
الجزء الثاني
من إعراب القرآن
تصنیف الشیخ الإمام العالم
الأوحد الفاضل الورع الزاهد نسيج وحده وفريد عصره أبي بركات عبد الرحمن بن محمد
أبي سعيد الأنباري النحوي.
قدس الله روحه، ونوّر ضريحه .
__________________
بسم الله الرحمن
الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله حق
حمده ، وصلواته على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
غريب إعراب سورة هود
قوله تعالى : (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) (٢).
فيه وجهان ،
أحدهما : أن تكون (أن) مفسرة بمعنى (أى). كقوله تعالى :
(أَنِ امْشُوا)
(أى امشوا).
والثانى : أن
يكون تقديره ، هو ألّا تعبدوا إلا الله.
(وأن استغفروا
ربّكم) معطوف عليه على الوجهين.
قوله تعالى : (إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ
وَبَشِيرٌ) (٢).
اعتراض وقع بين
المعطوف والمعطوف عليه.
و (يمتّعكم)
مجزوم لأنّه جواب الأمر ، وهو قوله : وأن استغفروا ربّكم ، وجواب الأمر إنما وجب أن
يكون مجزوما لأنه جواب لشرط مقدّر ، وقد قدّمنا ذكره.
__________________
قوله تعالى : (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ
عَلَيْكُمْ) (٣).
تولّوا ، أصله
تتولّوا ، فحذفت إحدى التاءين لأنّه اجتمع حرفان متحركان من جنس واحد ، فاستشقلوا
اجتماعهما ، فحذفوا إحداهما تخفيفا ، ومنهم من ذهب إلى أنّ المحذوفة الثانية ،
ومنهم من ذهب إلى أنّ المحذوفة الأولى وهى تاء المضارعة.
والذى أذهب
إليه أنّ المحذوفة الثانية ، لا تاء المضارعة ، لأنّ تاء المضارعة زيدت لمعنى ،
والتاء الثانية لم تزد لمعنى ، فكان حذفها وتبقية الأولى أولى.
قوله تعالى : (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا
رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ) (٩).
اللام فى (لئن)
، موطّئة لقسم مقدّر ، وليست جوابا للقسم ، وإنّما جوابه قوله : (إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ). وأعنى جواب القسم عن جواب الشّرط ، ولهذا قال تعالى :
(قُلْ لَئِنِ
اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا
يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ)
فرفع (لا يأتون)
على أنّه جواب القسم الّذى هيّأته اللّام ، وتقديره ، والله لا يأتون. ولو كان
جواب الشّرط ، لكان مجزوما ، فلمّا رفع دلّ على أنّه جواب القسم ، واستغنى به عن
جواب الشّرط ، كقول الشاعر :
٩٧ ـ لئن عاد
لى عبد العزيز بمثلها
|
|
وأمكننى منها
إذن لا أقيلها
|
فرفع (لا
أقيلها) لأنّ تقديره ، والله لا أقيلها ، ولو كان جواب الشّرط لقال : (لا أقلها)
بالجزم ، واستغنى بجواب القسم عن جواب الشرط.
__________________
قوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا) (١١).
الّذين صبروا ،
فى موضع نصب على الاستثناء من الإنسان ، لأنّ المراد به الجنس ، كقوله تعالى :
(إِنَّ الْإِنْسانَ
لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا)
وكقوله تعالى :
(إِنَّ الْإِنْسانَ
لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)
و (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى).
وقيل : هو
استثناء منقطع.
قوله تعالى : (وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٦).
باطل ، مرفوع
لأنّه مبتدأ.
وما كانوا
يعملون خبره.
وقرئ فى
الشّواذ : وباطلا بالنّصب ، وهو منصوب بيعملون.
وما ، زائدة ،
وتقديره ، وكانوا يعملون باطلا.
قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ
رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً
وَرَحْمَةً) (١٧).
الهاء فى (يتلوه)
للقرآن.
والشاهد ،
الإنجيل.
والهاء فى (منه)
لله تعالى.
والهاء فى (قبله)
للإنجيل.
__________________
وكتاب موسى ،
مرفوع لأنّه معطوف على قوله : شاهد. ففصل بين حرف العطف والمعطوف بالظرف وهو قوله
: (من قبله) ، وتقديره ، ويتلوه كتاب موسى من قبله.
إماما ورحمة ،
نصب على الحال من (كتاب موسى).
قوله تعالى : (يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا
يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ) (٢٠).
(ما) فيها
ثلاثة أوجه.
الأوّل : أن
تكون مصدريّة ظرفية زمانية فى موضع نصب بيضاعف ، وتقديره ، يضاعف لهم العذاب مدّة
استطاعتهم السّمع والإبصار ، أى ، أبدا ، كقوله تعالى :
(خالِدِينَ فِيها ما
دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ)
أى : [مدّة
دوام السّموات والأرض] أى : أبدا.
والثانى : أن
تكون فى موضع نصب على تقدير حذف حرف الجرّ ، وتقديره ، بما كانوا ، فحذف حرف الجرّ
فاتّصل الفعل به.
والثالث : أن
تكون (ما) نافية ، ومعناه لا يستطيعون السّمع ولا الإبصار لما قد سبق لهم فى علم
الله.
قوله تعالى : (لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ
هُمُ الْأَخْسَرُونَ) (٢٢).
لا ، ردّ
لكلامهم ، وهو نفى لما ظنّوا أنه ينفعهم.
وجرم ، فعل ماض
بمعنى كسب.
وأنّهم فى
الآخرة هم الأخسرون ، فى موضع نصب من وجهين.
__________________
أحدهما : أن
يكون تقديره ، كسب ذلك الفعل لهم أنّهم فى الآخرة هم الأخسرون ، أى ، كسب ذلك
الفعل الخسران فى الآخرة. وهذا قول سيبويه.
والثانى : أن
يكون التقدير ، لا صدّ ولا منع عن أنهم فى الآخرة. فحذف حرف الخفض فانتصب بتقدير
حذف حرف الخفض ، وهذا قول الكسائى.
قوله تعالى : (ما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ
هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ) (٢٧).
يقرأ : بادئ
بالهمز وغير الهمز.
فبادئ بالهمز
اسم فاعل من بدأ يبدأ ، أى أوّل الرأى.
وبادى بغير همز
، اسم فاعل من بدا يبدو إذا ظهر ، أى ، ظاهر الرّأى.
ونراك ، أصله
نرأيك فتحرّكت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصار نراك ، إلا أنّه حذفت الهمزة
تخفيفا.
والكاف ، فى
موضع نصب لأنّها مفعول أوّل.
واتّبعك وفاعله
وهو (الّذين هم أراذلنا) فى موضع نصب لأنّه مفعول ثان لنراك ، إذا كان من رؤية
القلب ، وفى موضع الحال إذا كان من رؤية العين.
وبادئ الرّأى ،
منصوب على الظّرف ، أو فى بادئ الرأى ، والعامل فيه نراك.
وإنما جاز أن
يعمل ما قبل (إلّا) فى الظرف بعدها مع تمام الكلام ، وإن كان لا يجوز فى قولك : ما
أعطيت أحدا إلا زيدا درهما ، لأنّ (إلّا) لا تعدّى الفعل إلا إلى مفعول واحد ، لأن
الظروف يتسع فيها مالا يتسع فى غيرها ، ولهذا يكتفى فيها برائحة الفعل بخلاف غيرها
من المفعولات.
قوله تعالى : (أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها
كارِهُونَ) (٢٨).
أنلزم ، يتعدّى
إلى مفعولين ، فالمفعول الأول الكاف والميم ، والمفعول الثّانى الهاء والألف ،
وأثبت الواو فى أنلزمكموها ، ردّا إلى الأصل ، لأن الضّمائر تردّ الأشياء إلى
أصولها ، كقولك : المال لك وله. فتردّ الكلام إلى أصلها وهو الفتح مع المضمر ، وإن
كنت تكسرها مع المظهر ، نحو : المال لزيد ، لأنّ الضمائر تردّ الأشياء إلى أصولها.
وأنتم لها
كارهون ، جملة اسميّة فى موضع الحال.
ولها ، فى موضع
نصب لأنّه يتعلّق بكارهون.
قوله تعالى : (وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي
أَعْيُنُكُمْ) (٣١).
تزدرى ، أصله
تزترى على وزن تفتعل ، إلا أنه اجتمعت الزّاى مع تاء الافتعال والتّاء مهموسة ،
والزاى مجهورة ، فأبدل من التّاء دالا لقرب مخرجهما ، فقالوا : تزدرى ، نحو : يزدجر ويزدهى ،
والأصل يزتجر يفتعل من الزّجر ، ويزتهى يفتعل من الزّهو ، ففعل به ما فعل بيزدرى ،
وتقديره ، تزدريهم ، فحذف المفعول من الصّلة وهو العائد كقوله تعالى :
(أَهذَا الَّذِي
بَعَثَ اللهُ رَسُولاً)
أى بعثه الله.
قوله تعالى : (وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ
يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ) (٣٦).
نوح ، منصرف
لأنّه خفيف ، وإن كان فيه العجمة والتّعريف ، وقيل : هو منصرف لأنّه عربىّ من ناح
ينوح.
ومن : فى موضع
رفع لأنّه فاعل يؤمن.
__________________
قوله تعالى : (قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ
زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ
آمَنَ) (٤٠)
اثنين ، فى
موضع نصب لأنه مفعول (احمل).
وأهلك ، معطوف
عليه.
ومن سبق ، فى
موضع نصب على الاستثناء من أهلك
ومن آمن ، فى
موضع نصب لأنّه معطوف على اثنين ، أو على أهلك.
قوله تعالى : (وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ
مَجْراها وَمُرْساها) (٤١).
مجراها ، فيه
ثلاثة أوجه.
الأوّل : أن
يكون منصوبا على تقدير حذف ظرف مضاف إلى مجراها. ومرساها ، عطف عليه ، وتقديره ،
باسم الله وقت إجرائها وإرسائها ، أى ، اركبوا فيها متبرّكين باسم الله تعالى فى
هذين الوقتين. وباسم الله ، متعلق بمحذوف فى موضع النصب على الحال من الواو فى (اركبوا)
، وباسم الله ، هو العامل فى (مجراها) على التقدير الّذى ذكرنا.
وفى التّفسير
ما يدل على أنه منصوب على الظرف. قال الضحّاك : كان يقول وقت جريها باسم الله فتجرى ، ووقت إرسائها
باسم الله فترسى. ولا يجوز أن يكون العامل فى (مجراها ومرساها) إذا كان ظرفا ،
اركبوا ، لأنه لم يرد اركبوا فيها وقت الجرى والرسوّ ، وإنما المعنى ، سمّوا الله
وقت الجرى والرسوّ.
الثانى : أن
يكون مجراها فى موضع رفع لأنه مبتدأ. وباسم الله ، خبره ، وتقديره ، باسم الله
إجراؤها وإرساؤها ، وكانت الجملة فى موضع نصب على الحال من الضمير فى (فيها) لأن
فى الجملة ضميرا عائدا على الهاء فى (فيها) وهو (ها) فى مجراها.
والثالث : أن
يكون مجراها ، فى موضع رفع بالظرف ، ويكون الظرف حالا
__________________
من (ها) المجرورة فى (فيها) لأنّ (ها) المتّصلة بمجراها هى (ها) فى فيها. ولا
يجوز أن يكون مجراها مرفوعا بالظرف ويكون باسم الله حالا من الضمير فى اركبوا لأنّ
الحال يبقى بلا عائد منها إلى صاحبها.
وقد قرئ مجراها
ومرساها : بضمّ الميم وفتحها ، وبضمّ الميم فيهما وكسر الرّاء من مجراها ، وكسر
السين من مرسيها. فمن ضمّ الميم مع فتح الرّاء والسين فيهما أجرى المصدر على (أجراها
الله مجرى وأرساها الله مرسى). ومن فتحها أجراه على جرت مجرى ورست مرسى.
فالضمّ مصدر
فعل رباعىّ ، والفتح مصدر فعل ثلاثىّ.
ومن قرأ بضمّ
الميم فيهما وكسر الرّاء والسّين (مجريها ومرسيها) جعله اسم فاعل من أجراها الله
فهو مجرى ، وأرساها فهو مرسى.
وهو فى موضع
رفع لأنه خبر مبتداء محذوف ، وتقديره ، هو مجريها ومرسيها.
قوله تعالى : (وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ
مَعَنا) (٤٢).
معزل ، يقرأ
بكسر الزاى وفتحها. فمن كسر الزّاى جعله اسما للمكان ، ومن فتحها جعله مصدرا.
فإنّ كلّ ما
كان على فعل يفعل ، بفتح العين من الماضى وكسرها فى المضارع من هذا النحو على
ثلاثة أحرف نحو : ضرب يضرب فإنّ اسم المكان والزمان بالكسر ، نحو : مضرب ، نحو ،
هذا مضربنا ، أى مكان ضربنا ، وزمان ضربنا ، ومنه قولهم : أتت الناقة على مضربها ،
أى ، على الوقت الذى ضربها الفعل فيه ، والمصدر بالفتح كقولك : ضربته مضربا ، أى :
ضربا ، ومنه قولهم : إن فى ألف درهم لمضربا ، أى ضربا.
ويا بنىّ ،
يقرأ بكسر الياء وفتحها.
فمن قرأ بكسر
الياء فأصله بنيى لأنك إذا صغّرت ابنا قلت بنىّ وأصله بنيو ،
إلّا أنّه لما اجتمعت الياء والواو والسابق منهما ساكن ، قلبوا الواو ياء
مشدّدة فصار بنيّ ، فإذا أضفته إلى نفسك قلت : بنييّ ، فتجتمع ثلاث ياءات ، فتحذف
الأخيرة ، لأنّ الكسرة قبلها تدلّ عليها ، وقوّى حذفها شيئان أحدهما : اجتماع
الأمثال. والثانى : النّداء ، فإنّ الحذف فى النّداء أكثر ، ولأنّها حلّت محل
التنوين ، وهو يحذف فى النّداء ، فكذلك ما قام مقامه.
ومن قرأ بفتح
الياء ، أبدل من الكسرة فتحة ومن الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فيصير ما
بيّنّا ، ثم حذف الألف للتخفيف ، كما حذفت الياء ، وقوّى حذفها أنّها عوض عن ياء
الإضافة ، وهى تحذف فى النّداء
قوله تعالى : (قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ
اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ) (٤٣).
عاصم اسم (لا) .
ومن أمر الله ،
خبره ، وهو متعلّق بمحذوف ، وتقديره ، لاذا عصمة كائن من أمر الله فى اليوم.
واليوم ، معمول
الظّرف وإن تقدم عليه ، كقولهم : كلّ يوم لك درهم.
ولا يجوز أن
يتعلق بأمر الله ، لأنّه مصدر ، وما هو فى صلة المصدر لا يجوز أن يتقدم عليه.
ولا يجوز أيضا
أن يتعلق بعاصم لأنه لو كان متعلّقا بعاصم لوجب أن ينوّن لأنه يشبه المضاف.
ومن رحم ، فى
موضع نصب لأنّه استثناء منقطع ، لأنّ عاصم فاعل ، ومن رحم ، مفعول.
__________________
وقيل : لا عاصم
بمعنى معصوم ، فلا يكون استثناء منقطعا ، ويكون فى موضع رفع على البدل من (عاصم)
لأنّه بمعنى معصوم ، ويجوز البدل أيضا مع إبقاء عاصم على معنى فاعل ، ويكون
التّقدير ، لا عاصم اليوم من أمر الله إلّا من رحم إلا الرّاحم ، وهو الله تعالى.
قوله تعالى : (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا
تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) (٤٦).
قرئ : عمل غير
صالح ، بالفتح ، وعمل بالرفع والتنوين.
فمن قرأ (عمل)
غير صالح ، جعله فعلا ماضيا ، ونصب (غير) به على أنّه مفعول ،
وهذه القراءة تدلّ على أن الضمير فى إنّه يعود على الابن.
ومن قرأ : إنّه
عمل غير صالح ، بالرفع والتنوين ، احتمل أن تعود الهاء فى (إنّه) إلى السؤال ، أى
، إنّ سؤالك أن أنجّى كافرا عمل غير صالح ؛ واحتمل أن يعود إلى الابن ، أراد ، إنه
ذو عمل غير صالح ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
فلا تسألنى ،
قرئ بإثبات الياء ، وحذفها مع التخفيف ؛ وبتشديد النّون مع حذف الياء ؛ وبكسر
النّون ، وبتشديد النّون مع فتحها.
فمن قرأ بإثبات
الياء أتى بها على الأصل.
ومن قرأها بغير
ياء حذفها للتّخفيف ، واجتزأ بالكسرة عنها.
وكذلك من قرأ
بالتّشديد مع حذف الياء.
وكان الأصل فيه
أن تأتى بثلاث نونات ، نونى التأكيد ، ونون الوقاية ، فاجتمعت ثلاث نونات
فاستثقلوا اجتماعها فحذفوا الوسطى ، وكان أولى من الأولى
__________________
والثالثة ، وذلك لأن الاولى لو حذفت ، لاجتمعت نونان متحركتان من جنس واحد
، وإذا اجتمع فى كلامهم حرفان متحركان من جنس واحد ، سكّنوا الأوّل وأدغموه فى
الثّانى ، فيؤدّى ذلك إلى حذف وتغيير ، ولو حذفت الثالثة لأدّى إلى حذف نون
الوقاية ، ونون الوقاية لا تحذف ، وإذا بطل حذف الأولى والثالثة تعيّن حذف الثانية
، على أنه ليس فى حذفها ما يؤدّى إلى حذف وتغيير ، ولا إلى حذف ما يمنع القياس من
حذفه ، بل الحكمة فى حذفها واضحة والمناسبة فيه لايحة ، فإنك إذا حذفت الثانية ،
أدغمت الأولى الساكنة فى الثالثة المتحركة ، ومن شرط الإدغام ، إدغام الساكن فى
المتحرك ، فلهذا كان حذف الثانية أولى من الأولى والثالثة.
ومن قرأ
بالتّشديد والفتح لم يقدّر ياء محذوفة تكسر النون لأجلها فكانت مفتوحة.
قوله تعالى : (تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ
نُوحِيها إِلَيْكَ) (٤٩).
تلك ، فى موضع
رفع لأنه مبتدأ ، وخبره ، من أنباء الغيب.
ونوحيها ، خبر
بعد خبر.
ويحتمل أن يكون
فى موضع نصب على الحال ، وتقديره ، تلك كائنة من أنباء الغيب نوحيها إليك.
ويجوز أن يكون
تلك ، مبتدأ ، ونوحيها ، خبره ، ومن أنباء الغيب من صلته ، وتقديره ، تلك نوحيها
إليك من أنباء الغيب.
قوله تعالى : (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً) (٥٠).
أخاهم ، منصوب
بفعل مقدّر ، وتقديره ، وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا.
وكذلك ما جاء
من التّنزيل من هذا النحو.
قوله تعالى : (يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ
مِدْراراً) (٥٢).
مدرارا ، منصوب
على الحال من السماء ، والعامل فيه يرسل.
ومدرارا ، أصله
أن يكون بالهاء ، إلّا أنهم يحذفون الهاء من مفعال على سبيل النّسب. كقولهم :
امرأة معطار ومذكار ومئناث ، وكذلك يحذفونها من مفعيل ، نحو : امرأة معطير وميسير
، وكذلك يحذفونها من فاعل ، نحو امرأة طالق وطامث وحائض ، أى ، ذات طلاق وطمث وحيض
وفى غير ذلك.
قوله تعالى : (إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ
آلِهَتِنا بِسُوءٍ) (٥٤).
إن ، حرف نفى
بمعنى ما ، أى ، ما نقول إلّا هذه المقالة. فالاستثناء ههنا ممّا دلّ عليه الفعل
من المصدر ، فإنّ الفعل قد يذكر ثم يستثنى من مدلوله ، كالمصدر والظرف والحال.
والاستثناء من
المصدر كقوله تعالى :
(أَفَما نَحْنُ
بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى).
