّذي سمك السّماء ، وأنبع الماء ، ما استتمَّ دعاءه حتّى نزل بي ما ترى ـ ثمَّ كشف عن يمينه ، فاذا بجانبه قد شلَّ ـ فأنا منذ ثلاث سنين أطلب إليه أن
يدعو لي في الموضع الّذي دعا به عليَّ ، فلم يجبني ، حتّى إذا كان العام أنعم عليَّ فخرجت
به على ناقهُ عشراء اُجدُّ السير حثيثاً
رجاء العافية ، حتّى إذا كنّا على الأراك وحطمة وادي السياك نفر طائر في الليل
فنفرت منه الناقة الّتي كان عليها ، فألقته
______________________
إلى قرار الوادي ، فارفضَّ بين الحجرين فقبرته هناك ،
وأعظم من ذلك أنّي لا اُعرف إلّا « المأخوذ بدعوة أبيه » .
فقال
له أمير المؤمنين عليهالسلام : أتاك الغوث ، أتاك
الغوث ، ألا اُعلّمك دعاء علّمنيه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وفيه اسم الله
الأكبر الأعظم ، العزيز الأكرم ، الّذي يجيب به من دعاه ، ويعطي به من سأله ، ويفرِّج به الهمَّ ، ويكشف به الكرب ويذهب به الغمَّ ، ويبريء به السقم ، ويجبر به الكسير ، ويغني به الفقير ، ويقضي به الدين ، ويردُّ به العين ، ويغفر به الذنوب ، ويستر به العيوب ، ويؤمن به كلّ خائف من شيطان مريد ، وجبّار عنيد .
ولو
دعا به طائع لله على جبل لزال من مكانه ، أو على ميّت لأحياه الله بعد موته ، ولو دعا به على الماء لمشى عليه بعد أن لا يدخله العجب ، فاتّق الله أيها
الرجل فقد أدركتني الرحمة لك وليعلم الله منك صدق النيّة إنّك لا تدعو به في معصية و لا تيده إلّا لثقة في دينك ! فان أخلصت فيه النيّة استجاب الله لك ، ورأيت نبيّك محمّداً صلىاللهعليهوآله في منامك ، يبشّرك
بالجنّة والاجابة .
قال
الحسين بن عليّ عليهماالسلام : فكان سروري بفائدة
الدعاء أشدّ من سرور الرجل بعافيته وما نزل به ، لأنّني لم أكن سمعته منه ، ولا عرفت هذا الدعاء قبل ذلك ثمَّ قال : آتني بدواة وبياض ، واكتب ما اُمليه عليك ففعلت قال :
اللّهمَّ
إنّي أسألك باسمك بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، يا ذا الجلال والاكرام يا حيُّ يا قيّوم يا حيُّ لا إله إلّا أنت يا من لا يعلم ما هو ولا كيف ولا أين هو
ولا حيث هو إلّا هو ؟ يا ذا الملك والملكوت ، يا ذا العزَّة والجبروت ، يا ملك يا قدُّوس
يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبّار يا متكبّر يا خالق يا باريء يا مصوّر يا مفيد يا ودود يا بعيد يا قريب يا مجيب يا رقيب يا حسيب يا بديع يا رفيع يا منيع
______________________
يا سميع يا عليم يا حكيم يا كريم يا حليم يا قديم .
يا
عليُّ يا عظيم يا حنّان يا منّان يا ديّان يا مستعان يا جليل يا جميل يا وكيل يا كفيل يا مقيل يا منيل يا نبيل يا دليل يا هادي يا بادي يا أوَّل يا آخر يا
ظاهر يا باطن يا حاكم يا قاضي يا عادل يا فاضل يا واصل يا طاهر يا مطهّر يا قادر يا
مقتدر يا كبير يا متكبِّر .
يا
أحد يا صمد يا من يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، ولم يكن له صاحبة ، ولا كان معه وزير ، ولا اتّخذ معه مشير ، ولا احتاج إلى ظهير ، ولا كان
معه إله لا إله إلّا أنت فتعاليت عمّا يقول الجاحدون [ الجاهلون ] علوّاً كبيراً .
يا
عالم يا شامخ يا باذخ يا فتّاح يا مفرِّج يا ناصر يا منتصر يا مهلك يا منتقم يا باعث يا وارث يا أوَّل يا آخر يا طالب يا غالب .
يا
من لا يفوته هارب ، يا توّاب يا أوّاب يا وهّاب يا مسبّب الأسباب يا مفتّح الأبواب ، يا من حيث ما دعي أجاب ، يا طهور يا شكور يا عفوّ يا غفور يا نور النّور
يا مدبّر الاُمور يا لطيف يا خبير يا متجبّر يا منير يا بصير يا ظهير يا كبير يا وتر
يا فرد يا صمد يا سند يا كافي يا محسن يا مجمل يا معافي يا منعم يا متفضّل يا متكرّم يا متفرّد .
يا
من علا فقهر ، ويا من ملك فقدر ، ويا من بطن فخبر ، ويا من عُبد فشكر ، ويا من عصى فغفر وستر ، يا من لا تحويه الفكر ، ولا يدركه بصر ، ولا يخفى عليه أثر ، يا رازق البشر ، ويا مقدِّر كلِّ قدر ، يا عالي المكان ، يا شديد الأركان ، ويا مبدِّل الزمان ، يا قابل القربان ، يا ذا المنّ والإحسان ، يا ذا العزِّ
والسلطان ، يا رحيم يا رحمان ، يا عظيم الشأن ، يا من هو كلَّ يوم في شأن ، يا من لا يشغله شأن من شأن .
يا
سامع الأصوات ، يا مجيب الدعوات ، يا منجح الطلبات ، يا قاضي الحاجات يا منزل البركات ، يا راحم العبرات ، يا مقيل العثرات ، يا كاشف الكربات ، يا وليَّ الحسنات ، يا رفيع الدرجات ، يا معطي السؤلات ، يا محيى الأموات ، يا مطّلع
على النيّات ، يا رادَّ ما قد فات ، يا من لا تشتبه عليه
الأصوات ، يا من لا تضجره المسئلات ، ولا تغشاه الظلمات ، يا نور الأرض والسّماوات .
يا
سابع النعم ، يا دافع النقم ، يا باريء النسم ، يا جامع الاُمم ، يا شافي السقم يا خالق النّور والظلم ، يا ذا الجود والكرم ، يا من لا يطأ عرشه قدم .
يا
أجود الأجودين ، يا أكرم الأكرمين ، يا أسمع السّامعين ، يا أبصر النّاظرين ، يا جار المستجيرين ، يا أمان الخائفين ، يا ظهير اللاجين ، يا وليَّ
المؤمنين يا غياث المستغيثين ، يا غاية الطالبين .
يا
صاحب كلِّ قريب ، يا مونس كلِّ وحيد ، يا ملجأ كلِّ طريد ، يا مأوى كلِّ شريد ، يا حافظ كلِّ ضالّة ، يا راحم الشيخ الكبير ، يا رازق الطفل الصغير يا جابر العظم الكسير ، يا فاكَّ كلِّ أسير ، يا مغني البائس الفقير ، يا عصمة
الخائف المستجير ، يا من له التدبير والتقدير ، يا من العسير عليه يسير ، يا من لا يحتاج إلى تفسير ، يا من هو على كلُّ شيء قدير ، يا من هو بكلِّ شيء خبير ، يا من هو بكلِّ شيء بصير ، يا من هو على كلِّ شيء قدير .
يا
مرسل الرِّياح ، يا فالق الاصباح ، يا باعث الأرواح ، يا ذا الجود والسّماح يا من بيده كلُّ مفتاح ، يا سامع كلِّ صوت ، يا سابق كلِّ فوت ، يا محيى كلِّ نفس بعد الموت .
يا
عدَّتي في شدَّتي ، يا حافظي في غربتي ، يا مونسي في وحدتي ، يا وليّي في نعمتي ، يا كنفي حين تعييي المذاهب ، وتسلمني الأقارب ، ويخذلني كلُّ صاحب يا عماد من لا عماد له ، يا سند من لا سند له ، يا ذخر من لا ذخر له يا كهف من لا كهف له ، يا ركن من لا ركن له ، يا غياث من لا غياث له ، يا جار من لا جار له .
يا
جاري اللصيق ، يا ركني الوثيق ، يا إلهي بالتحقيق ، يا ربَّ البيت العتيق يا شفيق يا رفيق ، فكّني من حلق المضيق ، واصرف عنّي كلَّ همّ وغمّ وضيق ، واكفني شرّ ما لا اُطيق .
يا
رادَّ يوسف علىٰ يعقوب ، يا كاشف ضرِّ أيّوب ، يا غافر ذنب داود ، يا
رافع عيسى بن مريم من أيدي اليهود ، يا مجيب نداء يونس
في الظلمات ، يا مصطفي موسى بالكلمات ، يا من غفر لاٰدم خطيئته ، ورفع إدريس برحمته ، يا من نجا نوحاً من الغرق يا من أهلك عاداً الاُولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنّهم كانوا هم أظلم وأطغى ، والمؤتفكة أهوى ، يا من دمَّر على قوم لوط ، ودمدم على قوم شعيب .
يا
من اتّخذ إبراهيم خليلاً ، يا من اتّخذ موسى كليما ، واتّخذ محمّداً صلّى الله
عليه وعليهم أجمعين خليلاً وحبيباً .
يا
مؤتي لقمان الحكمة ، والواهب سليمان ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، يا من نصر ذا القرنين على الملوك الجبابرة ، يا من أعطى الخضر الحياة ، وردَّ ليوشع نور الشمس بعد غروبها ، يا من ربط على قلب اُمِّ موسى ، وأحصن فرج مريم بنت عمران ، يا من حصّن يحيى بن زكريا من الذنب وسكّن عن موسى الغضب ، يا من بشّر زكريّا بيحيى ، يا من فدى إسماعيل من الذبح ، يا من قبل قربان هابيل وجعل اللعنة على قابيل ، يا هازم الأحزاب صلِّ على محمّد وآل محمّد وعلى جميع المرسلين ، والملائكة المقرَّبين وأهل طاعتك أجمعين .
أسألك
بكلِّ مسئلة سأل بها أحد ممَّن رضيت عنه فحتمت له على الاجابة يا الله يا الله يا الله ، يا رحمن يا رحيم ، يا رحمن يا رحيم ، يا رحمن يا رحيم ، يا ذا
الجلال والإكرام ، به به به به به به به أسئلك بكلِّ اسم سمّيت به نفسك ، أو أنزلته في
شيء من كتبك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، وبما لو أنَّ ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمدُّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات الله .
وأسألك
بأسمائك الحسنى الّتي بيّنتها في كتابك ، فقلت « وَلِلَّـهِ
الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا » وقلت « ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
لَكُمْ
» وقلت « وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ » وقلت « يَا
عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ » وأنا أسألك يا
إلهي وأطمع في إجابتي يا مولاي كما وعدتني ، وقد دعوتك كما أمرتني فافعل بي كذا وكذا ... وتسأل الله تعالى
ما أحببت ، وتسمّي حاجتك ، ولا تدعُ به إلّا وأنت طاهر .
ثمَّ
قال للفتى : إذا كانت الليلة العاشرة فادع به وأتني من غد بالخبر ، قال الحسين بن عليّ عليهمالسلام وأخذ الفتى الكتاب
ومضى ، فلمّا كان من غد ما أصبحنا حينا حتّى أتى الفتى إلينا سليماً معافا ، والكتاب بيده ، وهو يقول : هذا والله
الاسم الأعظم اُستجيب لي وربِّ الكعبة ، قال له عليٌّ صلوات الله عليه : حدِّثني ، قال :
[ لمّا ] هدأت العيون بالرقاد ، واستحلك جلباب اللّيل
رفعت يدي بالكتاب ، ودعوت الله بحقّه مراراً ، فاُجبت في الثانية : حسبك ، فقد دعوت الله باسمه الأعظم ، ثمَّ
اضطجعت فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله في منامي ، وقد مسح
يده الشريفة عليَّ وهو يقول : احتفظ بالله العظيم ، فانّك على خير ، فانتبهت معافاً كما ترى فجزاك الله خيراً .
٣٤ ـ مهج : كان يدعو به أمير المؤمنين عليهالسلام والباقر والصادق صلوات الله عليهما وعرض هذا الدعاء على أبي جعفر محمّد بن عثمان قدَّس الله نفسه ، فقال : من مثل هذا الدعاء ، وقال : الدعاء كفضل العبادة وهو هذا :
اللّهمَّ
أنت ربّي وأنا عبدك ، آمنت بك مخلصاً لك على عهدك ووعدك ما استطعت أتوب إليك من سوء عملي ، وأستغفرك لذنوبي الّتي لا يغفرها غيرك ، أصبح ذلّي مستجيراً بعزَّتك ، وأصبح فقري مستجيراً بغناك ، وأصبح جهلي مستجيراً بحلمك وأصبحت قلّة حيلتي مستجيرة بقدرتك ، وأصبح خوفي مستجيراً بأمانك ، وأصبح دائي مستجيراً بدوائك ، وأصبح سقمي مستجيراً بشفائك ، وأصبح حَيني مستجيراً بقضائك ، وأصبح ضعفي مستجيراً بقوَّتك ، وأصبح ذنبي مستجيراً بمغفرتك ، وأصبح وجهي الفاني البالي مستجيراً بوجهك الباقي الدائم الّذي لا يبلى ولا يفنى .
يا
من لا يواريه ليل داج ، ولا سماء ذات أبراج ، ولا حجب ذات ارتجاج
______________________
ولا ماء ثجّاج في قعر بحر عجاج ، يا دافع السطوات ، يا
كاشف الكربات ، يا منزل البركات من فوق سبع سموات ، أسئلك يا فتّاح يا نفّاح يا مرتاح ، يا من بيده خزائن كلِّ مفتاح ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد الطاهرين الطيّبين ، وأن تفتح لي من خير الدُّنيا والاٰخرة ، وأن تحجب عنّي فتنة الموكِّل بي ، ولا تسلّطه عليَّ
فيهلكني ولا تكلني إلى أحد طرفة عين فيعجز عنّي ، ولا تحرمني الجنَّة ، وارحمني وتوفّني مسلماً وألحقني بالصّالحين ، واكففني بالحلال عن الحرام ، وبالطيّب عن الخبيث يا أرحم الراحمين .
اللّهمَّ
خلقت القلوب على إرادتك ، وفطرت العقول على معرفتك ، فتململت الأفئدة من مخافتك ، وصرخت القلوب بالوله ، وتقاصر وسع قدر العقول عن الثناء عليك ، وانقطعت الألفاظ عن مقدار محاسنك ، وكلّت الألسن عن إحصاء نعمك وإذا ولجتْ بطرق البحث عن نعتك بهرتها حيرة العجز عن إدراك وصفك ، فهي تتردَّد في التقصير عن مجاوزة ما حددت لها ، إذ ليس لها أن تتجاوز ما أمرتها ، فهي
بالاقتدار على ما مكّنتها تحمدك بما أنهيت إليها والألسن منبسطة بما تملى عليها ، ولك على كلِّ من استعبدت من خلقك ألّا يملّوا من حمدك ، وإن قصرت المحامد عن شكرك على ما أسديت إليها من نعمك .
فحمدك
بمبلغ طاقة حمدهم الحامدون ، واعتصم برجاء عفوك المقصّرون وأوجس بالرُّبوبيّة لك الخائفون ، وقصد بالرغبة إليك الطالبون ، وانتسب إلى فضلك المحسنون ، وكلٌّ يتفيّأ في ظلال تأميل عفوك ويتضاءل بالذُّلِّ لخوفك ويعترف بالتقصير في شكرك ، فلم يمنعك صدوف من صدف عن طاعتك ، ولا عكوف من عكف علىٰ معصيتك ؛ أن أسبغت عليهم النعم ، وأجزلت لهم القسم ، وصرفت عنهم
النقم ، وخوَّفتهم عواقب الندم ، وضاعفت لمن أحسن ، وأوجبت على المحسنين شكر توفيقك للاحسان ، وعلى المسيىء شكر تعطّفك بالامتنان ، ووعدت محسنهم بالزيادة في الاحسان منك .
فسبحانك
تثيب على ما بدؤه منك ، وانتسابه إليك ، والقوَّة عليه بك ، و
الاحسان فيه منك ، والتَّوكّل في التوفيق له عليك .
فلك
الحمد حمد من علم أنَّ الحمد لك ، وأنَّ بدأه منك ومعاده إليك حمداً لا يقصر عن بلوغ الرّضا منك ، حمد من قصدك بحمده ، واستحقَّ المزيد له منك في نعمه ، ولك مؤيّدات من عونك ، ورحمة تخصُّ بها من أحببت من خلقك فصلِّ على محمّد وآله ، واخصصنا من رحمتك ، ومؤيّدات لطفك وأوجبها للاقالات وأعصمها من الاضاعات ، وأنجاها من الهلكات ، وأرشدها إلى الهدايات ، وأوقاها من الاٰفات ، وأعصمها من الإضاعات وأوفرها من الحسنات
، وأنزلها بالبركات وأزيدها في القسم ، وأسبغها للنعم ، وأسترها للعيوب ، وأغفرها للذُّنوب إنّك قريب مجيب .
فصلِّ
على خيرتك من خلقك ، وصفوتك من بريّتك ، وأمينك على وحيك بأفضل الصّلوات ، وبارك عليهم بأفضل البركات ، بما بلّغ عنك من الرِّسالات ، وصدع بأمرك ، ودعا إليك ، وأفصح بالدَّلائل عليك ، بالحقّ المبين ، حتّى أتاه اليقين وصلّى الله عليه في الأوّلين ، وصلَّى الله عليه في الاٰخرين ، وعلى آله
وأهل بيته الطّاهرين ، واخلفه فيهم بأحسن ما خلفت به أحداً من المرسلين بك يا أرحم الراحمين .
اللهمَّ
لك إرادات لا تعارض دون بلوغها الغايات ، قد انقطع معارضتها بعجز الاستطاعات عن الرَّدِّ لها دون النهايات ، فأيّة إرادة جعلتها إرادة لعفوك ، وسبباً
لنيل فضلك ، واستنزالاً بخيرك ، فصلِّ على محمّد وأهل بيت محمّد وصِلْها اللّهمَّ بدوام
وأبدأها بتمام ، إنّك واسع الحباء كريم العطاء ، مجيب النداء ، سميع الدُّعاء
٣٥ ـ مهج : باسنادنا إلى أبي المفضّل الشيبانيّ من
الجزء الثالث من أماليه باسناده نصّه إلى مولانا الحسن بن مولانا عليِّ بن أبي طالب عليهماالسلام عن اُمّه فاطمة
______________________
بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وجدناه باسناد صحيح أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال للزهراء فاطمة عليهاالسلام : يا بنيّة ألا اُعلّمك دعاء لا يدعو به أحد إلّا
استجيب له ، ولا يجوز عليك سحر ولا سمٌّ ، ولا يشمت بك عدوٌّ ، ولا يعرض عنك الرحمن ، ولا يزغ قبلك ولا تردُّ لك دعوة ، وتقضى حوائجك كلّها ؟ قالت : يا أبت لهذا أحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها ، قال تقولين :
يا
أعزَّ مذكور ، وأقدمه قدماً في العزِّ والجبروت ، يا رحيم كلِّ مسترحم ومفزع كلِّ ملهوف إليه ، يا راحم كلِّ حزين يشكو بثّه وحزنه إليه ، يا خير من سئل المعروف منه وأسرعه إعطاء ، يا من يخاف الملائكة المتوقّدة بالنور منه ، أسألك
بالأسماء الّتي يدعوك بها حملة عرشك ، ومن حول عرشك بنورك يسبّحون شفقة من خوف عقابك ، وبالأسماء الّتي يدعوك بها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل إلّا أجبتني ، وكشفت يا إلهي كربتي ، وسترت ذنوبي .
يا
من أمر بالصيحة في خلقه فاذا هم بالسّاهرة محشورون ، وبذلك الاسم الّذي أحييت به العظام وهي رميم ، أحي قلبي ، واشرح صدري ، وأصلح شأني يا من خصَّ نفسه بالبقاء ، وخلق لبريّته الموت والحياة والفناء ، يا من فعله قول ، وقوله أمر ، وأمره ماض على ما يشاء .
أسئلك
بالاسم الّذي دعاك به خليلك حين اُلقي في النار فدعاك به فاستجبت له وقلت « يَا
نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ » وبالاسم الّذي
دعاك به موسى من جانب الطور الأيمن فاستجبت له ، وبالاسم الّذي خلقت به عيسى من روح القدس ، و بالاسم الّذي تبت به على داود ، وبالاسم الّذي وهبت به لزكريّا يحيى ، وبالاسم الّذي كشفت به عن أيّوب الضرَّ ، وتبت به على داود ، وسخّرت به لسليمان الريح تجري بأمره ، والشياطين ، وعلّمته منطق الطير ، وبالاسم الّذي خلقت به العرش وبالاسم الّذي خلقت به الكرسيَّ ، وبالاسم الذي خلقت به الرُّوحانيّين ، وبالاسم الّذي خلقت به الجنَّ والإنس ، وبالاسم الّذي خلقت به جميع الخلق ، وبالاسم الّذي خلقت به جميع ما أردت من شيء ، وبالاسم الذي قدرت به على كلِّ شيء ، أسئلك
بحقِّ هذه الأسماء إلّا ما أعطيتني سؤلي ، وقضيت حوائجي
يا كريم .
فانّه
يقال لك يا فاطمة نعم نعم .
٣٦ ـ مهج : دعاء آخر عن مولاتنا فاطمة الزهراء
صلوات الله عليها :
اللهمَّ
قنّعني بما رزقتني ، واسترني وعافني أبداً ما أبقيتني ، واغفر لي وارحمني إذا توفّيتني ، اللّهم لا تُعْيني في طلب ما لم تقدِّر لي ، وما قدَّرته عليَّ فاجعله
ميسّراً سهلاً ، اللهمَّ كاف عنّي والديَّ ، وكلَّ من له نعمة عليَّ خير مكافاة ، اللهمَّ
فرِّغني لما خلقتني له ، ولا تشغلني بما تكفّلت لي به ، ولا تعذِّبني وأنا أستغفرك ، ولا تحرمني وأنا أسئلك ، اللّهمَّ ذلّل نفسي ، وعظّم شأنك في نفسي ، وألهمني طاعتك والعمل بما يرضيك ، والتجنّب لما يسخطك ، يا أرحم الراحمين
.
٣٧ ـ مهج : روي أنَّ فاطمة عليهاالسلام زارت النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال لها : ألا اُزوِّدك
؟ قالت نعم ، قال : قولي :
اللّهمَّ
ربّنا وربَّ كلِّ شيء ، منزل التوراة والانجيل والفرقان ، فالق الحبِّ والنوى ، أعوذ بك من شرِّ كلِّ دابّة أنت آخذ بناصيتها ، أنت الأوَّل فليس قبلك شيء ، وأنت الاٰخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء ، صلِّ على محمّد وعلى أهل بيته عليه وعليهم السلام ، واقض
عنّي الدين ، وأغنني من الفقر ، ويسّر لي كلَّ الأمر يا أرحم الراحمين
.
٣٨ ـ ق : دعاء : اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد ، ويسّر لي الأعمال
الّتي تحبّها وتحبُّ العاملين لها وأعنّي عليها ، واصرف عنّي الأعمال الّتي تكرهها وتكره العالمين لها وأعنّي على تركها .
اللّهمَّ
أوصلني إليك من أقرب الطرق إليك وأسهلها عليّ ، اللّهمَّ أعزَّني بالانقطاع إليك بلا ضرورة ، وأحسن لي الأدب بلا عقوبة ، وأجزل لي الثّواب
______________________
بلا مصيبة ، وأحسن لي الاختيار بلا كراهيته ، اللهمَّ خر
لي بميسور الاُمور لا بمعسورها ، واجعل لي في ذلك ما تحبُّ ، اللّهمَّ وجّهني للخير ، ويسّرني له وأعنّي عليه ، واجعلني من أهله ، وارزقني حسن الأدب فيما توجّهت إليك فيه .
اللهمَّ
اجعلني لك شاكراً ، ولك ذاكراً ، ولك حامداً ، وإلى طاعتك عامداً وبقضائك راضياً ، عن سخطك نائياً يا أرحم الراحمين .
بسم
الله الرَّحمن الرَّحيم اللّهمَّ إنّي أسئلك باقبال ليلك ، وإدبار نهارك وحضور صلاتك وأصوات دعائك أن تصلّي على محمّد وعلى آل محمّد ، واحشرنا في شفاعة محمّد وصلّى الله عليه وعلى آله وسلّم تسليماً .
بسم
الله الرَّحمن الرَّحيم اللهمَّ صلِّ على أمير المؤمنين وعلى ولده الحسن التقي ، والحسين الشهيد ، وعليِّ بن الحسين زين العابدين ، ومحمّد بن عليّ باقر علم النبيّين ، وجعفر بن محمّد الصّادق الأمين ، وموسى بن جعفر الكاظم ، وعليِّ ابن موسى الرضا ، ومحمّد بن عليِّ الزكيّ ، وعليّ بن محمّد العسكري ، والحسن ابن عليِّ العسكريِّ والحجّة القائم الخلف المهدي صلوات الله عليهم أجمعين .
٣٩ ـ مهج : باسنادنا إلى أبي المفضّل الشيبانيّ عن
رجاء بن يحيى أبي الحسن العبرتائي قال : كتبت هذا الدعاء في دار سيّدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ صاحب العسكر عليهماالسلام . وهو دعاء الحسن بن
علي عليهماالسلام لمّا أتى معاوية :
«
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم بسم الله العظيم الأكبر ، اللّهمَّ سبحانك يا قيّوم سبحان الحيّ الّذي لا يموت أسئلك كما أمسكت عن دانيال أفواه الأسد ، وهو في الجبّ ، فلا يستطيعون إليه سبيلاً إلّا باذنك ، أسألك أن تمسك عنّي أمر هذا الرَّجل ، وكلّ عدوّ لي في مشارق الأرض ومغاربها من الانس والجنّ ، خذ بآذانهم وأسماعهم وأبصارهم وقلوبهم وجوارحهم ، واكفني كيدهم بحول منك وقوَّة فكن لي جاراً منهم ، ومن كلِّ جبّار عنيد ، ومن كلِّ شيطان مريد لا يؤمن بيوم الحساب .
إنَّ
وليّي الله الّذي نزَّل الكتاب وهو يتولّى الصّالحين ، فان تولّوا فقل
حسبي الله لا إله إلّا هو ، عليه توكّلت وهو ربُّ العرش
العظيم » .
وهذا
قد ذكرناه في كتاب إغاثة الداعي وإعانة الساعي ، وإنّما كان هذا الكتاب أحقُّ به المعارف الواعي .
٤٠ ـ مهج : دعاء لمولانا الحسن بن علي عليهماالسلام : يا من إليه يفرّ الهاربون ، وبه يستأنس المستوحشون صلِّ على محمّد وآله ، واجعل اُنسي بك فقد ضاقت عنّي بلادك ، واجعل توكّلي عليك فقد مال عليّ أعداؤك ، اللهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد ، واجعلني بك أصول ، وبك أحول ، وعليك أتوكّل ، وإليك اُنيب ، اللهمَّ وما وصفتك من صفة أو دعوتك من دعاء يوافق ذلك محبّتك ورضوانك ومرضاتك فأحيني على ذلك ، وأمتني عليه ، وما كرهت من ذلك فخذ بناصيتي إلى ما تحبُّ وترضى ، أتوب إليك ربّي من ذنوبي ، وأستغفرك من جرمي ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، لا إله إلّا هو الحليم الكريم ، وصلّى الله على محمّد وآله ، واكفنا
مهمَّ الدُّنيا والاٰخرة في عافية يا ربَّ العالمين .
