٢
(باب)
(ذبائح
الكفار من أهل الكتاب وغيرهم والنصاب والمخالفين)
الآيات
المائدة « الْيَوْمَ أُحِلَّ
لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ
وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ »
تفسير المراد
باليوم الآن لا اليوم المتعارف والطيبات كل مستطاب من الأطعمة كما فهمه القوم أو
كل ما فيه جهة حسن واقعي « وَطَعامُ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ » قيل المراد بالطعام الذبائح وغيرها وقيل مخصوص بالذبائح وروي
عن الصادق عليهالسلام أنه مختص بالحبوب
وما لا يحتاج إلى التذكية « وَطَعامُكُمْ حِلٌّ
لَهُمْ » أي لأهل الكتاب فلا عليكم جناح أن تطعموهم.
قال شيخنا البهائي
ره في رسالته المعمولة لحكم ذبائح أهل الكتاب لا خلاف بين علماء الإسلام في تحريم
ذبائح من عدا اليهود والنصارى والمجوس من أصناف الكفار وإنما الخلاف في الأصناف
الثلاثة لا غير فذهب جمهور الإمامية كالشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان والشيخ
أبي جعفر الطوسي والسيد المرتضى علم الهدى وأبي
__________________
الصلاح وابن حمزة
وابن إدريس والعلامة جمال الدين والمحقق نجم الدين والشيخ محمد بن مكي وسائر
المتأخرين عطر الله مضاجعهم إلى أن ذبائحهم محرمة لا يجوز الأكل منها على حال من
الأحوال سواء ذكر اسم الله تعالى عليها أم لا ووافقهم على ذلك الحنابلة وذهب
الحنفية والشافعية والمالكية إلى إباحة ذبائح أهل الكتاب وإن لم يذكر اسم الله
عليها ووافقهم الشاذ من علماء الإمامية كابن أبي عقيل.
وقال محمد بن
بابويه طاب ثراه إذا سمعنا اليهودي والنصراني والمجوسي يذكر اسم الله تعالى عند
الذبح فإن ذبيحته تحل لنا وإلا فلا وإلحاق المجوسي باليهودي والنصراني لأن لهم
شبهة كتاب.
ثم اختلف علماء
الأمة في ذبيحة المسلم إذا ترك التسمية فذهب الحنابلة وداود الأصفهاني إلى تحريم
أكلها سواء ترك التسمية عمدا أو سهوا ووافقهم صاحب الكشاف مع أنه حنفي الفروع حيث
قال من حق ذي البصيرة في دينه أن لا يأكل مما لم يذكر اسم الله عليه كيف ما كان
لما ترى في الآية من التشديد العظيم هذا كلامه.
وذهب الشافعية
والمالكية إلى إباحة أكلها مطلقا وذهب جماهير الإمامية إلى التفصيل بأنه إن تركها
عمدا حرم أكلها وإن تركها سهوا لم يحرم وهو مذهب الحنفية فهذه هي المذاهب
المشهورة.
ثم قال احتج جمهور
الإمامية على تحريم ذبائح أهل الكتاب بقوله تعالى « وَلا تَأْكُلُوا
مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ » وأهل الكتاب لا يذكرون اسم الله على ذبائحهم فتكون محرمة
بنص الكتاب ولو فرض أن النصراني تلفظ باسم الله عند الذبح فإنما يقصد الإله الذي
يعتقد أنه أب المسيح وكذا اليهودي إنما يعني الإله الذي عزير ابنه فوجود اللفظ في
الحقيقة كعدمه.
وأما تأويل قوله
سبحانه « مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ » بالميتة فظاهر البعد وقوله تعالى عقيب ذلك « وَإِنَّ الشَّياطِينَ
لَيُوحُونَ » إلى قوله سبحانه « إِنَّكُمْ
لَمُشْرِكُونَ » لا يدل عليه كما سنذكره وأبعد منه تأويل « مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ
اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ » بما ذكر غير
__________________
اسم الله عليه.
وأما وقوع مثل هذا
التأويل في قوله تعالى « وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ
بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ » فإنما هو لعدم استقامة الكلام بدونه بخلاف ما نحن فيه على
أن ارتكابه هنا لا يشفي العليل لما نقل أن النصارى يذكرون اسم المسيح عند الذبح.
واحتج الإمامية
أيضا بالروايات عن أئمة أهل البيت كما رواه محمد بن مسلم عن الإمام محمد
بن علي الباقر عليهالسلام قال : سألته عن
النصارى أتؤكل ذبائحهم فقال كان علي عليهالسلام ينهى عن ذبائحهم
وعن صيدهم وعن مناكحتهم وكما رواه إسماعيل بن جابر عن الإمام أبي
عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام أنه قال عند جريان
ذكر أهل الكتاب لا تأكلوا ذبائحهم وكما رواه سماعة بن مهران عن الإمام موسى الكاظم
عليهالسلام قال : سألته عن
ذبيحة اليهودي والنصراني قال لا تقربهما. و كما رواه زكريا بن آدم عن الإمام علي بن
موسى الرضا عليهالسلام أنه قال : أنهاك
عن ذبيحة كل من كان على خلاف الدين الذي أنت عليه وأصحابك إلا عند الضرورة. والروايات
عنهم بذلك كثيرة كما تضمنه كتاب تهذيب الأخبار وكتاب الكافي وغيرهما من كتب الحديث
والروايات النافية لها لا تصلح لمعارضتها لأن هذه معتضدة عندنا بالشهرة المقاربة
للإجماع.
ثم قال ره احتج
الحنفية والشافعية والمالكية على إباحة ذبائح اليهود والنصارى بوجوه.
الأول الأصل في
الأشياء الحل حتى يتبين التحريم ولم يثبت.
الثاني قوله تعالى
« وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ
لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ » والطعام يشمل اللحم وغيره والآية ناطقة بجواز أكل ذبائحهم.
__________________
وأما التنافي
بينهما وبين قوله تعالى « وَلا تَأْكُلُوا
مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ » فيمكن دفعه بوجهين.
الأول أن يحمل
الموصول على الميتة كما رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس. ويدل عليه قوله
تعالى في هذه الآية « وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى
أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ » فقد روي في تفسيرها أن الكفار كانوا يقولون للمسلمين إنكم
تزعمون أنكم تعبدون الله فما قتل الله أحق أن تأكلوه مما قتلتموه ووجه التأييد
أنهم أرادوا بما قتل الله ما مات حتف أنفه فينبغي حمل الموصول في صدر الآية على
ذلك أيضا ليتلاءم أجزاء الكلام ويخرج عن التنافر.
الوجه الثاني أن
يؤول الصلة بما ذكر غير اسم الله عليه حيث قال جل ثناؤه « قُلْ لا أَجِدُ فِي
ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ
مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ
فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ » الآية قرينة ظاهرة على أن المراد به في تلك الآية هذا
المعنى لا غير فالواو في قوله سبحانه « وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ » واو الحال أي لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه حال
كونه فسقا أي أهل به لغير الله ولا يستقيم كونها للعطف لما يلزم من عطف الخبر على
الإنشاء.
الثالث روي أن
النبي صلىاللهعليهوآله أكل من الذراع
المسموم الذي أهدته إليه اليهودية وكان مرض السم يعاوده في بعض الأوقات إلى أن مات
صلىاللهعليهوآله من ذلك وأكله من
ذلك اللحم يدل على حل ذبيحة اليهود.
واحتج الحنابلة
على تحريم ذبيحة المسلم إذا ترك التسمية سواء تركها عمدا أو سهوا بظاهر الآية « وَلا تَأْكُلُوا
مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ » واحتج المالكية والشافعية على إباحتها مطلقا بظاهر قوله صلىاللهعليهوآله ذبيحة المسلم حلال وإن لم
يذكر اسم الله . وهذا
__________________
الحديث لم يثبت
عند الإمامية وحمله الحنفية على حالة النسيان لا العمد وأورد الشافعية عليهم أنه
على هذا التقدير يلزم كون المسلم أسوأ حالا من اليهود والنصارى لأن المسلم التارك
التسمية عمدا لا يجوز أكل ذبيحته واليهود والنصراني التارك يجوز أكل ذبيحته وهذا
الإيراد ليس بشيء لأن الأمور تعبدية لا مجال للبحث فيها.
ثم قال ره والجواب
عن الاستدلال بآية « وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ
لَكُمْ » أنه لا ريب أن ظاهرها ينافي ظاهر آية « وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا
لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ » ولكن رفع التنافي ليس بمنحصر فيما ذكرتم ليتم كلامكم فإن
رفعه بما قلنا ونقله محدثونا عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام بتخصيص الطعام بما
عدا اللحوم أولى وأحسن من حملكم وتأويلكم البعيد وتخصيص الطعام بالبر والتمر
ونحوهما شائع.
وفي حديث أبي سعيد
الخدري كنا نخرج لصدقة الفطر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله صاعا من طعام أو
صاعا من شعير ومعلوم أن المراد
بالطعام ما قلناه إذ لا يقال صاع من لحم وقد روي عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام أن المراد بالطعام في هذه
الآية الحبوب وما شابهها ورواية ابن أبي حاتم لم تثبت عند كثير من محدثيكم فكيف
عندنا.
ولا دلالة في قوله
تعالى « وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى
أَوْلِيائِهِمْ » الآية على أن المراد بما لم يذكر اسم الله عليه الميتة فقط
لأنه يشمل فردي ما مات حتف أنفه
__________________
وما ذبح من دون
ذكر اسم الله عليه من ذبائح المسلمين والكفار وحصول الجدال في الفرد الأول لأن
تلبيسهم على المسلمين وإظهارهم الباطل في صورة الحق إنما يتمشى فيه فحكى سبحانه
جدالهم فيما جادلوا فيه دون ما لم يجادلوا فيه وذلك لا يوجب تنافر أجزاء الكلام
بوجه من الوجوه كما لا يخفى وكذا لا دلالة في قوله « وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ » على تأويل مما لم يذكر اسم الله عليه فإن استعمال
الفسق في الآية في غير معناه الحقيقي حيث أخرجه عن معناه المصدري لوجود الصارف
فيها عن حمله عليه لا يدل على أنه في آية أخرى محمول على غير معناه الحقيقي والحال
أنه لا صارف عن حمله فيها على معناه الحقيقي.
والواو في قوله
تعالى « وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ » لا يتعين كونها للحال كما لا يتعين عود الضمير إلى الموصول
لاحتمال جعل الواو اعتراضية واحتمال عود الضمير إلى المصدر المدلول عليه بالفعل
كما في الكشاف وغيره والواو الاعتراضية كما تقع في أثناء الكلام تقع في آخره أيضا
كما قالوه في قول النبي صلىاللهعليهوآله أنا سيد ولد آدم
ولا فخر . صرح بذلك في المطول وغيره أيضا فاحتمال كونها للعطف قائم.
وأما قولكم يلزم
عطف الخبر على الإنشاء فجوابه أنه من قبيل عطف القصة على القصة فلا يحتاج فيه إلى
تناسب الجملتين في الخبرية والإنشائية.
قال صاحب الكشاف
عند تفسير قوله تعالى « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ » وقصة المنافقين عن آخرها معطوفة على قصة الذين كفروا كما
تعطف الجملة على الجملة انتهى.
__________________
وقال صاحب الكشاف
أراد أنه ليس من باب عطف جملة على جملة لتطلب مناسب الثانية مع السابقة بل من باب
ضم الجملة مسوقة إلى أخرى.
وقال صاحب الكشاف
أيضا عند تفسير قوله تعالى « وَبَشِّرِ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ » فإن قلت علام عطف هذا الأمر ولم يسبق أمر ولا نهي ليصح
عطفه عليه قلت ليس الذي يعتمد بالعطف هو الأمر حتى يطلب له شاكل من أمر أو نهي
يعطف عليه إنما المعتمد بالعطف هو جملة وصف ثواب المؤمنين فهي معطوفة على جملة وصف
عقاب الكافرين كما يقال زيد يعاقب بالقيد والإزهاق وبشر عمرا بالعفو والإطلاق
انتهى.
وقال السيد في شرح
المفتاح بعد ما قررناه لا يشترط في عطف القصة على القصة تناسب الجملتين في الخبرية
والإنشائية فليكن ذلك على ذكر منك فإنه ينجيك من تكلفات باردة في مواضع شتى.
وقد يقال في إبطال
كون الواو هنا للحال أن التأكيد بإن والأمر غير مناسب للجملة لأن الحال بمعنى
الظرف كما نص عليه النحاة فالمعنى والله أعلم ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله
عليه إذا كان فسقا فليس المقام حينئذ مقام التأكيد إذ ليس الغرض النهي عنه في وقت
كون الحكم بكونه فسقا مؤكدا كما هو مقتضى رجوع النفي إلى القيد في نحو ما جاء زيد
ماشيا ولا تضرب زيدا راكبا ولهذا لم يجعلوا جملة « وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ
لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ » بعد قوله جل شأنه « فَلا أُقْسِمُ
بِمَواقِعِ النُّجُومِ » حالية وإنما حكموا بأنها معترضة بين القسم وجوابه لئلا
يلزم ما قلنا هاهنا وعندي.
في هذا الكلام نظر
إذ لا مانع من تقييد النهي عن كل ما لم يذكر اسم الله عليه بترتيب الحكم المؤكد
بكون أكله فسقا والجملة الحالية تؤكد كما
__________________
ذكره نجم الأئمة
الشيخ الرضي ومثل بقولنا لقيته وإن عليه جبة وعد من ذلك قوله تعالى في بحث الحروف
المشبهة بالفعل « وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
إِلاَّ إِنَّهُمْ » .
هذا وظني أن وجه
التأكيد في هاتين الجملتين أن كلا منهما كلام برأسه ملقى إلى المؤمنين فهو رائج
عندهم متقبل لديهم كما ذكره صاحب الكشاف عند قوله تعالى « وَإِذا لَقُوا
الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا » .
وأما ما قيل من أن
وجه التأكيد في الآية التي نحن فيها هو أن الكفار منكرون كون أكل ما لم يذكر اسم
الله عليه فسقا فليس بشيء لأن المخاطب بالآية الكريمة المؤمنون وهم لا ينكرون كون
أكل الميتة فسقا والمنكر لذلك هم غير المخاطبين بها فحينئذ تأكيد الكلام الملقى
إلى غير المنكرين لكون غير المخاطبين منكرين اختراع لا يعرفه أحد من علماء
المعاني.
والجواب عما روي
من أكله صلىاللهعليهوآله من اللحم الذي
أهدته اليهودية بأن الرواية لم تثبت صحتها عندنا واحتمال علمه صلىاللهعليهوآله بشراء تلك اليهودية ذلك
اللحم من جزار مسلم إما بإخبار أحد من الصحابة أو بإلهام ونحوه قائم والتقريب لا
يتم بدون بيان انتفائه.
وأما ما اختاره
ابن بابويه من إباحة ذبيحة اليهود والنصارى والمجوس إذا سمعنا منهم التسمية عند
الذبح فقد استدل عنه ببعض الروايات وبقوله سبحانه « فَكُلُوا مِمَّا
ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ » وهذا قد ذكر اسم الله عليه وليس في الآية الكريمة تقييد
الذاكر بكونه مسلما فتدخل الأصناف الثلاثة وأما غيرهم من الكفار فهم خارجون بإجماع
المسلمين على تحريم ذبائحهم ولو لا أن قوله هذا مخالف للروايات المتضافرة وعمل
جماهير علمائنا لكان العمل به غير بعيد عن الصواب إن ألحقنا المجوس بأهل الكتاب
انتهى كلامه رفع الله مقامه.
__________________
وقال الشيخ السديد
المفيد قدس الله نفسه الزكية في رسالة الذبائح اختلف أهل الصلاة في ذبائح أهل
الكتاب فقال جمهور العامة بإباحتها وذهب نفر من أوائلهم بحظرها وقال جمهور الشيعة
بحظرها وذهب نفر منهم إلى مذهب العامة في إباحتها واستدل الجمهور من الشيعة على
حظرها بقول الله عز وجل « وَلا تَأْكُلُوا
مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ
الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ
أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ » .
قالوا فحظر الله
سبحانه بتضمن هذه الآية أكل كل ما لم يذكر عليه اسمه من الذبائح دون ما لم يرده من
غيرها الإجماع والاتفاق فاعتبرنا المعنى بذكر التسمية أهو اللفظ بها خاصة أم هو
شيء ينضم إلى اللفظ ويقع لأجله على وجه يتميز به مما يعمه وإياه الصيغة من أمثاله
في الكلام فبطل أن يكون المراد هو اللفظ بمجرده لاتفاق الجميع على حظر ذبيحة كثر
ممن يتلفظ بالاسم عليها كالمرتد وإن سمى تجهلا والمرتد عن أصل من الشريعة مع
إقراره بالتسمية واستعمالها والمشبه لله تعالى بخلقه لفظا ومعنى وإن دان بفرضها
عند الذبيحة متدينا والثنوية والديصانية والصابئين والمجوس.
قلت إن المعنى
بذكرها هو الثاني من وقوعها على وجه يتخصص به من تسمية من عددناه وأمثالهم في
الضلال فنظرنا في ذلك فأخرج لنا دليل الاعتبار أنها تسمية المتدين بفرضها على ما
تقرر في شريعة الإسلام مع المعرفة بالمسمى المقصود بذكره عند الذبيحة إلى
استباحتها دون من عداه بدلالة حصول الحظر مع التسمية ممن أنكر وجوب فرضها وتلفظ
بها لغرض له دون التدين ممن سميناه وحصوله أيضا مع تسمية المتدين بفرضها إذا كان
كافرا يجحد أصلا من الشريعة لشبهة عرضت له وإن كان مقرا بسائر ما سوى الأصل على ما
بيناه وحظر ذبيحة المشبه وإن سمى ودان بفرضها كما ذكرناه.
وإذا صح أن المراد
بالتسمية عند الذكاة ما وصفناه من التدين بفرضها على
__________________
شرط ملة الإسلام
والمعرفة بمن سماه ثبت حظر ذبائح أهل الكتاب لعدم استحقاقهم من الوصف بما شرحناه
ولحوقهم في المعنى الذي ذكرناه بشركائهم في الكفر من المجوس والصابئين وغيرهما من
أصناف المشركين والكفار.
سؤال فإن قال قائل فإن اليهود تعرف الله جل اسمه وتدين بالتوحيد
وتقربه وتذكر اسمه على ذبائحها وهذا يوجب الحكم عليها بأنها حلال.
الجواب قيل له ليس الأمر على ما ذكرت لا اليهود من أهل المعرفة
بالله عز وجل حسب ما قدرت ولا هي مقرة بالتوحيد في الحقيقة وإن كان تدعي ذلك
لأنفسها بدلالة كفرها بمرسل محمد صلىاللهعليهوآله وجحدها لربوبيته
وإنكارها لإلهيته من حيث اعتقدت كذبه صلىاللهعليهوآله ودانت ببطلان
نبوته وليس يصح الإقرار بالله عز وجل في حالة الإنكار له ولا المعرفة به في حد
الجهل بوجوده وقد قال الله تعالى « لا تَجِدُ قَوْماً
يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ
وَرَسُولَهُ » وقال « وَلَوْ كانُوا
يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ
أَوْلِياءَ » وقال « فَلا وَرَبِّكَ لا
يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي
أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً » .
ولو كانت اليهود
عارفة بالله تعالى وله موحدة لكانت به مؤمنة وفي نفي القرآن عنها الإيمان دليل على
بطلان ما تخيله الخصم.
على أن ما يظهر
اليهود من الإقرار بالله عز اسمه وتوحيده قد يظهر من مستحل الخمر بالشبهة ويقترن
إلى ذلك بإقراره بنبوة محمد صلىاللهعليهوآله والتدين بما جاء
به في الجملة وقد أجمع علماء الأمة على أن ذبيحة هذا محرمة وأنه خارج من جملة من
أباح الله تعالى أكل ذبيحته بالتسمية فاليهود أولى بأن يكون ذبائحهم محرمة
__________________
لزيادتهم عليه في
الكفر والضلال أضعافا مضاعفة.
مع أنه لا شيء
يوجب جهل المشبهة بالله عز وجل إلا وهو موجب جهل اليهود والنصارى بالله ولا معنى
يحصل لهم الحكم بالمعرفة مع إنكارهم لإلهية مرسل محمد صلىاللهعليهوآله وكفرهم به إلا وهو يلزم
صحة الحكم على المشبهة بالمعرفة وإن اعتقدوا أن ربهم على صورة الإنسان بعد أن
يصفوه بما سوى ذلك من صفات الله عز وجل وهذا ما لا يذهب إليه أحد من أهل المعرفة
وإن ذهب علمه على جميع المقلدة.
على أنه ليس أحد
من أهل الكتاب يوجب التسمية ولا يراها عند الذبيحة فرضا وإن استعملها منهم إنسان
فلعادة مخالطة مع أن مخالفينا لا يفرقون بين ذبائح اليهود والنصارى وليس في جهل
النصارى بالله عز وجل وعدم معرفتهم به لقولهم بالأقانيم والجوهر والأب والابن
والروح والاتحاد شك ولا ريب وإذا ثبت حظر ذبائح النصارى بما وصفناه وجب حظر ذبائح
اليهود للاتفاق على أنه لا فرق بينهما في الإباحة والتحريم.
وشيء آخر وهو أنه
متى ثبت لليهود والنصارى بالله عز وجل معرفة وجب بمثل ذلك أن للمجوس بالله تعالى
معرفة ولعبدة الأصنام من قريش ومن شاركهم في الإقرار بالله سبحانه واعتقادهم
بعبادة الأصنام القربة إليه عز اسمه فإن كان كفر اليهود والنصارى لا يمنع من استباحة
ذبائحهم لإقرارهم في الجملة بالله تعالى فكفر من عددناه لا يمنع أيضا من ذلك وهذا
خلاف للإجماع وليس بينه وبين ما ذهب إليه الخصم فرق مع ما اعتمدنا من الاعتلال.
ومما يدل أيضا على
حظر ذبائح اليهود وأهل الكتاب وجميع الكفار أن الله جل اسمه جعل التسمية في الشريعة
شرطا في استباحة الذبيحة وحظر الاستباحة على الشك والريب فوجب اختصاصها بذبيحة
الدائن بالشريعة المقر بفرضها دون المكذب بها المنكر لواجباتها إذا كان غير مأمون
على نبذها والتعمد لترك شروطها لموضع كفره بها والقربة بإفساد أصولها وهذا موضح عن
حظر ذبائح كل من رغب عن ملة الإسلام.
وشيء آخر وهو أن
القياس المستمر في السمعيات على مذاهب خصومنا يوجب حظر ذبائح أهل الكتاب من قبل أن
الإجماع حاصل على حظر ذبائح كفار العرب وكانت العلة في ذلك كفرهم وإن كانوا مقرين
بالله عز وجل فوجب حظر ذبائح اليهود والنصارى لمشاركتهم من ذكرناه في الكفر وإن
كانوا مقرين لفظا بالله جل اسمه على ما بيناه.
وشيء آخر وهو أنا
وجمهور مخالفينا نرى إباحة من سها عن ذكر الله من المسلمين لما يعتقد عليه من
النية من فرضها فوجب أن يكون ذبيحة من أبى فرض التسمية محظورة وإن تلفظ عليها
بذكرها وهذا مما لا محيص عنه.
فإن قالوا فما
تصنعون في قول الله عز وجل « الْيَوْمَ أُحِلَّ
لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ
وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ » وهذا صريح في إباحة ذبائح أهل الكتاب.
قيل له قد ذهب
جماعة من أصحابنا إلى أن المعنى في هذه الآية من أهل الكتاب من أسلم منهم وانتقل
إلى الإيمان دون من أقام على الكفر والضلال وذلك أن المسلمين تجنبوا ذبائحهم بعد
الإسلام كما كانوا يتجنبونها قبله فأخبرهم الله تعالى بإباحتها لتغير أحوالهم عما
كانت عليه من الضلال.
قالوا وليس بمنكر
أن يسميهم الله أهل كتاب وإن دانوا بالإسلام كما سمى أمثالهم من المنتقلين عن
الذمة إلى الإسلام حيث يقول « وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ
الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ
إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً
أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ » فأضافهم بالنسبة إلى الكتاب وإن كانوا على ملة الإسلام
فهكذا تسمى من أباح ذبيحته من المنتقلين عما لزمه وإن كانوا على الحقيقة من أهل
الإيمان والإسلام.
__________________
وقال الباقون من
أصحابنا إن ذكر طعام أهل الكتاب في هذه الآية يختص بحبوبهم وألبانهم وما شاكل ذلك
دون ذبائحهم بما قدمنا ذكره من الدلائل وشرحناه من البرهان لاستحالة التضاد بين
حجج الله تعالى والقرآن ووجوب خصوص الذكر بدلائل الاعتبار وهذا كاف لمن تأمله.
سؤال فإن قال قائل خبروني عما ذهبتم إليه من تحريم ذبائح أهل
الكتاب أهو شيء تأثرونه عن أئمتكم من آل محمد عليهمالسلام أم حجتكم فيه ما
تقدم لكم من الاعتبار دون السماع الشياع من جهة النقل والأخبار.
جواب قيل له عمدتنا في ذلك أقوال أئمتنا الصادقين من آل محمد صلىاللهعليهوآله وما صح عندنا من حكمهم به
وإن كان الاعتبار دليلا قاطعا عند ذوي العقول والأديان فإنا لم نصر إليه من ذلك
دون ما ذكرناه من الأثر ووصفناه.
فإن قال فإنني لم
أقف من قبل على شيء ورد من آل محمد عليهمالسلام في هذا الباب
فاذكروا جملة من الروايات فيه لأضيف مفهومه إلى ما قد استقر عندي العلم به من دليل
القرآن على ما رتبتموه من الاستدلال.
قيل له أما إذا
آثرت ذلك للبيان فإنا مثبتوه لك والله الموفق للصواب.
ثم قال : أخبرني
أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه وأبو جعفر بن بابويه عن محمد بن يعقوب الكليني
عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عمرو عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال
: سئل الصادق جعفر بن محمد عن ذبيحة الذمي فقال لا تأكلها سمى أم لم يسم .
وبالإسناد عن علي
بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحسين الأحمسي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال له رجل أصلحك
الله إن لنا جارا قصابا يجيء بيهودي فيذبح له حتى يشتري منه اليهود فقال لا تأكل
ذبيحته ولا تشتر منه .
__________________
أقول ثم أورد قدس
الله روحه جملة من الأخبار من الكافي وغيره مما سيأتي بعضها ثم قال :
فهذا جملة مما ورد
عن أئمة آل محمد صلىاللهعليهوآله في تحريم ذبائح
أهل الكتاب قد ورد من الطرق الواضحة بالأسانيد المشهورة وعن جماعة بمثلهم في الستر
والديانة والثقة والحفظ والأمانة يجب العمل وبمثلهم في العدد يتواتر الخبر ويجب
العمل لمن تأمل ونظر وإذا كان هذا هكذا ثبت ما قضينا به من ذبائح أهل الكتاب
والحمد لله.
فأما تعلق شذاذ
أصحابنا في خلاف مذهبنا بما رواه أبو بصير وزرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه سئل عن ذبيحة أهل
الكتاب فأطلقها فإن لذلك وجهين أحدهما التقية من السلطان والإشفاق على شيعته من
أهل الظلم والطغيان إذ القول بتحريمها خلاف ما عليه جماعة الناصبية وضد لما يفتي
به سلطان الزمان ومن قبله من القضاة والحكام.
والثاني ما رواه
يونس بن عبد الرحمن عن معاوية بن وهب قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن ذبائح أهل الكتاب فقال
لا بأس إذا ذكر اسم الله وإنما أعني منهم من يكون على أمر موسى وعيسى فاشترط عليه الاسم وقد بينا أن ذلك لا يكون من كافر لا يعرف
المسمى ومن سمى فإنه يقصد به إلى غير الله جل وعز ثم إنه اشترط أيضا فيه اتباع
موسى وعيسى وذلك لا يكون إلا لمن آمن بمحمد صلىاللهعليهوآله واتبع موسى وعيسى عليهماالسلام في القبول منه والاعتقاد
لنبوته وهذا ضد ما توهمه المستضعف من الشذوذ والله الموفق للصواب انتهى كلامه ضاعف
الله إكرامه.
وأقول
جملة القول في ذلك
أنه اتفق الأصحاب بل المسلمون على تحريم ذبيحة غير أهل الكتاب من أصناف الكفار
سواء في ذلك الوثني وعابد النار والمرتد وكافر المسلمين كالغلاة وغيرهم.
واختلف الأصحاب في
حكم ذبيحة أهل الكتاب فذهب الأكثر إلى تحريمها وذهب جماعة منهم ابن أبي عقيل وابن
جنيد والصدوق ره إلى الحل لكن شرط
__________________
الصدوق سماع
تسميتهم عليها وساوى بينهم وبين المجوس في ذلك وصرح ابن أبي عقيل بتحريم ذبيحة
المجوس وخص الحكم باليهود والنصارى ولم يقيدهم بكونهم أهل ذمة وكذلك الآخران.
ومنشأ الاختلاف
اختلاف الروايات في ذلك وهي كثيرة من الطرفين.
فالمحرمون حملوا
أخبار الحل على التقية لاشتهاره بين المخالفين وعليه عملهم في الأعصار والأمصار
واعترض عليه بأن أحدا من العامة لا يشترط في حل ذبائحهم أن يسمعهم يذكر اسم الله
عليها والأخبار الصحيحة التي دلت على حلها على هذا التقدير لا يمكن حملها على التقية.
وأقول يحتمل أن تكون مماشاة معهم إذ يمكن أن تحصل التقية بهذا
القدر.
والمحللون حملوا
أخبار التحريم والمنع على الكراهة والصدوق حملها على عدم سماع التسمية وقال الشهيد
الثاني وهذا أيضا راجع إلى حل ذبيحتهم لأن الكلام في حلها من حيث إن الذابح كتابي
لا من حيث إنه سمى أو لم يسم فإن المسلم لو لم يسم لو تؤكل ذبيحته اللهم إلا أن
يفرق بأن الكتابي يعتبر سماع تسميته والمسلم يعتبر فيه عدم العلم بعدم تسميته وفيه
سؤال الفرق فقد صرح في صحيحة جميل بأكل ما لم يعلم عدم تسميتهم كالمسلم انتهى.
واختلفوا أيضا في
اشتراط إيمان الذابح زيادة على الإسلام فذهب الأكثر إلى عدم اعتباره والاكتفاء في
الحل بإظهار الشهادتين على وجه يتحقق معه الإسلام بشرط أن لا يعتقد ما يخرجه عنه
كالناصبي وبالغ القاضي فمنع من ذبيحة غير أهل الحق وقصر ابن إدريس الحل على المؤمن
والمستضعف الذي لا منا ولا من مخالفينا واستثنى
__________________
أبو الصلاح من
المخالف جاحد النص فمنع من ذبيحته وأجاز العلامة ذباحة المخالف غير الناصبي مطلقا
بشرط اعتقاده وجوب التسمية واستشكل بعض المتأخرين حكم الناصب لاختلاف الروايات
والظاهر حمل أخبار الجواز على التقية أو على المخالف غير الناصب والمستضعف فإن
إطلاق الناصب على غير المستضعف شائع في عرف الأخبار بل يظهر من كثير من الروايات
أن المخالفين في حكم المشركين والكفار في جميع الأحكام لكن أجرى الله في زمان
الهدنة حكم المسلمين عليهم في الدنيا رحمة للشيعة لعلمه باستيلاء المخالفين
واحتياج الشيعة إلى معاشرتهم ومناكحتهم ومؤاكلتهم فإذا ظهر القائم عليهالسلام أجرى عليهم حكم المشركين
والكفار في جميع الأمور وبه يجمع بين كثير من الأخبار المتعارضة في هذا الباب وبعد
التتبع التام لا يخفى ما ذكرنا على أولي الألباب.
٥ ـ وأقول روى
الشيخ المفيد ره في الرسالة المذكورة والسيد المرتضى في جواب المسائل الطرابلسيات
عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد
عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن شعيب العقرقوفي قال : كنت عند أبي عبد الله
عليهالسلام ومعنا أبو بصير وأناس
من أهل الجبل يسألونه عن ذبائح أهل الكتاب فقال لهم أبو عبد الله عليهالسلام قد سمعتم ما قال الله عز
وجل في كتابه فقالوا له نحب أن تخبرنا أنت فقال لا تأكلوها قال فلما خرجنا من عنده
قال لي أبو بصير كلها فقد سمعته وأباه جميعا يأمران بأكلها فرجعنا إليه فقال لي
أبو بصير سله فقلت جعلت فداك ما تقول في ذبائح أهل الكتاب فقال أليس قد شهدتنا
اليوم بالغداة وسمعت قلت بلى قال لا تأكلها فقال لي أبو بصير كلها وهو في عنقي ثم
قال سله ثانية فسألته فقال لي مثل مقالته الأولى لا تأكلها فقال لي أبو بصير سله
ثالثة فقلت لا أسأله بعد مرتين.
بيان رواه الشيخ
في التهذيب عن الحسين بن سعيد بهذا الإسناد وقوله قد
__________________
سمعتم ما قال الله
يحتمل أن يكون إشارة إلى قوله تعالى « وَلا تَأْكُلُوا
مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ » ويمكن أن يكون إشارة إلى قوله « وَطَعامُ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتابَ » تقية لمصلحة يقتضي الإلحاح في السؤال ترك رعايتها.
٦ ـ وعن الرسالة
المذكورة والطرابلسيات بالإسناد المتقدم عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن
حنان بن سدير عن الحسين بن المنذر قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إنا قوم نختلف إلى الجبل
والطريق بعيد بيننا وبين الجبل فراسخ فنشتري القطيع والاثنين والثلاثة فيكون في
القطيع ألف وخمسمائة وألف وستمائة وألف وسبعمائة شاة فتقع الشاة والاثنتان
والثلاثة فنسأل الرعاة الذين يجيئون بها عن أديانهم فيقولون نصارى فأي شيء قولك في
ذبائح اليهود والنصارى فقال لي يا حسين هي الذبيحة والاسم لا يؤمن عليه إلا أهل
التوحيد.
ثم إن حنانا لقي
أبا عبد الله عليهالسلام فقال إن الحسين بن
منذر روى عنك أنك قلت إن الذبيحة لا يؤمن عليها إلا أهلها فقال عليهالسلام إنهم أحدثوا فيها شيئا
قال حنان فسألت نصرانيا فقلت أي شيء تقولون إذا ذبحتم فقال نقول باسم المسيح.
تبيان رواه في الكافي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد
بن إسماعيل إلى قوله يا حسين الذبيحة بالاسم ولا يؤمن عليها إلا أهل التوحيد .
وعنه عن حنان قال
: قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إن الحسين بن
المنذر إلى قوله إنهم أحدثوا فيها شيئا لا أشتهيه وفي بعض النسخ لا أسميه إلى آخر
الخبر .
ثم قال في الرسالة
وأخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن
محمد بمثل معنى الحديث الأول.
٧ ـ الرسالة ، والطرابلسيات
، بالإسناد الأول عن الحسين [ بن ] سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن
الحسين بن عبد الله قال : اصطحب المعلى بن خنيس وعبد الله بن أبي يعفور فأكل
أحدهما ذبيحة اليهود والنصارى وامتنع الآخر عن أكلها فلما اجتمعا عند أبي عبد الله
عليهالسلام أخبراه بذلك فقال عليهالسلام أيكما الذي أبى قال
__________________
المعلى أنا فقال
أحسنت .
٨ ـ ومن الرسالة ،
والطرابلسيات ، بالإسناد المتقدم عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن محمد بن
يحيى الخثعمي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أتاني رجلان
أظنهما من أهل الجبل فسألني أحدهما عن الذبيحة يعني ذبيحة أهل الذمة فقلت في نفسي
والله لا أبرد لكما على ظهري لا تأكل قال محمد بن يحيى فسألت أنا أبا عبد الله عليهالسلام عن ذبيحة اليهود والنصارى
فقال لا تأكل.
تبيان هذا الخبر مروي في التهذيب عن الحسين بن
سعيد بهذا السند وليس فيه يعني ذبيحة أهل الذمة وهو المراد وكأنه من كلام المفيد
والسيد رحمهما الله وفيه لأبرد [ لا برد ] لكما على ظهري وفي بعض النسخ عن ظهري وهو من معضلات
الأخبار ويمكن أن يوجه بوجوه :
الأول وهو أظهرها
أن يكون المعنى على نسخة المفيد لا أثبت لكما على ظهري
__________________
وزرا بأن أجيبكما
موافقا لما سمعتم من فقهاء العامة لعدم الحاجة إلى التقية فالخطاب بقوله لا تأكل
لأحدهما وهو السائل وعلى نسخة التهذيب أيضا يستقيم ذلك بأن يقرأ على صيغة الماضي
بأن يكون بمعنى المضارع أو يكون المعنى ما ثبت لكما علي حق التقية حتى أجيبكما بما
يوافق رأيكما.
قال في النهاية
برد على فلان حق أي ثبت انتهى ويؤيده ما رواه في أوائل روضة الكافي أن أمير المؤمنين
عليهالسلام كتب إلى رجل من
أصحابه ذهب إلى معاوية فإنما أنت جامع لأحد رجلين إما رجل عمل فيه بطاعة الله فسعد
بما شقيت وإما رجل عمل فيه بمعصية الله فشقي بما جمعت له فليس من هذين أحد أهل [
بأهل ] أن تؤثره على نفسك ولا تبرد له على ظهرك.
الثاني أن يكون
برد بهذا المعنى أيضا ويكون المعنى ما ثبت لكما على ظهري حق الجواب بقولي لا تأكل
فيكون لا تأكل فاعلا لقوله برد بتأويل أو المعنى أنه لما كان المقام موضع تقية لا
يلزمني جوابكما فيكون لا تأكل خطابا لمحمد أو لأحدهما تبرعا بناء على أنهم مختارون
في بعض الموارد في البيان وعدمه كما مرت الأخبار الكثيرة في تأويل قوله سبحانه « هذا عَطاؤُنا
فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ » فيكون سؤال محمد ثانيا لمزيد الاطمئنان تأكيدا مع أنه على
ما في التهذيب يحتمل أن يكون السؤال أولا عن ذبائح النصاب والمخالفين ويمكن توجيه
نسخة المفيد على بعض الوجوه بتكلف كما لا يخفى على المتأمل.
الثالث ما ذكره
بعض الأفاضل على نسخة التهذيب حيث قرأ لأبرد من الإبراد بمعنى التهني
وإزالة التعب يعني لأتحمل لكما على ظهري المشقة وأرفعها عنكما فأفتيكما بمر الحق
مأخوذ من قولهم عيش بارد أي هنيء وفي النهاية وفي
__________________
الحديث الصوم في
الشتاء الغنيمة الباردة أي لا تعب فيه ولا مشقة وكل محبوب عندهم بارد.
الرابع أن تكون
على ما في التهذيب لا نافية للجنس والبرد بضم الباء اسما للثوب المخصوص أي لا برد
ولا رداء منكما على عاتقي وعلى ظهري حتى يلزمني أن أقول ما يوافق رأيكما فيكون
كلاما جاريا على المتعارف بين الناس أي إني لست من العلماء الذين يأخذون البرود
والأموال من الناس ليفتوهم على ما يوافق شهواتهم.
الخامس أن يقرأ لا
يرد بالياء المثناة التحتانية وتشديد الدال كما قرأ به المحدث الأسترآبادي على
نسخة عن وقال كأن المراد لا يرد لكما عن ظهري قول لا تأكل يعني لا تعملان بقولي
فإن المراد بأهل الجبل الأكراد انتهى ويمكن أن يقرأ حينئذ بتخفيف الدال من ورد يرد
أي لا يرد لكما على ظهري وزر بقول خلاف الحق من غير ضرورة وتقية.
ويمكن أن يوجه
بوجوه أخر أبعد مما ذكرنا لا طائل في ذكرها والله يعلم مرادهم عليهمالسلام.
٩ ـ الطرابلسيات ،
روى أبو بصير وزرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه سئل عن ذبيحة
أهل الكتاب فأطلقها .
١٠ ـ الهداية ، ذبيحة
اليهود والنصراني لا تؤكل إلا إذا سمعوهم يذكرون اسم الله عليها .
تبيين
: قال الشيخ ره في
التهذيب بعد إيراد بعض الأخبار الدالة على
__________________
حل ذبائح أهل
الكتاب فأول ما في هذه الأخبار أنها لا تقابل تلك لأنها أكثر ولا يجوز العدول عن
الأكثر إلى الأقل لما قد بين في غير موضع ولأن من روى هذه الأخبار قد روى أحاديث
الحظر التي قدمناها ثم لو سلمت من هذا كله لاحتملت وجهين :
أحدهما أن الإباحة
فيها إنما تضمنت حال الضرورة دون حال الاختيار وعند الضرورة تحل الميتة فكيف ذبيحة
من خالف الإسلام.
والذي يدل على ذلك
ما رواه محمد بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن حمزة القمي عن زكريا بن آدم قال قال أبو الحسن
عليهالسلام إني أنهاك عن
ذبيحة كل من كان على خلاف ما أنت عليه وأصحابك إلا في وقت الضرورة إليه.
. والوجه الثاني
أن تكون هذه الأخبار وردت للتقية لأن من خالفنا يجيز أكل ذبيحة من خالف الإسلام من
أهل الذمة.
والذي يدل على ذلك
ما رواه محمد بن أحمد بن يحيى عن سهل بن زياد عن أحمد بن بشير عن ابن أبي عقيلة
الحسن بن أيوب عن داود بن كثير الرقي عن بشر بن أبي غيلان الشيباني قال : سألت أبا
عبد الله عليهالسلام عن ذبائح اليهود
والنصارى والنصاب قال فلوى شدقه وقال كلها إلى يوم ما انتهى.
وأقول كأن مراده
بالضرورة ضرورة التقية والمسالمة فالوجهان متقاربان ويؤيدان ما حققنا سابقا والخبر
الأخير كالصريح في ذلك.
١١ ـ تفسير علي بن
إبراهيم ، قوله « وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ
لَكُمْ » قال يعني الصادق عليهالسلام عنى بطعامهم هاهنا
الحبوب والفاكهة غير الذبائح التي يذبحونها فإنهم لا يذكرون اسم الله خالصا على
ذبائحهم ثم قال والله ما استحلوا ذبائحكم فكيف تستحلون ذبائحهم .
١٢ ـ قرب الإسناد
، عن سعد بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه أن عليا عليهمالسلام كان يقول كلوا طعام المجوس كله ما خلا ذبائحهم فإنها
__________________
لا تحل وإن ذكر
اسم الله عليها .
١٣ ـ ومنه ، بالإسناد
المتقدم أن عليا عليهالسلام كان يأمر مناديه بالكوفة أيام الأضحى أن لا يذبح نسائككم
يعني نسككم اليهود ولا النصارى ولا يذبحها إلا المسلمون .
بيان
: النسائك جمع
النسيكة في القاموس النسك بالضم وبضمتين وكسفينة الذبيحة أو النسك الدم والنسيكة
الذبح.
١٤ ـ قرب الإسناد
، عن عبد الله بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن ذبيحة اليهود والنصارى هل تحل قال كل ما
ذكر اسم الله عليه.
وسألته عن ذبائح
نصارى العرب قال ليس هم بأهل كتاب فلا تحل ذبائحهم .
بيان
: روى الشيخ في
التهذيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا تأكل ذبيحة
نصارى تغلب فإنهم مشركو العرب وروي في الصحيح عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن ذبائح نصارى العرب هل
يؤكل فقال كان علي عليهالسلام ينهاهم عن أكل
ذبائحهم وصيدهم.
والتخصيص بنصارى
العرب إما لأنهم كانوا صابئين فهم ملاحدة النصارى قال البيضاوي في قوله تعالى « وَطَعامُ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتابَ » الآية هم اليهود والنصارى واستثنى علي عليهالسلام نصارى بني تغلب وقال
ليسوا على النصرانية ولم يأخذوا منها إلا شرب الخمر انتهى أو لأنهم كانوا لا
يعملون بشرائط الذمة كما
__________________
روي أن عمر ضاعف
عليهم العشر ورفع عنهم الجزية أو لأنهم تنصروا في الإسلام فهم مرتدون كما ذكره
الشهيد الثاني ره.
وقال الشيخ في
الخلاف إذا قلنا ذبائح أهل الكتاب ومن خالف الإسلام لا تجوز فقد دخل في جملتهم
ذبائح نصارى تغلب ووافقنا على نصارى تغلب الشافعي وقال أبو حنيفة يحل ذبائحهم
دليلنا ما قدمنا من الأدلة وأيضا فقد قال بتحريم ذبائحهم علي عليهالسلام وعمر ولا مخالف لهما وعن
ابن عباس روايتان انتهى.
والذي يظهر من
كلام الشافعية في هذا الباب هو أنهم قالوا في الكتابية التي يجوز للمسلم نكاحها
بزعمهم لا تخلو أن لا تكون من أولاد بني إسرائيل أو تكون منهم فإن لم تكن من بني
إسرائيل وكانت من قوم يعلم دخولهم في ذلك الدين قبل تطرق التحريف والنسخ إليه ففي
جواز نكاحها قولان بينهم والأكثر على الجواز.
وإن كانت من قوم
يعلم دخولهم في ذلك الدين بعد التحريف وقبل النسخ فإن تمسكوا بالحق وتجنبوا المحرف
فكما لو دخلوا فيه قبل التحريف وإن دخلوا في المحرف ففيه قولان والأشهر عندهم
المنع لكنهم يقرون على الجزية.
وإن كانت من قوم
يعلم دخولهم في ذلك بعد التحريف والنسخ فلا تنكح فالمتهودون والمتنصرون بعد بعثة
نبينا صلىاللهعليهوآله لا يناكحون وفي
المتهودين بعد بعثة عيسى عليهالسلام المشهور بينهم أنهم لا ينكح منهم ولا يقرون على الجزية
أيضا.
وإن كانت من قوم
لا يعلم أنهم دخلوا في هذا الدين قبل التحريف أو بعده أو قبل النسخ أو بعده فيؤخذ
نكاحها بالأغلظ ويجوز تقريرهم بالجزية تغليبا للحقن قالوا وبه حكمت الصحابة في
نصارى العرب وهم بهرا وتنوخ وتغلب وإن كانت إسرائيلية فالذي أطلقوه جواز نكاحها من
غير نظر إلى آبائها أنهم متى دخلوا في هذا الدين قبل التحريف أو بعده وأما إذا
دخلوا فيه بعد النسخ وبعثة نبينا محمد صلىاللهعليهوآله فلا تفارق فيه
الإسرائيلية غيرها.
هذا ما ذكره
الشافعية في ذلك وإنما أوردته هنا شرحا لكلام الشيخ رحمهالله وتوضيحا لما ورد في الأخبار من نصارى العرب وتغلب وليظهر
لك سبب تخصيص
الحكم بهم وهو إما
الوجوه التي ذكروها أو موافقتهم في ذلك تقية فتدبر.
١٥ ـ المحاسن ، عن
أبيه وغيره عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله « وَطَعامُ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ » قال الحبوب والبقول .
١٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن سنان عن مروان عن سماعة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن طعام أهل الكتاب ما
يحل منه قال الحبوب .
ومنه عن عثمان بن
عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
بيان
: كان ذكر الحبوب
على المثال والمراد مطلق ما لم يشترط فيه التذكية.
١٧ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الله بن طلحة قالا قال أبو عبد الله
عليهالسلام لا تأكل من ذبيحة اليهودي ولا تأكل في آنيتهم .
١٨ ـ العياشي ، عن
قتيبة الأعشى قال : سأل الحسن بن المنذر أبا عبد الله عليهالسلام الرجل يبعث في غنمه رجلا
أمينا يكون فيها نصرانيا أو يهوديا فتقع العارضة فيذبحها ويبيعها فقال أبو عبد
الله عليهالسلام لا تأكلها ولا
تدخلها في مالك فإنما هو الاسم ولا يؤمن عليه إلا المسلم فقال رجل لأبي عبد الله عليهالسلام وأنا أسمع فأين قول الله « وَطَعامُ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ » فقال أبو عبد الله عليهالسلام كان أبي يقول إنما
ذلك الحبوب وأشباهه .
١٩ ـ ومنه ، عن
هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله تبارك
وتعالى « وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ
لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ » قال العدس والحبوب
__________________
وأشباه ذلك يعني من
أهل الكتاب .
٢٠ ـ ومنه ، عن
عمر بن حنظلة في قول الله تبارك وتعالى « فَكُلُوا مِمَّا
ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ » أما المجوس فلا فليسوا من أهل الكتاب وأما اليهود والنصارى
فلا بأس إذا سموا .
٢١ ـ ومنه ، عن
ابن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن
ذبيحة المرأة والغلام هل يؤكل قال نعم إذا كانت المرأة مسلمة وذكرت اسم الله حلت
ذبيحتها وإذا كان الغلام قويا على الذبح وذكر اسم الله حلت ذبيحته وإن كان الرجل
مسلما فنسي أن يسمي فلا بأس بأكله إذا لم تتهمه .
بيان
: إذا لم تتهمه أي
بأنه ترك التسمية عمدا لعدم اعتقاده وجوبه وادعى النسيان للمصلحة فيدل على عدم
الاعتماد على ذبح من لم يوجب التسمية وكأنه محمول على الاستحباب.
وروى الصدوق في
الفقيه بإسناده عن الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سئل عن الرجل يذبح
فينسى أن يسمي أتؤكل ذبيحته قال نعم إن كان لا يتهم ويحسن الذبح قبل ذلك ولم أر في
كلام الأصحاب التقييد بعدم التهمة والأحوط رعايته.
٢٢ ـ العياشي عن
حمران قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول في ذبيحة
الناصب واليهودي قال لا تأكل ذبيحته حتى تسمعه يذكر اسم الله أما سمعت قول الله « وَلا تَأْكُلُوا
مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ »
٢٣ ـ السرائر ، عن
محمد بن عبد الله بن هلال عن عبد الله بن بكير عن محمد بن مسلم
__________________
قال سمعت أبا جعفر
عليهالسلام يقول من سمعته
يسمي فكل ذبيحته .
٢٤ ـ الكشي ، عن
حمدويه بن نصير عن محمد بن عيسى ومحمد بن مسعود عن محمد بن نصير عن محمد بن عيسى
عن سعيد بن جناح عن عدة من أصحابنا وقال العبيدي حدثني به أيضا عن ابن أبي عمير أن
ابن أبي يعفور ومعلى بن خنيس كانا بالنيل على عهد أبي عبد الله عليهالسلام فاختلفا في ذبائح اليهود
فأكل معلى ولم يأكل ابن أبي يعفور فلما صارا إلى أبي عبد الله عليهالسلام أخبراه فرضي بفعل ابن أبي
يعفور وخطأ المعلى في أكله إياه .
بيان هذا بعكس ما رواه المفيد والسيد وأحدهما من
اشتباه الرواة وفي الكافي والتهذيب في الرواية المتقدمة ليس ذكر المعلى في آخر
الخبر بل فيهما فقال أيكما الذي أبى فقال أنا قال أحسنت فلا ينافي هذه الرواية.
٢٥ ـ الكفاية في
النصوص ، لعلي بن محمد الخزاز عن علي بن الحسين عن هارون بن موسى عن محمد بن همام
عن الحميري عن عمر بن علي العبدي عن داود الرقي عن يونس بن ظبيان عن الصادق عليهالسلام قال : يا يونس من زعم أن
لله وجها كالوجوه فقد أشرك ومن زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله
فلا تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته .
٢٦ ـ الخرائج ، عن
أحمد بن أبي روح قال : خرجت إلى بغداد في مال لأبي الحسن الخضر بن محمد لأوصله
وأمرني أن أدفعه إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري فأبى أن يأخذ المال وقال صر
إلى أبي جعفر محمد بن أحمد فإنه أمره بأن يأخذه وقد خرج الذي طلبت فجئت إلى أبي
جعفر فأوصلته إليه فأخرج إلي رقعة فيها « بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » وساق الكتاب إلى أن قال والفراء متاع الغنم ما لم يذبح
بأرمنية [ بإرمينية ] تذبحه النصارى على الصليب فجائز لك أن تلبسه إذا ذبحه أخ لك
أو مخالف
__________________
تثق به .
بيان كأن المراد بقوله عليهالسلام تثق به تعتمد عليه
في التسمية بأن يرى وجوبها فيكون مؤيدا لمذهب العلامة ره قال في الدروس لو تركها
يعني التسمية عمدا فهو ميتة إذا كان معتقدا لوجوبها وفي غير المعتقد نظر وظاهر
الأصحاب التحريم ولكنه يشكل بحكمهم بحل ذبيحة المخالف على الإطلاق ما لم يكن
ناصبيا ولا ريب أن بعضهم لا يعتقد وجوبها ويحلل الذبيحة وإن تركها عمدا ولو سمى
غير المعتقد للوجوب فالظاهر الحل ويحتمل عدمه لأنه كغير القاصد للتسمية.
٢٧ ـ البصائر ، عن
الحسن بن محمد عن أبيه محمد بن علي بن شريف عن علي بن أسباط عن إسماعيل بن عباد عن
عامر بن علي الجامعي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام جعلت فداك إنا
نأكل ذبائح أهل الكتاب ولا ندري يسمون عليها أم لا فقال إذا سمعتم قد سموا فكلوا أتدري
ما يقولون على ذبائحهم فقلت لا فقرأ كأنه يشبه بيهودي قد هذها ثم قال بهذا أمروا
فقلت جعلت فداك إن رأيت أن نكتبها قال اكتب نوح ايوا ادينوار يلهين مالحوا اشرسوا
اورضوا بنوامو ستود عال اسحطوا .
بيان
الهذ سرعة القراءة
بهذا أمروا أي من الله وأقول العبارة العبرانية هكذا وجدتها في نسخ البصائر وفيه
تصحيفات كثيرة من الرواة لعدم معرفتهم بتلك اللغة والذي سمعت من بعض المستبصرين
العارف بلغتهم وكان من علمائهم أن الدعاء الذي يتلوه اليهود عند الذبح هكذا
أوردناه مع شرحه.
باروخ
تباركت أتا أنت أدوناى
الله ألوهنو
إلهنا ملخ هاعولام ملك العالمين أشر الذي قدشانوا قدسنا
بميصوتاو بأوامره وصيوانو وأمرنا
عل على هشحيطا الذبح.
٢٨ ـ الدعائم ، عن
جعفر بن محمد عليهالسلام أنه رخص في طعام
أهل الكتاب وغيرهم
__________________
من الفرق إذا كان
الطعام ليس فيه ذبيحة .
وعن أبي جعفر محمد
بن علي عليهالسلام أنه قال : إذا علم
ذلك لم يؤكل .
بيان ذلك إشارة إلى كون الذبيحة فيه والأول محمول على ما إذا لم
يعلم ملاقاتهم له برطوبة.
٢٩ ـ الدعائم ، عن
أبي جعفر عليهالسلام أنه سئل عن ذبيحة
اليهودي والنصراني والمجوسي وذبائح أهل الخلاف فتلا قول الله عز وجل : « فَكُلُوا مِمَّا
ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ » وقال إذا سمعتموهم يذكرون اسم الله عليه فكلوه وما لم
يذكروا اسم الله فلا تأكلوه ومن كان متهما بترك التسمية يرى استحلال ذلك لم يجب
أكل ذبيحته إلا أن يشاهد في حين ذبحها ويذبحها على السنة ويذكر اسم الله عليها فإن
ذبحها بحيث لم تشاهد لم تؤكل .
وروينا عن أبي جعفر
عليهالسلام أنه قال : ذبيحة
اليهودي والنصارى والمجوسي وذبائح أهل الخلاف ذبيحتهم حرام .
والرواية الأولى
شاذة لم يعمل عليها.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه سئل عن اللحم يبتاع
في الأسواق ولا يدرى كيف ذبحه القصابون فلم ير به بأسا إذا لم يطلع منهم على الذبح
بخلاف السنة .
وعنه عليهالسلام أنه كره ذبائح نصارى العرب .
وعن علي عليهالسلام قال : لا يذبح أضحية المسلم
إلا مسلم ويقول عند ذبحها بسم الله والله أكبر « وَجَّهْتُ وَجْهِيَ
لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً » مسلما « وَما أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ
الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ » وأنا من المسلمين .
__________________
٣
(باب)
(حكم الجنين)
١ ـ قرب الإسناد ،
عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه عليهالسلام أنه قال في الجنين إذا أشعر فكل وإلا فلا تأكل .
٢ ـ ومنه ، عن عبد
الله بن الحسن عن جده عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن شاة يستخرج من بطنها ولد بعد موتها هل يصلح
أكله قال لا بأس .
٣ ـ العيون ، بالإسناد
المتقدم فيما كتب الرضا عليهالسلام للمأمون ذكاة
الجنين ذكاة أمه إذا أشعر وأوبر .
٤ ـ التفسير ، قال
علي بن إبراهيم في قوله تعالى « أُحِلَّتْ لَكُمْ
بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ » قال الجنين في بطن أمه إذا أوبر وأشعر فذكاته ذكاة أمه
فذلك الذي عناه الله .
٥ ـ العياشي ، عن
محمد بن مسلم عن أحدهما عليهالسلام قال : في قول الله
« أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ » قال هو الذي في البطن تذبح أمه فيكون في بطنها .
٦ ـ ومنه عن زرارة
عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله « أُحِلَّتْ لَكُمْ
بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ »
__________________
قال هي الأجنة
التي في بطون الأنعام وقد كان أمير المؤمنين عليهالسلام يأمر ببيع الأجنة .
٧ ـ ومنه ، عن
أحمد بن محمد البزنطي قال روى بعض أصحابنا عن أبي عبد الله في قول الله « أُحِلَّتْ لَكُمْ
بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ » قال عليهالسلام الجنين في بطن أمه إذا
أشعر وأوبر فذكاة أمه ذكاته .
٨ ـ المقنع ، إذا
ذبحت ذبيحة في بطنها ولد فإن كان تاما فكل فإن ذكاته ذكاة أمه وإن لم يكن تاما فلا
تأكله وروي إذا أشعر وأوبر فذكاته ذكاة أمه .
تبيان
: قد عرفت سابقا أن
المشهور بين المفسرين أن الإضافة في بهيمة الأنعام إضافة بيان أو الصفة إلى
الموصوف وعلى ما ورد في تلك الأخبار بتقدير من أو اللام ويمكن حملها على أن المراد
أن الجنين أيضا داخل في الآية فالغرض بيان الفرد الخفي أو يكون تحديدا لأول زمان
تسميتها بالبهيمة وحلها فلا ينافي التفسير المشهور ونسب الطبرسي ره تفسير بهيمة الأنعام
بالأجنة إلى أبي جعفر وأبي عبد الله ع.
وقال البيضاوي
معناه البهيمة من الأنعام وهي الأزواج الثمانية وألحق بها الظباء وبقر الوحش وقيل
هما المراد بالبهيمة ونحوها مما يماثل الأنعام في الاجترار وعدم الأنياب وإضافتها
إلى الأنعام لملابسة الشبه انتهى.
وأقول الإضافة على
ما في الخبر أظهر مما ذكره أخيرا بل أولا.
واعلم أن المقطوع
به في كلام الأصحاب أن تذكية الأم تكفي لتذكية الجنين وحله إذا تمت خلقته وأشعر
وأوبر والحكم في الأخبار مختلف ففي بعضها منوط بتمام الخلقة وفي بعضها بالشعر
والوبر وفي بعضها بالشعر وفي بعضها بتمام الخلقة والشعر وكان بينها تلازم فيحصل
الجمع بين الجميع كما قال في
__________________
الدروس ومن تمام
الخلقة الشعر والوبر انتهى.
والمشهور بين
المتأخرين أنه لا فرق بين أن تلجه الروح وعدمه لإطلاق النصوص وقد روى العامة عن
النبي صلىاللهعليهوآله أنه سئل إنا نذبح
الناقة والبقرة والشاة وفي بطنها الجنين أنلقيه أم نأكله فقال كلوه إن شئتم فإن
ذكاة الجنين ذكاة أمه .
وشرط جماعة منهم
الشيخ وأتباعه وابن إدريس مع تمامه أن لا تلجه الروح وإلا لم يحل بذكاة أمه وإطلاق
الأخبار حجة عليهم مع أن هذا الفرض بعيد لأن الروح لا تنفك عن تمام الخلقة غالبا
وحمل الأخبار على هذا الفرض النادر بل غير المتحقق في غاية البعد ولا دليل لهم على
ذلك إلا اشتراط تذكية الحي مطلقا والكلية ممنوعة.
نعم لو خرج من
بطنها مستقر الحياة اعتبر تذكيته كما ذكره الأصحاب والأحوط بل الأقوى في غير مستقر
الحياة أيضا الذبح إذا خرج حيا لما عرفت من عدم الدليل على اعتبار استقرار الحياة.
هذا إذا اتسع
الزمان لتذكيته أما لو ضاق عنها ففي حله وجهان من إطلاق الأصحاب وجوب تذكية مستقر
الحياة أو الحي ومن تنزيله منزلة غير مستقر الحياة أو غير الحي لقصور زمان حياته
ودخوله في عموم الأخبار الدالة على حله بتذكية أمه إن لم يدخل مطلق الحي في عمومها
وكأنه أقوى والأقرب أنه لا تجب المبادرة إلى شق الجوف زائدا على المعتاد ولو لم
تتم خلقته فهو حرام بغير خلاف.
ولا خلاف أيضا في
تحريم الجنين إذا خرج من بطن الميتة ميتة وما ورد في
__________________
حديث علي بن جعفر
كأنه محمول على ما إذا أخرج حيا وذكي أو على ما إذا كان موت أمه بالتذكية.
ثم اعلم أن قوله
عليهالسلام ذكاة الجنين ذكاة
أمه مما روته الخاصة والعامة واللفظ متفق عليه بين الفريقين وإنما الاختلاف في تفسيره
ومعناه.
قال في النهاية في
الحديث ذكاة الجنين ذكاة أمه التذكية الذبح والنحر يقال ذكيت الشاة تذكية والاسم
الذكاة والمذبوح ذكي ويروى هذا الحديث بالرفع والنصب فمن رفعه جعله خبر المبتدأ
الذي هو ذكاة الجنين فلا يحتاج إلى ذبح مستأنف ومن نصب كان التقدير ذكاة الجنين
كذكاة أمه فلما حذف الجار نصب أو على تقدير يذكى تذكية مثل ذكاة أمه فحذف المصدر
وصفته وأقام المضاف إليه مقامه فلا بد عنده من ذبح الجنين إذا خرج حيا ومنهم من
يرويه بنصب الذكاتين أي ذكاة الجنين ذكاة أمه انتهى.
وقال في شرح جامع
الأصول قيل لم يرو أحد من الصحابة ومن بعدهم أنه يحتاج إلى ذبح مستأنف غير ما روي
عن أبي حنيفة وقال الشهيد الثاني في الروضة والصحيح رواية وفتوى أن ذكاة
الثانية مرفوعة خبرا عن الأولى فتحصر ذكاته في ذكاتها لوجوب انحصار المبتدأ في
خبره فإنه إما مساو أو أعم وكلاهما يقتضي الحصر والمراد بالذكاة هنا السبب المحلل
للحيوان كذكاة السمك والجراد وامتناع ذكيت الجنين إن صح فهو محمول على معنى الظاهر
وهو فري الأعضاء المخصوصة أو يقال
__________________
إن إضافة المصادر
تخالف إضافة الأفعال للاكتفاء فيها بأدنى ملابسة ولهذا صح لله على الناس حج البيت وصوم
شهر رمضان ولم يصح حج البيت وصيام رمضان بجعلهما فاعلين.
وربما أعربها
بعضهم بالنصب على المصدر أي ذكاته كذكاة أمه فحذف الجار ونصب مفعولا وحينئذ فيجب
تذكيته كتذكيتها وفيه مع التعسف مخالفة لرواية الرفع دون العكس لإمكان كون الجار
المحذوف في أي داخلة في ذكاة أمه جمعا بين الروايتين مع أنه الموافق لرواية أهل
البيت عليهمالسلام وهم أدرى بما في
البيت.
٩ ـ الدعائم ، عن
أبي عبد الله عليهالسلام أنه سئل عن قول
الله عز وجل « أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ » قال الجنين في بطن أمه إذا أشعر وأوبر فذكاتها ذكاته وإن
لم يشعر ولم يوبر فلا يؤكل .
٤
(باب)
(ما يحرم من الذبيحة وما يكره)
١ ـ الخصال ، عن
محمد بن علي بن الشاه عن أبي حامد عن أحمد بن خالد الخالدي عن محمد بن أحمد بن
صالح التميمي عن أبيه عن محمد بن حاتم القطان عن حماد بن عمرو عن جعفر بن محمد عن
أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال في وصيته له يا
علي حرم من الشاة سبعة أشياء الدم والمذاكير والمثانة والنخاع والغدد والطحال
والمرارة .
بيان
: قال الجوهري الذكر
العوف والجمع مذاكير على غير قياس كأنهم فرقوا بين الذكر الذي هو الفحل وبين الذكر
الذي هو العضو في الجمع وقال الأخفش هو من الجمع الذي ليس له واحد مثل العباديد
والأبابيل انتهى.
__________________
وأقول كأن الجمع
هنا ليس لتعدد الأشخاص بل غلب الذكر على الخصيتين فجمع بقرينة إفراد قرأنه كلها كما ورد في خبر
عامي فغسل مذاكيره قال الكرماني في شرح البخاري إشارة إلى تعميم غسل الخصيتين
وحواليهما معه وقال في النهاية فيه أنه كره من الشاة سبعا الدم والمرار وكذا وكذا
المرار جمع المرارة وهي التي في جوف الشاة وغيرها فيها ماء أخضر مر قيل هي لكل
حيوان إلا الجمل وقال القتيبي أراد المحدث أن يقول الأمر وهو المصارين
فقال المرار وليس بشيء.
٢ ـ الخصال ، عن
أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد الأشعري عن محمد بن هارون عن أبي
يحيى الواسطي بإسناده رفعه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أنه مر بالقصابين
فنهاهم عن بيع سبعة أشياء من الشاة نهاهم عن بيع الدم والغدد وآذان الفؤاد والطحال
والنخاع والخصى والقضيب فقال له رجل من القصابين يا أمير المؤمنين ما الكبد
والطحال إلا سواء فقال له كذبت يا لكع ائتني بتورين من ماء آتك بخلاف ما بينهما
فأتى بكبد وطحال وتورين من ماء فقال امرس كل واحد منهما في إناء على حدة فمرسا
جميعا كما أمر به فانقبضت الكبد ولم يخرج منها شيء ولم ينقبض الطحال وخرج ما فيه
كله وكان دما كله وبقي جلدة وعروق فقال هذا خلاف ما بينهما هذا لحم وهذا دم .
توضيح قال الجوهري الخصية واحدة الخصى وكذلك الخصية بالكسر وأنكر
أبو عبيد الكسر قال وسمعت خصياه ولم يقولوا خصي للواحد وقال الفيروزآبادي
__________________
الخصي والخصية
بضمهما وكسرهما من أعضاء التناسل وهاتان خصيتان وخصيان والجمع خصى.
٣ ـ الخصال ، عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد الأشعري عن أحمد بن
هلال عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جده عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يكره أكل خمسة الطحال
والقضيب والأنثيين والحياء وآذان القلب .
٤ ـ ومنه ، عن
أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه عن محمد بن أحمد الأشعري عن يعقوب بن يزيد عن
ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا يؤكل من
الشاة عشرة أشياء الفرث والدم والطحال والنخاع والغدد والقضيب والأنثيان والرحم
والحياء والأوداج أو قال العروق .
بيان
: في القاموس الحياء
الفرج من ذوات الخف والظلف والسباع وقد يقصر انتهى والظاهر أن المراد به فرج
الأنثى ويحتمل شموله لحلقة الدبر من الذكر والأنثى قال في المصباح حياء الشاة
ممدود وقال أبو زيد الحياء اسم للدبر من كل أنثى من ذوات الظلف والخف وغير ذلك
وقال الفارابي في باب فعاء الحياء فرج الجارية والناقة.
٥ ـ الخصال ، عن
ستة من مشايخه عن أحمد بن يحيى بن زكريا عن بكر بن عبد الله عن تميم بن بهلول عن
أبي معاوية عن الأعمش عن الصادق عليهالسلام قال : الطحال حرام
لأنه دم .
٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن سعد عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير
ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام لا تأكلوا الطحال
فإنه بيت الدم الفاسد واتقوا الغدد من اللحم فإنه
__________________
يحرك عرق الجذام .
٨ ـ العيون ، عن عبد
الواحد بن محمد بن عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليهالسلام فيما كتب للمأمون يحرم
الطحال فإنه دم .
٨ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي بن الشاه عن أبي بكر بن عبد الله عن عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه
وعن أحمد بن إبراهيم الخوزي عن إبراهيم بن مروان عن جعفر بن محمد بن زياد عن أحمد
بن عبد الله الهروي وعن الحسين بن محمد الأشناني عن علي بن محمد بن مهرويه عن داود
بن سليمان الفراء جميعا عن الرضا عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله لا يأكل الكليتين من غير
أن يحرمهما لقربهما من البول .
صحيفة الرضا
بالإسناد عنه عليهالسلام مثله .
٩ ـ العلل ، عن
علي بن حاتم عن الحسين بن علي بن زكريا عن محمد بن صدقة عن موسى بن جعفر عن أبيه
عن محمد بن علي عليهالسلام مثله .
١٠ ـ العيون
والعلل ، بالأسانيد المتقدمة في علل ابن سنان عن الرضا عليهالسلام حرم الطحال لما فيه من
الدم .
١١ ـ العلل ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله
الأصم عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام إذا اشترى أحدكم
اللحم فليخرج منه الغدد فإنه يحرك عرق
__________________
الجذام .
١٢ ـ ومنه ، عن
محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن أبان بن عثمان قال : قلت لأبي عبد
الله عليهالسلام كيف صار الطحال
حراما وهو من الذبيحة فقال إن إبراهيم هبط عليه الكبش من ثبير وهو جبل بمكة ليذبحه
أتاه إبليس فقال له أعطني نصيبي من هذا الكبش قال وأي نصيب لك وهو قربان لربي
وفداء لابني فأوحى الله عز وجل إليه أن له فيه نصيبا وهو الطحال لأنه مجمع الدم
وحرم الخصيتان لأنهما موضع للنكاح ومجرى للنطفة فأعطاه إبراهيم الطحال والأنثيين
وهما الخصيتان.
قال قلت فكيف حرم
النخاع قال لأنه موضع الماء الدافق من كل ذكر وأنثى وهو المخ الطويل الذي يكون في
فقار الظهر.
قال أبان ثم قال
أبو عبد الله عليهالسلام يكره من الذبيحة
عشرة أشياء منها الطحال والأنثيان والنخاع والدم والجلد والعظم والقرن والظلف
والغدد والمذاكير وأطلق في الميتة عشرة أشياء الصوف والشعر والريش والبيضة والناب
والقرن والظلف والإنفحة والإهاب واللبن وذلك إذا كان قائما في الضرع .
بيان
: وحرم الخصيتان
الظاهر أن حرم زيد من النساخ وقال في القاموس الإهاب ككتاب الجلد أو ما لم يدبغ
انتهى وأقول ذكر الجلد والقرن والظلف في الموضعين إما لبيان أنها ليست محرمة بل
مكروهة وسائرها محرمة فإن الكراهة في عرف الحديث أعم من الحرمة والكراهة والمراد
في الأول كراهة الأكل وفي الثاني جواز الاستعمال وعلى التقديرين الإهاب محمول على
التقية لذهاب أكثر العامة إلى جواز استعماله بعد الدباغة وإن كان من الميتة ويمكن
أن يحمل الإهاب على جلد الإنفحة كما ستعرف.
١٤ ـ العلل ، عن
محمد بن الحسن عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد
__________________
الأشعري عن علي بن
الريان عن عبيد الله بن عبد الله الواسطي عن واصل بن سليمان أو عن درست يرفعه إلى
أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له لم
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يحب الذراع أكثر
من حبه لسائر أعضاء الشاة قال فقال لأن آدم قرب قربانا عن الأنبياء من ذريته فسمى
لكل نبي عضوا وسمى لرسول الله صلىاللهعليهوآله الذراع فمن ثم كان
يحب الذراع ويشتهيها ويحبها ويفضلها .
وفي حديث آخر أن
رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يحب الذراع
لقربها من المرعى وبعدها من المبال .
١٥ ـ البصائر ، عن
إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد عن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يحب الذراع والكتف ويكره
الورك لقربها من المبال .
١٦ ـ المحاسن ، عن
يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن القاسم بن محمد عن العلاء عن محمد بن
مسلم عن مسمع عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : اتقوا الغدد
من اللحم فلربما حرك عرق الجذام .
١٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليهالسلام قال : حرم من الشاة سبعة
أشياء الدم والخصيتان والقضيب والمثانة والطحال والغدد والمرارة .
١٨ ـ ومنه ، عن
السياري عن محمد بن جمهور العمي عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : حرم من الذبيحة
سبعة أشياء وأحل من الميتة اثنتا عشرة شيئا فأما ما يحرم من الذبيحة فالدم والفرث
والغدد والطحال والقضيب والأنثيان والرحم وأما ما يحل من الميتة فالشعر والصوف
والوبر والناب والقرن والضرس والظلف والبيض والإنفحة والظفر والمخلب والريش .
__________________
بيان
قال في القاموس
المخلب ظفر كل سبع من الماشي والطائر أو هو لما يصيد من الطير والظفر لما لا يصيد.
١٩ ـ طب الأئمة ، عن
محمد بن جعفر البرسي عن محمد بن يحيى الأرمني عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن
أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله إياكم وأكل الغدد
فإنه يحرك الجذام وقال عوفيت اليهود لتركهم أكل الغدد .
٢٠ ـ الهداية ، لا
يؤكل من الشاة عشرة أشياء الفرث والدم والطحال والنخاع والغدد والقضيب والأنثيان
والرحم والحياء والأوداج وروي العروق .
٢١ ـ الدعائم ، عن
أبي عبد الله عليهالسلام أنه كره أكل الغدد
ومخ الصلب والطحال والمذاكير والقضيب والحياء وداخل الكلى .
تنقيح
وتوضيح : قال العلامة في
المختلف قال الشيخ في النهاية يحرم من الإبل والبقر والغنم وغيرها مما يحل أكله
وإن كانت مذكاة الدم والفرث والمرارة والمشيمة والفرج ظاهره وباطنه والقضيب
والأنثيان والنخاع والعلباء والغدد وذات الأشاجع والحدق والخرزة تكون في الدماغ
وكذا قال ابن إدريس وزاد فيه المثانة وهو موضع البول ومحقنه وشيخنا المفيد ره قال
لا يؤكل من الأنعام والوحوش الطحال لأنه مجمع الدم الفاسد ولا يؤكل القضيب
والأنثيان ولم يتعرض لغيرها.
وقال الصدوق واعلم
أن في الشاة عشرة أشياء لا تؤكل الفرث والدم والنخاع والطحال والغدد والقضيب
والأنثيان والرحم والحياء والأوداج وروي العروق وفي حديث آخر مكان الحياء الجلد
وقال سلار ولا يؤكل الطحال
__________________
ولا القضيب ولا
الأنثيان ولم يتعرض لغيرها كشيخه المفيد.
وقال السيد
المرتضى مما انفردت به الإمامية تحريم أكل الطحال والقضيب والخصيتين والرحم
والمثانة وابن البراج تابع شيخنا أبا جعفر إلا أنه أسقط الدم لظهوره فإن تحريمه
مستفاد من نص القرآن.
وقال ابن الجنيد
ويكره من الشاة أكل الطحال والمثانة والغدد والنخاع والرحم والقضيب والأنثيين ولم
ينص على التحريم وإن كان لفظ يكره يستعمل في التحريم أحيانا وابن حمزة تابع الشيخ
في النهاية وقال الشيخ في الخلاف الطحال والقضيب والخصيتان والرحم والمثانة والغدد
والعلباء والخرز يكون في الدماغ عندنا محرم ولم يتعرض فيه لغيرها وجعل أبو الصلاح
النخاع والعروق والمرارة وحبة الحدقة وخرزة الدماغ مكروهة.
والمشهور ما قال
الشيخ في النهاية لاستخباثها فتكون محرمة ثم ذكر بعض الروايات في ذلك ثم قال وهذه
الأخبار لم تثبت عندي صحة رجالها فالأقوى الاقتصار في التحريم على الطحال والدم
والقضيب والفرث والأنثيين والفرج والمثانة والمرارة والمشيمة والكراهة في الباقي
عملا بأصالة الإباحة وبعمومات « قُلْ لا أَجِدُ فِي
ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً » « أُحِلَّتْ لَكُمْ
بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ » « فَكُلُوا مِمَّا
ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ » انتهى.
وقال الشهيدان رفع
الله درجتهما في اللمعة والروضة يحرم من الذبيحة خمسة عشر شيئا الدم والطحال بكسر
الطاء والقضيب وهو الذكر والأنثيان وهما البيضتان والفرث وهو الروث في جوفها
والمثانة بفتح الميم مجمع البول والمرارة بفتح الميم التي تجمع المرة الصفراء
بكسرها معلقة مع الكبد كالكيس والمشيمة بفتح الميم بيت الولد ويسمى الغرس بكسر
الغين المعجمة وأصلها مفعلة فسكنت
__________________
الياء والفرج
الحياء ظاهره وباطنه والعلباء بالمهملة المكسورة فاللام الساكنة فالباء الموحدة
فالألف الممدودة عصبتان عريضتان ممدودتان من الرقبة إلى عجب الذنب والنخاع مثلث
النون الخيط الأبيض في وسط الظهر ينظم خرز السلسلة في وسطها وهو الوتين الذي لا
قوام للحيوان بدونه.
والغدد بضم الغين
المعجمة التي في اللحم وتكثر في الشحم وذات الأشاجع وهي أصول الأصابع التي تتصل
بعصب ظاهر الكف وفي الصحاح جعلها الأشاجع بغير مضاف والواحد أشجع وخرزة الدماغ
بكسر الدال وهي المخ الكائن في وسط الدماغ شبه الدودة بقدر الحمصة تقريبا يخالف
لونها لونه وهي تميل إلى الغبرة والحدق يعني حبة الحدقة وهو الناظر من العين لا
جسم العين كله.
ثم قال الشهيد
الثاني ره تحريم هذه الأشياء كلها ذكره الشيخ غير المثانة فزادها ابن إدريس وتبعه
جماعة منهم المصنف ومستند الجميع غير واضح لأنه روايات يتلفق من جميعها ذلك بعض
رجالها ضعيف وبعضها مجهول والمتيقن منها تحريم ما دل عليه دليل خارج كالدم وفي
معناه الطحال وتحريمها ظاهر من الآية وكذا ما استخبث منها كالفرث والفرج والقضيب
والأنثيين والمثانة والمرارة والمشيمة وتحريم الباقي يحتاج إلى دليل والأصل يقتضي
عدمه والروايات يمكن الاستدلال بها على الكراهة لسهولة خطبها إلا أن يدعى استخباث
الجميع.
واحترز بقوله من الذبيحة
من نحو السمك والجراد فلا يحرم منه شيء من المذكورات للأصل وشمل ذلك كبير الحيوان
المذبوح كالجزور وصغيره كالعصفور ويشكل الحكم بتحريم جميع ما ذكر مع عدم تميزه
لاستلزامه تحريم جميع أو أكثره للاشتباه والأجود اختصاص الحكم بالنعم ونحوها من
الحيوان الوحشي دون العصفور وما أشبهه.
وقالا ويكره أكل
الكلى بضم الكاف وقصر الألف جمع كلية وكلوة بالضم فيهما والكسر لحن عن ابن السكيت
وأذنا القلب والعروق انتهى.
وقال الشهيد ره في
شرح الإرشاد لا خلاف في تحريم الدم والطحال والقضيب
والأنثيين وقال
بعد إيراد مذهب الصدوق ره قال أهل اللغة الحياء بالمد رحم الناقة وجمعه أحيية ولعل
الصدوق أراد به ظاهر الفرج وبالرحم باطنه وقيل المراد بالرحم المشيمة في الروايات
وليس ببعيد.
ثم إن الخباثة
التي ادعوها في أكثر المذكورات غير مسلم بل حصل تنفر الطباع في أكثرها لقول أكثر
الأصحاب بحرمتها مع أنك قد عرفت ما أسلفنا من الكلام في تحريم الخبيث ومعناه ومذهب
المفيد رحمهالله لا تخلو من قوة مع انضمام الدم المسفوح والفرث وكأنه
تركهما للظهور أو لعدم كونهما من أجزاء الذبيحة لأن الدم يحرم بعد الانفصال وقبل
الموت والأحوط الاجتناب عن الجميع لا سيما المرارة والحياء والمشيمة والغدد
والنخاع.
وأما العروق فلعل
المراد بها الأوداج كما ورد في بعض الأخبار مكانها أو العروق الكبيرة وإلا فيشكل
الاحتراز عنها إلا بأن تقطع اللحوم خيوطا كما تفعله اليهود.
وأما الجلد الذي
ورد في بعض الأخبار ومال إلى تحريمه بعض المعاصرين من المحدثين فهو ضعيف لأن قول
الصدوق في حديث آخر خبر مرسل ويمكن أن يحمل على جلد الفرج أو على جلد الميتة أو
على الكراهة.
٢٢ ـ العلل ، عن
أبيه ومحمد بن الحسن عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن إسماعيل
عن صفوان بن يحيى الأزرق قال : قلت لأبي إبراهيم
عليهالسلام الرجل يعطي
الأضحية من يسلخها بجلدها قال لا بأس به إنما قال الله عز وجل : « فَكُلُوا مِنْها
وَأَطْعِمُوا » والجلد لا يؤكل ولا يطعم .
بيان قد يستدل بهذا الخبر على تحريم الجلد ولا دلالة فيه إذ
يحتمل أن يكون المراد عدم جري العادة بأكله لا حرمته وأيضا الجلد الذي يعطى الجزار
وهو ما عدا جلد الرأس والذي يؤكل جلد الرأس وبالجملة بهذا الخبر المجمل
__________________
لا يمكن تخصيص
الآيات والأخبار الكثيرة الدالة على الحلية.
ثم اعلم أن النسخ
التي عندنا عن صفوان بن يحيى الأزرق والظاهر أنه كان عن صفوان عن يحيى أو صفوان بن
يحيى عن يحيى لأنه لم يوصف صفوان ولا أبوه بالأزرق بل صفوان يروي عن يحيى بن عبد
الرحمن الأزرق وهو أيضا ثقة وهذه الرواية في التهذيب وقعت مرارا ويظهر من الفقيه
أن صفوان يروي عن يحيى بن حسان الأزرق وهو إن لم يكن موثقا لكن الصدوق ره اعتمد
على كتابه وذكر طريقه إليه.
٢٣ـ غيبة الشيخ ، قال
روى محمد بن علي الشلمغاني في كتاب الأوصياء عن حمزة بن نصير خادم أبي الحسن عليهالسلام عن أبيه قال : لما ولد
السيد عليهالسلام يعني المهدي تباشر
الدار بذلك فلما نشأ خرج إلي الأمر أن أبتاع كل يوم مع اللحم قصب مخ وقيل إن هذا
لمولانا الصغير عليهالسلام
.
٥
(باب)
(حكم البيوض وخواصها)
١ ـ قرب الإسناد ،
عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عليهالسلام قال : سئل عن بيض
طير الماء فقال ما كان من بيض طير الماء مثل بيض الدجاج على خلقته إحدى رأسيه
مفرطح فكل وإلا فلا .
بيان
: قال في القاموس
فرطحه عرضه ورأس فرطاح ومفرطح كمسرهد عريض وفي بعض النسخ قبل قوله عريض هكذا قال
الجوهري وهو سهو والصواب مفلطح باللام انتهى ويظهر من الخبر أن الصواب ما قاله الجوهري ولا خلاف
__________________
بين الأصحاب في أن
البيوض تابعة للحيوان في الحل والحرمة ومع الاشتباه تؤكل ما اختلف طرفاه لا ما
اتفق وتدل عليه أخبار كثيرة.
والمشهور أن بيض
السمك المحلل حلال والمحرم حرام ومع الاشتباه يؤكل ما كان خشنا لا ما كان أملس
وكثير من الأصحاب لم يقيدوا التفصيل بحال الاشتباه بل أطلقوا وابن إدريس أنكر ذلك
قال في السرائر قد ذهب أصحابنا إلى أن بيض السمك ما كان منه خشنا فإنه يؤكل ويجتنب
الأملس والمنماع ولا دليل على صحة هذا القول من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا خلاف
أن جميع ما في بطن السمك طاهر ولو كان ذلك صحيحا لما حلت الصحناة انتهى .
وأقول لم أر رواية
تدل على هذا الاعتبار والظاهر أن إطباق أكثرهم عليه مستند إلى رواية والتعويل عليه
مشكل فما علم أنه مأخوذ من سمك محلل فهو محلل وما علم أنه من محرم فالظاهر تحريمه
وأما المشتبه فقد عرفت حكمه مطلقا وأن ظاهر عموم الآيات والأخبار حله فالظاهر هنا
الحل أيضا لا سيما إذا كان خشنا والأحوط اجتنابه مطلقا.
قال في المختلف
قال شيخنا المفيد ويؤكل من بيض السمك ما كان خشنا ويجتنب منه الأملس والمنماع وقال
سلار بيض السمك على ضربين خشن وأملس فالأول حل والثاني حرام وكذا قال ابن حمزة ثم
ذكر كلام ابن إدريس فقال والمعتمد الإباحة لعموم قوله تعالى « أُحِلَّ لَكُمْ
صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ » ولم يبلغنا في
__________________
الأحاديث المعول
عليها ما ينافي هذا العموم فوجب المصير إليه انتهى.
وأقول الظاهر أن
حكم الفاضلين بالإباحة في البيض المحلل لا مطلقا.
٢ ـ قرب الإسناد ،
عن عبد الله بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه موسى
عليهالسلام قال : سألته عن
بيض أصابه رجل من أجمة لا يدري بيض ما هو هل يصلح أكله فقال إذا اختلف رأساه فلا
بأس وإن كان الرأسان سواء فلا يحل أكله .
٣ ـ الخصال ، عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب
عن الحكم بن مسكين عن أبي سعيد المكاري عن سلمة بياع الجواري عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن البيض أي
شيء يحرم منه قال كل ما لم تعرف رأسه من استه فلا تأكله .
٤ ـ ومنه ، بالسند
المتقدم مرارا عن الأعمش قال قال الصادق عليهالسلام يؤكل من البيض ما
اختلف طرفاه ولا يؤكل ما استوى طرفاه .
٥ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد الأشعري عن موسى بن عمر عن ابن أبي
عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ثلاثة يهزلن
إدمان أكل البيض والسمك والطلع الخبر .
٦ ـ تحف العقول ، عن
الصادق عليهالسلام قال : أما ما يجوز
أكله من البيض فكل ما اختلف طرفاه فحلال أكله وما استوى طرفاه فحرام أكله .
٧ ـ البصائر ، ودلائل
الطبري عن الهيثم النهدي عن إسماعيل بن مهران عن رجل من أهل بيرما قال : كنت عند
أبي عبد الله عليهالسلام فودعته وخرجت حتى
بلغت الأعوص ثم ذكرت حاجة لي فرجعت إليه والبيت غاص بأهله وكنت أردت أن
__________________
أسأله عن بيوض
ديوك الماء فقال لي يابت يعني البيض وعاناميتا يعني ديوك الماء بناحل يعني لا تأكل
.
بيان يدل على تحريم ديوك الماء وبيضها وكأنها مما ليست فيه صفات
الحل وهو محمول على الكراهة.
٨ ـ المحاسن ، عن
علي بن الحكم عن أبيه عن سعد عن الأصبغ عن علي عليهالسلام قال : إن نبيا من
الأنبياء شكا إلى الله تعالى قلة النسل في أمته فأمره أن يأمرهم بأكل البيض ففعلوه
فكثر النسل فيهم .
٩ ـ ومنه ، عن أبي
القاسم الكوفي ويعقوب بن يزيد عن القندي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شكا نبي من
الأنبياء إلى ربه قلة الولد فأمره بأكل البيض .
١٠ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى اليقطيني عن عبد الله الدهقان عن درست عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد
الله عليهالسلام أن نبيا من
الأنبياء شكا إلى الله قلة النسل فقال له كل اللحم بالبيض .
١١ ـ ومنه ، عن
أبيه عن أحمد بن النضر عن محمد بن عمر بن أبي حسنة الجمال قال : شكوت إلى أبي الحسن
عليهالسلام قلة الولد فقال
استغفر الله وكل البيض بالبصل .
١٢ ـ ومنه ، عن
علي بن حسان عن موسى بن بكر قال سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول أكثروا من
البيض فإنه يزيد في الولد .
١٣ ـ ومنه ، عن
نوح بن شعيب عن كامل عن محمد بن إبراهيم الجعفي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من عدم الولد
فليأكل البيض وليكثر منه .
١٤ ـ ومنه ، عن
جعفر بن محمد عن يونس بن مرازم قال : ذكر عند أبي عبد الله عليهالسلام البيض فقال أما إنه خفيف
يذهب بقرم اللحم .
١٥ ـ ومنه ، عن
محمد بن إسماعيل عن جعفر بن محمد بن حكيم عن مرازم مثله
__________________
وزاد فيه وليست له
غائلة اللحم .
بيان القرم محركة شدة شهوة اللحم والغائلة الشر والفساد.
١٦ ـ المحاسن ، عن
محمد بن عيسى عن أبيه عن جده وهو عن ميسر بن عبد العزيز عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : مح البيض خفيف
والبياض ثقيل .
بيان
: المح في أكثر
النسخ بالحاء المهملة وفي بعضها بالخاء المعجمة وكأنه تصحيف أو على الاستعارة
تشبيها لصفرة البيض بمخ العظم قال في القاموس في المهملة المح بالضم خالص كل شيء
وصفرة البيض كالمحة أو ما في البيض كله وقال في المعجمة المخ بالضم نقي العظم
والدماغ وخالص كل شيء.
١٧ ـ المحاسن ، عن
يوسف بن السخت البصري عن محمد بن جمهور عن حمران بن أعين قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إن أناسا يزعمون أن صفرة
البيض أخف من البياض فقال عليهالسلام إلى ما يذهبون في
ذلك فقلت يزعمون أن الريش من البياض وأن العظم والعصب من الصفرة فقال أبو عبد الله
عليهالسلام فالريش أخفها .
بيان يمكن أن يكون الغرض في هذا الخبر بيان جهلهم بالعلة وإن
كان أصل الحكم حقا أو يكون الخبر الأول محمولا على التقية وحاصل كلامه
عليهالسلام أن تعليلهم يعطي
نقيض مدعاهم لأن الريش أخف أجزاء الطير والخفيف يحصل من الخفيف فالبياض أخف.
١٨ ـ فقه الرضا ، قال
عليهالسلام يؤكل من البيض ما
اختلف طرفاه.
١٩ ـ الخرائج ، روي
عن إسماعيل بن مهران قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام أودعه وكنت حاجا
في تلك السنة فخرجت ثم ذكرت شيئا أردت أن أسأله عنه فرجعت إليه ومنزله غاص بالناس
وكان ما أسأله عنه بيض طير الماء فقال لي من غير سؤال لا تأكل بيض طير الماء .
٢٠ ـ المناقب ، سئل
الباقر عليهالسلام أنه وجد في جزيرة
بيض كثير فقال كل ما
__________________
اختلف طرفاه ولا
تأكل ما استوى طرفاه .
٢١ ـ المكارم ، عن
علي بن أحمد بن أشيم قال : شكوت إلى الرضا عليهالسلام قلة استمرائي
الطعام قال كل مح البيض ففعلت فانتفعت به .
وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من عدم الولد
فليأكل البيض وليكثر منه .
وعن علي عليهالسلام قال : إن نبيا من
الأنبياء شكا إلى الله تعالى قلة النسل في أمته فأمره الله عز وجل أن يأمرهم أن
يأكلوا الخبز بالبيض .
وعن زرارة قال : سألت
أبا جعفر عليهالسلام عن البيض في
الآجام فقال ما استوى طرفاه فلا تأكل وما اختلف طرفاه فكل .
٢٢ ـ الهداية ، كل
من البيض ما اختلف طرفاه ولا تأكل ما استوى طرفاه .
٢٣ ـ الدعائم ، عن
جعفر بن محمد عليهالسلام قال : ما كان من
البيض مختلف الطرفين فحلال أكله وما استوى طرفاه فهو من بيض ما لا يؤكل لحمه .
٦
(باب)
(حكم ما لا تحله الحياة من الميتة ومما لا يؤكل لحمه)
١ ـ الخصال ، عن
علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جده أحمد عن
أبيه عن ابن أبي عمير يرفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : عشرة أشياء
من الميتة ذكية العظم والشعر والصوف والريش والقرن والحافر والبيض والإنفحة واللبن
والسن .
__________________
٢ ـ قرب الإسناد ، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن
صدقة عن الصادق عليهالسلام عن أبيه عن جابر
بن عبد الله الأنصاري أن دباغة الصوف والشعر غسله بالماء وأي شيء يكون أطهر من
الماء .
بيان
حمل على ملاقاتهما
الميتة بالرطوبة أو على الاستحباب.
٣ ـ قرب الإسناد ،
عن السندي بن محمد عن أبي البختري عن جعفر عن أبيه
عليهالسلام أن عليا سئل عن
شاة ماتت فحلب منها لبن فقال علي عليهالسلام إن ذلك الحرام
محضا .
٤ ـ ومنه ، عن
السندي عن أبي البختري عن جعفر عن أبيه عليهالسلام قال : لا بأس بما ينتف من
الطير والدجاج ينتفع به للعجين وأذناب الطواويس وأعراف الخيل وأذنابها .
٥ ـ ومنه ، بالسند
المتقدم عن جعفر عن أبيه أن عليا عليهالسلام قال : غسل صوف الميت
ذكاته .
٦ ـ المحاسن ، عن
السياري عن محمد بن جمهور العمي عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أحل من الميتة
اثنتا عشرة شيئا الشعر والصوف والوبر والناب والقرن والضرس والظلف والبيض والإنفحة
والظفر والمخلب والريش .
بيان في القاموس الوبر محركة صوف الإبل والأرانب ونحوهما انتهى
وذكر الضرس بعد الناب تعميم بعد التخصيص والظلف هو المشقوق الذي يكون في أرجل
الشاة والبقر ونحوهما انتهى ولعل المراد هنا ما يشمل الحافر وكان التخصيص لأن
المراد بالميتة ميتة ما يعتاد أكله من الأنعام وليس لها حافر وعدم ذكر العظم كأنه
لما يتشبث به من أجزاء الميتة ودسوماتها والمخ الذي فيه وبعد خلوه عنها طاهر.
__________________
٧ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال : سألته عن الثنية تنفصم وتسقط أيصلح
أن يجعل مكانها سن شاة فقال إن شاء فليضع مكانها سنا بعد أن تكون ذكية .
توضيح الفصم بالفاء والقاف الكسر والانفصام بهما التكسر وفي بعض
النسخ بالأول وفي بعضها بالثاني وكأن التقيد بالتذكية للاستحباب أو المراد بها
الطهارة بأن يكون المراد بالسن في كلامه عليهالسلام أعم من سن الشاة .
٨ ـ المناقب ، العياشي عن عمار
الدهني عن أبي الصهباء قال : قام ابن الكواء إلى علي عليهالسلام وهو على المنبر
وقال إني وطئت دجاجة ميتة فخرجت منها بيضة فآكلها قال لا قال فإن استحضنتها فخرج
منها فرخ آكله قال نعم قال فكيف قال لأنه حي خرج من الميت وتلك ميتة خرجت من ميتة .
مشارق الأنوار ، عن
ابن الكواء مثله.
بيان لأنه حي أي استحيل وطهر بالاستحالة والحديث عامي ويمكن حمل
النهي على الكراهة أو التقية.
٩ ـ المكارم ، عن
عبد الله بن سليمان قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن العاج قال لا
بأس به وإن لي منه لمشطا .
وعن القاسم بن
الوليد قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن عظام الفيل
مداهن وأمشاط قال لا بأس .
__________________
من طب الأئمة ، روي عن أبي الحسن العسكري
عليهالسلام أنه قال : التسريح
بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس الخبر .
بيان العاج عظم الفيل ذكره الجوهري والفيروزآبادي وقال في
النهاية فيه أنه كان له مشط من العاج العاج الذبل وقيل شيء يتخذ من ظهر السلحفاة
البحرية فأما العاج الذي هو عظم الفيل فنجس عند الشافعي وطاهر عند أبي حنيفة انتهى
وفي الصحاح الذبل شيء كالعاج وهو ظهر السلحفاة البحرية يتخذ منه السوار انتهى
وأقول الظاهر أن المراد بالعاج عظم الفيل وكأنه شامل لسنه أيضا والقائل من العامة
بنجاسته أوله بظهر السلحفاة فيدل الأخبار بإطلاقها على جواز استعماله سواء اتخذ من
مذكى أو غيره وعلى طهارة الفيل على القول بنجاسة ما لا تحله الحياة من نجس العين.
قال في المصباح
العاج أنياب الفيلة قال الليث ولا يسمى غير الناب عاجا والعاج ظهر السلحفاة
البحرية وعليه يحمل قوله إنه كان لفاطمة صلوات الله عليها سوار من عاج ولا يجوز حمله
على أنياب الفيلة لأن أنيابها ميتة بخلاف السلحفاة والحديث حجة لمن يقول بالطهارة.
١٠ ـ المكارم ، عن
عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن
الرجل ينفصم سنه أيصلح له أن يشدها بذهب وإن سقطت أيصلح أن يجعل مكانها سن
__________________
شاة قال نعم إن
شاء ليشدها بعد أن تكون ذكية .
وعن الحلبي عنه
عليهالسلام مثله .
وعن زرارة عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : سأله أبي
وأنا حاضر عن الرجل يسقط سنه فيأخذ من أسنان ميت فيجعله مكانه قال لا بأس .
وعن قتيبة بن محمد
قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إنا نلبس هذا الخز
وسداه إبريسم قال وما بأس بإبريسم إذا كان معه غيره قد أصيب الحسين
عليهالسلام وعليه جبة خز
وسداه إبريسم قلت أنا ألبس هذه الطيلسانة البربرية وصوفها ميت قال ليس في الصوف روح ألا
ترى أنه يجز ويباع وهو حي .
١١ ـ الهداية ، عشرة
أشياء من الميتة ذكية العظم والشعر والصوف والريش والقرن والحافر والبيض والإنفحة
واللبن والسن .
١٢ نوادر الراوندي
، عن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني عن محمد بن الحسن التميمي عن سهل بن أحمد
الديباجي عن محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي عن موسى بن إسماعيل بن موسى عن أبيه عن
جده موسى بن جعفر عن أبيه عليهالسلام قال قال علي عليهالسلام ما لا نفس له سائلة إذا
مات في الإدام فلا بأس بأكله .
وسئل
عليهالسلام عن الزيت يقع فيه
شيء له دم فيموت فقال يبيعه لمن يعمله صابونا .
بيان
يدل على جواز
استعمال المتنجس فيما لا يشترط فيه الطهارة وعلى طهارة غير ذي النفس السائلة.
__________________
١٣ ـ الدعائم ، عن
علي عليهالسلام أنه رخص في الإدام
والطعام يموت فيه حشاش الأرض والذباب وما لا دم له وقال لا ينجس ذلك شيئا ولا
يحرمه فإن مات فيه ما له دم وكان مائعا فسد وإن كان جامدا فسد منه ما حوله وأكلت
بقيته .
تذييل
وتفصيل قال في الروضة
تحرم الميتة أكلا واستعمالا إجماعا ويحل منها عشرة أشياء متفق عليها وحادي عشر
مختلف فيه وهي الصوف والشعر والوبر والريش فإن جز فهو طاهر وإن قلع غسل أصله
المتصل بالميتة لاتصاله برطوبتها والقرن والظلف والسن والعظم وهذه مستثناة من جهة
الاستعمال أما الأكل فالظاهر جواز ما لا يضر منها بالبدن للأصل.
والبيض إذا اكتسى
القشر الأعلى الصلب وإلا كان بحكمها والإنفحة بكسر الهمزة وفتح الفاء والحاء
المهملة وقد يكسر الفاء قال في القاموس هو شيء يستخرج من بطن الجدي الراضع أصفر
فيعصر في صوفه فيغلظ كالجبن فإذا أكل الجدي فهو كرش وظاهر أول التفسير كون الإنفحة
هي اللبن المستحيل في جوف السخلة فتكون من جملة ما لا تحله الحياة وفي الصحاح
والإنفحة كرش الحمل أو الجدي ما لم يأكل فإذا أكل فهي كرش وقريب منه في الجمهرة
وعلى هذا فهي مستثناة مما تحله الحياة.
وعلى الأول فهو
طاهر وإن لاصق الجلد الميت للنص وعلى الثاني فما في داخله طاهر قطعا وكذا ظاهره
بالأصالة وهل ينجس بالعرض بملاصقة الميت له وجه وفي الذكرى والأولى تطهير ظاهرها
وإطلاق النص يقتضي الطهارة مطلقا نعم يبقى الشك في كون الإنفحة المستثناة هل هي
اللبن المستحيل أم الكرش بسبب اختلاف أهل اللغة والمتيقن منه ما في داخله لأنه
متفق عليه واللبن في ضرع الميتة على قول مشهور
__________________
بين الأصحاب
مستنده روايات منها صحيحة زرارة وقد روي نجاسته في خبر آخر لكنه ضعيف السند إلا أنه موافق للأصل من نجاسة المائع
بملاقاة النجاسة وكل نجس حرام وفي الدروس ضعف رواية التحريم وجعل القائل بها نادرا
وحملها على التقية انتهى.
وأقول لا بد من
التنبيه على فوائد.
الأولى خص الشيخ
في النهاية استثناء الشعر والصوف والوبر بما إذا أخذت بالجز وقد يعلل كلامه بأن
أصولها المتصلة باللحم من جملة أجزائه وإنما يستكمل استحالتها إلى أحد المذكورات
بعد تجاوزها عنه وهو ضعيف لأن إطلاق الأخبار يشمل القلع أيضا بل الأمر بالغسل في
بعض الروايات قرينة على إرادة القلع بخصوصه وعدم صدق الاسم ممنوع.
الثاني الظاهر
طهارة المذكورات سوى الإنفحة مطلقا في الحيوان المحلل وغيره إذا كان طاهرا حال
الحياة لا نعرف خلافا في ذلك إلا في البيض فقد فرق العلامة بين كونه من مأكول
اللحم وغيره فحكم بطهارة الأول ونجاسة الثاني ونص الشهيد على عدم الفرق وهو أقوى.
الثالث اشترط أكثر
الأصحاب في البيض اكتساء القشر الأعلى لرواية غياث بن إبراهيم ونقل عن الصدوق
في المقنع أنه لم يتعرض لهذا الشرط وكلام الأصحاب مختلف في التعبير عن هذا الشرط
فبعض المتقدمين اقتصر على مدلول الرواية حيث قال إن اكتسب الجلد الغليظ وقال الشيخ
في النهاية إذا كان قد اكتسى الجلد الفوقاني وجماعة منهم المحقق عبروا بالقشر
الأعلى وفي كلام العلامة في جملة من كتبه الجلد الصلب ووصف الصلابة زائد على القيد
المعتبر في الرواية وحكى العلامة
__________________
عن بعض العامة أنه
ذهب إلى طهارة البيض وإن لم يكتس القشر الأعلى محتجا بأن عليه غاشية رقيقة تحول
بينه وبين النجاسة ثم قال والأقرب عندي أنها إن كانت قد اكتست الجلد الأعلى وإن لم
يكن صلبا فهي طاهرة لعدم الملاقاة وإلا فلا وهو حسن.
الرابع قال في
التذكرة فأرة المسك طاهرة سواء أخذت من حي أو ميت وقال في الذكرى المسك طاهر
إجماعا وفأرته وإن أخذت من غير المذكى واستقرب في المنتهى نجاستها إن انفصلت بعد
الموت والأول أقرب لصحيحة علي بن جعفر عن أخيه موسى
عليهالسلام قال : سألته عن
فأرة المسك تكون مع الرجل وهو يصلي وهي معه في جيبه أو ثيابه فقال لا بأس بذلك.
لكن روى الشيخ في الصحيح أيضا عن عبد الله بن جعفر قال : كتبت إليه يعني أبا محمد عليهالسلام هل يجوز للرجل أن يصلي ومعه
فأرة مسك قال لا بأس بذلك إذا كان ذكيا.
وأجيب عنه بأن
انتفاء كونها ذكيا غير مستلزم للنجاسة وكذا المنع من استصحابها في الصلاة مع أنه
يجوز أن يكون المراد بالذكي الطاهر الذي لم تعرض له نجاسة من خارج والأحوط عدم
استصحابها في الصلاة إلا مع التذكية ويكفي شراؤها من مسلم.
الخامس المشهور
بين الأصحاب نجاسة ما لا تحله الحياة من نجس العين كالكلب والخنزير والكافر وخالف
فيه المرتضى ره فحكم بطهارتها وكان الأشهر أقوى وإن شهدت ظواهر بعض الأخبار بمذهبه
وسيأتي القول في أكثر هذه الأحكام في كتابي الطهارة والصلاة إن شاء الله تعالى.
__________________
٧
(باب)
(فضل اللحم والشحم وذم من ترك اللحم أربعين يوماً وأنواع
اللحم)
١ ـ قرب الإسناد ،
عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه
عليهالسلام قال قال علي عليهالسلام عليكم باللحم فإن اللحم
من اللحم واللحم ينبت اللحم وقال من ترك اللحم أربعين صباحا ساء خلقه وإياكم وأكل
السمك فإن السمك يسل الجسم .
وبالإسناد عن جعفر
عن أبيه عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله سيد طعام الدنيا
والآخرة اللحم وسيد شراب الدنيا والآخرة الماء .
وبالإسناد عن جعفر
عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام أن عليا كان يؤتى
بغلة ماله من ينبع فيصنع له منها الطعام يثرد له الخبز والزيت وتمر العجوة فيجعل
له منه ثريدا فيأكله ويطعم الناس الخبز واللحم وربما أكل اللحم .
٢ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن
مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام إذا ضعف المسلم فليأكل
اللحم واللبن فإن الله عز وجل جعل القوة فيهما .
وقال
عليهالسلام لحوم البقر داء
وألبانها دواء وأسمانها شفاء .
__________________
وقال
عليهالسلام أقلوا من لحم
الحيتان فإنها تذيب البدن وتكثر البلغم وتغلظ النفس .
٣ ـ العيون ، عن
أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن
خالد عن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهمالسلام أنه قال : إن الله تبارك وتعالى ليبغض البيت اللحم واللحم السمين فقال له بعض
أصحابه يا ابن رسول الله إنا لنحب اللحم ولا تخلو بيوتنا منه فكيف ذلك فقال ليست
حيث تذهب إنما البيت اللحم البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة وأما اللحم
السمين فهو المتجبر المتكبر المختال في مشيته .
توضيح
في النهاية إن
الله تعالى ليبغض أهل البيت اللحمين وفي رواية البيت اللحم وأهله قيل هم الذين
يكثرون أكل لحوم الناس بالغيبة وقيل هم الذين يكثرون أكل اللحوم ويدمنونه وهو أشبه
ومنه قول عمر اتقوا هذه المجازر فإن لها ضراوة كضراوة الخمر وقوله الآخر إن للحم ضراوة
كضراوة الخمر يقال رجل لحم ولاحم وملحم ولحيم فاللحم الذي يكثر أكله والملحم الذي
يكثر عنده اللحم أو يطعمه واللاحم الذي يكون عنده لحم واللحيم الكثير لحم الجسد
انتهى.
وأقول يلوح مما
ذكرنا أن أحاديث ذم اللحم محمولة على التقية والتعبير عن
__________________
المتكبر المختال
باللحم السمين على الاستعارة لأن المختال ينفخ في نفسه وأنفه كأنه يتسمن.
٤ ـ العيون ، عن
محمد بن علي بن الشاه عن أبي بكر بن عبد الله عن عبد الله بن أحمد الطائي عن أبيه
وعن أحمد بن إبراهيم الخوزي عن إبراهيم بن مروان عن جعفر بن محمد بن زياد عن أحمد
بن عبد الله الهروي وعن الحسين الأشناني عن علي بن محمد بن مهرويه عن داود بن
سليمان كلهم عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله سيد طعام الدنيا والآخرة
اللحم وسيد شراب الدنيا والآخرة الماء وأنا سيد ولد آدم ولا فخر .
صحيفة الرضا
بالإسناد عنه عليهالسلام مثله .
٥ العيون ، بالأسانيد
المتقدمة قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله سيد طعام الدنيا
والآخرة اللحم ثم الأرز .
الصحيفة ، عنه
عليهالسلام مثله .
٦ ـ العيون ، بالأسانيد
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : عليكم
باللحم فإنه ينبت اللحم ومن ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه .
الصحيفة ، عنه
عليهالسلام مثله .
٨ ـ العيون ، بالأسانيد
عن علي عليهالسلام قال : ذكر عند
النبي صلىاللهعليهوآله اللحم والشحم فقال
ليس منهما بضعة تقع في المعدة إلا أنبتت مكانها شفاء وأخرجت من مكانها
__________________
داء .
الصحيفة ، عنه
عليهالسلام مثله .
٨ ـ الخصال ، عن
أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد الأشعري عن موسى بن عمر عن ابن أبي
عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ثلاثة يسمن
وثلاثة يهزلن فأما التي يسمن فإدمان الحمام وشم الرائحة الطيبة ولبس الثياب اللينة
وأما التي يهزلن فإدمان أكل البيض والسمك والطلع .
بيان
: في القاموس الطلع
من النخل شيء يخرج كأنه نعلان مطبقان والحمل بينهما منضود والطرف محدد أو هو ما يبدو
من ثمرته في أول ظهورها.
٩ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن ابن سنان عن أبي الجارود قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن اللحم والسمن يخلطان
جميعا قال كل وأطعمني .
١٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عمن ذكره عن أيوب بن الحر عن شريك العامري عن بشر بن غالب قال : خرجنا مع علي
بن الحسين إلى المدينة ومعه شاة قد طبخت أعضاء فجعل يناول القوم عضوا عضوا .
١١ ـ ومنه ، عن
أبي يوسف عن إسماعيل المدائني عن عبد الله بن بكر قال : أمر أبو عبد الله عليهالسلام بلحم فبرد له ثم أتي به
فقال الحمد لله الذي جعلني أشتهيه ثم قال النعمة في العافية أفضل من النعمة على
القدرة .
١٢ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن جده عن علي عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله اللحم سيد الطعام في
الدنيا
__________________
والآخرة .
١٣ ـ ومنه ، عن
علي بن الريان رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله سيد إدام الجنة
اللحم .
١٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن مسكين عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكل اللحم .
١٥ ـ ومنه ، عن
اليقطيني عن أبي عبد الله محمد الأنصاري قال وكان خيرا عن عبد الله بن سنان قال : سألت
أبا عبد الله عليهالسلام عن سيد الإدام في
الدنيا والآخرة فقال اللحم أما تسمع قول الله تبارك وتعالى : « وَلَحْمِ طَيْرٍ
مِمَّا يَشْتَهُونَ » .
توضيح
: الاستشهاد بالآية
من جهة أنه تعالى خص من بين سائر الإدام اللحم بالذكر فهو سيد إدام الآخرة وأما
الفاكهة وإن ذكرها فهي لا تعد من الإدام عرفا والغرض بيان كونه سيدا بالنظر إلى
غير الفاكهة والأول أظهر.
١٦ ـ المحاسن ، عن
النيسابوري عن بعض أصحابه عمن رواه عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سيد الطعام
اللحم .
١٧ ـ ومنه ، عن
ابن محبوب عن حماد بن عثمان قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام البيت اللحم يكره
قال ولم قلت بلغنا عنكم قال لا بأس به .
١٨ ـ ومنه ، عن
ابن فضال عن حماد اللحام قال : سألت أبا عبد الله عن البيت اللحم تكرهونه قال ولم
قلت بلغني عنكم وأنا مع قوم في الدار وإخوان لي أمرنا واحد فقال لا بأس بإدمانه .
١٩ ـ ومنه ، عن
عثمان بن عيسى عن مسمع البصري عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن من قبلنا
يروون أن الله يبغض البيت اللحم قال صدقوا وليس حيث ذهبوا إن الله يبغض البيت الذي
يؤكل فيه لحوم الناس .
__________________
٢٠ ـ ومنه ، عن
علي بن الحكم عن عروة بن موسى عن أديم بياع الهروي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام بلغنا أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يقول إن الله يبغض
البيت اللحم قال إنما ذاك البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله لحما يحب اللحم وقد جاءت
امرأة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله تسأله عن شيء
وعائشة عنده فلما انصرفت وكانت قصيرة قالت عائشة بيدها تحكي قصرها فقال لها رسول
الله صلىاللهعليهوآله تخللي قالت يا
رسول الله وهل أكلت شيئا قال صلىاللهعليهوآله تخللي ففعلت فألقت
مضغة عن فيها .
بيان كأنه بإعجازه صلىاللهعليهوآله حدثت مضغة اللحم
بين أسنانها لتعلم أن الغيبة بمنزلة أكل لحوم الناس وروى الزمخشري في الفائق عن
سفيان الثوري أنه سئل عن اللحمين أهم الذين يكثرون أكل اللحم فقال هم الذين يكثرون
أكل لحوم الناس وفي القاموس اللحم ككتف الكثير لحم الجسد كاللحيم والأكول للحم
القرم إليه والبيت يغتاب فيه الناس كثيرا وبه فسر إن الله يبغض البيت اللحم وباز
لاحم ولحم يأكله أو يشتهيه.
٢١ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن الحسن بن علي بن يوسف عن زكريا بن محمد الأزدي عن عبد الأعلى مولى
آل سام قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إنا نروي عندنا عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال إن الله
يبغض البيت اللحم فقال كذبوا إنما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله البيت اللحم الذين
يغتابون فيه الناس ويأكلون لحومهم وقد كان أبي لحما ولقد مات يوم مات وفي كم أم
ولده ثلاثون درهما للحم .
بيان زكريا بن محمد المؤمن لم يوصف في الرجال بالأزدي والموصوف
به زكريا بن ميمون ويحتمل أن يكون غيرهما.
٢٢ ـ المحاسن ، عن
علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله لحما يحب اللحم .
__________________
٢٣ ـ ومنه ، عن
جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه
عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله إنا معشر قريش قوم
لحمون .
٢٤ ـ ومنه ، عن
بعض من رواه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله اللحم حمض العرب .
تبيان
أي إذا ملوا من
أكل الحلو كالتمر وأشباهه اشتهوا اللحم ومالوا إليه في القاموس الحمض ما ملح وأمر
من النبات وهي كفاكهة الإبل والخلة ما حلا وهي كخبزها والتحميض الإقلال من الشيء
وفي النهاية في حديث ابن عباس كان يقول إذا أفاض من عنده في الحديث بعد القرآن
والتفسير أحمضوا يقال أحمض القوم إحماضا إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الكلام
والأخبار والأصل فيه الحمض من النبات وهو للإبل كالفاكهة للإنسان لما خاف عليهم
الملال أحب أن يريحهم فأمرهم بالأخذ في ملح الكلام والحكايات.
ومنه ، حديث
الزهري الأذن مجاجة وللنفس حمضة أي شهوة كما تشتهي الإبل الحمض وهو كل نبت في طعمه
حموضة يقال أحمضت الرجل عن الأمر أي حولته عنه وهو من أحمضت الإبل إذا ملت من رعي
الخلة وهو الحلو من النبات اشتهت الحمض فتحولت إليه.
٢٥ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن صفوان عن عيص عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : نظر رسول
الله صلىاللهعليهوآله إلى لحم بريرة
فقال ما يمنعكم من هذا اللحم أن تصنعوه وقد كان رسول الله لحما .
٢٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن المغيرة عن حماد بن عثمان عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما ترك أبي إلا
سبعون درهما حبسها للحم إنه كان لا يصبر عن اللحم .
٢٧ ـ ومنه ، عن
علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن الحسن بن هارون
__________________
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ترك أبو جعفر عليهالسلام ثلاثين درهما للحم وكان
رجلا لحما .
٢٧ـ ومنه ، عن علي
بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة قال : تغديت مع أبي جعفر عليهالسلام خمسة عشر يوما بلحم .
ومنه ، عن أبيه عن
ابن أبي عمير عن علي بن عطية عن زرارة مثله .
٢٨ ـ ومنه ، عن
ابن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة قال : تغديت مع أبي جعفر عليهالسلام في شعبان خمسة عشر يوما
كل يوم بلحم ما رأيته صام منها يوما واحدا .
بيان
: كأن إفطاره
عليهالسلام شعبان كان لعذر أو
لبيان الجواز.
٢٩ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابه عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام لحوم البقر داء .
ومنه ، عن النوفلي
عن السكوني بإسناده مثله .
٣٠ ـ ومنه ، عن
أبي أيوب المدائني عن ابن أبي عمير أو غيره عن اللفافي أن أبا الحسن عليهالسلام كان يبعث إليه وهو بمكة
يشترى له لحم البقر فيقدده .
بيان
: في القاموس القديد
اللحم المشرر المقدد أو ما قطع منه طوالا وتقدد يبس انتهى وكأنه كان لدواء أو
مصلحة أو كان نوعا من القديد لا يكره أو الكراهة مخصوصة بما إذا أكل من غير طبخ وروى
الكليني مرفوعا إلى أبي عبد الله قال : قلت اللحم يقدد ويذر عليه
الملح ويجفف في الظل فقال لا بأس بأكله فإن الملح قد غيره.
٣١ ـ المحاسن ، عن
ابن فضال عن عبد الصمد عن عطية أخي أبي العرام قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام إن أصحاب المغيرة ينهونني
عن أكل القديد الذي لم تمسه
__________________
النار قال لا بأس
بأكله .
٣٢ ـ ومنه ، عن
بعض أصحابنا رفعه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام شيئان صالحان لم
يدخلا جوفا قط فاسدا إلا أصلحاه وشيئان فاسدان لم يدخلا جوفا قط صالحا إلا أفسداه
فالصالحان الرمان والماء الفاتر والفاسدان الجبن والقديد الغاب .
بيان
: الفاتر المعتدل
بين الحرارة والبرودة في القاموس فتر يفتر ويفتر فتورا وفتارا سكن بعد حدة وفتر
الماء سكن حره فهو فاتر وفاتور انتهى ويلوح منه أنه يعتبر فيه أن يكون الاعتدال
بعد الحرارة وفي النهاية غب اللحم وأغب فهو غاب ومغب إذا أنتن .
٣٣ ـ المحاسن ، روي
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ثلاثة يهدمن
البدن وربما قتلن أكل القديد ودخول الحمام على البطنة ونكاح العجائز وزاد فيه أبو
إسحاق النهاوندي وغشيان النساء على الامتلاء .
المكارم ، مثله .
٣٤ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام ثلاث لا يؤكلن
ويسمن وثلاث يؤكلن ويهزلن واثنان ينفعان من كل شيء لا يضران من شيء واثنان يضران
من كل شيء ولا ينفعان من شيء فاللواتي لا يؤكلن ويسمن استشعار الكتان والطيب
والنورة واللواتي يؤكلن ويهزلن اللحم اليابس والجبن والطلع.
وفي حديث آخر
والجوز وفي حديث آخر الكسب.
قال قلت فما
اللذان ينفعان من كل شيء ولا يضران من شيء قال السكر والرمان واللذان يضران من كل
شيء ولا ينفعان من شيء فاللحم اليابس والجبن قلت جعلت فداك قلت ثم يهزلن وقلت
هاهنا يضران فقال أما علمت أن الهزال من المضرة .
__________________
بيان : رواه في الكافي عن البرقي بهذا
الإسناد وفي المكارم مرسلا وفي القاموس سمن كسمع سمانة بالفتح وسمنا كعنبا فهو
سامن وسمين والجمع سمان وكمحسن السمين خلقة وقد أسمن وسمنه تسمينا وامرأة مسمنة
كمكرمة خلقة ومسمنة كمعظمة بالأدوية وقال هزل كعني هزالا وهزل كنصر هزلا ويضم
وهزلته أهزله وهزلته وقال الشعار ككتاب ما تحت الدثار من اللباس وهو يلي شعر الجسد
ويفتح واستشعره لبسه وقال الجبن بالضم وبضمتين وكعتل معروف.
وفي أكثر نسخ
الكافي وفي حديث آخر الجوز والكسب وفي بعضها الجرز مكان الجوز وهو لحم ظهر الجمل
وما هنا أظهر من كل وجه والكسب بالضم عصارة الدهن وفي الكافي اللذان ينفعان من كل
شيء ولا يضران من شيء فالماء الفاتر والرمان قوله
عليهالسلام أما علمت إلخ أي الضرر أعم من الهزال وإنما خصه في الأول
لكونه سببا للضرر المخصوص بخلاف الثاني فإنه عام لقوله من كل شيء.
٣٥ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن والده عن هلال بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن
الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين عليهالسلام أنه قال : شيئان ما دخلا
جوفا قط إلا أفسداه وشيئان ما دخلا جوفا قط إلا أصلحاه فأما اللذان يصلحان جوف ابن
آدم فالرمان والماء الفاتر وأما اللذان يفسدان فالجبن والقديد .
٣٦ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن ابن القداح عن الحكم بن أيمن عن أبي أسامة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من أتى عليه أربعون يوما
ولم يأكل اللحم فليستقرض على الله وليأكله .
المكارم : عنه
عليهالسلام مثله .
__________________
بيان
: على الله أي
متوكلا عليه أو حال كون أدائه لازما عليه.
٣٧ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن المغيرة عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : اللحم من اللحم من
تركه أربعين يوما ساء خلقه كلوه فإنه يزيد في السمع والبصر .
٣٨ ـ ومنه عن علي
بن حسان عن موسى بن بكر قال سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول اللحم ينبت
اللحم ومن أدخل جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها داء .
٣٩ ـ ومنه عن أحمد
بن محمد البزنطي عن حماد بن عثمان عن محمد بن سوقة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من أكل لقمة شحم
أخرجت مثلها من الداء .
٤٠ ـ ومنه عن بعض
أصحابنا بلغ به زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام جعلت فداك الشحمة
التي تخرج مثلها من الداء أي شحمة قال هي شحمة البقر وما سألني يا زرارة عنها أحد
قبلك.
قال وروي عن أبي
عبد الله في قول النبي صلىاللهعليهوآله من أكل لقمة من
الشحم أنزلت من الداء مثلها فقال ذاك شحم البقر .
المكارم ، عنه
عليهالسلام مثله .
بيان بين الخبرين تناف ويمكن الجمع بينهما بالحمل على اختلاف
الأمزجة والأشخاص ويحتمل أن يكون في الخبر الأول شحمة غير البقر.
٤١ ـ المحاسن ، عن
أبي القاسم ويعقوب بن يزيد عن زياد بن هارون العبدي عن ابن سنان وأبي البختري عن
أبي عبد الله عليهالسلام قال : اللحم ينبت
اللحم ومن ترك اللحم أربعين صباحا ساء خلقه .
__________________
بيان
: الظاهر زياد بن مروان
القندي كما سيأتي.
٤٢ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال : اللحم ينبت اللحم ومن تركه أربعين
يوما ساء خلقه ومن ساء خلقه فأذنوا في أذنه .
٤٣ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن ابن بقاح عن الحكم بن أيمن عن أبي أسامة عن أبي عبد الله قال
عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله عليكم باللحم فإن اللحم
ينمي اللحم ومن مضى به أربعون صباحا لم يأكل اللحم ساء خلقه ومن ساء خلقه فأطعموه
اللحم ومن أكل شحمة أنزلت مثلها من الداء .
٤٤ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن أحمد بن محمد عن أبان عن الواسطي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن لكل شيء قرما
وإن قرم الرجل اللحم فمن تركه أربعين يوما ساء خلقه ومن ساء خلقه فأذنوا في أذنه
اليمنى.
ورواه عن المحسن
عن أبان عن الواسطي .
٤٥ ـ ومنه ، عن
أبيه عمن ذكره عن أبي حفص الأبار عن أبي عبد الله عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : كلوا اللحم فإن
اللحم من اللحم واللحم ينبت اللحم ومن لم يأكل اللحم أربعين يوما ساء خلقه وإذا
ساء خلق أحدكم من إنسان أو دابة فأذنوا في أذنه الأذان كله.
وروى بعضهم أيما
أهل بيت لم يأكلوا اللحم أربعين ليلة ساءت أخلاقهم .
٤٦ ـ ومنه عن أحمد
بن محمد عن الحسين بن خالد قال : قلت لأبي الحسن عليهالسلام إن الناس يقولون
من لم يأكل اللحم ثلاثة أيام ساء خلقه فقال كذبوا ولكن من لا يأكل اللحم أربعين
يوما تغير خلقه وبدنه وذلك لانتقال النطفة في مقدار أربعين يوما .
بيان لانتقال النطفة هذا شاهد للأربعين فإن انتقال النطفة إلى
العلقة يكون أربعين يوما وكذا المراتب بعدها فانتقال الإنسان من حال إلى حال يكون
في
__________________
أربعين يوما كما
ورد أن شارب الخمر لا تقبل صلاته وتوبته أربعين يوما.
٤٦ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير والنضر عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : اللحم باللبن مرق
الأنبياء .
٤٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عن هارون بن الجهم عن جعفر بن عمرو عن أبي عبد الله عن آبائه
عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله شكا نبي قبلي إلى
الله الضعف في بدنه فأوحى الله إليه اطبخ اللحم واللبن فإني قد جعلت البركة والقوة
فيهما .
٤٨ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وغير واحد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شكا نبي من
الأنبياء إلى الله الضعف فأوحى الله إليه كل اللحم باللبن .
ومنه ، عن أبي
القاسم الكوفي ويعقوب بن يزيد عن القندي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
٤٩ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى اليقطيني عن عبيد الله الدهقان عن درست عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : شكا نبي من
الأنبياء إلى الله الضعف فقال له اطبخ اللحم باللبن وقال إنهما يشدان الجسم قلت هي
المضيرة قال لا ولكن اللحم باللبن الحليب .
بيان
: في القاموس مضر
اللبن أو النبيذ مضرا ويحرك ومضورا كنصر وفرح وكرم حمض وابيض وهو مضير ومضر
والمضيرة مريقة تطبخ باللبن المضير وربما خلط بالحليب.
وفي بحر الجواهر
مضر حمض من باب نصر ومضير سخت ترش والمضيرة طبيخة يطبخ باللبن الماضر فارسيها
دوقبا وفي القاموس الحليب اللين المحلوب أو الحليب ما لم يتغير طعمه.
٥٠ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن سعد عن الأصبغ عن علي عليهالسلام قال : إن نبيا من
الأنبياء شكا إلى الله الضعف في أمته فأمرهم أن يأكلوا اللحم باللبن ففعلوا فاستبانت
القوة في أنفسهم .
__________________
المكارم ، عن أمير
المؤمنين عليهالسلام مثله
بيان
: في السند ما بين
سعد والأصبغ إرسال.
٥١ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا قال : كتب إليه رجل يشكو ضعفه فكتب كل اللحم باللبن .
٥٢ ـ ومنه عن
القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن ابن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام إذا ضعف المسلم فليأكل
اللحم باللبن .
٥٣ ـ ومنه عن سعد
بن سعد الأشعري قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام إنا أهل بيت لا
يأكلون لحم الضأن قال ولم قلت يقولون إنه يهيج بهم المرة الصفراء والصداع والأوجاع
فقال يا سعد لو علم الله شيئا أكرم من الضأن لفدى به إسماعيل .
المكارم ، عنه
عليهالسلام مثله .
٥٤ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابه عمن ذكره عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من أصابه ضعف في
قلبه أو بدنه فليأكل لحم الضأن باللبن .
٥٥ ـ ومنه ، عن
أبي أيوب المديني عن ابن أبي عمير والنضر بن سويد عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله
عليهالسلام قال : اللحم
باللبن مرق الأنبياء .
٥٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن سنان عن زياد بن أبي الحلال قال : تعشيت مع أبي عبد الله بلحم
ملبن فقال هذا مرق الأنبياء .
٥٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عمن حدثه عن عبد الرحمن العزرمي عن أبي عبد الله قال
عليهالسلام كان علي عليهالسلام يكره إدمان اللحم ويقول
إن له ضراوة كضراوة
__________________
الخمر .
تبيين
: قال في النهاية
ضري بالشيء يضرى ضريا وضراية فهو ضار إذا اعتاده ومنه حديث عمر إن اللحم ضراوة
كضراوة الخمر أي إن له عادة ينزع إليها كعادة الخمر وقال الأزهري أراد أن له عادة
طلابة لأكله كعادة الخمر مع شاربها ومن اعتاد الخمر وشربها أسرف في النفقة ولم
يتركها وكذلك من اعتاد اللحم لم يكد يصبر عنه فدخل في دأب المسرف في النفقة انتهى.
وقال الكرماني أي
عادة نزاعة إلى الخمر يفعل كفعلها.
وأقول كان هذه
الأخبار محمولة على التقية لأنها موافقة لأخبار المخالفين وطريقة صوفيتهم وقال
الشهيد قدسسره في الدروس روي كراهة إدمان اللحم وأن له ضراوة كضراوة الخمر وكراهة تركه
أربعين يوما وأنه يستحب في كل ثلاثة أيام ولو دام عليه أسبوعين ونحوها لعلة وفي
الصوم فلا بأس ويكره أكله في اليوم مرتين.
٥٨ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن الحكم بن مسكين عن عمار الساباطي قال : سألت أبا عبد الله
عليهالسلام عن شرى اللحم فقال
في كل ثلاث قلت لنا أضياف وقوم ينزلون بنا وليس يقع منهم موقع اللحم شيء فقال في
كل ثلاث قلت لا نجد شيئا أحضر منه ولو ائتدموا بغيره لم يعدوه شيئا فقال في كل
ثلاث .
٥٩ ـ ومنه ، عن
أبيه عن القاسم بن محمد عن زكريا بن عمران أبي يحيى عن إدريس بن عبد الله قال : كنت
عند أبي عبد الله عليهالسلام فذكر اللحم فقال
كل يوما بلحم ويوما بلبن ويوما بشيء آخر .
٦٠ ـ ومنه ، عن
ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام
__________________
قال : كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله يعجبه الذراع .
٦١ ـ ومنه ، عن
جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام عن أبيه قال
عليهالسلام سمت اليهودية رسول
الله صلىاللهعليهوآله في ذراع وكان
النبي صلىاللهعليهوآله يحب الذراع والكتف
ويكره الورك لقربها من المبال .
٦٢ ـ ومنه ، عن
علي بن الريان بن الصلت رفعه قال : قيل لأبي عبد الله عليهالسلام لم كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يحب الذراع أكثر منه لحبه
لأعضاء الشاة فقال إن آدم قرب قربانا عن الأنبياء من ذريته فسمى لكل نبي من ذريته
عضوا وسمى لرسول الله الذراع فمن ثم كان صلىاللهعليهوآله يحبها ويشتهيها
ويفضلها .
٦٣ ـ ومنه ، عن علي
بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن
أكل اللحم الني فقال هذا طعام السباع .
بيان
: قال في القاموس
ناء اللحم يناء فهو نيء بين النيوء والنيوءة لم ينضج يائية وفي النهاية فيه نهي عن
أكل اللحم التي هو الذي لم يطبخ أو طبخ أدنى طبخ ولم ينضج يقال ناء اللحم يناء نيا
بوزن ناع يناع نيعا فهو نيء بالكسر وقد يترك الهمزة ويقلب ياء فيقال ني مشددا.