فموتتنا ،
منصوب على الاستثناء لأنه مستثنى من ضروب الموت الذى دلّ عليها قوله : بميّتين.
والاستثناء من
الظرف كقوله تعالى :
(وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ).
ساعة ، مستثنى
مما دلّ عليه (لم يلبثوا) ، وتقديره ، كأن لم يلبثوا فى الأوقات إلا ساعة من
النهار.
والاستثناء من
الحال كقوله تعالى :
__________________
(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ
الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ)
وتقديره ، ضربت
عليهم الذّلّة فى جميع الأحوال أينما ثقفوا إلا متمسّكين بحبل من الله ، أى ؛ عهد
من الله.
قوله تعالى : (هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً) (٦٤).
آية ، منصوب من
وجهين :
أحدهما : أن
يكون منصوبا على الحال من (ناقة الله) ، أى ، هذه ناقة الله لكم آية بيّنة ظاهرة.
والثانى : أن
يكون منصوبا على التمييز ، أى ، هذه ناقة الله لكم من جملة الآيات.
قوله تعالى : (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) (٦٦).
يقرأ بكسر
الميم وفتحها.
فمن قرأ بالكسر
أعربه على الأصل.
ومن قرأ بالفتح
بناه لإضافته إلى غير متمكّن ، لأنّ ظرف الزمان إذا أضيف إلى اسم غير متمكّن أو
فعل ماض بنى. قال الشاعر :
٩٨ ـ على حين عاتبت المشيب على الصّبا
|
|
فقلت ألمّا
تصح والشّيب وازع
|
فبنى (حين) على
الفتح لإضافته إلى الفعل الماضى.
والتّنوين فى (إذ)
من (يومئذ) ، عوض عن جملة محذوفة ، وذلك لأنّ الأصل أن يضاف إلى الجمل ، فإنك إذا
قلت : جئتك يومئذ وحينئذ ، كان التقدير
__________________
فيه ، جئتك يوم إذ كان ذاك ، وحين إذ كان ذاك ، فلما حذف (كان ذاك) عوّض
بالتّنوين ليكون دليلا على ذلك المعنى ، وكسرت الذال لالتقاء الساكنين لأنّ
التنوين زيد ساكنا ، والذال ساكنة فكسرت الذال لالتقاء الساكنين ، وهذا التنوين
يسمى تنوين التعويض.
قوله تعالى : (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا
الصَّيْحَةُ) (٦٧).
إنما قال : أخذ
بحذف التاء لثلاثة أوجه :
الأوّل : أنه
فصل بين الفعل و [الفاعل ] بالمفعول وهو (الّذين ظلموا).
والثانى : لأنّ
تأنيث الصّيحة غير حقيقى ، ألا ترى أنه يجوز أن تقول : حسن دارك ، واضطرم نارك.
والثالث : أنه
محمول على المعنى لأنّ الصّيحة فى معنى الصّياح كقوله تعالى :
(فَمَنْ جاءَهُ
مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ)
ولم يقل :
جاءته ، لأنّ موعظة فى معنى وعظ ، والشواهد على الحمل على المعنى كثيرة جدّا.
قوله تعالى : (أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ
أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) (٦٨).
اختلف القرّاء
فى صرف ثمود وعدم صرفه ، فمن صرفه ، جعله اسم الحىّ ، ومن لم يصرفه ، جعله اسم
القبيلة معرفة فلم ينصرف للتعريف والتأنيث.
قوله تعالى : (قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ) (٦٩).
نصب سلاما
الأوّل لوجهين.
__________________
أحدهما : أن
يكون منصوبا بقالوا ، كما يقال : قلت خيرا وقلت شعرا.
والثانى : أن
يكون منصوبا على المصدر.
ورفع (سلام)
الثانى لثلاثة أوجه :
الأول : أن
يكون مرفوعا ، لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، أمرنا سلام ، أو هو سلام.
والثانى : أن
يكون مرفوعا لأنه مبتدأ محذوف الخبر ، وتقديره ، وعليكم سلام.
والثالث : أن
يكون مرفوعا على الحكاية ، فيكون نفس قولهم بعينه.
قوله تعالى : (فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) (٦٩).
أن جاء ، يجوز
أن يكون فى موضع نصب ورفع ، فالنصب على تقدير حذف حرف الجرّ ، وتقديره ، فما لبث (عن)
أن جاء ، والرفع على أن تكون أن مع صلتها فاعل لبث ، وتقديره ، فما لبث مجيئه ، أى
، ما أبطأ مجيئه بعجل حنيذ ، أى مشوىّ.
قوله تعالى : (وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) (٧١).
يقرأ يعقوب
بضمّ الباء وفتحها.
فمن قرأ بالضمّ
كان يعقوب مرفوعا من وجهين :
أحدهما : أن
يكون مبتدأ ، والجار والمجرور قبله خبره ، كقولهم : فى الدّار زيد.
والثانى : أن
يكون مرفوعا بالجار والمجرور وهو مذهب أبى الحسن الأخفش.
ومن قرأ بالفتح
جاز أن يكون فى موضع نصب وجرّ ، فالنصب من وجهين :
أحدهما :
بتقدير فعل دلّ عليه (بشّرناها) وتقديره ، بشرناها بإسحاق ، ووهبنا له يعقوب من
وراء إسحاق.
والثانى ان
يكون معطوفا على موضع قوله : بإسحاق ، وموضعه النصب ، كقولهم : مررت بزيد وعمرا ،
وقول الشاعر :
٩٩ ـ معاوى إنّنا بشر فأسجح
|
|
فلسنا
بالجبال ولا الحديدا
|
فنصب الحديد
بالعطف على موضع بالجبال ، وهو النصب.
والجرّ على أن
يكون يعقوب معطوفا على إسحاق ، وكان مفتوحا لأنه لا ينصرف للعجمة والتعريف ، إلّا
أنّ هذا القول ضعيف للفصل بين الجار والمجرور بالظرف وهو قبيح.
قوله تعالى : (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً) (٧٢).
شيخا ، يقرأ
بالنصب والرفع.
فالنصب على
الحال من المشار إليه والعامل فيها ما فى (هذا) من معنى الإشارة أو التنبيه ،
فكأنّ المعنى ، أشير إليه شيخا ، أو أنبّه عليه شيخا ، وشيخا ناب عن قوله والدا ،
وهذه الحال لا تجوز إلّا إذا كان المخاطب يعرف صاحبها ، وذلك أنه إذا كان المخاطب
يعرف صاحبها [لم يفض إلى محال] ، وكانت فائدة الإخبار فى الحال وقد أفادت المخاطب وقوع
الحال منه ، فكان فيه فائدة ، وقد أفدت المخاطب ، وإذا لم يعرف المخاطب صاحبها ،
كانت فائدة الإخبار فى
__________________
معرفة صاحب الحال ، وذلك يؤدّى إلى محال ، لأنك إذا قلت : هذا زيد قائما ،
فقد أخبرت أنّ المشار إليه زيد فى حال قيامه ، وإذا لم يكن قائما لم يكن زيدا ،
وذلك محال.
والرفع من
أربعة أوجه.
الأول : أنه
يكون خبرا بعد خبر.
والثانى : أن
يكون بدلا من (بعلى).
والثالث : أن
يكون (بعلى) بدلا من (هذا) ويكون (شيخ) خبرا عن (هذا).
والرابع : أن
يكون شيخ خبر مبتدأ آخر على تقدير ، هذا شيخ. ونظيره فى هذه الأوجه الأربعة ، قوله
تعالى :
(ذلِكَ جَزاؤُهُمْ
جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا)
وكذلك قول
الشاعر :
١٠٠ ـ من يك ذا بتّ فهذا بتّى
|
|
مصيّف مقيّظ
مشتّى
|
قوله تعالى : (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ
الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ) (٧٤).
لمّا ، ظرف
زمان ، ويقتضى الجواب ، وجوابه محذوف ، وتقديره ، أقبل يجادلنا.
__________________
ويجادلنا جملة فعلية فى موضع نصب على الحال من الضمير الذى فى (أقبل)
وهو ضمير إبراهيم.
وقيل : يجادلنا
هو جواب (لمّا) وكان حقّ الكلام (جادلنا) لأنّ جواب لمّا إنّما يكون ماضيا فأقام
المستقبل مقام الماضى ، كما يجعل الماضى مقام المستقبل فى الشّرط والجزاء وإن كان
حقّه أن يكون مستقبلا.
وقيل : إنّما
أقيم المضارع مقام الماضى على طريق حكاية الحال ، كقوله تعالى :
(وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ
ذِراعَيْهِ).
فأعمل (باسطا)
وهو لما مضى لأنه أراد حكاية الحال.
قوله تعالى : (وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ
مَرْدُودٍ) (٧٦).
عذاب ، مرفوع
باسم الفاعل الذى هو (آتيهم) ولا يكون (آتيهم) مبتدأ و (عذاب) خبره لأنّ اسم
الفاعل إذا جرى خبرا للمبتدأ ، أو صفة لموصوف ، أو صلة لموصول ، أو حالا لذى حال ،
أو معتمدا على همزة الاستفهام ، فإنه يجرى مجرى الفعل فى ارتفاع ما بعده به ،
ارتفاع الفاعل بفعله ، وههنا قد جرى خبرا فجرى مجرى الفعل وتقديره ، فإنه يأتيهم
عذاب.
قوله تعالى : (هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) (٧٨).
هؤلاء ، فى
موضع رفع لأنه مبتدأ.
وبناتى ، عطف
بيان.
وهنّ ، فصل.
__________________
وأطهر ، مرفوع
لأنه خبر المبتدإ.
وقرأ عيسى بن
عمر ومحمد بن مروان (أطهر) بالنصب ، وأنكره أبو عمرو ، وقال الأصمعى قلت لأبى عمرو : إن ابن مروان قرأ (أطهر لكم) بالنصب ،
فقال أبو عمرو : لقد اجتنى ابن مروان فى الجنّة ، قال ابن جنى : وللنصب وجه وهو أن
يكون (هؤلاء) مبتدأ ، وبناتى ابتداء ، ثانيا ، وهنّ خبره ، والمبتدأ الثانى وخبره
خبر المبتدإ الأوّل ، وأطهر منصوب على الحال ، والعامل فيها معنى الإشارة كقولك :
هذا زيد هو ذاهبا.
قوله تعالى : (وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي) (٧٨).
إنّما وحّد (ضيفى)
وإن كان جمعا فى المعنى ، لأنّ ضيفا فى الأصل مصدر ، يصلح للواحد والاثنين والجماعة ، فلذلك جاز ألّا
يثنّى ولا يجمع.
قوله تعالى : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ
آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) (٨٠).
لو ، حرف يمتنع
له الشىء لامتناع غيره ويفتقر إلى جواب ، وجوابه محذوف وتقديره ، لدفعتكم عنى
ونحوه ، وقرأ أبو جعفر : أو آوى ، بنصب الياء بتقدير (أن) وقدّر فيه (أن) ليكون
الفعل معها بتأويل المصدر معطوفا على (قوّة) وتقديره ، لو أنّ لى بكم قوة أو آويّا
، كما قالت ميسون بنت الحرث أمّ يزيد ابن معاوية :
__________________
١٠١ ـ ولبس عباءة وتقرّ عينى
|
|
أحبّ إلىّ من
لبس الشفوف
|
تقديره ، وأن
تقرّ عينى.
قوله تعالى : (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ
اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ) (٨١).
قرئ (امرأتك)
بالنصب والرفع.
فالنصب على أنه
مستثنى من قوله : (إِلَّا امْرَأَتَكَ).
والرفع على
البدل من (أحد).
وأنكر أبو عبيد
هذا ، وقال : إذا أبدلت المرأة من أحد ، وجزمت (يلتفت) على النّهى ، كان المعنى
أنّ المرأة أبيح لها الالتفات وذلك لا يجوز ، ولا يجوز البدل إلا برفع (يلتفت) ،
وتكون (لا) للنّفى ، ولم يقرأ به أحد.
وذهب أبو
العباس المبرّد إلى أنّ مجاز هذه القراءة أنّ المراد بالنّهى المخاطب ، ولفظه
لغيره كما تقول لغلامك : لا يخرج فلان ، فلفظ النّهى لفلان ، والمراد به المخاطب ،
ومعناه لا تدعه يخرج فكذلك معنى النهى ههنا.
قوله تعالى : (أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما
يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا) (٨٧).
أن نفعل ، فى
موضع نصب لأنه معطوف على ما قبله وهو مفعول (نترك) وتقديره ، أن نترك عبادة آبائنا
وفعل ما نشاء فى أموالنا.
قوله تعالى : (وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً) (٩١).
__________________
ضعيفا ، منصوب
على الحال من الكاف فى (لنراك) لأنه من رؤية العين ، ولو كان من رؤية القلب لكان
مفعولا ثانيا.
قوله تعالى : (إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ
يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ) (٩٢).
من ، اسم موصول
بمعنى الّذى فى موضع نصب بتعلمون.
وزعم [الفرّاء ] أنه يجوز أن يكون (من) استفهاما فى موضع رفع لأنه
مبتدأ. ويأتيه عذاب ، خبره. والوجه الأوّل أوجه.
قوله تعالى : (وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا
الصَّيْحَةُ) (٩٤).
جاء بالتاء
ههنا على الأصل ولم يعتد بالفصل بالمفعول به بين الفعل والفاعل مانعا منه ، وإن
كان يزداد به ترك العلامة حسنا ، والوجهان جيّدان ، وقد جاء بهما القرآن ، وكأنه
جىء بالتاء ههنا طلبا للمشاكلة لأنّ بعدها ، كما بعدت ثمود.
قوله تعالى : (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ) (١٠٣).
الناس ، مرفوع
لمجموع ، لوقوعه خبر المبتدإ ، وتقديره ، يجمع له النّاس ، لأنّ اسم المفعول
بمنزلة اسم الفاعل فى العمل لشبه الفعل ، إلّا أنّ اسم الفاعل يقدر فى تقدير الفعل
الذى سمّى فاعله.
قوله تعالى : (يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ
إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) (١٠٥).
يأتى ، فيه
ضمير يعود إلى قوله : (يَوْمٌ مَشْهُودٌ).
ولا تكلّم ،
يجوز فيه وجهان :
__________________
أحدهما : أن
يكون صفة ليوم ، والتقدير ، يوم يأتى لا تكلّم نفس فيه ، كقوله تعالى :
(يوما لا تجزى
نفس)
أى ، فيه ليعود من الصفة إلى الموصوف ذكر.
والثانى : أن
يكون حالا من الضمير فى (يأتى) أى ، يوم يأتى اليوم المشهود غير متكلّم فيه نفس.
ويوم ، منصوب
بما دل عليه قوله تعالى : (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ
وَسَعِيدٌ)
، أى ، شقى
حينئذ من شقى وسعد من سعد.
قوله تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي
الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ
رَبُّكَ) (١٠٨).
قرئ : سعدوا
بضم السين حملا على قولهم : مسعود ، إنما جاء مسعود على حذف الزائد من أسعده ، كما
قالوا : أجنّه الله ، فهو مجنون.
وما دامت
السموات والأرض ، (ما) ظرفية زمانية مصدرية فى موضع نصب ، وتقديره ، مدّة دوام
السموات والأرض.
وإلا ما شاء
ربّك ، (ما) فى موضع نصب لأنّه استثناء منقطع.
قوله تعالى : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا
لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ) (١١١).
من شدّد (إنّ)
جاء بها على الأصل ، ونصب بها (كلّا) ، ومن خفّف الميم من (لما) جعل (ما) زائدة
أتى بها ليفصل بين اللام التى فى خبر (إنّ)
__________________
ولام القسم التى فى ليوفّينّهم ، ولو لم يؤت بها لكان (لليوفّينهم) فيستثقل
الجمع بين اللامين.
وقيل : إنّ (ما)
ليست زائدة ، وأنّ التقدير فيه ، وإنّ كلّا لخلق أو بشر ليوفّينهم. ولا يحسن أن
تكون (ما) زائدة ، فتصير اللام داخلة على ليوفينّهم ، ودخولها على لام القسم لا
يجوز.
ومن قرأ : وإن
كلّا ، أعمل (إن) مخففة ، كما أعملها مشددة لأنها إنما عملت لتشبه الفعل ، والفعل
يعمل تاما ومخففا ، فكذلك (إنّ) فلمّا جاز أن تقول : ل الأمر ، وش الثوب ، وع القول ، فتعمل الفعل مع الحذف ، فكذلك يجوز
إعمال إن مع الحذف.
فأمّا من شدّد
الميم فى لمّا مع تشديد النّون فهو عندهم مشكل ، لأنّ (لمّا) ههنا ليس بمعنى
الزمان ولا بمعنى إلّا ولا بمعنى لم. حتى قال الكسائى : لا أعرف وجه التثقيل فى (لمّا).
وقد قيل : فيه
أربعة أوجه.
الأول : أن
يكون الأصل فيها (لمن ما) ثمّ أدغم النون فى الميم ، فاجتمع ثلاث ميمات ، فحذفت
الميم المكسورة ، وتقديره : وإنّ كلّا لمن خلق ليوفّينّهم.
والثانى : أن
تكون صلة (لمن ما) بفتح الميم فى (من) وتجعل (ما) زائدة وتحذف إحدى الميمات ،
لتكون الميم فى اللفظ على ما ذكرنا ، وتقديره ، لخلق ليوفينهم.
والثالث : أن
تكون (لمّا) مصدرا ، مثل الدّعوى والفتوى ، فالألف فيه للتأنيث فلم ينصرف.
والرابع : أن
تكون (لمّا) مصدر (لم) من قوله :
__________________
(أكلا لمّا)
ثم أجرى الوصل
مجرى الوقف ، وهذا ضعيف لأن إجراء الوصل مجرى الوقف إنّما يكون فى ضرورة الشعر لا
فى اختيار الكلام ، على هذا الوجه يصح أن يكون توجيها لقراءة من قرأ (لمّا)
بالتنوين وهى قراءة الزّهرىّ ، وقد يجوز أن تجعل (لمّا) بمعنى (إلّا) فى قراءة
الأعمش :
وإن كلّ لمّا
ليوفّينّهم. برفع كل ، فيكون (إن) بمعنى (ما) و (لمّا) بمعنى (إلّا) وتقديره : ما
كلّ إلّا ليوفّينّهم ، كقوله تعالى :
(إِنْ كُلُّ نَفْسٍ
لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ)
أى ، ما كلّ
نفس إلّا عليها حافظ . ويؤيد هذا قراءة أبىّ بن كعب .
(وإن كل إلا
ليوفينهم)
وكلّ فى ذلك
كلّه رفع بالابتداء. وليوفينهم ، الخبر.
ولا يجوز إعمال
(إن) فى لغة من أعملها ، إذا كانت بمعنى (ما) لدخول الاستثناء بلمّا ، لأنّ
الاستثناء يبطل عمل (ما) وهى الأصل المشبّه به فى العمل ، وإذا بطل عمل الأصل
بالاستثناء ، فلأن يبطل عمل الفرع أولى.
قوله تعالى : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ
مَعَكَ) (١١٢).
من تاب ، فى
موضع رفع بالعطف على الضمير فى (استقم) وجاز العطف على
__________________
الضمير المرفوع لأنّ الفصل بالظرف ، وهو قوله : كما أمرت ، تنزل منزلة
التأكيد ، فجاز العطف ، ويجوز أن يكون فى موضع نصب لأنه مفعول معه.
قوله تعالى : (أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ
الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا) (١١٦).
قليلا ، منصوب
لأنه استثناء منقطع ، ويجوز فيه الرفع على البدل من (أولو بقيّة) كما جاز الرفع فى
قوله تعالى :
(إِلَّا قَوْمَ
يُونُسَ)
وإن كان
استثناء منقطعا وهى لغة بنى تميم.
__________________
غريب إعراب سورة يوسف
قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً
عَرَبِيًّا) (٢).
قرآنا ، منصوب
على الحال من الهاء فى (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) ، أى ، أنزلناه مجموعا. وعربيّا ، حال أخرى.