٤١ ـ مهج : اعلم أنَّ هذا دعاء عظيم من أسرار
الدعوات ، ووجدت به ستّ روايات مختلفات ، ذكرنا منها روايتين : واحدة في أدعية الغروب ، وواحدة في تعقيب الصبح من كتاب عمل اليوم والليلة من المهمّات ورواية في تعقيب العصر من يوم الجمعة في الجزء الرابع من المهمّات ، ورواية في آخر كتاب إغاثة الداعي وإعانة الساعي ، ونذكر في هذا الكتاب الخامسة والسادسة استظهاراً لهذا الدعاء العظيم ، عند العارفين به من ذوي الألباب .
الرّواية
المتقدّمة من دعاء العشرات :
روينا
باسنادنا إلى سعد بن عبد الله قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسن ابن عليِّ بن فضّال ، عن الحسن بن الجهم ، عمّن حدَّثه ، عن الحسن بن محبوب أو غيره ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : إنَّ عندنا ما نكتمه ولا نعلّمه
______________________
غيرنا ، أشهد على أبي أنّه حدَّثني عن أبيه عن جدِّه قال
: قال عليُّ بن أبي طالب عليه السلام : يا بنيَّ إنّه لا بدَّ من أن تمضي مقادير الله وأحكامه على ما أحبَّ
وقضى وسينفذ الله قضاءه وقدره وحكمه فيك ، فعاهدني أن لا تلفظ بكلام اُسرُّه إليك حتّى أموت وبعد موتي باثني عشر شهراً .
واُخبرك
بخبر أصله عن الله ، تقول غدوة وعشيّة فتشغل به ألف ألف ملك يعطى كلُّ ملك منهم قوَّة ألف ألف كاتب في سرعة الكتابة ، ويوكّل الله بالاستغفار لك ألف ألف ملك يعطى كلُّ مستغفر قوَّة ألف ألف متكلّم في سرعة الكلام ، ويبنى لك في دار السّلام ألف بيت في مائة قصر يكون [ فيه من جيران أهله ، ويبنى لك في الفردوس ألف بيت في مائة قصر يكون ] لك جار جدِّك ويبنى لك في جنّات عدن ألف ألف مدينة ، ويحشر معك في قبرك كتاب يقول هائداً [
] لا سبيل عليك للفزع ولا للخوف ولا الزلازل ولا زلّات الصراط ، ولا لعذاب النار .
ولا
تدعو بدعوة فتحبُّ أن يجاب في يومك فيمسي عليك يومك إلّا أتتك كائنة ما كانت ، بالغة ما بلغت ، في أيِّ نحو كانت ، ولا تموت إلّا شهيداً ، وتحيى ما
حييت وأنت سعيد ، لا يصيبك فقر أبداً ، ولا جنون ولا بلوى .
ويكتب
لك في كلِّ يوم بعدد الثقلين كلّ نفس ألف ألف حسنة ، ويمحى عنك ألف ألف سيّئة ، ويرفع لك ألف ألف درجة ، ويستغفر لك العرش والكرسيُّ حتّى تقف بين يدي الله عزَّ وجلَّ ، ولا تطلب لأحد حاجة إلّا قضاها ، ولا تطلب إلى الله حاجة لك ولا لغيرك إلى آخر الدهر في دنياك وآخرتك إلَّا قضاها ، فعاهدني كما أذكر لك .
فقال
له الحسين صلى الله عليه : عاهدني يا أبه على ما أحببت ، قال اُعاهدك على أن تكتم عليَّ ، فاذا بلغ منيّتك فلا تعلّمه أحداً سوانا أهل البيت أو شيعتنا
و أولياءنا وموالينا ، فانّك إن فعلت ذلك طلب الناس إلى ربّهم الحوائج في كلِّ نحو فقضاها ، فأنا اُحبُّ أن يتمَّ الله بكم أهل البيت بما علّمني ممّا اُعلّمك ما
أنتم فيه فتحشرون لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، فعاهد الحسين عليّاً صلوات الله عليهما على ذلك ثمَّ قال : إذا أردت إنشاء الله ذلك فقل :
سبحان
الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، سبحان في آناء اللّيل وأطراف النّهار ، سبحان الله بالغدوِّ والاٰصال
، سبحان الله بالعشيِّ والإبكار ، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد في السّماوات والأرض وعشيّاً وحين تظهرون ، يخرج الحيَّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيِّ ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون سبحانك ربّك ربِّ العزَّة عمّا يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله ربِّ العالمين ولا حول ولا
قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم .
سبحان
ذي الملك والملكوت ، سبحان ذي العزَّة والعظمة والجبروت ، سبحان الملك الحقِّ القدُّوس ، سبحان الملك الحيِّ الّذي لا يموت ، سبحان القائم الدّائم ، سبحان الحيَّ القيُّوم ، سبحان العليِّ الأعلى ، سبحانه وتعالى ، سبُّوح
قدُّوس ، ربُّ الملائكة والرُّوح .
اللّهمَّ
إنّي أصبحت منك في نعمة وعافية ، فأتمم عليَّ نعمتك وعافيتك لي بالنجاة من النّار ، وارزقني شكرك وعافيتك أبداً ما أبقيتني ، اللّهمَّ بنورك
اهتديت وبنعمتك أصبحت وأمسيت ، أصبحت اُشهدك وكفى بك شهيداً ، واُشهد ملائكتك وحملة عرشك ، وأنبياءك رسلك ، وجميع خلقك وسماواتك وأرضك ، أنّك أنت الله لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك ، وأنَّ محمّداً صلواتك عليه وآله عبدك ورسولك ، وأنّك على كلِّ شيء قدير تحيي وتميت وتميت وتحيي .
وأشهد
أنَّ الجنّة حقٌ ، والنّار حقٌّ ، وأنَّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنَّ الله يبعث من في القبور .
وأشهد
أنَّ عليَّ بن أبيطالب عليهالسلام والحسن والحسين ، وعليَّ
بن الحسين ومحمّد بن عليّ ، وجعفر بن محمّد ، وموسى بن جعفر ، وعليَّ بن موسى ، ومحمّد بن عليّ ، وعليَّ بن محمّد ، والحسن بن عليّ والامام من ولد الحسن بن عليّ ، الائمّة الهداة المهديّون ، غير الضّالين والمضلّين ، وأنّهم أولياؤك المصطفون ، وحزبك الغالبون ، وصفوتك وخيرتك من خلقك ، ونجباؤك الّذين انتجبتهم لولايتك ، و
اختصصتهم من خلقك ، واصطفيتهم على عبادك ، وجعلتهم حجّة
على خلقك صلواتك عليهم والسلام .
اللّهمَّ
اكتب لي هذه الشهادة عندك حتّى تلقّينيها وأنت عنّي راضٍ يوم القيامة وقد رضيت عنّي إنّك على كلِّ شيء قدير .
اللّهمَّ
لك الحمد حمداً تضع لك السماء أكنافها ، وتسبّح لك الأرض ومن عليها ، ولك الحمد حمداً يصعد ولا ينفد ، وحمداً يزيد ولا يبيد سرمداً مدداً لا انقطاع له ولا نفاد أبداً حمداً يصعد أوَّله ولا ينفد آخره ، ولك الحمد عليّ ومعي وفيَّ وقبلي وبعدي وأمامي ولديَّ ، فاذا متُّ ، وفنيتُ وبقيتَ يا مولاي فلك الحمد إذا نشرت وبعثت ، ولك الحمد والشّكر بجميع محامدك كلّها ، على جميع نعمائك كلّها ، ولك الحمد على كلّ عرق ساكن ، وعلى كلّ أكلة وشربة وبطشة وحركة ونومة ويقظة ولحظة وطرفة ونفَس وعلى كلّ موضع شعرة .
اللهمَّ
لك الحمد كلّه ، ولك الملك كلّه وبيدك الخير كلّه ، وإليك يرجع الأمر كلّه ، علانتيه وسرُّه ، وأنت منتهى الشأن كلّه .
اللّهمَّ
لك الحمد على حلمك بعد علمك ، ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك اللّهمَّ لك الحمد باعث الحمد ، ووارث الحمد ، وبديع الحمد ، ومبتدع الحمد ووافي العهد ، وصادق الوعد ، عزيز الجند ، قديم المجد .
اللّهمَّ
لك الحمد مجيب الدعوات ، رفيع الدرجات ، منزّل الايات من فوق سبع سماوات ، مخرج النور من الظّلمات ، مبدِّل السيّئات حسنات ، وجاعل الحسنات درجات .
اللّهمَّ
لك الحمد غافر الذنب ، وقابل التوب شديد العقاب ، ذي الطّول لا إله إلّا أنت إليك المصير .
اللّهمَّ
لك الحمد في اللّيل إذا يغشى ، ولك الحمد في النّهار إذا تجلّى ، ولك الحمد عدد كلِّ نجم وملك في السّماء ، ولك الحمد عدد كلِّ قطرة نزلت من السّماء إلى الأرض ، ولك الحمد عدد كلِّ قطرة في البحار والعيون والأودية والأنهار
ولك
الحمد عدد الشجر والورق والحصى والثّرى والجنِّ والانس والبهائم و الطير والوحوش والأنعام والسباع والهوامّ ، ولك الحمد عدد ما أحصى كتابك وأحاط به علمك ، حمداً كثيراً دائماً مباركاً فيه أبداً .
لا
إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت و يحيي وهو حيٌّ لا يموت بيده الخير وهو على كلِّ شيء قدير ـ عشر مرّات ـ أستغفر الله الّذي لا إله إلّا هو الحيُّ القيوم وأتوب إليه ـ عشر مرّات ـ يا الله
يا الله ـ عشر مرّات ـ يا رحمن يا رحمن ـ عشر مرّات ـ يا رحيم يا رحيم ـ عشراً ـ يا بديع السّماوات والأرض يا ذا الجلال والاكرام ـ عشراً ـ يا حنّان يا منّان ـ عشراً ـ يا حيُّ يا قيّوم ـ عشراً ـ يا لا إله إلّا أنت ـ عشراً ـ اللّهمَّ صلِّ
على محمّد وآل محمّد ـ عشراً ـ بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ـ عشراً ـ آمين آمين افعل بي كذا وكذا .... وتقول هذا بعد الصبح مرَّة وبعد العصر اُخرى ، ثمَّ تدعو بما شئت .
ومن
ذلك الرواية المتأخّرة من دعاء العشرات ، وجدنا إسنادها بما دون ما قدَّمناه من الفضل ، وكان القصد لفظ الدعاء منها ، لما فيه من الاختلاف في النقل وهو أيضاً مرويٌّ عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام
وعرفنا [ انه ] من جانب الله أنّه أرجح من الّذي قبله .
«
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله
أكبر ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم ، سبحان الله بالغدوّ والاٰصال
سبحان الله في آناء اللّيل وأطراف النّهار ، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السّماوات والأرض وعشيّاً وحين تظهرون ، يخرج الحيَّ من الميّت ، ويخرج الميّت من الحيِّ ، ويحيي الأرض بعد موتها ، وكذلك تخرجون
______________________
سبحان ربِّك ربِّ العزَّة عمّا يصفون وسلام على المرسلين
والحمد لله ربِّ العالمين سبحان ربِّك ربِّ العرش العظيم .
سبحان
ذي الملك والملكوت ، سبحان ذي العزَّة والعظمة والجبروت ، سبحان الملك الحيِّ القدُّوس ، سبحان الدّائم القائم ، سبحان الحيِّ القيّوم ، سبحان
ربِّي الأعلى ، سبحان العليِّ الأعلى ، سبحانه وتعالى ، سبحان الله السّبوح القدُّوس
ربِّ الملائكة والروح .
اللّهمَّ
إنّي أصبحت منك في نعمة وعافية ، فصلّ اللّهمَّ على محمّد وآل محمّد ، وتمّم عليَّ نعمتك وعافيتك وارزقني شكرك .
اللّهمَّ
بنورك اهتديت ، وبفضلك استغنيت ، وبنعمتك أصبحت وأمسيت ، ذنوبي بين يديك أستغفرك وأتوب إليك ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، أنت الجدّ ، لا ينفع ذا الجدّ منك الجدُّ ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم
.
اللّهمَّ
إنّي اُشهدك واُشهد ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك في سماواتك وأرضك أنّك أنت الله الّذي لا إله إلَّا أنت وحدك لا شريك لك ، وأنَّ محمّداً
عبدك ورسولك صلىاللهعليهوآله اللّهمَّ اكتب لي
هذه الشهادة عندك ، حتّى تلقّينيها يوم القيامة وقد رضيت بها عنّي إنّك على كلِّ شيء قدير .
اللهمَّ
لك الحمد حمداً تضع لك السماوات كنفيها ، وتسبِّح لك الأرض ومن عليها ، اللّهمَّ لك الحمد حمداً يصعد أوَّله ولا ينفد آخره حمداً يزيد ولا
يبيد سرمداً أبداً لا انقطاع له ولا نفاد حمداً يصعد ولا ينفذ ، اللهمَّ لك الحمد فيَّ
و عليَّ ومعي وقبلي وبعدي وأمامي وورائي وخلفي ، وإذا متّ وفنيت يا مولاي ولك الحمد بجميع محامدك كلّها على جميع نعمك كلّها ، ولك الحمد في كلِّ عرق ساكن ، وعلى كلّ عرق ضارب ، ولك الحمد على كلِّ أكلة وشربة وبطشة ونشطة وعلى كلِّ موضع شعرة .
اللّهمَّ
لك الحمد كلّه ، ولك المنُّ كلّه ، ولك الخلقُ كلّه ، ولك الملك كلّه ولك الأمر كلّه ، وبيدك الخير كلّه ، وإليك يرجع الأمر كلّه ، علانيته وسرُّه وأنت منتهى الشأن كلّه .
اللّهمَّ
لك الحمد على حلمك بعد علمك فيَّ ، ولك الحمد على عفوك عنّي بعد قدرتك عليّ ، اللهمَّ لك الحمد ، صاحب الحمد ، ووارث الحمد ، ومالك الحمد ووارث الملك ، بديع الحمد ، ومبتدع الحمد ، وفيَّ العهد ، صادق الوعد ، عزيز الجند ، قديم المجد .
اللهمَّ
لك الحمد رفيع الدَّرجات ، مجيب الدّعوات ، منزِّل الاٰيات من فوق سبع سماوات ، مخرج النّور من الظّلمات ، مبدِّل السيّئات حسنات وجاعل الحسنات درجات .
اللّهمَّ
لك الحمد غافر الذنب وقابل التّوب ، شديد العقاب ذي الطول لا إله إلّا أنت إليك المصير ، اللّهمَّ لك الحمد في الليل إذا يغشى ، وفي النّهار إذا
تجلّى ولك الحمد عدد كلِّ نجوم في السّماء ، ولك الحمد عدد كلِّ قطرة في السّماء ولك الحمد عدد كلِّ قطرة نزلت من السّماء ، ولك الحمد عدد كلِّ قطرة في البحار ولك الحمد عدد الشجر والورق والثرى والمدر والحصى والجنِّ والانس والطّير والبهائم والسّباع والأنعام والهوامّ ، ولك الحمد عدد ما على وجه الأرض ، وتحت الأرض وما في الهواء والسّماء ، ولك الحمد عدد ما أحصى بك ، وأحاط به علمك حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه أبدا .
ثمَّ
تقول : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيٌّ لا يموت بيده الخير وهو على كلِّ شيء قدير ـ عشر مرّات ـ أستغفر الله الّذي لا إله إلّا هو الحيُّ القيّوم وأتوب إليه ـ عشر مرّات ـ يا
الله يا الله يا الله ، يا رحمن يا رحمن يا رحمن ، يا رحيم يا رحيم يا رحيم ، ياحنّان يا حنّان يا منّان يا منّان ، يا حيُّ يا قيّوم ـ كلّ واحد عشر مرّات ـ يا بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ـ عشر مرّات ـ بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ـ عشر مرّات ـ يا لا إله إلّا أنت ـ عشر مرّات ـ صلِّ على محمّد وآل محمّد ـ عشر مرّات ـ آمين آمين ـ عشر مرّات ـ ثمَّ تسأل حوائجك كلّها بعده لدنياك وآخرتك
تجاب
إنشاء الله تعالى .
ق : روى أبو الجارود ، عن جابر الجعفي ، عن محمّد بن عليّ ، عن
عليِّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ صلوات الله عليهم أجمعين قال : قال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه : يا بنيَّ إنّه لا بدَّ أن تمضي مقادير الله
وأحكامه على من أحبَّ ، وساق الحديث مثل ما مرَّ إلى قوله « فعاهدني يا بنيَّ أن لا تعلّم هذا الدُّعاء أحداً سوى أهل بيتك وشيعتك ومواليك ، فانّك إن لم تفعل ذلك وعلّمته كلَّ أحد ، طلبوا الحوائج إلى ربّهم في كلِّ نحو وقضاه الله عزَّ وجلَّ لهم ، فانّي اُحبُّ أن يتمَّ الله ما أنتم عليه فتحشرون ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، ولا تدعو به إلّا وأنت طاهر ، ووجهك مستقبل القبلة ، ثمَّ ذكر الدُّعاء مثل الثاني .
٤٢ ـ ق : دعاء واستغفار :
«
اللّهمَّ إنّي أرجو فضلك ، ولا أرجو عملي ، ولا أخشى ظلمك ، وأخشى جريرتي على نفسي ، اللّهمَّ فالرَّجاء لما قبلك ، والخشية لما قبلي ، اللّهمَّ فلا
يغلب إحسانك صغر قدرتي ، اللهمَّ إنّك تفضّلت عليّ بعلم اُوتيت به كثيراً من مصالحي وحوائجي ، فكمّل بالعون والتوفيق ما قصّر عنه عملي وطاقتي .
اللّهمَّ
إنّي أسئلك حسن بصيرة ، ونفاذ عزيمة وأستوهبك سلطاناً على نفسي وبصيرة في أمري ، والشّفاء من أمراض جسمي وقلبي ، اللّهمَّ لا تتركني ونفسي فإنّي أضعف عنها ، وأعنّي عليها بعصمة منك وتوفيق ، اللّهمَّ إنّني أضعف عن ملك نفسي ، فكيف أصل بغير معونتك قدرة على عيوبي ؟ اللّهمَّ فالطف لي في جميع أمري ، ولا تكلني إلى حولي وأحسن إليَّ في دنياي وآخرتي .
اللّهمَّ
إنّني اُريد الخير ، ويَصعب عليَّ فعله ، فأعنّي عليه ، ووفّقني له وأكره النشر ويجذبني هواي إليه فاعصمني منه ، اللّهمَّ إنّك تفضّلت عليَّ بما علمت به صلاحي ، ولم أسئلك ولا استحققته منك ، فلا يمنعك عن إجابتي تقصيري عن استحقاق ما أسئلك فيه ، كما لم يمنعك من ابتداي بالاحسان أنّي
مستحقٌّ
له .
اللهمَّ
إنَّ المخلوق يأمل المخلوق فيبلغه أمله فيما ملك ، وقد أمّلتك وأنت الخالق ، فبلّغني أملي في الدُّنيا والاٰخرة ، فانّك مالكهما ، اللهمَّ إنَّ
المخلوق يسئل المخلوق ، فيجود عليه بما ينقص من قدرته ، وقد سألتك فيما لا ينقص من قدرتك فجد عليّ به ، اللّهمَّ إنَّ المخلوق يعفو عمّا يضرُّه من مخلوق مثله ، فاعف
لي عمّا لا يضرُّك من فعله .
اللّهمَّ
إنَّ العبد يعتق عبيده ، وأنت المولى وأنا عبدك ، فأعتق رقبتي من النّار ، اللّهمَّ إنَّ الكريم يتوسّل إليه باحسانه ، ويتوجّه به عنده ولا أجد
أكرم منك ، ولا إحسان أعظم من إحسانك وأنا أتوسّل إليك بتتابع إحسانك ، وتوالي نعمك عليّ يا أكرم الأكرمين ، ويا من نقص عن إحسانه جميع العالمين ، فاجعل نعمتك عندي شفيعاً لي عندك ، وإحسانك إليَّ وسيلة لي إليك ، اللّهمَّ إنّي أسئلك عيشة راضية وحكمة فائضة وعزّاً فسيحاً ومنقلباً كريماً يا أرحم الرّاحمين .
٤٣ ـ من اصل قديم من مؤلّفات قدماء الأصحاب : دعاء
الاخلاص :
بالله
أستفتح ، وبالله أستنجح ، وبالله أعتصم وبالله أثق ، وعليه أتوكّل ، و له أعبد ، وإيّاه أستعين ، وبه أعوذ وألوذ ، وبمحمّد وآله صلى الله عليهم أتوجّه وبهم أتوسَّل ، وبهم أتقرَّب ، وحسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو ربُّ العرش العظيم .
بسم
الله بسم عالم الغيب والشّهادة ، باسم من ليس في وحدانيّته شكّ ولا ريب ، باسم من لا فوق عليه ولا رغبة إلّا إليه ، باسم المعلوم غير المجحود ، و المعروف غير الموصوف ، باسم المتكفّل برزق من أطاع وعصى باسم من أمات وأحيى باسم من له الاٰخرة والاُولى ، باسم العليّ الأعلى ، والجليل الأجلّ ، باسم المحمود المعبود المستحقّ لهما على السّرّاء والضّرّاء ، باسم المذكور في الشدَّة والرخاء ، باسم المهيمن الجبّار ، باسم الحنّان المنّان ، باسم العزيز عن غير تعزُّز ، والقديم من غير تقادر ، باسم الّذي لم يزل ولا يزال ، باسم من يزيل
ولا
يزول .
بسم
الله الّذي لا إله إلّا هو الحيُّ القيّوم لا إله إلّا الله إلهاً واحداً ونحن له مسلمون ، لا إله إلّا الله ، ولا نعبد إلّا إيّاه مخلصين له الدين ولو كره
المشركون لا إله إلّا الله ربُّنا وربُّ آبائنا الأوَّلين ، لا إله إلّا الله وحده وحده
وحده أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده فله الملك وهو على كلِّ شيء قدير .
لا
إله إلّا الله ربُّ العالمين ، لا إله إلّا الله العليُّ العظيم ، لا إله إلّا
الله العزيز الحكيم ، لا إله إلّا الله الغفور الرحيم ، لا إله إلّا الله ملك يوم الدين ، لا
إله إلّا الله لم يزل ولا يزال ، لا إله إلّا الله الخالق للخير والشّرّ ، لا إله إلّا الله خالق
الجنّة والنّار ، لا إله إلّا الله الأحد الصمد الفرد ، الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفواً أحد .
لا
إله إلّا الله عالم الغيب والشّهادة الرحمن الرحيم ، لا إله إلّا الله الملك القدُّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان الله عمّا يشركون لا إله إلّا الله الخالق البارىء المصوّر له الأسماء الحسنى يسبّح له ما في السّماوات
و الأرض وهو العزيز الحكيم .
لا
إله إلّا الله والكبرياء رداؤه ، لا إله إلّا الله الحليم الكريم ، لا إله إلّا
الله العليّ العظيم ، لا إله إلّا الله الملك الحقُّ المبين ، لا إله إلّا الله نور السّماوات
والأرضين ، لا إله إلّا الله الواحد الأحد لا إله إلّا الله الفرد الوتر ، لا إله
إلّا الله المتوحِّد بالصمديّة ، لا إله إلّا الله المتفرّد بالوحدانيّة .
لا
إله إلّا الله الأوَّل لا بأوَّلية ، لا إله إلّا الله الاخر بلا نهاية لا إله إلّا
الله القديم بلا غاية ، لا إله إلّا الله لا ضدّ له ولا ندَّ ولا مثل ، لا إله إلّا الله لا
كفو له ولا شبيه ولا شريك ، لا إله إلّا الله ليس كمثله شيء وهو السّميع البصير ، لا إله إلّا الله
كما هلّل شيء ، وكما يحبُّ الله أن يهلّل ، وكما ينبغي لكرم وجهه وعزّ جلاله .
لا
إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حيٌّ لا يموت بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير .
سبحان
من له الأمر من قبل ومن بعد ، سبحان من لا تحصى نعمه ، ولا تعدُّ أياديه ، سبحان من في منّته أتقلّب وبعفوه أثق وإلى حكمه أسكن ، سبحان الجميل العادة والبلاء ، مستحقِّ الشكر والثّناء ، سبحان من إليه الرغبة ، ومنه الخوف والرّهبة ، سبحان الرّافع الواضع ، سبحان المعطي المانع .
سبحان
من لا تدركه الصفّات ، ولا تبلغه الأوقات ، سبحان ذي الملك و الملكوت ، سبحان ذي العزَّة والعظمة والجبروت ، سبحان الملك الحيّ الّذي لا يموت ، سبحان العليّ الأعلى ، سبحانه وتعالى ، سبحان الواحد الّذي لا إله غيره سبحان القديم الّذي لا بدء له ، سبحان العالم بغير تعليم ، سبحان من أحاط بكلّ شيء علماً ، سبحان الواحد الأحد ، سبحان الباعث الوارث ، سبحان الحقّ المبين ، سبحان
الّذي يحيي العظام وهي رميم ، سبحان ذي الجلال والاكرام ، سبحان ذي الفواضل والنعم الجسام [ العظام ] .
سبحان
الّذي لا يبلغ الأعمال شكره ، ولا تصف الألسن قدره ، ولا تحيط بكنه صفته ، ولا تهتدي القلوب بجميع نعته ، سبحان الملك ذي العزّ الشّامخ ، و السُّلطان الباذخ ، والمجد الكامل ، والعطآء الفاضل ، والفضل السّابغ ، سبحان المجمل المحسن ، سبحان المنعم المفضل ، سبحان ذي الجلال والاكرام .
سبحان
الله آناء اللّيل وأطراف النّهار ، سبحان الله بالغدوِّ والاٰصال ، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد في السّماوات والأرض وعشيّاً وحين تظهرون ، يخرج الحيَّ من الميّت ، ويخرج الميّت من الحيِّ ، ويحيي الأرض بعد موتها ، وكذلك تخرجون ، سبحان ربِّك ربّ العزّة عمّا يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله ربّ العالمين .
سبحان
[ الله ] كما ينبغي له من التسبيح ، وكما هو أهله ومستحقّه على ما أحبَّ ورضي ، وبكلّ ما أبلى وأعطى ، سبحان الله الّذي علا فدنا ، وسمع ورأى وعلم وأحصى وقدَّر وقضى وأنفذ ما شآء ، وأغنى وأقنى ، وأمات وأحيى وهو بالمنظر الأعلى ، ربِّ الاٰخرة والاُولى .
سبحان
الّذي لا عدل له ولا ندّ ولا ضدَّ ولا ولد ، ولا كفو ولا صاحبة ، ولا شبه ولا نظير ، ولا شريك ، ولا إله غيره تعالى وجلّ عمّا يقول الظّالمون ، علوّاً
كبيراً .
الله
أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله ، والله أكبر ، أهل الجبروت والعزَّة ، الله أكبر وليُّ الغيث والرحمة ، الله أكبر ملك الدُّنيا والاٰخرة ، الله أكبر
عظيم الملكوت ألله أكبر شديد الجبروت ، الله أكبر عزيز القدرة لطيف لما يشاء ، الله أكبر مدبّر الاُمور
، الله أكبر يحيي العظام وهي رميم ، الله أكبر مبدىء الخفيات ، الله أكبر معلن السرائر .