٦٤ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله نهى أن يؤكل اللحم غريضا
وقال إنما يأكله السباع قال حريز حتى تغيره الشمس أو النار .
بيان
: قال في الدروس
يكره أكله أي اللحم غريضا يعني نيا أي غير نضيج وهو بكسر النون والهمزة وفي الصحاح
الغريض الطري.
٦٥ ـ المحاسن ، عن
ابن أبي عمير عن سجادة عن محمد بن عمر بن الوليد التميمي البصري عن محمد بن الفرات
الأزدي عن زيد بن علي عن آبائه عليهمالسلام قال : نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يقطع اللحم على
المائدة بالسكين .
__________________
٦٦ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن محمد بن الهيثم عن أبيه قال : صنع لنا أبو حمزة طعاما ونحن جماعة
فلما حضر رأى رجلا منا ينهك العظم فصاح به وقال لا تفعل فإني سمعت علي بن الحسين
عليهالسلام يقول لا تنهكوا
العظام فإن للجن فيه نصيبا فإن فعلتم ذهب من البيت ما هو خير من ذلك .
٦٧ ـ ومنه ، عن
ابن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر قال
عليهالسلام سألته عن العظم
أنهكه قال نعم .
بيان التجويز لا ينافي الكراهة وفي الدروس يكره نهك العظام أي
المبالغة في أكل ما عليها فإن للجن فيه نصيبا فإن فعل ذهب من البيت ما هو خير من
ذلك.
٦٨ ـ طب الأئمة ، عن
محمد بن المنذر عن علي ابن أخي يعقوب عن داود عن هارون بن أبي الجهم عن إسماعيل بن
مسلم السكوني عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام أن رجلا قال له يا
ابن رسول الله إن قوما من علماء العامة يروون أن النبي صلىاللهعليهوآله قال إن الله يبغض
اللحامين ويمقت أهل البيت الذي يؤكل فيه كل يوم اللحم فقال غلطوا غلطا بينا إنما
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إن الله يبغض أهل
بيت يأكلون في بيوتهم لحوم الناس أي يغتابونهم ما لهم لا يرحمهم الله عمدوا إلى
الحلال فحرموه بكثرة رواياتهم.
وعن أبي عبد الله
جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام أنه قال : اللحم
ينبت اللحم ويزيد في العقل ومن تركه أياما فسد عقله.
وفي رواية أخرى
عنه عليهالسلام من ترك اللحم
أربعين صباحا ساء خلقه وفسد عقله ومن ساء خلقه فأذنوا في أذنه بالتثويب .
بيان
: بالتثويب أي
بتكرير فصوله.
٦٩ ـ المكارم ، كان
النبي صلىاللهعليهوآله يأكل اللحم طبيخا
وبالخبز ويأكله مشويا بالخبز وكان يأكل القديد وحده وربما أكله بالخبز وكان أحب
الطعام إليه اللحم
__________________
ويقول هو يزيد في
السمع والبصر وكان يقول صلىاللهعليهوآله اللحم سيد الطعام
في الدنيا والآخرة فلو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل.
وكان يأكل الثريد
بالقرع واللحم وكان يحب القرع ويقول إنها شجرة أخي يونس وكان صلىاللهعليهوآله يعجبه الدباء ويلتقطه من
الصحفة وكان صلىاللهعليهوآله يأكل الدجاج ولحم
الوحش ولحم الطير الذي يصاد وكان لا يبتاعه ولا يصيده ويحب أن يصاد له ويؤتى به
مصنوعا فيأكله أو غير مصنوع فيصنع له فيأكله.
وكان إذا أكل
اللحم يطأطئ رأسه إليه ويرفعه إلى فيه ثم ينهشه انتهاشا وكان يحب من الشاة الذراع
والكتف .
ومن كتاب طب
الأئمة عن علي عليهالسلام قال : اللحم سيد
الطعام في الدنيا والآخرة.
عن زرارة قال : تغديت
مع أبي جعفر عليهالسلام أربعة عشر يوما
بلحم في شعبان.
عن جعفر بن محمد
عن آبائه عليهمالسلام قال قال النبي صلىاللهعليهوآله نحن معاشر الأنبياء
لحميون.
عن أديم قال : قلت
للصادق عليهالسلام بلغني أن الله عز
وجل يبغض البيت اللحم قال ذاك البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس وقد كان رسول الله
لحميا يحب اللحم ومن ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه ومن ساء خلقه فأطعموه اللحم
ومن أكل من شحمة أخرجت مثلها من الداء.
وقال
عليهالسلام أطيب اللحم لحم
الظهر .
عن أبي الحسن عليهالسلام قال : اللحم ينبت اللحم
ومن أدخل جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء.
عن الصادق عليهالسلام قال : في قول النبي صلىاللهعليهوآله من أكل لقمة شحم أنزلت
مثلها
__________________
من الداء قال ذاك
شحمة البقر.
١٤ ـ وعنه
عليهالسلام قال : سمت
اليهودية النبي صلىاللهعليهوآله في الذراع وكان
يحب الذراع ويكره الورك.
عن الصادق عليهالسلام قال : إن الناس ليقولون
من لم يأكل اللحم ثلاثة أيام ساء خلقه قال كذبوا من لم يأكل أربعين يوما ساء خلقه.
وعنه
عليهالسلام قال : لحم البقر
داء وأسمانها شفاء وألبانها دواء.
عنه
عليهالسلام في مرق لحم البقر
أنه يذهب بالبياض.
عنه
عليهالسلام وذكر لحم البقر
عنده قال ألبانها دواء وشحومها شفاء ولحومها داء.
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن بني إسرائيل
شكوا إلى موسى عليهالسلام ما يلقون من البرص
وشكا ذلك إلى الله فأوحى الله تعالى إليه مرهم فليأكلوا لحم البقر بالسلق.
من الفردوس عن
معاذ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله عليكم بأكل لحوم
الإبل فإنه لا يأكل لحومها إلا كل مؤمن مخالف لليهود أعداء الله.
عن إبراهيم السمان
قال : من تمام الإسلام حب لحم الجزور.
عن جابر بن عبد
الله قال : أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله الأغنياء باتخاذ
الغنم والفقراء باتخاذ الدجاج.
عن أبي الحسن
الأول عليهالسلام قال : أطعموا
المحموم لحم القبج فإنه يقوي الساقين ويطرد الحمى طردا.
عن علي بن مهزيار
قال : تغديت مع أبي جعفر عليهالسلام فأتي بقطا فقال
إنه مبارك وكان يعجبه وكان يقول أطعموا اليرقان يشوى له.
عن أبي الحسن عليهالسلام قال : لا أرى بأكل لحم
الحبارى بأسا لأنه جيد للبواسير ووجع الظهر وهو مما يعين على الجماع.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من اشتكى فؤاده وكثر غمه
فليأكل الدراج.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا وجد أحدكم غما
أو كربا لا يدري ما سببه فليأكل لحم الدراج فإنه يسكن عنه إن شاء الله تعالى.
عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : من سره أن يقل غيظه
فليأكل لحم الدراج .
بيان في القاموس السلق بالكسر بقلة معروفة تجلو وتحلل وتلين
وتسر النفس نافع للنقرس والمفاصل وعصير أصله سعوطا طرياق وجع السن والأذن والشقيقة
وقال في بحر الجواهر السلق بالكسر چغندر وقال الجزور بفتح الجيم وضم الزاي هو
الإبل العربي الذي يذبح يقع على الذكر والأنثى والجمع جزر وقال القبج بالفتح معرب
كبك وقال القطاة سنك اشكنك وقال الدميري الحبارى طائر كبير العنق رمادي اللون في
منقاره طول لحمه بين لحم الدجاج ولحم البط في الغلظ وهو أخف من لحم البط والدراج
قد مر ذكره.
٧٠ ـ دعوات
الراوندي ، قال الرضا عليهالسلام اشتر لنا من اللحم
المقاديم ولا تشتر المآخير فإن المقاديم أقرب من المرعى وأبعد من الأذى.
وقال الصادق عليهالسلام إذا دخل اللحم منزل رسول
الله صلىاللهعليهوآله قال صغروا القطع
وكثروا المرق فاقسموا في الجيران فإنه أسرع لإنضاجه وأعظم لبركته.
وقال أمير
المؤمنين عليهالسلام أطيب اللحم لحم
فرخ قد نهض. أو كاد أن ينهض.
قال وذكر عند
النبي صلىاللهعليهوآله اللحم والشحم فقال
ليس منهما بضعة تقع في المعدة إلا أنبتت مكانها شفاء وأخرجت من مكانها داء.
ورأى رسول الله صلىاللهعليهوآله رجلا سمينا فقال ما تأكل
فقال ليس بأرضي حب وإنما آكل اللحم واللبن فقال صلىاللهعليهوآله جمعت بين اللحمين.
٧١ ـ نوادر
الراوندي ، عن سهل بن أحمد عن محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى
بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
__________________
عليكم باللحم فإنه
من ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه ومن ساء خلقه عذب نفسه ومن عذب نفسه فأذنوا في
أذنه .
٧٢ ـ الشهاب ، قال
صلىاللهعليهوآله سيد إدامكم اللحم.
٧٣ ـ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : سيد
الطعام في الدنيا والآخرة اللحم وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء وعليكم
باللحم فإنه ينبت اللحم ومن ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه.
وقال أبو جعفر عليهالسلام أكل اللحم يزيد في السمع
والبصر والقوة.
وقال جعفر بن محمد
عليهالسلام شكا نبي من الأنبياء
الضعف إلى ربه فأوحى الله إليه اطبخ اللحم باللبن فكلهما فإني جعلت البركة فيهما
ففعل فرد الله إليه قوته.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه كان يحب اللحم ويقول
إنا معشر قريش لحميون وكانت الذراع من اللحم تعجبه وأهديت إليه شاة فأهوى إلى
الذراع فنادته أني مسمومة.
وقال صلىاللهعليهوآله لا يأكل لحم الجزور إلا
مؤمن .
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام قال : اللحم واللبن
ينبتان اللحم ويشدان العظم واللحم يزيد في السمع والبصر واللحم بالبيض يزيد في
الباءة .
وعنه
عليهالسلام أنه سئل عما يرويه
الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال إن الله
يبغض أهل البيت اللحمين فقال جعفر بن محمد عليهالسلام ليس هو كما يظنون
من أكل اللحم المباح الذي كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكله ويحبه إنما
ذاك من اللحم الذي قال الله عز وجل : « أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ » يعني بالغيبة
__________________
والوقيعة فيه .
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : من أكل لقمة
سمينة نزل مثلها من الداء من جسده ولحم البقر داء وسمنها شفاء ولبنها دواء .
١٥
(باب)
(الكباب والشواء والرءوس)
الآيات هود « فَما لَبِثَ أَنْ
جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ »
تفسير قال الراغب
حنيذ أي مشوي بين حجرين وإنما يفعل ذلك ليتصبب عنه اللزوجة وفي القاموس حنذ الشاة
يحنذها حنذا وتحناذا شواها وجعل فوقها حجارة محماة لتنضجها فهي حنيذ أو هو الحار
الذي يقطر ماؤه بعد الشيء انتهى ويومئ إلى رجحان الشواء لا سيما هذا النوع منه.
١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن سنان وعبد الله بن المغيرة عن موسى بن بكر قال : قال لي أبو الحسن
الأول عليهالسلام ما لي أراك مصفرا
فقلت وعك أصابني فقال كل اللحم فأكلته ثم رآني بعد جمعة وأنا على حالي مصفر فقال ألم
آمرك بأكل اللحم قلت ما أكلت غيره منذ أمرتني به قال كيف أكلته قلت طبيخا قال لا
كله كبابا فأكلت ثم أرسل إلي فدعاني بعد جمعة فإذا الدم قد عاد في وجهي فقال نعم .
٢ـ الكشي ، عن
حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن سنان عن موسى بن بكر مثله .
__________________
بيان في القاموس الوعك أذى الحمى ووجعها ومغثها في البدن وألم
من شدة التعب وقال الكباب بالفتح اللحم المشرح وقال في الدروس قال الجوهري هو
الطباهج وكأنه المقلي وربما جعل ما يقلى على الفحم وقال في بحر الجواهر هو بالفتح
اللحم الذي يوضع على شيء عند النار إلى أن ينضج وهو أكثر غذاء من المشوي والمسلوق.
٢ ـ المحاسن ، عن
علي بن حسان عن موسى بن بكر قال : اشتكيت شكاة بالمدينة فأتيت أبا الحسن عليهالسلام فقال لي أراك ضعيفا قلت
نعم قال لي كل الكباب فأكلته فبرأت .
٣ ـ ومنه ، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن حماد بن عثمان عن محمد بن سوقة عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : الكباب يذهب
بالحمى .
٤ ـ ومنه ، عن
محمد بن الحسن الصفار عن موسى بن عمر عن جعفر بن إبراهيم بن مهزم عن أبي مريم عن
الأصبغ بن نباتة قال : دخلت على أمير المؤمنين عليهالسلام وقدامه شواء فقال
لي ادن وكل فقلت يا أمير المؤمنين هذا لي ضار فقال لي ادن أعلمك كلمات لا يضر معهن
شيء مما تخاف قل بسم الله خير الأسماء ملء الأرض والسماء الرحمن الرحيم لا يضر مع
اسمه داء وتغد معنا .
٥ ـ ومنه ، عن علي
بن الريان بن الصلت عن عبيد الله بن عبد الله الواسطي عن واصل بن سليمان أو عن
درست قال : ذكرنا الرءوس عند أبي عبد الله عليهالسلام أو الرأس من الشاة
فقال الرأس موضع الذكاة وأقرب من المرعى وأبعد من الأذى .
٦ ـ المكارم ، عن
علي بن سليمان قال : أكلنا عند الرضا عليهالسلام رءوسا فدعا
بالسويق فقلت إني قد امتلأت فقال إن قليل السويق يهضم الرءوس وهو دواؤه .
__________________
١٧
(باب)
(الثريد والمرق والشورباجات وألوان الطعام)
١ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة المتقدمة في باب فضل اللحم عن الرضا عن آبائه
عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله إذا أكلتم الثريد
فكلوا من جوانبه فإن الذروة فيها البركة .
صحيفة الرضا ، عنه
عليهالسلام مثله .
٢ ـ العيون ، عن
محمد بن أحمد بن الحسين عن علي بن محمد بن عنبسة عن دارم بن قبيصة عن الرضا عن آبائه
عن علي عليهالسلام قال قال النبي صلىاللهعليهوآله يا علي إذا طبخت شيئا
فأكثر المرقة فإنها أحد اللحمين واغرف للجيران فإن لم يصيبوا من اللحم يصيبوا من
المرق .
٣ ـ المحاسن ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه
عليهمالسلام قال : أول من ثرد
الثريد إبراهيم عليهالسلام وأول من هشم
الثريد هاشم .
بيان
: في القاموس ثرد
الخبز فته انتهى وكان الفرق بينه وبين الهشم أن الثرد في غير اليابس والهشم فيه.
وفي الكافي روى عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن
أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله أول من لون إبراهيم
عليهالسلام إلى آخر الخبر أي
أتى بألوان الطعام وأدخل في الطعام الألوان والأنواع المتخالفة وفي الصحاح الهشم
كسر اليابس يقال هشم الثريد وبه
__________________
سمي هاشم وقال في
الفائق هاشم هو عمرو بن عبد مناف ولقب بذلك لأن قومه أصابتهم مجاعة فبعث عيرا إلى
الشام وحملها كعة وكعكا ونحر جزورا وطحنها وأطعم الناس الثريد انتهى وقيل في مدح
هاشم :
عمرو العلى هشم
الثريد لقومه
|
|
ورجال مكة
مسنتون عجاف
|
٤ ـ المحاسن ، عن
بعض الرواة رفعه قال قال النبي صلىاللهعليهوآله الثريد بركة .
٥ ـ ومنه ، عن
جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه
عليهالسلام أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : بورك لأمتي في
الثرد والثريد وقال جعفر الثرد ما صغر والثريد ما كبر .
بيان هذا الفرق لم أجده في كلام اللغويين قال في المصباح الثريد
فعيل بمعنى مفعول ويقال أيضا مثرود يقال ثردت الخبز ثردا من باب قتل وهو أن تفته
ثم تبله بمرق والاسم الثردة.
٦ ـ المحاسن ، عن
أبي القاسم عن العبدي عن ابن سنان عن أبي البختري عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الثريد طعام العرب.
ورواه النهيكي
ويعقوب بن يزيد عن العبدي ورواه أحمد عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله وزاد فيه ابن فضال
عن محمد بن أبي حمزة عن عمر بن يزيد قال : العقارجات تعظم البطن وترخي
الأليتين .
__________________
بيان كذا في النسخ التي عندنا العقارجات ولم أجده في كتب اللغة
وكأنه تصحيف الفيشفارجات قال في النهاية في حديث علي عليهالسلام البيشبارجات تعظم
البطن. قيل أراد به ما يقدم إلى الضيف قبل الطعام وهي معربة ويقال لها الفيشفارجات
بفاءين انتهى وكأن المناسب للمقام الأطعمة المشتملة على الأبازير المختلفة.
٧ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن سلمة بن محرز قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام عليك بالثريد فإني لم أجد
شيئا أقوى لي منه .
٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عن صفوان عن معاوية بن وهب عن أبي أسامة قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وهو يأكل سكباجا بلحم
البقر .
بيان
: قال في جواهر
اللغة السكباج بالكسر هو الغذاء الذي فيه لحم وخل والأبازير الحارة والبقول
المناسبة لكل مزاج انتهى وقيل معرب معناه مرق الخل.
٨ ـ المحاسن ، عن
سعدان بن مسلم عن إسماعيل بن جابر قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فدعا بالمائدة فأتي بثريد
ودعا بزيت فصبه على اللحم فأكلت معه .
٩ ـ ومنه ، عن
منصور بن العباس عن سليمان بن رشيد عن أبيه عن المفضل بن عمر قال : كنت عند أبي عبد
الله عليهالسلام فأتي بلوز فقال كل من هذا
فأما أنا فما شيء أحب إلي من الثريد ولوددت أن العقارجات حرمت .
بيان في الكافي بلون أي من ألوان الطعام المشتمل على الأبازير المختلفة
__________________
كما مر وفيه مكان
العقارجات في بعض نسخه الفاشفارجات وفي بعضها الفشفارجات وقد عرفت معناه وفي بعضها
الإسفاناجات وقيل الإسفاناج مرق أبيض ليس فيه شيء من الحموضة .
١٠ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن محمد بن يحيى الخزاز عن غياث بن إبراهيم عن جعفر عن أبيه عن علي عليهالسلام قال : لا تأكلوا من رأس
الثريد وكلوا من جوانبها فإن البركة في رأسها .
ومنه ، عن أبيه عن
عبد الله بن المغيرة عن غياث بن إبراهيم مثله .
١١ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى قال : أكلت مع أبي عبد الله عليهالسلام فدعا وأتي بدجاجة محشوة
وبخبيص فقال أبو عبد الله عليهالسلام هذه
__________________
أهديت لفاطمة ثم
قال يا جارية ائتنا بطعامنا المعروف فجاءت بثريد خل وزيت .
بيان كأن المراد بفاطمة زوجته
عليهالسلام وهي فاطمة بنت
الحسين بن علي بن الحسين وكان اسم إحدى بناته
عليهالسلام أيضا فاطمة.
١٢ ـ المحاسن ، عن
جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه
عليهالسلام أن عليا
عليهالسلام كان يقول لا
تأكلوا من رأس الثريد فإن البركة تأتي من رأس الثريد .
١٣ ـ المكارم ، قال
الصادق عليهالسلام عليكم بالثريد
فإني لم أجد شيئا أوفق منه .
١٤ ـ دعوات
الراوندي ، قال النبي صلىاللهعليهوآله اللهم بارك لأمتي
في الثرد والثريد.
وقال الصادق عليهالسلام الثريد طعام العرب.
وقال
عليهالسلام أطفئوا نائرة
الضغائن باللحم والثريد.
توضيح يعني عن قلوبكم بأكلهما أو عن قلوب إخوانكم بإطعامهما
إياهم وفي المصباح نارت الفتنة تنور إذا وقعت وانتشرت فهي نائرة والنائرة أيضا
العداوة والشحناء وسعيت في إطفاء النائرة أي الفتنة وفي النهاية نار الحرب
ونائرتها شرها وهيجها وقال الضغن الحقد والعداوة والبغضاء وكذلك الضغينة وجمعها
الضغائن.
١٥ ـ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : الثريد
طعام العرب وأول من ثرد الثريد إبراهيم عليهالسلام وأول من هشمه من العرب
هاشم .
وعن جعفر عليهالسلام قال : الثريد بركة وطعام
الواحد يكفي الاثنين يعني صلوات الله عليه أنه يقوتهم لا على الشبع والاتساع .
١٦ ـ دعوات
الراوندي ، قال : كان أحب الطعام إلى رسول الله النارباجة.
__________________
بيان النارباجه معرب أي مرق الرمان وقال في بحر
الجواهر النارباجه طعام تتخذ من حب الرمان والزبيب.
١٧ ـ المحاسن ، عن
يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال لي أي شيء تطعم
عيالك في الشتاء قلت اللحم فإذا لم يكن اللحم فالسمن والزيت قال فما منعك من هذا
الكركور فإنه أصون شيء في الجسد يعني المثلثة قال أخبرني بعض أصحابنا يصف المثلثة
قال يؤخذ قفيز أرز وقفيز حمص وقفيز حنطة أو باقلى أو غيره من الحبوب ثم ترض جميعا
وتطبخ .
١٨ ـ المحاسن ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : الألوان
تعظم عليهن البطن وتحدر الأليتين .
بيان
: الألوان كان
المعنى أكل ألوان الطعام يخدرن الأليتين أي يضعفن ويفترن ويمكن أن يكون كناية عن
الكسل قال الجزري فيه أنه رزق الناس الطلاء فشربه رجل فتخدر أي ضعف وفتر كما يصيب
الشارب قبل السكر انتهى كذا في أكثر نسخ الكافي وفي بعضها وفي
بعض نسخ الكتاب بالحاء المهملة أي يسمن قال الجزري حدر الجلد يحدر حدرا إذا ورم
وفيه غلام أحدر شيء أي أسمن وأغلظ يقال حدر يحدر حدرا فهو حادر والأحدر هو الممتلئ
الفخذ والعجز الدقيق الأعلى وفي بعض نسخ المحاسن وتخدرن المتن أي الظهر.
المحاسن ، عن محمد
بن علي عن يونس بن يعقوب عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أعطينا من
هذه الأطعمة أو من هذه الألوان ما لم يعط رسول الله صلىاللهعليهوآله .
__________________
٢٠ ـ ومنه ، عن
يونس بن يعقوب قال : أرسلنا إلى أبي عبد الله عليهالسلام بقديرة فيها نارباج فأكل
منها ثم قال احبسوا بقيتها علي قال فأتي بها مرتين أو ثلاثا ثم إن الغلام صب فيها
ماء وأتاه بها فقال ويحك أفسدتها علي .
٢١ ـ ومنه ، عن
أبيه عن سعدان عن يوسف بن يعقوب قال : إن أحب الطعام كان إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله النارباجة .
٢٢ ـ ومنه ، عن
أبيه عن النضر عن رجل عن أبي بصير قال : كان أبو عبد الله عليهالسلام يعجبه الزبيبة .
٢٣ ـ الدعائم ، عن
جعفر بن محمد أنه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعجبه العسل
وتعجبه الزبيبة .
وعنه
عليهالسلام أنه كان يشتهي من
الألوان النارباجة والزبيبة وكان يقول أعطينا من هذه الأطعمة والألوان ما لم يعطه
رسول الله .
بيان الزبيبة كأنها الشورباجة التي تصنع من الزبيب المدقوق فيدل
على عدم وجوب ذهاب الثلثين في عصير الزبيب ويحتمل أن يكون المراد ما يدخل فيه
الزبيب فيدل على جواز إدخال الزبيب في الطعام.
__________________
(باب)
(الهريسة والمثلثة وأشباهها)
١ ـ المحاسن ، عن
محمد بن عيسى اليقطيني عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست بن أبي منصور عن
عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن نبيا من
الأنبياء شكا إلى الله الضعف وقلة الجماع فأمره بأكل الهريسة.
قال وفي حديث آخر
رفع إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن رسول
الله صلىاللهعليهوآله شكا إلى ربه وجع
ظهره فأمره بأكل الحب باللحم يعني الهريسة .
٢ ـ ومنه ، بهذا
الإسناد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله أتاني جبرئيل
فأمرني بأكل الهريسة ليشتد ظهري وأقوى بها على عبادة ربي .
٣ ـ ومنه ، عن
معلى بن محمد البصري عن بسطام بن مرة الفارسي عن عبد الرحمن بن يزيد الفارسي عن
محمد بن معروف عن صالح بن رزين عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام عليكم بالهريسة
فإنها تنشط للعبادة أربعين يوما وهي المائدة التي أنزلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله .
٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن سنان عن منصور الصيقل عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الله تبارك
وتعالى أهدى إلى رسوله صلىاللهعليهوآله هريسة من هرائس
الجنة غرست في رياض الجنة وفركها الحور العين فأكلها رسول الله فزاد في قوته بضع
أربعين رجلا وذلك شيء أراد الله أن يسر به نبيه صلىاللهعليهوآله .
بيان
: في المصباح فركته
فركا من باب قتل وهو أن تحكه بيدك حتى تتفتت وتنقشر.
__________________
٥ ـ المحاسن ، عن
معاوية بن حكيم عن ابن المغيرة عن إبراهيم بن معرض عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن عمر دخل على
حفصة فقال كيف رسول الله فيما فيه الرجال فقالت ما هو إلا رجل من الرجال فأنف الله
لنبيه فأنزل صحفة فيها هريسة من سنبل الجنة فأكلها فزاد في بضعه بضع أربعين رجلا .
توضيح البضع الجماع وحمله على ما بين العددين هنا كما قيل بعيد
قال الفيروزآبادي البضع كالمنع المجامعة كالمباضعة وبالضم الجماع أو الفرج نفسه
وبالكسر ويفتح ما بين الثلاث إلى التسع أو إلى الخمس إلى أن قال وإذا جاوزت لفظ
العشر ذهب البضع ولا يقال بضع وعشرون أو يقال ذلك وقال الصحفة معروف وأعظم القصاع
الجفنة ثم القصعة ثم الصحفة ثم المئكلة ثم الصحيفة.
٦ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ضعفت عن الصلاة والجماع
فنزلت علي قدر من السماء فأكلت فزاد في قوتي قوة أربعين رجلا في البطش والجماع وهو
الهريسة .
٧ ـ المكارم ، كان
رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكل العصيدة من
الشعير بإهالة الشحم وكان صلىاللهعليهوآله يأكل الهريسة أكثر
ما يأكل ويتسحر بها وكان جبرئيل قد جاء بها من الجنة ليتسحر بها.
بيان
: في القاموس الهرس
الدق العنيف ومنه الهريس والهريسة وفي بحر الجواهر الهرس الدق ومنه الهريس
والهريسة بدارصيني مجرب للباءة.
٨ ـ المكارم ، قال
النبي صلىاللهعليهوآله لو أغنى عن الموت
شيء لأغنت المثلثة قيل يا رسول الله وما المثلثة قال الحسو باللبن .
__________________
١٨
بابد
(السمن وأنواعه)
١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن المطلب بن زياد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : نعم الإدام
السمن .
٢ ـ ومنه ، عن
أبيه عمن ذكره عن أبي حفص الأبار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : السمن ما
دخل جوفا مثله وإني لأكرهه للشيخ .
٣ ـ ومنه ، عن
الوشاء عن حماد بن عثمان قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فكلمه شيخ من أهل
العراق فقال له ما لي أرى كلامك متغيرا قال سقطت مقاديم فمي فنقص كلامي فقال أبو عبد
الله عليهالسلام وأنا أيضا قد سقط
بعض أسناني حتى إنه ليوسوس إلي الشيطان فيقول فإذا ذهبت البقية فبأي شيء تأكل
فأقول لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال له عليك بالثريد فإنه صالح واجتنب السمن
فإنه لا يلائم الشيخ .
٤ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه
عليهمالسلام قال : سمون البقر
شفاء.
ومنه ، عن عبد
الله بن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
٥ ـ ومنه ، عن
أبيه عمن ذكره عن أبي حفص الأبار عن أبي عبد الله عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : سمن البقر دواء .
٦ ـ دعوات
الراوندي ، عن الريان قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام أتخذ لك حلواء قال
ما اتخذتم لي منه فاجعلوه بسمن وقال نعم الإدام السمن وإني
__________________
لأكرهه للشيخ وقال
هو في الصيف خير منه في الشتاء.
٧ ـ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : لحم البقر
داء وسمنها شفاء ولبنها دواء وما دخل الجوف مثل السمن .
٨ ـ المكارم ، عن
أبي عبد الله عليهالسلام قال : لحم البقر
داء وأسمانها شفاء وألبانها دواء .
١٩
باب
(الألبان وبدو خلقها وفوائدها وأنواعها وأحكامها)
الآيات النحل « وَإِنَّ لَكُمْ فِي
الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ
وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ »
المؤمنون « وَإِنَّ لَكُمْ فِي
الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها »
تفسير قال الرازي
الفرث سرجين الكرش وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال إذا استقر العلف
في الكرش صار أسفله فرثا وأعلاه دما وأوسطه لبنا فيجري الدم في العروق واللبن في
الضرع ويبقى الفرث كما هو فذاك هو قوله تعالى « مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ
وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً » لا يشوبه الدم ولا الفرث.
ولقائل أن يقول
الدم واللبن لا يتوالدان في الكرش البتة والدليل عليه الحس فإن هذه الحيوان تذبح
ذبحا متواليا وما رأى أحد في كرشها لا دما ولا لبنا ولو كان تولد الدم واللبن في
الكرش لوجب أن يشاهد ذلك في بعض الأحوال والشيء الذي دلت المشاهدة على فساده لم
يجز المصير إليه.
__________________
بل الحق أن
الحيوان إذا تناول الغذاء وصل ذلك العلف إلى معدته وإلى كرشه إن كان من الأنعام
وغيرها فإن طبخ وحصل الهضم الأول فيه فما كان منه صافيا انجذب إلى الكبد وما كان
كثيفا نزل إلى الأمعاء ثم ذلك الذي يحصل منه في الكبد ينطبخ فيها ويصير دما وذلك
هو الهضم الثاني ويكون ذلك الدم مخلوطا بالصفراء والسوداء وزيادة المائية أما
الصفراء فتذهب إلى المرارة والسوداء إلى الطحال والمائية إلى الكلية ومنها إلى
المثانة وأما ذلك الدم فإنه يدخل في الأوردة وهي العروق النابتة من الكبد وهناك
يحصل الهضم الثالث وبين الكبد وبين الضرع عروق كثيرة فينصب الدم في تلك العروق إلى
الضرع والضرع لحم غددي رخو أبيض فيقلب الله الدم عند انصبابه إلى ذلك اللحم الغددي
الرخو الأبيض من صورة الدم إلى صورة اللبن فهذا هو القول الصحيح في كيفية تولد
اللبن.
فإن قيل فهذه
المعاني حاصلة في الحيوان الذكر فلم لم يحصل منه اللبن قلنا الحكمة الإلهية اقتضت
تدبير كل شيء على الوجه اللائق به الموافق لمصلحته فمزاج الذكر من كل حيوان أن
يكون حارا يابسا ومزاج الأنثى يجب أن يكون باردا رطبا والحكمة فيه أن الولد إنما
يكون في داخل بدن الأنثى فوجب أن تكون الأنثى مختصة بمزيد الرطوبات لوجهين.
الأول أن الولد
إنما يتولد من الرطوبات فوجب أن يحصل في بدن الأنثى رطوبات كثيرة ليصير مادة لتولد
الولد.
والثاني أن الولد
إذا كبر وجب أن يكون بدن الأم قابلا للتمدد حتى يتسع لذلك الولد فإذا كانت الرطوبات
غالبة على بدن الأم كانت بنيتها قابلا للتمدد ويتسع للولد فثبت بما ذكرناه أنه
تعالى خص بدن الأنثى من كل حيوان بمزيد الرطوبات بهذه الحكمة.
ثم إن تلك
الرطوبات التي كانت تصير مادة لازدياد بدن الجنين حين كان في رحم الأم فعند انفصال
الجنين تنصب إلى الثدي والضرع وتصير مادة لغذاء ذلك
__________________
الطفل الصغير.
إذا عرفت هذا
فنقول ظهر أن السبب الذي لأجله يتولد اللبن من الدم في حق الأنثى غير حاصل في حق
الذكر فظهر الفرق.
وإذا عرفت هذا
فنقول المفسرون قالوا المراد من قوله « مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ
وَدَمٍ » هو أن هذه الثلاثة تتولد في موضع واحد فالفرث يكون في أسفل
الكرش والدم يكون في أعلاه واللبن يكون في الوسط وقد دللنا على أن هذا القول على
خلاف الحس والتجربة.
وأما نحن فنقول
المراد به من الآية هو أن اللبن إنما يتولد من بعض أجزاء الدم والدم إنما يتولد من
الأجزاء اللطيفة التي في الفرث وهو الأشياء المأكولة الحاصلة في الكرش فهذا اللبن
متولد من الأجزاء التي كانت حاصلة فيما بين الفرث أولا ثم كانت حاصلة فيما بين
الدم ثانيا وصفاه الله تعالى عن تلك الأجزاء الكثيفة الغليظة وخلق فيها الصفات
التي باعتبارها صارت لبنا يكون موافقا لبدن الطفل فهذا ما حصلناه في هذه المقام.
ثم اعلم أن حدوث
اللبن في الثدي واتصافه بالصفات التي باعتبارها يكون موافقا لتغذية الصبي
مشتمل على حكمة عجيبة وأسرار بديعة يشهد صريح العقل بأنها لا تحصل إلا بتدبير
الفاعل الحكيم المدبر الرحيم وبيانه من وجوه :
الأول أنه تعالى
خلق في أسفل المعدة منفذا يخرج منه ثفل الغذاء فإذا تناول الإنسان غذاء أو شربة
رقيقة انطبق ذلك المنفذ انطباقا كليا لا يخرج منه شيء من ذلك المأكول والمشروب إلى
أن يكمل انهضامه في المعدة وينجذب ما صفي منه إلى الكبد ويبقى الثفل هناك فحينئذ
ينفتح ذلك المنفذ وينزل منه ذلك الثفل وهذا من العجائب التي لا يمكن حصولها إلا
بتدبير الفاعل الحكيم لأنه متى كانت الحاجة إلى خروج ذلك الجسم عن المعدة انفتح
ويحصل الانطباق تارة والانفتاح أخرى بحسب
__________________
الحاجة وبقدر
المنفعة وهذا مما لا يتأتى إلا بتقدير الفاعل الحكيم.
الثاني أنه تعالى
أودع في الكبد قوة تجذب الأجزاء اللطيفة الحاصلة في ذلك المأكول والمشروب ولا تجذب
الأجزاء الكثيفة وخلق في الأمعاء قوة تجذب تلك الأجزاء الكثيفة التي هي الثفل ولا
تجذب الأجزاء اللطيفة البتة ولو كان الأمر بالعكس لاختلت مصلحة البدن ولفسد نظام
هذا التركيب.
الثالث أنه تعالى
أودع في الكبد قوة هاضمة طابخة حتى إن تلك الأجزاء اللطيفة لتنطبخ في الكبد وتنقلب
دما ثم إنه تعالى أودع في المرارة قوة جاذبة للصفراء وفي الطحال قوة جاذبة للسوداء
وفي الكلية قوة جاذبة لزيادة المائية حتى يبقى الدم الصافي الموافق لتغذية البدن
وتخصيص كل واحد من هذه الأعضاء بتلك القوة الحاصلة لا يمكن إلا بتدبير الحكيم
العليم.
الرابع أن في
الوقت الذي يكون الجنين في رحم الأم ينصب من ذلك نصيب وافر إليه حتى يصير مادة
لنمو أعضاء ذلك الولد وازدياده فإذا انفصل الجنين عن الرحم ينصب ذلك النصيب إلى
جانب الثدي ليتولد منه اللبن الذي يكون غذاء له فإذا كبر لا ينصب ذلك النصيب لا
إلى الرحم ولا إلى الثدي بل ينصب إلى جميع بدن المغتذي فانصباب ذلك الدم في كل وقت
إلى عضو آخر انصبابا موافقا للمصلحة والحكمة لا يتأتى إلا بتدبير الفاعل المختار
الحكيم.
الخامس أن عند
تولد اللبن في الضرع أحدث تعالى في حلمة الثدي ثقبا صغيرة ومساما ضيقة وجعلها بحيث
إذا اتصل المص والحلب بتلك الحلمة انفصل اللبن عنها في تلك المسام الضيقة ولما
كانت تلك المسام ضيقة جدا فحينئذ لا يخرج منها إلا ما كان في غاية الصفاء واللطافة
وأما الأجزاء الكثيفة فإنها لا يمكنها الخروج من تلك المنافذ الضيقة فيبقى في
الداخل فما الحكمة في إحداث تلك الثقب الصغيرة والمنافذ الضيقة في رأس حلمة الثدي
إلا أن تكون كالمصفاة فكل ما كان لطيفا خرج وكل ما كان كثيفا احتبس في الداخل ولم
يخرج فبهذا الطريق يصير ذلك اللبن
خالصا موافقا لبدن
الصبي « سائِغاً لِلشَّارِبِينَ ».
السادس أنه تعالى
ألهم ذلك الصبي إلى المص فإن الأم كلما ألقمت حلمة الثدي في فم الصبي فذلك الصبي
في الحال يأخذ في المص ولو لا أن الفاعل المختار الرحيم ألهم ذلك الطفل الصغير ذلك
العمل المخصوص لم يحصل بتخليق ذلك اللبن في ذلك الثدي فائدة.
السابع أنا بينا
أنه تعالى إنما خلق اللبن من فضلة الدم وإنما خلق الدم من الغذاء الذي تناوله
الحيوان والشاة لما تناولت العشب والماء فالله تعالى خلق الدم من لطيف تلك الأجزاء
ثم خلق اللبن من بعض أجزاء ذلك الدم ثم إن اللبن حصلت فيه أجزاء ثلاثة على طبائع
متضادة فما فيه من الدهن يكون حارا رطبا وما فيه من المائية يكون باردا رطبا وما
فيه من الجبنية يكون باردا يابسا وهذه الطبائع ما كانت حاصلة في العشب الذي تناوله
الشاة.
فظهر بهذين أن هذه
الأجسام لا تزال تنقلب من صفة إلى صفة من حالة إلى حالة مع أنه لا يناسب بعضها
بعضا ولا يشاكل بعضها بعضا وعند ذلك يظهر أن هذه الأحوال إنما تحدث بتدبير فاعل
حكيم رحيم يدبر أحوال هذا العالم على وفق مصالح العباد فسبحان من شهد جميع ذرات
العالم الأعلى والأسفل بكمال قدرته ونهاية حكمته ورحمته « لَهُ الْخَلْقُ
وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ».
أما قوله « سائِغاً
لِلشَّارِبِينَ » فمعناه جاريا في حلوقهم لذيذا هنيئا يقال ساغ الشراب في
الحلق وأساغه صاحبه ومنه قوله « وَلا يَكادُ
يُسِيغُهُ » وقال أهل التحقيق اعتبار حدوث اللبن كما يدل على وجود
الصانع المختار فكذلك يدل على إمكان الحشر والنشر وذلك لأن هذا العشب الذي يأكله
الحيوان إنما يتولد من الماء والأرض فخالق العالم دبر تدبيرا آخر انقلب ذلك الدم
لبنا ثم دبر تدبيرا آخر حدث من ذلك اللبن الدهن والجبن فهذا الاستقراء يدل على أنه
تعالى قادر على أن
__________________
يقلب هذه الأجسام
من صفة إلى صفة ومن حالة إلى حالة فإذا كان كذلك لم يمنع أيضا أن يكون قادرا على
أن يقلب أجزاء أبدان الأموات إلى صفة الحياة والعقل كما كانت قبل ذلك فهذا
الاعتبار يدل من هذا الوجه على أن البعث والقيامة أمر ممكن غير ممتنع.
وقال البيضاوي « وَإِنَّ لَكُمْ فِي
الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً » دلالة يعبر بها من الجهل إلى العلم « نُسْقِيكُمْ مِمَّا
فِي بُطُونِهِ » استئناف لبيان العبرة وإنما ذكر الضمير ووحده هاهنا للفظ
وأنثه في سورة المؤمنون للمعنى فإن الأنعام اسم جمع ولذلك عده سيبويه في المفردات
المبنية على أفعال كأخلاق وأكياس ومن قال إنه جمع نعم جعل الضمير للبعض فإن اللبن
لبعضها دون جميعها أو لواحدة أوله على المعنى فإن المراد به الجنس وقرأ نافع وابن
عامر وأبو بكر ويعقوب نسقيكم بالفتح هنا وفي المؤمنون « مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ
وَدَمٍ لَبَناً » فإنه يخلق من بعض أجزاء الدم المتولد من الأجزاء اللطيفة
التي في الفرث وهو الأشياء المأكولة المنهضمة بعد الانهضام في الكرش وحديث ابن عباس
إن صح فالمراد أن أوسطه يكون مادة اللبن وأعلاه مادة الدم الذي يغذي البدن لأنهما
لا يتكونان في الكرش.
ثم ذكر مختصرا مما
ذكره الرازي ثم قال :
« خالِصاً » صافيا لا يستصحبه لون الدم ولا رائحة الفرث أو مصفى عما
يصحبه من الأجزاء الكثيفة بتضييق مخرجه « سائِغاً
لِلشَّارِبِينَ » سهل المرور في حلقهم.
وقال الطبرسي ره
روى الكلبي عن ابن عباس قال إذا استقر العلف في الكرش صار أسفله فرثا وأعلاه دما
وأوسطه لبنا فيجري الدم في العروق واللبن في الضرع ويبقى الفرث كما هو فذلك قوله « مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ
وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً » لا يشوبه الدم ولا الفرث والكبد مسلطة على هذه الأصناف
فتقسمها على الوجه الذي اقتضاه التدبير الإلهي .
١ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن
__________________
القاسم بن يحيى عن
جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه
عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام حسو اللبن شفاء من
كل داء إلا الموت .
وقال
عليهالسلام لحوم البقر داء
وألبانها دواء وأسمانها شفاء .
بيان
: في القاموس حسا
زيد المرق شربه شيئا بعد شيء كتحساه واحتساه واسم ما يحتسى الحسية والحسا ويمد
والحسو كدلو والحسو كعدو.
٢ ـ طب الأئمة ، عن
إبراهيم بن رياح عن فضالة عن العلاء عن عبد الله بن أبي يعفور قال : سألت أبا عبد
الله عليهالسلام عن ألبان الأتن
للدواء يشربها الرجل قال لا بأس به .
بيان قال في الدروس يكره لبن الأتن جامدا ومائعا انتهى وكأنهم
حكموا بالكراهة لكراهة لحمها وفيه نظر ولم أر في الأخبار ما يدل عليها وإن كان في
بعضها التقييد بالدواء لكن في أكثره في كلام السائل وبالجملة الحكم بالكراهة مشكل.
٣ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن الجارود بن محمد عن محمد بن عيسى عن كامل قال سمعت موسى
بن عبد الله بن الحسن يقول سمعت أشياخنا يقولون ألبان اللقاح شفاء من كل داء وعاهة
في الجسد .
وعن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال مثل ذلك إلا أنه
زاد فيه وهو ينقي البدن ويخرج درنه ويغسله غسلا .
بيان
: اللقاح ككتاب
الإبل واللقوح كصبور واحدتها والناقة الحلوب وقال الدرن محركة الوسخ أو تلطخه.
٤ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن خلف بن حماد عن يحيى بن عبد الله قال : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام فأتينا بسكرجات فأشار
بيده نحو واحدة منهن وقال هذا شيراز الأتن
__________________
لعليل عندنا فمن
شاء فليأكل ومن شاء فليدع .
المكارم ، عن يحيى
بن عبد الله مثله .
بيان
قال في النهاية
فيه لا آكل في سكرجة هي بضم السين والكاف والراء والتشديد إناء صغير يؤكل فيه
الشيء القليل من الأدم وهي فارسية وأكثر ما يوضع فيه الكواميخ ونحوها وفي القاموس
الشيراز اللبن الرائب المستخرج ماؤه وفي بحر الجواهر هو صبغ يعمل من اللبن كالحسو
الغليظ والجمع شواريز.
وأقول الظاهر أن
المراد بالرائب الذي اشتد وغلظ سواء حمض كالماست أو لم يحمض كالجبن الرطب وإن كان
الثاني أظهر.
٥ ـ المكارم ، عن
أبي عبد الله عليهالسلام وذكر لحم البقر
قال ألبانها دواء وشحومها شفاء ولحومها داء .
٦ ـ المحاسن ، عن
علي بن حديد عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن التلبين
يجلو القلب الحزين كما يجلو الأصابع العرق من الجبين .
٧ ـ ومنه ، عن
أبيه رفعه عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لو أغنى عن الموت شيء
لأغنت التلبينة قيل يا رسول الله وما التلبينة قال الحسو باللبن .
توضيح رواه في الكافي مرسلا إلى قوله الحسو باللبن الحسو باللبن يكررها ثلاثا
وفيه التلبينة في الموضعين وهو أظهر قال في النهاية فيه التلبينة مجمة لفؤاد
المريض التلبينة والتلبين حساء يعمل من دقيق أو نخالة وربما جعل فيها عسل
__________________
سميت تشبيها
باللبن لبياضها ورقتها وهي تسمية بالمرة من التلبين مصدر لبن القوم إذا سقاهم
اللبن.
وفي القاموس
التلبين وبهاء حساء من نخالة ولبن وعسل أو من نخالة فقط وقال حسا زيد المرق شربه
شيئا بعد شيء كتحساه واحتساه واسم ما يحتسى الحسية والحسا ويمد والحسو كدلو والحسو
كعدو.
٨ ـ طب الأئمة ، عن
محمد بن موسى السريعي عن ابن محبوب وهارون بن أبي الجهم عن السكوني عن أبي عبد
الله عن أبيه عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : شكا نوح إلى ربه عز
وجل ضعف بدنه فأوحى الله تعالى إليه أن اطبخ اللبن [ اللحم باللبن ] فكلها فإني
جعلت القوة والبركة فيهما .
٩ ـ المكارم ، عن
أبي عبد الله عليهالسلام قال في مرق لحم
البقر يذهب بالبياض.
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن بني إسرائيل
شكوا إلى موسى عليهالسلام ما يلقون من البرص
فشكا ذلك إلى الله عز وجل فأوحى الله إليه مرهم فليأكلوا لحم البقر بالسلق .
١٠ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن محمد بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : أكلنا
مع أبي عبد الله عليهالسلام فأتانا بلحم جزور
وظننت أنه من بدنته فأكلنا ثم أتينا بعص [ بعس ] من لبن فشرب منه ثم قال لي اشرب
يا أبا محمد فذقته فقلت أيش جعلت فداك قال إنها الفطرة ثم أتانا بتمرة فأكلنا .
الكافي : عن العدة
عن أحمد بن أبي عبد الله مثله وفيه محمد بن علي بن أبي حمزة وما في المحاسن كأنه أظهر
وفيه مكان أيش لبن ومكان أتانا أتينا.
__________________
بيان : العس بالضم
القدح العظيم وأقول : روى مسلم في صحيحه أن النبي صلىاللهعليهوآله أتي ليلة أسري به
بإيليا بقدحين من خمر ولبن فنظر إليهما فأخذ اللبن فقال له جبرئيل
عليهالسلام الحمد لله الذي
هداك للفطرة لو أخذت الخمر غوت أمتك وقال بعض شراحه إيليا بالمد وقد يقصر بيت
المقدس وفي الرواية محذوف تقديره أتي بقدحين فقيل له اختر أيهما شئت فألهمه الله
تعالى اختيار اللبن لما أراد سبحانه من توفيق هذه الأمة.
وقول جبرئيل
عليهالسلام أصبت الفطرة قيل
في معناه أقوال المختار منها أن الله تعالى أعلم جبرئيل أن النبي صلىاللهعليهوآله إن اختار اللبن كان كذا
وإن اختار الخمر كان كذا وأما الفطرة فالمراد بها هنا الإسلام والاستقامة ومعناه
والله يعلم اخترت علامة الإسلام والاستقامة وجعل اللبن علامة ذلك لكونها سهلا طيبا
طاهرا « سائِغاً لِلشَّارِبِينَ » سليم العاقبة وأما الخمر فإنها أم الخبائث وجالبة لأنواع
الشر في الحال والمال انتهى.
وقال الطيبي
للفطرة أي « الَّتِي
فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها » فإن منها الإعراض عما فيه غائلة وفساد كالخمر المخلة
بالعقل الداعي إلى كل خير والرادع عن كل شر والميل إلى ما فيه نفع خال عن المضرة
كاللبن انتهى.
أقول فعلى هذه الوجوه المعنى أن اللبن شيء مبارك كان اختيار
النبي صلىاللهعليهوآله إياه علامة الفطرة
فيكون إشارة إلى تلك القصة لعلم الراوي بها.
وأقول يحتمل هذا
الخبر وجوها أخر.
__________________
الأول أنه مما
اغتذى الإنسان به في أول ما رغب إلى الغذاء عند خروجه من بطن أمه ونشأ عليه فكأنه
فطر عليه وخلق منه.
الثاني أن يكون
المراد بها ما يستحب أن يفطر عليه لورود الأخبار باستحباب إفطار الصائم به.
الثالث أن يكون
الغرض مدح ذلك اللبن المخصوص بأنه قريب العهد بالحلب قال الفيروزآبادي الفطر بالضم
وبضمتين شيء من فضل اللبن يحلب ساعتئذ وقال قد سئل عن المذي قال هو الفطر قيل شبه
المذي في قلته بما يحتلب بالفطر وروي بالضم وأصله ما يظهر من اللبن على إحليل الضرع انتهى وقيل الفطرة
الطري القريب الحديث بالعمل.
أقول الأول أظهر
الوجوه ثم هي مرتبة في القرب والبعد.
١١ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال الحسين بن علي عليهالسلام كان النبي صلىاللهعليهوآله إذا أكل طعاما يقول اللهم
بارك لنا فيه وارزقنا خيرا منه وإذا أكل لبنا أو شربه يقول اللهم بارك لنا فيه
وارزقنا منه .
صحيفة الرضا ، بالإسناد
عنه عليهالسلام مثله
بيان قوله أو شربه كأنه ترديد من الراوي أو الأكل للمنعقد منه
والشرب لغيره.
١٢ ـ قرب الإسناد
، عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه
عليهالسلام عن جابر بن عبد
الله قال : قيل يا رسول الله أنتداوى فقال نعم فتداووا
__________________
فإن الله تبارك
وتعالى لم ينزل داء إلا وقد أنزل له دواء عليكم بألبان البقر فإنها ترد من الشجر .
توضيح فإنها ترد بالتخفيف مضمنا معنى الأخذ أو بالتشديد بمعنى
الصدور وفي بعض النسخ ترق وكأن المعنى تأكل ورق كل شجر لكن لم أجد في اللغة هذا
الوزن بهذا المعنى بل قالوا تورقت الناقة أكلت الورق وفي الكافي في حديث زرارة
فإنها تخلط من كل الشجر كما سيأتي وعلى أي حال المعنى أنها تأكل من كل حشيش وورق
فتحصل في لبنه منافع كلها.
١٣ ـ قرب الإسناد
، عن عبد الله بن الحسن عن جده علي بن جعفر عن أخيه
عليهالسلام قال : سألته عن
ألبان الأتن تشرب للدواء أو تجعل في الدواء قال لا بأس .
كتاب المسائل لعلي
بن جعفر مثله .
١٤ ـ المحاسن ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه
عليهمالسلام قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله يحب من الشراب اللبن .
١٥ ـ ومنه ، عن
علي بن الحكم عن الربيع بن محمد المسلي عن عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لم يكن رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكل طعاما ولا يشرب
شرابا إلا قال اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا به خيرا منه إلا اللبن فإنه كان يقول
اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه .
١٦ ـ ومنه ، عن أبيه عن عبد
الله بن المغيرة عن أبي الحسن عليهالسلام قال : كان
__________________
النبي صلىاللهعليهوآله إذا شرب اللبن قال اللهم
بارك لنا فيه وزدنا منه.
١٧ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن إبراهيم بن حزام الحريري عن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة
عن عبد الرحيم بن عبد المجيد القصير عن جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام قال : من أصابه ضعف في
قلبه أو بدنه فليأكل لحم الضأن باللبن فإنه يخرج من أوصاله كل داء وغائلة ويقوى
جسمه ويشد متنه .
١٨ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن أبي الحسن عليهالسلام قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله إذا شرب اللبن قال اللهم
بارك لنا فيه وزدنا منه .
١٩ ومنه ، عن أبيه
عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : اللبن من
طعام المرسلين .
ومنه ، عن جعفر بن
محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام عن أبيه عن آبائه
عليهمالسلام مثله .
٢٠ ـ ومنه ، عن
أبيه وابن بزيع عن محمد بن يحيى الخزاز عن غياث بن إبراهيم عن جعفر عن آبائه
عليهمالسلام أن عليا
عليهالسلام كان يستحب أن يفطر
على اللبن .
٢١ ـ ومنه ، عن
بعض أصحابه عن ابن أخت الأوزاعي عن مسعدة بن اليسع الباهلي عن جعفر عن أبيه
عليهالسلام قال : كان علي عليهالسلام يعجبه أن يفطر على اللبن.
٢٢ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه
عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله ليس أحد يغص بشرب
اللبن لأن الله تبارك وتعالى يقول : « لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ »
__________________
بيان
: في القاموس الغصة
بالضم الشجا وما اعترض في الحلق فأشرق غصصت بالكسر وبالفتح تغص بالفتح غصصا وفي
الصحاح غصصت بالماء إذا وقف في حلقك فلم تكد تسيغه.
٢٣ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن القاسم بن محمد عن أبي الحسن الأصفهاني قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فقال له رجل وأنا أسمع
جعلت فداك إني أجد الضعف في بدني فقال عليك باللبن فإنه ينبت اللحم ويشد العظم .
٢٤ ـ ومنه ، عن
نوح بن شعيب عمن ذكره عن أبي الحسن عليهالسلام قال : من تغير
عليه ماء الظهر ينفع له اللبن الحليب والعسل .
٢٥ ـ ومنه ، عن
ابن أبي همام عن كامل بن محمد بن إبراهيم الجعفي عن أبيه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام اللبن الحليب لمن تغير
عليه ماء الظهر .
بيان
: في القاموس الحليب
اللبن المحلوب أو الحليب ما لم يتغير طعمه انتهى وتغير ماء الظهر كناية عن عدم
انعقاد الولد منه.
٢٦ ـ المحاسن ، عن
السياري عن عبيد الله بن أبي عبد الله الفارسي عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال له رجل إني
أكلت لبنا فضرني فقال أبو عبد الله عليهالسلام لا والله ما ضر شيئا
قط ولكنك أكلته مع غيره فضرك الذي أكلته معه فظننت أن ذلك من اللبن .
٢٧ ـ ومنه ، عن
أبي علي أحمد بن إسحاق عن عبد صالح عليهالسلام قال : من أكل اللبن فقال
اللهم إني آكله على شهوة رسول الله صلىاللهعليهوآله إياه لم يضره .
٢٨ ـ
ومنه ، عن نوح بن شعيب عن
بعض أصحابه عن موسى بن عبد الله بن الحسن قال سمعت أشياخنا يقولون إن ألبان اللقاح
شفاء من كل داء وعاهة .
٢٩ ـ ومنه ، عن
غير واحد عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أحدهما
عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله عليكم بألبان
البقر فإنها تخلط من كل شجرة .
__________________
٣٠ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن أبيه عن علي عليهالسلام قال : لبن البقر
شفاء .
٣١ ـ ومنه ، عن
يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن جده قال : شكوت إلى أبي جعفر عليهالسلام ذرب معدتي فقال ما يمنعك
من شرب ألبان البقر فقال لي شربتها قط فقلت مرارا قال فكيف وجدتها تدبغ المعدة
وتكسو الكليتين الشحم وتشهي الطعام فقال لو كانت أيامه خرجت أنا وأنت إلى ينبع حتى
نشربه .
بيان
: قال الجوهري ذربت
معدته تذرب ذربا فسدت وينبع كينصر حصن له عيون ونخيل وزروع بطريق حاج مصر ذكره
الفيروزآبادي.
٣٢ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن محمد بن عيسى عن صفوان عن عيص بن القاسم قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن شرب ألبان الأتن فقال
اشربها .
٣٣ ـ ومنه ، عن
أبيه عن الحسين بن المبارك عن أبي مريم الأنصاري قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن شرب ألبان الأتن فقال
لا بأس بها .
٣٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن صفوان عن العيص عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : تغديت معه
فقال هذا شيراز الأتن اتخذناه لمريض لنا فإن أحببت أن تأكل منه فكل .
٣٥ ـ المكارم ، إن
رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ذانك
الأطيبان التمر واللبن إن رسول الله صلىاللهعليهوآله كلما شرب لبنا
تمضمض وقال إن له لدسما.
وفي رواية قال
عليهالسلام إذا شربتم اللبن
فتمضمضوا فإن لها دسما.
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : ألبان البقر دواء.
عن الجعفري قال
سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول أبوال الإبل
خير من ألبانها ويجعل الله الشفاء في ألبانها .
__________________
٢٠
باب الجبن
١ ـ مجالس ابن
الشيخ عن هلال بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن
آبائه عن علي بن الحسين عليهمالسلام قال : شيئان ما
دخلا جوفا قط إلا أفسداه الجبن والقديد الخبر .
المحاسن ، عن بعض
أصحابه رفعه عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
٢ ـ ومنه ، عن بعض
أصحابه رفعه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام ثلاث يؤكلن ويهزلن
اللحم اليابس والجبن والطلع وفي حديث آخر الجوز وفي حديث آخر الكسب إلى آخر ما مر
في باب اللحم .
٣ ـ ومنه ، عن ابن
محبوب عن عبد الله بن سليمان قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن الجبن فقال لقد
سألتني عن طعام يعجبني ثم أعطى الغلام دراهم فقال يا غلام ابتع لي جبنا ودعا
بالغداة فتغدينا معه وأتي بالجبن فقال كل فلما فرغ من الغداء قلت ما تقول في الجبن
قال أولم ترني أكلته قلت بلى ولكني أحب أن أسمعه منك فقال سأخبرك عن الجبن وغيره
كل ما يكون فيه حلال وحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام بعينه فتدعه .
٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن الجبن وقلت له أخبرني
من رأى أنه يجعل فيه الميتة فقال من أجل مكان واحد يجعل فيه الميتة حرم في جميع
الأرضين إذا علمت أنه ميتة فلا تأكله وإن لم تعلم فاشتر وبع وكل والله إني لأعترض
السوق فأشتري بها اللحم والسمن والجبن والله ما أظن كلهم يسمون هذه البربر وهذه
السودان .
__________________
ومنه ، عن أبيه عن صفوان عن منصور بن حازم عن
بكر بن حبيب قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن الجبن وأنه
توضع فيه الإنفحة من الميتة قال لا يصلح ثم أرسل بدرهم فقال اشتر بدرهم من رجل
مسلم ولا تسأله عن شيء .
٦ ـ ومنه ، عن
جعفر بن بشير عن عمرو بن أبي شبل قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الجبن قال كان أبي ذكر
له منه شيء فكرهه ثم أكله فإذا اشتريته فاقطع واذكر اسم الله عليه وكل .
٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن عبيد الله الحلبي عن عبد الله بن سنان قال : سأل رجل أبا عبد
الله عليهالسلام عن الجبن فقال إن
أكله يعجبني ثم دعا به فأكله .
٨ ـ ومنه ، عن
اليقطيني عن صفوان عن معاوية عن رجل من أصحابنا قال : كنت عند أبي جعفر عليهالسلام فسأله رجل من أصحابنا عن
الجبن فقال أبو جعفر عليهالسلام إنه لطعام يعجبني
فسأخبرك عن الجبن وغيره كل شيء فيه الحلال والحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام
فتدعه بعينه .
٩ ـ ومنه ، عن بعض
أصحابنا رفعه قال : الجبن يهضم الطعام قبله ويشهي ما بعده .
١٠ ـ دعوات
الراوندي ، قال الصادق عليهالسلام نعم اللقمة الجبن
يطيب النكهة ويهضم ما قبله ويمرئ ما بعده.
١١ ـ الدروع
الواقية ، بإسناده إلى هارون بن موسى التلعكبري عن محمد بن همام عن محمد بن يحيى
الفارسي عن محمد بن يحيى الطبري عن الوليد بن أبان عن محمد بن سماعة عن أبيه قال
سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول نعم اللقمة
الجبن تعذب الفم وتطيب النكهة وتهضم ما قبله وتشهي الطعام ومن يتعمد أكله رأس
الشهر أوشك أن لا ترد له حاجة.
بيان
: قال الجوهري
النكهة ريح الفم.
١٢ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن علي بن إبراهيم الهاشمي عن أبيه عن محمد
__________________
بن الفضيل
النيسابوري عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سأله رجل عن
الجبن فقال داء لا دواء له فلما كان بالعشي دخل الرجل على أبي عبد الله عليهالسلام فنظر إلى الجبن على
الخوان فقال جعلت فداك سألتك بالغداة عن الجبن فقلت لي إنه هو الداء الذي لا دواء
له والساعة أراه على الخوان قال فقال هو ضار بالغداة نافع بالعشي ويزيد في ماء
الظهر.
وروي أن مضرة
الجبن في قشره .
١٣ ـ المحاسن ، عن
ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي قال قال أبو عبد الله عليهالسلام الجبن والجوز في كل واحد
منهما الشفاء فإن افترقا كان في كل واحد منهما الداء .
المكارم ، عنه
عليهالسلام مثله .
١٤ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن إدريس بن الحسن عن عبيد بن زرارة عن أبيه عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : إن الجبن
والجوز إذا اجتمعا كانا دواء وإذا افترقا كانا داء .
بيان
قد يقال إن الجوز
إنما يصلحه إذا لم يكن مالحا فإنه حينئذ بارد رطب في الثالثة وأما مالحه فهو حار
يابس في الثالثة والجوز حار إما في الثانية أو في الثالثة يابس في الأولى فتزيد
غائلته.
١٥ ـ المكارم ، عن
الصادق عليهالسلام قال : الجبن يهضم
ما قبله ويشهي ما بعده .
بيان
: في المصباح الجبن
المأكول فيه ثلاث لغات أجودها سكون الباء والثانية ضمها للإتباع والثالثة وهي
أقلها التثقيل ومنهم من يجعل التثقيل من ضرورة الشعر.
__________________
٢١
باب
(الماست والمضيرة)
١ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى رفعه عن أبي الحسن عليهالسلام قال : من أراد
الماست ولا يضره فليصب عليها الهاضوم قلت وما الهاضوم قال النانخواه .
٢ ـ ومنه ، عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن محمد الحجال عن أبي سليمان الحمار
قال : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام فجاءنا بمضيرة
وبعدها بطعام ثم أتي بقناع من رطب عليه ألوان الخبر .
المحاسن ، عن
الحجال مثله .
بيان
في بحر الجواهر
مضر من باب نصر حمض سخت ترش والمضيرة طبيخة تطبخ باللبن الماضر فارسيها دوغبا.
٣ ـ إرشاد القلوب
، عن سويد بن غفلة قال : دخلت على علي بن أبي طالب
عليهالسلام فوجدته جالسا وبين
يديه إناء فيه لبن أجد ريح حموضته وفي يده رغيف أرى قشاء [ قشار ] الشعير في وجهه
وهو يكسر بيده ويطرحه فيه الخبر .
__________________
أبواب
النباتات
١
باب
(جوامع أحوالها ونوادرها وأحوال الأشجار وما يتعلق بها)
الآيات الأعراف « وَالْبَلَدُ
الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ
إِلاَّ نَكِداً كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ » .
٧ ـ النحل « هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ
يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ » إلى قوله تعالى « وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ » إلى قوله « وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً
أَلْوانُهُ » .
طه « فَأَخْرَجْنا بِهِ
أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ » .
التنزيل « أَوَلَمْ يَرَوْا
أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً
تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ » .
يس « وَآيَةٌ لَهُمُ
الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ
يَأْكُلُونَ » إلى قوله سبحانه « سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها
مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ » .
الرحمن « وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ
يَسْجُدانِ » .
__________________
عبس : « فَلْيَنْظُرِ
الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا
الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً
وَنَخْلاً وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً لَكُمْ
وَلِأَنْعامِكُمْ » .
الأعلى : « الَّذِي أَخْرَجَ
الْمَرْعى فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى » .
تفسير : « وَالْبَلَدُ
الطَّيِّبُ » قيل أي الأرض الكريمة التربة « يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ » أي بمشيته وتيسره عبر به عن كثرة النبات وحسنه وغزارة نفعه
لأنه أوقعه على مقابله « وَالَّذِي
خَبُثَ » كالحرة والسبخة « لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً » أي قليلا عديم النفع ونصبه على الحال وتقدير الكلام والبلد
الذي خبث لا يخرج نباته إلا نكدا فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فصار مرفوعا
مستترا « كَذلِكَ
نُصَرِّفُ الْآياتِ » أي نرددها ونكررها « لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ » نعمة الله فيتفكرون فيها ويعتبرون بها والآية مثل لمن تدبر
الآيات وانتفع بها ولمن لم يرفع إليها رأسا ولم يتأثر بها.
وقال علي بن
إبراهيم هو مثل الأئمة عليهمالسلام يخرج علمهم بإذن ربهم
ولأعدائهم لا يخرج علمهم إلا كدرا فاسدا وقال ابن شهرآشوب في المناقب قال عمرو بن
العاص للحسين عليهالسلام ما بال لحاكم أوفر
من لحانا فقرأ عليهالسلام هذه الآية .
وقال سبحانه « هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ » أي ما تشربونه « وَمِنْهُ شَجَرٌ » أي ومنه تكون شجر يعني الشجر الذي ترعاه المواشي وقيل كل
ما نبت على الأرض شجر « فِيهِ
تُسِيمُونَ » من سامت الماشية وأسامها صاحبها « يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ
الزَّرْعَ » وقرأ أبو بكر بالنون على التفخيم « وَالزَّيْتُونَ
وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ » أي وبعض كلها إذ لم ينبت في الأرض كل ما يمكن من الثمار
قيل ولعل تقديم
__________________
ما يسأم فيه على
ما يؤكل منه لأنه سيصير غذاء حيوانيا هو أشرف الأغذية ومن هذا تقديم الزرع
والتصريح بالأجناس الثلاثة وترتيبها.
« إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ » على وجود الصانع وحكمته فإن من تأمل أن الحبة تقع في الأرض
وتصل إليها نداوة تنفذ فيها فينشق أعلاها ويخرج منه ساق الشجرة وينشق أسفلها فيخرج
منه عروقها ثم ينمو ويخرج منه الأوراق والأزهار والأكمام والثمار ويشتمل كل منها
على أجسام مختلفة الأشكال والطباع مع اتحاد المواد ونسبة الطبائع السفلية
والتأثيرات الفلكية إلى الكل علم أن ذلك ليس إلا بفعل فاعل مختار مقدس عن منازعة
الأضداد والأنداد.
« وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ » عطف على الليل أي وسخر لكم ما خلق لكم فيها من حيوانات
ونباتات « مُخْتَلِفاً
أَلْوانُهُ » أي أصنافه فإنها تتخالف باللون غالبا « إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ » أن اختلافها في الطباع والهيئات والمناظر ليس إلا بصنع
صانع حكيم.
وقال تعالى « وَأَنْزَلَ مِنَ
السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ » قيل عدل من لفظ الغيبة إلى صيغة المتكلم على الحكاية لكلام
الله تنبيها على ظهور ما فيه من الدلالة على كمال القدرة والحكمة وإيذانا بأنه
مطاع تنقاد الأشياء المختلفة بمشيته « أَزْواجاً » أي أصنافا « مِنْ نَباتٍ شَتَّى » أي متفرقات في الصور والأعراض والمنافع يصلح بعضها للناس
وبعضها للبهائم فلذلك قال « كُلُوا
وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ » أي أخرجنا أصناف النبات قائلين كلوا وارعوا أنعامكم « إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى » لذوي العقول الناهية عن اتباع الباطل وارتكاب القبائح جمع
نهية.
وأقول هذا مما يدل
على عموم الإباحة إلا ما أخرجه الدليل كما مر.
« وَالنَّجْمُ » أي النبات الذي ينجم أي يطلع من الأرض ولا ساق له « وَالشَّجَرُ » الذي له ساق « يَسْجُدانِ » ينقادان لله فيما يريد بهما طبعا انقياد الساجد من
المكلفين طوعا
« وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى » أي ينبت ما يرعاه الدواب « فَجَعَلَهُ » بعد خضرته « غُثاءً أَحْوى » أي يابسا أسود وقيل أحوى حال من المرعى أي أخرجه أحوى من
شدة خضرته.
أقول وقد مر سائر
الآيات وتفسيرها في باب جوامع ما يحل.
١ ـ العيون والعلل
، عن محمد بن عمرو بن علي عن محمد بن عبد الله بن جبلة عن عبد الله بن أحمد بن
عامر الطائي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال : سأل الشامي أمير
المؤمنين عليهالسلام عن أول شجرة غرست
في الأرض فقال العوسجة ومنها عصا موسى عليهالسلام وسأله عن أول شجرة نبتت
في الأرض فقال هي الدباء وهي القرع .
بيان
: لا تنافي بين
الأول والثاني لأن الأول ما كان بغرس غارس والثاني ما نبتت من غير غرس وأما ما
سيأتي من أن أول الشجرة النخلة فيمكن أن تكون الأولية في إحداهما إضافية أو المراد
بما سيأتي ما له ثمرة معروفة أو إحداهما ما نبت بالنواة والأخرى ما نبت بالغصن وفي
المصباح العوسج فوعل من شجر الشوك له ثمر مدور والواحدة عوسجة.
٢ ـ العلل ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن النعمان عن
بريد العجلي قال قال أبو جعفر عليهالسلام إنما سمي العود
خلافا لأن إبليس عمل صورة سواع على خلاف صورة ود فسمي العود خلافا الخبر .
بيان إنما سمي العود أي الشجر المعهود وكأن السواع كان منحوتا
منه وقال الفيروزآبادي الخلاف ككتاب وشده لحن صنف من الصفصاف وليس به سمي خلافا
لأن السيل يجيء به سبيا فينبت من خلاف أصله وقال في المصباح
__________________
قال الدينوري
زعموا أنه سمي خلافا لأن الماء يأتي به سبيا ينبت مخالفا لأصله ويحكى أن بعض
الملوك مر بحائط فرأى شجر الخلاف فقال لوزيره ما هذا الشجر فكره الوزير أن يقول
شجر الخلاف لنفور النفوس عن لفظه فسماه باسم ضده فقال شجر الوفاق فأعظمه الملك
لنباهته.
٣ ـ العلل ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري
عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لم يخلق
الله عز وجل شجرة إلا ولها ثمرة تؤكل فلما قال الناس « اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً » أذهب نصف ثمرها فلما اتخذوا مع الله إلها شاك الشجر .
٤ ـ ومنه ، عن
أحمد بن محمد بن عيسى العلوي عن محمد بن إبراهيم بن أسباط عن أحمد بن محمد بن زياد
القطان عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن عيسى بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد
بن عمر بن علي بن أبي طالب عن آبائه عن عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب
عليهالسلام أن النبي صلىاللهعليهوآله سئل كيف صارت الأشجار
بعضها مع أحمال وبعضها بغير أحمال فقال كلما سبح الله آدم تسبيحة صارت له في
الدنيا شجرة مع حمل وكلما سبحت حواء تسبيحة صارت في الدنيا شجرة من غير حمل .
٥ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن أبيه عن المفيد عن جعفر بن محمد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله
عن محمد بن أحمد الأشعري عن محمد بن الحسين عن محمد بن سليمان عن أبي حمزة الثمالي
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أول شجرة
نبتت على وجه الأرض النخلة .
٦ ـ تفسير علي بن
إبراهيم ، عن أبيه عن إسحاق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن أمير
المؤمنين عليهالسلام قال : إن الشجر لم
يزل خضيدا كله حتى دعي للرحمن ولد عز الرحمن وجل أن يكون له ولد فكادت السماوات أن
يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا فعند ذلك اقشعر الشجر وصار له شوك
__________________
حذار أن ينزل به
العذاب الخبر .
بيان
: في القاموس خضد
الشجر قطع شوكه.
٧ ـ العياشي ، عن
يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنه لن يغضب
لله شيء كغضب الطلح والسدر إن الطلح كانت كالأترج والسدر كالبطيخ فلما قالت اليهود
« يَدُ اللهِ
مَغْلُولَةٌ » أنقصتا حملهما فصغر فصار له عجم واشتد العجم فلما أن قالت
النصارى « الْمَسِيحُ
ابْنُ اللهِ » أذعرتا فخرج لهما هذا الشوك ونقصتا حملهما وصار النبق إلى
هذا الحمل وذهب حمل الطلح فلا يحمل حتى يقوم قائمنا أو تقوم الساعة قال من سقى
طلحة أو سدرة فكأنما سقى مؤمنا من ظماء .
بيان في القاموس الطلح شجر عظام والطلع والموز وقال النبق حمل
السدر كالنبق بالكسر وككتف واحدته بهاء وقال البيضاوي في قوله تعالى « وَطَلْحٍ » وشجر موز أو أم غيلان وله أنوار كثيرة طيبة الرائحة وقرئ
بالعين « مَنْضُودٍ » نضد حمله من أسفله إلى أعلاه انتهى.
وقوله
عليهالسلام وذهب حمل الطلح أي
حمله المعهود أو مطلقا إن حملناه على شجر لا حمل له وكونه في الجنة منضود الحمل لا
ينافي كونه في الدنيا غير ذي حمل قال ابن الأثير في النهاية في الحديث من قطع سدرة
صوب الله رأسه في النار. سئل أبو داود السجستاني عن هذا الحديث فقال هو حديث مختصر
ومعناه من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها
صوب الله رأسه في النار أي نكسه.
وأقول
قد مر معنى الحديث
في المجلد العاشر وأنه كانت سدرة عند قبر الحسين
عليهالسلام وكانت علامة قبره
فقطعها بعض الخلفاء ليعمي أثر قبره فالملعون قاطع تلك السدرة وهي من معجزاته
صلىاللهعليهوآله .
__________________
٢
باب
الفواكه وعدد ألوانها وآداب أكلها وجوامع ما يتعلق بها
الآيات
الأنعام « وَهُوَ الَّذِي
أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا
مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ
طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ
وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا
أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ »
وقال « وَهُوَ الَّذِي
أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ
مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ
مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ »
الرعد « وَفِي الْأَرْضِ
قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ
وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي
الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ »
النحل « هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ
لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ
الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمُ
اللَّيْلَ وَالنَّهارَ » إلى قوله تعالى « وَما ذَرَأَ لَكُمْ
__________________
فِي
الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ »
المؤمنون « فَأَنْشَأْنا لَكُمْ
بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها
تَأْكُلُونَ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ
وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ »
فاطر « أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً
أَلْوانُها »
يس « وَجَعَلْنا فِيها
جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا
مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ »
الرحمن « فِيها فاكِهَةٌ
وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ »
عبس « فَلْيَنْظُرِ
الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا
الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً
وَنَخْلاً وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً لَكُمْ
وَلِأَنْعامِكُمْ » التين « وَالتِّينِ
وَالزَّيْتُونِ »
تفسير « أَنْزَلَ مِنَ
السَّماءِ ماءً » قيل أي من السحاب أو من جانب السماء « فَأَخْرَجْنا » على تلوين الخطاب « بِهِ » أي بالماء « نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ » أي نبت كل صنف من النبات والمعنى إظهار القدرة في إنبات
الأنواع المفننة بماء واحد « فَأَخْرَجْنا
مِنْهُ » أي من النبات أو الماء « خَضِراً » أي شيئا أخضر يقال أخضر وخضر كأعور وعور وهو الخارج من
الحبة المتشعب « نُخْرِجُ
مِنْهُ » أي من الخضر « حَبًّا مُتَراكِباً » وهو السنبل.
« وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ » أي وأخرجنا من النخل نخلا من طلعها
__________________
قنوان أو من النخل
شيئا من طلعها قنوان ويجوز أن يكون « مِنَ النَّخْلِ » خبر « قِنْوانٌ
» و « مِنْ
طَلْعِها » بدل منه والمعنى وحاصله من طلع النخل قنوان وهو الأعذاق جمع
قنو كصنوان جمع صنو « دانِيَةٌ
» قريبة من المتناول لقصر شجره أو ملتفة قريب بعضها من بعض
وإنما اقتصر على ذكرها عن مقابلها لدلالتها عليه وزيادة النعمة فيها.
« وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ » عطف على « نَباتَ
كُلِّ شَيْءٍ » وقرئ بالرفع على الابتداء أي ولكم أو ثم جنات أو من الكرم
جنات ولا يجوز عطفه على « قِنْوانٌ
» إذ العنب لا يخرج من النخل.
« وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ » أيضا عطف على « نَباتَ » أو نصب على الاختصاص لعزة هذين الصنفين عندهم « مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ
مُتَشابِهٍ » حال من الرمان أو من الجميع أي بعض ذلك متشابه وبعضه غير
متشابه في الهيئة والقدر واللون والطعم « انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ » أي إلى ثمر كل واحد من ذلك « إِذا أَثْمَرَ » إذا أخرج ثمره كيف يثمر ضئيلا لا يكاد ينتفع به « وَيَنْعِهِ » وإلى حال نضجه كيف يعود ضخيما ذا نفع ولذة وهو في الأصل
مصدر ينعت الثمرة إذا أدركت وقيل جمع يانع كتاجر وتجر.
« إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ » أي لآيات على وجود القادر الحكيم وتوحيده فإن حدوث الأجناس
المختلفة والأنواع المفننة من أصل واحد ونقلها من حال إلى حال لا يكون إلا بإحداث
قادر يعلم تفاصيلها ويرجح ما تقتضيه حكمته مما يمكن من أحوالها ولا يعوقه عن فعله
ند يعارضه أو ضد يعانده.
« وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ » بعضها طيبة وبعضها سبخة وبعضها رخوة وبعضها صلبة وبعضها
يصلح للزرع دون الشجر وبعضها بالعكس ولو لا تخصيص قادر موقع لأفعاله على وجه دون
وجه لم تكن كذلك لاشتراك تلك القطع في الطبيعة الأرضية وما يلزمها ويعرض لها بتوسط
ما يعرض من الأسباب السماوية من حيث إنها متضامة متشاركة في النسب والأوضاع « وَجَنَّاتٌ مِنْ
أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ » أي وبساتين فيها أنواع الأشجار والزروع وتوحيد الزرع لأنه
مصدر في أصله وقرأ
حفص وغيره « وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ » بالرفع عطفا على « وَجَنَّاتٌ صِنْوانٌ ».
نخلات أصلها واحد
« وَغَيْرُ
صِنْوانٍ » أي ومتفرقات مختلفة الأصول وقرأ حفص بالضم وهو لغة تميم
كقنوان في جمع قنو « فِي
الْأُكُلِ » في الثمر شكلا وقدرا ورائحة وطعما وذلك أيضا مما يدل على
وجود الصانع الحكيم فإن اختلافها مع اتحاد الأصول والأسباب لا يكون إلا بتخصيص
قادر مختار « لِقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ » يستعملون عقولهم بالتفكر.
« فِيها فاكِهَةٌ » أي ضروب مما يتفكه به « ذاتُ الْأَكْمامِ » أوعية التمر « وَالْحَبُ » كالحنطة والشعير وسائر ما يتغذى به « ذُو الْعَصْفِ » ذو الورق اليابس كالتبن « وَالرَّيْحانُ » يعني المشموم أو الرزق من قولهم خرجت أطلب ريحان الله.
« وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ » قيل خصهما من الثمار بالقسم لأن التين فاكهة طيبة لا فضلة
له وغذاء لطيف سريع الهضم ودواء كثير النفع فإنه يلين الطبع ويحلل البلغم ويطهر
الكليتين ويزيل رمل المثانة ويفتح سدة الكبد والطحال ويسمن البدن والزيتون فاكهة
وإدام ودواء وله دهن لطيف كثير المنافع وقد مر تأويلهما برسول الله وأمير المؤمنين
أو بالحسنين صلوات الله عليهم.
١ ـ الخصال ، عن
أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري عن
أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لما أهبط الله عزوجل
آدم عليهالسلام من الجنة أهبط معه
عشرين ومائة قضيب منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها وأربعون منها ما يؤكل داخلها
ويرمى بخارجها وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمى بداخلها وغرارة فيها بزر كل شيء .
بيان
: في القاموس
الغرارة بالكسر الجوالق وقال البزر كل حب يبذر للنبات.
__________________
٢ ـ العلل ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن موسى بن القاسم البجلي
عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن
القران بين التين والتمر وسائر الفواكه قال نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله عن القران فإن كنت وحدك
فكل كيف أحببت وإن كنت مع قوم مسلمين فلا تقرن .
المحاسن ، عن أبي
القاسم عن إسماعيل بن همام عن علي بن جعفر مثله .
٣ ـ ومنه ، عن بعض
أصحابه عن محمد بن المثنى أو غيره رفعه قال : إذا آكلت أحدا فأردت أن تقرن فأعلمه
بذلك .
٤ ـ ومنه ، عن نوح
بن شعيب عن نادر الخادم قال : أكل الغلمان فاكهة ولم يستقصوا أكلها ورموا بها فقال
أبو الحسن عليهالسلام سبحان الله إن
كنتم استغنيتم فإن الناس لم يستغنوا أطعموه من يحتاج إليه .
٥ ـ ومنه ، عن
النهيكي عن منصور بن يونس قال سمعت أبا الحسن موسى عليهالسلام يقول لا تضر العنب
الرازقي وقصب السكر والتفاح .
٦ ـ ومنه ، عن
جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليهالسلام أنه كان يكره
تقشير الثمرة .
٧ ـ ومنه ، عن
حسين بن المنذر عمن ذكره عن فرات بن أحنف قال : إن لكل ثمرة سما ما فإذا أتيتم بها
فأمسوها بالماء أو اغمسوها في الماء يعني اغسلوها .
بيان
: سماما بالكسر جمع
سم أو بالفتح والتشديد في الميمين فما للتبهيم والتقليل أي سما قليلا وليس « ما »
في الكافي « فأمسوها » وفي الكافي « فمسوها »
__________________
وهو أظهر وعلى ما
هنا كأن الباء زائدة وكأن التعبير بالمس للإشعار بالاكتفاء بصب قليل من الماء
ويحتمل الحقيقة.
٨ ـ المحاسن ، عن
عثمان بن عيسى عن أبي أيوب عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شيئان
يؤكلان باليدين العنب والرمان .
٩ ـ ومنه ، قال
روي عن عيسى بن عبد الرحمن عن أبيه قال : دخل أبو عكاشة بن محصن الأسدي على أبي جعفر
عليهالسلام فكان أبو عبد الله
عليهالسلام قائما عنده فقدم
إليه عنبا فقال حبة حبة يأكل الشيخ الكبير أو الصبي الصغير وثلاثة وأربعة من يظن
أنه لا يشبع فكله حبتين حبتين فإنه يستحب ونروي أن الثمار إذا أدركت ففيها الشفاء
لقوله جل وعز « كُلُوا
مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ »
١٠ ـ المكارم ، كان
النبي صلىاللهعليهوآله ربما أكل العنب
حبة حبة وكان صلىاللهعليهوآله ربما أكله خرطا
حتى ترى رواله على لحيته كتحدر اللؤلؤ والروال الماء الذي يخرج من تحت القشر .
وكان يأكل القثاء
بالرطب والقثاء بالملح وكان يأكل الفاكهة الرطبة وكان أحبها إليه البطيخ والعنب
وكان يأكل البطيخ بالخبز وربما أكل بالسكر وكان ربما أكل صلىاللهعليهوآله البطيخ بالرطب ويستعين
باليدين جميعا .
وكان صلىاللهعليهوآله يأكل التمر ويشرب عليه
الماء وكان التمر والماء أكثر طعامه وكان يتمجع اللبن والتمر ويسميهما الأطيبين .
وعن الصادق عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا أتي بفاكهة حديثة
قبلها ووضعها على عينيه ويقول اللهم أريتنا أولها فأرنا آخرها وفي رواية ابن
بابويه اللهم كما أريتنا أولها في عافية أرنا آخرها في عافية.
وعن ابن عباس قال
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من أكل الفاكهة
وبدأ ببسم الله لم
__________________
تضره وقال صلىاللهعليهوآله لما أخرج آدم عليهالسلام من الجنة زوده الله تعالى
من ثمار الجنة وعلمه صنعة كل شيء فثماركم من ثمار الجنة غير أن هذه تغير وتلك لا
تتغير .
بيان
: قال في النهاية
فيه أنه عليهالسلام كان يأكل العنب
خرطا يقال خرط العنقود واخترطه إذا وضعه في فيه ثم يأخذ حبه ويخرج عرجونه عاريا
منه وقال الجوهري الروال على فعال بالضم اللعاب يقال فلان يسيل رواله والفرس يرول
في مخلاته ترويلا قال ابن السكيت الروال والمرغ واللعاب والبصاق كله بمعنى وفي
النهاية التمجع والمجع أكل التمر باللبن وهو أن يحسو حسوة من اللبن ويأكل على
أثرها تمرة.
١١ ـ الدر المنثور
، عن ابن عباس قال : أهبط آدم عليهالسلام بثلاثين صنفا من
فاكهة الجنة منها ما يؤكل داخله وخارجه ومنها ما يؤكل داخله ويطرح خارجه ومنها ما
يؤكل خارجه ويطرح داخله .
١٢ ـ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه نهى عن القران
بين التمرتين في فم وعن سائر الفاكهة كذلك .
قال أبو جعفر عليهالسلام إنما ذلك إذا كان مع الناس
في طعام مشترك فأما من أكل وحده فليأكل كيف أحب .
بيان
: قال في النهاية في
الحديث أنه نهى عن القران إلا أن يستأذن أحدكم صاحبه. ويروى الإقران والأول أصح
وهو أن يقرن بين التمرتين في الأكل وإنما نهى عنه لأن فيه شرها وذلك يزري بفاعله
أو لأن فيه غبنا برفيقه وقيل إنما نهى لما كانوا فيه من شدة العيش وقلة الطعام
وكانوا مع هذا
__________________
يواسون من القليل
فإذا اجتمعوا على الأكل آثر بعضهم بعضا على نفسه وقد يكون في القوم من قد اشتد
جوعه فربما قرن بين التمرتين أو عظم اللقمة فأرشدهم إلى الإذن فيه لتطيب به أنفس
الباقين.
ومنه حديث جبلة
قال كنا في المدينة في بعث العراق فكان ابن الزبير يرزقنا التمر وكان ابن عمر يمر
فيقول لا تقارنوا إلا أن يستأذن الرجل أخاه هذا لأجل ما فيه من الغبن ولأن ملكهم
فيه سواء وروي نحوه عن أبي هريرة في أصحاب الصفة انتهى.
وقال الكرماني
النهي للتحريم أو الكراهية بحسب الأحوال والإذن وقال الطيبي ولا حاجة إلى الإذن
عند الاتساع وكذا إذا كان الطعام كثيرا يشبع الجميع لكن الأدب حسن.
وقال في إكمال
الإكمال في رواية مسلم عن ابن عمر أنه قال : لا تقارنوا فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله نهى عن الإقران إلا أن
يستأذن الرجل صاحبه. هذا النهي متفق عليه حتى يستأذنهم فإذا أذنوا فلا بأس
واختلفوا في أن هذا النهي على التحريم أو على الكراهة والأدب فنقل القاضي عياض عن
أهل الظاهر أنه للتحريم وعن غيرهم أنه للكراهة والأدب.
والصواب التفصيل
فإن كان الطعام مشتركا بينهم فالقران حرام إلا برضاهم ويحصل الرضا بتصريحهم أو بما
يقوم مقام التصريح من قرينة حال أو إدلال عليهم كلهم بحيث يعلم يقينا أو ظنا قويا
أنهم يرضون به ومتى شك في
__________________
رضاهم فهو حرام
وإن كان الطعام لغيرهم أو لأحدهم اشترط رضاه وحده فإن قرن بغير رضاه فحرام ويستحب
أن يستأذن الآكلين معه ولا يجب.
وإن كان الطعام
لنفسه وقد ضيفهم به فلا يحرم عليه القران ثم إن كان في الطعام قلة فحسن أن لا يقترن
لتساويهم وإن كان كثيرا بحيث يفضل عنهم فلا بأس بقرانه لكن الأدب مطلقا التأدب في
الأكل وترك الشره إلا أن يكون مستعجلا ويريد الإسراع لشغل آخر.
وقال الخطابي إنما
كان هذا في زمنهم وحين كان الطعام ضيقا فأما اليوم مع اتساع الحال فلا حاجة إلى
الإذن وليس كما قال بل الصواب ما ذكرناه من التفصيل فإن الاعتبار بعموم اللفظ لا
بخصوص السبب لو ثبت السبب كيف وهو غير ثابت.
وقوله يقرن أي
يجمع وهو بضم الراء وكسرها لغتان وقوله نهى عن الإقران هكذا في الأصول والمعروف في
اللغة القران.
١٣ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن أحمد بن سليمان الكوفي عن أحمد بن يحيى الطحان عمن حدثه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : خمس من فاكهة الجنة
في الدنيا الرمان الملاسي والتفاح الأصفهاني والسفرجل والعنب والرطب المشان .
١٤ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن أبيه عن هلال بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن
الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : أربعة
نزلت من الجنة العنب الرازقي والرطب المشان والرمان الأملسي والتفاح الشعشعاني
يعني الشامي وفي خبر آخر والسفرجل .
توضيح
روى الكليني الخبر الأول عن
العدة عن البرقي وفي بعض نسخه
__________________
الإمليسي مكان
الملاسي وهو أظهر.
قال في القاموس
الإمليس وبهاء الفلاة ليس بها نبات والرمان الإمليسي كأنه منسوب إليه انتهى
والمعروف عندنا الملس بالتحريك وهو ما لا عجم له وبه فسر الأملسي في بحر الجواهر
وفي بعض النسخ موضع الأصفهاني الشفان ولم أجد له معنى مناسبا قال في القاموس غداة
ذات شفان برد وريح وفي أكثر نسخ الكافي الشيسقان ولم أجده في اللغة وفي بعضها
الشيقان وفي القاموس الشيقان بالكسر جبلان أو موضع قرب المدينة.
وأقول لو كان
بالإضافة كان له وجه.
والشعشعاني الطويل
وكأنه أصح النسخ فتفسير الشيخ إياه بالشامي كأنه لكون تفاحهم كذلك وفي الأصبهان
أيضا تفاح صغير طويل هو أطيب هذا النوع وأنفعه وفي الكافي والعنب الرازقي.
وفي القاموس
الرازقي الضعيف والعنب الملاحي وقال الملاحي كغرابي وقد يشدد عنب أبيض طويل.
وقال الموشان بالضم
وكغراب وككتاب من أطيب الرطب.
١٥ ـ الفردوس ، عن
علي عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله كلوا العنب حبة
حبة فإنه أهنأ وأمرأ وعن ابن عباس قال : من أكل من الفواكه وترا لم تضره.
٣
باب
(التمر وفضله وأنواعه)
الآيات مريم « وَهُزِّي إِلَيْكِ
بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا »
التكاثر « ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ».
تفسير قال الطبرسي
ره قال الباقر عليهالسلام لم تستشف النساء
بمثل الرطب إن الله أطعمه مريم في نفاسها .
وقال في الآية
الثانية : روي أن بعض الصحابة أضاف النبي صلىاللهعليهوآله مع جماعة من
أصحابه فوجدوا عنده تمرا وماء باردا فأكلوا فلما خرجوا قال هذا من النعيم الذي
يسألون عنه .
أقول قد مرت
الأخبار الكثيرة في أن النعيم هو الولاية .
١ ـ الخصال ، عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد السياري عن محمد بن
أسلم عن نوح بن شعيب عن عبد العزيز بن المهتدي يرفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : أربعة يعدلن الطباع
الرمان السوراني والبسر المطبوخ والبنفسج والهندباء .
٢ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن سهل عن علي بن الزيات عن عبيد الله بن عبد الله
عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام بينما نحن عند
رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ ورد عليه وفد
عبد القيس فسلموا ثم وضعوا بين
__________________
يديه جلة تمر فقال
رسول الله أصدقة أم هدية قالوا بل هدية يا رسول الله قال أي تمراتكم هذه قالوا
البرني فقال صلىاللهعليهوآله في تمرتكم هذه تسع
خصال إن هذا جبرئيل عليهالسلام يخبرني أن فيه تسع
خصال يطيب النكهة ويطيب المعدة ويهضم الطعام ويزيد في السمع والبصر ويقوي الظهر
ويخبل الشيطان ويقرب من الله عز وجل ويباعد من الشيطان .
بيان
: ويخبل الشيطان قال
في القاموس الخبل فساد الأعضاء والفالج ويحرك فيهما وقطع الأيدي والأرجل والحبس
والمنع وبالتحريك فساد في القوائم والجنون وكسحاب النقصان والهلاك والعناء وخبله
الحزن وخبله واختبله جننه وأفسد عقله أو عضوه انتهى.
وأقول أكثر
المعاني هنا مناسبة كما لا يخفى.
وقال الزمخشري في
الفائق قدم على النبي صلىاللهعليهوآله وفد عبد القيس
فجعل يسمي لهم تمرات بلدهم فقالوا لرجل منهم أطعمنا من بقية القوس الذي في نوطك
فأتاهم بالبرني فقال النبي صلىاللهعليهوآله أما إنه دواء لا
داء فيه القوس بقية التمر في أسفل القربة أو الجلة كأنها شبهت بقوس البعير وهي
جانحته والنوط الجلة الصغيرة.
٣ ـ الخصال ، روي
أنه كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكل البطيخ
بالرطب وقال الصادق عليهالسلام أكل التمر البرني
على الريق يورث الفالج .
٤
ـ العيون : بالأسانيد الثلاثة
عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال علي بن
أبي طالب عليهالسلام في قول الله عزوجل « ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ
» قال الرطب والماء البارد .
وقال عليهالسلام كان النبي صلىاللهعليهوآله إذا أكل التمر يطرح النوى
على ظهر كفه
__________________
ثم يقذف به .
وقال عليهالسلام جاء جبرئيل عليهالسلام إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال عليكم بالبرني فإنه
خير تموركم يقرب من الله عز وجل ويبعد من النار .
وقال عليهالسلام إن النبي صلىاللهعليهوآله أتي ببطيخ ورطب فأكل
منهما وقال هذان الأطيبان .
وقال عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله كلوا التمر على الريق
فإنه يقتل الديدان في البطن .
صحيفة الرضا عنه عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام مثل الحديث الثاني
والأخير .
وقال الصدوق رحمهالله يعني بذلك كل التمور إلا البرني فإن أكله على الريق يورث الفالج .
٥ ـ العيون ، عن
محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي عن علي بن محمد بن عنبسة عن دارم بن قبيصة عن
الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله يأكل الطلع والجمار
بالتمر ويقول إن إبليس يشتد غضبه ويقول عاش ابن آدم حتى أكل العتيق بالحديث .
بيان في القاموس الطلع من النخل شيء يخرج كأنه نعلان مطبقان
والحمل بينهما منضود والطرف محدد أو ما يبدو من ثمرته في أول ظهوره وقشرها يسمى
الكفرى وما في داخله الإغريض لبياضه.
وقال الجمار كرمان
هو شحم النخل وقال في بحر الجواهر كزنار هو شحم
__________________
النخلة وقيل إنها
بارد يابس في الأولى يعقل الطبيعة وهو بطيء الانحدار من المعدة.
وفي النهاية
الجمارة قلب النخلة وشحمتها وقال في المصباح الطلح بالفتح ما يطلع من النخلة ثم
يصير تمرا إن كانت أنثى وإن كانت النخلة ذكرا لم يصر تمرا بل يؤكل طريا ويترك على
النخلة أياما معلومة حتى يصير فيه شيء أبيض مثل الدقيق وله رائحة زكية فيلقح به
الأنثى وقال جمار النخلة قلبها ومنه يخرج الثمر والسعف وتموت بقطعه.
٦ ـ العيون ، بالإسناد
المتقدم عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : الكمأة من
المن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل وهي شفاء العين والعجوة التي هي من
البرني من الجنة وهي شفاء من السم .
بيان في القاموس العجوة بالحجاز التمر المخشي وتمر بالمدينة
وقال في بحر الجواهر العجوة بالفتح نوع من تمر المدينة أكبر من الصيحاني يضرب إلى
السواد وقال البرني من أجود التمر وفي القاموس البرني تمر معروف معرب أصله برنيك
أي الحمل الجيد.
٧ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عنه عن علي بن محمد بن بشران عن عثمان بن أحمد بن السماك عن محمد بن عبد
الله المنادي عن شجاع بن الوليد عن هاشم بن هاشم عن عامر بن سعد أن سعدا قال قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله من أصبح بتمرات من
عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر .
٨ ـ العلل ، عن
محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى
الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الله عز
و
__________________
جل لما خلق آدم من
طينته فضلت من تلك الطينة فضلة فخلق الله منها النخلة فمن أجل ذلك إذا قطعت رأسها
لم تنبت وهي تحتاج إلى اللقاح .
٩ ـ ومنه ، عن
أبيه عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن
طلحة بن زيد عن جعفر عن أبيه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : كل النخل
ينبت في مستنقع الماء إلا العجوة فإنها نزل بعلها من الجنة .
بيان
كأن المعنى أن
العجوة لا تنبت من النواة وإذا نبتت منها لا تكون عجوة وإنما تكون عجوة إذا نبتت
من بعض عذوقها.
١٠ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير ومحمد بن مسلم
عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام ما تأكل الحامل من
شيء ولا تتداوى به أفضل من الرطب قال الله عز وجل لمريم عليهالسلام « وَهُزِّي إِلَيْكِ
بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي
وَقَرِّي عَيْناً » حنكوا أولادكم بالتمر فهكذا فعل رسول الله صلىاللهعليهوآله بالحسن والحسين عليهماالسلام.
١١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن وفد عبد القيس
قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوآله قال فوضعوا بين
يديه جلة تمر فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله أصدقة أم هدية قالوا بل هدية فقال النبي صلىاللهعليهوآله أي تمراتكم هذه قالوا هو
البرني يا رسول الله فقال هذا جبرئيل يخبرني أن في تمرتكم هذه تسع خصال تخبل
الشيطان ويقوي الظهر وتزيد في المجامعة وتزيد في السمع والبصر وتقرب من الله
وتباعد من الشيطان وتهضم الطعام وتذهب بالداء وتطيب النكهة .
__________________
ومنه ، عن أحمد بن
عبيد عن الحسين بن علوان مثله
المكارم ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله مثله .
١٢ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا من أهل الري يرفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : سئل عن خلق
النخل بدءا مما هو فقال إن الله تبارك وتعالى لما خلق آدم من الطينة التي خلقه
منها فضل منها فضلة فخلق منها نخلتين ذكرا وأنثى فمن أجل ذلك أنها خلقت من طين آدم
تحتاج الأنثى إلى اللقاح كما تحتاج المرأة إلى اللقاح ويكون منه جيد وردي ودقيق
وغليظ وذكر وأنثى ووالد وعقيم ثم قال إنها كانت عجوة فأمر الله آدم عليهالسلام أن ينزل بها معه حين أخرج
من الجنة فغرسها بمكة فما كان من نسلها فهي العجوة وما كان من نواها فهو سائر
النخل الذي في مشارق الأرض ومغاربها .
بيان
: بدء كفعل وبديء
كفعيل أي ابتداء.
١٣ المحاسن ، عن
مروك عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : استوصوا
بعمتكم النخلة خيرا فإنها خلقت من طينة آدم ألا ترون أنه ليس شيء من الشجرة تلقح
غيرها .
بيان
: استوصوا أي اقبلوا
وصيتي إياكم في عمتكم خيرا.
١٤ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن علي بن الخطاب الحلال عن علاء بن رزين عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يا علاء هل تدري ما
أول شجرة نبتت على وجه الأرض قلت الله ورسوله وابن رسوله أعلم قال فإنها العجوة
فما خلص فهو العجوة وما كان غير ذلك فإنما هو من الأشياء .
بيان فما خلص أي نبت من غصن من أغصانه بغير واسطة أو بها أو
بوسائط أو شابهها مشابهة تامة وما كان غير ذلك على الوجهين فإنما هو من الأشياء
__________________
أي من غيرها من
أنواع التمور وفي الكافي من الأشباه أي يشبهها وليست هي ويحتمل أن يكون بالياء
المثناة والهاء جمع شية أي الألوان المختلفة.
١٥ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن المغيرة ومحمد بن سنان عن طلحة بن يزيد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال : كل التمور تنبت
في مستنقع الماء إلا العجوة فإنها نزل بعلها من الجنة .
١٦ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن عبد الرحمن الأسدي عن سالم بن مكرم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : العجوة من أم التمر
وهي التي أنزل بها آدم من الجنة .
المكارم ، عن أبي عبد
الله عليهالسلام مثله
بيان في الكافي هي أم التمر وهي التي أنزلها الله تعالى لآدم عليهالسلام من الجنة.
١٧ ـ المحاسن ، عن
الوشاء عن أبي خديجة سالم بن مكرم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : العجوة أم
التمر وهي التي أنزل بها آدم عليهالسلام من الجنة وهو قول
الله تبارك وتعالى « ما
قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها » يعني العجوة.
وفي حديث آخر قال
: أصل التمر كله من العجوة .
بيان في الصحاح العجوة ضرب من أجود التمر بالمدينة ونخلتها تسمى
لينة وقال البيضاوي ما قطعتم من لينة أي أي شيء قطعتم من نخلة فعلة من اللون وتجمع
على ألوان وقيل من اللين ومعناها النخلة الكريمة وجمعها أليان.
__________________
١٨ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن عمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : كانت نخلة
مريم العجوة نزلت في كانون ونزل مع آدم من الجنة العتيق والعجوة منهما تفرق أنواع
النخل .
بيان
: كانون الأول
والثاني شهران من الشهور الرومية في قلب الشتاء وكأن المراد هنا الأول.
١٩ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن عامر بن كثير السراج عن محمد بن سوقة قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام فودعته وكان أصحابنا
يقدمونني فقال لي يا ابن سوقة إن أصل كل تمرة من العجوة فما لم يكن من العجوة فليس
بتمر .
٢٠ ـ المحاسن ، عن
إبراهيم بن عقبة عن محمد بن ميسر عن أبيه عن أبي جعفر عليهالسلام أو عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله تعالى « فَلْيَنْظُرْ أَيُّها
أَزْكى طَعاماً » قال أزكى طعاما التمر .
بيان المشهور بين المفسرين أن المراد بالأزكى الأطهر والأحل
ذبيحة لأن عامتهم كانت مجوسا وفيهم قوم مؤمنون يخفون بإيمانهم وقيل أطيب طعاما
وقيل أكثر طعاما وقيل كان من طعام أهل المدينة ما لا يستحله أصحاب الكهف.
أقول يمكن الجمع
بين بعض ما ذكروه وبين ما ورد في الرواية بأن يكون الأطيب عندهم التمر لكونه ألذ
وعدم مدخلية التذكية فيه.
٢١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن سنان عن إبراهيم بن مهزم عن عنبسة بن بجاد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما قدم لرسول الله صلىاللهعليهوآله طعام فيه تمر إلا بدأ
بالتمر .
٢٢ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليهالسلام
__________________
قال : كان حلواء
رسول الله صلىاللهعليهوآله التمر .
٢٣ ـ ومنه ، عن
جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله قال عليهالسلام كان رسول الله صلىاللهعليهوآله أول ما يفطر عليه في زمن
الرطب الرطب وفي زمن التمر التمر .
٢٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن مهزم عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله يفطر
على التمر في زمن التمر وعلى الرطب في زمن الرطب .
٢٥ ـ ومنه ، عن
أبي القاسم الكوفي وغيره عن حنان بن سدير عن أبيه قال : كان علي بن الحسين يحب أن
يرى الرحل [ الرجل ] تمريا لحب رسول الله صلىاللهعليهوآله التمر .
٢٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي المغراء عن بعض أصحابنا عن عقبة بن بشير عن أبي جعفر عليهالسلام قال : دخلنا عليه فدعا
لنا بتمر فأكلنا ثم ازددنا منه ثم قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إني لأحب الرجل أو
قال يعجبني الرجل أن يكون تمريا .
٢٧ ـ ومنه ، عن
اليقطيني عن أبي محمد الأنصاري عن أبي الحسين الأحمسي عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إني لأحب الرجل أن يكون
تمريا .
المكارم ، مرسلا
مثله .
٢٨ـ المحاسن : عن
أبيه عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام يا علي إنه ليعجبني الرجل
__________________
أن يكون تمريا .
ومنه عن أبيه عن
ابن أبي عمير عن إبراهيم بن طلحة عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
٢٩ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال قال أبو عبد الله
عليهالسلام العجوة من الجنة
وفيها شفاء من السم .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله
١٤ ـ كتاب الإمامة
والتبصرة ، عن سهل بن أحمد عن محمد بن محمد بن الأشعث عن إسماعيل بن موسى بن جعفر
عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله إلا أن فيه وهي شفاء.
٣٠ ـ المحاسن ، عن
أبي القاسم ويعقوب بن يزيد عن زياد بن مروان القندي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : من أكل سبع
تمرات عجوة عند منامه قتلن الديدان في بطنه .
٣١ ـ ومنه ، عن
القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام خالفوا أصحاب المسكر
وكلوا التمر فإن فيه شفاء من الأدواء .
٣٢ ـ ومنه ، عن
محمد بن الحسن بن شمون قال : كتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام أن بعض أصحابنا
يشكو البخر فكتب إليه كل التمر البرني على الريق واشرب عليه الماء ففعل فسمن وغلبت
عليه الرطوبة فكتب إليه يشكو ذلك فكتب إليه كل التمر البرني على الريق ولا تشرب
عليه الماء فاعتدل .
٣٣ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن عمرو بن عثمان عن أبي عمرو عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : خير تموركم البرني
يذهب بالداء ولا داء فيه ويشبع
__________________
ويذهب بالبلغم ومع
كل تمرة حسنة.
وفي حديث آخر يهنئ
ويمرئ ويذهب بالإعياء ويشبع .
٣٤ ـ ومنه ، عن
بعض أصحابنا عن أحمد بن عبد الرحيم عن عمرو بن عمير الصوفي قال : هبط جبرئيل على
رسول الله صلىاللهعليهوآله وبين يديه طبق من
رطب أو تمر فقال جبرئيل أي شيء هذا قال البرني قال يا محمد كله فإنه يهنئ ويمرئ
ويذهب بالإعياء ويخرج الداء ولا داء فيه ومع كل تمرة حسنة .
٣٥ ـ ومنه ، عن
جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله خير تمركم البرني يذهب
بالداء ولا داء فيه.
وزاد فيه غيره ومن
بات وفي جوفه منه واحدة سبحت سبع مرات .
٣٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن المغيرة عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : خير تموركم
البرني وهو دواء ليس فيه داء .
٣٧ ـ ومنه ، عن
الحسن بن علي بن أبي عثمان رفعه قال : أهدي لرسول الله صلىاللهعليهوآله تمر برني من تمر اليمامة
فقال يا عمير أكثر لنا من هذا التمر فهبط جبرئيل عليهالسلام فقال ما هذا فقال
تمر برني أهدي لنا من اليمامة فقال جبرئيل للنبي صلىاللهعليهوآله التمر البرني يشبع
ويهنئ ويمرئ وهو الدواء ولا داء له مع كل تمرة حسنة ويرضي الرب ويسخط الشيطان
ويزيد في ماء فقار الظهر .
٣٨ ـ ومنه ، عن
محمد بن عبد الله الهمداني عن أبي سعيد الشامي عن صالح بن عقبة قال سمعت أبا عبد
الله عليهالسلام يقول أطعموا
البرني نساءكم في نفاسهن تحلم أولادكم.
وفي حديث آخر لأمير
المؤمنين عليهالسلام قال : خير تمراتكم
البرني فأطعموا نساءكم في نفاسهن تخرج أولادكم حلماء .
__________________
بيان كأن المراد بنفاسهن قرب نفاسهن قبل الولادة أو محمول على
ما إذا أرضعن أولادهن والأخير أنسب بقصة مريم عليهاالسلام.
٣٩ ـ المحاسن ، عن
عدة من أصحابه عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لو كان طعام أطيب
من الرطب لأطعمه الله مريم .
٤٠ ـ ومنه ، عن
أبي القاسم ويونس بن يزيد عن القندي عن ابن سنان عن أبي البختري عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما استشفت نفساء
بمثل الرطب لأن الله أطعم مريم جنيا في نفاسها .
٤١ ـ ومنه ، عن
عدة من أصحابه عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب رفعه إلى علي عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ليكن أول ما تأكل النفساء
الرطب فإن الله عز وجل قال لمريم بنت عمران « وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ
تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا » قيل يا رسول الله فإن لم يكن إبان الرطب قال سبع تمرات من
تمرات المدينة فإن لم يكن فسبع تمرات من تمرات أمصاركم فإن الله تبارك وتعالى قال
وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاع مكاني لا تأكل نفساء يوم تلد الرطب فيكون غلاما إلا
كان حليما وإن كانت جارية كانت حليمة .
بيان
« وَهُزِّي
إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ » قيل أي أميليه إليك والباء مزيدة للتأكيد أو افعلي الهز
والإمالة به أو هزي التمرة بهزة والهز التحريك بجذب ودفع.
تساقط أي تتساقط
فأدغمت التاء الثانية في السين وحذفها حمزة وقرأ حفص تساقط من ساقطت بمعنى أسقطت
رطبا تميز أو مفعول والجني المجتنى من
__________________
التمر وأكثر ما
يستعمل فيما كان غذا طريا.
٤٢ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال قال أبو عبد الله عليهالسلام الصرفان سيد تموركم .
٤٣ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن سنان عن حرب صاحب الجواري قال : لما قدم أبو عبد الله عليهالسلام وعبد الله بن الحسن بعثني
هذيل بن صدقة بن الحشاش فاشتريت سلة رطب صرفان من بستان إسماعيل فلما جئت به قال
ما هذا قلت رطب بعثه إليكم هذيل بن صدقة فقال لي قربه فقربته إليه فقلبه بإصبعه ثم
قال نعم التمر هذه العجوة لا داء ولا غائلة .
٤٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابنا قال : لما قدم أبو عبد الله عليهالسلام الحيرة ركب دابته ومضى
إلى الخورنق ثم نزل فاستظل بظل دابته ومعه غلام أسود وثم رجل من أهل الكوفة فاشترى
نخلا فقال للغلام من هذا فقال جعفر بن محمد قال فخرج فجاء بطبق ضخم فوضعه بين يديه
فأشار إلى البرني فقال ما هذا فقال السابري فقال هو عندنا البيض ثم قال للمشان ما
هذا فقال له المشان قال هو عندنا أم جرذان ونظر إلى الصرفان فقال ما هذا قال
الصرفان فقال هو عندنا العجوة وفيها شفاء .
بيان قال الفيروزآبادي الخورنق كفدوكس قصر للنعمان الأكبر معرب
خورنگاه أي موضع الأكل ونهر بالكوفة وقال الضخم بالفتح وبالتحريك العظيم من كل شيء
وقال السابري تمر طيب وقال البيضة بالكسر لون من التمر والجمع البيض وقال الجوهري
السابري ضرب من التمر يقال أجود تمر بالكوفة النرسيان والسابري وقال المشان نوع من
التمر وفي المثل بعلة الورشان تأكل رطب المشان بالإضافة ولا تقل الرطب المشان وفي القاموس الموشان وكغراب
__________________
وكتاب من أطيب
الرطب وقال الورشان محركة طائر وهو ساق حر لحمه أخف من الحمام وفي المثل بعلة الورشان تأكل رطب
المشان يضرب لمن يظهر شيئا والمراد منه شيء آخر وفي النهاية أم جرذان نوع من التمر
كبار وقيل إن نخله يجتمع تحته الفأر وهو الذي يسمى بالكوفة الموشان يعنون الفأر
بالفارسية والجرذان جمع جرذ وهو الذكر الكبير من الفأر.
٤٥ ـ المحاسن ، عن
سعدان عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الصرفان من
العجوة وفيه شفاء من الداء .
٤٦ ـ ومنه ، عن
ابن أبي نجران عن محبوب بن يوسف عن بعض أصحابه قال : لما قدم أبو عبد الله عليهالسلام الحيرة خرج مع أصحاب لنا
إلى بعض البساتين فلما رآه صاحب البستان أعظمه فاجتنى له ألوانا من الرطب فوضعه
بين يديه ووضع أبو عبد الله عليهالسلام يده على لون منه
فقال ما تسمون هذا فقلنا السابري قال هذا نسميه عندنا عذق ابن زيد ثم قال للون آخر
ما تسمون هذا أو قال فهذا قلنا الصرفان قال نعم التمر لا داء ولا غائلة أما إنه من
العجوة .
بيان
عذق ابن زيد لم
أره في اللغة لكن قال في القاموس العذق النخلة بحملها إلى أن قال وأطم بالمدينة
لبني أمية بن زيد.
٤٧ ـ المحاسن ، عن
عبد العزيز عمن رفع الحديث إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام أشبه تموركم
بالطعام الصرفان .
__________________
٤٨ ـ ومنه ، عن
أبيه وبكر بن صالح عن سليمان الجعفري قال قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام أتدري مما حملت مريم فقلت لا إلا أن تخبرني فقال من تمر الصرفان نزل بها
جبرئيل فأطعمها فحملت .
٤٩ ـ ومنه ، عن
بعض أصحابه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام نعم التمر الصرفان
لا داء ولا غائلة.
ورواه سعدان عن
يحيى بن حبيب الزيات عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام .
٥٠ ـ ومنه ، عن
الحجال عن أبي سليمان الحمار قال : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام فأتينا بقباع من رطب فيه
ألوان من التمر فجعل يأخذ الواحدة بعد الواحدة وقال أي شيء تسمون هذه حتى وضع يده
على واحدة منها قلنا نسميها المشان قال لكنا نسميها أم جرذان إن رسول الله صلىاللهعليهوآله أتي بشيء منها ودعا لها
فليس شيء من نخلنا أحمل لما يؤخذ منها .
توضيح
رواه في الكافي عن محمد بن يحيى
عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن محمد الحجال عن أبي سليمان الحمار قال : كنا عند
أبي عبد الله عليهالسلام فجاءنا بمضيرة
وبطعام بعدها ثم أتي بقناع من رطب عليه ألوان فجعل يأخذ بيده الواحدة بعد الواحدة
فقال أي شيء تسمون هذه فنقول كذا وكذا حتى أخذ واحدة فقال ما تسمون هذه فقلنا
المشان فقال نحن نسميها أم جرذان إن رسول الله صلىاللهعليهوآله أتي بشيء منها
فأكل منها ودعا لها فليس شيء من نخل أجمل منها.
وفي القاموس
المضيرة مريقة تطبخ باللبن المضير أي الحامض وربما خلط بالحليب وقال وفي القاف
والباء الموحدة القباع كغراب مكيال ضخم وقال في النون القناع بالكسر الطبق من عشب
النخل وفي النهاية في النون قال أتيته
__________________
بقناع من رطب
القناع الطبق الذي يؤكل عليه ويقال له القنع بالكسر والضم وقيل القناع جمعه انتهى
وفي أكثر نسخ الكافي بالنون وفي أكثر نسخ المحاسن بالباء ولكل وجه وإن كان الأول
أوجه وأحمل في بعض النسخ بالحاء المهملة وفي بعضها بالجيم والأول أجمل وقوله لما
يؤخذ كان الأصوب مما يؤخذ وما في الكافي أظهر.
٥١ ـ المحاسن ، عن
علي بن الحكم عن الربيع المسلي عن معروف بن خربوذ عمن رأى أمير المؤمنين عليهالسلام يأكل الخبز بالتمر .
٥٢ ـ ومنه ، عن
بعضهم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أمير
المؤمنين عليهالسلام يأخذ التمر فيضعها
على اللقمة ويقول هذه أدم هذه .
٥٣ ـ ومنه ، عن
عدة من أصحابه عن حنان بن سدير عن أبيه قال : دخل علي أبو جعفر عليهالسلام بالمدينة فقدمت إليه تمر
نرسيان وزبدا فأكل ثم قال ما أطيب هذا أي شيء هو عندكم قلت النرسيان فقال أهد إلي
من نواه حتى أغرسه في أرضي .
بيان النرسيان بكسر النون وسكون الراء وكسر السين ثم الياء وفي
بعض النسخ البرسان بالباء الموحدة بغير ياء وهو تصحيف في القاموس النرسيان بالكسر
من أجود التمر الواحدة بهاء.
٥٤ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال : ذكر التمر عند أبي عبد الله عليهالسلام قال الواحد عندكم أطيب من
الواحد عندنا والجميع عندنا أطيب من الجميع عندكم .
بيان
: عندكم أي بالعراق
عندنا أي بالمدينة أو الحجاز والحاصل أنه قد يوجد عندكم تمر يكون أحسن من ذلك
الصنف عندنا لكن أكثر أصنافه عندنا أحسن مما عندكم أو يكون عندكم تمر هو أحسن من
جميع تمورنا لكن أكثر
__________________
تمورنا أحسن مما
عندكم فإذا قيس المجموع بالمجموع كان ما عندنا أحسن.
٥٥ ـ المحاسن ، عن
ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبي الحسن عن عمار الساباطي قال : كنت مع أبي عبد
الله عليهالسلام فأتي برطب فجعل
يأكل منه ويشرب الماء ويناولني الإناء فأكره أن أرده فأشرب حتى فعل ذلك مرارا فقلت
له إني كنت صاحب بلغم فشكوت إلى أهرن طبيب الحجاز فقال لي ألك بستان قلت نعم قال
ففيه نخل قلت نعم قال عد علي ما فيه فعددت عليه حتى بلغت الهيرون فقال لي كل منه
سبع تمرات حين تريد أن تنام ولا تشرب الماء ففعلت فكنت أريد أن أبزق فلا أقدر على
ذلك فشكوت ذلك إليه فقال اشرب الماء قليلا وأمسك حتى تعتدل طبيعتك ففعلت فقال أبو عبد
الله عليهالسلام أما أنا فلو لا
الماء بالبيت لا أذوقه .
٥٦ ـ ومنه ، عن
أبي علي أحمد بن إسحاق رفعه قال : من أكل التمر على شهوة رسول الله صلىاللهعليهوآله إياه لم يضره .
المكارم : عن محمد
بن إسحاق مثله .
٥٧ ـ المحاسن ، عن
أبيه وبكر بن صالح جميعا عن سليمان بن جعفر الجعفري قال : دعانا بعض آل علي عليهالسلام قال فجاء الرضا عليهالسلام وجئنا معه قال فأكلنا
ووقع على النكد فألقى نفسه عليه والناس يدخلون والموائد تنصب لهم وهو مشرف
عليهم وهم يتحدثون إذا نظر إلي فأصغى برأسه فقال أبغني قطعة تمر قال فخرجت فجئته
بقطعة تمر في قطعة قربة فأقبل يتناول وأنا قائم وهو مضطجع فتناول منها تمرات وهي
بيدي قال ثم ركبنا دوابنا وأبنا فقال ما كان في طعامهم شيء أحب إلي من التمرات
التي أكلتها .
__________________
بيان
: ووقع على النكد أي
وقع صاحب البيت على النكد والمشقة لكثرة الناس ودخول مثله عليهالسلام عليهم.
أو علي بالتشديد
أي اشتد علي الأمر لذلك فألقى أي صاحب البيت نفسه عليه عليهالسلام تعظيما له أو ألقى عليهالسلام نفسه على الخوان ولم يأكل
مما كان عليه وهو أي الإمام أو صاحب البيت مشرف عليهم فأصغى برأسه أي أماله ويقال
أبغاه الشيء أي طلبه له وكأن فيه تصحيفا في مواضع.
٥٨ ـ المكارم ، عن
أمير المؤمنين عليهالسلام قال : كلوا التمر
فإن فيه شفاء من الأدواء.
عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : من تصبح بعشر تمرات
عجوة لم يضره ذلك اليوم سحر ولا سم.
وعنه عليهالسلام قال : بيت لا تمر فيه
جياع أهله.
عن ابن عباس قال
قال عليهالسلام كلوا التمر على
الريق فإنه يقتل الدود.
وقال صلىاللهعليهوآله نزل علي جبرئيل بالبرني
من الجنة.
وقال عليهالسلام أطعموا المرأة في شهرها
الذي تلد فيه التمر فإن ولدها يكون حليما نقيا.
وقال عليهالسلام عليكم بالبرني فإنه يذهب
بالإعياء ويدفئ من القر ويشبع من الجوع وفيه اثنان وسبعون بابا من الشفاء.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أطعموا نساءكم
التمر البرني في نفاسهن تجملوا أولادكم.
عن الحسين بن علي
عن أبيه عليهالسلام قال : إن رسول
الله صلىاللهعليهوآله كان يبتدئ طعامه
إذا كان صائما بالتمر .
٥٩ ـ دعوات
الراوندي ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكل الرطب بيمينه
فيطرح النوى في يساره ولا يلقيه في الأرض فمرت شاة فأشار إليها بالنوى فدنت
__________________
منه فجعلت تأكل من
كفه اليسرى ويأكل صلىاللهعليهوآله بيمينه حتى فرغ.
٦٠ ـ كتاب الغارات
، لإبراهيم بن محمد الثقفي بإسناده عن ابن نباتة أنه سئل أمير المؤمنين عليهالسلام عن أول شيء اهتز على وجه
الأرض قال هي النخلة ومثلها مثل ابن آدم إذا قطع رأسه هلك وإذا قطعت رأس النخلة
إنما هي جذع ملقى.
٦١ ـ الشهاب ، قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله خير المال سكة
مأبورة وفرس مأمورة وقال نعم المال النخل الراسخات في الوحل المطعمات في المحل.
بيان
: قد مر تفسير تلك
الفقرات في الأبواب السابقة وقال في ضوء الشهاب في شرح الفقرات الأخيرة يعظم صلىاللهعليهوآله شأن النخل والتمر تحبيبا
لها إلى قلوب أصحابها الفقراء الذين كانوا يسمعون بتنعم الأعاجم في مآكلهم
ومشاربهم وملابسهم فيقول صلىاللهعليهوآله نعم المال النخل
التي لا تطلب منك علفا ولا لباسا ولا إنفاقا فهي راسخة في الوحل وهو الماء والطين
ويقال وحل ووحل وقوله صلىاللهعليهوآله المطعمات في المحل
يعني أنها غياث في القحط تغيث الناس وفي حديث آخر أكرموا النخلة فإنها عمتكم.
وتشبيهها بالعمة من وجهين.
أحدهما أنها أنزلت
مع آدم عليهالسلام من الجنة وكان
يحبها غاية المحبة حتى أمر بأن يصحب بعضها إذا دفن فأصحب جريدتين منها.
والثاني أن بعض
أحوالها يشبه أحوال ابن آدم لا تحمل من غير تلقيح وإن قطع رأسها جفت.
وفائدة الحديث
تعظيم حرمة النخل وراوي الحديث موسى بن جعفر الكاظم عليهالسلام عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
٦٢ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن حماد بن عيسى عن ربعي عن فضيل عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أنزل الله
العجوة والعتيق من السماء قلت وما العتيق قال الفحل .
تبيين : قيل : قد يتراءى
كونه الفنيق بالفاء والنون قال في النهاية في حديث
__________________
عمير بن أفصى ذكر
الفنيق هو الفحل المكرم من الإبل الذي لا يركب ولا يهان لكرامته عليهم وقال
الجوهري الفنيق الفحل المكرم وقال أبو زيد هو اسم من أسمائه انتهى. وقال في
القاموس الفنيق كأمير الفحل المكرم لا يؤذى لكرامته على أهله ولا يركب وأما العتيق
فقد قال في القاموس العتيق فحل من النخل لا تنفض نخلته والماء والطلاء والخمر
والتمر علم له واللبن والخيار من كل شيء وفي الصحاح العتيق الكريم من كل شيء
والخيار من كل شيء التمر والماء والبازي والشحم انتهى.
وأقول نسخ الكافي والمحاسن وغيرهما
متفقة على العتيق بالعين المهملة والتاء وهو أصوب وأظهر من الفنيق والمعنى أنه نزل
لحدوث التمر في الأرض عتيق مكان الفحل وعجوة مكان الأنثى لاحتياجه إليهما كما عرفت
وقد مر وسيأتي ما يؤيده.
٦٣ ـ المحاسن ، عن
أبيه عمن ذكره عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن آدم عليهالسلام نزل بالعجوة والعتيق
الفحل فكان من العجوة العذوق كلها والتمر كله كان من العجوة .
بيان
: في القاموس العذق
النخلة بحملها وبالكسر القنو منها وكل غصن له شعب.
٦٤ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عمن حدثه أنه سمع أبا عبد الله عليهالسلام أن الذي حمل نوح
معه في السفينة من النخل العجوة والعذق .
٦٥ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي خديجة قال : أخذنا من المدينة نوى
العجوة فغرسه صاحب لنا في بستان فخرج منه السكر والهيرون والشهريز والصرفان وكل
ضرب من التمر .
توضيح في القاموس السكر بالضم وتشديد الكاف معرب شكر واحدته بهاء
ورطب طيب وعنب يصيبه المرق فينتثر وهو من أحسن العنب وقال الهيرون
__________________
كزيتون ضرب من التمر
وفي بحر الجواهر هيرون بالكسر نوع من جيد التمر وفي القاموس في السين المهملة تمر
سهريز بالضم والكسر وبالنعت وبالإضافة نوع معروف وقال في المعجمة تمر شهريز تقدم
في السين وفي الصحاح تمر شهريز وشهريز وسهريز وسهريز بالشين والسين جميعا لضرب من
التمر وإن شئت أضفت مثل ثوب خز وقال الصرفان جنس من التمر وفي القاموس الصرفان
محركة تمر رزين صلب المضاغ يعدها ذوو العيالات والأجراء والعبيد لجزاءتها أو هو الصيحاني
ومن أمثالهم صرفانة ربعية تصرم في الصيف وتؤكل بالشتية .
٦٦ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابه رفعه قال : من أكل سبع تمرات مما يكون بين لابتي المدينة لم يضره ليلته
ويومه ذلك سم ولا غيره .
٦٧ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى اليقطيني عن عبيد الله الدهقان عن درست بن أبي منصور عن عبد الله بن
سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من أكل في
يوم سبع عجوات تمر على الريق من تمر العالية لم يضره سم ولا شيطان .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله
توضيح رواه في الكافي عن العدة عن البرقي هكذا من أكل في كل يوم سبع تمرات عجوة.
وروى مسلم في صحيحه عن النبي صلىاللهعليهوآله من أكل سبع
__________________
تمرات من بين
لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي. وفي رواية أخرى من يصبح بسبع تمرات عجوة لم
يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر. وفي رواية أخرى إن في عجوة العالية شفاء وإنها
ترياق أول البكرة. وقال بعض شراحه اللابتان هما الحرتان والمراد لابتا المدينة والسم معروف وهو بفتح السين وضمها
وكسرها والفتح أفصح والترياق بكسر التاء وضمها لغتان ويقال درياق وطرياق أيضا كله
فصيح وقوله صلىاللهعليهوآله أول البكرة بنصب
أول على الظرف وهو بمعنى الرواية الأخرى من يصبح والعالية ما كان من الحوائط
والقرى والعمارات من جهة المدينة العليا مما يلي نجد والسافلة من الجهة الأخرى مما
يلي تهامة قال القاضي وأدنى العالية ثلاثة أميال وأبعدها ثمانية من المدينة
والعجوة نوع جيد من التمر وفي هذه الأحاديث فضيلة تمر المدينة وعجوتها وفضيلة التصبح
بسبع تمرات منه وتخصيص عجوة المدينة دون غيرها وعدد السبع من الأمور التي علمها
الشارع ولا نعلم نحن حكمتها فيجب الإيمان بها واعتقاد فضلها والحكمة فيها وهذا
كأعداد الصلوات ونصب الزكاة وغيرها .
٦٨ ـ الفردوس ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله قال : كلوا البلح
بالتمر فإن الشيطان إذا أكله ابن آدم غضب فقال بقي ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق.
بيان
: البلح محركة بين
الخلال والبسر.
٦٩ ـ الفردوس ، كلوا
التمر على الريق فإنه يقتل الدود.
٧٠ ـ كتاب تاريخ
المدينة ، للسيد علي بن عبد الله الحسني الشافعي السمهودي قال : في عد تمور
المدينة أنواع تمرها كثيرة بلغت مائة وبضعا وثلاثين نوعا من الصيحاني.
__________________
وفي فضل أهل البيت
لابن المؤيد الحموي عن جابر رضياللهعنه قال : كنت مع النبي صلىاللهعليهوآله يوما في بعض حيطان
ويد علي في يده قال فمررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد سيد الأنبياء وهذا علي سيد
الأوصياء أبو الأئمة الطاهرين ثم مررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد رسول الله وهذا
علي سيف الله فالتفت النبي صلىاللهعليهوآله إلى علي عليهالسلام فقال له سمه الصيحاني
فسمي من ذلك اليوم الصيحاني فكان هذا سبب تسمية هذا النوع بذلك أو المراد نخل ذلك
الحائط وبالمدينة اليوم موضع يعرف بالصيحاني .
٧١ ـ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه كان يحب التمر
ويقول العجوة من الجنة وكان يضع التمرة على اللقمة ويقول هذه إدام هذه وكان علي بن
الحسين عليهالسلام يقول إني أحب
الرجل يكون تمريا لحب رسول الله صلىاللهعليهوآله التمر وكان صلىاللهعليهوآله إذا قدم إليه الطعام وفيه
التمر بدأ بالتمر وكان يفطر على التمر في زمن التمر وعلى الرطب في زمن الرطب .
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أن رجلا من أصحابه أكل
عنده طعاما فلما أن رفع الطعام قال جعفر عليهالسلام يا جارية ائتنا
بما عندك فأتته بتمر فقال الرجل جعلت فداك هذا زمن الفاكهة والأعناب وكان صيفا
فقال كل فإنه خلق من رسول الله صلىاللهعليهوآله العجوة لا داء ولا
غائلة .
٤
باب
(الجمار والطلع)
١ ـ الخصال ، عن
أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى
__________________
عن موسى بن عمر عن
ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ثلاثة يهزلن
البيض والسمك والطلع .
٢ ـ المحاسن ، عن
منصور بن العباس عن محمد بن عبد الله عن أبي أيوب المكي عن محمد بن البختري عن عمر
بن يزيد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ثلاث يؤكلن
ويهزلن الطلع والكسب والجوز .
ومنه عن بعض
أصحابه رفعه عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
أقول قد مر بعض
الأخبار مع شرحه في الباب السابق .
٥
باب العنب
١ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن النهيكي عن منصور بن
يونس قال سمعت أبا الحسن موسى عليهالسلام يقول ثلاثة لا يضر
العنب الرازقي وقصب السكر والتفاح اللبناني .