ويجوز أن يكون (قرآنا)
توطئة للحال ، و (عربيّا) هو الحال ، كقولك : مررت بعبد الله رجلا عاقلا ، فرجلا ،
توطئة للحال ، وعاقلا ، هو الحال.
قوله تعالى : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ
الْقَصَصِ) (٣).
أحسن ، منصوب
نصب المصدر لأنه مضاف إلى المصدر ، وأفعل إنما يضاف إلى ما هو بعض له ، فيتنزّل
منزلة المصدر فصار بمنزلة قولهم : سرت أشدّ السير ، وصمت أحسن الصيام.
قوله تعالى : (إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ) (٤).
إذ ، فى موضع
نصب على الظرف ، والعامل فيه قوله : (الْغافِلِينَ).
ويوسف ، لا
ينصرف للعجمة والتعريف ، ووزنه يفعل ، وليس فى كلامهم يفعل ، وأما يغفر ، فأصله
يغفر بفتح الياء وإنما ضمّت الياء منه إتباعا لضمة الفاء ، والضمة والكسرة والفتحة
للإتباع كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ) (٤).
قرئ بكسر التاء
وفتحها.
فمن قرأ بكسر
التاء جعلها بدلا عن ياء الإضافة ولا يجوز أن يجمع بينهما لأنه يؤدّى إلى أن يجمع
بين البدل والمبدل.
ويوقف عليها
بالهاء عند سيبويه لأنه ليس ثمّ (ياء) مقدرة.
وذهب الفراء
إلى أنّ الياء فى النّية ، والوقف عليها بالتاء ، وعليه أكثر القرّاء اتّباعا
للمصحف.
ومن قرأ بفتحها
ففيه وجهان.
أحدهما : أنّ
أصله (يا أبتى) فأبدل من الكسرة فتحة ، ومن الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ،
ثم حذفت الألف فصارت (يا أبت).
والثانى : أنه
محمول على قول من قال : يا طلحة بفتح التاء كأنه قد رخمّ ثم رد التاء وفتحها تبعا
لفتح الحاء فقال : يا طلحة ، أو لأنه لم يعتد بها ففتحها كما كان الاسم قبل ردّها
مفتوحا كما أنشدوا : كلينى لهمّ يا أميمة ناصب ، بفتح التاء من (أميمة) .
قوله تعالى : (رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) (٤).
ساجدين ، منصوب
على الحال من الهاء والميم فى رأيتهم ، وأخبر عن الكواكب والشمس والقمر بالياء
والنون وهما لمن يعقل لأنه وصفهما بالسجود ، والسجود من صفات من يعقل ، فلمّا
وصفها بصفات من يعقل أجراها مجرى من يعقل.
قوله تعالى : (آياتٌ لِلسَّائِلِينَ) (٧).
آيات ، جمع آية
، وفى أصلها عدة وجوه لا يكاد يسلم شىء منها عن قلب أو حذف على خلاف القياس ،
وإجراؤها على القياس أن تكون آية على فعلة بكسر العين ، فتقلب العين ألفا لتحركها
وانفتاح ما قبلها فتصير آية. والأصل أن يقال فى آيات ، أيتات ، إلا أنه اجتمع فيها
علامتا تأنيث فحذفوا إحداهما ، وكان
__________________
حذف الأولى أولى ، لأن فى الثانية زيادة معنى لأنها تدل على الجمع والتأنيث
، والاولى إنما تدل على التأنيث فقط ، فلهذا كان حذف الأولى وتبقية الثانية أولى.
قوله تعالى : (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ
أَرْضاً) (٩).
أرضا ، منصوب
على أنه ظرف مكان ، وتعدّى إليه (اطرحوا) وهو لازم ، لأنه ظرف مكان مبهم ، وليس له
حدود بحصره ولا نهاية تحيط به.
وزعم النّحاس
أنه غير مبهم ، وكان ينبغى أن لا يتعدى إليه الفعل إلا بحرف جرّ ، إلا أنه حذف حرف
الجر فتعدى الفعل إليه. كقول الشاعر :
١٠٢ ـ فلأبغينّكم قنا وعوارضا
|
|
ولأقبلنّ
الخيل لابة ضرغد
|
أراد بقنا
وعوارض. وهو قول ليس بمرض.
قوله تعالى : (قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا
عَلى يُوسُفَ) (١١).
تأمنّا ، أصله
تأمننا فاجتمع حرفان متحركان من جنس واحد ، فاستثقلوا اجتماعهما فسكنوا الأوّل
منهما وأدغموه فى الثانى ، وبقى الإشمام يدلّ على ضمّة الأولى.
والإشمام ضمّ
الشّفتين من غير صوت ، وهذا يدركه البصير دون الضرير.
قوله تعالى : (يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ) (١٢).
يقرأ بكسر
العين وجزمها ، فمن قرأ بكسر العين كان أصله يرتعى على وزن يفتعل ، من الرّعى إلّا
أنه حذفت الياء للجزم ، وقيل أصله يرتعى من رعاك الله ، فيكون المعنى على هذا
نتحارس ويحفظ بعضنا بعضا.
__________________
ومن قرأه
بإسكان العين كان (يرتع) على وزن يفعل من الرتع وسكّنت العين للجزم.
قوله تعالى : (إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا
بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) (١٣).
أن الأولى
وصلتها ، فى تأويل مصدر فى موضع رفع لأنها فاعل (يحزننى).
وأن الثانية
وصلتها ، فى تأويل مصدر فى موضع نصب لأنها مفعول (أخاف).
قوله تعالى : (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا
أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ) (١٥).
جواب (لمّا)
محذوف ، وتقديره ، فلما ذهبوا به حفظناه.
وذهب الكوفيون
إلى أنّ جوابه (وأوحينا إليه). والواو زائدة. كقول الشاعر :
١٠٣ ـ فلمّا
أجزنا ساحة الحىّ وانتحى
|
|
بنا بطن خبت
ذى حقاف عقنقل
|
[وتقديره : انتحى ، والصحيح] أنّ جواب لمّا مقدّر ، وتقديره :
خلونا ونعمنا.
قوله تعالى : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) (١٨).
فى رفعه وجهان.
__________________
أحدهما : أن
يكون مرفوعا لأنه مبتدأ ، وخبره محذوف ، وتقديره ، فصبر جميل أمثل من غيره.
والثانى : أن
يكون مرفوعا لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، فصبرى صبر جميل.
قوله تعالى : (قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ) (١٩).
قرئ : يا
بشراىّ بتشديد الياء ، ويا بشرى بغير ياء.
فمن قرأ : يا
بشراىّ كان منادى مضافا ، وكذلك قراءة من قرأ : بشرىّ بتشديد الياء ، لأن أصله :
يا بشراى إلا أنه لما كانت ياء الإضافة لا يكون ما قبلها إلّا مكسورا قلبت الألف
ياء ، وأدغمت الياء فى الياء ، ومثله قراءة من قرأ :
(فَمَنِ اتَّبَعَ
هُدايَ)
فى هداى. وذكر
أنها قراءة النبى عليهالسلام ، ومن قرأ : يا بشرى بغير ياء ، كان منادى مفردا كأنه
جعل (بشرى) اسم المنادى نحو قولك : يا زيد. ويجوز أن يكون نادى البشرى ، كأنه قال
: يا أيتها البشرى.
والبشرى صفة (أيّة)
فحذف الموصوف ، و (ها) التى للتنبيه ، والألف واللام من الصّفة ، فصار ، يا بشرى.
وكذلك ، يا سكرى ، وتقديره ، يا أيتها السكرى ، ففعل به ما ذكرنا ، وكذلك تقول :
يا رجل ، وأصله : يا أيها الرجل ، فتحذف أىّ الموصوف ، وها التى للتنبيه ، والألف
واللام ، فيبقى يا رجل ، ولهذه الحذوف لا يجوز حذف النداء من هذا النحو ، فإنك لو
قلت : بشرى فى (يا بشرى) ، وسكرى فى (يا سكرى) ورجل فى (يا رجل) لم يجز لما فيه من
الإفراط فى الحذف ، وكان هو أولى بالتّبقية لما فيه من الدلالة على غيره من
المحذوف ، وليس فى غيره ما يدل على حذفه ، وكأنه قال : يا أيتها البشرى هذا أوانك.
__________________
قوله تعالى : (وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً) (١٩).
المراد بالواو
فى (وأسرّوه) أخوة يوسف ، وقيل : المراد بها التّجّار ، والمراد بالهاء يوسف.
وبضاعة ، منصوب
على الحال من يوسف ومعناه مبضوعا.
قوله تعالى : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ
مَعْدُودَةٍ وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) (٢٠).
دراهم ، فى
موضع جرّ على البدل من (ثمن).
ومن الزّاهدين
، فى موضع نصب خبر كان.
وفيه ، يتعلق
بفعل دلّ عليه من الزاهدين ، ولا يجوز أن يتعلق به ، لأن الألف واللام فيه بمعنى
الذى ، وصلة الاسم الموصول لا يعمل فيما قبله ، وقد أجاز بعض النحويّين أن يكون
الألف واللام للتعريف ، وقد قدمنا ذكره.
قوله تعالى : (وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللهِ
إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ
الظَّالِمُونَ) (٢٣).
هيت لك ، اسم
لهلمّ ، ولذلك كانت مبنيّة ، وكان الأصل أن تبنى على السكون ، إلّا أنه لم يمكن أن
تبنى على السكون ، لأنهم لا يجمعون بين ساكنين وهما الياء والتاء.
ومنهم من بناها
على الفتح لأنه أخفّ الحركات.
ومنهم من بناها
على الكسر لأنه الأصل فى التحريك لالتقاء الساكنين.
ومنهم من بناها
على الضّم لحصول الغرض من زوال التقاء الساكنين.
ومن قرأ :
هيّئت لك بالهمز فمعناه ، تهيّأت لك. وتكون التاء مضمومة لأنّها تاء المتكلم ،
وتاء المتكلم مضمومة للفرق بينها وبين تاء المخاطب ، وكانت
__________________
تاء المتكلم أولى بالضم لأنها فاعلة لفظا ومعنى ، وتاء المخاطب وإن كانت
فاعلة لفظا فإنها مفعولة معنى ، لأنها تدلّ على المخاطب ، والمخاطب مفعول معنى ،
فكانت حركة الفاعل التى هى الضمّ ، لمّا كان فاعلا لفظا ومعنى أولى مما هو فاعل
لفظا مفعول معنى.
ومعاذ الله ،
منصوب على المصدر ، يقال : عاذ يعوذ معاذا وعوذا وعياذا.
وربّى ، فى
موضع نصب على البدل من (الهاء) فى (إنّه) وهى اسم إنّ.
وأحسن ، خبر
إنّ وتقديره ، إنّ ربّى أحسن مثواى.
والهاء فى (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) ضمير الشأن والحديث.
ولا يفلح
الظالمون ، جملة فعلية فى موضع رفع لأنها خبر إنّ.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها
لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) (٢٤).
لو لا ، حرف
يمتنع له الشئ لوجود غيره.
وأن رأى ، فى
موضع رفع لأنه مبتدأ ، ولا يجوز إظهار خبره بعد لو لا لطول الكلام بجوابها ، وقد
حذف خبر المبتدأ ههنا والجواب معا ، والتقدير ، لو لا رؤية برهان ربّه موجودة لهمّ
بها. ولا يجوز أن يكون (وهمّ بها) جواب (لو لا) لأنّ جواب لو لا لا يتقدم عليه.
قوله تعالى : (وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ) (٣١).
وقرئ : حاشى
لله.
فمن قرأ ، حاشى
لله ، أتى به على الأصل.
ومن قرأ ، حاش
، حذف الألف للتخفيف.
وحاشى ، اختلف
النحويون فيها ، فذهب جماعة إلى أنّها فعل ، واستدلّوا على ذلك من ثلاثة أوجه.
الأول : أنها
تتصرف ، والتصرف من خصائص الأفعال. قال الشاعر :
١٠٤ ـ ولا أرى فاعلا فى النّاس يشبهه
|
|
ولا أحاشى من
الأقوام من أحد
|
والثانى : أنه
يدخلها الحذف ، والحذف لا يدخل الحرف.
والثالث : أنه
يتعلق بها حرف الجر فى قوله : حاشى لله. وحرف الجر إنما يتعلق بالفعل لا بالحرف ،
وهو مذهب الكوفيين وبعض البصريين.
وذهب سيبويه
وأكثر البصريين إلى أنها حرف ، واستدلوا على ذلك من ثلاثة أوجه.
الأول : أنه
يقال : حاشاى ، ولا يقال : حاشانى بنون الوقاية ، ولو كان فعلا لقيل حاشانى بنون
الوقاية كما يقال : رامانى ، وغازانى. قال الشاعر :
١٠٥ ـ فى فتية جعلوا الصّليب إلههم
|
|
حاشاى إنّى
مسلم معذور
|
فقال : حاشاى ،
من غير نون الوقاية.
والثانى : أنه
لا يحسن دخول (ما) عليها ، فلا يقال : ما حاشا زيدا ، كما يقال : ما عدا زيدا ،
ولا ما خلا زيدا.
والثالث : أنّ
ما بعدها يجىء مجرورا ، ولو كان فعلا لما جاز أن يجىء ما بعده مجرورا. قال الشاعر :
__________________
١٠٦ ـ حاشا أبى ثوبان إنّ به
|
|
ضنّا على
الملحاة والشّتم
|
وأجابوا عمّا
تمسّك به الكوفيون ومن وافقهم من أنها فعل. فقالوا : أما قول الشاعر : (وما أحاشى)
فليس متصرفا من لفظ حاشى ، وإنما هو مأخوذ من لفظها ، كما يقال : بسمل وهلّل وسبحل
وحمدل. إذا قال : باسم الله ، ولا إله إلا الله ، وسبحان الله ، والحمد لله. فكما
أخذت هذه الأفعال من هذه الألفاظ ، وإن لم يكن ذلك دليلا على أنها متصرفة ، ولا
أنها أفعال ، فكذلك ههنا.
وقولهم : إن
الحرف لا يدخله الحذف ليس كذلك ، فإنّ الحرف قد يدخله الحذف. فقد قالوا : سو أفعل
، فى سوف أفعل.
وذهب من خالف
من الكوفيين إلى أنّ السّين أصلها سوف ، فحذفت الواو والفاء ، وإذا جوّزوا حذف
حرفين فكيف يمنعون جواز حذف حرف واحد.
وقولهم : إنه
يتعلق به حرف الجرّ. قلنا : لا نسلّم ، فإن اللام فى (حاشا) زائدة ، لا تتعلق بشىء
، كاللام فى قوله تعالى :
(لِلَّذِينَ هُمْ
لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ).
وكالباء فى
قوله تعالى :
__________________
(أَلَمْ يَعْلَمْ
بِأَنَّ اللهَ يَرى).
إلى غير ذلك من
الشّواهد التى لا تحصى كثرة. وقد بينا هذه المسألة مستوفاة فى كتاب الإنصاف فى
مسائل الخلاف .
قوله تعالى : (ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما
رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) (٣٥).
فاعل بدا ، فيه
ثلاثة أوجه.
الأوّل : أن
يكون الفاعل مصدرا مقدرا ، دلّ عليه بدا ، وتقديره ، ثمّ بدا لهم بداء. وأظهره
الشاعر فى قوله :
١٠٧ ـ بدا لك من تلك القلوص بداء .
وإليه ذهب
المبرد.
والثانى : أن
يكون الفاعل ما دلّ عليه (ليسجننّه) وقام مقامه ، وإليه ذهب سيبويه.
والثالث : أن
يكون الفاعل محذوفا ، وإن لم يكن فى اللفظ ما يقوم مقامه ، وتقديره ، ثم بدا لهم
رأى.
والوجه الأول
أوجه الأوجه.
قوله تعالى : (ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا
أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ) (٤٠).
__________________
سمّى ، يتعدى
إلى مفعولين ، يجوز حذف أحدهما :
فالأوّل : (ها)
فى (سمّيتموها).
والثانى :
محذوف ، وتقديره ، سميتموها آلهة.
وأنتم ، تأكيد
للتّاء فى (سميتموها) ليحسن العطف على الضمير المرفوع المتصل فيها.
قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) (٤٣).
اللام فى (للرؤيا)
زائدة. كقوله تعالى :
(لِلَّذِينَ هُمْ
لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ)
لأنها تزاد فى
المفعول به إذا تقدم على الفعل ، وقد جاء أيضا زيادتها معه وليس بمتقدّم ، كقوله
تعالى :
(عَسى أَنْ يَكُونَ
رَدِفَ لَكُمْ)
إلّا أنّ
زيادتها مع التقديم أحسن.
قوله تعالى : (تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً) (٤٧).
دأبا ، قرئ
بسكون الهمزة وفتحها. وهو منصوب على المصدر. يقال : دأب يدأب دأبا ودأبا ، والأصل
هو الإسكان وإنما فتحت الهمزة لأنّها وقعت عينا وهى حرف حلق. قال أبو حاتم : من
سكّنها جعله مصدر دأب ، ومن فتحها جعله مصدر دئب يدأب دأبا. والمشهور فى اللغة فى
الفعل دأب بالفتح.
قوله تعالى : (فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً) (٦٤).
وقرئ : حفظا ،
وهما منصوبان على التمييز.
__________________
قوله تعالى : (ما نَبْغِي) (٦٥).
ما ، استفهامية
فى موضع نصب لأنها مفعول (نبغى) ، وتقديره ، أىّ شىء نبغى.
قوله تعالى : (قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي
رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ) (٧٥).
جزاؤه الأوّل ،
مبتدأ ، والهاء فيه ، يراد بها السّرق ، وتقديره ، جزاء السّرق فهو جزاؤه ، أى ،
فالاستعباد جزاء السّرق.
قوله تعالى : (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا
نَجِيًّا) (٨٠).
استيأسوا ،
استفعلوا من يئس ييأس.
ونجيّا ، منصوب
على الحال من الواو فى (خلصوا). ونجيّا ، لفظه لفظ المفرد والمراد به الجمع ، كعدو
وصديق ، فإنهما يوصف بهما الجمع على لفظ المفرد.
قوله تعالى : (وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ فِي
يُوسُفَ) (٨٠).
(ما) فيها
وجهان :
أحدهما : أن
تكون مصدرية فى موضع نصب بالعطف على قوله تعالى : (أباكم) ، وتقديره ، ألم تعلموا
أنّ أباكم وتفريطكم.
والثانى : أن
تكون زائدة ، وتقديره ، ومن قبل فرّطتم. كقوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ
لَهُمْ)
أى ، فبرحمة.
قوله تعالى : (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) (٨٤).
أسفى ، فى موضع
نصب لأنه منادى مضاف ، وأصله (يا أسفى) إلّا أنه أبدل من الكسرة فتحة فانقلبت
الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، فصار يا أسفى.
__________________
وعلى يوسف ، فى
موضع نصب لأنه من صلة المصدر.
قوله تعالى : (أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ) (٩٠).
اللام فى (لأنت)
لام الابتداء. وأنت ، مبتدأ. ويوسف ، خبره ، والجملة من المبتدإ والخبر ، فى موضع
رفع لأنها خبر (إنّ) ، ويجوز أن تكون (أنت) فصلا على قول البصريين أو عمادا على
قول الكوفيين.
قوله تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ
فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (٩٠).
من ، شرطية فى
موضع رفع بالابتداء ، وخبره ، فإنّ الله لا يضيع أجر المحسنين. وكان الأصل أن يقال
: فإنّ الله لا يضيع أجرهم. ليعود من الجملة إلى المبتدإ ذكر ، إلّا أنه أقام
المظهر مقام المضمر. كقول الشاعر :
١٠٨ ـ لا أرى الموت يسبق الموت شىء
أراد ، يسبقه
شىء. وهو كثير فى كلامهم ، والجملة من المبتدأ والخبر فى موضع رفع ، لأنها خبر (إنّ)
الأولى ، والهاء فيها ضمير الشّأن والحديث.