الله
أكبر أوَّل كلِّ شيء وآخره ، الله أكبر بديع كلِّ شيء ومنتهاه ، الله أكبر مدرك كلِّ شيء ومصيره إليه ، الله أكبر خالق كلِّ شيء ومولاه ، الله أكبر أمام كلِّ شيء وخلف كلِّ شيء ، الله أكبر مبتدء كلِّ شيء ووارثه ، الله أكبر بدء كلِّ شيء ومعيده ، الله أكبر رازق كلِّ شيء ومغيثه ، الله أكبر ربُّ كلِّ شيء ومحصيه ، الله أكبر ربُّ كلِّ شيء ومنجيه ، الله أكبر لم يك قبله شيء ، الله أكبر كلُّ شيء بيده ، الله أكبر كلُّ شيء هالك إلّا وجهه ، الله أكبر لا يفعل ما يشاء غيره .
الله
أكبر لم يتخّذ صاحبة ولا ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذُّلِّ وكبّرهُ تكبيراً ، الله أكبر ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً
أحد ، الله أكبر مكبّراً معظّماً مقدّساً كبيراً ، الله أكبر ولا شريك له في تكبيري
إيّاه ، بل أقول مخلصاً وجّهت وجهي للّذي فطر السّماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ، الله أكبر لا ندَّ له ولا ضدَّ ولا شبيه ولا شريك ذو الجلال
والاكرام لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم .
لا
حول ولا قوَّة إلّا بالله قوَّة كلِّ ضعيف ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله عزّ كلِّ
ذليل ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله غنا كلِّ فقير ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله
فرج كلِّ مكروب ، لا حول ولا قوَّة إلا بالله ، وليُّ كلِّ نعمة ، وصاحب كلّ حسنة ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، كاشف كلِّ كربة ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، المطّلع
على كلِّ خفيّة ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، المحيط بكلِّ سريرة ، لا حول ولا قوَّة إلّا
بالله
الشّاهد
لكلِّ نجوى ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، اللّطيف بعباده على فقرهم ، وغناه عنهم ، وملكته إيّاهم ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله تفويضاً إلى الله ولجئاً إليه
لا حول ولا قوَّة إلّا بالله اعتزازاً وتوكّلا عليه ، لا حول ولا قوَّة إلَّا بالله
استغاثة بالله وغناء عن كلِّ أحدٍ سواه ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله تمسّكاً بالله ، واعتصاماً بحبله
، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم ، الحليم الكريم ، الرَّحمن الرَّحيم ، الّذي
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
ما
شاء الله تضرُّعاً إلى الله وإخلاصاً له ، ما شاء الله استكانة إلى الله وعبادة له
ما شاء الله توجّهاً إلى الله وإقراراً به ، ما شاء الله إلحاحاً على الله وفاقة
إليه ، ما شاء الله استغاثة إلى الله وحسن ظنّ به ، ما شاء الله خضوعاً له وذلّاً ، ما شاء
الله خضوعاً وتلطّفاً واعتماداً عليه ، وأشهد وأعلم أنَّ الله على كلِّ شيء قدير ، وأنَّ الله
قد أحاط بكلّ شيء علماً ، وأحصى كلّ شيء عدداً .
اللّهمَّ
إنّي اُثني عليك بأحسن ما أقدر عليه ، وأشكرك بما مننت به عليَّ أشكرك وأعترف لك بذنوبي ، وأذكر حاجتي ، وأشكو إليك مسكنتي وفاقتي فانّك قلت وقولك الحقُّ « فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ » وها أنا ذا يا
إلهي قد استجرت بك ومثلت بين يديك وهربت إليك ولجأت إليك ، مستكيناً لك متضرِّعاً إليك ، راجياً لما لديك ، تراني وتعلم ما في نفسي ، وتسمع كلامي ، وتعرف حاجتي ومسكنتي ، وحالي ، ومنقلبي ومثواي ، وما اُريد أن اُبدي به من منطقي ، والّذي أرجو منك في عاقبة اُموري ، وأنت مُحص لما اُريد التفوّه به من مقالي .
جرت
مقاديرك يا سيّدي ، فيَّ وبما يكون منّي في أيّامي ، من سريرتي و علانيتي ، وبيدك لا بيد غيرك زيادتي ، ونقصاني ، فأحقُّ ما اُقدِّم إليك يا سيّدي
قبل ذكر حاجتي والتفوُّه بطلبتي وبغيتي ، الشهادة بواحدانيّتك ، والإقرار منّي بربوبيّتك ، الّتي ضلّت عنها [ الاٰراء ، وتاهت فيها العقول ، وقصرت عنها ]
الأوهام وحارت عندها الأفهام ، وعجزت لها الأحلام ، وانقطع منطق الخلائق دون كنه نعتها ، وكلّت الألسن عند غاية وصفها .
فليس
أحد يقدر أن يبلغ شيئاً من وصفك ، ولا يعرف شيئاً من نعتك ، إلّا ما حددته له ، ووفّقته إليه ، وبلغته إياه ، وأنا مقرٌّ يا سيّدي أنّي لا أبلغ ما أنت أهله من تعظيم جلالك ، وتقديس مجدك ، وتمجّد كلامك ، والثناء عليك والمدح لك ، والذّكر لك ، لأنّك أنت الله لا إله إلّا الله أنت وحدك لا شريك لك والذكر لاٰلائك ، والحمد على تعاهدك بنعمائك ، والشّكر على بلائك ، لأنَّ
الألسن تكلُّ عن وصفك ، وتعجز الأبدان عن أداء شكرك .
ولعظيم
جرمي وكبير خطاياي ، وما احتطبت على نفسي من موبقات ذنوبي الّتي أوبقتني ، وأخلقت عندك وجهي هربت إليك ربّ ، ومثلت بين يديك وتضرَّعت إليك سيّدي لاُقرّ لك بواحدانيّتك وربوبيّتك واُثني عليك بما أثنيت به على نفسك ، وأصفك بما يليق بك من صفاتك ، وأذكر لك ما أنعمت به عليّ من معرفتك .
فأشهد
يا ربّ أنّك الواحد الأحد الصّمد الوتر الّذي لم يتّخذ صاحبةً ولا ولداً ، ولم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، وأنّك الّذي لم تزل ولا تزال ولا يغيّرك الدهور ، ولا تفنيك الأزمان ، ولا تبليك الأعصار ، ولا تداولك الأيّام ولا تختلف عليك اللّيالي ، ولا تحاربك الأقدار ، ولا تبلغك الاٰجال ، ولا
يخلو منك مكان ، ولا فناء لملك ، ولا زوال لسلطانك ، ولا انقطاع لذكرك ، ولا تبديل لكلماتك ولا تحويل لسنّتك ، ولا خلف لوعدك ، ولا تأخذك سنة ولا نوم .
أشهد
أنّك ربّنا الّذي إيّاه نعبد ، كنت قبل الأيّام والليالي ، وقبل الأزمان والدُّهور ، وقبل كلِّ شيء ، وكوَّنت كلَّ شيء فأحسنت كونه ، فأنت حيٌّ قيُّوم ، ملكٌ قدُّوس دائم متعال بلا فناء ولا زوال ، ولا غاية ولا منتهى . ولا
إله في السّماء ولا في الأرض إلّا أنت المعبود المحمود العليُّ المتعال غير موصوف ولا محدود .
تعظّمت
حميداً ، وتجبّرت حليماً وتكبّرت رحيماً ، وتعاليت عزيزاً ، و تعزَّزت كريماً ، وتقدَّست مجيداً ، وتمجَّدت مليكاً ، وتباركت قديراً ، وتوحَّدت
ربّاً
إلها حيّاً قيُّوماً عظيماً جليلاً حميداً عليّاً كبيراً ، وتفرَّدت بخلق الخلق كلّهم ، فما من باريء مصوِّر صانع متقن غيرك ، وتفضّلت قويّاً قادراً محموداً غالباً قاهراً محسناً معبوداً مذكوراً مبدئاً معيداً محيياً مميتاً باعثاً وارثاً
وتطوَّلت عفوّاً غفوراً وهّاباً توّاباً برّاً رحيماً رؤفاً ودوداً قريباً مجيباً سميعاً
بصيراً حليماً حكيماً حنّاناً منّاناً .
وأشهد
أنَّ الّذين يُدعَون من دونك لا يملكون مثقال ذرَّة في السّماوات والأرض ، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، وما لك فيهما شريك ، وما لك فيهما نظير ، وما لك منهم من ظهير ، كفى بك لخلقك واحداً ظهيراً .
وأشهد
أنَّ لك السّماوات والأرضين ، وما فيهنَّ وما بينهنَّ ، وما تحت الثّرى ، وبيدك ملكوت كلِّ شيء وخزائنه ، تعطي من سعة ، وتمنع من قدرة ، وما من مدعوّ غيرك ، ولا مجيب إلّا أنت .
وأشهد
أنَّ الّذين اتّخذوا من دونك آلهة أنَّ آلهتهم لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ، ولا يملكون لأنفسهم ضرّاً ولا نفعاً ، ولا يملكون موتاً ولا حياةً ولا نشوراً
ولا يملكون كشف الضرِّ عنهم ولا تحويلاً .
وأشهد
أنَّ الّذين يُدعَون من دونك لا ينزلون قطرة من السّماء ، ولا ينبتون حبّة ولا شجرة من الأرض ولا خضرة ، ولا يخلقون ذباباً ولو اجتمعوا له ، وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ، ضعف الطالب والمطلوب .
تباركت
يا سيّدي وتجبّرت ، وتقدَّست وتعاليت عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً ، وأحمدك اللّهمَّ وأنت للحمد أهل وأشكرك وأنت للشكر أهل عن حسن صنيعك إليَّ ، وسوابغ نعمك عليَّ ، وجزيل عطائك لديَّ ، وعلى كلِّ ما فضّلتني به من رحمتك ، وأسبغت عليَّ من نعمتك ، فانّك قد اصطنعت عندي ما يحقُّ لك به شكري وذكري من حسن ولايتك إيّاي ، ولطفك بالصّلاح لي وما لا غنى بي عنه ولا يوافقني غيره ، ولا بدَّ لي منه ولا أصلح إلّا عليه ، ولولا حسن صنيعك إليَّ ،
و تعطّفك عليّ ما بلغت إحراز حظّي ولا صلاح نفسي ، ولكنّك ابتدأتني منك بالاحسان
وولّيتني
في اُموري كلّها بالكفاية ، وصرَّفت عنّي جهد البلاء ، ومنعت عنّي المحذور من القضاء .
اللّهمَّ
كم من بلاء جاهد صرَّفته عنّي ، وأبليت به غيري ، وكم من نعمة أقررت بها عيني ، وكم من صنيعةٍ لك عندي ، إلهي أنت الّذي أجبت في الاضطرار دعوتي ، وأقلت عند العثار زلّتي ، وأخذت من الأعداء ظلامتي ، فما وجدتك بخيلاً حين دعوتك ، ولا متقبّضاً حين أردتك ، ولكنّي وجدتك لدعائي سامعاً ، وعدت عليَّ بالنعم مسبغاً في كلِّ شان من شأني ، وكلِّ زمان من زماني .
وأنت
عندي محمودٌ ، وصنيعك عندي موجود ، يحمدك سيّدي نفسي وعقلي ولساني وشعري وبشري ولحمي ودمي ومخّي وعصبي وعظامي ، وما أقلّت الأرض منّي حمداً يكون مبلّغاً رضاك ، منجياً من سخطك .
الحمد
لله الّذي استوجب عليَّ أن أحمده بما عرَّفني من نفسه بفضله عليَّ وإحسانه إليَّ ولم أك شيئاً ، الحمد لله الّذي غذَّاني بنعمته ، وأسبغ عليّ فضله ،
وابتدأني برزقه الطيّب من غير أن أسئله ، ولا بعمل صالح استوجبت ما ابتدأني به إلهي ، وأوجب عليَّ من شكره كما لا أستحقُّ به المزيد من لديه .
معما
عرَّفني من دينه ، ودلّني على نفسه ، وأكرمني برسوله ، وولاة أمره وألقى في قلبي محبّته ، وشاط لحمي ودمي بحبّه ، ولساني بذكره ، وأمرني بمسئلته ، ودعاني إلى عبادته ، ورغّبني فيما عنده ، وحثّني على طاعته ، وزهّدني في معصيته ، وشوَّقني إليه جنّته ، وحذَّرني عقابه رحمة منه لي ومنّة واجب شكرها عليَّ لو أنَّ الدُّنيا وما فيها أصبح وأمسى في ملكتي ، وأنا منسلخ من الدّين الّذي
أنا به متمسّك ، ما كان ذلك عوضاً من بعضه ، فلربّي الحمد على نعمه الّتي لا تحصى بعدد ، ولا تجازى بعمل .
الحمد
لله ربِّ العالمين ، ربِّ السّماوات والأرضين ، العالم بما كان ويكون الأوَّل بلا ابتداء ، والاٰخر بلا انتهاء ، أوَّل كلِّ شيء ومصيره ، ومبديء
كلِّ شيء ومعيده ، خضعت له الرِّقاب ، وخشعت له الأصوات ، وضلّت فيه الأحلام ، وكلّت
دونه
الأبصار ، لا يقضي في الاُمور غيره ، ولا يدبّر مقاديرها سواه ، ولا يصير منتهى شيء منها إلى غيره ، ولا يتمّ شيء منها دونه .
له
الحمد والعظمة ، وله الملك والقدرة ، وله الأيد والحجّة ، وله الحول والقوَّة ، وله الدُّنيا والاٰخرة ، أمره قضاء ، ورضاه رحمة ، وسخطه عذاب ، وكلامه
نور ، يقضي بعلم ، ويعفو بحلم ، واسع المغفرة ، شديد النقمة ، قريب الرحمة ، أحاط بكلِّ شيء علمه ، ووسع بكلِّ شيء حفظه ، كان علمه قبل كلِّ شيء ، ويكون بعد هلاك كلِّ شيء ، لا يعجزه شيء ، ولا يتوارى عنه شيء ، ولا يقدر أحد قدره ولا يشكره أحدٌ حقَّ شكره ، ولا تهتدي القلوب لصفته ، ولا تبلغ العقول نعته .
حارت
الأبصار دونه ، وكلّت الألسن عنه ، لم تره عين ، ولم ينته إليه نظر ولا يدركه بصرٌ . حيٌّ قيّوم لا تأخذه سنة ولا نوم ، وسع كلَّ شيء رحمة وعلماً وملأ كلَّ شيء عظمة وعدلاً ، وأخذ كلَّ شيء بسلطان وقدرة لا يعجزه ما طلب ، ولا يردُّ ما أمر ، ولا ينقص سلطانه من عصاه ، ولا يستغني عنه من تولّى غيره .
كلُّ
سرّ عنده علانية ، وكلُّ غيب عند شهادة فليس يستر عنه شيء ، ولا يشغله شيء عن شيء ، قلوب العباد بيده ، وآجالهم بعلمه ، ومصيرهم إليه ، لا يخفي عليه شيء ممّا هم فيه ، أحصى عددهم من قبل خلقهم ، وعلم أعمالهم من قبل عملهم ، وكتب آثارهم ، وسمّى آجالهم ، وعلا كلَّ شيء قدرته ، لا يقع وهم كيف هو ؟
حيٌّ
لا يموت ، صمد لا يطعم ، قيّوم لا ينام ، ملك لا يرام ، عزيز لا يضام ، جبّار لا يرى ، سميع لا يشكّ ، بصيرٌ لا يرتاب ، عظيم الشأن ، شديد السّلطان ، خبير بكلِّ
مكان ، يعلم وهو الأنفس ، وهمس الألسن ، ورجع الشفاه ، وخائنة الأعين وما تخفي الصّدور .
لا
تفنى عجائبه ، ولا ينقضي مدحه ، ولا تنفد خزائنه ، ولا تحصى نعمه ، ولو كان البحر مداداً لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً
ولو
أنَّ ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمدُّه من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إنَّ الله عزيز حكيم .
ولك
الحمد يا سيّدي ومولاي على نعمائك وآلائك كثيراً ، وحسن بلائك ما عرفت منه وما لم أعرف وما ذكرت منه وما لم أذكر ، وعلى ما أوليتني وأبليتني وأعطيتني وشرَّفتني ، وفضّلتني وكرّمتني ، وهديتني لديك ، وسلكت بي نهج الحقّ وسبيل الصّدق ، وطريقك الواضح المحجّة وسواء الصّراط وعرَّفتني من إحسانك إليَّ وإنعامك عليَّ ، وحفظك لي في جميع ما خوّلتني ، وابتدائك إيّاي بما به أبتدأتني ممّا يعجز عنه صفتي ، وتكلُّ عنه لساني ، ويعيا عنه فهمي ، ويقصر دونه فهمي وعلمي وينقطع قبل كنهه عددي ، ولا يحيط به إحصاي .
ولك
الحمد على ما سوّيت من خلقي ، وألزمت من الغنى نفسي ، وأدخلت من اليقين قلبي ، وأملت إلى طاعتك هواي ، ولم تحل بيني وبين شهواتي ، ولم أتبع هواي بغير هدى منك .
ولك
الحمد على ما بصَّرتني ممّا أعميت منه غيري ، وأسمعتني ممّا أصممت منه غيري ، وأفهمتني ممّا أذهلت عنه غيري ، وأطلعتني على ما حجبته عن غيري وأدّبتني فأحسنت أدبي ، وعلّمتني فلطفت لتعليمي ، فأيُّ النعم يا سيدي لم تنعم بها
عليَّ ، وأيُّ الأيادي يا إلهي لم تستوجبها عليَّ .
ولك
الحمد على ما عصمتني من مهاوي الهلكة ، والتمسّك بحبل الظَّلمة ، و الجحود لطاعتك ، والتوجّه إلى غيرك ، والزُّهد فيما عندك ، والرَّغبة فيما عند سواك ، منّاً منك وفضلاً مننت به عليَّ ، ورحمة رحمتني بها من غير عمل سالف منّي ولا استحقاق لما صنعت بي ، ثمَّ استوجبت عليَّ الحمد باتّباع أهل الفضل والمعرفة للحقّ ، والبصر بأبواب الهدى ، ولولا أنت ربّي ما اهتدينا إلى طاعتك ، ولا عرفنا أمرك ، ولا سلكنا سبيلك .
ولك
الحمد يا سيّدي على آلائك الّتي استوجبت بها أن تعبد ، وعلى حسن
______________________
بلائك الّذي استحققت به أن تحمد ، وعلى نعمك القديمة ، وأياديك
الكثيرة الّتي لا تحصى بعدد ، ولا تكافى بعمل إلّا في سعة رحمتك ، وتتابع نعمك ، وعظيم شأنك ، وكريم
صنايعك ، وحسن أياديك .
ولك
الحمد يا سيّدي على نعمك السّابغة ، وحججك البالغة ، ومننك المتواترة الّتي بها دافعت عنّي مكاره الاُمور ، وآتيتني بها مواهب السُّرور ، مع تماديِّ في الغفلة وتناهيَّ في القسوة ، فلم يمنعك ذلك من فعلي أن عفوت عنّي وسترت على قبيح عملي ، وسوَّغتني ما في يديَّ من نعمتك عليَّ ، وإحسانك إليَّ وصفحت لي عن قبيح ما أفضيتُ به إليك ، وانتهكته من معاصيك .
ولك
الحمد يا سيّدي على النعم الكثيرة الّتي أصبحت وأمسيت أتعرَّفها منك وأعلم أنّك وليّها ومجريها بغير حول منّي ولا قوَّة ، يا أرحم الرّاحمين .
فيا
ربِّ لك الحمد على عافيتك إيّاي من ألوان البلايا الّتي أصبح وأمسى فيها كثير من عبادك ، فكم من عبد يا إلهي أمسى وأصبح سقيماً موجعاً مدنفاً في أنين وعويل ، ينقلب في غمّه لا يجد محيصاً ، ولا يسيغ طعاماً ولا شراباً ، وأنا في
صحّة من البدن ، وسلامة من العيش ، كلُّ ذلك منك ، يا ربِّ فلك الحمد .
وكم
من عبد أصبح وأمسى في كرب الموت ، وغصّة وحشرجة ، ونظر إلى ما تقشعرّ منه الجلود ، وتفزع لَه ، وأنا في عافية من ذلك يا ربِّ فلك الحمد .
وكم
من عبدٍ أمسى وأصبح خائفاً مرعوباً مشفقاً وجلاً هارباً طريداً متحيّراً في مضيق المخابي ، قد ضاقت عليه الأرض برحبها لا يجد حيلة ولا ملجأ ولا مأوى وأنا في أمن وطمأنينة وعافية من ذلك يا ربّ فلك الحمد .
وكم
من عبد أمسى وأصبح في ضنك من العيش ، وضيق المكان ، قد اُثقل حديداً من قيد أو غلّ أو مزّق جلده ، وبضع لحمه ، أو لُوِّن عليه العذاب ، أو يتوقَّع القتل صباحاً ومساء ، وأنا في راحة ورحب وسعةٍ وعافية من ذلك يا ربّ فلك الحمد .
وكم
من عبد أمسى وأصبح أسيراً مغلولاً مكبّلاً بالحديد بأيدي العداة الّذين لا يرحمونه ، مفرداً عن أهله وولده ، منقطعاً عن بلاده وإخوانه ، يتوقّع في
كلِّ ساعة بأيّة قتلة يقتل ، وأيّة مثلة يمثل ، وأنا في عافية وسلامة من ذلك فلك الحمد .
وكم
من عبد أمسى وأصبح يباشر القتال ويقاسي الحروب قد غشيته الأعداء بالسّيوف والرِّماح والنّبل وآلة الحرب متقنِّع بالحديد ، قد بلغ مجهوده لا يعرف حيلة ، ولا يجد مهرباً ، قد اُدنف بالجراحات ، أو متشحِّط بدمه تحت السّنابك والأرجل ، يتمنّى شربة ماء يشربها ، أو نظرة إلى أهل وولدٍ ، وأنا في عافية من ذلك يا ربِّ فلك الحمد .
وكم
من عبدٍ أمسى وأصبح غريباً مسافراً شاخصاً عن أهله وولده ، متحيّراً في المفاوز ، تائهاً فيها مع الوحوش والبهائم والهوامّ جائعاً ظمآن ، وحيداً فريداً
لا يعرف حيلة ، ولا يهتدي سبيلاً ، أو [ في ] جزع أو جوع أو عرى أو غيره من الشّدائد
، وأنا ممّا هو فيه خلو في عافية من ذلك يا ربِّ فلك الحمد .
وكم
من عبد أمسى وأصبح في ظلمات البحار ، وعواصف الرّياح ، وأهوال الأمواج ، يتوقَّع الغرق والهلاك ، لا يقدر على حيلة ، أو مبتلى بصاعقة ، أو هدم أو حرق أو شرق أو غرق أو خسف أو مسخ أو قذف ، وأنا من ذلك في عافية يا ربِّ فلك الحمد .
وكم
من عبد أمسى وأصبح فقيراً عائلاً محزوناً عارياً جائعاً ظمآن ينتظر من يعود عليه بفضل ، أو عبد لك هو أوجه منّي عندك ، وأشدُّ عبادة مملوك مقهور ، قد حمل ثقلاً من تعب العناء ، وشدَّة العبوديّة ، وثقل الضريبة ، أو مبتلى ببلاء شديدٍ
وأنا المخدوم المنعّم عليه في عافيةٍ ممّا هو فيه ، يا ربِّ فلك الحمد إلهي .
وكم
من عدوّ انتضى عليّ سيف عداوته ، وشحذ لي ظباة مديته ، وأرهف لي شباة حدّه ، وداف لي قواتل سمومه ، وسدَّد إليّ صوائب سهامه ، ولم تنم عنّي حين حراسته ، وأضمر عليَّ أن يسومني المكروه ، ويجرِّعني ذعاف مرارته ، فنظرت
إلى
ضعفي عن احتمال الفوادح ، وعجزي عن الانتصار ممّن قصد لي بمحاربته ، ووحدتي في كثير ممّن ناواني ، وإرصاده لي فيما لم اُعمل فكري في الإرصاد له بمثله ، فأيّدتني بقوَّتك ، وشددت أزري بنصرك ، وصيّرته بعد جمع عديد وحده وأعليت كعبي عليه ، ووجّهت ما سدَّد إليَّ ما مكايده إليه ، فرددته ولم يشف غليله ولم يُبرّد حرارات غيوظه ، قد عضَّ على شواه ، وأدبر مولّياً قد أخلفت سراياه فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب ، وذي أناه لا يعجل
.
وكم
من باغ بغاني بمكائده ، ونصب لي أشراك مصائده ، وأضبأ إضباء السّبع لطريدته ، انتظاراً لانتهاز فرصته ، وهو يظهر بشاشة الملق ، ويكشر لي سنّه ، و يبسط لي وجهه من غير طلق ، فلمّا رأيت دغل سريرته ، وقبح ما انطوى عليه بشركه ، أبطلت ما أصبح مجلباً به لي في بغيته ، وأركسته لاُمّ رأسه في زبيته وردَّيته في مهوى حفرته ، ورميته بحجره ، ورميته بمشاقصه ، وكببته لمنخره وخنقته بوتره ، ورتقته بندامته ، ورددت كيده في نحره ، فاستحلى
وتضاءل بعد نخوته ، وانقمع بعد استطالته ، ذليلاً مأسوراً في ربق حبالته الّتي كان يؤمّل أن يراني فيها في يوم سطوته ، وقد كدت يا ربِّ لولا رحمتك أن يحلَّ بي ما حلَّ بساحته ، فلك الحمد يا ربِّ من مقتدر لا يغلب ، وذي أناة لا يعجل .
وكم
من حاسد أشرق بحسده ، وشجي منّي بغيظه ، وسلقني بحدِّ لسانه ووخزني وجعل عرضي غرضاً لمراميه ، وقلّدني خلالاً لم تزل فيه ، فأتيتك يا ربّ متسجيراً بك ، واثقاً بسرعة إجابتك ، متوكّلاً على ما لم أزل أتعرّفه من حسن دفاعك ، عالماً أنّه لم يضطهد من أوى إلى ظلّ كفايتك ، ولم تقرع القوارع من لجأ إلى معقل الانتصار بك ، فحصّنتني من بأسه بقدرتك ، فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب ، وذي أناة لا يعجل .
وكم
من سحائب مكروه أجليتها ، وسمآء نعمة أمطرتها ، وجداول كرامة أجريتها ، وأعين أجداث طمستها ، وناشئة رحمة نشرتها ، وجُنّة عافية ألبستها ، و
______________________
غواشي كربات كشفتها ، واُمور حادثة قدَّرتها ، لم تعجزك
إذ طلبتها ، ولم تمنع منك إذ أردتها ، فلك الحمد من مقتدر لا يغلب ، وذي أناة لا يعجل .
وكم
من ظنّ حسن حقّقت ، ومن عدم إملاق جبرت ، ومن صرعة نعشت ومن مسكنة حوَّلت ، لا تسئل عمّا يفعل ، ولا ينقصك ما أنفقت ، ولقد سئلت فأعطيت ولم تسأل فابتديت ، واستميح فضلك فما أكديتُ ، أبيتَ إلّا إنعاماً وامتناناً وتطوُّلا
وأبيتُ إلّا تقحُّم حرماتك ، وانتهاك معاصيك ، وتعدِّي حدودك وغفلة عن وعدك ووعيدك وطاعة لعدوّي وعدوِّك ، ولم يمنعك إخلالي بالشّكر من إتمام إحسانك ولا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك ، فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب وذي أناة لا يعجل .
وسبحانك
اللّهمَّ وبحمدك ، تباركت وتجبّرت ، وتعاليت وتقدَّست وتكبّرت وتعظّمت عمّا يقول الظّالمون علوّا كبيرا .