بيان
: لبنان بالضم جبل
بالشام.
٢ ـ العيون : عن
محمد بن علي بن الشاه عن أبي بكر بن عبد الله النيسابوري عن عبد الله بن أحمد بن
عامر عن أبيه وعن أحمد بن إبراهيم عن إبراهيم بن مروان عن جعفر بن محمد بن زياد عن
أحمد بن عبد الله الهروي عن الحسين بن محمد الأشناني عن علي بن محمد بن مهرويه عن
داود بن سليمان الفراء كلهم عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله كلوا العنب حبة
حبة فإنها أهنأ وأمرأ .
__________________
صحيفة الرضا ، بالإسناد
عنه عليهالسلام مثله .
بيان
قال في النهاية
يقال مرأني الطعام وأمرأني إذا لم يثقل على المعدة وانحدر عنها طيبا قال الفراء
يقال هنأني الطعام ومرأني بغير الألف فإذا أفردوها عن هنأني قالوا أمرأني وقال
هنأني الطعام يهنؤني ويهنأني وهنئت الطعام أي تهنأت به وكل أمر يأتيك من غير تعب
فهو هنيء انتهى وقال البيضاوي الهنيء والمريء صفتان من هنأ الطعام ومرئ إذا ساغ من
غير غص وقيل الهنيء ما يلذه الإنسان والمريء ما تحمد عاقبته.
٣ ـ المحاسن ، عن
عدة من أصحابه عن ابن سنان عن أبي الجارود عن أم راشد مولاة أم هانئ قالت كنت
وصيفة أخدم عليا وإن طلحة والزبير كانا عنده ودعا بعنب وكان يحبه فأكلوا .
بيان
: في القاموس الوصيف
كأمير الخادم والخادمة والجمع وصفاء كالوصيفة والجمع وصائف.
٤ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال : كان علي بن الحسين عليهالسلام يعجبه العنب فكان ذات يوم
صائما فلما أفطر كان أول ما جاءت العنب أتته أم ولد له بعنقود فوضعه بين يديه فجاء
سائل فدفع إليه فدست إليه أعني إلى السائل فاشترته منه ثم أتته فوضعته بين يديه
فجاء سائل آخر فأعطاه ففعلت أم الولد مثل ذلك حتى فعل ثلاث مرات فلما كان في
الرابع أكله .
٥ ـ ومنه ، عن علي
بن الحكم عن الربيع المسلي عن معروف بن خربوذ عمن رأى أمير المؤمنين عليهالسلام يأكل الخبز بالعنب.
ورواه القاسم بن
يحيى عن جده عن معروف .
٦ ـ ومنه ، عن عدة
من أصحابه عن أبي الجارود عن زياد بن سوقة عن
__________________
حسن بن حسن عن
أبيه قال : دخل أمير المؤمنين عليهالسلام على امرأته
العامرية وعندها نسوة من أهلها فقال هل زودتموهن بعد قالت والله ما أطعمتهن شيئا
قال فأخرج درهما من حجزته وقال اشتروا بهذا عنبا فجيء به فقال أطعميهن فكأنهن
استحيين منه قال فأخذ عنقودا بيده ثم تنحى وحده فأكله .
٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عن صفوان عن أبي أسامة زيد الشحام قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقرب إلي عنبا فأكلنا منه
.
٨ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى اليقطيني عن الدهقان عن درست عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد
الله عليهالسلام إذا أكلتم العنب
فكلوه حبة حبة فإنها أهنأ وأمرأ .
٩ ـ ومنه ، عن بكر
بن صالح رفعه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شكا نبي من
الأنبياء إلى الله الغم فأمره بأكل العنب .
١٠ ـ ومنه ، عن
عثمان بن عيسى عن فرات بن أحنف قال قال أبو عبد الله عليهالسلام إن نوحا شكا إلى
الله الغم فأوحى الله إليه أن كل العنب فإنه يذهب بالغم .
١١ ـ ومنه ، عن
القاسم الزيات عن أبان بن عثمان عن موسى بن العلاء عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لما حسر الماء عن
عظام الموتى فرأى ذلك نوح عليهالسلام جزع جزعا شديدا
واغتم لذلك فأوحى الله إليه أن كل العنب الأسود ليذهب غمك .
١٢ ـ المكارم ، عن
الصادق عليهالسلام قال : شيئان
يؤكلان باليدين العنب والرمان.
من الفردوس عن
عائشة قالت قال رسول الله صلىاللهعليهوآله خير طعامكم الخبز
وخير فاكهتكم العنب وقال صلىاللهعليهوآله خلقت النخلة
والرمان والعنب من فضلة طينة آدم عليهالسلام وقال صلىاللهعليهوآله ربيع أمتي البطيخ والعنب.
__________________
عن علي بن موسى
الرضا عن آبائه عليهمالسلام عن أمير المؤمنين
أنه كان يأكل العنب بالخبز.
وبهذا الإسناد عن أمير
المؤمنين عليهالسلام أنه قال : العنب
أدم وفاكهة وطعام وحلواء .
١٣ ـ العلل ، عن
أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب رفعه إلى علي عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله لا تسموا العنب
الكرم فإن المؤمن هو الكرم .
المحاسن ، عن عدة
من أصحابه عن ابن أسباط مثله .
بيان قال في النهاية لا تسموا العنب الكرم فإنما الكرم الرجل
المسلم قيل سمي الكرم كرما لأن الخمر المتخذ منه تحث على السخاء
والكرم فاشتقوا له منه اسما فكره أن يسمي باسم مأخوذ من الكرم وجعل المؤمن أولى به
يقال رجل كرم أي كريم وصف بالمصدر كرجل عدل وضيف وقال الزمخشري أراد أن يقرر ويشدد
ما في قوله تعالى « إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ » بطريقة أنيقة ومسلك لطيف وليس الغرض حقيقة النهي عن تسمية
العنب كرما ولكن الإشارة إلى أن المسلم التقي جدير بأن لا يشارك فيما سماه الله به
وقوله فإنما الكرم الرجل المسلم أي إنما المستحق للاسم المشتق من الكرم الرجل
المسلم انتهى.
وقال الكرماني هو
حصر ادعائي نفيا لتسميتهم العنب كرما إذ الخمر المتخذ منه يحث على الكرم فجعل
المؤمن المتقي من شربها أحق وقال النووي يوصف به المؤمن تسمية بالمصدر لا الكرم
لئلا يتذكروا به الخمر التي تسمى كرما
__________________
وقال الطيبي سموه
به لأن الخمر المتخذ منه تحث على السخاء فكرهه الشارع إسقاطا لها عن هذه الرتبة
وتأكيدا لحرمتها والفرق بين الجود والكرم أن الجود بذل المقتنيات وكرم الإنسان
أخلاقه وأفعاله المحمودة.
٦
(باب الزبيب)
١ ـ الخصال ، عن
أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي عن زيد بن محمد البغدادي عن عبد الله بن أحمد
الطائي عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله عليكم بالزبيب
فإنه يكشف المرة ويذهب بالبلغم ويشد العصب ويذهب بالإعياء ويحسن الخلق ويطيب النفس
ويذهب بالغم .
٢ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة المتقدمة مثله وفيه بالضناء مكان قوله بالإعياء .
بيان
: في القاموس ضني
كرضي ضنى فهو ضني وضن كحري وحر مرض مرضا مخامرا كلما ظن برؤه نكس وأضناه المرض.
٣ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام عن علي قال : من
أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء على الريق لم يجد في جسده شيئا يكرهه .
صحيفة الرضا : بالإسناد
عنه عليهالسلام مثله .
٤ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن أبيه عن هلال بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن
الرضا عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : من أدام أكل
__________________
إحدى وعشرين زبيبة
حمراء على الريق لم يمرض إلا مرض الموت .
المحاسن ، عن أبي
القاسم ويعقوب بن يزيد عن القندي عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله . و رواه عن أبيه
عن أبي البختري عن أبي عبد الله عليهالسلام .
٥ ـ المجالس ، بإسناد الدعبلي
عن الرضا عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : الزبيب يشد
القلب ويذهب بالمرض ويطفئ الحرارة ويطيب النفس.
٦ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي
بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام إحدى وعشرون زبيبة
حمراء في كل يوم على الريق تدفع جميع الأمراض إلا مرض الموت .
المحاسن ، عن
القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله
٧ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن علي عليهالسلام قال : من اصطبح
إحدى وعشرين زبيبة حمراء لم يمرض إلا مرض الموت إن شاء الله تعالى .
بيان في النهاية الاصطباح أكل الصبوح وهو الغداء وفي الصحاح
الصبوح
__________________
الشرب بالغداة
واصطبح الرجل شرب صبوحا.
وأقول كان تخلف
بعض هذه الأمور لتخلف بعض الشرائط من الإخلاص والتقوى وغيرهما أو لوجود معارض
أقوى.
٨ ـ المحاسن ، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر قال حدثني رجل من أهل مصر عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الزبيب يشد العصب
ويذهب بالنصب ويطيب النفس .
٩ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن محمد بن جعفر البرسي عن محمد بن يحيى الأرمني عن محمد
بن سنان عن المفضل عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : من أكل إحدى
وعشرين زبيبة حمراء أول النهار دفع الله عنه كل مرض وسقم .
وعن حريز بن عبد
الله قال : قلت لأبي عبد الله الصادق عليهالسلام يا ابن رسول الله
إن الناس يقولون في هذا الزبيب قولا عنكم فما هو قال نعم وذكر الحديث .
١٠ ـ المكارم ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله قال : عليكم
بالزبيب فإنه يطفئ المرة ويأكل البلغم ويصح الجسم ويحسن الخلق ويشد العصب ويذهب
بالوصب .
١١ ـ الإختصاص ، عن
علي بن زنجويه الدينوري عن سعيد بن زياد عن أبيه عن جده عن أبيه زياد بن أبي هند
عن أبي هند قال : أهدي إلى رسول الله طبق مغطى فكشف الغطاء عنه ثم قال كلوا بسم
الله نعم الطعام الزبيب يشد العصب ويذهب بالوصب ويطفئ الغضب ويرضي الرب ويذهب
بالبلغم ويطيب النكهة ويصفي اللون .
__________________
٧
باب
(فضل الرمان وأنواعه)
١ ـ العيون ، عن
محمد بن علي بن الشاه عن أبي بكر بن عبد الله عن عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه
وعن أحمد بن إبراهيم الخوزي عن إبراهيم بن مروان عن جعفر بن محمد بن زياد عن أحمد
بن عبد الله الهروي وعن الحسين بن محمد الأشناني عن علي بن محمد بن مهرويه عن داود
بن سليمان كلهم عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله كلوا الرمان فليست
منه حبة تقع في المعدة إلا أنارت القلب وأخرجت الشيطان أربعين يوما .
وبهذه الأسانيد عن
علي عليهالسلام قال : كلوا الرمان
بشحمه فإنه دباغ للمعدة .
وبهذه الأسانيد عن
علي بن الحسين عليهماالسلام قال قال أبو عبد
الله الحسين بن علي إن عبد الله بن العباس كان يقول إن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان إذا أكل الرمان لم
يشركه أحد فيه ويقول في كل رمانة حبة من حبات الجنة .
صحيفة الرضا ، بالإسناد
عنه عليهالسلام مثل الأخبار
الثلاثة المكارم ، عن أبي سعيد مثل الحديث الأول .
٢ ـ الخصال : عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد السياري عن محمد بن
أسلم عن نوح بن شعيب عن عبد العزيز بن المهتدي يرفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : أربعة يعدلن الطباع
الرمان السوراني والبسر المطبوخ
__________________
والبنفسج
والهندباء .
بيان في القاموس سورية مضمومة مخففة اسم للشام أو موضع قرب
خناصرة وسورين نهر بالري وأهلها يتطيرون منه لأن السيف الذي قتل به يحيى بن زيد بن
علي بن الحسين غسل فيه وسورى كطوبى موضع بالعراق وهو من بلد السريانيين وموضع من
عمل بغداد وقد يمد انتهى ولعل إحدى الأخيرين هنا أنسب والألف والنون من زيادات
النسب.
٣ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أحمد بن سليمان عن
أحمد بن يحيى الطحان عمن حدثه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : خمسة من
فاكهة الجنة في الدنيا الرمان الإمليسي والتفاح والسفرجل والعنب والرطب المشان .
٤ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن والده عن هلال بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن
الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : أربعة
نزلت من الجنة العنب الرازقي والرطب المشان والرمان الإمليسي والتفاح الشعشعاني
يعني الشامي وفي خبر آخر والسفرجل .
٥ ـ ومنه ، بهذا
الإسناد عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : أطعموا
صبيانكم الرمان فإنه أسرع لألسنتهم .
٦ ـ وبالإسناد عنه
عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله ما من رمانة إلا
وفيها حبة من الجنة قال فأنا أحب أن لا أترك شيئا منها .
٧ ـ ومنه ، بالإسناد عن علي
بن الحسين عليهالسلام أنه قال : شيئان
ما دخلا جوفا
__________________
قط إلا أفسداه
وشيئان ما دخلا جوفا قط إلا أصلحاه فأما اللذان يصلحان جوف ابن آدم فالرمان والماء
الفاتر وأما اللذان يفسدان فالجبن والقديد.
المحاسن ، عن بعض
أصحابنا رفعه عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
٨ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي
بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام كلوا الرمان بشحمه
فإنه دباغ للمعدة وفي كل حبة من الرمان إذا استقرت في المعدة حياة للقلب وإنارة
للنفس وتمرض وسواس الشيطان أربعين ليلة .
٩ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن سليمان بن محمد المؤذن عن عثمان بن عيسى عن إسماعيل بن
جابر عن الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهالسلام مثله وزاد في آخره
والرمان من فواكه الجنة قال الله عز وجل « فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ »
بيان وسواس الشيطان أي الشيطان الذي اسمه الوسواس كما عبر عنه
في سائر الأخبار بشيطان الوسوسة أو المراد به وسوسة الشيطان ففي إسناد المرض إليه
مجاز.
١٠ ـ المحاسن ، عن
هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن جعفر عن أبيه عليهالسلام قال : الفاكهة
عشرون ومائة لون سيدها الرمان .
١١ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى اليقطيني عن عبيد الله الدهقان عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن
أبي الحسن عليهالسلام قال : مما أوصى به
آدم إلى هبة الله عليك بالرمان فإنك إن أكلته وأنت جائع أجزأك وإن أكلته وأنت
شبعان أمرأك .
١٢ ـ ومنه ، عن أبي
يوسف عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليهالسلام
__________________
قال : لم يأكل
الرمان جائع إلا أجزأه ولم يأكله شبعان إلا أمرأه .
بيان
: في القاموس مرأ
الطعام مثلثة الراء فهو مريء يعني حميد المغبة وهنأني ومرأني فإن أفرد فأمرأني.
١٣ ـ المحاسن ، عن
ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي قال قال أبو عبد الله عليهالسلام لو كنت بالعراق لأكلت كل
يوم رمانة سورانية واغتمست في الفرات غمسة .
١٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن القاسم بن محمد عن رجل عن سعيد بن غزوان قال : كان أبو عبد الله عليهالسلام يأكل الرمان كل ليلة جمعة
.
١٥ ـ ومنه ، عن
اليقطيني عن يونس عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما من رمانة
إلا وفيها حبة من الجنة .
١٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن صفوان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : في كل رمانة
حبة من الجنة .
١٧ ـ ومنه ، عن
النوفلي بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما من رمانة
إلا وفيها حبة من الجنة فإذا شذ منها شيء فخذوه وما وقعت أو ما دخلت تلك الحبة
معدة امرئ قط إلا أنارتها أربعين ليلة ونفت عنه شيطان الوسوسة وروى بعضهم ونفت عنه
وسوسة الشيطان .
بيان
: فإذا شذ أي ندر
وسقط.
١٨ ـ المحاسن ، عن
الحسن بن علي الوشاء وعلي بن الحكم عن مثنى عن زياد عن يحيى الحنظلي قال : دخلت
على أبي عبد الله عليهالسلام وبين يديه طبق فيه
رمان فقال لي يا زياد ادن وكل من هذا الرمان أما إنه ليس شيء أبغض إلي من أن
يشركني فيه أحد من الرمان أما إنه ليس من رمانة إلا وفيها حبة من حب الجنة .
__________________
ومنه عن أبيه عن
ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
١٩ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان وهشام عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله إلا أنه قال كان أبي
ليأخذ الرمانة فيصعد بها إلى فوق فيأكلها وحده خشية أن يسقط منها شيء وما من شيء
أشارك فيه أبغض إلي من الرمان إنه ليس من رمانة إلا وفيها حبة من الجنة .
ومنه عن ابن أبي
عمير عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما من شيء
أشارك فيه أبغض إلي من الرمان وما من رمانة إلا وفيها حبة من الجنة.
ورواه النوفلي عن
السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام .
وفي حديث آخر وما
من رمانة إلا وفيها حبة من الجنة وإذا أكلها الكافر بعث الله إليه ملكا فانتزعها
منه .
٢٠ ـ ومنه ، عن
علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الرماح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما من شيء أشارك
فيه أبغض إلي من الرمان إنه ليس من رمانة إلا وفيها حبة من الجنة .
٢١ ـ ومنه ، عن
أبيه عن فضالة عن عمرو بن أبان الكلبي قال سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله عليهالسلام يقولان ما على وجه الأرض
ثمرة كانت أحب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله من الرمان وقد كان
والله إذا أكلها أحب أن لا يشركه فيها أحد .
٢٢ ـ ومنه ، عن
أبيه عن صفوان عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن أبي لم
يحب أن يشركه فيها أحد في أكل الرمانة لأن في كل رمانة حبة من الجنة .
٢٣ ـ ومنه ، عن
عثمان عن سماعة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أمير
المؤمنين عليهالسلام إذا أكل الرمان
بسط تحته منديلا فسئل عن ذلك فقال لأن فيه حبات
__________________
من الجنة فقيل له
إن اليهودي والنصراني ومن سواهم يأكلونها قال إذا كان ذلك بعث الله إليه ملكا
فانتزعها منه لئلا يأكلها .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
٢٤ ـ المحاسن ، عن
أبي يوسف عن إبراهيم بن عبد الحميد عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه كان إذا أكل الرمان
بسط المنديل على حجره فكلما وقعت حبة أكلها ويقول لو كنت مستأثرا على أحد لاستأثرت
الرمان .
بيان
: الاستيثار
الانفراد بالشيء وأن يخص به نفسه واستأثر على أصحابه أي اختار لنفسه أشياء حسنة أي
لو كنت متفردا بشيء باخلا على غيري لفعلت ذلك في الرمان أي في جنسه لا في خصوص
الرمانة فإنه عليهالسلام كان يفعل ذلك فيها
أو لو كنت اخترت الأجود لنفسي لفعلته في الرمان أو لو كنت على الفرض المحال غاصبا
من الناس شيئا أو منفردا بما للناس فيه شركة لفعلته فيه وعلى التقادير الغرض بيان
فضل الرمان وكثرة منافعه وكرامته عنده.
٢٥ ـ المحاسن ، عن
الحسن بن علي بن يقطين عمن حدثه قال : رأيت أم سعيد الأحمسية وهي تأكل رمانا وقد
بسطت ثوبا قدامها تجمع كلما سقط منها عليه فقلت ما هذا الذي تصنعين فقالت قال
مولاي جعفر بن محمد عليهالسلام ما من رمانة إلا
وفيها حبة من الجنة فأنا أحب أن لا يسبقني أحد إلى تلك الحبة .
٢٦ ـ ومنه ، عن
بعض من رواه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله في كل رمانة حبة
من رمان الجنة فكلوا ما ينتثر من الرمان .
ومنه عن بعض
أصحابنا عن الأصم عن شعيب عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله قال ورواه
الحجال عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
__________________
٢٧ ـ ومنه عن
النوفلي بإسناده قال قال علي عليهالسلام كلوا الرمان بشحمه
فإنه دباغ المعدة وما من حبة استقرت في معدة امرئ مسلم إلا أنارتها وأمرضت شيطان
وسوستها أربعين صباحا .
وفي حديث آخر قال
قال أبو عبد الله عليهالسلام كلوا الرمان بشحمه
فإنه يدبغ المعدة ويزيد في الذهن .
بيان
: الدباغ بالكسر ما
يدبغ به وكان نسبة الإنارة والوسوسة إلى المعدة على المجاز والمراد إنارة القلب
ووسوسته لتوقف صلاح القلب على صلاح المعدة أو يكون الضميران راجعين إلى القلب
بقرينة المقام بتأويل وفي القاموس الذهن بالكسر الفهم والعقل وحفظ القلب والفطنة.
٢٨ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن صفوان عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من أكل حبة
رمانة أمرضت شيطان الوسوسة أربعين صباحا .
٢٩ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله
عليهالسلام قال : ذكر الرمان
فقال المز أصلح في البطن .
بيان
: في القاموس رمان
مز بالضم بين الحامض والحلو.
٣٠ ـ المحاسن ، عن
جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام كلوا الرمان المز
بشحمه فإنه يدبغ المعدة .
توضيح قال في
النهاية في حديث علي عليهالسلام كلوا الرمان بشحمه
فإنه دباغ المعدة. شحم الرمان ما في جوفه سوى الحب وفي القاموس شحمة الحنظل ما في
جوفه سوى حبه ومن الرمان الرقيق الأصفر الذي بين ظهراني الحب انتهى.
وأقول : كان القشر
بالتفسير الأخير أنسب.
٣١ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا رفعه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله كلوا الرمان
__________________
بقشره فإنه دباغ
البطن .
٣٢ ـ ومنه ، عن
بعضهم رفعه إلى صعصعة بن صوحان في حديث آخر أنه دخل على أمير المؤمنين عليهالسلام وهو على العشاء فقال يا
صعصعة ادن فكل قال قلت قد تعشيت وبين يديه نصف رمانة فكسر لي وناولني بعضه وقال
كله مع قشره يريد مع شحمه فإنه يذهب بالحفر وبالبخر ويطيب النفس .
بيان في القاموس الحفر بالتحريك سلاق في أصول الأسنان أو صفرة
تعلوها ويسكن وقال البخر بالتحريك النتن في الفم وغيره وتطيب النفس كناية عن إذهاب
الهم والحزن.
٣٣ ـ المحاسن ، عن
الوشاء وعلي بن الحكم عن مثنى عن زياد بن يحيى الحنظلي قال قال أبو عبد الله عليهالسلام من أكل رمانة على الريق
أنارت قلبه فطردت شيطان الوسوسة أربعين صباحا .
٣٤ ـ ومنه ، عن
ابن بقاح عن صالح بن عقبة القماط عن يزيد بن عبد الملك قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول من أكل رمانة أنارت
قلبه ومن أنارت قلبه فالشيطان بعيد منه فقلت أي رمان قال سورانيكم هذا .
٣٥ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول من أكل رمانة على
الريق أنارت قلبه أربعين يوما .
٣٦ ـ ومنه ، عن
القاسم بن محمد عن رجل عن سعيد بن محمد بن غزوان قال قال أبو عبد الله عليهالسلام من أكل رمانة نور الله
قلبه وطرد عنه شيطان الوسوسة أربعين صباحا .
٣٧ ـ ومنه ، عن
بعضهم رفعه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من أكل رمانة
أنارت قلبه ورفعت عنه الوسوسة أربعين صباحا .
٣٨ ـ ومنه ، عن
بعض أصحابه عن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك
__________________
النوفلي قال : دخلت
على أبي عبد الله عليهالسلام وفي يده رمانة
فقال يا معتب أعطه رمانا فإني لم أشرك في شيء أبغض إلي من أن أشرك في رمانة ثم
احتجم وأمرني أن أحتجم فاحتجمت ثم دعا لي برمانة وأخذ رمانة أخرى ثم قال لي يا
يزيد أيما مؤمن أكل رمانة حتى يستوفيها أذهب الله الشيطان من إنارة قلبه أربعين
يوما ومن أكل اثنتين أذهب الله الشيطان عن إنارة قلبه مائة يوم ومن أكل ثلاثا حتى
يستوفيها أذهب الله الشيطان عن إنارة قلبه سنة ومن أذهب الله الشيطان عن إنارة
قلبه لم يذنب ومن لم يذنب دخل الجنة .
المكارم ، عنه عليهالسلام مرسلا مثله مع اختصار بل
سقط عن إنارة قلبه أي عن الضرر في إنارة قلبه أو عن منعها والإخلال بها وقيل أي
إذهابا حاصلا عنها يعني أنار قلبه ليذهب عنه الشيطان ولا يخلو من بعد وفي أكثر نسخ
المكارم بالثاء المثلثة بمعنى التهييج وهو يرجع إلى الوسوسة.
٣٩ ـ المحاسن ، عن
النهيكي عبد الله بن محمد عن زياد بن مروان قال سمعت أبا الحسن الأول عليهالسلام يقول من أكل رمانة يوم
الجمعة على الريق نورت قلبه أربعين صباحا فإن أكل رمانتين فثمانين يوما فإن أكل
ثلاثا فمائة وعشرون [ عشرين ] يوما وطردت عنه وسوسة الشيطان ومن طردت عنه وسوسة
الشيطان لم يعص الله ومن لم يعص الله أدخله الله الجنة .
بيان لا استبعاد في تأثير بعض الأغذية الجسمانية في الصفات
والملكات الروحانية ويمكن أن يكون أمثال هذه مشروطة بشرائط من الإخلاص والتقوى وقوة
الاعتقاد بالمخبر وغيرها فإذا تخلف في بعض الأحيان كان للإخلال ببعضها.
٤٠ ـ المحاسن ، عن
محمد بن عيسى اليقطيني عن الدهقان عن درست عن
__________________
إبراهيم بن عبد
الحميد عن أبي الحسن موسى عليهالسلام قال : عليكم
بالرمان فإنه ليس من حبة تقع في المعدة إلا أنارت وأطفأت شيطان الوسوسة .
٤١ ـ ومنه ، عن
ابن محبوب عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول عليكم بالرمان الحلو
فكلوه فإنه ليست من حبة تقع في معدة مؤمن إلا أنارتها وأطفأت شيطان الوسوسة .
وبإسناده قال : من
أكل الرمان طرد عنه شيطان الوسوسة .
بيان
: في الكافي في الخبر الأول
إلا أبادت داء مكان أنارتها والإبادة الإهلاك والإفناء.
٤٢ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن صفوان عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله عليهالسلام عليكم بالرمان فإنه ليس
من حبة رمان تقع في المعدة إلا أنارت وأطفأت شيطان الوسوسة أربعين صباحا .
٤٣ ـ ومنه ، عن
هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن جعفر عن أبيه عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : الرمان سيد الفاكهة
ومن أكل رمانة أغضب شيطانه أربعين صباحا. ورواه عن خلاد بن خالد المقري عن قيس المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
٤٤ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن الحسين بن المبارك عن قيس بن الربيع عن عبد الله بن الحسن عليهالسلام قال : كلوا الرمان ينقي
أفواهكم .
ومنه عن أحمد بن
النضر عن قيس مثله .
٤٥ ـ ومنه ، عن
القاسم بن الحسن بن علي بن يقطين قال قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام حطب الرمان ينفي الهوام .
__________________
٤٦ ـ ومنه ، عن
الحسن بن سعيد عن عمرو بن إبراهيم عن الخراساني قال : أكل الرمان
يزيد في ماء الرجل ويحسن الولد .
بيان الظاهر أن الخراساني كناية عن الرضا عليهالسلام عبر به تقية لكن المذكور
في النجاشي ورجال الشيخ عمرو بن إبراهيم الأزدي وذكر أنه روى عنه أحمد بن أبي عبد
الله وأبوه وعدة من أصحاب الصادق عليهالسلام وذكر أنه كوفي
ويحتمل أن يكون هذا غيره.
٤٧ ـ المحاسن ، عن
الحسن بن أبي عثمان عن محمد بن أبي حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن الحجاج قال قال
أبو عبد الله عليهالسلام أطعموا صبيانكم
الرمان فإنه أسرع لشبابهم .
بيان لشبابهم أي لنموهم ووصولهم إلى حد الشباب ولا يبعد أن يكون
للسانهم موافقا لما سيأتي .
٤٨ ـ الخرائج ، روي
أن يهوديا قال لعلي عليهالسلام إن محمدا قال إن
في كل رمانة حبة من الجنة وأنا كسرت واحدة وأكلتها كلها فقال عليهالسلام صدق رسول الله صلىاللهعليهوآله وضرب يده على لحيته فوقعت
حبة رمان فتناولها عليهالسلام وأكلها وقال لم
يأكلها الكافر والحمد لله.
بيان
ظاهره طهارة أهل
الكتاب ويمكن حمله على الغسل.
٤٩ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من أكل
رمانا عند منامه فهو آمن في نفسه إلى أن يصبح.
وعن الحارث بن
المغيرة قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام ثقلا أجده في
فؤادي وكثرة التخمة من طعامي فقال تناول من هذا الرمان الحلو وكله بشحمه فإنه يدبغ
المعدة دبغا ويشفي التخمة ويهضم الطعام ويسبح في الجوف .
__________________
بيان في القاموس طعام وخيم غير موافق وقد وخم ككرم وتوخمه
واستوخمه لم يستمرئه والتخمة كهمزة الداء يصيبك منه انتهى ويحتمل أن يكون التسبيح
في الجوف كناية عن كثرة نفعه فيه فهو لدلالته بهذه الجهة على قدرة الصانع وحكمته
كأنه يسبح لله تعالى.
٥٠ ـ المكارم ، عن
الصادق عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله ما من رمانة إلا
وفيها حبة من رمان الجنة فإذا تبدد منها شيء فخذوه وما وقعت أو ما دخلت تلك الحبة
معدة امرئ مسلم إلا أنارتها أربعين صباحا .
وعنه عليهالسلام أنه كان يأكل الرمان ليلة
الجمعة .
وعنه عن أمير
المؤمنين عليهالسلام قال : كلوا الرمان
بشحمه فإنه دباغ المعدة وما من حبة استقرت في معدة امرئ مسلم إلا أنارتها ونفت
شيطان الوسوسة عنها أربعين صباحا .
وعن النبي صلىاللهعليهوآله قال : كان إذا أكله صلىاللهعليهوآله لا يشركه فيه أحد .
وعن مرجانة مولاة
صفية قالت رأيت عليا عليهالسلام يأكل رمانا فرأيته
يلتقط ما يسقط منه .
وعن أمير المؤمنين
عليهالسلام قال سمعت رسول
الله صلىاللهعليهوآله يقول من أكل رمانة
حتى يستتمها نور الله قلبه أربعين ليلة .
وقال النبي صلىاللهعليهوآله خلق آدم عليهالسلام والنخلة والعنبة والرمانة
من طينة واحدة .
ومن إملاء الشيخ
أبي جعفر الطوسي رحمهالله أطعموا صبيانكم الرمان فإنه أسرع لألسنتهم .
٥١ ـ كتاب الغايات
، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما شيء
أشارك فيه أبغض
__________________
إلي من الرمان
لأنه ليس من رمانة إلا وفيها حبة من الجنة ومن أكل رمانة على الريق أنارت قلبه
وطردت عنه وسوسة الشيطان أربعين صباحا.
٥٢ ـ الدعائم ، عن
علي عليهالسلام أنه كان يأكل
الرمان بشحمه ويأمر بذلك ويقول هو دباغ المعدة وليس من رمانة إلا وفيها حبة من
الجنة فإذا شذ منها شيء فتتبعوه وكلوه وكان لا يشارك أحدا في الرمانة ويتبع ما سقط
منها ويقول ما أدخل أحد الرمان جوفه إلا طرد منه وسوسة الشيطان .
بيان لا استبعاد في أن يوكل الله تعالى ملائكة يدخلون في كل
رمانة حبة من رمان الجنة ويحتمل أن يكون المعنى أن الله يخلق في كل رمانة حبة
كاملة النفع والبركة على خلقه رمان الجنة والله يعلم.
٨
باب
(التفاح والسفرجل والكمثرى وأنواعها ومنافعها)
١ ـ العلل ، عن
محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمد
بن أورمة عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسحاق عن محمد بن الفيض قال : قلت جعلت
فداك يمرض منا المريض فيأمره المعالجون بالحمية قال لا ولكنا أهل البيت لا نحتمي
إلا من التمر ونتداوى بالتفاح والماء البارد قال قلت ولم تحتمون من التمر قال لأن
نبي الله صلىاللهعليهوآله حمى عليا عليهالسلام منه في مرضه .
٢ ـ الخصال ، عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد الأشعري عن محمد
بن علي البصري عن فضالة ووهيب بن حفص عن شهاب بن عبد ربه قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول إن الزبير دخل على
رسول الله
__________________
صلىاللهعليهوآله وبيده سفرجلة فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله يا زبير ما هذه بيدك قال
يا رسول الله هذه سفرجلة فقال يا زبير كل السفرجل فإن فيه ثلاث خصال قال وما هي يا
رسول الله قال يجم الفؤاد ويسخي البخيل ويشجع الجبان .
المحاسن ، عن أبي عبد
الله عليهالسلام مثله .
المكارم ، في
رواية كل السفرجل إلى آخر الخبر .
بيان قال في النهاية : في حديث طلحة رمى إلي رسول الله صلىاللهعليهوآله بسفرجلة فقال دونكها
فإنها تجم الفؤاد. أي تريحه وقيل تجمعه وتكمل صلاحه ونشاطه ومنه حديث عائشة في
التلبينة فإنها تجم فؤاد المريض وحديثها الآخر فإنها مجمة له أي مظنة للاستراحة.
٣ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة المتقدمة في باب الرمان عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال : دخل طلحة بن
عبيد الله على رسول الله صلىاللهعليهوآله وفي يد رسول الله صلىاللهعليهوآله سفرجلة فدحا بها إليه
وقال خذها يا أبا محمد فإنها تجم القلب .
صحيفة الرضا ، بالإسناد
عنه عليهالسلام مثله .
بيان في النهاية فدحا السيل فيه بالبطحاء أي رمى وألقى وقال
الجوهري يقال للاعب بالجوز أبعد المدى وادحه أي ارمه وفي الصحيفة فرمى بها إليه.
٤ ـ العيون ، عن
محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي عن علي بن محمد بن عنبسة عن دارم بن قبيصة عن
الرضا عن آبائه عليهمالسلام عن علي عليهالسلام قال : دخلت على رسول الله
صلىاللهعليهوآله يوما وفي يده
سفرجل فجعل يأكل ويطعمني ويقول كل يا علي فإنها هدية الجبار إلي وإليك قال فوجدت
فيها كل لذة فقال لي يا علي من
__________________
أكل السفرجل ثلاثة
أيام على الريق صفا ذهنه وامتلأ جوفه حلما وعلما ووقي من كيد إبليس وجنوده .
٥ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن النهيكي عن منصور بن
يونس قال سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام يقول ثلاثة لا تضر
العنب الرازقي وقصب السكر والتفاح اللبناني .
٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن
الصادق عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام أكل التفاح نضوح
للمعدة .
وقال عليهالسلام أكل السفرجل قوة للقلب
الضعيف ويطيب المعدة ويذكي الفؤاد ويشجع الجبان ويحسن الولد .
وقال عليهالسلام الكمثرى يجلو القلب ويسكن
أوجاع الجوف .
توضيح : نضوح
للمعدة أي يطيبها أو يغسلها وينظفها ويؤيد الأول ما سيأتي قال في النهاية النضوح
بالفتح ضرب من الطيب تفوح رائحته ثم قال وقد يرد النضح بمعنى الغسل والإزالة ومنه
الحديث ونضح الدم عن جبينه وفي بعض نسخ المكارم بالجيم من النضج
بمعنى الطبخ وهو تصحيف وفي القاموس ذكت النار ذكوا وذكا وذكاء بالمد واستذكت اشتد
لهبها وأذكاها وذكاها أوقدها والذكاء سرعة الفطنة وقال في المصباح الذكاء في اللغة
تمام الشيء ومنه الذكاء في الفهم إذا كان تام العقل سريع القبول.
__________________
٧ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا عن الحسين بن عثمان عن الحسين بن هاشم عن جميل بن دراج عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : من أكل
سفرجلة أنطق الله الحكمة على لسانه أربعين يوما .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
بيان
نسبة الإنطاق إلى
الحكمة على المجاز كما في قوله تعالى « هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ »
٨ ـ المحاسن ، عن
أبي يوسف عن إبراهيم بن عبد الحميد وزياد بن مروان كليهما عن أبي الحسن عليهالسلام قال : أهدي للنبي صلىاللهعليهوآله سفرجل فضرب بيده على
سفرجلة فقطعها وكان يحبها حبا شديدا فأكلها وأطعم من كان بحضرته من أصحابه ثم قال
عليكم بالسفرجل فإنه يجلو القلب ويذهب بطخاء الصدر .
المكارم ، عن الرضا
عليهالسلام مثله .
بيان قال في النهاية فيه إذا وجد أحدكم طخاء على قلبه فليأكل
السفرجل الطخاء ثقل وغشي وأصل الطخاء والطخية الظلمة والغيم ومنه الحديث إن للقلب
طخاءة كطخاءة القمر أي ما يغشاه من غيم يغطي نوره انتهى وجلاء القلب قريب منه أو
المراد به إذهاب الحزن.
٩ ـ المحاسن ، عن
النوفلي بإسناده قال : كان جعفر بن أبي طالب عند النبي صلىاللهعليهوآله فأهدي إلى النبي صلىاللهعليهوآله سفرجل فقطع النبي صلىاللهعليهوآله قطعة وناولها جعفرا فأبى
أن يأكلها فقال خذها وكلها فإنها تذكي القلب وتشجع الجبان .
بيان لعل إباءه رضياللهعنه كان للإيثار فلا ينافي حسن الأدب.
__________________
١٠ ـ المحاسن ، عن
أبي الحسن البجلي عن الحسن بن إبراهيم عن سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن
موسى بن جعفر عليهالسلام قال : كسر رسول
الله صلىاللهعليهوآله سفرجلة وأطعم جعفر
بن أبي طالب وقال له كل فإنه يصفي اللون ويحسن الولد .
١١ ـ ومنه ، عن
سجادة رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : من أكل
سفرجلة على الريق طاب ماؤه وحسن ولده .
بيان كان حسن الولد تفسير لطيب الماء ويحتمل أن يكون طيب الماء
لبيان التأثير في الأخلاق الحسنة في الولد.
١٢ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا عمن ذكره عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال : نظر أبو عبد الله عليهالسلام إلى غلام جميل فقال ينبغي
أن يكون أبو هذا الغلام أكل السفرجل وقال السفرجل يحسن الوجه ويجم الفؤاد .
١٣ ـ ومنه ، عن
محمد بن سنان أو غيره عن الحسين بن عثمان عن حمزة بن بزيع عن أبي إبراهيم عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لجعفر يا جعفر كل السفرجل
فإنه يقوي القلب ويشجع الجبان ورواه أبو سمينة عن أحمد بن عبد الله الأسدي عن رجل عن أبي
عبد الله عليهالسلام .
المكارم ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله مثله .
١٤ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابه عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن شعيب العقرقوفي عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليهالسلام قال : أكل السفرجل
قوة للقلب وذكاء للفؤاد ويشجع الجبان .
١٥ ـ ومنه ، عن
القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام أكل السفرجل قوة
للقلب الضعيف ويطيب المعدة ويذكي الفؤاد ويشجع الجبان .
__________________
١٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن أبي البختري عن طلحة بن عمرو قال : دخل طلحة بن عبيد الله على رسول الله صلىاللهعليهوآله وفي يده سفرجلة فألقاها
إلى طلحة وقال كلها فإنها تجم الفؤاد .
١٧ ـ ومنه ، عن
محمد بن عمرو رفعه قال : السفرجل يدبغ المعدة ويشد الفؤاد .
١٨ ـ ومنه ، عن
عدة من أصحابه عن علي بن أسباط عن أبي محمد الجوهري عن سفيان بن عيينة قال سمعت
جعفر بن محمد عليهالسلام يقول السفرجل يذهب
بهم الحزين كما تذهب اليد بعرق الجبين .
١٩ ـ ومنه ، عن
السياري رفعه قال : عليكم بالسفرجل فكلوه فإنه يزيد في العقل والمروة .
٢٠ ـ ومنه ، عن
السياري عن أبي جعفر عن إسحاق بن مطهر ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : السفرجل يفرج
المعدة ويشد الفؤاد وما بعث الله نبيا قط إلا أكل السفرجل .
وقال عليهالسلام التفاح نضوح المعدة وقال كل التفاح
فإنه يطفئ الحرارة ويبرد الجوف ويذهب بالحمى وفي حديث آخر يذهب بالوباء .
بيان يفرج المعدة كذا في أكثر النسخ وليس له معنى يناسب المقام
إلا أن يكون من الشق كناية عن توسيعها وحصول شهوة الطعام وفي بعض النسخ يصوح
بالصاد والحاء المهملتين وواو بينهما أي يجفف وفي بعضها نضوح كما مر وهو أظهر وفي
النهاية الوباء بالقصر والمد والهمز الطاعون والمرض العام.
٢١ ـ المحاسن ، عن
أبي يوسف عن القندي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ذكر له الحمى فقال
إنا أهل بيت لا نتداوى إلا بإفاضة الماء
__________________
البارد يصب علينا
وأكل التفاح .
٢٢ ـ ومنه ، عن
أبيه عن يونس عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لو يعلم
الناس ما في التفاح ما داووا مرضاهم إلا به .
٢٣ ـ ومنه ، عن
بعضهم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أطعموا
محموميكم التفاح فما من شيء أنفع من التفاح .
٢٤ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي الهمداني عن عبد الله بن سنان عن درست بن أبي منصور قال : بعثني
المفضل بن عمر إلى أبي عبد الله عليهالسلام فدخلت عليه في يوم
صائف وقدامه طبق فيه تفاح أخضر فو الله إن صبرت أن قلت له جعلت فداك أتأكل هذا
والناس يكرهونه فقال كأنه لم يزل يعرفني إني وعكت في ليلتي هذه فبعثت فأتيت به
وهذا يقلع الحمى ويسكن الحرارة فقدمت فأصبت أهلي محمومين فأطعمتهم فأقلعت عني [
عنهم ] .
توضيح في الكافي عن عبد الله
الدهقان مكان ابن سنان وهو الصواب وفيه إلى أبي عبد الله عليهالسلام بلطف وهو بضم اللام وفتح
الطاء جمع لطفة بالضم بمعنى الهدية كما ذكره الفيروزآبادي وقيل بضم اللام وسكون
الطاء أي لطلب لطف وبر وإحسان والأول أظهر فو الله إن صبرت إن بالكسر نافية وفي
الكافي فقال لي عليهالسلام كأنه إلى آخر
الخبر أي قال ذلك على وجه الاستيناس واللطف كأنه كان مصاحبا لي قديما أو كان هذا
القول على هذا الوجه وحكاية أحواله لي مع أني لم أكن رأيته ومع شرافته ورفعته مما
يدل على غاية تواضعه وحسن معاشرته مع مواليه فأتيت به على بناء المجهول وفي الكافي
بعد ذلك
__________________
فأكلته وقوله
فقدمت كلام الراوي وفي الكافي فأقلعت الحمى عنهم وهو الظاهر.
٢٥ ـ المحاسن ، عن
محمد بن جمهور عن الحسن بن المثنى عن سليمان بن درستويه الواسطي قال : وجهني
المفضل بن عمر بحوائج إلى أبي عبد الله عليهالسلام فإذا قدامه تفاح
أخضر فقلت له جعلت فداك ما هذا فقال يا سليمان إني وعكت البارحة فبعثت إلى هذا
لآكله أستطفئ به الحرارة ويبرد الجوف ويذهب بالحمى ورواه أبو الخزرج عن سليمان
المكارم : مرسلا مثله.
بيان بحوائج أي بأشياء كان عليهالسلام احتاج إليها فطلبها
منه وكان عليهالسلام يرجع إلى المفضل
بأشباه ذلك كما يفهم من أخبار أخر إني وعكت على بناء المفعول قال في النهاية الوعك
هو الحمى وقيل ألمها وقد وعكه المرض وعكا ووعك فهو موعوك فبعثت إلى هذا أي طلبته
من بعض النواحي أستطفئ جملة استئنافية بيانية وكان الواقعة المذكورة في هذا الخبر
غير ما ذكر في الخبر السابق لاختلاف الراوي وإن كان يوهم تشابههما اتحادهما وعروض
تصحيف في أحدهما.
٢٦ ـ المحاسن ، عن
عبد الرحمن بن حماد ويعقوب بن يزيد عن القندي قال : أصاب الناس وباء ونحن بمكة
فأصابني فكتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام فكتب إلي كل
التفاح فأكلته فعوفيت .
٢٧ ـ ومنه ، عن
أبي يوسف عن القندي قال : دخلت المدينة ومعي أخي يوسف فأصاب الناس الرعاف وكان
الرجل إذا رعف يومين مات فرجعت إلى المنزل فإذا سيف أخي يرعف رعافا شديدا فدخلت
على أبي عبد الله عليهالسلام فقال يا زياد أطعم
سيفا التفاح فرجعت فأطعمته إياه فبرأ .
__________________
المكارم ، عن
القندي مثله .
٢٨ ـ ومنه ، عن
أبي يوسف عن القندي قال : أصاب الناس وباء بمكة فأصابني فكتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام فكتب إلي كل التفاح
فأكلته فعوفيت .
٢٩ ـ ومنه ، عن
بكر بن صالح عن الجعفري قال سمعت أبا الحسن الأول عليهالسلام يقول التفاح شفاء
من خصال من السم والسحر واللمم يعرض من أهل الأرض والبلغم الغالب وليس شيء أسرع
منفعة منه .
المكارم ، عن الرضا
عليهالسلام مثله .
بيان واللمم يعرض أي جنون أو أصابه من الجن في القاموس اللمم
محركة الجنون وصغار الذنوب وأصابته من الجن لمة أي مس أو قليل.
٣٠ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا عن الأصم عن شعيب العقرقوفي عن أبي بصير ورواه القاسم بن يحيى عن جده
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال علي عليهالسلام التفاح نضوح المعدة .
٣١ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول التفاح نضوح المعدة .
٣٢ ـ ومنه ، عن
القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كلوا
الكمثرى فإنه يجلو القلب ويسكن أوجاع الجوف بإذن الله تعالى .
المكارم : عنه عليهالسلام مثله .
__________________
٣٣ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن جابر بن عمر السكسكي عن محمد بن عيسى عن أيوب عن فضالة
عن محمد بن مسلم قال قال أبو عبد الله عليهالسلام لو يعلم الناس ما
في التفاح ما داووا مرضاهم إلا به ألا وإنه أسرع شيء منفعة للفؤاد خاصة وإنه نضوحه
.
وعن أبي بصير قال
سمعت الباقر عليهالسلام يقول إذا أردت أكل
التفاح فشمه ثم كله فإنك إذا فعلت ذلك أخرج من بدنك كل داء وغائلة ويسكن ما يوجد
من قبل الأرواح كلها .
بيان الأرواح الجن وأخلاط البدن جميعا أو الصفراء أو السوداء
خصوصا فإنه قد يطلق عليهما في الأخبار والأول أظهر وكان العلة فيه أن استيلاء الجن
غالبا إنما يكون لضعف القلب والدماغ والتفاح أكلا وشما يقويهما قال في النهاية في
حديث ضمام إني أعالج من هذه الأرواح الأرواح هاهنا كناية عن الجن سموا أرواحا لكونهم
لا يرون فهم بمنزلة الأرواح.
٣٤ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن محمد بن جعفر البرسي عن محمد بن يحيى الأرمني عن محمد
بن سنان عن ابن ظبيان عن المفضل عن محمد بن إسماعيل بن أبي زينب عن جابر الجعفي عن
الباقر عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام كلوا الكمثرى فإنه
يجلو القلب.
وعن زياد بن الجهم
عن الحلبي قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام لرجل شكا إليه
وجعا يجده في قلبه وغطاء عليه فقال كل الكمثرى .
٣٥ ـ ومنه ، عن
الخضر بن محمد عن علي بن العباس عن ابن فضال عن أبي بصير عن الصادق عن أبيه عن جده
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : أكل السفرجل
يزيد في قوة الرجل ويذهب بضعفه.
٣٦ ـ ومنه ، عن
الأشعث بن عبد الله الأشعث من ولد محمد بن الأشعث بن قيس الكندي عن إبراهيم بن
المختار من ولد المختار بن أبي عبيدة عن محمد بن سنان عن طلحة
__________________
ابن زيد قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الحجامة يوم
السبت قال يضعف قلت إنما علتي من ضعفي وقلة قوتي قال فعليك بأكل السفرجل الحلو مع
حبه فإنه يقوي الضعف ويطيب المعدة ويذكي المعدة.
وعنه عليهالسلام أنه قال : إن في السفرجل
خصلة ليست في سائر الفواكه قلت وما ذاك يا ابن رسول الله قال يشجع الجبان هذا
والله من علم الأنبياء عليهمالسلام.
٣٧ ـ المكارم ، قال
النبي صلىاللهعليهوآله كلوا السفرجل فإنه
يجلو عن الفؤاد.
وعنه عليهالسلام قال : كلوا السفرجل
وتهادوا بينكم فإنه يجلو البصر وينبت المودة في القلب وأطعموا حبالاكم فإنه يحسن
أولادكم وفي رواية يحسن أخلاق أولادكم.
وعن أمير المؤمنين
عليهالسلام قال : السفرجل قوة
القلب وحياة الفؤاد ويشجع الجبان.
وقال عليهالسلام رائحة السفرجل رائحة
الأنبياء .
وعن أنس قال النبي
صلىاللهعليهوآله كلوا السفرجل على
الريق.
وعن الرضا عليهالسلام قال : عليكم بالسفرجل
فإنه يزيد في العقل.
وعن الصادق عليهالسلام قال : من أكل السفرجل على
الريق طاب ماؤه وحسن وجهه.
ومن كتاب الجامع
لأبي جعفر الأشعري عنه عليهالسلام قال : ما بعث الله
نبيا قط إلا وفي يديه سفرجلة. أو بيده سفرجلة.
وقال أيضا رائحة
الأنبياء رائحة السفرجل ورائحة حور العين الآس ورائحة الملائكة الورد وما بعث الله
نبيا إلا وجد منه ريح السفرجل.
وعن الباقر عليهالسلام قال : السفرجل يذهب بهم
الحزين.
__________________
وعن الصادق عليهالسلام أنه نظر إلى غلام
جميل فقال ينبغي أن يكون أبو هذا أكل السفرجل.
وقال النبي كلوا
السفرجل فإنه يجلو عن الفؤاد وما بعث الله نبيا إلا أطعمه من سفرجل الجنة فيزيد
فيه قوة أربعين رجلا.
وقال عليهالسلام كلوا السفرجل فإنه يزيد
في الذهن ويذهب بطخاء الصدر ويحسن الولد.
وفي الحديث أن
التفاح يورث النسيان وذلك لأنه يولد في المعدة لزوجة.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله كلوا التفاح على الريق
فإنه نضوح المعدة.
وعن موسى بن جعفر
عن أبيه عن جده عليهالسلام قال : إنا أهل بيت
لا نتداوى إلا بإفاضة الماء البارد للحمى وأكل التفاح .
وعن الصادق عليهالسلام قال : الكمثرى يدبغ
المعدة ويقويها هو والسفرجل .
٣٨ ـ دعوات
الراوندي ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام دخل طلحة على رسول
الله وفي يده صلىاللهعليهوآله سفرجلة فرمى بها
إليه وقال خذها يا با محمد فإنها تجم القلب.
وقال صلىاللهعليهوآله أطعموا حبالاكم السفرجل
فإنه يحسن أخلاق أولادكم.
٣٩ ـ كتاب الإمامة
والتبصرة ، عن سهل بن أحمد عن محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى
بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله رائحة الأنبياء
رائحة السفرجل ورائحة الحور العين رائحة الآس ورائحة الملائكة رائحة الورد ورائحة
ابنتي فاطمة الزهراء رائحة السفرجل والآس والورد ولا بعث الله نبيا ولا وصيا إلا
وجد منه رائحة السفرجل فكلوها وأطعموا حبالاكم يحسن أولادكم.
٤٠ ـ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قطع سفرجلة
فأكل منها وناول جعفر بن
__________________
أبي طالب وقال كل
فإن السفرجل يذكي القلب ويشجع الجبان .
وعن علي عليهالسلام أنه قال : عليكم بالتفاح
فكلوه فإنه نضوح المعدة .
٤١ ـ صحيفة الرضا
عنه عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله لما أسري بي إلى
السماء أخذ جبرائيل عليهالسلام بيدي وأقعدني على
درنوك من درانيك الجنة ثم ناولني سفرجلة فأنا كنت أقلبها إذا انفلقت فخرجت منها
جارية حوراء لم أر أحسن منها فقالت السلام عليك يا محمد قلت من أنت قالت أنا
الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أصناف أسفلي من مسك ووسطي من كافور وأعلاي
من عنبر عجنت من ماء الحيوان ثم قال لي الجبار كوني فكنت خلقني لأخيك وابن عمك علي
بن أبي طالب عليهالسلام.
العيون ، بالأسانيد
الثلاثة مثله .
٤٢ ـ الدر المنثور
، عن علي بن أبي طلحة قال : أول شيء أكله آدم حين أهبط إلى الأرض الكمثرى وإنه لما
أراد أن يتغوط أخذه من ذلك كما تأخذ المرأة عند الولادة فذهب شرقا وغربا لا يدري
كيف يصنع حتى نزل إليه جبرائيل فأقعى له فأقعى آدم فخرج ذلك منه فلما وجد ريحه مكث
يبكي سبعين سنة .
أقول
: وقد مضى كثير من
الأخبار في باب أنواع الفاكهة وباب الرمان.
٤٣ ـ الفردوس ، قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله كلوا السفرجل على
الريق.
٤٤ ـ الكافي ، عن
علي عن أبيه عن القاساني عن أبي أيوب المديني عن سليمان الجعفري عن الرضا عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يعجبه النظر إلى
الأترج الأخضر والتفاح الأحمر .
__________________
٩
باب
(الزيتون والزيت وما يعمل منهما)
١ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن علي عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله عليك بالزيت فكله
وادهن به فإن من أكله وادهن به لم يقربه الشيطان أربعين يوما .
صحيفة الرضا ، بالإسناد
عنه عليهالسلام مثله .
٣ ـ ومنهما ، عن
الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله عليكم بالزيت فإنه
يكشف المرة ويذهب البلغم ويشد العصب ويحسن الخلق ويطيب النفس ويذهب بالغم .
أقول
: في بعض النسخ مكان
بالزيت بالزبيب لكن ذكره الراوندي في دعواته والطبرسي في المكارم وفيهما عليكم
بالزيت.
٤ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن سعدان عن مولى لأم هاني قال : مررت على أبي عبد الله عليهالسلام وفي ردائي طعام بدينار
فقال كيف أصبحت أي أبا فلان قال قلت جعلت فداك تسألني كيف أصبحت وهذا بدينار قال أفلا
أعلمك كيف تأكله قلت بلى قال فادع بصحفة فاجعل فيها ماء وزيتا وشيئا من ملح واثرد
فيها فكل والعق أصابعك .
بيان قوله هذا بدينار كأنه شكاية عن غلاء السعر أو كثرة العيال.
٥ ـ المحاسن ، عن
عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال :
__________________
الخل والزيت من طعام
المسلمين .
ومنه : عن النوفلي
عن السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن المغيرة عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن علي عليهالسلام قال : ما أقفر بيت
يأتدمون بالخل والزيت وذلك إدام الأنبياء .
بيان
: في النهاية فيه ما
أقفر بيت فيه خل أي ما خلا من الإدام ولا عدم أهله الأدم والقفار الطعام بلا أدم
وأقفر الرجل إذا أكل الخبز وحده من القفر والقفار وهي الأرض الخالية التي لا ماء
بها.
٧ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن عبدة الواسطي عن عجلان قال : تعشيت مع أبي عبد الله عليهالسلام بعد عتمة وكان يتعشى بعد
العتمة فأتي بخل وزيت ولحم بارد قال فجعل ينتف اللحم فيلقمنيه ويأكل الخل والزيت
ويدع اللحم فقال إن هذا طعامنا وطعام الأنبياء .
٨ ـ ومنه ، عن
عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح قال : كنت أفطر مع أبي عبد الله عليهالسلام ومع أبي الحسن الأول عليهالسلام في شهر رمضان فكان أول ما
يؤتى به قصعة من ثريد خل وزيت فكان أقل ما يتناول منه ثلاث لقم ثم يؤتى بالجفنة .
بيان ثم يؤتى بالجفنة أي القصعة الكبيرة التي فيها اللحم ونحوه.
٩ ـ المحاسن ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أحب
الأصباغ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله الخل والزيت [
وقال هو ] طعام الأنبياء .
١٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عمن ذكره عن أيوب بن الحر عن محمد بن علي الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الطعام فقال عليك
بالخل والزيت فإنه مريء وإن عليا عليهالسلام كان يكثر أكله
وإني أكثر أكله لأنه مريء .
__________________
بيان
: طعام مريء أي حميد
المغبة.
١١ ـ المحاسن ، عن
ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى قال : أكلت مع أبي عبد الله عليهالسلام فقال يا جارية ائتينا
بطعامنا المعروف فأتي بقصعة فيها خل وزيت فأكلنا .
١٢ ـ ومنه ، عن
عثمان بن عيسى عن حماد بن عثمان عن سلمة القلانسي قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فلما تكلمت قال ما لي
أسمع كلامك قد ضعف قلت سقط فمي قال فكأنه شق عليه ذلك قال فأي شيء تأكل قلت آكل ما
كان في البيت قال عليك بالثريد فإن فيه بركة فإن لم يكن لحم فالخل والزيت .
١٣ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما أقفر بيت فيه
الخل والزيت .
١٤ ـ ومنه ، عن
إسماعيل بن مهران عن حماد بن عثمان عن زيد بن الحسن قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول كان أمير المؤمنين عليهالسلام أشبه الناس طعمة برسول
الله صلىاللهعليهوآله يأكل الخل والزيت
ويطعم الناس الخبز واللحم .
١٥ ـ ومنه ، عن
منصور بن العباس عن إبراهيم بن محمد الزراع البصري عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ذكر عنده الزيتون
فقال رجل يجلب الرياح فقال لا ولكن يطرد الرياح .
١٦ ـ ومنه ، عن
يعقوب بن يزيد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن إسحاق بن عمار أو غيره
قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إنهم يقولون الزيت
يهيج الرياح فقال إن الزيتون يطرد الرياح .
١٧ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى اليقطيني عن عبيد الله الدهقان عن درست
__________________
الواسطي عن
إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليهالسلام قال : كان مما
أوصى به آدم إلى هبة الله عليهالسلام أن كل الزيتون
فإنه « مِنْ
شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ »
١٥ ـ ومنه ، عن
يعقوب بن يزيد عن محمد بن عبد الله المطهري عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الزيتون يزيد في
الماء .
بيان
: أي ماء الظهر وهو
المني.
١٦ ـ ومنه ، عن
جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله كلوا الزيت
وادهنوا به فإنه « مِنْ
شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ »
المكارم : عنه عليهالسلام مثله .
١٧ ـ المحاسن ، عن
منصور بن العباس عن محمد بن عبد الله بن واسع عن إسحاق بن إسماعيل عن محمد بن يزيد
عن أبي داود النخعي عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام ادهنوا بالزيت
وائتدموا به فإنه دهنة الأخيار وإدام المصطفين مسحت بالقدس مرتين بوركت مقبلة
وبوركت مدبرة لا يضر معها داء .
بيان في القاموس دهن رأسه وغيره دهنا ودهنه بله والدهنة بالضم
الطائفة من الدهن مسحت بالقدس مرتين أي وصفت بالطهارة والبركة والعظمة في موضعين
من القرآن في سورة النور وفي سورة التين أو في الملل السابقة وفي هذه الملة أو
المراد به محض التكرار من غير خصوص عدد الاثنين كما قيل في لبيك وسعديك وغيرهما
وأما قوله عليهالسلام مقبلة ومدبرة فلعل
المعنى رطبة وجافة أو صحيحة ومعتصرة منها الدهن أو سواء كانت موافقة للمزاج أو غير
موافقة أو الغرض تعميم الأحوال مطلقا وقال بعض الأفاضل لعل ممسوحية الزيت بالقدس
كناية عن دعاء الأنبياء عليهمالسلام فيه بذلك وإقبالها
وإدبارها كناية عن وفورها وقلتها.
__________________
١٨ ـ المحاسن ، عن
أبيه عمن حدثه عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده قال : كان فيما أوصى به رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام أن قال له يا علي كل
الزيت وادهن به فإنه من أكل الزيت لم يقربه الشيطان أربعين يوما .
المكارم ، مرسلا
مثله .
١٩ ـ المحاسن ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الزيت طعام
الأتقياء .
٢٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عن سعدان بن مسلم عن إسماعيل بن جابر قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فدعا بالمائدة فأتينا
بقصعة فيها ثريد ولحم فدعا بزيت فصبه على اللحم فأكله .
٢١ ـ ومنه ، عن
الحسين بن يزيد النوفلي عن الجريري عن عبد المؤمن الأنصاري عن أبي جعفر عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله الزيت دهن الأبرار وإدام
الأخيار بورك فيه مقبلا وبورك فيه مدبرا انغمس في القدس مرتين .
٢٢ ـ المكارم ، عن
الرضا عليهالسلام قال : نعم الطعام
الزيت يطيب النكهة ويذهب بالبلغم ويصفي اللون ويشد العصب ويذهب بالوصب ويطفئ
الغضب.
وعن الصادق عليهالسلام قال : الزيت دهن الأبرار
وطعام الأخيار .
٢٣ ـ المحاسن ، عن
الحسين بن سيف عن أخيه عن أبيه سيف بن عميرة عن محمد بن حمران قال قال أبو عبد
الله عليهالسلام ما كان دهن
الأولين إلا زيت .
تبيين قال ابن بيطار قال جالينوس ورق شجرة الزيتون وعيدانها
الطرية فيها من البرودة بمقدار ما فيها من القبض وأما ثمرتها فما كان منها مدركا
نضيجا مستحكم النضج فهو حار حرارة معتدلة وما كان منها غير نضيج فهو أشد بردا
وقبضا.
__________________
وقال إسحاق بن
عمران الزيتون الأخضر بارد يابس عاقل للطبيعة دابغ للمعدة مولد لشهوتها بطيء
للانهضام ردي الغذاء وإذا ربي في الخل كان أسرع انهضاما وأكثر عقلا للبطن وإذا عمل
بالملح اكتسب منه حرارة وكان ألطف من المنقع في الماء.
وقال البغدادي
الزيت اسم للدهن المعتصر من الزيتون ويعتصر من نضيجه ويسمى زيتا عذبا ومن خامه
ويسمى زيت إنفاق وزيت ركابي والأول حار باعتدال والثاني بارد يابس فيه قبض ظاهر
والثاني أوفق للأصحاء وجيد للمعدة ويشد اللثة ويقوي الأسنان إذا أمسك في الفم
ويمنع من درور العرق والعتيق من الزيت العذب صالح للأدوية وحينئذ يكون فيه حرارة
ظاهرة يحلل ويلين البشرة ويمنع من الجمود ويلين الطبيعة ويضعف قوة الأدوية ويكتحل
بالعتيق منه لحدة البصر والكحل بالمغسول المبيض يزيل بياض العين الرقيق وهو دواء
شريف للعين إذا أديم استعماله حتى إنه يقوم مقام القدح في العين عند نزول الماء
خصوصا إذا قطر في العين وحكت العين بطرف الميل انتهى.
وقال في بحر
الجواهر الزيت بارد في الدرجة الأولى وقيل فيه رطوبة يقوي الأعضاء ويعين على جبر
ما انكسر منها حتى قيل إنه مثل دهن الورد في كثير من أفعاله ويقاوم السموم ويقتل
الديدان ويقوي الأسنان والمعدة ويحفظ الشعر ويمنع سرعة الشيب وينفع من الجرب
والقروح كلها واللثة الدامية ويشد الأسنان والزيت المغسول هو الذي يضرب في الماء
العذب ويؤخذ عنه.
١٠
باب التين
١ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا عن رجل سماه عن الثمالي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لما خرج ملك
القبط يريد هدم بيت المقدس اجتمع الناس إلى حزقيل النبي عليهالسلام فشكوا ذلك إليه فقال لعلي
أناجي ربي الليلة فلما جنه
الليل ناجى ربه
فأوحى الله إليه أني قد كفيتكم وكانوا قد مضوا فأوحى الله إلى ملك الهواء أن أمسك
عليهم أنفاسهم فماتوا كلهم وأصبح حزقيل النبي عليهالسلام وأخبر قومه بذلك
فخرجوا فوجدوهم قد ماتوا ودخل حزقيل النبي عليهالسلام العجب فقال في
نفسه ما فضل سليمان النبي عليهالسلام علي وقد أعطيت مثل
هذا قال فخرجت على كبده قرحة فآذته فخشع لله وتذلل وقعد على الرماد فأوحى الله
إليه أن خذ لبن التين فحكه على صدرك من خارج ففعل فسكن عنه ذلك .
بيان
: وكانوا قد مضوا أي
حزقيل وأصحابه خوفا من الملك أو الملك وأصحابه بقدرة الله فيكون موتهم بعد المضي
في الطريق وكون المضي بمعنى إتيانهم بيت المقدس بعيد.
٢ ـ المحاسن ، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : التين يذهب
بالبخر ويشد العظم وينبت الشعر ويذهب بالداء حتى لا يحتاج معه إلى دواء وقال عليهالسلام التين أشبه شيء بنبات
الجنة وهو يذهب بالبخر .
المكارم ، عن الرضا
عليهالسلام مثله إلى قوله إلى
دواء .
الكافي ، عن علي
بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد وعن العدة عن سهل عن محمد بن الأشعث عن أحمد إلى قوله
بنبات الجنة وفيه ويشد الفم والعظم .
بيان لعل الأشبهية لخلوص جوفه عما يلقى ويرمى كما سيأتي والبخر
بالتحريك النتن في الفم وغيره.
٣ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن أحمد بن محمد بن عبد الله النيسابوري عن محمد بن عرفة
قال : كنت بخراسان أيام الرضا عليهالسلام والمأمون فقلت
للرضا عليهالسلام يا ابن رسول الله
ما تقول في أكل التين فقال هو جيد للقولنج فكلوه.
__________________
وعن أبي جعفر الباقر
عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام عليكم بأكل التين
فإنه ناقع [ نافع ] للقولنج وأقلوا من أكل السمك فإن أكله يذبل البدن ويكثر البلغم
ويغلظ النفس.
وعن أمير المؤمنين
عليهالسلام أنه قال : أكل
التين يلين السدد وهو نافع لرياح القولنج فأكثروا منه بالنهار وكلوه بالليل ولا
تكثروا منه .
٤ ـ المكارم ، عن
أبي ذر رحمهالله قال : أهدي إلى النبي صلىاللهعليهوآله طبق عليه تين فقال
لأصحابه كلوا فلو قلت فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه لأنه فاكهة بلا عجم فإنها تقطع
البواسير وتنفع من النقرس .
٥ ـ الفردوس ، عن
أبي ذر مثله وفيه فإن فاكهة الجنة بلا عجم فكلوها فإنها تقطع البواسير.
٦ ـ المكارم ، في
الحديث من أراد أن يرق قلبه فليدمن أكل البلس وهو التين.
وعن كعب قال قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله كلوا التين الرطب
واليابس فإنه يزيد في الجماع ويقطع البواسير وينفع من النقرس والإبردة .
بيان قال الجوهري البلس بالتحريك شيء يشبه التين يكثر باليمن
وفي القاموس ثمر كالتين والتين نفسه وفي النهاية فيه من أحب أن يرق قلبه فليدم أكل
البلس هو بفتح الباء واللام التين قيل هو شيء باليمن يشبه التين وقيل هو العدس
وقيل البلس مضموم الباء واللام ومنه حديث ابن جريح قال سألت عطاء عن صدقة الحب
فقال فيه كله الصدقة فذكر الذرة والدخن والبلس والجلجلان وقد يقال فيه البلسن
بزيادة النون.
وأقول كأن المراد
هنا العدس لورود هذا المضمون فيه بروايات كثيرة ولا يبعد أن يكون مكانه البلسن قال
في القاموس البلسن بالضم العدس وحب آخر يشبهه وقال النقرس بالكسر ورم ووجع في
مفاصل الكعبين وأصابع الرجلين
__________________
وقال الإبردة
بالكسر برد في الجوف وفي النهاية فيه أن البطيخ يقطع الإبردة بكسر الهمزة والراء
علة معروفة من غلبة البرد والرطوبة تفتر عن الجماع وهمزتها زائدة.
٧ ـ الفردوس ، عن
ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : من أحب أن
يرق قلبه فليدمن أكل البلس يعني التين.
وعنه عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : كلوا التين فإن على
كل ناحية منه بسم الله القوي.
١١
باب الموز
١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن صفوان عن أبي أسامة قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقرب إلي موزا فأكلنا معه
.
٢ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي هاشم عن أبي خديجة قال : أدخلت أنا
والمفضل إلى أبي خالد الكعبي صاحب الشامة فأتي بموز ورطب فقال كلوا من هذا فإنه
طيب .
بيان كأن هذا إشارة إلى كل منهما ويحتمل الموز فقط.
٣ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن محمد بن عمرو عن يحيى بن موسى الصنعاني قال : دخلت على أبي الحسن الثاني عليهالسلام بمنى وأبو جعفر عليهالسلام على فخذه وهو يقشر موزا ويطعمه
.
بيان قال الفيروزآبادي الموز ثمر معروف ملين مدر محرك للباءة
يزيد في النطفة والبلغم والصفراء وإكثاره مثقل جدا وقنوه يحمل من الثلاثين إلى
خمسمائة موزة وفي بحر الجواهر الموز بالفتح ثمرة شجرة تكون عند البحر في أكثر
البلاد وإن الموز والنخل لا ينبتان إلا بالبلاد الحارة.
__________________
١٢
باب الغبيراء
١ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي عليهالسلام قال : دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله على علي بن أبي طالب عليهالسلام وهو محموم فأمره بأكل
الغبيراء .
صحيفة الرضا ، بالإسناد
عنه عليهالسلام مثله .
٢ ـ المكارم ، عن
ابن بكير قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول في الغبيراء
إن لحمه ينبت اللحم وعظمه ينبت العظم وجلده ينبت الجلد ومع ذلك فإنه يسخن الكليتين
ويدبغ المعدة وهو أمان من البواسير والتقطير ويقوي الساقين ويقمع عرق الجذام بإذن
الله .
الكافي ، عن محمد
بن يحيى عن محمد بن موسى عن أحمد بن الحسن بن علي عن أبيه عن ابن بكير مثله .
١٣
باب
(قصب السكر)
١ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن النهيكي عن منصور بن
يونس قال سمعت أبا الحسن موسى عليهالسلام يقول ثلاثة
__________________
لا تضر العنب
الرازقي وقصب السكر والتفاح اللبناني .
٢ ـ المكارم ، عنه
عليهالسلام مثله.
وعنه عليهالسلام قال : قصب السكر يفتح
السدد ولا داء فيه ولا غائلة .
١٤
باب
(الإجاص والمشمش)
١ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن إبراهيم بن عبد الحميد عن محمد بن مروان عن عمرو بن شمر
عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : شكا رجل إلى
أبي جعفر عليهالسلام مرارا هاجت به حتى
كاد أن يجن فقال له سكنه بالإجاص.
وعن الأزرق بن
سليمان قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الإجاص فقال
نافع للمرار ويلين المفاصل فلا تكثر منه فيعقبك رياحا في مفاصلك.
وعنه عليهالسلام أنه قال : الإجاص على
الريق يسكن المرار إلا أنه يهيج الرياح.
وعنهم عليهالسلام عليكم بالإجاص العتيق فإن
العتيق قد بقي نفعه وذهب ضرره وكلوه مقشرا فإنه نافع لكل مرار وحرارة ووهج يهيج
منها .
٢ ـ المكارم ، عن
زياد القندي قال : دخلت على الرضا عليهالسلام وبين يديه تور فيه
إجاص أسود في إبانه فقال إنه هاجت بي حرارة وأرى الإجاص يطفئ الحرارة ويسكن
الصفراء وأن اليابس منه يسكن الدم ويسكن الداء الدوي بإذن الله عز وجل .
الكافي ، عن محمد
بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن يعقوب بن يزيد عن
__________________
زياد القندي قال :
دخلت على أبي الحسن الأول وبين يديه تور ماء إلى قوله وإن الإجاص الطري إلى قوله
ويسل الداء الدوي .
بيان
: في النهاية التور
إناء من صفر أو حجارة كالإجانة انتهى ويسل أي يجذب ويخرج برفق والداء الدوي الذي
عسر علاجه وأعيا الأطباء وفي الصحاح الدوي مقصورا المرض تقول منه دوي بالكسر أي
مرض وفي القاموس الدوا بالقصر المرض دوي دوى فهو دو انتهى فالتوصيف للمبالغة كليل
أليل ويوم أيوم.
٣ ـ العلل ، عن
أحمد بن محمد بن عيسى العلوي عن محمد بن أسباط عن أحمد بن محمد بن زياد عن أحمد بن
محمد بن عبد الله عن عيسى بن جعفر العلوي العمري عن آبائه عن عمر بن علي عن أبيه
علي بن أبي طالب عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله إن نبيا من أنبياء
الله بعثه الله عز وجل إلى قومه فبقي فيهم أربعين سنة فلم يؤمنوا به فكان لهم عيد
في كنيسة فأتبعهم ذلك النبي فقال لهم آمنوا بالله قالوا له إن كنت نبيا فادع لنا
الله أن يجيئنا بطعام على لون ثيابنا وكانت ثيابهم صفراء فجاء بخشبة يابسة فدعا
الله عز وجل عليها فاخضرت وأينعت وجاءت بالمشمش حملا فأكلوا فكل من أكل ونوى أن
يسلم على يد ذلك النبي خرج ما في جوف النوى من فيه حلوا ومن نوى أنه لا يسلم خرج
ما في جوف النوى من فيه مرا .
فائدة لا يبعد أن
يكون المشمش من نوع الإجاص كما يومئ إليه اسمه بالفارسية وفي القاموس الإجاص بالكسر
مشددة ثمر معروف دخيل لأن الجيم والصاد لا يجتمعان في كلمة الواحدة بهاء ولا تقل
إنجاص أو لغية يسهل الصفراء ويسكن العطش وحرارة القلب وأجوده الحلو الكبير والإجاص
المشمش والكمثرى بلغة الشاميين وقال المشمش ويفتح ثمر معروف قلما يوجد شيء أشد
تبريدا للمعدة
__________________
منه وتلطيخا
وإضعافا وبعضهم يسمي الإجاص مشمشا.
وفي بحر الجواهر
المشمش كزبرج وجعفر زردالو بارد رطب في الثانية والدم المتولد منه سريع العفونة
وينبغي أن لا يؤكل بعد الطعام لأنه يفسد ويطفو في فم المعدة ويطفئ نارها ولا شيء
أشد إضعافا منه للمعدة يتولد من إكثاره الحميات بعد مدة.
١٥
باب الأترج
١ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن والده عن هلال بن محمد عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن
آبائه عن محمد بن علي عليهالسلام قال : إن الأترج
لثقيل فإذا أكل فإن الخبز اليابس يهضمه من المعدة .
٢ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن
الصادق عن آبائه عليهمالسلام في الأربعمائة قال
قال أمير المؤمنين عليهالسلام كلوا الأترج قبل
الطعام وبعده فإن آل محمد صلىاللهعليهوآله يفعلون ذلك .
المحاسن عن القاسم
بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
٣ ـ ومنه ، عن
حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام يزعمون الناس أن الأترج
على الريق أجود ما يكون قال إن كان قبل الطعام خير فبعد الطعام خير وخير .
بيان
: إن كان قبل الطعام
خير كان تامة أو ضمير الشأن فيه مقدر ورواه
__________________
في الكافي عن محمد بن يحيى
عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد إلى قوله فهو بعد الطعام خير وخير
وأجود.
٤ ـ المحاسن ، عن
بكر بن صالح عن الجعفري عن أبي الحسن عليهالسلام قال : أي شيء
يأمركم أطباؤكم من الأترج قلت يأمروننا به قبل الطعام قال قال لكني آمركم به بعد
الطعام .
٥ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى عن أبي بصير قال : كان عندي ضيف فتشهى علي أترجا بعسل فأطعمته وأكلت
معه ثم مضيت إلى أبي عبد الله عليهالسلام فإذا المائدة بين
يديه فقال لي ادن فكل قلت إني قد أكلت قبل أن آتيك أترجا بعسل وأنا أجد ثقله لأني
أكثرت منه فقال يا غلام انطلق إلى فلانة فقل لها ابعثي إلينا بحرف رغيف يابس من
الذي يجفف في التنور فأتي به فقال كل هذا فإن الخبز اليابس يهضم الأترج فأكلته ثم
قمت من مكاني فكأني لم آكل شيئا .
بيان
: التشهي إظهار
الشهوة وعلي ليس في الكافي وعلى تقديره كأنه لتضمين معنى التحميل والإلزام قال في
القاموس شهيه كرضيه وتشهاه أحبه وتشهى اقترح شهوة بعد شهوة وفي الصحاح شهيت الشيء
بالكسر شهوة إذا اشتهيته وتشهيت على فلان كذا وقال حرف كل شيء طرفه وشفيره وحده.
٦ ـ المحاسن ، عن
الحسين بن منذر وبكر بن صالح عن الجعفري قال قال أبو الحسن عليهالسلام ما تقول الأطباء في
الأترج قال يأمروننا بأكله على الريق قال لكني آمركم أن تأكلوه على الشبع .
٧ ـ الطب : عن عبد
الله بن بسطام عن عبد الله بن إبراهيم عن محمد بن الجهم عن إبراهيم بن الحسن
الجعفري عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال لأصحابه
بأي شيء يأمركم أطباؤكم في الأترج قالوا يا ابن رسول الله يأمروننا به قبل الطعام
قال ما من شيء أردأ منه قبل الطعام وما من شيء أنفع منه بعد الطعام فعليكم
__________________
بالمربى منه فإن
له رائحة في الجوف كرائحة المسك.
وقال في رواية
أخرى إن كان قبل الطعام خير فبعد الطعام خير وخير ثم قال هو يؤذي قبل الطعام وينفع
بعد الطعام وإن الجبن اليابس يهضم الأترج .
١٦
باب البطيخ
١ ـ المحاسن ، عن
جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان النبي
يعجبه الرطب بالخربز .
٢ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن الشعيري عن جعفر بن محمد عليهالسلام قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله يأكل البطيخ بالتمر .
٣ ـ ومنه ، عن ابن
فضال عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله يأكل الرطب
بالخربز وفي حديث آخر يحب الرطب بالخربز .
بيان في القاموس الخربز بالكسر البطيخ عربي صحيح أو أصله فارسي.
٤ ـ المحاسن ، عن
اليقطيني عن الدهقان عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن الأول قال : أكل
رسول الله صلىاللهعليهوآله البطيخ بالسكر
وأكل البطيخ بالرطب .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
بيان كأنه صلىاللهعليهوآله كان يجمع بينهما
لتعديلهما إذ الظاهر أن البطيخ الذي كان في تلك البلاد لم يكن حلوا جدا فهو بارد
البتة فلذا عدل برودته بالسكر أو الرطب.
٥ ـ المحاسن ، عن
علي بن الحكم عن أبي يحيى عن أبي عبد الله عن أبيه
__________________
عليهماالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكل الخربز
بالسكر .
٦ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن ابن أبي نجران عن العلاء عن محمد قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام فمر عليه غلام له فدعاه
فقال يا قين قلت وما القين قال الحداد ثم قال أرد عليك فلانة وتطعمنا بدرهم خربزا
يعني البطيخ .
بيان
: القين العبد
والحداد وكأنه عليهالسلام كان زوجة جارية من
جواريه ثم استردها منه ثم ردها إليه بشرط أن يشتري له عليهالسلام بدرهم بطيخا وكأنه عليهالسلام قال ذلك على وجه المطايبة
والمزاح.
٧ ـ المحاسن ، عن
ياسر الخادم عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : البطيخ على
الريق يورث الفالج .
٨ ـ المكارم ، عنه
عليهالسلام مثله ثم قال وفي
رواية القولنج.
ومن الفردوس عن أمير
المؤمنين عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : تفكهوا بالبطيخ فإن
ماءه رحمة وحلاوته من حلاوة الجنة.
وفي رواية أنه
أخرج من الجنة فمن أكل لقمة من البطيخ كتب الله له سبعين ألف حسنة ومحا عنه سبعين
ألف سيئة ورفع له سبعين ألف درجة.
وقال أمير
المؤمنين عليهالسلام البطيخ شحمة الأرض
لا داء ولا غائلة فيه وقال فيه عشر خصال طعام وشراب وفاكهة وريحان وأدم وحلواء
وأشنان وخطمي ونقل [ بقل ] ودواء.
وعن الروضة للرضا عليهالسلام :
أهدت لنا الأيام
بطيخة
|
|
من حلل الأرض
ودار السلام
|
تجمع أوصافا
عظاما وقد
|
|
عددتها موصوفة
بالنظام
|
كذاك قال
المصطفى المجتبى
|
|
محمد جدي عليهالسلام
|
ماء وحلواء
وريحانة
|
|
فاكهة حرض طعام
إدام
|
__________________
تنقي المثانة
تصفي الوجوه
|
|
تطيب النكهة عشر
تمام
|
توضيح سمي شحمة
الأرض لأنه شبيه بالشحم يخرج من الأرض كما سميت الكمأة شحمة قال في القاموس الشحمة
من الأرض الكمأة وسمي أشنانا لأنه يفعل فعله في تنظيف الفم وخطميا لفعله فعله في
نعامة البدن إذا أكل أو لأن قشره بل جوفه يفعل ذلك طلاء وفي القاموس النقل ما
يتنقل به على الشراب وقد يضم أو ضمه خطأ انتهى ويحتمل أن يكون صفة لشحمه أو بزره
والحرض بضمتين الأشنان في القانون وغيره البطيخ بارد في أول الثانية رطب في آخرها
وقيل بل الحلو منه حار في الأولى وبزره اليابس وأصله مجففان في الأولى والنضيج
لطيف والفج كثيف في طبع القثاء وهو مفتح جال مدر غسال ينفع من حصاة
الكلى والمثانة وينقي الجلد من الوسخ وينفع الكلف والبرش والنمش والبهق ويستحيل
إلى أي خلط وافق في المعدة.
٩ ـ الفردوس ، عن
ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : في البطيخ
عشر خصال هو طعام وشراب ويغسل المثانة ويقطع الإبردة وهو ريحان وأشنان ويغسل البطن
ويكثر الجماع وينقي البشرة.
١٠ ـ قرب الإسناد
، عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عليهالسلام قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله يسير في جماعة من أصحابه
وعلي عليهالسلام معه إذ نزلت عليه
ثمرة فمد يده فأخذها فأكل منها ثم نظر إلى ما بقي منها فدفعها إلى علي عليهالسلام فأكله قال فسئل ما تلك
الثمرة فقال أما اللون فلون البطيخ وأما الريح فريح البطيخ .
١١ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : إن النبي صلىاللهعليهوآله أتي ببطيخ ورطب فأكل
منهما وقال هذان الأطيبان .
__________________
صحيفة الرضا ، بالإسناد
عنه عليهالسلام مثله .
١٢ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن خالد عن ابن
أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كلوا البطيخ
فإن فيه عشر خصال مجتمعة هو شحمة الأرض لا داء فيه ولا غائلة وهو طعام وهو شراب
وهو فاكهة وهو ريحان وهو أشنان وهو أدم ويزيد في الباه ويغسل المثانة ويدر البول.
وحدثني الهمداني
عن علي عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن أبي حمزة عن يحيى بن إسحاق عن أبي عبد
الله عليهالسلام مثله وفي حديث آخر
ويذيب الحصى في المثانة .
المكارم ، عن
الروضة في رواية عن الصادق عليهالسلام مثله .
١٣ ـ الخصال ، وكان
رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكل البطيخ
بالرطب وفي خبر آخر كان عليهالسلام يأكل الخربز
بالسكر .
١٤ ـ المكارم ، والخصال
، قال الصادق عليهالسلام أكل البطيخ على
الريق يورث الفالج .
١٥ ـ تحف العقول ،
عن أبي الحسن الثالث عليهالسلام أنه قال يوما إن
أكل البطيخ يورث الجذام فقيل له أليس قد أمن المؤمن إذا أتى عليه أربعون سنة من
الجنون والجذام والبرص قال نعم ولكن إذا خالف المؤمن ما أمر به ممن آمنه لم يأمن
أن تصيبه عقوبة الخلاف .
١٦ ـ صحيفة الرضا
، عنه عن آبائه عليهمالسلام قال : كان علي بن
أبي طالب عليهالسلام
__________________
يأكل البطيخ
بالسكر .
١٧ ـ المناقب ، عن
محمد بن صالح الخثعمي قال : عزمت أن أسأل في كتابي إلى أبي محمد عليهالسلام عن أكل البطيخ على الريق
وعن صاحب الزنج فأنسيت فورد علي جوابه لا تأكل البطيخ على الريق فإنه يورث الفالج
وصاحب الزنج ليس منا أهل البيت .
كشف الغمة ، من
دلائل الحميري عن الخثعمي في البطيخ مثله .
بيان صاحب الزنج هو الذي خرج بالبصرة في زمانه عليهالسلام وادعى أنه من العلويين
وغلب عليها وقتل ما لا يحصى من الناس فنفاه عليهالسلام عن أهل البيت عليهمالسلام وكان منفيا عنهم عليهالسلام نسبا ومذهبا وعملا.
١٨ ـ العلل ، عن
حمزة بن محمد العلوي عن أحمد بن محمد الهمداني عن المنذر بن محمد عن الحسين بن
محمد عن سليمان بن جعفر عن الرضا عن أبيه عن جده عليهالسلام أن أمير المؤمنين عليهالسلام أخذ بطيخة ليأكلها فوجدها
مرة فرمى بها وقال بعدا وسحقا فقيل له يا أمير المؤمنين ما هذه البطيخة فقال قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله إن الله أخذ عقد
مودتنا على كل حيوان ونبت فما قبل الميثاق كان عذبا طيبا وما لم يقبل الميثاق كان
ملحا زعاقا .
__________________
١٧
باب
(الجوز واللوز وأكل الجوز مع الجبن)
١ ـ المحاسن ، عن
منصور بن العباس عن محمد بن عبد الله عن أبي أيوب المكي عن محمد بن البختري عن عمر
بن يزيد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ثلاث لا
يؤكلن ويسمن وثلاث يؤكلن ويهزلن فأما اللواتي يؤكلن ويهزلن فالطلع والكسب والجوز
وأما اللواتي لا يؤكلن ويسمن فالنورة والطيب ولبس الكتان .
٢ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام أكل الجوز في شدة
الحر يهيج الحر في الجوف ويهيج القروح في الجسد وأكله في الشتاء يسخن الكليتين
ويدفع البرد .
٣ ـ ومنه ، عن ابن
محبوب عن عبد العزيز العبدي قال قال أبو عبد الله عليهالسلام الجبن والجوز في
كل واحد منهما الشفاء فإن افترقا كان في كل واحد منهما الداء .
بيان قد يخص هذا بالجبن الطري غير المملوح فإنه الشائع في تلك
البلاد وهو بارد يعدله الجوز بحرارته.
٤ ـ المكارم ، عن الصادق
عليهالسلام قال : أربعة أشياء
تجلو البصر وينفعن ولا يضررن فسئل عنهن فقال السعتر والملح إذا اجتمعا والنانخواه
والجوز إذا اجتمعا قيل له ولما يصلح هذه الأربعة إذا اجتمعن قال النانخواه والجوز
يحرقان البواسير ويطردان الريح ويحسنان اللون ويخشنان المعدة ويسخنان الكلى
والسعتر والملح يطردان الرياح من الفؤاد ويفتحان السدد ويحرقان البلغم ويدران
الماء ويطيبان النكهة ويلينان المعدة ويذهبان بالريح الخبيثة من الفم ويصلبان
الذكر .
__________________
أبواب البقول
١
باب
(جوامع
أحوال البقول)
١ ـ مجالس الشيخ ،
عن الحسين بن عبيد الله عن التلعكبري عن محمد بن همام عن علي بن الحسين الهمداني
عن محمد بن خالد البرقي عن أبي قتادة قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام لكل شيء حلية وحلية
الخوان البقل الخبر .
٢ ـ المحاسن ، عن
سهل بن زياد عن أحمد بن هارون عن موفق المدني عن أبيه قال : بعث إلي الماضي عليهالسلام يوما وحبسني للغداء فلما
جاءوا بالمائدة لم يكن عليها بقل فأمسك يده ثم قال للغلام أما علمت أني لا آكل على
مائدة ليس فيها خضر فأتني بالخضر قال فذهب وجاء بالبقل فألقاه على المائدة فمد يده
ثم أكل .
المكارم ، عن أحمد
بن هارون عن الرضا عليهالسلام مثله .
٣ ـ ومنه ، في
الحديث خضروا موائدكم بالبقل فإنه مطردة للشيطان مع التسمية وفي رواية زينوا
موائدكم .
٤ ـ المحاسن ، عن
عدة من أصحابه عن حنان قال : كنت مع أبي عبد الله عليهالسلام على المائدة فمال
على البقل وامتنعت أنا منه لعلة كانت بي فالتفت إلي فقال يا حنان أما علمت أن أمير
المؤمنين عليهالسلام لم يؤت بطبق ولا
فطور إلا وعليه بقل؟
__________________
قلت ولم ذاك جعلت
فداك قال لأن قلوب المؤمنين خضر فهي تحن إلى أشكالها .
بيان لأن قلوب المؤمنين خضر وفي الكافي خضرة أي منورة
بنور أخضر فتميل إلى شكلها أو كناية عن كونها معمورة بالحكم والمعارف فتكون لتلك
الخضرة المعنوية مناسبة لها لا نعرف حقيقتها أو المعنى أن قلوبهم لما كانت معمورة
بمزارع الحكمة فهي تميل إلى ما كانت له جهة حسن ونفع وهذا منه.
أقول ليس في
الكافي ولا فطور.
٢
باب الكراث
١ ـ الخصال ، عن
محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد الأشعري عن محمد بن علي
الهمداني عن عمرو بن عيسى عن فرات بن أحنف قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن الكراث فقال كله فإن
فيه أربع خصال يطيب النكهة ويطرد الرياح ويقطع البواسير وهو أمان من الجذام لمن
أدمن عليه .
المحاسن ، عن محمد
بن علي الهمداني عن عمرو بن عيسى مثله إلا أنه قال لمن أدمنه .
المكارم ، عن الباقر
عليهالسلام قال : في الكراث
أربع خصال وذكر مثله
٢ ـ العلل ، عن
علي بن حاتم عن محمد بن جعفر الرزاز عن عبد الله بن محمد بن خلف عن الحسن بن علي
الوشاء عن محمد بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن أكل البصل
والكراث فقال لا بأس بأكله مطبوخا وغير مطبوخ ولكن إن أكل منه ما له أذى فلا يخرج
إلى المسجد كراهية أذاه على من يجالسه .
__________________
المحاسن ، عن
الوشاء عن ابن سنان قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الكراث وذكر
مثله .
بيان ابن أسنان في رواية البرقي المراد به عبد الله فإنه الراوي
عن الصادق عليهالسلام وكأن محمدا في
رواية الصدوق اشتباه أو تحريف من النساخ أو الرواة.
٣ ـ المحاسن ، عن
محمد بن الوليد الخزاز الأحمسي عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله أو أبي الحسن عليهالسلام قال : لكل شيء سيد وسيد
البقول الكراث .
المكارم : عن أبي عبد
الله عليهالسلام مثله .
٤ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا رفعه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام يقطر على الهندباء
قطرة وعلى الكراث قطرات .
٥ ـ ومنه ، عن علي
بن محمد القاساني عن بسطام بن مرة الفارسي عن عبد الله بن بكر الفارسي عن أبي
العباس المكي الأعرج عن إبراهيم بن عبد الحميد قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إنهم يقولون في الهندباء
يقطر عليه قطرة من الجنة فقال إن كان في الهندباء قطرة ففي الكراث ست .
بيان يمكن أن يكون المراد ست أزيد مما في الهندباء لئلا ينافي
السبع الآتي.
٦ ـ المحاسن ، عن
عدة من أصحابه عن ابن سنان عن أبي الجارود عن زياد بن سوقة عن الحسين بن الحسن عن
آبائه قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فعرفت في وجهه الجوع
فاستقيت لامرأة من الأنصار عشر دلاء فأخذت عشر تمرات وأسرة من كراث فجعلتها في
حجري ثم أتيت بها فأطعمته .
بيان
: كأن المراد
بالأسرة الحزمة المشدودة منه وفي القاموس الأسر الشد والعصب.
__________________
٧ ـ المحاسن ، عن
سلمة قال : اشتكيت بالمدينة شكاة شديدة فأتيت أبا الحسن عليهالسلام فقال لي أراك مصفرا قلت
نعم قال عليهالسلام كل الكراث فأكلته
فبرأت .
٨ ـ ومنه ، عن علي
بن حسان عن موسى بن بكر قال : اشتكى غلام لأبي الحسن عليهالسلام فسأل عنه فقيل به
طحال فقال أطعموه الكراث ثلاثة أيام فأطعمناه فقعد الدم ثم برأ .
المكارم ، عن موسى
بن بكر مثله .
بيان قد مر شرحه في باب علاج ورم الكبد والظاهر أن
المراد بقعود الدم انفصال الدم عنه عند القعود للبراز وقد ذكر الأطباء أنه يفتح
سدة الطحال وإسهال الدم بسبب التسخين والتفتيح كما يدر دم الحيض.
وأما نفع إسهال
الدم لورم الطحال فلأنه قد يكون من سوء مزاج الدم وقد يكون من السوداء.
٩ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن محمد بن سنان عن حماد اللحام ويونس بن يعقوب قالا كان أبو عبد الله عليهالسلام يعجبه الكراث وكان إذا
أراد أن يأكله خرج من المدينة إلى العريض .
بيان قال في النهاية العريض بضم العين مصغرا واد بالمدينة بها
أموال لأهلها.
١٠ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن النضر عن القاسم بن سليمان عمن أخبره عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إنا لنأكل الكراث .
١١ ـ ومنه ، عن
السياري رفعه قال : كان أمير المؤمنين عليهالسلام يأكل الكراث
بالملح الجريش .
__________________
المكارم ، روي عن أمير
المؤمنين عليهالسلام أنه كان يأكل إلخ .
بيان في القاموس جرش الشيء لم ينعم دقة فهو جريش وقال وكأمير من
الملح ما لم يطيب.
١٢ ـ المحاسن ، عن
أبي سعيد الآدمي قال : حدثني من رأى أبا الحسن عليهالسلام يأكل الكراث من
المشارة يعني الدبرة يغسله بالماء ويأكله .
بيان
: قال الفيروزآبادي
المشارة الدبرة في المزرعة وقال الدبرة البقعة تزرع وفي الصحاح الدبرة والدبارة
المشارة في المزرعة وهي بالفارسية كردو.
١٣ ـ المحاسن ، عن
داود بن أبي داود عن رجل رأى أبا الحسن عليهالسلام بخراسان يأكل
الكراث في البستان كما هو فقيل إن فيه السماد فقال لا يعلق به منه شيء وهو جيد
للبواسير .
بيان قال في النهاية في حديث عمر إن رجلا كان يسمد أرضه بعذرة
الناس فقال أما يرضى أحدكم حتى يطعم الناس ما يخرج منه السماد ما يطرح في أصول
الزرع والخضر من العذرة والزبل ليجود نباته انتهى.
وأقول قوله عليهالسلام لا يعلق منه شيء إما مبني
على الاستحالة أو على أنه لا يعلم ملاقاة شيء منه للنابت فالغسل في الخبر السابق
محمول على الاستحباب والنظافة.
١٤ ـ المحاسن ، عن
أبيه عمن ذكره عن الحلبي عن محمد بن علي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الكراث فقال إنما نهى
لأن الملك يجد ريحه .
١٥ ـ ومنه ، عن
اليقطيني أو غيره عن أبي عبد الرحمن عن حماد بن زكريا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ذكرت البقول عند
رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال كلوا الكراث
__________________
فإن مثله في
البقول كمثل الخبز في سائر الطعام أو قال الإدام الشك مني .
بيان
: في الكافي عن عبد الرحمن
وفي آخر الحديث الشك من محمد بن يعقوب وهو كلام بعض رواة الكافي وكأنه أخطأ إذ
الظاهر مما في المحاسن أن الشك من البرقي وهو أنسب.
١٦ ـ المحاسن ، عن
محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب قال : رأيت أبا الحسن الأول عليهالسلام يقطع الكراث بأصوله
فيغسله بالماء فيأكله .
١٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عن وهب بن وهب عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهمالسلام قال : ذكر البقول
عند رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال سنام البقول
ورأسها الكراث وفضله على البقول كفضل الخبز على سائر الأشياء وفيه بركة وهي بقلتي
وبقلة الأنبياء قبلي وأنا أحبه وآكله وكأني أنظر إلى نباته في الجنة تبرق ورقه
خضرة وحسنا .
بيان
: في القاموس برق
الشيء برقا وبريقا وبرقانا لمع والمرأة برقا تحسنت وتزينت.
١٨ ـ المحاسن ، عن
إبراهيم بن عقبة الخزاعي عن يحيى بن سليمان قال : رأيت أبا الحسن الرضا عليهالسلام بخراسان في روضة وهو يأكل
الكراث فقلت له جعلت فداك إن الناس يروون أن الهندباء يقطر عليه كل يوم قطرة من
الجنة فقال إن كان الهندباء يقطر عليه قطرة من الجنة فإن الكراث منغمس في الماء في
الجنة قلت فإنه يسمد فقال لا يعلق به شيء .
١٩ ـ ومنه ، عن
بعض أصحابنا عن حنان بن سدير قال : كنت مع أبي عبد الله عليهالسلام على المائدة فملت على
الهندباء فقال لي يا حنان لم لا تأكل الكراث فقلت لما جاء عنكم من الرواية في
الهندباء قال وما الذي جاء عنا فيه قال
__________________
قلت إنه يقطر عليه
قطرات من الجنة في كل يوم فقال لي فعلى الكراث إذا سبع فقلت فكيف آكله قال اقطع
أصوله واقذف رأسه .
٢٠ ـ المكارم ، عن
موسى بن بكر قال : أتيت إلى أبي الحسن عليهالسلام فقال لي ما لي
أراك مصفارا كل الكراث فأكلته فبرأت.
وعن النبي صلىاللهعليهوآله قال : فضل الكراث على
سائر البقول كفضل الخبز على سائر الأشياء .
٢١ ـ دعوات
الراوندي ، قال النبي صلىاللهعليهوآله من أكل الكراث ثم
نام اعتزل الملكان عنه حتى يصبح.
٢٢ ـ المجازات
النبوية ، قال صلىاللهعليهوآله من أكل من هاتين
البقلتين فلا يقربن مسجدنا يعني الثوم والكراث فمن كان أكلهما فليمتهما طبخا.
قال السيد رحمهالله وهذا القول مجاز لأن الإماتة على الحقيقة لا تلحق إلا ذا حياة وإنما المراد
فليستخرج ما فيهما من القوة التي عنها تكون شدة الرائحة المكروهة بالطبخ تشبيها
بالميت الذي لا يبلغ إلى مفارقة الحياة إلا بعد بلوغ قوته منقطعها وتفريق الموت
مجتمعها وفي رواية أخرى فليمثها طبخا بالثاء أي فليطبخهما حتى يتفتتا فينماثا .
بيان قال في النهاية في حديث الثوم والبصل من أكلها فليمتهما
طبخا أي فليبالغ في طبخهما لتذهب حدتهما ورائحتهما.
٢٣ ـ الدعائم ، عن
جعفر بن محمد عليهالسلام أنه سئل عن أكل
الثوم والبصل والكراث نيا ومطبوخا قال لا بأس بذلك ولكن من أكله نيا فلا يدخل
المسجد فيؤذي برائحته .
__________________
٣
باب الهندباء
١ ـ المحاسن ، عن
أبي عبد الله السياري عن أحمد بن الفضل عن محمد بن سعيد عن أبي جميلة عن جابر عن
أبي جعفر عليهالسلام قال : الهندباء
شجرة على باب الجنة .
بيان
: في القاموس الهندب
والهندباء بكسر الهاء وفتح الدال وقد تكسر مقصورة وتمد بقلة معروفة معتدلة نافعة
للمعدة والكبد والطحال أكلا وللسعة العقرب ضمادا بأصولها وطابخها أكثر خطأ من
غاسلها الواحدة هندباءة وفي الصحاح هندب بفتح الدال وهندبا
وهندباء بقل وقال أبو زيد الهندباء بكسر الدال يمد ويقصر.
٢ ـ المحاسن ، عن
أبيه عمن حدثه عن أبي حفص الأبار عن أبي عبد الله عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : عليكم بالهندباء
فإنه أخرج من الجنة .
٣ ـ ومنه ، عن
أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن مسكان عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال النبي صلىاللهعليهوآله كأني أنظر إلى الهندباء
تهتز في الجنة .
بيان
: الاهتزاز التحرك.
٤ ـ المحاسن ، عن
يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن يعقوب بن شعيب قال : ذكر أبو عبد الله عليهالسلام الهندباء فقال يقطر فيه
من ماء الجنة .
٥ ـ ومنه ، عن
اليقطيني أو غيره عن أبي عبد الرحمن بن قتيبة بن مهران عن النخعي عن حماد بن زكريا
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
:
__________________
كلوا الهندباء من
غير أن ينفض فإنه ليس منها من ورقة إلا وفيها من ماء الجنة .
٦ ـ ومنه ، عن علي
بن الحكم عن مثنى بن زياد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام كلوا الهندباء فما
من صباح إلا وعليها قطرة من قطر الجنة فإذا أكلتموها فلا تنفضوها قال وقال أبو عبد
الله عليهالسلام وكان أبي ينهانا
أن ننفضه إذا أكلناه .
٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن عدة من أصحابنا عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه كره أن ينفض الهندباء
.
٨ ـ ومنه عن محمد
بن علي وغيره عن ابن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الهندباء يقطر عليه
قطرات من الجنة وهو يزيد في الولد .
٩ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال : نعم البقلة
الهندباء وليس من ورقة إلا وعليها قطرة من الجنة فكلوها ولا تنفضوها عند أكلها قال
وكان أبي ينهانا أن ننفضه إذا أكلناه .
١٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عن أحمد بن سليمان عن أبي بصير قال : سأل رجل أبا عبد الله عليهالسلام عن البقل وأنا عنده فقال
الهندباء لنا .
وقال الرضا عليهالسلام عليكم بأكل بقلة الهندباء
فإنها تزيد في المال والولد ومن أحب أن يكثر ماله وولده فليدمن أكل الهندباء .
١١ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عمن ذكره عن خالد بن محمد عن جده سفيان بن السمط قال قال أبو عبد الله
عليهالسلام من أدام أكل
الهندباء كثر ماله وولده .
١٢ ـ ومنه ، عن
أبي عبد الله محمد بن علي الهمداني قال سمعت الرضا عليهالسلام يقول عليكم بأكل
بقلتنا الهندباء فإنها تزيد في المال والولد .
ومنه ، عن علي بن
الحكم عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الهندباء
تكثر المال والولد .
__________________
١٣ ـ ومنه ، عن
أبيه عمن ذكره عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليهالسلام من سره أن يكثر
ماله وولده الذكور فليكثر من أكل الهندباء .
١٤ ـ ومنه ، عن
بعضهم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : عليك
بالهندباء فإنه يزيد في الماء ويحسن الوجه .
بيان
: أي وجه الآكل
ويحتمل الولد.
١٥ ـ ومنه ، عن
علي بن الحكم عن مثنى بن الوليد قال قال أبو عبد الله عليهالسلام من بات وفي جوفه سبع ورقات
من الهندباء أمن من القولنج ليلته تلك إن شاء الله ورواه الأصم عن شعيب العقرقوفي
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام .
١٦ ـ ومنه ، عن
هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن أبي عبد الله عليهالسلام عن أبيه قال قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله الهندباء سيد
البقول .
١٧ ـ ومنه ، عن
أبي سليمان الحذاء الحلبي عن محمد بن الفيض قال : تغديت مع أبي عبد الله وعلى
الخوان بقل ومعنا شيخ فجعل يتنكب الهندباء فقال له أبو عبد الله عليهالسلام أما إنكم تزعمون أنها
باردة وليس كذلك إنما هي معتدلة وفضلها على البقول كفضلنا على الناس .
بيان
: في رجال الشيخ
والفهرست أبو سليمان الجبلي وكذا في بعض نسخ الكافي أيضا.
١٨ ـ المحاسن ، عن
أبي سليمان عن محمد بن الفيض قال : صحبت أبا عبد الله عليهالسلام إلى مولى له يعوده
بالمدينة فانتهينا إلى داره فإذا غلام قائم فقال له غلام أبي عبد الله عليهالسلام تنح فقال له أبو عبد الله
عليهالسلام مه فإن أباه كان
أكالا للهندباء .
١٩ ـ ومنه ، عن
أيوب بن نوح عن أحمد بن الفضل عن وضاح التمار قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول من أكثر من أكل
الهندباء أيسر قال قلت له إنه يسمد قال لا تعدل به شيئا .
__________________
٢٠ ـ ومنه ، عن
أيوب بن نوح عن أحمد بن الفضل عن درست عمن ذكره عن أبي عبد الله قال : من أكل سبع
ورقات هندباء يوم الجمعة قبل الزوال دخل الجنة .
٢١ ـ ومنه ، عن
علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال قال أبو عبد الله عليهالسلام أما يرضى أحدكم أن يشبع من الهندباء ولا يدخل النار .
٢٢ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن محمد بن جعفر البرسي عن محمد بن يحيى الأرمني عن محمد
بن سنان عن ابن ظبيان عن محمد بن أبي زينب عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائه عن أمير
المؤمنين عليهالسلام أنه قال : كلوا
الهندباء فما من صباح إلا ويقطر عليه من قطر الجنة .
وعن محمد بن أبي
بصير عن أبيه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شكوت إليه
هيجانا في رأسي وأضراسي وضربانا في عيني حتى تورم وجهي منه فقال عليهالسلام عليك بهذا الهندباء
فاعصره وخذ ماءه وصب عليه من هذا السكر الطبرزد وأكثر منه فإنه يسكنه ويدفع ضرره
قال فانصرفت إلى منزلي فعالجته من ليلتي قبل أن أنام وشربته ونمت عليه فأصبحت وقد
عوفيت بحمد الله ومنه .
٢٣ ـ المكارم ، عن
الصادق عليهالسلام من أكل الهندباء
كتب من الآمنين يومه ذلك وليلته.
وعن الرضا عليهالسلام قال : الهندباء شفاء من
ألف داء وما من داء في جوف الإنسان إلا قمعه الهندباء ودعا به يوما لبعض الحشم وقد
كان يأخذه الحمى والصداع فأمر أن يدق ويصير على قرطاس ويصب عليه دهن بنفسج ويوضع
على رأسه وقال أما إنه يقمع الحمى ويذهب بالصداع.
وعن السياري يرفعه
قال : عليك بالهندباء فإنه يزيد في الماء ويحسن الولد
__________________
وهو حار يزيد في
الولد الذكور.
من الفردوس عن أنس
قال النبي صلىاللهعليهوآله الهندباء من الجنة
.
٢٤ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن أبيه عن هلال بن محمد عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن
آبائه عن أمير المؤمنين عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ما من صباح إلا
وتقطر على الهندباء قطرة من الجنة فكلوه ولا تنفضوه .
٢٥ ـ الخصال ، عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد السياري عن محمد بن
أسلم عن نوح بن شعيب عن عبد العزيز بن المهتدي يرفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : أربعة يعدلن الطباع
الرمان السوراني والبسر المطبوخ والبنفسج والهندباء .
٢٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن
مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام كلوا الهندباء فما
من صباح إلا وعليه قطرة من قطرات الجنة .
٢٧ ـ دعوات
الراوندي ، قال النبي صلىاللهعليهوآله من أكل الهندباء
ثم نام عليه لم يحك فيه سحر ولا سم ولا يقربه شيء من الدواب لا حية ولا عقرب حتى
يصبح.
وقال صلىاللهعليهوآله كلوا الهندباء ولا تنفضوه
فإنه ليس يوم من الأيام إلا وقطرات من الجنة يقطرن عليه.
الفردوس ، مثل
الخبرين.
بيان قال في النهاية فيه الإثم ما حاك في نفسك أي أثر فيها ورسخ
يقال ما يحيك كلامك في فلان أي ما يؤثر.
٢٨ ـ الدعوات ، روي
عن بعض الصالحين أنه قال : صعب علي بعض الأحايين
__________________
القيام لصلاة
الليل وكان أحزنني ذلك فرأيت صاحب الزمان عليهالسلام في النوم وقال لي
عليك بماء الهندباء فإن الله يسهل ذلك عليك قال فأكثرت من شربه فسهل علي ذلك.
٢٩ ـ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله الهندباء لنا
والجرجير لبني أمية وكأني أنظر إلى منبته في النار وإلى منبت البادروج في الجنة .
وعنه صلىاللهعليهوآله قال ما من ورقة هندباء
إلا وفيها ماء الجنة .
تذييل
أقول
: وجدت في بعض
الرسائل الطبية أنه سئل رئيس الحكماء والأطباء أبو علي بن سينا أن علي كلاما في
علة الأمر باستعمال ماء الهندباء غير مغسول فأخذ الدرج وكتب ارتجالا روي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه أمر بتناول الهندباء
غير مغسول وقال إنه ليقطر عليه من طل الجنة والمحققون من الأطباء أيضا استحسنوا أن
تؤخذ عصارته غير مغسول ويستعمل غير مطبوخ وأكثر ما يرون فيه أن يصفى ويبالغ في
ترويقه وأما الأوساط في العمل المبالغون في التظرف والتنظف فإنهم يرسمون أن تطبخ
عصارته وتصفى.
أقول ثم ذكر
تحقيقا طويلا أنيقا في معنى مركب القوى تركنا إيراده حذرا من الإطناب الغير
المناسب للكتاب ثم قال الهندباء أيضا من جملة الأدوية المركبة.
وقد نستدل على
تركيبه بضرب من القياس إلى أن نرجع إلى التجربة فإن في طعمه مرارة وتفها وبورقية
وقبضا قليلا والمرارة والبورقية يلزمان القوة الحارة التي فيه وأعني بقوتين
المائية والأرضية لا الماء ولا الأرض البسيطين بل جوهرا مركبا يغلب عليه أحدهما قد
عاد بسيطا لتركيب ثان لجوهرية الهندباء و
__________________
المرارة والحرارة
عرضت لأرضيته من تجاور ناريته وحرارته أعني جزءه الغالب عليه الحرارة وهذا الجزء
عرضت للتبرز والانفراش على سطح الهندباء إلى الرطوبة التي تجري عليه فإذا غسل بطل
هذا الجزء اللطيف البورقي وبقي أثره المرارة في جوهر كثيف أرضي.
فقد علم أن
الهيولى القابلة لصورة المرارة وهي هو الجوهر وإن حركته الحرارة أزعجته كسلان ثقيل
لا نفوذ له وأما الباقي من جوهر الهندباء وهو البارد فأحراه أن يكون أكسل وأثقل
فيعدم الهندباء من فضيلته التفتيح البالغ والبورقية القوية فإنما الهندباء إنما
كان يفضل سائر البقول أو أكثرها لأنه فيه قوة خارطة إلى الأعضاء التي يسوق نحوها
فيفتح ويغسل ويدفع الأخلاط اللحجة الحارة والباردة ثم تحرك القوة المبردة القوية
التي فيها حتى تغلغل التجاويف والمنافذ تغلغلا واغلا يأتي أقصى ليف العروق.
ولأنها أعني القوة
المسخنة لطيفة فلا يثبت أن يتحلل ويبطل ويزول أذاها ولأن القوة المبردة راسبة
لأنها ثقيلة لا يطول عليها أن يبدل مزاج العضو إلى برد راسب راسخ ولو لا تلك القوة
لما انفتحت السدد ولا اندفعت الأخلاط الحارة المستثقلة ولا تبدرقت القوة المبردة
إلى أقصى الأعضاء وإلى مثل جانب الكبد المنعقد بل إلى القلب وكانت مما لا يبرح
جانب المعدة والماساريقا يؤثر فيها وفيما يليها تأثيرا غير ممعن ولا منقص ولا باق
ولا واصل إلى الأعضاء التي هي الأصول التي هي الرئيسة.
فغاسل الهندباء
يفقد هذا البز الفاضل وطابخه أشد خطاء وأكثر إقداما على الباطل لأنه أيضا يعدم ما
تركه الغسل في جوهر الهندباء في باطنه من تلك القوة فيحلله ويبخره.
فقد بان ما قاله
الغرة من الأطباء المذكورين وبان معنى الكلام النبوي الخارج الكثير منه فخرج
الأمثال المضروبة والرموز الواقعية وبالله التوفيق
انتهى ملخص كلامه
وإنما أوردته لتعلم أن ما صدر من معدن الوحي ومنبع الإلهام موافق لما حققه المهرة
في الطب عند أكثر الأنام.
٤
باب
الباذروج
١ ـ المحاسن ، عن
علي بن حسان عمن حدثه عن السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كأني أنظر
إلى الباذروج في الجنة قال قلت له الهندباء قال لا بل الباذروج .
٢ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى العلوي عن أبيه عن جده عن علي عليهالسلام قال : نظر رسول
الله إلى الباذروج فقال هذا الحوك كأني أنظر إلى منبته في الجنة .
بيان قال في القاموس الحوك الباذروج والبقلة الحمقاء وقال
الباذروج بفتح الذال بقلة معروفة يقوي جدا ويقبض إلا أن يصادق فضلة فيسهل انتهى
والمشهور أنه الريحان الجبلي وشبيه بالريحان البستاني إلا أن ورقه أعرض وقالوا
حرارته قريب من الدرجة الثانية ويبسه في الدرجة الأولى.
٣ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن عمرو بن عثمان عن أحمد بن زكريا الكسائي عن السكوني عن أبي عبد
الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله كأني أنظر إلى
نبات الباذروج في الجنة قلت له الهندباء قال لا بل الباذروج .
٤ ـ ومنه ، عن محمد
بن علي عن الحجال عن عيسى بن الوليد عن الشعيري قال : كان أحب البقول إلى رسول
الله الباذروج .
٥ ـ قرب الإسناد ،
عن أيوب بن نوح عن حماد بن عيسى قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول وقد سئل عن الحوك
فقال الحوك محبة [ محببة ] إلى الناس غير أنها
__________________
تبخر والديدان
تسرع إليها وهي الباذروج .
٦ ـ المحاسن ، عن
النوفلي عن السكوني قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن الحوك وذكر
مثله .
٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عن أحمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سأل رجل أبا عبد
الله عليهالسلام عن البقول وأنا
عنده فقال الباذروج لنا .
ومنه عن محمد بن
علي عن وهب بن حفص عن أبي بصير مثله .
٨ ـ ومنه ، عن
إسماعيل بن مهران عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أحدهما عليهالسلام قال : الباذروج لنا .
٩ ـ ومنه ، عن
جعفر بن محمد الأحول عن علي بن أبي حمزة قال قال أبو عبد الله عليهالسلام لنا من البقول الباذروج .
١٠ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى اليقطيني أو غيره عن قتيبة بن مهران عن حماد بن زكريا النخعي عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله كأني أنظر إلى
شجرتها نابتة في الجنة .
١١ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال علي عليهالسلام كان يعجب رسول الله صلىاللهعليهوآله من البقول الحوك .
١٢ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن الرضا عليهالسلام قال : الباذروج
لنا والجرجير لبني أمية .
١٣ ـ المكارم ، عن
الصادق عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : ذكر لرسول
الله صلىاللهعليهوآله الحوك وهو
الباذروج فقال بقلتي وبقلة الأنبياء قبلي وإني لأحبها وآكلها وإني أنظر شجرتها
نابتة في الجنة.
__________________
وعن الصادق عليهالسلام قال : كان أمير المؤمنين عليهالسلام يعجبه الباذروج.
وعن أمير المؤمنين
عليهالسلام قال : كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله يعجبه الحوك.
وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الحوك بقلة
الأنبياء عليهمالسلام أما إن فيه ثمان
خصال يمرئ الطعام ويفتح السدد ويطيب النكهة ويشهي الطعام ويسهل الدم وهو أمان من
الجذام وإذا استقر في جوف الإنسان قمع الداء كله ثم قال إنه يزين به أهل الجنة
موائدهم .
الكافي ، عن محمد
بن يحيى عن محمد بن موسى عن إشكيب بن عبدة الهمداني بإسناد له إلى أبي عبد الله عليهالسلام مثله إلى قوله قمع
الداء كله وفيه ويسل الداء وهو أصوب وفي بعض نسخ المكارم ويسيل الدم وفي بعضها
ويسل.
١٤ ـ المكارم ، قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله الحوك بقلة طيبة
كأني أراها نابتة في الجنة والجرجير بقلة خبيثة كأني أراها نابتة في النار.
وقال صلىاللهعليهوآله من أكل من بقلة الباذروج
أمر الله عز وجل الملائكة يكتبون له الحسنات حتى يصبح.
عن أيوب بن نوح
قال : حدثني من حضر أبا الحسن الأول على المائدة معه فدعا بالباذروج فقال إني أحب
أن أستفتح به الطعام فإنه يفتح السدد ويشهي الطعام ويذهب بالسل وما أبالي إذا
افتتحت به ما أكلت بعده من الطعام فإني لا أخاف داء ولا غائلة قال فلما فرغنا من
الغداء دعا به فرأيته يتتبع ورقة من المائدة ويأكله ويناولني ويقول اختم به طعامك
فإنه يمرئ ما قبل ويشهي ما بعد ويذهب بالثقل ويطيب الجشاء والنكهة .
الكافي ، عن العدة
عن سهل عن أيوب مثله
__________________
بيان ربما يوجه نفعه في السل بأنه يجفف رطوبة الصدر والرية مع
أنه ذكر الأطباء أن المعتصر منه ينفع الدم من الحلق وسوء التنفس وذكر الأطباء في
بزره أنه ينفع السوداء فيناسب دفع الجذام لكن قال بعضهم إن ورقه يولد السوداء ولا
عبرة بقولهم بعد الخبر.
٥
باب
(السلق والكرنب)
١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن أبي البختري قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله يعجبه الكرنب .
٢ ـ ومنه ، عن
الحسن بن علي بن أبي عثمان سجادة رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الله رفع عن
اليهود الجذام بأكلهم السلق وقلعهم العروق .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
٣ ـ المحاسن ، عن
بعضهم رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن قوما من
بني إسرائيل أصابهم البياض فأوحي إلى موسى عليهالسلام أن مرهم فليأكلوا
لحم البقر بالسلق .
٤ ـ ومنه ، عن علي
بن الحسن بن فضال عن سليمان بن عباد عن عيسى بن أبي الورد عن محمد بن قيس الأسدي
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن بني
إسرائيل شكوا إلى موسى عليهالسلام ما يلقون من
البياض فشكا ذلك إلى الله عز وجل فأوحى الله إليه مرهم يأكلوا لحم البقر بالسلق .
٥ ـ ومنه ، عن أبي
يوسف عن يحيى بن المبارك عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : مرق السلق بلحم
البقر يذهب بالبياض .
__________________
٦ ـ ومنه ، عن
البزنطي قال : قال لي أبو الحسن الرضا عليهالسلام يا أحمد كيف شهوتك
البقل فقلت إني لأشتهي عامته فقال فإذا كان كذلك فعليك بالسلق فإنه ينبت على شاطئ
الفردوس وفيه شفاء من الأدواء وهو يغلظ العظم وينبت اللحم ولو لا أن تمسه أيدي
الخاطئين لكانت الورقة منه تستر رجالا قلت من أحب البقول إلي فقال أحمد الله على
معرفتك به .
المكارم ، عن الرضا
عليهالسلام قال : عليك بالسلق
وذكر مثله .
٧ ـ المحاسن ، وفي
حديث آخر قال : يشد العقل ويصفي الدم .
٨ ـ ومنه ، عن
محمد بن عبد الحميد العطار عن صفوان عن أبي الحسن عليهالسلام قال : نعم البقلة
السلق .
٩ ـ المكارم ، روي
عن الصادق عليهالسلام أنه قال : أكل
السلق يؤمن من الجذام.
وعن الرضا عليهالسلام قال : لا يخلو جوفك من
طعام وأقل من شرب الماء ولا تجامع إلا من شبق ونعم البقلة السلق .
١٠ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام أنه قال : أطعموا مرضاكم
السلق يعني ورقه فإن فيه شفاء ولا داء معه ولا غائلة له ويهدئ نوم المريض واجتنبوا
أصله فإنه يهيج السوداء .
١١ ـ وبهذا
الإسناد عن ابن عيسى عن بعض الحضينيين عن أبي الحسن عليهالسلام أن السلق يقمع عرق
الجذام وما دخل جوف المبرسم مثل ورق السلق .
المكارم ، عن الرضا
عليهالسلام مثل الخبرين مع
اختصار مخل في الأول .
__________________
بيان : في القاموس
السلق بالكسر بقلة معروفة تجلو وتحلل وتلين وتسر النفس نافع للنقرس والمفاصل
وعصيره إذا صب على الخمر خللها بعد ساعتين وعلى الخل خمرها بعد أربع وعصير أصله
سعوطا ترياق وجع السن والأذن والشقيقة وقال الكرنب بالضم وكسمند السلق أو نوع منه
أحلى وأغض من القنبيط والبري منه مر ودرهمان من سحيق عروقه المجففة في شراب ترياق
مجرب من نهشة الأفعى انتهى.
وأقول السلق هو
الذي يقال له بالفارسية چغندر قال ابن بيطار في جامعه هو ثلاثة أصناف فمنه كبير
شديد الخضرة يضرب إلى السواد وورقه كبار عراض لينة حسنة المنظر ويسمى الأسود ومنه
صغير الورق جعد سمج المنظر ناقص الخضرة ومنه ضعيف ورقه نابت على ساق طويل وورقته
كبيرة دقيقة الأعلى في أسفلها جعودة وفي أعلاها الرقيق سبوطة طويل الساق إلى موضع
الورقة وخضرته ناقصة جدا يضرب إلى الصفرة انتهى.
وأما الكرنب فله
صنفان أحدهما يقال له بالفارسية كلم والآخر يقال له قمري وكأنه القنبيط قال في
القاموس القنبيط بالضم وفتح النون المشددة أغلظ أنواع الكرنب مبخر مغلظ وقال ابن
بيطار هو صنفان جعد وسبط وكلاهما يؤكل ساقه وورقه والجعد أطيب طعما وأصدق حلاوة
وأشد رحوضة من القنبيط.
٦
باب الجزر
١ ـ المحاسن : عن
بعض أصحابنا عمن ذكره عن داود بن فرقد قال سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول أكل الجزر يسخن
الكليتين ويقيم الذكر قلت جعلت فداك وكيف آكله وليس لي أسنان فقال مر الجارية
تسلقه وكله .
__________________
٢ ـ ومنه ، روى
بعض أصحابنا أن داود قال : دخلت عليه وبين يديه جزر فناولني جزرة فقال كل فقلت
ليست لي طواحن فقال أما لك جارية فقلت بلى فقال مرها تسلقه لك وكل فإنه يسخن
الكليتين ويقيم الذكر .
٣ ـ المكارم ، عنه
عليهالسلام مثله.
قال وقال الجزر
أمان من القولنج والبواسير ويعين على الجماع .
توضيح قال في
القاموس الطواحن الأضراس وقال سلق الشيء أغلاه بالنار وقال الجزر محركة أرومة تؤكل
معربة ويكسر الجيم وهو مدر باهي محدر للطمث ووضع ورقه مدقوقا على القروح المتأكلة
نافع وفي الصحاح سلقت البقل والبيض إذا أغليته بالنار إغلاءة خفيفة وقيل يمكن أن
يكون نفعه للقولنج لما ذكره الأطباء أنه إذا كان في المعدة رطوبة لزجة يدفعها
ويفتح سدد الكبد ونفعه للبواسير للتفتيح والترطيب وإصلاح حال الكبد ومنع تولد
السوداء غير الطبيعي فيه لأن عروض البواسير من غلبة السوداء غير الطبيعي.
٤ ـ الخرائج ، قال
: كان إبراهيم عليهالسلام مضيافا فنزل عليه
يوما قوم ولم يكن عنده شيء فقال إن أخذت خشب الدار وبعته من النجار فإنه ينحته
صنما وثنا فلم يفعل فخرج بعد أن أنزلهم في دار الضيافة ومعه إزار إلى موضع وصلى
ركعتين فلما فرغ ولم يجد الإزار علم أن الله هيأ أسبابه فلما دخل داره رأى سارة
تطبخ شيئا فقال لها أنى لك هذا قالت هذا الذي بعثته على يد الرجل وكان الله سبحانه
أمر جبرئيل أن يأخذ الرمل الذي كان في الموضع الذي صلى فيه إبراهيم ويجعله في
إزاره والحجارة الملقاة هناك أيضا ففعل جبرئيل ذلك وقد جعل الله الرمل جاورسا
مقشرا والحجارة المدورة شلجما والمستطيل جزرا.
العلل : عن أحمد
بن محمد العلوي عن محمد بن أسباط عن أحمد بن محمد بن زياد عن أحمد بن محمد بن عبد
الله عن عيسى بن جعفر العلوي العمري عن آبائه عن
__________________
عمر بن علي عن
أبيه علي بن أبي طالب عليهالسلام أن النبي صلىاللهعليهوآله سئل مما خلق الله عز وجل
الجزر فقال إن إبراهيم عليهالسلام كان له يوما ضيف
وذكر نحوه إلا أنه قال مكان الجاورس الذرة ومكان الشلجم اللفت .
٧
باب الشلجم
١ ـ المحاسن ، عن
عبد العزيز بن المهتدي رفعه قال : ما من أحد إلا وفيه عرق من الجذام وإن الشلجم
يذيبه.
وفي حديث آخر قال
قال أبو عبد الله عليهالسلام ما من أحد إلا
وفيه عرق الجذام فكلوا الشلجم في زمانه يذهب به عنكم.
وفي حديث آخر ما
من أحد إلا وبه عرق من الجذام وإن اللفت وهو الشلجم يذيبه فكلوه في زمانه يذهب
عنكم كل داء .
٢ ـ ومنه عن محمد
بن أورمة عن بعض أصحابه رفعه قال : ما من خلق إلا وفيه عرق الجذام فأذيبوه بالشلجم
.
ومنه عن أبي يوسف
عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة مثله .
٣ ـ ومنه ، عن
الحسن بن حسين عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : عليكم بالشلجم
فكلوه وأديموا أكله واكتموه إلا عن أهله فإنه ما من أحد إلا وبه عرق الجذام
فأذيبوه بأكله .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله وفيه كلوه واغذوه
واكتموه
__________________
٤ ـ المحاسن ، عن
السياري عن العبيدي عن علي بن المسيب قال أخبرني زياد بن بلال عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ليس من أحد إلا وبه
عرق من الجذام فأذيبوه بالشلجم .
٥ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن علي بن المسيب قال قال العبد
الصالح عليهالسلام عليك باللفت فكله
أي الشلجم فإنه ليس من أحد إلا وبه عرق من الجذام واللفت يذيبه .
تبيين قال
الفيروزآبادي اللفت بالكسر الشلجم وقال الشلجم كجعفر نبت معروف ولا تقل ثلجم ولا
شلجم أو لغية انتهى وكان عرق الجذام كناية عن السوداء إذ بغلبتها وفسادها يحدث
الجذام وطبع السلجم لكونه حارا في آخر الثانية رطبا في الأولى يخالف طبعها فهو
يمنع طغيانها.
٨
باب الباذنجان
١ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا قال قال أبو عبد الله عليهالسلام إذا أدرك الرطب
ونضج العنب ذهب ضرر الباذنجان .
بيان دفع ضرر الباذنجان في هذا الوقت إما بسبب أن الثمار
المصلحة له كثيرة وأكلها يذهب ضرره أو باعتبار أن الهواء في هذا الوقت يميل إلى
الاعتدال والبرد فلا يضر أو بسبب اعتدال الهواء ما يتولد فيه يكون أقل ضررا واختلف
الأطباء في طبعه فقيل بارد وقيل حار يابس في الثانية وهو أصح عند ابن سينا ومن
تبعه.
قالوا وهو مركب من
جوهر أرضي بارد به يكون قابضا ومن جوهر أرضي
__________________
حار به يكون مرا
ومن جوهر مائي به يكون به تفها ومن جوهر ناري شديد الحرارة به يكون حريفا ويختلف
طبعه بحسب غلبة هذه الطعوم ولذلك اختلف في مزاجه وقالوا يولد السوداء والسدد
والدوار والسدر والجرب السوداوي والسرطان والبواسير وورم الصلب والجذام ويفسد
اللون ويسوده ويصفره ويبثر الفم.
٢ ـ المحاسن ، عن
السياري عن موسى بن هارون عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : الباذنجان
عند جذاذ النخل لا داء فيه .
٣ ـ ومنه ، عن عبد
الله بن علي بن عامر عن إبراهيم بن الفضل عن جعفر بن يحيى عن أبيه عن أبي عبد الله
عليهالسلام قال : كلوا
الباذنجان فإنه يذهب الداء ولا داء له .
٤ ـ ومنه ، عن
السياري عن القاسم بن عبد الرحمن الهاشمي عمن أخبره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كلوا الباذنجان
فإنه جيد للمرة السوداء .
٥ ـ ومنه ، عن
السياري عن بعض البغداديين أن أبا الحسن الثالث عليهالسلام قال لبعض قهارمته
استكثر لنا من الباذنجان فإنه حار في وقت الحرارة وبارد في وقت البرودة معتدل في
الأوقات كلها جيد على كل حال .
المكارم : عنه عليهالسلام مثله .
الطب : عن الرضا عليهالسلام مثله.
بيان : لا يبعد أن تكون
هذه الخواص لنوع يكون معتدلا في الكيفيات المتقدمة فإنا قد أكلناه في المدينة
الطيبة والحجاز وكان في غاية اللطافة والاعتدال ولم نجد فيه حرافة فمثل هذا لا
يبعد أن لا تكون فيه حرارة ولا تكون مولدة للسوداء ولذا قال عليهالسلام معتدل في الأوقات كلها.
__________________
وكونه حارا في وقت
الحرارة يحتمل وجهين.
الأول أن يكون
المعنى كون البدن محتاجا إلى الحرارة أو إلى البرودة وحينئذ وجه صحة ما ذكره عليهالسلام أن المعتدل يفعل البرودة
في المحرورين والحرارة في المبرودين.
الثاني أن يكون
المراد كون الهواء حارا أو باردا فوجهه أن المتولد في الهواء الحار يكون حارا وفي
الهواء البارد يكون باردا كما مر وقد يقال يمكن أن يكون نفعه ودفع مضاره لموافقة
قول الأئمة عليهمالسلام فيكون ذكر هذه
الأمور لامتحان إيمان الناس وتصديقهم لأئمتهم ومع العمل بها يدفع الله ضررها بقدرته
كما نرى جماعة من المؤمنين المخلصين يعملون بما يروى منهم عليهمالسلام وينتفعون به وإذا عمل
غيرهم على وجه الإنكار أو التجربة ربما يتضرر به.