ويصبر ، مجزوم
بالعطف على (يتّق).
ومن قرأ : يتقى
؛ بإثبات الياء ، فهى قراءة ضعيفة فى القياس ، وقد ذكر فى توجيهها وجهان.
أحدهما : أن
يكون جعل (من) بمعنى الذى ، وعطف يصبر على معنى الكلام ، لأنّ (من) إذا كانت بمعنى
الذى ، ففيها معنى الشرط ، ولهذا تأتى الفاء فى خبرها فى الأكثر ، ونظيره فى الحمل
على الموضع ، قوله تعالى :
__________________
(فَأَصَّدَّقَ
وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)
فعطف (أكن) على
موضع (فأصدق) لأنّ موضعه الجزم على جواب التمنى.
والثانى : أن
تكون (من) على هذه القراءة شرطية ، والضمة مقدرة فى الياء من (يتقى) وحذفت الضمة
للجزم وبقيت الياء ، وكلا الوجهين ليس بقوىّ فى القياس.
قوله تعالى : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) (٩٢).
يجوز أن يكون (عليكم)
خبر (لا تثريب) ، وتقديره ، لا تثريب مستقر عليكم. واليوم ، منصوب بعليكم وهو على
التحقيق منصوب بما تعلق به (عليكم) المحذوف ، وقد أجاز أبو على فى (عليكم اليوم)
أن يكونا خبرين للاسم المبنى ، كقولهم هذا حلو حامض. وأن يكونا وصفين ، ويكون
الخبر محذوفا ، وأن يكون أحدهما وصفا والآخر خبرا ، وأن يكون (اليوم) مقتطعا عن الأوّل متعلقا بما بعده ، على تقدير ، يغفر الله لكم
اليوم. ولا يجوز أن يتعلق أحدهما بتثريب ، لأنه لو كان متعلّقا به ، لوجب أن يكون
منوّنا ، كقولهم : لا خيرا من زيد.
قوله تعالى : (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً) (١٠٠).
سجّدا ، جمع
ساجد ، كشهّد جمع شاهد ، وهو منصوب على الحال من الواو فى (خرّوا) ، وهى حال
مقدرة.
قوله تعالى : (وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ) (١٠٩).
هذا إضافة إلى
الصفة ، بعد حذف الموصوف وتقديره ، ولدار الساعة الآخرة ، وهذه الإضافة فى نية
الانفصال ، ولهذا لا يكتسى المضاف من المضاف إليه
__________________
التعريف ، وزعم الكوفيون أنّ هذا من إضافة الشىء إلى نفسه ، لأنّ الدّار هى
الآخرة ، وقد بينا فساده فى كتاب الإنصاف فى مسائل الخلاف .
قوله تعالى : (وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ
يَدَيْهِ) (١١١).
تصديق ، منصوب
لأنه خبر كان ، وتقديره ، ولكن كان ذلك تصديق الّذى بين يديه تفصيلا.
وهدّى ورحمة ،
منصوبان بالعطف عليه.
__________________
غريب إعراب سورة الرعد
قوله تعالى : (المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي
أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ) (١).
تلك ، فى موضع
رفع لأنه مبتدأ ، وخبره (آيات الكتاب).
والّذى أنزل
إليك ، يجوز أن يكون فى موضع جرّ ، لأنه معطوف على الكتاب ، ويجوز أن يكون فى موضع
جرّ على الوصف للكتاب ، وتكون الواو قد دخلت ، لأن الواو قد تدخل على الصفة فى نحو
قولهم : مررت بزيد وصاحبك ، ويجوز أن يكون (الذى) ، فى موضع رفع بالابتداء ، وخبره
(الحقّ) ، فإن حملت (الّذى أنزل) على (الكتاب) ، جاز رفع (الحقّ) من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو الحق.
والثانى : أن
يكون خبرا لتلك ، خبرا بعد خبر.
قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ
بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) (٢)
يجوز أن تكون
الباء فى (بغير) متعلقة برفع ، ويجوز أن تكون متعلقة بترونها.
وترونها ، جملة
فعلية ، يجوز أن تكون فى موضع نصب على الحال من السموات ، ويكون المعنى ، أنه ليس
ثم عمد ألبتّة ، ويجوز أن تكون فى موضع جرّ لأنها صفة لعمد ، ويكون المعنى ، أن
ثمّ عمدا ، ولكن لا ترى.
قوله تعالى : (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ
وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ) (٤).
يقرأ (زرع)
بالرفع والجرّ ، مع رفع ما بعده ، وجر ما بعده.
فالرفع بالعطف
على قوله : جنات ، وتقديره ، وفى الأرض قطع متجاورات ، وجنات وزرع ونخيل صنوان
مجتمعة من أصل واحد ، وغير صنوان غير مجتمعة من أصل واحد.
والجرّ بالعطف
على أعناب ، فتجعل الجنات من الزرع ، وهو قليل ، وقد جاء وصف الجنة بالإغلال. قال
الشاعر :
أقبل سيل جاء
من عند الله
|
|
يحرد حرد
الجنّة المغلّة
|
وقيل : إنه
مجرور على الجوار ، وفى جوازه خلاف.
قوله تعالى : (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا
كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) (٥).
العامل فى (إذا)
فعل مقدر دل عليه معنى الكلام ، وتقديره ، أنبعث إذا كنّا ترابا. لأنّ فى
قوله : (لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) دليلا عليه ، ولا يجوز أن يعمل فيه (كنّا) لأنّ (إذا)
مضافة إليها ، والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف ، ولأنهم لم ينكروا كونهم ترابا ،
وإنما أنكروا البعث بعد كونهم ترابا.
ومن جمع بين
الاستفهامين فى (أئذا وأئنّا) فللتأكيد وشدة الحرص على البيان ، ومن اكتفى بأحدهما
استغنى بما أبقى عمّا ألقى.
قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ
قَوْمٍ هادٍ) (٧).
أنت ، مبتدأ ،
وخبره منذر.
__________________
وهاد ، معطوف
على منذر ، فتكون اللام فى (لكلّ) متعلقة بمنذر أو بهاد ، وقد فصل بين الواو
والمعطوف بالجار والمجرور ، وتقديره ، إنما أنت منذر وهاد لكلّ قوم.
ويجوز أن يكون (هاد)
مبتدأ. ولكل قوم ، الخبر. واللام متعلقة باستقرّ.
قوله تعالى : (اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى
وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ) (٨).
ما ، فى هذه
المواضع كلّها اسم موصول بمعنى الذى ، وهى فى موضع نصب ، لأنّها مفعولات (يعلم) ،
وما بعدها من الجمل الفعلية هى الصّلات ، والعائد منها كلها محذوف.
ويجوز أن تكون (ما)
استفهامية فى موضع نصب (بيعلم) .
ولا يحسن أن
تكون استفهامية فى موضع رفع على أنها مبتدأ ، وتحمل ، خبره ، لحذف العائد منه ،
لأن حذف العائد من الخبر أكثر ما يكون فى الشعر.
قوله تعالى : (سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ) (١٠).
من ، فى موضع
رفع لأنه مبتدأ. وسواء ، خبر مقدم ، وهو مصدر بمعنى اسم الفاعل ، فهو مستو.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا
يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا
كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ) (١٤).
الذين ، اسم
موصول. ويدعون ، صلته ، والعائد من الصلة إلى الموصول محذوف ، وتقديره ، الذين
يدعونهم. كما حذف من قوله تعالى :
__________________
(إِنَّ الَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً) أى ، تدعونهم.
والكاف فى (كباسط
كفّيه) متعلقة بصفة مصدر محذوف ، وتقديره ، الاستجابة كاستجابة باسط كفّيه. ويكون
على هذا التقدير حرفا فيه ضمير انتقل إليه من كائنة ، ويجوز أن يجعل الكاف اسما ،
وتقديره ، الاستجابة مثل استجابة باسط كفّيه. ولا يكون فى الكاف ضمير.
وقد قدّمنا أنه
يجوز أن يستثنى من الفعل المصدر والظرف والحال.
واللام فى (ليبلغ
فاه) متعلقة بباسط.
قوله تعالى : (وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي
النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ) (١٧).
فى النار جار
ومجرور ، فى موضع نصب على الحال من الضمير المجرور فى (عليه) ، وتقديره ، ومما
يوقدون عليه كائنا أو مستقرّا فى النار.
ابتغاء حلية ،
منصوب على المصدر فى موضع الحال من المضمر فى (يوقدون).
ولا يجوز أن
يكون (فى النّار) متعلقا بيوقدون ، لأنه ليس المعنى أنهم يوقدون فى النار ، وإنما
المعنى ، أنهم يوقدون على الذهب كائنا فى النار.
وزبد ، مبتدأ.
ومثله ، وصف له.
وفى خبره
وجهان.
أحدهما : أن
تكون (مما يوقدون) خبره.
والثانى : أن
يكون خبره (فى النار).
__________________
قوله تعالى : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً) (١٧).
جفاء ، منصوب
على الحال من الضمير فى (فيذهب) وهو عائد على الزبد.
قوله تعالى : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ
صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ) (٢٣).
من صلح ، فى
موضعه وجهان : الرفع والنصب.
فالرفع بالعطف
على الضمير المرفوع فى (يدخلونها) وحسن العطف لوجود الفصل بضمير المفعول.
والنصب على أن
يكون منصوبا على المفعول معه.
ولا يجوز أن
يكون فى موضع جرّ بالعطف على الضمير المجرور فى (لهم) على تقدير ، لهم ولمن صلح ،
لأن العطف على الضمير المجرور إنما يكون بإعادة حرف الجرّ.
وذهب الكوفيون
إلى أنه يجوز العطف على الضمير المجرور من غير إعادة حرف الخفض ، وقد قدّمنا ذكره.
قوله تعالى : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) (٢٩).
طوبى لهم ، فى
موضع رفع لأنه مبتدأ ، وخبره (لهم).
وحسن مآب ،
مرفوع لأنه معطوف على (طوبى).
وقرئ : وحسن
مآب ، بالنصب لأنه منادى مضاف ، حذف حرف النداء منه ، وتقديره ، يا حسن مآب.
ويجوز أن يكون (طوبى)
فى موضع نصب بتقدير فعل ، والتقدير ، أعطاهم طوبى لهم. وحسن مآب ، عطف عليه ، أى ،
وأعطاهم حسن مآب.
قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ
الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى) (٣١).
جواب (لو)
محذوف ، وتقديره ، لكان هذا القرآن. و (سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ
أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى)
، جمل فعلية فى
موضع نصب لأنّها صفة قرآن.
وجاء (سيّرت
وقطّعت) بلفظ التأنيث لتأنيث الجبال ، وجاء (كُلِّمَ بِهِ
الْمَوْتى) على التذكير لوجود الفصل الذى يتنزل منزلة إلحاق
التأنيث ، وهذا إنما يكون سببا لجواز حذف علامة التأنيث لا لوجوب الحذف ، ولهذا لم
يعتدّ به فى الفعلين المتقدمين ، فقال : سيّرت وقطّعت.
قوله تعالى : (أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ) (٣١).
التاء فى تحلّ
، تحتمل وجهين. أحدهما : أن تكون للتأنيث. والثانى : أن تكون للخطاب ، فإن كانت
للتأنيث كان تقديره ، أو قارعة تحلّ قريبا من دارهم.
وتحلّ ، جملة
فعلية فى موضع رفع صفة قارعة ، وتقديره ، قارعة حالة.
وإن كانت
للخطاب كان تقديره ، أو تحلّ أنت قريبا من دارهم ، ويكون (تحلّ) معطوفا على خبر (ولا
يزال) ، وتقديره ، ولا يزال الكافرون تصيبهم بصنيعهم قارعة ، أو حالا أنت قريبا من
دارهم.
قوله تعالى : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ
الْمُتَّقُونَ) (٣٥).
مثل الجنة ،
مرفوع لأنه مبتدأ ، وفى خبره وجهان.
أحدهما : أن
يكون خبره محذوفا ، وتقديره ، فيما يتلى عليكم مثل الجنة. وهذا قول سيبويه.
والثانى : أن
يكون خبره ، (تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) وهذا قول الفراء ، وأنكره قوم وقالوا : هذا يؤدّى إلى
إلغاء المضاف والإخبار عن المضاف إليه.
قوله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٤٣).
من ، فيه
وجهان. أحدهما : أن يكون اسما موصولا. وعنده ، الصلة.
والثانى : أن
يكون نكرة موصوفة. وعنده ، الصفة.
وفى موضعه
وجهان. أحدهما : أن يكون فى موضع جرّ بالعطف على لفظ المجرور فى قوله : (كَفى بِاللهِ). والثانى : أن يكون فى موضع رفع بالعطف على موضعه ،
وموضعه الرفع لأنّ تقديره ، كفى الله. وقد قدّمنا ذكره.
ونظير الحمل
على اللفظ تارة ، وعلى الموضع أخرى ، قوله تعالى :
(هَلْ مِنْ خالِقٍ
غَيْرُ اللهِ)
بالجرّ حملا
على اللفظ. وغير الله ، بالرفع حملا على الموضع.
وعلم الكتاب ،
مرفوع بالظرف الذى هو (عنده) على كلا المذهبين فى كلا الوجهين لأن سيبويه والأخفش
اتفقا على أنّ الظرف إذا وقع صلة أو صفة ، فإنه يرفع كما يرفع الفعل. والله أعلم.
__________________
غريب إعراب سورة إبراهيم عليهالسلام
قوله تعالى : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ) (١).
كتاب ، مرفوع
لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هذا كتاب.
وأنزلناه ،
جملة فعلية فى موضع رفع لأنها صفة (كتاب).
قوله تعالى : (اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ
وَما فِي الْأَرْضِ) (٢).
الله ، يقرأ
بالجر والرفع ، فالجرّ على البدل من قوله : (الْعَزِيزِ
الْحَمِيدِ). والرفع من وجهين. أحدهما : أن يكون مرفوعا لأنه مبتدأ
، وما بعده خبره. والثانى : أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو الله الذى له
ما فى السّموات.
قوله تعالى : (وَيَبْغُونَها عِوَجاً) (٣).
عوجا ، منصوب
على المصدر فى موضع الحال ، وذهب بعض النحويين إلى أنه منصوب على أنه مفعول (يبغون).
واللام محذوفة
من المفعول الأوّل ، وتقديره ، ويبغون لها عوجا.
قوله تعالى : (لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ
مَنْ يَشاءُ) (٤).
فيضلّ ، مرفوع
على الاستئناف والاقتطاع من الأوّل ، ولو عطفه على (ليبيّن) لأعطى ظاهره أنّ
الإضلال مراد ، كما أنّ التّبيين مراد ، وهو خلاف المراد من الآية.
قوله تعالى : (أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ
الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) (٥).
أن ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
يكون لها موضع من الإعراب وهو النصب ، وتقديره ، بأن أخرج قومك. فحذف حرف الجر ،
فاتصل الفعل به.
والثانى : ألّا
يكون لها موضع من الإعراب ، وتكون مفسرة بمعنى أى ، كقوله تعالى :
(أَنِ امْشُوا
وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ).
أى امشوا.
قوله تعالى : (وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) (٦).
أتى بالواو
ههنا ، ليدلّ على أنّ الثانى غير الأوّل ، وحذفت فى غير هذا الموضع ليدلّ على
البدل ، وأنّ الثانى بعض الأول.
قوله تعالى : (وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ
بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) (١١).
أن نأتيكم ، فى
موضع رفع لأنه اسم كان.
وفى خبر كان
وجهان. أحدهما : أن يكون خبرها (إلّا بإذن الله). والثانى : أن يكون خبرها (لنا).
والأوّل أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى
اللهِ) (١٢).
ما ، استفهامية
فى موضع رفع لأنها مبتدأ ، وخبره (لنا).
وأن ، فى موضع نصب على تقدير حذف حرف الجرّ ، وتقديره ، وما
لنا فى ألّا نتوكل على الله. وهو فى موضع نصب على الحال ، كقولك ، ما لك قائما ،
وتقديره ، أىّ شىء ثبت لنا غير متوكلين.
__________________
قوله تعالى : (وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ) (١٧).
الهاء فى (ورائه)
فيها وجهان.
أحدهما : أن
تكون عائدة على الكافر ويكون معنى (من ورائه) أى قدّامه كقوله تعالى :
(وَكانَ وَراءَهُمْ
مَلِكٌ).
أى قدّامهم.
والثانى : أن
تكون عائدة على العذاب ، ويكون المعنى ، إنّ وراء هذا العذاب عذاب غليظ.
قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ
أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ) (١٨).
فى إعرابه
أربعة أوجه.
الأول : أن
يكون (مَثَلُ الَّذِينَ
كَفَرُوا) فى موضع رفع بالابتداء ، وخبره محذوف ، وتقديره ، فيما
يتلى عليكم مثل الّذين كفروا. وهو قول سيبويه.
والثانى : أن
يكون (مثل) مبتدأ على تقدير حذف مضاف. وكرماد ، الخبر. وتقديره ، مثل أعمال الذين
كفروا مثل رماد.
والثالث : أن
يكون (مثل) مبتدأ أول (وأعمالهم) مبتدأ ثانيا. وكرماد ، خبر المبتدأ الثانى ،
والمبتدأ الثانى وخبره خبر عن المبتدأ الأول.
والرابع : أن
يكون (مثل) مبتدأ. وأعمالهم ، بدلا منه. وكرماد ، خبره.
وفى يوم عاصف ،
فى تقديره وجهان.
__________________
أحدهما : أن
يكون تقديره : فى يوم ذى عصوف. كقولهم : رجل نابل ورامح أى ذو نبل ورمح.
والثانى : أن
يكون تقديره ، فى يوم عاصف ريحه ، كقولك : مررت برجل حسن وجهه. ثم يحذف الوجه ،
إذا علم المعنى.
قوله تعالى : (وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ) (٢٢).
قرئ بفتح الياء
وكسرها ، أما الفتح فيحتمل وجهين.
أحدهما : أن
يكون أدغم ياء الجمع فى ياء الإضافة ، بعد حذف النون للاضافة ، على لغة من يفتحها
، وبقيت الفتحة على حالها.
والثانى : أن
يكون فتحها لالتقاء الساكنين على لغة من أسكنها.
فإنّ ياء
الإضافة فيها لغتان : الفتح والإسكان. وأما الكسر فقد قال النحويون : إنه ردىء فى
القياس ، وليس كذلك ، لأنّ الأصل فى التقاء الساكنين الكسر ، وإنما لم يكسر
لاستثقال الكسرة على الياء ، فعدلوا إلى الفتح ، إلّا أنه عدل ههنا إلى الأصل ،
وهو الكسر ليكون مطابقا لكسرة همزة (إِنِّي كَفَرْتُ بِما
أَشْرَكْتُمُونِ) لأنه أراد الوصل دون الوقف ، فلمّا أراد هذا المعنى ،
كان كسر الياء أدلّ على هذا من فتحها ، وإنّما عاب من عاب هذه القراءة ، لأنه
توهّم كسرة الياء بالباء ، على أنّ كسرة ياء المتكلم لغة لبعض العرب حكاه أبو على
قطرب .
قوله تعالى : (وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ
إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ) (٢٢).
أن وصلتها ، فى
موضع نصب على الاستثناء المنقطع.
__________________
قوله تعالى : (وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ
فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) (٢٣).
تجرى ، جملة
فعلية فى موضع نصب لأنها صفة جنات.
وخالدين ،
منصوب على الحال من (الذين).
وتحيّتهم فيها
سلام ، جملة اسمية فى موضع نصب من وجهين :
أحدهما : أن
تكون فى موضع نصب على الحال من (الّذين) وهى حال مقدّرة ، أو حال من الضمير فى (خالدين)
، فلا تكون حالا مقدرة.
والثانى : أن
تكون فى موضع نصب على الوصف لجنات.
والهاء والميم
فى (تحيّتهم) يحتمل وجهين.
أحدهما : أن
يكون تأويل فاعل ، أضيف المصدر إليه ، أى يحيّى بعضهم بعضا بالسلام.