اللّهمَّ
وأنا الدّاعي الّذي أجبت ، فلك الحمد ، وأنا السّائل الّذي أعطيته فلك الحمد ، وأنا الضالّ الّذي هديته فلك الحمد ، وأنا الضعيف الّذي قوَّيته فلك الحمد ، وأنا الفقير الّذي أغنيته فلك الحمد ، وأنا العاري الّذي كسوته فلك الحمد ، وأنا السقيم الّذي شفيته فلك الحمد ، أجل وعزَّتك لقد فعلت فلك الحمد صلِّ على محمّد وعلى آله ، واجعلني لك من الشّاكرين .
اللّهمَّ
وأنا الطريد الّذي رددته فلك الحمد ، وأنا المسافر الّذي صحبته فلك الحمد ، وأنا المسيء الّذي أحسنت إليه فلك الحمد ، وأنا المهموم الّذي فرَّجت همّه فلك الحمد ، وأنا المكروب الّذي نفّست كربه فلك الحمد ، أجل وعزَّتك لقد فعلت فلك الحمد ، صلّ على محمّد وآله ، واجعلني لك من الشّاكرين .
اللّهمَّ
وأنا الذّليل الّذي أعززته فلك الحمد ، وأنا المخذول الّذي كفيته فلك الحمد ، وأنا المبغيُّ عليه الّذي نصرته فلك الحمد ، وأنا الوضيع الّذي رفعته فلك الحمد ، وأنا الهالك الّذي خلّصته فلك الحمد ، وأنا الغريق الّذي نجّيته فلك الحمد ، وأنا المهان ، الّذي أكرمته فلك الحمد ، وأنا الرّاجل الذي حملته فلك
الحمد
، أجل وعزَّتك لقد فعلت فلك الحمد صل ّعلى محمّد وآله ، واجعلني لك من الشّاكرين .
اللّهمَّ
وأنا المريض الّذي نعشته فلك الحمد ، وأنا المبتلى الّذي عافيته فلك الحمد ، وأنا المسجون الّذي أخرجته فلك الحمد ، وأنا الأسير الّذي فككته فلك الحمد ، وأنا الأعزب الّذي زوَّجته فلك الحمد ، [ وأنا الّذي لم أك شيئاً حتّى
جعلته فلك الحمد ] أجل وعزَّتك لقد فعلت فلك الحمد ، صلّ على محمّد وآله ، واجعلني
لك من الشّاكرين .
ربّ
تباركت وتعاليت ، لك الحمد على ما أسديت وأوليت ، ولك الحمد على ما أعطيت وأبليت ، ولك الحمد على مشيّتك فينا ما أمرَّ منها وما حلا ، ولك الحمد على الامهال ، والابتلاء ، ولك الحمد على ما أطلت من عمري ، ولك الحمد على ما أنسأته من أجلي ، ولك الحمد على حسن قسمك لي ما لم أهتد إلى مسئلتك إيّاه ولك الحمد على ما لم اُحط بمعرفته فيَّ ، ولك الحمد على إسبال سترك عليَّ ولم أك أهله منك ، وعلى آثار نعمك عليَّ ولم أبلغ شكرها إلّا بك ، ولك الحمد على تجدُّدها عليّ ، ولك الحمد عليَّ تطوُّلك بها على الحالتين .
ولك
الحمد على نعمة الاسلام الّذي رضيته لنا ديناً ، والنبيّ الاُمّي الّذي ارتضيته لنا أميناً ، ولك الحمد على ما ندبتنا إليه ، وأنقذتنا منه به ، وجعلته
خير نبيّ ابتعث ، وجلعنا خير اُمّة اُخرجت ، ولك الحمد على لطفك بنا في تمييزك إيّانا من أصلاب المشركين ، وأرحام المشركات ، سلالة من سلالة ، حتّى ألحقتنا بعصره ، وأنقذتنا من الهلكة به ، فلك الحمد عدد الحصى والثّرى ، ولك الحمد ملاء الاٰخرة والدُّنيا ، ولك الحمد حسب ما تستحقّ وترضى .
اللّهمَّ
يا سيّدي أنت الّذي مننت عليَّ بتحميدك وتمجيدك والثناء عليك والشّكر لك ، وكلُّ هذا يا مولاي مع سائر أنعامك ومننك وأياديك الّتي لا اُحصيها ، ولا اُطيق تعدادها ، أوَّل ذلك يا سيّدي وأشرفه وأفضله وأعظمه وأكثره وأجلّه الامتنان عليَّ بمعرفة ربوبيّتك ، وقدرتك وعظمتك ، ومعرفة رسولك ، و الإقرار به صلىاللهعليهوآله ، ومعرفة أوليائك ، وحججك
وأصفيائك ، والايتمام بهم ، والتّصديق
لهم
، والتسليم لقولهم ، والايمان بكتبك ورسلك ، ثمَّ عافيتك وسعة رزقك وفضلك وجميع صنيعك الحسن الجميل .
فلك
الحمد يا إلهي ومولاي ، ولك التسبيح والتقديس والتّهليل ، والشّكر والمنّة كما ينبغي لكرم وجهك وعزّ جلالك وعظمتك ، وكما أنت أهله يا حيُّ يا قيُّوم ، ولك الحمد بكلّ نعمة أنعمتها عليَّ وعلى أحد من خلقك ، كان أو يكون إلى يوم القيامة .
الله
أكبر ، والحمد لله ، وسبحان الله ، ولا إله إلّا الله ، عدد ما خلقت وسمّيت وقدّرت وكتبت ، أو أنت فاعله في الدُّنيا والاٰخرة .
يا
سامع كلّ صوت ، ويا جامع كلّ فوت ، يا بارىء النُّفوس بعد الموت ، يا من لا يشغله شأن عن شأن ، ويا من لا تشابه عليه الأصوات ، ولا تغشاه الظلمات ، يا
من لا ينسى شيئاً لشىء يا من لا يدعى من لدن عرشه إلى قرار سماواته وأرضه إله غيره ، صلّ
على محمّد وآله عبدك ورسولك وحبيبك وخليلك ونبيّك ونجيّك وأمينك وصفوتك وخاصيّتك وخالصتك وخيرتك من خلقك ، الّذي هديتنا به من الضلالة والعمى وبصّرتنا به من الغشى ، وعلّمتنا به من الجهالة ، وأقمتنا به على المجحّة العظمى وسبيل التّقوى ، وأخرجتنا به من الغمرات ، وأنقذتنا به من شفا جرف الهلكات أمينك على وحيك ، وموضع سرّك ، ورسولك إلى خلقك ، وحجّتك على عبادك ومبلّغ أمرك ، ومؤدّي عهدك ، جعلته رحمة للعالمين ، ونوراً يستضىء به المؤمنون بشيراً بالجزيل من ثوابك ، وينذر بالأليم من عقابك ، انتجبته لرسالاتك واستخلصته لدينك ، واسترعيته عبادك ، وائتمنته على وحيك ، وجعلته الشاهد لك والدليل عليك ، والدّاعي إليك ، والحجّة على بريّتك ، والسّبب فيما بينك وبين عبادك ، والشاهد لهم ، والمهيمن عليهم وعلى أهل بيته الّذين أذهبت عنهم الرجس
وطهّرتهم تطهيراً .
اُولئك
الطيّبون المباركون ، الطاهرون المطهّرون ، الهُداة المهتدون ، غير الضّالين ولا المُضلّين ، اُمناؤك في أرضك وعمدك في خلقك ، الّذين استنقذت بهم من
الهلكة
، ونوّرت بهم من الظلمة ، شجرة النّبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومعدن العلم ، ارتضيتهم أنصاراً لدينك ، وشُهداء على خلقك ، وقوّامين بأمرك ، واُمناء حفظةً لسرِّك ، وموضع رحمتك ، ومستودع حكمتك ، وتراجمة وحيك ، وأعلاما لعبادك ، ومناراً في بلادك .
صلِّ
عليهم اللّهمَّ أشرف وأفضل وأكثر وأعظم وأحسن وأجمل وأنفع وأكمل وأزكى وأطهر وأبهى وأطيب وأرضى ما صلّيت على أحد من أنبيائك ورُسلك وأصفيائك وأوليائك ، وأهل المنزلة لديك ، والكرامة عليك ، وصلِّ اللّهمَّ عليهم بالصلاة الّتي
تحبُّ أن تُصلّي بها عليهم أنت وملائكتك ورُسلك وخَلقك وكما محمّد وآله أهلهُ منك .
اللّهمَّ
اجعل يا سيّدي محمّداً وآل محمّد سببي إليك ، وطريقي إلى طاعتك ، والباب الّذي آتيك منهُ ، والدرجة الّتي أرتفع منها ، والوجه الّذي أتوجّهُ إليك به ، و اللّسان الّذي أنطق به ، والمفزع والرُّكن والذُخر والملجأ والمأوى من ذُنوبي أقررت لهم بذلك ، وبما أمرتني به على ألسنتهم ، وأشهدُ وأعلم أنَّ ذلك من عندك فبرضاء محمّد وآله أرجو رضاك ، وبسخطهم أخافُ عقابك ، واجعلني يا مولاي ممّن تخلّص معهم يوم القيامة ـ يوم الدّوائر ـ من عظم البلاء ، وهتك السّتائر ، ونجّني من هول الشدائد .
اللّهمَّ
وأنت يا سيّدي الملك الحقُّ الّذي لا جور في حكمك ، ولا حيف في عدلك ، ولا تسئل عمّا تفعل ، خلقت الخلق على ما سبق في علمك من مَشيّتك لتصييرك إيّاهم إلى مصايرهم ، وإنزالهم منازلهم ، من ثوابك وعقابك ، وقد خصصتني يا إلهي بالرحمة الّتي أرجو أن يكون قد سبقت لي بها السعادة بما ألهمتني من الايمان بك وبرسولك ، وبأهل بيت رسولك ، صلواتك عليهم ، والتصديق بما جاء من عندك ، فانّهُ ليس في معرفتي به شكّ ولا فيما مننت به عليَّ من علمي جهل ، ولا في بصيرتي به وهن ولا ضعف ، ملأت منه سمعي وبصري ، وأشربت حبّه قلبي و أولجته جميع جوارحي ، فلا أعرف غيره ، ولا ألتمس سواه رضىً به ، واقتصاراً عليه
من
كلِّ أمرٍ سواه .
ثمَّ
مننت عليَّ بالذكر الحكيم كتابك ، فاستودعته صدري ، وأنطقت به لساني وجعلته قرَّة عين لي ، ثمَّ دللتني على معرفة ربوبيّتك ، وعظمتك ، واقتدارك في ملكك وسلطانك ، وكرمك في فعالك ، ومنحتني من ذلك كثيراً ، فأسئلك اللّهمَّ يا مانح النعم قبل أن نستحقَّ ، ويا مبتدئاً بالرَّحمة قبل أن نسئل ، لمّا جعلت ما أكرمتني به من ذلك ، ومننت عليَّ مستتمّاً منك موصولاً وحتماً على نفسك واجباً وأن لا يشوب إخلاصي وصدق نيّتي وصحّة الضّمير منّي شكٌّ ولا وهنٌ ، ولا تقصير ولا تفريط ، حتّى تميتني على الاخلاص به ، وتبعثني على استيجاب رضاك ، ولما جعلته نوراً وحجّة وحجاباً ، ولما لم تجعله وبالاً عليّ بتقصير كان منّي وضعفاً من شكري ، فأكون ومن عصاك وخالف أمرك وجحدك بمنزلة سواء في غضبك .
اللّهمَّ
وأنا يا سيّدي ومولاي المذنب عبدك ، المسيء المعترف بخطاياي ، المقرُّ بذنوبي ، أقبلت إليك تائبا من جميع ما ارتكبت ، وأنخت بفنائك نادما على ما أذنبت ، وأتيتك مقرّاً بجميع ما أجنتْ جوارحي ، مستغفراً لك منها ، مستعصماً بك من العود في مثلها ، راجياً لرحمتك ، ساكناً إلى حسن عبادتك ، معوِّلاً على جودك وكرمك ، واثقاً لحسن الظنِّ بك ، وبرحمتك الّتي وسعت كلَّ شيء ، لاجياً مستغيثاً ، مستعيناً بك على طاعتك ، منقطعاً رجاي إلّا منك ، بريئاً إليك من الحول
والقوَّة والقدرة ، مقرّاً بأنَّ ما بي من نعمة فمنك ، خاضعاً لك ذليلاً بين يديك .
لا
أعرف من نفسي إلّا كلَّ الّذي يسوؤني ولا أعرف منك إلّا كلَّ الذي يسرّني ، لأنّك أحسنت إليَّ وأجملت ، وأنعمت فأسبغت ، ورزقت فوفَّرت ، و أعطيت فأجزلت ، بلا استحقاق لذلك بعمل منّي ، ولا لشيء ممّا أنعمت به عليّ بل تفضّلاً منك وكرماً ، فأنفقت نعمك في معاصيك ، وتقوَّيت برزقك على سخطك وأفنيت عمري فيما لا تحبُّ ، فلم يمنعك ذلك منّي أن سترت عليَّ قبايح عملى ، و أظهرت منّي الحسن الجميل الّذي أنت أهله لا ما أنا أهله ، وسوَّغتني ما في يديَّ
من
نعمك ، ولم يمنعني ذلك من فعلك أن ازددت في معاصيك تمادياً ، ولم يمنعك تماديَّ في معاصيك عن إدامة سترك ، ومدافعتك عنّي البلاء ، وإحسانك وإجمالك وإنعامك وإفضالك مرَّة من بعد مرَّة ، ومراراً لا تحصى كثيرةً ، وفي كلِّ طرفة ولحظة ونومة ويقظة أنا متقلّب في معاصيك ، وسترك دائم عليّ ، ونعمك شاملة لي سابغة لديَّ في جميع حالاتي .
فأنت
يا سيّدي العوّاد بالنّعم ، وأنا العوّاد بالمعاصي ، وأنت يا سيّدي خير الموالي ، وأنا شرُّ العبيد ، أدعوك فتجيبني ، وأسئلك فتعطيني ، وأستزيدك فتزيدني ، وأسكت عنك فتبتدئني ، فلست أجد شافعاً أوكد ولا أعظم ولا أكرم ولا أجود منك .
آملك
اللّهمَّ بطلبتي ، وأتوجّه إليك سيّدي بمسئلتي ، واُحضرك يا مولاي رغبتي ، وأبثّك إلهي ما أنت أعلم به من شأني ، وبك ربِّ استغاثتي ، وإليك لهفي واستكانتي ، وأنت ثقتي ورجائي ، وبدعائك تحرُّمي ، وبجرمتك توسُّلي ، وبمحمّد وآله تقرُّبي ، من غير ما استيجاب منّي ، ولا استحقاق لاجابتك ببسط يد إلى طاعتك أو قبض قدم من معصيتك ، أو اتّعاظ بزجرك ، أو إحجام عن نهيك إلّا لجأي إلى توحيدك وتوجّهي إليك بمحمّد وأهل بيته وتمسّكي بهم ، ومعرفتك بمعرفتي ألّا ربَّ لي سواك ولا غوث إلّا عندك ، وركوني إلى أمرك في كتابك ، ورجائي لما سبق
فيه من لطيف عدتك وكريم عفوك ، إذ تقول يا سيّدي لمسرفي عبادك « يَا
عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ
اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وتقول إفهاماً وعدة وتكريراً « وَمَن يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ » و تعرِّفهم جودك ، وسعة فضلك حين تقول « وَاسْأَلُوا اللَّهَ
مِن فَضْلِهِ
» وتخبرهم بكرمك وفيض عطائك بقولك « وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا » وتأمرهم بدعائك ، وتعدهم
إجابتك فتقول ؛ « ادْعُونِي
أَسْتَجِبْ لَكُمْ
» وتخبرهم بقربك من دعاء داعيك وإجابتك إيّاه فقلت « وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ » ودللتهُم على حسن
مناجاتك ،
وما به يدعونك ، فقلت « ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ » .
وأسئلك
اللّهمَّ يا الله يا رحمن يا رحيم ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الأسماء الحسنى ، والأمثال العليا ، والاٰلاء والكبرياء ، ناجيتك مسرفاً على
نفسي ، مفتقراً محتاجاً إلى فضلك ، فقيراً إلى سعتك ، واثقاً بمغفرتك وعفوك ، راجياً
لرحمتك ، وأسئلك اللّهمَّ بكلِّ دعوة استجبت بها لأحد من أنبيائك ورسلك ، و أصفيائك وأهل الزلفة عندك ، وبما في كتابك المنزل على نبيّك محمّد صلىاللهعليهوآله من فاتحته إلى خاتمته ، ففيه اسمك الأعظم ، وكلماتك التامّة ، وما يخاف ويرجى .
وأسئلك
يا سيّدي بما آليت به على نفسك ، ودعوت إليه من رحمتك و استجابتك ، ووعدت من قربك ، وندبت إليه من عفوك ، وأمرت به من دعائك وقبلت من توبه من تاب إليك أسئلك اللهمَّ بكلِّ دعوة توسّل بها إليك راج بلّغته أمله ، وصارخ أغثت صرخته ، وملهوف رحمت لهفته ، ومكروب روَّحت عن قلبه ووجل مرتاع آمنت روعته ، ومحتاج سددت بفضلك خلّته ، وفقير نفيت بغناك وسعتك فقرة ، ومبتلى أهديت عافيتك إليه ، ومعافى أتممت نعمتك عليه ، ومذنب خاطيء غفرت ذنبه وزلّته ، وأقلت عثرته ، ومفتون عصمته ، ومحبوس مأسور أطلقت أسره ، ومرهق مطلوب حفظته ، وأجرته ووقيته ، وداعي مبتهل استجبت دعوته ، و مستغيث مكروب أعنته ، وفرَّجت عنه ، ومضطهد مقهور نصرته ، ومكتنف مغلوب غلبت له ، ومستهان ذليل أعززته ، وغريب نازح أدنيته ، وخائف مترقّب أغثته وآمنت روعته وخوفه ، وصريع ضعيف رفعت صرعته وقوَّيته .
أسئلك
أن تصلّي على محمّد وآله ، وأن تغفر لي الذنوب الّتي تغيّر النعم ، و تغفر لي الذنوب الّتي تحدث النقم ، وتغفر لي الذنوب الّتي تحبس القِسم ، وتغفر لي الذنوب الّتي تهتك العصم ، وتغفر لي الذنوب الّتي تمنع العطاء ، وتغفر لي الذنوب الّتي تنزل البلاء ، وتغفر لي الذنوب الّتي تحجب الدّعاء ، وتغفر لي الذنوب الّتي تعجّل الفناء ، وتغفر لي الّتي تقطع الرَّجاء ، وتغفر لي الذنوب الّتي تورث
الشّقاء
، وتغفر لي الذنوب الّتي تظلم الهواء ، وتغفر لي الذنوب الّتي تكشف الغطاء وتغفر لي الذنوب التي تحبس قطر السّماء .
يا
ملجأ كلِّ لاج ، ورجاء كلِّ راج ، عافني من شرِّ ما يجرى به القدر وآمن خوفي ، وقرّبني منك ، ووفّقني لدعائك ، وافعل مثل ذلك بوالديَّ وأهلي وولدي وإخواني في ديني وإخوتي وأخواتي المؤمنين ، وأهل ولايتي ، وافتح مسامع قلبي لذكرك ، وارزقني خير الدُّنيا والاٰخرة .
يا
خير من خلوت به في وحدتي ، ويا خير من ناجيته في سريرتي ، ويا خير من شخصت إليه ببصري ، ويا خير من أشرت إليه بكفّي ، ويا خير من مددت إليه يدي ، يا خير من أبي واُمّي ومن النّاس كلّهم أجمعين يا سيّدي ورجائي قد مدَّ الخاطيء المذنب إليك يده بحسن ظنّه بك ، قد جلس المسرف على نفسه بين يديك مقرّاً لك بسوء عمله قد رفع الظالم لنفسه الكفَّين إليك ، وقد جثا العوَّاد
بالمعاصي بين يديك ، خوفاً من يوم تجثو الخلائق بين يديك ، فزعاً مشفقاً حذراً من أن تجازيه
بعمله ، أو تبعث شاهداً عليه من نفسه ، قد قلب المشفق يديه المبتلى بجنايته المستخفي
من عبادك وإمائك بجرمه ، المبارز لك بعظيم ذنوبه ، قد رفع المجترح السيّئات رأسه قد أشار إليك العاصي وتضرَّع باصبعه ، قد مدَّ إليك طرفه ، وفاضت عبرته ، قد نطق لسانه مستغفراً نادماً تائباً ممّا أحصيت عليه .
يا
سيّدي أعوذ بك وبك ألوذ ، فصلِّ على محمّد وآله ، واغفر لي ذنوبي يا ربِّ واغفر لي ما نظرت إليه عيناي ، وما مشت إليه قدمي ، وأصغى إليه سمعي ، وباشره جلدي .
اللّهمَّ
إنّي أستغفرك ممّا أردت به وجهك فخالطه ما ليس لك ، وأستغفرك ممّا نهيتني عنه فأتيته اتّباع مرضاة عبدٍ من عبيدك أو أمة من إمائك ، وتعرَّضت فيه لسخطك ، وأستغفرك ممّا أعطيتك من نفسي ، ثمَّ لم أف به لك ، وأستغفرك ممّا اطّلعت عليه منّي من القبيح الّذي بارزتك به وخفي على خلقك ، وأستغفرك اللّهمَّ ممّا اطّلعت عليه منّي من سوء السّريرة ، وخبث الطويّة في التقصير في
عبادتك
، وتسبيحك وتقديسك ، وأستغفرك اللّهمَّ من مظالم كثيرة بيني و بين عبادك .
اللّهمَّ
فأيّما عبدٍ من عبيدك أو أمة من إمائك كانت له عندي وقِبَلي مظلمة أو تبعة ظلمته بها بعمدٍ منّي أو خطاء أخطأته حتّى وصل ذلك إليه في ماله أو بدنه أو عرضه ، لم أخرج إليه من مظلمته ولا من تبعته ، مات أو غاب أو حضر ، وتركت تحليل ذلك منه ولم اُرضه من حقّه فصلِّ على محمّد وآله وأرضه عنّى ممّا عندك فانَّ عندك يا سيّدي ما ترضيه ، وليس عندي ما اُرضيه به ، فهب لي يا سيّدي حقّك وأرض عنّي خلقك .
ربِّ
أسرفت على نفسي ، وفرَّطت في جنبك ، وخلت أيّامي بتقصيري في حقّك ، وليس عندي ما أدراُ به عن نفسي حجّتك ولا عندي ما أتلافي به ما فرط منّي إلّا الرّجاء لعفوك ، الّذي أكَّدته في كتابك ، حيث تقول « يَا
عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ » فصلّ على محمّد
وآل محمّد ، واجعل لي فيما بقي من عمري سيّداً من عملي أنال به رضاك ، وأستحقّ به صفحك .
يا
أهل التقوى وأهل المغفرة ، ويا أهل العفو والصفح ، إنَّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى اُولئك عنها مبعدون ، تطوُّلاً منك عليهم لا بعملهم ، وفّقتهم
لطاعتك وجنّبتهم معصيتك ، وسهّلت لهم سبيل ما يزلفهم عندك ، فان أكن لست منهم فأدخلني بتطوُّلك فيهم ، فانّك واجد من تشقيه ، ولا أجد من يسعدني . يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة ، ويا أهل العفو والصفح ، لم أعصك استخفافاً بنهيك ، ولكن ثقتي بعفوك ، ولم اُطعك إلّا خوفاً منك ، ولم يذهب بي عنك إلّا رجاء نيلك ، ولو كنت تعجل ولا تمهل إذاً ما ندَّ عنك نادٌّ ، ولا كثر نزع ذي عناد ، يا نعم المولى
والموئل والملجأ والمعقل ، لا وَزَر منك إلّا بطاعتك ، ولا سبيل إليك إلّا بترك معصيتك ، فصلّ
على محمّد وآله وألهمني طاعتك ، واعصمني عن معصيتك ، فانّك إن تخذلني أحف عن الرُّشد وإن ترشدني لم يحفني أحد .
يا
نعم المولى ومن له الأسماء الحسنى ، ليس وراك مذهب ، ولا عنك مرغب
أعطني
ما سألت وما لم أسئلك ، ولا يمنعني ما أبتهل إليك فيه ، وأولني ما لا أعقله ولا يحجب عنّي ما اُسرُّه فيه إليك ، تقادمت سنّي ، ووهن عظمي ، وذلَّ منّي ما كان
مستحصداً ، وعدمت ما كان عندي موجوداً من يناعة القناة ، وشرخ الحداثة وحسنها ، فبوِّئني رشدك بعد غوايتي ، وجنّبني معصيتك فيما بقى من عمري ، وارض من عملي بيسيره ، ومن اجتهادي بقليله ، وكثّر الّذي لولا كرمك لقلَّ ، وتغمّد الّذي لولا عفوك لحلَّ ، وترقَّ بالّتي من ترقاها سعد ، فانّي أعشى عنها إن لم تكن
دليلي إليها ، ومخبري عليها .
وأوزعني
الخلوة ، واشغلني بالعبادة واستقبل بي ما استدبرت من أيّام مهلتي فان كان الباقي من عمري قليلاً فانَّ اليوم من أيّام طاعتك ينتفع به للحول من
أحوال معصيتك ، وكفّر حَوبي بما أستعجم عن مسئلتك إيّاه وأغنى عن معرفته ، وهو لا يكون منك إلّا تطوّلاً ، وأنت لا تكدِّره إذا تطوّلت به .
يا
نعم من فزع إليه وتوكّل عليه أعوذ بك من همزات الشياطين ولمزاتهم الّتي تضلُّ بعد الهدى ، وتبدّل بعد النُّهى ، وتحجب عن سبيل الرشد والتّقوى آمين ربَّ العالمين .
اللّهمَّ
إنّك استغنيت عنّي وافتقرت إليك ، فأنا البائس الفقير المسكين المستكين إليك ، المحتاج إلى رحمتك ، وأنت الغني عنّي ، وعن عذابي وعقابي وقد تعرَّضت لرحمتك ورضاك ، وطمعت فيما عندك ، وأحسنت يا إلهي ومولاي الظّنّ بك ، فلا تخيّب يا سيّدي طمعي ، ولا تحقّق حذري ، فقد لذت بجودك وكرمك ومغفرتك ، فلا تردَّني خائباً خاسراً ، واستجب دعائي ، وأعطني مناي ، واجعل جميع أهواي لي سخطاً إلّا ما رضيت ، وجميع طاعتك لي رضاً وإن خالف ما هويت ، على ما أحببت وكرهت ، حتّى أكون لك في جميع ما أمرتني به تابعاً ، ولك سامعاً مطيعاً وعن كلِّ ما نهيتني عنه منتهياً ، وبكلِّ ما قضيت عليَّ راضياً وعلى كلِّ نعمة لك شاكراً ، ولك في جميع حالاتي ذاكراً .
واحفظني
يا سيّدي من حيث أحتفظ ومن حيث لا أحتفظ ، واحرسني من
حيث
أحترس ومن حيث لا أحترس وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب وارزقني من حيث أرجو ومن حيث لا أرجو ، واسترني وولدي ووالدىّ وإخواني من المؤمنين والمؤمنات ، في دنياي وآخرتي بالغنى والعافية ، والشكر عليها حتّى ترضى وبعد الرضى ، ولا تجعل بي ناقة إلى أحد من خلقك ، فانّك يا سيّدي ثقتي ورجائي ومعتمدي ومولاي ، وهذا مقام من اعترف لك بالتقصير في أداء حقّك ، وشهد لك على نفسه بسبوغ نعمتك ، فهب لي يا سيّدي من فضلك ما أتّكل به على رحمتك ، وأتّخذه سلّماً أعرج فيه إلى مرضاتك ، وآمن به من عقابك إنّك تحكم ما تشآء وتفعل ما تريد .