٦ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن أبي الحسن المعلى سجادة عن أبي الخير الرازي عن محمد بن
عيسى عن محمد بن يقطين عن سعدان بن مسلم عن أبي الأغر النخاس عن ابن أبي يعفور قال
قال أبو عبد الله عليهالسلام كلوا الباذنجان
فإنه شفاء من كل داء.
وعنه بهذا الإسناد
قال : الباذنجان جيد للمرة السوداء ولا يضر بالصفراء .
٧ ـ المكارم ، قال
الصادق عليهالسلام عليكم بالباذنجان
البوراني فإنه شفاء يؤمن من البرص وكذا المقلي بالزيت.
ومن الفردوس ، قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله كلوا الباذنجان
فإنها شجرة رأيتها في جنة المأوى شهدت لله بالحق ولي بالنبوة ولعلي بالولاية فمن
أكلها على أنها داء كانت داء ومن أكلها على أنها دواء كانت دواء.
وعن أنس قال قال
النبي صلىاللهعليهوآله كلوا الباذنجان
وأكثروا منها فإنها أول شجرة آمنت بالله عز وجل.
عن الصادق عليهالسلام قال : أكثروا من
الباذنجان عند جذاذ النخل فإنه شفاء
__________________
من كل داء يزيد في
بهاء الوجه ويبين العروق ويزيد في ماء الصلب.
عن الصادق عليهالسلام قال : روي أنه كان بين
يدي سيدي علي بن الحسين عليهالسلام باذنجان مقلو
بالزيت وعينيه [ عينه ] رمدة وهو يأكل منه قال الراوي فقلت له يا ابن رسول الله
تأكل من هذا وهو نار فقال لي اسكت إن أبي حدثني عن جده عليهمالسلام قال الباذنجان من شحمة
الأرض وهو طيب في كل شيء يقع فيه .
بيان قال في القاموس البورانية طعام ينسب إلى بوران بنت الحسن
بن سهل زوج المأمون انتهى وقوله عليهالسلام والمقلي أي هو
أيضا كذلك أو هو البوراني المقلي بالزيت وفي الصحاح قليت السويق واللحم فهو مقلي
وقلوت فهو مقلو لغة والجذاذ بالفتح والكسر قطع ثمرة النخل ويبين العروق أي يدفع
مواد العلل كعرق الجذام وعرق الفالج أو على بناء التفعيل أي يكثر الدم فتمتلئ
العروق به.
٨ ـ ما : عن
الحسين بن إبراهيم عن محمد بن وهبان عن علي بن حبشي عن العباس بن محمد بن الحسين
عن أبيه عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى عن الحسين بن أبي غندر عن أبي الحسن موسى
وأبي الحسن الرضا عليهالسلام أنهما قالا
الباذنجان عند جذاذ النخل لا داء فيه .
وبهذا الإسناد عن
ابن أبي غندر عمن أخبره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الباذنجان
جيد للمرة السوداء .
المكارم : عن الصادق
عليهالسلام مثله .
٩ ـ دعوات
الراوندي ، كان النبي صلىاللهعليهوآله في دار جابر فقدم
إليه الباذنجان فجعل يأكل فقال جابر إن فيه لحرارة فقال يا جابر مه إنها أول شجرة
آمنت بالله اقلوه وأنضجوه وزينوه ولينوه فإنه يزيد في الحكمة.
__________________
بيان
: الباذنجان بالذال
المعجمة معرب بادنجان بالمهملة واسمه في الأصل عند العرب المغد بالفتح والتحريك
والوغد بالفتح والأنب بالتحريك.
٩
باب القرع والدباء
١ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن
مسلم عن الصادق عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام كلوا الدباء فإنه يزيد في
الدماغ وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعجبه الدباء .
بيان
: الدباء بالضم
والتشديد القرع كالدبة الواحدة بهاء كذا في القاموس وفي بحر الجواهر الدباء بالضم
والمد وتشديد الموحدة القرع وقال ابن حجر ويجوز القصر وقيل الدباء أعم من القرع
لأن القرع لا يطلق إلا على الرطب وقيل الدباء هو اليابس منه.
٢ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله إذا طبختم فأكثروا
القرع فإنه يسر قلب الحزين .
بيان قيل يصير سببا لسرور يحصل من حركة الروح إلى الخارج ومع
كثرة الروح وصفائها ورقتها واعتدالها تكون الحركة أكثر وأكل القرع يفعل جميع ذلك
وأيضا الحزن يحصل بحركة الروح إلى الداخل قليلا قليلا بسبب مؤذ وهي تصير سببا
لحرارة القلب والقرع لبرودته يرفع ذلك وأيضا لرطوبته يقلل الخلط السوداوي المولد
للحزن.
٣ ـ العيون ، بهذه
الأسانيد عن علي عليهالسلام قال : عليكم
بالقرع فإنه يزيد في الدماغ .
__________________
صحيفة الرضا ، بالإسناد
مثل الخبرين .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثل الأخير .
بيان في القاموس القرع حمل اليقطين واحدته بهاء.
٤ ـ مجالس ، ابن
الشيخ ، عن أبيه عن هلال بن محمد عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن
آبائه عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله يعجبه الدباء
ويلتقطه من الصحفة .
المحاسن ، عن ابن
فضال عن ابن القداح عن جعفر عن أبيه قال قال علي عليهالسلام مثله .
٥ ـ المجالس ، بالإسناد
المتقدم عن علي عليهالسلام قال : إن الدباء
يزيد في العقل .
وبهذا الإسناد عن
الحسين بن علي عليهالسلام قال : سمعت أمير
المؤمنين عليهالسلام وسئل عن القرع أيذبح
فقال ليس شيء يذكى فكلوا القرع ولا تذبحوه ولا يستفزنكم الشيطان .
بيان
: في القاموس استفزه
استخفه وأخرجه من داره أفزعه انتهى .
وأقول يظهر منه
ومن أمثاله أن بعض المخالفين كانوا يشترطون في حل القرع قطع رأسه أولا ويعدونه
تذكية له ولم أر ذلك في كتبهم .
__________________
٦ ـ المحاسن ، عن
محمد بن عيسى عن محمد بن عرفة عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : شجرة
اليقطين هي الدباء وهي القرع .
بيان في القاموس اليقطين ما لا ساق له من النبات ونحوه وبهاء
القرعة الرطبة انتهى ويظهر من كتب اللغة أن اليقطين يطلق على القرع وعلى شجرته
والدباء والقرع لا يطلقان إلا على الثمرة فلا بد هنا من تقدير مضاف.
٧ ـ المحاسن ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام أن عليا عليهالسلام سئل عن القرع هل يذبح قال
القرع ليس شيء يذكى فكلوه ولا تذبحوه ولا يستهوينكم الشيطان .
بيان
: في القاموس
استهوته الشياطين ذهبت بهواه وعقله أو استفهمته وحيرته أو زينت له هواه.
٨ ـ المحاسن ، عن علي
بن حسان عن موسى بن بكر قال سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول الدباء يزيد
في العقل .
٩ ـ ومنه ، عن ابن
فضال عن ابن القداح عن جعفر عن أبيه عليهالسلام قال : الدباء يزيد
في الدماغ .
ومنه عن أبي
القاسم ويعقوب بن يزيد عن العبدي عن ابن سنان وأبي حمزة عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
١٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عمن حدثه عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده قال : كان فيما أوصى به رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام أن قال يا علي عليك
بالدباء فكله فإنه يزيد في العقل والدماغ .
بيان كأن زيادة العقل لأنه مولد للخلط الصحيح وبه تقوى القوى
الدماغية التي هي آلات النفس في الإدراكات والمراد بزيادة الدماغ إما زيادة قوته
لأنه يرطب الأدمغة اليابسة ويبرد الأدمغة الحارة أو زيادة جرمه لأنه غذاء
__________________
موافق لجوهره
والأول أظهر.
١١ ـ المحاسن ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يعجبه من القدور
الدباء .
١٢ ـ ومنه ، عن
ابن فضال عن ابن القداح عن جعفر عن أبيه عليهالسلام قال قال علي عليهالسلام كان يعجب رسول الله صلىاللهعليهوآله من المرقة الدباء .
بيان
: أي من أجزاء
المرقة الدباء أو من المرقات مرقة الدباء.
١٣ ـ المحاسن ، عن
جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله يعجبه الدباء وهو
القرع .
١٤ ـ ومنه ، عن
السياري يرفعه إلى النبي صلىاللهعليهوآله أنه كان يعجبه
الدباء وكان يأمر نساءه فيقول إذا طبختن قدرا فأكثروا فيه من الدباء وهو القرع .
١٥ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن حسان بن إبراهيم الكرماني عن محمد بن نمير بن محمد عن
المبارك بن عجلان عن زيد الشحام عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله الصادق عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام كلوا الدباء ونحن أهل
البيت نحبه.
وعن ذريح قال : قلت
لأبي عبد الله عليهالسلام الحديث المروي عن
أمير المؤمنين في الدباء أنه قال كلوا الدباء فإنه يزيد في الدماغ فقال الصادق عليهالسلام نعم وأنا أقول إنه جيد
لوجع القولنج .
١٦ ـ المكارم ، عن
الحسين بن علي عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله كلوا اليقطين فلو
علم الله أن شجرة أخف من هذه أنبتها على أخي يونس إذا اتخذ أحدكم مرقا فليكثر فيه
من الدباء فإنه يزيد في الدماغ والعقل.
وعن الصادق عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من أكل الدباء بالعدس رق
قلبه عند ذكر الله وزاد في جماعه.
__________________
وعن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إن حناطا دعا النبي
صلىاللهعليهوآله فأتاه بطعام قد
جعل فيه قرعا بإهالة قال أنس فرأيت النبي صلىاللهعليهوآله يأكل القرع يتتبعه
من الصحفة قال أنس فما زال يعجبني القرع منذ رأيته يعجبه وقال كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعجبه.
الدباء ويلتقطه من
الصحفة وكان النبي في دعوة فقدموا إليه صلىاللهعليهوآله قرعية فكان يتتبع
آثار القرع ليأكله .
بيان
: قال في النهاية كل
شيء من الأدهان مما يؤتدم به إهالة وقيل هو ما أذيب من الألية والشحم وقيل الدسم
الجامد انتهى وكأن المراد بالقرعية المرقة المطبوخة بالقرع.
١٧ ـ دعوات
الراوندي ، قال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام كل اليقطين فإنه من أكلها
حسن وجهه ونضر وجهه وهي طعامي وطعام الأنبياء قبلي.
١٨ ـ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه كان يعجبه
الدباء ويلتقطها من الصحفة ويقول الدباء تزيد في الدماغ.
وعنه صلىاللهعليهوآله قال : عليكم بالدباء فإنه
يذكي العقل ويزيد في الدماغ .
بيان قال مسلم في حديث أنس إن
حناطا دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقرب إليه خبزا من
شعير ومرقا فيه دباء وقديد قال أنس فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يتتبع الدباء من
حوالي الصحفة فلم أزل أحب الدباء من يومئذ وفي رواية قال أنس فلما رأيت ذلك جعلت
ألقيه إليه ولا أطعمه وفي رواية قال أنس فما صنع لي طعام بعد أقدر على أن يصنع فيه
دباء إلا صنع وقال الشارح صاحب إكمال الإكمال فيه فوائد منها إجابة الدعوة وإباحة
كسب الحناط وإباحة المرق وفضيلة أكل الدباء وأنه يستحب أن يحب الدباء وكذلك كل شيء
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يحبه وأن يحرص على
تحصيل ذلك وأنه يستحب لأهل المائدة إيثار بعضهم بعضا
__________________
إذا لم يكرهه صاحب
الطعام.
وأما قوله يتتبع
الدباء من حوالي الصحفة فيحتمل وجهين أحدهما من حوالي جانبه وناحيته من الصحفة لا
من حوالي جميع جوانبها فقد أمر بالأكل مما يلي الإنسان والثاني أن يكون من جميع
جوانبها وإنما نهي ذلك لئلا يتقذره جليسه ورسول الله صلىاللهعليهوآله لا يتقذره أحد بل
يتبركون بآثاره صلىاللهعليهوآله فقد كانوا يتبركون
ببصاقه ونخامته ويدلكون بذلك وجوههم وشرب بعضهم بوله وبعضهم دمه مما هو معروف من
عظيم اعتنائهم بآثاره التي يخالف فيها غيره والدباء هو اليقطين وهو بالمد.
١٠
باب الفجل
١ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن عدة من أصحابنا عن
حنان بن سدير قال : كنت مع أبي عبد الله عليهالسلام على المائدة
فناولني فجلة فقال يا حنان كل الفجل فإن فيه ثلاث خصال ورقه يطرد الرياح ولبه
يسربل البول وأصوله تقطع البلغم .
المحاسن ، عن عدة
من أصحابه عن حنان مثله .
المكارم ، عن
الروضة عن حنان مثله .
بيان يقال سربله أي ألبسه السربال ولا يناسب المقام إلا بتجوز
وتكلف بعيد وفي المكارم وبعض نسخ الكافي يسهل وفي بعضها يسيل وهما أصوب.
٢ ـ مجالس الشيخ ،
عن هلال بن محمد عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن أمير
المؤمنين عليهالسلام قال : الفجل أصله
يقطع البلغم
__________________
ويهضم الطعام
وورقه يحدر البول .
المكارم ، عن أمير
المؤمنين عليهالسلام مثله .
٣ ـ المحاسن ، عن
السياري عن أحمد بن خالد عن أحمد بن المبارك الدينوري عن أبي عثمان عن درست بن أبي
منصور عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الفجل أصله
يقطع البلغم ولبه يهضم وورقه يحدر البول تحديرا .
٤ ـ المحاسن ، عن
أبي القاسم عن حنان بن سدير قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وبين يديه المائدة فقال
لي يا حنان ادن وكل فدنوت فأكلت معه فقال لي يا حنان كل الفجل فإن ورقه يمرئ ولبه
يسربل وأصوله تقطع البلغم .
بيان كأن المراد بلبه بذره.
٥ ـ المكارم ، من
كتاب الفردوس عن ابن مسعود قال قال صلىاللهعليهوآله إذا أكلتم وأردتم
أن لا يوجد لها ريح فاذكروني عند أول قضمة .
١١
باب الكمأة
١ ـ العيون ، عن
محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي عن علي بن محمد بن عنبسة عن دارم بن قبيصة عن
الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله الكمأة من المن
الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل وهي شفاء العين الخبر .
٢ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن والده عن محمد بن محمد بن مخلد عن محمد بن
__________________
يونس القرشي عن
سعيد بن عامر عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله الكمأة من المن
وماؤها شفاء العين .
٣ ـ المحاسن ، عن
النوفلي عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن إبراهيم بن علي الرافعي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله الكمأة من نبت الجنة
وماؤها نافع من وجع العين .
٤ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله الكمأة من المن والمن من
الجنة وماؤها شفاء للعين .
٥ ـ ومنه ، عن علي
بن الحكم عن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن فاطمة بنت علي عن أمامة بنت أبي العاص
بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله قالت أتاني أمير
المؤمنين عليهالسلام في شهر رمضان فأتي
بقثاء وتمر وكمأة وكان يحب الكمأة .
تكملة الكمء
بالفتح معروف قال الجوهري الكمأة واحدها كمء على غير قياس انتهى وقال الأطباء هو
أصل مستدير لا ورق له ولا ساق لونه إلى الحمرة ما هو يوجد في الربيع عند كثرة
الثلوج والأمطار ويؤكل نيا ومطبوخا وله أسماء وأصناف :
فمنه الفطر قال في
القاموس الفطر بالضم وبضمتين ضرب من الكمأة قتال انتهى وقال ابن بيطار نقلا عن
ديسقوريدس الفطر منه ما يصلح للأكل ومنه ما لا يصلح ويقتل إما لأنه ينبت بالقرب من
مسامير صدية أو خرق متعفنة أو أعشاش بعض الهوام الضارة أو شجر خاصيتها أن يكون
الفطر قتالا إذا أنبت بالقرب منها وقد يوجد
__________________
على هذا الصنف من
الفطر رطوبة لزجة فإذا قلع ووضع في موضع فسد وتعفن سريعا.
وأما الصنف الآخر
فيستعمل في الأمراق وهو لذيذ وإذا أكثر منه أضر ويعرض منه اختناق أو هيضة وقال
جالينوس قوة الفطر قوة باردة رطبة شديدا ولذلك هو قريب من الأدوية القتالة ومنه
شيء يقتل وخاصة كل ما كان يخالط جوهره شيء من العفونة انتهى.
ومنه الفقع قال
الفيروزآبادي الفقع ويكسر البيضاء الرخوة من الكمأة والجمع كعنبة وقال ابن بيطار
هو شيء يتكون تحت الأرض بقرب المياه وهو أبيض مدور أكبر من الكمأة يوجد في الأرض
وكل واحدة قد تشققت ثلاثا أو أربع قطع إلا أن بعضها ملتصق ببعض وهو أسلم من الفطر
وليس فيه شيء يقتل كما في الفطر وهو بارد رطب غليظ.
ومنه ما يقال له
بالفارسية كشنج ويقال له كل كنده ينبت في الرمل وفي خراسان وما وراء النهر
أكثر وقيل هو مسكر وهو مجوف ورطبه بمقدار جوزة كبيرة وقالوا هو أيضا بارد غليظ
بطيء الهضم.
ومنه الغرشنة قال
ابن بيطار هي كثيرة بأرض بيت المقدس وتعرف هناك بالكرشتة قال ابن سينا هو جنس من
الكمأة والفطر شكله شكل كأس صغير متبسم متشنج ناعم اللمس ويغسل به الثياب ويؤكل في
الأشياء الحامضة وقال ابن بيطار في الكمأة نقلا عن بعضهم الكمأة الحمراء قاتلة
وأجودها تلذذا أشدها إملاسا وأميلها إلى البياض وأما المتخلخل الرخو فردي جدا وهو
في المعدة الحارة جدا جيد وإذا لم تهضم لإكثار منه أو لضعف المعدة فخلطه ردي جدا
غليظ يولد الأوجاع في أسفل الظهر والصدر وعن ابن ماسة باردة رطبة في الدرجة
الثانية وعن المسيح يولد السدد أكلا وماؤها يجلو البصر كحلا وعن الغافقي من خواص
الكمأة أن من أكلها فأي شيء من ذوات السموم لذعه والكمأة في معدته مات ولم يخلصه
دواء
__________________
البتة وأما ماء
الكمأة فمن أصلح الأدوية للعين إذا ربي به الإثمد واكتحل به فإنه يقوي أجفان العين
ويزيد في الروح الباصرة قوة وحدة ويدفع عنها نزول الماء انتهى.
وأقول قد مر بعض
الكلام فيه في باب علاج العين .
١٢
باب
(الرجلة والفرفخ)
١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : وطئ رسول
الله صلىاللهعليهوآله الرمضاء فأحرقته
فوطئ على الرجلة وهي البقلة الحمقاء فسكن عنه حر الرمضاء فدعا لها وكان يحبها .
٢ ـ الكافي ، عن
علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عنه عليهالسلام مثله إلى قوله وكان عليهالسلام يحبها ويقول من بقلة ما
أبركها .
بيان
: في القاموس الرجلة
بالكسر الفرفخ ومنه أحمق من رجلة والعامة يقول من رجله وقال رمض قدمه احترقت من
الرمضاء أي الأرض الشديدة الحرارة.
٣ ـ المحاسن ، عن
محمد بن عيسى أو غيره عن قتيبة بن مهران عن حماد بن زكريا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله عليكم بالفرفخ وهي
المكيسة فإنه إن كان شيء يزيد في العقل فهي .
المكارم : عنه عليهالسلام مثله
__________________
بيان وهي المكيسة على بناء اسم الآلة أو الفاعل من الإفعال أو
التفعيل من الكياسة.
٤ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا رفعه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام ليس على وجه الأرض
بقلة أشرف ولا أنفع من الفرفخ وهي بقلة فاطمة صلوات الله عليها ثم قال لعن الله
بني أمية هم سموها بقلة الحمقاء بغضا لنا وعداوة لفاطمة عليهماالسلام.
الكافي ، عن محمد
بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن فرات بن أحنف قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام وذكر مثله .
٥ ـ دعوات
الراوندي ، أن النبي صلىاللهعليهوآله وجد حرارة فعض على
رجلة فوجد لذلك راحة فقال اللهم بارك فيها إن فيها شفاء من تسع وتسعين داء انبتي
حيث شئت.
١٥ وروي أن فاطمة
صلوات الله عليها كانت تحب هذه البقلة فنسب إليها وقيل بقلة الزهراء كما قالوا
شقائق النعمان ثم إن بني أمية غيرتها فقالوا بقلة الحمقاء وقالوا الحمقاء صفة
البقلة لأنها تنبت بممر الناس ومدرج الحوافر فتداس.
٦ ـ الدعائم ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله أنه كان يحب
الرجلة وبارك فيها .
بيان قال في القاموس الفرفخ الرجلة معرب پرپهن أي عريض الجناح
وقال البقلة المباركة الهندباء أو الرجلة وكذا البقلة اللينة وكذا بقلة الحمقاء
انتهى وقال سليمان بن حسان زعموا أنها سميت حمقاء لأنها تنبت على طرق الناس فيداس
وعلى مجرى السيل فيقلعها وقال الأطباء باردة في الثالثة رطبة في الثانية يقطع الثآليل
بخاصيته ويسكن الصداع الحار والتهاب المعدة شربا وضمادا وينفع من الرمد ونفث الدم.
__________________
١٣
باب الجرجير
١ ـ المحاسن ، عن
السياري عن أحمد بن الفضيل عن محمد بن سعيد عن أبي جميل عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : الجرجير شجرة على
باب النار .
٢ ـ ومنه عن
اليقطيني أو غيره عن قتيبة بن مهران عن حماد بن زكريا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله أكره الجرجير وكأني أنظر
إلى شجرتها نابتة في جهنم وماتضلع منها رجل بعد أن يصلي العشاء إلابات تلك الليلة
ونفسه تنازعه إلى الجذام .
وفي حديث آخر من
أكل الجرجير بالليل ضرب عليه عرق الجذام من أنفه وبات ينزف الدم .
بيان
: قال في النهاية في
حديث زمزم فشرب حتى تضلع أي أكثر من الشرب حتى تمدد جنبه وأضلاعه وفي القاموس نزف
ماء البئر نزحه كله والبئر نزحت كنزفت بالضم لازم ومتعد ونزف فلان دمه كعني إذا
سال حتى يفرط فهو منزوف ونزيف ونزفه الدم ينزفه انتهى.
وضرب عرق الجذام
كناية عن تحرك مادته لتوليده أبخرة حارة توجب احتراق الأخلاط وانصبابها إلى
المواضع المستعدة للجذام ولما كان الأنف أقبل المواضع لذلك خص بالذكر ولذا يبتدئ
غالبا بالأنف ونزف الدم إما كناية عن طغيانه واحتراقه وانصبابه إلى المواضع أو عن
قلة الدم الصالح في البدن.
٣ ـ المحاسن ، عن
علي بن الحكم عن مثنى بن الوليد قال قال أبو عبد الله عليهالسلام كأني أنظر إلى الجرجير
يهتز في النار ورواه يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن يعقوب بن شعيب عن
أبي عبد الله عليهالسلام قال : كأني أنظر
بها تهتز في النار .
__________________
ومنه عن محمد بن علي
عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن جده قال : نظر رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى الجرجير فقال كأني
أنظر إلى منبته في النار .
٤ ـ ومنه ، عن
جعفر الأحول عن محمد بن يونس عن علي بن أبي حمزة قال قال أبو عبد الله عليهالسلام لبني أمية من البقول
الجرجير .
٥ ـ ومنه ، عن
العبدي عن الحسين بن سعيد عن نصير مولى أبي عبد الله أو عن موفق مولى أبي الحسن عليهالسلام قال : كان إذا أمر بشيء
من البقل يأمر بالإكثار من الجرجير فيشترى له وكان يقول ما أحمق بعض الناس يقولون
إنه ينبت في وادي جهنم والله تبارك وتعالى يقول : « وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ » فكيف ينبت البقل .
بيان في الكافي عن موفق مولى أبي الحسن عليهالسلام قال : كان مولاي أبو الحسن
عليهالسلام إذا أمر بشراء
البقل يأمر بالإكثار منه ومن الجرجير .
وأقول يمكن الجمع
بين هذا الخبر وسائر الأخبار بأن النفي في هذا الخبر كونه على حقيقة البقلية
والمثبت في غيره كونه على هذا الشكل والهيئة كشجرة الزقوم ويحتمل أن يكون أخبار
الإثبات والإنبات محمولة على التقية.
٦ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن الرضا عليهالسلام قال : الباذروج
لنا والجرجير لبني أمية .
٧ ـ المكارم ، عن الصادق
عليهالسلام قال : أكل الجرجير
بالليل يورث البرص .
٨ ـ دعوات
الراوندي ، قال النبي صلىاللهعليهوآله من أكل الجرجير ثم
نام ينازعه عرق الجذام في أنفه وقال رأيتها في النار.
٩ ـ المجازات
النبوية ، قال ومن ذلك قوله عليهالسلام في خبر طويل روي
عن أنس
__________________
ابن مالك سمعه منه
صلىاللهعليهوآله عند ذكره منافع
كثيرة من بقول الأرض ومضارها فقال عليهالسلام عند ذكر الجرجير
فو الذي نفس محمد بيده ما من عبد بات وفي جوفه شيء من هذه البقلة إلا بات والجذام
يرفرف على رأسه حتى يصبح إما أن يسلم وإما أن يعطب.
قال السيد رحمهالله وهذا القول مجاز لأن الداء المخصوص الذي هو الجذام لا يصح أن يوصف بالرفرفة
على الحقيقة لأنه عرض من الأعراض وإنما أراد عليهالسلام أن البائت على أكل
هذه البقلة على شرف من الوقوع في الجذام لشدة اختصاصها بتوليد هذه العلة فإما أن
يدفعها الله تعالى عنه فتدفع أو يوقعه فيها فتقع وإنما قال عليهالسلام يرفرف على رأسه عبارة عن
دنو هذه العلة منه فتكون بمنزلة الطائر الذي يرفرف على الشيء إذا هم بالنزول إليه
والوقوع عليه .
توضيح : اعلم أن
الذي يظهر من كتب أكثر الأطباء أن البقلة المعروفة عند العجم تره تيزك ليس هو
الجرجير بل هو الرشاد قال ابن بيطار الجرجير صنفان بستاني وبري كل واحد منهما
صنفان فأحد صنفي البستاني عريض الورق فستقي اللون ناقص الحرافة رحض طيب والثاني
ورقه رقاق شديد الحرافة وقال صاحب الاختيارات الجرجير بري وبستاني البري يقال له
الأيهقان والبستاني يقال له بالفارسية كيكير والجرجير البري يقال له الخردل البري
ويستعمل بذره مكان الخردل وقال الرشاد الحرف ويقال له بالفارسية سپندان وتره تيزك.
__________________
١٤
باب الخس
١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عمن ذكره عن حفص الأبار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : عليكم بالخس
فإنه يطفئ الدم .
الكافي ، عن العدة
عن البرقي مثله لكنه قال فإنه يصفي الدم
٢ ـ المكارم ، قال
الصادق عليهالسلام عليك بالخس فإنه
يقطع الدم.
وعن أمير المؤمنين
عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله كلوا الخس فإنه
يورث النعاس ويهضم الطعام .
بيان لا يبعد أن يكون يقطع الدم تصحيف يطفئ أو يصفي أو المراد
به ما يرجع إليهما أي يقطع سورة الدم أو الأمراض الدموية وقال الأطباء إنه بارد
رطب في الثالثة وقيل في الثانية وهو منوم مدر للبول والدم المتولد منه أصلح من
الدم المتولد من سائر البقول ويصلح المعدة وذكروا له ولبذره منافع كثيرة.
١٥
باب الكرفس
١ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا عن البجلي عن إسماعيل بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله الكرفس بقلة الأنبياء .
الدعائم : عنه عليهالسلام مثله .
__________________
٢ ـ الدروس ، روي
أنه أي الكرفس يورث الحفظ ويذكي القلب وينفي الجنون والجذام والبرص.
٣ ـ المحاسن ، عن
محمد بن عيسى أو غيره عن قتيبة بن مهران عن حماد بن زكريا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله عليكم بالكرفس فإنه طعام
إلياس واليسع ويوشع بن نون .
٤ ـ ومنه ، عن نوح
بن شعيب عن محمد بن الحسن بن علي بن يقطين فيما أعلم عن نادر الخادم قال : ذكر أبو
الحسن عليهالسلام الكرفس فقال أنتم
تشتهونه وليس من دابة إلا وهي تحتك به .
بيان
: هذا إما مدح له
بأن الدواب أيضا يعرفن نفعه فيتداوين به أو ذم له بأن ذوات السموم تحتك به فيسري
إليه بعض سمها والأول أظهر.
٥ ـ المكارم ، عن
الحسين بن علي عليهالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام في أشياء وصاه بها كل
الكرفس فإنه بقلة إلياس ويوشع بن نون عليهماالسلام.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله الكرفس بقلة الأنبياء
ويذكر أن طعام الخضر وإلياس الكرفس والكمأة .
بيان قال الفيروزآبادي الكرفس بفتح الكاف والراء بقل معروف عظيم
المنافع مدر محلل للرياح والنفخ منق للكلى والكبد والمثانة مفتح سددها مقو للباءة
لا سيما بذره مدقوقا بالسكر والسمن عجيب إذا شرب ثلاثة أيام ويضر بالأجنة والحبالى
والمصروعين.
__________________
١٦
باب السداب
١ ـ المحاسن ، عن
أحمد بن محمد بن عيسى عن يعقوب بن عامر عن رجل عن أبي الحسن عليهالسلام قال : السداب يزيد في
العقل .
٢ ـ ومنه ، عن
السياري عن عمرو بن إسحاق عن محمد بن صالح عن عبد الله بن زياد عن الضحاك بن مزاحم
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله السداب جيد لوجع
الأذن .
٣ ـ المكارم ، عن الرضا
عليهالسلام قال : السداب يزيد
في العقل غير أنه ينثر ماء الظهر.
عن الفردوس ، عن
عائشة عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : من أكل
السداب ونام عليه نام آمنا من الدبيلة وذات الجنب .
بيان في القاموس الدبيلة كجهينة الداهية وداء في الجوف وقال في
بحر الجواهر الدبيلة بالتصغير كل ورم فأما أن يعرض في داخله موضع تنصب فيه المادة
فيسمى دبيلة وإلا خص باسم الورم وقيل ورم كبير مستدير الشكل يجمع المدة وقيل هي
دمل كبير ذو أفواه كثيرة فارسيها كفكيرك.
٤ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن محمد بن موسى عن علي بن الحسن الهمداني عن محمد بن عمرو بن
إبراهيم عن أبي جعفر أو أبي الحسن عليهالسلام الوهم عن محمد بن
موسى قال : ذكر السداب فقال أما إن فيه منافع زيادة في العقل وتوفير في الدماغ غير
أنه ينتن ماء الظهر.
وروي أنه جيد لوجع
الأذن .
__________________
بيان السداب في نسخ الحديث وأكثر نسخ الطب بالدال المهملة وفي
القاموس وبعض النسخ بالمعجمة قال في القاموس السذاب الفيجن وهو بقل معروف وفي بحر
الجواهر السذاب بالفتح والذال المعجمة هو من الحشائش المعروفة بري وبستاني الرطب
منه حار يابس في الثانية واليابس في الثالثة والبري في الرابعة وقيل في الثالثة
مقطع للبلغم محلل للرياح جدا منق للعروق ويجفف المني ويسقط الباءة مفرح قابض يذيب
رائحة الثوم والبصل ويحلل الخنازير وينفع من القولنج وأوجاع المفاصل ويقتل الدود
وبزره يسكن الفواق البلغمي وإن لزج بخر الثوب بأصله لم يبق فيه القمل وهذا مجرب
انتهى.
وأقول نفعه لوجع الأذن مشهور بين الأطباء قالوا إذا قطر ماؤه في
الأذن يسكن الوجع لا سيما إذا أغلي في قشر الرمان وأما زيادة العقل فلان غالب
البلادة من غلبة البلغم وهو يقطعه وما نقله ابن بيطار عن روفس أن الإكثار من أكله
يبلد الفكر ويعمي القلب فلا عبرة به مع أنه خص ذلك بإكثاره.
١٧
باب الحزاء
١ ـ المحاسن ، روي
عن أبي عبد الله عليهالسلام أن الحزاء جيد
للمعدة بماء بارد .
٢ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن غير واحد عن محمد بن عيسى عن محمد بن عمرو بن إبراهيم قال : سألت
أبا جعفر عليهالسلام وشكوت إليه ضعف
معدتي فقال اشرب الحزاءة بالماء البارد ففعلت فوجدت منه ما أحب .
بيان قال في النهاية في حديث بعضهم الحزاءة تشربها أكايس النساء
للطشة الحزاءة نبت بالبادية يشبه الكرفس إلا أنه أعرض ورقا منه والحزاء جنس لها
__________________
والطشة الزكام وفي
رواية يشتريها أكايس النساء للخافية والإقلات الخافية الجن والإقلات موت الولد
كأنهم كانوا يرون ذلك من قبل الجن فإذا تبخرن به نفعهن وفي القاموس الحزاء ويمد
نبت الواحدة حزاة وحزاءة وغلط الجوهري فذكره بالخاء وقال بعضهم هو نبت يكون
بآذربيجان كثيرا ويرمى ورقه في الخل وفيه حموضة ويقال له بالفارسية بيوه زا.
قال ابن بيطار قال
أبو حنيفة الحزاء هي النبتة التي تسمى بالفارسية دينارويه وهي تشفي الريح ريحها
كريهة وورقها نحو من ورق السداب وليس في خضرته وقيل إنه سداب البر وقيل هي بقلة
حارة حريفة قليلا تشوبها مرارة ورقها كورق الرازيانج في ملمسها خشونة وهي تضاد سم
العقرب والأدوية القتالة بالبرد هاضمة للطعام الغليظ ونفش الرياح ويزيل الجشأ
الحامض ويدر البول ويعطش إعطاشا كثيرا وشبيه بالسداب في القوة وقاطع للمني وله بزر
أخضر طيب الريح والطعم طارد للرياح جيد للمعدة ويصلح مزاج البدن والأحشاء ويفتح
سدد الكبد والطحال وذكر له منافع أخرى كثيرة.
١٨
باب النانخواه والصعتر
١ ـ المحاسن ، روي
أن الصعتر يدبغ المعدة وفي حديث آخر أن الصعتر ينبت زئبر المعدة .
بيان الزئبر بالكسر مهموز ما يعلو الثوب الجديد مثل ما يعلو
الخز يقال زأبر الثوب فهو مزأبر إذا خرج زئبره انتهى أقول هذا قريب المضمون بالخبر
الآتي فإن الخمل قريب من الزئبر قال في القاموس الخمل هدب القطيفة ونحوها وأخملها
جعلها ذات خمل.
__________________
٢ ـ المحاسن ، عن أبي
يوسف عن زياد بن مروان القندي عن أبي الحسن الأول عليهالسلام قال : كان دواء أمير
المؤمنين عليهالسلام الصعتر وكان يقول
إنه يصير في المعدة خملا كخمل القطيفة .
٣ ـ المكارم ، روي
عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه دعا بالهاضوم
والصعتر والحبة السوداء فكان يستفه إذا أكل البياض وطعاما له غائلة وكان يجعله مع
الملح الجريش ويفتح به الطعام ويقول ما أبالي إذا تغاديته ما أكلت من شيء وكان
يقول يقوي المعدة ويقطع البلغم وهو أمان من اللقوة .
وعن ابن عباس قال
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله الثفاء دواء لكل
داء ولم يداو الورم والضربان بمثله.
الثفاء النانخواه
ويقال الخردل ويقال حب الرشاد .
أقول أوردنا خبرا في باب الجوز يناسب الباب.
٤ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن علي بن سليمان عن بعض الواسطيين عن أبي الحسن عليهالسلام أنه شكا إليه الرطوبة
فأمره أن يستف الصعتر على الريق .
تبيين السعتر يكون بالسين والصاد كما ذكره الفيروزآبادي وغيره
وقال الجوهري السعتر نبت وبعضهم يكتبه بالصاد في كتب الطب لئلا يلتبس بالشعير
وقالوا أصنافه كثيرة فمنه بري ومنه بستاني ومنه جبلي ومنه طويل الورق ومنه مدور
الورق ومنه دقيق الورق ومنه عريض الورق وأكثرها مشهورا حار يابس في الثالثة يلطف
ويحلل ويطرد الرياح والنفخ ويهضم الطعام الغليظ ويجفف المعدة ويدر البول والطمث
ويحد البصر الضعيف وينفع وجع
__________________
الورك مشروبا
وضمادا وفي الصحاح الهاضوم الذي يقال له الجوارش لأنه يهضم الطعام وفي القاموس
الهاضوم كل دواء هضم طعاما.
وكأن المراد هنا
النانخواه لما روى الكليني عن أبي الحسن عليهالسلام قال : من أراد أكل
الماست ولا يضره فليصب عليها الهاضوم قلت له وما الهاضوم قال النانخواه . والمراد بالبياض
اللبنيات ويحتمل بياض البيض والأول أظهر وقوله الثفاء من كلام الطبرسي رحمهالله وقال الجوهري الثفاء على مثال القراء الخردل ويقال الحرف وهو فعال الواحدة
ثفاءة ونحوه قال الفيروزآبادي وقال في بحر الجواهر ويسميه أهل العراق حب الرشاد
وكان هذا والنانخواه بأبواب الحبوب أنسب ذكرناهما هنا استطرادا.
١٩
باب الكزبرة
١ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن عيسى عن الدهقان عن درست عن إبراهيم بن
عبد الحميد عن أبي الحسن عليهالسلام قال : أكل التفاح
والكزبرة يورث النسيان .
٢ ـ المكارم ، والخصال
، وغيرهما في وصايا النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام يا علي تسعة أشياء تورث
النسيان أكل التفاح الحامض وأكل الكزبرة والجبن وسؤر الفأرة وقراءة كتابة القبور
والمشي بين امرأتين وطرح القملة حية والحجامة في النقرة والبول في الماء الراكد .
__________________
٣ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن عبيد الله الدهقان عن درست عن إبراهيم
بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليهالسلام مثله .
بيان الكزبرة بضم الكاف والباء وقد يفتح الباء واختلف الأطباء
في طبعها فقيل بارد في آخر الأولى يابس في الثانية وقيل إنها مركبة القوى وذكروا
لها فوائد كثيرة شربا وضمادا لكن ذكروا أن إدمانها والإكثار منها يخلط الذهن ويظلم
العين ويجفف المني ويسكن الباه ويورث النسيان ولا يبعد حمل الأخبار على الإكثار.
٢٠
باب
(البصل والثوم)
١ ـ قرب الإسناد ،
عن عبد الله بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
الثوم والبصل يجعل في الدواء قبل أن يطبخ قال لا بأس.
وسألته عن أكل
الثوم والبصل بالخل قال لا بأس .
٢ ـ الخصال ، عن
محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد الأشعري عن محمد بن
علي الهمداني عن الحسن بن علي الكسائي عن ميسر بياع الزطي وكان خاله قال سمعت أبا عبد
الله عليهالسلام يقول كلوا البصل
فإن فيه ثلاث خصال يطيب النكهة ويشد اللثة ويزيد في الماء والجماع .
الكافي ، عن علي
بن بندار عن أبيه عن الهمداني مثله
__________________
المحاسن ، والمكارم
، مرسلا مثله .
٣ ـ العلل ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن أبي عمير عن ابن
أذينة عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن
الثوم فقال إنما نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله عنه لريحه فقال من
أكل هذه البقلة المنتنة فلا يقرب مسجدنا فأما من أكله ولم يأت المسجد فلا بأس .
٤ ـ ومنه ، عن
محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي عن أبيه عن فضالة عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من أكل هذه البقلة فلا
يقرب مسجدنا ولم يقل إنه حرام .
٥ ـ ومنه ، عن علي
بن حاتم عن محمد بن جعفر الرزاز عن عبد الله بن محمد بن خلف عن الوشاء عن محمد بن
سنان قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن أكل البصل
والكراث فقال لا بأس بأكله مطبوخا وغير مطبوخ ولكن إن أكل منه ما له أذى فلا يخرج
إلى المسجد كراهية أذاه على من يجالسه .
٦ ـ المحاسن ، عن
أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر قال قال أبو عبد الله عليهالسلام البصل يذهب النصب ويشد
العصب ويزيد في الماء والخطا ويذهب بالحمى .
الكافي ، عن أبي
علي الأشعري عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر مثله إلا أن فيه ويزيد
في الخطا ويزيد في الجماع.
المكارم ، مرسلا
مثله
__________________
بيان الخطا جمع الخطوة والزيادة فيها كناية عن قوة المشي
وزيادتها وربما يقرأ بالحاء المهملة والظاء المعجمة من حظي كل واحد من الزوجين عند
صاحبه حظوة والمراد به الجماع وكأنه تصحيف لكن في أكثر نسخ المكارم هكذا قال في
القاموس الحظوة بالضم والكسر والحظة كعدة المكانة والحظ من الرزق والجمع حظى وحظاء
وحظي كل واحد من الزوجين عند صاحبه كرضي واحتظى وهي حظية وقرأ بعض المصحفين أيضا
بالخاء والظاء المعجمتين أي يكثر لحمه قال في القاموس خظا لحمه خظوا كسموا اكتنز
والخظوان محركة من ركب بعض لحمه بعضا وخظاه الله وأخظاه أضخمه وأعظمه وخظي لحمه
خظى اكتنز وفرس خظ بظ وامرأة خظية بظية وأخظى سمن وسمن انتهى ولا يخفى ما فيه من
التكلف مع عدم مساعدة إملاء النسخ.
٧ ـ المحاسن ، عن
السياري عن أحمد بن خالد عن أحمد بن المبارك الدينوري عن أبي عثمان عن درست عن أبي
عبد الله عليهالسلام قال : البصل يطيب
الفم ويشد الظهر ويرق البشرة .
الكافي ، عن علي
بن محمد بن بندار عن السياري مثله .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
بيان كأن المراد برقة البشرة صفاء اللون وعدم كمدته قال في القانون
البصل يحمر الوجه.
٨ ـ المحاسن : عن
منصور بن العباس عن عبد العزيز بن حسان البغدادي عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن
محمد الجعفي قال : ذكر أبو عبد الله عليهالسلام البصل فقال :
__________________
يطيب النكهة ويذهب
بالبلغم ويزيد في الجماع .
الكافي : عن العدة
عن سهل عن منصور مثله .
بيان تطيب النكهة وهي بالفتح ريح الفم آجلا لا ينافي البخر
ونتنه عاجلا.
٩ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا دخلتم بلادا كلوا من
بصلها يطرد عنكم وباءها .
الكافي : عن العدة
عن البرقي مثله .
المكارم : عن الباقر
عليهالسلام مثله .
١٠ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن النضر عن القاسم بن سليمان عمن أخبره عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إنا لنأكل البصل
والثوم .
١١ ـ ومنه ، عن حماد بن عيسى
عن شعيب بن يعقوب عن أبي بصير قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن أكل الثوم والبصل قال
لا بأس بأكله نيا وفي القدر .
١٢ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن عبيس بن هشام عن عبد الكريم الخثعمي عن سماعة عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه سئل عن أكل البصل
فقال لا بأس به نيا وفي القدر ولا بأس أن يتداووا بالثوم ولكن إذا كان ذلك فلا
تخرج إلى المسجد .
__________________
الكافي : عن محمد
بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد عن شعيب عن أبي بصير عنه عليهالسلام مثله .
بيان في النهاية الني هو الذي لم يطبخ أو طبخ ولم ينضج يقال ناء
اللحم ينيء نيئا بوزن ناع ينيع نيعا فهو نيء بالكسر كنيع هذا هو الأصل وقد يترك
الهمزة ويقلب ياء فيقال ني مشددا انتهى.
أقول رواه في
المكارم مرسلا وفيه فقال لا بأس به توابل في القدر وهو تصحيف حسن قال في
المصباح التابل بفتح الباء وقد يكسر هو الأبزار ويقال إنه معرب قال ابن الجواليقي
وعوام الناس تفرق بين التابل والأبزار والعرب لا تفرق بينهما يقال توبلت القدر إذا
أصلحتها بالتابل والجمع التوابل.
١٣ ـ المحاسن ، عن
عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن الحسن الزيات قال : لما أن قضيت نسكي مررت بالمدينة
فسألت عن أبي جعفر عليهالسلام فقالوا هو بينبع
فأتيت ينبع فقال يا حسن أتيتني إلى هاهنا فقلت نعم جعلت فداك كرهت أن أخرج ولا
ألقاك فقال إني أكلت هذه البقلة يعني الثوم فأردت أن أتنحى عن مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله .
بيان ينبع كينصر قرية كبيرة بها حصن على سبع مراحل من المدينة
من جهة البحر ذكره في النهاية.
١٤ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن فضالة عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله من أكل هذه البقلة
فلا يقرب مسجدنا ولم يقل إنه حرام .
١٥ ـ المكارم ، كان
رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يأكل الثوم ولا
البصل ولا الكراث ولا العسل الذي فيه المغافير وهو ما يبقى من الشجر في بطون النحل
فيلقيه في العسل فيبقى
__________________
له ريح في الفم .
وعن الباقر عليهالسلام أنه قال : إنا لنأكل
الثوم والبصل والكراث.
عن الفردوس عن أمير
المؤمنين عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله كلوا الثوم فلو لا
أني أناجي الملك لأكلته.
وعن علي عليهالسلام قال : لا يصلح أكل الثوم
إلا مطبوخا .
بيان
: في النهاية
المغافير شيء ينضجه شجر العرفط حلو كالناطف واحدها مغفور بالضم وله ريح كريهة
منكرة ويقال أيضا المغاثير بالثاء المثلثة.
١٦ ـ دعوات
الراوندي ، قال النبي صلىاللهعليهوآله من أكل هذه البقلة
المنتنة الثوم والبصل فلا يغشانا في مجالسنا وإن الملائكة تتأذى بما يتأذى به
المسلم.
تذنيب قال في بحر
الجواهر البصل حار يابس في الرابعة وقيل في الثالثة وفيه رطوبة فضلية ملطف مقطع
وفيه مع قبضه جلاء وتفتيح قوي وفيه نفخ وجذب للدم إلى الخارج وبزره إذا طلي به
أذهب البهق ويقلع البياض من العين مع العسل ونافع لداء الثعلب إذا دلك حوله وهو
بالملح يقطع الثآليل ويفتح أفواه عروق البواسير مهيج للباه جدا ويصدع والإكثار من
أكله يسبت ويضر بالعقل ويقوي المعدة ويشهي ويعطش وشمه ينفع الغثيان من شرب الدواء
وإن أكل في الأسفار والمواضع المختلفة المياه نفع من ضرر اختلافها وماؤه يدر الطمث
ويلين الطبيعة.
وفي الجامع إذا
قطر ماء البصل وحده في أذن نفع من ثقل السمع وطنينها وسيلان القيح منها ومن الماء
إذا وقع فيها.
وقال الثوم صنفان
بري وبستاني قال جالينوس حار يابس في الثالثة وقيل في الرابعة ينفع كهبة الدم
ويقتل القمل والصئبان ويصدع ويضر البصر
__________________
أكثر من البصل
لقوة تحليله وشدة تجفيفه وينفع من وجع الظهر والورك وهو يقوم مقام الترياق في لسع
الهوام الباردة وهو بالجملة حافظ لصحة المبرودين والشيوخ جدا مقو لحرارتهم
الغريزية طارد للرياح الغليظة وينفع من تقطير البول للشيوخ وخير صنعته أن يسلق
بالماء والملح ثم يخرج ويطبخ بدهن اللوز ثم يؤكل ويمص بعده الرمان والتفاح وإذا
أحرق وسحق وعجن بعسل ووضع على لسعة الحية أبرئ وللثوم منفعة عجيبة في قتل حب
القرع.
١٧ ـ التهذيب ، بإسناده
عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة قال حدثني من أصدق من أصحابنا أنه سأل
أحدهما عليهماالسلام عن ذلك يعني أكل
الثوم فقال أعد كل صلاة صليتها ما دمت تأكله .
بيان حمله الشيخ وغيره على التغليظ في الكراهة واستحباب الإعادة
ونقلوا الإجماع على نفي وجوبها.
١٨ ـ الفردوس ، عن
أبي الدرداء عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إذا دخلتم
بلدة وبيئا فخفتم وباءها فعليكم ببصلها فإنه يجلي البصر وينقي الشعر ويزيد في ماء
الصلب ويزيد في الخطا ويذهب بالحماء [ بالحمى ] وهو السواد في الوجه والإعياء
أيضا.
٢١
باب القثاء
١ ـ المحاسن ، عن
محمد بن عيسى اليقطيني عن عبيد الله الدهقان عن درست الواسطي عن ابن سنان قال قال
أبو عبد الله عليهالسلام إذا أكلتم القثاء
فكلوه من أسفله فإنه أعظم لبركته .
٢ ـ ومنه ، عن
الحجال عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول
الله
__________________
صلىاللهعليهوآله يأكل القثاء بالملح .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثل الخبرين .
٣ ـ ومنه كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله يأكل القثاء
بالرطب والقثاء بالملح .
٤ ـ الفردوس عن
وابصة عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إذا أكلتم
القثاء فكلوا من أسفله.
بيان
: في تهذيب الأسماء
القثاء بكسر القاف وضمها ممدودا من الثمار المعروفة وفي المغرب أن الخيار مرادف
للقثاء وهو الذي صرح به الجوهري ويظهر من بعض الأطباء أن القثاء هو الطويل المعوج
والقثد والخيار هو القصير المعروف ببادرنك في لغة العجم ففي جامع البغدادي الخيار
معروف وهو بارد رطب في آخر الثانية وبذره أبرد وجرمه أغلظ وأثقل وأبرد من القثاء
فهو لذلك أشد تطفئة وتبريدا ويولد البلغم الغليظ ويضر عصب المعدة ويفجج الغذاء ويولد
الخام وأجوده ما كان صغير الجثة دقيق الحب غزيره متكاثفا ولا ينبغي أن يؤكل سوى
لبه وهو يطفئ حرارة الكبد والمعدة الملتهبين وشمه يرد إلى النفس قوتها ويسكن الضعف
الحادث من الاختلاف الحادث من حرارة مفرطة لو كان أصابه غشي وبزره نافع من احتراق
الصفراء وورم الكبد الحار والطحال وأوجاع الرية وقروحها الحارة ويدر البول.
وقال في القثاء هو
صنفان كازروني هو طوال كبار يجيء في فصل الربيع قليل البزر شحم الجرم وصنف يأتي في
أواخر الصيف يسمى النيشابوري وهو كثير البزر وهو أعذب وأحلى من الأول وهو بارد رطب
في آخر الثانية وهو أخف من الخيار وأسرع نزولا انتهى.
أقول : روى العامة
في صحاحهم أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يأكل الرطب
بالقثاء
__________________
ورووا عن عبد الله
بن جعفر أنه قال : رأيت في يمين النبي صلىاللهعليهوآله قثاء وفي شماله
رطبا وهو يأكل من ذا مرة ومن ذا مرة وقال القرطبي يؤخذ
منه جواز مراعاة صفات الأطعمة وطبائعها واستعمالها على الوجه اللائق بها على قاعدة
الطب لأن في الرطب حرارة وفي القثاء برودة فإذا أكلا معا اعتدلا وهذا أصل كبير في
المركبات من الأدوية.
__________________
أبواب
الحبوب
١
باب
الحنطة والشعير وبدو خلقهما
١ ـ العلل ، عن
أحمد بن محمد العلوي عن محمد بن أسباط عن أحمد بن محمد بن زياد عن أحمد بن محمد بن
عبد الله عن عيسى بن جعفر العلوي العمري عن آبائه عن عمر بن علي عن أبيه علي بن
أبي طالب عليهالسلام أنه سئل مما خلق
الله الشعير فقال إن الله تبارك وتعالى أمر آدم عليهالسلام أن ازرع مما اخترت
لنفسك وجاءه جبرئيل بقبضة من الحنطة فقبض آدم على قبضة وقبضت حواء على أخرى فقال
آدم لحواء لا تزرعي أنت فلم تقبل أمر آدم فكل ما زرعت حواء [ زرع آدم ] جاء حنطة
وكل ما زرعت حواء جاء شعيرا .
المكارم ، من كتاب
النبوة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما زال طعام
رسول الله صلىاللهعليهوآله الشعير حتى قبضه
الله إليه.
وعن الصادق عليهالسلام قال : كان قوت رسول الله صلىاللهعليهوآله الشعير وحلواه التمر
وإدامه الزيت.
وعنه عليهالسلام قال : لو علم الله في شيء
شفاء أكثر من الشعير ما جعله الله غذاء الأنبياء عليهمالسلام.
فائدة المشهور بين الأطباء أن الحنطة حارة معتدلة في الرطوبة
واليبس والمقلوة منهما بطيئة الهضم يولد الدود وحب القرع والحنطة الكبيرة الحمراء
__________________
أغذى والشعير بارد
يابس في الأول وقيل في الثانية أقل غذاء من الحنطة وينفع الجرب والكلف طلاء وضمادا
بدقيقه وهو ردي للمعدة وماؤه رطب بارد وهو أوفق غذاء للمحمومين وأسرع انحدارا من
ماء الحنطة وينفع الصدر والسعال وهو أغذى من سويقه ولا يخلو من نفخ لكن نفخ السويق
أكثر.
٢
باب
الماش واللوبيا والجاورس
١ ـ المكارم ، سأل
بعض أصحابنا الرضا عليهالسلام عن البهق قال
فأمرني أن أطبخ الماش وأتحساه وأجعله طعامي ففعلت أياما فعوفيت.
وعنه عليهالسلام أيضا قال : خذ الماش
الرطب في أيامه ودقه مع ورقه واعصر الماء واشربه على الريق واطله على البهق ففعلت
فعوفيت .
٢ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن محمد بن موسى عن أحمد بن الحسن الجلاب عن بعض أصحابنا قال : شكا
رجل إلى أبي الحسن عليهالسلام البهق فأمره أن
يطبخ الماش ويتحساه ويجعله في طعامه .
بيان قال في القاموس الماش حب معروف معتدل وخلطه محمود نافع
للمحموم والمزكوم ملين وإذا طبخ بالخل نفع الجرب المتقرح وضماده يقوي الأعضاء
الواهية.
٣ ـ الكافي ، عن
علي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : اللوبيا تطرد
الرياح المستبطنة .
بيان قال صاحب بحر الجواهر اللوبياء واللوبيا بالمد والقصر من
الحبوب المعروفة حار في الأصل معتدل في اليبوسة وقيل بارد يابس منق من دم النفاس
__________________
مدر للطمث والبول
مخصب للبدن مخرج للأجنة والمشيمة.
٤ ـ الكافي ، عن
العدة عن سهل عن أيوب بن نوح قال : حدثني من أكل مع أبي الحسن عليهالسلام هريسة بالجاورس فقال أما
إنه طعام ليس فيه ثقل ولا له غائلة وإنه أعجبني فأمرت أن يتخذ لي وهو باللبن أنفع
وألين في المعدة .
بيان في بحر الجواهر جاورس معرب كاورس وهو خير من الدخن في جميع
أحواله إلا أنه أقوى قبضا بارد في الأولى يابس في الثانية قابض مجفف يسكن الوجع
ويحلل النفخ إذا قلي وكمد حارا ويولد دما رديا ولو طبخ باللبن قل ضرره وهو قليل الغذاء
بطيء الهضم وقال ابن بيطار الجاورس عند الأطباء صنفان من الدخن صغير الحب شديد
القبض أغبر اللون وهو عند جميع الرواة الدخن نفسه غير أن أبا حنيفة الدينوري خاصة
من بينهم قال الدخن جنسان أحدهما زلال وقاص والآخر أخرس وقال الجاورس فارسي والدخن
عربي وقال ابن ماسة إذا طبخ مع اللبن واتخذ منه دقيقه حيسا وصير معه شيء من الشحوم
غذي البدن غذاء صالحا وهو أفضل من الدخن وأغذى وأسرع انهضاما وأقل حبسا للطبيعة.
٣
باب العدس
١ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله عليكم بالعدس فإنه
مبارك مقدس يرق القلب ويكثر الدمعة وقد بارك فيه سبعون نبيا آخرهم عيسى ابن مريم عليهماالسلام.
صحيفة الرضا
والمكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
__________________
بيان : وقد بارك فيه أي
دعوا له بالبركة أو بينوا بركتها ومنافعها.
٢ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شكا رجل إلى النبي صلىاللهعليهوآله قساوة القلب فقال له عليك
بالعدس فإنه يرق القلب ويسرع الدمعة وقد بارك عليه سبعون نبيا .
٣ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن أبيه عن علي عليهالسلام قال : أكل العدس
يرق القلب ويسرع الدمعة .
٤ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم التبوكي عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : بينا رسول
الله صلىاللهعليهوآله جالس في مصلاه إذ
جاءه رجل يقال له عبد الله بن التيهان من الأنصار فقال له يا رسول الله إني لأجلس
إليك كثيرا وأسمع منك كثيرا فما يرق قلبي وما تسرع دمعتي فقال له النبي صلىاللهعليهوآله يا ابن التيهان عليك
بالعدس فكله فإنه يرق القلب ويسرع الدمعة وقد بارك عليه سبعون نبيا .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
٥ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن عبد الله عمن ذكره عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عليهمالسلام قال : كان فيما أوصى به
رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام أن قال يا علي كل العدس
فإنه مبارك مقدس وهو يرق القلب ويكثر الدمعة وإنه بارك عليه سبعون نبيا .
٦ ـ ومنه ، عن
عثمان بن عيسى عن فرات بن أحنف أن بعض أنبياء بني إسرائيل شكا إلى الله قسوة القلب
وقلة الدمعة فأوحى الله إليه أن كل العدس فأكل العدس فرق قلبه وكثرت دمعته .
٧ ـ ومنه ، عن
داود بن إسحاق الحذاء عن محمد بن الفيض قال : أكلت عند
__________________
أبي عبد الله عليهالسلام مرقة بعدس فقلت جعلت فداك
إن هؤلاء يقولون إن العدس قدس عليه ثمانون نبيا فقال كذبوا ولا عشرين [ عشرون ]
نبيا .
وروي أنه يرق
القلب ويسرع دمعة العينين .
بيان نفي تقديس الأنبياء لا ينافي مباركتهم فإن التقديس الحكم
بالطهارة والتنزه أو الدعاء له بالطهارة وهذا معنى أرفع من البركة والنفع ويحتمل
أن يكون المراد بالعدس هنا غير ما أريد به في سائر الأخبار فإنه سيأتي أن العدس
يطلق على الحمص وسيأتي إشعار بهذا الجمع فلا تغفل.
٨ ـ المكارم ، من
الفردوس قال النبي صلىاللهعليهوآله شكا نبي من
الأنبياء إلى الله عز وجل قساوة قلوب قومه فأوحى الله عز وجل إليه وهو في مصلاه أن
مر قومك أن يأكلوا العدس فإنه يرق القلب ويدمع العين ويذهب الكبرياء وهو طعام
الأبرار .
٩ ـ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : عليكم
بالعدس فإنه يرق القلب ويكثر الدمعة ولقد قدسه سبعون نبيا .
بيان في بحر الجواهر العدس من الحبوب المعروفة في التقويم أنه
بارد يابس في الثانية وقال جالينوس إنه إما معتدل في الحر والبرد أو مايل إلى
الحرارة يسيرا وفي المنهاج هو معتدل في الحر والبرد يابس في الثانية وقيل إن قشره
حار في الأولى والمقشور منه بارد في الثانية وقيل في الأولى يابس في الثالثة ونفس
جرمه يجفف ويحبس البطن وأما الماء الذي يطبخ به العدس فمطلق ولذلك صار من يستعمله
لحبس البطن يطبخه طبختين ويصب عنه ماءه الأول وهو أولى من الماش في الحصبة إن لم
يكن صداع وهو مضر بالعصب والبصر والمعدة وعسر البول ويولد الرياح والجذام ومصلحة
السلق واللحم السمين أو دهن اللوز والإسفاناج.
__________________
٤
باب الأرز
١ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله سيد طعام الدنيا
والآخرة اللحم ثم الأرز .
الصحيفة : عنه عليهالسلام مثله .
٢ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن عثمان بن عيسى عمن أخبره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال : نعم
الطعام الأرز وإنا لندخره لمرضانا .
٣ ـ ومنه ، عن علي
بن الحكم وابن فضال عن يونس بن يعقوب قال قال أبو عبد الله عليهالسلام ما يأتينا من ناحيتكم شيء
أحب إلي من الأرز والبنفسج إني اشتكيت وجعي ذاك الشديد فألهمت أكل الأرز فأمرت به
فغسل فجفف ثم قلي وطحن فجعل لي منه سفوف بزيت وطبيخ أتحساه فذهب الله بذلك الوجع .
الكافي ، عن
البرقي مثله وفيه فأذهب الله عز وجل عني بذلك الوجع .
بيان كأن المراد بالطبيخ هنا مطلق المطبوخ وفي القاموس الطبيخ
ضرب من المنصف وهو شراب طبخ حتى ذهب نصفه ولو كان هو المراد هنا فلعل المراد به ما
لم يغلظ كثيرا بل اكتفي فيه بذهاب نصفه وقوله وطبيخ عطف معطوف على سفوف وقيل أراد
بالبنفسج دهنه كما مر في باب الأدهان.
٤ ـ المحاسن : عن
ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : مرضت سنتين أو أكثر
فألهمني الله الأرز فأمرت به فغسل
__________________
فجفف ثم أشم النار
وطحن فجعلت بعضه سفوفا وبعضه حسوا .
بيان
: ثم أشم النار أي
أقلي بالنار قليا خفيفا كأنه شم رائحته في القاموس أشم الحجام الختان أخذ منه قليلا
انتهى وهذا مجاز شائع بين العرب والعجم وفي القاموس سففت الدواء بالكسر سفا
واستففته قمحته أو أخذته غير ملتوت وهو سفوف كصبور وقال حسا زيد المرق شربه شيئا
بعد شيء كتحساه واحتساه وأحسيته إياه وحسيته واسم ما يتحسى الحسية والحسا ويمد
والحسو كدلو والحسو كعدو.
٥ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن يونس عن هشام بن الحكم عن زرارة قال : رأيت داية أبي الحسن عليهالسلام تلقمه الأرز وتضربه عليه
فغمني ذلك فدخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقال إني أحسبك
غمك الذي رأيت من داية أبي الحسن قلت نعم جعلت فداك فقال لي نعم نعم الطعام الأرز
يوسع الأمعاء ويقطع البواسير وإنا لنغبط أهل العراق بأكلهم الأرز والبسر فإنهما
يوسعان الأمعاء ويقطعان البواسير .
الكافي ، عن علي
بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار وغيره عن يونس مثله .
٦ ـ دعوات
الراوندي ، عن المفضل بن عمر قال : دخلت على الصادق عليهالسلام بالغداة وهو على
المائدة فقال تعال يا مفضل إلى الغداء.
فقلت يا سيدي قد
تغديت قال ويحك فإنه أرز فقلت يا سيدي قد فعلت فقال تعال حتى أروي لك حديثا فدنوت
منه فجلست فقال :
حدثني أبي عن
آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال أول حبة أقرت لله
__________________
بالوحدانية ولي
بالنبوة ولأخي علي بالوصية ولأمتي الموحدين بالجنة الأرز ثم قال ازدد أكلا حتى
أزيدك علما فازددت أكلا فقال :
حدثني أبي عن
آبائه عن النبي صلىاللهعليهوآله قال كل شيء أخرجت
الأرض ففيه داء وشفاء إلا الأرز فإنه شفاء لا داء فيه ثم قال ازدد أكلا حتى أزيدك
علما فازددت أكلا فقال :
حدثني أبي عن
آبائه عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال لو كان
الأرز رجلا لكان حليما ثم قال ازدد أكلا حتى أزيدك علما فازددت أكلا فقال :
حدثني أبي عن
آبائه عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال إن الأرز
يشبع الجائع ويمرئ الشبعان وقال كان أحب الطعام إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله النارباجة.
٧ ـ المكارم ، قال
الصادق عليهالسلام نعم الدواء الأرز
بارد صحيح سليم من كل داء.
وعن الرضا عن أبيه
عن جده عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله سيد طعام الدنيا
والآخرة اللحم والأرز .
أقول
: قد مضى كثير من
فضل الأرز في باب علاج البطن .
تتميم في القاموس
الأرز كأشد وعتل وقفل وطنب ورز ورنز وآرز ككابل وأرز كعضد وهاتان عن كراع حب معروف
وقال في بحر الجواهر بارد يابس في الثانية وقيل معتدل وقيل حار وقال الشيخ إنه حار
يابس ويبسه أظهر من حره وقيل إنه أحر من الحنطة.
وقال الشيخ نجيب
الدين السمرقندي يستدل على حرارته من جهتين إحداهما طعمه والأخرى تأثيره وفعله أما
الاستدلال من جهة الطعم فهو عذوبة طعمه وأما تأثيره فإنه يحمي أبدان المحرورين
ويلهبها وهو سريع الهضم يسمن البدن ويحسن البشرة ويغذو غذاء صالحا ويغسل الأمعاء
مع اللبن ومع السماق يحبس جدا والأحمر الغير المغسول أحبس والحقنة به دافع لسجج
الأمعاء وإذا أكل
__________________
بالسكر كان
انحداره عن المعدة سريعا وإذا طبخ باللبن وأخذ مع السكر أخصب البدن وغذا غذاء
كثيرا وزاد في المني وفي نضارة اللون.
٥
باب الحمص
١ ـ المحاسن ، عن
البزنطي عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : الحمص جيد
لوجع الظهر وكان يدعو به قبل الطعام وبعده .
بيان كأنه رد على الأطباء حيث خصوا نفعه بأكله وسط الطعام قال
في القاموس الحمص كحلز وقنب حب معروف نافخ ملين مدر يزيد في المني والشهوة والدم
مقو للبدن والذكر بشرط أن لا يؤكل قبل الطعام ولا بعده بل في وسطه.
٢ ـ المحاسن ، عن
نوح بن شعيب عن نادر الخادم قال : كان أبو الحسن الرضا عليهالسلام يأكل الحمص المطبوخ قبل
الطعام وبعده .
٣ ـ ومنه ، عن
أبيه عن فضالة عن رفاعة بن موسى قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول إن الله لما عافى
أيوب عليهالسلام نظر إلى بني
إسرائيل قد ازرعت فنظر إلى السماء فقال إلهي وسيدي عبدك أيوب المبتلى الذي عافيته
لم يزرع شيئا وهذا لبني إسرائيل زرع فأوحى الله إليه يا أيوب خذ من سبحتك أكفا
وابذره وكانت لأيوب سبحة فيها ملح فأخذ أيوب أكفا منها فأبذره فخرج هذا العدس
وأنتم تسمونه الحمص ونحن نسميه العدس .
الكافي : عن العدة
عن البرقي مثله .
بيان قد ازرعت كأنه بتشديد الزاي بقلب الدال إليها وفي الكافي
ازدرعت
__________________
وهو أصوب قال في
القاموس زرع كمنع أطرح البذر كازدرع وأصله ازترع أبدلوها دالا لتوافق الزاي وفي
الكافي فرفع طرفه إلى السماء فقال إلهي وسيدي عبدك أيوب المبتلى عافيته ولم يزدرع
إلى قوله تعالى خذ من سبحتك في أكثر نسخ الكافي كما هنا بالحاء المهملة وهي خرزات
للتسبيح تعد فقوله فيها ملح لعل المعنى أنها كانت قد خلطت في الموضع الذي وضعها
فيه بملح أو كان بعض الخرزات من الملح وإن كان بعيدا والملح بالكسر الملاحة والحسن
كما في القاموس فيحتمل ذلك أيضا أو يقرأ الملح بالضم جمع الأملح وهو ما فيه بياض
يخالطه سواد أي كان بعض الخرزات كذلك وفي بعض نسخ الكافي بالخاء المعجمة ولعله
أظهر ويدل على أن الحمص يطلق على العدس أو بالعكس ولم أر شيئا منهما فيما عندنا من
كتب اللغة.
٤ ـ المكارم ، عن الصادق
عليهالسلام ذكر عنده الحمص
فقال هو جيد لوجع الصدر .
بيان : قال في بحر
الجواهر الحمص منه أبيض ومنه أحمر ومنه أسود قال بقراط حار رطب في الأولى وقال
إسحاق حار يابس في الأولى إذا طبخ مع اللحم أعان على نضجه وإذا غسل به أثر الدم
قلعه من الثوب ولو دق وخلط بماء الورد الحار وضمد به على الظهر الوجع نفع ويدر
البول والحيض ويوافق الصدر والرية ويهيج الباه ويلين البطن ويضر قرحة الكلى
والمثانة ويغذو الرية أكثر من كل شيء وينفع طبيخه من وجع الظهر والاستسقاء
واليرقان.
واعلم أن الجماع
يحتاج في قوته إلى ثلاثة أشياء هي مجتمعة في الحمص أحدها طعام تكون فيه حرارة
زائدة يقوي الحرارة الغريزية وينبه الشهوة للجماع والثاني غذاء يكون فيه من قوة
الغذاء ورطوبته ما يرطب البدن ويزيد في المني والثالث غذاء فيه من الرياح والنفخ
ما يملأ أوراد القضيب وأعضاءه وكلها موجودة في الحمص انتهى.
__________________
وقال ابن بيطار
نقلا عن الإسرائيلي الحمص الأسود أكثر حرارة وأقل رطوبة من الأبيض ولذلك صارت
مرارته أظهر من حلاوته وصار فعله في تفتيح سدد الكبد والطحال وتفتيت الحصاة وإخراج
الدود وحب القرع من البطن وإسقاط الأجنة والنفع من الاستسقاء واليرقان العارض من
سدد الكبد والمرارة فيه أقوى وأظهر.
وأما في زيادة
اللبن والمني وتحسين اللون وإدرار البول فالأبيض أخص بذلك وأفضل لعذوبته ولذاذته
وكثرة غذائه قال ويجب أن لا يؤكل قبل الطعام ولا بعده لكن في وسطه وقال نقلا عن
الرازي إن الحساء المتخذ منه ومن اللبن نافع لمن جفت ريته ورق صوته.
٦
باب الباقلاء
١ ـ المحاسن ، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : أكل
الباقلاء يمخ الساق ويولد الدم الطري .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله إلا أنه قال يمخخ
الساقين كما في الكافي .
بيان الظاهر أن المراد أنه يكثر مخ الساق فيصير سببا لقوتها ولم
يأت في اللغة بهذا المعنى لا بناء الإفعال ولا التفعيل وإن كان القياس يقتضي ذلك
قال في القاموس المخ بالضم نقي العظم والدماغ وعظم مخيخ ذو مخ وأمخ العظم صار فيه
مخ والشاة سمنت ومخخ العظم وتمخخه وامتخه ومخمخه مخمخة أخرج مخه انتهى وكثيرا ما
يستعمل ما لم يأت في اللغة ويمكن أن يقرأ الساق بالرفع على ما في المحاسن أي يمخ
الساق به.
__________________
٢ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا رفعه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام الباقلاء يمخ
الساقين .
٣ ـ ومنه ، عن
محمد بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن محمد بن الحسن عن عمر بن سلمة عن محمد
بن عبد الله عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أكل
الباقلاء يمخ الساقين ويزيد في الدماغ ويولد الدم .
الكافي ، عن محمد
بن يحيى عن محمد بن أحمد مثله
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله وفي الكافي الدم
الطري.
بيان محمد بن أحمد هو ابن أبي قتادة بقرينة الراوي والمروي عنه
معا.
٤ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا عن صالح بن عقبة قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول كلوا
الباقلاء بقشره فإنه يدبغ المعدة .
٥ ـ المكارم ، من
الفردوس عن أنس قال النبي صلىاللهعليهوآله كان طعام عيسى
الباقلاء حتى رفع ولم يأكل عيسى عليهالسلام شيئا غيرته النار
حتى رفع.
من الفردوس ، وقال
عليهالسلام من أكل فولة
بقشرها أخرج الله عز وجل منه من الداء مثليها.
وعن الصادق عليهالسلام قال : الباقلاء يذهب
الداء ولا داء فيه .
تبيين قال في القاموس الفول بالضم حب كالحمص والباقلا عند أهل
الشام أو مختص باليابس الواحدة فولة وقال الباقلا مخففة ممدودة الفول الواحدة بهاء
أو الواحد والجمع سواء وأكله يولد الرياح والأحلام الردية والسدر والهم وأخلاطا
غليظة وينفع للسعال وتخصيب البدن ويحفظ الصحة إذا أصلح وأخضره
__________________
بالزنجبيل للباءة
غاية والباقلا القبطي نبات حبه أصغر من الفول وفي الصحاح الباقلا إذا شددت اللام
قصرت وإن خففت مددت الواحدة باقلاة على ذلك وقال الفول الباقلا.
وقال في القانون
الباقلا منه المعروف ومنه مصري ونبطي والنبطي أشد قبضا والمصري أرطب وأقل غذاء
والرطب أكثر فضولا ولو لا بطوء هضمه وكثرة نفخه ما قصر في التغذية الجيدة من كشك
الشعير بل دمه أغلظ وأقوى ثم قال وفيه جلاء يتولد منه لحم رخو ويولد أخلاطا غليظة
وقد قضى بقراط بجودة غذائه وانحفاظ الصحة به وأنه يرى أحلاما مشوشة ويحدث الحكة
خصوصا طريه ومصدع ضار لمن يعتريه الصداع انتهى.
وقال بعضهم جيد
للصدر ونفث الدم والسعال مع العسل وينفع من أورام الحلق والسجج أكلا ودقيقه إذا
طبخ وضمد به وحده أو مع السويق سكن الورم العارض من ضربة ولو قشر الباقلا ودق وذر
على موضع نزف الدم حبسه وإذا خلط بدقيق الحلبة وعسل حلل الدماميل والأورام العارضة
في أصول الآذان.
أبواب
(ما يعمل
من الحبوب)
١
باب
(فعل الخبز وإكرامه وآداب خبزه وأكله)
١ ـ قرب الإسناد ،
عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه عليهماالسلام أن عليا عليهالسلام كان يعاتب خدمه في تخمير
الخمير فيقول هو أكثر للخبز .
بيان في تخمير الخمير أي تغطيته بثوب عند الخبز أو قبله أيضا
فإن وقوع الأعين عليه مما يذهب ببركته ولا استبعاد في أن يكثر الله الخمير بذلك أو
المراد به تركه زمانا طويلا حتى يجود وكونه سببا للزيادة والبركة والنفع ظاهر مجرب
قال في القاموس الخمر ترك العجين والطين ونحوه حتى يجود كالتخمير والفعل كضرب ونصر
وهو خمير وقال التخمير التغطية.
٢ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن أبيه بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام عن الباقر عليهالسلام قال : إن الأترج لثقيل
فإذا أكل فإن الخبز اليابس يهضمه من المعدة .
٣ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمرو بن شمر قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول إني لألعق أصابعي من
المأدم [ الأدم ] حتى أخاف أن يرى خادمي أن ذلك من جشع وليس ذلك كذلك إن قوما
أفرغت عليهم النعمة وهم أهل
__________________
الثرثار فعمدوا
إلى مخ الحنطة فجعلوه خبزا هجاء فجعلوا ينجون به صبيانهم حتى اجتمع من ذلك جبل فمر
رجل صالح على امرأة وهي تفعل ذلك بصبي لها فقال ويحكم اتقوا الله لا يغير ما بكم
من نعمة فقالت كأنك تخوفنا بالجوع أما ما دام ثرثارنا يجري فإنا لا نخاف الجوع قال
فأسف الله عز وجل وضعف لهم الثرثار وحبس عنهم قطر السماء ونبت الأرض قال فاحتاجوا
إلى ما في أيديهم فأكلوه ثم احتاجوا إلى ذلك الجبل فإن كان ليقسم بينهم بالميزان .
ومنه عن محمد بن
علي عن الحكم بن مسكين عن عمرو بن شمر مثله.
بيان من المأدم في الكافي من المأدوم وفي بعض نسخه من الأدم وهما أصوب وفي القاموس
الثرثار نهر أو واد كبير بين سنجار وتكريت والهجاء بالتشديد من هجأ جوعه كمنع هجئا
وهجوءا سكن وذهب فهو صفة للخبز أي صالحا لرفع الجوع أو مصدر بمعنى الحمق أي فعلوا
ذلك لحمقهم والهجأة كهمزة الأحمق كما في القاموس ولا يبعد أن يكون تصحيف هجانا أي
خيارا جيادا كما روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام هذا جناي وهجانه
فيه. والأسف السخط قال تعالى « فَلَمَّا
آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ » والإضعاف والتضعيف جعل الشيء ضعيفا أو مضاعفا والثاني أنسب
بكلام المرأة وبقوله عليهالسلام لهم دون عليهم
وبقوله في الرواية الأخيرة فأجرى الله الثرثار أضعف ما كان عليه وحبس عنهم بركة
السماء وذلك لأنهم لما اعتمدوا على النهر ضاعفه الله لهم وحبس عنهم القطر والزرع
ليعلموا أن النهر لا يغنيهم من الله وأنه لا بد أن يكون الاعتماد على الله وستأتي
الأخبار في كتاب الطهارة مشروحة إن شاء الله .
__________________
٣ ـ المحاسن ، عن
ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنما بني الجسد على
الخبز .
٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن بعض الكوفيين رفعه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله أكرموا الخبز
وعظموه فإن الله تبارك وتعالى أنزل له بركات من السماء وأخرج بركات الأرض من
كرامته أن لا يقطع ولا يوطأ .
٥ ـ ومنه ، عن
هارون بن مسلم عن مسعدة عن جعفر عن أبيه عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : أكرموا الخبز فإنه
قد عمل فيه ما بين العرش إلى الأرض وما بينهما .
المكارم ، عن الصادق
عليهالسلام مثله .
٦ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن أبي البختري رفعه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله اللهم بارك لنا في
الخبز ولا تفرق بيننا وبينه فلو لا الخبز ما صمنا ولا صلينا ولا أدينا فرائض ربنا .
٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عن عبد الله بن الفضل النوفلي عن الفضل بن يونس قال : تغدى عندي أبو الحسن عليهالسلام فجيء بقصعة وتحتها خبز
فقال أكرموا الخبز أن يكون تحتها وقال لي مر الغلام أن يخرج الرغيف من تحت القصعة .
٨ ـ ومنه ، عن
الوشاء عن المثنى عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله عليهالسلام إنه كره أن يوضع الرغيف
تحت القصعة .
٩ ـ ومنه ، عن ابن
فضال عن مثنى عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه كره أن يوضع
الرغيف تحت القصعة ونهى عنه .
١٠ ـ ومنه ، عن
أبي يوسف عن محمد بن جمهور العمي عن إدريس بن يوسف
__________________
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله عليهالسلام لا تقطعوا الخبز بالسكين
ولكن اكسروه باليد وليكسر لكم خالفوا العجم .
بيان الظاهر أن أبا يوسف يعقوب بن زيد كما صرح به في مواضع
والواو في قوله وليكسر كأنه بمعنى أو والأمر بمخالفة العجم لأنهم كانوا يومئذ
كفارا.
١١ ـ المحاسن ، عن
الحسن بن علي بن بشير رفعه قال : لا بأس بقطع الخبز بالسكين .
١٢ ـ ومنه ، عن
السياري عن أبي علي بن راشد رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أمير
المؤمنين عليهالسلام إذا لم يكن له
إدام قطع الخبز بالسكين .
١٣ ـ ومنه ، عن
بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : من أدنى
الإدام قطع الخبز بالسكين .
بيان جعل القطع مقام الإدام إما لأنه يصير ألذ فيفعل فعل الإدام
أو يصير شبيها بالإدام فكأنه يخدع الطبيعة به وعلى أي حال يدل على جواز قطع الخبز
بالسكين مع فقد الإدام وفي غيره كأن المنع محمول على الكراهة وإن كان الأحوط الترك
قال في الدروس ويكره قطع الخبز بالسكين ولم يستثن هذه الصورة وكأنه حملها على
تخفيف الكراهة.
١٤ ـ المكارم ، من
كتاب طب الأئمة عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : أكرموا
الخبز فإن الله عز وجل أنزل له بركات السماء وأخرج بركات الأرض قيل وما إكرامه قال
لا يقطع ولا يوطأ.
وعنه عليهالسلام قال : أكرموا الخبز فإن
الله تعالى أنزل له بركات السماء قيل وما إكرامه قال إذا حضر لم ينتظر به غيره .
__________________
١٥ ـ دعوات
الراوندي ، قال النبي صلىاللهعليهوآله صغروا رغافكم فإن
مع كل رغيف بركة.
١٦ ـ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه نهى أن يشم
الخبز كما تشم السباع ونهى أن يقطع بالسكين .
١٧ ـ الكافي ، عن
علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إياكم أن تشموا الخبز كما
تشمه السباع فإن الخبز مبارك أرسل الله عز وجل له السماء مدرارا وله أنبت الله
المرعى وبه صليتم وبه صمتم وبه حججتم بيت ربكم .
المحاسن ، عن
يعقوب بن يزيد عن محمد العمي عن إدريس بن يوسف عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إياكم أن تشموا إلى
قوله مدرارا .
بيان أن تشموا الخبز أي لاختبار جودته أرسل الله إلى آخره إشارة
إلى قوله تعالى في سورة نوح نقلا عنه عليهالسلام
« فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ
مِدْراراً » وقال البيضاوي السماء يحتمل المظلة والسحاب والمدرار كثير
الدر يستوي في هذا البناء المذكر والمؤنث.
١٨ ـ الكافي ، بالإسناد
المتقدم قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا أتيتم بالخبز
واللحم فابدءوا بالخبز فسدوا به خلال الجوع ثم كلوا اللحم .
١٩ ـ ومنه ، عن
علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال النبي صلىاللهعليهوآله أكرموا الخبز فإنه قد عمل
فيه ما بين العرش إلى الأرض والأرض وما فيها من كثير خلقه ثم قال لمن حوله
__________________
ألا أحدثكم قالوا
بلى يا رسول الله فداك الآباء والأمهات فقال إنه كان نبي فيمن كان قبلكم يقال له
دانيال وإنه أعطى صاحب معبر رغيفا لكي يعبر به فرمى صاحب المعبر بالرغيف وقال ما
أصنع بالخبز هذا الخبز عندنا قد يداس بالأرجل فلما رأى دانيال ذلك منه رفع يده إلى
السماء ثم قال اللهم أكرم الخبز فقد رأيت يا رب ما صنع هذا العبد وما قال قال
فأوحى الله عز وجل إلى السماء أن يحبس الغيث وأوحى إلى الأرض أن كوني طبقا كالفخار
قال فلم يمطروا حتى إنه بلغ من أمرهم أن بعضهم أكل بعضا.
فلما بلغ منهم ما
أراد عز وجل من ذلك قالت امرأة لأخرى ولهما ولدان يا فلانة تعالي حتى نأكل أنا
وأنت اليوم ولدي فإذا جعنا غدا أكلنا ولدك قالت لها نعم فأكلتاه فلما أن جاعتا من
بعد راودت الأخرى على أكل ولدها فامتنعت عليها فقالت بيني وبينك نبي الله فاختصما
إلى دانيال فقال لهما وقد بلغ إلى ما أرى قالتا له نعم يا نبي الله وأشد فرفع يده
إلى السماء فقال اللهم عد علينا بفضلك وفضل رحمتك ولا تعاقب الأطفال ومن فيه خير
بذنب صاحب المعبر وأضرابه لنعمتك قال فأمر الله تبارك وتعالى إلى السماء أن أمطري
على الأرض وأمر الأرض أن أنبتي لخلقي ما قد فاتهم من خيرك فإني قد رحمتهم بالطفل
الصغير .
بيان
: الدياس والدياسة
الوطء بالرجل وكون الأرض طبقا كناية عن صلابتها واندماج أجزائها تشبيها بالطبق
المعروف من أمتعة البيت وفي القاموس الطبق محركة غطاء كل شيء والطبق أيضا من كل
شيء ما ساواه والطابق كهاجر وصاحب الأجر الكبير وقال الفخارة كجبانة الجرة والجمع
الفخار أو هو الخزف.
٢٠ ـ الكافي : عن
محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يعقوب بن يقطين قال قال أبو
الحسن الرضا عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله صغروا رغفانكم فإن مع كل
رغيف بركة وقال يعقوب بن يقطين رأيت أبا الحسن يعني الرضا عليهالسلام يكسر
__________________
الرغيف إلى فوق .
بيان
: كسره إلى فوق
يحتمل وجهين الأول وهو الأظهر أن يكون المعنى كسر اليابس بعطف اليدين إلى جانب
التحت لينكسر الخبز من جهة الفوق والثاني أن يكون المراد كسر الرطب بابتدائه من
الجانب الأسفل وخرقه إلى الأعلى.
٢١ ـ الكافي : عن
علي بن إبراهيم عن يونس عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : لا تقطعوا
الخبز بالسكين ولكن اكسروه باليد خالفوا العجم .
٢
باب
(أنواع الخبز)
١ ـ الكافي ، عن
علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : فضل خبز الشعير على
البر كفضلنا على الناس وما من نبي إلا وقد دعا لآكل الشعير وبارك عليه وما دخل
جوفا إلا وأخرج كل داء فيه وهو قوت الأنبياء وطعام الأبرار أبى الله تعالى أن يجعل
قوت الأنبياء إلا شعيرا .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله إلا أن فيه أبى الله
أن يجعل قوت الأنبياء للأشقياء
٢ ـ الكافي ، بالإسناد
المتقدم عن الرضا عليهالسلام أنه قال : ما دخل
في جوف المسلول شيء أنفع له من خبز الأرز .
ومنه عن محمد بن
يحيى عن محمد بن موسى عن الخشاب عن علي بن حسان عن بعض أصحابنا قال قال أبو عبد
الله عليهالسلام أطعموا المبطون
خبز الأرز فما دخل جوف المسلول شيء أنفع منه أما إنه يدبغ المعدة ويسل الداء سلا .
__________________
٣ ـ المكارم ، عن الصادق
عليهالسلام قال : ما دخل جوف
المسلول مثل خبز الأرز إنه يسل الداء سلا.
ومن صحيفة الرضا عليهالسلام عن ابن أبي رافع وغيره
يرفعونه قال : ما من شيء أنفع منه وما من شيء يبقى في الجوف من غدوة إلى الليل إلا
خبز الأرز .
بيان
: قوله من صحيفة الرضا
ليس في موقعه وليس الخبر المذكور بعده فيها وليس الإسناد إليها في بعض النسخ وهو أصوب.
٤ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن السياري عن يحيى بن أبي رافع وغيره يرفعونه إلى
أبي عبد الله عليهالسلام قال : ليس يبقى في
الجوف من غدوة إلى الليل إلا خبز الأرز .
٥ ـ المكارم ، في
خبز الجاورس عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أما إنه ليس
فيه ثقل وهو باللبن ألين وأنفع في المعدة .
٦ ـ روضة الواعظين
، عن العيص بن القاسم قال : قلت للصادق عليهالسلام حديث يروى عن أبيك
عليهالسلام أنه قال ما شبع
رسول الله صلىاللهعليهوآله من خبز بر قط أهو
صحيح فقال لا ما أكل رسول الله صلىاللهعليهوآله خبز بر قط ولا شبع
من خبز شعير قط .
٧ ـ كتاب المسائل
، بالإسناد عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن
الخبز يطين بالسمن قال لا بأس .
بيان يطين أي قبل الطبخ أو عند الأكل وكان الأول أظهر.
٨ ـ الكافي ، عن
العدة عن سهل عن البزنطي عن الرضا عليهالسلام قال : الخبز
اليابس يهضم الأترج .
__________________
٣
باب
(الأسوقة وأنواعها)
١ ـ المحاسن ، عن
ابن فضال عن عبد الله بن جندب عن بعض أصحابه قال : ذكر عند أبي عبد الله عليهالسلام السويق فقال إنما عمل
بالوحي .
٢ ومنه ، عن عدة
من أصحابنا عن ابن أسباط عن محمد بن عبد الله بن سيابة عن جندب أبي عبد الله بن
جندب قال سمعت أبا الحسن موسى عليهالسلام يقول نزل السويق
بالوحي من السماء .
٣ ـ ومنه ، عن
عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : السويق طعام
المرسلين أو قال من طعام النبيين عليهمالسلام.
٤ ـ ومنه ، عن
السياري عن نضر بن محمد عن عدة من أصحابنا من أهل خراسان عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : السويق لما شرب له .
بيان
: أي ينفع لأي داء
شرب لدفعه ولأي منفعة قصد به.
٥ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : السويق ينبت
اللحم ويشد العظم .
٦ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى عن الدهقان عن درست عن ابن مسكان قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول شربة السويق بالزيت
تنبت اللحم وتشد العظم وترق البشرة وتزيد في الباه .
٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عن بكر بن محمد الأزدي عن خضر قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فأتاه رجل من أصحابنا
فقال له يولد لنا المولود فيكون منه القلة والضعف فقال ما يمنعك من السويق فإنه
يشد العظم وينبت اللحم .
__________________
المكارم ، مرسلا
مثله .
بيان كأن المراد بالقلة قلة اللحم والهزال وفي المكارم العلة
وهو أصوب.
٨ ـ المحاسن ، عن
بكر بن محمد قال : أرسل أبو عبد الله عليهالسلام إلى عيثمة جدتي أن
اسقي محمد بن عبد السلام السويق فإنه ينبت اللحم ويشد العظم.
ورواه عن عثمان بن
عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليهالسلام إلا أنه قال أرسل
إلى سعيدة .
بيان سعيدة إما مرسلة أو مرسل إليها مكان عيثمة وسيأتي ما يؤيد
الأول.
٩ ـ المحاسن ، عن
محمد بن عيسى وعن أبيه جميعا عن بكر بن محمد الأزدي قال : دخلت عيثمة على أبي عبد
الله عليهالسلام ومعها ابنها أظن
اسمه محمدا فقال لها أبو عبد الله عليهالسلام ما لي أرى جسم
ابنك نحيفا قالت هو عليل فقال لها اسقيه السويق فإنه ينبت اللحم ويشد العظم .
قرب الإسناد ، عن
محمد بن عيسى عن بكر مثله وفيه دخلت غنيمة عمتي
١٠ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن بكر بن محمد عن عثيمة أم ولد عبد السلام قالت قال أبو عبد الله عليهالسلام اسقوا صبيانكم السويق في
صغرهم فإن ذلك ينبت اللحم ويشد العظم ومن شرب السويق أربعين صباحا امتلأت كتفاه
قوة .
المكارم : عنه عليهالسلام مثله إلا أن فيه
امتلأت كعبه. وفي الكافي كالمحاسن.
١١ ـ المحاسن : عن
إبراهيم بن محمد الثقفي عن قتيبة الأعشى عن أبي عبد الله
__________________
عليهالسلام قال : ثلاث راحات سويق جاف على الريق ينشف المرة والبلغم
حتى يقال لا يكاد أن يدع شيئا .
بيان
: الراحة الكف وفي
الكافي حتى لا تكاد .
١٢ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن صالح بن إبراهيم المصري عن فضالة عن ابن بكير عن ابن
أبي يعفور عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن السويق
الجاف إذا أخذ على الريق أطفأ الحرارة وسكن المرة وإذا لت ثم شرب لم يفعل ذلك .
بيان وإذا لت على بناء المجهول أي خلط بسمن أو زيت ونحوهما كما ٨
روى الكليني عن العدة عن سهل عن السياري عن إبراهيم بن بسطام عن رجل من أهل مرو
قال : بعث إلينا الرضا عليهالسلام وهو عندنا يطلب
السويق فبعث إليه بسويق ملتوت فرده وبعث إلي أن السويق إذا شرب على الريق جافا
أطفأ الحرارة وسكن المرة وإذا لت لم يفعل ذلك . وفي الصحاح لت فلان بفلان إذا لز به وقرن معه ولتت السويق
ألته لتا إذا جدحته وفي الصحاح لت السويق بله بشيء.
١٣ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : ما أعظم
بركة السويق إذا شربه الإنسان على الشبع أمرأ وهضم الطعام وإذا شربه الإنسان على
الجوع أشبعه ونعم الزاد في السفر والحضر السويق .
١٤ ـ عن أحمد بن
غياث عن محمد بن عيسى عن القاسم بن محمد عن بكر بن محمد قال : كنت عند أبي عبد
الله عليهالسلام فقال له رجل يا
ابن رسول الله يولد الولد فيكون فيه البله والضعف فقال ما يمنعك من السويق اشربه
ومر أهلك به فإنه ينبت اللحم ويشد العظم ولا يولد لكم إلا القوي .
__________________
١٥ ـ قرب الإسناد
، عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد الأزدي قال : جاء محمد بن عبد السلام إلى أبي عبد
الله عليهالسلام فقال له إن رجلا
ضرب بقرة بفأس فوقذها ثم ذبحها فلم يرسل إليه بالجواب ودعا سعيدة فقال لها إن هذا
جاءني فقال إنك أرسلت إلي في صاحب البقرة التي ضربها بفأس فإن كان الدم خرج معتدلا
فكلوا وأطعموا وإن كان خرج خروجا عتيا فلا تقربوه قال فأخذت الغلام فأرادت ضربه
فبعث إليها اسقيه السويق فإنه ينبت اللحم ويشد العظم .
١٦ ـ الإحتجاج ، عن
الحسن بن محمد النوفلي في خبر احتجاج الرضا عليهالسلام على أرباب الملل
قال لما أراد عليهالسلام المصير إلى
المأمون توضأ وضوء الصلاة وشرب شربة سويق وسقانا الخبر .
١٧ ـ المحاسن ، عن
أبي يوسف عن يحيى بن المبارك عن أبي الصباح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : السويق الجاف يذهب
بالبياض .
بيان
بالبياض أي بالبرص
وبياض العين بعيد.
١٨ ـ المحاسن ، عن
موسى بن القاسم عن يحيى بن مساور عن أبي عبد الله عليهالسلام أو عن صفوان بن
يحيى عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : السويق يجرد
المرة والبلغم جردا ويدفع سبعين نوعا من أنواع البلاء .
بيان
: في الكافي يجرد المرة
والبلغم من المعدة أي ينزع وفي القاموس جرده وجرده قشره والجلد نزع شعره وزيدا من
ثوبه عراه والقطن حلجه.
١٩ ـ المحاسن ، عن
علي بن الحكم عن النضر بن قرواش الجمال قال قال أبو الحسن الماضي عليهالسلام السويق إذا غسلته سبع
مرات وقلبته من إناء إلى إناء
__________________
آخر فهو يذهب
بالحمى وينزل القوة في الساقين والقدمين .
المكارم ، عن الرضا
عليهالسلام مثله .
بيان وقلبته من إناء أي قبل الدق لتصفيته عما يشوبه أو بعده فإن
مع القلب من إناء إلى آخر يبقى درديه في الإناء.
٢٠ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن حماد بن عثمان قال سمعت أبا عبد
الله عليهالسلام يقول املئوا جوف
المحموم من السويق يغسل ثلاث مرات ثم يسقى قال في حديث آخر يحول من إناء إلى إناء .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله إلى قوله يغسل سبع
مرات ثم يسقى
٢١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أفضل سحوركم السويق
والتمرو رواه أبو يوسف عن ابن أبي عمير عن مرازم عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
٢٢ ـ المحاسن ، في
حديث آخر قال : نعم الطعام السويق .
٢٣ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن عمرو قال سمعت أبا الحسن الرضا عليهالسلام يقول نعم القوت
السويق إن كنت جائعا أمسك وإن كنت شبعان أهضم طعامك .
ومنه عن علي بن
جعفر وموسى بن القاسم عن أبي همام عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام مثله.
٢٤ ـ ومنه : عن النوفلي عن
السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام
__________________
قال : إن النبي صلىاللهعليهوآله أتي بسويق لوز فيه سكر
طبرزد فقال هذا طعام المترفين بعدي.
بيان
: في القاموس أترفته
النعمة أطغته أو نعمته كترفته تتريفا والمترف كمكرم المتروك يصنع ما شاء ولا يمنع
والمتنعم لا يمنع من تنعمه والجبار.
٢٥ ـ المكارم ، من
أمالي الشيخ أبي جعفر الطوسي عن علي بن الحسين عليهالسلام قال : بلوا جوع
المحموم بالسويق والعسل ثلاث مرات ويحول من إناء إلى إناء ويسقى المحموم فإنه يذهب
بالحمى الحارة وإنما عمل بالوحي .
وعن ابن كثير قال
: انطلق بطني فأمرني أبو عبد الله عليهالسلام أن آخذ سويق
الجاورس بماء الكمون ففعلت فأمسك بطني وعوفيت.
وعن أحمد بن يزيد
قال : كان إذا لسع أهل الدار حية أو عقرب قال اسقوه سويق التفاح.
وعن ابن بكير قال
: رعفت فسئل أبو عبد الله عليهالسلام عن ذلك فقال اسقوه
سويق التفاح فسقيته فانقطع الرعاف .
بيان قطعه الرعاف كأنه لبرده وقبضه وقطع الصفراء ودفع السموم
لتقويته القلب وتقويته الروح فيمنع تأثيرها.
٢٦ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن خالد عن سيف التمار قال : مرض بعض
رفقائنا بمكة فبرسم فدخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فأعلمته فقال لي
اسقه سويق الشعير فإنه يعافى إن شاء الله وهو غذاء في جوف المريض قال فما سقيناه
السويق إلا يومين أو قال مرتين حتى عوفي صاحبنا .
المكارم ، مثله مع
اختصار .
بيان
في القاموس
البرسام بالكسر علة يهذي فيها برسم بالضم فهو مبرسم
__________________
وقال في بحر
الجواهر البرسام في الينابيع بالكسر وفي التهذيب بالفتح قال الشيخ نجيب الدين هو
تورم يعرض للحجاب بين الكبد والمعدة وقال نفيس الدين إنه قد خالف جمهور القوم في
تعريف هذا المرض فإنهم اتفقوا على أنه ورم في الحجاب نفسه وهو الحجاب المعترض بين
القلب والمعدة وأما الحجاب الحائل بين المعدة والكبد فمما لم يقل به أحد من
الفضلاء غير الطبري انتهى.
ومناسبة سويق
الشعير للبرسام ظاهرة فإن في البرسام الحرارة غالبة جدا وسويق الشعير في غاية
البرودة وقوله عليهالسلام وهو غذاء كأنه
إشارة إلى ما ذكره الأطباء من أن التداوي بالأغذية أحسن من التداوي بالأدوية أو
إلى أنه لا يؤكل بعده غذاء يتوهم أنه دواء لا بد من غذاء آخر والتخصيص بالمريض لأن
غذاءه يكون أقل من غذاء الصحيح وقيل المراد به أنه يولد الدم.
٢٧ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن محمد بن موسى رفعه عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : سويق
العدس يقطع العطش ويقوي المعدة وفيه شفاء من سبعين داء ويطفئ الصفراء ويبرد الجوف
وكان إذا سافر عليهالسلام لا يفارقه وكان
يقول عليهالسلام إذا هاج الدم بأحد
من حشمه قال له اشرب من سويق العدس فإنه يسكن هيجان الدم ويطفئ الحرارة .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
٢٨ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن محمد بن عيسى عن علي بن مهزيار قال : إن جارية لنا أصابها الحيض
وكان لا ينقطع عنها حتى أشرفت على الموت فأمر أبو جعفر عليهالسلام أن تسقى سويق العدس فسقيت
فانقطع عنها وعوفيت .
المكارم ، عن علي
بن مهزيار مثله .
تبيين لعل تسكينه
للعطش في الخبر الأول من جهة التبريد والتطفئة وتقويته للمعدة إذا كان ضعفها من
جهة الحرارة أو الرطوبة وأما إطفاؤه للصفراء
__________________
والحرارة فقيل
لجهتين أحدهما من جهة التبريد في الأمزجة الحارة والأخرى من جهة تغليظ الدم وتسكين
حدته فيقل جريانه وسيلانه في العروق ولهذا السبب يقطع دم الحيض كما في الخبر
الثاني.
وأقول يظهر من
الكليني رحمهالله أنه حمل السويق المطلق الوارد في الأخبار على سويق الحنطة
حيث قال باب الأسوقة وفضل سويق الحنطة ثم ذكر الأخبار المطلقة في هذا الباب وقال
الشهيد رحمهالله في الدروس في السويق ونفعه أخبار جمة وفسره الكليني بسويق
الحنطة وقال مؤلف بحر الجواهر السويق متخذ من سبعة أشياء الحنطة والشعير والنبق
والتفاح والقرع وحب الرمان والغبيراء وجملته يعقل الطبع ويقطع القيء والغثيان
الصفراويين وينشف بلة المعدة وإن اتخذ من سويق الشعير والماء وقليل من اللبن وخلط
به الخشخاش المقلو المسحوق ينفع السجج [ السحج ] ويسكن اللدغ ويجلب النوم انتهى.
وقال ابن بيطار
نقلا عن الرازي كل سويق مناسب للشيء الذي يتخذ منه فسويق الشعير أبرد من سويق
الحنطة بمقدار ما الشعير أبرد منها وأكثر توليدا للرياح والذي يكثر استعماله من
الأسوقة هذان السويقان أعني سويق الحنطة وسويق الشعير وهما جميعا ينفخان ويبطئان
النزول عن المعدة ويذهب ذلك عنهما إن غليا بالماء غليا جيدا ثم صفي في خرقة صفيقة
ليسيل عنها الماء ويعصرا حتى يصيرا كبة ويشربا بالسكر والماء البارد فيقل نفخهما
ويقل انحدارهما وينفعان المحرورين الملتهبين إذا باكروا شربه في الصيف ويمنع كون
الحميات والأمراض الحارة وهذا من أجل منافعه ولا ينبغي لمن شربه أن يأكل ذلك اليوم
شيئا من فاكهة رطبة ولا خيارا ولا بقولا ولا يكثر منها.
وأما المبرودون
ومن يعتريهم نفخ في البطن وأوجاع في الظهر والمفاصل العتيقة والمشايخ وأصحاب
الأمزجة الباردة جدا فلا ينبغي لهم أن يتعرضوا للسويق بتة فإن اضطروا إليه
فليصلحوه بأن يشربوه بعد غسله بالماء الحار مرات بالفانيد والعسل بعد اللت بالزيت
ودهن الحبة الخضراء ودهن الجوز.
وسويق الشعير وإن
كان أبرد من سويق الحنطة فإن سويق الحنطة لكثرة ما يشرب من الماء يبلغ من تطفئته
وتبريده للبدن مبلغا أكثر ولا سيما في ترطيبه فيكون أبلغ نفعا لمن يحتاج إلى
ترطيبه وسويق الشعير أجود لمن يحتاج إلى تطفئته وتجفيفه وهؤلاء هم أصحاب الأبدان
العبلة الكثيرة اللحم والدماء وأما الأولون فأصحاب الأبدان القصيفة القليلة اللحم
المصفرة.
وأما سائر الأسوقة
فإنها تستعمل على سبيل دواء لا على سبيل غذاء كما يستعمل سويق النبق وسويق التفاح
والرمان الحامض ليعقل البطن مع حرارة وسويق الخرنوب والغبيراء لعقل الطبيعة.
٢٩ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن السياري عن عبيد الله بن أبي عبد الله قال : كتب
أبو الحسن عليهالسلام من خراسان إلى
المدينة لا تسقوا أبا جعفر الثاني السويق بالسكر فإنه ردي للرجال وفسره السياري عن
عبيد الله أنه يكره للرجال لأنه يقطع النكاح من شدة برده مع السكر .
__________________
أبواب
(الحلاوات
والحموضات)
١
باب
(أنواع الحلاوات)
١ ـ المحاسن ، عن
جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال : قيل لرسول الله صلىاللهعليهوآله يا رسول الله أي الشراب
أحب إليك قال الحلو البارد .
٢ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى اليقطيني عن أبي محمد الأنصاري عن أبي الحسين الأحمسي عن أبي عبد
الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله المؤمن عذب يحب
العذوبة والمؤمن حلو يحب الحلاوة .
ومنه عن أبيه عن
محمد بن سنان عن الأحمسي مثله .
٣ ـ ومنه ، عن سهل
بن زياد عن أحمد بن هارون بن موفق المدائني عن أبيه قال : بعث إلي الماضي يوما
فأكلنا عنده وأكثروا من الحلواء فقلت ما أكثر هذا الحلواء فقال إنا وشيعتنا خلقنا
من الحلاوة فنحن نحب الحلواء .
٤ ـ ومنه ، عن علي
بن الحكم عن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام قال : من لم يرد الحلواء
يرد الشراب .
٥ ـ ومنه ، عن علي
بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن عليهالسلام
__________________
قال : إنا أهل بيت
نحب الحلواء ومن لم يحب الحلواء منا أراد الشراب وقال إن بي لمواد وأنا أحب
الحلواء .
بيان
قوله عليهالسلام إن بي لمواد المادة
الزيادة المتصلة وكأن المعنى أن لي أموالا أقدر على التكلف في الطعام وليس مني
إسرافا وأحب الحلواء وأستعمله أو مواد من المرض يتوهم التضرر به ومع ذلك أحبه وفي
بعض النسخ إن أبي لمواد أي كان أبي موادا محبا له وكأنه تصحيف بل لا يبعد كون
كليهما تصحيفا.
٦ ـ المحاسن ، عن
ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كنا
بالمدينة فأرسل إلينا اصنعوا لنا فالوذج وأقلوا فأرسلنا إليه في قصعة صغيرة .
٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عن سعدان عن يوسف بن يعقوب قال : كان أبو عبد الله عليهالسلام يعجبه الفالوذج وكان إذا
أراده قال اتخذوه لنا وأقلوا .
٨ ـ ومنه ، عن
سعدان عن هشام عن أبي حمزة قال : بعثت إلى أبي الحسن عليهالسلام بقصعة فيها خشتيج
ثم دخلت عليه فوجدت القصعة موضوعة بين يديه وقد دعا بقصعة فدق فيها سكرا فقال لي
تعال فكل فقلت جعلت فداك قد جعل فيها ما يكتفى به قال كل فإنك ستجده طيبا .
بيان
: فيها خشتيج وفي
بعض النسخ خشنيج ولم أعرف معناهما في اللغة وفي بحر الجواهر الخشكنانج السكري هو
الخبز المقلي بالسكر.
٩ ـ المحاسن ، عن
ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى قال : أكلت مع أبي عبد الله عليهالسلام فأتي بدجاجة محشوة خبيصا
ففككناها فأكلناها .
توضيح قال في
القاموس خبصه يخبصه خلطه ومنه الخبيص المعمول من التمر والسمن وفي بحر الجواهر
الخبيص حلواء يعمل بأن يغلى من الشيرج رطل فيجعل فيه عند غليانه من الدقيق الحواري
رطل ويغلى حتى تفوح رائحته ثم يلقى
__________________
عليه ثلاثة أرطال
من السكر أو العسل أو الدبس ويطبخ بنار هادئة ويحرك بإسطام حتى يقذف الدهن
فيرفع.
١٠ ـ المكارم ، لقد
جاء النبي صلىاللهعليهوآله بعض أصحابه يوما
بفالوذج فأكل منه وقال مم هذا يا أبا عبد الله فقال بأبي أنت وأمي نجعل السمن
والعسل في البرمة ونضعها على النار ثم نغليه ثم نأخذ مخ الحنطة إذا طحنت فنلقيه
على السمن والعسل ثم نسوطه حتى ينضج فيأتي كما ترى فقال صلىاللهعليهوآله إن هذا الطعام طيب ولقد كان يأكل
الشعير غير منخول خبزا أو عصيدة في حالة كل ذلك كان يأكله صلىاللهعليهوآله .
وكان صلىاللهعليهوآله يأكل الحيس وكان يتمجع
اللبن والتمر ويسميهما الأطيبين .
بيان
البرمة بالضم قدر
من الحجارة ذكره الفيروزآبادي وقال السوط الخلط وهو أن تخلط شيئين في إنائك ثم
تضربهما بيدك حتى يختلطا كالتسويط وفي الصحاح العصيدة التي تعصدها بالمسواط فتمرها
به فتنقلب لا يبقى في الإناء منها شيء إلا انقلب وقال الحيس الخلط ومنه سمي الحيس
وهو تمر يخلط بسمن وأقط وقال في بحر الجواهر الحيس بالفتح حلواء يتخذ من السمن
والكعك والدبس وغيره فارسيه چنگال وفي النهاية التمجع والمجع أكل التمر باللبن وهو
أن يحسو حسوة من اللبن ويأكل على أثرها تمرة.
١١ ـ السرائر ، نقلا
من كتاب أبي القاسم بن قولويه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كل من اشتد
لنا حبا اشتد للنساء حبا وللحلواء .
١٢ ـ المكارم ، روي
أن الحسن بن علي عليهالسلام رأى رجلا يعيب
الفالوذج
__________________
فقال فتات البر
بلعاب النحل بخالص السمن ما عاب هذا مسلم .
بيان
: في الصحاح الفالوذ
والفالوذق معربان قال يعقوب ولا تقل الفالوذج انتهى ويظهر من الحديث أن الفالوذج
في تلك الزمان كان اسما للحلواء المعمول من دقيق البر والسمن والعسل.
١٣ ـ دعوات
الراوندي ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من أطعم أخاه
حلاوة أذهب الله عنه مرارة الموت.
١٤ الدعائم ، عن
جعفر بن محمد عليهالسلام أنه كان يعجبه
الفالوذج وكان إذا أراده قال اتخذوه لنا وأقلوا أظنه وكان عليهالسلام يتقي الإكثار منه لئلا
يضره .
١٥ ـ المكارم ، قال
النبي صلىاللهعليهوآله إذا وضعت الحلواء
فأصيبوا منها ولا تردوها .
بيان
: في القاموس
الحلواء ويقصر معروف والفاكهة الحلوة.
١٦ ـ مجمع البيان
، قال روي أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يأكل الدجاج
والفالوذ وكان يعجبه الحلواء والعسل .
٢
باب العسل
الآيات النحل
« وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ
اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ
كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ
بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ » .
__________________
تفسير أقول قد مر
تفسيرها في باب النحل وجملته أن الوحي إما إلهام من الله أو كناية عن جعله ذلك في
غرائزها « وَمِمَّا
يَعْرِشُونَ » الضمير للناس والمراد بالعرش رفع البناء كالسقوف والكروم «
ذُلُلاً » جمع ذلول وهي حال من السبل أو من الضمير في « فَاسْلُكِي فِيهِ
شِفاءٌ لِلنَّاسِ ».
إما بنفسه كما في
بعض الأمراض البلغمية أو مع غيره كما في سائر الأمراض إذ قلما يوجد معجون لم يكن
العسل جزءا منه مع أن التنكير يشعر بالتبعيض ويجوز أن يكون للتعظيم والتكثير وقيل
الضمير للقرآن وهو بعيد.
« إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً » إلخ فإن من تفكر في أحوال النحل وأفعاله ووجود العسل
وكيفية حصوله علم قطعا أن الله سبحانه هو المعلم له وأنه قادر مختار حكيم عليم
متصف بجميع صفات الكمال وليس فيه نقص بوجه وفيها دلالة على حل العسل بل الشمع فإنه
قل ما ينفك عنه وجواز اتخاذ النحل للعسل ما لم يمنع منه مانع شرعي وجواز الاستشفاء
منه مفردا ومركبا وأن الله يشفي بالدواء وإن كان قادرا عليه بغيره لحكمة في ذلك
وجواز طلب علم الطب بل علم الكلام والتفكر في الأفعال والأعمال والاستدلال بها على
وجود الواجب وصفاته والحسن والقبح العقليين وغير ذلك كذا ذكره بعض الأفاضل وفي
بعضها مجال مناقشة.
١ ـ مجمع البيان ،
نقلا عن العياشي مرفوعا إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أن رجلا قال له
إني موجع بطني فقال ألك زوجة قال نعم قال استوهب منها شيئا من مالها طيبة نفسها ثم
اشتر به عسلا ثم اسكب عليه من ماء السماء ثم اشربه فإني سمعت الله سبحانه يقول في
كتابه « وَنَزَّلْنا
مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً » وقال « يَخْرُجُ
مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ » وقال « فَإِنْ
طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً » وإذا اجتمعت البركة والشفاء والهنيء شفيت إن شاء الله .
__________________
٢ ـ المكارم ، عن
أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله يعجبه العسل وقال عليهالسلام عليكم بالشفاء من العسل
والقرآن.
وعن أبي الحسن عليهالسلام قال : من تغير عليه ماء
بصره ينفع له اللبن الحليب بالعسل.
وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما استشفى الناس
بمثل لعق العسل.
ومن الفردوس ، عن
أنس قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من شرب العسل في
كل شهر مرة يريد ما جاء به القرآن عوفي من سبع وسبعين داء.
وعنه صلىاللهعليهوآله قال : من أراد الحفظ
فليأكل العسل.
وقال صلىاللهعليهوآله نعم الشراب العسل يرعي
القلب ويذهب برد الصدر.
ومن الفردوس ، عن
علي بن أبي طالب عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله خمس يذهبن
بالنسيان ويزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم السواك والصيام وقراءة القرآن والعسل
واللبان .
بيان
: يرعي القلب
الإرعاء الإبقاء والرفق والشفقة.
٣ ـ العيون ، عن
محمد بن علي بن الشاه عن أبي بكر بن عبد الله عن عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه
وعن أحمد بن إبراهيم الخوزي عن إبراهيم بن مروان عن جعفر بن محمد بن زياد عن أحمد
بن عبد الله الهروي وعن الحسين بن محمد الأشناني عن علي بن محمد بن مهرويه عن داود
بن سليمان كلهم عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله إن يكن في شيء
شفاء ففي شرطة الحجام أو في شربة العسل .
وبالإسناد قال قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله لا تردوا شربة
العسل على من أتاكم بها .
وبالإسناد قال قال
أمير المؤمنين عليهالسلام ثلاثة يزدن في
الحفظ ويذهبن بالبلغم قراءة القرآن والعسل واللبان .
__________________
وبالإسناد عنه عليهالسلام قال : الطيب نشرة والعسل
نشرة والركوب نشرة والنظر إلى الخضرة نشرة .
صحيفة الرضا ، عنه
عليهالسلام مثل الجميع .
بيان النشرة ما يزيل الهموم والأحزان التي يتوهم أنها من الجن
قال في النهاية فيه أنه سئل عن النشرة فقال هو من عمل الشيطان النشرة بالضم ضرب من
الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن سميت نشرة لأنه بها ينشر
عنه ما خامره من الداء أي يكشف ويزال.
٤ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن
مسلم عن الصادق عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام لعق العسل شفاء من كل داء
قال الله تعالى : « يَخْرُجُ
مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ » وهو مع قراءة القرآن .
المحاسن ، عن
القاسم بن يحيى عن جده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام مثله وزاد في آخره ومضغ
اللبان يذيب البلغم
٥ ـ ومنه ، عن بعض
أصحابنا عن عبد الرحمن بن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لعق العسل فيه شفاء
قال الله : « يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ
أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ »
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
٦ ـ المحاسن : عن
أبيه وعبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن جعفر عن أبيه عن علي عليهالسلام قال : العسل فيه شفاء .
__________________
٧ ـ ومنه ، عن بعض
أصحابنا رواه عن أبي الحسن عليهالسلام قال : العسل شفاء
من كل داء إذا أخذته من شهده .
بيان
: أي أخذته جديدا من
شمعه أو من خالصه قال في الصحاح الشهد والشهد العسل في شمعها والشهدة أخص منها.
٨ ـ المحاسن ، عن
أبي القاسم ويعقوب بن يزيد عن القندي عن ابن سنان وأبي البختري عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما استشفى مريض
بمثل العسل .
ومنه عن علي بن
حسان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن عليهالسلام مثله .
٩ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى عن أبي نصر قرابة بن سلام الحلاسي عن أحمد بن محمد بن نصر عن حماد بن
عثمان عن محمد بن سوقة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما استشفى
الناس بمثل العسل .
١٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عن فضالة رفعه قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام لم يستشف مريض
بمثل شربة عسل .
١١ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وحماد عن زرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعجبه العسل وكان بعض نسائه
يأتيه به فقالت له إحداهن إني ربما وجدت منك الرائحة فتركه .
بيان
: أقول قد مرت هذه
القصة مفصلة في أبواب أحوال نبينا صلىاللهعليهوآله وقد أوردناها
بوجوه مختلفة منها ما روي عن عائشة أنها قالت إن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يمكث عند زينب بنت
جحش ويشرب عندها عسلا فتواطأت أنا وحفصة أيتنا دخل عليها النبي صلىاللهعليهوآله فلتقل إني أجد منك ريح
المغافير فدخل صلىاللهعليهوآله على إحداهما فقالت
له ذلك فقال لا بل شربت عسلا عند زينب فحرم العسل على نفسه أو زينب فنزلت سورة
التحريم فعاد إليهما ولم يتركهما.
١٢ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن سكين عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكل العسل .
__________________
الكافي ، عن محمد
بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن ابن عبد الحميد مثله وزاد في آخره
ويقول آيات من القرآن ومضغ اللبان يذيب البلغم
١٣ ـ المحاسن ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن أبيه عن علي عليهالسلام قال : العسل فيه
شفاء .
١٤ ـ ومنه ، عن
محمد بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن أبي علي بن راشد قال سمعت أبا الحسن
الثالث عليهالسلام يقول أكل العسل
حكمة .
بيان
: أي سبب لها أو
مسبب عنها.
١٥ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن بعض أصحابنا قال : رفعت إلي امرأة غزلا فقالت ادفعه بمكة لتخاط به كسوة
الكعبة قال فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة وأنا أعرفهم فلما صرت إلى المدينة دخلت إلى
أبي جعفر عليهالسلام فقلت له جعلت فداك
إن امرأة أعطتني غزلا وحكيت له قول المرأة وكراهتي لدفع الغزل إلى الحجبة فقال
اشتر به عسلا وزعفرانا وخذ من طين قبر الحسين عليهالسلام واعجنه بماء
السماء واجعل فيه شيئا من عسل وزعفران وفرقه على الشيعة ليتداووا به مرضاهم .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
١٦ ـ فقه الرضا ، قال
العالم عليهالسلام عليكم بالعسل وحبة
السوداء وقال العسل شفاء في ظاهر الكتاب كما قال الله عز وجل وقال عليهالسلام في العسل شفاء من كل داء
ومن لعق لعقة عسل على الريق يقطع البلغم ويكسر الصفراء ويقطع المرة السوداء ويصفو
الذهن ويجود الحفظ إذا كان مع اللبان الذكر.
١٧ ـ العياشي ، عن
أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لعقة العسل
فيه شفاء قال الله تعالى : « مُخْتَلِفٌ
أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ »
__________________
أقول
: قد أوردنا تأويلا
آخر للآية في باب غرائب التأويل في الأئمة عليهمالسلام في كتاب الإمامة .
١٨ ـ المكارم ، عن
أمير المؤمنين عليهالسلام قال : العسل شفاء
من كل داء ولا داء فيه يقل البلغم ويجلو القلب.
وعن الرضا عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إن الله عز وجل جعل
البركة في العسل وفيه شفاء من الأوجاع وقد بارك عليه سبعون نبيا .
١٩ ـ كتاب الإمامة
والتبصرة ، عن سهل بن أحمد عن محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى
بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله العسل شفاء يطرد
الريح والحمى.
٢٠ ـ حياة الحيوان
، اعلم أن الله سبحانه وتعالى جمع في النحلة السم والعسل دليلا على كمال قدرته
وأخرج منها العسل ممزوجا بالشمع وكذلك عمل المؤمن ممزوج بالخوف والرجاء وفي العسل
ثلاثة أشياء الشفاء والحلاوة واللين وكذلك المؤمن قال الله تعالى « ثُمَّ تَلِينُ
جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ » ويخرج من الشباب خلاف ما يخرج من الكهل والشيخ وكذلك حال
المقتصد والسابق وأمرها الله تعالى بأكل الحلال حتى صار لعابها شفاء وكل ذباب في
النار إلا النحل ودواء الله حلو وهو العسل ودواء الأطباء مر وهي تأكل من كل شجر
ولا يخرج منها إلا الحلو ولا يغيرها اختلاف مآكلها « وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ
رَبِّهِ ».
وقوله تعالى : « فِيهِ شِفاءٌ
لِلنَّاسِ » لا يقتضي العموم لكل علة وفي كل إنسان لأنه نكرة وليس في
سياق النفي بل إنه خبر عن أنه يشفي كما يشفي غيره من الأدوية في حال دون حال وعن
ابن عمر أنه كان لا يشكو شيئا إلا تداوى بالعسل حتى كان يدهن به الدمل والقرحة
ويقرأ هذه الآية وهذا يقتضي أنه كان يحمله على العموم وروى ابن ماجة والحاكم عن
ابن مسعود أن النبي صلىاللهعليهوآله قال العسل شفاء
__________________
من كل داء والقرآن
شفاء لما في الصدور فعليكم بالشفاءين القرآن والعسل وحكى النقاش عن
أبي وجزة أنه كان يكتحل بالعسل ويتداوى به من كل سقم وروي أيضا عن عون بن مالك أنه
مرض فقال ائتوني بماء فإن الله تعالى قال « وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً » ثم قال ائتوني بعسل وقرأ الآية ثم قال ائتوني بزيت فإنه « مِنْ شَجَرَةٍ
مُبارَكَةٍ » فخلط الجميع ثم شربه فشفي.
وروى البخاري
ومسلم والنسائي والترمذي عن أبي سعيد الخدري قال جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : إن أخي استطلق
بطنه فقال صلىاللهعليهوآله اسقه عسلا فسقاه
ثم جاءه فقال يا رسول الله صلى الله عليك قد سقيته فلم يزد إلا استطلاقا فقال صلىاللهعليهوآله اسقه عسلا ثلاث مرات ثم
جاء في الرابعة فقال اسقه عسلا قال قد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا فقال صلىاللهعليهوآله صدق الله وكذب بطن أخيك
اسقه عسلا فسقاه فبرأ انتهى .
أقول
قال ابن حجر في
فتح الباري في شرح هذا الخبر قال الخطابي وغيره أهل الحجاز يطلقون الكذب في موضع
الخطاء يقال كذب سمعك أي زل فلم يدرك حقيقة ما قيل له فمعنى كذب بطنه أي لم يصلح
لقبول الشفاء بل زل عنه.
وقد اعترض بعض
الملاحدة فقال العسل مسهل فكيف يوصف لمن وقع به الإسهال.
والجواب أن ذلك
جهل من قائله بل هو كقول الله تعالى « بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ
» فقد اتفق الأطباء على أن المرض الواحد يختلف علاجه باختلاف
السن والعادة والزمان والغذاء المألوف والتدبير وقوة الطبيعة وعلى أن الإسهال يحدث
من أنواع منها الهيضة التي تحدث عن تخمة واتفقوا على أن علاجها بترك الطبيعة
وفعلها فإن احتاجت إلى مسهل أعينت ما دام بالعليل قوة.
__________________
فكأن هذا الرجل
كان استطلاق بطنه عن تخمة أصابته فوصف له النبي صلىاللهعليهوآله العسل لدفع الفضول
المجتمعة في نواحي المعدة والأمعاء لما في العسل من الجلاء ودفع الفضول التي تصيب
المعدة من أخلاط لزجة تمنع استقرار الغذاء فيها وللمعدة خمل كخمل المنشفة فإذا
علقت بها الأخلاط اللزجة أفسدتها وأفسدت الغذاء الواصل إليها فكان دواؤها استعمال
ما يجلو تلك الأخلاط ولا شيء في ذلك مثل العسل لا سيما إن مزج بالماء الحار وإنما
لم يفده في أول مرة لأن الدواء يجب أن يكون له مقدار وكمية بحسب الداء إن قصر عنه
لم يدفعه بالكلية وإن جاوزه أوهى القوة وأحدث ضررا آخر وكأنه شرب منه أولا مقدارا
لا يفي بمقاومة الداء فأمره بمعاودة سقيه فلما تكررت الشربات بحسب ما فيه من الداء
برئ بإذن الله.
وفي قوله صلىاللهعليهوآله وكذب بطن أخيك إشارة إلى
أن هذا الدواء نافع وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه ولكن لكثرة المادة
الفاسدة فمن ثم أمر بمعاودة شرب العسل لاستفراغها وكان كذلك وبرئ بإذن الله.
قال الخطابي والطب
نوعان طب اليونان وهو قياسي وطب العرب والهند وهو تجاربي وكان أكثر ما يصفه النبي صلىاللهعليهوآله لمن يكون عليلا على طريقة
طب العرب ومنه ما يكون مما اطلع عليه بالوحي وقد قال صاحب كتاب المائة في الطب إن
العسل تارة يجري سريعا إلى العروق وينفذ معه جل الغذاء ويدر البول ويكون قابضا
وتارة يبقى في المعدة فيهيجان بلذعها حتى يدفع الطعام ويسهل البطن فيكون مسهلا
فإنكار وصفه للمسهل مطلقا قصور من المنكر.
وقال غيره طب
النبي صلىاللهعليهوآله متيقن البرء
لصدوره عن الوحي وطب غيره أكثره حدس أو تجربة وقد يختلف الشفاء عن بعض من يستعمل طب
النبوة وذلك لمانع قام بالمستعمل من ضعف اعتقاد الشفاء به وتلقيه بالقبول وأظهر
الأمثلة في ذلك القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور ومع ذلك فقد لا يحصل لبعض الناس
شفاء صدره به لقصوره في الاعتقاد والتلقي بالقبول بل لا يزيد المنافق إلا رجسا إلى
رجسه ومرضا إلى مرضه فطب النبوة لا تناسب إلا الأبدان الطيبة كما أن شفاء القرآن
لا يناسب
إلا القلوب الطيبة
والله أعلم.
وقال ابن الجوزي
في وصفه صلىاللهعليهوآله العسل للذي به
الإسهال أربعة أقوال :
أحدها أنه حمل
الآية على عمومها في الشفاء وإلى ذلك إشارة بقوله صدق الله أي في قوله « شِفاءٌ لِلنَّاسِ » فلما نبهه على هذه الحكمة تلقاها بالقبول فشفي بإذن الله.
الثاني أن الوصف
المذكور على المألوف من عادتهم من التداوي بالعسل في الأمراض كلها.
الثالث أن الموصوف
له ذلك كانت به هيضة كما تقدم تقريره.
الرابع يحتمل أن
يكون أمره أولا بطبخ العسل قبل شربه فإنه يعقد البلغم فلعله شربه أولا بغير طبخ
انتهى والثاني والرابع ضعيفان وفي كلام الخطابي احتمال آخر وهو أن يكون الشفاء
يحصل للمذكور ببركة النبي صلىاللهعليهوآله وبركة وصفه ودعائه
فيكون خاصا بذلك الرجل دون غيره وهو ضعيف أيضا ويؤيد الأول حديث ابن مسعود عليكم
بالشفاء من العسل والقرآن وأثر علي عليهالسلام إذا اشتكى أحدكم
فليستوهب من امرأته من صداقها وليشتر به عسلا ثم يأخذ ماء السماء فيجمع هنيئا
مريئا شفاء مباركا أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير بسند حسن انتهى وقال بعض الأطباء
العسل حار يابس في الثانية يجلو ظلمة البصر ويقوي المعدة ويشهي ويسهل البطن ويوافق
السعال وأجوده الصادق الحلاوة الأبيض الربيعي وقيل أجوده المائل إلى الحمرة.
٣
باب
(السكر وأنواعه وفوائده)
١ ـ المحاسن ، عن
محمد بن سهل عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام أو عمن حدثه عنه
قال : السكر الطبرزد يأكل البلغم أكلا .
__________________
بيان قال في القاموس السكر بالضم وتشديد الكاف معرب شكر واحدته
بهاء ورطب طيب وعنب يصيبه المرق فينتثر وهو من أحسن العنب وفي المصباح السكر معروف
قال بعضهم وأول ما عمل بطبرزد ولهذا يقال سكر طبرزدي وقال طبرزد وزان سفرجل معرب
وفيه ثلاث لغات بذال معجمة وبنون ولام وحكى الأزهري النون واللام ولم يحك الدال
وقال ابن الجواليقي وأصله بالفارسية تبرزد والطبر الفأس كأنه نحت من جوانبه بفأس
وعلى هذا يكون طبرزد صفة تابعة للسكر في الإعراب فيقال هو سكر طبرزد وقال بعض الناس
الطبرزد هو السكر الأبلوج انتهى.
وفي بحر الجواهر
الأبلوج السكر الأبيض وقال ابن بيطار الطبرزد معرب أي أنه صلب ليس برخو ولا لين
وقال الملح الطبرزد وهو الصلب الذي ليس له صفاء انتهى.
وأقول يظهر من بعض
كلماتهم أن الطبرزد هو المعروف بالنبات ومن أكثرها أنه القند قال البغدادي في
جامعه السكر حار في أوائل الثانية رطب في الأولى وقد يصفى مرارا ويعمل منه ألوان
فأصفاه وأشفه وأنقاه يسمى نباتا اصطلاحا ودون من هذا وهو مجرش خشن نقي غير شفاف
وهو الأبلوج ودون ذلك وهو العصير يسمى القلم لأنه يقلم متطاولا كالأصابع والنبات أقل
حرارة وبعده الأبلوج وبعده القلم وبعده العصير المطبوخ وألطفها النبات ثم الأبلوج
ثم القلم القليل البيض ويسمى الأبلوج الصلب منه بالطبرزد.
٢ ـ الدعائم ، كان
جعفر بن محمد عليهالسلام يتصدق بالسكر فقيل
له في ذلك فقال ليس شيء من الطعام أحب إلي منه وأنا أحب أن أتصدق بأحب الأشياء إلي
.
٣ ـ الكافي ، عن
علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير رفعه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شكا إليه رجل
الوباء فقال له وأين أنت عن الطيب المبارك قال قلت وما الطيب المبارك قال
سليمانيكم هذا قال فقال أبو عبد الله عليهالسلام إن أول
__________________
من اتخذ السكر
سليمان بن داود عليهالسلام.
٤ ـ ومنه ، عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن أحمد الأزدي عن بعض أصحابنا رفعه قال : شكا
رجل إلى أبي عبد الله عليهالسلام فقال أنا رجل شاك
فقال أين هو عن المبارك قال قلت جعلت فداك وما المبارك قال السكر قلت أي السكر
جعلت فداك قال سليمانيكم هذا .
المكارم ، مرسلا
مثله .
٥ ـ المحاسن ، عن
ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي قال قال أبو عبد الله عليهالسلام لئن كان الجبن يضر من كل
شيء ولا ينفع من شيء فإن السكر ينفع من كل شيء ولا يضر من شيء .
٦ ـ ومنه ، عن نوح
بن شعيب عن الحسين بن الحسن بن عاصم عن يونس عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ليس شيء أحب إلي من
السكر .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
٧ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن سعدان عن معتب قال : لما تعشى أبو عبد الله عليهالسلام قال لي ادخل
الخزانة فاطلب لي سكرتين فأتيته بهما .
بيان
رواه في الكافي عن
العدة عن البرقي وفيه بعد قوله سكرتين فقلت جعلت فداك ليس ثم شيء فقال ادخل ويحك
قال فدخلت فوجدت سكرتين فأتيته بهما . وأقول لعلهما وجدتا بإعجازه عليهالسلام وإن احتمل كونهما
وعدم علم معتب بهما ويدل على أن السكرة في ذلك الزمان كانت تعمل على مقدار معلوم
كالفانيد وسكر اللوز في زماننا.
٨ ـ المحاسن : عن
علي بن حسان عن موسى بن بكر قال : كان أبو الحسن الأول
__________________
عليهالسلام كثيرا ما يأكل السكر عند النوم .