والثانى : أن
يكون فى موضع مفعول لم يسمّ فاعله ، أى يحيّون بالسلام ، على معنى ، تحييّهم
الملائكة بالسلام.
قوله تعالى : (وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (٢٨) جَهَنَّمَ
يَصْلَوْنَها) (٢٩).
قومهم ، مفعول
أول ، ودار البوار ، مفعول ثان.
وجهنّم ، منصوب
على البدل من (دار البوار) ، ولا ينصرف للتعريف والتأنيث.
ويصلونها ،
جملة فعلية فى موضع نصب على الحال من (قومهم) ، وإن شئت منهم ، وإن شئت من (جهنّم)
، وإن شئت منهما.
قوله تعالى : (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا
يُقِيمُوا الصَّلاةَ) (٣١).
يقيموا ، مجزوم
وفى جزمه ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون جوابا للأمر وهو (أقيموا) وتقديره ، قل لهم أقيموا يقيموا. وإليه ذهب أبو
العباس المبرد.
والثانى : أن
يكون مجزوما بلام مقدرة ، وتقديره ، ليقيموا. ثم حذف لام الأمر ، لتقدم لفظ الأمر
، وإليه ذهب أبو إسحاق .
والثالث : أن
يكون مجزوما ، لأنه جواب (قل) وإليه ذهب الأخفش وهذا ضعيف ، لأن أمر الله تعالى لنبيه بالقول ، ليس فيه
أمر لهم بإقامة الصلاة.
وأوجه الأوجه
الوجه الأوّل.
قوله تعالى : (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
دائِبَيْنِ) (٣٣).
دائبين ، منصوب
على الحال من (الشمس والقمر) وذكّر تغليبا للقمر على الشمس ، لأن القمر مذكر
والشمس مؤنثة ، وإذا اجتمع المذكّر والمؤنّث ، غلّب جانب المذكر على جانب المؤنث
لأنّ التذكير هو الأصل.
قوله تعالى : (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) (٣٤).
قرئ : من كلّ
ما سألتموه ؛ بالإضافة. ومن كلّ ما سألتموه ، بالتنوين.
فمن قرأ
بالإضافة قدّر مفعولا محذوفا وتقديره ، وآتاكم سؤلكم من كلّ ما سألتموه. كقوله
تعالى :
(وَأُوتِينا مِنْ
كُلِّ شَيْءٍ)
__________________
أى ، أوتينا من
كلّ شىء شيئا.
ومن قرأ : من
كلّ ما. بالتنوين ، كان المفعول ملفوظا به ، وتقديره ، وآتاكم ما سألتموه من كلّ
شىء.
وما ههنا نكرة
موصوفة. وسألتموه جملة فعلية صفة لها.
قوله تعالى : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ
ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا
لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ) (٣٧).
أسكنت من
ذرّيّتى ، مفعول (أسكنت) محذوف وتقديره ، أسكنت ناسا من ذرّيتى بواد.
وليقيمو الصلاة
، متعلق بأسكنت ؛ وفصل بين (أسكنت) ، وما يتعلق به بقوله : (ربّنا) ، لأنّ الفصل
بالنداء كثير فى كلامهم. قال الشاعر :
١٠٩ ـ على حين ألهى الناس جلّ أمورهم
|
|
فندلا زريق
المال ندل الثعالب
|
أراد ، فندلا
المال يا زريق. ففصل بالنداء بين المصدر وصلته. وإذا جاز أن يفصل بين المصدر وصلته
بالنداء ، فلأن يجوز أن يفصل ههنا بينهما ، وليس بمصدر أولى.
قوله تعالى : (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ
وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) (٤٠).
__________________
تقديره ، واجعل
من ذرّيتى مقيمى الصلاة. فحذف الفعل لدلالة ما قبله عليه ، وهو كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا
يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ) (٤٣).
مهطعين مقنعى
رءوسهم ، منصوبان على الحال من الهاء والميم فى (يؤخّرهم) وتقديره ، إنما يؤخرهم
ليوم تشخص فيه الأبصار فى هاتين الحالتين.
قوله تعالى : (وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ
الْعَذابُ) (٤٤).
يوم ، منصوب
لأنه مفعول (أنذر) ولا يجوز أن يكون ظرفا لأنذر ، لأنه يؤدّى إلى أن يكون الإنذار
يوم القيامة ، ولا إنذار يوم القيامة.
قوله تعالى : (وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا
بِهِمْ) (٤٥).
تبيّن ، فعل
فاعله مقدّر ، وتقديره ، تبيّن لكم فعلنا بهم ، ولا يجوز أن تكون (كيف) ، فاعل (تبيّن)
لأنّ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله ، ولأنّ (كيف) لا يقع مخبرا عنه ، والفاعل
يخبر عنه ، وإنما (كيف) ههنا منصوبة بقوله : فعلنا.
قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ
مِنْهُ الْجِبالُ) (٤٦).
يقرأ بفتح
اللام الأولى وضم الثانية ، وبكسر اللام الأولى وفتح الثانية.
فمن قرأ بفتح
اللام الأولى وضم الثانية ، كانت اللام للتأكيد دخلت للفرق بين (إن) المخففة من
الثقيلة وبين (إن) بمعنى (ما) ، وتقديره ، وإنه كان مكرهم لتزول منه الجبال.
ومن كسر الأولى
وفتح الثانية ، كانت اللام لام الجحود ، والفعل بعدها منصوب بتقدير (أن) ، و (إن)
فى الآية بمعنى (ما) وتقديره ، وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ، على التصغير
والتحقير لمكرهم.
وكان ، ههنا
تامة بمعنى وقع. والجبال ، عبارة عن أمر النبى عليهالسلام لعظم شأنه.
قوله تعالى : (فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ
وَعْدِهِ رُسُلَهُ) (٤٧).
تقديره ، مخلف
رسله وعده. وهو من الاتساع لمعرفة المعنى.
قوله تعالى : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ
الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) (٤٨).
يوم ، منصوب
على الظرف بالمصدر قبله وهو قوله : (عزيز ذو انتقام) وتقدير الآية ، يوم تبدّل
الأرض غير الأرض والسموات غير السموات. إلّا أنه حذف الثانى لدلالة (غير الأرض)
عليه.
قوله تعالى : (لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ) (٥١).
اللّام ، تتعلق
بالفعل قبلها فى قوله : (وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ). ويجوز أن تكون متعلقة بقوله : (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ). ويجوز أن تكون متعلقة بمحذوف دل عليه قوله : (ذُو انتِقامٍ). وقيل : اللام لام القسم وكسرت على مذهب بعض النحويين.
قوله تعالى : (هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا
بِهِ) (٥٢).
فى تقديره
وجهان :
أحدهما : أن
يكون تقديره ، هذا بلاغ للناس وللإنذار. لأنّ (أن) المقدرة بعد اللام مع (ينذروا)
، فى تأويل المصدر ، وهو الإنذار.
والثانى : أن يكون تقديره ، هذا بلاغ للناس وأنزل لينذروا به.
كقوله تعالى :
(كِتابٌ أُنْزِلَ
إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ).
__________________
غريب إعراب سورة الحجر
قوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ
كانُوا مُسْلِمِينَ) (٢).
قرئ : ربّما
وربما بالتشديد والتخفيف ، فالتشديد على الأصل ، والتخفيف لكثرة الاستعمال ،
وهاتان لغتان جيّدتان ، وفيها لغات.
و (ما) فيها
كافة عن العمل ، وخرجت بها عن مذهب الحرف لأنّ (ربّ) حرف جرّ ، وحرف الجرّ يلزم
للأسماء ، فلما دخلت (ما) عليها جاز أن يقع بعدها الفعل ، فخرجت عن مذهب الحرف ،
وصارت بمنزلة (ما) فى (طالما وقلّما).
فإنّ (طال وقلّ)
فعلان ماضيان فلما دخلت عليهما (ما) خرجا عن مذهب الفعل ، فلم يفتقر إلى فاعل ،
وإن كان كلّ فعل لا بدّ له من فاعل ، لخروجه بدخولها عليه عن بابه ، فكذلك ههنا ،
ولا يدخل بعد (ربما) إلا الماضى كما قال الشاعر :
١١٠ ـ ربّما أوفيت فى علم
|
|
ترفعن ثوبى
شمالات
|
وإنما جاء ههنا
المضارع بعدها ، على سبيل الحكاية ، ولهذا حمله أبو إسحاق على ضمير (كان) ، على
تقدير ، ربّما كان يودّ الذين كفروا. والأوّل أوجه.
ومن ألطف ما
قيل فى هذا أنّ أخبار الحقّ تعالى ، لمّا كان متحققا لا شكّ فى وجوده لتحققه ،
نزّل المستقبل الذى لم يقع ولم يوجد ، منزلة الماضى الذى وقع ووجد. وربّما ،
معناها التقليل كربّ. قال الشاعر :
__________________
١١١ ـ ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح
|
|
وذى ولد لم
يلده أبوان
|
وقد تخرج عن
بابها ، فيراد بها الكثرة ، على خلاف الأصل ، كما يخرج الاستفهام عن بابه إلى غير
بابه ، من التقرير وغيره. كقول الشاعر :
١١٢ ـ ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح
|
|
ولا سيّما
يوم بدارة جلجل
|
فقوله : ألا
ربّ يوم ، أراد الكثرة لا القلة ، على خلاف الأصل.
ولو كانوا
مسلمين ، فى موضع نصب لأنه مفعول (يودّ).
قوله تعالى : (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا) (٣).
ذرهم ، أصله أو
ذرهم ، إلّا أنه حذفت الواو حملا على (يذر) ، لوقوعها بين ياء وكسرة فى الأصل ،
لأنّ الأصل أن يقال : وذر يوذر ، على فعل يفعل ، بفتح العين من الماضى ، وكسرها من
المضارع ، إلّا أنهم فتحوا الذال من المضارع ، حملا ليذر على يدع لأنه فى معناه.
ويدع وإن كان
الأصل فيه أن يكون على فعل يفعل بفتح العين من الماضى وكسرها من المضارع ، إلّا
أنه فتحت العين لأن لامه حرف حلق ، فقيل : يدع ، وكذلك فتحوا العين من (يذر) حملا
على (يدع) ، وحذفوا الواو من (يدع) ، لأنهم لم يعتدّوا بالفتحة ، لأنها إنما كانت
لمكان حرف الحلق فحذفوا الواو منها ، لوقوعها
__________________
بين ياء وكسرة فى الأصل ، فلما حذفت الواو استغنى عن همزة الوصل ، فقيل
فيهما : ذر ودع ووزنهما (عل) ، لذهاب الفاء منهما.
قوله تعالى : (إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) (٤).
كتاب ، مرفوع
لأنه مبتدأ. ولها ، خبره. والجملة فى موضع جرّ ، لأنها صفة (قرية).
ويجوز حذف هذه
الواو من (ولها) فى هذا النحو ، فى اختيار الكلام لمكان الضمير.
قوله تعالى : (لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ) (٧).
لو ما ، بمعنى
هلّا وهى مركّبة من (لو) التى معناها امتناع الشىء لامتناع غيره ، و (ما) التى
تسمى المغيّرة ، وسميت المغيرة ، لأنها غيّرت معنى (لو) ، من معنى امتناع الشىء لامتناع غيره إلى معنى (هلّا).
ونظيرها (لو لا)
فإنها مركبة من (لو) و (لا) فلمّا ركّبا ، تغيرت (لو) عن معناها ، وصارت بمعنى (هلّا)
فى أحد وجهيها ، وبمعنى امتناع الشىء لوجود غيره.
والسّرّ فيه أن
الحروف إذا ركبت حدث فيها بعد التركيب معنى لم يكن قبل التركيب ، كالأدوية المركبة
من عقاقير مختلفة ، فإنه يحدث لها بالتركيب ، ما لم يكن لكل واحد منها قبل التركيب
فى حالة الانفراد.
قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٩).
نحن ، فى موضع
نصب ، لأنه تأكيد للضمير الذى هو اسم (إنّ) فى (إنّا).
ويجوز أن يكون (نحن)
فى موضع رفع لأنه مبتدأ. ونزّلنا ، خبره ، والجملة من المبتدأ والخبر فى موضع رفع
، لأنه خبر (إنّ).
__________________
ولا يجوز أن
يكون (نحن) ههنا فصلا لا موضع له من الإعراب ، لأنه ليس بعده معرفة ولا ما يقارب
المعرفة ، لأن ما بعده جملة ، والجملة نكرة ، ولهذا تكون صفة للنكرة فكان حكمها
حكم النكرة.
ومن شرط الفصل
أن يكون بين معرفتين ، أو بين معرفة وما يقارب المعرفة ، ولم يوجد أحدهما ، فلم
يجز أن يكون فصلا.
قوله تعالى : (إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ) (١٨).
من ، فى موضع
نصب على الاستثناء ، ولا يجوز أن يكون بدلا من (كلّ شيطان) ، لأنه استثناء من
موجب.
قوله تعالى : (وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ
وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) (٢٠).
من ، يجوز أن
تكون فى موضع نصب ورفع.
فالنصب من
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا بالعطف على قوله : معايش. أى ، جعلنا لكم فيها المعايش والعبيد.
والثانى : أنه
منصوب بتقدير فعل ، وتقديره ، جعلنا لكم فيها معايش وأعشنا من لستم له برازقين ،
فأضمر أعشنا ، لدلالة الكلام عليه.
والثالث : أن
يكون منصوبا بالعطف على موضع (لكم) ، وموضعه النصب يجعلنا.
والرفع على أن
يكون مرفوعا لأنه مبتدأ ، وخبره محذوف.
ولا يجوز فيه
الجر بالعطف على الكاف والميم فى (لكم) ، لأنه ضمير المجرور ، والضمير المجرور ،
لا يجوز العطف عليه إلّا بإعادة الجار ، وقد أجازه الكوفيون ،
وجوزوا أن تكون (من) فى موضع جرّ بالعطف على الكاف والميم فى (لكم) ، وقد
بيّنّا فساده فى كتاب الإنصاف فى مسائل الخلاف .
قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا
خَزائِنُهُ) (٢١).
إن ، بمعنى (ما).
و (من) زائدة.
وشىء ، فى موضع
رفع بالابتداء.
وعندنا ، خبر
المبتدأ.
وخزائنه ،
مرفوع بالظرف على كلا المذهبين ، لأنه قد وقع خبرا للمبتدأ وتقديره ، وما شىء إلا
عندنا خزائنه.
ودخول (إلّا)
أبطل عمل (إن) على لغة من يعملها ، إذا كانت بمعنى (ما) ، لأن (إلّا) إذا أبطلت
عمل (ما) وهو الأصل ، فلأن تبطل عمل ما كان مشبها بها ، كان ذلك أولى.
قوله تعالى : (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ) (٢٢).
لواقح ، فيه
وجهان.
أحدهما : أن
تكون لواقح ، جمع لاقحة ، أى حوامل بالسحاب لأنها تسوقه.
والثانى : أن
تكون لواقح أصله ملاقح لأنه من ألقحت الريح الشجر ، إلا أنه أتى به على حذف
الزوائد.
وقرئ : وأرسلنا
الريح لواقح. وأنكره بعضهم ولا وجه لإنكاره ، لأن الاسم إذا كانت فيه الألف واللام
، جاز أن يرد ، والمراد به الجنس والجمع ، ولا مانع يمنع ، وأن يكون المراد بالريح
الجنس والجمع ، كقوله تعالى :
__________________
(إِنَّ الْإِنْسانَ
لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا).
(وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها)
أى الملائكة.
إلى غير ذلك من الشواهد التى لا تحصى كثرة.
قوله تعالى : (وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ
مِنْ نارِ السَّمُومِ) (٢٧).
الجانّ ، منصوب
بفعل مقدر ، وتقديره ، وخلقنا الجانّ خلقناه. فكان النصب ههنا على الرفع لأنه قد
عطفه على جملة فعلية وهى قوله : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا
الْإِنْسانَ) فقدّر الفعل الناصب ليكون قد عطف جملة فعلية ، على جملة
فعلية. لا جملة اسمية ، على جملة فعلية. كقول الشاعر :
١١٣ ـ أصبحت لا أحمل السّلاح ولا
|
|
أردّ رأس
البعير إن نفرا
|
والذئب أخشاه
إن مررت به
|
|
وحدى وأخشى الرّياح
والمطرا
|
وتقديره ،
وأخشى الذئب أخشاه. والشواهد على هذا النحو كثيرة جدا.
قوله تعالى : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ
أَجْمَعُونَ) (٣٠).
كلّهم أجمعون ،
توكيدا للمعرفة بعد توكيد.
وذهب بعض
النحويين إلى أن أجمعين أفاد معنى الاجتماع ، فإنه لو قال : فسجد الملائكة كلّهم ،
لجاز أن يكونوا سجدوا مجتمعين ومفترقين ، فلما قال : أجمعون ، دل على أنهم سجدوا
مجتمعين لا متفرقين ، إلا أنه يلزمه على هذا أن ينصبه على الحال.
__________________
قوله تعالى : (ما لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ
السَّاجِدِينَ) (٣٢).
(ما) فى موضع
رفع لأنه مبتدأ ، وخبره (لك) ، والتقدير فيه ، أىّ شىء كائن لك ألا تكون ، أى فى
ألّا تكون ، فحذفت (فى) وهى متعلقة بالخبر ، فانتصب موضع (أن).
وذهب أبو الحسن
إلى أنّ (أن) زائدة ، ويكون (لا تكون) فى موضع نصب على الحال ، وتقديره ، مالك
خارجا عن الساجدين.
قوله تعالى : (لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) (٤٤).
منهم ، يتعلق
بالظرف الذى هو (لكلّ) لأنه لا يخلو إما أن يتعلق بمقسوم ، أو بمحذوف صفة لباب ،
أو بالظرف الذى هو (لكلّ باب).
بطل أن يكون
متعلقا بمقسوم ، لأنه صفة لجزء ، فلا يعمل فيما قبل الموصوف ، كما لا يعمل الموصوف
فيما قبله ، وبطل أن يكون متعلقا بمحذوف صفة لباب ، لأنه لا ضمير فيه يعود على
باب.
فوجب أن يتعلق
بالظرف على حد قولهم : كلّ يوم لك درهمّ. ألا ترى أن (كل يوم) منصوب ب (لك).
وجزء مقسوم ،
مرفوع بالظرف الذى هو (لكل باب) لأنّ قوله : لكلّ باب. وصف لقوله : أبواب. أى لها
سبعة أبواب كائن لكل باب منها جزء مقسوم منهم. أى ، من الداخلين ، فحذف منها
العائد إلى أبواب ، التى هى الموصوف ، وحذف العائد من الصفة إلى الموصوف جائز فى
كلامهم. قال الله تعالى :
(وَاتَّقُوا يَوْماً
لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً).
أى ، ما تجزى
فيه. فحذف وهو كثير فى كلامهم.
__________________
قوله تعالى : (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (٤٧).
إخوانا ، منصوب
على الحال من (المتقين) ، أو من الواو فى (ادخلوها) ، أو من الضمير فى (آمنين).
قوله تعالى : (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) (٥٤).
قرئ : تبشّرون.
بنون خفيفة مكسورة ، وتبشرونّ بنون مشددة مكسورة. وتبشرون بنون خفيفة مفتوحة.
فمن قرأ :
تبشرون بنون خفيفة مكسورة ، كان أصله تبشروننى ، فاجتمع حرفان متحركان من جنس واحد
، وهما نون الوقاية ونون الإعراب ، فاستثقلوا اجتماعهما فحذف إحداهما تخفيفا ،
واختلفوا فمنهم من قال : حذفت نون الوقاية لأنّ نون الإعراب إنما تحذف لناصب أو
جازم ، ومنهم من قال : حذفت نون الإعراب ، لأنّ نون الوقاية دخلت لتقى الفعل من
الكسر ، وكل له وجه ، وحذفت ياء الإضافة وبقيت الكسرة قبلها تدل عليها ، وذلك كثير
فى كلامهم.