اللّهمَّ
إنّي مستبطيء لنفسى ، مستقلّ لعملي ، معترف بذنبي ، مقرٌّ بخطائي أهلكني عملي ، وأرداني هواي ، وحرمتني شهواتي ، فأسئلك يا سيّدي سؤال من آمن بك ووحّدك ، وأيقن بقدرتك ، وصدَّق رسلك ، وخاف عذابك ، وطمع في رحمتك سؤال من نفسه لاهية لطول أمله ، وبدنه غافل بسكون عروقه ، وذكره قليل لما هو صائر إليه ، سؤال من قد غلب عليه الأمل ، وفتنه الهوى ، واستمكنت منه الدنيا ، وأظلّه الأجل ، سؤال من استكثر ذنوبه ، واعترف بخطيئته ، سؤال من لا ربَّ له غيرك ، ولا وليَّ له دونك ، ولا منقذ له منك ، ولا ملجأ له منك إلّا
إليك ولا مولى له سواك .
أسألك
اللهمَّ أن تأخذ بقلبي وناصيتي وما أقلّت الأرض منّي إلى محبّتك ولا تجعل لشيءِ من ذلك مذهباً عنك ، ولا منتهى دونك ، وأسئلك يا ربِّ أن تصلّي على محمّد وعلى آله ، وأن ترزقني هيبة لك ، وخشية منك ، تشغلني بهما عن كلِّ شيء غيرك ، خشية أنال بها جنّتك وكرامتك وجودك ، خشية تجهد بها نفسي وتشغل بها قلبي ، وتبلي جسمي وتصفرّ بها لوني ، وتطيل بها في رضاك ليلي ، وتقرُّ بها
بعد عيني .
اللّهمَّ
أغنني عن كلِّ شيء بعبادتك ، وسلِّ نفسي عن كلِّ شيء من الدُّنيا بمخافتك ، وآتني الخير من كرامتك برحمتك ، فاليك أفرُّ ، ومنك إليك أهرب
وبك
أستغيث ، وبك اُومن ، وعليك أتوكّل ، وعلى رحمتك وجودك أتّكل ، وأنتظر يا سيّدي عفوك كما ينتظر المذنبون ، ولست بآئس من رحمتك الّتي يتوقّعها المحسنون .
إلهي
وسيّدي ومولاي ورجائي ومنتهى ، رغبتي ومعتمدي ، دعوتك بالدعاء الّذي علّمتنيه ، فلا تحرمني من جزائك الّذي عرَّفتنيه ، فمن النعمة يا سيّدي أن هديتني لحسن دعائك ، ومن تمامها يا مولاي أن توجب لي محمود جزائك ، يا خير من دعاه داع ، وأفضل من رجاه راج ، بذمّة الاسلام أتوسّل إليك ، وبقدر القرآن أعتمد عليك ، وبمحمّد وآله أتقرَّب إليك ، فاعرف لي يا سيّدي ذمّتي الّتي رجوت بها قضاء حاجتي .
إلهي
أدعوك دعاء ملحّ لا يملُّ دعاء مولاه ، وأضرع إليك ضراعة من أقرَّ على نفسه بالحجّة في دعواه ، فصلِّ على محمّد وآله وهب لي ذنبي بالاعتراف ولا تسوّد
وجه طلبتي عند الانصراف .
إلهي
سعتْ نفسي إليك لنفسي تستوهبها ، وانفتحت أفواه آمالها نحو نظرة منك لا تستوجبها ، فهب لها يا سيّدي ما سألتْ ، فانَّ أملها منك البذل لما طلبتْ .
إلهي
إن كنت لا ترحم إلّا أهل طاعتك ، فإلى من يفزع المذنبون ، وإن كنت لا تكرم إلّا أهل وفائك فبمن يستغيث المسيؤون ، إلهي قد أصبت من الذنوب ما تعرفه يا علّام الغيوب ، فوفّقني لطاعتك ، ونجّني من معصيتك ، واجعلني إمّا
عبداً مطيعاً فأكرمتني ، وإمّا عاصياً فرحمتني .
اللهمَّ
إن عرَّضتني لعقابك فقد أدناني رجائي لحسن ثوابك ، فان عفوت يا سيّدي فبفضلك ، وإن عذَّبت فبعدلك ، يا من لا يرجى إلّا فضله ، ولا يخاف إلّا عدله ، امنن علينا بفضلك ، ولا تستقص علينا في عدلك ، إلهي أثنيتُ عليك بما أنت أهله ، ممّا بمعوتك نلتُ الثناء به عليك ، وأقررت على نفسي بما أنا أهله و المستوجب له في قدر فساد نيّتي وضعف يقيني ، إلهي نعم الاله أنت ، وبئس المألوه
أنا
، ونعم الربُّ أنت وبئس المربوب أنا ، ونعم المولى أنت وبئس المملوك أنا قد أذنبت فعفوت عن ذنوبي ، واجترمت فصفحت عن جرمي ، وأخطأت فلم تؤاخذني وتعمّدت فتجاوزت عنّي وعثرت فأقلتني ، وأسأت فتأنّيتني ، فأنا الظالم الخاطىء
المسيىء المعترف بذنبي المقرُّ بخطيئتي يا غفّار الذنوب .
أستغفرك
اليوم لذنبي ، وأستقيلك عثرتي لما كنت فيه من الزَّهو والاستطالة فرضيت بما إليه صيّرتني ، وإن كان الضرُّ قد مسّني والفقرُ قد أذلّني والبلاء قد جائني ، وإنَّ ذلك من سخط منك عليَّ فأعوذ برضاك من سخطك يا سيّدي وإن كنت أردت أن تبلوني فقد عرفت ضعفي ، وقلّة حيلتي ، إذ قلت « إِنَّ
الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا » وقلت « فَأَمَّا
الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي
أَكْرَمَنِ ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ » وقلت « إِنَّ الْإِنسَانَ
لَيَطْغَىٰ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ » وقلت « وَإِذَا
مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا
فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ » [ وقلت ] « وَإِذَا
مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ » وقلت « وَيَدْعُ
الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا » .
صدقت
وبررت يا سيّدي ، فهذه صفاتي الّتي أعرفها من نفسي ، فقد مضى تقديرك فيَّ يا مولاي ، ووعدتني من نفسك وعداً حسناً أن أدعوك فتستجيب لي وأنا أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني ، وواردد عليَّ نعمتك ، وانقلني ممّا أنا فيه إلى ما هو أفضل منه حتّى أبلغ فيما أنا فيه رضاك ، وأنال به ما عندك ، ممّا
أعددته لأوليائك ، إنّك سميع عليم .
٤٤ ـ ومن ذلك : دعاء عظيم الشأن وجدته مرويّاً عن
مولانا الصّادق صلوات الله عليه بسم الله الرحمن الرَّحيم قال أبو عبد الله عليهالسلام : لا تطّلعوا هذا الدعاء والتسبيح إلّا من اجتمعت فيه خمسة خصال : الهدى ، والتقي ، والورع ، والصيانة ، والزهد ولا تعلّموها سفهاءكم إنّه من قال في عمره هذا الدعاء مرَّة واحدة ، كان له ثواب
من
خلق الله من الملائكة ، وبني آدم والجنّ والانس ، وسكّان البحار والجنّة والنار ، والعرش والكرسيّ وما فيهنَّ ، والأرض وما فيها وما عليها ، وكان في أمان الله عزَّ وجلَّ إلى أن يلقاه الله ، فان زاد على مرَّة فقد انقطع علم أهل السّماوات
والأرض من الجنّ والانس على وصف ثواب ذلك ، فان قالها كلَّ جمعة مرَّة كتب عند الله من الاٰمنين الّذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، فان قال ذلك في كلِّ
يوم مرَّة مشى على الأرض مغفوراً له ، وهو هذا :
بسم
الله الرَّحمن الرَّحيم لا إله إلّا الله ، ثمَّ لا إله إلّا الله بما هلّل الله
به نفسه ، ولا إله إلّا الله بما هلّله به خلقه ، ولا إله إلّا الله والله أكبر بما
كبّره به خلقه ، وسبحان الله بما سبّحه به خلقه ، والحمد لله بما حمده به عرشه ومن تحته ولا إله إلّا الله بما هلّله به عرشه ومن تحته والله أكبر بما كبّره به عرشه ومن
تحته وسبحان الله بما سبّحه به عرشه ومن تحته .
والحمد
لله بما حمده سماواته وأرضه ومن فيهنّ ، والله أكبر بما كبّره به سماواته وأرضه ومن فيهنّ ، وسبحان الله بما سبّحه به ملائكته [ والله أكبر بما كبّره به ملائكته ] .
والحمد
لله بما حمده به عرشه ، والله أكبر بما كبّره به كرسيّه وأحاط به علمه ، والحمد لله بما حمده به بحاره وما فيهنَّ ولا إله إلّا الله بما هلّله
به بحاره وما فيها ، والله أكبر بما كبّره به بحاره وما فيها .
والحمد
لله بما حمده به الاٰخرة والدنيا وما فيها ، ولا إله إلّا الله بما هلّله به
الاخرة والدنيا وما فيها ، والله أكبر بما كبّره به الاٰخرة والدنيا وما فيها
، وسبحان الله بما سبّحه به أهل الاٰخرة والدنيا وما فيها .
والحمد
لله مبلغ رضاه وزنة عرشه ومنتهى رضاه وما لا يعدله ، والحمد لله قبل كلِّ شيء ، ومع كلِّ شيء ، وعدد كلِّ شيء ، وسبحان الله قبل كلِّ شيءِ ، ومع كلِّ شيء ،
و عدد كلِّ شيء ، والحمد لله عدد آياته وأسمائه وملاء جنّته وناره ، لا إله إلّا
الله عدد آياته وأسمائه وملاء جنّته وناره [ والله أكبر عدد آياته وأسمائه وملاء جنّته
وناره ] .
والحمد
لله جملة لا تحصى بعدد ولا بقوَّة ولا بحساب ، وسبحان الله والله أكبر جملة لا تحصى بعدد ولا بقوَّة ولا بحساب ، والحمد لله عدد النجوم والمياه والأشجار والشعر ، ولا إله إلّا الله عدد النجوم والمياه والشعر ، والحمد لله عدد الحصى والنوى والتراب والجنّ والانس ، والله أكبر عدد الحصى والنوى والتراب والجنّ والإنس ، سبحان الله عدد الحصى والنوى والتراب والجنّ والانس .
والحمد
لله حمداً لا يكون بعده في علمه حمد ، ولا إله إلّا الله تهليلاً لا يكون بعده في علمه ، تهليل ، والله أكبر تكبيراً لا يكون بعده في علمه تكبير ، وسبحان
الله تسبيحاً لا يكون بعده في علمه تسبيح .
والحمد
لله أبدا لأبد ، وبعد الأبد ، وقبل الأبد ، والله اكبر أبد الأبد ، وبعد الأبد ، وقبل الأبد ، سبحان الله أبد الأبد وبعد الأبد ، وقبل الأبد ، والحمد لله
عد هذا وأضعافه وأمثاله وذلك لله قيل ، [ والله أكبر عدد هذا وأضعافه وأمثاله وذلك لله قليل ] ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله عدد هذا كلّه ، وأستغفر الله الّذي لا
إله إلّا هو الحيّ القيّوم عدد هذا كلّه ، وأتوب إلى الله من كلِّ خطيئة ارتكبتها ومن كلِّ ذنب
عملته ، ولكلِّ فاحِشة سبقت منّي عدد هذا كلّه ومنتها علمه ورضاه .
يا
الله المعين الخالق العليم العزيز الجبّار المتكبّر ، سبحان الله عمّا يشركون يا الله الجميل الجليل ، يا الله الربُّ الكريم ، يا الله المبدىء المعيد ، يا
الله الواسع العليم يا الله الحنّان المنّان ، يا الله العليم القديم ، يا الله العظيم الكريم ، يا
الله اللطيف الخبير يا الله العظيم الجليل ، يا الله القويُّ الأمين ، يا الله الغنيّ الحميد ، يا
الله القريب المجيب ، يا الله العزيز الحكيم ، يا الله الحليم الكريم ، يا الله الرؤف الرحيم ،
يا الله الغفور الشكور ، يا الله الراصي باليسير ، يا الله السّاتر بالقبيح ، يا الله
المعطي الجزيل ، يا الله الغافر الذنب العظيم ، يا الله الفعّال لما يريد ، يا الله الجبّار
المتجبّر يا الله الكبير المتكبّر يا الله العظيم المتعظّم يا الله العلى المتعالى يا الله
الرفيع المنيع يا الله القائم الدائم ، يا الله القادر المقتدر ، يا الله القاهر ، يا الله
المعافي ، يا الله الواحد الماجد ، يا الله القابض الباسط ، يا الله الخالق الرازق ، يا الله الباعث
الوارث
يا
الله المنعم المفضل ، يا الله المحسن المجمل ، يا الله الطالب المدرك .
يا
الله المنتهى الرغبة من الرّاغبين ، يا الله جار المستجيرين ، يا الله يا أقرب المحسنين ، يا الله يا أرحم الراحمين ، يا الله [ غياث ]
المستغيثين ، يا الله معطى السائلين ، يا الله المنفّس عن المهمومين ، يا الله المفرِّج عن المكروبين ، يا
الله المفرّج الكرب العظيم ، يا الله النور منك النور ، يا الله الخير من عندك الخير ، يا
الله يا رحمن ، أسئلك بأسمائك البالغة المبلغة ، يا الله يا رحمن أسئلك بأسمائك
العزيزة الحكيمة ، يا الله يا رحمن ، أسئلك بأسمائك الرّضيّة الرفيعة الشريفة ، يا الله يا
رحمن ، أسئلك بأسمائك المخزونة المكنونة التامة الجزيلة ، يا الله يا رحمن أسألك بما هو رضى لك يا الله يا رحمن .
أسئلك
أن تصلّي على محمّد وآل محمّد قبل كلِّ شيء ، وعدد كلِّ شيء صلاة لا يقوى على إحصائها إلّا أنت ، وبعدد ما أحصاه كتابك ، وأحاط به علمك وأن تفعل بي ما أنت أهله لا ما أنا أهله ، وأسألك حوائجي للدُّنيا والاٰخرة
إنشاء الله وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم .
١٣٠
* ( باب ) *
*
« ( في ذكر بعض الادعية المستجابات ) » *
*
« ( والدعاء بعد ما استجاب الدعاء ) » *
*
« ( وما يناسب ذلك ) » *
أقول : أخبار هذا الباب وأدعيته كثيرة ، وبعضها مذكور في الأبواب
السابقة ولنذكر هنا طرفاً منها أيضاً .
١ ـ ق : دعاء مستجاب يروى أنّه لمولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر
الصادق صلوات الله عليه ، ما دعا به مغموم إلّا فرَّج الله عنه ، ولا مكروب إلّا نفّس
الله عنه كربه ، ووقي عذاب القبر ، ووسّع في رزقه ، وحشر يوم القيمة في زمرة الصدِّيقين
والشهداء
، وكان له من الثواب عند الله عزَّ وجلَّ عدد من يدعو الله سبحانه ، ولا يسئله شيئاً إلّا أعطاه ، وغفر له كلّ ذنب ، ولو كانت ذنوبه مثل رمل عالج به .
بسم
الله الرَّحمن الرَّحيم سبحانك اللّهمَّ وبحمدك اُثنى عليك وما عسى أن يبلغ من ثنائي عليك ومجدك ، مع قلّة عملي وقصر ثنائي ، وأنت الخالق وأنا المخلوق ، وأنت الرازق وأنا المرزوق ، وأنت الربُّ وأنا المربوب وأنا الضعيف إليك وأنت القويّ ، وأنا السائل وأنت الغنيُّ ، لا يزول ملكك ، ولا يبيد عزُّك ولا تموت وأنا خلق أموتُ ، وأزول وأفنى ، وأنت الصّمد الذي لا يطعم ، والفرد الواحد بغير شبيه ، والدائم بلا مدَّةٍ ، والباقي ، إلى غير غاية ، والمتوحّد
بالقدرة والغالب على الاُمور بلا زوال ولا فناء ، تعطى من تشاء كما تشاء .
المعبود
بالعبوديّة والمحمود بالنعم ، المرهوب بالنقم ، حيٌّ لا يموت صمد لا يطعم وقيّوم لا ينام ، وجبّار لا يظلم ، ومحتجب لا يرى ، سميع لا يشكُّ ، بصبر لا يرتاب
غنيٌّ لا يحتاج ، عالم لا يجهل ، خبير لا يذهل ، ابتدأت المجد بالعزّ ، وتعطّفت
الفخر بالكبرياء ، وتجلّلت البهاء بالمهابة ، والجمال والنُّور ، واستشعرت العظمة بالسُّلطان الشامخ ، والعزّ الباذخ ، والملك الظاهر ، والشّرف القاهر ، والكرم الفاخر ، والنُّور الساطع ، والاٰلاء المتظاهرة ، والأسماء الحسنى ، والنعم
السّابغة والمنن المتقدّمة ، والرحمة الواسعة .
كنت
إذا لم يكن شيء ، فكان عرشك على الماء إذ لا أرض مدحيّة ، ولا سماء مبنيّة ، ولا شمس يضيء ، ولا قمر يجري ، ولا نجم يسري ، ولا كوكب دريّ ، ولا سحابة منشاة ، ولا دنياً معلومة ، ولا آخرة مفهومة ، وتبقى وحدك وحدك كما كنت وحدك ، علمت ما كان قبل أن يكون ، وحفظت ما كان بعد أن يكون ، لا منتهى لنعمتك ، نفذ علمك فيما تريد وما تشاء من تبديل الأرض ، والسّماوات وما ذرأت فيهنَّ ، وخلقت وبرأت من شيء ، وأنت تقول له كن فيكون ، لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك .
أنت
الله الله الله العليُّ العظيم ، الحيُّ القيُّوم ، الله الله الله الحليم الكريم
،
الله
الله الله الفرد الصّمد ، الله الله الله بديع السّماوات والأرض عزُّك عزيز ، وجارك
منيع ، وأمرك غالب ، وأنت ملك قاهر عزيز فاخر ، لا إله إلّا أنت خلوت في الملكوت واستترت بالجبروت ، وحارت أبصار ملائكتك المقرَّبين ، وذهلت عقولهم في فكر عظمتك .
لا
إله إلّا أنت ترى من بُعد ارتفاعك وعلوّ مكانك ما تحت الثرى ، ومنتهى الأرضين السفلى ، من علم الاٰخرة والاُولى ، والظلمات والهوى ، وترى بثَّ الذَّرِّ
في الثرى ، وترى قوام النمل على الصّفا ، وتسمع خفقان الطّير في الهواء ، وتعلم تقلّب التيّار في الماء ، تعطي السّائل ، وتنصر المظلوم ، وتجيب المضطرَّ ، وتؤمن الخائف ، وتهدي السبيل ، وتجبر الكسير ، وتغنى الفقير ، قضاؤك فصل وحكمك عدل وأمرك حزم ووعدك صدق ، ومشيّتك عزيزة ، وقولك حقّ ، وكلامك نور وطاعتك نجاة .
ليس
لك في الخلق شريك ، ولو كان لك شريك لتشابه علينا ، ولذهب كلُّ إله بما خلق ، ولعلا علوّاً كبيراً ، جلَّ قدرك عن مجاورة الشركاء ، وتعاليت عن مخالطة الخلطاء ، وتقدَّست من ملامسة النساء فلا ولد لك ولا والد ، كذلك وصفت نفسك في كتابك المكنون المطهّر المنزل البرهان المضيىء الّذي أنزلت على محمّد صلىاللهعليهوآله نبيِّ الهدى نبيِّ
الرَّحمة القرشيّ الزّكي التقيّ النقيّ الأبطحيّ المضري الهاشمي صلّى الله عليه و على آله وسلم ورحم وكرَّم .
بسم
الله الرَّحمن الرَّحيم قل هو الله أحد ، الله الصّمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد فلا إله إلّا أنت ، ذلَّ كلُّ عزيز لعزَّتك وصغرت كلُّ عظمة لعظمتك ، لا يفزعك ليلٌ دامس ، ولا قلب هاجس ، ولا جبل باذخ ، ولا علوّ شامخ ، ولا سماء ذات أبراج ، ولا بحار ذات أمواج ، ولا حجب ذات أرتاج ، ولا أرض ذات فجاج ، ولا ليل داج ، ولا ظلم ذات إدعاج ، ولا سهل ولا جبل ولا برٌّ ولا بحر ولا شجر ، ولا مدر ، ولا يستتر منك شيء ، ولا يحول دونك ستر ، ولا يفوتك شيء .
السّرُّ
عندك علانية ، والغيب عندك شهادة ، تعلم وهم القلوب ورجم الغيوب ورجع الألسن ، وخائنة الأعين ، وما تخفى الصدور ، وأنت رجاؤنا عند كلِّ شدَّة ، وغياثنا عند كلِّ محل ، وسيّدنا في كلِّ كريهة ، وناصرنا عند كلِّ ظلم وقوَّتنا عند كلِّ ضعيف ، وبلاغنا في كلِّ عجز ، كم من كريهة وشدَّة ضعفت فيها القوَّة وقلّت فيها الحيلة أسلمنا فيها الرفيق ، وخذلنا فيها الشفيق أنزلتها
بك يا ربِّ ولم نرج غيرك ، ففرَّجتها وخفّفت ثقلها ، وكشفت غمرتها ، وكفيتنا إيّاها عمّن سواك .
فلك
الحمد ، أفلح سائلك ، وأنجح طالبك ، وعزَّ جارك ، وربح متاجرك وجلَّ ثناؤك ، وتقدَّست أسماؤك ، وعلا ملكك ، وغلب أمرك ، ولا إله غيرك .
أسئلك
يا ربَّ بأسمائك المتعاليات المكرَّمة المطهّرة المقدَّسة العزيزة ، وباسمك العظيم الّذي بعثت به موسى عليهالسلام حين قلت إنّي أنا
الله في الدهر الباقي وبعلمك الغيب ، وقدرتك على الخلق ، وباسمك الّذي هو مكتوب حول كرسيّك وبكلماتك التامّات ، يا أعزَّ مذكور ، وأقدمه في العزِّ ، وأدومه في الملك
والجبروت يا رحيماً بكلِّ مسترحم ، ويا رؤفاً بكلِّ مسكين ، ويا أقرب من دعي ، وأسرعه إجابة ، ويا مفرِّجاً عن كلِّ ملهوف ويا خير من طلب منه الخير وأسرعه عطاء ونجاحاً
وأحسنه عطفاً وتفضّلاً .
يا
من خافت الملائكة من نوره المتوقّد حول كرسيّه وعرشه صافّون مسبّحون طائفون خاضعون مذعنون ، يا من يشتكى إليه منه ، ويرغب منه إليه مخافة عذابه في سهر الليالي ، يا فعّال الخير ولا يزال الخير فعاله ، يا صالح خلقه يوم يبعث خلقه وعباده بالسّاهرة ، فاذا هم قيام ينظرون ، يا من إذا همَّ بشيء أمضاه يا من قوله فعاله ، يا من يفعل ما يشاء كيف يشاء ، ولا يفعل ما يشاء غيره .
يا
من خصَّ نفسه بالخلد والبقاء ، وكتب على جميع خلقه الموت والفناء يا من يصوِّر في الأرحام ما يشاء كيف يشاء ، يا من أحاط بكلِّ شيء علماً ، وأحصى كلَّ شيء عدداً ، لا شريك لك في الملك ، ولا وليَّ لك من الذُّلّ ، تعزّزت
بالجبروت
وتقدَّست
بالملكوت ، وأنت حيٌّ لا يموت ، وأنت عزيز ذو انتقام ، قيّوم لا تنام ، قاهر لا تغلب ولا ترام ، ذو الباس الّذي لا يستضام .
أنت
مالك الملك ، ومجري الفلك ، تعطي من سعة ، وتمنع بقدرة ، وتؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممَّن تشاء وتعزُّ من تشاء وتذلُّ من تشاء بيدك الخير إنّك على كلِّ شيء قدير تولج الليل في النّهار وتولج النّهار في اللّيل
وتخرج الحيَّ من الميّت وتخرج الميّت من الحيِّ وترزق من تشاء بغير حساب .
أسئلك
أن تصلّي على مولانا وسيّدنا ورسولك محمّد حبيبك الخالص ، وصفيّك المستخصّ الّذي استخصصته بالحياة والتفويض ، وائتمنته على وحيك ، ومكنون سرِّك ، وخفيّ علمك ، وفضّلته على من خلقت ، وقرَّبته إليك ، واخترته من بريّتك ، النّذير البشير السّراج المنير الّذي أيَّدته بسلطانك ، واستخلصته لنفسك وعلى أخيه ووصيّه وصهره ووارثه ، والخليفة لك من بعده في أرضك وخلقك أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب ، وعلى ابنته الكريمة الطّاهرة الفاضلة الزهراء الغرّاء فاطمة وعلى ولديهما الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة الفاضلين الراجحين الزكيّين التقيّين الشهيدين الخيّرين ، وعلى عليِّ بن الحسين زين العابدين وسيّدهم ذي الثفنات وعلى محمّد بن عليّ الباقر ، وجعفر بن محمّد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم ، وعليِّ بن موسى الرِّضا ، ومحمّد بن عليِّ الجواد ، وعليِّ
ابن محمّد ، والحسن بن عليِّ العسكريّين ، والمنتظر لأمرك ، القائم في أرضك بما يرضيك ، والحجّة على خلقك ، والخليفة لك على عبادك ، المهدي ابن المهديّين الرَّشيد بن المرشدين إلى صراط مستقيم ، صلاة تامّة عامّة دائمة نامية باقية شاملة
متواصلة وإن تغفر لنا وترحمنا وتفرِّج عنّا كربنا وهمّنا وغمّنا .
اللّهمَّ
إنّي أسألك ولا أسأل غيرك ، وأرغب إليك ولا أرغب إلى سواك ، أسئلك بجميع مسائلك ، وأحبّها إليك ، وأدعوك وأتضرّع إليك ، وأتوسَّل إليك بأحبِّ أسمائك إليك ، وأحظاها عندك وكلّها حظيٌّ عندك ، أن تصلّي على محمّد وآله وأن ترزقني الشّكر عند النعماء ، والصبر عند البلاء ، والنّصر على الأعداء
وأن
تعطيني خير السفر والحضر ، والقضاء والقدر ، وخير ما سبق في اُمِّ الكتاب وخير اللّيل والنّهار .
اللهمَّ
ارزقني حسن ذكر الذاكرين ، يا ربّ العالمين ، وارزقني خشوع الخاشعين ، وعمل الصّالحين ، وصبر الصّابرين ، وأجر المحسنين وسعادة المتّقين ، وقبول الفائزين ، وحسن عبادة العابدين ، وتوبة التائبين ، وإجابة المخلصين ، ويقين الصّدِّيقين ، وألبسني محبّتك ، وألهمني الخشية لك ، واتّباع أمرك وطاعتك ، ونجّني من سخطك ، واجعل لي إلى كلِّ خير سبيلاً ، ولا تجعل للشيطان عليَّ سبيلاً ، ولا للسلطان ، واكفني شرَّهما وسرَّ ذلك كلّه وعلانيته .