٩ ـ ومنه ، عن عدة
من أصحابنا عن ابن أسباط عن يحيى بن بشير النبال قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام لأبي بشير بأي شيء تداوون
مرضاكم قال بهذه الأدوية المرار قال لا إذا مرض أحدكم فخذ السكر الأبيض فدقه ثم صب
عليه الماء البارد واسقه إياه فإن الذي جعل الشفاء في المرار قادر أن يجعله في
الحلاوة .
١٠ ـ فقه الرضا ، قال
عليهالسلام السكر ينفع من كل
شيء ولا يضر من شيء.
١١ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن حمدان بن أعين الرازي عن صفوان عن جميل بن دراج عن
زرارة عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : ويحك يا
زرارة ما أغفل الناس عن فضل سكر الطبرزد وهو ينفع من سبعين داء وهو يأكل البلغم
أكلا ويقلعه بأصله .
١٢ ـ المكارم ، عن
الصادق عليهالسلام قال : شكا واحد
إليه فقال إذا أويت إلى فراشك فكل سكرتين قال ففعلت فبرأت.
وعن علي بن يقطين
قال سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول من أخذ
سكرتين عند النوم كان شفاء من كل داء إلا السام.
عنه عليهالسلام قال : لو أن رجلا عنده
ألف درهم اشترى به سكرا لم يكن مسرفا.
وعنه عليهالسلام أيضا قال : يأخذ للحمى
وزن عشر دراهم سكرا بماء بارد على الريق .
١٣ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن النعمان عن بعض أصحابنا قال : شكوت
إلى أبي عبد الله عليهالسلام الوجع فقال إذا
أويت إلى فراشك فكل سكرتين قال ففعلت فبرأت وأخبرت به بعض المتطببين وكان أفره أهل
بلادنا فقال من أين عرف أبو عبد الله هذا من مخزون علمنا أما إنه صاحب كتب ينبغي
أن يكون أصابه في بعض كتبه .
بيان
: الفراهة الحذاقة
وأقول وقد مر كثير من أخبار الباب في باب الحمى.
__________________
٤
باب الخل
١ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الخل يشد العقل .
ومنه عن محمد بن
علي عن الحسن بن علي بن يوسف عن زكريا بن محمد عن أبي اليسع عن سليمان بن خالد
مثله .
٢ ـ ومنه ، عن
أبان بن عبد الملك عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنا لنبدأ عندنا
بالخل كما تبدءون بالملح عندكم وإن الخل ليشد العقل .
ومنه ، عن جعفر بن
محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله نعم الإدام الخل
لا يقفر بيت فيه خل .
٣ ـ ومنه ، عن
الوشاء عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : دخل رسول
الله صلىاللهعليهوآله على أم سلمة فقربت
إليه كسرا فقال هل عندكم إدام قالت يا رسول الله ما عندي إلا خل فقال نعم الإدام
الخل ما أقفر بيت فيه الخل .
المكارم ، مرسلا
مثله .
٤ ـ المحاسن ، عن
الحسين بن سيف عن أخيه عن أبيه سيف بن عميرة عن أبي الجارود عن أبي الزبير عن جابر
بن عبد الله قال : ائتدموا بالخل فنعم الإدام الخل ورواه عن إسماعيل بن مهران عن
منذر بن جيفر عن زياد بن سوقة عن أبي الزبير .
٥ ـ ومنه ، عن
الحسين بن سيف عن أخيه عن سليمان بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن
عبد الله قال : دخل علي رسول الله صلىاللهعليهوآله فقربت إليه خبزا
وخلا قال كل وقال نعم الإدام الخل .
__________________
بيان
: في النهاية فيه
نعم الإدام الخل الإدام بالكسر والأدم بالضم ما يؤكل مع الخبز أي شيء كان ومنه
الحديث سيد إدام أهل الدنيا والآخرة اللحم جعل اللحم أدما وبعض الفقهاء لا يجعله
أدما ويقول لو حلف أن لا يأتدم ثم أكل لحما لم يحنث.
٦ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن ابن فضال عن ابن عميرة عن محمد بن عبد الله بن عقيل عن جابر بن عبد
الله قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله نعم الإدام الخل .
٧ ومنه ، عن محمد
بن علي عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يقفر بيت فيه خل .
٨ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما أقفر بيت فيه خل
وبإسناده قال ما أقفر من إدام بيت فيه الخل .
٩ ـ ومنه ، عن ابن
محبوب عن رفاعة وعن أبيه عن فضالة عن رفاعة قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول الخل ينير القلب .
١٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عن سعدان عن سدير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ذكر عنده خل
الخمر فقال يقتل دواب البطن ويشد الفم. و رواه محمد بن علي عن يونس بن يعقوب عن
سدير .
بيان كأن المراد بشد الفم شد اللثة كما سيأتي.
١١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عمن ذكره عن صباح الحذاء عن سماعة قال قال أبو عبد الله عليهالسلام خل الخمر يشد اللثة ويقتل
دواب البطن ويشد العقل ورواه محمد بن علي عن أحمد بن محمد عن صباح .
١٢ ـ ومنه ، عن
علي بن الحكم عن المسلي عن أحمد بن زرين عن سفيان بن السمط قال قال أبو عبد الله عليهالسلام عليك بخل خمر فاغتمس فيه
فإنه لا يبقى في
__________________
جوفك دابة إلا
قتلها .
بيان الاغتماس الارتماس وكأنه هنا كناية عن كثرة الشرب أو
المعنى غمس اللقمة فيه عند الائتدام به.
١٣ ـ المحاسن ، عن
بعض من رواه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إن الله وملائكته يصلون
على خوان عليه خل وملح .
بيان
: في القاموس الخوان
ككتاب ما يؤكل عليه الطعام كالإخوان.
١٤ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي أن رجلا كان عند أبي الحسن الرضا عليهالسلام بخراسان فقدمت
إليه مائدة عليها خل وملح فافتتح بالخل فقال الرجل جعلت فداك إنكم أمرتمونا أن
نفتتح بالملح فقال هذا مثل هذا يعني الخل وإن الخل يشد الذهن ويزيد في العقل .
١٥ ـ السرائر ، عن
السياري عن أبي الحسن الأول عليهالسلام قال : ملك ينادي
في السماء اللهم بارك في الخلالين والمتخللين والخل بمنزلة الرجل الصالح يدعو لأهل
البيت بالبركة فقلت جعلت فداك وما الخلالون والمتخللون قال الذين في بيوتهم الخل
والذين يتخللون فإن الخلال نزل به جبرئيل مع اليمين والشهادة من السماء .
بيان نزل به أي باستحبابه أو بآلته أيضا.
١٦ ـ المكارم ، عن
الصادق عليهالسلام قال : عليك بخل
الخمر فإنه لا يبقى في جوفك دابة إلا قتلها.
وقال عليهالسلام نعم الإدام الخل اللهم
بارك في الخل فإنه إدام الأنبياء.
وعنه عليهالسلام قال : إنا نبدأ بالخل
عندنا كما تبتدءون بالملح عندكم فإن الخل يشد العقل .
__________________
بيان
: قد مر أن الظاهر
أن المراد بخل الخمر الخل المتخذ من العنب وقد مضى معان أخر في باب معالجات علل
أجزاء الوجه .
١٧ ـ دعوات
الراوندي ، قال النبي صلىاللهعليهوآله إن الله وملائكته
يصلون على خوان عليه ملح وخل.
وعن بزيع بن عمرو
بن بزيع قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام وهو يأكل خلا
وزيتا في قصعة سوداء مكتوب في وسطها « قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » فقال يا بزيع ادن فدنوت وأكلت معه ثم حسا من الماء ثلاث
حسوات حين لم يبق من الحبة شيء ثم ناولني فحسوت البقية.
وقال الصادق عليهالسلام الخل والزيت من طعام
المرسلين.
وقال نعم الإدام
الخل يكسر المرة ويحيي القلب ويشد اللثة ويقتل دواب البطن وقال الاصطباغ بالخل
يذهب بشهوة الزنا.
١٨ ـ كتاب الغايات
، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أحب
الصباغ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله الخل وأحب البقول
إليه الحوك يعني البادروج.
بيان
: قال في المصباح
المنير الصباغ جمع صبغ نحو بئر وبئار والصبغ أيضا ما يصبغ به الخبز في الأكل ويختص
بكل إدام مائع كالخل ونحوه وفي التنزيل « وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ » وقال الفارابي واصطبغ بالخل وغيره وقال بعضهم واصطبغ من
الخل وهو فعل لا يتعدى إلى مفعول صريح فلا يقال اصطبغ الخبز بخل وأما الحرف فهو
لبيان النوع الذي يصطبغ به كما يقال اكتحلت بالإثمد ومن الإثمد.
١٩ ـ الدعائم ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : نعم
الإدام الخل ونعم الإدام الزيت وهو طيب الأنبياء وإدامهم وهو مبارك وما افتقر بيت
من إدام فيه خل.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : الخل يسكن
المرار ويحيي القلوب.
وعنه عليهالسلام أنه قدم إلى بعض أصحابه
خلا وزيتا ولحما باردا فأكل معه الرجل فجعل عليهالسلام ينتف اللحم ويغمسه
في الخل والزيت ويأكله فقال الرجل جعلت
__________________
فداك هلا كان [
طبخا مع ] اللحم فقال عليهالسلام هذا طعامنا وطعام
الأنبياء .
٢٠ ـ المكارم ، عن
الصادق عليهالسلام قال : نعم الإدام
الخل يكسر المرار ويحيي القلب.
وعن أنس قال النبي
صلىاللهعليهوآله من أكل الخل قام
على رأسه ملك يستغفر له حتى يفرغ .
٢١ ـ قرب الإسناد
، عن عبد الله بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن
أكل الثوم والبصل بالخل قال لا بأس .
٢٢ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن
مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين نعم الإدام الخل يكسر المرة ويحيي القلب .
المحاسن ، عن بعض
أصحابه عن الأصم عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عن علي عليهالسلام مثله .
٢٣ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة المتقدمة مرارا عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله نعم الإدام الخل
ولا يفتقر أهل بيت عندهم الخل .
وبتلك الأسانيد عن
علي عليهالسلام قال : كلوا خل
الخمر فإنه يقتل الديدان في البطن .
صحيفة الرضا ، بالأسانيد
عنه عليهالسلام مثل الخبر الأول .
٢٤ ـ المحاسن ، عن
محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منذر بن جيفر عن زياد بن سوقة عن أبي الزبير المكي عن
جابر بن عبد الله قال : جاءه قوم فأخرج لهم كسرا و
__________________
خلا وقال سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول نعم الإدام
الخل .
٢٥ ـ ومنه ، عن
أبيه عن سليمان الجعفري عن الحسن العقيلي رفعه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله نعم الإدام الخل وكفى
بالمرء سرفا أن يسخط ما قرب إليه .
٥
باب
(المري والكامخ)
١ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن محمد بن أحمد بن أبي محمود عمن رفعه عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : إن يوسف لما
أن كان في السجن شكا إلى ربه عز وجل أكل الخبز وحده وسأل إداما يأتدم به وقد كان
كثر عنده قطع الخبز اليابس فأمره أن يأخذ الخبز ويجعله في إجانة ويصب عليه الماء
والملح فصار مريا وجعل يأتدم به عليهالسلام.
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله إلا أنه قال في
خابية .
بيان في القاموس المري كدري إدام كالكامخ وفي الصحاح المري الذي
يؤتدم به كأنه منسوب إلى المرارة والعامة تخففه.
وأقول هو الذي
يسمى بالفارسية آبكامه قال البغدادي هو اسم نبطي وقيل بل عربي مشتق من معنى
المرارة وقيل بل أصله الممري لكن غلب استعماله بميم واحدة وهو حار يابس ويبسه أقوى
من حره يكون في الثانية نحو آخرها يسهل ويهضم ويشهي ويذهب بوخامة الأطعمة وخصوصا
الدسمة ويلطف غلظها يعطش ويسخن الكبد والمعدة ويجففها والمري النبطي هو المعمول من
الشعير وذلك بأن يخبز ويجفف في التنور حتى يحترق ويضاف إليه الفوذنج والملح
والرازيانج ويجعل في الشمس وليكن الفوذنج وخبز الشعير أو الحنطة متساويين و
__________________
يدقان ويعجنان في
إجانة خضراء والملح مثل أحدهما والرازيانج وبعضهم يضيف إليه شونيزا وبعضهم لا يجعل
شيئا من ذلك وليكن مثل نصف أحدهما ويترك الجميع مثل العجين في الشمس الحارة مقدار
عشرين يوما يعجن كل يوم ويرش عليه الماء وإذا اسود واستحكم مرق بالماء وصفي وجعل
في الشمس الحارة أياما يؤمن فيها عليها الفساد ثم يرفع وإذا تجرع منه يسير على
الريق قتل الديدان والحيات ويكتحل به عين المجدور فيمنع خروجه وإن كان خرج فيها
شيء أذابه.
٢ ـ التهذيب ، عن
محمد بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار
بن موسى عن أبي عبد الله قال عليهالسلام قال : سألته عن
البيت الذي يكون فيه الخمر هل يصلح أن يكون فيه الخل وماء كامخ أو زيتون قال إذا
غسل فلا بأس .
٣ ـ ومنه ، عن
محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي عبد الله الرازي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن
المشرقي عن أبي الحسن عليهالسلام قال : سألته عن
أكل المري والكامخ فقلت إنه يعمل من الحنطة والشعير فنأكله فقال نعم حلال ونحن
نأكله .
توضيح : قال في
بحر الجواهر الكامخ معرب كامه والجمع كواميخ هي صباغ يتخذ من الفوذنج واللبن والأبازير
والكواميخ كلها ردية للمعدة معطشة مفسدة للدم وقال الجوهري الكامخ الذي يؤتدم به
معرب والكمخ السلح وقدم إلى أعرابي خبز وكامخ فلم يعرفه فقيل له هذا كامخ قال علمت
أنه كامخ أيكم كمخ به يريد سلح انتهى وقال بعضهم الكواميخ هي صباغ يتخذ من الفوتنج
واللبن والأبازير والفوتنج هي خميرة الكواميخ المتخذة من دقيق الشعير الطحين
__________________
العجين المدفون في
التبن أربعين يوما فيجدد اللبن حتى يربو ثم يطرح فيه من الأبازير من الأنجدان
والشبت أو الكبر أو سائر القبول ثم تنسب الكواميخ إلى ذلك .
وأقول : يظهر من
بعض الأخبار أنها كانت تعمل من السمك أيضا كما مر وكأنها هي التي تسمى الصحناة قال
في بحر الجواهر الصحناء بالكسر ويمد ويقصر إدام يتخذ من السمك والصحناة أخص منه
كذا قال الجوهري وفي المغرب الصحناة بالفتح والكسر الصبر وهو بالفارسية ماهي آبه
والصحناة الشامية والمصرية إدام يتخذ من السمك الصغار والسماق أو الليمو أو غير
ذلك من الحموضات وهو مقوية مبردة للمعدة.
٦
باب
(نادر فيما يستحب أو يكره أكله وبعض النوادر)
المكارم ، عن الصادق
عليهالسلام قال : ثلاث لا
يؤكلن ويسمن وثلاث يؤكلن ويهزلن واثنان ينفعان من كل شيء ولا يضران من شيء واثنان
يضران من كل شيء ولا ينفعان من شيء قال فاللواتي لا يؤكلن ويسمن استشعار الكتان
والطيب والنورة واللواتي يؤكلن ويهزلن اللحم اليابس والجبن والطلع.
وفي حديث آخر الجوز
وفي حديث آخر الكسب واللذان ينفعان من كل شيء ولا يضران من شيء السكر والرمان.
أقول
: قد مر الخبر عن
المحاسن والكافي أبسط من ذلك والسقط هنا ظاهر .
٢ ـ الخصال ، في
وصايا النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام يا علي تسعة أشياء تورث
النسيان أكل التفاح الحامض وأكل الكزبرة والجبن وسؤر الفأر وقراءة كتابة
__________________
القبور والمشي بين
امرأتين وطرح القملة والحجامة في النقرة والبول في الماء الراكد .
٣ ـ كتاب المسائل
، بالإسناد عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن
المسك والعنبر وغيره من الطيب يجعل في الطعام قال لا بأس .
٤ ـ الكافي ، عن
علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن عبيد الله الحلبي عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : نهى رسول
الله صلىاللهعليهوآله أن يؤكل ما تحمله
النملة بفيها وقوائمها .
بيان قال صاحب الجامع وغيره يكره أكل ما تحمله النملة بفيها
وقوائمها.
٥ ـ المكارم ، عن
كتاب البصائر عن محمد بن جعفر العاصمي عن أبيه عن جده قال : حججت ومعي جماعة من
أصحابنا فأتيت المدينة فقصدنا مكانا ننزله فاستقبلنا غلام لأبي الحسن موسى بن جعفر
عليهالسلام على حمار له أخضر
يتبعه الطعام فنزلنا بين النخلة فجاء هو عليهالسلام فنزل ثم قدم
الطعام فبدأ بالملح ثم قال كلوا « بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » ثم ثنى بالخل ثم أتي بكتف مشوي فقال كلوا « بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب النبي صلىاللهعليهوآله ثم أتي بالخل
والزيت فقال كلوا « بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب فاطمة عليهالسلام ثم أتي بالسكباج
فقال كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فإن هذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين عليهالسلام ثم أتي بلحم مقلو فيه
بادنجان فقال كلوا « بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب الحسن بن علي عليهالسلام ثم أتي بلبن حامض قد ثرد
__________________
فقال كلوا « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب الحسين بن علي عليهالسلام ثم أتي بأضلاع باردة فقال
كلوا « بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب علي بن الحسين عليهالسلام ثم أتي بجنب مبرز فقال
كلوا « بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب محمد بن علي عليهالسلام ثم أتي بتور فيه بيض
كالعجة فقال كلوا « بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب أبي جعفرا عليهالسلام ثم أتي بحلواء فقال كلوا
« بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام يعجبني .
أقول
: سيأتي الخبر
بتمامه في باب جوامع آداب الأكل إن شاء الله.
بيان بجنب مبرز في أكثر النسخ بتقديم المهملة على المعجمة
فيحتمل أن يكون كناية عن السمن أي بجنب شاة ارتفع لسمنها وفي بعضها بالعكس وكأنه
من الأبازير والأدوية الحارة التي تلقى في القدر وكأن فيه تصحيفا والعجة بالضم
طعام من البيض مولد وفي بحر الجواهر العجة بالضم وتشديد الجيم خاگينه والأجود أن
لا يستعمل فيها بياض البيض.
٦ ـ المحاسن ، عن
صفوان عن ابن مسكان عن الحسن الصيقل عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث أن امرأة
بذية قالت لرسول الله صلىاللهعليهوآله ناولني من طعامك
فناولها فقالت لا والله إلا الذي في فيك فأخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله اللقمة من فيه فناولها
إياها فأكلتها قال أبو عبد الله عليهالسلام فما أصابها داء
حتى فارقت الدنيا .
٧ ـ الكافي ، عن
علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن زكريا بن يحيى عن النعمان
الصيرفي عن علي بن جعفر في حديث طويل قال : فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليهالسلام يعني الجواد ثم قلت أشهد
أنك إمامي عند الله فبكى الرضا عليهالسلام .
__________________
بيان يمكن الاستدلال بهذا الخبر وبالخبر السابق على جواز شرب
ريق الغير وأكل اللقمة الخارجة من فم الغير خلافا للمشهور وإن أمكن أن يكون ذلك من
خصائصهم عليهمالسلام ووجه الاختصاص
ظاهر مع عدم صراحة الخبر الأخير فيما استدلوا به لكن دليل الحرمة قاصر إذ العمدة
فيها الخباثة وقد عرفت فيما سبق ما فيه فتذكر.
٨ ـ مجالس الصدوق
، في مناهي النبي صلىاللهعليهوآله أنه نهى عن أكل
سؤر الفأر .
٩ ـ قرب الإسناد ،
عن سعد بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه أن عليا عليهالسلام كان يقول كلوا طعام
المجوس كله ما خلا ذبائحهم فإنها لا تحل وإن ذكر اسم الله عليه .
__________________
أبواب
(آداب
الأكل ولواحقها)
١
باب
(أن ابن آدم أجوف لا بد له من الطعام)
١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن الله خلق ابن
آدم أجوف .
٢ ـ ومنه ، عن
أبيه عن القاسم بن عروة عن ابن بكير عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « يَوْمَ تُبَدَّلُ
الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ » قال تبدل خبزة نقي يأكل الناس منها حتى يفرغ الناس من
الحساب فقال له قائل إنهم لفي شغل يومئذ عن الأكل والشرب قال إن الله خلق ابن آدم
أجوف فلا بد له من الطعام والشراب أهم أشد شغلا يومئذ أم من في النار فقد استغاثوا
والله يقول « وَإِنْ
يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ » .
بيان خبزة نقي بالإضافة وكسر النون وسكون القاف وهو المخ أي
خبزة معمولة من مخ الحنطة وفي الكافي نقية فهي صفة قال في النهاية النقي المخ وفيه يحشر الناس
يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي يعني الخبز الحواري وهو الذي نخل مرة
بعد مرة انتهى ويمكن أن يقرأ نقيء على فعيل أي خبزة من هذا الجنس.
__________________
أقول وقد مضى
الكلام في الآية ووجوه تأويلها في كتاب المعاد فلا نعيد والمهل النحاس المذاب وقيل دردي الزيت وقيل القيح
والصديد.
٣ ـ الدعائم ، روينا
عن أبي جعفر عليهالسلام أن الأبرش الكلبي
سأله عن قول الله عزوجل : « يَوْمَ
تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ » قال تبدل بأرض تكون كخبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ
من الحساب قال الأبرش إن الناس يومئذ لفي شغل عن الأكل قال أبو جعفر هم في النار
أشد شغلا فقد قال الله عز وجل : « وَنادى
أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ
مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ » وهم في النار يأكلون الضريع ويشربون الحميم فكيف هم عند
الحساب إن ابن آدم خلق أجوف فلا بد له من الطعام والشراب .
٤ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله تبارك
وتعالى حكاية عن موسى عليهالسلام
« رَبِّ
إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ » قال سأل الطعام وقد احتاج إليه .
الدعائم ، عنه عليهالسلام مثله إلى قوله سأل الطعام
٢
باب
(مدح الطعام الحلال وذم الحرام)
١ ـ الخصال ، عن
أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن عبد الله بن القاسم عن عبد الله
بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله أول ما عصي الله
تبارك وتعالى [ به ] لست خصال حب الدنيا وحب الرئاسة وحب الطعام
__________________
وحب النساء وحب
النوم وحب الراحة .
٢ ـ معاني الأخبار
، والخصال ، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن
المغيرة عن السكوني عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله الطعام إذا جمع أربع
خصال فقد تم إذا كان من حلال وكثرت الأيدي عليه وسمي الله تبارك وتعالى في أوله
وحمد في آخره .
المحاسن ، عن أبيه
عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله .
٣ ـ الفردوس ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله كلوا من كد
أيديكم.
٤ ـ كتاب الغايات
، لجعفر بن أحمد القمي عن بسطام بن سابور عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما عند الله شيء هو
أفضل من عفة بطن وفرج وقيل لسلمان رحمهالله أي الأعمال أفضل قال الإيمان بالله وخبز حلال.
٥ ـ المكارم ، سئل
رسول الله صلىاللهعليهوآله ما أكثر ما يدخل
النار قال الأجوفان البطن والفرج .
٦ ـ روضة الواعظين
، والمكارم ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من أكل الحلال قام
على رأسه ملك يستغفر له حتى يفرغ من أكله.
وقال إذا وقعت
اللقمة من حرام في جوف العبد لعنه كل ملك في السماوات والأرض وما دامت اللقمة في
جوفه لا ينظر الله إليه ومن أكل اللقمة من الحرام « فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ » فإن تاب تاب الله عليه وإن مات فالنار أولى به .
٧ ـ الفردوس : عن
النبي صلىاللهعليهوآله قال : من أكل لقمة
حرام لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ولم تستجب له دعوة أربعين صباحا وكل لحم ينبته
الحرام فالنار أولى
__________________
به وإن اللقمة
الواحدة تنبت اللحم.
وقال عليهالسلام من وقي شر لقلقه وقبقبه
وذبذبه فقد وجبت له الجنة واللقلق اللسان والقبقب البطن والذبذب الفرج.
٢
باب
إكرام الطعام ومدح اللذيذ منه وإن الله تعالى لا يحاسب
المؤمن على المأكول والملبوس وأمثالهما
الآيات التكاثر « ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ »
تفسير : قال الطبرسي
رحمهالله قال مقاتل يعني كفار مكة كانوا في الدنيا في الخير والنعمة
فيسألون يوم القيامة عن شكر ما كانوا فيه إذا لم يشكروا رب النعيم حيث عبدوا غيره
وأشركوا به ثم يعذبون على ترك الشكر وهذا قول الحسن قال لا يسأل عن النعيم إلا أهل
النار وقال الأكثرون إن المعنى ثم لتسألن يا معاشر المكلفين عن النعيم قال قتادة
إن الله مسائل كل ذي نعمة عما أنعم عليه وقيل عن النعيم في المأكل والمشرب وغيرهما
من الملاذ عن ابن جبير وقيل النعيم الصحة والفراغ عن عكرمة ويعضده ما رواه ابن
عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : نعمتان مغبون
فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. وقيل هو الأمن والصحة عن ابن مسعود ومجاهد
وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام وقيل يسأل عن كل
نعيم إلا ما خصه الحديث وهو قوله عليهالسلام ثلاثة لا يسأل
عنها العبد خرقة يواري بها عورته أو كسرة يسد بها جوعته أو بيت يكنه من الحر
والبرد.
وروي أن بعض
الصحابة أضاف النبي صلىاللهعليهوآله مع جماعة من
أصحابه فوجدوا عنده تمرا وماء باردا فأكلوا فلما خرجوا قال هذا من النعيم الذي
يسألون عنه. وروى العياشي بإسناده في حديث طويل قال : سأل أبو حنيفة أبا عبد الله عليهالسلام عن هذه الآية فقال له ما
النعيم عندك يا نعمان قال القوت من الطعام والماء البارد فقال :
لئن أوقفك الله
بين يديه يوم القيامة حتى يسألك عن أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين
يديه قال فما النعيم جعلت فداك قال نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على
العباد وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا
بعد أن كانوا أعداء وبنا هداهم الله للإسلام وهي النعمة التي لا تنقطع والله
سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي صلىاللهعليهوآله وعترته عليهالسلام انتهى .
وأقول قد مضت سائر
الآيات المتعلقة بهذا الباب في باب جوامع ما يحل وما يحرم مع تفسيرها.
١ ـ الدعائم ، عن
جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : ليس في
الطعام سرف وقال في قول الله عز وجل : « ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » الله أكرم من أن يطعمكم طعاما فيسألكم عنه ولكنكم مسئولون
عن نعمة الله عليكم بنا هل عرفتموها وقمتم بحقها.
وعنه عليهالسلام أنه سئل عن المسك والعنبر
وغيره من الطيب يجعل في الطعام قال لا بأس بذلك .
٢ ـ كتاب المسائل
، لعلي بن جعفر عن أخيه عليهالسلام مثله .
٣ ـ العيون ، عن
الحسين بن أحمد البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي عن القاسم بن إسماعيل عن إبراهيم
بن العباس الصولي عن الرضا عليهالسلام أنه قال : ليس في
الدنيا نعيم حقيقي فقيل له فقول الله تعالى « ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » ما هذا النعيم في الدنيا أهو الماء البارد فقال الرضا عليهالسلام وعلا صوته وكذا فسرتموه
أنتم وجعلتموه على ضروب فقالت طائفة هو الماء البارد وقال غيرهم هو الطعام الطيب
وقال آخرون هو النوم الطيب ولقد حدثني أبي عن أبيه الصادق عليهالسلام أن أقوالكم هذه ذكرت عنده
في قول الله عزوجل « ثُمَّ
لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » فغضب وقال :
__________________
إن الله لا يسأل
عباده عما تفضل به عليهم ولا يمن بذلك عليهم والامتنان بالإنعام مستقبح من
المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق ما لا يرضى المخلوقون به ولكن النعيم حبنا أهل
البيت وموالاتنا يسأل الله عنه عباده بعد التوحيد والنبوة لأن العبد إذا وافاه
بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول الخبر .
٤ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن شهاب بن عبد ربه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام اعمل طعاما وتنوق فيه
وادع عليه أصحابك .
بيان
: في القاموس تنيق
في مطعمه وملبسه تجود وبالغ كتنوق.
٥ ـ الكافي ، عن
علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما عذب الله عز وجل
قوما قط وهم يأكلون وإن الله عز وجل أكرم من أن يرزقهم شيئا ثم يعذبهم عليه حتى
يفرغوا منه .
٦ ـ المكارم ، روي
عن العالم عليهالسلام ثلاثة لا يحاسب
عليها المؤمن طعام يأكله وثوب يلبسه وزوجة صالحة تعاونه ويحرز بها دينه .
٧ ـ الخصال ، عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن
أبي زياد عن الحلبي قال قال أبو عبد الله عليهالسلام ثلاثة أشياء لا
يحاسب الله عليها المؤمن طعام يأكله وثوب يلبسه وزوجة صالحة تعاونه وتحصن فرجه .
المحاسن ، عن ابن
محبوب عن ابن رئاب عن الحلبي مثله .
٨ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن شهاب بن عبد ربه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام ليس في الطعام سرف .
__________________
بيان كأنه محمول على ما إذا كان له سعة وكان غرضه إكرام
المؤمنين لا الرياء والسمعة وسائر الأغراض الباطلة.
٩ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله « ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » قال إن الله أكرم من أن يسأل مؤمنا عن أكله وشربه .
١٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عن القاسم بن محمد عن الحارث بن حريز عن سدير الصيرفي عن أبي خالد الكابلي
قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام فدعا بالغداء
فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما قط أنظف منه ولا أطيب منه فلما فرغنا من الطعام قال
يا أبا خالد كيف رأيت طعامنا قلت جعلت فداك ما رأيت أنظف منه قط ولا أطيب ولكني
ذكرت الآية التي في كتاب الله « لَتُسْئَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » فقال أبو جعفر لا إنما تسألون عما أنتم عليه من الحق .
١١ ـ ومنه ، عن
عثمان بن عيسى عن أبي سعيد عن أبي حمزة قال : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام جماعة فدعا بطعام ما لنا
عهد بمثله لذاذة وطيبا حتى تملينا وأتينا بتمر ينظر فيه إلى وجوهنا من صفائه وحسنه
فقال رجل لتسألن يومئذ غدا عن هذا النعيم الذي تنعمتم عند ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال أبو عبد الله عليهالسلام الله أكرم وأجل أن يطعمكم
فيسوغكموه ثم يسألكم عنه ولكنه يسألكم عما أنعم به عليكم بمحمد وآل محمد.
قال ورواه محمد بن
علي عن عيسى بن هشام عن أبي خالد القماط عن أبي حمزة مثله .
بيان
: قال الجوهري امتلأ
الشيء وتملأ بمعنى يقال تملأت من الطعام والشراب.
١٢ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن فضال عن ابن بكير عن بعض أصحابه قال :
__________________
كان أبو عبد الله عليهالسلام ربما أطعمنا الفراني
والأخبصة ثم يطعم الخبز والزيت فقيل له لو دبرت أمرك حتى يعتدل فقال إنما تدبيرنا
من الله إذا أوسع علينا وسعنا وإذا قتر علينا قترنا .
تبيان في القاموس الفرن بالضم المخبز يخبز فيه الفرني لخبز غليظ
مستدير أو خبزة مصنعبة مضمومة الجوانب إلى الوسط تشوى ثم تروى سمنا ولبنا وسكرا
والصنعبة الانقباض.
المحاسن ، عن محمد
بن علي عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى قال : أكلت مع أبي عبد الله عليهالسلام فدعا وأتي بدجاجة محشوة
وبخبيص فقال أبو عبد الله عليهالسلام هذه أهديت لفاطمة
ثم قال يا جارية ائتنا بطعامنا المعروف فجاء بثريد خل وزيت
٤
باب
التواضع في الطعام واستحباب ترك التنوق في الأطعمة وكثرة
الاعتناء به
الآيات الأحقاف « وَيَوْمَ يُعْرَضُ
الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ
الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما
كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ » .
تفسير قال الطبرسي
رحمهالله « وَيَوْمَ
يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ » يعني يوم القيامة أي يدخلون النار كما يقال عرض فلان على
السوط وقيل معناه عرض عليهم النار قبل أن يدخلوها ليروا أهوالها « أَذْهَبْتُمْ
طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا » أي فيقال لهم آثرتم طيباتكم ولذاتكم في الدنيا على طيبات
الجنة « وَاسْتَمْتَعْتُمْ
بِها » أي انتفعتم بها منهمكين فيها وقيل هي الطيبات من الرزق
يقول أنفقتموها في شهواتكم وفي ملاذ الدنيا ولم تنفقوها في مرضاة الله تعالى.
ولما وبخ الله
سبحانه الكفار بالتمتع بالطيبات واللذات في هذه الدنيا آثر
__________________
النبي وأمير
المؤمنين عليهالسلام الزهد والتقشف
واجتناب الترفه والنعمة وقد روي في الحديث أن عمر بن الخطاب قال استأذنت على رسول
الله صلىاللهعليهوآله فدخلت عليه في
مشربة أم إبراهيم وإنه لمضطجع على خصفة وإن بعضه على التراب وتحت رأسه وسادة محشوة
ليفا فسلمت عليه ثم جلست فقلت يا رسول الله أنت نبي الله وصفوته وخيرته من خلقه
وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله أولئك قوم عجلت طيباتهم
وهي وشيكة الانقطاع وإنما أخرت لنا طيباتنا.
وقال علي بن أبي
طالب عليهالسلام في بعض خطبه والله
لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها ولقد قال لي قائل ألا تنبذها فقلت اعزب
عني فعند الصباح يحمد القوم السرى.
وروى محمد بن قيس
عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام أنه قال : والله
إن كان علي ليأكل إكلة العبد ويجلس جلسة العبد وإن كان ليشتري القميص فيخير غلامه
خيرهما ثم يلبس الآخر فإذا جاز أصابعه قطعه وإذا جاز كعبه حذفه ولقد ولي خمس سنين
وما وضع آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة ولا أورث بيضاء ولا حمراء وإن كان ليطعم
الناس خبز البر واللحم وينصرف إلى منزله فيأكل خبز الشعير والزيت والخل ولا ورد
عليه أمران كلاهما لله عز وجل فيه رضا إلا أخذ بأشدهما على بدنه ولقد أعتق ألف
مملوك من كد يمينه تربت منه يداه وعرق فيه وجهه وما أطاق عمله أحد من الناس وإن
كان ليصلي في اليوم والليلة ألف ركعة وإن كان أقرب الناس شبها به لعلي بن الحسين عليهالسلام وما أطاق عمله أحد من
الناس بعده.
ثم إنه قد اشتهر
في الرواية أنه عليهالسلام لما دخل على
العلاء بن زياد بالبصرة يعوده قال له العلاء يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم
بن زياد لبس العباء وتخلى من الدنيا فقال عليهالسلام علي به فلما جاء
قال يا عدي نفسه لقد استهام بك الخبيث أما رحمت أهلك وولدك أترى الله أحل الطيبات
وهو يكره أن تأخذها أنت أهون على الله من ذلك قال يا أمير المؤمنين هذا أنت في
خشونة عيشك و
جشوبة مأكلك قال
ويحك إني لست كأنت إن الله تعالى فرض على أئمة الحق أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس
كيلا يتبيغ بالفقير فقره انتهى .
وأقول الخطاب في
هذه الآية للكفار فإن طيباتهم كانت منحصرة فيما تمتعوا بها في الدنيا لتفويتهم على
أنفسهم استحقاق نعيم الآخرة فلا تكون حجة في رجحان ترك المؤمنين ملاذ الدنيا
ونعيمه كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام فيما كتب إلى أهل
مصر مع محمد بن أبي بكر :
واعلموا يا عباد
الله أن المتقين حازوا عاجل الخير وآجله فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم
أهل الآخرة في آخرتهم أباحهم الله في الدنيا ما كفاهم به وأغناهم قال الله عز اسمه
« قُلْ مَنْ
حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ
قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ
الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ » سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت وأكلوها بأفضل ما أكلت شاركوا
أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيبات ما يأكلون وشربوا من طيبات ما يشربون
ولبسوا من أفضل ما يلبسون وسكنوا من أفضل ما يسكنون وتزوجوا من أفضل ما يتزوجون
وركبوا من أفضل ما يركبون أصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا وهم غدا جيران الله
يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون لا ترد لهم دعوة ولا ينقص لهم نصيب من اللذة.
فإلى هذا يا عباد
الله يشتاق من كان له عقل ويعمل له تقوى الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ومثل ذلك كثير
أوردتها في كتاب الإيمان والكفر وأما الأخبار المعارضة لها فصنفان أحدهما ما ورد
في كيفية تعيش رسول الله وأمير المؤمنين وبعض الأئمة عليهمالسلام فمع معارضتها
لأطوار بعضهم أيضا محمولة على أنها من خصائص النبي صلىاللهعليهوآله والإمام الممكن من
التصرف كما يدل عليه خبر عاصم بن زياد
__________________
المتقدم وغيره
والصنف الآخر الذي لا يحتمل ذلك محمولة على من يحصله من الحرام أو الشبهة أو يكون
مسرفا في ذلك بحيث لا يناسب حاله أو يعلم من نفسه أن ذلك يصير سببا لطغيانه فيحتاج
إلى تذليل بدنه وامتهانه وسيأتي مزيد تحقيق لذلك في أبواب المكارم مع سائر الأخبار
المتعلقة بذلك.
١ ـ إرشاد القلوب
، عن سويد بن غفلة قال : دخلت على علي بن أبي طالب عليهالسلام فوجدته جالسا وبين
يديه إناء فيه لبن أجد فيه ريح حموضته وفي يده رغيف أرى قشار الشعير في وجهه وهو
يكسر بيده ويطرحه فيه فقال ادن فأصب من طعامنا فقلت إني صائم فقال عليهالسلام سمعت رسول الله من منعه
الصيام عن طعام يشتهيه كان حقا على الله أن يطعمه من طعام الجنة ويسقيه من شرابها
قال قلت لفضة وهي قريبة منه قائمة ويحك يا فضة أما تتقين الله في هذا الشيخ تنخل
هذا الطعام من النخالة التي فيه قالت قد تقدم إلينا أن لا ننخل له طعاما قال ما
قلت لها فأخبرته فقال بأبي وأمي من لم ينخل له طعام ولم يشبع من خبز البر ثلاثة
أيام حتى قبضه الله قال وكان عليهالسلام يجعل جريش الشعير
في وعاء ويختم عليه فقيل له في ذلك فقال إني أخاف هذين الولدين أن يجعلا فيه شيئا
من زيت أو سمن .
٢ ـ المحاسن ، عن
جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال : دخل النبي صلىاللهعليهوآله مسجد قباء فأتي بإناء فيه
لبن حليب مخيض بعسل فشرب منه حسوة أو حسوتين ثم وضعه فقيل يا رسول الله أتدعه
محرما قال لا اللهم إني أدعه تواضعا لله .
بيان
: مخيض بالخاء
المعجمة والياء المثناة التحتانية على فعيل من المخض وهو التحريك كناية عن الخلط
الشديد وفي بعض النسخ بالباء الموحدة من التخبيص بمعنى التخليط في القاموس خبصه
يخبصه خلطه ومنه الخبيص وقد خبص يخبص وخبص تخبيصا قوله محرما على بناء الفاعل أو
على بناء المفعول حالا عن المفعول.
__________________
٣ ـ المحاسن ، عن
جعفر بالإسناد المتقدم قال : أتي بخبيص فأبى أن يأكله فقيل أتحرمه قال لا ولكني
أكره أن تتوق إليه نفسي ثم تلا الآية « أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ
الدُّنْيا »
بيان
: أتي أي النبي صلىاللهعليهوآله أو الصادق عليهالسلام والأول أظهر وفي كتاب
الغارات أن المأتي كان أمير المؤمنين عليهالسلام وفي القاموس تاق
إليه توقا وتوقانا اشتاق.
٤ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن أرطاة بن حبيب عن أبي داود الطهري عن عبد الله بن شريك العامري عن
حبة العرني قال : أتي أمير المؤمنين عليهالسلام بخوان فالوذج فوضع
بين يديه فنظر إلى صفائه وحسنه فوجأ بإصبعه فيه حتى بلغ أسفله ثم سلها ولم يأخذ
منه شيئا وتلمظ إصبعه وقال إن الحلال طيب وما هو بحرام ولكني أكره أن أعود نفسي ما
لم أعودها ارفعوه عني فرفعوه .
بيان
: قال الجوهري
الخوان بالكسر ما يؤكل عليه معرب وقال وجأته بالسكين ضربته وقال لمظ يلمظ بالضم
لمظا إذا تتبع بلسانه يقيه الطعام في فمه أو أخرج لسانه فمسح به شفتيه وكذلك
التلمظ.
٥ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن سفيان عن صباح الحذاء عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : بينا أمير المؤمنين
في الرحبة في نفر من أصحابه إذ أهدي له طست خوان فالوذج فقال لأصحابه مدوا أيديكم
فمدوا أيديهم ومد يده ثم قبضها فقالوا يا أمير المؤمنين أمرتنا أن نمد أيدينا
فمددناها ومددت يدك ثم قبضتها فقال إني ذكرت أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يأكله فكرهت أكله .
٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أمير المؤمنين عليهالسلام يقول لا تزال هذه الأمة
بخير ما لم يلبسوا لباس العجم ويطعموا أطعمة العجم فإذا فعلوا ذلك ضربهم الله
بالذل .
__________________
٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عن
آبائه عليهمالسلام أن عليا عليهالسلام كان لا ينخل له الدقيق
وكان علي عليهالسلام يقول لا تزال هذه
الأمة إلى آخر الخبر السابق .
٨ ـ ومنه ، عن
يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن بزيع أبي عمرو بن بزيع قال : دخلت على
أبي جعفر عليهالسلام وهو يأكل خلا
وزيتا في قصعة سوداء مكتوب في وسطها بصفرة « قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » فقال ادن يا بزيع فدنوت فأكلت معه ثم حسا من الماء ثلاث
حسى حتى لم يبق من الخبز شيء ثم ناولني فحسوت البقية .
بيان
: يحتمل أن يكون
المراد بالماء الخل الباقي في القصعة.
٩ ـ المحاسن ، عن
يعقوب بن يزيد عمن ذكره عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الثمالي قال : لما دخلت على
علي بن الحسين عليهالسلام دعا بنمرقة فطرحت
فقعدت عليها ثم أتيت بمائدة لم أر مثلها قط قال لي كل فقلت ما لك جعلت فداك لا
تأكل فقال إني صائم فلما كان الليل أتي بخل وزيت فأفطر عليه ولم يؤت بشيء من
الطعام الذي قرب إلي .
بيان
: في القاموس النمرق
والنمرقة مثلثة الوسادة الصغيرة أو الميثرة أو الطنفسة فوق الرحل.
١٠ ـ المكارم ، لقد
جاء النبي صلىاللهعليهوآله ابن خولي بإناء
فيه عسل ولبن فأبى أن يشربه فقال شربتان في شربة وإناءان في إناء واحد فأبى أن
يشربه ثم قال ما أحرمه ولكني أكره الفخر والحساب بفضول الدنيا غدا وأحب التواضع
فإن من تواضع لله رفعه الله .
١١ ـ كتاب الزهد ،
للحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أفطر رسول الله
عشية الخميس في مسجد قبا فقال
__________________
هل من شراب فأتاه
أوس بن خولة الأنصاري بعس من لبن مخيض بعسل فلما وضعه على فيه نحاه ثم قال شرابان
يكتفى بأحدهما عن صاحبه لا أشربه ولا أحرمه ولكني أتواضع لله فإنه من تواضع لله
رفعه الله ومن تكبر خفضه الله ومن اقتصد في معيشته رزقه الله ومن بذر حرمه الله
ومن أكثر ذكر الله أحبه الله.
١٢ ـ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه أتى قبا يوم
خميس وهو صائم فلما أمسى قال هل من شراب وذكر نحوه إلى قوله ومن أكثر ذكر الله
رزقه الله ثم قال فهذا ( والله أعلم ) من رسول الله صلىاللهعليهوآله تواضع كما قال لا
على أن الله عز وجل حرم شيئا من طيبات الرزق قال جل ذكره « قُلْ مَنْ حَرَّمَ
زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ
هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ ».
وعن علي عليهالسلام أنه أتي بطبق فالوذج فوضع
بين يديه فنظر إليه ورأى صفاءه وحسنه فوجأ بإصبعه فيه ثم استلها فلم ينتزع منه
شيئا فتلمظ إصبعه ثم قال إن هذا لحلو طيب ولكن نكره أن نعود أنفسنا ما لم تعود
ارفعوه فرفعوه .
٤
باب
(ذم كثرة الأكل والأكل على الشبع والشكاية عن الطعام)
١ ـ عن أحمد بن محمد
بن يحيى العطار عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بعض
أصحابنا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
عليهالسلام المؤمن يأكل في
معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء .
٢ ـ المجازات
والشهاب ، عنه صلىاللهعليهوآله مثله.
بيان قال السيد رحمهالله هذا القول مجاز والمراد أن المؤمن يقنع من مطعمه بالبلغ
التي تمسك الرمق وتقيم الأود دون المآكل التي يقصد بها وجه اللذة
__________________
ويقضي بها حق
الشهوة فكأنه يأكل في معى واحد لفرط الاقتصار وكراهة الاستكثار وأما الكافر فإنه
لتبجحه في المآكل وتنقله في المطاعم وتوخيه ضد ما يتوخاه المؤمن من اجترار حطام
الدنيا التي يطلب عاجلها ولا يأمل آجلها فهو عبد للذته وكادح في طاعة شهوته كأنه
يأكل في سبعة أمعاء لأن أكله للذة لا للبلغة وللنهمة لا للمسكة انتهى .
وقال الراوندي رحمهالله المعى على وزن اللوى واحد الأمعاء وهي مجاري الطعام في البطن وهذا مثل وذلك
أن المؤمن لا يأكل إلا من الحلال ويجتنب الحرام والشبهة والكافر لا يبالي ما أكل
وكيف أكل ومن أين أكل وإذا كان كذلك فمأكل الكافر أكثر من مأكل المؤمن وخص السبعة
بالذكر مثلا كما يذكر السبعون في مثل هذه المواضع قال تعالى « إِنْ تَسْتَغْفِرْ
لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ » .
والمعى أيضا
المذنب من المذانب وهو مسيل الماء في الحضيض قال أبو عبيد ترى ذلك لتسمية المؤمن
عند طعامه فتكون فيه البركة والكافر لا يفعل ذلك وهذا الوجه كما ترى وقيل إنه مثل
ضربه النبي صلىاللهعليهوآله للمؤمن وزهده في
الدنيا والكافر وحرصه عليها وليس الغرض بذلك الأكل فحسب بل يعني اتساع الرغبة وهذا
الوجه قريب من الوجه الذي قدمناه وصدرنا به الكلام.
وقيل : هذا في رجل
بعينه كان يأكل في حال كفره فيكثر فلما أسلم قل طعمه وذكر أنه عمرو بن معديكرب
الزبيدي وقال أبو عبيد في تاريخه ترى أنه عنى أبا نضرة الغفاري واسم أبي نضرة حميل
بالحاء وضمه فمن قال حميل أو جميل فقد أخطأ والله أعلم بذلك ويؤيد أن المعنى اتساع
الرغبة قولهم فلان يأكل هذه البلدة وهذه الولاية ولعله لا يأكل مما يحصل منها لقمة
بل يتصرف في ذلك وذكر الأكل مجاز في مثل هذه المواضع يقال أكل فلان ألف دينار
ولعله لبس به ولم يأكل أو أعطاه أو أنفقه في وجه غير الأكل والغرض بالأكل الشنعة ألا
ترى إلى
__________________
قول أمير المؤمنين
عليهالسلام ليسلطن عليكم غلام
ثقيف الذيال الميال يأكل خضرتكم ويذيب شحمتكم ويقول لغيره أما إنه سيظهر عليكم
بعدي رجل رحب البلعوم مندحق البطن واسع السرم يأكل ما يجد كل ذلك تعبير بالرغب وقد
قيل الرغب شؤم.
وهذا إعلام منه عليهالسلام أن المؤمن يشغله دينه
وخوفه من الله عن الدنيا والاتساع فيها وفائدة الحديث الحث على الرغبة عن الدنيا
والاجتناب من الوقوع في مصائد من شهواتها وراوي الحديث جابر ورواه ابن عمر انتهى.
وفي النهاية هذا
مثل ضربه للمؤمن وزهده في الدنيا والكافر وحرصه عليها وليس معناه كثرة الأكل دون
الاتساع في الدنيا ولهذا قيل الرغب شؤم لأنه يحمل صاحبه على اقتحام النار وقيل هو
تحضيض للمؤمن على قلة الأكل وتحامي ما يجره الشبع من القسوة وطاعة الشهوة ووصف
الكافر بكثرة الأكل إغلاظ على المؤمن وتأكيد لما رسم له وقيل هو خاص في رجل بعينه
كان يأكل كثيرا فأسلم فقل أكله والمعى واحد الأمعاء وهي المصارين انتهى.
وقال في فتح
الباري بعد ما ذكر بعض ما مر وقيل بل هو على ظاهره ثم اختلف في ذلك على أقوال
الأول أنه ورد في شخص بعينه واللام عهدية لا جنسية ويؤيده ما رواه عن الطبراني
بسند جيد بزعمه عن ابن عمر قال : جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله سبعة رجل [ رجال ]
فأخذ كل واحد من الصحابة رجلا وأخذ النبي صلىاللهعليهوآله رجلا فقال له ما
اسمك قال أبو غزوان قال فحلب له سبع شياه فشرب لبنها كله فقال له النبي صلىاللهعليهوآله هل لك يا أبا غزوان أن
تسلم قال نعم فأسلم فمسح رسول الله صلىاللهعليهوآله صدره فلما أصبح
حلب له شاة واحدة فلم يتم لبنها فقال ما لك يا أبا غزوان فقال والذي بعثك بالحق
لقد رويت قال إنك أمس كان لك سبعة أمعاء وليس لك اليوم إلا معى واحد : ثم ضعف هذا
الحمل.
__________________
والثاني أن الحديث
خرج مخرج الغالب وليست حقيقة العدد مرادة كقوله « وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ
أَبْحُرٍ » والمعنى أن من شأن المؤمن التقلل من الأكل لاشتغاله بأسباب
العبادة ولعلمه بأن مقصود الشرع من الأكل ما يسد الجوع ويمسك الرمق ويعين على
العبادة ولخشيته أيضا من حساب ما زاد على ذلك والكافر بخلاف ذلك كله فإنه لا يقف
على مقصود الشرع بل هو تابع لشهوة نفسه مسترسل فيها غير خائف من تبعات الحرام فصار
أكل المؤمن ما ذكر إذا نسب إلى أكل الكافر كأنه بقدر السبع منه ولا يلزم من هذا
اطراده في حق كل مؤمن وكافر فقد يكن في المؤمنين من يأكل كثيرا إما بحسب العادة أو
لعارض يعرض له على رأي الأطباء وقد يكون في الكافرين من يأكل قليلا إما للرياضة
على رأي الرهبان وإما لعارض كضعف المعدة.
قال الطيبي ومحصل
القول أن من شأن المؤمن الحرص على الزهادة والاقتناع بالبلغة بخلاف الكافر فإذا
وجد مؤمن أو كافر على غير هذا الوصف لا يقدح في الحديث.
الثالث أن المراد
بالمؤمن في هذا الحديث التام الإيمان لأن من حسن إسلامه وكمل إيمانه اشتغل فكره
فيما يصير إليه من الموت وما بعده فيمنعه شدة الخوف وكثرة التفكر والإشفاق على
نفسه من استيفاء شهوته كما ورد في حديث أبي أمامة من كثر تفكره قل طعمه ومن قل
طعمه كثر تفكره ومن كثر طعمه قسا قلبه.
وفي حديث أبي سعيد
الصحيح أن هذا المال حلوة خضرة فمن أخذه بإسراف نفس كان كالذي يأكل ولا يشبع فدل
على أن المراد بالمؤمن من يقصد في مطعمه وأما الكافر فمن شأنه الشره فيأكل بالنهم
كما يأكل البهيمة ولا يأكل بالمصلحة لقيام البنية كما قال تعالى « وَالَّذِينَ كَفَرُوا
يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ ».
الرابع : أن
المراد أن المؤمن يسمي الله تعالى عند طعامه وشرابه فلا يشركه الشيطان فيكفيه
القليل والكافر لا يسمي فيشركه الشيطان.
الخامس : أن
المؤمن يقل حرصه على الطعام فيبارك له فيه وفي مأكله يشبع من القليل والكافر طافح
البصر إلى المآكل كالأنعام فلا يشبعه القليل وهذا يمكن ضمه إلى الذي قبله ويجعلان
جوابا واحدا مركبا.
السادس : قال
النووي المختار أن المراد أن بعض المؤمنين يأكل في معى واحد وأكثر الكفار يأكلون
في سبعة أمعاء ولا يلزم أن يكون كل واحد من السبعة مثل المؤمن انتهى.
ويدل على تفاوت
الأمعاء ما ذكره عياض عن أهل التشريح أن أمعاء الإنسان سبعة المعدة ثم ثلاثة أمعاء
بعدها متصلة بها البواب ثم الصائم ثم الرقيق والثلاثة رقاق ثم الأعور والقولون
والمستقيم وكلها غلاظ فيكون المعنى أن الكافر لكونه يأكل بسرعة لا يشبعه إلا ملء
أمعائه السبعة والمؤمن يشبعه ملء معي واحد ونقل الكرماني عن الأطباء في تسمية
الأمعاء السبعة أنها المعدة ثم ثلاثة متصلة رقاق وهي الاثنا عشر والصائم والقولون
ثم ثلاثة غلاظ وهي النافف بنون وفاءين أو قافين والمستقر والأعور.
السابع قال النووي
يحتمل أن يريد بالسبعة في الكافر سبع صفات هي الحرص والشره وطول الأمل والطمع وسوء
الطبع والحسد وحب السمن وبالواحد في المؤمن سد خلته.
الثامن قال
القرطبي شهوات الطعام سبع شهوة الطبع وشهوة النفس وشهوة العين وشهوة الفم وشهوة
الأذن وشهوة الأنف وشهوة الجوع وهي الضرورية التي يأكل بها المؤمن وأما الكافر
فيأكل بالجميع.
ثم رأيت أصل ما
ذكره في كلام القاضي أبي بكر وهو أن الأمعاء السبعة كناية عن الحواس الخمس والشهوة
والحاجة.
٣ ـ عدة الداعي ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله قال : حسب ابن آدم
لقيمات يقمن صلبه فإن كان ولا بد فليكن الثلث للطعام والثلث للشراب والثلث الآخر
للنفس.
بيان قال في فتح الباري بعد رواية أوردها تدل على أن النبي صلىاللهعليهوآله شبع من
الطعام قال
القرطبي فيه دليل على جواز الشبع وما جاء من النهي عنه محمول على الشبع الذي يثقل
المعدة ويثبط صاحبه عن القيام بالعبادة ويفضي إلى البطر والأشر والنوم والكسل وقد
تنتهي كراهته إلى التحريم بحسب ما يترتب عليه من المفسدة وذكر الكرماني تبعا لابن
المنير أن الشبع المذكور محمول على شبعهم المعتاد منهم وهو ما رواه المقدام بن
معديكرب قال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول ما ملأ آدمي
وعاء شرا من بطن حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه فإن غلب الآدمي نفسه فثلث للطعام
وثلث للشراب وثلث للنفس .
قال القرطبي لو
سمع بقراط بهذه القسمة لعجب من هذه الحكمة وقال الغزالي قبله ذكر هذا الحديث لبعض
الفلاسفة فقال ما سمعت كلاما في قلة الأكل أحكم من هذا ولا شك في أن أثر الحكمة في
الحديث المذكور واضح وإنما خص الثلاثة بالذكر لأنها أسباب حياة الحيوان ولأنه لا
يدخل البطن سواها وهل المراد بالثلث التساوي على ظاهر الخبر أو التقسيم إلى ثلاثة
أقسام متقاربة محل احتمال والأول أولى ويحتمل أن يكون لمح بذكر الغلبة إلى قوله في
الحديث الآخر الثلث كثير.
وقال بعضهم مراتب
الشبع تنحصر في سبع الأول ما تقوم به الحياة الثاني أن يزيد حتى يصوم ويصلي عن
قيام وهذان واجبان الثالث أن يزيد حتى يقوى على أداء النوافل الرابع أن يزيد حتى
يقدر على التكسب وهذان مستحبان الخامس أن يملأ الثلث وهذا جائز السادس أن يزيد على
ذلك وبه يثقل البدن ويكثر النوم وهذا مكروه السابع أن يزيد حتى يتضرر وهي البطنة
المنهي عنها وهذا حرام ويمكن إدخال الأول في الثاني والثالث في الرابع.
٤ ـ الشهاب ، قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله ما ملأ آدمي وعاء
شرا من بطن.
الضوء وذلك لأنه
إذا ملأ بطنه تثاقل عن الطاعات وكسل عن العبادات
__________________
وثارت شهواته فإن
تبعها هلك وإن منعها وجاهدها تأذى فالأولى أن لا يزيد في الطعام على ما يمسك الرمق
ويمد القوة وقد قيل كفى بك شرها أن تأكل جميع شهواتك وقيل البطنة تذهب الفطنة
لأنها تكدر الحواس وتثقلها عن الحركات وفائدة الحديث النهي عن الامتلاء وراوي
الحديث المقدام بن معديكرب قال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول ما ملأ آدمي
وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث طعام وثلث
شراب وثلث لنفسه .
٥ ـ كتاب الغايات
، قال الصادق عليهالسلام أقرب ما يكون
العبد إلى الله إذا ما خف بطنه.
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : ما من شيء أبغض إلى
الله من بطن مملوء.
وقال عليهالسلام أبعد الخلق من الله إذا
ما امتلأ بطنه.
٦ ـ العيون ، عن
تميم بن عبد الله عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن عبد السلام بن صالح الهروي
عن الرضا عليهالسلام في حديث طويل قال
: وكان عليهالسلام خفيف الأكل خفيف
الطعم .
٧ ـ المكارم ، قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله نور الحكمة الجوع
والتباعد من الله الشبع والقربة إلى الله حب المساكين والدنو منهم وقال صلىاللهعليهوآله لا تميتوا القلوب بكثرة
الطعام والشراب فإن القلوب تموت كالزروع إذا كثر عليها الماء وقال صلىاللهعليهوآله لا تشبعوا فتطفأ نور
المعرفة من قلوبكم ومن بات يصلي في خفة من الطعام بات الحور العين حوله .
٨ ـ مجالس الصدوق
، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن عبيد الله الدهقان عن درست عن
عبد الحميد بن عواض عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله الأكل على الشبع
يورث البرص .
__________________
٩ ـ الخصال ، عن
محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد الأشعري عن موسى
بن جعفر البغدادي عن محمد بن المعلى عمن أخبره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ثلاث فيهن المقت من
الله عز وجل نوم في غير سهر وضحك من غير عجب وأكل على الشبع .
١٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عن علي بن موسى الكمنداني عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم رفعه إلى
أبي عبد الله عليهالسلام قال : أربعة يذهبن
ضياعا البذر في السبخة والسراج في القمر والأكل على الشبع والمعروف إلى من ليس
بأهله .
١١ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي بن الشاه عن أبي حامد عن أحمد بن خالد الخالدي عن محمد بن أحمد
التميمي عن أبيه عن محمد بن حاتم القطان عن حماد بن عمرو عن جعفر بن محمد عن آبائه
عن علي عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال في وصية له يا
علي أربعة يذهبن ضياعا الأكل بعد الشبع والسراج في القمر والزرع في السبخة
والصنيعة عند غير أهلها .
١٢ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : أتى أبو
حجيفة النبي صلىاللهعليهوآله وهو يتجشى فقال صلىاللهعليهوآله اكفف جشاءك فإن أكثر
الناس في الدنيا شبعا أكثرهم جوعا يوم القيامة قال فما ملأ أبو حجيفة بطنه من طعام
حتى لحق بالله .
صحيفة الرضا ، عنه
عليهالسلام مثله .
بيان
: المضبوط في رجال
العامة أبو جحيفة بتقديم الجيم المضمومة على الحاء المهملة المفتوحة وهو وهب بن
عبد الله نزل بالكوفة وجعله علي عليهالسلام على بيت المال
بالكوفة وشهد معه مشاهده كلها وكذا في نسخ الصحيفة أيضا وفي أكثر نسخ
__________________
العيون بتقديم
المهملة وكأنه تصحيف وفي بعض روايات العامة فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق
الدنيا كان إذا تعشى لا يتغدى وإذا تغدى لا يتعشى وفي رواية قال أبو جحيفة فما
ملأت بطني منذ ثلاثين سنة .
١٣ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن أبيه عن أحمد بن هارون بن الصلت عن أحمد بن محمد بن عقدة عن عباد بن
أحمد القزويني عن عمه عن أبيه عن موسى الجهني عن زيد بن وهب عن عقبة بن عامر
الجهني قال : سمعت سلمان الفارسي وقد أكره على طعام فقال حسبي إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول إن أكثر الناس شبعا
في الدنيا أكثرهم جوعا في الآخرة يا سلمان إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر .
بيان قال الراوندي في ضوء الشهاب شبه رسول الله صلىاللهعليهوآله المؤمن بالمسجون من حيث
هو ملجم بالأوامر والنواهي مضيق عليه في الدنيا مقبوض على يده فيها مخوف بسياط
العقاب مبتلى بالشهوات ممتحن بالمصائب بخلاف الكافر الذي هو مخلوع العذار متمكن من
شهوات البطن والفرج بطيبة من قلبه وانشراح من صدره مخلى بينه وبين ما يريد على ما
يسول له الشيطان لا ضيق عليه ولا منع فهو يغدو فيها ويروح على حسب مراده وشهوة
فؤاده كأنها جنة له يتمتع بملاذها ويتنعم كما أنها كالسجن للمؤمن صارفا له عن
لذاته مانعا من شهواته.
وروي أن سلمان رحمهالله أكره على طعام فقال حسبي إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول وساق إلى
قوله وجنة الكافر فالمؤمن يتزود والكافر يتمتع والله إن أصبح فيها مؤمن إلا حزينا
وكيف لا يحزن وقد جاء عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه وارد جهنم ولم
يأت أنه صادر عنها.
١٤ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة إلى الرضا عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ليس شيء أبغض إلى الله من
بطن ملآن .
__________________
صحيفة الرضا ، عنه
عليهالسلام مثله .
١٥ ـ العلل ، عن
أحمد بن محمد العلوي عن محمد بن إبراهيم بن أسباط عن أحمد بن زياد القطان عن أحمد
بن محمد بن عبد الله عن عيسى بن جعفر العلوي العمري عن آبائه عن عمر بن علي عن
أبيه علي بن أبي طالب عليهالسلام أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : مر أخي عيسى عليهالسلام بمدينة وفيها رجل وامرأة
يتصايحان فقال ما شأنكما قال يا نبي الله هذه امرأتي وليس بها بأس صالحة ولكني أحب
فراقها قال فأخبرني على كل حال ما شأنها قال هي خلقة الوجه من غير كبر قال لها يا
مرأة أتحبين أن يعود ماء وجهك طريا قالت نعم قال لها إذا أكلت فإياك أن تشبعين لأن
الطعام إذا تكاثر على الصدر فزاد في القدر ذهب ماء الوجه ففعلت ذلك فعاد وجهها
طريا .
١٦ ـ الخصال ، عن
جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله عن أحمد بن محمد
الأزدي عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله خمس خصال تورث البرص
النورة يوم الجمعة ويوم الأربعاء والتوضي والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس
والأكل على الجنابة وغشيان المرأة في أيام حيضها والأكل على الشبع .
١٧ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن عمرو بن إبراهيم قال سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول لو أن الناس
قصدوا في المطعم لاستقامت أبدانهم .
بيان قصدوا أي في الكم والكيف معا.
١٨ ـ المحاسن ، عن
القاسم بن محمد الأصفهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : ظهر إبليس
ليحيى بن زكريا عليهالسلام وإذا عليه معاليق
من كل شيء فقال له يحيى ما هذه المعاليق يا إبليس فقال هذه
__________________
الشهوات التي
أصبتها من ابن آدم قال فهل لي منها شيء قال ربما شبعت فثقلتك عن الصلاة والذكر قال
يحيى لله علي أن لا أملأ بطني من طعام أبدا فقال إبليس لله علي أن لا أنصح مسلما
أبدا ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام يا حفص لله على
جعفر وآل جعفر أن لا يملئوا بطونهم من طعام أبدا ولله على جعفر وآل جعفر أن لا
يعملوا للدنيا أبدا .
١٩ ـ ومنه ، عن
بعض من رواه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ليس لابن
آدم بد من أكله يقيم بها صلبه فإذا أكل أحدكم طعاما فليجعل ثلث بطنه للطعام وثلث
بطنه للشراب وثلث بطنه للنفس ولا تسمنوا كما تسمن الخنازير للذبح .
٢٠ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله بئس العون على
الدين قلب نخيب وبطن رغيب ونعظ شديد .
بيان
: في النهاية النخيب
الجبان الذي لا فؤاد له وقيل الفاسد العقل وقال الرغيب الواسع يقال جوف رغيب ومنه
حديث أبي الدرداء بئس العون على الدين قلب نخيب وبطن رغيب انتهى وفي القاموس الرغب
بالضم وبضمتين كثرة الأكل وشدة النهم وفعله ككرم فهو رغيب كأمير وقال نعظ ذكره
نعظا ويحرك ونعوظا قام وأنعظ الرجل والمرأة علاهما الشبق.
٢١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن محمد بن سنان عن صالح النيلي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الله تبارك
وتعالى يبغض كثرة الأكل .
ومنه عن محمد بن
علي عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
٢٢ ومنه ، عن عبد
الله بن محمد الحجال عن بهلول بن مسلم عن يونس بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كثرة الأكل مكروه .
__________________
٢٣ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن القاسم عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن البطن إذا شبع
طغى .
٢٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن عمرو عن بشير الدهان أو عمن ذكره عنه قال قال أبو الحسن عليهالسلام إن الله يبغض البطن الذي
لا يشبع .
٢٥ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال لي يا أبا محمد
إن البدن ليطغى من أكله وأقرب ما يكون العبد من الله إذا ما جاع بطنه وأبغض ما يكون
العبد إلى الله إذا امتلأ بطنه .
٢٦ ـ ومنه ، عن
بكر بن صالح عن جعفر بن محمد الهاشمي عن أبي جعفر العطار قال سمعت جعفر بن محمد
يحدث عن أبيه عن جده عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : قال جبرئيل
في كلام بلغنيه عن ربي يا محمد وأخرى هي الأولى والآخرة يقول لك ربك يا محمد ما
أبغضت وعاء قط إلا بطنا ملآن .
بيان
: وأخرى أي نصيحة
أخرى هي الأولى بحسب الرتبة لشدة الاهتمام بها والآخرة بحسب الذكر والأصوب للأولى
كما سيأتي أي تنفع في الدنيا والآخرة.
٢٧ ـ المحاسن ، عن
الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ما من شيء أبغض إلى
الله عز وجل من بطن مملوء .
٢٨ ـ ومنه ، عن
اليقطيني عن الدهقان عن درست عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الأكل على الشبع
يورث البطن .
٢٩ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كل داء من التخمة
ما خلا الحمى فإنها ترد ورودا .
بيان في القاموس توخم الطعام واستوخمه لم يستمرئه والتخمة كهمزة
الداء يصيبك منه انتهى وقال بعضهم هي أن يفسد الطعام في المعدة ويستحيل إلى كيفية
غير صالحة.
__________________
٣٠ ـ المحاسن ، عن
علي بن حديد رفعه قال : قام عيسى ابن مريم خطيبا في بني إسرائيل فقال يا بني
إسرائيل لا تأكلوا حتى تجوعوا وإذا جعتم فكلوا ولا تشبعوا فإنكم إذا شبعتم غلظت
رقابكم وسمنت جنوبكم ونسيتم ربكم .
٣١ ـ ومنه ، عن
أبيه عن النضر عن عمر بن شمر رفعه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في كلام له ستكون
من بعدي سنة يأكل المؤمن في معى واحد ويأكل الكافر في سبعة أمعاء .
بيان
: السنة يحتمل الفتح
والتخفيف والضم والتشديد.
٣٢ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن ابن القداح عن عبد السلام عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كفر بالنعم أن يقول
الرجل أكلت طعام كذا وكذا فضرني .
٣٣ ـ مصباح
الشريعة ، قال الصادق عليهالسلام قلة الأكل محمود
في كل حال وعند كل قوم لأن فيه المصلحة للباطن والظاهر والمحمود من الأكل أربعة
ضرورة وعدة وفتوح وقوت فالأكل بالضرورة للأصفياء والعدة للقوام الأتقياء والفتوح
للمتوكلين والقوت للمؤمنين وليس شيء أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل وهي مورثة
شيئين قسوة القلب وهيجان الشهوة والجوع إدام للمؤمن وغذاء الروح وطعام القلب وصحة
البدن قال النبي ما ملأ ابن آدم وعاء أشر من بطنه وقال داود عليهالسلام ترك اللقمة مع الضرورة
إليها أحب إلي من قيام عشرين ليلة وقال النبي صلىاللهعليهوآله المؤمن يأكل بمعى
واحد والمنافق بسبعة أمعاء وقال النبي صلىاللهعليهوآله ويل للناس من
القبقبين فقيل وما هما يا رسول الله قال الحلق والفرج وقال عيسى ابن مريم عليهالسلام ما مرض قلب بأشد من
القسوة وما اعتلت نفس بأصعب من نقص الجوع وهما زمامان للطرد والخذلان .
توضيح : لعل
المراد بالضرورة أن لا يتصرف من القوت إلا بقدر الضرورة عند الاضطرار وهذه طريقة
الأصفياء والعدة هو أن يدخر عدة للفقراء والضعفاء
__________________
وهذا شأن القوام
بأمور الخلق الأتقياء فإنهم لا يخونون فيها بل يصرفونها في مصارفها والفتوح وهو أن
لا يدخر شيئا وينتظر ما يفتح الله له فينفقه قليلا كان أو كثيرا وهذا ديدن
المتوكلين والمراد بالقوت أن يدخر قوت السنة ولا يزيد عليه وهذا مجوز للمؤمنين كما
ورد في الأخبار وفي بعض النسخ وقوة أي يحصل ما يقويه على الطاعات والأول أظهر
والجوع إدام المؤمن لأن الجائع يكتفي بالخبز ويلتذ به مثل ما يلتذ غيره بالإدام
وفي النهاية فيه من وقي شر قبقبه وذبذبه ولقلقه دخل الجنة القبقب البطن من القبقبة
وهو صوت يسمع من البطن فكأنها حكاية ذلك الصوت قوله للطرد والخذلان أي من جناب
الحق تعالى.
٣٤ ـ مجالس المفيد
، عن أحمد بن محمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن
مهزيار عن جعفر بن محمد الهاشمي عن أبي حفص العطار قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يحدث عن أبيه عن جده عليهماالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله جاءني جبرئيل في
ساعة لم يكن يأتيني فيها فقلت يا جبرئيل لقد جئتني في ساعة ويوم لم تكن تأتيني
فيهما لقد أرعبتني قال وما يروعك يا محمد وقد غفر الله لك « ما تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ » قال بما ذا بعثك ربك قال ينهاك ربك عن عبادة الأوثان وشرب
الخمور وملاحاة الرجال وأخرى هي للآخرة والأولى يقول لك ربك يا محمد ما أبغضت وعاء
قط كبغضي بطنا ملآنا .
٣٥ ـ دعوات
الراوندي ، قال النبي صلىاللهعليهوآله إياكم والبطنة
فإنها مفسدة للبدن ومورثة للسقم ومكسلة عن العبادة وروي من قل طعامه صح بدنه وصفا
قلبه ومن كثر طعمه سقم بدنه وقسا قلبه.
٦
باب
(آخر في ذم التجشؤ وما يفعل أو يقال عنده)
١ ـ المحاسن ، عن
النوفلي بإسناده قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا تجشيتم
__________________
فلا ترفعوا جشاكم
إلى السماء .
٢ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن أبيه عن أبي ذر قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله أطولكم جشئا في الدنيا
أطولكم جوعا يوم القيامة.
١٤ قال وفي حديث
آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سمع رسول
الله صلىاللهعليهوآله رجلا يتجشأ فقال
يا عبد الله قصر من جشائك فإن أطول الناس جوعا يوم القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا .
٣ ـ المكارم ، عن الصادق
عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله أطولكم جشاء
أطولكم جوعا يوم القيامة .
٤ ـ روضة الواعظين
، روى علي بن أبي طالب عن أبي جحيفة قال : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنا أتجشأ فقال يا أبا
جحيفة اخفض جشاءك فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة.
بيان في القاموس جشأت نفسه كجعل جشوءا نهضت وجاشت من حزن أو فزع
وثارت للقيء والتجشؤ تنفس المعدة كالتجشئة والاسم كهمزة وفي الصحاح تجشأت تجشئوا
والتجشئة مثله والاسم الجشاءة على فعال وفي المصباح تجشأ الإنسان تجشأ والاسم الجشاء
وزان غراب وهو صوت مع ريح يحصل من الفم عند حصول الشبع انتهى والمراد بالخفض هنا
إما عدم الرفع إلى السماء أو كناية عن التقليل والتسكين وعدم الإتيان بما يوجبه من
الامتلاء كما يدل عليه التعليل قال في القاموس الخفض ضد الرفع وغض الصوت وخفض
القول يا فلان لينه والأمر هونه وقال في الدروس يكره كثرة الأكل وربما حرم إذا أدى
إلى الضرر ويكره رفع الجشأ إلى السماء.
__________________
٧
باب
(الغداء والعشاء وآدابهما)
الآيات الكهف : « آتِنا غَداءَنا لَقَدْ
لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً » .
مريم : « وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ
فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا » .
تفسير : قال
الطبرسي رحمهالله الغداء طعام الغداة والعشاء طعام العشي والإنسان إلى
الغداء أشد حاجة منه إلى العشاء وقال قال المفسرون ليس في الجنة شمس ولا قمر فيكون
لهم بكرة وعشيا والمراد أنهم يؤتون رزقهم على ما يعرفونه من مقدار الغداة والعشاء
وقيل كانت العرب إذا أصاب أحدهم الغداء والعشاء أعجب به وكانت تكره الوجبة وهي
الأكلة الواحدة في اليوم فأخبر الله تعالى أن لهم في الجنة رزقهم بكرة وعشيا على
قدر ذلك الوقت وليس ثم ليل وإنما هو ضوء ونور عن قتادة وقيل إنهم يعرفون مقدار
الليل بإرخاء الحجب وفتح الأبواب انتهى .
وأقول يظهر من بعض
الأخبار أن هذا وصف جنة الدنيا فلا إشكال قال علي بن إبراهيم ذلك في جنات الدنيا
قبل القيامة والدليل على ذلك بكرة وعشيا فالبكرة والعشي لا تكون في الآخرة في جنات
الخلد وإنما يكون الغدو والعشي في جنات الدنيا التي تنتقل إليها أرواح المؤمنين
وتطلع فيها الشمس والقمر انتهى .
وعلى التقادير
فيها إيماء إلى استحباب التغدي والتعشي والجمع بينهما والاكتفاء بهما إذ لو كان
يحسن الأكل بينهما لكان ذكره في مقام الامتنان أنسب وكان البكرة شامل لما قبل
الزوال والتعشي لما بعده إلى مضي شيء من الليل أو إلى آخره كما مر مرارا.
__________________
١ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام من أرادالبقاء ولا
بقاء فليباكر الغداء وليجيد الحذاء وليخفف الرداء وليقل غشيان النساء .
٢ ـ صحيفة الرضا ،
عنه عليهالسلام مثله .
مجالس ابن الشيخ ،
عن الحسين بن إبراهيم عن محمد بن وهبان عن علي بن حبشي عن العباس بن محمد بن
الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى عن الحسين بن أبي غندر عن أبيه عن
أبي عبد الله عن أمير المؤمنين عليهالسلام مثله وليس فيه
وليجيد الحذاء .
بيان البقاء الأول امتداد العمر والثاني الأبدية واستدرك ذلك
لئلا يتوهم أن المراد به الثاني ومباكرة الغداء المبادرة به وإيقاعه أول النهار
والحذاء بالكسر النعل وقيل هنا كناية عن الزوجة والرداء بالكسر ما يلبس فوق الثياب
وقال في النهاية في حديث علي عليهالسلام من أراد البقاء
ولا بقاء فليخفف الرداء قيل وما خفة الرداء قال قلة الدين سمي رداء لقولهم دينك في
ذمتي وعنقي ولازم في رقبتي وهو موضع الرداء وهو الثوب أو البرد الذي يضعه الإنسان
على عاتقيه بين كتفيه وفوق ثيابه.
٣ ـ المحاسن ، عن
إبراهيم بن هاشم عمن ذكره عن الحسين بن نعيم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ينبغي للمؤمن أن لا
يخرج من بيته حتى يطعم فإنه أعز له .
٤ ـ ومنه ، عن ابن
عيسى عن بعض أصحابه يرفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا أردت أن
تأخذ في حاجة فكل كسرة بملح فإنه أعز لك وأقضى للحاجة .
ومنه عن أبيه عن
ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
__________________
٥ ـ ومنه ، عن
النضر عن علي بن صامت عن ابن أخي شهاب بن عبد ربه قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام ما ألقى من الأوجاع
والتخم فقال تغد وتعش ولا تأكل بينهما شيئا فإن فيه فساد البدن أما سمعت الله عز
وجل يقول « لَهُمْ
رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا »
الطب ، طب الأئمة عليهمالسلام عن محمد بن عبد الله العسقلاني عن النضر بن سويد عن علي بن أبي الصلت ابن أخي
شهاب مثله .
٦ ـ المحاسن ، عن
القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام عشاء الأنبياء بعد العتمة
فلا تدعوا العشاء فإن ترك العشاء خراب البدن .
المكارم ، عن أمير
المؤمنين عليهالسلام مثله .
٧ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن محمد بن سنان عن زياد بن أبي الحلال قال : تعشيت مع أبي عبد الله عليهالسلام فقال العشاء بعد العشاء
الآخرة عشاء النبيين .
٨ ـ ومنه ، عن
أبيه عن القاسم بن عروة عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ترك العشاء خراب
البدن .
بيان قال في المصباح العشي قيل ما بين الزوال إلى الصباح وقيل
العشي والعشاء من صلاة المغرب إلى العتمة وعليه قول ابن فارس العشاءان المغرب
والعتمة قال ابن الأنباري العشية مؤنثة وربما ذكرتها العرب على معنى العشي وقال
بعضهم العشية واحدة جمعها عشي والعشاء بالكسر والمد ظلام الليل وبالفتح والمد
الطعام الذي يتعشى به وقت العشاء وعشوت فلانا بالتثقيل وعشوته أطعمته العشاء
وتعشيت أنا أكلت العشاء وفي القاموس العشوة بالفتح الظلمة كالعشواء أو ما بين أول
الليل إلى ربعه والعشاء أول الظلام أو من المغرب إلى العتمة أو من زوال الشمس إلى
طلوع الفجر والعشي
__________________
والعشية آخر
النهار والعشي بالكسر والعشاء كسماء طعام العشي وتعشى أكله وعشاه أطعمه إياه كعشاه
وأعشاه.
٩ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن ابن أسباط عن يعقوب بن سالم عن الميثمي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان الحسن منادي
يعقوب عليهالسلام ينادي كل غداة من
منزله على فرسخ ألا من أراد الغداء فليأت آل يعقوب وإذا أمسى نادى ألا من أراد
العشاء فليأت آل يعقوب وقال حدثني أبو القاسم ويعقوب بن يزيد والنهيكي عن زياد
القندي عن عبد الرحمن بن سليمان الهاشمي
الكافي ، عن العدة
عن البرقي إلى قوله قال : إن يعقوب كان له مناد ينادي كل غداة إلى آخر الخبر .
بيان قد مر أن ذلك إنما كان لأن ابتلاءه بفقد يوسف إنما كان
لأنه بات ليلة شبعان وكان في جواره طاعما ولم يطعمه فكان بعد رفع البلية يفعل ذلك
ويدل على أن طعام الأنبياء كان في الغداء والعشاء معا وعلى استحباب الدعوة إلى
الطعام إلى فرسخ.
١٠ ـ المحاسن ، عن
النوفلي عمن ذكره عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أول خراب
البدن ترك العشاء .
ومنه عن أبيه عن
ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم مثله .
١١ ـ ومنه ، عن
جعفر عن ابن القداح عن محمد بن أبي حميد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله
قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لا تدعوا العشاء
ولو على حشفة إني أخشى على أمتي من ترك العشاء الهرم فإن العشاء قوة الشيخ والشاب .
بيان
: في القاموس الحشف
بالتحريك أردأ التمر أو الضعيف لا نوى له أو اليابس الفاسد.
__________________
١٢ ـ المحاسن ، عن
عبد الرحمن بن حماد عن عبد الله بن إبراهيم عن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ترك العشاء مهرمة
وقال أول انهدام البدن العشاء .
١٣ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ترك العشاء مهرمة .
١٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ترك العشاء
مهرمة وينبغي للرجل إذا أسن أن لا يبيت إلا وجوفه ممتلئ من الطعام .
بيان قال في الفائق قال
النبي صلىاللهعليهوآله تعشوا ولو بكف من
حشف فإن ترك العشاء مهرمة أي مظنة للضعف والهرم وكانت العرب تقول ترك العشاء يذهب
بلحم الكاذة وفي الصحاح الكاذتان ما نتأ من اللحم في أعالي الفخذ وقال في النهاية
أي مظنة للهرم قال القتيبي هذه الكلمة جارية على ألسنة الناس ولست أدري أرسول الله
صلىاللهعليهوآله ابتدأها أم كانت
تقال قبله.
١٥ ـ المحاسن ، عن
منصور بن العباس عن سليمان بن راشد عن أبيه عن المفضل بن عمر قال : دخلت على أبي عبد
الله عليهالسلام ليلة وهو يتعشى
فقال يا مفضل ادن وكل قلت قد تعشيت فقال ادن وكل فإنه يستحب للرجل إذا اكتهل أن لا
يبيت إلا وفي جوفه طعام حديث فدنوت فأكلت .
بيان
: في القاموس اكتهل
صار كهلا قالوا ولا تقل كهل قوله طعام حديث أي قريب عهد بالنوم لأنه كان قد تعشى
قبل.
١٦ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن صفوان وأحمد بن محمد عن حماد عن الوليد بن صبيح قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول لا خير لمن دخل في
السن أن يبيت خفيفا يبيت ممتليا خير له .
١٧ ـ ومنه ، عن أبيه عن ابن
أبي عمير عن بعض أصحابه عن ذريح بن العباس عن سعيد بن جناح عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : إذا اكتهل الرجل
فلا يدع
__________________
أن يأكل بالليل
شيئا لأنه أهدأ لنومه وأطيب لنكهته.
بيان
: في النهاية الهدأة
والهدوء السكون عن الحركات.
١٨ ـ ومنه ، عن
أبيه عن سليمان عن أحمد بن الحسن وهو الختلي عن أبيه عن جميل بن دراج قال سمعت أبا
عبد الله عليهالسلام يوما يقول من ترك
العشاء ليلة السبت وليلة الأحد متواليتين ذهبت منه قوة لم ترجع إليه أربعين يوما .
١٩ ـ ومنه ، عن
أبي أيوب المديني عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من ترك العشاء نقصت
عنه قوة ولا تعود إليه .
٢٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عن سليمان بن جعفر الجعفري قال : كان أبو الحسن عليهالسلام لا يدع العشاء ولو
كعكة وكان يقول إنه قوة للجسم قال ولا أعلمه إلا قال وصالح للجماع .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
بيان قيل الكعك بالفتح الخبز المحترق وقيل هو الخبز اليابس وقيل
هو الخبز الغليظ الذي يطبخ في التنور على حجارة محماة.
٢١ ـ المكارم ، عن
الصادق عليهالسلام لا تدع العشاء ولو
بثلاث لقم بملح قال ومن ترك العشاء ليلة مات عرق في جسده لا يحيا أبدا.
١٤ وقال رسول الله
صلىاللهعليهوآله من ترك العشاء
ليلة السبت وليلة الأحد متواليتين ذهب منه ما لا يرجع إليه أربعين يوما.
وعن الصادق عليهالسلام قال : لا ينبغي للشيخ
الكبير أن ينام إلا وجوفه ممتلئ من الطعام فإنه أهدأ لنومه وأطيب لنكهته .
٢٢ ـ دعوات
الراوندي ، قال الصادق عليهالسلام إذا صليت الفجر
فكل كسرة تطيب بها نكهتك وتطفئ بها حرارتك وتقوم بها أضراسك وتشد بها لثتك وتجلب
بها رزقك وتحسن بها خلقك.
__________________
وعن زين العابدين عليهالسلام أنه كان يصلي صلاة الغداة
ثم يثبت في مصلاه حتى تطلع الشمس ثم يقوم فيصلي صلاة طويلة ثم يرقد رقدة ثم يستيقظ
فيدعو بالسواك فيستن ثم يدعو بالغداء .
٢٣ ـ الشهاب ، قال
صلىاللهعليهوآله تعشوا ولو بكف من
حشف فإن ترك العشاء مهرمة الضوء العشاء بالفتح طعام أول الليل وهو خلاف الغداء
والحشف أراد التمر وهذا أمر منه عليهالسلام بالتعشي ولو لم
يكن إلا قليلا تافها ليكون ذلك عونا على عبادة الليل وزيادة قوة على الطاعة وإنما
يخاطب به أصحابه فإنهم كانوا يخففون المطعم ويقنعون باليسير تزهدا وتقشفا وقلة
رغبة في الرغب فحثهم على التعشي تقوية لهم على العبادة وما هم بصدده من المجاهدة.
فأما الطب فإنهم
يذكرون أنه يضر بالنفس وقد قال بعضهم ممدودة يورث مقصورة يعني العشاء يورث العشا
وهو الشبكرة والهرم كبر السن يعني عليهالسلام أن تركه مدعاة إلى
ضعف البدن الذي ينشأ من كبر السن وقد خرج بعض الطب له وجها على ما كان يهواه فقال
إن النبي صلىاللهعليهوآله إنما قال ذلك نهيا
عن طعام الليل وقال تركه مهرمة أي أنه يطول العمر عن تركه حتى يهرم والصحيح ما
تقدم وأول الكلام يدل عليه ثم إنه كان يشفق على أصحابه ويتعهدهم بما يرجع عليهم
بالقوة لمكابدتهم الطاعات البدنية وكانوا يؤثرون على أنفسهم ويقنعون بما دون الشبع
ويتواصون بذلك وفائدة الحديث الأمر بالتعشي لمن قام بالليل وراوي الحديث أنس.
٢٤ ـ الكافي ، عن
علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن ذريح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الشيخ لا يدع
العشاء ولو بلقمة .
٢٥ ـ ومنه ، عن
العدة عن سهل عن بكر بن صالح عن ابن فضال عن عبد الله بن
__________________
إبراهيم عن علي بن
أبي علي اللهبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما يقول
أطباؤكم في عشاء الليل قلت إنهم ينهونا عنه قال فإني آمركم به .
٢٦ ـ ومنه ، بإسناده
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : طعام الليل
أنفع من طعام النهار .
٢٧ ـ ومنه ، بإسناده
عن الرضا عليهالسلام قال : إن في الجسد
عرقا يقال له العشاء فإذا ترك الرجل العشاء لم يزل يدعو عليه ذلك العرق حتى يصبح
يقول أجاعك الله كما أجعتني وأظمأك الله كما أظمأتني فلا يدعن أحدكم العشاء ولو
بلقمة من خبز أو بشربة من ماء .
بيان هذا الدعاء تمثيل لبيان تضرر ذلك العرق ووصول ضرره إلى
البدن فكأنه يدعو ويستجاب له.
٢٨ ـ الكافي ، بإسناده
عن داود بن كثير قال : تعشيت مع أبي عبد الله عليهالسلام عتمة فلما فرغ من
عشائه حمد الله وقال هذا عشائي وعشاء آبائي الحديث .
٨
باب
(ذم الأكل وحده واستحباب اجتماع الأيدي على الطعام والتصدق
مما يؤكل)
١ ـ الخصال ، عن
محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد الأشعري عن محمد بن
عيسى اليقطيني عن عبيد الله الدهقان عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن
عليهالسلام قال : لعن رسول
الله صلىاللهعليهوآله ثلاثة الآكل زاده
وحده والراكب في الفلاة وحده والنائم في بيت وحده .
المحاسن : عن محمد
بن عيسى مثله
__________________
بيان : ظاهر الأصحاب
حمل الجميع على الكراهة إلا مع فروض نادرة كخوف التلف على مؤمن من الجوع أو منع
واجب النفقة وكالسفر مع ظن التلف إذا كان وحده وكما إذا ظن طريان مرض أو جنون في
النوم وحده ويقال إن اللعن البعد من رحمة الله ويحصل من المكروه أيضا والأحوط
العمل بالرواية في الجميع.
٢ ـ المعاني ، والخصال
، بالإسناد المتقدم عن الصادق عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله الطعام إذا جمع
أربع خصال فقد تم إذا كان من حلال وكثرت الأيدي عليه وسمي الله تبارك وتعالى في
أوله وحمد في آخره .
٣ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن معمر بن خلاد قال : كان أبو الحسن الرضا عليهالسلام إذا أكل أتي بصحفة
فتوضع قرب مائدته فيعمد إلى أطيب الطعام مما يؤتى به فيأخذ من كل شيء شيئا فيوضع
في تلك الصحفة ثم يأمر بها للمساكين ثم يتلو هذه الآية « فَلَا اقْتَحَمَ
الْعَقَبَةَ » ثم يقول علم الله عز وجل أن ليس كل إنسان يقدر على عتق
رقبة فجعل لهم السبيل إلى الجنة .
بيان فجعل لهم السبيل أي حيث خير بين العتق والإطعام في قوله « فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ
إِطْعامٌ » الآية.
٤ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه
عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله طعام الواحد يكفي
الاثنين وطعام الاثنين يكفي الثلاثة وطعام الثلاثة يكفي الأربعة .
٥ ـ ومنه ، عن محمد بن علي
عن عبد الرحمن الأسدي عن سالم بن مكرم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنما ابتلي يعقوب
بيوسف عليهالسلام أنه ذبح كبشا
سمينا ورجل من أصحابه يدعى فيوم محتاج لم يجد ما يفطر عليه فأغفله فلم يطعمه
فابتلي بيوسف قال فكان بعد ذلك ينادي مناديه كل صباح من لم يكن صائما فليشهد
__________________
غداء يعقوب وإذا
أمسى نادى من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب.
أقول
: قد أوردنا مثله
بأسانيد في كتاب النبوات.
٦ ـ ومنه ، عن
جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عن علي عليهالسلام قال : إذا وضع الطعام
وجاء السائل فلا تردوه .
٧ ـ دعوات
الراوندي ، كان النبي صلىاللهعليهوآله إذا أكل لقم من
بين عينيه وإذا شرب سقى من عن يمينه.
٨ ـ الدعائم ، عن علي
عليهالسلام أنه قال : أكثر
الطعام بركة ما كثرت عليه الأيدي وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله طعام الواحد يكفي
الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة يعني عليهالسلام بالكفاية ما أجزأ
ودفع الجوعة ليس ما أشبع وبلغ غاية الكفاية .
بيان قوله يعني تأويل ذكره المؤلف للحديث وحاصله أن المراد
بطعام الواحد ما يكون بقدر شبعه الكامل وبالكفاية ما يجتزى به دون ذلك وفي بعض
روايات العامة كلوا جميعا ولا تفرقوا فإن طعام الواحد يكفي الاثنين فيدل على أن
الكفاية تنشأ من بركة الاجتماع وأن الجمع كلما كثر ازدادت البركة والغرض التحريص
على الاجتماع وأنه لا ينبغي للمرء أن يستحقر ما عنده فيمتنع من تقديمه فإن القليل
قد يحصل به الاكتفاء.
٩ ـ الفردوس ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله قال : كلوا جميعا
ولا تفرقوا فإن البركة مع الجماعة.
١٠ ـ المكارم ، سأل
رجل رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال يا رسول الله
إنا نأكل ولا نشبع قال لعلكم تفترقون عن طعامكم فاجتمعوا عليه واذكروا اسم الله
عليه يبارك لكم .
ومن كتاب مواليد
الصادقين ، كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكل كل الأصناف
من الطعام وكان يأكل ما أحل الله له مع أهله وخدمه إذا أكلوا ومع من يدعوه من
__________________
المسلمين على
الأرض وعلى ما أكلوا عليه ومما أكلوا إلا أن ينزل به ضيف فيأكل مع ضيفه وكان أحب
الطعام إليه ما كان على ضفف .
بيان قال في النهاية فيه أنه لم يشبع من خبز ولحم إلا على ضفف
الضفف الضيق والشدة أي لم يشبع منهما إلا عن ضيق وقلة وقيل الضفف اجتماع الناس
يقال ضف القوم على الماء يضفون ضفا وضففا أي لم يأكل خبزا ولحما وحده ولكن يأكل مع
الناس وقيل الضفف أن تكون الأكلة أكثر من مقدار الطعام والخفف أن يكونوا بمقداره.
٩
باب
(آخر في استحباب الأكل مع الأهل والخادم وإطعام من ينظر إلى
الطعام وإلقام المؤمنين)
١ ـ العيون ، عن
حمزة بن محمد العلوي عن علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم قال : كان الرضا عليهالسلام إذا خلا جمع حشمه كلهم
عنده الصغير والكبير فيحدثهم ويأنس فيؤنسهم وكان عليهالسلام إذا جلس على
المائدة لا يدع صغيرا ولا كبيرا حتى السائس والحجام إلا أقعده على مائدته قال ياسر
فبينما نحن عنده يوما إذ سمع وقع القفل الذي كان على باب المأمون إلى دار أبي الحسن
عليهالسلام فقال لنا أبو
الحسن قوموا تفرقوا عني فقمنا عنه فجاء المأمون الخبر .
بيان كأن المراد بالسائس من يدبر أمر الغلمان ويربيهم أو الرائض
ومربي الدواب ووقع القفل أي وقوعه وسقوطه أو صوت صدمته على الباب في القاموس الوقع
وقعة الضرب بالشيء والوقعة في الحرب صدمة بعد صدمة وكأن تفريقهم كان للتقية لعدم
موافقته لآدابه أو لأنه كان يريد الخلوة به عليهالسلام أو
__________________
يكون استحباب ذلك
مختصا بالخلوة كما هو ظاهر الخبر الآتي.
٢ ـ العيون ، عن
جعفر بن نعيم بن شاذان عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن العباس
عن الرضا عليهالسلام في حديث أنه كان
إذا خلا ونصبت مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس .
٣ ـ ومنه ، عن
أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم عن الرضا عليهالسلام أنه لما دخل طوس وقد
اشتدت به العلة بقي أياما فلما كان من يومه الذي قبض فيه قال لي بعد ما صلى الظهر
يا ياسر ما أكل الناس فقلت من يأكل هاهنا مع ما أنت فيه فانتصب ثم قال هاتوا
المائدة ولم يدع من حشمه أحدا إلا أقعده معه على المائدة يتفقد واحدا واحدا فلما
أكلوا بعث إلى النساء بالطعام فحملوا الطعام إلى النساء الخبر .
٤ ـ الكافي ، عن
العدة عن سهل عن ابن شمون عن الأصم عن مسمع عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ما من رجل يجمع عياله
ويضع مائدته فيسمون في أول طعامهم ويحمدون في آخره فترفع المائدة حتى يغفر لهم .
٥ ـ ثواب الأعمال
، عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن أبي عبد الله الرازي
عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن محمد بن سليمان عن داود الرقي عن الرباب امرأته
قالت اتخذت خبيصا فأدخلته على أبي عبد الله عليهالسلام وهو يأكل فوضعت
الخبيص بين يديه وكان يلقم أصحابه فسمعته يقول من لقم مؤمنا لقمة حلاوة صرف الله
عنه بها مرارة يوم القيامة .
كتاب الإخوان : عن
داود مثله.
٦ ـ الكافي : عن
محمد بن يحيى وعلي بن إبراهيم عن الجعفري عن محمد بن الفضل
__________________
رفعه قال : كان
النبي صلىاللهعليهوآله إذا أكل لقم من
بين عينيه وإذا شرب سقى من عن يمينه وروى نادر الخادم قال : كان أبو الحسن عليهالسلام يضع جوزينجة على الأخرى
ويناولني .
المحاسن : عن نوح
بن شعيب عن نادر مثله .
١٠
باب
(غسل اليد قبل الطعام وبعده وآدابه)
١ ـ الخصال ، عن محمد
بن علي ماجيلويه عن عمه عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام من سره أن يكثر
خير بيته فليتوضأ عند حضور طعامه .
٢ ـ ومنه ، عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن الحسن بن متيل عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن
أبي عمير عن أبي عوف العجلي قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول الوضوء قبل
الطعام وبعده يزيد في الرزق .
المحاسن ، عن أبيه
عن ابن أبي عمير مثله وفيه يزيدان
٣ ـ الكافي ، عن
علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله ثم قال وروي أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال أوله ينفي الفقر
وآخره ينفي الهم .
٤ ـ الخصال ، عن
أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه عن سهل بن زياد عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي
عن محمد بن سعيد بن غزوان عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : من أراد أن يكثر
خير بيته فليغسل يده قبل
__________________
الأكل .
٥ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن
زياد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي حمزة الثمالي عن ثور بن سعيد عن أبيه عن أمير
المؤمنين عليهالسلام قال : الوضوء قبل
الطعام يزيد في الرزق الخبر .
٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن
عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الصادق عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام غسل اليدين قبل
الطعام وبعده زيادة في الرزق وإماطة للغمر عن الثياب ويجلو البصر .
المحاسن ، عن
القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير مثله
الكافي ، عن محمد
بن يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم مثله إلا أن فيه زيادة في العمر
٧ ـ العلل ، عن
محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن القاسم بن محمد
وغيره عن صفوان بن محمد الجمال عن أبي نميرة قال قال أبو عبد الله عليهالسلام الوضوء قبل الطعام وبعده
يذهبان الفقر قال قلت يذهبان الفقر قال يذهبان الفقر .
٨ ـ قرب الإسناد
عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه عليهالسلام قال : صاحب الرحل
يتوضأ أول القوم قبل الطعام وآخر القوم بعد الطعام .
__________________
٩ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن هلال بن محمد عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن أمير
المؤمنين عليهالسلام قال : لا ترفعوا
الطشت حتى ينطف أجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم .
بيان حتى ينطف أي يمتلئ بحيث يشرف على السيلان من جوانبه قال
الفيروزآبادي نطف الماء كنصر وضرب سال انتهى والوضوء بالفتح الماء الذي ينفصل من
غسل اليد وهذا رد على ما كان المتكبرون يفعلونه من أنه إذا غسل أحدهم صبوا الماء
ثم أتوا بالطشت لآخر وهذا مكروه.
قال في الجامع
تجمع غسالة الأيدي في إناء واحد.
١٠ ـ العلل ، عن
محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي عن محمد بن علي الكوفي عن عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الوضوء قبل الطعام
يبدأ صاحب البيت لئلا يحتشم أحد فإذا فرغ من الطعام يبدأ من عن يمين الباب حرا كان
أو عبدا.
وفي حديث آخر
فليغسل أولا رب البيت يده ثم يبدأ بمن عن يمينه وإذا رفع الطعام بدأ بمن على يسار
صاحب المنزل ويكون آخر من يغسل يده صاحب المنزل لأنه أولى بالغمر ويتمندل عند ذلك .
بيان قال في المسالك يستحب أن يبدأ صاحب البيت بغسل يده ثم يبدأ
بعده بمن على يمينه ثم يدور عليهم في الغسل الأول وفي الثاني يبدأ بمن على يساره
كذلك ويكون هو آخر من يغسل يده وعلل تقديم غسل يده أولا برفع الاحتشام عن الجماعة
وتأخيره أخيرا بأنه أولى بالصبر على الغمر وفي خبر آخر إذا فرغ من الطعام بدأ بمن
على يمين الباب حرا كان أو عبدا.
وفي الدروس ويستحب
غسل اليد قبل الطعام ولا يمسحها فإنه لا يزال البركة
__________________
في الطعام ما دامت
النداوة في اليد ويغسلها بعده ويمسحها ويستحب الابتداء في الغسل بمن على يمينه
دورا وعن الصادق عليهالسلام يبدأ صاحب المنزل
بالغسل إلى آخر ما مروفي الجامع يبدأ بسقي من عن يمينه وغسل يده حتى يرجع إليه
وقال الشيخ في النهاية إذا أرادوا غسل أيديهم يبدأ بمن هو على يمينه حتى ينتهي إلى
آخرهم ويستحب أن تجمع غسالة الأيدي في إناء واحد.
١١ ـ كامل الزيارة
، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي القرشي عن
عبيد بن يحيى الثوري عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي بن
أبي طالب عليهالسلام قال : زارنا رسول
الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم فقدمنا
إليه طعاما وأهدت إلينا أم أيمن صحفة من تمر وقعبا من لبن وزبد فقدمنا إليه فأكل
منها فلما فرغ قمت فسكبت على يديه ماء فلما غسل يده مسح وجهه ولحيته ببلة يديه .
١٢ ـ صحيفة الرضا
، عن آبائه عليهمالسلام قال : كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله إذا أكل مضمض فاه
وقال إن له دسما .
بيان روي في الفردوس عن أم سلمة عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : إذا شربتم
اللبن فمضمضوا فإن له دسما وكأنه كان هكذا فصحف.
١٣ ـ المحاسن ، عن
محمد بن أحمد بن أبي محمود عن أبيه أو غيره يرفعه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام إذا غسلت يدك للطعام فلا
تمسح يدك بالمنديل فإنه لا يزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد .
بيان
: في القاموس
المنديل بالكسر والفتح وكمنبر الذي يتمسح به وتندل به وتمندل تمسح.
١٤ ـ المحاسن ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من أراد أن
يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور طعامه .
__________________
١٥ ـ ومنه ، عن
بكر بن صالح عن الجعفري عن أبي الحسن عليهالسلام قال : الوضوء قبل
الطعام وبعده ينبت النعمة .
١٦ ـ ومنه ، عن
جعفر عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليهالسلام قال : من غسل يده
قبل الطعام وبعده عاش في سعة وعوفي من بلوى جسده .
١٧ ـ ومنه ، عن
بعض من ذكره عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله يا علي إن الوضوء قبل
الطعام وبعده شفاء في الجسد ويمن في الرزق .
١٨ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن محمد بن سنان عن الحسن بن محمد الحضرمي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الوضوء قبل الطعام
وبعده يذيبان الفقر .
١٩ ـ ومنه ، عن
أحمد بن محمد البزنطي والقاسم بن محمد عن صفوان الجمال عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال لي يا با حمزة
الوضوء قبل الطعام وبعده يذيبان الفقر قلت يا ابن رسول الله بأبي أنت وأمي كيف
يذيبان قال يذهبان .
بيان
: الإذابة ضد
الإجماد استعير هنا للإذهاب.
٢٠ ـ المحاسن ، عن
بعض من رواه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام اغسلوا أيديكم قبل
الطعام وبعده فإنه ينفي الفقر ويزيد في العمر .
٢١ ـ ومنه ، عن
علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال : كان أبو عبد الله عليهالسلام يدعو لنا بالطعام فلا
يوضينا قبله ويأمر الخادم فنتوضأ بعد الطعام .
٢٢ ـ ومنه ، عن
إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن أبي محمود قال أخبرني بعض أصحابنا قال : ذكر للرضا عليهالسلام الوضوء قبل الطعام فقال
ذلك شيء أحدثته الملوك .
بيان هذان الحديثان غريبان وكأنه لا قائل بعدم استحباب غسل اليد
قبل الطعام ويمكن حملهما على عدم الوجوب أو على ما إذا كان قريب العهد بالتوضي
__________________
أو كانت يده نظيفة
أو على التقية لما رواه في شرح السنة عن يحيى بن سعيد قال كان سفيان الثوري يكره
غسل اليد قبل الطعام وإن كان روي أيضا عن سلمان قال : قرأت في التوراة أن بركة
الطعام الوضوء بعده فذكرت للنبي صلىاللهعليهوآله وأخبرته بما قرأت
في التوراة فقال صلىاللهعليهوآله بركة الطعام
الوضوء قبله والوضوء بعده.
٢٣ ـ المحاسن ، عن
الفضل بن المبارك عن الفضل بن يونس قال : لما تغدى أبو الحسن عليهالسلام عندي وجيء بالطشت بدئ به
وكان في الصدر فقال ابدأ بمن عن يمينك فلما توضأ واحدا وأراد الغلام أن يرفع الطشت
فقال له أبو الحسن عليهالسلام أترعها .
بيان أن يرفع الطشت أي ليصب ماءها ويقال أترع الإناء أي ملأها ورواه
في الكافي عن علي بن محمد عن أحمد بن محمد عن الفضل بن المبارك وفيه فقال له أبو الحسن
عليهالسلام دعها واغسلوا
أيديكم فيها وقيل أراد أن يرفع
الطشت ليأتي إليه عليهالسلام فنهاه عن ذلك
وأمره بأن يغسل أيديهم على الترتيب حتى ينتهي إليه عليهالسلام والأول أظهر وقال
المحقق الأردبيلي رحمهالله بعد إيراد هذه الرواية فيها دلالة على الابتداء بصاحب
المنزل بعد الطعام ثم بمن على يساره لأن الظاهر أنه عليهالسلام غسل يده وكان صاحب
المنزل ويمين الذي يغسل يده يساره ويحتمل أن يكون المراد إرادة أن يبدأ به ولم
يقبل عليهالسلام وأمر بغسل من على
يساره وهو يمين الغلام ليوافق ما تقدم انتهى.
وأقول كأن نسخته رحمهالله كانت سقيمة ولم يكن فيها كلمة عندي وهكذا نقله أيضا ولذا احتمل كونه عليهالسلام صاحب المنزل وإلا فالظاهر
أن الراوي كان صاحب المنزل وأبى عليهالسلام عن أن يبدأ به
وأمره بأن يبدأ بمن على يمينه عند دخول المجلس فيدل على أن المراد بيمين الباب في
الخبر السابق ما على يمين الداخل فإنه اليمين بالنسبة إليه وإن كان يسارا بالنسبة
إلى الخارج وأيضا لو فرض الباب رجلا مواجها كان هذا يمينه وهكذا حققه أيضا هذا
الفاضل رحمهالله حيث قال بعد
__________________
إيراد رواية ابن
عجلان لعل المراد بالباب الموضع الذي جلسوا فيه وباليمين يمين الداخل فيحتمل في
الموضع الذي لا باب له أن يكون المراد يمين ابتداء المجلس بالنسبة إلى الداخل فيه
ثم قال رحمهالله في الجمع بين الأخبار يمكن حمل الأولى أي رواية ابن عجلان
على أن صاحب المنزل كان جالسا عند الباب ويمينها يساره أو على عدم كونه في المجلس
أو على التخيير انتهى وأقول كان القول بالتخيير أوجه.
٢٤ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن عثمان بن حماد عن عمرو بن ثابت عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : اغسلوا أيديكم في
إناء واحد تحسن أخلاقكم .
٢٥ ـ ومنه ، عن
عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الوضوء قبل
الطعام يبدأ بصاحب البيت لئلا يحتشم أحد فإذا فرغ بدأ بمن على يمينه وإذا رفع
الطعام بدأ بمن على يسار صاحب المنزل ويكون آخر من يغسل يده صاحب المنزل لأنه أولى
بالصبر على الغمر ويتمندل عند ذلك إن شاء قال ورواه ابن أبي محمود .
بيان قال المحقق الأردبيلي الظاهر أن المراد بصاحب المنزل هو
صاحب الطعام وإن كان المنزل لغيره أو لا يكون هناك منزل وبيت ويحتمل الحقيقة إذا
كان صاحب الطعام غريبا ونزيلا في منزل الغير فتأمل وفي القاموس الغمر بالتحريك زنخ
اللحم وما يعلق بالبدن من دسمه غمرت كفرح فهي غمرة.
٢٦ ـ المحاسن ، عن
عبد الرحمن بن أبي داود قال : تغدينا عند أبي عبد الله عليهالسلام فأتي بالطست فقال أما
أنتم يا معشر أهل الكوفة فلا تتوضئون إلا واحدا واحدا وأما نحن فلا نرى به بأسا أن
نتوضأ جماعة قال فتوضأنا جميعا في طست واحد .
٢٧ ـ ومنه ، عن
بعض من رواه عمن شهد أبا جعفر الثاني عليهالسلام يوم قدم المدينة
تغدى معه جماعة فلما غسل يديه من الغمر مسح بهما رأسه ووجهه قبل أن يمسحهما
بالمنديل وقال اللهم اجعلني ممن لا يرهق وجهه قتر ولا ذلة قال وفي
__________________
حديث يروى عن
النبي صلىاللهعليهوآله قال : إذا غسلت
يدك بعد الطعام فامسح في وجهك وعينيك قبل أن تمسح بالمنديل وتقول اللهم إني أسألك
الزينة والمحبة وأعوذ بك من المقت والبغضة .
دعوات الراوندي ، قال
الصادق عليهالسلام إذا غسلت يديك إلى
قوله والبغضة.
المكارم ، عن الصادق
عليهالسلام مثل الأول .
٢٨ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن القاسم بن محمد عن الحسين بن أبي العلاء قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الوضوء بعد الطعام
فقال إن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يأكل فجاء ابن
أم مكتوم وفي يد رسول الله صلىاللهعليهوآله كتف يأكل منها
فوضع ما كان في يده منها ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ فليس فيه طهور .
بيان ظاهره أن المراد هنا وضوء الصلاة ردا على بعض المخالفين
القائلين بانتقاض الوضوء بأكل ما مسته النار ولذا أوردنا أمثاله في كتاب الطهارة .
٢٩ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن عبد الله الفضل النوفلي عن شعيب العقرقوفي قال : تغديت مع أبي عبد الله عليهالسلام فما غسل يده قبل ولا بعد .
بيان
: كأنه كان ذلك
لبيان الجواز أو لمانع.
٣٠ ـ المحاسن ، عن
سليمان بن جعفر الجعفري قال قال أبو الحسن عليهالسلام ربما أتي بالمائدة
وأراد بعض القوم أن يغسل يده فيقول من كانت يده نظيفة فلم يغسلهما فلا بأس أن يأكل
من غير أن يغسل يده .
بيان
: كأنه كان في
الرواية قال كان أبو الحسن عليهالسلام وعلى ما في النسخ
يحتمل أن يكون ربما أتي إلخ بيانا لقوله قال أبو الحسن ع.
٣١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن
__________________
الوليد بن صبيح قال
: تعشينا عند أبي عبد الله عليهالسلام ليلة جماعة فدعا
بوضوء فقال تعال حتى نخالف المشركين الليلة نتوضأ جميعا قال ورواه النهيكي عبد
الله بن محمد عن إبراهيم بن عبد الحميد .
بيان مخالفة المشركين إما في الاجتماع في الغسل أو في أصله
أيضا.
٣٢ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن مرازم قال : رأيت أبا الحسن عليهالسلام إذا توضأ قبل
الطعام لم يمس المنديل وإذا توضأ بعد الطعام مس المنديل .
٣٣ ـ ومنه ، عن
ابن فضال عن أبي المغراء عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه كره أن يمسح الرجل
يده بالمنديل وفيها شيء من الطعام تعظيما للطعام حتى يمصها أو يكون إلى جانبه صبي
يمصها .
٣٤ ـ المكارم ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله قال : إذا أكل
أحدكم فلا يمسحن بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها .
بيان قال في المسالك إنما يستحب مسح اليدين بالمنديل من أثر ماء
الغسل لا من أثر الطعام فإن ذلك مكروه وإنما السنة في لعق الأصابع انتهى.
وأقول روت العامة
هذا المضمون بطرق وعبارات مختلفة فعن أنس أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان إذا أكل لعق أصابعه
الثلاث وعن كعب بن مالك قال كان النبي صلىاللهعليهوآله يأكل بثلاث أصابع
ولا يمسح يده حتى يلعقها وعن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوآله قال إذا أكل أحدكم
فلا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها وفي رواية إذا طعم أحدكم فلا يمسح يده
بالمنديل حتى يمصها قيل وذكر القفال أن المراد بالمنديل هنا المعد لإزالة الزهومة
لا المنديل المعد للمسح بعد الغسل وقيل في قوله حتى يلعقها بفتح أوله من الثلاثي
أي يلعقها هو أو يلعقها بضم أوله من الرباعي أي يلعقها غيره .
__________________
وقال النووي
المراد إلعاق غيره ممن لا يتقذر من زوجة وجارية وخادم وولد وكذا من كان في معناه
كتلميذ معتقد البركة بلعقها وكذا لو ألعقها شاة ونحوها وروى مسلم عن جابر عنه عليهالسلام أنه قال إذا سقطت لقمة
أحدكم فليمط ما أصابها من أذى وليأكلها ولا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها فإنه لا
يدري في أي طعامه البركة قال النووي أي الطعام الذي يحضر الإنسان فيه بركة لا يدري
أن تلك البركة فيما أكل أو فيما بقي على أصابعه أو فيما بقي في أسفل القصعة أو في
اللقمة الساقطة فينبغي أن يحافظ على هذا كله فتحصل البركة والمراد بالبركة ما يحصل
به التغذية ويسلم عاقبته من الأذى ويقوى على الطاعة.
وقيل في الحديث رد
على من كره لعق الأصابع استقذارا لفم يحصل ذلك إذا فعله في أثناء الأكل لأنه
يعيدها في الطعام وعليها أثر ريقه وقال الخطابي عاب قوما أفسد عقلهم الترفه فزعموا
أن لعق الأصابع مستقبح كأنهم لم يعلموا أن الطعام الذي علق بالأصابع جزء من أجزاء
ما أكلوه فأي قذارة فيه.
٣٥ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن علي بن النعمان عن منصور بن حازم قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الرجل يمسح وجهه
بالمنديل قال لا بأس به .
بيان الظاهر أن المراد به المسح بعد وضوء الصلاة.
٣٦ ـ المحاسن ، عن
الفضل بن المبارك عن الفضل بن يونس قال : لما تغدى عندي أبو الحسن عليهالسلام أتي بمنديل ليطرح على ثوبه
فأبى أن يلقيه على ثوبه .
٣٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عن عبد الله بن الفضل عن الفضل بن يونس قال : أتاني أبو الحسن عليهالسلام فقال هات طعامك فإنهم
يزعمون أنا لا نأكل طعام الفجاءة فأتي بالطست فبدأ ثم قال أدرها عن يسارك ولا
تحملها إلا مترعة .
بيان
: كأن المراد بطعام
الفجاءة الطعام الذي ورد عليه الإنسان من غير تقدمه وتمهيد ودعوة سابقة قوله فبدأ
يمكن أن يقرأ على بناء المجهول على وفق ما مر وقوله عن يسارك مخالف لما مر مع أن
السند واحد ويمكن الحمل على
__________________
التخيير أو يكون
اليسار بالنسبة إلى الخارج كما أن اليمين كان بالنسبة إلى الداخل والأظهر حمل هذا
على الغسل الأول وما مر على الغسل الثاني فقوله فبدأ هنا على بناء المعلوم وارتفع
التنافي من جميع الوجوه.
٣٧ ـ المكارم ، كان
رسول الله صلىاللهعليهوآله يغسل يديه من
الطعام حتى ينقيهما فلا يوجد لما أكل ريح وكان عليهالسلام إذا أكل الخبز
واللحم خاصة غسل يديه غسلا جيدا ثم يمسح بفضل الماء الذي في يديه وجهه .
بيان قال المحقق الأردبيلي رحمهالله يمكن أن يكون غسل اليد الواحدة المباشرة للطعام كافيا كما
يشعر به بعض العبارات غسل اليد ويحتمل استحباب غسل الاثنتين وإن لم تكن المباشرة
إلا واحدة انتهى وقال شيخنا البهائي رحمهالله واغسل يديك معا قبل الطعام وبعده وإن كان أكلك بيد واحدة.
٣٨ ـ المكارم ، قال
النبي صلىاللهعليهوآله من أراد أن يكثر
خيره فليتوضأ عند حضور طعامه.
وعن الصادق عليهالسلام قال : من غسل يده قبل
الطعام وبعده بورك له في أوله وآخره وعاش ما عاش في سعة وعوفي من بلوى في جسده.
وعنه عليهالسلام قال : من غسل يده قبل
الطعام فلا يمسحها بالمنديل فإنه لا يزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في
اليد.
وعنه عليهالسلام قال : يبدأ أولا رب
المنزل ليغسل يده ومن عن يمينه فإذا فرغ من الطعام يبدأ بمن عن يسار صاحب المنزل
لأنه أولى بالصبر على الغمر وتمندل بعد ذلك.
وعنه عليهالسلام قال : الوضوء قبل الطعام
وبعده ينفيان الفقر كما ينفي الكير خبث الحديد وما عاش عاش في سعة وإن الملائكة
تصلي على من يلعق إصبعه في آخر الطعام.
وروي عنه عليهالسلام أنه يكره عند الطعام رفع
الطست حتى يمتلئ ويهراق.
وقال من أحب أن
يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور الطعام وبعده فإنه
__________________
من غسل يده عند
الطعام وبعده عاش ما عاش في سعة وعوفي من بلوى في جسده.
وعنه عليهالسلام قال : إذا توضأت بعد
الطعام فامسح عينيك بفضل ما في يديك فإنه أمان من الرمد.
وعن صفوان الجمال
قال : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام فحضرت المائدة
فأتى الخادم بالوضوء فناوله المنديل فعافه ثم قال منه غسلنا.
وعنه عليهالسلام قال : الوضوء قبل الطعام
وبعده ينفي الفقر ويزيد في الرزق .
وفي كتاب مواليد
الصادقين كان النبي صلىاللهعليهوآله إذا فرغ من غسل
اليد بعد الطعام مسح بفضل الماء الذي في يده وجهه ثم يقول الحمد لله الذي هدانا
وأطعمنا وسقانا وكل بلاء صالح أولانا .
بيان
: قال الجوهري قال
أبو عمرو الكير كير الحداد وهو زق أو جلد غليظ ذو حافات وأما المبني من الطين فهو
الكور قوله عليهالسلام في آخر الطعام
أقول في أكثر النسخ في آخر اليوم فيمكن أن يكون التخصيص لأن المطبوخ يؤكل غالبا في
آخر اليوم وغيره لا يحتاج إلى اللعق غالبا أو المعنى تصلى إلى آخر اليوم وإن كان
بعيدا فعافه أي كرهه قوله عليهالسلام منه غسلنا كان
الضمير راجع إلى المنديل أي إنما غسلنا لملاقاة اليد للمنديل وأشباهه فلا تمسح
اليد شيء قبل الأكل أو الضمير راجع إلى الندى ومن تعليلية أي إنما غسلنا لتكون
النداوة في اليد لأجل البركة وفيه بعد لفظا وكل بلاء صالح أي نعمة حسنة أولانا أي
أنعم علينا.
٣٩ ـ نوادر
الراوندي ، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله من توضأ قبل
الطعام عاش في سعة وعوفي من بلوى في جسده .
وبهذا الإسناد قال
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من سره أن يكثر
خير بيته
__________________
فليتوضأ عند حضور
طعامه .
٤٠ ـ مجالس الشيخ
، عن جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد العلوي وأحمد بن زياد عن عبيد الله بن
أحمد بن نهيك عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن جعفر بن محمد عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من سره أن يكثر خير بيته
فليتوضأ عند حضور طعامه ومن توضأ قبل الطعام وبعده عاش في سعة من رزقه وعوفي من
البلاء في جسده.
وزاد الموسوي في
حديثه قال هشام بن سالم قال لي الصادق عليهالسلام يا هشام بن سالم
والوضوء هنا غسل اليد قبل الطعام وبعده .
٤١ ـ دعوات
الراوندي ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام من غسل يديه قبل
الطعام وبعده بورك له في أول الطعام وآخره.
٤٢ ـ المكارم ، والشهاب
، قال النبي صلىاللهعليهوآله الوضوء قبل الطعام
ينفي الفقر وبعده ينفي اللمم ويصح البصر .
الضوء أصل الوضاءة
النظافة والحسن تقول وضؤ يوضؤ وضاءة وصار الوضوء في الشرع اسما للتطهر والاستعداد
للصلاة تقول توضأت ولا يجوز توضيت والوضوء الماء الذي يتوضأ به وهو أيضا كالمصدر
من توضأت للصلاة كالولوع والقبول وقال اليزيدي المصدر بالضم الوضوء وقال أبو عمرو
لم أسمع إلا الفتح في الاسم والمصدر واللمم طرف من الجنون وأصله في كلامهم
المقاربة للشيء يقول ألم به واللمام والإلمام مقاربة الزيادة ويقال ألم به ولم
يفعل أي قاربه والوضوء في الحديث على أصله في اللغة وهو النظافة والتنظف فهو كناية
عن غسل اليدين ولعمري إنه قبل الطعام في غاية الحسن لأن الإنسان لا يدري أين تكون
يداه
__________________
وما ذا تمسان
فالأولى به أن يغسلهما عند الطعام وإذا تناول شيئا فالأولى أن يغسلهما نفيا للوضر
والزهومة التي ربما تتلوثان به فيقول عليهالسلام إن التنظف قبل
الطعام ينفي الفقر لأنه أجل الرزق الذي رزقه الله تعالى فتنظف له فكان هذا الفعل
منه مما يبارك فيه وبعده ينفي اللمم يعني السوداء التي تعرض للإنسان هل يده طاهرة
أم لا وإذا غسلهما قطع على النظافة والطهارة وسلمت ثيابه من الدنس والزهومات
والإنسان مشغول القلب بثيابه.
وقوله عليهالسلام يصح البصر يجوز أن يكون
لمكان انتفاء الزهومات فهي مما تؤذي العين وكذلك كل ريح كريهة فإن العين تتأذى بها
ولعل ذلك خاصية عرفها رسول الله ص.
وفائدة الحديث
الأمر بغسل اليدين قبل الطعام وبعده تنظفا وتطهرا وراوي الحديث موسى بن جعفر عن
أبيه عن آبائه عليهمالسلام عن النبي ص.
٤٣ ـ الدعائم ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله أنه أمر بغسل
اليدين بعد الطعام من الغمر وقال إن الشيطان يشمه.
وعن علي عليهالسلام أنه قال : بركة الطعام
الوضوء قبله وبعده والشيطان مولع بالغمر فإذا أوى أحدكم إلى فراشه فليغسل يديه من
ريح الغمر.
وعنه عليهالسلام أنه كان يكره أن تغسل الأيدي بشيء من الطعام ويقول إن النعمة تنفر من ذلك.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه نهى أن يرفع الطست من
بين يدي القوم حتى يمتلئ.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : رب البيت يتوضأ
آخر القوم يعني عليهالسلام من غير عياله إذا
حضر عنده قوم من إخوانه .
٤٤ ـ الشهاب ، والمكارم
، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله اجمعوا وضوءكم جمع
الله شملكم .
الضوء الوضوء اسم
للماء الذي يتوضأ به والوضوء المصدر ومنهم من يفتح
__________________
الواو في المعنيين
والشمل حاصل حال المرء المشتمل عليه يقال جمع الله شملك أي ما تفرق وتشتت منه وفرق
شمله أي ما اجتمع من أمره وحاله يقول إذا غسلتم أيديكم من طعام فاجمعوا ذلك الماء
خلافا للمجوس فإنهم لا يفعلون ذلك ويزعمون أن ذلك يؤدي إلى العربدة والخلاف بين
القوم وروي عنه عليهالسلام املئوا الطسوس
وخالفوا المجوس. يعني أن ذلك أجمع للشمل وأدل على الموافقة ثم هو خلاف المجوس وجمع
الله شملكم دعاء وفائدة الحديث الأمر بجمع الماء الذي تغسل به الأيدي في الطست
والراوي أبو هريرة وتمامه لا ترفعوا الطست حتى يطف اجمعوا إلخ ويطف أي يكاد يمتلئ
وطفاف المكوك وطفه وطففه ما ملأ أصباره وهذا إناء طفان.
٤٥ ـ الشهاب ، قال
النبي صلىاللهعليهوآله لا تمسح يدك بثوب
من لا تكسوه.
الضوء ظاهر هذا
الحديث أنه عليهالسلام يقول لا تبتذل
ثياب من لا تكسوه أنت بمسح يدك بها وهذا مثل أي لا تتسخر إنسانا في عمل من غير
أجرة تقع في مقابلة ما قاساه من حق العمل فأخرجه بهذه العبارة وهي من أفصح
الكنايات وقد رأيت من يفسره على أن معناه لا تمس ثوب غيرك كما ينظر المستحسن للشيء
فإنه ربما يظن أنك ترغب فيه ولعله لا تحتمل حاله أن يؤثرك به وهذا كما ترى وفائدة
الحديث النهي عن تسخر الناس وإيذانهم بالبيجار والسخرة وراويه أبو بكرة انتهى.
وأقول لا ضرورة في
صرفه عن ظاهره فإنا نرى بعض المتكبرين يمسحون بعد الطعام أيديهم بثياب خدمهم قبل
الغسل وعلى تقدير كون المراد ما ذكروه ففيه إشعار بقبح هذا الفعل أيضا.
٤٦ ـ الكافي ، عن
الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن أبي عبد الله عن بعض رجاله عن إبراهيم بن
عقبة يرفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : مسح الوجه
بعد الوضوء يذهب بالكلف ويزيد في الرزق .
__________________
بيان
: في القاموس الكلف
محركة شيء يعلو الوجه كالسمسم ولون بين السواد والحمرة وحمرة كدرة تعلو الوجه وقال
في الدروس قال الصادق عليهالسلام مسح الوجه بعد
الوضوء يذهب بالكلف. وهو شيء يعلو الوجه كالسمسم أو لون بين الحمرة والسواد.
٤٧ ـ الكافي ، عن
علي بن محمد رفعه عن المفضل قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فشكوت إليه الرمد فقال لي
أوتريد الطريف ثم قال لي إذا غسلت يدك بعد الطعام فامسح حاجبيك وقل ثلاث مرات
الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل قال ففعلت فما رمدت عيني بعد ذلك « وَالْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعالَمِينَ »
بيان أوتريد الطريف أي
حديثا طريفا لم تسمع مثله والطريف الحديث من المال ويمكن أن يكون المعنى أوتريد
بالرمد الطريف من الطرفة بالفتح وهو نقطة حمراء من الدم تحدث في العين لكنه بعيد
لفظا ومعنى.
٤٨ ـ المحاسن ، عن
النوفلي بإسناده قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله صاحب الرحل يشرب
أول القوم ويتوضأ آخرهم .
بيان صاحب الرحل أي صاحب المنزل يشرب أول القوم أي الأضياف كما
أنه يبدأ بالأكل لئلا يحتشموا ولا ينافي ما سيأتي أن ساقي القوم آخرهم شربا فإنه
فرق بين صاحب الرحل والساقي ويمكن أن يحمل الأخير على عطش القوم والوضوء غسل اليد
قبل الطعام وقيل أي صاحب الماء مقدم على القوم في الشرب لكن وضوؤه بعد شربهم لأن
الشرب مقدم على الوضوء ولا يخفى ما فيه.
١١
باب
(التسمية والتحميد والدعاء عند الأكل)
١ ـ مجالس الصدوق
، عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة عن علي بن إبراهيم
__________________
عن أبيه عن محمد
بن يحيى الخزاز عن غياث بن إبراهيم عن الصادق عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : من ذكر اسم الله
على الطعام لم يسأل عن نعيم ذلك الطعام أبدا .
ثواب الأعمال ، عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى
مثله .
المحاسن ، عن أبيه
عن محمد بن يحيى مثله .
٢ ـ قرب الإسناد ،
عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عليهالسلام أن عليا عليهالسلام كان يقول من أكل طعاما
فسمى الله على أوله وحمد الله على آخره لم يسأل عن نعيم ذلك الطعام كائنا ما كان .
بيان كائنا ما كان أي قليلا كان أو كثيرا لذيذا كان أو غيره
ويدل على أن قوله تعالى « لَتُسْئَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » شامل لتلك النعم الظاهرة أيضا لكنه مشروط بعدم التسمية
والتحميد ولا ينافي تأويله في كثير من الأخبار بالولاية فإنها أعظم أفراده وما ورد
من عدم السؤال على الشيعة فلعله أيضا مشروط بذلك.
٣ ـ العلل ، عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن يحيى العطار عن الحسين بن الحسن بن أبان عن
محمد بن أورمة عن عبد الله بن محمد عن داود بن أبي يزيد عن عبد الله بن هلال عن
أبي عبد الله عليهالسلام قال : لما جاء
المرسلون إلى إبراهيم عليهالسلام جاءهم بالعجل فقال
كلوا فقالوا لا نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه فقال إذا أكلتم فقولوا بسم الله وإذا
فرغتم فقولوا الحمد لله قال فالتفت جبرائيل إلى أصحابه وكانوا أربعة وجبرئيل
رئيسهم فقال حق لله أن يتخذ هذا خليلا .
٤ ـ معاني الأخبار
، والخصال ، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن
المغيرة عن السكوني عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليهمالسلام
__________________
قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله الطعام إذا جمع
أربع خصال فقد تم إذا كان من حلال وكثرت الأيدي عليه وسمي الله تبارك وتعالى في
أوله وحمد في آخره .
٥ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن محمد بن سنان عن العلاء بن الفضيل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا توضأ أحدكم ولم
يسم كان للشيطان في وضوئه شرك وإن أكل أو شرب أو لبس وكل شيء صنعه ينبغي أن يسمي
عليه فإن لم يفعل كان للشيطان فيه شرك .
٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن فضالة عن داود بن فرقد رفعه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : ضمنت لمن سمى
الله تعالى على طعامه أن لا يشتكي منه فقال ابن الكواء يا أمير المؤمنين لقد أكلت
البارحة طعاما فسميت عليه فآذاني فقال أمير المؤمنين عليهالسلام أكلت ألوانا فسميت
على بعضها ولم تسم على كل لون يا لكع .
٧ ـ ومنه ، عن
الحسن بن علي بن فضال عن داود بن فرقد أظنه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام ضمنت وذكر مثله إلا أنه
قال ولم تسم على بعضها يا لكع .
المكارم ، مرسلا
عن أمير المؤمنين عليهالسلام مثله
الدعائم ، عنه عليهالسلام مثله إلى قوله ولم تسم
على بعض يا لكع قال كذلك والله يا أمير المؤمنين .
توضيح
في القاموس شكا
أمره إلى الله شكوى وينون وشكاة وشكاوة وشكية وشكاية بالكسر وتشكى واشتكى والشكو والشكوى
والشكاة والشكاء المرض و
__________________
قال اللكع كصرد
اللئيم والعبد والأحمق ومن لا يتجه لمنطق ولا غيره.