ومن قرأ
بالتشديد والكسر ، فإنه لما استثقل اجتماع النونين المتحركتين ، سكّن النون الأولى
، وأدغمها فى الثانية ، قياسا على كل حرفين متحركين من جنس واحد فى كلمة واحدة ،
وهذه القراءة أقيس من الأولى ، ثم حذفت الياء وبقيت الكسرة قبلها تدل عليها ، وذلك
كثير فى كلامهم.
ومن قرأ بفتح
النون مخففة فإنما كانت مفتوحة ، لأنها نون الجمع قياسا على فتحها فى جمع الاسم نحو
، الزيدون ، كما كسرت النون بعد ضمير الفاعل ، إذا كان مثنى فى نحو ، تفعلان ،
قياسا على كسرها فى تثنية الاسم نحو ، الزيدان ، حملا للفرع على على الأصل.
والمفعول على
هذه القراءة محذوف لأن (يبشرون) فعل متعد.
__________________
قوله تعالى : (قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ
مُجْرِمِينَ) (٥٨).
(إِلَّا آلَ لُوطٍ
إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٩)
إِلَّا
امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ) (٦٠).
إلا آل لوط ،
منصوب لأنه استثناء منقطع ، لأن (قوم لوط) ليسوا من القوم المجرمين.
وقوله : امرأته
، منصوب على الاستثناء من آل لوط ، وهذا الاستثناء ههنا ، يدل على أن الاستثناء من
الإيجاب نفى ، ومن النفى إيجاب ، لأنه استثنى آل لوط من المجرمين ، فلم يدخلوا فى
الإهلاك ، ثم استثنى من آل لوط امرأته ، فدخلت فى الهلك.
ولو قيل إن
قوله : إلا امرأته ، ليس استثناء فى اللفظ من قوم لوط ، وإنما هو استثناء من الهاء
والميم فى (لمنجّوهم أجمعين إلّا امرأته) ، لكان وجها جائزا.
ولو لا اللام
فى (لمن الغابرين) لوجب أن تكون (أن) مفتوحة ب (قدّرنا) ، إلا أنه لمّا دخلت اللام
، علّقت الفعل عن العمل ، كقوله تعالى :
(إِذا جاءَكَ
الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ
لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ
الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ).
قوله تعالى : (وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ
أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ) (٦٦).
أنّ ، فى موضع
نصب على البدل من موضع (ذلك) إن جعلت الأمر عطف بيان أو بدلا من (الأمر) ، إن كان
الأمر بدلا من (ذلك).
__________________
وزعم القراء أن
(أن) فى موضع نصب بتقدير حذف حرف الخفض ، أى ، بأن دابر.
ومصبحين ، حال
من (هؤلاء) ، المضاف إليه (دابر) ، والعامل فى الحال معنى الإضافة من المضامّة
والممازجة.
قوله تعالى : (قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ
الْعالَمِينَ) (٧٠).
أى ، عن ضيافة
العالمين ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ
الْمُبِينُ (٨٩) كَما أَنْزَلْنا
عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ) (٩٠).
فيما تتعلق به
الكاف فى (كما) وجهان.
أحدهما : أنها
تتعلق بقوله : آتيناك سبعا من المثانى كما أنزلنا على المقتسمين.
والثانى : أنها
تتعلق بقوله : أنا النّذير المبين. أى أنذركم من العذاب كما أنزلنا على المقتسمين.
وهم الذين
اقتسموا طرق مكة وعقابها ، يمنعون الناس عن استماع كلام النبى عليهالسلام.
قوله تعالى : (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) (٩١).
أى جعلوه أعضاء
حين آمنوا ببعض وكفروا ببعض.
وعضين جمع عضة
، كقلين ، جمع قلة ، وعزين جمع عزة ، وثبين جمع ثبة.
قوله تعالى : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) (٩٤).
ما ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون اسما موصولا بمعنى الذى. وتؤمر ، صلته ، والعائد من الصلة
محذوف وتقديره ، فاصدع بالذى تؤمر به. ثم يحذف حرف الجر لأنهم يقولون :
أمرتك الخير ، أى ، أمرتك بالخير ، فيصير بعد حذف الجر (تؤمره) ثم يحذف الهاء
العائدة إلى الاسم الموصول ، كما حذف من قوله تعالى :
(أَهذَا الَّذِي
بَعَثَ اللهُ رَسُولاً)
أى ، بعثه الله.
والثانى : أن
تكون (ما) مصدرية ، وتقديره ، فاصدع بالأمر.
__________________
غريب إعراب سورة النحل
قوله تعالى : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) (١).
أتى : بمعنى
يأتى ، أقام الماضى مقام المستقبل ، لتحقيق إثبات الأمر وصدقه.
وقد يقام
الماضى مقام المستقبل ، كما يقام المستقبل مقام الماضى ، فإقامة الماضى مقام
المستقبل. كقول الشاعر :
١١٤ ـ وكنت أرى كالموت من بين ليلة
|
|
فكيف ببين
كان ميعاده الحشر
|
أى ، يكون
ميعاده الحشر.
وإقامة
المستقبل مقام الماضى ، كقول الشاعر :
١١٥ ـ وإذا مررت بقبره فانحر له
|
|
كوم الهجان
وكل طرف سابح
|
وانضح جوانب
قبره بدمائها
|
|
فلقد يكون
أخا دم وذبائح
|
__________________
أى ، فلقد كان. وهذا كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ
مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا) (٢).
أن أنذروا ، فى
موضعه وجهان : أحدهما ، على البدل من قوله (الروح). والثانى : النصب بتقدير حذف
حرف الجر ، وتقديره ، بأن أنذروا. فحذف الباء فاتصل الفعل به.
قوله تعالى : (لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا
بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) (٧).
الهاء فى (بالغيه)
فى موضع جرّ بالإضافة ، وزعم أبو الحسن الأخفش ، أنها فى موضع نصب ، واستدلّ على
ذلك بقوله تعالى :
(إِنَّا مُنَجُّوكَ
وَأَهْلَكَ).
فنصب أهلك
بالعطف على الكاف ، ولو لم تكن الكاف فى موضع نصب ، وإلّا لما كان المعطوف عليها
منصوبا ، ولا حجة له فى الآية ، لأنه يمكن أن يكون منصوبا بالعطف على موضع المضاف
إليه ، لأنه وإن استحقّ أن يكون مجرورا بالإضافة ، فإنّ موضعه النصب ، لأنّ اسم
الفاعل إنما يضاف إلى المفعول ، والذى يدل على أنه فى نية الإضافة ، حذف النون منه
، وليس هذا الحذف على حدّ الحذف فى قوله : الحافظو عورة العشيرة. لأنّ الكلام طال
بالألف واللام ، لأنهما بمعنى الذى ، فوقع اسم الفاعل صلة ، والحذف للتخفيف فى
الصلة كثير فى كلامهم ، بخلاف ههنا فبان الفرق.
قوله تعالى : (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ
لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً) (٨).
هذه الأسماء
كلّها منصوبة ، لأنها معطوفة على قوله : (وَالْأَنْعامَ
خَلَقَها لَكُمْ)
، وتقديره ، وخلق
الخيل والبغال والحمير.
__________________
وزينة ، فى
نصبه وجهان. أحدهما : أن يكون منصوبا بفعل مقدّر وتقديره : وجعلها زينة. والثانى :
أن يكون منصوبا لأنه مفعول له ، أى ، لزينة.
قوله تعالى : (وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ) (١٣).
فى موضع جرّ ،
لأنه معطوف على (ذلك) من قوله : (إنّ فى ذلك) ، وتقديره ، إنّ فى ذلك وما ذرأ لكم.
قوله تعالى : (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ
تَمِيدَ بِكُمْ) (١٥).
أن تميد ، فى
موضع نصب على المفعول له ، وفى تقديره وجهان. أحدهما : أن يكون تقديره ، كراهة أن
تميد بكم. وكراهة ، منصوب على أنه مفعول له. والثانى : أن يكون تقديره ، لئلّا
تميد بكم.
والوجه الأول
أوجه الوجهين ، لأن حذف المضاف أكثر من حذف (لا).
قوله تعالى : (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ
يَهْتَدُونَ) (١٦).
وعلامات ،
منصوب وفى نصبه وجهان. أحدهما : أن يكون منصوبا بالعطف على قوله : سخّر. أى ، سخّر
الليل والنهار وعلامات. والثانى : أن يكون منصوبا بتقدير خلق ، أى ، وخلق لكم
علامات.
وقوله تعالى : (وَهُمْ يُخْلَقُونَ (٢٠) أَمْواتٌ غَيْرُ
أَحْياءٍ) (٢١).
وهم ، مبتدأ.
ويخلقون ، خبر. وأموات خبر ثان. أى ، هم مخلوقون أموات ويجوز أن ترفع (أموات) على
أنه خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هم أموات.
قوله تعالى : (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (٢١).
استفهام عن
الزمان بمعنى (متى) وأيّان ، مبنى لتضمنه معنى الحرف ، وهو همزة الاستفهام ، وبنى
على حركة لالتقاء الساكنين ، وكانت الحركة فتحة ، لأنها أخفّ الحركات.
قوله تعالى : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا
أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (٢٤).
ما ، استفهامية
فى موضع رفع ، لأنه مبتدأ.
وذا ، بمعنى
الذى وهو خبره. وأنزل ربّكم ، صلته والعائد محذوف ، وتقديره ، أنزله ، فحذف
تخفيفا.
ولما كان السؤال
فى موضع رفع ، كان الجواب كذلك ، فرفع (أساطير الأولين) على تقدير مبتدأ محذوف ،
وتقديره ، هو أساطير الأوّلين.
ولم يجىء نصب
الجواب ههنا كما جاء النصب فى الآية التى بعدها ، وهو قوله تعالى : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا
خَيْراً).
لأن التقدير
هناك ، أنزل خيرا. ولا يجوز أن يكون التقدير ، قالوا أنزل أساطير الأولين. وإنما
قدّر فى الآية الثانية ، أنزل خيرا. لأنّ (ماذا) جعل بمنزلة كلمة واحدة وهى بمعنى
، أىّ شىء أنزل ربّكم. فكان فى موضع نصب ب (أنزل) فلما كان السؤال منصوبا كان
الجواب منصوبا.
قوله تعالى : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ
طَيِّبِينَ) (٣٢).
(طيّبين) منصوب
على الحال من الهاء والميم فى (تتوفّاهم) وهو العامل فيها.
قوله تعالى : (فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا
الْبَلاغُ) (٣٥).
البلاغ ، مرتفع
بالظرف عند سيبويه كما يرتفع به عند الأخفش ، لاعتماد الظرف على حرف الاستفهام ،
وفرغ الظرف لما بعد إلّا ، كالفعل فى قولك : ما ذهب إلّا زيد.
قوله تعالى : (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ
اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ) (٣٧).
__________________
قرئ : يهدى
ويهدى.
فمن قرأ : يهدى
، كان فيه ضمير يعود إلى اسم إنّ ، و (من) فى موضع نصب بيهدى ، وتقديره ، (إن الله
لا يهدى هو من يضل).
ومن قرأ : لا
يهدى من يضل. كان (من) فى موضع رفع ، لأنه مفعول ما لم يسم فاعله.
وفى يضل ، ضمير
يعود على اسم (إنّ).
ومفعول يضل
محذوف ، وتقديره ، (إن الله لا يهدى من يضله الله).
قوله تعالى : (الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ) (٤٢).
الذين يجوز فى
موضعه الرفع والنصب.
فالرفع على
البدل من (الَّذِينَ هاجَرُوا).
والنصب من
وجهين. أحدهما : أن يكون فى موضع نصب على البدل من الهاء والميم فى (لنبوّئنّهم).
والثانى : أن يكون منصوبا بتقدير ، أعنى.
قوله تعالى : (إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ) (٥١).
اثنين ، ذكر
توكيدا ، بمنزلة واحد فى قوله تعالى :
(إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ
واحِدٌ).
قوله تعالى : (وَلَهُ الدِّينُ واصِباً) (٥٢).
واصبا ، منصوب
على الحال ، والعامل فيه الجار والمجرور ، وهو (له).
قوله تعالى : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ
سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) (٥٧).
__________________
ما ، فى موضعها
وجهان. أحدهما : الرفع على أنه مبتدأ ، وخبره (لهم) مقدم عليه. والثانى : أن يكون فى موضع نصب ، لأنه معطوف على
قوله : البنات.
وقوله تعالى :
سبحانه ، اعتراض بين المعطوف والمعطوف عليه.
قوله تعالى : (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ) (٦٢).
ألسنة جمع لسان
، واللسان يذكر ويؤنث ، فمن ذكّر قال فى جمعه ألسنة ، ومن أنث قال فى جمعه ألسن ،
والقرآن أتى بالتذكير.
والكذب مفعول
تصف.
ومن قرأ الكذب
بثلاث ضمّات كان مرفوعا على أنه صفة الألسنة.
قوله تعالى : (وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ
إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً) (٦٤).
هدى ورحمة ،
منصوبان على المفعول له.
قوله تعالى : (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ
لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ) (٦٦).
الهاء فى (بطونه)
تعود على الأنعام ، على لغة من ذكّره ، فإنه يجوز فيه التذكير والتأنيث ، كما جاء
فى سورة المؤمنين :
(وَإِنَّ لَكُمْ فِي
الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها)
.
وفيه أوجه ،
هذا أوجهها.
قوله تعالى : (وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ
وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً) (٦٧).
__________________
الهاء فى (منه)
تعود على موصوف محذوف وتقديره ، ما تتخذون منه.
و (ما) فى موضع
رفع لأنه مبتدأ. وتتّخذون جملة فعلية فى موضع رفع لأنها صفة ل (ما) وحذف الموصوف
وأقام الصفة مقامه. كقوله تعالى :
(وَما مِنَّا إِلَّا
لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ).
أى ، إلّا من
له مقام معلوم ، وتقديره ، إلّا ملك له مقام. وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ
مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) (٦٩).
الهاء فى (فيه)
فيها وجهان. أحدهما : أنها تعود إلى الشراب. والثانى : أنّها تعود إلى القرآن.
وشفاء للناس ،
يرتفع بالظرف على كلا المذهبين ، إذا جعل وصفا لشراب ، كما ارتفع ألوانه بمختلف ،
لأنه وصف للشراب.
قوله تعالى : (لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ
عِلْمٍ شَيْئاً) (٧٠).
شيئا ، منصوب (بعلم)
على مذهب البصريين على إعمال الثانى لأنه أقرب ، و (بيعلم) على مذهب الكوفيين على
إعمال الأول ، وقد بيّنا وجه إعمال الثانى والأول مستوفى فى كتاب الإنصاف فى مسائل
الخلاف .
قوله تعالى : (فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي
رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ) (٧١).
فهم فيه سواء ،
جملة اسمية فى موضع نصب ، لأنها وقعت جوابا للنفى ، وقامت
__________________
هذه الجملة الاسمية مقام جملة فعلية وتقديره ، فما الذين فضّلوا برادّى
رزقهم على ما ملكت أيمانهم فيستووا.
قوله تعالى : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا
يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا
يَسْتَطِيعُونَ) (٧٣).
شيئا ، منصوب
من وجهين :
أحدهما : أن
يكون منصوبا على البدل من (رزق) كأنه قال : ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم
شيئا.
الثانى : أن
يكون منصوبا (برزق) على تقدير : أن يرزق شيئا.
وقد ذكره أبو
على وهو مذهب الكوفيين ، لأنّ (رزقا) عند البصريين اسم ، وإنّما المصدر رزق بفتح
الراء.
والوجه الأوّل
أوجه الوجهين ، لوجهين.
أحدهما : أنّ
الرزق اسم ، والاسم لا يعمل إلّا شاذا كقول الشاعر :
١١٦ ـ وبعد
عطائك المائة الرّتاعا
والثانى : أن
البدل أبلغ فى المعنى لأن (شيئا) ، أعمّ من (رزق).
ولا يستطيعون ،
الواو فيه تعود إلى ضمير (ما) حملا على المعنى.
ولو قال : ولا
يستطيع بالإفراد ، بالعطف على (يملك) لكان حسنا.
ولو قال :
يملكون كقوله : يستطيعون لكان حسنا أيضا.
__________________
قوله تعالى : (وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً
حَسَناً) (٧٥).
رزق ، فعل
يتعدّى إلى مفعولين ، الأول منهما الهاء فى (رزقناه) ، والثانى (رزقا).
ولا يجوز أن
يكون مصدرا لأنه قال : فهو ينفق منه سرّا وجهرا والإنفاق إنما يكون من الأعيان لا
الأحداث.
قوله تعالى : (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ
أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) (٧٨).
قرئ (أمّهاتكم)
، بضمّ الهمزة وكسرها ، فمن ضمّها فعلى الأصل ، ومن كسرها فللإتباع ، لكسرة النون
من (بطون).
وشيئا ، منصوب
لوجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على المصدر ، وتقديره ، لا تعلمون علما. وقد قدّمنا نظائره.
والثانى : أن
يكون منصوبا لأنه مفعول (تعلمون) وتعلمون بمعنى (تعرفون) للاقتصار على مفعول واحد.
قوله تعالى : (وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ
تَوْكِيدِها) (٩١).
توكيدها ، مصدر
وكّد على فعل ، وفعّل يجىء مصدره على التّفعيل ، نحو قتّل تقتيلا ، ورتّل ترتيلا.
ويقال : أكّد
فى وكّد ، والواو هى الأصل ، والهمزة بدل منها كما كانت فى (أحد) وأصلها وحد.
ولا يجوز أن
يقال : إنّ الواو بدل من الهمزة ، كما لا يجوز أن يقال فى (أحد).
قوله تعالى : (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ
غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً) (٩٢).
أنكاثا ، منصوب
على المصدر ، والعامل فيه (نقضت) لأنه بمعنى (نكثت نكثا).
قوله تعالى : (تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ
دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما
يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ) (٩٢).
أن تكون أمّة ،
فى موضع نصب على تقدير ، كراهة أن تكون أمّة ، أو لئلّا تكون أمة.
وتكون ، تامة.
وأمّة ، فاعلها.
وهى أربى من
أمّة ، مبتدأ وخبر ، والجملة من المبتدأ والخبر فى موضع رفع لأنها صفة (أمّة).
وأجاز الكوفيون
أن تكون (هى) عمادا وهو الذى يسمّيه البصريون فصلا ، وليس كذلك لأنّ من شرط العماد
أو الفصل أن يكون بين معرفتين ، أو بين معرفة وما يقارب المعرفة ، وههنا وقعت بين
نكرتين.
والهاء فى (به)
تعود على العهد ، وقيل التكاثر.
قوله تعالى : (إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ
يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) (١٠٠).
الهاء فى (سلطانه)
تعود على الشيطان ، والهاء فى (به) لله تعالى.
__________________
وهو ممّا جاء
فى التنزيل من ضميرين مختلفين ، كقوله تعالى :
(الشَّيْطانُ سَوَّلَ
لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ)
فالضمير فى (سوّل)
للشيطان ، وفى (أملى) لله تعالى. كقوله تعالى :
(أَنَّما نُمْلِي ، لَهُمْ)
وقيل : الهاء
فى (به) تعود على الشيطان أيضا.
قوله تعالى : (مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ
إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ
بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ) (١٠٦).
من ، فى موضع
رفع على البدل من (الكاذبين) ، فى قوله : (وألئك هم الكاذبون).
ومن شرح ، فى
موضع رفع لأنه مبتدأ.
وفعليهم غضب من
الله ، خبره.
قوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ
أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) (١١٦).
(ما) مع الفعل
بعدها ، فى تأويل المصدر.
والكذب ، يقرأ
بالنصب والجرّ ، فمن قرأه بالنصب كان مفعول (تصف) ، ومن قرأه بالجر كان مجرورا على
البدل من (ما).
قوله تعالى : (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ
حَنِيفاً) (١٢٣).
__________________
حنيفا ، منصوب
على الحال من الضمير المرفوع فى (اتّبع) ، ولا يحسن أن يكون حالا من (إبراهيم)
لأنه مضاف إليه.
قوله تعالى : (فِي ضَيْقٍ) (١٢٧).