اللهمَّ
ارزقني الاستعداد عند الموت ، واكتساب الخير قبل الفوت ، حتّى تجعل ذلك عدَّة لي في آخرتي ، واُنساً لي في وحشتي ، يا وليَّ نعمتي ، اغفر لي خطيئتي ، وتجاوز عن زلّتي ، وأقلني عثرتي ، وفرِّج عنّي كربتي ، وأبرد باجابتك حرَّ غلّتي ، واقض لي حاجتي ، وسدَّ
بغناك فافتي ، وأعنّي في الدُّنيا والاٰخرة ، وأحسن معونتي ، وارحم في الدُّنيا غربتي ، وعند الموت ضرعتي وفي القبور وحشتي ، وبين أطباق الثّرى وحدتي ، ولقّني عند المساءلة حجّتي واستر عورتي ، ولا تؤاخذني على زلّتي ، وطيّب لي مضجعي ، وهنّئني معيشتي
يا
صاحبي الشفيق ، ويا سيّدي الرفيق ، ويا مونسي في كلِّ طريق ويا مخرجي من حلق المضيق ، ويا غياث المستغيثين ، ويا مفرِّج كرب المكروبين ويا حبيب التائبين ، ويا قرَّة عين العابدين ، يا ناصر أوليائه المتّقين ، يا مونس
أحبّائه المستوحشين ويا ملك يوم الدّين
، يا ربَّ العالمين ، ويا إله الأوَّلين والاٰخرين ، بك اعتصمت ، وبك وثقت ، وعليك توكّلت وإليك أنبت ، وبك انتصرت وبك احتجزت ، وإليك هربت فصلِّ على محمّد وآله ، وأعطني الخير فيمن أعطيت واهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت ، واكفني فيمن كفيت ، وقني شرَّ ما قضيت فانّك تقضي ولا يقضى عليك .
______________________
لا
مانع لما أعطيت ، ولا مضلّ لمن هديت ، ولا مذلَّ لمن واليت ، ولا ناصر لمن عاديت ، ولا ملجاء ولا ملتجاء منك إلّا إليك فوَّضت اُموري إليك ، ارزقني القسمة
من كلِّ برّ ، والسّلامة من كلِّ وزر ، يا سامع كلِّ صوت ، يا محيي كلِّ نفس بعد
الموت يا من لا يخاف الفوت صلّ على محمّد وآله واجلب لي الرزق جلباً فانّي لا أستطيع له
طلباً ولا تضرب بالطّلب وجهي ولا تحرمني رزقي ، ولا تحبس عنّي إجابتي ، ولا توقف مسئلتي ، ولا تطل حيرتي ، وشفّع ولايتي ووسيلتي ، بمحمّد نبيّك وصفيّك وخاصَّتك وخالصتك ورسولك النذير المنذر الطيّب الطاهر ، وأخيه أمير المؤمنين ، وقائد المؤمنين إلى جنّات النعيم ، وبفاطمة الكريمة الزّهراء [ الغرّاء ] الطاهرة والأئمّة
من ذريّتهم الطاهرين الأخيار صلّى الله عليهم أجمعين .
وارزقني
رزقاً واسعاً ، وأنت خير الرازقين ، فقد قدَّمت وسيلتي بهم إليك وتوجّهت بك إليك ، يا برُّ رؤف يا رحيم ، يا الله يا الله ، يا ذا المعارج يا ذا المعارج
فانّك ترزق من تشاء بغير حساب ، اللهمَّ صلِّ على محمّد وآله ، وارحمنا وأعتقنا من
النّار ، واختم لنا بخير إنّك على كلِّ شيء قدير آمين آمين ربَّ العالمين .
٢ ـ مهج : وجدت في مجموع أدعية المستجابات عن
النبيِّ والأئمّة عليهمالسلام قالبه أقلّ من الثمن نحو السّدس أوَّله دعاء مستحاب « اللّهمَّ اقذف في قلبي رجاءك
» وفي آخره ما هذا لفظه : دعاء الامام الحجة عليهالسلام
: إلهي بحقّ من ناجاك وبحقّ من دعاك في البرّ والبحر ، تفضّل على فقراء المؤمنين والمؤمنات بالغنى والثروة وعلى مرضى المؤمنين والمؤمنات بالشّفاء والصحّة ، وعلى أحياء المؤمنين و المؤمنات باللطف والكرم ، وعلى أموات المؤمنين ، والمؤمنات بالمغفرة والرحمة وعلى غرباء المؤمنين والمؤمنات بالرَّدِّ إلى أوطانهم سالمين غانمين بحقّ محمّد
وآله أجمعين .
٣ ـ دعوات الراوندي : وكان زين العابدين عليّ عليهالسلام يدعو بهذا الدعاء عند استجابة دعائه : اللّهمَّ قد أكدى الطلب ، وأعيت الحيل ، إلّا عندك ، وضاقت
______________________
المذاهب ، وامتنعت المطالب ، وعسرت الرغائب ، وانقطعت
الطرق إلّا إليك وتصرَّمت الاٰمال ، وانقطع الرجاء إلّا منك ، وخابت الثقة ، وأخلف الظنُّ إلّا
بك ، اللّهمَّ إنّي أجد سبل المطالب إليك منهجة ، ومناهل الرجاء إليك مفتّحة وأعلم أنّك لمن دعاك لموضع إجابة ، وللصارخ إليك لمرصد إغاثة ، وأنَّ القاصد لك لقريب المسافة منك ، ومناجاة العبد إيّاك غير محجوبة عن استماعك ، وأنَّ في اللّهف إلى جودك والرضا بعدتك والاستراحة إلى ضمانك عوضاً عن منع الباخلين ومندوحة عمّا قبل المستأثرين ، ودركاً من خير الوارثين ، فاغفر بلا إله إلّا أنت ما مضى من ذنوبي ، واعصمني فيما بقي من عمري وافتح لي أبواب رحمتك وجودك الّتي لا تغلقها عن أحبّائك وأصفيائك يا أرحم الراحمين .
وروي
عنهم عليهمالسلام أنّه يستحبُّ أن يصلّى
صلاة الشكر عند استجابة الدعاء .
وقال
النبيُّ صلىاللهعليهوآله : إذا أنعم الله
عليك نعمة فصلِّ ركعتين يقرء في الاُولى فاتحة الكتاب ، وقل هو الله أحد ، وفي الثانية فاتحة الكتاب وقل يا أيّها الكافرون
، و تقول في الركعة الاُولى في ركوعك وسجودك « الحمد لله شكراً شكراً وحمداً حمداً » سبع مرّات ، وتقول في الركعة الثانية في ركوعك وسجودك « الحمد لله الذي استجاب دعائي ، وأعطاني مسئلتي وقضى حاجتي » .
١٣١
* ( باب ) *
*
« نوادر الادعية » *
١ ـ مكا : نسخة رقعة تكتب بقلم لا شيء فيه بين
سطور الكتاب أو الرقعة المشتملة على الحاجة ، حتّى لا يخلو سطر منها من حرف من هذه الحروف « محمّد وعليّ و الخضر عليهمالسلام أبو تراب بسم الله
الرَّحمن الرَّحيم الملك الحقّ المبين إنَّ الله وعد الصابرين مخرجاً ممّا يكرهون ، ورزقاً من حيث لا يحتسبون ، والله هو السميع العليم ، جعلنا الله وإيّاكم من الّذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللّهمَّ
إنّي
أسئلك بحق محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ ـ إلى أن تقول ـ والخلف الحجّة القائم المنتظر صلوات الله عليه وسلّم تسليماً أن تصلّي على محمّد وآل
محمّد وأن تيسّر أمري ، وتسهّله وتغلبه لي وترزقني خيره وتصرف عنّي شرّه برحمتك يا أرحم الراحمين » .
خاتمة
اعلم
أنَّ أدعية الصحيفة الكاملة السّجاديّة أيضاً من أجلِّ الأدعية ، وهي مشتملة على أدعية كثيرة معروفة في أكثر المطالب ، وقد رأيت منها عدَّة نسخ وروايات
مختلفات ، وطرق متباينات ، بعضها مشهورة ، وبعضها غير مشهورة ، ولكنّا أعرضنا عن إيرادها في هذا الكتاب ، إلّا ما شذَّ منها تعويلا على شهرة بعض نسخها ، واعتماداً
على تعرُّضنا لسائرها في شرحنا على الصحيفة الكاملة الموسوم بالكلمات الطريفة في شرح الصحيفة .
ثم أقول : قد وجدت نسخة من صحيفة إدريس النبيّ عليهالسلام ممّا أنزله الله تعالى عليه ، وقد نقله ابن مَتُّوَيْه من اللغة السّريانيّة إلى اللغة العربيّة ، ولمّا
لم يكن خالية من لطافة وطرافة أحببت إيرادها في هذا المقام .
______________________
بِسْمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ
الحمد
لله على نعمته ، وصلاته على محمّد وعترته ، قال أحمد بن حسين بن محمّد المعروف بابن متّويه : وجدت هذه الصحف بالسّورية ممّا اُنزلت على إدريس النبيّ اُخنوخ صلّى الله على محمّد وعليه وكانت ممزَّقة ومندرسة ، فتحرَّيت الأجر في نقلها إلى العربيّة بعد أن استقصيت في وضع كلِّ لفظة من العربية موضع معناها من السّوريّة ، وتجنّبت الزيادة والنقصان ، ولم اُغيّر معنى لتحسين لفظ أو تقدير سجع ، بل توخّبت إيراده كهيئته من غير نقص ولا زيادة ، وعلى الله التوكل وبه الاستعانة ، وله الحول والقوَّة ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
الصحيفة الاولى وهي صحيفة الحمد
الحمد
لله الّذي ابتدأ خلقه بنعمته ، وأسبغ عليهم ظلال رحمته ، ثمَّ فرض عليهم شكر ما أدَّى إليهم ، ووفّقهم بمنّه لأداء ما فرض عليهم ، ونهج لهم من سبيل هدايته ما يستوجبون به واسع مغفرته ، فبتوفيقه قام القائمون بطاعته ، وبعصمته امتنع المؤمنون من معصيته ، وبنعمته أدَّى الشاكرون حقَّ نعمته ، وبرحمته وصل المسلمون إلى رحمته .
فسبحان
من لا يستجار منه إلّا به ، ولا يهرب منه إلّا إليه ، وتبارك الّذي خلق الحيوان من ماء مهين ، وجعلهم في قرار مكين ، ثمَّ صيّرهم متبائنين في الخلق والأخلاق ، وقدَّر لهم ما لا مغيّر له من الاٰجال والأرزاق ، له سبّحت السّماوات
العلى ، والأرضون السفلى ، وما بينهما وما تحت الثرى ، بألسن فُصح وعجم
وآثار ناطقة وبكم ، تلوح للعارفين مواقع تسبيحها ، ولا يخفى على المؤمنين سواطع تقديسها ، فله في كلِّ نظرة نعم لا تحدُّ ، وفي كلِّ طرفة آلاء لا تعدُّ
______________________
ضلّت الأفهام في جبروته ، وتحيّرت الأوهام في ملكوته ، فلا
وصول إليه إلّا به ولا ملجأ منه إلّا إليه ، ذلكم الله ربُّ العالمين .
الصحيفة الثانية صحيفة الخلق
فازيا
أخنوخ من عرفني ، وهلك من أنكرني ، عجباً لمن ضلَّ عنّي وليس يخلو في شيء من الأوقات منّي ، كيف يخلوا وأنا أقرب إليه من كلِّ قريب ، وأدنى إليه من حبل الوريد ، ألست أيّها الانسان العظيم عند نفسه في بنيانه ، القويّ لدى همّته في أركانه ، مخلوقاً من النطفة المذرة ، ومخرجاً من الأماكن القذرة ، تنحطُّ
من أصلاب الاٰباء كالنُّخاعة إلى أرحام النساء ، ثمَّ يأتيك أمري فتصير علقة
، لو رأتك العيون لاستقذرتك ، ولو تأمّلتك النفوس لعافتك ، ثمَّ تصير بقدرتي مضغة لا حسنةً
في المنظر ، ولا نافعة في المخبر ، ثمَّ أبعث إليك أمرا من أمري ، فتخلق عضواً عضواً وتقدَّر مفصلاً مفصلاً ، من عظام مغشيّة ، وعروق ملتوية ، وأعصاب متناسبة ، و رباطات ماسكة ، ثمَّ يكسوك لحماً ويلبسك جلداً تجامع من أشياء متبائنة ، وتخلق من أصناف مختلفة .
فتصير
بقدرتي خلقاً سويّاً لا روح فيك تحرّكك ، ولا قوَّة لك تقلّك ، أعضاؤك صو بلا مرية وجثث بلا مرزبّة
فأنفخ فيك الرُوح ، وأهب لك الحياة ، فتصير باذني إنساناً ، لا تملك نفعاً ولا ضرّاً ، ولا تفعل خيراً ولا شرَّاً ، مكانك من
اُمّك تحت السُّرَّة ، كأنّك مصرور في صرَّة إلى أن يلحقك ما سبق منِّي من القضاء ، فتصير من
هناك إلى وسع الفضاء ، فتلقى ما قدَّرك من السّعادة أو الشقاء ، إلى أجل من البقاء
______________________
متعقّب لا شكَّ بالفنآء ، أأنت خلقت نفسك ، وسوَّيت جسمك
، ونفخت روحك .
إن
كنت فعلت ذلك . وأنت النطفة المهينة ، والعلقة المستضعفة ، والجنين المصرور في صرَّة ، فأنت الاٰن في كمال أعضائك وطراءة مائك وتمام مفاصلك ، و
ريعان شبابك ، أقوى وأقدر ، فاخلق لنفسك عضواً آخر ، استجلب قوَّة إلى قوَّتك ، وإن كنت أنت دفعت عن نفسك في تلك الأحوال طارقات الأوجاع والأعلال ، فادفع عن نفسك الاٰن أسقامك ، ونزِّه عن بدنك آلامك ، وإن كنت أنت نفخت الروح في بدنك وجلبت الحياة الّتي تمسكك ، فادفع الموت إذا حلَّ بك ، وابق يوماً واحداً عند حضور أجلك .
فان
لم تقدر أيّها الانسان على شيء من ذلك ، وعجزت عنه كلّه ، فاعلم أنّك حقّاً مخلوق ، وأنّي أنا الخالق ، وأنّك أنت العاجز ، وأنّي أنا القويُّ القادر ، فاعرفني حينئذ واعبدني حقَّ عبادتي ، واشكر لي نعمتي أزدك منها ، واستعذ بي من سخطتي اُعذك منها ، فانّي أنا الله الّذي لا أعبا بما أخلق ، ولا أتعب ولا أنصب فيما أرزق ، ولا ألغب ، إنّما أمري إذا أردت شيئاً أن أقول له كن فيكون .
الصحيفة الثالثة صحيفة الرزق
يا
أيّها الانسان انظر وتدبّر ، واعقل وتفكّر ، هل لك رازق سواي يرزقك ؟ أو منعم غيري ينعم عليك ؟ ألم اُخرجك من ضيق مكانك في الرحم إلى أنواع من النّعم ؟ أخرجتك من الضيق إلى السعة ، ومن التعب إلى الدَّعة ، ومن الظلمة إلى النور ، ثمَّ عرفت ضعفك عمّا يقيمك ، وعجزك عمّا يفوتك ، فأدررت لك من صدر اُمّك عينين منهما طعامك وشرابك ، وفيهما غذاؤك ونماؤك ، ثمَّ عطفت بقلبها عليك ، وصرفت بودِّها إليك ، كي لا تتبرَّم بك مع إيذائك لها ، و لا تطرحك مع إضجارك إيّاها ، ولا تقزِّزك مع كثرة عاهاتك ، ولا تستقذرك مع توالي آفاتك وقاذوراتك ، تجوع لتشبعك ، وتظمأ لترويك ، وتسهر لترقدك ، وتنصب
لتريحك
، وتتعب لترفدك ، وتتقذّر لتنظفك ، لولا ما ألقيتُ عليها من المحبّة لك لألقتك في أوَّل أذى يلحقها منك ، فضلاً عن أن تؤثرك في كلِّ حال ، ولا تخلّيك لها من بال ، ولو وكلتك إلى وكدك ، وجعلت قوَّتك وقوامك من جهدك ، لمُتَّ سريعاً ، وفتَّ ضايعاً .
هذه
عادتي في الاحسان إليك ، والرحمة لك ، إلى أن تبلغ أشدَّك ، و بعد ذلك إلى منتهى أجلك ، اُهيّيء لك في كلِّ وقت من عمرك ما فيه صلاح أمرك من زيادة في خلقك ، وتيسير لرزقك ، اُقدِّر مدَّة حياتك قدر كفايتك ما لا تتجاوزه وإن أكثرت من التعب ، ولا يفوتك وإن قصرت في الطلب ، فان ظننت أنّك الجالب لرزقك ، فما لك تروم أن تزيد فيه ولا تقدر ؟ أم ما لك تتعب في طلب الشيء فلست تناله ؟ ويأتيك غيره عفواً ممّا لا تتفكّر فيه ، ولا تتعنّى له ، أم ما لك ترى من
هو أشدُّ منك عقلاً وأكثر طلباً محروما مجذوذاً ، ومن هو أضعف منك عقلاً وأقلُّ طلباً محروزا مجدوداً ، أتراك أنت الّذي هيّأت لمشربك ومطعمك سقاءين
في صدر اُمّك ، أم تراك سلّطت على نفسك وقت السّلامة الداء ، أو جلبت لها وقت السقم الشفاء ، ألا تنظر إلى الطير الّتي تغدو خماصاً ، وتروح بطاناً
؟ ألها زرع تزرعه أو مال تجمعه ، أو كسب تسعى فيه ، أو احتيال تتوسَّم
بتعاطيه .
اعلم
أيّها الغافل أنَّ ذلك كلّه بتقديري ، لا اُنادُّ ولا اُضادُّ في تدبيري ، ولا ينقص ولا يزاد من تقديري ، ذلك أنّي أنا الله الرّحيم الحكيم .
الصحيفة الرابعة صحيفة المعرفة
من
عرف الخلق عرف الخالق ، ومن عرف الرزق عرف الرازق ، ومن عرف نفسه عرف ربّه ، ومن خلص إيمانه أمن دينه ، كيف تخفى معرفة الله ؟ والدّلائل واضحة ، والبراهين على وحدانيّته لائحة ، عجباً لمن غني عن الله ؟ وفي موضع
______________________
كلِّ قدم ، ومطرف عين ، وملمس يدٍ ، دلالةٌ ساطعة ، وحجّة
صادعة على أنّه تبارك واحد لا يشارك ، وجبّار لا يقاوم ، وعالم لا يجهل ، وعزيز لا يذلّ ، وقادر لطيف ، وصانع حكيم في صنعته ، كان أبداً وحده ، ويبقى من بعد وحده ، هو الباقي على الحقيقة ، وبقاؤه غير مجاز ، وهو الغنيّ وغنى غيره صائر إلى فقرٍ وإعواز .
وهو
الّذي جرت الأفلاك الدائرة ، والنجوم السّائرة بأمره ، واستقلّت السّماوات واستقرَّت الأرضون بعظمته ، وخضعت الأصوات والأعناق لملكوته وسجدت الأظلال والأشباح لجبروته ، باذنه أنارت الشمس والقمر ، ونزل الغيث والمطر ، وأنبتت الأرض الميتة نباتاً حيّاً ، وأخرجت العيدان اليابسة ورقاً رطباً ، ونبعت الصخور الصلاد ماء نميراً ، وأورقت
الأشجار الخضرة ناراً ضوءاً منيراً .
طوبى
لمن آمن به ، وصدَّق برسله وكتبه ، ووقف عند طاعته ، وانتهى عن معصيته ، وبؤسى لمن جحد آلاءه ، وكفّر نعماءه ، وحادَّ أولياءه ، وعاضد أعداءه إنَّ اُولئك الأقلّون الأذلّون عليهم في الدنيا
سيماء ، ولهم في الاٰخرة مهاد النار ، دولتهم إملاء واستدراج ، وعاقبة غنائهم احتياج ، وموئل وسرورهم غمٌّ وانزعاج ، ومصيرهم في الاٰخرة إلى جهنّم خالدين ، بلا إخراج ، فأمّا
المؤمنون الصدِّيقون ، فلهم العزَّة بالله ، والاعتزاء إليه ، والقوَّة بنصره ، والتوكّل
عليه ولهم العاقبة في الدنيا ، والفلج على أعدائهم باظفار .
فوعزَّتي
لاَصيّرنَّ الأرض ولا يعبد عليها سواي ، ولا يدان لإله غيري ولأجعلنَّ من نصرني منصوراً ، ومن كفرني ذليلاً مقهوراً ، وليلحقنَّ الجاحدين لي أعظم الندامة في هذه الدنيا ، وفي يوم القيامة ، ولاُخرجنَّ من ذرِّيّة آدم من ينسخ الأديان ويكسر الأوثان ، فاُنير برهانه ، وأؤيّد سلطانه ، واُوطّيه الأعقاب واُملّكه الرّقاب ، فيدين الناس له ، طوعاً وكرهاً ، وتصديقاً وقسراً ، هذه
______________________
عادتي فيمن عرفني وعبدني ، ولهم في الاٰخرة دار
الخلود في نعيم لا يبيد ، وسرور لا يشوبه غمٌّ ، وحبور لا يختلط به همٌّ ، وحياة لا تتعقّبها وفاة ، ونعمة لا
يعتورها نقمة ، فسبحاني سبحاني وطوبى لمن سبّحني ، وقدُّوس أنا وطوبى لمن قدَّسني ، جلّت عظمتي فلا تحدُّ ، وكثرت نعمتي فلا تعدُّ ، وأنا القويُّ العزيز .
الصحيفة الخامسة صحيفة العظمة
يا
اُخنوخ أعجبت لمن رأيت من الملائكة ، واستبدعت الصّور ، واستهلّت الخلق ، واستكثرت العدد ، وما رأيت منهم كالقطرة الواحدة من ماء البحار ، والورقة الواحدة من ورق الأشجار ، أتتعجّب ممّا رأيت من عظمة الله ، فلما غاب عنك أكبر ، وتستبدع صنعة الله فلما لم تبصره عنك أهول وأكبر ؟ ما يحيط خطُّ كلِّ بنان ، ولا يحوى نطق كلّ لسان ، مذ ابتدأ الله خلقه إلى انتهاء العالم أقلَّ جزء من بدايع فطرته ، وأدنى شيء من عجائب صنعته ، إنَّ لله ملائكة لو نشر الواحد جناحه لملأ الاٰفاق ، وسدّ الاٰماق
وإنَّ له لملكاً نصفه من ثلج جمد ، ونصفه من لهب متّقد ، لا حاجز بينهما ، فلا النار تذيب الجمد ، لا الثلج تطفىء اللهب المتّقد ، لهذا الملك ثلاثون ألف رأس في كلِّ رأس ثلاثون ألف وجه في كلِّ وجه ثلاثون ألف فم في كلِّ فم ثلاثون ألف لسان ، يخرج من كلِّ لسان ثلاثون ألف لغة ، تقدِّس الله بتقديساته ، وتسبّحه بتسبيحاته ، وتعظّمه بعظماته ، وتذكر لطائف
فطراته ، وكم في ملكه تعالى جدَّه من أمثاله ، ومن أعظم منه .
يجتهدون
في التسبيح فيقصرون ، ويدأبون في التقديس فيحسرون ، وهذا ما خلا شيء من آياتي وجلالي ، إنَّ في البعوضة الّتي تستحقرها ، والذَّرَّة الّتي
تستصغرها من العظمة لمن تدبّرها ما في أعظم العالمين ، ومن اللّطائف لمن تفكّر فيها ما في
الخلائق أجمعين ، ما يخلو صغير ولا كبير من برهان عليَّ وآية فيَّ ، عظمت عن أن اُوصف وكبرت عن أن اُكيّف ، حارت الألباب في عظمتي ، وكلّت الألسن عن تقدير صفتي ، ذلك أنّي أنا الله الّذي ليس كمثلي شيء وأنا العليُّ العظيم .
______________________
الصحيفة السادسة صحيفة القربة
سألت
يا اُخنوخ عمّا يقرِّبك من الله ، ذلك أن تؤمن بربّك من كلِّ قلبك وتبوء بذنبك ، وبعد ذلك تلزم رحمة الخلق ، وحسن الخلق ، وإيثار الصدق وأداء الحقّ ، والجود مع الرضا بما يأتيك من الرزق ، وإكثار التسبيح بالعشايا والأسحار ، وأطراف اللّيل والنّهار ، ومجانبة الأوزار ، والتوبة من جميع الاٰصار وإقامة الصلوات وإيتاء الزكوات ، والرفق بالأيامى والأيتام ، والاحسان
إلى جميع الخلائق والأنام ، وأن تجأر إلى الله بتذلّل ، وخشوع وتضرُّع وتقول باللّسان الناطق عن الايمان الصادق :
اللّهمَّ
أنت الربُّ القويُّ الكريم الجليل العظيم ، علوت ودنوت ، ونأيت وقربت ، لم يخل منك مكان ، ولم يقاومك سلطان ، جللت عن التحديد ، وكبرت عن المثل والنديد ، بك النجاة منك ، وإليك المهرب عنك ، إيّاك نسأل إلهنا أن تكنفنا برحمتك ، وتشملنا برأفتك ، وتجعل أموالنا في ذوي السّماحة ، والفضل وسلطاننا في ذوي الرشاد والعدل ، ولا تحوجنا إلّا إليك ، فقد اتّكلنا اللّهمَّ
عليك إليك نبرء من الحول والاحتيال ، ونوجّه عنان الرغبة والسؤال ، فأجبنا اللّهمَّ إلى
ما ندعو ، وحقّق في فضلك وكرمك ما نأمل ونرجو ، وآمنّا من موبقات أعمالنا ومحبطات أفعالنا برحمتك يا إله العالمين .
يا
اُخنوخ ما أعظم ما يدَّخر فاعل ذلك من الثواب ، وما أثقل هذه الكلمات في الميزان يوم الحساب ، فأنبيء الناس بمأمول رحمتي الواسعة ، ومخشيّ سخطتي الصّاعقة وذكّرهم آلائي ، واحضضهم على دعائي ، فحقٌّ
عليَّ إجابة الداعين ونصر المؤمنين ، وأنا ذو الطول العظيم .
الصحيفة السابعة صحيفة الجبابرة
يا
اُخنوخ كم من جبروت جبّار قصمتها ، وكم من قويّ ظنَّ ألّا مغالب له فتجبّر وعتا ، وتمرَّد وطغا ، أريته قدرتي ، وأذقته وبال سطوتي ، وأوردته حياض
______________________
المنيّة ، فشرب كأسها ، وذاق بأسها ، وحططته من عالي
حصونه ، ووثيق قلاعه وأخرجته من عامرٍ دوره ومونق رباعه إلى القبور الملحودة ، والحفرة المخدودة فاضطجع فيها وحيداً ، وسال منه فيها صديداً ، وأطعم حريشات ودوداً ، وصار
من ماله وجموعه بعيداً ، وفي ملاقاة المحاسبة فريداً ، لم ينفعه ما عدد ، ولم
يخلده ما خلّد ، ولم يتبعه إلّا تبعات الحساب ، ولم يصحبه من أحوال دنياه إلّا موجبات الثواب أو العذاب ، ثمَّ أورثت ما حاز من الباطل ، وجمع وصدَّ عن الحقّ من لم يشكره على ما صنع ، ولا دعا له ولا نفع ، شقي ذاك بجمعه ، وفاز هذا الوارث بنفعه قد رأى الغابر عاقبة من مضى فلا يرتدع ، وأبصر الباقي مصير من انقضى فلا ينزجر ولا ينقمع ، أمالهم أعين فتبصر ، أو قلوب فتتفكّر ، أو عقول فتدبّر ؟ كذَّبوا بي فصدقتهم سخطتي ، وناموا عن حقّي فنبّهتهم عقوبتي ، أدَّ إليهم رسالتي ، وعرِّفهم نصيحتي ، وأكّد عليهم حجّتي ، وانهج لهم حدَّ محجّتي ، ثمَّ كلهم إلى محاسبتي فوعزَّتي لا يتعدَّاني ظالم ، ولا يخفق عندي مظلوم ، وسأقتصُّ للكلِّ من الكلِّ وأنا الحكيم العدل .