٨ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن حماد بن عيسى عن مسمع أبي سيار قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إني أتخم قال سم قلت قد
سميت قال فلعلك تأكل ألوان الطعام قلت نعم قال فتسمي على كل لون قلت لا قال من
هاهنا تتخم .
بيان
: في القاموس طعام
وخيم غير موافق وقد وخم ككرم وتوخمه واستوخمه لم يستمرئه والتخمة كهمزة الداء
يصيبك منه وتخم كضرب وعلم اتخم وأتخمه الطعام.
٩ ـ المحاسن ، عن
الوشاء عن أبي أسامة عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن أبي أتاه
أخوه عبد الله بن علي يستأذن لعمرو بن عبيد وواصل وبشير الرحال فأذن لهم فلما
جلسوا قال ما من شيء إلا وله حد ينتهي إليه فجيء بالخوان فوضع فقالوا فيما بينهم
قد والله استمكنا منه فقالوا له يا أبا جعفر هذا الخوان من الشيء هو قال نعم قالوا
فما حده قال إذا وضع قيل بسم الله وإذا رفع قيل الحمد لله .
١٠ ـ الكافي ، عن
علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة مثله وزاد
في آخره ويأكل كل إنسان مما بين يديه ولا يتناول من قدام الآخر شيئا .
بيان
: استمكنا منه أي
قدرنا وتمكنا من الاعتراض عليه وتعجيزه في القاموس مكنه من الشيء وأمكنه فتمكن
واستمكن.
وأقول إن هؤلاء
الثلاثة كانوا من مشاهير علماء العامة.
١١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن عبد الله بن الفضل عن الفضل بن يونس قال : قلت لأبي الحسن عليهالسلام وسمعته يقول وقد أتينا
بالطعام الحمد لله الذي جعل لكل شيء حدا قلنا ما حد هذا الطعام إذا وضع وما حده
إذا رفع فقال حده إذا وضع أن يسمى عليه وإذا رفع يحمد الله عليه .
__________________
بيان
: قلنا تأكيد لقوله
قلت.
١٢ ـ المحاسن ، عن
أبيه عمن ذكره عن أبي الحسن موسى عليهالسلام قال : في وصية
رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام يا علي إذا أكلت فقل بسم
الله وإذا فرغت فقل الحمد لله فإن حافظيك لا يبرحان يكتبان لك الحسنات حتى تبعده
عنك .
المكارم ، قال
النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام وذكر مثله .
بيان يقال لا أبرح أفعل ذلك أي لا أزال أفعله وفي المكارم لا
يستريحان وما في المحاسن أحسن حتى تبعده الضمير للطعام بمعونة المقام والمراد رفع
الخوان أو دفعه بالتغوط أي ما دام في جوفه وفي المكارم حتى تنبذه عنك أي ترميه
وتطرحه فالمعنى الأخير فيه أظهر.
١٣ ـ المحاسن ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله إذا وضعت المائدة
حفها أربعة أملاك فإذا قال العبد بسم الله قالت الملائكة بارك الله لكم في طعامكم
ثم يقولون للشيطان اخرج يا فاسق لا سلطان لك عليهم فإذا فرغوا وقالوا « الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعالَمِينَ » قالت الملائكة قوم أنعم الله عليهم فأدوا شكر ربهم فإذا لم
يسم قالت الملائكة للشيطان ادن يا فاسق فكل معهم وإذا رفعت المائدة ولم يذكر اسم
الله قالت الملائكة قوم أنعم الله عليهم فنسوا ربهم .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
تبيين اعلم أن جمع
الملك على الأملاك غير معروف بل يجمع على الملائكة والملائك واختلف في اشتقاقه
فذهب الأكثر إلى أنه من الألوكة وهي الرسالة وقال الخليل الألوك الرسالة وهي
المالكة والمالكة وعلى مفعلة فالملائكة على هذا وزنها معافلة لأنها مقلوبة جمع
ملأك في معنى مألك فوزن ملأك معفل مقلوب مألك ومن
__________________
العرب من يستعمله
مهموزا على أصله والجمهور منهم على إلقاء حركة الهمزة على اللام وحذفها فيقال ملك
وذهب أبو عبيدة إلى أن أصله من لاك إذا أرسل فملأك مفعل وملائكة مفاعلة غير مقلوبة
والميم على الوجهين زائدة وذهب ابن كيسان إلى أنه من الملك وأن وزن ملاك فعأل مثل
سمأل وملائكة فعائلة فالميم أصلية والهمزة زائدة فعلى هذا لا يبعد جمعه على أملاك
وإن لم ينقل.
١٤ ـ المحاسن ، عن
أبي أيوب المدائني عن ابن أبي عمير عن حسين بن المختار عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا أكلت الطعام
فقل بسم الله في أوله وآخره فإن العبد إذا سمى في طعامه قبل أن يأكل لم يأكل معه
الشيطان وإذا لم يسم أكل معه الشيطان وإذا سمى بعد ما يأكل وأكل الشيطان منه تقيأ
ما كان أكل .
بيان رواه في الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحسين بن
عثمان وكلاهما هنا محتمل وقوله في أوله الظرف للقول أي يسم في الوقتين أو بمتعلق
الظرف في التسمية فيكون جزءا منها.
١٥ ـ المحاسن ، عن
ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا وضع الغداء
والعشاء فقل بسم الله فإن الشيطان يقول لأصحابه اخرجوا فليس هاهنا عشاء ولا مبيت
وإن هو نسي أن يسمي قال لأصحابه تعالوا فإن لكم هناك عشاء ومبيتا قال ورواه محمد
بن سنان عن العلاء بن الفضيل عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله.
قال ورواه أيضا
محمد بن سنان عن حماد بن عثمان عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله وزاد فيه وقال إذا
توضأ أحدكم ولم يسم كان للشيطان في وضوئه شرك وإن أكل أو شرب أو لبس وكل شيء صنعه
ينبغي أن يسمي عليه فإن لم يفعل كان للشيطان فيه شرك قال ورواه محمد بن عيسى عن
العلاء عن الفضيل عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
__________________
١٦ ـ المحاسن ، عن
ابن فضال عن أبي جميلة عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا توضأ أحدكم أو
أكل أو شرب أو لبس لباسا ينبغي أن يسمي عليه فإن لم يفعل كان للشيطان فيه شرك .
١٧ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا وضع الخوان فقل
بسم الله وإذا أكلت فقل بسم الله في أوله وآخره وإذا رفع الخوان فقل الحمد لله .
١٨ ـ ومنه ، عن
محمد بن عبد الله عن عمرو المتطبب عن أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان علي بن الحسين عليهالسلام إذا وضع الطعام بين يديه
قال اللهم هذا من منك وفضلك وعطائك فبارك لنا فيه وسوغناه وارزقنا خلفا إذا أكلناه
ورب محتاج إليه رزقت وأحسنت اللهم اجعلنا لك من الشاكرين وإذا رفع الخوان قال
الحمد لله الذي حملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير من خلقه
أو ممن خلق تفضيلا .
بيان
: وسوغناه أي سهل
دخوله في حلقنا من غير غصة أو اجعله جائزا لنا كناية عن عدم المحاسبة.
وفي المصباح : ساغ
يسوغ سوغا من باب قال سهل مدخله في الحلق وأسغته إساغة جعلته سائغا ويتعدى بنفسه
في لغة وسوغته أي أبحته قوله ورب محتاج إليه أي رب شيء وهو محتاج إليه رزقتنا أو
الضمير راجع إلى الطعام الحاضر أي رب شخص محتاج إلى هذا الطعام فلا يجده فيكون
رزقت كلاما مستأنفا ولعله أظهر قوله أو ممن خلق الترديد من الراوي بدلا من قوله من
خلقه وهو أوفق بالآية.
١٩ ـ المحاسن ، عن
ابن فضال عن عبد الله بن سنان عن أبيه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام يا سنان من قدم إليه طعام
فأكله فقال الحمد لله الذي رزقنيه بلا حول مني ولا قوة مني غفر له قبل أن يقوم أو
قال قبل أن يرفع طعامه .
__________________
ومنه عن بعض
أصحابنا عن الأصم عن عبد الله بن سنان مثله .
٢٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله عن أبيه عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام من أكل طعاما فليذكر اسم
الله عليه فإن نسي ثم ذكر الله بعده تقيأ الشيطان ما أكل واستقبل الرجل طعامه .
بيان
: واستقبل الرجل أي
يأكل من غير شركة الشيطان كأنه يستأنفه ويستقبله وفي الكافي واستقل وهو
الصواب أي وجده قليلا لما قد أكل الشيطان منه فإن ما يتقيؤه لا يدخل في طعامه أو
هو على الحذف والإيصال أي استقل في أكل طعامه والأول أظهر.
٢١ ـ المحاسن ، عن
القاسم بن يحيى عن جده عن ابن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام أكثروا ذكر الله
على الطعام ولا تلغطوا فيه فإنه نعمة من الله ورزق من رزقه يجب عليكم شكره وحمده قال
ورواه الأصم عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام .
بيان في القاموس اللغط ويحرك الصوت والجلبة أو أصوات مبهمة لا
تفهم.
٢٢ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن حماد بن عيسى عن ربعي عن فضيل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا أكلت أو شربت
فقل الحمد لله .
ومنه عن ابن سنان
ومحمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن العلا عن الفضيل عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
٢٣ ـ ومنه ، عن
أبيه عن النضر عن القاسم بن سليمان عن جراح المدائني قال قال أبو عبد الله عليهالسلام اذكر اسم الله على الطعام
والشراب فإذا فرغت فقل الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم .
__________________
٢٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عمن حدثه عن عبد الله العزرمي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام من ذكر اسم الله
على طعام أو شراب في أوله وحمد الله في آخره لم يسأل عن نعيم ذلك الطعام أبدا .
٢٥ ـ ومنه ، عن
ابن فضال عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله الطاعم الشاكر
أفضل من الصائم الصامت .
٢٦ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن أبي جميلة عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إن المؤمن يشبع من الطعام
والشراب فيحمد الله فيعطيه الله من الأجر ما لا يعطي الصائم إن الله شاكر عليم يحب
أن يحمد .
٢٧ ـ ومنه ، عن
موسى بن القاسم عن صفوان عن كليب الصيداوي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الرجل إذا أراد
أن يطعم طعاما فأهوى بيده وقال بسم الله « وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » غفر الله له قبل أن تصير اللقمة إلى فيه .
٢٨ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن سليمان بن سفيان عن موسى العطار عن جعفر بن عثمان الرواسي عن سماعة
قال قال أبو عبد الله عليهالسلام يا سماعة أكلا
وحمدا لا أكلا وصمتا .
بيان
: أي تأكل أكلا
وتحمد حمدا أو تجمع أكلا وحمدا.
٢٩ ـ المحاسن ، عن
يعقوب بن يزيد عن أحمد بن الحسن الميثمي رفعه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا وضعت المائدة بين
يديه قال سبحانك اللهم ما أحسن ما ثبت لنا سبحانك ما أكثر ما تعطينا سبحانك ما
أكثر ما تعافينا اللهم أوسع علينا وعلى فقراء المسلمين .
بيان
رواه في الكافي عن العدة عن سهل
عن يعقوب وفيه ما أحسن ما تبتلينا أي ما ابتليتنا فالابتلاء بمعنى الإنعام أو
الاختبار بالنعمة أو بالبلية وفي آخره
__________________
وعلى فقراء
المؤمنين والمسلمين وفي بعض النسخ وعلى فقراء المؤمنين والمؤمنات والمسلمين
والمسلمات.
٣٠ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن صفوان عن معاوية بن وهب عن أبي حمزة عن علي بن الحسين عليهالسلام أنه كان إذا طعم قال
الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وأيدنا وآوانا وأنعم علينا وأفضل الحمد لله
الذي يطعم ولا يطعم .
المكارم ، مرسلا
مثله .
بيان إذا طعم من باب تعب وفي بعض النسخ على بناء الإفعال فيحتمل
المجهول والمعلوم أي أطعم الناس ولا يطعم أيضا يحتمل المعلوم كيعلم والمجهول
والثاني أظهر.
٣١ ـ المحاسن ، عن
إسماعيل بن مهران عن أيمن بن محرز عن أبي حمزة ومحمد بن علي عن أحمد بن الحسن
الميثمي عن إبراهيم بن مهزم عن رجل عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله إذا رفعت المائدة
قال اللهم أكثرت وأطبت فباركه وأشبعت وأرويت فهنئه الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم .
٣٢ ـ ومنه ، عن
بعض أصحابه عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب أو غيره رفعه قال : كان أمير المؤمنين عليهالسلام يقول اللهم إن هذا من
عطائك فبارك لنا فيه وسوغناه وأخلف لنا خلفا لما أكلناه أو شربناه من غير حول منا
ولا قوة رزقت فأحسنت فلك الحمد رب اجعلنا من الشاكرين وإذا فرغ قال الحمد لله الذي
كفانا وكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير ممن خلق
تفضيلا الحمد لله الذي كفانا المئونة وأسبغ علينا .
بيان
: من غير حول يمكن
تعلقه بما قبله وبما بعده والحول الحيلة والقدرة على التصرف في الأمور وفي الخبر
لا حول عن المعصية ولا قوة على الطاعة
__________________
إلا بالله
والمئونة الثقل ومان القوم احتمل مئونتهم أي قوتهم وقد لا يهمز فالفعل مانهم وأسبغ
الله عليه النعمة أتمها.
٣٣ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال : تغديت مع أبي جعفر عليهالسلام فلما وضعت المائدة قال
بسم الله فلما فرغ قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا ورزقنا وعافانا ومن علينا
بمحمد صلىاللهعليهوآله وجعلنا من
المسلمين .
٣٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال : الحمد لله الذي
أشبعنا في جائعين وأروانا في ظمآنين وكسانا في عارين وآوانا في ضاحين وحملنا في
راجلين وآمننا في خائفين وأخدمنا في عانين قال وروى بعضهم وأظلنا في ضاحين .
الكافي ، عن علي
بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أبي عليهالسلام إذا طعم يقول وذكر مثله إلا أن فيه في ظامئين
وليس فيه كسانا ولا أظلنا وقال الشيخ البهائي رحمهالله في ضاحين بالضاد المعجمة والحاء المهملة أي أسكننا في
المساكين بين جماعة ضاحين أي ليس بينهم وبين ضحوة الشمس ستر يحفظهم من حرها
وأخدمنا في عانين أي جعل لنا من يخدمنا ونحن بين جماعة عانين من العناء وهو التعب
والمشقة انتهى وفي الصحاح ضحيت للشمس ضحاء إذا برزت لها وضحيت بالفتح مثله وفي
النهاية العاني الأسير وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا يعنو وهو عان.
٣٥ ـ المحاسن ، عن
القاسم بن يحيى عن جده عن ابن بكير قال : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام فأطعمنا ثم رفعنا أيدينا
فقلنا الحمد لله فقال أبو عبد الله عليهالسلام ذا منك اللهم
وبمحمد رسولك اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد صل على محمد وأهل بيته .
__________________
الكافي ، عن محمد
بن يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم عن جده الحسن عن ابن بكير مثله إلى قوله اللهم
ذا منك إلى قوله اللهم لك الحمد مرة وفي أكثر النسخ مكان وأهل بيته وآل محمد
٣٦ ـ المحاسن ، عن
ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان سلمان إذا رفع
يده من الطعام قال اللهم أكثرت وأطبت فزد وأشبعت وأرويت فهنئه .
٣٧ ـ ومنه ، عن
ابن فضال عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال : أكلت مع أبي عبد الله عليهالسلام طعاما فما أحصي كم مرة
قال الحمد لله الذي جعلني أشتهيه .
٣٨ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن عبيس بن هشام عن الحسين بن أحمد المنقري عن يونس بن ظبيان قال : كنت
مع أبي عبد الله عليهالسلام فحضر وقت العشاء
فذهبت أقوم فقال اجلس يا أبا عبد الله فجلست حتى وضع الخوان فسمى حين وضع الخوان
فلما فرغ قال الحمد لله اللهم هذا منك ومن محمد صلىاللهعليهوآله .
٣٩ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن عيسى عن مسمع بن عبد الملك قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إني أتخم فقال أتسمي قلت
إني قد سميت فقال لعلك تأكل ألوانا فقلت نعم فقال تسمي على كل لون قلت لا قال فمن
ثم تتخم .
٤٠ ـ ومنه ، عن
أبي طالب البصري عن مسمع قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام ما ألقى من أذى الطعام
إذا أكلت فقال لم لم تسم قلت إني لأسمي وإنه ليضرني فقال إذا قطعت التسمية بالكلام
ثم عدت إلى الطعام تسمي قلت لا قال فمن هاهنا يضرك أما لو كنت إذا عدت إلى الطعام
سميت ما ضرك .
٤١ ـ ومنه ، عن
ابن فضال عن عبد الله الأرجاني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام
__________________
قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام ما اتخمت قط فقيل
له ولم قال ما رفعت لقمة إلى فمي إلا ذكرت اسم الله عليها .
ومنه عن بعض
أصحابنا عن الأصم عن الأرجاني مثله وفيه قيل كيف لم تتخم .
٤٢ ـ ومنه ، عن
يعقوب بن يزيد عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبي مريم الأنصاري عن الأصبغ قال : دخلت
على أمير المؤمنين عليهالسلام وبين يديه شواء
فدعاني وقال هلم إلى هذا الشواء فقلت أنا إذا أكلت ضرني فقال ألا أعلمك كلمات
تقولهن وأنا ضامن لك أن لا يؤذيك طعام قل اللهم إني أسألك باسمك خير الأسماء ملء
الأرض والسماء الرحمن الرحيم الذي لا يضر معه داء فلا يضرك أبدا .
بيان في القاموس شوى اللحم شيئا فاشتوى وانشوى وهو الشواء
بالكسر والضم انتهى ملء الأرض الملء بالكسر اسم ما يأخذه الإناء إذا امتلأ ذكره
الجوهري وفي النهاية لك الحمد ملء السماوات والأرض هذا تمثيل لأن الكلام لا يسع
الأماكن والمراد به كثرة العدد يقول لو قدر أن تكون كلمات الحمد أجساما لبلغت من
كثرتها أن تملأ السماوات والأرض ويجوز أن يكون يراد به تفخيم شأن كلمة الحمد ويجوز
أن يريد بها أجرها وثوابها انتهى ويجوز الجر والنصب هنا والرحمن الرحيم إما بدلان
من الاسم أو صفتان على المجاز إجراء لصفة المسمى على الاسم.
٤٣ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : شكوت إليه
التخم فقال إذا فرغت فامسح يدك على بطنك وقل اللهم هنئنيه اللهم سوغنيه اللهم
أمرئنيه .
٤٤ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى عن صفوان عن داود بن فرقد قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام كيف أسمي على الطعام فقال
إذا اختلفت الآنية فسم على كل إناء
__________________
قلت فإن نسيت أن
أسمي فقال تقول بسم الله في أوله وآخره قال ورواه أبي عن فضالة عن داود بن فرقد
الكافي ، عن أبي
علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان مثله : إلى قوله بسم الله على أوله
وآخره
٤٥ ـ المحاسن ، عن
ابن محبوب عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول إذا حضرت المائدة
وسمى رجل منهم أجزأ عنهم أجمعين .
٤٦ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن محمد بن جعفر البرسي عن محمد بن يحيى الأرمني عن محمد
بن سنان عن يونس بن ظبيان عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام من أراد أن لا
يضره طعام فلا يأكل حتى يجوع فإذا أكل فليقل بسم الله وبالله وليجيد المضغ وليكف
عن الطعام وهو يشتهيه وليدعه وهو يحتاج إليه .
٤٧ ـ المكارم ، قال
: كان النبي صلىاللهعليهوآله إذا وضعت المائدة
بين يديه قال بسم الله اللهم اجعلها نعمة مشكورة تصل بها نعمة الجنة وكان صلىاللهعليهوآله إذا وضع يده في الطعام
قال بسم الله بارك لنا فيما رزقتنا وعليك خلفه .
وروي عن الصادق عليهالسلام أن من نسي التسمية على كل
لون فليقل بسم الله على أوله وآخره.
وعن الصادق عليهالسلام ما اتخمت قط وذلك لأني لم
أبدأ بطعام إلا قلت بسم الله ولم أفرغ منه إلا قلت الحمد لله وقال إن البطن إذا
شبع طغى.
وعن أمير المؤمنين
عليهالسلام قال لابنه الحسن عليهالسلام يا بني لا تطعمن لقمة من
حار ولا بارد ولا تشربن شربة وجرعة إلا وأنت تقول قبل أن تأكله اللهم إني أسألك في
أكلي وشربي السلامة من وعكه والقوة به على طاعتك وذكرك وشكرك فيما بقيته في بدني
وأن تشجعني بقوتها على عبادتك وأن تلهمني حسن التحرز
__________________
من معصيتك فإنك إن
فعلت ذلك أمنت وعثه وغائلته.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا وضعت المائدة بين
يديه قال اللهم اجعلها نعمة مشكورة تصل بها نعمة الجنة وكان صلىاللهعليهوآله إذا وضع يده في الطعام
قال بسم الله بارك لنا فيما رزقتنا وعليك خلفه.
وعن الباقر عليهالسلام قال : كان سليمان إذا رفع
يده من الطعام يقول اللهم أكثرت وأطيبت فزد وأشبعت وأرويت فهنئه.
وعن الصادق عليهالسلام أنه أكل فقال الحمد لله
الذي أطعمنا في جائعين وسقانا في ظمآنين وكسانا في عارين وهدانا في ضالين وحملنا
في راجلين وآوانا في ضاحين وأخدمنا في عانين وفضلنا على كثير من العالمين.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله إذا رفعت المائدة فقل : «
الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » اللهم اجعلها نعمة مشكورة.
ومن كتاب النجاة
الدعاء عند الطعام الحمد لله الذي « يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ » و « يُجِيرُ
وَلا يُجارُ عَلَيْهِ » ويستغني ويفتقر إليه اللهم لك الحمد على ما رزقتنا من طعام
وإدام في يسر وعافية من غير كد مني ولا مشقة بسم الله خير الأسماء رب الأرض
والسماء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء « وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ » اللهم أسعدني في مطعمي هذا بخيرة وأعذني من شره وأمتعني
بنفعه وسلمني من ضره والدعاء عند الفراغ منه الحمد لله الذي أطعمني فأشبعني وسقاني
فأرواني وصانني وحماني الحمد لله الذي عرفني البركة واليمن بما أصبته وتركته منه
اللهم اجعله هنيئا مريئا لا وبيا ولا دويا وأبقني بعده سويا قائما بشكرك محافظا
على طاعتك وارزقني رزقا دارا وأعشني عيشا قارا واجعلني ناسكا بارا واجعل ما
يتلقاني في المعاد مبهجا سارا برحمتك يا أرحم الراحمين .
توضيح : في
القاموس الوعك أذى الحمى أو وجعها ومغثها في البدن وألم من شدة التعب وفي المصباح
الوعث الطريق الشاق المسلك ثم استعير لكل أمر شاق
__________________
من تعب وإثم وغير
ذلك وفساد الأمر واختلاطه وقال الغائلة الفساد والشر وفي القاموس سعد يومنا كنفع
يمن والسعادة خلاف الشقاوة وقد سعد كعلم وعني فهو سعيد ومسعود وأسعده الله فهو
مسعود ولا يقال مسعد وأسعده أعانه وقال أمتعه الله بكذا أبقاه وأنشأه إلى أن ينتهي
شبابه كمتعه وبماله تمتع والتمتيع التطويل والتعمير.
بما أصبته أي
أكلته وفي النهاية كل أمر يأتيك من غير تعب فهو هنيء وأصله بالهمزة وقد يخفف وقال
فيه مريئا يقال مرأني الطعام وأمرأني إذا لم يثقل على المعدة وانحدر عنها طيبا
وقال الوباء بالقصر والمد والهمز الطاعون والمرض العام وقد أوبأت الأرض فهي موبئة
ووبئت فهي وبيئة وقد يترك الهمز وقال في حديث علي إلى مرعى وبي ومشرب دوي أي فيه
داء وهو منسوب إلى دوى من دوي بالكسر يدوي انتهى.
أقول في أكثر
النسخ هنا ترك الهمز في الجميع وفي بعض النسخ في هنيئا ووبيئا الهمز والسوي
المستوي الخلقة والصحيح من المرض كقوله تعالى « أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ
سَوِيًّا » أي من غير علة من خرس وغيره قوله عليهالسلام رزقا دارا أي يتجدد شيئا
فشيئا من قولهم در اللبن إذا زاد وكثر جريانه من الضرع وأعشني العيش الحياة يقال
أعاشه وعيشه والعيش القار فيه ثلاثة وجوه :
الأول أن يكون
مستقرا دائما غير منقطع الثاني أن يكون واصلا إلى حال قراري في بلدي فلا احتاج في
تحصيله إلى السفر والانتقال من بلد إلى بلد الثالث أن يراد به العيش في السرور
والابتهاج أي قارا لعيني وكأن في بعض الوجوه الأنسب أن يراد بالعيش ما يتعيش به
والناسك العابد والبار المتوسع في الخير والإحسان لا سيما إلى الوالدين والأقارب
وذوي الحقوق وبهج كمنع وأبهج أفرح وسر والابتهاج السرور.
٤٨ ـ الكشي : عن
محمد بن قولويه عن محمد بن بندار عن البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عباد بن
بشير عن ثوير بن أبي فاختة قال : دخلت مع عمر بن ذر القاضي على
أبي جعفر عليهالسلام فدعا بالطعام فقال الحمد
لله الذي جعل لكل شيء حدا ينتهي إليه حتى إن لهذا الخوان حدا ينتهي إليه فقال ابن
ذر وما حده قال إذا وضع ذكر اسم الله وإذا رفع حمد الله .
٤٩ ـ نوادر
الراوندي ، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهمالسلام قال : كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله إذا أكل عند القوم
قال أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة الأخيار فمضت
السنة هكذا .
٦ وكان الصادق عليهالسلام إذا قدم إليه الطعام يقول
بسم الله وبالله وهذا من فضل الله وبركة رسول الله وآل رسول الله اللهم كما
أشبعتنا فأشبع كل مؤمن ومؤمنة وبارك لنا في طعامنا وشرابنا وأجسادنا وأموالنا .
بيان روى في الكافي الخبر الأول عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : كان رسول
الله إذا طعم عند أهل بيت قال لهم « طعم عندكم » إلى « الأخيار ».
وأقول يحتمل الدعاء
والإخبار لتطييب قلب صاحب البيت والأخير أظهر.
٥٠ ـ الدعائم ، عن
جعفر بن محمد عن آبائه عليهمالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ما من رجل يجمع
عياله ثم يضع طعامه فيسمي ويسمون الله في أول طعامهم ويحمدونه عز وجل في آخره
فترفع المائدة حتى يغفر لهم.
وعن علي عليهالسلام أنه قال : إذا سمي الله
على أول الطعام وحمد على آخره وغسلت الأيدي قبله وبعده وكثرت الأيدي عليه وكان من
الحلال فقد تمت بركته.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : إذا وضع الطعام
فسموا فإن الشيطان
__________________
يقول لأصحابه
اخرجوا فليس لكم فيه نصيب ومن لم يسم على طعامه كان للشيطان معه فيه نصيب ومن قال
إذا أصبح أبتدئ في يومي هذا بين يدي نسياني وعجلتي ببسم الله أجزأه على ما نسي من
طعام أو شراب .
٥١ ـ الفردوس ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله إذا أكلت طعاما أو
شربت شرابا فقل بسم الله وبالله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء
يا حي يا قيوم لم يصبك منه داء ولو كان فيه سم.
٥٢ ـ كنز الفوائد
للكراجكي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أن أبا حنيفة أكل
معه فلما رفع الصادق عليهالسلام يده عن أكله قال «
الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » اللهم إن هذا منك ومن رسولك صلىاللهعليهوآله فقال أبو حنيفة يا
أبا عبد الله أجعلت مع الله شريكا فقال له ويلك إن الله يقول في كتابه « وَما نَقَمُوا إِلاَّ
أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ » ويقول في موضع آخر « وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللهُ
وَرَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ
وَرَسُولُهُ » فقال أبو حنيفة والله لكأني ما قرأتهما قط .
٥٣ ـ المكارم ، من
كتاب زهد أمير المؤمنين عليهالسلام عن أبيه عن آبائه
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : أكثروا ذكر
الله على الطعام ولا تطغوا فإنها نعمة من نعم الله ورزق من رزقه يجب عليكم فيه
شكره وحمده أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها فإنها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل
فيها من رضي من الله باليسير من الرزق رضياللهعنه بالقليل من العمل الخبر .
١٢
باب
(منع الأكل باليسار ومتكئا وعلى الجنابة وماشيا)
١ ـ الخصال : عن
محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن
__________________
علي الكوفي عن
محمد بن زياد البصري عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي حمزة الثمالي عن ثور بن
سعيد بن علاقة عن أبيه عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : الأكل على
الجنابة يورث الفقر الخبر .
٢ ـ مجالس الصدوق
، والخصال ، في مناهي النبي صلىاللهعليهوآله أنه نهى عن الأكل
على الجنابة وقال إنه يورث الفقر ونهى أن يأكل الإنسان بشماله وأن يأكل وهو متكئ .
٣ ـ قرب الإسناد ،
عن محمد بن الحسين عن أحمد بن الحسن الميثمي عن الحسين بن أبي العرندس قال : رأيت
أبا الحسن عليهالسلام بمنى وعليه نقبة
ورداء وهو متكئ على جواليق سود متكئ على يمينه فأتاه غلام أسود بصحفة فيها رطب
فجعل يتناول بيساره فيأكل وهو متكئ على يمينه فحدثت رجلا من أصحابنا قال فقال لي
أنت رأيته يأكل بيساره قال قلت نعم قال أما والله لحدثني سليمان بن خالد أنه سمع
أبا عبد الله عليهالسلام يقول صاحب هذا
الأمر كلتا يديه يمين .
بيان
: في القاموس النقبة
بالضم ثوب كالإزار تجعل له حجزة مطيفة من غير نيفق وقال نيفق السراويل الموضع
المتسع منه انتهى وقال صاحب الجامع يكره الأكل بالشمال والشرب والتناول بها وروي
أن كلتا يدي الإمام يمين.
٤ ـ المحاسن ، عن
الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة قال : سأل بشير الدهان أبا عبد الله عليهالسلام وأنا حاضر فقال هل كان
رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكل متكئا على
يمينه أو على يساره فقال ما كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكل متكئا على
يساره ولكن يجلس جلسة العبد تواضعا لله .
__________________
٥ ـ ومنه ، عن
الوشاء عن أبان الأحمر عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما أكل رسول الله صلىاللهعليهوآله متكئا منذ بعثه الله حتى
قبض وكان يأكل أكل العبد ويجلس جلسة العبد قلت ولم ذاك قال تواضعا لله .
بيان أكل العبد الأكل على الأرض من غير خوان وجلسة العبد الجثو
على الركبتين كما سيأتي إن شاء الله.
٦ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن صفوان عن معاوية بن وهب عن أبي أسامة قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وهو يأكل وهو متكئ فجلس
وهو فرغ وهو يقول صلى الله على رسول الله ما كان أكل رسول الله صلىاللهعليهوآله متكئا منذ بعثه الله حتى
قبضه الله إليه تواضعا لله .
٧ ـ مجالس الشيخ :
عن الحسين بن إبراهيم عن محمد بن وهبان عن محمد بن أحمد بن زكريا عن الحسن بن فضال
عن علي بن عقبة عن سعيد بن عمرو الجعفي عن محمد بن مسلم قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام ذات يوم وهو يأكل متكئا
وقد كان يبلغنا أن ذلك مكروه فجعلت أنظر إليه فدعاني إلى طعامه فلما فرغ قال يا
أبا محمد لعلك ترى أن رسول الله صلىاللهعليهوآله رأته عين وهو يأكل
متكئا منذ بعثه الله إلى أن قبضه ثم قال يا با محمد لعلك ترى أنه شبع من خبز بر لا
والله ما شبع من خبز بر ثلاثة أيام متوالية إلى أن قبضه الله الخبر .
٨ ـ المحاسن ، عن
الحسن بن يوسف عن أخيه عن علي عن أبيه عن كليب قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول ما أكل رسول الله صلىاللهعليهوآله متكئا قط ولا نحن .
٩ ـ ومنه ، عن
عثمان بن عيسى عن سماعة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الرجل يأكل
متكئا قال لا ولا منبطحا .
١٠ ـ ومنه ، عن أبيه عن زرعة
عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام
__________________
قال : سألته عن
الرجل يأكل متكئا قال لا ولا منبطحا على بطنه.
١١ ـ ومنه ، عن
ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عمرو بن أبي سعيد قال : أخبرني أبي أنه رأى أبا عبد
الله عليهالسلام متربعا قال ورأيت
أبا عبد الله عليهالسلام وهو يأكل وهو متكئ
قال وقال ما أكل رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو متكئ قط .
بيان يحتمل أن يكون ما فعله عليهالسلام غير ما نفى عن
النبي صلىاللهعليهوآله فعله كما سيأتي
تحقيقه لكنه بعيد والأظهر أنه إما لبيان الجواز أو للتقية والحذر عن مخالفة العرف
الشائع للمصلحة كما يدل عليه الخبر الآتي.
١٢ ـ ومنه ، عن
صفوان عن معلى أبي عثمان عن معلى بن خنيس قال قال أبو عبد الله عليهالسلام ما أكل رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو متكئ منذ بعثه الله
حتى قبضه كان يكره أن يتشبه بالملوك ونحن لا نستطيع أن نفعل .
١٣ ـ ومنه ، عن
عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن
الرجل يأكل بشماله أو يشرب بها قال لا يأكل بشماله ولا يشرب بشماله ولا يناول بها
شيئا قال ورواه أبي عن زرعة عن سماعة .
١٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن النضر عن القاسم بن سويد عن جراح المدائني عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه كره أن يأكل الرجل
بشماله أو يشرب أو يتناول بها .
١٥ ـ ومنه ، عن
القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا تأكل باليسرى وأنت
تستطيع .
١٦ ـ ومنه ، عن
ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان قال : أكل أبو عبد الله عليهالسلام بيساره وتناول بها .
بيان محمول على العلة والعذر أو بيان الجواز.
١٧ ـ المحاسن ، عن
أبيه عمن حدثه عن عبد الرحمن العزرمي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال علي عليهالسلام لا بأس أن يأكل الرجل وهو
يمشي وكان رسول الله
__________________
صلىاللهعليهوآله يفعله .
١٨ ـ ومنه ، عن
النوفلي بإسناده قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله قبل الغداة ومعه
كسرة قد غمسها في اللبن وهو يأكل ويمشي وبلال يقيم الصلاة فصلى بالناس .
١٩ ـ ومنه ، عن
بعض أصحابنا عن ابن أخت الأوزاعي عن مسعدة بن اليسع عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال علي عليهالسلام لا بأس بأن يأكل الرجل
وهو يمشي .
٢٠ ـ ومنه ، عن
ابن محبوب عن محمد بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا تأكل
وأنت ماش إلا أن تضطر إلى ذلك .
المكارم ، من طب
الأئمة عنه عليهالسلام مثله .
٢١ ـ الخرائج ، روي
أن جرهدا أتى رسول الله صلىاللهعليهوآله وبين يديه طبق
فأدنى جرهدا ليأكل فأهوى بيده الشمال وكانت يده اليمنى مصابة فقال كل باليمين فقال
إنها مصابة فنفث رسول الله صلىاللهعليهوآله عليها فما اشتكاها
بعد .
٢٢ ـ ومنه ، قال
روي أن النبي صلىاللهعليهوآله أبصر رجلا يأكل
بشماله فقال كل بيمينك فقال لا أستطيع فقال صلىاللهعليهوآله لا استطعت قال فما
وصلت إلى فيه من بعد كلما رفع اللقمة إلى فيه ذهبت في شق آخر .
٢٣ ـ كتاب الحسين
بن سعيد ، عن ابن أبي عمير عن حماد بن عيسى قال : رأيت أبا عبد الله عليهالسلام يأكل متكئا ثم ذكر رسول
الله صلىاللهعليهوآله فقال ما أكل متكئا
حتى مات.
٢٤ ـ دعوات
الراوندي ، قال الصادق عليهالسلام لا تأكل متكئا وإن
كنت منبطحا هو شر من الاتكاء وروي ما أكل رسول الله صلىاللهعليهوآله متكئا إلا مرة ثم
جلس فقال اللهم إني عبدك ورسولك.
__________________
٢٥ ـ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه نهى عن الأكل
متكئا وكان إذا أكل صلىاللهعليهوآله استوفز على إحدى
رجليه واطمأن بالأخرى ويقول أجلس كما يجلس العبد وآكل كما يأكل العبد .
بيان
: في القاموس الوفز
ويحرك العجلة واستوفز في قعدته انتصب فيها غير مطمئن أو وضع ركبتيه ورفع أليتيه أو
استقل على رجليه ولما يستو قائما وقد تهيأ للوثوب.
٢٦ ـ الدعائم ، عن
علي عليهالسلام أنه قال : لا تأكل
متكئا كما يأكل الجبارون ولا تربع.
وعن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : ما أكل رسول
الله صلىاللهعليهوآله متكئا منذ بعثه
الله عز وجل حتى قبضه.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه نهى أن يأكل أحد
بشماله أو يشرب بشماله أو يمشي في نعل واحدة وكان يستحب اليمين في كل شيء وكان
ينهى عن ثلاث أكلات أن يأكل أحد بشماله أو مستلقيا على قفاه أو منبطحا على بطنه.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : لا يأكل الرجل
بشماله ولا يشرب بها ولا يناول بها إلا من علة .
٢٧ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام إذا جلس أحدكم على
الطعام فليجلس جلسة العبد ولا يضعن إحدى رجليه على الأخرى ولا يتربع فإنها جلسة
يبغضها الله عز وجل ويمقت صاحبها .
الخصال ، في
الأربعمائة مثله
__________________
تحف العقول ، عنه عليهالسلام مثله.
٢٨ ـ الفردوس ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله قال : إذا أكل
أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب
بشماله.
وعنه عليهالسلام قال : إذا أخذ فليأخذ
بيمينه وإذا أعطى عطاء فليعط بيمينه فإن الشيطان يأخذ بشماله ويعطي بشماله.
بيان قال في فتح الباري نقل الطيبي أن معنى قوله إن الشيطان
يأكل بشماله أي يحمل أولياءه من الإنس على ذلك ليضاد به عباد الله الصالحين قال
الطيبي وتحريره لا تأكلوا بالشمال فإن فعلتم كنتم من أولياء الشيطان فإن الشيطان
يحمل أولياءه على ذلك انتهى وفيه عدول عن الظاهر والأولى حمل الخبر على ظاهره وأن
الشيطان يأكل حقيقة والعقل لا يحيل ذلك وقد ثبت الخبر به فلا يحتاج إلى تأويله
وحكى القرطبي ذلك احتمالا ثم قال والقدرة صالحة ثم ذكر من صحيح مسلم أن الشيطان يستحل
الطعام إذا لم يذكر اسم الله عليه قال وهذا عبارة عن تناوله وقيل معناه استحسانه
رفع البركة من ذلك الطعام قال القرطبي وقوله صلىاللهعليهوآله فإن الشيطان يأكل
بشماله ظاهره أن من فعل ذلك يشبه بالشيطان وأبعد وتعسف من أعاد الضمير في شماله
إلى الأكل.
تذييل
وتفصيل اعلم أنه يستفاد
من تلك الأخبار أحكام.
الأول كراهة الأكل
متكئا ولا خلاف فيه ظاهرا وله معان.
الأول الاتكاء
باليد وظاهر الأخبار عدم كراهته بل استحبابه كما روى الكليني رحمهالله بإسناده عن الفضيل بن يسار قال : كان عباد البصري عند أبي عبد الله عليهالسلام يأكل فوضع أبو عبد الله عليهالسلام يده على الأرض فقال له
عباد أصلحك الله أما تعلم أن رسول الله صلىاللهعليهوآله نهى عن ذا فرفع
يده فأكل ثم أعادها أيضا فقال له أيضا فرفعها ثم أكل فأعادها فقال له عباد أيضا
فقال له أبو عبد الله عليهالسلام لا
__________________
والله ما نهى رسول
الله صلىاللهعليهوآله عن هذا قط.
لكن ظاهر أكثر
الأصحاب شمول الكراهة لهذا أيضا قال في الدروس يكره الأكل متكئا والرواية بفعل
الصادق ذلك لبيان الجواز ولهذا قال ما أكل رسول الله صلىاللهعليهوآله متكئا قط وروى
الفضيل بن يسار جواز الاتكاء على اليد عن الصادق عليهالسلام وإن رسول الله لم
ينه عنه مع أنه في رواية أخرى لم يفعله والجمع بينهما أنه لم ينه عنه لفظا وإن كان
يتركه فعلا انتهى وأقول يمكن الجمع بحمل الاتكاء المنهي على أحد المعاني الآتية.
الثاني الجلوس
متمكنا على البساط من غير ميل إلى جانب كما هو ظاهر بعض اللغويين فإن الأكل كذلك
دأب الملوك والمتكبرين.
الثالث إسناد
الظهر إلى الوسائد ومثلها ويفهم هذا من كثير من إطلاقات الأخبار كما أنه ورد في
الأخبار كثيرا أنه عليهالسلام كان متكئا فاستوى
جالسا ويبعد من آدابهم الاضطجاع على أحد الشقين بمحضر الناس بل الظاهر أنه كان
مسندا ظهره إلى وسادة فاستوى جالسا كما هو الشائع عند الاهتمام ببيان أمر أو عند
عروض غضب.
الرابع الاضطجاع
على أحد الشقين.
الخامس الأعم من
الرابع والأول كما هو ظاهر أكثر الأصحاب.
السادس الأعم مما
سوى الأول وهو الأظهر في الجمع بين الأخبار فيكون المستحب الإقبال على نعمة الله
والإكباب عليها من غير تكبر واستغناء ولا ينافيه الاتكاء باليد.
قال في النهاية
فيه لا آكل متكئا المتكئ في العربية كل ما استوى قاعدا على وطاء متمكنا والعامة لا
تعرف المتكئ إلا من مال في قعوده معتمدا على أحد شقيه والتاء فيه بدل من الواو
وأصله من الوكاء وهو ما يشد به الكيس وغيره
__________________
كأنه أوكأ مقعدته
وشدها بالقعود على الوطاء الذي تحته ومعنى الحديث أني إذا أكلت لم أقعد متكئا فعل
من يريد الاستكثار منه ولكن آكل بلغة فيكون قعودي له مستوفزا ومن حمل الاتكاء على
الميل إلى أحد الشقين تأوله على مذهب الطب فإنه لا ينحدر في مجاري الطعام سهلا ولا
يسيغه هنيئا وربما تأذى به ومنه الحديث الآخر هذا الأبيض المتكئ المرتفق يريد
الجالس المتمكن في جلوسه.
وقال الفيروزآبادي
توكأ عليه تحمل واعتمد كأوكأ وقوله صلىاللهعليهوآله أما أنا فلا آكل
متكئا أي جالسا جلوس المتمكن المتربع ونحوه من الهيئات المستدعية لكثرة الأكل بل
كان جلوسه للأكل مستوفزا مقعيا غير متربع وليس المراد الميل على شق كما يظنه عوام
الطلبة.
وقال في المصباح
اتكأ جلس متمكنا وفي التنزيل « وَسُرُراً
عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ » أي يجلسون وقال « وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً » أي مجلسا يجلس عليه قال ابن الأثير والعامة لا تعرف
الاتكاء إلا الميل في القعود معتمدا على أحد الشقين وهو يستعمل في المعنيين جميعا
يقال اتكأ إذا أسند ظهره أو جنبه إلى شيء معتمدا عليه وكل من اعتمد على شيء فقد
اتكأ عليه وقال السرقسطي اتكأته أعطيته ما يتكئ عليه أي يجلس عليه وضربته حتى
اتكأته أي سقط على جانبه انتهى.
وقال البيضاوي في
قوله تعالى « وَأَعْتَدَتْ
لَهُنَّ مُتَّكَأً » ما يتكئن عليه من الوسائد وقيل طعاما أو مجلس طعام فإنهم
كانوا يتكئون للطعام والشراب تترفا ولذلك نهى عنه.
وقال ابن حجر
اختلف في صفة الاتكاء فقيل أن يتمكن في الجلوس للأكل على أي صفة كان وقيل أن يميل
على أحد شقيه وقيل أن يعتمد على يده اليسرى من الأرض قال الخطابي تحسب العامة أن
المتكئ هو الآكل على أحد شقيه وليس كذلك بل هو المعتمد على الوطاء الذي تحته قال
ومعنى قوله عليهالسلام إني لا آكل متكئا
أني لا أقعد متكئا على الوطاء عند الأكل فعل من يستكثر من الطعام فإني لا آكل إلا
البلغة من الزاد فلذلك أقعد مستوفزا وفي حديث أنس أنه صلىاللهعليهوآله
أكل تمرا وهو مقع
وفي رواية وهو مستوفز والمراد الجلوس على وركه غير متمكن وأخرج ابن عدي بسند ضعيف
زجر النبي صلىاللهعليهوآله أن يعتمد الرجل
على يده اليسرى عند الأكل.
قال مالك هو نوع
من الاتكاء قلت أشار مالك إلى كراهة كل ما يعد الأكل فيه متكئا ولا يختص بصفة
بعينها وجزم ابن الجوزي في تفسير الاتكاء بأنه الميل إلى أحد الشقين ولم يلتفت
لإنكار الخطابي ذلك واختلف السلف في حكم الأكل متكئا فزعم ابن القاضي أن ذلك من
الخصائص النبوية وتعقبه البيهقي فقال قد يكره لغيره أيضا لأنه من فعل المتعظمين
وعادة ملوك العجم انتهى.
وقال في المسالك
يكره الأكل متكئا على أحد جانبيه وكذا يكره مستلقيا بل يجلس متوركا على الأيسر وما
رواه الفضيل محمول على هذا الوجه أو على بيان جوازه وإن النبي صلىاللهعليهوآله لم ينه عنه نهي تحريم أو
نحو ذلك انتهى وكذا تدل على كراهة الأكل منبطحا على الوجه وقال الشيخ في النهاية
ولا ينبغي أن يقعد الإنسان متكئا في حال الأكل بل ينبغي أن يقعد على رجله انتهى.
وأقول هذا يدل على
أنه فسر الاتكاء بما لا ينافي الاتكاء على اليد وقال صاحب الجامع ولا بأس بالجلوس
على المائدة متربعا والأكل والشرب ماشيا ومتكئا والقعود أفضل.
الثاني كراهة
الأكل باليسار واستحباب كونه باليمين وكذا سائر الأعمال إلا ما يتعلق بالفرج من
الاستنجاء ونحو ذلك قال في الدروس ويكره الأكل باليسار والشرب وأن يتناول بها شيئا
إلا مع الضرورة وقال في المسالك ويستحب أن يأكل بيده اليمنى مع الاختيار ويكره
الأكل باليسار وكذا الشرب وغيرهما من الأعمال مع الاختيار ولو كان له مانع في
اليمين فلا بأس باليسار.
الثالث كراهة
الأكل ماشيا وقال في الدروس يكره الأكل ماشيا وفعل النبي صلىاللهعليهوآله ذلك مرة في كسرة مغموسة
بلبن لبيان جوازه أو لضرورة انتهى وقال الشيخ في النهاية ولا بأس بالأكل والشرب
ماشيا واجتنابه أفضل انتهى ولا يخفى
أن روايات الجواز
أكثر وظاهر الكليني رحمهالله عدم الكراهة حيث اكتفى بروايات الجواز ولم يرو المنع.
الرابع كراهة
الأكل متربعا وقال الوالد رحمهالله التربع يطلق على ثلاثة معان الأول أن يجلس على القدمين
والأليتين وهو المستحب في صلاة القاعد في حال قراءته الثاني الجلوس المعروف
بالمربع الثالث أن يجلس هكذا ويضع إحدى رجليه على الأخرى والأكل على الحالة الأولى
لا بأس به وعلى الثانية خلاف المستحب وعلى الثالث مكروه.
وأقول الظاهر أن
الأولى خلاف المستحب والأخيران مكروهان إذ التربع يشملهما مع أن ظاهر رواية الخصال
والتحف المغايرة أو الأعمية.
وقال في الدروس
وكذا يكره التربع حالة الأكل وفي كل حال ويستحب أن يجلس على رجله اليسرى وفي
القاموس تربع في جلوسه خلاف جثا وأقعى.
الخامس كراهة
الأكل على الجنابة وظاهر الصدوق في الفقيه التحريم ويظهر من بعض الأخبار زوال
الكراهة أو تخفيفها بغسل اليد وأن الوضوء أفضل ومن بعضها بغسل اليد والمضمضة وغسل
الوجه ومن بعضها بغسل اليدين مع المضمضة والجمع بالتخيير متجه وأكثر الأصحاب
أضافوا إلى المضمضة الاستنشاق ولم أره إلا في فقه الرضا وقد مر تفصيله في كتاب
الطهارة مع سائر الأخبار الواردة في ذلك.
١٣
باب
(الملح وفضل الافتتاح والاختتام به)
١ ـ الشهاب ، قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله سيد إدامكم الملح
وقال عليهالسلام لا يصلح الطعام
إلا بالملح.
٢ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن رجل عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن في الملح شفاء
من سبعين نوعا من أنواع الأوجاع ثم
قال لو يعلم الناس
ما في الملح ما تداووا إلا به .
٣ ـ ومنه ، عن
أبيه عن عمرو بن إبراهيم وخلف بن حماد عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لدغت رسول الله صلىاللهعليهوآله عقرب فنفضها وقال لعنك
الله فما يسلم عنك مؤمن ولا كافر ثم دعا بملح فوضعه على موضع اللدغة ثم عصره
بإبهامه حتى ذاب ثم قال لو يعلم الناس ما في الملح ما احتاجوا معه إلى ترياق .
بيان في القاموس الدراق مشددة والدرياق والدرياقة بكسرهما
ويفتحان الترياق والخمر وقال الترياق بالكسر دواء مركب اخترعه ماغنيس وتممه
أندروماخس القديم بزيادة لحم الأفاعي فيه وبها كمل الغرض وهو مسميه بهذا لأنه نافع
من لدغ الهوام السبعية وهي باليونانية ترياء نافع من الأدوية المشروبة السمية وهي
باليونانية قاءا ممدودة ثم خفف وعرب وهو طفل إلى ستة أشهر ثم مترعرع إلى عشر سنين
في البلاد الحارة وعشرين في غيرها ثم يقف عشر فيها وعشرين في غيرها ثم يموت ويصير
كبعض المعاجين انتهى.
ويدل على أنه نافع
لدفع السموم وأما على حله فلا وإن كان يوهمه.
٤ ـ المحاسن ، عن
محمد بن عيسى عن عبيد الله الدهقان عن درست عن عمر بن أذينة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لدغت رسول الله صلىاللهعليهوآله عقرب وهو يصلي بالناس
فأخذ النعل فضربها ثم قال بعد ما انصرف لعنك الله فما تدعين برا ولا فاجرا إلا
آذيتيه قال ثم دعا بملح جريش فدلك به موضع اللدغة ثم قال لو علم الناس ما احتاجوا
معه إلى ترياق ولا إلى غيره معه .
بيان يدل على إمكان لدغ الموذيات الأنبياء والأئمة عليهمالسلام وكان هذا أحد معاني بغض
بعض الحيوانات لهم عليهالسلام ويدل على استحباب
قتل الموذيات وأنه ليس فعلا كثيرا لا يجوز فعله في الصلاة وعلى جواز لعنها إذا
كانت موذية وعلى مرجوحية لعنها في الصلاة والجريش هو الذي لم ينعم دقه.
٥ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم
__________________
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن العقرب لدغت
رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لعنك الله
فما تبالين مؤمنا آذيت أم كافرا ثم دعا بملح فدلكه ثم قال أبو جعفر عليهالسلام لو يعلم الناس ما في
الملح ما بغوا معه ترياقا .
بيان
: يدل على كون
العقرب مؤنثا سماعيا ويطلق على الذكر والأنثى وقد يقال للأنثى عقربة ويقال لدغته
العقرب والحية وكمنع وهو ملدوغ ولديغ ويقال لسعته أيضا وأما اللذع بالذال المعجمة
والعين المهملة فتصحيف ويستعمل في إيلام الحب القلب وإيلام النار الشيء وفي الكافي
فدلكه فهدأت أي سكنت وبغيته أبغيه طلبته كأبغيته.
٦ ـ المحاسن ، عن
القاسم بن يحيى عن جده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام ابدءوا بالملح في أول
طعامكم فلو يعلم الناس ما في الملح لاختاروه على الترياق المجرب قال وروى بعض
أصحابنا عن الأصم عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام .
٧ ـ ومنه ، عن بكر
بن صالح عن الجعفري عن أبي الحسن الأول عليهالسلام قال : لم يخصب
خوان لا ملح عليه وأصح للبدن أن يبدأ به في الطعام .
بيان
: في المصباح الخصب
وزان حمل النماء والبركة وهو خلاف الجدب وهو اسم من أخصب المكان بالألف فهو مخصب
وفي لغة خصب كتعب فهو خصيب وأخصب الله الموضع إذا أنبت فيه العشب يعني الكلأ انتهى
وقوله أصح خبر وأن يبدأ بتأويل المصدر مبتدأ.
٨ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن أحمد بن الحسن الميثمي عن مسكين بن عمار عن فضيل الرسان عن أبي جعفر
عليهالسلام قال : أوحى الله
تبارك وتعالى إلى موسى بن عمران عليهالسلام مر قومك يفتتحوا
بالملح ويختتموا به وإلا فلا يلوموا إلا أنفسهم .
__________________
٩ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من افتتح
طعاما بالملح وختم بالملح دفع عنه سبعون داء .
١٠ ـ ومنه ، عن
القاسم بن يحيى عن جده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من ابتدأ طعامه
بالملح ذهب عنه سبعون داء لا يعلمه إلا الله .
١١ ـ ومنه ، عن
بعض أصحابنا عن الأصم عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال علي عليهالسلام من بدأ بالملح أذهب الله
عنه سبعين داء ما يعلم العباد ما هو .
١٢ ـ ومنه ، عن
أبي القاسم ويعقوب بن يزيد والنهيكي عبد الله بن محمد عن زياد بن مروان القندي عن
ابن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من افتتح
طعامه بالملح دفع أو رفع عنه اثنان وسبعون داء قال ورواه النوفلي عن السكوني عن
أبي عبد الله عليهالسلام ورواه أبي عن أبي
البختري عن أبي عبد الله عليهالسلام .
١٣ ـ الخصال ، في
الأربعمائة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام ابدءوا بالملح في
أول طعامكم فلو يعلم الناس ما في الملح لاختاروه على الترياق المجرب ومن ابتدأ
طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء وما لا يعلمه إلا الله .
١٤ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام عليك بالملح فإنه شفاء من
سبعين داء أدناها الجذام والبرص والجنون .
صحيفة الرضا ، عنه
عليهالسلام مثله .
١٥ ـ العيون ، بتلك
الأسانيد قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من بدأ بالملح
أذهب الله عنه سبعين داء أقله الجذام .
الصحيفة ، عنه عليهالسلام مثله .
__________________
١٦ ـ المحاسن ، عن
أبان بن عبد الملك عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنا لنبدأ بالخل
عندنا كما تبدءون بالملح عندكم وإن الخل ليشد العقل .
١٧ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي أن رجلا كان عند أبي الحسن الرضا عليهالسلام بخراسان فقدمت
إليه مائدة عليها خل وملح فافتتح بالخل فقال الرجل جعلت فداك إنكم أمرتمونا أن
نفتتح بالملح فقال هذا مثل هذا يعني الخل يشد الذهن ويزيد في العقل .
١٨ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام يا علي افتتح بالملح
واختم به فإنه من افتتح بالملح وختم به عوفي من اثنين وسبعين نوعا من أنواع البلاء
منها الجنون والجذام والبرص .
١٩ ـ ومنه ، عن
علي بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام يا علي افتتح طعامك
بالملح واختمه بالملح فإن من افتتح طعامه بالملح وختمه بالملح دفع الله عنه سبعين
نوعا من أنواع البلاء أيسرها الجذام .
٢٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عمن ذكره عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عليهالسلام قال : كان فيما أوصى به
رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام أن قال يا علي افتتح
طعامك بالملح فإن فيه شفاء من سبعين داء منها الجنون والجذام والبرص ووجع الحلق
والأضراس ووجع البطن وروى بعضهم كل الملح إذا أكلت واختم به .
٢١ ـ ومنه ، عن
بعض من رواه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله إن الله عز وجل
أوحى إلى موسى بن عمران أن ابدأ بالملح واختم بالملح فإن في
__________________
الملح دواء من
سبعين داء أهونها الجذام والبرص ووجع الحلق والأضراس ووجع البطن .
٢٢ ـ ومنه ، عن
يعقوب بن يزيد رفعه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام من ذر على أول
لقمة من طعامه الملح ذهب عنه بنمش الوجه .
بيان
: في القاموس النمش
محركة نقطة بيض وسود أو بقع تقع في الجلد تخالف لونه.
٢٣ ـ المحاسن ، عن
محمد بن أحمد عن ابن أبي محمود عن أبيه رفعه قال قال أبو عبد الله من ذر الملح على
أول لقمة يأكلها فقد استقبل الغنى .
٢٤ ـ المكارم ، عن
أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنا نبدأ
بالملح ونختم بالخل .
٢٥ ـ دعوات
الراوندي ، قال النبي صلىاللهعليهوآله إن الله وملائكته
يصلون على خوان عليه ملح وخل.
٢٦ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من افتتح
طعامه بالملح وختم به عوفي من اثنين وسبعين داء منها الجذام والبرص .
٢٧ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن ابن أسباط عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قال لنا أبو الحسن الرضا
أي الإدام أجزأ فقال بعضنا اللحم وقال بعضنا الزيت وقال بعضنا السمن فقال لا بل
الملح لقد خرجنا إلى نزهة لنا ونسي الغلمان الملح فما انتفعنا بشيء حتى انصرفنا .
الكافي ، عن محمد
بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي محمود مثله إلا أن فيه أحرى
إلى قوله فقال عليهالسلام لا بل الملح إلى
قوله ونسي بعض
__________________
الغلمان فذبحوا
لنا شاة من أسمن ما يكون فما انتفعنا.
المكارم ، سأل الرضا
عليهالسلام أصحابه وذكر مثله
وفيه فقال لا هو الملح .
بيان أي الإدام أجزأ في أكثر نسخ المحاسن أجزأ بمعنى أكفى فإنه
يمكن الاكتفاء به دون غيره كما يومئ إليه التعليل المذكور في آخر الخبر وفي بعض
نسخ الكافي والمحاسن أمرأ أي أحسن عاقبة وأكثر لذة كما يشعر به التعليل أيضا وفي
بعض نسخ الكافي والمكارم أحرى بالحاء والراء المهملتين أي أحرى بالافتتاح به وكان
النسخة الأولى أي المعجمتين أظهرها وأحسنها وقال في المصباح النزهة قال ابن السكيت
في فصل ما تضعه العامة في غير موضعه خرجنا نتنزه إذا خرجوا إلى البساتين وإنما
التنزه التباعد من المياه والأرياف ومنه فلان يتنزه عن الأقذار أي يباعد نفسه عنها
وقال ابن قتيبة ذهب أهل العلم في قول الناس خرجوا يتنزهون إلى البساتين أنه غلط
وهو عندي ليس بغلط لأن البساتين في كل بلد إنما تكون خارج البلد فإذا أراد أحد أن
يأتيها فقد أراد البعد عن المنازل والبيوت ثم كثر هذا حتى استعملت النزهة في الخضر
والجنان.
١٤
باب
(النهي عن أكل الطعام الحار والنفخ فيه)
١ ـ مجالس الصدوق
، في مناهي النبي صلىاللهعليهوآله أنه نهى أن ينفخ
في طعام أو في شراب .
٢ ـ الخصال ، عن
أحمد بن محمد بن الهيثم عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن
الحسين بن مصعب قال قال أبو عبد الله عليهالسلام يكره النفخ في
الرقى والطعام وموضع السجود .
__________________
بيان
: الرقى جمع الرقية
وهي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة والكراهة فيه بمعنى الحرمة إن كان من قبيل
السحر كقوله تعالى « وَمِنْ
شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ » وفي الطعام على الكراهة وقد مر الكلام في نفخ موضع السجود.
٣ الخصال ، في
الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليهالسلام أقروا الحار حتى
يبرد فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله قرب إليه طعام
فقال أقروه حتى يبرد ويمكن أكله ما كان الله عز وجل ليطعمنا النار والبركة في
البارد .
المحاسن ، عن
القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام وذكر مثله قال ورواه بعض
أصحابنا عن الأصم عن حريز عن محمد بن مسلم مثله .
بيان في المصباح أمكنني الأمر سهل وتيسر.
٤ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : أتي النبي صلىاللهعليهوآله بطعام فأدخل إصبعه فيه
فإذا هو حار قال دعوه حتى يبرد فإنه أعظم بركة وإن الله تبارك وتعالى لم يطعمنا
النار .
الصحيفة ، عنه عليهالسلام مثله .
٥ ـ العلل ، عن
علي بن حاتم عن محمد بن جعفر بن الحسين عن محمد بن عيسى بن زياد عن الحسن بن علي
بن فضال عن ثعلبة عن بكار بن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليهالسلام عن الرجل ينفخ في القدح
قال لا بأس وإنما يكره ذلك إذا كان معه غيره كراهة أن يعافه وعن الرجل ينفخ في
الطعام قال أليس إنما يريد برده قال نعم [ قال ] لا بأس.
قال الصدوق رحمهالله الذي أفتي به وأعتمده هو أنه لا يجوز النفخ في الطعام والشراب سواء كان الرجل
وحده أو مع غيره ولا أعرف هذه العلة إلا في هذا الخبر.
__________________
بيان : عدم البأس لا
ينافي الكراهة ويمكن أن يكون إذا كان معه غيره أشد كراهة والمشهور الكراهة مطلقا
وظاهر الصدوق الحرمة وإن كان عدم الجواز في عبارة القدماء ليس بصريح فيها.
٦ ـ المحاسن ، عن
بعضهم رفعه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله السخون بركة .
بيان كأن السخون بالضم وهو الحار وهو محمول على الحرارة
المعتدلة وما ورد في ذمه محمول على ما إذا كان شديد الحرارة ويحتمل أن يكون المراد
نوعا من المرق قال في القاموس السخن بالضم الحار سخن مثله سخونة وسخنة وسخنا بضمهن
وسخانة وسخنا محركة والسخون مرق يسخن.
٧ ـ المحاسن ، عن
محمد بن إسماعيل بن بزيع عن جعفر بن محمد بن حكيم عن مرازم قال : بعث إلينا أبو عبد
الله عليهالسلام بطعام سخن فقال
كلوا قبل أن يبرد فإنه أطيب .
٨ ـ ومنه ، عن ابن
القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليهالسلام قال : أتي النبي
بطعام حار فقال إن الله لم يطعمنا الحار أقروه حتى يبرد فتركه حتى برد .
٩ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال : إن النبي صلىاللهعليهوآله أتي بطعام حار جدا فقال
ما كان الله ليطعمنا النار أقروه حتى يمكن فإنه طعام ممحوق للشيطان فيه نصيب .
١٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن عليهالسلام قال : الحار غير
ذي بركة وللشيطان فيه نصيب .
١١ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم ومحمد بن حكيم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الطعام الحار غير
ذي بركة .
١٢ ـ ومنه ، عن
بعض أصحابنا عن صالح بن عبد الله عن محمد بن مروان قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول كل طعام ذي حرارة
غير ذي بركة .
__________________
١٣ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن عائذ بن حبيب بياع الهروي قال : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام فأتينا بثريد فمددنا
أيدينا إليه فإذا هو حار فقال أبو عبد الله عليهالسلام نهينا عن أكل
النار كفوا فإن البركة في برده .
١٤ ـ ومنه ، عن
ابن محبوب عن يعقوب عن سليمان بن خالد قال : حضرت عشاء أبي عبد الله عليهالسلام في الصيف فأتي بخوان عليه
خبز وأتي بجفنة ثريد ولحم فقال هلم إلى هذا الطعام فدنوت فوضع يده فيها فرفعها وهو
يقول أستجير بالله من النار أعوذ بالله من النار هذا لا نقوى عليه فكيف النار قال
فكان يكرر ذلك حتى أمكن الطعام فأكل وأكلنا .
ومنه عن ابن فضال
عن يونس بن يعقوب عن سليمان بن محمد بن راشد قال : حضرت عشاء جعفر بن محمد عليهالسلام في الصيف فأتي بجفنة فيها
ثريد ولحم يفور فوضع يده فوجدها حارة ثم رفعها ثم ذكر مثله .
١٥ ـ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه نهى عن الطعام
الحار وقال هو غير ذي بركة وأتي بطعام حار فقال ما كان الله تبارك وتعالى ليطعمنا
النار أقروه حتى يمكن فإن الطعام الحار جدا ممحوق البركة وللشيطان فيه شركة وفيه
إذا أمكن خصال تنمو فيه البركة ويشبع صاحبه ويأمن فيه الموت .
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه رخص في النفخ في
الطعام والشراب وقال إنما يكره ذلك لمن كان معه غيره كيلا يعافه .
١٥
باب
(أنواع الأواني وغسل الإناء)
١ ـ الخصال ، عن
أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري عن محمد بن
عيسى اليقطيني عن محمد بن إسحاق عن محمد بن مروان عن
__________________
أبي عبد الله عليهالسلام قال : غسل الإناء وكسح
الفناء مجلبة للرزق .
دعوات الراوندي ، عنه
عليهالسلام مثله.
٢ ـ قرب الإسناد ،
عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد البزنطي عن الرضا عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لا تغسلوا رءوسكم بطين
مصر ولا تأكلوا في فخارها فإنه يورث الذلة ويذهب الغيرة قلنا له قد قال ذلك رسول
الله قال نعم .
٣ ـ العيون ، عن
تميم بن عبد الله بن تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن عبد الله بن
صالح الهروي عن الرضا عليهالسلام أنه خرج إلى
المأمون فلما خرج من نيسابور بلغ قرب القرية الحمراء إلى أن قال فلما دخل سناباد
استند إلى الجبل الذي تنحت منه القدور فقال اللهم انفع به وبارك فيما يجعل وفيما
ينحت منه فنحت له قدور من الجبل وقال لا يطبخ ما آكله إلا فيها وكان عليهالسلام خفيف الأكل قليل الطعم
فاهتدى الناس إليه ذلك اليوم وظهرت بركة دعائه فيه الحديث .
٤ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن عبد الرحمن الأسدي عن عمرو بن أبي المقدام قال : رأيت أبا جعفر عليهالسلام وهو يشرب في قدح من خزف .
٥ ـ دعوات
الراوندي ، عن بزيع بن عمر بن بزيع قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام وهو يأكل خلا وزيتا في
قصعة سوداء مكتوب في وسطها « قُلْ
هُوَ اللهُ أَحَدٌ » الخبر .
بيان
: يدل على جواز نقش
القرآن بل الأسماء والدعاء بطريق أولى في الظروف التي يؤكل فيها.
__________________
١٦
باب
(لعق الأصابع ولحس الصحفة)
١ ـ الخصال ، في
الأربعمائة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام إذا أكل أحدكم
طعاما فمص أصابعه التي يأكل بها قال الله عز وجل بارك الله فيك .
المحاسن ، عن
القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
٣ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يلعق أصابعه إذا أكل .
٤ ـ ومنه ، عن ابن
فضال وجعفر عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا فرغ من طعامه لعق
أصابعه في فيه فمصها .
٥ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن الحكم بن مسكين عن عمرو بن شمر عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إني لألعق أصابعي
حتى أرى أن خادمي يقول ما أشره مولاي .
بيان
: الشره غلبة الحرص.
٦ ـ المحاسن ، عن
ابن فضال عن أبي المغراء عن أبي أسامة عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه كره أن يمسح الرجل
يده بالمنديل وفيها شيء من الطعام تعظيما للطعام حتى يمصها أو يكون إلى جنبه صبي
فيمصها .
العياشي ، عن أبي
أسامة مثله .
٧ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن عمرو بن جميع عن أبي
__________________
عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يلطع القصعة قال ومن لطع
قصعة فكأنما تصدق بمثلها .
٨ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن الحكم بن مسكين عن عمرو بن شمر قال قال أبو عبد الله عليهالسلام إني لألعق أصابعي حتى أرى
أن خادمي سيقول ما أشره مولاي ثم قال تدري لم ذاك فقلت لا فقال إن قوما كانوا على
نهر الثرثار فكانوا قد جمعوا من طعامهم شبه السبائك ينجون به صبيانهم فمر رجل
متوكئ على عصا فإذا امرأة أخذت سبيكة من تلك السبائك تنجي بها صبيها فقال لها اتقي
الله فإن هذا لا يحل فقالت كأنك تهددني بالفقر أما ما جرى الثرثار فإني لا أخاف
الفقر فأجرى الله الثرثار أضعف ما كان عليه وحبس منهم بركة السماء فاحتاجوا إلى
الذي كانوا ينجون به صبيانهم فقسموه بينهم بالوزن قال ثم إن الله عز وجل رحمهم فرد
عليهم ما كانوا عليه .
٩ ـ المكارم ، كان
رسول الله صلىاللهعليهوآله يلحس الصحفة ويقول
آخر الصحفة أعظم الطعام بركة وكان صلىاللهعليهوآله إذا فرغ من طعامه
لعق أصابعه الثلاث التي أكل بها فإن بقي فيها شيء عاوده فلعقها حتى تتنظف ولا يمسح
يده بالمنديل حتى يلعقها واحدة واحدة ويقول لا يدرى في أي الأصابع البركة .
وقال أمير
المؤمنين عليهالسلام من لعق قصعة صلت
عليه الملائكة ودعت له بالسعة في الرزق ويكتب له حسنات مضاعفة .
١٠ ـ الدعائم ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله أنه كان يلعق
الصحفة ويقول آخر الصحفة أعظمها بركة وإن الذين يلعقون الصحاف تصلي عليهم الملائكة
وتدعو لهم بالسعة في الرزق وللذي يلعق الصحفة حسنة مضاعفة وكان إذا أكل لعق أصابعه
حتى يسمع لها مصيص
__________________
وحكى ذلك جعفر عليهالسلام وقال كان أبي يكره أن يمسح
يده بالمنديل وفيها شيء من الطعام تعظيما له إلا أن يمصها أو يكون إلى جانبه صبي
فيعطيه إياها يمصها فهذا من أولياء الله تواضع لله وتعظيم لرزقه ومخالفة لأفعال
الجبارين من خلقه .
أقول
: قد مر وسيأتي بعض
الأخبار في ذلك في أبواب آداب الأكل.
١٧
باب
(جوامع آداب الأكل)
١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن عبد الله بن الفضل النوفلي عن الفضل بن يونس الكاتب قال : أتاني أبو الحسن
موسى بن جعفر عليهالسلام في حاجة للحسين بن
يزيد فقلت إن طعامنا قد حضر فأحب أن تتغدى عندي قال نحن نأكل طعام الفجأة ثم نزل
فجئته بغداء ووضعت منديلا على فخذيه فأخذه فنحاه ناحية ثم أكل ثم قال يا فضل كل
مما في اللهوات والأشداق ولا تأكل ما بين أضعاف الأسنان.
قال وروى الفضل بن
يونس في حديث أن أبا الحسن عليهالسلام جلس في صدر المجلس
وقال صاحب المجلس أحق بهذا المجلس إلا لرجل واحد وكانت لفضل دعوة يومئذ فقال أبو الحسن
عليهالسلام هات طعامك فإنهم
يزعمون أنا لا نأكل طعام الفجأة فأتي بالطست فبدأ ثم قال أدرها عن يسارك ولا
تحملها إلا مترعة ثم أتي بالمنديل ليلقي على ركبتيه فقال لا هذا فعل العجم ثم اتكأ
على يساره بيده على الأرض وأكل بيمينه حتى إذا فرغ أتي بالخلال فقال يا فضل أدر
لسانك في فيك فما تبع لسانك فكله إن شئت وما استكرهته بالخلال فالفظه .
بيان قوله ولا تأكل ظاهره النهي عن أكل ما بين الأسنان مطلقا
وإن أخرج باللسان وهو مخالف لسائر الأخبار ويمكن أن يحمل على ما يبقى بعد
__________________
إمرار اللسان ثم
الظاهر من كلام من تعرض لهذا الحكم من الأصحاب أنه يكره أكل ما أخرج بالخلال وربما
يتوهم فيه التحريم للخباثة وهو في محل المنع مع أنك قد عرفت عدم قيام الدليل على
تحريم الخبيث مطلقا بالمعنى الذي فهمه الأصحاب رضياللهعنهم قال الشهيد رحمهالله في الدروس ويستحب التخلل وقذف ما أخرجه الخلال بالكسر
وابتلاع ما أخرجه اللسان انتهى.
وقد روى الكليني رحمهالله في الموثق عن إسحاق بن جرير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن اللحم الذي يكون في
الأسنان فقال أما ما كان في مقدم الفم فكله وأما ما كان في الأضراس فاطرحه.
وفي الصحيح عن ابن
سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أما ما يكون
على اللثة فكله وازدرده وما كان بين الأسنان فارم به وفي الموثق عن الفضل بن يونس
عن أبي الحسن عليهالسلام قال : يا فضل كل
ما بقي في فيك مما أدرت عليه لسانك فكله وما استكن فأخرجته بالخلال فأنت فيه بالخيار
إن شئت أكلته وإن شئت طرحته وفي المرفوع عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا يزدردن أحدكم ما
يتخلل به فإنه تكون منه الدبيلة.
فمقتضى الجمع بين
الأخبار الكراهة وإن كان الأحوط عدم أكل ما يخرج بالخلال لا سيما إذا تغير ريحه
فإن شائبة الخباثة فيه أكثر وستأتي أخبار فيه في باب الخلال.
وفي المصباح
اللهاة اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى الفم والجمع لهي ولهيات مثل حصى وحصيات
ولهوات أيضا على الأصل وقال الشدق جانب الفم بالفتح والكسر قاله الأزهري وجمع
المفتوح شدوق مثل فلس وفلوس وجمع المكسور أشداق مثل حمل وأحمال قوله عليهالسلام إلا لرجل واحد الظاهر أن
المراد به الإمام وسيأتي مكانه رجل من بني هاشم ويدل الخبر على أن الاتكاء باليد
ليس من الاتكاء المكروه كما مر.
__________________
٢ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا تدعوا آنيتكم
بغير غطاء فإن الشيطان إذا لم تغط آنية بزق فيها وأخذ مما فيها ما شاء .
٣ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن سنان عن أبي عيينة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : دخلت على
أبي العباس وقد أخذ القوم المجلس فمد يده إلي والسفرة بين يديه موضوعة فأخذ بيدي
فذهبت لأخطو إليه فوقعت رجلي على طرف السفرة فدخلني من ذلك ما شاء الله أن يدخلني
إن الله تعالى يقول : « فَإِنْ
يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ » قوما والله يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويذكرون الله
كثيرا .
بيان يظهر من الخبر أن الضمير في قوله بها راجع إلى النعمة
والمراد بالكفر ترك الشكر والاستخفاف بالنعمة ويأبى عنهما ظاهر سياق الآية حيث قال
« أُولئِكَ
الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها
» الآية وقال الطبرسي فإن يكفر بها أي بالكتاب والنبوة
والحكم « هؤُلاءِ » يعني الكفار الذين جحدوا نبوة النبي صلىاللهعليهوآله في ذلك الوقت « فَقَدْ وَكَّلْنا بِها
» أي بمراعاة أمر
النبوة وتعظيمها والأخذ بهدى الأنبياء واختلف في القوم فقيل هم الأنبياء الذين جرى
ذكرهم آمنوا به صلىاللهعليهوآله قبل مبعثه وقيل
الملائكة وقيل من آمن به من أصحابه وقيل هؤلاء كفار قريش والقوم أهل المدينة انتهى
.
وقد ورد في
الأخبار أنهم العجم والموالي فاستشهاده عليهالسلام يمكن أن يكون على
سبيل التنظير وأن كفران النعمة المعنوية كما أنه سبب لزوالها فكذا كفران النعم
الظاهرة يصير سببا له أو يكون المراد بالآية أعم منهما ويحتمل أن يكون في مصحفهم عليهالسلام متصلا بآيات مناسبة لذلك.
__________________
قوله عليهالسلام قوما هو بيان لقوما
المذكور في الآية أو لهؤلاء أي مع هذه الصفات صاروا مستحقين للإبدال بسبب كفران
النعمة والأول أظهر.
٤ ـ فقه الرضا ، نروي
من كفران النعم أن يقول الرجل أكلت الطعام فضرني.
٥ ـ الطب : عن
محمد بن يحيى عن محمد بن سنان عن ابن ظبيان عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام من أراد أن لا يضره طعام
فلا يأكل حتى يجوع وتنقى المعدة فإذا أكل فليسم الله وليحسن المضغ وليمسك عن
الطعام وهو يشتهيه ويحتاج إليه .
٦ ـ المكارم ، كان
النبي صلىاللهعليهوآله كثيرا إذا جلس
يأكل ما بين يديه ويجمع ركبتيه وقدميه كما يجلس المصلي في اثنتين إلا أن الركبة
فوق الركبة والقدم على القدم ويقول صلىاللهعليهوآله أنا عبد آكل كما
يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد.
وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما أكل رسول الله صلىاللهعليهوآله متكئا منذ بعثه الله عز
وجل نبيا حتى قبضه الله تواضعا .
٧ ـ ومنه ، كان
النبي صلىاللهعليهوآله لا يأكل الحار حتى
يبرد يقول إن الله لم يطعمنا نارا إن الطعام الحار غير ذي بركة فأبردوه وكان صلىاللهعليهوآله إذا أكل سمى وأكل بثلاث
أصابع ومما يليه ولا يتناول من بين يدي غيره ويؤتى بالطعام فيشرع قبل القوم ثم
يشرعون ويأكل بأصابعه الثلاث الإبهام والتي تليها والوسطى وربما استعان بالرابعة
وكان صلىاللهعليهوآله يأكل بكفه كلها
ولم يأكل بإصبعين يقول إن الأكل بإصبعين هو أكلة الشيطان .
وروي أنه صلىاللهعليهوآله لم يأكل على خوان قط حتى
مات ولا أكل خبزا مرققا حتى مات .
وكان صلىاللهعليهوآله لا يأكل وحده مما يمكنه
وقال ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا :
__________________
بلى قال من أكل
وحده وضرب عبده ومنع رفده .
ومن طب الأئمة ، عن
أمير المؤمنين عليهالسلام قال : اذكروا الله
عز وجل عند الطعام ولا تلغوا فيه فإنه نعمة من نعم الله يجب عليكم فيها شكره وحمده
وأحسنوا صحبة النعم قبل فراقها فإنها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها.
وقال عليهالسلام إذا جلس أحدكم على الطعام
فليجلس جلسة العبد وليأكل على الأرض ولا يضع إحدى رجليه على الأخرى يتربع فإنها
جلسة يبغضها الله ويمقت صاحبها.
وعن الصادق عليهالسلام أطيلوا الجلوس على
الموائد فإنهاساعة لاتحسب من أعماركم .
توضيح خبزا مرققا
كأن المراد به الخبز الذي يتكلف فيه ويجعل رقيقا ويدخل فيه السمن واللبن وغيرهما
قال في النهاية فيه ما أكل مرققا حتى لقي الله هو الأرغفة الواسعة الرقيقة يقال
رقيق ورقاق كطويل وطوال وقال صاحب فتح الباري أما الخبز المرقق قال عياض قوله
مرققا أي ملينا محسنا كخبز الحواري وشبهه والترقيق التليين ولم يكن عندهم مناخل
وقد يكون المرقق الرقيق الموسع وأغرب ابن التين فقال هو السميد ما يصنع منه من كعك
وغيره وقال ابن الجوزي هو الخفيف وكأنه مأخوذ من الرقاق وهي الخشبة التي يرقق بها.
والرفد بالكسر
الصلة والعطية والإعانة من أعماركم لعل المعنى من أعماركم التي تحاسبون عليها فإن
الإنسان قد يموت في أثناء الأكل أو يكون مشروطا بشرائط لم تتحقق في ذلك الرجل.
٨ ـ المكارم ، عن
عمر بن قيس قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام وبين يديه خوان
وهو يأكل فقلت له ما حد هذا الخوان فقال إذا وضعته فسم الله وإذا رفعته فاحمد الله
وقم ما حول الخوان فهذا حده .
__________________
بيان
: القم الكنس وقم
الرجل أكل ما على الخوان وتقمم تتبع الكناسات ذكرها الفيروزآبادي والمراد هنا تتبع
ما سقط من الخوان.
٩ ـ دعوات
الراوندي ، قال النبي صلىاللهعليهوآله أذيبوا طعامكم
بذكر الله والصلاة ولا تناموا عليها فتقسو قلوبكم.
وقال صلىاللهعليهوآله إذا اجتمع للطعام أربع
كمل أن يكون حلالا وأن تكثر عليه الأيدي وأن يفتتح ببسم الله ويختتم بحمد الله.
وقال أمير
المؤمنين عليهالسلام ما اتخمت قط قيل
له ولم قال ما رفعت لقمة إلى فمي إلا ذكرت اسم الله عليها.
وقال الصادق عليهالسلام الاستلقاء بعد الشبع يسمن
البدن ويمرئ الطعام ويسل الداء.
وروي أن الداء
الدوي إدخال الطعام على الطعام وأكل أمير المؤمنين عليهالسلام من تمر دقل ثم شرب
عليه الماء وضرب يده على بطنه وقال من أدخل بطنه النار فأبعده الله ثم تمثل
وإنك مهما تعط
بطنك سؤله
|
|
وفرجك نالا
منتهى الذم أجمعا
|
وقال النبي صلىاللهعليهوآله الأكل في السوق دناءة.
توضيح إذابة
الطعام هضمه بعض الهضم وكسر سورته قوله عليهالسلام الاستلقاء يدل على
استحباب الاستلقاء مطلقا وإن كان على الهيئة الآتية أفضل والداء الدوي على
المبالغة من قولهم أرض دوية بالتخفيف أي ذات أدواء وقال أمير المؤمنين عليهالسلام قد أعيت أطباء هذا الداء
الدوي وفي النهاية في حديث علي عليهالسلام إلى مرعى وبي
ومشرب دوي. أي فيه داء انتهى فهو بالتشديد.
١٠ ـ الدعائم ، عن
جعفر بن محمد عليهالسلام أنه كان يأكل
بالخمس الأصابع ويقول هكذا كان يأكل رسول الله صلىاللهعليهوآله ليس كما يأكل
الجبارون.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه نهى أن يأكل أحد من
ذروة الثريد وأمر أن يأكل
كل أحد مما يليه
ورخص في الأكل من جوانب الطبق من التمر والرطب.
وعنه صلىاللهعليهوآله أنه قال : إذا أتيتم
بالخبز واللحم فابدءوا بالخبز فسدوا به الجوع ثم كلوا اللحم.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه كره القيام عن الطعام
وكان ربما دعا بعض عبيده فيقال هم يأكلون فيقول دعوهم حتى يفرغوا .
١١ ـ مجالس الصدوق
: عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن عبد الله بن الصلت عن يونس بن عبد
الرحمن عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله خمس لا أدعهن حتى
الممات الأكل على الحضيض مع العبيد الخبر .
١٢ ـ العلل ، والعيون
، عن المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن
الوليد عن العباس بن هلال عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله .
بيان على الحضيض أي على الأرض من غير خوان ويحتمل أن يكون أكابر
العرب يرفعون موائدهم ليسهل عليهم الأكل قال في النهاية فيه أنه جاءته هدية فلم
يجد لها موضعا يضعها عليه فقال ضعه بالحضيض فإنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد
الحضيض قرار الأرض وأسفل الجبل.
١٣ ـ الخصال ، عن
محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن
سنان عن إبراهيم الكرخي عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام قال قال الحسن بن علي عليهالسلام في المائدة اثنتا عشرة
خصلة يجب على كل مسلم أن يعرفها أربع منها فرض وأربع منها سنة وأربع منها تأديب
فأما الفرض فالمعرفة والرضا والتسمية والشكر وأما السنة فالوضوء قبل
__________________
الطعام والجلوس
على الجانب الأيسر والأكل بثلاث أصابع ولعق الأصابع وأما التأديب فالأكل مما يليك
وتصغير اللقمة والمضغ الشديد وقلة النظر في وجوه الناس .
الإقبال ، والمكارم
، ورسالة الآداب الدينية ، للفضل بن الحسن الطبرسي بإسنادهم إلى الحسن عليهالسلام مثله .
بيان الظاهر أن المراد بالمعرفة معرفة أنه من حلال كما في الخبر
الآتي ويحتمل معرفة المنعم وأن هذه نعمة من الله أو الإيمان لأن نعم الدنيا على
غير المؤمن حرام كما دلت عليه أخبار كثيرة والرضا أي بما قسم الله له من الرزق
والشكر في أثناء الأكل وبعده والوضوء غسل اليدين كما مر والجلوس على جانب الأيسر
كما في حال التشهد ليكون كجلسة العبد أو بنصب الرجل اليمنى كما يستفاد من بعض
الأخبار والأكل بثلاث أصابع كأنه أقل مراتب الفضل بأن لا يكون بإصبعين لما مر
فالزائد أيضا مستحب أو أفضل ويدل عليه ما رواه الكليني رحمهالله بإسناده عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه كان يجلس جلسة
العبد ويضع يده على الأرض ويأكل بثلاث أصابع وأن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يأكل هكذا ليس كما
يفعل الجبارون أحدهم يأكل بإصبعيه وعن علي بن محمد رفعه قال : كان أمير المؤمنين عليهالسلام يستاك عرضا ويأكل هرتا وقال
الهرت أن يأكل بأصابعه جميعا ويحتمل أن يكون الأكل بالثلاث سنة والأقل مكروها
والأكثر مستحبا لا يبلغ حد السنة ويكون اختيار أمير المؤمنين عليهالسلام ذلك لبيان الجواز والأول
أظهر.
قال في الدروس
يستحب الأكل بجميع الأصابع وروي أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يأكل بثلاث
أصابع ويكره الأكل بإصبعين ويستحب مص الأصابع والأكل مما يليه وأن لا يتناول من
قدام غيره شيئا انتهى والعامة اقتصروا على الثلاث وجوزوا
__________________
ضم الرابعة
والخامسة لعذر بأن يكون طعاما لا يمكن أكله بثلاث ثم الظاهر أن المراد بالفريضة ما
هو أعم من الواجب والسنة الأكيدة وبالسنة المستحب الذي واظب عليه الرسول صلىاللهعليهوآله وبالتأديب المستحب الذي
ليس بتلك المنزلة ويحتمل أن يكون أمرا إرشاديا للفوائد الدنيوية كالأمر بأكل بعض
الأغذية والأدوية لبعض المنافع والأول أظهر وعلى التقادير المراد بالوجوب ما هو
أعم من المصطلح.
١٤ ـ الخصال ، في
وصايا النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام يا علي اثنتا عشرة خصلة
ينبغي للرجل المسلم أن يتعلمها في المائدة أربع منها فريضة وأربع منها سنة وأربع
منها أدب فأما الفريضة فالمعرفة بما يأكل والتسمية والشكر والرضا وأما السنة
فالجلوس على الرجل اليسرى والأكل بثلاث أصابع وأن يأكل ما يليه ومص الأصابع وأما
الأدب فتصغير اللقمة والمضغ الشديد وقلة النظر في وجوه الناس وغسل اليدين .
١٥ ـ ومنه ، عن
علي بن أحمد بن موسى عن أحمد بن يحيى بن زكريا القطان عن بكر بن عبد الله بن حبيب
عن عثمان بن عبيد عن هدبة بن خالد القيسي عن مبارك بن فضالة عن الأصبغ بن نباتة
قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام للحسن ابنه عليهالسلام يا بني ألا أعلمك أربع
خصال تستغني بها عن الطب فقال بلى يا أمير المؤمنين قال لا تجلس على الطعام إلا
وأنت جائع ولا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه وجود المضغ وإذا نمت فأعرض نفسك على
الخلاء فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب .
١٦ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله إذا أكلتم الثريد
فكلوا من جوانبه فإن الذروة فيها البركة .
١٧ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن والده عن محمد بن علي بن حشيش عن إبراهيم
__________________
ابن أحمد الدينوري
عن عبد الله بن حمدان عن أبي سعيد الأشج عن عقبة بن خالد عن موسى بن محمد بن
إبراهيم التميمي عن أبيه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم
فإنه أروح لأقدامكم .
الفردوس ، عنه صلىاللهعليهوآله مثله وزاد في آخره وإنها
سنة جميلة
١٨ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن والده عن جماعة عن أبي المفضل عن علي بن محمد بن الحسن النخعي عن جده
سليم بن إبراهيم بن عبيد عن نصر بن مزاحم المنقري عن إبراهيم بن الزبرقان عن عمرو
بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عليهالسلام في قوله تعالى « وَلَقَدْ كَرَّمْنا
بَنِي آدَمَ » يقول فضلنا بني آدم على سائر الخلق « وَحَمَلْناهُمْ فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ » يقول على الرطب واليابس « وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ » يقول من طيبات الثمار كلها « وَفَضَّلْناهُمْ » يقول ليس من دابة ولا طائر إلا هي تأكل وتشرب بفيها لا
ترفع بيدها إلى فيها طعاما ولا شرابا غير ابن آدم فإنه يرفع إلى فيه بيده طعامه
فهذا من التفضيل .
بيان كأن مراده بالرطب واليابس الحيوان والسفينة وقد مر تفسير
الآية.
١٩ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن والده عن جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن الحسن بن هارون عن يحيى بن
السري الضرير عن محمد بن حازم أبي معاوية الضرير قال : دخلت على هارون الرشيد قيل
لي وكانت بين يديه المائدة فسألني عن تفسير هذه الآية « وَلَقَدْ كَرَّمْنا
بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ
الطَّيِّباتِ » الآية فقلت يا أمير المؤمنين قد تأولها جدك عبد الله بن
العباس أخبرني الحجاج بن إبراهيم الخوزي عن ميمون بن مهران عن ابن عباس في هذه
الآية « وَلَقَدْ
كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ
مِنَ الطَّيِّباتِ » قال كل دابة تأكل بفيها إلا ابن آدم فإنه يأكل بالأصابع
قال أبو معاوية فبلغني أنه رمى بملعقة كانت بيده من فضة وتناول من الطعام بإصبعه .
__________________
٢٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عن جماعة عن أبي المفضل عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي عن يحيى بن
عبد الحميد الحماني عن حجاج بن تميم بن ميمون بن مهران عن ابن عباس في قوله عز وجل
« وَلَقَدْ
كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ » إلى قوله « تَفْضِيلاً » قال ليس من دابة إلا وهي تأكل بفيها إلا ابن آدم فإنه يأكل
بيده .
٢١ ـ الخصال ، في
الأربعمائة قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام إذا جلس أحدكم على
الطعام فليجلس جلسة العبد ولا يضعن أحدكم إحدى رجليه على الأخرى ويربع فإنها جلسة
يبغضها الله ويمقت صاحبها .
وقال عليهالسلام ليجلس أحدكم على طعامه
جلسة العبد وليأكل على الأرض .
٢٢ ـ المحاسن ، عن
القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
بيان جلسة العبد الجثو على الركبتين وقال بعض علماء العامة بعد
بيان كراهة الاتكاء فالمستحب في صفة الجلوس للأكل أن يكون جاثيا على ركبتيه وظهور
قدميه أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى انتهى قوله عليهالسلام وليأكل على الأرض أي حال
كونه جالسا على الأرض من غير بساط ووسادة أو حال كون الطعام على الأرض من غير خوان
أو هما معا.
٢٣ ـ ومنه ، عن
محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي إسماعيل السراج عن خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي قال
حدثني أبو لبيد البحراني عن أبي جعفر عليهالسلام أنه أتاه رجل بمكة
فقال له يا محمد بن علي أنت الذي تزعم أنه ليس شيء إلا وله حد فقال أبو جعفر نعم
أنا أقول ليس شيء مما خلق الله صغيرا وكبيرا إلا وقد جعل الله له حدا إذا جوز به
ذلك الحد فقد تعدي حد الله فيه فقال فما حد مائدتك هذه قال تذكر اسم الله حين توضع
وتحمد الله حين ترفع وتقم ما تحتها قال :
__________________
فما حد كوزك هذا
قال لا تشرب من موضع أذنه ولا من موضع كسره فإنه مقعد الشيطان وإذا وضعته على فيك
فاذكر اسم الله وإذا رفعته عن فيك فاحمد الله وتنفس فيه ثلاثة أنفاس فإن النفس
الواحد يكره .
٢٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله الطعام إذا جمع
أربعا فقد تم إذا كان من حلال وكثرت الأيدي عليه وبسم الله في أوله والحمد لله في
آخره ورواه النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله .
٢٥ ـ ومنه ، عن
الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه سأله عمرو بن عبيد
وواصل وبشير الرحال عن حد الطعام فقال يأكل الإنسان مما بين يديه ولا يتناول من
قدام الآخر شيئا .
٢٦ ـ ومنه ، عن
جعفر عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله إذا أكل أحدكم
فليأكل مما يليه .
٢٧ ـ ومنه ، عن
ابن فضال عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليهالسلام قال : كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله إذا أكل مع قوم طعاما
كان أول من يضع يده وآخر من يرفعها ليأكل القوم .
٢٨ ـ ومنه ، عن
يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي سلمة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن أبي أتاه عبد
الله بن علي بن الحسين يستأذن لعمرو بن عبيد وواصل مولى هبيرة وبشير الرحال فأذن
لهم فدخلوا عليه فجلسوا فقالوا يا با جعفر إن لكل شيء حدا ينتهي إليه فقال أبو جعفر
عليهالسلام نعم إن لكل شيء
حدا ينتهي إليه ما من شيء إلا وله حد قال فأتي بالخوان فوضع فقالوا فيما بينهم قد
والله استمكنا من أبي جعفر فقالوا يا با جعفر هذا الخوان من الشيء قال :
__________________
نعم قالوا فما حده
قال حده إذا وضع الرجل يده قال بسم الله وإذا رفعها قال الحمد لله ويأكل كل إنسان
من بين يديه ولا يتناول من قدام الآخر قال ودعا أبو جعفر عليهالسلام بماء يشربون فقالوا يا با
جعفر هذا الكوز من الشيء قال نعم قالوا فما حده قال أن يشرب من شفته الوسطى ويذكر
اسم الله عليه ولا يشرب من أذن الكوز فإنه مشرب الشيطان ويقول الحمد لله الذي
سقاني عذبا فراتا ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبي .
٢٩ ـ ومنه ، عن النوفلي
بإسناده قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله اخلعوا نعالكم عند
الطعام فإنه سنة جميلة وأروح للقدمين .
٣٠ ـ ومنه ، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عمن ذكره قال : رأيت أبا الحسن الرضا عليهالسلام إذا تغدى استلقى على قفاه
وألقى رجله اليمنى على اليسرى .
بيان
: قال في الدروس
يستحب الاستلقاء بعد الطعام على قفاه ووضع رجله اليمنى على اليسرى وما رواه العامة
بخلاف ذلك من الخلاف.
٣١ ـ المحاسن ، عن
علي بن الحكم عن أبي المغراء عن ابن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكل أكل العبد ويجلس
جلوس العبد ويعلم أنه عبد .
بيان ويعلم أنه عبد أي يعمل بمقتضى العبودية وهذه مرتبة عظيمة
من مراتب الكمال ولذا وصف الله تعالى خلص أنبيائه وأصفيائه بالعبودية كما قال
سبحانه « سُبْحانَ
الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ عَبْداً مِنْ عِبادِنا » وأمثاله كثيرة.
٣٢ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن البزنطي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان رسول
الله يأكل أكل العبد ويجلس جلسة العبد وكان يأكل على الحضيض وينام على الحضيض .
بيان قد عرفت أن الأكل على الحضيض الأكل على الأرض بلا خوان أو
__________________
بلا بساط تحته
أيضا والنوم على الحضيض النوم على الأرض بلا فرش بل بلا بساط أيضا.
٣٣ ـ المحاسن ، عن
صفوان عن ابن مسكان عن الحسن الصيقل قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول مرت امرأة بذية
برسول الله وهو يأكل وهو جالس على الحضيض فقالت يا محمد والله إنك لتأكل أكل العبد
وتجلس جلوسه فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله ويحك أي عبد أعبد
مني قالت فناولني لقمة من طعامك فناولها فقالت لا والله إلا التي في فمك فأخرج
رسول الله صلىاللهعليهوآله اللقمة من فمه
فناولها فأكلتها قال أبو عبد الله عليهالسلام فما أصابها داء
حتى فارقت الدنيا روحها .
٣٤ ـ كتاب الزهد ،
للحسين بن سعيد عن ابن سنان عن ابن مسكان مثله.
بيان البذاء بالمد الفحش في القول وفلان بذي اللسان ذكره في
النهاية وقد يستدل بهذا الحديث على جواز أكل ما خرج من فم الغير ويشكل بأن احتمال
الاختصاص هنا قوي وقد كانوا يستعجلون أكل دمه وبوله صلىاللهعليهوآله تبركا مع أنه لا
شائبة من الخباثة هاهنا وهي العمدة في حكمهم بالتحريم.
٣٥ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا رفعه إلى الحسن بن علي عليهالسلام قال : اثنتا عشرة
خصلة ينبغي للرجل أن يتعلمها على الطعام أربعة منها فريضة وأربعة منها سنة وأربعة
منها أدب فأما الفريضة فالمعرفة والتسمية والشكر والرضا وأما السنة فالجلوس على
الرجل اليسرى والأكل بثلاث أصابع وأن يأكل مما يليه ومص الأصابع وأما الأدب فغسل
اليدين وتصغير اللقمة والمضغ الشديد وقلة النظر في وجوه القوم .
بيان الجلوس على الرجل اليسرى يحتمل ثلاثة أوجه الأول كهيئة
التشهد والثاني نصب الرجل اليمنى وبسط اليسرى كما فهمه بعض العامة الثالث بسط
اليسرى وجعل الركبة والفخذ اليسريين على اليمنى كما اختاره بعضهم أيضا في الصلاة
__________________
والأكل والأول
أظهر ويحتمل الثاني كما عرفت.
٣٦ ـ المكارم ، من
كتاب البصائر عن محمد بن جعفر العاصمي عن أبيه عن جده قال : حججت ومعي جماعة من
أصحابنا فأتيت المدينة فقصدنا مكانا ننزله فاستقبلنا غلام لأبي الحسن موسى بن جعفر
عليهالسلام على حمار له أخضر
يتبعه الطعام فنزلنا بين النخل وجاء هو فنزل فأتي بالطشت والماء فبدأ وغسل يديه
وأدير الطشت عن يمينه حتى بلغ آخرنا ثم أعيد من يساره حتى أتي على آخرنا ثم قدم
الطعام فبدأ بالملح ثم قال كلوا « بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » ثم ثنى بالخل ثم أتي بكتف مشوي فقال كلوا « بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب النبي صلىاللهعليهوآله ثم أتي بالخل
والزيت فقال كلوا « بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب فاطمة عليهالسلام ثم أتي بالسكباج
فقال كلوا « بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين عليهالسلام ثم أتي بلحم مقلو فيه
باذنجان فقال كلوا « بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب الحسن بن علي عليهالسلام ثم أتي بلبن حامض قد ثرد
فيه فقال كلوا « بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب الحسين بن علي عليهالسلام ثم أتي بأضلاع باردة فقال
كلوا « بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب علي بن الحسين عليهالسلام ثم أتي بجبن مبرز فقال
كلوا « بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب محمد بن علي عليهالسلام ثم أتي بتور فيه بيض
كالعجة فقال كلوا « بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام كان يعجب أبي جعفر [ جعفرا ] عليهالسلام ثم أتي بحلواء فقال كلوا
« بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » فإن هذا طعام يعجبني ورفعت المائدة فذهب أحدنا ليلقط ما
كان تحتها فقال مه إنما ذلك في المنازل تحت السقوف فأما في مثل هذا الموضع فهو
لعافية الطير والبهائم ثم أتي بالخلال فقال من حق الخلال أن تدير لسانك في فمك فما
أجابك ابتلعته وما امتنع تحركه بالخلال ثم تخرجه فتلفظه وأتي بالطست والماء فابتدأ
بأول من على يساره حتى انتهى إليه فغسل ثم غسل من على يمينه حتى أتى على آخرهم ثم
قال يا عاصم كيف أنتم في التواصل والتبار فقال على أفضل ما كان عليه أحد فقال أيأتي
أحدكم
عن الضيقة منزل
أخيه فلا يجده فيأمر بإخراج كيسه فيخرج فيفض ختمه فيأخذ من ذلك حاجته فلا ينكر
عليه قال لا قال لستم على ما أحب عليه من التواصل.
والضيقة الفقر .
بيان وجاء هو أي موسى عليهالسلام بجبن مبرز بكسر
الراء المشددة ثم الزاي أي فائق في النفاسة واللذة من قولهم برز تبريزا أي فائق
أصحابه فضلا وشجاعة وفي بعض النسخ بتقديم الزاي على الراء فهو بفتح الزاي المشددة
أي جعل فيه الأبازير وفي بعض النسخ بجنب أي بجنب الشاة فهو على الأول يحتمل الكسر
والفتح أي نفيس أو سمين وعلى الثاني بالمعنى السابق أيضا والتور إناء من صفر أو
حجارة كالإجانة.
وفي القاموس العجة
بالضم طعام من البيض مولد وفي بحر الجواهر خاگينه وفي النهاية فيه ما أكلت العافية
منها فهو له صدقة العافية والعافي كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو طائر وجمعها
العوافي وقد تقع العافية على الجماعة انتهى.
قوله بأول من على
يساره أي الغاسل حين دخول البيت أو عند الاستقبال إليهم فهو بمنزلة يمين الباب أو
يسار الإمام عليهالسلام لكن الأولية
بالنسبة إلى داخل المجلس ومآلهما واحد ويئول إلى أحد الوجهين المتقدمين في باب
الغسل على ما أحب عليه كان عليه زيد من النساخ أو المعنى على ما أحبكم وقوله
والضيقة كلام الطبرسي رحمهالله.
٣٧ ـ المكارم ، قال
أمير المؤمنين عليهالسلام من أكل الطعام على
النقاء وأجاد الطعام تمضغا وترك الطعام وهو يشتهيه ولم يحبس الغائط إذا أتاه لم
يمرض إلا مرض الموت .
من مجموع في
الآداب لمولاي أبي طول الله عمره روى عن المفضل بن يونس قال : إني في منزلي يوما
فدخل علي الخادم فقال إن في الباب رجلا يكنى بأبي الحسن يسمى موسى بن جعفر فقلت يا
غلام إن كان الذي أتوهم فأنت حر لوجه
__________________
الله قال فبادرت
إليه فإذا أنا به عليهالسلام فقلت انزل يا سيدي
فنزل ودخل المجلس فذهبت لأرفعه في صدر البيت فقال لي يا فضل صاحب المنزل أحق بصدر
البيت إلا أن يكون في القوم رجل من بني هاشم فقلت فأنت إذا جعلت فداك ثم قلت جعلني
الله فداك إنه قد حضر طعام لأصحابنا فإن رأيت فقال يا فضل إن الناس يقولون إن هذا
طعام الفجأة وهم يكرهونه أما إني لا أرى به بأسا فأمرت الغلام فأتى بالطست فدنا
منه فقال الحمد لله الذي جعل لكل شيء حدا فقلت جعلت فداك فما حد هذا فقال أن يبدأ
رب البيت لكي ينشط الأضياف فإذا وضع الطست سمى وإذا رفع حمد الله ثم أتى بالمائدة
فقلت ما حد هذا قال أن تسمي إذا وضع وتحمد الله إذا رفع ثم أتى بالخلال فقلت فما
حد هذا قال أن تكسر رأسه لأن لا يدمي اللثة فأتى بالإناء فقلت فما حده قال أن لا
تشرب من موضع العروة ولا من موضع كسر إن كان به فإنه مجلس الشيطان فإذا شربت سميت
وإذا فرغت حمدت الله وليكن صاحب البيت يا فضل إذا فرغ من الطعام ووضأ القوم آخر من
يتوضأ ثم قال إن أمير المؤمنين أمرك لبني فلان بعشرة آلاف درهم فأنا أحب أن تنفذ
إليهم فقلت جعلت فداك إن خرج عني لم يعد إلي درهم أبدا فقال أنفذ إليهم فلا يصل إليهم أو
يعود إليك إن شاء الله قال فلا والله إن وصل إليهم حتى عاد إلي العشرة آلاف .
بيان
: فأنت إذا أي فأنت
هو وكان تعميم بني هاشم هنا للتقية لأصحابنا أي هيأته لهم فإن رأيت أي أن تأكل منه
فكل ويقال نشط كسمع أي طابت نفسه للعمل وغيره سمى أي رب البيت أو حامل الطست وكذا
قوله حمد الله يحتمل الوجهين ويمكن قراءة الفعلين على المجهول وقوله تسمي وتحمد
يؤيدان كون المراد رب البيت في الموضعين واللثة بالكسر والتخفيف لحم الأسنان وقوله
آخر من يتوضأ خبر وليكن.
__________________
ثم قال أي الإمام عليهالسلام إن أمير المؤمنين أي
الخليفة الفاسق أن تنفذ إليهم أي ترسل لم يعد إلي أي منهم إن كان قرضا أو من
الخليفة إن كان عطية أو يعود أي إلى أن يعود وإن في قوله إن وصل نافية حتى عاد إلي
أي من جهة الخليفة.
٣٨ ـ المكارم ، قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله الأكل في السوق
دناءة وسأل رجل رسول الله فقال يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال لعلكم تفترقون
عن طعامكم فاجتمعوا عليه واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم.
وعن ابن عمر قال
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا وضعت المائدة
بين يدي الرجل فليأكل مما يليه ولا يتناول مما بين يدي جليسه ولا يأكل من ذروة
القصعة فإن من أعلاها تأتي البركة ولا يرفع يده وإن شبع فإنه إذا فعل ذلك خجل
جليسه وعسى أن يكون له في الطعام حاجة.
وعن أنس قال : ما
أكل رسول الله صلىاللهعليهوآله على خوان ولا في
سكرجة ولا من خبز مرقق فقيل لأنس على ما إذا كانوا يأكلون قال على السفرة .
بيان قال في النهاية لا آكل في سكرجة هي بضم السين والكاف
والراء والتشديد إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم وهي فارسية وأكثر ما
يوضع فيه الكواميخ ونحوها وقال السفرة طعام يتخذه المسافر وأكثر ما يحمل في جلد
مستدير فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به انتهى وكأن الخوان كان أكبر أو معمولا
من خشب كما عندنا أو سعف فكان الأكابر والأشراف يأكلون عليه ولذا كان صلىاللهعليهوآله يكتفي بالسفرة تواضعا
وتشبها بالفقراء.
٣٩ ـ حياة الحيوان
، ذكر بعض العلماء أن من أكل كثيرا وخاف على نفسه من التخمة فليمسح يده على بطنه
وليقل الليلة ليلة عيدي ورضي الله عن سيدي أبي عبد الله القرشي يفعل ذلك ثلاثا
فإنه لا يضره الأكل وهو عجيب مجرب.
٤٠ ـ بشارة
المصطفى ، بإسناده عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين عليهالسلام في وصية
__________________
له قال يا كميل
إذا أكلت فطول أكلك يستوف من معك وترزق منه غيرك يا كميل إذا استويت على طعامك
فاحمد الله على ما رزقك وارفع بذلك صوتك ليحمد سواك فيعظم بذلك أجرك يا كميل لا
توقر معدتك طعاما ودع فيها للماء موضعا وللريح مجالا .
٤١ ـ تحف العقول ،
قال أمير المؤمنين عليهالسلام يا كميل إذا أكلت
الطعام فسم باسم الذي لا يضر مع اسمه داء وفيه شفاء من كل الأسواء يا كميل وآكل
بالطعام ولا تبخل عليه فإنك لن ترزق الناس شيئا والله يجزل لك من الثواب بذلك
وأحسن عليه خلقك وأبسط جليسك ولا تنهر خادمك يا كميل إذا أكلت فطول أكلك ليستوفي
من معك ويرزق منه غيرك يا كميل إذا استوفيت طعامك فاحمد الله على ما رزقك وارفع
بذلك صوتك يحمده سواك فيعظم بذلك أجرك يا كميل لا توقرن معدتك طعاما ودع فيها
للماء موضعا وللريح مجالا ولا ترفع يدك من الطعام إلا وأنت تشتهيه فإن فعلت ذلك
فأنت تستمرئه فإن صحة الجسم من قلة الطعام وقلة الماء .
٤٢ ـ العيون ، عن
المظفر بن جعفر العلوي عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه عن علي بن الحسن
بن فضال عن محمد بن الوليد عن العباس بن هلال عن الرضا عن آبائه عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : خمس لا أدعهن حتى
الممات الأكل على الحضيض مع العبيد وركوبي الحمار مؤكفا وحلبي العنز بيدي ولبسي
الصوف والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي .
٤٣ ـ المحاسن ، عن
عثمان بن عيسى عن أبي أيوب عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شيئان
يؤكلان باليدين جميعا العنب والرمان .
٤٤ ـ الكافي ، عن
العدة عن سهل عن أحمد بن هارون عن موفق المديني عن أبيه عن جده قال : بعث إلي
الماضي يوما وحبسني للغداء فلما جاءوا بالمائدة لم
__________________
يكن عليها بقل
فأمسك يده ثم قال للغلام أما علمت أني لا آكل على مائدة ليس فيها خضرة فأتني
بالخضرة قال فذهب الغلام فجاء بالبقل فألقاه على المائدة فمد يده فأكل .
١٨
باب آخر
(في المنع عن نهك العظام وقطع الخبز واللحم بالسكين)
١ ـ الكافي ، عن
العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبيه قال : صنع
لنا أبو حمزة طعاما فلما حضرنا رأى رجلا ينهك عظما فصاح به وقال لا تفعل فإني سمعت
علي بن الحسين عليهالسلام يقول لا تنهكوا
العظام فإن فيها للجن نصيبا فإن فعلتم ذهب من البيت ما هو خير من ذلك .
المحاسن ، عن محمد
بن علي عن محمد بن الهيثم مثله .
بيان يقال نهك من العظام بالغ في أكله وقال الوالد قدسسره ينهك عظما أي
يخرج مخه أو يستأصل لحمه أو الأعم والظاهر أن الجن يشمون العظم فإذا استقصي لا
يبقى شيء لاستشمامهم فيسرقون من البيت.
٢ ـ الكافي ، بإسناده
عن الفضل بن يونس قال : تغدى أبو الحسن عليهالسلام عندي فجيء بقصعة
وتحتها خبز فقال أكرموا الخبز أن يكون تحتها وقال لي مر الغلام أن يخرج الرغيف من
تحت القصعة .
٣ ـ ومنه ، بإسناده
رفعه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله أكرموا الخبز قيل
يا رسول الله وما إكرامه قال إذا وضع لا ينتظر به غيره .
٤ ـ ومنه ، بسند
صحيح عن الرضا عليهالسلام قال : لا تقطعوا
الخبز بالسكين ولكن اكسروه باليد وخالفوا العجم .
__________________
أقول
: وقد مر تجويز ذلك
عند فقد الإدام ومطلقا وقد مر النهي عن شم الخبز.
٥ ـ المحاسن ، عن
ابن أبي عمير عن سجادة عن محمد بن عمرو بن الوليد التميمي البصري عن محمد بن
الفرات الأزدي عن زيد بن علي عن آبائه عليهمالسلام قال : نهى رسول
الله أن يقطع اللحم على المائدة بالسكين .
٦ ـ دعوات
الراوندي ، قال النبي صلىاللهعليهوآله لا تقطعوا اللحم
بالسكين على المائدة فإنه من فعل الأعاجم وانهشه فإنه أهنأ وأمرأ.
بيان
: النهش الأخذ
بأطراف الأسنان.
٧ ـ المحاسن ، عن
ابن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن
العظم أنهكه قال نعم .
بيان
: يمكن حمله على نهك
لا يصل إلى حد الاستئصال مع أن التجويز لا ينافي الكراهة.
١٩
باب آخر
(في حضور الطعام وقت الصلاة)
١ ـ المحاسن ، عن
عثمان بن عيسى عن سماعة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الصلاة تحضر
وقت وضع الطعام قال إن كان في أول الوقت فليبدأ بالطعام وإن كان قد مضى من الوقت
شيء يخاف تأخيره فليبدأ بالصلاة .
بيان
: قال في الدروس
وإذا حضر الطعام والصلاة فالأفضل أن يبدأ بها مع سعة وقتها إلا أن ينتظر غيره ويجب
مع ضيقه مطلقا انتهى ونحوه قال الشيخ في النهاية وغيره وقال في السرائر إذا حضر
الطعام والصلاة فالبداءة بالصلاة أفضل إذا كانوا في أول الوقت فإن كان في آخر
الوقت فذلك هو الواجب لا الأفضل فإن كان هناك قوم ينتظرونه للإفطار معه وكان أول
الوقت وهم وهو صائم فالبداءة
__________________
بالطعام أفضل
لموافقتهم وإن كان قد تضيق الوقت فلا يجوز إلا الابتداء بالصلاة انتهى.
وقال صاحب الجامع
إذا حضر الطعام والصلاة ولم يغلبه الجوع بدأ بالصلاة وإن غلبه أو حصره من ينتظره
بدأ بالطعام في أول وقتها وبها إذا ضاق.
٢ ـ الإقبال ، روينا
بإسنادنا إلى علي بن فضال من كتاب الصوم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يستحب للصائم إن
قوي على ذلك أن يصلي قبل أن يفطر .
أقول
: سيأتي الأخبار في
ذلك في كتاب الصوم إن شاء الله.
٢٠
باب
(أكل الكسرة والفتات وما يسقط من الخوان)
١ ـ المحاسن ، عن
صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن داود بن كثير قال : تعشيت مع أبي عبد الله عليهالسلام عتمة فلما فرغ من عشائه
حمد الله ثم قال هذا عشائي وعشاء آبائي فلما رفع الخوان تقمم ما سقط عنه ثم ألقاه
إلى فيه .
٢ ـ ومنه ، عن ابن
فضال عن أبي المغراء عن أبي أسامة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إني أجد
الشيء اليسير يقع من الخوان فأعيده فيضحك الخادم .
٣ ـ ومنه ، عن بعض
أصحابنا عن الأصم عن عبد الله الأرجاني قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام وهو يأكل فرأيته يتتبع
مثل السمسمة من الطعام ما يسقط من الخوان فقلت جعلت فداك تتبع مثل هذا قال يا عبد
الله هذا رزقك فلا تدعه لغيرك أما إن فيه شفاء من كل داء قال ورواه ابن يزيد عن
ابن فضال عن عبد الله الأرجاني .
٤ ـ ومنه ، عن
النوفلي بإسناده قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من تتبع ما يقع من
مائدته فأكله ذهب عنه الفقر وعن ولده وولد ولده إلى السابع .
__________________
٥ ـ ومنه ، عن
القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام كلوا ما يسقط من الخوان
فإن فيه شفاء من كل داء بإذن الله لمن أراد أن يستشفي به قال ورواه بعض أصحابنا عن
الأصم عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام .
٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن عبيد الله بن صالح الخثعمي قال
: شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام وجع الخاصرة فقال
عليك بما يسقط من الخوان فكله ففعلت ذلك فذهب عني قال إبراهيم قد كنت أجد في
الجانب الأيمن والأيسر فأخذت ذلك فانتفعت به .
٧ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن إبراهيم بن مهزم عن ابن الحر قال : شكا رجل إلى أبي عبد الله عليهالسلام ما يلقى من وجع الخاصرة
فقال ما يمنعك من أكل ما يقع من الخوان .
٨ ـ ومنه ، عن
منصور بن العباس عن الحسن بن معاوية بن وهب عن أبيه قال : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام فلما رفع الخوان تلقط ما
وقع فأكله ثم قال إنه ينفي الفقر ويكثر الولد .
٩ ـ ومنه ، عن
أبيه عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن الرضا عليهالسلام يقول من أكل في
منزله طعاما فسقط منه شيء فليتناوله ومن أكل في الصحراء أو خارجا فليتركه للطير
والسبع .
بيان
: أو خارجا تعميم
بعد التخصيص أي خارجا من البيوت وتحت السقوف صحراء كان أو بستانا أو غيرهما.
١٠ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن يونس عن عمرو بن جميع عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله من وجد كسرة
فأكلها كانت له سبعمائة حسنة ومن وجدها في قذر فغسلها ثم رفعها كانت له سبعون حسنة
.
بيان
: كأن زيادة ثواب
الأولى على الثانية بأن الثانية لم تشتمل على الأكل
__________________
وإنما هي غسلها
ورفعها فقط فلو أكلها كان ثوابه أكثر من الأولى وفي الكافي في الأول كانت له
حسنة فلا يحتاج إلى تكلف ويمكن حمل الثاني حينئذ على الأكل أيضا قال في الدروس قال
أمير المؤمنين عليهالسلام كلوا ما يسقط من
الخوان بالكسر فإنه شفاء من كل داء. وروي أنه ينفي الفقر ويكثر الولد ويذهب بذات
الجنب ومن وجد كسرة فأكلها فله حسنة وإن غسلها من قذر وأكلها فله سبعون حسنة. وقال
يستحب تتبع ما يقع من الخوان في البيت وتركه في الصحراء ولو فخذ شاة.
١١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : في التمرة
والكسرة تكون في الأرض مطروحة فيأخذها إنسان فيمسحها ويأكلها لا تستقر في جوفه حتى
تجب له الجنة .
١٢ ـ ومنه ، عن
موسى بن القاسم عن محمد بن سعيد بن غزوان عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من وجد كسرة أو تمرة
ملقاة فأكلها لم تقر في جوفه حتى يغفر الله له .
ومنه عن النوفلي
عن السكوني مثله .
١٣ ـ ومنه ، عن
أبيه عن يونس عن عمرو بن جميع عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : دخل رسول
الله صلىاللهعليهوآله على عائشة فرأى
كسرة كاد أن تطأها فأخذها وأكلها وقال يا حميراء أكرمي جوار نعمة الله عليك فإنها
لم تنفر عن قوم فكادت تعود إليهم .
بيان
: الحميراء لقب
عائشة.
١٤ ـ المكارم ، عن
محمد بن الوليد قال : أكلت بين يدي أبي جعفر الثاني عليهالسلام حتى إذا فرغت ورفع
الخوان ذهب الغلام يرفع ما وقع من فتات الطعام فقال له ما كان في الصحراء فدعه ولو
فخذ شاة وما في البيت فتتبعه والقطه .
__________________
١٤ ـ ورأى النبي صلىاللهعليهوآله أبا أيوب الأنصاري يلتقط
نثارة المائدة فقال صلىاللهعليهوآله بورك لك وبورك
عليك وبورك فيك فقال أبو أيوب يا رسول الله وغيري قال نعم من أكل ما أكلت فله ما
قلت لك وقال من فعل هذا وقاه الله الجنون والجذام والبرص والماء الأصفر والحمق .
دعوات الراوندي ، عن
أبي أيوب مثله.
بيان الفتات بالضم ما تفتت والنثارة بالضم ما تناثر من الشيء
بورك لك أي في عمرك وعليك أي فيما أنعم به عليك وفيك أي في علمك وكمالاتك أو كل
منها يعم الجميع والتكرار للتأكيد قال الفيروزآبادي البركة محركة النماء والزيادة
والسعادة وبارك الله لك وفيك وعليك وباركك وقال الصفار كغراب الماء الأصفر يجتمع
في البطن وقال في بحر الجواهر صفراء يدفع بالإدرار.
١٥ ـ دعوات
الراوندي ، قال وقال صلىاللهعليهوآله من وجد لقمة ملقاة
فمسح منها ما مسح وغسل منها ما غسل ثم أكلها لم تستقر في جوفه حتى يعتقه الله من
النار.
١٤ ـ وقال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام كل ما وقع تحت مائدتك
فإنه ينفي عنك الفقر وهو مهور الحور العين ومن أكله حشي قلبه علما وحلما وإيمانا
ونورا.
١٦ ـ الدعائم ، عن
علي عليهالسلام أنه قال : من وجد
كسرة خبز ملقاة على الطريق فأخذها فمسحها ثم جعلها في كوة كتب الله له حسنة
والحسنة بعشر أمثالها فإن أكلها كتب الله له حسنتين مضاعفتين.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : كان أبي عليهالسلام إذا رأى شيئا من الطعام
في منزله قد رمي به نقص من قوتهم مثله وكان يقول في قول الله عزوجل « وَضَرَبَ اللهُ
مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ
كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ
وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ » قال هم أهل قرية كان الله عز وجل قد أوسع عليهم في معايشهم
فاستخشنوا الاستنجاء بالحجارة واستعملوا
__________________
من الخبز مثل
الأفهار فكانوا يستنجون به فبعث الله عليهم دواب أصغر من الجراد فلم تدع لهم شيئا
خلقه الله من شجر ولا نبات إلا أكلته فبلغ بهم الجهد إلى أن رجعوا إلى الذي كانوا
يستنجون به من الخبز فيأكلونه.
وعن علي بن الحسين
أنه دخل إلى المخرج فوجد فيه تمرة فناولها غلامه وقال له أمسكها حتى أخرج إليك
فأخذها الغلام فأكلها فلما توضأ عليهالسلام وخرج قال للغلام
أين التمرة قال أكلتها جعلت فداك قال اذهب فأنت حر لوجه الله فقيل له وما في أكله
التمرة ما يوجب عتقه قال إنه لما أكلها وجبت له الجنة فكرهت أن أستملك رجلا من أهل
الجنة.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه نظر إلى فاكهة قد
رميت من داره لم يستقص أكلها فغضب وقال ما هذا إن كنتم شبعتم فإن كثيرا من الناس
لم يشبعوا فأطعموه من يحتاج إليه.
وعنه عليهالسلام أنه قال : التمرة أو الكسرة
تكون في الأرض مطروحة فيأخذها الإنسان فيمسحها ويأكلها فلا تستقر في جوفه حتى تجب
له الجنة.
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان أبي علي بن
الحسين عليهالسلام إذا رأى شيئا من
الخبز في منزله مطروحا ولو قدر ما تجره النملة نقص قوت أهله بقدر ذلك .
١٧ ـ مجالس الصدوق
، عن جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله عن جده الحسن عن جده عبد الله بن
المغيرة عن السكوني عن الصادق عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله من وجد كسرة أو
تمرة فأكلها لم يفارق جوفه حتى يغفر الله له .
١٨ ـ الخصال ، عن محمد
بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن زياد
عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي حمزة الثمالي عن ثور بن سعيد عن أبيه عن أمير
المؤمنين قال : أكل ما يسقط من الخوان يزيد في الرزق الخبر .
__________________
١٩ ـ ومنه ، في
الأربعمائة قال قال أمير المؤمنين صلىاللهعليهوآله كلوا ما يسقط من
الخوان فإنه شفاء من كل داء بإذن الله عز وجل لمن أراد أن يستشفي به .
٢٠ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله الذي يسقط من
المائدة مهور الحور العين .
الصحيفة ، عنه عليهالسلام مثله .
٢١ ـ العيون ، بالأسانيد
المتقدمة عن الحسين بن علي عليهالسلام أنه دخل المستراح
فوجد لقمة ملقاة فدفعها إلى غلام له فقال يا غلام اذكرني بهذه اللقمة إذا خرجت
فأكلها الغلام فلما خرج الحسين عليهالسلام قال يا غلام
اللقمة قال أكلتها يا مولاي قال أنت حر لوجه الله قال له رجل أعتقته يا سيدي قال
نعم سمعت جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول من وجد لقمة
فمسح منها أو غسل منها ثم أكلها لم تستقر في جوفه إلا أعتقه الله من النار ولم أكن
أستعبد رجلا أعتقه الله من النار .
صحيفة الرضا ، عنه
عن آبائه عليهمالسلام مثله .
٢٢ ـ ومنه ، عن
الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال الحسين بن
علي عليهالسلام سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول من وجد لقمة فمسح
منها أو غسل ما عليها ثم أكلها لم تستقر في جوفه إلا أعتقه الله من النار .
٢١
باب
(فضل سؤر المؤمن)
١ ـ ثواب الأعمال
، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد الأشعري عن
السياري عن محمد بن إسماعيل رفعه قال : من شرب سؤر أخيه
__________________
المؤمن تبركا به
خلق الله منه ملكا يستغفر لهما حتى تقوم الساعة .
السرائر : عن
السياري مثله .
الاختصاص ، عن أمير
المؤمنين عليهالسلام مثله .
٢ ـ ثواب الأعمال
، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال
قال أبو عبد الله عليهالسلام في سؤر المؤمن
شفاء من سبعين داء .
الاختصاص ، عن أمير
المؤمنين عليهالسلام مثله .
٢٢
باب
(غسل الفم بالأشنان وغيره)
١ ـ العيون ، والعلل
، عن أبيه عن علي بن موسى الكمنداني عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد العزيز بن
المهتدي عن الرضا عليهالسلام قال : إنما يغسل
بالأشنان خارج الفم فأما داخل الفم فلا يقبل الغمر .
٢ ـ المحاسن ، عن
الحسين بن سعيد عن نادر الخادم قال : كان عليهالسلام إذا توضأ بالأشنان
أدخله في فيه فتطعم به ثم يرمي به .
ومنه عن نوح بن
شعيب عن نادر مثله .
بيان في القاموس طعم كعلم طعما بالضم ذاق كتطعم.
٣ ـ الخصال ، عن أبيه عن سعد
بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبي الخزرج الحسن بن علي الزبرقان
عن فضيل بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله
__________________
عليهالسلام : يقول اتخذوا في
أشنانكم السعد فإنه يطيب الفم ويزيد في الجماع.
دعوات الراوندي ، عنه
عليهالسلام مثله.
المحاسن ، عن أبي
الخزرج الحسن بن الزبرقان مثله .
الكافي ، عن العدة
عن أحمدبن أبي عبد الله عن أبي الخزرج الحسن بن الزبرقان الأنصاري عن الفضيل بن
عثمان عن أبي عزيزالمرادي خال أمي قال سمعت وذكرمثله .
٤ ـ ومنه ، عن بعض
أصحابنا عن جعفر بن إبراهيم الحضرمي عن سعد بن سعد قال : قلت لأبي الحسن عليهالسلام إنا نأكل الأشنان فقال
كان أبو الحسن عليهالسلام إذا توضأ ضم شفتيه
وفيه خصال تكره إنه يورث السل ويذهب بماء الظهر ويوهن الركبتين .
بيان أبو الحسن الأول هو الثاني والثاني هو الأول والمعنى أنه عليهالسلام كان إذا غسل يده وفمه
بالأشنان بعد الطعام غسل خارج فمه وضم شفتيه لئلا يدخل فمه شيء فهو موافق للخبر
الأول لكنه ينافي الخبر الثاني ويمكن حمله على أن الرضا عليهالسلام قد كان يدخله فمه من غير
أن يبتلعه والكاظم عليهالسلام لا يدخله فمه أصلا
أو غالبا وحمل هذا الخبر على ضم الشفتين بعد الإدخال في غاية البعد.
٥ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن علي بن الحسن بن علي عن أحمد بن الحسين بن عمر عن عمه محمد بن عمر
عن رجل عن أبي الحسن الأول عليهالسلام قال : من استنجى
بالسعد بعد الغائط وغسل به فمه بعد الطعام لم تصبه علة في فمه ولا يخاف شيئا من
أرياح البواسير .
بيان كأنه على اللف والنشر المشوش فعدم إصابة العلة في الفم
لغسل الفم وعدم خوف الأرياح للاستنجاء وإن احتمل تأثير كل منهما في كل منهما وقد
مضت الأخبار في تداوي علل الأسنان بالسعد وقال الشهيد رحمهالله في الدروس غسل الفم بالسعد بضم السين بعد الطعام يذهب علل الفم ويذهب بوجع
الأسنان.
__________________
٢٣
باب
(الخلال وآدابه وأنواع ما يتخلل به)
١ ـ المكارم ، من
كتاب الفردوس عن سعد بن معاذ قال النبي صلىاللهعليهوآله نقوا أفواهكم
بالخلال فإنه مسكن الملكين الحافظين الكاتبين وإن مدادهما الريق وقلمهما اللسان
وليس شيء أشد عليهما من فضل الطعام في الفم.
ومن روضة الواعظين
عن علي عليهالسلام قال : التخلل
بالطرفاء يورث الفقر.
من كتاب طب الأئمة
عن الرضا عليهالسلام قال : لا تخللوا
بعود الرمان ولا بقضيب الريحان فإنهما يحركان عرق الجذام قال وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يتخلل بكل ما أصابت إلا
الخوص والقصب.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله رحم الله المتخللين من
أمتي في الوضوء والطعام.
وعن الصادق عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله تخللوا على أثر الطعام
فإنه مصحة للفم والنواجذ ويجلب الرزق على العبد.
وروى محمد بن
الحسن الداري يرفع الحديث أنه قال : من تخلل بالقصب لم تقض له حاجة سبعة أيام.
وعن الصادق عليهالسلام قال : لا تخللوا بالقصب
فإن كان ولا محالة فلتنزع الليطة نهى رسول الله أن يتخلل بالرمان والقصب وقال هما
يحركان عرق الأكلة.
وعن الكاظم عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله تخللوا فإنه ليس شيء أبغض
إلى الملائكة من أن يروا في أسنان العبد طعاما.
وعن أنس عن النبي صلىاللهعليهوآله حبذا المتخلل من أمتي وعنه
صلىاللهعليهوآله من استجمر فليوتر
من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج ومن اكتحل فليوتر من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج
ومن أكل فما تخلل فلا يأكل وما لاث بلسانه فليبلع .
بيان
: الطرفاء بالفتح
شجر يقال لها بالفارسية گز.
__________________
وفي القاموس
الطرفاء شجر وهي أربعة أصناف منها الأثل وقال الخوص بالضم ورق النخل وكان التخلل
في الوضوء هو إيصال الماء إلى ما يجب إيصاله إليه من تحت بعض الشعور وبين الأصابع
والليطة بالكسر قشر القصبة كما في القاموس وقال اللوث لوك الشيء في الفم وقال
اللوك أهون المضغ أو مضغ صلب وعلك الشيء وقد لاك الفرس اللجام انتهى وفي أخبار
العامة وما لاك بلسانه.
قال الطيبي فيه ما
تخلل فليلفظ وما لاك فليأكل أي ما أخرجه من الأسنان بالخلال فليلفظ فإنه ربما يخرج
به دم وما أخرجه بلسانه فليبلع وإن تيقن بالدم حرم وقال غيره منهم من يستحب لفظ ما
أخرج من بين أسنانه بعود لما فيه من الاستقذار وابتلاع ما أخرج بلسانه ويحتمل أن
يريد بما لاك ما بقي من آثار الطعام على لحم الأسنان وسقف الحلق وأخرجه بإدارة
لسانه ويرمي ما بين الأسنان مطلقا لأنه حصل تغيير ما انتهى وقد مضى الكلام فيه.
ومن اللطائف أن
بعض الحكام قال لشاعر لا فرق بيننا وبينكم فإنكم تأخذون أموال الناس جبرا باللسان
ونحن نأخذها بالخشب فأجابه بأن ما يخرج باللسان حلال وما أخرج بالخشب يعني الخلال
حرام.