قرئ بفتح الضاد
وكسرها ، والضّيق بالفتح المصدر ، والضّيق بالكسر الاسم.
وقيل : أصل
الضّيق بالفتح الضّيّق ، إلا أنه خفّف كما خفّف سيّد وهيّن وميّت ، فقيل ، سيد
وهين وميت.
وقيل الضّيق
بالفتح فى القلب والصدر.
والضّيق بالكسر
فى الثوب والدار ، والقراءة بالكسر تدلّ على خلاف هذا القول.
غريب إعراب سورة بنى إسرائيل
قوله تعالى : (أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي
وَكِيلاً) (٢).
قرئ : تتّخذوا
، بالتاء والياء.
فمن قرأ
بالتّاء فتقديره ، قلنا لهم لا تتخذوا. فحذف ، وحذف القول كثير فى كلامهم ، وتكون (أن)
على هذا زائدة ، ويجوز أن تجعل (أن) بمعنى أى فيكون تقديره ، وجعلناه هدى لبنى
إسرائيل ألّا تتخذوا. أى لا تتخذوا ، فيكون (ألّا تتخذوا) تفسيرا (لهدى) ولا يمتنع
أن يكون التقدير ، وجعلناه هدى لبنى إسرائيل بألّا تتخذوا.
ومن قرأ بالياء
فالمعنى ، جعلناه لهم هدى ، لئلا يتخذوا وكيلا من دونى.
قوله تعالى : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) (٣).
ذرّية ، تقرأ
بالنصب والرفع.
فالنصب من
أربعة أوجه :
الأول : أن
يكون منصوبا على البدل من قوله : (وكيلا).
والثانى : أن
يكون منصوبا على النداء فى قراءة من قرأ بالتاء.
والثالث : أن
يكون منصوبا لأنه مفعول أوّل (لتتخذوا) ، و (وكيلا) المفعول الثانى.
والرابع : أن
يكون منصوبا بتقدير أعنى.
__________________
وأما الرفع
فعلى البدل من الواو فى (ألا تتخذوا).
قوله تعالى : (خِلالَ الدِّيارِ) (٥).
منصوب لأنه ظرف
مكان ، والعامل فيه (جاسوا).
وقرئ حاسوا
بالحاء وجاسوا وداسوا ، وجاسوا وداسوا بمعنى واحد.
قوله تعالى : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) (٧).
أى المرة
الآخرة ، فحذف الموصوف ، وأقيمت الصفة مقامه.
قوله تعالى : (وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا) (٧).
ما ، مصدرية
ظرفية زمانية وتقديره ، وليتبرّوا مدة علوّهم. فحذف المضاف ، كقولهم : أتيتك خفوق
النجم ، ومقدم الحاج. أى زمن خفوق النجم ، وزمن مقدم الحاج ، فحذف المضاف ، فكذلك
ههنا.
قوله تعالى : (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ
دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ) (١١).
تقديره ، ويدعو
الإنسان بالشر دعاء مثل دعائه بالخير ، ثم حذف المصدر وصفته ، وأقيم ما أضيفت
الصفة إليه مقامه ، ونظائره كثيرة.
قوله تعالى : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ
عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ) (١٨).
(لمن نريد) بدل
من (له) ، بإعادة حرف الجرّ ، كقوله تعالى :
(قالَ الْمَلَأُ
الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ
مِنْهُمْ).
__________________
فقوله : (لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ). بدل من قوله : (لِلَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا)
، وفى هذا دليل
على أنّ العامل فى البدل ، غير العامل فى المبدل (منه).
قوله تعالى : (كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ
عَطاءِ رَبِّكَ) (٢٠).
كلّا ، منصوب
لأنه مفعول (نمد).
وهؤلاء ، بدل
من (كل) ومعناه ، إنّا نرزق المؤمنين والكافرين.
قوله تعالى : (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ
عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) (٢١).
كيف ، فى موضع
نصب (بفضلنا) ، ولا يعمل فيه (انظر) لأن كيف معناها الاستفهام ، والاستفهام له صدر
الكلام فلا يعمل فيه ما قبله.
ودرجات ، منصوب
على التمييز. وكذلك ، تفضيلا.
قوله تعالى : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ
أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ) (٢٣).
وقرئ : يبلغان.
فمن قرأ : يبلغنّ ، فوحّد لمجىء الفاعل بعده ، فإن الفعل متى تقدم توحّد ، والفاعل ، أحدهما.
ومن قرأ :
يبلغان. فلك فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون (أحدهما أو كلاهما) بدلا من الألف فى (يبلغان).
والثانى : أن
تكون الألف لمجرد التثنية ولا حظّ للاسمية فيها ، فيرتفع (أحدهما أو كلاهما)
بالفعل الذى قبلهما على لغة من قال : قاما أخواك ، وأكلونى البراغيث.
وأفّ ، اسم من
أسماء الأفعال ولذلك كانت مبنية ، فمنهم من بناها على الكسر ،
__________________
لأنه الأصل فى التقاء الساكنين. ومنهم من بناها على الفتح لأنه أخفّ
الحركات ، ومنهم من بناها على الضمّ أتبع الضّمّ الضمّ ، ونظيرها مد ورد فى البناء
على الكسر والفتح والضم ، والعلة فيهما واحدة.
ومن نوّن (أفّ)
مع الكسر والفتح والضمّ ، أراد به التنكير ، ومن لم ينوّن أراد التعريف.
وفى (أفّ) إحدى
عشرة لغة ، ونظيرها فى دلالة التنوين على التنكير ، وفى عدمه دلالة على التعريف.
وفى عدد اللغات
(هيهات) فإنها اسم من أسماء الأفعال ، وتنوينها علامة للتنكير ، وعدم تنوينها
علامة للتعريف ، وفيها إحدى عشرة لغة كأفّ وقد بيناها فى كتاب (الإشارة فى شرح
المقصورة) ، وكتاب (الوجيز فى علم التصريف) وغيرهما من كتبنا.
قوله تعالى : (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ
ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها) (٢٨).
ابتغاء ، منصوب
لأنه مصدر فى موضع الحال ، وتقديره ، وإمّا تعرضنّ عنهم مبتغيا رحمة من ربك
ترجوها.
وترجوها ، جملة
فعلية فى موضع نصب على الحال ، وتقديره ، راجيا أيّها.
قوله تعالى : (إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) (٣٣).
الهاء ، فيها
ثلاثة أوجه.
الأوّل : أنه
يعود على القتل.
والثانى : يعود
على الولىّ.
__________________
والثالث : أنه
يعود على المقتول.
قوله تعالى : (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً) (٣٧).
وقرئ : مرحا ،
بكسر الراء.
فمن قرأ : مرحا
بفتح الراء كان منصوبا على المصدر.
ومن قرأ : مرحا
بكسر الراء كان منصوبا على الحال.
قوله تعالى : (وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً) (٣٧).
طولا ، منصوب
على المصدر فى موضع الحال ، إمّا من الجبال ، أو من الفاعل ، وجوّز أبو على
الفارسى الأمرين جميعا.
قوله تعالى : (كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ
رَبِّكَ مَكْرُوهاً) (٣٨).
قرئ : سيئه
بالإضافة ، وسيّئة بالتنوين.
فمن قرأ : سيئه
بالإضافة ، جعل (كلّ ذلك) مبتدأ ، وذلك ، إشارة إلى المذكور المتقدم من قوله تعالى
: (وَقَضى رَبُّكَ) إلى هذا الموضع. وسيئه ، يرتفع بكان. ومكروها ، خبر
كان. والظرف الذى هو (عند ربّك) حشو ، أو يكون (عند ربّك) خبر كان ، وتقديره ، كان
سيّئه كائنا عند ربك مكروها. ومكروها ، منصوب على الحال من المضمر فى الظرف.
ومن قرأ :
سيّئة بالتنوين ، جعل فى كان ضميرا يعود إلى (كل) ، وذلك الضمير هو اسمها. وسيّئة
، خبرها. ومكروها ، صفة سيئة.
وقال : مكروها
، ولم يقل : مكروهة لوجهين.
أحدهما : لأنّ
تأنيث السيئة غير حقيقى.
والثانى : أن
يكون مكروها خبرا آخر لكان ، وذكّره لأن ضمير (كل) مذكر ، ويكون الظرف الذى هو (عند
ربّك) متعلقا بقوله : مكروها.
قوله تعالى : (حِجاباً مَسْتُوراً) (٤٥).
فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون قوله : حجابا مستورا. أى ، ذا ستر ، على النّسب ، كما جاء فى فاعل ، كقولهم :
امرأة حائض وطالق وطامث ، أى ، ذات حيض وطمث وطلاق.
والثانى : أن
يكون (مستورا) بمعنى ، ساتر ، فيجىء مفعول بمعنى فاعل ، كما يجىء فاعل بمعنى مفعول
، كقولهم : سر كاتم ، وماء دافق ، أى ، سر مكتوم ، وماء مدفوق ، وهذا قول الفراء.
قوله تعالى : (وَإِذْ هُمْ نَجْوى) (٤٧).
فيه وجهان :
أحدهما : أن
يكون (نجوى) جمع نجىّ ، نحو جريح وجرحى ، وقتيل وقتلى.
والثانى : أن
يكون مصدرا ، كقوله تعالى :
(ما يَكُونُ مِنْ
نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ).
قوله تعالى : (وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً
وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) (٤٩).
العامل فى (إذا)
مقدّر ، وتقديره ، أئذا كنّا عظاما ورفاتا بعثنا ، ولا يجوز أن يعمل فيه (لمبعوثون)
لأنّ ما بعد (إنّ) لا يعمل فيما قبلها.
قوله تعالى : (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ
بِحَمْدِهِ) (٥٢).
يوم ، منصوب
والعامل فيه فعل مقدر ، فمنهم من قال تقديره ، اذكروا يوم
__________________
يدعوكم. ومنهم من قال تقديره ، نعيدكم يوم يدعوكم ، وإنما قدّر (نعيدكم)
لدلالة قوله : (مَنْ يُعِيدُنا) عليه ، فعلى التقدير الأول يكون مفعولا ، وعلى التقدير
الثانى يكون ظرفا وهو أوجه الوجهين.
والباء فى (بحمده)
للحال ، أى ، تستجيبون حامدين له.
قوله تعالى : (وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ) (٥٣).
تقديره ، قل
لعبادى ، قولوا التى هى أحسن يقولوها . فقوله : يقولوا التى هى أحسن ، هى جواب (قولوا)
المقدرة ، وزعم بعض النحويين أنّ (يقولوا) وقع موقع (قولوا) ، ولذلك كان مبنيا وهو
فاسد ، لأن وقوع الفعل المعرب موقع المبنى ، لا يوجب بناءه ، ألا ترى أن قوله
تعالى :
(يُؤْمِنُونَ بِاللهِ
وَرَسُولِهِ)
وقع موقع (آمنوا)
ولم يبن ، بل هو معرب على ما كان عليه ، وإنما يكون ذلك فى الاسم إذا أشبه الحرف ،
أو تضمّن معناه.
قوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) (٥٧).
أولئك ، مبتدأ.
والذين ، صفته.
ويدعون ، صلة
الذين ، والعائد محذوف ، وتقديره ، الذين يدعونهم. والذين وصلته فى موضع رفع صفة
للمبتدأ.
ويبتغون ، خبر
المبتدأ.
أيّهم أقرب ،
مبتدأ وخبره والجملة فى موضع نصب بفعل مقدر ، وتقديره ، ينتظرون.
__________________
ويحتمل أن يكون بمعنى الذى فى موضع رفع على البدل من الواو فى (يبتغون)
تقديره ، يبتغى الذى هو أقرب الوسيلة ، فأىّ على هذا التقدير مبنية على مذهب
سيبويه ، وفيه خلاف وسنذكره فى موصعه إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ
إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) (٥٩).
أن الأولى ، فى
موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، من أن نرسل. فلما حذف حرف الجر انتصب ب (منع).
و (أن) الثانية
، فى موضع رفع لأنه فاعل (منع) وتقديره ، وما منعنا الإرسال بالآيات إلا تكذيب
الأولين بمثلها.
فالمعنى ، أنّ
تكذيبهم الأوّلين كان سببا لهلاكهم ، فلو أرسلنا بالآيات إلى قريش فكذبوها ،
لأهلكناهم كما أهلكنا من تقدمهم ، وقد تقدم فى العلم القديم ، تأخير عقوبتهم إلى
يوم القيامة ، فلم نرسل بالآيات لذلك.
قوله تعالى : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي
أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي
الْقُرْآنِ) (٦٠).
الشجرة ،
منصوبة بالعطف على (الرؤيا) ، وهى مفعول أول ل (جعلنا) ، والثانى (فتنة).
والشجرة ،
مفعول أول ، والمفعول الثانى محذوف وتقديره ، وما جعلنا الشجرة الملعونة إلا فتنة.
إلا أنه حذفه لدلالة المفعول الثانى (يجعلنا) المنطوق به فى الأول عليه. ونظائره
كثيرة فى كلامهم.
قوله تعالى : (وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ
إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً) (٦٠).
ويزيدهم ،
فاعله مقدر ، وتقديره ، فما يزيدهم التخويف. وقدّر (التخويف) لدلالة (نخوفهم) عليه
، كقولهم : من كذب كان شرا له ، أى ، كان الكذب شرّا له.
وطغيانا ،
منصوب لأنه مفعول ثان (ليزيدهم) ، لأنه يتعدى إلى مفعولين.
قوله تعالى : (قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) (٦١).
طينا ، منصوب
لوجهين. أحدهما : أن يكون منصوبا على التمييز. والثانى : أن يكون منصوبا بحذف حرف
الجر ، وتقديره ، خلقت من طين. فلما حذف حرف الجر اتصل الفعل به فنصبه.
قوله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ
بِإِمامِهِمْ) (٧١).
يوم ، منصوب
على الظرف ، ويتعلق بفعل دل عليه قوله : (وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) ، فكأنه قال : (لا يظلمون فتيلا يوم ندعوا كل أناس
بإمامهم) ولا يجوز أن يعمل فيه (ندعو) لأنه مضاف إليه ، والمضاف إليه لا يعمل فيما
قبل المضاف ، ولا يجوز أن يعمل فيه (فضّلنا) فى الآية التى قبله لأن الماضى لا
يعمل فى المستقبل.
والباء فى (بإمامهم)
فيما تتعلق به وجهان. أحدهما أن تكون متعلقة (بندعو) لأن كل إنسان يدعى بإمامه يوم
القيامة. والثانى : أن يكون متعلقا بمحذوف وذلك المحذوف فى موضع الحال ، وتقديره ،
يوم ندعو كلّ أناس مختلطين بإمامهم.
قوله تعالى : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ
فِي الْآخِرَةِ أَعْمى) (٧٢).
هو من عمى
القلب ، ولو كان من عمى العين ، لكان يقول : فهو فى الآخرة أشدّ عمّى ، لأن عمى
العين شىء ثابت كاليد والرجل ، فلا يتعجب منه إلا بأشد أو نحوه من الثلاثى.
وأفعل الذى
للتفضيل يجرى مجرى التعجب ، وقد حكى بعض الكوفيين : ما أعماه وما أعوره. وهو شاذ
لا يقاس عليه.
قوله تعالى : (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ
مِنْ رُسُلِنا) (٧٧).
__________________
سنة ، منصوب
على المصدر المؤكد لما قبله ، والتقدير ، أهلكناهم إهلاكا مثل سنّة من قد أرسلنا
قبلك. فحذف المصدر وصفته وأقيم ما أضيفت إليه الصفة مقامه.
قوله تعالى : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) (٧٨).
وقرآن ، منصوب
من وجهين. أحدهما : أن يكون معطوفا على قوله : (أقم الصلاة) وتقديره ، أقم الصلاة
وقرآن الفجر.
والثانى : أن
يكون منصوبا بفعل مقدر ، وتقديره : واقرأوا قرآن الفجر.
قوله تعالى : (لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ
وَالْجِنُّ) (٨٨).
اللام فى (لئن)
، موطّئة للقسم. وإن حرف شرط ، وجوابه محذوف قام مقامه قوله : (لا يأتون بمثله).
ولا يجوز أن
يكون (لا يأتون بمثله) جوابا للشرط ، لإثبات النون فى (يأتون) ، وإنما هو جواب قسم
مقدّر هيأته اللام فى (لئن) ، والتقدير ، قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا
بمثل هذا القرآن فو الله لا يأتون بمثله. ونحو هذا قول الشاعر :
١١٧ ـ لئن عاد لى عبد العزيز بمثلها
|
|
وأمكننى منها
إذا لا أقيلها
|
قوله تعالى : (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ
عَلَيْنا كِسَفاً) (٩٢).
وقرئ : كسفا.
فمن قرأ : كسفا
بكسر الكاف وسكون السين ، كان اسم جنس كثمرة وثمر ودرّة ودرّ وبرة وبر ، مما الفرق
بين واحده وجمعه التاء.
__________________
ومن قرأ بكسر
الكاف وفتح السين فهو جمع (كسفة) جمع تكسير ، نحو كسرة وكسر ، وسدرة وسدر.
قوله تعالى : (قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ
مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ) (٩٥).
ملائكة ، مرفوع
لأنه اسم كان.
ويمشون ، جملة
فعلية صفة له.
وفى الأرض ،
خبر كان.
ومطمئنين ،
منصوب على الحال ، ولا يجوز أن يكون (مطمئنين) خبر كان ، وفى الأرض ، ظرف (ليمشون)
لأنه ليس فى ذلك كبير فائدة ، لأنه لا يكون المشى غالبا إلا على الأرض.
قوله تعالى : (مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ
زِدْناهُمْ سَعِيراً) (٩٧).
جملة فى موضع
نصب على الحال من (جهنّم) ، ولا يجوز أن يكون صفة ، لأن (جهنّم) معرفة ، ولا يجوز
أن يكون صفة ، لأن (جهنّم) معرفة ، والجملة لا تكون إلا نكرة. والمعرفة لا توصف
بالنكرة ، ويجوز ألا يكون لهذه الجملة موضع من الإعراب ، وتكون الواو العاطفة
مقدّرة ، وتقديره ، وكلما خبت. فحذفت الواو منه.
قوله تعالى : (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا
بِآياتِنا) (٩٨).
ذلك ، فى موضع
رفع لأنه مبتدأ. وجزاؤهم ، خبره. وبأنهم ، فى موضع نصب ، لأنه يتعلق ب (جزاؤهم) ،
ولا يجوز أن يكون (ذلك) مرفوعا لأنه خبر مبتدأ محذوف على تقدير ، الأمر ذلك. لأنه
يؤدى إلى أن يبقى (جزاؤهم) بلا خبر.
قوله تعالى : (لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ
رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ) (١٠٠).
أنتم ، مرفوع
بفعل مقدر ، يفسره تملكون ، وتقديره ، لو تملكون ، فلما حذف الفعل صار الضمير
المرفوع المتصل فى (تملكون) ضميرا منفصلا وهو (أنتم) ، ولا يجوز أن يكون (أنتم) فى
موضع رفع لأنه مبتدأ لأن (لو) حرف يختص بالأفعال كإن الشرطية ، لا يرتفع الاسم بعد
(إن) الشرطية لأنه مبتدأ ، فكذلك بعد (لو).
وخشية الإنفاق
، منصوب لأنه مفعول له.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ
بَيِّناتٍ) (١٠١).
بيّنات : يحتمل
وجهين. أحدهما : أن يكون مجرورا لأنه وصف (الآيات).
والثانى : أن
يكون منصوبا لأنه وصف (لتسع).
قوله تعالى : (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ
نَزَلَ) (١٠٥).
بالحقّ ، فى
موضعين ، فيه وجهان. أحدهما : أن تكون الباء فيهما متعلقة بالفعلين على جهة
التعدى. والثانى : أن تكون الباء وما عملت فيه فى موضع الحال من الهاء فى (أنزلناه)
، والباء الثانية وما عملت فيه فى موضع الحال من الضمير فى (نزل).
قوله تعالى : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ
عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ) (١٠٦).