الصحيفة الثامنة صحيفة الحول
ذلَّ
من ادَّعى الحول والقوَّة من دوني ، وزعم أنّه يقدر على ما يريد ، لو كان دعواه حقّاً وقوله صدقاً ، لتساوت الأقدام ، وتعادل في جميع الاُمور الأنام فانَّ الكلَّ يطلب من الخير الغاية ، ويروم من السعادة النهاية ، فلو كانت تصاريف الاُمور ، ومواقع المقدور ، على ما يرومون ، وموكّلاً من قواهم واستطاعاتهم إلى ما يقدورن ، والجماعة تطلب نهاية الخير ، وتتجنّب أدنى مواقع الضير ، لما رؤي فقير ، ولا مسكين ضرير ، ولما احتاج أحد إلى أحدٍ ، ولا افتقرت يد إلى يد ، وأنت الاٰن ترى السيّد والمسود ، والمجذوذ والمجدود ، والغنيّ الخجل والفقير المدقع .
______________________
ذلك
أيّها الانسان دليل على أنَّ الأمر لغيرك ، وموكول إلى سواك ، وأنّك مقهور مدبّر ، ولما يراد منك مقدَّر وميسّر ، لأنّك تريد الأمر اليسير ، بالتعب الكثير ، فيمنع عليك ويتأبّى ، وتغفل عن الأمر الكبير ويسهل لك من غير تعب اعترف أيّها العبد بالعجز يصنع لك ولا تدَّع الحول والقوَّة فتهلك ، واعلم أنّك الضعيف وأنّي القويُّ .
الصحيفة التاسعة صحيفة الانتقال
إلهي
أنت تعرف حاجتي ، وتعلم فاقتي ، وأنت عالم الغيوب ، وكاشف الكروب ، تعلم الكائنات قبل وقوعها ، وتحيط بالأشياء قبل وقوعها ، وأنت غنيّ عن العالمين وهم فقراء إليك ، أمرتني فعصيت ، ونهيتني فأتيت ، وبصّرتني فعميت وأسعدتني فشقيت ، تعرف ذنوبي فلا ستر دونك ، فلا تفضحني بها في الدنيا ولا في الاٰخرة ، ولا في المحشر وفي عرصة الساهرة ، اللّهمَّ فكما سترتها عليَّ فاغفر
لي وكما لم تظهرها عليَّ فحطّها عنّي ، وقني مناقشة الحساب ، ومكابدة العذاب ، ويسّر الخير لي في عاجلي وآجلي ، ومحياي ومماتي ، واقض حاجاتي الّتي أنت عالم بها منّي ، واصرف شرَّ جميع ما خلقت عنّي ، ووفّقني من منافع الدنيا والاٰخرة
لما تعلم فيه صلاحي ، وتعرف فيه فلاحي ، وأنا عنه غنيٌّ غافل ، وبوجوه استجلابه جاهل ، فقد بسطت يدي بالابتهال إليك ، ووقفت بذُلِّ المذنبين ، وخشوع الرّاغبين وتضرُّع المحتاجين بين يديك ، وأنت أنت أهل الاجابة ، وإن كنت أنا أهلاً للخبية فأنت وليُّ الاسعاف والاطلاب ، وإن كنت أنا المستحقّ لعظيم العذاب فأنت موضع الرغبة ، ومنتهى السؤل والطلبة ، وأنا لا أهتدي إلّا إليك ، ولا اُعوِّل إلّا عليك ، ولا أقرع إلّا بابك ، ولا أرجو إلّا ثوابك ، ولا أخاف إلّا
عذابك ولا أخشى إلّا عقابك ، فزدني اللّهمَّ هداية إليك ، ويسّر لي ما عوّلت فيه ، وافتح
لي بابك ، وأجزل لي من رحمتك ثوابك ، وآمنّي ممّا أستحقّه بذنوبي من عذابك ، وأليم عقابك ، إنّك أنت الرَّؤف الرَّحيم .
الصحيفة العاشرة وهي صحيفة التوكل
من
توكّل على الله كفاه ، ومن استرعاه رعاه ، ومن قرع بابه افتتح ، ومن سأله أنجح ، ومن كان الله معه لم يقدر الناس له على ضرّ ، ومن أتى الأمر متبرِّئاً
من حوله وقوَّته استكثر الخير ، وأمن من توابع الشرّ ، ومن تاب تيب عليه ، ومن أناب غفر له ، والأعمال بالموافاة ، والاستدراك قبل الفوت والوفاة ، ولن يضيع فعل أحد من صحيفة ولا يتوفّى ، بل يحاسب على القطمير ويجازى ، فوربِّ السّماء ليقتصّنّ
من القرناء للجمّاء ولتستوينَّ يوم
القيامة في المداينة الأقدام ، وليجازينّ كلّ امرء على ما اعترف من حسنات وآثام ، عند من لا يخفى عليه الضمائر ، ولا يغيب عنه السّرائر ، ولا يتعاظمه شيء لكبره ، ولا ينكتم شيء لحقارته وصغره ، ولا يتكاءده
الإحصاء ، ولا يذهب عليه الجزاء ذلكم الله ربُّ العالمين ، قدَّر كلَّ شيء وقضاه وعدَّه وأحصاه ، فلا يخفى عليه خافية ، إلّا رحمته ثمَّ العمل الصالح .
الصحيفة الحادية العشر ......
لا
غنى لمن استغنى عنّي ، ولا فقر بمن افتقر إليّ ، ولا يضيع عمل أحد عندي من خيرٍ وشرّ ، فأما الخير فأنا اُجزي وعداً غير مكذوب ، وأمّا الشرُّ فاليَّ إن شئت عفوت ، وإن شئت عاقبت ، وأنا الغفور الرَّحيم .
الصحيفة الثانية عشر صحيفة البعث
يا
أيّها النّاس إن كنتم في مرية من البعث فتفكّروا أنَّ الّذي أوجدكم عن عدم ، وخلقكم من غير قدم ، وخلقكم في الأرحام نطفاً ومضغاً ، ثمَّ صوَّركم ، و أخرجكم من بطون اُمّهاتكم ضعفاء ، فقوّاكم وأقدركم وغيرّكم من حال إلى حال ، وصيّركم في كلِّ الاُمور ذوي زوال وانتقال ، قادر على أن يعيدكم كما بدأكم ، ويبعثكم كما خلقكم ، وذلك في عقول النّاس أهون وأقرب ، فأمّا الله فلا يتعاظمه كبير لكبره ، ولا يتعذّر عليه صغير لصغره ، وكلُّ الاُمور بيده هيّن لا ينصب فيها ولا يتعب ، ولا يعيى ولا يلغب ، إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول
له كن فيكون ذلكم الله خالق الخلق أجمعين .
______________________
الصحيفة الثالثة عشر صحيفة سهم الجبابرة
يا
اُخنوخ قد أهمل الناس عبادتي ، فأضربوا عن طاعتي ، وأصرُّوا على العصيان وانهمكوا في الطغيان ، وآثروا طاعة الشيطان ، وتهالكوا في البغي والعدوان كأنّهم لم يروا مصارع الطغاة قبلهم ، ولم ينظروا إلى ديارهم الخاوية وخدورهم وخلوّ قصورهم المشيّدة واتّضاع أسمائهم ، [ العالية ] لم تدفع عنهم سخطتي لما حلّت
موثق القلاع ، ومونق الرّباع ، ولم تجرهم الجنود المجنّدة ، والعدد المعدَّدة والأموال الجمّة ، والممالك العظيمة ، بل تضعضعوا لواقع النقمة إذ لم يشكروا سابغ النعمة ، وتزعزعوا لحلول السّخطة لما تناسوا حقّي عليهم عنه المهلة ، فبادوا وهلكوا ، وطريق الخزي في الدُّنيا والاٰخرة سلكوا ، حتّى كأنّهم لم يروا
قريباً مصارع سهم الجبّار وأصحابه الجبابرة ، ما أصرُّوا على الكفر والجحود ، واستمرّوا على البغى والعنود ، واستعبدوا عبادي ، وخرَّبوا بلادي ، واستحقروا الخلق ، وغمطوا
الحقَّ ، وأحيوا سنن الأشرار ، وعطّلوا سنن الأخيار ، ووضعوا المكوس ، وأزهقوا النفوس وما تركوا ما كان عليهم فرضاً ، وركضوا في الباطل ركضاً ، وسفكوا الدماء ، حتّى أبكو بأفعالهم الأرض والسّماء ، مفتخرين مغترّين بأجسامهم العظام وجثثهم الكبار ، وقوَّتهم الشديدة ، وأموالهم العتيدة .
ولمّا
انقضت أيّامهم ، وتمّت أثامهم ، أجهشت البقاع ، وبكت الرَّوابي والتّلاع ، بمن فيها من أصناف الحيوان ، إلى الحنّان المنّان ، فرحمنا تضرُّعهم واستجبنا دعوتهم ، وانتصرنا للمؤمنين ممّن استضعفهم ، فجعلناهم أرباباً لمن كان استعبدهم ، واُمراء على من استرزلهم ، وألقينا بين الجبابرة الباس ، وأرحنا منهم جماعة النّاس ، فتحارب الجبابرة وتحازبوا ، وتكاوحوا تجاذبوا ، حتّى أهلكوا بعضهم بعضاً ، وقتلوا نفوسهم بأيديهم ، وقطعوا أبدانهم بسيوفهم ، وإن كان أقواهم وأعتاهم وأتمّهم قامة وأشدّهم بسطة سهم قيصر عليهم ، وبقى بعدهم قريحاً جريحاً لا يسوغ شراباً ولا طعاماً ، ولا يجد قراراً ولا يلتذّ مناماً ، من الذي أصابه في
حروب سائر الجبابرة من ضرب السيوف ، وطعن الرِّماح وشدخ الجنادل ، ووقع السّهام
فبعَل
بنفسه ، ومهّد بيده موضع رهسه ، وانحنى على سيفه ، ولقي حتفه بكفّه ، وكان آخرهم موتاً ، وعقبيهم فوتاً ، وورث المستضعفون أموالهم وديارهم ، ووطئوا أعقابهم .
فان
شكرتم يا أيّها الناس نعمتي عليكم زدتكم ، وإن أطعتموني أمددتكم وإن اقتديتم بالعصاة ، وفعلتم فعل البغاة ، لم تكونوا أعزَّ عليّ وأجلّ لديَّ ممّن تقدَّمكم ، وكلّكم خلقي ، وآكل رزقي ، لا نسب بيني وبينكم ، لا حاجة بي إلى أحد منكم ، كما لم يكن بي حاجة إلى من قبلكم ، فو عزَّتي لاُهلكنَّ الطّاغين ولأنتصرنَّ للمظلومين من الظّالمين ، وأنا الغلّاب المتين .
الصحيفة الرابعة عشر صورة صحيفة المن
يا
أيّها النّاس ما غرَّكم بربّكم الّذي سوّى خلقكم وقدّر رزقكم ، وأورى لكم من الشجر الأخضر ناراً ، والصخر الجلمد ناراً ، تجلبون به المنافع والنور والضّياء ، وتستدفعون به الظلمة والبرد والأذى ، وهو جعل لكم من جلود الأنعام وأوبارها ريشاً يواري السوءات ، ويدفع الاٰفات ، وهو الّذي أخرج
عيوناً ينابيع تنبت الزرع وتنفع الظماء ، وأجرى في السّماء مصابيح يهتدى بها في مهامه البرَّ ، ولجج البحر ، وعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون من كتب الكتاب ، ونسج الثياب ، وتذليل الدَّوابّ ، وهو الذي أدرَّ لكم الضّروع ، وأنبت الأشجار والزّروع ، وأجرى الفلك في البحار ، وهداكم في سباسب القفار ، ءأله غيره يقدر على شيء من ذلك ، أو أنتم إلى مثله تهتدون ، فسبحان الذي ليس كمثله شيء وهو المنّان الكريم .
الصحيفة الخامسة عشر صحيفة النجاة
ليس
النجاة بالقوَّة ، ولا الخلاص بالجبروت ، ولا تستحقُّ اسم الصّدّيقيّة بالملك العظيم ، ولا يوصل إلى ملكوت السّمآء بالعزِّ الجسيم ، ولا ينفع في الاٰخرة
كثرة الرِّجال ، وثروة الاٰمال ، ولا ينجى يوم الحساب الحذق في الصنايع ، والكيس
في المكاسب ، لكنَّ البرَّ الذي ينجي ، والطهارة الّتي تنقذ ، وبالنزاهة من الذنوب
تُستحقُّ
الصدّيقيّة ، وبالعمل الصّالح ينال ملكوت السّماء ، ما يثقل في الميزان إلّا النيّة الصّادقة ، والأعمال الطاهرة ، وكفُّ الأذى ، والنّصيحة لجميع الورى ، واجتناب المحارم ، والهرب من المآثم ، فاعبدوا الله الّذي فطركم ، وسوَّى صوركم ، وأنيبوا إليه ، وتوكّلوا عليه يسهّل لكم في دنياكم المطالب ، ويجركم في معادكم من المعاطب ، واعلموا أنَّ الخير بيديه ، والاُمور كلّها إليه ، وهو
العزيز الغلّاب .
الصحيفة السادسة عشر صحيفة الافلاك
يا
اُخنوخ ! أما تفكّرت في بدائع فطرة الله الّذي بصَّرك عجائبها ، وأراك مراتبها من هذه الأفلاك الدوَّارة ، والنّجوم السيّارة ، الّتي تطلع وتأفل ، و تستقرّ أحياناً وترحل ، وتضيء في الظلم والدَّ آدي ، وتهتدى بها في اللجج والفيافي ، تنجم وتغور ، وتدبّر عجائب الاُمور ، لازمة مجاري مناطقها ، عانية
خاضعة لأمر خالقها .
أما
نظرت إلى هذه الشمس المنيرة المفرّقة بين الليل والنهار ، المعاقبة بين الإظلام والإسفار ، المغيّرة فصول السّنة إسخاناً وتبريداً ، وإفراطاً وتعديلا
المربيّة لثمار الأشجار ، وجواهر المعادن في الاٰبار ، الّتي إن دامت على
حال واحدة لم ينبت زرع ، ولم يدرَّ ضرع ، ولا حيى حيوان ، ولا استقرَّ زمان ومكان ، أما علمت
أنَّ ذلك بفطرة حكيم وسع علمه الأشياء ، وخلق قويّ لا يستثقل الأعباء ، وأمر عليم لا يتكأَّده الإحصاء ، وحكم قادر لا يلحقه نصب ولا إعياء ، وتدبير عال لا
مغالب لحكمه ، وأنَّ ذلك لعنايته بضعاف الخلق ، وكرمه في إدرار الرزق ، وأنّه تعالى العالم الحقُّ الّذي لا يغيب عنه ما كان ولا ما يكون .
الصحيفة السابعة عشر صحيفة المعاصي
يا
اُخنوخ ! قد كثرت المعاصي ، ونبذت الطاعات ، ونسيني خلقي ، كأنّهم ليس يأكلون رزقي ، ولا يستوطنون أرضي ، ولا تكنّهم سمائي ، ما الذي يؤمنهم أن اُشوّه خلقهم ، أو أطمس وجوههم ، أو أحبس الأمطار عنهم ؟ أو أصلد الأرضين
فلا
تنبت لهم ، أو أسقط السّماء عليهم ، واُرسل شواظاً من العداب إليهم ؟ غرَّهم حلمي فشكّوا في علمي ورأوا إمهالي وأمّلوا إهمالي ، لا وعزَّتي ليس الأمر كما يظنّون إنّي لأعلم النقير والقطمير ، وليس يخفى عليَّ شيء من الاُمور ، لكنّي لكرمي أنتظر بعبدي الإنابة ، واُؤخّر معاقبته ترفّقاً رجاء للتوبة ، إذ كان لا حاجةً بي
إلى عذاب أحد من العالمين ، ورحمتي تسع الخلائق أجمعين ، فمن تاب تبت عليه ومن أناب غفرت له ، ومن عمي عن رشده ، ولم يبصر سبيل قصده ، لم يفتني ، ولا يعتاص عليّ كبير لكبره ، ولا يخفى لديَّ صغير لصغره ، فأنا الخبير العليم .
الصحيفة الثامنة عشر صحيفة الانذار
يا
اُخنوخ ! أنذر الناس عذاباً قد أظلّهم ، وطوفاناً قد آن أن يشملهم ، يسوّي بين الوهاد والنجاد ، ويعمُّ النجوات والعقوات ، وتغرق الأرض بآفاتها ، و تبلغ منتهى أقطارها وأعماقها ، وتسخط لسخطي ، وتنتقم لي ممّن نبد طاعتي ، ولا أفعل ذلك إلّا بعد أن أستظهر عليهم بالحجج اللوامع ، واُنذرهم بالاٰيات السّواطع
وأنتظر بهم قرناً بعد قرن كعادتي في الامهال الحلم ، فاذا أصرُّوا على طغيانهم واستمرّوا على عدوانهم ، وعمَّ الكفر ، وقلَّ الايمان ، فتحت ينابيع الأرض عزالى السّماء ، وملأت الضواحي والأكناف من الماء ، ونجّيت المؤمنين ، وقليلٌ عددهم ، وأهلكت الطاغين ، وكثير ما هم ، وذلك دأبي فيمن عبد سواي ، أو جعل لي شركاء ، وأنا مع ذلك رؤف رحيم .
الصحيفة التاسعة عشر صحيفة الحق
لا
قبيح إلّا المعصية ، ولا حسن إلّا الطّاعة ، ولا وصول [ إلّا ] بالعقل إلى المعرفة
بالحقّ عرف الحقّ ، وبالنور اهتدي إلى النور ، وبالشمس اُبصرت الشمس ، و بضوء النّار رئيت النار ، ولن يسع صغير ما هو أكبر منه ، ولا يقلُّ ضعيف ما هو أقوى منه ، ولا يحتاج في الدِّلالة على الشيء المنير بما هو دونه ، ولا يضلُّ
عن الطريق إلّا المأخوذ به عن التّوفيق ، والله على كلِّ شيء شهيد .
الصحيفة الشعرون صحيفة المحبة
طوبى
لقوم عبدوني حُبّاً ، واتّخذوني إلها وربّاً ، سهروا اللّيل ودأبوا النهار طلباً لوجهي من غير رهبة ولا رغبة ، ولا لنار ولا جنّة ، بل للمحبَّة الصّحيحة ، و
الارادة الصريحة ، والانقطاع عن الكلِّ إليَّ ، والاتّكال من بيع الجميع عليَّ ، فحقٌّ
عليَّ أن أسبرهم طويلاً ، واُحمّلهم من حبّي عبأً ثقيلا ، وأسبكم سبك الذهب في النّار ، فاذا استوى منهم الاعلان والاسرار ، وانقطعت من إخوانهم وصائلهم ، و تصرَّمت من الدُّنيا علائقهم وصائلهم ، هنالك أرفع من الثرى خدودهم ، واُعلى في السَّماء جدودهم ، اُنضر معادهم ، واُبلّغهم مرادهم ، وأجعل جزاءهم أن اُحقّق رجاءهم ، واُعطيهم ما كانت عبادتهم من أجله ، وأنا صادق الوعد لا اُخلف .
الصحيفة الحادية والعشرون صحيفة المعاد
سبحان
من خلق الانسان من ماء مهين ثمَّ جعل حياته في ماء معين ، وتبارك الّذي رفع السّماء بغير عمد تقلّها ، ولا معاليق ترفعها ، إنَّ لكم أيّها الناس في
الشجر الّذي يكتسي ، بعد تحاتّ الورق ورقاً ناضراً ، ويلبس بعد القحول زهراً زاهراً
ويعود بعد الهرم شابّاً ، وبعد الموت حيّاً ، ويستبدل بالقحل نضارة ، وبالذُّبول غضارة ، لأعظم دليل على معادكم ، فما لكم تمترون ؟ ألم تواثقوا في الأظلال و الأشباح ، وأخذ العهد عليكم في الذّر والنشور ، وتردَّدتم في الصور ، وتغيّرتم في الخلق ، وانحططتم من الأصلاب ، وحللتم في الأرحام ، فما تنكرون من بَعثرة الأجداث ، وقيام الأرواح ، وكون المعاد ، وكيف تشكّون في ربوبيّة خالقكم الّذي بدأكم ثمَّ يعيدكم ، وأخذ المواثيق والعهود عليكم ، وأبدأ آياته لكم ، و أسبغ نعمه عليكم ، فله في كلِّ طرفة نعمة ، وفي كلَّ حال آية ، يؤكّدها حجّةً عليكم ، ويوثق معها إنذاراً إليكم ، وأنتم في غفلة سامدون ، وعمّا خلقتم له وندبتم
إليه لاهون ، كأنَّ المخاطب سواكم ، وكأنَّ الانذار [ بمن ] عداكم ، أتظنّون أنّي
هازل أو عنكم غافل ؟ أو أنَّ علمي بأفعالكم غير محيط ؟ أو ما تأتون به من خير وشرّ يضيع
؟ كلّا خاب من ظنَّ ذلك وخسر ، والله هو العليُّ الأكبر .
الصحيفة الثانية والعشرون صحيفة الدنيا
تفكّروا
في هذه الدنيا الّتي تفتن بزبرج زخاريفها ، وتخدع بحلاوة تصاريفها ولذّاتها ، شبيهة بنور الورد المحفوف بالشوك الكثير ، فهو مادام زاهراً يروق
العيون ويسرُّ النفوس ، وهو مع ذلك ممتنع بالشوك المقرِّح يد متناوله ، فاذا مضت ساعات قليلة ، انتثر الزهر ، وبقي الشوك ، كذلك الدنيا الخائنة الفانية ، فانَّ حياتها متعقّب بالموت ، وشبابها صائر إلى الهرم ، وصحّتها محفوفة بالمرض ، وغناها متبوع بالفقر ، وملكها معرض للزوال ، وعزَّها مقرون بالذّلِّ ، ولذّاتها مكدَّرة بالشوائب ، وشهواتها ممتزجة بمضض النوائب ، شرّها محض ، وخيرها ممتزج ، من حبي منها بشيء من شهواتها لم يخل من غصص مراراتها ، وخوف عقوباتها ، وخشية تبعاتها ، وما يعرض في الحال من آفاتها .
هذه
حالٌ فاز من سعد بها ، فما تقول فيمن لم يحظ بطائل منها ، الصّحيح فيها يخاف السّقم ، والغنيُّ يخشي الفقر ، والشّابُّ يتوقّع الهرم ، والحيُّ ينتظر
الموت ، من اعتمد عليها واستنام إليها كان مثل المستند إلى جبل شاهق من الثلج يعظم في العيون عرضه وطوله وسمكه ، فاذا أشرقت شمس الصيف عليه ذاب غفلة وسال ، وبقى المستند إليه والمستذري له بالعراء ، فكذلك مصير هذه الدُّنيا إلى زوال واضمحلال ، وانتقال إلى دار غيرها ، لا يقبل فيها إلّا الايمان ولا ينفع فيها
إلّا العمل الصالح ، ولا يتخلّص فيها إلّا برحمة الله ، من هلك فيها هوى ، ومن فاز فيها
علا وهي مختلفة دائمة .
الصحيفة الثالثة والعشرون صحيفة البقاء
سيعود
كلُّ شيء إلى عنصره ، ويضمحلُّ كلُّ ما ترون بأسره ، ويشمل الفناء ويزول البقاء ، فلا يبقى باق إلّا من كان بقاؤه بلا ابتداء ، فانَّ ما كان بلا
ابتداء فهو بلا انتهاء ، ويخلص الأمر لوليّ الأمر ، ويرجع الخلق إلى باريء الخلق ، و تقوم القيامة ، وطوبى للناجين ، وويل للهالكين .
الصحيفة الرابعة والعشرون صحيفة الطريق
يا
اُخنوخ الطريق طريقان : إمّا الهدى والايمان ، وإمّا الضلالة والطغيان فأمّا الهدى فظاهرة منارها ، لائحة آثارها ، مستقيم سننها ، واضح نهجها ، وهو طريق
واحد لا حب لا شعب فيها ، ولا مضلّات تعتورها ، فلا يعمى عنها إلّا من عميت عين قلبه ، وطمس ناظر لبّه ، من لزمها فعصم لم يضلَّ عنها ، ولم يرتب بمنارها ولم يمتر
في واضح آثارها ، وهي تهدي إلى السّلم والنّجاة ، ودائم الرّاحة والحياة ، وأمّا طريق الضّلالة فأعلامها مستبهمة ، وآثارها مستعجمة ، وشعبها كثيرة تكتنف طريق الهدى من يمينها وشمالها ، من ركبها تاه ، ومن سلكها حار وجار ، وهي تقطع براكبها ، وتبدع بسالكها ، وتؤدِّي السّائر فيها إلى الموت الأبديّ الّذي لا سكون معه ، ولا راحة فيه ، فادع يا اُخنوخ عبادي إليَّ ، وقف بهم على طريقي ، ثمَّ كلهم
إليَّ فوجلالي لا اُضيع عمل محسن ، وإن خفّف ، ولا يذهب عليَّ عمل مسيء وإن قلَّ وأنا الحاسب العليم .
الصحيفة الخامسة والعشرون صحيفة الظلمة
من
رأى ظلم ظالم فأمكنه النكير فلم يفعل ، فهو ظالم ، ومن أتى الظلم أو رضي به فهو يوم القيامة لا شكَّ نادم ، وعزَّتي إنَّ الانتقام على الظلوم أمرُّ من
الظلم على المظلوم ، وليس يظلم الظالم إلّا نفسه ، ولا يبخس الباخس إلّا حظّه ، وسأنتقم للكلِّ من الكلِّ ، وحسبك بمن أنتقم منه مقهوراً ، وبمن أنا أنتقم له منصوراً فلاُظهرنَّ على الظالمين سيما الخزي والصغار ، و . .
ربُّ العالمين ، وهل تبور تجارة مع أحكم الحاكمين ، وأرحم الرّاحمين ، وطوبى لمن طعم الضّريك ، وكسى الصعلوك واكتنف الأرملة واليتيم ، وجاد على ابن السبيل ، وأعان أخاه في النوائب وواساه من نعم الله عنده ومواهبه ، فانَّ ذلك حقٌّ على الله أن يضاعف له ما فعل ويميّزه في المعاد ممّن بخل ، ويجازيه على إحسانه الجزاء الأفضل ، وينوّله من رضوانه العطاء الأكمل ، الأجزل ، والله لا يخلف الميعاد .