٢ ـ دعوات
الراوندي ، قال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام عليك بالخلال فإنه يذهب
بالبادجنام ولا تتخلل بالقصب ولا بالآس ولا بالرمان.
بيان البادجنام كأنه معرب بادشنام وهو على ما ذكره الأطباء حمرة
منكرة تشبه حمرة من يبتدئ به الجذام ويظهر على الوجه وعلى الأطراف خصوصا في الشتاء
وفي البرد وربما كان معه قروح.
٣ ـ مجالس الصدوق
، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى اليقطيني
عن عبيد الله الدهقان عن درست عن عبد الله بن سنان قال قال الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام لا تتخللوا بعود الريحان
ولا بقضيب الرمان فإنهما يهيجان عرق الجذام .
__________________
المحاسن ، عن
اليقطيني مثله .
ومنه عن اليقطيني
عن الدهقان عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليهالسلام مثله .
الخصال ، عن أبيه
عن سعد بن عبد الله عن اليقطيني مثله .
العلل ، بهذا
الإسناد الثاني عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليهالسلام مثله .
٤ ـ الخصال ، عن
محمد بن علي ماجيلويه عن عمه عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد
بن زياد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن ثابت بن أبي صفية عن ثور بن سعيد عن أبيه عن
أمير المؤمنين عليهالسلام قال : التخلل
بالطرفاء يورث الفقر الخبر .
٥ ـ صحيفة الرضا ،
بالإسناد عنه عن آبائه عليهمالسلام قال حدثني الحسين
بن علي عليهالسلام قال : كان أمير
المؤمنين عليهالسلام يأمرنا إذا تخللنا
أن لا نشرب الماء حتى نمضمض ثلاثا .
٦ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن عبد الله بن الفضل النوفلي عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن عليهالسلام أنه قال : يا فضل أدر
لسانك في فمك فما تبع لسانك فكله إن شئت وما استكرهته بالخلال فالفظه .
٧ ـ ومنه ، بهذا
الإسناد عن الفضل عنه عليهالسلام قال : يا فضل كل
ما في اللهوات والأشداق ولا تأكل ما بين أضعاف الأسنان .
٨ ـ ومنه ، عن
منصور بن العباس عن عمرو بن سعيد المدائني عن عبد الوهاب
__________________
عن الصباح عن حنان
بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليهالسلام قال : شكت الكعبة
إلى الله ما تلقى من أنفاس المشركين فأوحى الله إليها أن قري كعبة فإني أبدلك بهم
قوما يتخللون بقضبان الشجر فلما بعث الله محمدا صلىاللهعليهوآله أوحى إليه مع
جبرائيل عليهالسلام بالسواك والخلال .
٩ ـ ومنه ، عن ابن
فضال عن أبي جميلة قال قال أبو عبد الله عليهالسلام نزل جبريل بالسواك
والخلال والحجامة .
١٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال قال أبو عبد الله عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله نزل علي جبرئيل بالخلال .
١١ ـ ومنه ، عن
أبيه عن محمد بن سنان أو غيره عن الحسن بن عثمان عن أبي حمزة عن أبي الحسن عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله رحم الله المتخللين قيل
يا رسول الله وما المتخللون قال يتخللون من الطعام فإنه إذا بقي في الفم تغير فآذى
الملك ريحه .
١٢ ـ ومنه ، عن
ابن محبوب عن مالك بن عطية عن وهب بن عبد ربه قال : رأيت أبا عبد الله عليهالسلام يتخلل فنظرت إليه فقال إن
رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يتخلل .
الكافي ، عن محمد
بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن وهب مثله وزاد في آخره وهو يطيب
الفم
١٣ ـ المحاسن ، عن
جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله تخللوا فإنها
مصلحة للناب والنواجذ .
بيان
: في القاموس الناب
السن خلف الرباعية وقال النواجذ أقصى الأضراس وهي أربعة أو هي الأنياب أو التي تلي
الأنياب أو هي الأضراس كلها جمع ناجذ وفي الصحاح الناجذ آخر الأضراس وللإنسان
أربعة نواجذ في أقصى الأسنان بعد الأرحاء ويسمى
__________________
ضرس الحلم لأنه
ينبت بعد البلوغ وكمال العقل يقال ضحك حتى بدت نواجذه إذا استغرب فيه.
١٤ ـ المحاسن ، عن
جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله من تخلل فليلفظ من
فعل فقد أحسن ومن لم يفعل فلا حرج .
١٥ ـ ومنه ، عن
أبيه عن عبد الله بن فضل النوفلي عن فضل بن يونس قال : تغدى عندي أبو الحسن عليهالسلام فلما فرغ من الطعام أتي
بالخلال فقلت له جعلت فداك ما حد الخلال فقال يا فضل كل ما بقي في فمك فما أدرت
عليه لسانك فكله وما استكرهته بالخلال فأنت فيه بالخيار إن شئت أكلته وإن شئت
طرحته .
١٦ ـ ومنه ، عن
أبيه عن علي بن النعمان عن يعقوب بن شعيب عمن أخبره عن أبي الحسن عليهالسلام أنه أتي بخلال من الأخلة
المهيأة وهو في منزل الفضل بن يونس فأخذ منه شظية ورمى بالباقي .
بيان
: فأخذ منه شظية في
أكثر نسخ المحاسن والكافي بالشين والظاء المعجمتين والياء المثناة التحتانية المشددة
على وزن فعيلة وفي بعضهما فيهما بالطاء المهملة والباء الموحدة والأول أظهر قال في
القاموس الشظية كل فلقة من شيء والجمع شظايا وقال الشطب الأخضر الرطب من جريدة
النخل والشطبة السعفة الخضراء انتهى وكأنه عليهالسلام فعل ذلك للإشعار
بأن ترك الإسراف في الخلال أيضا مطلوب والأحسن الاكتفاء فيه بقدر الضرورة أو إلى
أن الدقيق منه أوفق بالأسنان من الغليظ كما هو المجرب.
١٧ ـ المحاسن ، عن
عثمان بن عيسى عن إسحاق بن جرير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن
اللحم يكون في الأسنان فقال أما ما كان في مقدم الفم فكله وأما ما كان في الأضراس
فاطرحه .
__________________
١٨ ـ ومنه ، عن
ابن محبوب عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أما ما كان
على اللثة فكله وازدرده وما كان في الأسنان فارم به .
بيان
: في القاموس زرد
اللقمة كسمع بلعها كازدردها.
١٩ ـ المحاسن ، عن
أبي سمينة عن أحمد بن عبد الله الأسدي عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ناول رسول الله صلىاللهعليهوآله جعفر بن أبي طالب خلالا
وقال له تخلل فإنه مصلحة للثة ومجلبة للرزق .
٢٠ ـ المحاسن ، عن
الحسن بن أبي عثمان عن أبي حمزة عن أبي الحسن عليهالسلام قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله لجعفر تخلل فإن
الخلال يجلب الرزق قال وروي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : من أكل
طعاما فليتخلل ومن لم يفعل فعليه حرج .
٢١ ـ ومنه ، عن
إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن الحسين الفارسي عن سليمان بن جعفر البصري قال قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله إن من حق الضيف أن
يعد له الخلال .
٢٢ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى اليقطيني عن الدهقان عن درست عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله يتخلل بكل ما أصاب ما خلا
الخوص والقصب .
٢٣ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال : نهى رسول
الله أن يتخلل بالقصب والرمان .
٢٤ ـ ومنه ، عن
محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من تخلل بالقصب لم
تقض له حاجة ستة أيام .
٢٥ ـ ومنه ، عن
بعض من رواه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : نهى رسول
الله صلىاللهعليهوآله عن التخلل بالرمان
والآس والقصب وهن يحركن عرق الأكلة .
بيان
: في القاموس أكل
العضو والعود كفرح وائتكل وتأكل أكل بعضه بعضا والأكلة كفرجة داء في العضو يأتكل
منه.
٢٦ ـ السرائر ، نقلا
من كتاب السياري عن أبي الحسن الأول عليهالسلام قال : ملك ينادي
في السماء اللهم بارك في الخلالين والمتخللين والخل بمنزلة الرجل
__________________
الصالح يدعو لأهل
البيت بالبركة فقلت جعلت فداك وما الخلالون والمتخللون قال الذين في بيوتهم الخل
والذين يتخللون فإن الخلال نزل به جبرئيل مع اليمين والشهادة من السماء .
المكارم ، روي عن الكاظم
عليهالسلام أنه ينادي مناد من
السماء وذكر نحوه إلى قوله مع اليمين والشاهد من السماء
٢٧ ـ الدعائم ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : تخللوا
على أثر الطعام فإنه صحة للناب والنواجذ ويجلب على العبد الرزق وقال حبذا
المتخللون في الوضوء ومن الطعام وليس شيء أشد على ملكي المؤمن من أن يريا شيئا من
الطعام في فمه وهو قائم يصلي ونهى صلىاللهعليهوآله عن التخلل بالقصب
والرمان والريحان وقال إن ذلك يحرك عرق الجذام .
٢٨ ـ الشهاب ، قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله رحم الله
المتخللين من أمتي في الوضوء والطعام .
الضوء الخلال
العود الذي يستخرج به ما يدخل في خلل الأسنان وقد تخلل الرجل إذا استعمل الخلال
وتخلل القوم إذا دخل في خلالهم والتخلل في الوضوء قيل هو إيصال الماء إلى أصول
اللحية وقيل هو إيصال الماء إلى ما بين الأصابع في وضوء الصلاة بالأصابع يشبكها
وهو أقرب إلى الصواب فترحم على من فعل ذلك إيفاء للوضوء وإبقاء على طيب النكهة فإن
الخلالة ربما تغير ريح الفم وربما تكون سببا لتآكل الأسنان وأولى ما يتخلل به
الأسنان خشب الخلاف ونهى عن التخلل بالآس والرمان والقصب والريحان وراوي الحديث
أبو أيوب الأنصاري.
٢٩ ـ الشهاب ، قال
صلىاللهعليهوآله حبذا المتخللون من
أمتي .
__________________
الضوء حبذا أصله
حب ذا فعل وفاعل فركبتا وجعلتا اسما ويرتفع ما بعده بخبر المبتدأ وحبذا موضعه رفع
بالابتداء ويجوز العكس وفائدة الحديث التخلل في الوضوء وبعد الطعام.
فائدة قال في
الدروس يستحب إعداد الخلال بكسر الخاء للضيف والتخلل ويكره التخلل بقصب أو عود
ريحان أو آس أو خوص أو رمان وقال في موضع آخر منه والتخلل يصلح اللثة ويطيب الفم
ونهي عن التخلل بالخوص والقصب والريحان فإنهما يهيجان عرق الجذام وعن التخلل
بالرمان والآس.
٢٤
باب
(مضغ الكندر والعلك واللبان وأكلها)
١ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن أبي جميلة
عن سعد بن طريف عن الأصبغ عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : ستة من
أخلاق قوم لوط إلى أن قال ومضغ العلك الخبر .
٢ ـ ومنه ، في
الأربعمائة قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام مضغ اللبان يشد
الأضراس وينفي البلغم ويذهب بريح الفم وقال عليهالسلام مضغ اللبان يذيب
البلغم .
٣ ـ ومنه ، في
وصايا النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام يا علي ثلاث يزدن في
الحفظ ويذهبن السقم اللبان والسواك وقراءة القرآن .
٤ ـ العيون ، عن
أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن الريان بن الصلت قال سمعت الرضا عليهالسلام يقول ما بعث الله نبيا
إلا بتحريم الخمر وأن يقر له بأن الله « يَفْعَلُ ما يَشاءُ » وأن يكون في تراثه الكندر .
__________________
٥ ـ تفسير علي بن
إبراهيم ، عن ياسر عن الرضا عليهالسلام مثله .
٦ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : ثلاثة يزدن
في الحفظ ويذهبن بالبلغم قراءة القرآن والعسل واللبان .
صحيفة الرضا ، بالإسناد
عنه عليهالسلام مثله .
٧ ـ الطب ، طب
الأئمة عليهمالسلام عن محمد السراج عن فضالة عن السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
٨ ـ المكارم ، من
الفردوس قال النبي صلىاللهعليهوآله أطعموا نساءكم
الحوامل اللبان فإنه يزيد في عقل الصبي.
وقال عليهالسلام ما من بخور يصعد إلى
السماء إلا اللبان وما من أهل بيت يتبخر فيه باللبان إلا نفي عنهم عفاريت الجن.
وعن الرضا عليهالسلام قال : استكثروا من اللبان
واستبقوه وامضغوه وأحبه إلي المضغ فإنه ينزف بلغم المعدة وينظفها ويشد العقل ويمرئ
الطعام.
وعن الرضا عليهالسلام قال : أطعموا حبالاكم
اللبان فإن يكن في بطنها غلام خرج ذكي القلب عالما شجاعا وإن تكن جارية حسن خلقها
وخلقتها وعظمت عجيزتها وحظيت عند زوجها .
٢٥
باب نادر
١ ـ العلل ، لمحمد
بن علي بن إبراهيم علة قول العالم عليهالسلام إن الرجل يأكل في
الجنة في أكلة واحدة بمقدار الدنيا وما فيها من أن الأبدان لا تزال تزيد حتى يبلغ
الرجل في العظم ما يأكل بمقدار الدنيا.
__________________
أبواب
(الأشربة
المحللة والمحرمة وآداب الشرب)
١
باب
(فضل الماء وأنواعه)
الآيات الأنفال « وَيُنَزِّلُ
عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ
الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ ».
الحجر « فَأَنْزَلْنا مِنَ
السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ ».
النحل « هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ »
الأنبياء « وَجَعَلْنا مِنَ
الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ».
المؤمنون « وَأَنْزَلْنا مِنَ
السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ
لَقادِرُونَ ».
النور « وَيُنَزِّلُ مِنَ
السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ
عَنْ مَنْ يَشاءُ ».
الفرقان « وَأَنْزَلْنا مِنَ
السَّماءِ ماءً طَهُوراً لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا
خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً ».
ق « وَنَزَّلْنا مِنَ
السَّماءِ ماءً مُبارَكاً ».
الواقعة « أَفَرَأَيْتُمُ
الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ
نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ ».
المرسلات « وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً
فُراتاً ».
النبأ « وَأَنْزَلْنا مِنَ
الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ».
تفسير : الآيات في
ذلك كثيرة وقد مر أكثرها بتفاسيرها فمنها : ما يدل على بركة ماء السماء ونفعه
ومنها ما تضمن الامتنان بجميع المياه وأنها من السماء فتدل على جواز الانتفاع بها
وشربها واستعمالها فيما يحتاج الناس إليه فالأصل فيها الإباحة ولكل من الناس في كل
ماء حق الانتفاع إلا ما خرج بالدليل ويؤيده ما روي بطرق عديدة ثلاثة أشياء الناس
فيها شرع سواء الماء والكلاء والنار. ويؤنسه أن المنع من ذلك يوجب حرجا عظيما لا
سيما في الأسفار فإذا ورد قوم مسافرون عطاش على ماء وكان استعمالهم موقوفا على
استرضاء أهل القرية لم يحصل لهم إلا بعد مرور أيام فلم يمكنهم الشرب منه إلا بقدر
سد الرمق ويلزمهم إيقاع الصلاة بالتيمم ومع النجاسة في مدة مديدة مع أنه قلما
تتيسر قرية لم تكن فيها جماعة من الغيب والأيتام فكيف يمكن تحصيل الرضا منهم وإنا
نعرف من عادة السلف أنهم لم يكونوا يحترزون عن مثل ذلك.
وأيضا وردت أخبار
كثيرة سألوا فيها أئمتنا عليهالسلام أنا نرد قرية فيها
ماء وسألوا عن خصوصياته وأجابوهم بجواز استعماله ولم يأمروهم باستئذان أهل القرية
وما تمسكوا به من أن قرائن الأحوال تشهد برضا أربابها فكثير من الموارد ليست فيها
تلك القرائن على أنه مع احتمال الأيتام والمجانين لا تنفع تلك القرائن فظهر أن
كمال الامتنان الذي تدل عليه تلك الآيات لا يتم إلا بكون الحقوق الضرورية مشتركة
بين جميع المؤمنين في تلك المياه والله أعلم بحقائق الأحكام وحججه الكرام.
« فَأَسْقَيْناكُمُوهُ » أي مكناكم من استعماله « لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ » أي لكم من ذلك الماء شراب تشربونه « فَأَسْكَنَّاهُ فِي
الْأَرْضِ » ظاهره أن جميع مياه الأرض من السماء كما مر تقريره « فَيُصِيبُ بِهِ » أي بالبرد وضرره « مَنْ يَشاءُ » فيهلك زرعه وماله « وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ » أي ضرره فإصابته نقمة وصرفه رحمة « ماءً طَهُوراً » أي مطهرا والامتنان به وبما بعده من الشرب وسقي الأنعام
إنما يتم بجواز استعماله فيها وفي أشباهها « ماءً مُبارَكاً » يدل على بركة ماء السماء كما ورد في الخبر :
وروى الكليني رحمهالله عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد
عن علي بن يقطين
عن عمرو بن إبراهيم عن خلف بن حماد عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول قال رسول الله صلىاللهعليهوآله قال الله عز وجل « وَنَزَّلْنا مِنَ
السَّماءِ ماءً مُبارَكاً » قال ليس من ماء في الأرض إلا وقد خالطه ماء السماء .
أقول وفي أكثر نسخ
الكافي وأنزلنا على بناء الإفعال وكأنه من النساخ.
« مِنَ الْمُزْنِ » أي من السحاب « أُجاجاً » أي مرا شديد المرارة أو شديد الملوحة « وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً
فُراتاً » قال ابن عباس أي وجعلنا لكم سقيا من الماء العذب والمعصرات
الرياح أو السحاب « ثَجَّاجاً
» أي صبابا دفاعا في انصبابه.
١ ـ مجمع البيان ،
قال روى العياشي بإسناده عن الحسين بن علوان قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن طعم الماء قال سل
تفقها ولا تسأل تعنتا طعم الماء طعم الحياة قال الله سبحانه « وَجَعَلْنا مِنَ
الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ » .
بيان في القاموس العنت محركة الفساد والإثم والهلاك ودخول
المشقة على الإنسان وجاءه متعنتا أي طالبا زلته قوله عليهالسلام طعم الحياة كأن
الغرض أنه أفضل الطعوم وأشهى اللذات ولا يناسب سائر الطعوم ولما كان من أعظم
الأسباب لاستقامة الحياة وبقائها فكان طعمه طعم الحياة لو كان لها طعم أو أنه لما
استشعر عند شربه بقاء الحياة فكأنه يجد طعم الحياة عند الشرب.
٢ ـ المحاسن ، عن
عثمان بن عيسى رفعه قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام إن نهركم يصب فيه
ميزابان من ميازيب الجنة وقال أبو عبد الله عليهالسلام لو كان بيني وبينه
أميال لأتيناه نستشفي به .
الكافي : عن محمد
بن يحيى عن علي بن الحسين عن ابن أورمة عن الحسين بن سعيد رفعه قال قال أمير المؤمنين
عليهالسلام إن نهركم هذا يعني
ماء الفرات يصب إلى قوله قال فقال أبو عبد الله عليهالسلام لو كان بيننا
الخبر .
__________________
٣ ـ ومنه ، بإسناده
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما إخال
أحدا يحنك بماء الفرات إلا أحبنا أهل البيت وقال عليهالسلام ما سقي أهل الكوفة
ماء الفرات إلا لأمر ما وقال يصب فيه ميزابان من الجنة .
بيان قال الجوهري خلت الشيء أي ظننته وتقول في مستقبله إخال
بكسر الألف وهو الأفصح وبنو أسد تقول أخال بالفتح وهو قياس قوله عليهالسلام لأمر ما أي رسوخ الولاية
في قلوب أهلها.
٤ ـ الكافي ، بسند
مرسل كالموثق عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يدفق في
الفرات في كل يوم دفقات من الجنة .
بيان
: في الصحاح دفقت
الماء أدفقه دفقا صببته فهو ماء دافق أي مدفوق.
٥ ـ الكافي ، بإسناده
إلى أمير المؤمنين عليهالسلام قال : أما إن أهل
الكوفة لو حنكوا أولادهم بماء الفرات لكانوا شيعة لنا .
٦ ـ ومنه ، بإسناده
عن حكيم بن جبير قال سمعت سيدنا علي بن الحسين عليهالسلام يقول إن ملكا يهبط
من السماء في كل ليلة معه ثلاثة مثاقيل مسك من مسك الجنة فيطرحها في الفرات وما من
نهر في شرق الأرض ولا غربها أعظم بركة منه .
أقول
: قد مر بعض الأخبار
في باب الماء وسيأتي أكثرها في كتاب المزار.
٧ ـ الكافي ، بإسناده
عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين
عليهالسلام ماء زمزم خير ماء
على وجه الأرض وشر ماء على وجه الأرض ماء برهوت الذي بحضرموت ترده هام الكفار
بالليل .
٨ ـ ومنه ، بسند
معتبر عندي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ماء زمزم
شفاء من كل داء وأظنه قال كائنا ما كان .
ومنه بإسناده عن
أبي عبد الله عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال قال رسول الله
ص
__________________
ماء زمزم دواء لما
شرب له .
١٠ ـ ومنه ، بإسناده
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كانت زمزم
أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وكانت سائحة فبغت على المياه فأغارها الله عز
وجل وأجرى عليها عينا من صبر.
بيان
: يدل بظاهره على أن
للجمادات شعورا ما ويمكن أن يكون المراد بغي أهلها بحذف المضاف كقوله « وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ » أو يكون كناية عن أنها لما كانت لشرافتها مفضلة على سائر
المياه نقص من طعمها للعدل بينها فكأنها بغت لفضلها.
١١ ـ الكافي ، بإسناده
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : البرد لا
يؤكل لأن الله عز وجل يقول « يُصِيبُ
بِهِ مَنْ يَشاءُ »
بيان الاستدلال بالآية لدلالتها على أن إصابته نقمة.
١٢ ـ الكافي ، بإسناده
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : ماء نيل مصر
يميت القلب.
١٣ ـ ومنه ، بإسناده
عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عز
وجل « وَأَنْزَلْنا
مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ » الآية قال يعني ماء العقيق .
بيان كأن المراد به وادي العقيق وإنما ذكره عليهالسلام على وجه التمثيل أي مثله
من المواضع التي ليس فيها ماء وإنما فيها برك وغدران يجتمع فيها ماء السماء أو
يقال خص هذا الموضع لاحتياجهم فيه إلى الماء للدين والدنيا لوقوع غسل الإحرام فيه
أو كان أولا نزول الآية لهذا الموضع بسبب من الأسباب لا نعرفه وأما حمله على فطر
ماء العقيق كما قيل فلا يخفى بعده.
١٤ ـ الكافي ، بإسناده
عن أبي حمزة الثمالي قال : كنت عند حوض زمزم فأتاني رجل فقال لي لا تشرب من هذا
الماء يا با حمزة فإن هذا تشترك فيه الجن والإنس
__________________
وهذا لا يشترك فيه
إلا الإنس فتعجبت منه وقلت من أين علم هذا قال ثم قلت لأبي جعفر عليهالسلام ما كان من قول الرجل لي فقال
عليهالسلام ذاك رجل من الجن
أراد إرشادك .
بيان كأنه أشار أولا إلى الحوض وثانيا إلى البئر أو الدلو أي
اشرب من الدلاء قبل الصب في الحوض فإن الحوض يستعمله الجن أيضا كالإنس فتذهب بركته
أو لوجه آخر ويحتمل أن يكون أشار أولا إلى دلو مخصوص قد علم مشاركة الجن فيه
وثانيا إلى غيره والأول أظهر.
١٥ ـ المكارم ، كان
رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكل البرد ويتفقد
ذلك أصحابه فيلتقطونه له فيأكله ويقول إنه يذهب بأكلة الأسنان .
بيان يدل على مدح البرد وقد مر ما يدل على ذمه وكان أقوى سندا
إذ الظاهر أن هذا الخبر عامي ويمكن الجمع بأن التجويز إذا كانت في الأسنان أكلة أو
مظنة ذلك فيكون أكله للدواء وإن كان بعيدا.
١٦ ـ المكارم ، من
طب الأئمة عن الصادق عليهالسلام قال : سيد شراب
أهل الجنة الماء.
وعن الصادق عليهالسلام قال : ماء زمزم شفاء لما
شرب له وروي في حديث آخر ماء زمزم شفاء من كل داء وأمان من كل خوف.
وعن خالد بن جرير
قال قال أبو عبد الله عليهالسلام لو أني عندكم
لأتيت الفرات كل يوم فاغتسلت وأكلت من رمان سوراء في كل يوم رمانة.
وقال علي بن أبي
طالب عليهالسلام ماء نيل مصر يميت
القلب ولا تغسلوا رءوسكم من طينها فإنها تورث الزمانة [ الدياثة ].
وقال أمير
المؤمنين عليهالسلام صبوا على المحموم
الماء البارد فإنه يطفئ حرها.
وعن الصادق عليهالسلام قال : الماء البارد يطفئ
الحرارة ويسكن الصفراء ويذيب الطعام في المعدة ويذهب بالحمى.
__________________
وعنه عليهالسلام قال : الماء
المغلي ينفع من كل شيء ولا يضر من شيء.
وعنه عليهالسلام قال : إذا دخل أحدكم
الحمام فليشرب ثلاثة أكف ماء حار فإنه يزيد في بهاء الوجه ويذهب بالألم من البدن.
وعن الرضا عليهالسلام قال : الماء المسخن إذا
غليته سبع غليات وقلبته من إناء إلى إناء فهو يذهب بالحمى وينزل القوة في الساقين
والقدمين .
١٧ ـ دعوات
الراوندي ، عن الصادق عليهالسلام البرد لا يؤكل
لقوله « يُصِيبُ
بِهِ مَنْ يَشاءُ » وعن ابن عباس أن الله يرفع المياه العذب قبل يوم القيامة
غير زمزم وأن ماءها يذهب بالحمى والصداع والاطلاع فيها يجلو البصر ومن شربه للشفاء
شفاه الله ومن شربه للجوع أشبعه الله.
١٨ ـ الدعائم ، عن
جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : الماء سيد الشراب
في الدنيا والآخرة .
١٩ ـ الفردوس ، ماء
زمزم شفاء من كل داء وهو دواء لما شرب له وماء الميزاب يشفي المريض وماء السماء
يدفع الأسقام ونهي عن البرد لقوله تعالى « يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ » وماء الفرات يصب فيه ميزابان من الجنة وتحنيك الولد به
يحببه إلى الولاية.
وعن الصادق عليهالسلام تفجرت العيون من تحت
الكعبة وماء نيل مصر يميت القلوب والأكل في فخارها وغسل الرأس بطينها يذهب بالغيرة
ويورث الدياثة.
٢٠ ـ قرب الإسناد
، عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله سيد طعام الدنيا والآخرة
اللحم وسيد شراب الدنيا والآخرة الماء .
٢١ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله .
صحيفة الرضا ، عنه
عليهالسلام مثله .
__________________
٢٢ ـ قرب الإسناد
، عن ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عليهالسلام قال : كنت عنده
جالسا إذ جاءه رجل فسأله عن طعم الماء وكانوا يظنون أنه زنديق فأقبل أبو عبد الله
يضرب فيه ويصعد ثم قال له ويلك طعم الماء طعم الحياة إن الله جل وعز يقول : « وَجَعَلْنا مِنَ
الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ »
بيان في القاموس الزنديق بالكسر من الثنوية أو القائل بالنور
والظلمة أو من لا يؤمن بالآخرة وبالربوبية أو من يبطن الكفر ويظهر الإيمان أو هو
معرب زن دين أي دين المرأة انتهى قوله يضرب فيه ويصعد أي يسرع في الجواب ويقطع بوادي
التحقيق ويصعد العوالي فيه فالضمير راجع إلى السؤال أو إلى الزنديق كناية عن غلبته
واستيلائه عليه وإرجاعه إلى الماء وحمله على الحقيقة بأن يكون عنده عليهالسلام ماء يضرب يده ويصعده بعيد
في القاموس ضرب في الأرض أسرع أو ذهب والشيء بالشيء خلطه كضربه وفي الماء سبح
وتحرك وطال وأعرض وأشار وقال صعد في السلم كسمع صعودا وصعد في الجبل وعليه تصعيدا
رقي وأصعد في الأرض مضى وفي الوادي انحدر كصعد تصعيدا انتهى.
وأقول يومئ ما
قلنا إلى معان أخرى قريبة من الأول فتأمل وهذا على ما في أكثر النسخ من يضرب.
وفي بعض النسخ يصوب
وهو الصواب قال في النهاية فيه فصعد في النظر وصوبه أي نظر إلى أعلاي وأسفلي
يتأملني ويظهر منه أنه ليس المراد بالماء في الآية ماء المني قال البيضاوي أي
خلقنا من الماء كل حيوان لقوله والله خلق كل دابة من ماء وذلك لأنه من أعظم مواده
أو لفرط احتياجه إليه وانتفاعه به بعينه أو صيرنا كل شيء بسبب من الماء لا يحيا
دونه وقرئ حيا على أنه صفة كل أو مفعول ثان والظرف لغو والشيء مخصوص بالحيوان.
٢٣ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن علي عليهالسلام في قول الله
__________________
عزوجل « ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » قال الرطب والماء البارد .
الصحيفة ، عنه عليهالسلام مثله .
٢٤ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن والده عن هلال بن محمد عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن
آبائه عن علي بن الحسين عليهالسلام قال : شيئان ما
دخلا جوفا إلا أصلحاه الرمان والماء الفاتر .
٢٥ ـ المحاسن ، عن
بعض أصحابنا رفعه عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
٢٦ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن مسلم
عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام اكسروا حر الحمى
بالبنفسج والماء البارد فإن حرها من فيح جهنم .
٢٧ ـ ومنه ، بهذا
الإسناد قال عليهالسلام اشربوا ماء السماء
فإنه يطهر البدن ويدفع الأسقام قال الله تبارك وتعالى « وَيُنَزِّلُ
عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ
الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ »
٢٨ ـ المحاسن ، عن
القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله .
بيان المشهور أنها نزلت في غزوة بدر حيث نزل المسلمون على كثيب
أعفر تسوخ فيه الأقدام على غير ماء وناموا فاحتلم أكثرهم فمطروا ليلا حتى جرى
الوادي فاغتسلوا وتلبد الرمل حتى تثبت عليه الأقدام فذهب عنهم رجز الشيطان وهو
الجنابة وربط على قلوبهم بالوثوق على لطف الله ويظهر من الخبر أن الأحكام الواردة
فيها عامة وإن كان مورد النزول خاصا وأن رجز الشيطان أعم من الوساوس
__________________
الشيطانية
والأسقام المترتبة على متابعة الشيطان من المعاصي.
٢٩ ـ ثواب الأعمال
، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن ابن فضال رفعه إلى أبي عبد الله
عليهالسلام قال : من تلذذ
بالماء في الدنيا لذذه الله من أشربة الجنة .
بيان التلذذ بالماء يحتمل وجوها الأول التأمل في لذته ومعرفة
قدر الماء والشكر عليه الثاني شربه مصا وبثلاثة أنفاس وبالتأني كما سيأتي لأن
إدراك لذة الماء فيه أكثر الثالث أن يكون المعنى التلذذ به عوضا عن الأشربة
المحرمة الرابع أن يكون المعنى الشرب عند عدم غلبة العطش لإدراك اللذة كما يومئ
إليه بعض الأخبار الآتية.
٣٠ ـ المحاسن ، عن
إسماعيل أو غيره عن منصور بن يونس بن بزرج عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : تفجرت العيون من
تحت الكعبة .
بيان يؤنس ذلك دحو الأرض من تحت الكعبة فتفطن ويمكن تخصيصه
بعيون مكة ضاعف الله شرفها ويؤيده بعض أخبار زمزم فتفهم وقيل المراد به عيون زمزم
كما سيأتي في كتاب الحج ما يومئ إليه.
٣١ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عليهالسلام عن أبيه عن جده عن علي عليهالسلام قال : الماء سيد الشراب
في الدنيا والآخرة .
٣٢ ـ ومنه ، عن
علي بن الريان رفعه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله سيد شراب الجنة
الماء .
٣٣ ـ ومنه ، عن
أبي أيوب المديني عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم عن عيسى شلقان قال : قلت لأبي عبد
الله عليهالسلام ما أقل العوم
عندكم والغمس وما أرى ذلك إلا لمائكم أنه ملح فقال ماؤكم أفضل منه يعني الفرات .
__________________
٣٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن هشام بن أحمد قال قال أبو الحسن عليهالسلام إني أكثر شرب الماء تلذذا
.
بيان
يدل على استحباب
كثرة شرب الماء وينافيه ظاهر ما سيأتي من ذم كثرة شرب الماء ويمكن حمل هذا الخبر
على أنه عليهالسلام كان إكثار الماء
موافقا لمزاجه لحرارة غالبة أو غيرها والأخبار الآتية محمولة على غالب الأمزجة أو
هذا محمول على ما إذا اشتهاه وهي على عدم الشهوة أو المراد بإكثار الشرب إطالة
مدته والشرب مصا وقليلا قليلا وبدفعات ثلاث كما هو المستحب بقرينة قوله عليهالسلام تلذذا فإن إدراك لذة
الماء فيه أكثر.
٣٥ ـ المحاسن ، عن
نوح بن شعيب عن أبي داود المسترق عمن حدثه قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فدعا بتمر وجعل يشرب عليه
الماء فقلت جعلت فداك لو أمسكت عن الماء فقال إنما آكل التمر لأني أستطيب عليه
الماء .
بيان
هذا الخبر يؤيد
أوسط الوجوه المتقدمة في الخبر السابق وفي القاموس طاب لذ وزكا واستطاب الشيء وجده
طيبا.
٣٦ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا يشرب أحدكم
الماء حتى يشتهيه فإذا اشتهاه فليقل منه .
ومنه عن علي بن
حسان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إياكم
والإكثار من شرب الماء فإنه مادة لكل داء وفي حديث آخر لو أن الناس أقلوا من شرب
الماء لاستقامت أبدانهم .
٣٧ ـ ومنه ، عن
ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول وذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال اللهم إنك تعلم أنه
أحب إلينا من الآباء والأمهات وذوي القرابات ومن الماء البارد .
٣٨ ـ ومنه ، عن
منصور بن العباس عن سعيد بن جناح عن أحمد بن عمر عن الحلبي رفعه قال : قال أبو عبد
الله عليهالسلام وهو يوصي رجلا
فقال أقلل من شرب الماء
__________________
فإنه يمد كل داء
واجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء .
بيان
: في الكافي عن أحمد
بن عمر الحلبي وما في المحاسن أحسن لأن أحمد لا يروي عن الصادق عليهالسلام وإنما روايته عن الرضا
وقد يروي عن الكاظم عليهالسلام فالمراد بالحلبي
هنا عبيد الله أو أحد إخوته وفي بعض نسخ الكافي بعده رفعه وهو أصوب ويمد من المد
بمعنى الجذب أو من الإمداد بمعنى الإعانة وعلى التقديرين الضمير في قوله فإنه راجع
إلى شرب الماء أي إكثاره ويحتمل إرجاعه إلى مصدر أقلل فالمد بمعنى الجذب أي يجذبه
ليدفعه والأول أظهر.
٣٩ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن محمد بن سليمان الديلمي عن عثمان بن أشيم عن معاوية بن عمار عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : من أقل من
شرب الماء صح بدنه .
٤٠ ـ ومنه ، عن
النوفلي بإسناده قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله إذا أكل الدسم أقل
من شرب الماء فقيل يا رسول الله إنك لتقل من شرب الماء قال هو أمرأ لطعامي .
٤١ ـ ومنه ، عن
بعض أصحابنا رفعه قال : شرب الماء على أثر الدسم يهيج الداء .
بيان يظهر من هذه الأخبار وجه جمع آخر بينها بأن يحمل أخبار
المنع على ما إذا كان بعد أكل الدسم وغيرها على غيره وهو مما تساعده التجربة أيضا.
وأقول أكثر روايات
المنع من إكثار شرب الماء مروية في المكارم مرسلا.
٤٢ ـ المحاسن ، عن
محمد بن الحسن بن شمون عن ابن أبي طيفور المتطبب قال : نهيت أبا الحسن الماضي عليهالسلام عن شرب الماء قال وما بأس
بالماء وهو يدير الطعام في المعدة ويسكن الغضب ويزيد في اللب ويطفئ المرار .
المكارم ، عن ابن
أبي طيفور مثله.
بيان يمكن أن يكون المراد بالإدارة حقيقتها أي يجعل أعلاه أسفله
فيحسن الهضم وأن يكون المراد تقليبه في الأحوال كناية عن سرعة الهضم وفي بعض النسخ
يمرئ والأول موافق للكافي وربما يقرأ بالباء الموحدة وفي المكارم يذيب من
__________________
الإذابة وهو أظهر
وكان تسكين الغضب لإطفاء المرار.
٤٣ ـ المحاسن ، عن
ياسر الخادم عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : لا بأس
بكثرة شرب الماء على الطعام وأن لا يكثر منه وقال أرأيت لو أن رجلا أكل مثل ذا
طعاما وجمع يديه كلتيهما لم يضمهما ولم يفرقهما ثم لم يشرب عليه الماء أليس كانت
تنشق معدته .
المكارم ، عن ياسر
مثله.
تبيين قوله عليهالسلام وأن لا يكثر منه أي لا
بأس بإكثار الشرب وعدم الإكثار منه وإنما يتضرر الناس بكثرة الطعام فيتوهمون أنه
لإكثار الماء لم يضمهما أي لم يلصق إحداهما بالأخرى ولم يفرقهما أي لم يباعد
بينهما كثيرا بل قرب إحداهما إلى الأخرى إشارة إلى كثرة الطعام بحيث يملأ الكفين
بهذا الوضع ويحتمل أن يكون المراد ضم الأصابع وتفريقها وروي في الكافي هذا الخبر
عن علي بن إبراهيم عن ياسر وفيه ولا تكثر منه على غيره وليس فيه أليس بل فيه كان
ينشق فعلى هذا الظاهر أن المعنى أن إكثار الماء على الطعام لا يضر بل إنما يضر
الإكثار منه على الريق أو المراد بالطعام المطبوخ والأول أظهر فالإشارة بالكف
يحتمل التقليل والتكثير ويكون الغرض لزوم شرب الماء بعد الطعام وإن كان قليلا على
الأول وهو الأظهر وإن كان كثيرا فهو آكد على الثاني.
ويؤيده على
الوجهين لا سيما الأول ما رواه في الكافي عن علي بن محمد عن بعض أصحابه عن ياسر
قال قال أبو الحسن الماضي عليهالسلام عجبا لمن أكل مثل
ذا وأشار بيده وفي بعض النسخ بكفه ولم يشرب عليه الماء كيف لا تنشق معدته . وهذا الاختلاف
في حديث ياسر غريب.
٤٤ ـ المحاسن ، عن
يعقوب بن يزيد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن صارم قال : اشتكى رجل من
إخواننا بمكة حتى سقط للموت فلقيت أبا عبد الله عليهالسلام في
__________________
الطريق فقال يا
صارم ما فعل فلان فقلت تركته بحال الموت فقال أما لو كنت لأسقيته من ماء الميزاب
قال فطلبناه عند كل أحد فلم نجده فبينا نحن كذلك إذ ارتفعت سحابة ثم أرعدت وأبرقت
وأمطرت فجئت إلى بعض من في المسجد فأعطيته درهما وأخذت منه قدحا ثم أخذت من ماء
الميزاب فأتيته به فأسقيته فلم أبرح من عنده حتى شرب سويقا وبرا .
المكارم ، عن صارم
مثله وفيه وأخذت منه قدحا من ماء الميزاب.
٤٥ ـ فقه الرضا ، قال
عليهالسلام السكر ينفع من كل
شيء ولا يضر من شيء وكذلك الماء المقلي وأروى في الماء البارد أنه يطفئ الحرارة
ويسكن الصفراء ويهضم الطعام ويذيب الفضلة التي على رأس المعدة ويذهب بالحمى وقيل
لا يذهب بالأدواء إلا الدعاء والصدقة والماء البارد.
بيان : قوله عليهالسلام والماء البارد أي شربا أو
صبا على البدن كما مر.
٢
باب
(آداب الشرب وأوانيه)
١ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي
بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام لا ينفخ الرجل في
موضع سجوده ولا في طعامه ولا في شرابه ولا في تعويذه.
وقال عليهالسلام لا يشرب أحدكم قائما.
وقال عليهالسلام إياكم وشرب الماء من قيام
على أرجلكم فإنه يورث الداء الذي لا دواء له أو يعافي الله عز وجل .
٢ ـ العلل ، بهذا
الإسناد عنه عليهالسلام قال : إياكم وشرب
الماء وذكر نحوه.
__________________
ثم قال الصدوق رحمهالله يعني بالليل فأما النهار فإن شرب الماء من قيام أدر للعرق وأقوى للبدن كما
قال الصادق عليهالسلام .
٣ ـ الكشي ، عن
محمد بن قولويه عن محمد بن بندار عن البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عباد بن
بشير عن ثوير بن أبي فاختة قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام مع عمر بن ذر
القاضي فدعا أبو جعفر عليهالسلام بماء فأتي بكوز من
أدم فلما صار في يده قال الحمد لله الذي جعل لكل شيء حدا ينتهي إليه فقال ابن ذر
وما حده قال يذكر اسم الله عليه إذا شرب ويحمد الله إذا فرغ ولا يشرب من عند عروته
ولا من كسر إن كان فيه إلى آخر الخبر .
٤ ـ العيون ، عن
محمد بن عمر الجعابي عن الحسن بن عبد الله التميمي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام أن عليا عليهالسلام شرب قائما وقال هكذا رأيت
النبي صلىاللهعليهوآله فعل .
٥ ـ العلل ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن حماد عن
الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا تشرب
وأنت قائم ولا تطف بقبر ولا تبل في ماء نقيع فإنه من فعل ذلك فأصابه شيء فلا يلومن
إلا نفسه ومن فعل شيئا من ذلك لم يكد يفارقه إلا ما شاء الله .
توضيح قد مر أن
المراد بالطوف هنا التغوط في القاموس الطوف الغائط وطاف ذهب ليتغوط كاطاف على
افتعل انتهى ويدل على أن مثل هذه الأفعال يوجب المداومة عليها غالبا وكأنه لتسلط
الشيطان عليه.
٦ ـ قرب الإسناد ،
عن محمد بن عيسى عن عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه عليهالسلام قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله يقول إذا شرب الماء الحمد
لله الذي سقانا
__________________
عذبا زلالا برحمته
ولم يسقنا ملحا أجاجا بذنوبنا .
المحاسن ، عن جعفر
بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله.
الكافي ، عن العدة
عن سهل عن جعفر مثله إلا أن فيه أجاجا ولم يؤاخذنا بذنوبنا.
بيان العذب الحلو في القاموس العذب من الطعام والشراب كل مستساغ
وقال ماء زلال كغراب سريع المر في الحلق بارد عذب صاف سهل سلس وقال الملح بالكسر
ضد العذب من الماء كالمليح وقال ماء أجاج ملح مر قوله عليهالسلام ولم يؤاخذنا أي بجعله
ملحا أجاجا أو بسلب الماء عنا مطلقا كما قال سبحانه تهديدا « وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ
بِهِ لَقادِرُونَ »
٧ ـ مجالس الصدوق
، عن حمزة العلوي عن عبد العزيز بن محمد الأبهري عن محمد بن زكريا الجوهري عن شعيب
بن واقد عن الحسين بن زيد عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله في حديث طويل في المناهي
لا يشربن أحدكم الماء من عند عروة الإناء فإنه مجتمع الوسخ ونهى أن يشرب الماء
كرعا كما يشرب البهائم وقال اشربوا بأيديكم فإنها أفضل أوانيكم ونهى عن البزاق في
البئر التي يشرب منها ونهى أن ينفخ في طعام أو في شراب .
بيان في القاموس كرع في الماء أو في الإناء كمنع وسمع كرعا
وكروعا تناوله بفيه من موضعه من غير أن يشرب بكفيه ولا بإناء انتهى والنفخ في
الشراب كأنه أعم من أن يكون للتبريد أو لتبعيد ما على وجه الماء من موضع الشرب.
٨ ـ المجالس ، في
خطب أمير المؤمنين عليهالسلام ولو شئت لتسربلت
بالعبقري المنقوش من ديباجكم ولأكلت لباب هذا البر بصدور دجاجكم ولشربت الماء
الزلال برقيق زجاجكم ولكني أصدق الله جلت عظمته حيث يقول : « مَنْ كانَ يُرِيدُ
الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها » إلى قوله « لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ » الخبر .
__________________
بيان يدل على أن الشرب في الزجاج غاية التنعم والترفه فيه وأنه
ينافي التواضع المطلوب في المأكل والمشرب.
٩ـ كنز الكراجكي ،
قال : إن النبي صلىاللهعليهوآله كان في سفر
فاستيقظ من نومه فقال مع من وضوء فقال أبو قتادة معي في ميضأة فأتاه به فتوضأ
وفضلت في الميضأة فضلة فقال صلىاللهعليهوآله احتفظ بها يا با
قتادة فيكون لها شأن فلما حمي النهار واشتد العطش بالناس ابتدروا إلى النبي صلىاللهعليهوآله يقولون الماء الماء فدعا
النبي صلىاللهعليهوآله بقدحه ثم قال هلم
الميضأة يا با قتادة فأخذها ودعا فيها وقال اسكب فسكب في القدح وابتدر الناس الماء
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله كلكم يشرب الماء
إن شاء الله فكان أبو قتادة يسكب ورسول الله صلىاللهعليهوآله يسقي حتى شرب
الناس أجمعون ثم قال النبي صلىاللهعليهوآله لأبي قتادة اشرب
فقال لا بل اشرب أنت يا رسول الله فقال اشرب فإن ساقي القوم آخرهم شربا فشرب أبو
قتادة ثم شرب رسول الله ص.
بيان
: في القاموس
الميضأة الموضع يتوضأ فيه ومنه والمطهرة.
١٠ ـ الشهاب ، قال
صلىاللهعليهوآله ساقي القوم آخرهم
شربا.
الضوء هذا من
مكارم الأخلاق التي كان صلىاللهعليهوآله لا يزال يأخذ بها
أصحابه ويتقدم بها إليهم ويكررها عليهم والأدب في ذلك أن الساقي للقوم وهم عطاش
مجهودون إذا ابتدأ بنفسه دل على جشعه وقلة مبالاته بأصحابه الذين ائتمن عليهم وجعل
ملاك أرواحهم وقوام أبدانهم بيده وأمر الماء عندهم شديد فإنهم كثيرا ما يقتحمون
البوادي ويعرضون أنفسهم للفج الهجائر ووقدان الظهائر ويفتخرون بذلك ويتجلدون عليه
ويذكرونه في مفاخراتهم وإذا كان كذلك أدت الحال إلى تقاسم الماء بينهم بالمقلة وهي
حجر القسم وقد قيل الماء أهون موجود وأعز مفقود وفائدة الحديث الحث على الأخذ
بالأكرم من الأفعال والتباعد عما يجعل الإنسان في معرض الأنذال ولباس الأرذال
وراوي هذا الحديث المغيرة.
١١ ـ معاني
الأخبار ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي
الكوفي رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام أنه قيل له الرجل
يشرب بنفس
واحد قال لا بأس
قلت فإن من قبلنا يقولون ذلك شرب الهيم فقال إنما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله
عليه .
١٢ ـ ومنه ، عن
أبيه عن الحميري عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن شيخ من أهل المدينة قال : سألت أبا
عبد الله عليهالسلام عن رجل يشرب فلا
يقطع حتى يروي فقال وهل اللذة إلا ذاك قلت فإنهم يقولون إنه شرب الهيم فقال كذبوا
إنما شرب الهيم ما « لَمْ
يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ »
١٣ ـ ومنه ، عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن ابن
أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد الله الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ثلاثة أنفاس في
الشرب أفضل من نفس واحد في الشرب وقال كان يكره أن يشبه بالهيم قلت وما الهيم قال
الرمل وفي حديث آخر هي الإبل.
قال الصدوق رحمهالله سمعت شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهالله يقول سمعت محمد بن
الحسن الصفار يقول كلما في كتاب الحلبي وفي حديث آخر فذلك قول محمد بن أبي عمير رحمهالله .
تبيين : قال الله
تعالى « ثُمَّ
إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ
زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ
فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ » قال البيضاوي شرب الهيم أي الإبل التي لها الهيام وهو داء
يشبه الاستسقاء جمع أهيم وهيماء وقيل الرمال على أنه جمع هيام بالفتح وهو الرمل
الذي لا يتماسك جمع على هيم كسحب ثم خفف وفعل به ما فعل بجمع أبيض انتهى وقال
الجوهري وقوله تعالى « فَشارِبُونَ
شُرْبَ الْهِيمِ » هي الإبل العطاش ويقال الرمل حكاه الأخفش انتهى.
وأقول الأخبار
مختلفة في الشرب بنفس واحد أو أكثر واستحب الأصحاب الشرب بثلاثة أنفاس وحملوا
الأقل على الجواز وربما يحمل النفس الواحد على
__________________
ما إذا كان الساقي
حرا وربما يتراءى من بعض الأخبار كون التعدد محمولا على التقية والظاهر أن الثلاث
أفضل قال صاحب الجامع يكره الشرب قائما بالليل ولا بأس بالنهار ويشرب في ثلاثة
أنفاس وإن كان ساقيه حرا فبنفس واحد.
١٤ ـ معاني
الأخبار ، عن محمد بن هارون الزنجاني عن علي بن عبد العزيز عن القاسم بن سلام رفعه
أن رسول الله صلىاللهعليهوآله نهى عن اختناث
الأسقية ومعنى الاختناث أن يثني أفواهها ثم يشرب منها وأصل الاختناث التكسر ومن
هذا سمي المخنث لتكسره وبه سميت المرأة خنثى ومعنى الحديث في النهي عن اختناث
الأسقية يفسر على وجهين أحدهما أنه يخاف أن يكون فيه دابة والذي دار عليه معنى
الحديث أنه عليهالسلام نهى أن يشرب من أفواهها
.
توضيح في النهاية
أنه نهى عن اختناث الأسقية خنثت السقاء إذا ثنيت فمه إلى خارج وشربت منه وقبعته
إذا ثنيته إلى داخل وإنما نهى عنه لأنه ينتنها فإن إدامة الشرب هكذا مما يغير
ريحها وقيل لا يؤمن أن يكون فيها هامة وقيل لئلا يترشش الماء على الشارب لسعة فم
السقاء وقد جاء في حديث آخر إباحته ويحتمل أن يكون النهي خاصا بالسقاء الكبير دون
الإداوة وفي حديث ابن عمر أنه كان يشرب من الإداوة ولا يختنثها ويسميها نفعة سماها
بالمرة من النفع ولم يصرفها للعلمية والتأنيث انتهى وقال في شرح جامع الأصول
الاختناث أن يكسر أي يقلب شفة القربة ويشرب وورد إباحته وذا للضرورة والحاجة
والنهي عن الاعتياد أو ناسخ للأول .
١٥ ـ المعاني : عن
محمد بن موسى بن المتوكل عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن ابن
محبوب عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول إن
__________________
الرجل ليشرب
الشربة فيدخله الله بها الجنة قلت وكيف ذاك قال إن الرجل ليشرب الماء فيقطعه ثم
ينحي الإناء وهو يشتهيه فيحمد الله ثم يعود فيشرب ثم ينحيه وهو يشتهيه فيحمد الله
ثم يعود فيشرب فيوجب الله عز وجل له بذلك الجنة .
المحاسن ، عن ابن
محبوب مثله إلا أنه قال بعد قوله أخيرا فيشرب ثم ينحيه ويحمد الله فيوجب الله له
بذلك الجنة ويقول بسم الله في أول كل مرة. قال وروى محمد بن إسماعيل عن منصور بن
يونس عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله.
١٦ ـ العلل ، عن
علي بن حاتم عن محمد بن جعفر المخزومي عن محمد بن عيسى بن زياد عن الحسن بن فضال
عن ثعلبة عن بكار بن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليهالسلام في الرجل ينفخ في القدح
قال لا بأس وإنما يكره ذلك إذا كان معه غيره كراهة أن يعافه.
وعن الرجل ينفخ في
الطعام قال أليس إنما يريد أن يبرده قال نعم قال لا بأس.
قال الصدوق رحمهالله الذي أفتي به وأعتمده هو أنه لا يجوز النفخ في الطعام والشراب سواء كان الرجل
وحده أو مع غيره ولا أعرف هذه العلة إلا في هذا الخبر .
بيان قال الجوهري عاف الرجل الطعام أو الشراب يعافه عيافا أي
كرهه فلم يشربه ثم إن ظاهر الصدوق رحمهالله حرمة النفخ فلذا رد الخبر ويمكن حمله على الجواز وسائر
الأخبار على الكراهة أو سائر الأخبار على ما إذا لم يكن معه غيره في الشراب وإذا
لم تكن ضرورة في الطعام وهذا على الضرورة كضيق الوقت للصلاة أو لحاجة.
١٧ ـ كامل الزيارة
، عن محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن
كثير عن داود الرقي قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام إذا استسقى الماء
فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال لي يا داود لعن الله قاتل
الحسين فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ولعن قاتله إلا كتب الله له مائة ألف
__________________
حسنة وحط عنه مائة
ألف سيئة ورفع له مائة ألف درجة وكأنما أعتق مائة ألف نسمة وحشره الله يوم القيامة
ثلج الفؤاد .
ومنه عن الكليني
عن علي بن محمد عن سهل عن جعفر بن إبراهيم عن سعد بن سعد مثله.
الكافي ، عن محمد
بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن جعفر عمن ذكره عن الخشاب مثله.
بيان في النهاية ثلجت نفسي بالأمر تثلج ثلجا إذا اطمأنت إليه
وسكنت وثبت فيها ووثقت به.
١٨ ـ المحاسن ، عن
ابن بزيع عن أبي إسماعيل السراج عن خيثمة بن عبد الرحمن عن أبي لبيد البحراني عن
أبي جعفر عليهالسلام أنه سأله رجل ما
حد كوزك هذا قال لا تشرب من موضع أذنه ولا من موضع كسره فإنه مقعد الشيطان وإذا
وضعته على فمك فاذكر اسم الله وإذا رفعته عن فمك فاحمد الله وتنفس فيه ثلاثة أنفاس
فإن النفس الواحد يكره .
١٩ ـ ومنه ، عن
عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن
الرجل يأكل بشماله أو يشرب بها قال لا يأكل بشماله ولا يشرب بشماله ولا يناوله بها
شيئا قال ورواه أبي عن زرعة عن سماعة .
٢٠ ـ ومنه ، عن
أبيه عن النضر عن القاسم بن سويد عن جراح المدائني عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه كره أن يأكل الرجل
بشماله أو يتناول بها .
٢١ ـ ومنه ، عن
القاسم بن محمد عن شيبان بن عمرو عن حريز عن محمد بن مسلم قال : كنا في مجلس أبي عبد
الله عليهالسلام فدخل علينا فتناول
إناء فيه ماء بيده اليسرى فشرب بنفس واحد وهو قائم .
بيان كأن التناول باليسرى كان لعذر أو لبيان الجواز وكذا النفس
الواحد
__________________
والقيام أو القيام
لأنه كان في اليوم.
٢٢ ـ المحاسن ، عن
جعفر عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله ليشرب ساقي القوم
آخرهم .
٢٣ ـ ومنه ، بالإسناد
المتقدم قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله مصوا الماء مصا
ولا تعبوه عبا فإنه يأخذ منه الكباد .
الكافي ، عن العدة
عن سهل عن جعفر مثله.
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله.
بيان قال في النهاية فيه مصوا الماء مصا ولا تعبوه عبا العب
الشرب بلا نفس ومنه الكباد من العب الكباد بالضم داء يعرض الكبد وقال في موضع آخر
العب شرب الماء من غير مص.
وأقول هذا أظهر من
تفسيره الأول قال الجوهري العب شرب الماء من غير مص وفي الحديث الكباد من العب
والحمام يشرب الماء عبا كما تعب الدواب وقال الفيروزآبادي العب شرب الماء أو الجرع
أو تتابعه والكرع وقال في الدروس الماء سيد شراب الدنيا والآخرة وطعمه طعم الحياة
ويكره الإكثار منه وعبه أي شربه من غير مص ويستحب مصه وروي من شرب الماء فنحاه وهو
يشتهيه فحمد الله يفعل ذلك ثلاثا وجبت له الجنة وروي باسم الله في المرات الثلاثة
في ابتدائه.
٢٤ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن صفوان عن معلى أبي عثمان عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ثلاثة أنفاس أفضل
من نفس .
٢٥ ـ ومنه ، عن
أبي أيوب المديني عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ثلاثة أنفاس في
الشرب أفضل من نفس واحد .
__________________
٢٦ ـ ومنه ، عن
بعض أصحابنا عن ابن أخت الأوزاعي عن مسعدة بن اليسع عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال : نهى علي عليهالسلام عن العبة الواحدة في الشرب
وقال ثلاثا أو اثنتين .
المكارم ، عنه عليهالسلام مثله.
٢٧ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أمير المؤمنين عليهالسلام يكره النفس الواحد في
الشرب وقال ثلاثة أنفاس أو اثنتين .
بيان
: لم أر في كلام
الأصحاب استحباب الاثنتين مع وروده في الأخبار المعتبرة والظاهر استحبابه أيضا.
٢٨ ـ المحاسن ، عن
جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه شرب وتنفس
ثلاثة مرات يرتوي في الثالثة ثم قال قال أبي من شرب ثلاث مرات فذلك شرب الهيم قلنا
وما الهيم قال الإبل .
بيان كأن فيه تصحيفا أو سقطا كما يشهد به سائر الأخبار ويحتمل
أن يكون محمولا على ما إذا لم يتنفس بينها أو يرتوي قبل الثالثة ويشرب حرصا.
٢٩ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن النضر عن هشام عن سليمان بن خالد قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام الرجل يشرب النفس الواحد
قال يكره وقال ذلك شرب الهيم قلت وما الهيم قال هي الإبل .
ومنه عن ابن محبوب
عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن
الشرب بنفس واحد فكرهه وقال ذلك شرب الهيم قلت وما الهيم قال الإبل.
٣٠ ـ ومنه ، عن
ابن فضال عن غالب بن عيسى عن روح بن عبد الرحيم قال : كان أبو عبد الله عليهالسلام يكره أن يتشبه بالهيم قلت
وما الهيم قال الكثيب .
بيان الكثيب التل من الرمل وفي التهذيب بسند آخر هو النيب وفي
القاموس
__________________
الناب الناقة
المسنة والجمع أنياب ونيوب ونيب.
٣١ ـ المحاسن ، عن
أبي أيوب المديني عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه كان يكره أن يتشبه
بالهيم قلت وما الهيم قال الرمل .
بيان
: في أكثر النسخ
بالراء المهملة وفي بعضها بالمعجمة جمع الزاملة وهي ما يحمل عليه من البعير والأول
أظهر.
٣٢ ـ المحاسن ، عن
ابن فضال عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أصحاب
رسول الله صلىاللهعليهوآله يعبون الماء عبا
فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله اشربوا في أيديكم
فإنها من خير آنيتكم .
بيان
: كأن المراد بالعب
هنا الكرع كما مر في القاموس وهو أن يشرب بفيه من موضعه كالحيوانات.
٣٣ ـ المحاسن ، عن
ابن محبوب عن إبراهيم الكرخي عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعجبه أن يشرب في القداح
الشامي ويقول هو من أنظف آنيتكم .
٣٤ ـ ومنه ، عن
جعفر عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليهالسلام قال : مر النبي صلىاللهعليهوآله بقوم يشربون بأفواههم في
غزوة تبوك فقال صلىاللهعليهوآله اشربوا في أيديكم
فإنها من خير آنيتكم .
٣٥ ـ ومنه ، عن
ابن فضال عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله يشرب في الأقداح
الشامية يجاء بها من الشام وتهدى له .
بيان قال في الدروس كان رسول الله يعجبه الشرب في القدح الشامي
والشرب في اليدين أفضل.
٣٦ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن عبد الرحمن بن محمد الأسدي عن سالم بن مكرم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أبي عليهالسلام جالسا إذ أتاه أخوه عبد
الله بن علي يستأذن لعمرو بن عبيد وبشير الرحال وواصل فدخلوا عليه فجلسوا فقالوا
يا با
__________________
جعفر لكل شيء حد
ينتهي إليه فقال نعم ما من شيء إلا وله حد ينتهي إليه قال فدعا بالماء فأتي بكوز
فقالوا يا با جعفر أحد لهذا الكوز لمن شرب فقال نعم فقالوا ما حده قال إذا شربه
الرجل تنفس عليه ثلاثة أنفاس كلما تنفس حمد الله ولا يشربن من أذن الكوز ولا من
كسر إن كان فيه فإنه مشرب الشيطان ثم يقول الحمد لله الذي سقاني ماء عذبا فراتا
برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبي .
بيان في القاموس الأذن
بالضم وبضمتين المقبض والعروة من كل شيء.
٣٧ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله عن أبيه قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام لا تشربوا من ثلمة
الإناء ولا من عروته فإن الشيطان يقعد على العروة .
٣٨ ـ ومنه ، عن
يعقوب بن يزيد عن ابن عم لعمر بن يزيد عن ابنة عمر بن يزيد عن أبيها عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : إذا شرب
أحدكم الماء فقال بسم الله ثم قطعه فقال الحمد لله ثم شرب فقال بسم الله ثم قطعه
فقال الحمد لله ثم شرب فقال بسم الله ثم قطعه فقال الحمد لله سبح ذلك الماء له ما
دام في بطنه إلى أن يخرج .
٣٩ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن إبراهيم بن يحيى المديني عن أبي عبد
الله عن أبيه عليهالسلام قال : قام أمير
المؤمنين عليهالسلام إلى إداوة فشرب
منها وهو قائم .
٤٠ ـ ومنه ، عن
ابن العزرمي عن حاتم بن إسماعيل المديني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام أن أمير المؤمنين عليهالسلام كان يشرب وهو قائم ثم شرب
من فضل وضوئه قائما فالتفت إلى الحسن عليهالسلام فقال يا بني إني
رأيت جدك رسول الله صلىاللهعليهوآله صنع هكذا .
__________________
٤١ ـ ومنه ، عن
محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر عن عقبة بن شريك عن عبد الله بن شريك العامري عن
بشير بن غالب قال : سألت الحسين بن علي وأنا أسايره عن الشرب قائما فلم يجبني حتى
إذا نزل أتى ناقة فحلبها ثم دعاني فشرب وهو قائم .
٤٢ ـ ومنه ، عن
عدة من أصحابنا عن حنان بن سدير عن أبيه قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن الشرب قائما قال وما
بأس بذلك قد شرب الحسين بن علي عليهالسلام وهو قائم .
٤٣ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن عبد الرحمن الأسدي عن عمرو بن أبي المقدام قال : رأيت أبا جعفر عليهالسلام يشرب وهو قائم في قدح خزف
.
٤٤ ـ ومنه ، عن
أبيه عن عبد الله المغيرة عن عمرو بن أبي المقدام قال : كنت عند أبي جعفر عليهالسلام أنا وأبي فأتي بقدح من
خزف فيه ماء فشرب وهو قائم ثم ناوله أبي فشرب وهو قائم ثم ناولني فشربت منه وأنا
قائم .
٤٥ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام إذ دخل عليه عبد الملك
القمي فقال أصلحك الله أشرب وأنا قائم فقال إن شئت قال فأشرب بنفس واحد حتى أروى
قال إن شئت قال أفأسجد ويدي في ثوبي قال إن شئت ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام إني والله ما من هذا
وشبهه أخاف عليكم .
بيان ما من هذا وشبهه كأن المعنى أن هذه الأمور من السنن
والآداب ولا أخاف عليكم العذاب من تركها بل إنما أخاف عليكم من ترك الواجبات
والفرائض فيدل على أن أخبار التجويز محمولة على الجواز لا على أنها ليست من السنن
كما حمله عليه أكثر الأصحاب وبعض الأخبار تشير إلى أن أخبار المنع محمولة على
التقية وبعض الأصحاب حملوا الشرب قائما على ما إذا كان بالنهار كما ذكره الصدوق
وهو الظاهر من الكليني رحمهالله وغيرهما قال أبو الصلاح رحمهالله
__________________
في الكافي يكره
شرب الماء بالليل قائما والعب والنهل في نفس واحد ومن ثلمة الكوز ومما يلي الأذن
وقد مر كلام صاحب الجامع في ذلك.
وقال في الدروس
يكره الشرب بنفس واحد بل بثلاثة أنفاس وروي أن ذلك إن كان الساقي عبدا وإن كان حرا
فبنفس واحد وروي أن العب تورث الكباد بضم الكاف وهو وجع الكبد والشرب قائما ويستحب
الشرب في الأيدي ومما يلي شفة الإناء لا مما يلي عروته أو ثلمته.
٤٦ ـ المحاسن ، عن
الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام في رجل يشرب الماء وهو
قائم قال لا بأس بذلك .
٤٧ ـ ومنه ، عن
النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن أبيه عليهالسلام قال : شرب الماء
من قيام أقوى وأصلح للبدن .
المكارم ، عن الباقر
عليهالسلام مثله إلا أن فيه
أمرأ وأصح وليس فيه للبدن.
٤٨ ـ المحاسن ، عن
القاسم بن يحيى عن جده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام لا تشربوا الماء قائما .
٤٩ ـ ومنه ، عن
ابن محبوب عن أبيه أو غيره رفعه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام شرب الماء من قيام يمرئ
الطعام وشرب الماء بالليل يورث الماء الأصفر ومن شرب الماء بالليل وقال يا ماء
عليك السلام من ماء زمزم وماء الفرات لم يضره شرب الماء بالليل .
المكارم ، مرسلا
مثله إلا أن فيه شرب الماء من قيام بالنهار وفيه ويقول ثلاث مرات عليك السلام.
٥٠ ـ الكافي ، عن
علي بن محمد رفعه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام إذا أردت أن تشرب
الماء بالليل فحرك الإناء وقل يا ماء ماء زمزم وماء الفرات يقرءانك السلام .
__________________
بيان
: يقرءانك على بناء
المجرد أشهر في القاموس قرأه وبه كنصره ومنعه تلا وقرأ عليهالسلام أبلغه كأقرأه ولا يقال أقرأه إلا إذا كان السلام مكتوبا.
٥١ ـ المحاسن ، عن
ابن محبوب عن يونس بن يعقوب عن سيف الطحان قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام وعنده رجل من قريش
فاستسقى أبو عبد الله عليهالسلام فصب الغلام في قدح
فشرب وأنا إلى جنبه فناولني فضلته في القدح فشربتها ثم قال يا غلام صب فصب الغلام
وناول القرشي .
٥٢ ـ ومنه ، عن
أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو بن أبي المقدام قال : رأيت أبا جعفر عليهالسلام وهو يشرب في قدح من خزف .
٥٣ ـ دعوات
الراوندي ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : شرب الماء
من الكوز العام أمان من البرص والجذام.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله من شرب قائما فأصابه شيء
من المرض لم يستشف أبدا وشرب رجل قائما فرآه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال أيسرك أن تشرب معك
الهرة فقال لا قال قد شرب معك من هو شر منه الشيطان.
ومن السنة أن لا
يشرب من الموضع المكسور وأن يتنفس ثلاثة أنفاس فإذا ابتدأ ذكر الله وإذا فرغ حمد
الله ولا يتنفس في الإناء روته العامة.
بيان كأن المراد بالكوز العام ما يشرب منه كل من يمر به وهذا
مما يحترز منه الناس لخوف العاهات فرد صلىاللهعليهوآله عليهم بأنه سبب لرفع
العاهات لأنه سؤر المؤمنين والظاهر أن هذه الروايات كلها عامية.
المكارم ، كان
النبي صلىاللهعليهوآله إذا شرب بدأ فسمى
وحسى حسوتين ثم يقطع فيحمد الله ثم يعود فيسمي ثم يزيد في الثالثة ثم يقطع فيحمد
الله فكان له في شربه ثلاث تسميات وثلاث تحميدات ويمص الماء مصا ولا يعبه عبا
ويقول صلىاللهعليهوآله إن الكباد من العب
وكان صلىاللهعليهوآله لا يتنفس في
الإناء إذا شرب فإن أراد أن يتنفس أبعد الإناء عن فيه حتى يتنفس.
__________________
وكان صلىاللهعليهوآله يشرب في أقداح القوارير
التي يؤتى بها من الشام ويشرب في الأقداح التي يتخذ من الخشب وفي الجلود ويشرب في
الخزف ويشرب بكفيه يصب الماء فيهما ويشرب ويقول ليس إناء أطيب من اليد ويشرب من
أفواه القرب والأداوي ولا يختنثها اختناثا ويقول إن اختناثها ينتنها وكان صلىاللهعليهوآله يشرب قائما وربما شرب
راكبا وربما قام فشرب من القربة أو الجرة أو الإداوة وفي كل إناء يجده وفي يديه.
وكان صلىاللهعليهوآله يشرب الماء الذي حلب عليه
اللبن ويشرب السويق وكان أحب الأشربة إليه الحلو وفي رواية أحب الشراب إلى رسول
الله صلىاللهعليهوآله الحلو البارد وكان
صلىاللهعليهوآله يشرب الماء على
العسل وكان يماث له الخبز فيشربه أيضا وكان صلىاللهعليهوآله يقول سيد الأشربة
في الدنيا والآخرة الماء .
٥٥ ـ الفقيه ، سأل
الصادق عليهالسلام بعض أصحابه عن
الشرب بنفس واحد فقال إذا كان الذي يناول الماء مملوكا فاشرب في ثلاثة أنفاس وإن
كان حرا فاشربه بنفس واحد.
قال الصدوق رحمهالله وهذا الحديث في روايات محمد بن يعقوب الكليني .
٥٦ ـ المكارم ، عنه
عليهالسلام مثله ثم قال
وبرواية أخرى وهو الأصح عنه عليهالسلام قال ثلاثة أنفاس
في الشراب أفضل من الشرب بنفس واحد وكان يكره أن يشبه بالهيم قلت وما الهيم قال
الإبل.
٥٧ ـ الدعائم ، عن
جعفر بن محمد عن آبائه عليهمالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله نهى عن الشرب والأكل
بالشمال وأمر أن يسمي الله الشارب إذا شرب ويحمده إذا فرغ يفعل ذلك كلما تنفس في
الشرب ابتدأ أو قطع.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه نهى عن اختناث
الأسقية وهو أن تثنى أفواه القربة ثم يشرب منها وقيل إن ذلك نهي عنه لوجهين أحدهما
أنه يخاف أن يكون فيها دابة أو حية فتنساب في [ فم ] الشارب والثاني أن ذلك
ينتنها.
__________________
وعنه صلىاللهعليهوآله أنه شرب قائما وجالسا.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه نهى عن الشرب من قبل
عروة الإناء.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه مر برجل يكرع الماء
بفيه يعني يشربه من إناء أو غيره من وسطه فقال أتكرع ككرع البهيمة إن لم تجد إناء
فاشرب بيديك فإنها من أطيب آنيتكم.
وعنه صلىاللهعليهوآله أنه قال : مصوا الماء مصا
ولا تعبوه عبا فإنه منه يكون الكباد.
وعن علي عليهالسلام أنه قال : تفقدت رسول
الله صلىاللهعليهوآله غير مرة وهو إذا
شرب الماء تنفس ثلاثا مع كل واحد منهن تسمية إذا شرب وحمد إذا قطع.
وعن محمد بن علي
وأبي عبد الله عليهالسلام أنهما قالا ثلاثة
أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد وكرها أن يتشبه الشارب بشرب الهيم يعنيان الإبل
الصادية لا ترفع رءوسها عن الماء حتى تروى.
وعن الحسن بن علي عليهالسلام أنه كره تجرع اللبن وكان
يعبه عبا وقال إنما يتجرع أهل النار.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه كان إذا شرب اللبن
قال اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه وإذا شرب الماء قال الحمد لله الذي سقاني عذبا
زلالا برحمته ولم يسقنا ملحا أجاجا بذنوبنا .
توضيح الصادي العطشان
وكأن المراد بالتجرع الشرب قليلا قليلا قال في المصباح جرعت الماء جرعا من باب نفع
ومن باب تعب لغة وهو الابتلاع والجرعة من الماء كاللقمة من الطعام وهو ما يجرع مرة
واحدة وقال الراغب يقال تجرعه إذا تكلف جرعة قال تعالى « يَتَجَرَّعُهُ وَلا
يَكادُ يُسِيغُهُ ».
٥٨ ـ كتاب المسائل
، بإسناده عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن
الكوز والدورق من القدح والزجاج والعيدان أيشرب منه من قبل عروته قال لا يشرب من
قبل عروة كوز ولا إبريق ولا قدح ولا يتوضأ من قبل عروته .
__________________
بيان
: في القاموس الدورق
الجرة ذات العروة وقال القدح بالتحريك آنية تروي الرجلين أو اسم يجمع الصغار
والكبار والجمع أقداح وقال الإبريق معرب آب ري والجمع أباريق.
٥٩ ـ المكارم ، الدعاء
المروي عند شرب الماء الحمد لله منزل الماء من السماء مصرف الأمر كيف يشاء بسم
الله خير الأسماء.
وعن الصادق عليهالسلام قال : أتى أبي جماعة
فقالوا له زعمت أن لكل شيء حدا ينتهي إليه فقال لهم أبي نعم قال فدعا بماء ليشربوا
فقالوا يا با جعفر هذا الكوز من الشيء هو قال نعم قالوا فما حده قال حده أن تشرب
من شفته الوسطى وتذكر الله عليه وتنفس ثلاثا كلما تنفست حمدت الله ولا تشرب من أذن
الكوز فإنه مشرب الشيطان ثم قال الحمد لله الذي سقاني ماء عذبا ولم يجعله ملحا
أجاجا بذنوبي وبرواية مثله زيادة الحمد لله الذي سقاني فأرواني وأعطاني فأرضاني
وعافاني وكفاني اللهم اجعلني ممن تسقيه في المعاد من حوض محمد صلىاللهعليهوآله وتسعده بمرافقته برحمتك
يا أرحم الراحمين.
وعن عبد الله بن
مسعود قال : كان رسول الله يتنفس في الإناء ثلاثة أنفاس يسمي عند كل نفس ويشكر
الله في آخرهن.
وعن أنس أن النبي صلىاللهعليهوآله واخذ عن الشرب قائما قال
قلت فالأكل قال هو أشر وفي رواية عنه أيضا أنه صلىاللهعليهوآله شرب قائما.
وقيل للصادق عليهالسلام ما طعم الماء قال طعم
الحياة.
وقال عليهالسلام إذا شرب أحدكم فليشرب في
ثلاثة أنفاس يحمد الله في كل منها أوله شكر الشربة والثاني مطردة الشيطان والثالث
شفاء لما في جوفه.
وعن ابن عباس قال
: رأيت النبي صلىاللهعليهوآله شرب الماء فتنفس
مرتين.
وعن موسى بن جعفر عليهالسلام سئل عنه عن حد الإناء
فقال حده أن لا تشرب من موضع كسر إن كان به فإنه مجلس الشيطان فإذا شربت سميت فإذا
فرغت حمدت الله.
وروي عن عمرو بن
قيس قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام بالمدينة وبين
يديه كوز موضوع فقلت له فما حد هذا الكوز قال اشرب مما يلي شفته وسم الله عز وجل
وإذا رفعت من فيك فاحمد الله وإياك وموضع العروة أن تشرب منها فإنه مقعد الشيطان
فهذا حده.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا وقع الذباب في إناء
أحدكم فليغمسه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء وإنه يغمس بجناحه الذي فيه
الداء فليغمسه كله ثم لينزعه .
بيان
: واخذ كأنه من
المؤاخذة مجازا أي يلوم والتعدية بعن لتضمين معنى النهي في القاموس آخذه بذنبه ولا
تقل واخذه وفي الصحاح آخذه بذنبه مؤاخذة والعامة تقول واخذه.
٦٠ ـ الفردوس ، عن
علي عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله إذا شربتم الماء
فاشربوه مصا ولا تشربوه عبا فإن العب يورث الكباد.
قال الديلمي العب
شرب بلا تنفس والكباد داء يكون في الصدر.
٣
باب
(فضل ماء المطر في نيسان وكيفية أخذه وشربه)
١ ـ المهج : مهج
الدعوات نقلا من كتاب زاد العابدين تأليف الحسين بن الحسن بن خلف الكاشوني [
الكاشغري ] قال أخبرنا الوالد أبو الفتوح رحمهالله عن أبي بكر محمد بن عبد الله البلخي عن أبي نصر محمد بن
أحمد بن الباب حريزي عن عبد الله بن عباس المذكر البلخي عن محمد بن أحمد عن عيسى
بن هارون عن محمد بن جعفر عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : كنا جلوسا
إذ دخل علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله فسلم علينا فرددنا
عليه فقال ألا أعلمكم دواء علمني جبرئيل عليهالسلام حيث لا أحتاج إلى
دواء الأطباء فقال علي
__________________
وسلمان وغيرهما
وما ذاك الدواء قال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام تأخذ من ماء المطر في
نيسان وتقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين مرة وآية الكرسي سبعين مرة وقل هو الله أحد
سبعين مرة وقل أعوذ برب الفلق سبعين مرة وقل أعوذ برب الناس سبعين مرة وقل يا أيها
الكافرون سبعين مرة وتشرب عن ذلك الماء غدوة وعشية سبعة أيام متواليات.
قال النبي صلىاللهعليهوآله والذي بعثني بالحق نبيا
إن جبرئيل عليهالسلام قال إن الله يدفع
عن الذي يشرب من هذا الماء كل داء في جسده ويعافيه ويخرج من جسده وعظمه وجميع
أعضائه ويمحو ذلك من اللوح المحفوظ والذي بعثني بالحق نبيا إن لم يكن له ولد وأحب
أن يكون له ولد بعد ذلك فشرب من ذلك الماء كان له ولد وإن كانت المرأة عقيما وشربت
من ذلك الماء رزقها الله ولدا وإن كان الرجل عنينا والمرأة عقيما وشرب من ذلك
الماء أطلق الله ذلك وذهب ما عنده ويقدر على المجامعة وإن أحبت أن تحمل بابن حملت
وإن أحبت أن تحمل بذكر أو أنثى حملت وتصديق ذلك في كتاب الله : « يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ
إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً
وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً »
وإن كان به صداع
فشرب من ذلك يسكن عنه الصداع بإذن الله وإن كان به وجع العين يقطر من ذلك الماء في
عينيه ويشرب منه ويغسل به عينيه يبرأ بإذن الله ويشد أصول الأسنان ويطيب الفم ولا
يسيل من أصول الأسنان اللعاب ويقطع البلغم ولا يتخم إذا أكل وشرب ولا يتأذى بالريح
ولا يصيبه الفالج ولا يشتكي ظهره ولا ييجع بطنه ولا يخاف من الزكام ووجع الضرس ولا
يشتكي المعدة ولا الدود ولا يصيبه قولنج ولا يحتاج إلى الحجامة ولا يصيبه الناسور
ولا يصيبه الحكة ولا الجدري ولا الجنون ولا الجذام ولا البرص ولا الرعاف ولا القلس
ولا يصيبه عمى ولا بكم ولا خرس ولا صمم ولا مقعد ولا يصيبه الماء الأسود في عينيه
ولا يصيبه داء ولا يفسد عليه صومه وصلاته ولا يتأذى بالوسوسة ولا الجن ولا
الشياطين.
__________________
وقال النبي صلىاللهعليهوآله قال جبرئيل إنه من شرب من
ذلك الماء ثم كان به جميع الأوجاع التي تصيب الناس فإنه شفاء له من جميع الأوجاع
فقلت يا جبرئيل هل ينفع في غير ما ذكرت من الأوجاع فقال لي جبرئيل والذي بعثك
بالحق نبيا من يقرأ هذه الآيات على هذا الماء ملأ الله تعالى قلبه نورا وضياء
ويلقي الإلهام في قلبه ويجري الحكمة على لسانه ويحشو قلبه من الفهم والتبصرة ما لم
يعط مثله أحدا من العالمين ويرسل عليه ألف مغفرة وألف رحمة ويخرج الغش والخيانة
والغيبة والحسد والبغي والكبر والبخل والحرص والغضب من قلبه والعداوة والبغضاء
والنميمة والوقيعة في الناس وهو الشفاء من كل داء.
وقد روي في رواية
أخرى عن النبي صلىاللهعليهوآله فيما يقرأ على ماء
المطر في نيسان زيادة وهي أنه يقرأ عليه سورة إنا أنزلناه ويكبر الله ويهلل الله
ويصلي على النبي وآله كل واحدة منها سبعين مرة .
بيان
: ييجع لغة في يوجع
والناسور علة تحدث في العين وفي حوالي المقعدة وفي اللثة والجدري بضم الجيم وفتحها
قروح في البدن تنفط وتقبح وهي معروفة تحدث في الأطفال غالبا والقلس ويفتح ما خرج
من الحلق ملء الفهم وليس بقيء فإن عاد فهو قيء ويحتمل التعميم هنا والمقعد كمكرم
داء يصير مقعدا لا يقدر على القيام والوقيعة في الناس ذمهم وتطلق غالبا على
الغيبة.
وأقول وجدت بخط
الشيخ علي بن حسن بن جعفر المرزباني وكان تاريخ كتابته سنة ثمان وتسعمائة قال وجدت
بخط الإمام العلامة الشهيد السعيد محمد بن مكي رحمهالله روي عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله علمني جبرئيل عليهالسلام دواء لا أحتاج معه إلى
طبيب فقال بعض أصحابه نحب يا رسول الله أن تعلمنا فقال عليهالسلام يؤخذ بنيسان يقرأ عليه
فاتحة الكتاب وآية الكرسي وقل يا أيها الكافرون وسبح اسم ربك الأعلى سبعين مرة
والمعوذتان والإخلاص سبعين مرة ثم يقرأ لا إله إلا الله سبعين مرة والله أكبر
سبعين مرة وصلى الله على محمد وآل
__________________
محمد سبعين مرة
وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر سبعين مرة ثم يشرب منه جرعة
بالعشاء وجرعة غدوة سبعة أيام متواليات.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله والذي بعثني بالحق نبيا
إن الله يدفع عمن يشرب هذا الماء كل داء وكل أذى في جسده ويطيب الفم ويقطع البلغم
ولا يتخم إذا أكل وشرب ولا تؤذيه الرياح ولا يصيبه فالج ولا يشتكي ظهره ولا جوفه
ولا سرته ولا يخاف البرسام ويقطع عنه البرودة وحصر البول ولا تصيبه حكة ولا جدري
ولا طاعون ولا جذام ولا برص ولا يصيبه الماء الأسود في عينيه ويخشع قلبه ويرسل
الله عليه ألف رحمة وألف مغفرة ويخرج من قلبه النكر والشرك والعجب والكسل والفشل
والعداوة ويخرج من عرقه الداء ويمحو عنه الوجع من اللوح المحفوظ وأي رجل أحب أن
تحبل امرأته حبلت امرأته ورزقه الله الولد وإن كان رجل محبوسا وشرب ذلك أطلقه الله
من السجن ويصل إلى ما يريد وإن كان به صداع سكن عنه وسكن عنه كل داء في جسمه بإذن
الله تعالى.
باب
(النهي عن الاستشفاء بالمياه الحارة الكبريتية والمرة
وأشباههما)
١ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي سعيد دينار بن عقيصا التيمي قال : مررت
بالحسن والحسين عليهالسلام وهما بالفرات
مستنقعين في إزارهما فقالا إن للماء سكانا كسكان الأرض ثم قالا أين تذهب فقلت إلى
هذا الماء قالا وما هذا الماء قلت ماء تشرب في هذا الحير يخف له الجسد ويخرج الحر
ويسهل البطن هذا الماء المر فقالا ما نحسب أن الله تبارك وتعالى جعل في شيء مما قد
لعنه شفاء فقلت ولم ذاك فقالا إن الله تبارك وتعالى لما آسفه قوم نوح فتح السماء
بماء منهمر فأوحى الله إلى الأرض فاستعصت عليه عيون منها فلعنها فجعلها ملحا أجاجا
.
__________________
بيان
: في أكثر النسخ
دينار بن عقيصا والظاهر زيادة ابن لأن دينارا كنيته أبو سعيد ولقبه عقيصا ويؤيده
أن في الكافي عن أبي سعيد عقيصا وفي القاموس العقيصا كرشة صغيرة مقرونة بالكرش
الكبرى.
وأقول في الكافي
رواه عن محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن محمد بن يحيى بن زكريا وعن العدة عن
أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه جميعا عن محمد بن سنان وفيه وهما في الفرات مستنقعان
في إزارين فقلت لهما يا ابني رسول الله أفسدتما الإزارين فقالا لي يا با سعيد فساد
الإزارين أحب إلينا من فساد الدين إن للماء أهلا وسكانا إلى قوله فقلت أريد دواء
أشرب من هذا الماء المر لعلة بي أرجو أن يخف له الجسد ويسهل البطن فقالا إلى آخر
الخبر ثم قال وفي رواية حمدان بن سليمان أنهما قالا يا با سعيد تأتي ماء ينكر
ولايتنا في كل يوم ثلاث مرات إن الله عز وجل عرض ولايتنا على المياه فما قبل
ولايتنا عذب وطاب وما جحد ولايتنا جعله الله عز وجل مرا وملحا أجاجا.
وأقول لما آسفه
إشارة إلى قوله تعالى « فَلَمَّا
آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ » يقال آسفه أي أغضبه « بِماءٍ مُنْهَمِرٍ » أي منصب بلا قطر والخطاب إليها وعدم قبولها الولاية إما
بأن أودع الله فيها في تلك الحال ما تفهم به الخطاب أو استعارة تمثيلية لبيان عدم
قابليتها لترتب خير عليها ورداءة أصلها فإن للأشياء الطيبة مناسبة واقعية بعضها
لبعض وكذا الأشياء الخبيثة وقد مضى تحقيق ذلك في مجلدات الإمامة.
٢ ـ المحاسن ، عن
بعضهم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : نهى رسول الله عن
الاستشفاء بالعيون الحارة التي تكون في الجبال التي توجد منها رائحة الكبريت فإنها
من فوح جهنم .
٣ ـ ومنه ، بهذا
الإسناد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن النبي صلىاللهعليهوآله نهى أن يستشفى بالحمات
التي توجد في الجبال .
٤ ـ الكافي ، عن
علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن
__________________
صدقة عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : نهى رسول
الله عن الاستشفاء بالحمات وهي العيون الحارة التي تكون في الجبال التي توجد فيها
روائح الكبريت فإنها من فوح جهنم .
توضيح قال في
النهاية الحمة عين ماء حار يستشفي بها المرضى وقال من فوح جهنم أي شدة غليانها
وحرها ويروى بالياء بمعناه.
٥ ـ الكافي ، عن
العدة عن سهل عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن نوحا عليهالسلام لما كان في أيام الطوفان
دعا المياه كلها فأجابته إلا [ ماء ] الكبريت والماء المر فلعنهما .
ومنه عن العدة عن
سهل عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أبي
يكره أن يتداوى بالماء المر وبماء الكبريت وكان يقول إن نوحا عليهالسلام لما كان الطوفان دعا
المياه فأجابته كلها إلا الماء المر وماء الكبريت فدعا عليهما ولعنهما .
بيان قال أبو الصلاح في الكافي يكره شرب الماء الملح والكبريتي
والمتغير اللون أو الطعم أو الرائحة بغير النجاسات.
__________________
أبواب
(الأشربة
والأواني المحرمة)
باب
(الأنبذة والمسكرات)
١ ـ الإحتجاج ، سئل
علي بن الحسين عليهالسلام عن النبيذ فقال قد
شربه قوم وحرمه قوم صالحون فكان شهادة الذين دفعوا بشهادتهم شهواتهم أولى أن تقبل
من الذين جروا بشهادتهم شهواتهم .
٢ ـ غيبة الشيخ ، عن
جماعة عن ابن قولويه وأبي غالب الزراري وغيرهما عن الكليني عن إسحاق بن يعقوب أنه
خرج إليه من الناحية المقدسة على يدي محمد بن عثمان العمري وأما الفقاع فشربه حرام
ولا بأس بالشلماب .
إكمال الدين ، عن
محمد بن محمد بن عصام عن الكليني مثله .
بيان الشلماب كأنه ماء الشلجم وفي الإكمال بالسلمان ولم أعرف له
معنى.
٣ ـ الإحتجاج ، قال
: كتب محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري إلى القائم عليهالسلام يتخذ عندنا رب
الجوز لوجع الحلق والبحبحة يؤخذ الجوز الرطب من قبل أن ينعقد ويدق دقا ناعما ويعصر
ماؤه ويصفى ويطبخ على النصف ويترك يوما وليلة ثم ينصب على النار ويلقى على كل ستة
أرطال منه رطل عسل ويغلى وينزع رغوته ويسحق من النوشادر والشب اليماني من كل نصف
مثقال ويداف بذلك الماء ويلقى فيه درهم زعفران مسحوق ويغلى وتؤخذ رغوته ويطبخ حتى
يصير مثل العسل سخينا
__________________
ثم ينزل عن النار
ويبرد ويشرب منه فهل يجوز شربه أم لا فأجاب عليهالسلام إذا كان كثيره
يسكر أو يغير فقليله وكثيره حرام وإن كان لا يسكر فهو حلال .
٤ ـ قرب الإسناد ،
عن عبد الله بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن
المسلم العارف يدخل بيت أخيه فيسقيه النبيذ أو الشراب لا يعرفه هل يصلح له شربه من
غير أن يسأله عنه قال إذا كان مسلما عارفا فاشرب ما أتاك به إلا أن تنكره .
كتاب المسائل ، بإسناده
عن علي بن جعفر مثله.
٥ ـ الخصال ، عن
محمد بن موسى بن المتوكل عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
ابن محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سئل عن الشطرنج
والنرد قال لا تقربهما قلت فالغناء قال لا خير فيه لا تفعلوا قلت فالنبيذ قال نهى
رسول الله صلىاللهعليهوآله عن كل مسكر وكل
مسكر حرام قلت فالظروف التي تصنع فيها قال نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الدباء والمزفت
والحنتم والنقير قلت وما ذاك قال الدباء القرع والمزفت الدنان والحنتم جرار الأردن
والنقير خشبة كان أهل الجاهلية ينقرونها حتى يصير لها أجواف ينبذون فيها وقيل إن
الحنتم الجرار الخضر .
معاني الأخبار ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب مثله.
بيان قد مر شرحه وحكمه في كتاب الطهارة.
٦ ـ العلل ، والعيون
، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد
الله البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان قال سمعت الرضا عليهالسلام يقول حرم الله
الخمر لما فيها من الفساد ومن تغييرها عقول شاربيها
__________________
وحملها إياهم على
إنكار الله عز وجل والفرية عليه وعلى رسله وسائر ما يكون منهم من الفساد والقتل
والقذف والزنا وقلة الاحتجاز من شيء من الحرام فبذلك قضينا على كل مسكر من الأشربة
أنه حرام محرم لأنه يأتي من عاقبتها ما يأتي من عاقبة الخمر فليجتنب من يؤمن بالله
واليوم الآخر ويتولانا وينتحل مودتنا كل شراب مسكر فإنه لا عصمة بيننا وبين
شاربيها .
٧ ـ العيون ، عن
عبد الواحد بن عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان فيما كتب الرضا عليهالسلام للمأمون من دين أهل البيت
عليهمالسلام تحريم الخمر
قليلها وكثيرها وتحريم كل شراب مسكر قليله وكثيره وما أسكر كثيره فقليله حرام
والمضطر لا يشرب الخمر لأنها تقتله .
٨ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن أبيه عن هلال بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الخزاعي عن إسحاق بن
إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة وأبي سلمة معا عن عائشة قالت قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله ما أسكر كثيره
فالجرعة منه خمر .
٩ ـ ومنه ، عن
أبيه عن علي بن أحمد عن أحمد بن محمد القطان عن إسماعيل بن محمد القاضي عن علي بن
إبراهيم عن السري بن عامر عن النعمان بن بشير عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : يا أيها الناس إن
من العنب خمرا وإن من الزبيب خمرا وإن من التمر خمرا وإن من الشعير خمرا ألا أيها
الناس أنهاكم عن كل مسكر.
١٠ ـ قرب الإسناد
، عن عبد الله بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
الكحل يصلح أن يعجن بالنبيذ قال لا .
١١ ـ ثواب الأعمال
، عن أبيه عن عبد الله بن جعفر الحميري عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن الصادق
عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله من أدخل عرقا من
__________________
عروقه شيئا مما
يسكر كثيره عذب الله عز وجل ذلك العرق بستين وثلاثمائة نوع من العذاب .
١٢ ـ ومنه ، عن أبيه
عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن أبي محمد الأنصاري عن ابن سنان عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : سألته عن
الخبثي فقال الخبثي حرام وشاربه كشارب الخمر .
بيان الخبثي في بعض النسخ كذلك ولم أجد له معنى وفي بعضها الحثى
بالحاء المهملة والثاء المثلثة وفي بعضها بالتاء المثناة وفي القاموس الحثى كالثرى
قشور التمر وقال الحتي كغني سويق المقل ومتاع الزبيل أو عرقه وثفل التمر وقشوره
انتهى ولعل المراد به النبيذ المتخذ من قشور التمر وشبهها .
١٣ ـ البصائر ، عن
محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الله أدب نبيه
حتى إذا أقامه على ما أراد قال له « وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ
الْجاهِلِينَ » فلما فعل ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله زكاه الله فقال « إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ
عَظِيمٍ » فلما زكاه فوض إليه دينه فقال
« ما
آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا » فحرم الله الخمر وحرم رسول الله كل مسكر فأجاز الله ذلك
كله وإن الله أنزل الصلاة وإن رسول الله صلىاللهعليهوآله وقت أوقاتها فأجاز
الله ذلك له .
ومنه عن عبد الله
بن محمد الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن إسحاق مثله.
ومنه عن محمد بن
عيسى عن النضر عن عبد الله بن سليمان أو عن رجل عن عبد الله عن أبي جعفر عليهالسلام مثله.
ومنه عن أحمد بن
محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر عن عبد الله بن
__________________
سنان عن بعض
أصحابنا عن أبي جعفر عليهالسلام مثله.
ومنه عن إبراهيم
بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن رجل من إخواننا عن أبي جعفر عليهالسلام مثله.
ومنه عن إبراهيم
بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي بصير عن
أبي عبد الله عليهالسلام مثله.
أقول تمام تلك
الأخبار في باب التفويض .
١٤ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام وعن أبي عمر العجمي قال قال أبو عبد الله عليهالسلام يا با عمر تسعة أعشار
الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شيء إلا في شرب النبيذ
والمسح على الخفين .
١٥ ـ فقه الرضا ، قال
عليهالسلام اعلم أن كل صنف من
صنوف الأشربة التي لا يغير العقل شرب الكثير منها لا بأس به سوى الفقاع فإنه منصوص
عليه لغير هذه العلة وكل شراب يتغير العقل منه كثيره وقليله حرام أعاذنا الله
وإياكم منها .
١٦ ـ العياشي ، عن
السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهالسلام قال : السكر من
الكبائر .
١٧ ـ الكشي ، وجدت
في كتاب محمد بن نعيم الشاذاني بخطه حدثني جعفر بن محمد المدائني عن موسى بن
القاسم البجلي عن حنان بن سدير عن أبي نجران قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إن لي قرابة يحبكم إلا
أنه يشرب هذا النبيذ قال حنان وأبو نجران هو الذي يشرب النبيذ غير أنه كنى عن نفسه
قال فقال أبو عبد الله عليهالسلام فهل كان يسكر فقال
قلت إي والله جعلت فداك إنه ليسكر فقال فيترك الصلاة قال ربما قال
__________________
للجارية صليت
البارحة فربما قالت نعم قد صليت ثلاث مرات وربما قال للجارية صليت البارحة العتمة
فتقول لا والله ما صليت ولقد أيقظناك وجهدنا بك فأمسك أبو عبد الله عليهالسلام يده على جبهته طويلا ثم
نحى يده ثم قال له قل له يتركه فإن زلت به قدم فإن له قدما ثابتا بمودتنا أهل
البيت .
١٨ ـ دلائل الطبري
، عن القاضي أبي الفرج المعافى عن إسحاق بن محمد بن علي عن أحمد بن الحسن المقري
عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى عن عمي أبيه الحسين وعلي ابني موسى عن أبيهما
عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه عن فاطمة عليهمالسلام قالت قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله يا حبيبة أبيها كل
مسكر حرام وكل مسكر خمر .
١٩ ـ الهداية ، وكل
ما أسكر فقليله وكثيره حرام .
٢٠ ـ الخصال ، عن
ستة من مشايخه عن أحمد بن يحيى عن زكريا عن بكر بن عبد الله عن تميم بن بهلول عن
أبي معاوية عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهالسلام قال : الشراب كل
ما أسكر كثيره فقليله وكثيره حرام .
٢١ ـ تفسير علي بن
إبراهيم ، في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله « يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ » الآية أما الخمر فكل مسكر من الشراب خمر إذا أخمر فهو خمر
وما أسكر كثيره فقليله حرام وكثيره حرام وذلك أن أبا بكر شرب قبل أن يحرم الخمر
فسكر فجعل يقول الشعر ويبكي على قتلى المشركين من أهل بدر فسمعه النبي صلىاللهعليهوآله فقال اللهم أمسك على
لسانه فأمسك على لسانه فلم يتكلم حتى ذهب عنه السكر فأنزل الله تحريمها بعد ذلك.
وإنما كانت الخمر
يوم حرمت بالمدينة فضيخ البسر والتمر فلما نزل تحريمها خرج رسول الله فقعد في
المسجد ثم دعا بآنيتهم التي كانوا ينبذون فيها
__________________
فأكفأها كلها ثم
قال هذه كلها خمر وقد حرمها الله وكان أكثر شيء أكفي يومئذ من الأشربة الفضيخ ولا
أعلم أكفئ يومئذ من خمر العنب شيء إلا إناء واحد كان فيه زبيب وتمر جميعا فأما
عصير العنب فلم يكن يومئذ بالمدينة منه شيء وحرم الله الخمر قليلها وكثيرها وبيعها
وشراءها والانتفاع بها وسمي المسجد الذي قعد فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم أكفيت الأشربة مسجد
الفضيخ من يومئذ لأنه أكثر شيء أكفي من الأشربة الفضيخ .
٢٢ ـ كتاب زيد
النرسي ، عن علي بن زيد قال : حضرت أبا عبد الله عليهالسلام ورجل يسأله عن
شارب الخمر أتقبل له صلاة فقال أبو عبد الله عليهالسلام لا تقبل صلاة شارب
المسكر أربعين يوما إلا أن يتوب قال له الرجل فإن مات من يومه وساعته قال تقبل
توبته وصلاته إذا تاب وهو يعقل فأما أن يكون في سكره فما يعبأ بتوبته.
٢٣ ـ ومنه ، عن
أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ما زالت
الخمر في علم الله وعند الله حرام [ حراما ] وإنه لا يبعث الله نبيا ولا يرسل
رسولا إلا ويجعل في شريعته تحريم الخمر ولا حرم الله حراما فأحله من بعد إلا
للمضطر ولا أحل الله حلالا ثم حرمه.
بيان لعل الحكمان الأخيران مختصان بالمأكولات والمشروبات فلا
ينافي النسخ في غيرها ويحمل أيضا على ما إذا حكم فيه بالحلية لا ما كان حلالا قبل
ورود النهي بالإباحة الأصلية وبالجملة إبقاؤهما على العموم ينافي ظاهرا كثيرا من
الآيات والأخبار الدالة على النسخ في الأحكام.
٢٤ ـ ثواب الأعمال
، في حديث طويل مشتمل على عقوبات كثير من المناهي أسنده إلى أبي هريرة وابن عباس
أن النبي صلىاللهعليهوآله قال في آخر خطبة
خطبها من شرب الخمر في الدنيا سقاه الله عز وجل من سم الأساود ومن سم العقارب شربة
يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها فإذا شربها تفسخ لحمه وجلده كالجيفة
يتأذى
__________________
به أهل الجمع حتى
يؤمر به إلى النار وشاربها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة
إليه وآكل ثمنها سواء في عارها وإثمها ألا ومن سقاها يهوديا أو نصرانيا أو صابئيا
أو من كان من الناس فعليه كوزر من شربها ألا ومن باعها أو اشتراها لغيره لم يقبل
الله عز وجل منه صلاة ولا صياما ولا حجا ولا اعتمارا حتى يتوب منها.
ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ألا وإن الله عز وجل حرم
الخمر بعينها والمسكر من كل شراب ألا وكل مسكر حرام .
٢٥ ـ فقه الرضا ، قال
عليهالسلام روي أن من سقى
صبيا جرعة من مسكر سقاه الله من طينة الخبال حتى يأتي بعذر مما أتى ولن يأتي أبدا
يفعل به ذلك مغفورا له أو معذبا .
٢٦ ـ العياشي ، عن
سعيد بن يسار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الله أمر
نوحا أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين فحمل النحل [ النخل ] والعجوة فكانا
زوجا فلما نضب الماء أمر الله نوحا أن يغرس الحبلة وهي الكرم فأتاه إبليس ومنعه عن
غرسها وأبى نوح إلا أن يغرسها وأبى إبليس أن يدعه يغرسها وقال ليست لك ولا لأصحابك
إنما هي لي ولأصحابي فتنازعا ما شاء الله ثم إنهما اصطلحا على أن جعل نوح لإبليس
ثلثيها ولنوح ثلثها وقد أنزل الله لنبيه في كتابه ما قد قرأتموه « وَمِنْ ثَمَراتِ
النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً » فكان المسلمون يشربون بذلك ثم أنزل الله آية التحريم « إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ » إلى « مُنْتَهُونَ
» يا سعيد فهذه التحريم وهي نسخت الآية الأخرى .
٢٧ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي
بصير ومحمد بن مسلم عن الصادق عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين
__________________
عليهالسلام من سقى صبيا مسكرا وهو لا يعقل حبسه الله عز وجل في طينة
خبال حتى يأتي مما صنع بمخرج .
٢٨ ـ الإحتجاج ، سأل
زنديق أبا عبد الله عليهالسلام لم حرم الله الخمر
ولا لذة أفضل منها قال حرمها لأنها أم الخبائث ورأس كل شر يأتي على شاربها ساعة
يسلب لبه فلا يعرف ربه ولا يترك معصية إلا ركبها ولا يترك حرمة إلا انتهكها ولا
رحما ماسة إلا قطعها ولا فاحشة إلا أتاها والسكران زمامه بيد الشيطان إن أمره أن
يسجد للأوثان سجد وينقاد حيثما قاده .
٢٩ ـ المقنع ، اعلم
أن الله تبارك وتعالى حرم الخمر بعينها وحرم رسول الله عليهالسلام كل شراب مسكر ولعن بائعها
ومشتريها وآكل ثمنها وساقيها وشاربها.
ولها خمسة أسامي
العصير وهو من الكرم والنقيع وهو من الزبيب والبتع وهو من العسل والمزر وهو من
الحنطة والنبيذ وهو من التمر واعلم أن الخمر مفتاح كل شر واعلم أن شارب الخمر
كعابد وثن وإذا شربها حبست صلاته أربعين يوما فإن تاب في الأربعين لم تقبل توبته
وإن مات فيها دخل النار وكلما أسكر كثيره فقليله حرام ولا تجالس شارب الخمر فإن
اللعنة إذا نزلت عمتهم في المجلس ولا تأكل على مائدة يشرب عليها خمر .
٣٠ ـ فقه الرضا ، قال
عليهالسلام اعلم يرحمك الله
أن الله تبارك وتعالى حرم الخمر بعينها وحرم رسول الله صلىاللهعليهوآله كل شراب مسكر وقال صلىاللهعليهوآله الخمر حرام بعينها
والمسكر من كل شراب فما أسكر كثيره فقليله حرام ولها خمسة أسامي فالعصير من الكرم
وهي الخمرة الملعونة والنقيع من الزبيب والبتع من العسل والمزر من
__________________
الشعير وغيره
والنبيذ من التمر.
وإياك أن تزوج
شارب الخمر فإن زوجته فكأنما قدت إلى الزنا ولا تصدقه إذا حدثك ولا تقبل شهادته
ولا تأمنه على شيء من مالك فإن ائتمنته فليس لك على الله ضمان ولا تؤاكله ولا
تصاحبه ولا تضحك في وجهه ولا تصافحه ولا تعانقه وإن مرض فلا تعده وإن مات فلا تشيع
جنازته ولا تصل في بيت فيه خمر محصرة في آنية ولا تأكل في مائدة يشرب عليها بعدك
خمر ولا تجالس شارب الخمر ولا تسلم عليه إذا جزت به فإن سلم عليك فلا ترد عليهالسلام بالمساء والصباح ولا تجتمع معه في مجلس فإن اللعنة إذا نزلت عمت من في المجلس.
وإن الله تعالى
حرم الخمر لما فيها من الفساد وبطلان العقول في الحقائق وذهاب الحياء من الوجه وإن
الرجل إذا سكر فربما وقع على أمه أو قتل النفس التي حرم الله ويفسد أمواله ويذهب
بالدين ويسيء المعاشرة ويوقع العربدة وهو يورث مع ذلك الداء الدفين فمن شرب الخمر
في دار الدنيا سقاه الله من طينة خبال وهي صديد أهل النار وروي أن من سقى صبيا
جرعة من مسكر سقاه الله من طينة الخبال حتى يأتي بعذر مما أتى وإنه لا يأتي به
أبدا يفعل به ذلك مغفورا له أو معذبا وعلى شارب كل مسكر مثل ما على شارب الخمر من
الحد .
٣١ ـ كتاب الزهد ،
للحسين بن سعيد عن الحسين بن علي الكلبي عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه
عن النبي صلىاللهعليهوآله قال لرجل أبلغ من
لقيت من المسلمين عني السلام وأعلمهم أن الصفيرا [ الصغيراء ] عليهم حرام يعني
النبيذ وهو الخمر وكل مسكر عليهم حرام.
بيان لم أجد الصفيرا بهذا المعنى في اللغة ولعل فيه تصحيفا ولا
يبعد أن يكون بالغين تصغير الصغرى كما ورد أنها خمر استصغرها الناس أو يكون تصحيف
الغبيراء قال في النهاية فيه إياكم والغبيراء فإنها خمر العالم الغبيراء ضرب من
الشراب تتخذه الحبش من الذرة وتسمى السكركة وقال ثعلب هي خمر تعمل من
__________________
الغبيراء هذا
الثمر المعروف أي هي مثل الخمر الذي تعارفها جميع الناس ولا فصل بينها في التحريم.
٣٢ كتاب المسائل ،
بالإسناد عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن
الدواء هل يصلح بالنبيذ قال لا إلى أن قال وسألته عن الكحل يصلح أن يعجن بالنبيذ
قال لا .
٣٣ ـ قرب الإسناد
، عن عبد الله بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
الطعام يوضع على سفرة أو خوان قد أصابه الخمر أيؤكل عليه قال إن كان الخوان يابسا
فلا بأس .
٣٤ ـ العيون ، عن
عبد الواحد بن محمد بن عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان قال سمعت الرضا
عليهالسلام يقول لما حمل رأس
الحسين بن علي عليهالسلام إلى الشام أمر
يزيد لعنه الله فوضع ونصبت عليه مائدة فأقبل هو وأصحابه يأكلون ويشربون الفقاع
فلما فرغوا أمر بالرأس فوضع في طست تحت سريره وبسط عليه رقعة الشطرنج وجلس يزيد
لعنه الله يلعب بالشطرنج إلى أن قال ويشرب الفقاع فمن كان من شيعتنا فليتورع من
شرب الفقاع والشطرنج ومن نظر إلى الفقاع وإلى الشطرنج فليذكر الحسين عليهالسلام وليلعن يزيد وآل زياد
عليه وعليهم لعنة الله يمح الله عز وجل بذلك ذنوبه ولو كانت بعدد النجوم .
٣٥ ـ كتاب المسائل
، بإسناده عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن
النضوح يجعل فيه النبيذ أيصلح للمرأة أن تصلي وهو على رأسها قال لا حتى تغتسل منه .
٣٦ ـ قرب الإسناد
، عن عبد الله بن الحسن عن علي بن جعفر مثله.
__________________
٤٠ ـ الدعائم ، شرب
المياه التي خلقها الله جل ذكره لا صنعة فيها للآدميين ما لم تخالطها نجاسة أو ما
يحرم شربها من أجله مباح ذلك بإجماع في ما علمناه وكذلك شرب لبن كل شيء يؤكل لحمه
من الدواب والصيد والأنعام فحلال شربه وما لا يحل أكل لحمه فلا يجوز شرب لبنه إلا
لمضطر وما خلط به الماء من لبن أو عسل أو ما يحل أكله وشربه من تمر أو زبيب وغير
ذلك من المحللات فشربه حلال ما لم يتغير بالغليان والنشيش وكل ما استخرج من عصير
العنب والتمر والزبيب وطبخ قبل أن ينش حتى يصير له قوام العسل فهو حلال شربه صرفا
وشوبا بالماء ما لم يغل وأكله وبيعه وشراؤه والانتفاع به وقد روينا عن علي عليهالسلام أنه كان يروق الطلاء وهو ما طبخ من
عصير العنب حتى يصير له قوام كما وصفناه.
وعن أبي جعفر عليهالسلام أنه سئل عن شرب العصير
فقال لا بأس بشربه من الإناء الطاهر غير الضاري اشربه يوما وليلة ما لم يسكر كثيره
فإذا أسكر كثيره فقليله حرام لا تشربوا خزيا طويلا فبعد ساعة أو بعد ليلة تذهب لذة
الخمر وتبقى آثامه فاتقوا الله وحاسبوا أنفسكم فإنما كان شيعة علي عليهالسلام يعرفون بالورع والاجتهاد
والمحافظة ومجانبة الضغائن والمحبة لأولياء الله.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : لا بأس بشرب
العصير سلافة قبل أن يختمر ما لم يسكر.
وعن علي عليهالسلام قال : كنا ننقع لرسول
الله صلىاللهعليهوآله زبيبا أو تمرا في
مطهرة في الماء لنخليه له فإذا كان اليوم واليومين شربه فإذا تغير أمر به فهريق.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : الحلال من
النبيذ أن تنبذه وتشربه من يومه ومن الغد فإذا تغير فلا تشربه ونحن نشربه حلوا قبل
أن يغلي.
وقال عليهالسلام كانت سقاية زمزم فيها
ملوحة فكانوا يطرحون فيها تمرا ليعذب ماؤها .
__________________
بيان في النهاية ضري بالشيء يضرى وضراوة فهو ضار إذا اعتاده
ويقال ضري الكلب وأضراه صاحبه أي عوده وأغراه وبه يجمع على ضوار ومنه حديث علي عليهالسلام أنه نهى عن الشرب من
الإناء الضاري هو الذي ضري بالخمر وعودها فإذا جعل فيه العصير صار مسكرا وقال ثعلب
الإناء الضاري هاهنا هو السائل أي أنه ينغص الشرب على شاربه وقال الجوهري السلاف
ما سال من عصير العنب قبل أن يعصر ويسمى الخمر سلافا وسلافة كل شيء عصرته وأوله.
٤١ ـ الدعائم ، روينا
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : الخمر حرام ولعن
الله الخمر بعينها وآكل ثمنها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها وشاربها وساقيها
وحاملها والمحمولة إليه.
وعن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : مدمن الخمر
يلقى الله حين يلقاه كعابد وثن ومن شرب منها شربة لم يقبل الله منه صلاة أربعين
ليلة.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : حرمت الجنة على
ثلاثة مدمن الخمر وعابد وثن وعدو آل محمد ومن شرب الخمر فمات بعد ما شربها بأربعين
يوما لقي الله كعابد وثن.
وعن علي عليهالسلام أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لا أحل مسكرا كثيره
وقليله حرام.
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : كل مسكر حرام قيل
له أعنك قال لا بل قاله رسول الله قيل كله قال نعم الجرعة منه حرام.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله المسكر من كل شراب وما
حرمه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقد حرمه الله وكل
مسكر حرام وما أسكر كثيره فقليله حرام فقال له رجل من أهل الكوفة أصلحك الله إن
فقهاء بلدنا يقولون إنما حرم المسكر فقال يا شيخ ما أدري ما يقول فقهاء بلدك حدثني
أبي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال ما أسكر
كثيره فقليله
حرام.
وعنه عليهالسلام أنه قال : التقية ديني
ودين آبائي في كل شيء إلا في تحريم المسكر وخلع الخفين عند الوضوء والجهر ببسم
الله الرحمن الرحيم.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : ليس مني من
استخف بالصلاة ليس مني من شرب مسكرا لا يرد علي الحوض لا والله.
وعن علي عليهالسلام أنه قال : لا توادوا من
يستحل المسكر فإن شاربه مع تحريمه أيسر من هالك يستحله أو يحله وإن لم يشربه فكفى
بتحليله إياه براءة وردا بما جاء به النبي صلىاللهعليهوآله ورضى بالطواغيت.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : من شرب مسكرا
فأذهب عقله خرج منه روح الإيمان.
وعن الحسن بن علي عليهالسلام أنه كتب إلى معاوية كتابا
يقرعه فيه ويبكته بأمور صنع كان فيه ثم وليت ابنك وهو غلام يشرب الشراب ويلهو
بالكلاب فخنت أمانتك وأخزيت رعيتك ولم تؤد نصيحة ربك فكيف تولي على أمة محمد صلىاللهعليهوآله من يشرب المسكر وشارب
المسكر من الفاسقين وشارب المسكر من الأشرار وليس شارب المسكر بأمين على درهم فكيف
على الأمة فعن قليل ترد على عملك حين تطوى صحائف الاستغفار وذكر باقي الكلام.
وعن علي بن الحسين
عليهالسلام أنه قال : الخمر
من خمسة أشياء من التمر والزبيب والحنطة والشعير والعسل يعني بعد العنب وكل مسكر
خمر وإنما اشتق اسم الخمر من التخمير وهو التغطية له ليدفأ فيغتلي.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه نهى أن يعالج بالخمر
والمسكر وأن يسقى الأطفال والبهائم وقال الإثم على من سقاها.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : لا يتداوى
بالخمر ولا المسكر ولا تمتشط النساء به فقد أخبرني أبي عن أبيه عن جده أن عليا عليهالسلام قال إن الله لم يجعل في
رجس حرمه شفاء.
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه سئل عن شرب الفقاع
فقال للسائل كيف هو فأخبره قال حرام فلا تشربه.
وعنه عليهالسلام أنه سئل عن الأواني
الضارية فقال إن الله لم يحرم النبيذ من جهة الظروف لكنه حرم قليل المسكر وكثيره .
تذييل يشتمل على
فائدتين :
الأولى تحريم
الخمر موضع وفاق بين المسلمين وهو من ضروريات الدين حتى يقتل مستحله ولا خلاف
بيننا في تحريم كل ما أسكر وستأتي الأخبار الكثيرة في ذلك في أبواب الكبائر
والحدود والمعتبر في التحريم إسكار كثيره فيحرم قليله ولا خلاف
أيضا في تحريم الفقاع وذكر الأكثر أنه حرام وإن لم يسكر لورود النصوص بتحريمه من
غير تقييد وظاهر الشهيد الثاني رحمهالله أنه أيضا موضع وفاق لكن صدق الفقاع على غير المسكر غير
معلوم وظاهر التعليلات الواردة في الأخبار أن تحريمه باعتبار الإسكار وقد مضى فيما
أخرجنا عن فقه الرضا عليهالسلام ما يدل على
المشهور.
وقال في المسالك
الحكم معلق على ما يطلق عليه اسم الفقاع عرفا مع الجهل بأصله أو وجود خاصية وهي
النشيش وهو المعبر عنه في بعض الأخبار بالغليان ولو أطلق الفقاع على شراب يعلم حله
قطعا كالأقسام الذي طال مكثه ولم يبلغ هذا الحد لم يحرم قطعا وفي صحيحة علي بن
يقطين عن الكاظم عليهالسلام قال : سألته عن
شرب الفقاع الذي يعمل في السوق ويباع ولا أدري كيف عمل ولا متى عمل أيحل أن أشربه
قال لا أحبه وهذه الرواية تشعر
بكراهة المجهول انتهى.
وقال ابن إدريس رحمهالله في السرائر كل ما أسكر كثيره فالقليل منه حرام لا يجوز استعماله بالشرب
والتصرف فيه بالبيع والهبة وينجس ما يحصل فيه خمرا
__________________
كان أو نبيذا أو
بتعا بكسر الباء المنقطة من تحتها بنقطة واحدة وتسكين التاء المنقطة من فوقها
بنقطتين والعين غير المعجمة وهو شراب يتخذ من العسل أو نقيعا وهو شراب يتخذ من
الزبيب أو مزرا بكسر الميم وتسكين الزاء المعجمة وبعدها الراء غير المعجمة وهو
شراب يتخذ من الذرة وغير ذلك من المسكرات وحكم الفقاع عند أصحابنا حكم الخمر على
السواء في أنه حرام شربه وبيعه والتصرف فيه ولا يجوز شرب الفضيخ بالفاء والضاد
المعجمة والياء المنقطة من تحتها نقطتين والخاء المعجمة وهو ما عمل من تمر وبسر
ويقال هو أسرع إدراكا.
وكذلك كل ما عمل
من لونين حتى نش وتغير وأسكر كثيره فالقليل منه حرام والحد في قليله وكثيره واحد
كالخمر وإن لم يسكر منها شاربها لأن النبيذ اسم مشترك لما حل شربه من الماء المنبوذ
فيه ثمر النخل وغيره قبل حلول الشدة فيه وهو أيضا واقع على ما دخلته الشدة في ذلك
أو ينبذ على عكر والعكر بقية الخمر في الإناء كالخميرة عندهم ينبذون عليه فمهما
ورد في الأحاديث في تحليل النبيذ فهو في الحال الأولى ومهما ورد من التحريم له فهو
في الحال الثانية التي يتغير فيها ويحرم بما حله من الشدة والسكر والعكر وضراوة
الآنية بالخميرة وغليانه وغير ذلك من أسباب تحريمه.
ولا أختار أن ينبذ
الشراب الحلال إلا في أسقية الأديم التي تملأ ثم يوكئ رءوسها فإنه قد قيل إن الشدة
حين يبتدئ بالنبيذ لسوء الأسقية وأنه إن لحقه منه شيء أخرجه إلى الحموضة في
الرواية عن النبي صلىاللهعليهوآله فأما الحنتم
بالحاء غير المعجمة والنون والتاء المنقطة من فوقها بنقطتين وهي الجرة الخضراء
هكذا ذكره الجوهري وقال شيخنا أبو جعفر في مبسوطه الحنتم الجرة الصغيرة والدباء
بضم الدال وتشديد الباء والنقيرة والمزفت.
قال محمد بن إدريس
رحمهالله المزفت من الأرزن هكذا ذكره الجاحظ في كتاب الحيوان
والقطران من الصنوبر فقد روي أن الرسول صلىاللهعليهوآله نهى أن ينبذ في
هذه الأواني وقال انبذوا في الأدم فإنه يدلى ويعلق وكل هذا المنهي عنه لأجل
الظروف فإنها تكون
في الأرض فتسرع الشدة إليها ثم أباح هذا كله بما روي عن أبي بريدة عن أبيه عن
النبي صلىاللهعليهوآله قال نهيتكم عن
ثلاث وأنا آمركم بهن نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن زيارتها تذكرة ونهيتكم عن
الأشربة أن تشربوا إلا في ظروف الأدم فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرا
ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تأكلوها بعد ثلاث فكلوا واستمتعوا .
فإن نبذ في شيء من
تلك الظروف فلا يشرب إلا ما وقع اليقين بأنه لم تحله شدة ظاهرة ولا خفية ولا يكون
ذلك إلا بسرعة شرب ما ينبذ فيه فأما الدباء فإنه القرع والنقير خشبة تنقر وتحوط
كالبرنية والمقير ما قير بالزفت بكسر الزاي انتهى.
وقال في النهاية
فيه أنه سئل عن البتع فقال كل مسكر حرام البتع بسكون التاء نبيذ العسل وهو خمر أهل
اليمن وقد تحرك التاء كقمع وقمع وقال فيه إن نفرا من اليمن سألوه فقالوا إن بها
شرابا يقال له المزر فقال كل مسكر حرام المزر بالكسر نبيذ يتخذ من الذرة وقيل من
الشعير أو الحنطة وفيه وأظنه عن طاوس المزرة الواحدة تحرم أي المصة الواحدة والمزر
والتمزر الذوق شيئا بعد شيء وقال قد تكرر في الحديث ذكر النبيذ وهو ما يعمل من
الأشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير ذلك يقال نبذت التمر والعنب
إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذا فصرف من مفعول إلى فعيل وانتبذته اتخذته نبيذا
سواء كان مسكرا أو غير مسكر فإنه يقال له نبيذ ويقال للخمر المعتصر من العنب نبيذ
كما يقال للنبيذ خمر.
الثانية المشهور
بين الأصحاب جواز سقي الدواب المسكرات بل سائر المحرمات للأصل وعدم التكليف وحكم
القاضي بتحريمه كما مر لكنهم قالوا بكراهته لرواية أبي بصير ورواية غياث والمعروف عندهم
أنه يحرم سقي الأطفال المسكر لرواية عجلان وغيرها قال في الدروس ولا يجوز أن يسقى الطفل شيئا
__________________
من المسكر وأما
البهيمة فالمشهور الكراهة وسوى القاضي بينهما في التحريم ورواية أبي بصير تدل على
الكراهية في البهيمة وفي رواية عجلان من سقى مولودا مسكرا سقاه الله من الحميم انتهى.
وقال في المختلف
قال الشيخ في النهاية يكره أن يسقى شيء من الدواب الخمر والمسكر وكذا قال ابن
إدريس وقال ابن البراج لا يجوز أن يسقى شيء من البهائم والأطفال شيئا من الخمر
والمسكر والمعتمد قول الشيخ لنا الأصل عدم التحريم إذ لا تكليف على الدواب
والبهائم فلا تحريم يتعلق بها ولا بصاحبها حيث لم يشربها وإنما كان مكروها لما
رواه أبو بصير عن الصادق عليهالسلام قال : سألته عن
البهيمة البقرة وغيرها تسقى أو تطعم ما لا يحل للمسلم أن يأكله ويشربه أيكره ذلك
قال نعم يكره ذلك.
٢
باب
(النهي عن الأكل على مائدة يشرب عليها الخمر)
١ ـ مجالس الصدوق
، في مناهي النبي صلىاللهعليهوآله أنه نهى عن الجلوس
على مائدة يشرب عليها الخمر .
٢ ـ الخصال ، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي
بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام لا تجلسوا على
مائدة تشرب عليها الخمر فإن العبد لا يدري متى يؤخذ .
٣ ـ الفقيه ، قال الصادق
عليهالسلام لا تجالسوا شراب
الخمر فإن اللعنة إذا نزلت عمت من في المجلس .
__________________
بيان
: المعروف من مذهب
الأصحاب تحريم الأكل على مائدة يشرب عليها شيء من المسكرات أو الفقاع قال في
المسالك يدل على تحريم الأكل على مائدة يشرب عليها الخمرقول الصادق عليهالسلام في رواية هارون بن الجهم
أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : ملعون من
جلس على مائدة يشرب عليها الخمر وفي رواية أخرى ملعون من جلس طائعا على مائدة يشرب
عليها الخمرو روى جراح المدائني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فلا يأكل على مائدة يشرب عليها الخمر والرواية الأولى تضمنت تحريم الجلوس عليها سواء أكل أم لا
والأخيرة دلت على تحريم الأكل منها سواء كان جالسا أم لا والاعتماد على الأولى
لصحتها وعداه العلامة إلى الاجتماع على الفساد واللهو.
وقال ابن إدريس لا
يجوز الأكل من طعام يعصى الله به أو عليه ولم نقف على مأخذه والقياس باطل وطريق
الحكم مختلف وعلل بأن القيام يستلزم النهي عن المنكر من حيث إنه إعراض عن فاعله
وإعانة له فيجب لذلك ويحرم تركه بالمقام عليها وفيه نظر لأن النهي عن المنكر إنما
يجب بشرائط من جملتها تجويز التأثير ومقتضى الروايات تحريم الجلوس والأكل حينئذ
وإن لم ينته عن المنكر ولم يجوز تأثيره وأيضا فالنهي عن المنكر لا يتقيد بالقيام
بل بحسب مراتبه المعلومة على التدريج وإذا لم يكن القيام من مراتبه لا يجب فعله
وأما إلحاق الفقاع بالخمر فإنه وإن لم يرد عليه نص بخصوصه لكن ورد أنه بمنزلة الخمر
فإنه خمر مجهول وأنه خمر استصغره الناس فجاز إلحاقه به في هذا الحكم.
وقال المحقق
الأردبيلي رحمهالله هل يحرم الطعام الذي كان عليها أو الجلوس حرام أكل أم لا
أو الأكل جلس أم لا صريح الصحيحة الثانية أن الجلوس حرام ويمكن فهم تحريم الأكل
أيضا ويؤيده التصريح في الثالثة وأما تحريم أصل الطعام فلا يعلم فيكون كالأكل في
آنية الذهب والفضة يكون الأكل حراما لا المأكول أيضا فتأمل ولكن ما دام في تلك
المائدة ويحتمل بعيدا مطلقا.
__________________
ثم قال رحمهالله وهل تحرم الجلوس أو الأكل على تلك المائدة مطلقا أو حال الشرب فقط أو في ذلك
الموضع والمجلس الذي وقع فيه ذلك الأوسط المتيقن والأول أحوط ولا يبعد قوة الأخير
انتهى وقد مر في فقه الرضا عليهالسلام النهي عن الأكل من
مائدة يشرب عليها بعده الخمر ولم أر مصرحا به وإن كان اجتنابه أحوط وروى الكليني رحمهالله في الموثق عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سئل عن
المائدة إذا شرب عليها الخمر أو المسكر قال حرمت المائدة وسئل فإن قام رجل على
مائدة منصوبة يؤكل مما عليها ومع الرجل مسكر ولم يسق أحدا ممن عليها بعد قال لا
تحرم حتى يشرب عليها وإن وضع بعد ما يشرب فالوذج فكل فإنها مائدة أخرى يعني
الفالوذج وأقول يستنبط منها
أحكام لا تخفى على المتدبر وإن كان في السند شيء.
٣
باب
(العصير وأقسامه وأحكامه)
١ ـ قرب الإسناد ،
عن عبد الله بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
الزبيب هل يصلح أن يطبخ حتى يخرج طعمه ثم يؤخذ ذلك الماء فيطبخ حتى يذهب ثلثاه
ويبقى الثلث ثم يرفع فيشرب منه السنة قال لا بأس.
قال وسألته عن رجل
يصلي للقبلة لا يوثق به أتى بشراب فزعم أنه على الثلث أيحل شربه قال لا يصدق إلا
أن يكون مسلما عارفا .
كتاب المسائل ، بإسناده
عن علي بن جعفر مثلهما.
بيان
: قال في الدروس لا
يقبل قول من يستحل شرب العصير قبل ذهاب ثلثيه في ذهابهما لروايات وقيل يقبل على
كراهة أقول بل يظهر من بعض الروايات عدم قبول قول العارف أيضا في شيء من الأشربة
إذا كان يشرب النبيذكما روى
__________________
الكليني والشيخ عن
الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن زكريا بن محمد عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : إذا شرب
الرجل النبيذ المخمور فلا تجوز شهادته في شيء من الأشربة ولو كان يصف ما تصفون ورويا عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل
عن يونس بن يعقوب عن معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبد الله عن الرجل من أهل
المعرفة يأتيني بالبختج ويقول قد طبخ على الثلث وأنا أعلم أنه يشربه على النصف أفأشربه
بقوله وهو يشربه على النصف فقال لا تشربه قلت فرجل من غير أهل المعرفة ممن لا
نعرفه يشربه على الثلث ولا يستحله على النصف يخبرنا أن عنده بختجا على الثلث قد
ذهب ثلثاه وبقي ثلثه أشرب منه قال نعم.
لكن العلامة رحمهالله وصاحب الجامع وغيرهما بنيا الكراهة أو الحرمة على إخبار من يستحله لا من
يشربه.
٢ ـ العلل ، عن
أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن خالد بن جرير عن أبي
الربيع الشامي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن آدم عليهالسلام لما هبط من الجنة اشتهى
من ثمارها فأنزل الله تبارك وتعالى عليه قضيبين من عنب فغرسهما فلما أورقا وأثمرا
وبلغا جاء إبليس فحاط عليهما حائطا فقال له آدم ما لك يا ملعون فقال له إبليس
إنهما لي فقال كذبت فرضيا بينهما بروح القدس فلما انتهيا إليه قص آدم عليهالسلام قصته فأخذ روح القدس شيئا
من نار فرمى بها عليهما فالتهبت في أغصانهما حتى ظن آدم أنه لم يبق منهما شيء إلا
احترق وظن إبليس مثل ذلك قال فدخلت النار حيث دخلت وقد ذهب منهما ثلثاهما وبقي
الثلث فقال الروح أما ما ذهب منهما فحظ إبليس عليه اللعنة وما بقي فلك يا آدم .
بيان كون الثلثين حظ إبليس لأن عصير العنب بعد الغليان يحرم ما
لم يذهب ثلثاه فالثلثان حظه وأيضا قبل ذهاب الثلثين إن بقي يصير خمرا مسكرا فهو
حظه وهما يرجعان إلى أمر واحد لأن الظاهر أن العلة في وجوب ذهاب
__________________
الثلثين هو هذا
الذي ذكرنا.
٣ ـ العلل ، عن
محمد بن شاذان عن محمد بن محمد بن الحارث عن صالح بن سعيد عن عبد المنعم بن إدريس
عن أبيه عن وهب بن منبه قال : لما خرج نوح عليهالسلام من السفينة غرس
قضبانا كانت معه في السفينة من النخيل والأعناب وسائر الثمار فأطعمت من ساعتها
وكانت معه حبلة العنب وكانت آخر شيء أخرج حبلة العنب فلم يجدها نوح وكان إبليس قد
أخذها فخبأها فنهض نوح عليهالسلام ليدخل السفينة
فيلتمسها فقال له الملك الذي معه اجلس يا نبي الله ستؤتى بها فجلس نوح عليهالسلام فقال له الملك إن لك فيها
شريكا في عصيرها فأحسن مشاركته قال نعم له السبع ولي ستة أسباع قال له الملك أحسن
فأنت محسن قال نوح عليهالسلام له السدس ولي خمسة
أسداس قال له الملك أحسن فأنت محسن قال نوح عليهالسلام له الخمس ولي
أربعة أخماس قال له الملك أحسن فأنت محسن قال له نوح له الربع ولي ثلاثة أرباع قال
له الملك أحسن فأنت محسن قال فله النصف ولي النصف ولي التصرف قال له الملك أحسن
فأنت محسن قال عليهالسلام لي الثلث وله
الثلثان فرضي فما كان فوق الثلث من طبخها فلإبليس وهو حظه وما كان من الثلث فما
دونه فهو لنوح عليهالسلام وهو حظه وذلك
الحلال الطيب ليشرب منه .