______________________
الصحيفة السابعة والعشرون صحيفة الويل
بالبرِّ
وعمل الخير اطلبوا النجاة ، وانظروا وتدبّروا فإنَّ سبيل الصّدِّيقيّة قاصدة لاحبة ، وهي مملوَّة سروراً ومؤدّية إلى الفوز والنجاة ، وسبيل الضّلالة زائفة مائلة محفوفة بالملادِّ وهي مؤدّية إلى البوار والهلاك ، فانصرفوا عن سبيل الضّلالة المملوَّة موتاً ، ولا تسلكوها لئلّا تتيهوا ، بل آثروا البرّ وعمل الخير
تنالوا الراحة الأبديّة في دار السّلام ، الويل لمن يبيت ونيَّته موقوفة على عمل الخطايا يتفكّر كيف يقتل ، وكيف يسلب ، وكيف يزنى ، وكيف يعصى ؟ فانَّ ذلك مهدوم القواعد ، عاجل الهلاك ، الويل لمن يقتني الذهب والفضّة بالمكر والفساد والظلم فانّه يهلك عن ذلك وشيكاً ، وتبقى عليه التبعات ، الويل للغنيّ الّذي يذكر بغناه الاله العليّ ، ولكنّه يطلب بغناه الخطايا ، ويبقي الذنوب ، فانّه معدّ له في
العاقبة مقاسات الضّباب ، والظلمة في يوم الدين ، ولا يصاب بالرحمة من الديّان العظيم ولا يرحم من جهنّم الهاوية إلّا من طاب وارعوى ، وعاود الرشد ، الويل لمن يعسّر المؤمنين ويؤذيهم ، ويبغى الغوائل لهم ، ويصدّهم عن إقامة فرائضهم ، وإحياء شرائعهم ، فانَّ مصيرهم ومصير من عاونهم إلى النّار الملتهبة الّتي لا تطفأ ، والعذاب
الشديد الّذي لا يهدء ، الويل لشاهد كاتم الشهادة فانّه معدّ له الحزن الدّائم والويل الشّديد في الاٰخرة ، الويل لمن أكل طيّب الطعام ، وشرب لذيذ الشّراب
ولم يؤدِّ شكر الوهّاب ، وإنَّه محاسب على الخردلة ، ومدين بما صنع .
الويل
كلُّ الويل للمفتخر بمرادَّته ، الطاغي في جبروته المستذلّ للخيّرين اللّيّنين من المؤمنين ، المُهين للصلحاء الساكنين ، فانّه صائر إلى هلاك الأَبد ،
وبوار الخلد ، حكماً من ديّان عادل ، وحكيم قادر ، عجباً لمن يقول لمن مات من الأئمة الخطاة ، طوبى له فقد عاش عمراً طويلاً ، ونال خيراً جزيلاً ، وسروراً عظيماً وملكاً جسيماً ، وتمتّع بالأهل والولد ، والسّعة والغنى ، ثمَّ مات كريماً وادعاً ، ولم يلاق هواناً ، أما علمتم أنّه تمتّع قليلاً وخلّف وراءه حساباً طويلاً
، و احتمل من أوزاره عبأً ثقيلاً ، وكانت أيّامه في سروره وغناه ، وملكه ودنياه
كحلم
النائم ، ومجرى السّراب ، لم يحصل منه عند انقضائه إلّا على تبعة حساب ومكابدة خلود العذاب .
أما
علمتم أنّه انتقل من الفاني إلى الباقي الّذي لا يبيد ، وأنّه محاسب على النقير والقطمير ، وملاق حزناً عظيماً ، وخوفاً شديداً ، وصائر إلى إعوار جهنّم المملوَّة ظلمة وحريقاً ، ومكابد هناك عسراً وضيقاً ، فما تغبطون المسكين على قليل
ما نال من دنياه في جنب عظيم ما نال من تبعته وأذاه في دار دائمة خالدة غير فانية
ولا بائدة أيّها الأئمة الخطاة الظلمة لا تظنّنّ أنّكم غير مطلوبين أو غير محاسبين
ومعاقبين على ما ارتكبتم من المآثم ، وآتيتم من العظائم ، وفعلتم من الظلم ، وسننتم من
الفساد فانَّ جميع آنامكم وسيّئاتكم مكتوب بين يدي الديّان ، ومحفوظ عليكم وغير منسيّ ولا متروك ، وأنتم مدينون ، وعلى ما آتيتم معاقبون وديّانكم عالم بالسّرائر ، عارف بالضّمائر ، لا يخفى عليه خافية ، ولا تقى من سخطته واقبة ، وهو
الفتّاح الفعّال العليم .
الصحيفة الثامنة والعشرون صحيفة القرون
يا
اُخنوخ ! قل للناس أتقدِّرون أنَّ الله لم يخلق سواكم ، أو ليس له عالم ما عداكم ؟ لقد خلت قبلكم قرون ، وبادت قبائل وبطون ، فما نقصوا الله سلطانه .
الصحيفة التاسعة والعشرون صحيفة العياذ
عذ
بالله من الأسقام والعلل ، من الدَّقع والخجل ، من الزّيغ في الدين ومن التهالك في الهوى ومن الشيطان الطاغي ، والسلطان الباغي : والدين المجحف والغريم الملحف ، واغسل قلبك بالتقوى كما تغسل ثيابك بالماء ، وإن أحببت روحك فاجتهد في العمل لها ، ونقّ من الدغل طريقها ، وشُكّ
بها من السفل إلى العلو ، ومن الموت إلى الحياة ، واتعب تسترح ، واتّجر مع الغنيِّ الوفيّ تربح ، واستهن تملك الدُّنيا زخرفها الّتي تسرع إلى الزَّوال ، وهي بعرض الانتقال ، ولا تفه بغناها المؤدّي إلى الفقر ، وعماراتها الصّائرة إلى القفر ، واستخفّ بالأنساب الولاديّة والأسباب الدنيويّة ، الّتي تنقطع في الاٰخرة ولا تثبت ، ولا تتصرَّم في
المعاد ولا
______________________
تنفع ، وليكن عملك لله العليِّ المالك ملكوت السّماء ، وتحلّل
درجات العلى تأمن بوائق الدّمار ، وتنحلّ من حبائل الإسار ، واستعن بالله يُعنك ، واستهده يهدك ، واعلم أنّك به تنجو ، وبتقواه ترتفع وتعلو ، ولا تكن كمن ينظر ولا يتفكر .
هذا
آخر ما بلغ إلينا من هذه الصحيفة الشريفة المباركة الإدريسيّة الّتي أنزل الله عليه ، سلام الله على نبيّنا وعليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ، وآل سيّدنا
محمّد وأئمّة المعصومين والحمد لله ربِّ العالمين .
بيان : التحرِّي القصد وطلب الأحرى ، والتعرُّض أيضاً القصد ، والاسباغ
الاكمال ، والاستجارة طلب الأمان ، ولاح النجم تلألأ ، وسطع الصبح ارتفع .
ويقال
مذرت معدته أي فسدت ، وعاف الطعام والشراب كرهه ، ومريت الفرس استخرجت ما عنده من الجري بسوط أو غيره ، والاسم المرية ، والجرِّيّة الحوصلة ، والجثّة شخص الانسان قاعداً وقائماً ، والمرزبّة : العصيّة ، والطريّ الغضُّ بين الطراوة وأغضّت السّماء دام مطرها ، وبرم به وتبرَّم : سأمه ، والتقزُّز
التباعد من الدنس ، ووكد وكده : أي قصد قصده ، والرّوم : الطلب ، والخمصة الجوعة ، المخمصة المجاعة و [ بُطِنَ الرجل ] اشتكى بطنه وبَطِنَ عظم بطنه من الشبع ، البطن [ النهم الّذي لا يهمّه إلّا بطنه ] المبطان الذي لا يزال عظيم
البطن من كثرة الأكل .
وصدع
بالحقّ تكلّم به جهاراً ، وأعوزه الشيء احتاج إليه فلم يقدر ، المعوز الفقير ، وماء نمير أي ناجع عذب ، وأزعجه أقلعه وقلعه من مكانه ، وانزعج بنفسه ، والفلج الظفر ، وقسره على الأمر قهره ، والحبر السرور ، وباد يبيد أي هلك واعتوروه وتعوَّروه تداولوه ، ونقمته إذا كرهته .
والإصر
الذنب وقال في مصباح اللغة وبق يبق من باب وعد وبوقاً هلك ، و الموبق مثل مسجد ويتعدَّى بالهمزة ، فيقال أوبقته ، ويرتكب الموبقات أي المعاصي وهي اسم فاعل من الرباعيّ لأنهنَّ مهلكات ، وقال في الصحاح : حضّه على القتل
أي
حثّه .
والرَّبع
الدار والمحلّة ، والحريش نوع من الحيّات ، والدقعاء التراب دقع لصق بالتراب ذلّاً والدقع سوء احتمال الفقر فقر مدقع ملصق بالدقعاء ، والعالمون
الدنيا وما فيها ، قال الزّجّاج : هو كلُّ ما خلقه الله في الدنيا والاٰخرة
، وقال ابن عباس : العالم هو ما يعقل من الملائكة والثقلين ، وقيل الجنُّ والانس ، لقوله تعالى « لِيَكُونَ
لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا » لأنّه لم يكن نذيراً للبهائم ، والقطمير الفوفة الّتي في النّواة وهي القشر الرقيق ، ويقال هي النكتة البيضاء في ظهر النواة تنبت منها النخلة .
المرية
: الشكّ ، وانهمك في الأمر انهما كأجدَّ فيه ولجَّ فهو منهمك ، وخوت الدار أي خلت من أهلها ، والخدر هو الستر ، ومال جمٌّ أي كثير ، وضعضعه الدهر فتضعضع أي خضع وذلَّ ، والزعزعة التحريك ، غمطه يغمطه غمطاً بالتسكين بطره وحقّره ، وغمط الناس الاحتقار ، لهم ، والمكّاس العشّار ، وزهقت نفسه خرجت والجهش أن يفزع الانسان إلى غيره وهو مع ذلك يريد البكاء ، والرَّبو هو ما ارتفع من الأرض والتلعة ما ارتفع من الأرض وما انهبط أيضاً من الأضداد ، وقيل : مجاري أعلى الأرض إلى بطون الأودية .
وتكاوح
الرَّجلان تمارسا ، وساغ الشراب سوغاً سهل مدخله ، والشدخ كسر الشيء الأجوف ، والجندل حجارة ، بعل دهش ، والرمس موضع القبر ، والحتف الموت ، والسبسب المفازة ، والعطب الهلاك ، والدآدي : ثلاث ليال من آخر الشّهر قبل المحاق ، وأسفر الصُّبح : أضاء ، وأسفر وجهه أشرق حسناً ، والكنُّ الستر ، والشَّوه القبح ، والطمس المحو ، والشواظ اللّهب الّذي لا دخان فيه والنقرة السبيكة وحفيرة صغيرة في الأرض ومنه نقرة الصفا ، والنقرة الّتي في ظهر النواة ، والنقيرة مثله ، وعوص الشيء عوصاً من باب تعب واعتاص أي صعب ، و العقوة : السّاحة وما حول الدّار ، يقال ما يطور بعقوته أحد ، والعزلاء وزان حمراء
فم المزادة الأسفل والتصرُّم التقطّع ،
وقحل الشيء قحلاً من باب نفع يبس
______________________
وذبل الشيء ذبولاً ذهب ندوته ، وامترى في أمره شكَّ ، وبعثرت
أي قلبت والجدث القبر ، وسمد سموداً رفع رأسه تكبّراً ، والزبرج الزّينة ، والحباء العطاء وشهق شهوقاً ارتفع ، واضمحلْ الشيء ذهب وفنى ، والعنصر الأصل ، وخذه بأسره أي بجميعه ، واللّحب واللاحب الطريق الواضح ، فاعل بمعنى مفعول أي ملحوب واللّحب : الوطي ، واللّبُّ : العقل ، والمنار علم الطريق ، ومار البحر اضطرب وتاه في الأرض ذهب متحيّراً ، وبار كسد ، والصُّعلوك كعصفور الفقير ، وتصعلك : افتقر . والضريك : البائس الفقير لا يصرف له فعل ، وقنى المال كرمى قيناً وقياناً ـ بالكسر والضم ـ اكتسبه ، والوشيك : السريع ، والغوائل : الدَّواهي ، والمكبدة الشدَّة ، المكابدة : المقاساة ، وباد الشيء بيداً وبيوداً : هلك ، والدَّقعاء التراب ، والزيغ : الملال وكلال البصر ، والدغل : الفساد ، والبوق : الباطل البائقة ، الداهية ، باقتهم الداهية ، وانباقت عليهم بائقة شرّ ، وبوائق الرجل : غوائله ، والدّمار : الهلاك .
ههنا
تمَّ كتاب الذكر والدعاء ، وبتمامه تمَّ المجلّد التاسع عشر من بحار الانوار ، ويليه في الجزء الثالث والتسعين كتاب الزَّكاة أوَّل أجزاء المجلّد العشرين بحول الله وقوَّته .
ولقد
بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته فخرج بعون الله وفضله نقيّاً من الأغلاط إلّا ـ نزراً زهيداً زاغ عنه البصر ومن الله نسأل العصمة عن الخطأ والزلل .
السيد ابراهيم
الميانجي
|
محمد الباقر
البهبودي
|




كلمة المصحح :
بِسْمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ
الحمد
لله ـ والصّلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله اُمناء الله .
وبعد : فقد تفضّل الله علينا ـ وله الفضل والمنُّ ـ حيث اختارنا لخدمة الدِّين وأهله ، وقيّضنا لتصحيح هذه الموسوعة الكبرى وهي الباحثة عن المعارف الاسلاميّة الدائرة بين المسلمين : أعني بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار عليهم الصلوات والسلام .
وهذا
الجزء الّذي نخرجه إلى القرَّاء الكرام ، هو آخر أجزاء المجلّد التاسع عشر ( كتاب الذكر والدُّعاء ) وقد قابلناه على نسخة الكمباني ثمَّ على نسخة الأصل الّتي هي بخطِّ يد المؤلّف العلّامة رضوان الله عليه ، وهي محفوظة في خزانة مكتبة ملك بطهران تحت الرقم ٩٩٥ لكنها ناقصة ينتهى عند الباب ١٠٨ من كتاب الذكر والدُّعاء ، فقابلناه على نسخة مخطوطة اُخرى مصحّحة بعناية العالم الفاضل عبد الباقي بن محمّد حسين الحسني الحسيني في سنة ١١٨٧ ومعذلك قابلناه على نصِّ المصادر أو على الأخبار الاُخر المشابهة للنصِّ في سائر الكتب ، فسددنا ما
كان في النسخة من خلل وبياض وسقط وتصحيف ، فانَّ المجلّد التاسع عشر أيضاً من مسودَّات قلمه الشريف رحمة الله عليه ، ولم يخرج في حياته إلى البياض .
لفت نظر : قد أوعزنا في مقدّمة الأجزاء السالفة
من المجلّد التاسع عشر أنَّ أجزاء نسخة الأصل ـ وهي مسودة كالمبيضة ـ محفوظة في خزانة مكتبة ملك بطهران تحت الأرقام ١٠٠٣ و ٩٩٧ و ١٠٠١ و ٩٩٥ على الترتيب ، وإليكم في الصفحات الاٰتية صور فتوغرافيّة منها ، ومن الله التوفيق .
فهرس
ما في هذا الجزء من الابواب
عناوين الابواب
|
رقم الصفحة
|
٥٣ ـ باب الدعاء عند شروع عمل في
الساعات والأيّام المنحوسة وما يدفع به الفال والطيرة
|
٣
ـ ١
|
٥٤ ـ باب ما يجوز من النشرة والتميمة والرُّقية
والعوذة وما لا يجوز وآداب حمل العوذات واستعمالها
|
٦
ـ ٤
|
٥٥ ـ باب العوذات الجامعة لجميع الأمراض والأوجاع
|
١٩
ـ ٦
|
٥٦ ـ باب عوذة الحمّى وأنواعها
|
٣٩
ـ ٢٠
|
٥٧ ـ باب العوذة والدعاء للحوامل من الانس والدوابِّ
وعوذة الطفل ساعة يولد وعوذة النُّفساء
|
٤١
ـ ٣٩
|
٥٨ ـ باب عوذة الحيوانات من العين وغيرها
|
٤٧
ـ ٤١
|
٥٩ ـ باب الدعاء لعموم الأوجاع والرِّياح وخصوص وجع الرأس والشقيقة وضربان العروق
|
٦٨
ـ ٤٨
|
٦٠ ـ باب الدعاء لوجع الظهر
|
٦٩
ـ ٦٨
|
٦١ ـ باب الدعاء لوجع الفخذين
|
٦٩
|
٦٢ ـ باب الدعاء لوجع الرَّحم
|
٧٠
ـ ٦٩
|
٦٣ ـ باب الدعاء لورم المفاصل وأوجاعها
|
٧١
ـ ٧٠
|
٦٤ ـ باب الدعاء للعرق الشائع في بلدة لار المعروف
بالفارسية پيبوکو رشته لار أيضاً
|
٧٢
|
عناوين الابواب
|
رقم الصفحة
|
٦٥ ـ باب الدعاء لعرق النساء
|
٧٣
|
٦٦ ـ باب دعاء رگ باد افكندن
|
٧٤
|
٦٧ ـ باب الدعاء للفالج والخدر
|
٧٥
ـ ٧٤
|
٦٨ ـ باب الدعاء للحصاة والفالج أيضاً
|
٧٦ ـ ٧٥
|
٦٩ ـ باب الدعاء للزَّحير واللوا
|
٧٨
ـ ٧٦
|
٧٠ ـ باب الدعاء لقراقر البطن
|
٧٨
|
٧١ ـ باب الدعاء للجذام والبرص والبهق والداء الخبيث
|
٨١
ـ ٧٨
|
٧٢ ـ باب الدعاء للكلف والبرسون
|
٨١
|
٧٣ ـ باب الدعاء للبواسير
|
٨٢
ـ ٨١
|
٧٤ ـ باب الدعاء للبثر والدماميل والجرب والقوباء
والقروح والرقى للورم والجراح
|
٨٣
ـ ٨٢
|
٧٥ ـ باب الدعاء لوجع الفرج
|
٨٤
ـ ٨٣
|
٧٦ ـ باب الدعاء لوجع الرجلين والركبة
|
٨٥
ـ ٨٤
|
٧٧ ـ باب الدعاء لوجع الساقين
|
٨٥
|
٧٨ ـ باب الدعاء لوجع العراقيب وباطن القدم
|
٨٥
|
٧٩ ـ باب الدعاء لوجع العين وما يناسبه
|
٩١
ـ ٨٦
|
٨٠ ـ باب الدعاء للرعاف
|
٩٢
ـ ٩١
|
٨١ ـ باب الدعاء لوجع الفم والأضراس
|
٩٧
ـ ٩٢
|
٨٢ ـ باب الدعاء للثؤلول
|
٩٩
ـ ٩٧
|
٨٣ ـ باب الدعاء للسّلع والأورام والخنازير
|
١٠٠
ـ ٩٩
|
٨٤ ـ باب الدعاء للجدريّ
|
١٠١
|
٨٥ ـ باب الدعاء لوجع الصدر
|
١٠١
|
٨٦ ـ باب الدعاء لوجع القلب
|
١٠٢
|
عناوين الابواب
|
رقم الصفحة
|
٨٧ ـ باب الدعاء
للسُّعال والسّلّ
|
١٠٤
ـ ١٠٢
|
٨٨ ـ باب الدعاء للطحال
|
١٠٥
ـ ١٠٤
|
٨٩ ـ باب الدعاء لوجع المثانة
واحتباس البول وعسره ولمن بال في النوم
|
١٠٧
ـ ١٠٥
|
٩٠ ـ باب الدعاء لوجع البطن
والقولنج ورياح البطن وأوجاعها
|
١١١
ـ ١٠٧
|
٩١ ـ باب الدعاء لوجع الخاصرة
|
١١٢
ـ ١١١
|
٩٢ ـ باب الدعاء والعوذة لما يعرض
الصبيان من الرِّياح
|
١١٣
|
٩٣ ـ باب الدعاء لحلِّ المربوط
|
١١٦
ـ ١١٣
|
٩٤ ـ باب الدعاء لعسر الولادة
|
١٢٢
ـ ١١٦
|
٩٥ ـ باب دعاء الاٰبق والضالّة والدّابّة النافرة والمستصعبة
|
١٢٤
ـ ١٢٢
|
٩٦ ـ باب الدعاء لدفع السحر والعين
|
١٣٣
ـ ١٢٤
|
٩٧ ـ باب معنى جهد البلاء
والاستعاذة منه ، ومن ضلع الدين ، وغلبة الرِّجال ، وبوار الأيّم وطلب تمام النعمة ومعناه ، وفضل قول يا ذا الجلال والاكرام
|
١٣٥
ـ ١٣٤
|
٩٨ ـ باب الدعاء لدفع وساوس
الشيطان
|
١٣٧
ـ ١٣٦
|
٩٩ ـ باب الدعاء لوساوس الصدر
وبلابله ولرفع الوحشة
|
١٣٨
ـ ١٣٧
|
١٠٠ ـ باب ما يتعلّق بأدعية السيف
|
١٣٩
ـ ١٣٨
|
١٠١ ـ باب ما يدفع الحرق والهدم
|
١٣٩
|
١٠٢ ـ باب الدعاء لمن يخاف السرق
أو الهدم أو الحرق
|
١٣٩
|
١٠٣ ـ باب الدعاء لدفع السموم
والموذيات والسباع ومعنى السامّة والهامّة والعامّة واللامّة
|
١٤٧
ـ ١٤٠
|
١٠٤ ـ باب الدعاء لدفع الجنِّ
والمخاوف واُمِّ الصبيان و الصرع والخَبَل والجنون
|
١٥٤
ـ ١٤٨
|
عناوين الابواب
|
رقم الصفحة
|
١٠٥ ـ باب
الأدعية لقضاء الحوائج وفيه أدعية الالحاح أيضاً وما يناسب ذلك من الأدعية
|
١٨٠
ـ ١٤٥
|
١٠٦ ـ باب أدعية الفرج ودفع
الأعداء ورفع الشدائد وفيه أدعية يوسف عليهالسلام في الجبِّ والسجن ، ودعاء دانيال في الجبِّ ، وأدعية سائر الأنبياء عليهمالسلام وما يناسب ذلك من أدعية التحرُّز من الاٰفات والهلكات
|
٢٠٩
ـ ١٨٠
|
١٠٧ ـ باب الأدعية والأحراز لدفع
كيد الأعداء زائداً على ما سبق ، وما يناسب هذا المعنى وفيه دعاء الحرز اليمانيّ المعروف بالدعاء السيفي أيضاً ودعاء العلوي المصري ونحوهما
|
٢٧٩
ـ ٢٠٩
|
١٠٨ ـ باب أدعية رفع الهموم
والأحزان والمخاوف وكشف الشدائد وما يناسب ذلك وهو قريب من الباب السابق
|
٢٨٥
ـ ٢٧٩
|
١٠٩ ـ باب أدعية العافية ورفع
المحنة وهو من البابين السابقين
|
٢٩٢
ـ ٢٨٥
|
١١٠ ـ باب أدعية الرِّزق
|
٣٠٠
ـ ٢٩٣
|
١١١ ـ باب الأدعية للدين
|
٣٠٣
ـ ٣٠١
|
١١٢ ـ باب أدعية السفر
|
٣٠٤
ـ ٣٠٣
|
١١٣ ـ باب أدعية الخروج من الدار
|
٣٠٦
ـ ٣٠٤
|
١١٤ ـ باب في أدعية السرِّ
المرويّة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله عن الله تعالى وهي من جملة الأحاديث القدسيّة وفيها أدعية لكثير من المطالب أيضاً
|
٣٢٥
ـ ٣٠٦
|
١١٥ ـ باب ما ينبغي أن يدعى به في
زمان الغيبة
|
٣٣٨
ـ ٣٢٦
|
١١٦ ـ باب ما يسكّن الغضب
|
٣٣٩
ـ ٣٣٨
|
١١٧ ـ باب ما يوجب التذكّر إذا نسي
شيئاً
|
٣٣٩
|
عناوين الابواب
|
رقم الصفحة
|
١١٨ ـ باب ما
يوجب دفع الوحشة وما يناسب ذلك في الوحشة
|
٣٤٠
|
١١٩ ـ باب ما يدفع قلّة الحفظ
|
٣٤٠
|
١٢٠ ـ باب الدعاء لحفظ القرآن
|
٣٤١
|
١٢١ ـ باب الدعاء لتبعات العباد
|
٣٤١
|
١٢٢ ـ باب الدعاء عند الاحتضار
|
٣٤٢
|
١٢٣ ـ باب الدعاء لطلب الولد
|
٣٤٣
|
١٢٤ ـ باب الدعاء لرؤية الهلال
|
٣٤٦
ـ ٣٤٣
|
١٢٥ ـ باب الدعاء إذا نظر إلى
السماء
|
٣٤٧
ـ ٣٤٦
|
١٢٦ ـ باب الدعاء عند شمِّ
الرياحين ورؤية الفاكهة الجديدة
|
٣٤٧
|
١٢٧ ـ باب نادر وفيه ذكر الدعاء
إذا سمع نباح الكلب ونهيق الحمار وعند سماع صوت الرعد وما يناسب ذلك أيضاً
|
٣٤٨
|
١٢٨ ـ باب الملاعنة والمباهلة
|
٣٥٠
ـ ٣٤٩
|
١٢٩ ـ باب الدعوات المأثورة غير
الموقّتة وفيه الدعوات الجامعة للمقاصد وبعض الأدعية الّتي لها أسماء معروفة وما يناسب ذلك
|
٤٤٤
ـ ٣٥٠
|
١٣٠ ـ باب في ذكر بعض الأدعية
المستجابات والدعاء بعد ما استجاب الدعاء وما يناسب ذلك
|
٤٥١
ـ ٤٤٤
|
١٣١ ـ باب نوادر الأدعية
|
٤٧٤
ـ ٤٥١
|
*
( رموز الکتاب ) *
لقرب الاسناد .
|
لعلل الشرائع .
|
للبلد الامين .
|
لبشارة المصطفى .
|
لدعائم الاسلام .
|
لامالي الصدوق .
|
لفلاح السائل
|
للعقائد .
|
لتفسير الامام العسكري (ع) .
|
لثواب الاعمال .
|
للعدة .
|
لأمالي الطوسي .
|
للاحتجاج .
|
لاعلام الورى .
|
للتمحيص .
|
لمجالس المفيد .
|
للعيون والمحاسن .
|
للعمدة .
|
لفهرست النجاشي .
|
للغرر والدرر .
|
لمصباح الشريعة .
|
لجامع الاخبار .
|
لغيبة الشيخ .
|
للمصباحين .
|
لجمال الاسبوع .
|
لغوالي اللئالي .
|
لمعاني الاخبار .
|
للجنة .
|
لتحف العقول .
|
لمكارم الاخلاق
|
لفرحة الغري .
|
لفتح الابواب .
|
لكامل الزيارة .
|
لكتاب الاختصاص .
|
لتفسير فرات بن ابراهيم
|
للمنهاج .
|
لمنتخب البصائر .
|
لتفسير علي بن ابراهيم
|
لمهج الدعوات .
|
للعدد .
|
لكتاب الروضة .
|
لعيون اخبار الرضا (ع) .
|
للسرائر .
|
للكتاب العتيق الغروي .
|
لتنبيه الخاطر .
|
للمحاسن .
|
لمناقب ابن شهر آشوب
|
لكتاب النجوم .
|
للارشاد .
|
لقبس المصباح .
|
للكفاية .
|
لكشف اليقين .
|
لقضاء الحقوق .
|
لنهج البلاغة .
|
لتفسير العياشي .
|
لاقبال الاعمال .
|
لغيبة النعماني .
|
لقصص الانبياء .
|
للدروع .
|
للهداية .
|
للاستبصار .
|
لاكمال الدين .
|
للتهذيب .
|
لمصباح الزائر .
|
للكافي .
|
للخرائج .
|
لصحيفة الرضا (ع) .
|
لرجال الكشي .
|
للتوحيد .
|
لفقه الرضا (ع) .
|
لكشف الغمة .
|
لبصائر الدرجات .
|
لضوء الشهاب .
|
لمصباح الكفعمي .
|
للطرائف .
|
لروضة الواعظين .
|
لكنز جامع الفوائد و تاويل الايات الظاهرة معاً .
|
للفضائل .
|
للصراط المستقيم .
|
لكتابي الحسين بن سعيد او لكتابه والنوادر .
|
لامان الاخطار .
|
لطب الائمة .
|
للخصال .
|
لمن لا يحضره الفقيه .
|

|