بيان
: القضيب الغصن وفي
النهاية فيه لا تقولوا للعنب الكرم ولكن قولوا العنب والحبلة الحبلة بفتح الحاء
والباء وربما سكنت الأصل أو القضيب من شجر الأعناب.
٤ ـ العلل : عن
أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن
العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال كان أبي عليهالسلام يقول إن نوحا حين أمر
بالغرس كان إبليس إلى جانبه فلما أراد أن يغرس العنب قال هذه الشجرة لي فقال له
نوح كذبت فقال إبليس فما لي منها فقال نوح عليهالسلام لك الثلثان فمن
هناك طاب الطلاء على الثلث .
__________________
بيان قال في النهاية في حديث علي عليهالسلام أنه كان يرزقهم
الطلاء الطلاء بالكسر والمد الشراب المطبوخ من عصير العنب وهو الرب وأصله القطران
الخاثر الذي تطلى به الإبل ومنه الحديث إن أول ما يكفأ الإسلام كما يكفأ الإناء في
شراب يقال له الطلاء هذا نحو الحديث الآخر سيشرب أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير
اسمها يريد أنهم يشربون النبيذ المسكر المطبوخ ويسمونها طلاء تحرجا عن أن يسموه
خمرا فأما الذي في حديث علي عليهالسلام فليس من الخمر في
شيء وإنما هو الرب الحلال.
٥ ـ فقه الرضا ، قال
عليهالسلام اعلم أن أصل الخمر
من الكرم إذا أصابته النار أو غلى من غير أن تصيبه النار فهو خمر فلا يحل شربه إلا
أن يذهب ثلثاه على النار ويبقى ثلثه فإن نش من غير أن تصيبه النار فدعه حتى يصير
خلا من ذاته من غير أن يلقى فيه شيء فإن تغير بعد ذلك وصار خمرا فلا بأس أن تطرح
فيه ملحا أو غيره حتى يتحول خلا .
٦ ـ السرائر ، نقلا
من كتاب المسائل من مسائل محمد بن علي بن عيسى حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن زياد
وموسى بن محمد بن عيسى قال : كتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام جعلت فداك عندنا
طبيخ يجعل فيه الحصرم وربما جعل فيه العصير من العنب وإنما هو لحم يطبخ به وقد روي
عنهم في العصير أنه إذا جعل على النار لم يشرب حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه وأن الذي
يجعل في القدر من العصير بتلك المنزلة وقد اجتنبوا أكله إلى أن يستأذن مولانا في
ذلك فكتب بخطه لا بأس بذلك .
الجامع : ليحيى بن
سعيد قال : كتب محمد بن علي بن عيسى إلى علي بن محمد الهادي عليهالسلام جعلت فداك عندنا طبيخ
وذكر نحوه.
تبيين : يدل
الرواية على أنه إذا صب العصير في الماء وغلا الجميع لا يحرم
__________________
ولا يشترط في حله
ذهاب الثلثين ولم أر قائلا به من الأصحاب لكن قال صاحب الجامع لا بأس أن يجمع بين
عشرة أرطال عصيرا وبين عشرين رطلا ماء ثم يغلى حتى تبقى عشرة فيحل ثم ذكر هذه
الرواية ولم يتعرض لتأويلها ويدل على ما ذكره أولا ما رواه الكليني والشيخ عن محمد
بن يحيى عن محمد [ بن ] الحسين عن محمد بن عبد الله عن عقبة بن خالد عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : في رجل أخذ
عشرة أرطال من عصير العنب فصب عليه عشرين رطلا ماء ثم طبخها حتى ذهب منه عشرون
رطلا وبقي عشرة أرطال أيصلح شرب تلك العشرة أم لا فقال ما طبخ على ثلثه فهو حلال .
فيمكن حمل الخبر
على ما إذا كان العصير المصبوب فيه قليلا يضمحل فيه فلا يسمى عصيرا حينئذ بخلاف ما
فرض في الخبر الآخر وإن كان الأحوط العمل به مطلقا وقد ناقش بعض المحققين من
المعاصرين في تحقق الحلية في الصورة المفروضة بذهاب الثلثين وفي دلالة الرواية
المذكورة على ذلك أيضا حيث قال اكتفى عليهالسلام في الجواب عن
السؤال المذكور بذكر ما هو القاعدة الكلية في هذا الباب وسلوك هذا الطريق من
الجواب غالبا إنما هو لأحد الأمرين إما لظهور اندراج الصورة المسئول عنها في موضع
تلك القاعدة كما إذا سئل عن حال المشكوك في نجاسته فأجيب بأن كل شيء طاهر ما لم
تعلم نجاسته وإما لظهور عدم اندراجها فيه كما إذا سئل عن حال الماء القليل الملاقي
للنجاسة فأجيب بأن الماء إذا بلغ كرا لم يحمل خبثا وهذا الجواب يحتمل أن يكون من
قبيل الثاني معللا بظهور أن الذاهب من الماء فيها للطافته أكثر من الذاهب من
العصير مع أن مفاد القاعدة الكلية على طبق الروايات الأخر أن المعيار ذهاب ثلثي
العصير كرواية عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام أن العصير إذا طبخ
حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه فهو حلال فإن الظاهر كون
الموصول في قوله عليهالسلام هنا ما طبخ على
ثلثه عبارة عنه لا عن كل شيء أو كل مائع انتهى.
__________________
وأقول كلامه دقيق
متين لكنه خلاف ظاهر الخبر وأيضا بما جمعنا بين الخبرين ظهر أن ذهاب الثلثين إنما
يجب فيما صدق على المجموع أنه عصير وحينئذ يكفي ذهاب ثلثيه وأما أن المعتبر ذهاب
الثلثين بحسب الحجم أو بحسب الوزن فهو أمر آخر سنتكلم عليه إن شاء الله والشهيد رحمهالله أورد في الدروس رواية عقبة ثم قال وليست بصريحة في المطلوب من السؤال لكنها
ظاهرة فيه.
٧ ـ كتاب الصفين ،
لنصر بن مزاحم قال : كتب أمير المؤمنين عليهالسلام إلى الأسود بن
قطنة واطبخ للمسلمين قبلك من الطلاء ما يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه.
٨ ـ كتاب زيد
النرسي ، قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن الزبيب يدق
ويلقى في القدر ثم يصب عليه الماء ويوقد تحته فقال لا تأكله حتى يذهب الثلثان
ويبقى الثلث فإن النار قد أصابته قلت فالزبيب كما هو يلقى في القدر ويصب عليه ثم
يطبخ ويصفى عنه الماء فقال كذلك هو سواء إذا أدت الحلاوة إلى الماء وصار حلوا
بمنزلة العصير ثم نش من غير أن تصيبه النار فقد حرم وكذلك إذا أصابته النار فأغلاه
فقد فسد.
٩ ـ الخرائج ، عن
صفوان قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فأتاه غلام فقال
أمي ماتت فقال عليهالسلام لم تمت قال تركتها
مسجى عليها فقام أبو عبد الله عليهالسلام ودخل عليها فإذا
هي قاعدة فقال لابنها ادخل على أمك فشهها من الطعام ما شاءت فأطعمها فقال الغلام
يا أماه ما تشتهين قالت أشتهي زبيبا مطبوخا فقال له ائتها بغضارة مملوءة زبيبا
فأتاها بها فأكلت منها حاجتها .
١٠ ـ المحاسن ، عن
أبيه عن النضر بن سويد عن رجل عن أبي بصير قال : كان أبو عبد الله عليهالسلام يعجبه الزبيبية [ الزبيبة
].
١١ ـ الكافي ، عن
العدة عن سهل عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن الزبيب هل
يصلح أن يطبخ حتى يخرج طعمه
__________________
ثم يؤخذ ذلك الماء
فيطبخ حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه ثم يرفع ويشرب منه السنة فقال لا بأس .
١٢ ـ ومنه ، عن
محمد بن يحيى عن علي بن الحسن أو عن رجل عن علي بن الحسن بن فضال عن عمرو بن سعيد
عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى الساباطي قال : وصف لي أبو عبد الله عليهالسلام المطبوخ كيف يطبخ حتى
يصير حلالا فقال عليهالسلام لي تأخذ ربعا من
زبيب وتنقيه ثم تصب عليه اثني عشر رطلا من ماء ثم تنقعه ليلة فإذا كان أيام الصيف
وخشيت أن ينش جعلته في تنور مسخون قليلا حتى لا ينش ثم تنزع الماء منه كله حتى إذا
أصبحت صببت عليه من الماء بقدر ما يغمره ثم تغليه حتى تذهب حلاوته ثم تنزع ماءه
الآخر فتصبه على الماء الأول ثم تكيله كله فتنظر كم الماء ثم تكيل ثلثه فتطرحه في
الإناء الذي تريد أن تطبخه فيه وتصب بقدر ما يغمره ماء وتقدره بعود وتجعل قدره
قصبة أو عودا فتحدها على قدر منتهى الماء ثم تغلي الثلث الآخر حتى يذهب الماء
الباقي ثم تغليه بالنار فلا تزال تغليه حتى يذهب الثلثان ويبقى الثلث ثم تأخذ لكل
ربع رطلا من العسل فتغليه حتى تذهب رغوة العسل وتذهب غشاوة العسل في المطبوخ ثم
تضربه بعود ضربا شديدا حتى يختلط وإن شئت أن تطيبه بشيء من زعفران أو شيء من
زنجبيل فافعل ثم اشربه فإن أحببت أن يطول مكثه عندك فروقه .
بيان حتى يصير حلالا أي لا يتغير بالمكث عندك فيصير مسكرا حراما
كما يومئ إليه بعض ألفاظ الخبر تأخذ ربعا أي ربع رطل وفي القاموس نقع الدواء في
الماء أقره فيه في تنور مسخون في بعض النسخ مسجور من سجرت التنور أسجره سجرا إذا
أحميته وفي بعضها مسخن على بناء المجهول والنش الغليان بقدر ما يغمره أي يستره
وتصب بقدر ما يغمره ماء أي تصب الثلث كله في القدر حتى يغمر ما يغمره من القدر أو
المعنى أنه تطرح ثفل الزبيب في القدر
__________________
أوزبيبا آخر فيه
بقدر ما يغمره الماء والأول وإن كان بعيدا لكنه أوفق بالخبر الآتي وقوله ثم تغلي
الثلث الآخر والأخير كما في بعض النسخ لعل معناه أنه بعد تقدير كل ثلث بالعود
تغليه حتى يذهب الثلث الذي صببت أخيرا فوق القدر ثم تغليه حتى يذهب الثلث الآخر ومثل
هذا التشويش ليس ببعيد من حديث عمار كما لا يخفى على المتتبع وبالجملة يظهر من
الخبر الآتي مع وحدة الراوي أن فيه سقطا.
قوله عليهالسلام ثم تضربه بعود أي بعد
الخلط بالعصير كما سيأتي قوله أن يطول مكثه عندك أي من غير تغيير ونشيش فروقه أي
صفه جيدا لئلا يكون فيه ثفل قال في القاموس الترويق التصفية.
١٣ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة
عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سئل عن
الزبيب كيف طبخه حتى يشرب حلالا فقال تأخذ ربعا من زبيب فتنقيه ثم تطرح عليه اثني
عشر رطلا من ماء ثم تنقعه ليلة فإذا كان من الغد نزعت سلافته ثم تصب عليه من الماء
بقدر ما يغمره ثم تغليه بالنار غلية ثم تنزع ماءه فتصبه على الماء الأول ثم تطرحه
في إناء واحد جميعا ثم توقد تحته النار حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه وتحته النار ثم
تأخذ رطلا من العسل فتغليه بالنار غلية وتنزع رغوته ثم تطرحه على المطبوخ ثم تضربه
حتى يختلط به واطرح فيه إن شئت زعفرانا وطيبه إن شئت بزنجبيل قليل.
قال فإذا أردت أن
تقسمه أثلاثا لتطبخه فكله بشيء واحد حتى تعلم كم هو ثم اطرح عليه الأول في الإناء
الذي تغليه فيه ثم تجعل فيه مقدارا وحده حيث يبلغ الماء ثم اطرح الثلث الآخر ثم
حده حيث يبلغ الماء ثم تطرح الثلث الأخير ثم حده حيث يبلغ الآخر ثم توقد تحته بنار
لينة حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه .
١٤ ـ ومنه ، عن
محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن السياري عن محمد بن
__________________
الحسين عمن أخبره
عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام قراقر تصيبني في معدتي
وقلة استمرائي الطعام فقال لي لم لا تتخذ نبيذا نشربه نحن وهو يمرئ الطعام ويذهب
بالقراقر والرياح من البطن قال وقلت له صفه لي جعلت فداك فقال لي تأخذ صاعا من
زبيب فتنقيه من حبه وما فيه ثم تغسله بالماء غسلا جيدا ثم تنقعه في مثله من الماء
أو ما يغمره ثم تتركه في الشتاء ثلاثة أيام بلياليها وفي الصيف يوما وليلة فإذا
أتى عليه ذلك القدر صفيته وأخذت صفوته وجعلته في إناء وأخذت مقداره بعود ثم طبخته
طبخا رقيقا حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه ثم تجعل عليه نصف رطل عسل وتأخذ مقدار العسل
ثم تطبخه حتى تذهب تلك الزيادة ثم تأخذ زنجبيلا وخولنجانا ودارصينيا وزعفرانا
وقرنفلا ومصطكى وتدقه وتجعله في خرقة رقيقة وتطرحه وتغليه معه غلية ثم تنزله فإذا
برد صفيته وأخذت منه على غدائك وعشائك قال ففعلت فذهب عني ما كنت أجده وهو شراب
طيب لا يتغير إذا بقي إن شاء الله .
بيان في القاموس المصطكا بالفتح والضم ويمد في الفتح فقط علك
رومي أبيض نافع للمعدة والمقعدة والأمعاء والكبد والسعال المزمن شربا وأخذت منه
على غدائك أي شربته بعدها وقوله عليهالسلام لا يتغير فيه
إيماء إلى أن ذهاب الثلثين لعدم التغير.
١٥ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري عمن ذكره عن إسحاق بن عمار قال : شكوت
إلى أبي عبد الله عليهالسلام بعض الوجع وقلت إن
الطبيب وصف لي شرابا آخذ الزبيب وأصب عليه الماء للواحد اثنين ثم أصب عليه العسل
ثم أطبخه حتى يذهب ثلثاه ويبقى الثلث فقال أليس حلوا قلت بلى قال اشربه ولم أخبره
كم العسل .
١٦ ـ طب الأئمة ، عن
محمد بن إسماعيل بن حاتم التميمي عن عمرو بن أبي خالد
__________________
عن إسحاق بن عمار
قال : شكوت إلى جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام بعض الوجع وقلت له
إن الطبيب وصف لي شرابا وذكر أن ذلك الشراب موافق لهذا الداء قال له الصادق عليهالسلام وما وصف لك الطبيب قال
قال خذ الزبيب وصب عليه الماء ثم صب عليه عسلا ثم اطبخه حتى يذهب ثلثاه ويبقى
الثلث فقال أليس هو حلو قلت بلى يا ابن رسول الله قال اشرب الحلو حيث وجدته أو حيث
أصبته ولم يزدني على هذا .
تفصيل وتذييل
يشتمل على مقاصد :
الأول اتفق
فقهاؤنا رضوان الله عليهم على حرمة العصير العنبي بالغليان والاشتداد وظاهر
الأخبار وأكثر الأصحاب تحقق الحرمة بمجرد الغليان المفسر بالقلب في رواية حماد عن
أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن
شرب العصير قال تشرب ما لم يغل فإذا غلى فلا تشربه قال قلت جعلت فداك أي شيء
الغليان قال القلب . والمراد به كما فسره الأكثر أن يصير أسفله أعلاه ولعله هو
المقصود أيضا من النشيش فيما تقدم من الأخبار وفيما روي عن ذريح قال سمعت أبا عبد
الله عليهالسلام يقول إذا نش
العصير وغلى حرم فإن النشيش هو صوت الماء وغيره عند الغليان فعلى هذا يكون العطف
بالواو في الرواية للتفسير ويحتمل أن يكون المراد بالنشيش حالة مقارنة للغليان أو
متقدمة عليه فيكون العطف لمحض الجمع أو الترتيب للإشعار بعدم انفكاك أحدهما عن
الآخر أو عدم كفاية النشيش بدون الغليان وما وقع في نسخ التهذيب من لفظة أو بدل
الواو مؤيد لعدم الانفكاك.
وأما ما ضم إليه
بعض الفقهاء في هذا المقام من الاشتداد حيث قالوا إذا غلا واشتد فإن كان المراد به
معنى القلب أو النشيش أو معنى الثخانة الحاصلة بمجرد الغليان كما قيل فضمه إلى
الغليان من قبيل ضم النشيش إليه في الرواية وإن
__________________
كان المراد معنى
آخر يمكن أن يحصل الغليان بدونه معتبرا معه في تحقق الحرمة فلا دليل عليه في
الروايات بل إنها إنما تدل على استقلال مجرد الغليان في علية الحرمة من غير اعتبار
غيره فيها إلا على سبيل الدلالة عليه كالقلب والنشيش على ما مر وكإصابة النار فيما
رواه عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كل عصير
أصابته النار فهو حرام حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه . فإن أصابه النار
بعنوان التأثير كما هو المراد من جملة أسباب الغليان فتدل عليه دلالة السبب على
المسبب وأما ترتب الحرمة على إصابة النار بخصوصها كما يتوهم من ظاهر الرواية فليس
بمقصود لدلالة الروايات الكثيرة على أنها مترتبة على الغليان سواء كان سببا عن
الإصابة المذكورة أو عن غيرها وقد صرح جماعة من الأصحاب منهم الشهيد الثاني
بالتساوي بين كونه بالنار أو غيره وعد صاحب الوسيلة الغليان بنفسه من موجبات الحرمة.
قيل فالوجه في
تخصيص المذكور اعتبار الفرد الغالب وخصوصية الغاية المذكورة فإن ذهاب الثلثين هو
غاية الحرمة التي تتحقق بهذا السبب الخاص لا غاية الحرمة المطلقة فإن ما يحرم
غليانه بنفسه إنما تكون غاية حرمته هي الخلية بدون اعتبار ذهاب الثلثين.
وأقول الظاهر أن
كلا من ذهاب الثلثين والخلية كافيان في الحلية ما لم يصر مسكرا ومع الإسكار فلا بد
من الخلية ولا ينفع ذهاب الثلثين والغالب عدم تحقق الخلية بدون الخمرية وما وقع في
الأخبار وكلام الأصحاب من التخصيص كأنه مبني على الغالب قال ابن البراج في المهذب
كل عصير لم يغل فإنه حلال استعماله على كل حال والغليان الذي معه يحرم استعماله هو
أن يصير أسفله أعلاه بالغليان فإن صار بعد ذلك خلا جاز استعماله وإذا طبخ العصير
على النار وغلا ولم يذهب ثلثاه لم يجز استعماله فإن ذهب ثلثاه وبقي الثلث جاز
استعماله وحد ذلك أن يصير حلوا يخضب الإناء.
__________________
الثاني : ذهب
جماعة من الأصحاب إلى نجاسة العصير المذكور قبل ذهاب الثلثين وأنه يطهر بعده فمنهم
من عمم الحكم كالمحقق والعلامة رحمهما الله لكنهما اشترطا مع الغليان الاشتداد
وذهب ابن حمزة في الوسيلة إلى تخصيص النجاسة في العصير المذكور بصورة غليانه بنفسه
لا بغيره كالنار وبعض المتأخرين عد العصير إذا غلا من النجاسات بدون تخصيص أو
اشتراط فالمذاهب في النجاسة ثلاثة ولا مستند لشيء منها في الروايات التي وصلت
إلينا كما صرح به الشهيد رحمهالله في البيان حيث قال لم أقف على نص في تنجيسه إلا ما دل على
نجاسة المسكر لكنه لا يسكر بمجرد غليانه واشتداده وفي الذكرى حيث قال بعد نقل قول
ابن حمزة والمحقق وذكر توقف العلامة فيها في نهايته ولم نقف لغيرهم على قول
بالنجاسة ولا نص على نجاسة غير المسكر وهو منتف هنا.
وقال الشهيد
الثاني رحمهالله في المسالك القول بنجاسة العصير هو المشهور بين المتأخرين
ومستنده غير معلوم بل النص إنما دل على التحريم وقال العلامة رحمهالله في المختلف والخمر وكل مسكر والفقاع والعصير إذا غلا قبل ذهاب ثلثيه بالنار
أو من نفسه نجس ذهب إليه أكثر علمائنا كالشيخ المفيد والشيخ أبي جعفر والسيد
المرتضى وأبي الصلاح وسلار وابن إدريس وقال أبو علي بن أبي عقيل من أصاب ثوبه أو
جسده خمر أو مسكر لم يكن عليه غسلهما لأن الله تعالى إنما حرمهما تعبدا لا لأنهما
نجسان وكذلك سبيل العصير والخل إذا أصاب الثوب والجسد وقال أبو جعفر بن بابويه لا
بأس بالصلاة في ثوب أصابته خمر لأن الله حرم شربها ولم يحرم الصلاة في ثوب أصابته
مع أنه حكم بنزح ماء البئر أجمع بانصباب الخمر فيها.
لنا وجوه الأول
الإجماع على ذلك فإن السيد المرتضى قال لا خلاف بين المسلمين في نجاسة الخمر إلا
ما يحكى عن شذاذ لا اعتبار بقولهم وقال الشيخ رحمهالله الخمر نجسة بلا خلاف وكل مسكر عندنا حكمه حكم الخمر وألحق
أصحابنا الفقاع بذلك وقول السيد المرتضى والشيخ حجة في ذلك فإنه إجماع منقول
بقولهما وهما صادقان فيغلب على الظن ثبوته والإجماع كما يكون حجة إذا نقل
متواترا فكذا إذا
نقل آحادا انتهى.
ويرد عليه وجوه من
الإيراد الأول حكمه بنجاسة كل مسكر بدون استثناء غير المائع بالأصالة مع أنه
مستثنى عنه بالاتفاق والثاني بنجاسة العصير المذكور قبل ذهاب ثلثيه مطلقا مع أنه
لا خلاف في طهارة بعض أنواعه قبل ذهاب ثلثيه إذا صار خلا كما سيأتي والثالث حكمه
بها بدون اشتراط الاشتداد مع تصريحه به في سائر كتبه والرابع نسبة القول بنجاسة
الجميع الداخل فيه العصير المذكور إلى أكثر العلماء الذين عد منهم الشيخ والمرتضى
رحمهما الله مع ما ترى من خلو كلامهما الذي نقل عنهما عن ذكر العصير ومع ما مر من
تصريح الشهيد رحمهالله مع كمال تتبعه وتبحره الذي لا ريب فيه من تتبع كلامه بعدم
وقوفه على قول بالنجاسة إلا ممن عده في جملة العلماء المذكورين الخامس دعواه
الإجماع على هذا الحكم المشتمل على نجاسة العصير المذكور بنقل المرتضى والشيخ مع
أن ما نقله عن المرتضى إنما هو في خصوص الخمر وما نقله عن الشيخ خال عن ذكر العصير
بل عن ذكر عدم الخلاف في غير الخمر.
الثالث لما كان
الغليان الموجب للحرمة أو النجاسة على وجهين كونه بغير النار وكونه بالنار ومرجع
كل منهما إما إلى صيرورته طلاء أو خلا تكون الاحتمالات العقلية أربعة ولعدم جريان
العادة بصيرورته طلاء بغير النار تكون العادية منها ثلاثة.
الأول أن يصير خلا
بدون إصابة النار ويعبر عنه بنفسه وإن كان بإمداد حرارة من الهواء أو الشمس الثاني
أن يصير طلاء بطبخه على النار الثالث أن يصير خلا بعد أن أصابته النار بإبقائه على
حاله مدة ولا خلاف في حلية الأول وطهارته مطلقا ولا في حلية الثاني وطهارته بشرط
أن يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه وأما الثالث فصريح ما ذكره الشيخ في النهاية حيث قال
والعصير لا بأس بشربه وبيعه ما لم يغل وحد الغليان الذي يحرم ذلك هو أن يصير أسفله
أعلاه فإذا غلا حرم شربه وبيعه إلى أن يعود إلى كونه خلا وإذا غلا العصير على
النار لم يجز شربه إلى أن يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه وحد ذلك هو أن تراه قد صار حلوا
أو يخضب الإناء ويعلق به أو يذهب من كل درهم
ثلاثة دوانيق ونصف
وهو على النار ثم ينزل به ويترك حتى يبرد فإذا برد فقد ذهب ثلثاه وبقي ثلثه انتهى
وما ذكره ابن حمزة في الوسيلة حيث قال فإن كان عصيرا لم يخل إما غلا أو لم يغل فإن
غلا لم يخل إما غلا من قبل نفسه حتى يعود أسفله أعلاه وأعلاه أسفله حرم ونجس إلى
أن يصير خلا بنفسه أو بفعل غيره فيعود حلالا طيبا وإن غلا بالنار حرم شربه حتى
يذهب بالنار نصفه ونصف سدسه ولم ينجس أو يخضب الإناء ويعلق به ويحلو وإن لم يغل
أصلا حل خلا كان أو عصيرا انتهى أن لا يكون حلالا وإن كان طاهرا.
وظاهر المحقق حيث
قال في الشرائع ويحرم العصير إذا غلا من قبل نفسه أو بالنار ولا يحل حتى يذهب
ثلثاه أو ينقلب خلا والعلامة حيث قال في الإرشاد عند تعداد الأشربة المحرمة والعصير
إذا غلا واشتد إلا أن ينقلب خلا أو يذهب ثلثاه وكذا في القواعد والشهيد رحمهالله حيث قال في اللمعة ويحرم العصير العنبي إذا غلا حتى يذهب ثلثاه أو ينقلب خلا
وكذا في الدروس أن يكون حلالا أيضا.
وظاهر ما مر من
رواية ابن سنان وكذا ما روي في الكافي عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن العصير
يطبخ بالنار حتى يغلي من ساعته أيشربه صاحبه قال إذا تغير عن حاله وغلا فلا خير
فيه حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه . مؤيدان لقول الشيخ وابن حمزة بل قولهما مبني على حفظ
ظاهرهما ولكن لا يخفى إمكان تأويلهما بنحو من التخصيص فلا ينافيان قول المحقق
والعلامة والشهيد ولعل هذا التخصيص هنا هو الظاهر المناسب لتعميم حلية كل خمر
وطهارتها بعد الحرمة والنجاسة بصيرورتها خلا فإن مصير العصير مطلقا إلى الخلية
إنما يكون بعد الخمرية كما هو المشهور وكل خمر تحل وتطهر بصيرورتها خلا وإن كان بنحو
علاج كما سيأتي.
__________________
الرابع اعلم أن
الأحكام المذكورة مخصوصة على المشهور بالعصير العنبي ولا خلاف في عدم تحريم ما سوى
عصير التمر وعصير الزبيب مما سوى عصير العنب كعصير الرمان وسائر الفواكه وغيرها
ولا في طهارتها إلا أن تصير مسكرا ولا يشترط في حلها وطهارتها ذهاب الثلثين وإنما
اختلفوا في عصير التمر والزبيب قال الشهيد رحمهالله في الدروس ولا يحرم العصير من الزبيب ما لم يحصل فيه نشيش
فيحل طبيخ الزبيب على الأصح لذهاب ثلثيه بالشمس غالبا وخروجه عن مسمى العنب وحرمه
بعض مشايخنا المعاصرين وهو مذهب بعض فضلائنا المتقدمين لمفهوم رواية علي بن جعفر وأما عصير التمر
فقد أحله بعض الأصحاب ما لم يسكرو في رواية عمار سئل الصادق عليهالسلام عن النضوح كيف نصنع حتى
يحل قال خذ ماء التمر فأغله حتى يذهب ثلثاه . أنتهى وكأن المراد بالنشيش هنا السكر أو ما يئول إليه لا
ما مر من الغليان أو ما يقرب منه كما هو المعروف لسياق كلامه هنا ولتصريحه بما
ينافيه في اللمعة حيث قال ولا يحرم من الزبيب وإن غلا على الأقوى.
ثم إن الشهيد
الثاني رحمهالله في شرحها بعد الاستدلال على هذا الحكم بخروجه عن مسمى
العنب وبأصالة الحل واستصحابه وذكر ما ذهب إليه بعض الأصحاب من التحريم لمفهوم
رواية علي بن جعفر قال وسند الرواية والمفهوم ضعيفان فالقول بالتحريم أضعف أما
النجاسة فلا شبهة في نفيها انتهى وكان الفرق بين القول بالتحريم والنجاسة في هذا
المقام لعدم النص على نجاسة العصير مطلقا وعدم القول بها إلا من جماعة معدودين وهم
لا يقولون هاهنا لا بالتحريم ولا بالنجاسة فيكون عدم النجاسة هاهنا اتفاقيا.
وقال رحمهالله في المسالك والحكم مختص بعصير العنب فلا يتعدى إلى غيره كعصير التمر ما لم
يسكر للأصل ولا إلى عصير الزبيب على الأصح لخروجه عن اسمه وذهاب ثلثيه وزيادة
بالشمس وحرمه بعض علمائنا استنادا إلى مفهوم رواية علي بن جعفر وهي مع أن في
طريقها سهل بن زياد لا يدل على تحريمه قبل
__________________
ذهاب ثلثيه بوجه
وإنما نفى عليهالسلام البأس عن هذا
العمل الموصوف وإبقاء الشراب عنده يشرب منه وتخصيص السؤال بالثلثين لا يدل على
تحريمه بدونه ولا بالمفهوم الذي ادعوه وإنما تظهر فائدة التقييد به لتذهب مائيته
فيصلح للمكث عند المدة المذكورة كما يبقى الدبس ولو سلم دلالتها بالمفهوم فهو ضعيف
لا يصلح لإثبات مثل هذا الحكم المخالف للأصل.
وروى أبو بصير في
الصحيح قال : كان أبو عبد الله عليهالسلام يعجبه الزبيبة وهذا ظاهر في الحل
لأن طعام الزبيبة لا يذهب فيه ثلثا ماء الزبيب كما لا يخفى انتهى.
وأقول القول بعدم
تحريم عصير الزبيب والتمر لا يخلو من قوة لما مر من عمومات الحل وعدم ورود ما يصلح
لتخصيصها ورواية علي بن جعفر مع ضعفها على المشهور بالمفهوم وهي ضعيفة خصوصا إذا
كان في كلام السائل على أن مفهومه وجود البأس قبل ذهاب الثلثين وهو أعم من الحرمة
ورواية عمار أيضا ضعيفة سندا ومتنا.
فإن قيل الروايات
الدالة على تحريم العصير بعد الغليان أكثرها عامة أو مطلقة شاملة لكل عصير خرج عنه
ما حل بالإجماع كعصير الرمان وأشباهه فيبقى عصير الزبيب والتمر داخلين تحت عموم
التحريم قلت شمول العصير حقيقة لما ينفصل عنهما ممنوع إذ لا ينفصل منهما شيء إلا
بعد نقعهما في الماء فلا يسمى عصيرا إلا مجازا بل هو نقيع وما ينفصل عن التمر بلا
نقع فهو دبس لا يطلق عليه العصير بل قيل يحصل الظن القوي بعد تتبع الأخبار وكلام
الأصحاب بشيوع استعمال العصير بما يختص بالعنب ويؤيده ما مر في المقنع وفقه الرضا عليهالسلام وذكره الصدوق في الفقيه
أيضا حيث قال : ولها خمسة أسامي العصير وهو من الكرم والنقيع وهو من الزبيب ونحوه
ورد في صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج وإذا كان كذلك تعين حمل العصير في الأخبار المطلقة عليه
وإن كان مجازا حذرا من
__________________
ارتكاب التخصيص
البعيد الذي قد منع صحته جماعة من الأصوليين فإن صدور مثل هذه الكلية عنهم عليهالسلام مع خروج أكثر أفراد
الموضوع عن الحكم بعيد جدا.
قال المحقق
الأردبيلي رحمهالله المشهور أن التحريم بالغليان مخصوص بالعصير العنبي ولا
خلاف في حلية عصير غير التمر والزبيب مثل عصير التفاح والرمان وإن غلا ما لم يكن
مسكرا وكذا سائر الربوبات والأصل والعمومات وحصر المحرمات مؤيدات ويدل عليه أيضا
بعض الروايات مثل رواية جعفر بن أحمد المكفوف قال : كتبت إليه يعني أبا الحسن عليهالسلام أسأله عن السكنجبين
والجلاب ورب التوت ورب التفاح فكتب حلال وفي رواية أخرى له عنه عليهالسلام وزاد رب السفرجل إذا كان
الذي يبيعها غير عارف وهي تباع في أسواقنا فكتب جائز لا بأس بها .
وفيها مع الغليان
خلاف والمشهور الحل ويؤيده الأصل والعمومات وحصر المحرمات في الآية والأخبار
الكثيرة وقيل بالتحريم بل يظهر أيضا القول بالنجاسة من الذكرى والظاهر الطهارة ولا
ينبغي النزاع في ذلك وقياسهما على الخمر والعصير العنبي باطل مع عدم ثبوت الحكم في
الأصل والحل لما مر ولعدم دليل صالح للتحريم إلا ما مر من عموم العصير والظاهر
أنهما ليسا بداخلين فيه فالمراد فيه العصير العنبي كما يفهم من كلامهم ومن ظاهر
الأخبار ولهذا ما قال أحد بالعموم إلا ما أخرجه الدليل وما استدل القائل بعدم
إباحتها بتلك العمومات وما استدل له بها أيضا فكأن العصير عندهم مخصوص بالعنب
بالوضع الثاني فتأمل.
ثم قال رحمهالله ويؤيده أن النبيذ الذي يؤخذ من التمر والنقيع الذي يؤخذ من الزبيب إنما
يحرمان مع السكر وقد مر أنه لو فعلا بحيث لا يسكران يحلان وما يدل عليه بالمفهوم
ويدل عليه أيضا ما يدل على حل النبيذ الغير المسكر وصحيحة أبي بصير في الزبيبة
انتهى.
وأما الأخبار
المتقدمة الواردة في كيفية الشراب الحلال وإن كانت مشعرة
__________________
باشتراط ذهاب
الثلثين في الحل لكن ليس فيها خبر صحيح على مصطلح القوم ولا في شيء منها دلالة
ظاهرة إذ قوله عليهالسلام في رواية عمار حتى
يصير حلالا يحتمل أن يكون المراد به حتى يبقى على الحلية ولا يصير نبيذا مسكرا
حراما كما قال في خبره الآخر حتى يشرب حلالا وكما قال في رواية الهاشمي هو شراب
طيب لا يتغير إذا بقي وإن احتمل أن يكون هذا علة لوجوب ذهاب الثلثين وقد يقال
معناه بقرينة روايته الأخرى وغيرها في هذا الباب حتى يصير نبيذا حلالا أي يكون مثل
النبيذ المسكر في النفع دون الحرمة.
أقول وكأنه
لاحتمال هذه الوجوه في تلك الأخبار احتمالا ظاهرا لم يتمسك بها القائل باستواء ماء
الزبيب وعصير العنب في وجوب ذهاب ثلثيهما لحصول الحلية كما تمسك بمفهوم رواية علي
بن جعفر ورواية إسحاق يشعر بأنه ما دام حلوا لم يتغير فهو حلال لا سيما على ما
في طب الأئمة قال المحقق الأردبيلي رحمهالله بعد إيرادها بل يمكن فهم الحل مطلقا من قوله عليهالسلام أليس حلوا فافهم انتهى وأما رواية النرسي فهي وإن دلت على تحريم ماء الزبيب
بعد الغليان أو النشيش لكن إثبات مثل هذا الحكم بمثل هذه الرواية مشكل ولا ريب أن
الأحوط الاجتناب عن عصير الزبيب بعد الغليان ولا يبعد الاكتفاء بخضب الإناء وعلوقه
به كما ورد في بعض الأخبار أو بتسميته دبسا وأما ذهاب الثلثين فلا يتحقق فيما يعمل
في هذا الزمان غالبا إلا بعد انعقاده وخروجه عن الدبسية وأحوط منه اجتنابه قبل
ذهاب الثلثين مطلقا.
الخامس الحق جماعة
من الأصحاب بالعصير ماء العنب إذا غلا في حبه وهو غير موجه لعدم صدق العصير عليه
فالأدلة العامة تقتضي حله قال المحقق الأردبيلي رحمهالله الظاهر اشتراط كونه معصورا فلو غلا ماء العنب في حبه لم
يصدق عليه أنه عصير غلا ففي تحريمه تأمل ولكن صرحوا به فتأمل والأصل والعمومات
وحصر المحرمات دليل التحليل حتى يعلم الناقل انتهى.
__________________
وأقول بعض من قارب
عصرنا ألحق به الزبيب المطبوخ في الطعام فحكم بحرمته لأنه يغلي ماؤه في جوفه
وتابعه بعض من لم يشم رائحة العلم والفقه من المعاصرين وهو وهن على وهن وربما
يستدل له بخبر النرسي وقد عرفت حاله مع أنه لا يدل على مدعاهم إذ الظاهر أنه إنما
يحرم إذا أدى الحلاوة إلى الماء حتى صار بمنزلة العصير ومعلوم أن ما يوضع من
الزبيب تحت الأرز في القدور ليس بهذه المثابة ولا يحلى الماء بسببه كحلاوة العصير
وكذا ما يلقى في الشورباجات قلما يصير بهذه المنزلة نعم ما يدق ويدخل فيها قد يكون
قريبا من ذلك وكأنه الزبيبة وقد مرت الرواية بحلها وبالجملة الحكم بالحرمة في جميع
ذلك مشكل وإن كان الاحتياط في بعضها أولى.
السادس قال في
المسالك لا فرق مع عدم ذهاب ثلثيه في تحريمه بين أن يصير دبسا وعدمه لإطلاق النصوص
باشتراط ذهاب الثلثين مع أن هذا فرض بعيد لأنه لا يصير دبسا حتى يذهب أربعة أخماسه
غالبا بالوجدان فضلا عن الثلثين ويحتمل الاكتفاء بصيرورته دبسا قبل ذلك على تقدير
إمكانه لانتقاله عن اسم العصير كما يطهر بصيرورته خلا لذلك ولا فرق في ذهاب ثلثيه
بين وقوعه بالغليان والشمس والهواء فلو وضع المعمول به قبل ذهاب ثلثيه كالملبن في
الشمس فتجفف بها وبالهواء وذهب ثلثاه حل وكذا يطهر بذلك لو قيل بنجاسته ولا يقدح
فيه نجاسة الأجسام الموضوعة فيه قبل ذهاب الثلثين كما يطهر ما فيه من الأجسام بعد
انقلابه من الخمرية إلى الخلية عندنا انتهى.
أقول ويؤيد
الاكتفاء بالدبسية ما رواه الشيخ في الصحيح عن عمر بن يزيد قال قال أبو عبد الله عليهالسلام إذا كان يخضب الإناء
فاشربه . وإن احتمل أن يكون من علامات ذهاب الثلثين كما فهمه الشيخ
رحمهالله حيث جعل في النهاية لذهاب الثلثين الذي هو مناط الحلية
ثلاث علامات صيرورته حلوا وخضبه الإناء وعلوقه به وذهاب ثلاثة دوانيق ونصف منه عند
كونه على النار وروى الكليني رحمهالله بسند
__________________
صحيح عن ابن أبي
يعفور عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا زاد
الطلاء على الثلث أوقية فهو حرام وكأن المعنى زاد على الثلث بقدر أوقية وهي سبع
مثاقيل أو أربعون درهما وهذا إما كناية عن القلة أو مبني على أنه إذا كان أقل من
أوقية يذهب بالهواء ويمكن أن يكون هذا فيما إذا كان العصير رطلا فإن الرطل أحد
وتسعون مثقالا ونصف سدس سبعه ونصف نصف سدس وقد ورد في بعض الأخبار أن نصف السدس
يذهب بالهواءكما روى الشيخ بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : العصير إذا
طبخ حتى يذهب منه ثلاثة دوانيق ونصف ثم يترك حتى يبرد فقد ذهب ثلثاه وبقي ثلثه ونصف السدس على
هذا الوجه قريب من الأوقية بالمعنى الأول وفيه بعد إشكال.
السابع ذهاب
الثلثين المعتبر في هذا الباب هل هو بحسب الكيل أو بحسب الوزن وظاهر بعض الأخبار
اعتبار الكليل وظاهر بعض الأصحاب كالمحقق الأردبيلي رحمهالله اعتبار الوزن ولم يتفطن الأكثر للتفاوت بينهما ولذا لم
يتعرضوا لذلك ومعلوم أن نسبة الذاهب إلى الباقي في العصير المذكور مختلفة بحسب
الاعتبارين لتقدم ذهاب جزء مفروض منه بحسب الكيل على مثل هذا الجزء بحسب الوزن
وذلك ظاهر بالتجربة.
ويمكن أن يستدل
عليه أيضا بما تفطن به بعض الأفاضل بأن نقصان الكيل والوزن هناك مسبب عن انقلاب
بعض أجزائه إلى الهواء ومعلوم أن المنقلب إلى الهواء من تلك الأجزاء هو الألطف
فالألطف وإن اللطيف أقل وزنا وأكثر حجما من الكثيف فما ينقص من وزنه بالانقلاب
المذكور يلزم أن يكون أقل مما ينقص من كيله به دائما على أن نقصان الحجم قد يكون
بسبب آخر أيضا كمداخلة بعض الأجزاء في قوام بعض آخر ودعوى أن تلك المداخلة لا يمكن
فيما نحن فيه بناء على أن الحرارة موجبة للتخلخل الذي هو ضدها ساقطة بجواز وقوعها
من جهة ما يستلزمه من انفتاح السدد المانعة عنها وحصول الفرج المعدة لها مع ما
يمكن هناك من
__________________
أن يكون في بعض
الأجزاء قوة نفوذ وفي بعضها قوة جذب وقبض فيدخل بتينك القوتين وزوال المانع وحصول
المعد ما هو من قبيل الأول فيما هو من قبيل الثاني ويستحكم فيه كما قيل في سبب
حصول السواد من ممازجة الزاج والعقص فتأمل.
وبالجملة تبين أن
ذهاب الثلثين في العصير المذكور من حيث الكيل والحجم يتحقق قبل ذهابهما فيه من حيث
الوزن فيحتمل هاهنا أن يكون المعيار للثلث والثلثين ما هو بحسب الكيل لكونه معروفا
بين الناس في أمثال ذلك ولسهولته عليهم من حيث إمكان هذا النوع من التقدير لهم
بالقصعة والقدر وأمثالهما من الأدوات الدائرة واستغنائه عن ميزان صحيح أو قبان
مجرب لا يطمئن به إلا بعد تقويمات وتدقيقات لا يهتدي إليها أكثر الناس وليتيسر
تخمينهم الكيلية بين الذاهب والباقي بحس البصر أيضا بدون احتياج إلى آلة أصلا.
ويدل عليه رواية
عقبة بن خالد المتقدمة حيث اعتبر عليهالسلام فيه الأرطال
والرطل يطلق غالبا على الكيل لا الوزن كما حققناه في رسالة الأوزان وكذا تدل عليه
الروايات الثلاث المتقدمة في كيفية الشراب الحلال فإنها صريحة في أن المعتبر في
الثلث والثلثين الكيل دون الوزن وإن أمكن أن يكون الذهاب بحسب الكيل كافيا في ترتب
الفوائد التي أفادها عليهالسلام لهذا الدواء بناء
على ما احتملناه بل اخترناه أن ذهاب الثلثين هاهنا ليس لتحقق الحلية بل لترتب
الفوائد الطبية فإن الأطباء في كثير من الأدوية المركبة يذكرون ذلك وغرضهم حصول
مزاج ذلك المركب وعدم إسراع الفساد إليه وترتب كمال الفوائد عليه نعم على مذهب من
يختار أن ذهاب الثلثين هنا للحلية هي صريحة في ذلك لكن على ما اخترناه أيضا فيه
إيماء إليه ويمكن أن يقال أيضا إنه لما ذكر الشارع ذهاب الثلثين ولم يصرح بالمراد
فمتى صدق عليه عرفا أنه ذهب ثلثاه يتحقق الحل ولا ريب في أنه يصدق عليه عرفا أنه
ذهب ثلثاه وفيه نظر.
ويحتمل أن يكون
المعيار هاهنا هو التقدير الوزني أو ما في حكمه مما يطابقه وذلك لأن حكمهم عليهمالسلام فيما روي عنهم في هذا
الباب بترتب الحلية على ذهاب
ثلثي العصير وبقاء
ثلثه أو ما في معناه من ذهاب اثنين منه وبقاء واحد يدل على وجوب تحقق فناء هذا
القدر منه بالطبخ فسواء أخذ هذا القدر بحسب الكيل أو بحسب الوزن لا يتحقق هذا
الفناء بالنسبة إليه مع بقاء الزائد على الثلث بحسب الوزن فإنه مستلزم لإمكان بقاء
الزائد عليه بحسب الكيل أيضا لتوافقهما في العصير المذكور قبل الطبخ بلا شبهة
وإنما اشتبهت حال الكيل بعده من جهة حصول القوام واحتمال مداخلة بعض الأجزاء في
بعض فلا يعرف بمحض الكيل في هذا الوقت قدر ثلثي العصير أو ثلثه وإنما يعرف بحسب الوزن
فيه ذلك لعدم حصول الاشتباه في حاله من جهة أصلا.
ولنوضح ذلك بمثال
فرضنا أن العصير ستة أمنان موافقا لست قصعات معينة فيجب أن يذهب ويفنى منه أربعة
أمنان مطابق لأربع قصعات حتى يصير حلالا فإذا طبخ إلى أن تبقى قصعتان فحينئذ وإن
كان مجال أن يتوهم بلوغه النصاب من حيث كون الباقي بقدر ثلث المجموع بحسب الصورة
فيكون الذاهب لا محالة بقدر ثلثيه لكن العقل بمعونة ملاحظة القوام الحاصل فيه
بالطبخ يحكم بإمكان كونه زائدا على الثلث بحسب الحقيقة فإنه حال كونه رقيقا كان
ثلثه بقدر قصعتين فيمكن أن يكون هذا القدر مع هذا القوام والغلظ أكثر من الثلث
بقدر زيادة وزن الغليظ على الرقيق هاهنا فلا يكون الذاهب والفاني بقدر ثلثيه لبقاء
بعضه بالمداخلة المذكورة في قوام الثلث المذكور فما دام لم يبلغ حدا يطابق وزنه
منين موافقا لقدر قصعتين في حال رقته لم يتحقق كون الباقي ثلثا والذاهب ثلثين فيكون
المعيار لمعرفة بلوغه هذا الحد بلوغه هذا الوزن أو ما في حكمه كبلوغه قدر قصعة
ونصف إذا علم أن النسبة بين وزني الرقيق والغليظ أي بين وزني العصير والطلاء عند
كونهما على حجم واحد كنسبة واحد ونصف إلى اثنين وهكذا.
وبالجملة يمكن أن
تقوم تلك المعرفة أيضا لمن تتبع واستخرج النسبة مقام معرفة الوزن الذي هو المعيار
هاهنا على ما عرفت.
فتلخص بهذا
التحقيق أن تحقق اليقين بذهاب ثلثي العصير مطلقا موقوف
على تحقق فناء
الثلثين بحسب الوزن وقبل أن يتحقق ذلك تكون الحال مشكوكا فيها لتعارض احتمالي
الذهاب وعدم الذهاب بحسب اعتباري الصورة والحقيقة فلا ترتفع الحرمة اليقينية
الحاصلة بإصابة النار إلا بحصول الحلية اليقينية الموقوفة على تحقق الذهاب على
الوجه المذكور.
وفي ألفاظ
الروايات إشارات لطيفة إلى هذا التحقيق مثل استعمال لفظ الباقي في مقابل الذاهب
فإنه مشعر بأن المراد بالذهاب هناك هو الفناء والانفصال لا ما يشمل الدخول
والاندماج في قوام سائر الأجزاء فإن الذهاب بهذا المعنى لا ينافي البقاء في الجملة
ولعل ذكر بقاء الثلث بعد ذكر ذهاب الثلثين في أكثر الروايات مع أنه بحسب الظاهر
مستغنى عنه لدفع هذا التوهم.
ومثل استعمال لفظ
الأوقية في رواية ابن أبي يعفور المتقدمة فإنها سواء كانت تمييزا أو مفعولا بحسب
التركيب تكون باعتبار أنها مفسرة بأربعين درهما أو سبعة مثاقيل كما عرفت صريحة في
الوزن بلا شائبة احتمال الكيل فيها فتدل على أن المعيار هاهنا هو الوزن لا الكيل.
ومثل استعمال لفظ
الدوانيق في رواية ابن سنان فإن الدانق في أصل وضعه عبارة عن سدس الدرهم الذي لا
يجري فيه شائبة الكيل خصوصا إذا كان المقصود به هناك أيضا معناه الحقيقي كما فهمه
الشيخ رحمهالله حيث عبر عنه في النهاية بقوله أو يذهب من كل درهم ثلاثة
دوانيق ونصف وأما الكيل الوارد في رواية عقبة بن خالد فيمكن حمله على الوزن
المعروف فيه لا الكيل للجمع بينه وبين سائر الروايات.
وأقول يمكن أن
يكون مخيرا في التقدير بهما توسعة على الناس كما هو المناسب للملة الحنيفية لقلة
التفاوت بينهما وحصول الغرض الذي هو عدم التغير والفساد بالبقاء زمانا طويلا بكل
منهما كما أن الشارع خير في الكر بين التقدير بالأشبار والأرطال وفي مسافة القصر
بين مسير يوم والأميال وفي الدية بين ألف دينار وعشرة آلاف درهم مع حصول التفاوت
الكثير في النسبة بينهما في اختلاف الأزمان والأحوال وهو أوفق للجمع بين الأخبار
ولعدم التعرض للتصريح
بأحدهما في الروايات
وكلام القدماء والمتأخرين من العلماء الأخيار وهذا عندي أظهر الوجوه وإن كان
الأحوط العمل بالوزن مطلقا.
فإن قلت لما كان
الكيل أقل مطلقا فيرجع الوجه الأخير إلى الأول قلنا هذا جار في جميع النظائر التي
ذكرناها لذلك مع أن الفقهاء صرحوا في الجميع بالتخيير والفائدة في ذلك التوسعة على
الأمة فإن في بعض الأحيان الاعتبار بالكيل أسهل وفي بعضها الاعتبار بالوزن أيسر مع
أنه يمكن القول باستحباب رعاية الوزن ورجحانه على الكيل وبه تحصل الفائدة أيضا
وإنما أطنبنا الكلام في ذلك لكثرة الجدوى فيه وعموم البلوى به وعدم تعرض الأصحاب
له.
٤
باب
(انقلاب الخمر خلا)
١ ـ قرب الإسناد ،
عن عبد الله بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
الخمر يكون أوله خمرا ثم يصير خلا يؤكل قال إذا ذهب سكره فلا بأس .
كتاب المسائل ، عن
علي بن جعفر مثله إلا أنه زاد فيه أيؤكل قال نعم.
٢ ـ العيون ، بالأسانيد
الثلاثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير
المؤمنين عليهالسلام كلوا خل الخمر
فإنه يقتل الديدان في البطن وقال عليهالسلام كلوا خل الخمر ما
انفسد ولا تأكلوا ما أفسدتموه أنتم .
٣ ـ فقه الرضا ، قال
عليهالسلام إن صب في الخمر خل
لم يحل أكله حتى تذهب عليه أيام وتصير خلا ثم كل بعد ذلك .
٤ ـ السرائر ، نقلا
من جامع البزنطي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه
__________________
سئل عن الخمر
يعالج بالملح وغيره ليحول خلا فقال لا بأس بمعالجتها قلت فإني عالجتها فطينت رأسها
ثم كشفت عنها فنظرت إليها قبل الوقت أو بعده فوجدتها خمرا أيحل لي إمساكها فقال لا
بأس بذلك وإنما إرادتك أن يتحول الخمر خلا فليس إرادتك الفساد .
تبيان اعلم أن
المشهور بين الأصحاب جواز علاج الخمر بما يحمضها ويقلبها إلى الخلية من الأجسام
الطاهرة سواء كان ما عولج به عينا قائمة أم لا واستدلوا عليه ٦ بموثقة أبي بصير
قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الخمر يصنع
فيها الشيء حتى يحمض فقال إذا كان الذي صنع فيها هو الغالب على ما صنع فيه فلا بأس
فإن الظاهر أن المراد بها
إذا كان الخمر غالبا على ما جعل فيها ولم يصر مستهلكا بحيث لا يعلم انقلابه فلا
بأس وعموم حسنة زرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن
الخمر العتيقة يجعل خلا قال لا بأس
وحكموا بكراهة العلاج
لقوله عليهالسلام في رواية أبي بصير
وقد سأله عن الخمر يجعل خلا فقال لا إلا ما جاء من قبل نفسه وفي رواية أخرى لا بأس
إذا لم يجعل فيها ما يقلبها وفي أكثر نسخ التهذيب بالقاف وفي الكافي بالغين وهو أظهر
وربما قيل باشتراط ذهاب عين المعالج به قبل أن يصير خلا لأنه ينجس بوضعه ولا يطهر
بانقلابها خمرا لأن المطهر للخمر هو الانقلاب وهو غير متحقق في ذلك الجسم الموضوع
فيها ولا يرد مثله في الآنية لأنها مما لا تنفك عنها الخمر فلو لم يطهر معها لما
أمكن الحكم بطهرها وإن انقلبت بنفسها ولو ألقي في الخمر خل حتى يستهلكه فالمشهور
عدم الطهارة والحل.
وقال الشيخ في
النهاية وإذا وقع شيء من الخمر في الخل لم يجز استعماله إلا بعد أن يصير ذلك الخمر
خلا وقال ابن الجنيد فأما إن أخذ إنسان خمرا ثم صب عليه خلا فإنه يحرم عليه شربه
والاصطباغ به في الوقت ما لم يمض عليه وقت
__________________
ينتقل في مثله
العين من التحليل إلى التحريم أو من التحريم إلى التحليل وتأول الشيخ رواية أبي
بصير السابقة من قوله لا بأس إذا لم يجعل فيها ما يقلبها بأن معناه إذا جعل فيها
ما يغلب عليه فيظن أنه خل ولا يكون كذلك مثل القليل من الخمر يطرح عليه كثير من
الخل فإنه يصير بطعم الخل ومع هذا فلا يجوز استعماله حتى يعزل من تلك الخمرة ويترك
مفردا إلى أن يصير خلا فإذا صار خلا حل حينئذ.
وأنكر ابن إدريس
وغيره ذلك وقال ابن إدريس لا وجه له للإجماع على أن الخل يصير بمخالطة الخمر له
نجسا ولا دلالة على طهارته بعد ذلك لأنه إنما يطهر الخمر بالانقلاب إلى الخل فأما
الخل فهو باق على حقيقته وليس له حالة ينقلب إليها ليطهر بها وقال العلامة رحمهالله في المختلف كلام الشيخ ليس بعيدا من الصواب لأن انقلاب الخمر إلى الخل يدل
على تمامية استعداد انقلاب ذلك الخمر إلى الخل والمزاج واحد بل استعداد الملقى في
الخل لصيرورته خلا أتم ولكن لا يعلم لامتزاجه بغيره فإذا انقلب الأصل المأخوذ منه
علم انقلابه أيضا ونجاسة الخل تابعة للخمرية وقد زالت فتزول النجاسة عنه كما في
الخمر إذا انقلب قال ونبه شيخنا أبو علي ابن الجنيد عليه.
وقال الشهيد
الثاني القول بطهر الخل إذا مضى زمان يعلم انقلاب الخمر فيه إلى الخلية متجه إذا
جوزنا العلاج وحكمنا بطهارته مع بقاء عين المعالج به لأن الخل لا يقصر عن تلك
الأعيان المعالج بها حيث حكم بطهرها مع طهره إلا أن إثبات الحكم من النص لا يخلو
من إشكال واستفادته من إطلاق جواز علاجه أعم من بقاء عين المعالج به انتهى.
وأقول لا يبعد
القول بحله مطلقا لما رواه الشيخ في الصحيح عن عبد العزيز بن المهتدي قال : كتبت
إلى الرضا عليهالسلام جعلت فداك العصير
يصير خمرا فيصب عليه الخل وشيء يغيره حتى يصير خلا قال لا بأس .
__________________
٥
باب
(الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة وسائر ما نهي عنه من
الأواني وغيرها)
١ ـ مجالس الصدوق
، عن حمزة بن محمد العلوي عن عبد العزيز بن محمد الأبهري عن محمد بن زكريا الجوهري
عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال : نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الشرب في آنية الذهب
والفضة .
٢ ـ قرب الإسناد ،
عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله نهاهم عن سبع منها الشرب
في آنية الذهب والفضة .
٣ ـ ومنه ، عن عبد
الله بن الحسن عن جده علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن
المرآة هل يصلح العمل بها إذا كانت لها حلقة فضة قال نعم إنما كره ما يشرب فيه
استعماله .
بيان
: قوله عليهالسلام إنما كره كأن المعنى أنه
إنما منع من استعمال ما يمكن أن يشرب فيه من الأواني في الشرب أو مطلقا.
٤ ـ الخصال ، عن
الخليل بن أحمد عن أبي العباس الثقفي عن محمد بن الصباح عن حريز عن أبي إسحاق
الشيباني عن أشعث عن معاوية بن سويد عن البراء بن عازب قال : نهانا رسول الله صلىاللهعليهوآله أن نتختم بالذهب وعن
الشرب في آنية الذهب والفضة وقال من شرب فيها في الدنيا لم يشرب فيها في الآخرة
الخبر .
٥ ـ العيون ، عن
جعفر بن نعيم بن شاذان عن عمه محمد بن شاذان عن محمد بن
__________________
إسماعيل بزيع قال
: سألت الرضا عليهالسلام عن آنية الذهب
والفضة فكرهها فقلت له قد روى بعض أصحابنا أنه كانت لأبي الحسن موسى عليهالسلام مرآة ملبسة فضة فقال لا
بحمد الله إنما كانت لها حلقة فضة وهي عندي وقال إن العباس يعني أخاه حين عذر عمل
له عود ملبس فضة من نحو ما يعمل للصبيان تكون قصبته نحو عشرة دراهم فأمر به أبو الحسن
عليهالسلام فكسر .
الكافي ، عن محمد
بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن بزيع مثله.
المحاسن ، عن ابن
بزيع مثله.
المكارم ، عن محمد
بن عيسى عن أبي جعفر عليهالسلام مثله.
بيان في القاموس عذر الغلام ختنه وقال الشيخ البهائي رحمهالله يمكن أن يستنبط من مبالغته عليهالسلام في الإنكار لتلك
الرواية كراهة تلبيس الآلات كالمرآة ونحوها بالفضة بل ربما يظهر من ذلك تحريمه
ولعل وجهه أن ذلك اللباس بمنزلة الظرف والآنية لذلك الشيء وإذا كان هذا حكم
التلبيس بالفضة فبالذهب بطريق أولى انتهى.
وأقول غاية ما يدل
عليه استحباب التنزه عنه والمبالغة في الإنكار لمنافاته لزهدهم عليهمالسلام لا للتحريم والوجه غير
وجيه كما لا يخفى على النبيه وسيأتي الكلام فيه إن شاء الله.
٦ ـ مجالس ابن
الشيخ ، عن والده عن جماعة عن أبي المفضل الشيباني عن الفضل بن محمد بن المسيب عن
هارون بن عمرو المجاشعي عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه الصادق عليهالسلام وعن المجاشعي عن الرضا عن
أبيه عن جده عليهالسلام أنه سئل عن
الدنانير والدراهم وما على الناس فيها فقال أبو جعفر عليهالسلام هي خواتيم الله في
أرضه جعلها الله مصلحة لخلقه وبها يستقيم شئونهم ومطالبهم فمن أكثر له منها فقام
بحق الله فيها وأدى زكاتها فذاك الذي طابت وخلصت له ومن أكثر له منها فبخل بها ولم
يؤد حق الله فيها واتخذ منها الآنية فذاك الذي حق عليه وعيد الله
__________________
عز وجل في كتابه
يقول الله « يَوْمَ
يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ
وَظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ
تَكْنِزُونَ »
بيان الخواتيم جمع الخاتم وتشبيه الدنانير والدراهم بها إما
لنقشها أو لعزتها أو لأنه لا يجوز جعلها أواني وأشباه ذلك كما أنه لا يصلح فص ما
ختم عليه.
٧ ـ قصص الراوندي
، بالإسناد إلى الصدوق بإسناده عن ابن محبوب عن داود الرقي عن الصادق عن أبيه عليهالسلام قال : إني أكره أن آكل
شيئا طبخ في فخار مصر.
العياشي ، عن داود
مثله .
٨ ـ القصص ، بالإسناد
إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن أبي الحسن عليهالسلام قال : لا تأكلوا في فخار
مصر ولا تغسلوا رءوسكم بطينها فإنها تورث الذلة وتذهب بالغيرة.
العياشي ، عن ابن
أسباط مثله .
٩ ـ المحاسن ، عن
ابن محبوب عن علاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام أنه نهى عن آنية
الذهب والفضة .
الكافي
: عن العدة عن سهل
عن ابن محبوب مثله.
١٠ ـ المحاسن ، عن
عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا ينبغي
الشرب في آنية الذهب والفضة .
١١ ـ ومنه ، عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد الله الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه كره آنية الذهب
والفضة والآنية المفضضة .
١٢ ـ ومنه ، عن
أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن موسى بن بكر عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام قال : آنية الذهب والفضة
متاع « الَّذِينَ
لا يُوقِنُونَ »
__________________
١٣ ـ نوادر
الراوندي ، عن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني عن محمد بن الحسن التميمي عن سهل بن
أحمد الديباجي عن محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى عن أبيه عن
جده موسى بن جعفر عن آبائه عليهمالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله .
الكافي ، عن العدة
عن سهل عن علي بن حسان عن موسى مثله.
الفقيه ، عن النبي
صلىاللهعليهوآله مثله.
١٤ ـ المحاسن ، عن
الحسن بن علي الوشاء عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا تأكل في آنية
الذهب والفضة .
١٥ ـ ومنه ، عن
محمد بن علي عن جعفر بن بشير عن عمرو بن أبي المقدام قال : رأيت أبا عبد الله عليهالسلام أتي بقدح من ماء فيه ضبة
من فضة فرأيته ينزعها بأسنانه .
الكافي ، عن علي
بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير مثله.
بيان قال الشيخ البهائي رحمهالله الضبة بفتح الضاد
المعجمة وتشديد الباء الموحدة تطلق في الأصل على حديدة عريضة تستمر في الباب
والمراد بها هنا صفحة رقيقة من الفضة مستمرة في القدح من الخشب ونحوها إما لمحض
الزينة أو لجبر كسره.
١٦ ـ المحاسن ، عن
ابن محبوب عن معاوية بن وهب قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن الشرب في قدح
فيه حلقة فضة قال لا بأس إلا أن تكره الفضة فتنزعها .
١٧ ـ ومنه ، عن
ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن بريد عن أبي عبد الله أنه كره الشرب في الفضة وفي
القدح المفضض وكره أن يدهن في مدهن مفضض والمشط كذلك .
بيان
: قال الجوهري المدهن
بالضم لا غير قارورة الدهن وهو أحد ما جاء على مفعل مما يستعمل من الأدوات والمشط
بالضم معروف.
__________________
١٨ ـ المحاسن ، عن
محمد بن علي عن يونس بن يعقوب عن أخيه يوسف قال : كنت مع أبي عبد الله عليهالسلام في الحجر فاستسقى فأتي
بقدح من صفر فقال له رجل إن عباد بن كثير يكره الشرب في صفر فقال ألا سألته ذهب أو
فضة .
١٩ ـ المكارم ، عن
الصادق عليهالسلام أنه كره أن يدهن
في مدهن فضة أو مدهن مفضض والمشط كذلك.
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : لا بأس أن يشرب
الرجل في القدح المفضض واعزل فمك عن موضع الفضة .
٢٠ ـ كتاب المسائل
، عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن
أهل الأرض أيأكل في إنائهم إذا كانوا يأكلون الميتة والخنزير قال لا ولا في آنية
الذهب والفضة .
٢١ ـ المجازات
النبوية ، قال النبي صلىاللهعليهوآله للشارب في آنية
الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم برفع النار والأكثر من الروايات على
نصبها.
قال السيد رحمهالله وهذا القول مجاز لأن نار جهنم على الحقيقة لا تجرجر في جوفه والجرجرة صوت
البعير عند الضجر والذب قال إمرؤ القيس يصف طريقا :
على لاحب لا
يهتدى بمناره
|
|
إذا سافه العود
الديافي جرجرا
|
ولكنه صلىاللهعليهوآله جعل صوت جرع الإنسان
للماء في هذه الأواني المخصوصة لوقوع النهي عن الشرب فيها واستحقاق العقاب على
استعمالها كجرجرة نار جهنم في بطنه على طريق المجاز إذ كان ذلك مفضيا به إلى حلول
دارها واصطلاء نارها نعوذ بالله منها.
ولفظ الخبر يجرجر
بالياء والوجه أن يكون تجرجر بالتاء على قول من رواه برفع النار ولكنه لما دخل بين
فعل المؤنث وفاعله الذي هو النار لفظ آخر حسن تذكير الفعل للبعد بينهما كما قال
الشاعر لقد ولد الأخيطل أم سود وقد روي في خبر آخر كأنما يجرجر في بطنه نارا فالإنسان
هاهنا فاعل والنار مفعوله
__________________
وعلى هذه الرواية
فالمراد كأنما يجر في بطنه نارا فقال يجرجر طلبا لتضعف اللفظ الدال على تكثير
الفعل كما جاء في التنزيل فكبكبوا فيها هم والغاوون والمراد فكبوا فيجوز على هذا
أن يقال جر وجرجر كما يقال كب وكبكب وإن كان الوجه أن يقال جرجر وقد جاء في كلام
العرب جرجر فلان الماء إذا جرعه جرعا متواترا له صوت كصوت جرجرة البعير فيكون
المراد على هذا القول كأنما يتجرع نار جهنم وهذا أصح التأويلين.
فأما آنية الذهب
والفضة فلا يحل عندنا الأكل فيها ولا الشرب منها ولا يجوز أيضا استعمالها في شيء
مما يؤدي إلى مصالح البدن نحو الادهان واتخاذ الميل للاكتحال والمجمرة للبخور وكنت
سألت شيخنا أبا بكر محمد بن موسى الخوارزمي رحمهالله عند انتهائي في القراءة عليه إلى هذه المسألة من كتاب
الطهارة عن المدخنة إذ لا خلاف في المجمرة فقال القياس أنها غير مكروهة لأنها
تستعمل على وجه التبع للمجمرة فهي غير مقصودة بالاستعمال لأن المجمرة لو جردت من
غيرها في البخور لقامت بنفسها ولم يحتج إلى المدخنة مضافة إليها فأشبهت الشرب في
الإناء المفضض إذا لم يضع فاه على موضع الفضة وفي هذه المسألة خلاف للشافعي لأنه
يكره الشرب في الإناء المفضض.
وذهب داود
الأصبهاني إلى كراهة الشرب في أواني الذهب والفضة دون غيره من الأكل والاستعمال في
مصالح الجسم مضيا على نهجه في التعلق بظاهر الخبر الوارد في كراهة الشرب خاصة وليس
هذا موضع استقصاء الكلام في هذه المسألة إلا أن المعتمد عليه كراهة استعمال هذه
الأواني الخبر الذي قدمنا ذكره لما فيه من تغليظ الوعيد وقد روي عنه عليهالسلام أنه قال : من شرب بها في
الدنيا لم يشرب بها في الآخرة فثبت بهذين الخبرين وما يجري مجراهما كراهة الشرب
فيها ثم صار الأكل والادهان والاكتحال مقيسا على الشرب بعلة أن الجميع يؤدي إلى
منافع الجسم .
__________________
توضيح قال الجوهري
اللاحب الطريق الواضح وقال سفت الشيء أسوفه سوفا إذا شممته وقال العود المسن من
الإبل وفي المثل إن جرجر العود فزده وقرا.
وقال يقال تدافى
البعير تدافيا إذا سار سيرا متجافيا وربما قيل للنجيبة الطويلة العنق دفواء وقال
الجرجرة صوت يرده البعير في حنجرته وقال الجزري في النهاية فيه الذي يشرب في إناء
الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم أي يحدر فيه نار جهنم فجعل للشرب والجرع جرجرة
وهي صوت وقوع الماء في الجوف قال الزمخشري يروى برفع النار والأكثر النصب وهذا
القول مجاز لأن نار جهنم على الحقيقة لا تجرجر في جوفه والجرجرة صوت البعير عند
الضجر ولكنه جعل صوت جرع الإنسان للماء في هذه الأواني المخصوصة لوقوع النهي
واستحقاق العقاب على استحقاقها كجرجرة نار جهنم في بطنه من طريق المجاز هذا وجه
رفع النار ويكون ذكر يجرجر بالياء للفصل بينه وبين النار فأما على النصب فالفاعل
هو الشارب والنار مفعوله يقال جرجر فلان الماء إذا جرعه جرعا متواترا له صوت
فالمعنى كأنه يجرع نار جهنم.
٢٢ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن إبراهيم الكرخي عن طلحة بن زيد عن
أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول
الله يشرب في الأقداح الشامية يجاء بها من الشام وتهدى إليه صلىاللهعليهوآله .
٢٣ ـ ومنه ، بالإسناد
المتقدم عنه عليهالسلام قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله يعجبه أن يشرب في القدح
الشامي وكان يقول هي أنظف آنيتكم .
٢٤ ـ ومنه ، عن
أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو
بن أبي المقدام قال : رأيت أبا جعفر عليهالسلام وهو يشرب في قدح
من خزف .
٢٥ ـ ومنه ، عن
علي بن إبراهيم عن أبيه وعن الحسين بن محمد عن المعلى جميعا عن علي بن أسباط عن
أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : سمعته يقول
وذكر مصر فقال
__________________
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لا تأكلوا في فخارها ولا
تغسلوا رءوسكم بطينها فإنه يذهب بالغيرة ويورث الدياثة .
بيان ذهاب الغيرة معلوم من سياق قصة العزيز وامرأته كما لا يخفى
على المتأمل أقول وقد أثبتنا بعض الأخبار في ذلك في باب آداب الشرب.
٢٦ ـ الكافي ، عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن بزيع
بن عمر بن بزيع قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام وهو يأكل خلا
وزيتا في قصعة سوداء مكتوب في وسطها بصفرة : « قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ » الخبر .
٢٧ ـ المكارم ، قال
: كان النبي صلىاللهعليهوآله يشرب في أقداح
القوارير التي يؤتى بها من الشام ويشرب في الأقداح التي تتخذ من الخشب والجلود
ويشرب في الخزف .
أقول
: وقد مضت رواية عن أمير
المؤمنين عليهالسلام في باب آداب الشرب
أنه عليهالسلام كان يمنع من شرب
الماء في الزجاج الرقيق وهذا كان من غاية زهده عليهالسلام وتركه للملاذ
ليتأسى به فقراء شيعته ولا يدل على الكراهة ويظهر من رواية الطبرسي أن الأقداح
الشامية التي وردت في روايات المحاسن كانت من قوارير ويومئ إليه قوله صلىاللهعليهوآله هي من أنظف آنيتكم ويحتمل
أن يكون الظرف مطلية بالزجاج كما هو الشائع في زماننا في جميع البلاد.
٢٧ ـ الكافي ، عن
الحسين بن محمد الأشعري عن المعلى عن أحمد بن محمد عن الحارث بن جعفر عن علي بن
إسماعيل بن يقطين عن عيسى بن المستفاد عن موسى بن جعفر عن أبيه عليهماالسلام في حديث طويل قال : لما
نزل برسول الله صلىاللهعليهوآله الأمر نزلت الوصية
من عند الله كتابا مسجلا ونزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة
وساق الحديث إلى أن قال فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار ودفعت
__________________
إلى أمير المؤمنين
عليهالسلام .
٢٨ ـ كتاب الطرف ،
للسيد بن طاوس بإسناده إلى عيسى بن المستفاد مثله.
٢٩ ـ المجالس ، والإكمال
، للصدوق عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن
سعيد عن محمد بن الحسين الكتاني عن جده عن الصادق عليهالسلام قال : إن الله عز
وجل أنزل على نبيه كتابا قبل أن يأتيه الموت إلى قوله وكان على الكتاب خواتيم من
ذهب الخبر .
٢٩ ـ العلل ، للصدوق
عن أبيه عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبي القاسم الهاشمي عن عبيد بن قيس
الأنصاري عن الحسن بن سماعة عن جعفر بن سماعة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : نزل جبرئيل على
رسول الله صلىاللهعليهوآله بصحيفة من السماء
لم ينزل الله عز وجل كتابا قبله ولا بعده وفيه خواتيم من الذهب الخبر .
٣٠ ـ كتاب الغيبة
، لشيخ الطائفة عن جماعة عن التلعكبري عن أحمد بن علي المعروف بابن الخضيب عن بعض
أصحابنا عن حنظلة بن زكريا التميمي عن أحمد بن يحيى الطوسي عن أبي بكر بن عبد الله
بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس قال : نزل جبرئيل عليهالسلام بصحيفة من عند الله على
رسول الله صلىاللهعليهوآله فيها اثنا عشر
خاتما من ذهب إلى آخر الخبر .
بيان تدل هذه الأخبار على جواز استعمال الذهب في أمثال تلك
الأمور إلا أن يقال حكم ذهب السماء ونزوله منها غير حكم ذهب الأرض لقوله لم تمسه
النار أو يقال لا يقاس فعل البشر بفعله تعالى كما أنه تعالى يصور الصور وحرمه على
الناس أو يقال لا يقاس فعلنا بفعل الأنبياء والأوصياء كتجويز التصوير لعيسى عليهالسلام وتحريمه على غيره والكل
بعيد.
__________________
٣١ ـ السرائر : نقلا
من جامع البزنطي قال : سألت الرضا عليهالسلام عن السرج واللجام
فيه الفضة أيركب به قال إن كان مموها لا تقدر على نزعه فلا بأس به وإلا فلا يركب
به .
٣٢ ـ المحاسن ، عن
أبي القاسم عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام مثله.
قرب الإسناد ، عن
عبد الله بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه عليهالسلام مثله إلا أن فيه
مما لا يقدر أن ينزع منه .
كتاب المسائل ، بإسناده
عن علي بن جعفر مثله.
بيان
: قال الجوهري موهت
الشيء طليته بفضة أو ذهب وتحت ذلك نحاس أو حديد ومنه التمويه وهو التلبيس.
٣٣ ـ المكارم ، عن
الفضيل قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن السرير يكون
فيه الذهب أيصلح إمساكه في البيت قال إن كان ذهبا فلا وإن كان ماء الذهب فلا بأس .
الكافي ، عن العدة
عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن سنان عن حماد بن عثمان عن الفضيل بن يسار
مثله.
٣٥ ـ المجالس ، للصدوق
عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن عبد الله بن الصلت عن يونس
بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن اسم النبي صلىاللهعليهوآله في صحف إبراهيم الماحي
إلى أن قال وكان له درع تسمى ذات الفضول لها ثلاث حلقات فضة حلقة بين يديها
وحلقتان خلفها الخبر .
الفقيه ، بإسناده
عن يونس مثله.
__________________
٣٦ ـ المجالس ، والعيون
، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن يحيى عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أحمد بن
عبد الله قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام عن ذي الفقار سيف
رسول الله صلىاللهعليهوآله من أين هو قال هبط
به جبرئيل من السماء وكانت حليته من فضة وهو عندي .
الكافي ، عن أحمد
بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن محمد بن عيسى عن أحمد بن أبي عبد الله
عن الرضا عليهالسلام مثله.
٣٧ ـ ومنه ، عن
محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم عن أبي عبد
الله عليهالسلام قال : سألته عن
التعويذ يعلق على الحائض فقال نعم إذا كان في جلد أو فضة أو قصبة حديد .
٣٨ ـ ومنه ، عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن محمد بن أشيم عن صفوان بن يحيى
قال : سألت أبا الحسن عن ذي الفقار سيف رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال نزل به
جبرئيل عليهالسلام من السماء وكانت
حلقته فضة .
٣٩ ـ ومنه ، عن
حميد بن زياد عن عبيد الله الدهقان عن علي بن الحسن الطاطري عن محمد بن زياد عن
أبان عن يحيى بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول درع رسول
الله صلىاللهعليهوآله ذات الفضول لها
حلقتان من ورق في مقدمها وحلقتان من ورق في مؤخرها وقال لبسها علي عليهالسلام يوم الجمل .
٤٠ ـ ومنه ، عن
العدة عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا ينبغي الشرب في
آنية الذهب ولا الفضة .
٤١ ـ الفقيه ، بإسناده
عن أبان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لا
__________________
تأكل في آنية ذهب
ولا فضة .
٤٢ ـ الكافي ، عن
علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا تأكل في آنية من
فضة ولا في آنية مفضضة .
٤٣ ـ ومنه ، عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن بريد عن أبي عبد
الله عليهالسلام أنه كره الشرب في
الفضة وفي القدح المفضض وكذلك أن يدهن في مدهن مفضض والمشط كذلك .
٦ الفقيه ، بإسناده
عن ثعلبة مثله وزاد فإن لم يجد بدا من الشرب في القدح المفضض عدل بفمه عن موضع
الفضة .
المكارم ، عن أبي عبد
الله عليهالسلام مثل الفقيه.
٤٤ ـ التهذيب ، بإسناده
عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي الوشاء عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا بأس بأن يشرب
الرجل في القدح المفضض واعزل فمك عن موضع الفضة .
٤٥ ـ فقه الرضا ، قال
عليهالسلام لا تصل في خاتم
ذهب ولا تشرب في آنية الذهب والفضة .
٤٦ قرب الإسناد ، عن
هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبيه عليهالسلام قال : نهى رسول
الله صلىاللهعليهوآله عن سبع عن التختم
بالذهب والشرب في آنية الذهب والفضة الخبر .
٤٧ ـ معاني
الأخبار ، عن حمزة العلوي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن
__________________
أبي عمير عن حماد
عن عبيد الله الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال علي عليهالسلام نهاني رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا أقول نهاكم عن التختم
بالذهب الخبر.
٤٨ ـ الكافي ، في
الصحيح عن أبي الصباح قال : سألت أبا عبد الله عن الذهب يحلى به الصبيان فقال كان
علي بن الحسين عليهالسلام يحلي ولده ونساءه
بالذهب والفضة .
٤٩ ـ ومنه ، أيضا
بسند صحيح عن داود بن سرحان قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الذهب يحلى به
الصبيان فقال إن كان أبي ليحلي ولده ونساءه بالذهب والفضة فلا بأس به .
٥٠ ـ ومنه ، أيضا
بسند صحيح عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن حلية النساء
بالذهب والفضة فقال لا بأس به .
٥١ ـ ومنه ، عن
السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان نعل سيف
رسول الله وقائمته فضة وكان بين ذلك حلق من فضة ولبست درع رسول الله صلىاللهعليهوآله فكنت أسحبها وفيها ثلاث
حلقات من فضة من بين يديها وثنتان من خلفها .
بيان
: في القاموس النعل
حديدة في أسفل غمد السيف وقال قائمة السيف مقبضه كقائمه.
٥٢ ـ ومنه ، في
الحسن كالصحيح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ليس بتحلية
السيف بأس بالذهب والفضة .
٥٣ ـ ومنه ، بسند
فيه ضعف على المشهور عن أبي عبد الله عليهالسلام أن حلية سيف رسول
الله صلىاللهعليهوآله كان فضة كلها
قائمته وقباعه .
توضيح قال في
النهاية فيه كانت قبيعة سيف رسول الله صلىاللهعليهوآله من فضة هي التي
تكون على رأس قائم السيف وقيل هي ما تحت شاربي السيف.
وفي القاموس قبيعة
السيف كسفينة ما على طرف مقبضه من فضة أو حديد وقال وكجوهر قبيعة السيف ولم أر
القباع في اللغة وكونه جمعا بعيد والمقصود ظاهر وعلى تقدير ضبط النسخ يدل على
مجيئه بهذا المعنى.
__________________
٥٤ ـ الكافي ، عن
العدة عن سهل عن البزنطي عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ليس بتحلية المصاحف
والسيوف بالذهب والفضة بأس .
٥٥ ـ السرائر ، نقلا
من كتاب أبي القاسم بن قولويه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن
الرجل يحلي أهله بالذهب قال نعم النساء والجواري وأما الغلمان فلا .
بيان الأخبار المتقدمة الدالة على الجواز للصبيان أكثر وأقوى
سندا لا يمكن حمله على الكراهة لاشتمال الأخبار السابقة على أنهم عليهمالسلام كانوا يفعلون ذلك وحملها على بيان الجواز بعيد إذ ظاهرها الاستمرار ويمكن
حملها على التقية ويؤيد هذا الخبر المنع من سقي المحرمات للأطفال ويمكن حمل
الأخبار السابقة على غير المميزين وهذا عليهم وهذا وجه حسن ويؤيده وجوب تمرين
المميزين على فعل الطاعات بل ترك المحرمات.
وقال في الذكرى
يجوز تحلية النساء والصبيان بالذهب لكن الأصحاب اختلفوا في جواز تمكين الولي الصبي
من لبس الحرير كما هو في بالي وظاهر الكليني أيضا العمل بأخبار الجواز قال صاحب
الجامع يجوز أن يلبس الصبي الحرير والذهب.
٥٦ ـ المكارم ، من
كتاب اللباس للعياشي عن أبي عبد الله عليهالسلام عن أبيه عن علي عليهالسلام قال : نهانا رسول الله صلىاللهعليهوآله عن خاتم الذهب وعن الشرب
في آنية الفضة .
وعن الحلبي عن أبي
عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن
الثنية تنفصم أيصلح أن تشبك بالذهب وإن سقطت تجعل مكانها ثنية شاة قال نعم إن شاء
فليضع مكانها ثنية شاة بعد أن تكون ذكية .
وعن عبد الله بن
سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله .
ومن كتاب زهد أمير
المؤمنين عليهالسلام عن علي بن عمران
قال : خرج الحسين بن
__________________
علي عليهالسلام وعلي في الرحبة وعليه
قميص خز وطوق من ذهب فقال ابني هذا فقالوا نعم فدعا فشقه عليه وأخذ الطوق فقطعه
قطعا .
بيان هذا الخبر إما من المفتريات أو كان مكان الحسين عليهالسلام غيره من أولاده الصغار أو
من أولاد الحسين عليهالسلام فإن الحسين عليهالسلام كان عند نزول أمير
المؤمنين الكوفة قريبا من الأربعين وعالما بعلوم الأولين والآخرين فكيف كان يلبس
الذهب مع أن هذا السن ليس سن الطوق ولو حمل الرحبة على مسجد المدينة فهو أيضا لا
يستقيم لأنهم عليهمالسلام معصومون قبل سن
البلوغ أيضا إلا أن يكون قبل تحريم لبس الذهب.
وأقول سيأتي كثير
من الأخبار المناسبة للباب في كتاب الآداب والسنن في أبواب الزينة واللباس
والمراكب وفي كتاب الصلاة إن شاء الله تعالى لكونها هناك أنسب وإنما أوردنا بعضها
هنا لاشتراك أحكام الأواني مع تلك الأحكام في المدارك والمآخذ.
تحقيق وتوفيق بين الأخبار المتقدمة
وبيان ما يستنبط منها من الأحكام مع الإشارة إلى أقوال العلماء الأعلام وفيه مقاصد :
الأول ظاهر أكثر
الأصحاب اتفاقهم على تحريم أواني الذهب والفضة مطلقا قال العلامة رحمهالله في المنتهى أجمع من يحفظ عنه العلم على تحريم الأكل والشرب في الآنية المتخذة
من الفضة والذهب إلا ما نقل عن داود أنه يحرم الشرب خاصة وعن الشافعي في القديم أن
النهي نهي تنزيه.
وقال فيه أيضا وهل
يحرم استعمالها مطلقا في غير الأكل والشرب قال به علماؤنا ونقل اتفاق الأصحاب على
تحريم الاستعمال مطلقا في التذكرة والذكرى والمحقق رحمهالله في المعتبر وإن جزم بتحريم الاستعمال مطلقا لكن لم ينقل
الإجماع عليه وقال الشيخ في الخلاف يكره استعمال أواني الذهب والفضة وكذا المفضض
منهما وقال الشافعي لا يجوز استعمال أواني الذهب والفضة وبه قال أبو حنيفة
__________________
في الأكل والشرب
والتطيب وعلى كل حال وقال الشافعي يكره المفضض وقال أبو حنيفة لا يكره وهو مذهب
داود.
دليلنا إجماع
الفرقة ثم ذكر رواية الحلبي ورواية محمد بن مسلم ثم قال : وروي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه نهى عن استعمال أواني
الذهب والفضة.
واقتصر على هذا
وأول كلامه وإن كان ظاهرا في الكراهة المصطلحة لا سيما وقد ذكر في مقابله قول
الشافعي بعدم الجواز لكن آخر كلامه وإيراد الأخبار التي ظاهرها الحرمة مستدلا بها
يدل على أن مراده الحرمة أو الأعم منها ومن الكراهة ولذا حمل المحقق ومن تأخر عنه
كلامه على الحرمة.
وقال الشهيد رحمهالله في الذكرى الآنية خمسة إحداها المتخذ من الذهب والفضة ويحرم استعمالها في
الأكل والشرب إجماعا وفي الخلاف يكره استعمالها والظاهر أنه يريد التحريم كقوله في
المبسوط ولقول النبي صلىاللهعليهوآله الذي يشرب في آنية
الفضة إنما يجرجر في جوفه نار جهنم أي يحدر أو يردد وقوله عليهالسلام لا تشربوا في آنية الذهب
والفضة ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة وهو يدل بالإيماء
على تحريم استعمالها مطلقا كالبخور والاكتحال والطهارة وذكر الأكل والشرب للاهتمام
وكذا قول الصادق عليهالسلام لا تأكلوا في آنية
الذهب والفضة ولنهي الباقر عليهالسلام من آنية الذهب
والفضة والنهي إنما يتعلق بالمنافع ولقول الكاظم عليهالسلام آنية الذهب والفضة
متاع « الَّذِينَ
لا يُوقِنُونَ »وفيهما إيماء إلى تحريم الاتخاذ مطلقا ولما فيه من السرف
وتعطيل الإنفاق وتزيين المجالس أولى بالتحريم لعظم الخيلاء به وكسر قلوب الفقراء
انتهى.
واعلم أن الروايات
الخاصة خالية عن التصريح بتحريم الشرب والاستعمالات مطلقا والروايات التي استدلوا
بها بعضها ضعيفة على طريقة الأصحاب وبعضها غير صريحة في التحريم بل ظاهر بعضها
الكراهة لكن استعمالها في الأخبار ليس غالبا على اصطلاح القوم ودلالة مطلق النهي
على الحرمة غير ثابتة لكن بكثرة الروايات والشهرة بين الأصحاب بل المسلمين ودعوى
الإجماع يقوي القول بالحرمة وإن كان في غير
الأكل والشرب ليس
بتلك القوة.
ثم المشهور بين
الأصحاب تحريم اتخاذ أواني الذهب والفضة لغير الاستعمال أيضا كالقنية وتزيين
المجالس لخبري محمد بن مسلم وموسى بن بكر وأيد بأنه تعطيل للمال فيكون سرفا.
قال العلامة في
النهاية وكذا يحرم سائر وجوه استعمالها كالتوضي والأكل بملعقة الفضة والتطيب بماء
الورد من قارورة الفضة والتجمر بمجمرة الفضة إذا احتوى عليها لما فيه من الخيلاء
وكسر قلوب الفقراء لأن الباقر عليهالسلام نهى عن آنية الذهب
والفضة والنهي عن الأعيان ينصرف إلى المنع من جميع وجوه الانتفاعات وهل يحرم اتخاذ
الأواني منهما لغير الاستعمال كتزيين المجالس وغيره الوجه ذلك لقوله عليهالسلام فإنها لهم في الدنيا ولكم
في الآخرة ولحديث الباقر عليهالسلام ولأن تحريم
استعمالها مطلقا يستلزم تحريم اتخاذها على هيئة الاستعمال كالطنبور ولأن فيه
تعطيلا للمال وهو يناسب إتلافه المنهي عنه انتهى.
وقال بعض المحققين
من مشايخنا وأما اتخاذها فالأقرب تحريمه أيضا لأن الاتخاذ ينبئ عن قصد الاستعمال
من حيث إن فائدتها الظاهرة استعمالها ففي الاتخاذ إرادة المعصية والإقدام على
الحرام وهي محرمة والإعانة على الإثم لأن اتخاذها حينئذ إعانة على استعمالها فيكون
من الإعانة على الإثم وهي حرام.
فإن نوقش في أنباء
الاتخاذ عن قصد الاستعمال وظهور انحصار فائدتها في الاستعمال وقيل كما يكون
المقصود منها الاستعمال يكون المقصود منها الاتخاذ لقنيتها لا لاستعمالها.
قلنا يتأيد ما
ذكرناه مع ظهوره برواية محمد بن مسلم حيث ذكر فيها النهي عن الآنية فيشمل الاتخاذ
أيضا.
وأقول لا يخفى ضعف
هذه الوجوه وضعف الرواية العامية مع ضعف دلالتها وضعف دلالة رواية محمد بن مسلم
والعمدة في متمسكهم رواية موسى بن بكر وعندي أنها مع ضعفها غير صريحة في المطلوب
أيضا فإن المتاع ما يتمتع به فيئول إلى أنه
يتمتع بها الذين
لا يوقنون وتعليق الحكم بالوصف مشعر بالعلية.
قال في المصباح
المنير المتاع في اللغة كل ما ينتفع به كالطعام والبز وأثاث البيت وأصل المتاع ما
يتمتع به من الزاد وهو اسم من متعته بالتثقيل إذا أعطيته ذلك وفي القاموس المتاع
المنفعة والسلعة والأداة وما تمتعت به من الحوائج والجمع أمتعة وقوله تعالى « ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ » أي ذهب أو فضة « أَوْ مَتاعٍ » أي حديد وصفر ونحاس ورصاص وبالضم ما يتبلغ به من الزاد
ويكسر وفي الصحاح المتاع السلعة والمتاع أيضا المنفعة وما تمتعت به.
وقال الراغب
المتوع الامتداد والارتفاع والمتاع انتفاع ممتد الوقت يقال متعه الله بكذا وأمتعه
قال تعالى « وَمَتَّعْناهُمْ
إِلى حِينٍ » وقال تعالى « وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ
إِلى حِينٍ » تنبيها على أن لكل إنسان من الدنيا تمتع مدة معلومة وقوله
تعالى « قُلْ
مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ » تنبيه على أن ذلك في جنب الآخرة غير معتد به ويقال لما
ينتفع به في البيت متاع قال تعالى « ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ » وكل ما ينتفع به على وجه ما هو متاع ومتعة وعلى هذا قوله «
وَلَمَّا
فَتَحُوا مَتاعَهُمْ » أي طعامهم فسماه متاعا انتهى.
أقول : فظهر أن
أصل المتاع التمتع ثم استعمل فيما ينتفع به فهنا إما بمعنى المصدر والحمل على
المبالغة أو بمعنى ما ينتفع به فالانتفاع مأخوذ فيه لما محض المالكية ولم يتفطن
بهذا أحد وإنما تكلموا في سند الحديث وأما ما ذكروه من تزيين المجالس بها فالظاهر
أنه أيضا انتفاع واستعمال فيلحق بالقسم الأول وكذا التقييد بالاحتواء عليها في
المجمرة الظاهر أنه غير جيد إذ إحضارها في المجلس وطرح الطيب استعمال لها نعم
بالنسبة إلى غير صاحب البيت إذا لم يباشر شيئا من ذلك واستشم ذلك ففيه إشكال من
جهة الاستعمال وإن كان من جهة الحضور في مجلس الفسق إن كان محرما مطلقا منهيا عنه
وكذا الاستضاءة بالشمع الذي نصب في ظرف الذهب والفضة لغير المباشر فيه إشكال ولا
يبعد الجواز لا سيما إذا لم يكن في المجلس الذي أسرج فيه فإنه لا يعد هذا انتفاعا
وتصرفا ولذا قالوا لا يجوز للمالك منعهم
من الاستضاءة.
ويشكل هذا في
المشاهد المقدسة التي يسرج فيها في تلك الظروف إذ يلزم ارتكاب المحرم لأمر مستحب
إذا قيل بحرمة هذا الانتفاع والظاهر أنه لا تصير أمثال تلك الاحتياطات البعيدة
سببا لترك تلك الفضائل العظيمة فإن أصل كونها آنية في محل المنع كما ستعرف وكون
مطلق الاستعمال محرما كذلك وكون ذلك استعمالا أبعد.
ويؤيده ما رواه الكليني
والشيخ في الحسن كالصحيح عن زرارة قال : حضر أبو جعفر عليهالسلام جنازة رجل من قريش وأنا
معه وكان فيها عطاء فصرخت صارخة فقال عطاء لتسكتن أو لنرجعن قال فلم تسكت فرجع
عطاء قال فقلت لأبي جعفر عليهالسلام إن عطاء قد رجع
قال ولم قلت صرخت هذه الصارخة فقال لها لتسكتن أو لأرجعن فلم تسكت فرجع فقال امض
بنا فلو أنا إذا رأينا شيئا من الباطل مع الحق تركنا له الحق لم نقض حق مسلم .
وأما ما يصنعه
بعضهم فيأتي بشمعة فيقرأ ويزور بها فكأنه لا ينفعه إلا إذا لم يصل إليه من أنوار
تلك الشموع شيء وهذا غير ميسر غالبا ومع الوصول فالقراءة بجميع الأنوار والقصد لا
يفيد في ذلك والعجب أن بعض أفاضل معاصرينا كان يبعث شمعة إلى الروضة المقدسة
الرضوية صلوات الله على مشرفها ليقرأ الناس بها لزعمه أنه ينفعهم.
قال المحقق
الأردبيلي رحمهالله ليس في خبر معتبر النهي عن الاستعمال نعم وقع كرههما في
صحيحة محمد بن إسماعيل والنهي عن الأكل في آنية الفضة في حسنة الحلبي وهما أصح ما
نقل على هذه المسألة في المنتهى فالظاهر أن المراد بالكراهة التحريم وهو كثير
ويشعر به تتمة الخبر فتأمل وفتوى الأصحاب وحملوا النهي في الحسنة على التحريم
فتأمل وباقي الأخبار غير الصحيحة مثل خبر داود بن سرحان وخبر محمد بن مسلم ورواية
موسى بن بكر وعلى تقدير حمل النهي والكراهة على التحريم
__________________
وجد النهي تحريما عنهما
والنهي عن الأعيان غير معقول فيحمل على ما هو المطلوب منه غالبا كما هو مقتضى
الأصول وهو الاستعمال مطلقا لا في الأكل ولا في الشرب للظاهر ولأنه أقرب إلى
الحقيقة فعلم مما عرفت عدم دليل على تحريم الاتخاذ للقنية أيضا كما هو مذهب الأكثر
ولا تزيين المجالس والبيوت وغير ذلك لعدم ثبوت ما يصلح دليلا عليه مع الأصل ومثل «
مَنْ
حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ » وحصر المحرمات في بعض الآيات وعدم دخوله فيها.
ثم قال رحمهالله وبالجملة لو لا دعوى الإجماع وعدم ظهور الخلاف والفرق لكان القول بكراهة
استعمال الأواني حسنا لعدم دليل التحريم للفظ كرههما وعطف النهي عن المفضض المحمول
على الكراهة على نهيها مع أنه حسن فالإجماع مع ظهور بعض الأخبار يدل على بعض
التحريم مطلق الاستعمال والاحتياط مع بعض الأخبار أيضا يدل على تحريم القنية أيضا
فلا يترك انتهى.
وأقول حمل النهي
الوارد على الأعيان على مطلق الاستعمال أو الانتفاع محل نظر بل يحتمل حمله على
الانتفاع الغالب الشائع كالأكل والشرب هنا والوطء في قوله تعالى « حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ
أُمَّهاتُكُمْ » والأكل في « حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ » وأمثال ذلك كما أشرنا إليه سابقا.
الثاني اختلف الأصحاب في الأواني المفضض فقال الشيخ في الخلاف
حكمها حكم الأواني المتخذة من الذهب والفضة وقال في المبسوط يجوز استعمالها لكن
يجب عزل الفم عن موضع الفضة واختاره العلامة رحمهالله وعامة المتأخرين قالوا بالكراهة وهو أقوى لصحيحة عبد الله
بن سنان.
احتج الشيخ على
التحريم بحسنة الحلبي فإن العطف يقتضي التساوي وبرواية بريد لأن المراد بالكراهة
في الأول التحريم فيكون في الثاني كذلك تسوية بين المعطوف والمعطوف عليه واحترازا
عن عموم الاشتراك والمجاز ورواية عمرو بن أبي المقدام وأجيب بأن لزوم مطلق التشريك
بين المعطوف والمعطوف عليه ممنوع وخبر الحلبي محمول على الكراهة في المفضض جمعا
بينه وبين ما هو أقوى منه
والكراهية في خبر
بريد أعم من التحريم فالتشريك بين المعطوف والمعطوف عليه حاصل على القول بالكراهة
ونزعه عليهالسلام لا يدل على
التحريم فيجوز أن تكون للكراهية واجتناب موضع الفضة على الوجوب عند الشيخ في
المبسوط والعلامة وأكثر المتأخرين استنادا إلى الأمر بالعزل في صحيحة ابن سنان.
وذهب المحقق رحمهالله في المعتبر إلى استحبابه لصحيحة معاوية بن وهب وهو حسن فإن ترك الاستفصال مع
قيام الاحتمال دليل العموم.
وأقول المفضض
أنواع الأول الظرف الذي تكون بعضها فضة وبعضها نحاسا أو غيره متميزا كل منهما عن
الآخر كما تستعمل ظروف أصلها من الخزف أو ما يشبهه وفمها من الفضة الثاني ما كان
جميعه مموها بالفضة وهو قسمان أحدهما ما طلي بماء الفضة وإذا عرض على النار لا
ينفصل عنه شيء وثانيهما ما لبس بالسبائك وشبهها بحيث إذا عرض على النار انفصلت
الفضة عن غيرها الثالث ما علق عليه قطعة أو حلقة أو سلسلة من الفضة الرابع أن يخلط
الفضة بشيء آخر ويصنع منهما الآنية الخامس ما نقش بالفضة.
وظاهر أخبار
المفضض شمولها للأول والثالث لكن ظاهر أكثرها ما كان بالضبة والقطعة الملصقة لا
الحلقة والسلسلة للتصريح في بعضها بالضبة ولتجويز الحلقة في غير الأواني كما مر
قال في الدروس وفي المفضض روايات والكراهة أشبه نعم يجب تجنب موضع الفضة على
الأقرب ولا بأس بقبيعة السيف ونعله من الفضة وضبة الإناء وحلقة القصعة.
وأما الثاني
فالظاهر في الأولى التجويز وفي الثانية المنع لصدق الآنية على اللباس بل يمكن
ادعاء صدق آنية الفضة على الجميع عرفا وللأخبار السابقة وإن وردت في غير الأواني
ويحتمل القول بالجواز فيه لأصل الإباحة وعدم صراحة الأخبار في المنع وقال العلامة رحمهالله في النهاية لو اتخذ إناء من حديد أو غيره وموهه بالذهب أو الفضة فإن كان يحصل
منهما شيء بالعرض على النار منع من
استعماله وإلا
فإشكال ينشأ من عدم ظهوره للفقراء فلا يحصل الخيلاء ومن المشابهة لآنية الذهب
والفضة انتهى.
وأما الرابع فلا
يبعد اعتبار صدق الاسم فإن صدق آنية الفضة عليه منع وإلا فلا فكأنه لا اعتبار
للغلبة مع عدم صدق الاسم.
وأما الخامس فلا
يبعد القول بالتفصيل فيه كالثاني بأن يقال إن حصل منهما بالعرض على النار شيء كان
في حكم المفضض وإلا فلا.
ثم اعلم أن
الأحاديث وردت في المفضض وهو مشتق من الفضة وهل يدخل فيها المذهبة أو المضببة
بالذهب قال العلامة رحمهالله في المنتهى لم أقف للأصحاب فيه على قول ثم قال والأقوى
عندي جواز اتخاذه عملا بالأصل والنهي إنما يتناول استعمال آنية الذهب والفضة نعم
هو مكروه إذ لا ينزل عن درجة الفضة وهو حسن إلا أن إثبات الكراهة مع فقد النص لا
يخلو من إشكال وقال رحمهالله في النهاية لا فرق بين المضبب بالفضة أو الذهب في ذلك
لتساويهما في المنع والعلة وقال السيد رحمهالله في المدارك الأظهر أن الآنية المذهبة كالمفضضة في الحكم بل
هي أولى بالمنع وقال المحقق الأردبيلي رحمهالله الظاهر عدم الفرق بين الذهب والفضة في ثبوت الكراهة ووجوب
عزل الفم فيه ثم قال ولا يخفى أن وجوب عزل الفم يدل على تحريم الشرب في آنية الفضة
فتأمل.
الثالث قال الشيخ
البهائي رحمهالله لا يحرم المأكول والمشروب لعدم الدليل وأصالة الحل وعن
المفيد رحمهالله تحريمه وهو اللائح من كلام أبي الصلاح رحمهالله وربما يظن الإيماء إليه فيما اشتهر من قول النبي صلىاللهعليهوآله الذي يشرب في آنية الفضة
إنما يجرجر في جوفه نار جهنم. ورده شيخنا في الذكرى بأن الحديث محمول على أن الشرب
المذكور سبب في دخول النار لامتناع إرادة الحقيقة انتهى ونحو ذلك ذكر غيره.
وأقول : كلامهم في
هذا الباب مبهم لا يعرف معناه ولا يفهم مغزاه وتفصيله أن حرمة العين إذا لم يرد
بها الاستعمال والانتفاع ليس له معنى محصل فإن كان
مرادهم بحرمة
المأكول أنه إذا دخل الطعام فيها حرم ولا يجوز الأكل منه وإن حول منها إلى آنية
أخرى أيضا كما يدل عليه عبارة الذكرى فمعناه محصل لكن دليله في غاية الضعف إذ لم
يدل عليه شيء من الأخبار المنقولة من طرق الخاصة والعامة قال في الذكرى لا يحرم
المأكول والمشروب وإن حرم الاستعمال لعدم تناول النهي المستعمل ويخرج عن المعصية
بوضعه في غير الإناء ثم أكله وعن المفيد رحمهالله تحريمه ويلوح من كلام أبي الصلاح ثم ذكر ما مر وإن أرادوا
به أن عند الأكل من آنية الفضة تعلقت الحرمة بالمأكول أيضا أي يصدق عليه أنه أكل
شيئا محرما كما أنه يصدق أنه أكل أكلا محرما كما يوهمه كلام بعضهم فلا محصل له كما
عرفت فإن المأكول المحرم لا معنى له إلا أن أكله محرم.
فإن قيل نجد الفرق
بين الحكم المتعلق بالعين والمتعلق بالفعل في كلام القوم لحكمهم بكراهة الأكل
متكئا وكراهة مكروهات الذبيحة وكذا الفرق واضح بين الأكل في المكان المغصوب وبين
أكل لحم الخنزير قلت جميع تلك الأحكام ترجع إلى فعل المكلف لكن اصطلحوا على أن
الحرمة إذا كانت متعلقة بأكل شيء مثلا في جميع الأحوال الاختيارية كلحم الخنزير
ينسبون الحرمة إلى المأكول وإن كانت مخصوصة بوضع خاص أو زمان خاص أو مكان مخصوص
ينسبون التحريم إلى الفاعل غالبا.
فإن كان غرضهم هذا
الفرق فالنزاع قليل الجدوى ولا ثمرة له يعتد بها والظاهر أن مرادهم المعنى الأول
لكن كلام أبي الصلاح لا دلالة فيه على شيء من الوجهين حيث قال في الكافي ما يحرم
أكله على ضربين أحدهما يتعلق التحريم بعينه الثاني بوقوعه على وجه الضرب الأول
البغل والخنزير والكلب إلى قوله الضرب الثاني ميتة ذوات الأنفس السائلة إلى قوله
وطعام الكفار وما باشروه ببعض أعضائهم وما شرب عليه الخمر من الطعام والطعام في
آنية الذهب والفضة ثم قال فصل فيما يحرم شربه قليل المسكر وكثيره خمر محرم إلى أن
قال وما
ينجس من الطاهرات
والشرب فيما لا يجوز الأكل فيه من الأواني انتهى وكلامه في الشرب صريح في المشهور وكلام المفيد رحمهالله لم أظفر عليه بعينه.
الرابع
اختلف الأصحاب في
بطلان الطهارة إذا تطهر من إنائي الذهب والفضة قال في المعتبر لا يبطل وضوؤه ولا
غسله لأن انتزاع الماء ليس جزء من الطهارة بل لا يحصل الشروع فيها إلا بعده فلا
يكون له أثر في بطلان الطهارة واستوجه العلامة رحمهالله في المنتهى البطلان لأن الطهارة لا تتم إلا بانتزاع الماء
المنهي عنه فيستحيل الأمر بها لاشتماله على المفسدة وقال في المدارك هو جيد حيث
ثبت التوقف المذكور وأما لو تطهر منه مع التمكن من استعمال غيره قبل فوات الموالاة
فالظاهر الصحة لتوجه الأمر باستعمال الماء حيث لا يتوقف على فعل محرم وخروج
الانتزاع المحرم عن حقيقة الطهارة انتهى.
وكذا اختلفوا في
البطلان لو جعلت مصبا لماء الوضوء أو الغسل وعدم البطلان هنا أظهر.
الخامس قال في المنتهى تحريم الاستعمال مشترك بين الرجال والنساء
لعموم الأدلة وإباحة التحلي للنساء بالذهب لا يقتضي إباحة استعمالهن الآنية منه إذ
الحاجة وهي التزين ماسة في التحلي وهو مختص به فتخصص به الإباحة انتهى وادعى في
الذكرى عليه الإجماع.
السادس قال في المنتهى لو اتخذ إناء من ذهب أو فضة مموهة بنحاس أو
رصاص حرم استعماله لوجود النهي عنه وهو أحد قولي الشافعي وفي الآخر لا يحرم لأنه
لا يظهر للناس السرف فيه فلا يخشى منه فتنة الفقراء ولا إظهار التكبر والجواب
السرف موجود فيه وإن لم يظهر انتهى.
وأقول هذه العلل
غير منصوصة والعمدة صدق الاسم ليدخل تحت النهي وهو ممنوع ودعوى الصدق غير بعيد.
السابع اختلف الأصحاب في جواز اتخاذ الظروف الصغيرة التي لا تصلح
للأكل والشرب كالمكحلة وظرف الغالية وأشباه ذلك للشك في صدق الآنية عليها
بل ادعى بعضهم أن
المتبادر من الآنية والأواني الظروف المستعملة في الأكل والشرب فلا تصدق على ما
يوضع فيه الشموع والمصابيح ولا ظروف التتن والقناديل المعلقة في المشاهد والمساجد.
ويؤيده ما مر في
خبر علي بن جعفر حيث قال : إنما كره استعمال ما يشرب منه.
ولا يقصر عن
الصحيح لرواية الحميري والبرقي من كتاب علي بن جعفر وكتابه كان أشهر من الشمس
والآن أيضا موجود عندنا وأما اللغويون فأكثرهم أحالوه على الشهرة والعرف فقالوا الإناء
معروف والجمع آنية وجمع الجمع أواني وقال في المصباح المنير الإناء والآنية
كالوعاء والأوعية وقال الراغب الآنية ما يوضع فيه الشيء انتهى وما يقال الإناء هو
الظرف والظرف كل ما يستقر فيه الشيء فلا مستند له ومعلوم في العرف أنه إذا قال رجل
ائتني بإناء فأتي بظرف غالية أو مكحلة لا يعد في العرف مؤتمرا ويؤيده تجويز
الخواتيم وأوعية الدعاء ونعل السيف وأمثالها مع أن جميع ذلك مما يستقر فيه الشيء.
والحاصل أن كل ما
علم لغة أو في عرفهم عليهمالسلام صدق الآنية عليه
يدخل في النهي إن عممناه وإلا فأصل الإباحة أقوى وإن كان الأحوط الاحتراز عن
الجميع إلا ما علم استثناؤه ولنذكر بعض ما ذكره الأصحاب رضياللهعنهم في ذلك.
قال الشهيد رحمهالله في الذكرى الأقرب تحريم المكحلة منها وظرف الغالية وإن كان بقدر الضبة لصدق
الإناء أما الميل فلا ونحوه قال في الدروس وقال العلامة رحمهالله في التذكرة في المكحلة الصغيرة وظرف الغالية للشافعية وجهان التحريم وهو
المعتمد لأنه يسمى إناء والإباحة لأن قدره يحتمل ضبة للشيء فكذلك وحده وقال صاحب
المدارك في جواز اتخاذ المكحلة وظروف الغالية من ذلك تردد منشؤه الشك في إطلاق اسم
الإناء عليه حقيقة.
الثامن اختلفوا أيضا في تحلية المشاهد والمساجد بالقناديل من
الذهب والفضة والحكم بالتحريم مشكل للشك في صدق الآنية عليها لا سيما إذا كانت
مكشوفة الطرفين وقال في الذكرى وفي المساجد والمشاهد نظر لفحوى النهي وشعار
التعظيم
وقال المحقق
الأردبيلي رحمهالله على تقدير ثبوت التحريم لا ينبغي الفرق بين المشاهد وغيرها
بعدم التحريم فيها بدليل التعظيم وميل قلوب الناس إليها لأن مثله لا يصلح لتخصيص
الدليل لو كان موجودا ولعل عدم المنع من المتقدمين على تقدير القدرة لعدم تحريم
غير الاستعمال.
التاسع
قال العلامة رحمهالله في المنتهى لا بأس باتخاذ الفضة اليسيرة كالحلية للسيف والقصعة والسلسلة التي
يتشعب بها الإناء وأنف الذهب وما يربط به أسنانه لما رواه الجمهور في قدح رسول
الله صلىاللهعليهوآله والخاصة في مرآة
موسى وروى الجمهور أن عرفجة بن سعد أصيب أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفا من ورق فأنتن
عليه فأمره النبي صلىاللهعليهوآله أن يتخذ من ذهب وللحاجة
إلى ذلك واتخاذ ذلك جائز مع الحاجة وبدونها خلافا لبعض وأما ما ليس بإناء فالوجه
الكراهية فيه وذلك كالصفائح في قائم السيف والميل لما فيه من النفع ولما رواه أنس
قال : كان نعل سيف رسول الله صلىاللهعليهوآله من فضة وقبيعة
سيفه فضة وما بين ذلك حلق الفضة ورواية محمد بن إسماعيل لما أمر موسى عليهالسلام بكسر قضيب العباس الملبس
بالفضة قد تحمل على الكراهة.
ونحو ذلك قال في
المعتبر وقال صاحب الوسيلة الحلي ثلاثة أضرب ذهب وفضة وجوهر فالذهب حرام على
الرجال التزين به حلال للنساء إلا في حال الحداد والفضة والجوهر يجوز للرجل التزين
بهما كما يجوز للمرأة ولبس ما يختص بأحدهما مكروه للآخر والمموه من الخاتم والمجرى
فيه الذهب والمصوغ من الجنسين على وجه لا يتميز والمدروس من الطرز مع بقاء أثره حل
للرجال أيضا.
وقال صاحب الجامع
لا يحل استعمال أواني الذهب والفضة لرجل أو امرأة وموضع الفضة من المفضض والمدهن
والمشط والمرآة من ذلك ولا بأس بالبرة من الذهب والفضة وقال رحمهالله لا يجوز للرجال التحلي بالذهب ويجوز للنساء ويتحلى الرجال بالفضة خاتما
ومنطقة وحلية سيف وبرة بعير.
وقال في الذكرى
أما نحو الحلقة للقصعة وقبيعة السيف والسلسلة فإنه جائز ثم ذكر الأخبار العامية
والخاصية المتقدمة في ذلك وقال في الدروس ولا بأس بقبيعة السيف ونعله من الفضة
وضبة الإناء وحلقة الفضة وتحلية المرآة وروي جواز تحلية السيف والمصحف بالذهب
والفضة وقال في الذكرى هل ضبة الذهب كالفضة يمكن ذلك كأصل الإناء والمنع لقوله صلىاللهعليهوآله في الذهب والحرير هذان
حرامان على ذكور أمتي انتهى.
وأقول قد مر
التفصيل في السرير والسرج واللجام ولم أر أحدا من الأصحاب تعرض لذلك وروي عن الصادق
عليهالسلام أنه كانت برة ناقة
رسول الله صلىاللهعليهوآله من فضة.
وأقول روت العامة
أن طرفة بن عرفجة الصحابي أصيب أنفه يوم الكلاب فاتخذها من ورق فأنتن فرخص عليهالسلام له في الذهب وفي شرح
الشواهد الكلاب كغراب موضع وماء وقال حمزة بن الحسن الأصبهاني في كتاب التنبيه على
حروف التصحيف قد فضح التصحيف في دولة الإسلام خلقا من الفقهاء والعلماء والكتاب
والأمراء وذوي الهيئات من القراء كحيان بن بشر قاضي أصبهان وقد تولى قضاء الحضرة
أيضا فإنه كان روى عن أصحاب الحديث أن عرفجة قطع أنفه يوم الكلاب وكان مستحليه
رجلا يقال له كحيحة فقال أيها القاضي إنما هو يوم الكلاب فأمر بحبسه فدخل الناس
إليه فقالوا ما دهاك فقال قطع أنف عرفجة يوم الكلاب في الجاهلية وامتحنت أنا به في
الإسلام.
العاشر اختلف
الأصحاب في زخرفة السقوف والحيطان بالذهب فقال الشيخ في الخلاف إنه لا نص في
تحريمها والأصل الإباحة ونقل عن ابن إدريس المنع من ذلك ولعل ذلك لما فيه من تعطيل
المال وصرفه في غير الأغراض الصحيحة قيل ويرشد إليه أمر أبي الحسن عليهالسلام بكسر القضيب الملبس
بالفضة.
الحادي عشر قال في
الذكرى لا كراهية في الشرب عن كوز فمها خاتم فضة أو إناء فيه دراهم وقال لا يضمن
كاسر أواني الذهب والفضة لأنه لا حرمة لها على
القول بتحريم
اتخاذها لغير الاستعمال ويجوز بيعها على القول بعدم تحريم اتخاذها لغير الاستعمال
أو كان المطلوب كسرها ووثق من المشتري بذلك وأطلق العلامة الحكم بجواز ذلك وقال
وعلى المشتري سبكها.
الثاني عشر قال في
المنتهى يجوز اتخاذ الأواني من كل ما عدا الذهب والفضة مرتفعا كان في الثمن أو لا
عملا بالأصل ولا يكره استعمال شيء منها في قول أكثر أهل العلم إلا أنه قد روي عن
ابن عمر أنه كره الوضوء في الصفر والنحاس والرصاص وشبهه واختاره أبو الفرج المقدسي
لتغير الماء منه وقال بعض الجمهور يكره الشرب في الصفر.
لنا ما رواه
الجمهور عن عبد الله بن زيد قال : أتانا رسول الله صلىاللهعليهوآله فأخرجنا له ماء في
تور من صفر فتوضأ رواه البخاري وروى أبو داود عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول
الله في تور من شبه ومن طريق الخاصة
ما رواه الشيخ عن يونس بن يعقوب وذكر حديث عباد البصري الذي قدمناه برواية البرقي.
قد تم كتاب السماء
والعالم من بحار الأنوار على يد مؤلفه الحقير المقر بالزلل والتقصير محمد باقر بن
محمد تقي عفا الله عن هفواتهما ومحا سيئاتهما مع هجوم أنواع الأشغال وتشتت البال
وتفرق الأحوال في أواسط شهر جمادى الثانية من شهور سنة أربع ومائة بعد الألف من
الهجرة النبوية والحمد لله أولا وآخرا والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعترته
الأطيبين الأطهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
__________________
كلمة المصحح :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وعترته الطاهرين.
وبعد فهذا الجزء
السادس والستون من كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأبرار حسب
تجزئتنا لهذا الموسوعة الكبيرة وبه تم كتاب السماء والعالم أعني المجلد الرابع عشر
حسب تجزئة العلامة قابلناه على طبعة الكمباني المشهورة بطبع أمين الضرب وهكذا على
نص المصادر التي استخرجت الأحاديث منها.
ثم على نسخة
مخطوطة كاملة استلمناها من العلم الحجة آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
دامت بركاته وهي نسخة جيدة نفيسة تاريخ كتابتها ١٢٣٥ والكاتب أبو القاسم بن الحسين
الرضوي الموسوي الخونساري قابلنا مطبوعتنا هذه عليها حرفا بحرف عن الطباعة والله
هو الموفق للصواب.
|
محمد الباقر البهبودي
رجب الاصب عام
١٣٩٣ ه ق
|
فهرس
ما في هذا الجزء من الأبواب
تتمة أبواب الصيد والذبائح
٩ ـ باب ذبائح الكفار من أهل الكتاب وغيرهم والنصاب والمخالفين....... ٢٨ ـ ١
١٠ ـ باب حكم الجنين.............................................. ٣٣
ـ ٢٩
١١ ـ باب ما يحرم من
الذبيحة وما يكره.............................. ٤٣
ـ ٣٣
١٢ ـ باب حكم البيوض
وخواصها................................... ٤٨
ـ ٤٣
١٣ ـ باب حكم ما لا
تحله الحياة من الميتة ومما لا يؤكل لحمه............ ٥٥
ـ ٤٨
١٤ ـ باب فضل اللحم
والشحم وذم من ترك اللحم أربعين يوما وأنواع اللحم
.................................................................... ٧٧
ـ ٥٦
١٥ ـ باب الكباب
والشواء والرءوس................................. ٧٨
ـ ٧٧
١٦ ـ باب الثريد
والمرق والشورباجات وألوان الطعام................... ٨٥
ـ ٧٩
١٧ ـ باب الهريسة
والمثلثة وأشباهها................................... ٨٧
ـ ٨٦
١٨ ـ باب السمن
وأنواعه........................................... ٨٩
ـ ٨٨
١٩ ـ باب الألبان وبدو
خلقها وفوائدها وأنواعها وأحكامها............ ١٠٣
ـ ٨٩
٢٠ ـ باب الجبن................................................ ١٠٦
ـ ١٠٤
٢١ ـ باب الماست
والمضيرة ............................................... ١٠٧
أبواب النباتات
١ ـ باب جوامع أحوالها
ونوادرها وأحوال الأشجار وما يتعلق بها...... ١١٣
ـ ١٠٨
٢ ـ باب الفواكه وعدد
ألوانها وآداب أكلها وجوامع ما يتعلق بها...... ١٢٣ـ
١١٤
٣ ـ باب التمر وفضله
وأنواعه.................................... ١٤٦
ـ ١٢٤
٤ ـ باب الجمار والطلع.......................................... ١٤٧
ـ ١٤٦
٥ ـ باب العنب................................................. ١٥١
ـ ١٤٧
٦ ـ باب الزبيب................................................ ١٥٣
ـ ١٥١
٧ ـ باب فضل الرمان
وأنواعه.................................... ١٦٦
ـ ١٥٤
٨ ـ باب التفاح
والسفرجل والكمثرى وأنواعها ومنافعها............. ١٧٨
ـ ١٦٦
٩ ـ باب الزيتون
والزيت وما يعمل منهما.......................... ١٨٤
ـ ١٧٩
١٠ ـ باب التين................................................. ١٨٧
ـ ١٨٤
١١ ـ باب الموز.......................................................... ١٨٧
١٢ ـ باب الغبيراء........................................................ ١٨٨
١٣ ـ باب قصب السكر......................................... ١٨٩
ـ ١٨٨
١٤ ـ باب الإجاص
والمشمش..................................... ١٩١
ـ ١٨٩
١٥ ـ باب الأترج............................................... ١٩٣
ـ ١٩١
١٦ ـ باب البطيخ............................................... ١٩٧
ـ ١٩٣
١٧ ـ باب الجوز واللوز
وأكل الجوز مع الجبن............................... ١٩٨
أبواب البقول
١ ـ باب جوامع أحوال
البقول.................................... ٢٠٠
ـ ١٩٩
٢ ـ باب الكراث................................................ ٢٠٥
ـ ٢٠٠
٣ ـ باب الهندباء................................................. ٢١٣
ـ ٢٠٦
٤ ـ باب البادروج............................................... ٢١٦
ـ ٢١٣
٥ ـ باب السلق والكرنب........................................ ٢١٨
ـ ٢١٦
٦ ـ باب الجزر.................................................. ٢٢٠
ـ ٢١٨
٧ ـ باب الشلجم................................................ ٢٢١
ـ ٢٢٠
٨ ـ باب الباذنجان............................................... ٢٢٥
ـ ٢٢١
٩ ـ باب القرع والدباء........................................... ٢٣٠
ـ ٢٢٥
١٠ ـ باب الفجل............................................... ٢٣١
ـ ٢٣٠
١١ ـ باب الكمأة............................................... ٢٣٤
ـ ٢٣١
١٢ ـ باب الرجلة
والفرفخ....................................... ٢٣٥
ـ ٢٣٤
١٣ ـ باب الجرجير.............................................. ٢٣٨
ـ ٢٣٦
١٤ ـ باب الخس......................................................... ٢٣٩
١٥ ـ باب الكرفس.............................................. ٢٤٠
ـ ٢٣٩
١٦ ـ باب السداب.............................................. ٢٤٢
ـ ٢٤١
١٧ ـ باب الحزاء................................................ ٢٤٣
ـ ٢٤٢
١٨ ـ باب النانخواه
والصعتر...................................... ٢٤٥
ـ ٢٤٣
١٩ ـ باب الكزبرة.............................................. ٢٤٦
ـ ٢٤٥
٢٠ ـ باب البصل والثوم......................................... ٢٥٢
ـ ٢٤٦
٢١ ـ باب القثاء ................................................ ٢٥٤
ـ ٢٥٢
أبواب الحبوب
١ ـ باب الحنطة
والشعير وبدو خلقهما............................. ٢٥٦
ـ ٢٥٥
٢ ـ باب الماش
واللوبيا والجاورس.................................. ٢٥٧
ـ ٢٥٦
٣ ـ باب العدس................................................. ٢٥٩
ـ ٢٥٧
٤ ـ باب الأرز.................................................. ٢٦٣
ـ ٢٦٠
٥ ـ باب الحمص................................................ ٢٦٥
ـ ٢٦٣
٦ ـ باب الباقلاء................................................ ٢٦٧
ـ ٢٦٥
أبواب ما يعمل من
الحبوب
١ ـ باب فعل الخبز
وإكرامه وآداب خبزه وأكله.................... ٢٧٤
ـ ٢٦٨
٢ ـ باب أنواع الخبز............................................. ٢٧٥
ـ ٢٧٤
٣ ـ باب الأسوقة وأنواعها........................................ ٢٨٤
ـ ٢٧٦
أبواب الحلاوات والحموضات
١ ـ باب أنواع
الحلاوات......................................... ٢٨٨
ـ ٢٨٥
٢ ـ باب العسل................................................. ٢٩٧
ـ ٢٨٨
٣ ـ باب السكر وأنواعه
وفوائده.................................. ٣٠٠
ـ ٢٩٧
٤ ـ باب الخل................................................... ٣٠٦
ـ ٣٠١
٥ ـ باب المري والكامخ.......................................... ٣٠٨
ـ ٣٠٦
٦ ـ باب نادر فيما
يستحب أو يكره أكله وبعض النوادر............ ٣١١
ـ ٣٠٨
أبواب آداب الأكل
ولواحقها
١ ـ باب أن ابن آدم
أجوف لا بد له من الطعام..................... ٣١٣
ـ ٣١٢
٢ ـ باب مدح الطعام الحلال
وذم الحرام............................ ٣١٥
ـ ٣١٣
٣ ـ باب إكرام الطعام
ومدح اللذيذ منه وإن الله تعالى لا يحاسب المؤمن على المأكول والملبوس وأمثالهما ٣١٩ ـ ٣١٥
٤ ـ باب التواضع في
الطعام واستحباب ترك التنوق في الأطعمة وكثرة الاعتناء به ٣٢٥ ـ ٣١٩
٥ ـ باب ذم كثرة الأكل
والأكل على الشبع والشكاية عن الطعام..... ٣٣٨
ـ ٣٢٥
٦ ـ باب آخر في ذم
التجشؤ وما يفعل أو يقال عنده................. ٣٣٩
ـ ٣٣٨
٧ ـ باب الغداء
والعشاء وآدابهما.................................. ٣٤٧
ـ ٣٤٠
٨ ـ باب ذم الأكل وحده
واستحباب اجتماع الأيدي على الطعام والتصدق مما يؤكل ٣٥٠ ـ ٣٤٧
٩ ـ باب آخر في
استحباب الأكل مع الأهل والخادم وإطعام من ينظر إلى الطعام وإلقام المؤمنين ٣٥٢ ـ ٣٥٠
١٠ ـ باب غسل اليد قبل الطعام وبعده وآدابه...................... ٣٦٧ ـ ٣٥٢
١١ ـ باب التسمية والتحميد والدعاء عند الأكل................... ٣٨٤ ـ ٣٦٧
١٢ ـ باب منع الأكل
باليسار ومتكئا وعلى الجنابة وماشيا........... ٣٩٤
ـ ٣٨٤
١٣ ـ باب الملح وفضل
الافتتاح والاختتام به........................ ٤٠٠
ـ ٣٩٤
١٤ ـ باب النهي عن أكل
الطعام الحار والنفخ فيه................... ٤٠٣
ـ ٤٠٠
١٥ ـ باب أنواع
الأواني وغسل الإناء.............................. ٤٠٤
ـ ٤٠٣
١٦ ـ باب لعق الأصابع
ولحس الصحفة............................ ٤٠٧
ـ ٤٠٥
١٧ ـ باب جوامع آداب
الأكل................................... ٤٢٦
ـ ٤٠٧
١٨ ـ باب آخر في المنع
عن نهك العظام وقطع الخبز واللحم بالسكين.. ٤٢٧
ـ ٤٢٦
١٩ ـ باب آخر في حضور
الطعام وقت الصلاة..................... ٤٢٨
ـ ٤٢٧
٢٠ ـ باب أكل الكسرة
والفتات وما يسقط من الخوان.............. ٤٣٣
ـ ٤٢٨
٢١ ـ باب فضل سؤر
المؤمن...................................... ٤٣٤
ـ ٤٣٣
٢٢ ـ باب غسل الفم
بالأشنان وغيره.............................. ٤٣٥
ـ ٤٣٤
٢٣ ـ باب الخلال
وآدابه وأنواع ما يتخلل به....................... ٤٤٣
ـ ٤٣٦
٢٤ ـ باب مضغ الكندر
والعلك واللبان وأكلها..................... ٤٤٤
ـ ٤٤٣
٢٥ ـ باب نادر.......................................................... ٤٤٤
أبواب الأشربة المحللة
والمحرمة وآداب الشرب
١ ـ باب فضل الماء
وأنواعه....................................... ٤٥٨
ـ ٤٤٥
٢ ـ باب آداب الشرب
وأوانيه.................................... ٤٧٦
ـ ٤٥٨
٣ ـ باب فضل ماء المطر
في نيسان وكيفية أخذه وشربه.............. ٤٧٩
ـ ٤٧٦
٤ ـ باب النهي عن الاستشفاء بالمياه الحارة الكبريتية والمرة وأشباههما.. ٤٨١ ـ ٤٧٩
أبواب الأشربة والأواني المحرمة
١ ـ باب الأنبذة
والمسكرات...................................... ٤٩٩
ـ ٤٨٢
٢ ـ باب النهي عن
الأكل على مائدة يشرب عليها الخمر............ ٥٠١
ـ ٤٩٩
٣ ـ باب العصير
وأقسامه وأحكامه................................ ٥٢٤
ـ ٥٠١
٤ ـ باب انقلاب الخمر
خلا...................................... ٥٢٦
ـ ٥٢٤
٥ ـ باب الأكل والشرب
في آنية الذهب والفضة وسائر ما نهي عنه من الأواني وغيرها ٥٥٤ ـ ٥٢٧
*(رموز
الكتاب)*
ب
: لقرب الاسناد.
|
ع
: للعلل الشرائع.
|
لد
: للبلدين الامين.
|
بشا
: لبشارة المصطفى.
|
عا
: لدعائم الاسلام.
|
لي
: لامالى الصدوق.
|
تم
: لفلاح السائل.
|
عد
: للعقائد.
|
م
: لتفسير الامام العسكري (ع)
|
ثو
: لثواب الاعمال.
|
عدة
: للعدة.
|
ما
: لامالى الطوسى.
|
ج
: للاحتجاج.
|
عم
: لاعلام الورى
|
محص
: للتمحيص.
|
جا
: لمجالس المفيد.
|
عين
: للعيون والمحاسن.
|
مد
: للعمدة.
|
جش
: لفهرست النجاشي.
|
غر
: للغرر والدرر.
|
مص
: لمصباح الشريعة.
|
جع
: لجامع الاخبار.
|
غط
: لغيبة الشيخ.
|
مصبا
: للمصباحين.
|
جم
: لجماع الاسبوع.
|
غو
: لغوالي اللئالي.
|
مع
: لمعاني الاخبار.
|
جنة
: للجنة.
|
ف
: لتحف العقول.
|
مكا
: لمكارم الاخلاق.
|
حة
: لفرحة الغرى.
|
فتح
: لفتح الابواب.
|
مل
: لكامل الزيارة.
|
ختص
: لكتاب الاختصاص.
|
فر
: لتفسير فرات بن إبراهيم.
|
منها
: للمنهاج.
|
خص
: لمنتخب البصائر.
|
فس
: لتفسير علي بن إبراهيم.
|
مهج
: لمهج الدعوات.
|
د
: للعدد.
|
فض
: لكتاب الروضة.
|
ن
: لعيون أخبار الرضا (ع).
|
سر
: للسرائر.
|
ق
: للكتاب العتيق الغروى.
|
نيه
: لتنبيه الخاطر.
|
سن
: للمحاسن.
|
قب
: لمناقب ابن شهر آشوب
|
نجم
: لكتاب النجوم.
|
شا
: للارشاد.
|
قبس
: لقبس المصباح.
|
نص
: للكافية.
|
شف
: لكشف اليقين.
|
قضا
: لقضاء الحقوق.
|
نهج
: لنهج البلاغة.
|
شى
: لتفسير العياشي.
|
قل
: لاقبال الاعمال.
|
نى
: لغيبة النعماني.
|
ص
: لقصص الانبياء.
|
قية
: للدروع.
|
هد
: للهداية.
|
صا
: للاستبصار.
|
ك
: لاكمال الدين.
|
يب
: للتهذيب.
|
صبا
: لمصباح الزائر.
|
كا
: للكافي.
|
يج
: للخرائج.
|
صح
: لصحيفة الرضا (ع).
|
كش
: لرجال الكشي.
|
يد
: للتوحيد.
|
ضا
: لفقه الرضا (ع).
|
كشف
: لكشف الغمة.
|
ير
: لبصائر الدرجات.
|
ضوء
: لضوء الشهاب.
|
كف
: لمصباح الكفعمى.
|
يف
: للطرائف.
|
ضه
: لروضة الواعظين.
|
كنز
: لكنز جامع الفوائد وتأويل الايات الظاهرة معاً.
|
يل
: للفضائل.
|
ط
: للصراط المستقيم.
|
ل
: للخصال.
|
ين
: لكتابى الحسين بن سعيد او لكتابه والنوادر.
|
طا
: لامان الاخطار.
|
|
يه
: لمن لايحضره الفقيه.
|
طب
: لطب الائمة.
|
|
|
|