قرآنا ، منصوب
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا بفعل مقدر وتفسيره (فرقناه). وتقديره ، فرقنا قرآنا فرقناه. والثانى :
أن يكون معطوفا على قوله : (مبشرا ونذيرا) على تقدير ، وصاحب قرآن. ثم حذف المضاف
فيكون (فرقناه) وصفا (لقرآن).
وعلى مكث ، فى
موضع نصب على الحال ، أى متمهلا مترفّقا.
قوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ
الْحُسْنى) (١١٠).
أيّامّا ،
منصوب (بتدعوا).
وما ، زائدة
للتأكيد.
وتدعوا : مجزوم
(بأى).
والفاء فى (فله)
جواب الشرط.
وكان يعقوب
الحضرمى يقف على قوله : (أى) ، ويجعل (ما) شرطا فى موضع نصب (بتدعوا). وتدعوا ،
مجزوم (بما) ، ويكون (أيّا) عنده منصوبا بفعل مقدر وتقديره ، أيّا تدعوا.
غريب إعراب سورة الكهف
قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ
عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً) (١).
فى تقدير هذه
الآية وجهان.
أحدهما : أن
تكون الواو فى قوله (وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ
عِوَجاً) للعطف على (أنزل) وقيل : فى الآية تقديم وتأخير ، والتقدير
: أنزل الكتاب قيّما ولم يجعل له عوجا.
والثانى : أن
يكون قوله : (عِوَجاً)
، حال ، على
تقدير ، أنزل الكتاب على عبده غير مجعول له عوج قيّما. وهو أولى من جعله معطوفا
على (أنزل) لما فيه من الفصل بين بعض الصلة وبعض.
قوله تعالى : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ
لَدُنْهُ) (٢).
اللام فى (لينذر)
متعلقة ب (أنزل).
وبأسا ، مفعول
ثان ل (ينذر) ، والمفعول الأوّل محذوف ، وتقديره ، لينذركم بأسا شديدا من لدنه ،
فحذف الأول.
ومن لدنه ، قرئ
بضم الدال وإسكانها وإشمامها.
فمن قرأ بالضم
فعلى الأصل.
ومن أسكنها ،
فلأنّ (لدن) على وزن عضد ، ويجوز حذف الضمة من (عضد) فيقال : عضد ، فكذلك من (لدن).
ومن أشمّها
بالضمّ فإنه أراد التنبيه على أنّ أصلها هو الضم.
قوله تعالى : (أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً ماكِثِينَ
فِيهِ أَبَداً) (٢ ، ٣).
ماكثين ، منصوب
على الحال من الهاء والميم فى (لهم) ، ولا يجوز أن يكون حالا من (الأجر) وإن كان
قد اتصل به فيه لأنه يؤدّى إلى أنه يجب إبراز الضمير ، لأن اسم الفاعل ، إذا جرى
على غير من هو له وجب إبراز الضمير فيه.
قوله تعالى : (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ
أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) (٥).
كلمة ، منصوب
على التمييز ، والتقدير ، كبرت الكلمة كلمة.
وتخرج ، جملة
فعلية فى موضع نصب لأنها صفة (كلمة).
إن يقولون إلا
كذبا ، أى ما يقولون إلا كذبا. وكذبا ، منصوب (بيقولون) ، كما تقول : قلت شعرا أو
قلت خطبة.
قوله تعالى : (إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ
أَسَفاً) (٦).
أسفا ، منصوب
لأنه مصدر فى موضع الحال.
قوله تعالى : (إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ
زِينَةً لَها) (٧).
زينة ، منصوب
لأنه مفعول ثان ، لأنّ (جعلنا) بمعنى صيّرنا ، وإن جعلته بمعنى خلقنا ، كان منصوبا
لأنه مفعول له ، لأن (خلقنا) لا يتعدى إلّا إلى مفعول واحد.
قوله تعالى : (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي
الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) (١١).
فضربنا على
آذانهم ؛ أى أنمناهم ، وهذا من أحسن الاستعارة وأبلغها. وسنين ، منصوب على الظرف.
وعددا ، منصوب
من وجهين. أحدهما : أن يكون منصوبا لأنه وصف (لسنين) على معنى ذات عدد. والثانى :
أن يكون منصوبا على المصدر.
قوله تعالى : (ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ
الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) (١٢).
أىّ ، مرفوع
لأنه مبتدأ.
والحزبين ،
مجرور بإضافة أىّ إليه.
وأحصى ، فعل
ماض خبر المبتدأ ، والمبتدأ وخبره سدّ مسدّ مفعولى (نعلم).
وزعم بعض
النحويين أنّ (أحصى) ، اسم على وزن أفعل للمبالغة ، ولو كان كذلك لكان ينبغى أن
يكون (لنعلم أىّ الحزبين أشدّ إحصاء) ، لأنّك لا تقول : ما أحصاه. ولهذا تقول : ما
أشدّ إحصاءه ، فلما قال : أحصى. دل على أنه فعل ماض.
وأما قولهم :
ما أولاه للمعروف ، وما أعطاه للمال ، فهو من الشاذ الذى لا يقاس عليه.
وأمدا ، منصوب
لأنه ظرف زمان ، وفى العامل فيه وجهان. أحدهما : أن يكون العامل فيه (أحصى).
والثانى : أن يكون العامل فيه (لبثوا) ، والوجه الأول أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً) (١٤).
شططا ، منصوب
لأنه صفة مصدر محذوف ، وتقديره ، قولا شططا. وإن شئت كان منصوبا (بقلنا) كقلنا
شعرا.
قوله تعالى : (لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ
بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ) (١٥).
أى هلّا يأتون
على دعواهم بأنّها آلهة. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما
يَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ) (١٦).
إذ ، تتعلق
بفعل مقدر وتقديره ، واذكروا إذ اعتزلتموهم.
و (ما) فيها
ثلاثة أوجه. أحدها : أن تكون مصدرية. والثانى : أن تكون اسما موصولا. والثالث : أن
تكون نافية.
فإن كانت
مصدرية كان التقدير فيه ، وإذ اعتزلتموهم وعبادتهم إلّا عبادة الله. فحذف المضاف ،
وكان الاستثناء من الجنس.
وإذا كانت اسما
موصولا كان التقدير ، وإذ اعتزلتموهم والذى يعبدونه. والاستثناء من مفعول (يعبدون)
وهو استثناء من غير الجنس.
وإذا كانت
نافية كان التقدير ، وإذ اعتزلتموهم غير عابدين إلّا الله ، فتكون الواو واو
الحال.
وما ، إذا كانت
مصدرية أو اسما موصولا فى موضع نصب بالعطف على الهاء والميم فى (اعتزلتموهم) ، وفى
الوجه الثالث فى موضع نصب على الحال.
قوله تعالى : (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ
تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ
الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ) (١٧).
الشمس ، منصوب
لأنه مفعول (ترى).
وإذا طلعت وإذا
غربت ، ظرفان يتعلقان (بترى).
وعن كهفهم ذات
اليمين ، يتعلق بترى.
وتزّاور ، جملة
فعلية فى موضع نصب على الحال من (الشمس).
وذات الشمال ،
يتعلق (بتقرضهم).
وهم فى فجوة
منه ، جملة اسمية فى موضع نصب على الحال.
قوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ
بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً
وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً) (١٨).
ذراعيه منصوب (بباسط)
وإنما أعمل اسم الفاعل ، وإن كان للماضى لأنه أراد به حكاية الحال ، كقوله تعالى :
(هذا مِنْ شِيعَتِهِ
وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ).
فإنّ هذا إنّما
يشار به إلى الحاضر ، ولم يكن المشار إليهما حاضرين حين قصّ القصة على النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وإنما حكى تلك الحال.
وفرارا ورعبا
منصوبان على المصدر .
قوله تعالى : (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ) (١٩).
كم ، ههنا
ظرفية فى موضع نصب (بلبثتم) ، وتقديره ، كم يوما لبثتم. والمنصوب على التمييز
محذوف ، والدليل على أنّ التقدير ، كم يوما. أنه قال فى الجواب : (قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ
يَوْمٍ).
قوله تعالى : (فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً) (١٩).
أيّها ، مبتدأ.
وأزكى ، خبر المبتدأ. وطعاما ، منصوب على التمييز ، والجملة فى موضع نصب لأنها
مفعول (فلينظر).
قوله تعالى : (إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ
أَمْرَهُمْ) (٢١).
إذ ، ظرف زمان
فى موضع نصب ، والعامل فيه (ليعلموا).
قوله تعالى : (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ
كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ
__________________
خَمْسَةٌ
سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ
كَلْبُهُمْ) (٢٢).
ثلاثة ، مرفوع
لأنه خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هم ثلاثة.
ورابعهم كلبهم
، جملة اسمية فى موضع رفع لأنها صفة ثلاثة ، وكذلك التقدير فى قوله : (خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ).
وأما سبعة
وثامنهم كلبهم ، فإنما جاء بالواو ولم يجىء به على الصفة كالعدد قبله ، لأن السبعة
أصل المبالغة فى العدد ، كما كانت السبعين كذلك فى قوله تعالى :
(إِنْ تَسْتَغْفِرْ
لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ).
ولو جاء بالواو
فى (ثلاثة رابعهم كلبهم) لكان جائزا ، وذهب بعض النحويين إلى أن التقدير فيه ،
ثلاثة رابعهم كلبهم ، وكذلك (خمسة سادسهم كلبهم) التقدير فيه ، وسادسهم ، بواو
العطف فحذفها واستدل على ذلك بقوله تعالى : (وَثامِنُهُمْ
كَلْبُهُمْ)
، فظهرت الواو
التى كانت مقدرة فى الجملتين المتقدمتين فدل على أنّ تقديره ، ورابعهم فحذفت الواو
، كقوله تعالى :
(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ)
وأصله : صمّ
وبكم وعمى ، بالواو ، بدليل قوله فى آية أخرى :
(صُمٌّ وَبُكْمٌ).
__________________
وكقول الشاعر :
١١٦ ـ ما لى لا أسقى على علّاتى
|
|
صبائحى
غبائقى قيلاتى
|
أى ، وغبائقى
وقيلاتى.
قوله تعالى : (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ
ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) (٢٣ ، ٢٤).
أن يشاء الله ،
فى موضع نصب (بفاعل) ، بتقدير حذف حرف الجرّ ، وتقديره ، ولا تقولنّ لشىء إنّى
فاعل ذلك غدا إلّا بأن يشاء الله. وأن وصلتها فى تأويل المصدر وتقديره ، لمشيئة
الله. إلّا أنه حذف حرف الجرّ من (أن) ، فاتصل الفعل به.
قوله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ
مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (٢٥).
قرئ : ثلاثمائة
، بالتنوين ، وترك التنوين ، فمن نوّن كان لك فى (سنين) النصب والجر.
__________________
فالنصب من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون (سنين) منصوبا على البدل من (ثلاث).
والثانى : أن
يكون منصوبا على أنه عطف بيان على (ثلاث).
والجر على
البدل من (مائة) ، لأن المائة فى معنى سنين.
ومن لم ينوّن
أضاف (مائة) إلى (سنين) ، تنبيها على الأصل الّذى كان يجب استعماله ، كما جاء :
استحوذ واستروح واستصوب ، تنبيها على الأصل الّذى كان يجب استعماله فى : استعان
واستقام واستجاب.
وتسعا ، منصوب
لأنه مفعول به ، كقوله تعالى :
(وَنَزْدادُ كَيْلَ
بَعِيرٍ).
وليس بظرف ،
وتقديره ، وازدادوا لبث تسع سنين ، فحذف المضاف.
قوله تعالى : (أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ) (٢٦).
أى ما أسمعه
وأبصره ، وتقديره ، أسمع به : إلّا أنه حذف اكتفاء بالأوّل عنه.
وموضع (أبصر به
وأسمع) الرفع ، كقولهم : أحسن بزيد ، وأظرف بعمرو.
والأصل فيه ،
أحسن زيد وأظرف عمرو ، أى ، صار ذا حسن وظرف ، كما يقال : أنحر الرجل ، وأجرب ،
إذا صار ذا إبل فيها النحار والجرب ، ثم نقل إلى أفعل به ، وأدخلت الباء فيه لتفرق
بينه وبين لفظ الأمر الّذى لا يراد به التعجب.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ) (٣٠).
__________________
الذين وصلته ،
فى موضع نصب لأنه اسم (إنّ) ، وفى خبرها ثلاثة أوجه.
أحدها : أن
يكون خبرها قوله : (أُولئِكَ لَهُمْ
جَنَّاتُ عَدْنٍ).
والثانى : أن
يكون خبرها قوله : (إِنَّا لا نُضِيعُ
أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) لأن المعنى ، إنّا لا نضيع أجرهم ، فأقيم المظهر مقام
المضمر كقول الشاعر :
١١٨ ـ لا أرى الموت يسبق الموت شىء
أى : يسبقه شىء
، ويجوز أن يكون التقدير ، أجر من أحسن عملا منهم ، فحذف العائد كما حذف فى قوله
تعالى :
(وَلَمَنْ صَبَرَ
وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
أى ، منه.
والثالث : أن
يكون خبرها مقدرا ، وتقديره ، إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات يجازيهم الله
بأعمالهم ، ودلّ على ذلك قوله : (إِنَّا لا نُضِيعُ
أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً).
قوله تعالى : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي) (٣٨).
أصله ، لكن
أنا. وفى صيرورته على هذه الصيغة وجهان.
أحدهما : أن
تكون الهمزة حذفت بحزكتها ، وأدغمت نون (لكن) فى النون بعدها.
والثانى : أن
يكون نقلت فتحة الهمزة من (أنا) إلى النون من (لكن) ، وأدغمت نون (لكن) بعد
إسكانها فى النون من (أنا) فصار (لكنّ) ، ونظيره ما ذكر عن العرب أنّهم قالوا :
إنّ قائم ، بمعنى ، إنّ أنا قائم.
ومن قرأ : (لكنّ)
بحذف الألف فعلى الأصل فى حالة الوصل ، لأنّ الأصل فى (أنّا) ، (أنّ) إلّا أنّ
الألف تثبت فى حالة الوقف وفيها لغات.
__________________
ومن قرأ : (لكنّا)
أثبت الألف كقول الشاعر :
١١٩ ـ أنا سيف العشيرة فاعرفونى
|
|
حميد قد
تذرّبت السناما
|
ولكن ههنا هى
الخفيفة التى لا يراد بها الاستدراك.
وأنا ، مبتدأ.
وهو ، مبتدأ ثان. والله ، خبر المبتدإ الثانى. وربّى ، صفته ، والمبتدأ الثانى
وخبره خبر المبتدإ الأوّل ، والعائد إليه الياء المجرورة بالإضافة فى (ربّى).
قوله تعالى : (وَلَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ
قُلْتَ ما شاءَ اللهُ) (٣٩).
ما شاء ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون اسما موصولا. وشاء الله ، صلته ، وهو فى موضع رفع ، لأنه مبتدأ ، وخبره محذوف
، وتقديره ، الّذى شاءه الله كائن. وحذف الهاء التى هى العائد تخفيفا ؛ ويجوز أن
يكون خبر مبتداء محذوف وتقديره ، الأمر ما شاء الله ، وحذف العائد تخفيفا.
والثانى : أن
تكون شرطية فى موضع نصب (بشاء) ، وجوابها محذوف ، وتقديره ، ما شاء الله كان.
قوله تعالى : (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً) (٣٩).
__________________
إن ، شرطية ،
وجوابها فى قوله :
(فَعَسى رَبِّي أَنْ
يُؤْتِيَنِ)
فى الآية التى
بعدها ، تقديره ، ترنى أقل منك مالا. وأنا ، فصل ، ولا موضع له من الإعراب ، وجاز
أن يكون ههنا فصلا لأنه وقع بين معرفة ونكرة تقارب المعرفة ، فالمعرفة الياء فى (ترنى)
، والنكرة التى تقارب المعرفة (أقّل منك) ، لأنه قرب من المعرفة لتعلّق (منك) به ، وهو منصوب لأنه المفعول الثانى (لترنى) ، والمفعول
الأوّل هو الياء فى (ترنى).
قوله تعالى : (أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً) (٤١).
غورا ، فيه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون (غورا) بمعنى غائر.
والثانى : أن
يكون تقديره ، ذاغور : فحذف المضاف ، كقوله تعالى :
(وَاضْرِبْ لَهُمْ
مَثَلاً رَجُلَيْنِ)
أى ، مثل
رجلين. فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. وغورا ، منصوب لأنه خبر (أصبح).
قوله تعالى : (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ) (٤٢).
يقرأ بثمره
بضمتين ويقرأ بثمره بضمة واحدة ، ويقرأ بثمره بفتحتين.
فمن قرأ ،
بثمره بضمتين ففيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون جمع ثمار كإزار وأزر ، وثمار جمع ثمرة ، كأكمة وإكام ، فيكون ثمر جمع الجمع.
__________________
والثانى : أن
يكون كخشبة وخشب. قال الله تعالى :
(كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ
مُسَنَّدَةٌ).
ومن قرأ بضمة
واحدة ، جعله مخففا من ثمر ، كما يقال : فى خشب خشب ، وقد قرئ به (كأنهم خشب
مسنّدة) ، لأنّ كلّ جمع جاء على فعل بضمتين ، جاز فيه تسكين العين.
ومن قرأ ثمره
بفتحتين كان اسم جنس كخشبة وخشب ، وشجرة وشجر ، مما الفرق بين واحده وجمعه التاء.
قوله تعالى : (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ
يَنْصُرُونَهُ) (٤٣).
يقرأ تكن
بالتاء والياء.
فمن قرأ بالتاء
فلأنّ (الفئة) مؤنثة.
ومن قرأ بالياء
فلوجود الفصل ، وكلاهما حسن.
قوله تعالى : (وَما كانَ مُنْتَصِراً هُنالِكَ
الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ) (٤٣ ، ٤٤).
هنا لك ، يجوز
أن يكون ظرف زمان وظرف مكان ، والأصل فيه أن يكون للمكان ، واللام تدلّ على بعد المشار
إليه ، كما تدل على بعد المشار إليه فى (ذلك) ، وبماذا يتعلق فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون متعلقا بقوله : (منتصرا) ، وتكون (الولاية لله) مبتدأ وخبر.
والحق ، فى
قراءة من رفع خبر آخر ، ويجوز أن يكون (الحق) صفة للولاية ، إلّا أن جعله خبرا آخر
أولى من جعله صفة ، لما فيه من الفصل بين الصفة والموصوف.
__________________
فأما على قراءة
من قرأ (الحقّ) بالجر على أنه صفة لله ، فلا يكون فيه ذلك الفصل.
والثانى : ألا
يكون متعلقا (بمنتصر) ، بل يكون متعلقا بخبر المبتدأ ، الذى هو (لله) ، وقد قدّم
معمول خبر المبتدأ على المبتدأ كقوله تعالى :
(كُلَّ يَوْمٍ هُوَ
فِي شَأْنٍ).
ويجوز أن تجعل (هنالك)
خبر المبتدأ الذى هو (الولاية) ، ويكون العامل فيه (استقرّ) الذى قام (هنالك)
مقامه ، وفيه ذكر.
ولله ، حال من
ذلك الذكر.
ومن رفع (الولاية)
بالظرف ، كان (لله) حالا من (الولاية) ، ولا يقدّر فى هنالك ذكر.
قوله تعالى : (وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا) (٤٨).
صفا ، منصوب
على الحال من الواو فى (عرضوا) ، وهو العامل فيها وتقديره ، عرضوا مصطفين.
قوله تعالى : (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ) (٤٧).
يوم ، منصوب
والعامل فيه فعل مقدر ، وتقديره ، اذكر يوم.
قوله تعالى : (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (٥٠)
تقديره ، بئس
البدل بدلا للظالمين ذرّيّة إبليس.
فالمرفوع ب (بئس)
مضمر فيها. وبدلا ، منصوب على التمييز مفسر لذلك المضمر.
وللظالمين ،
فصل بين (بئس) وما انتصبت به ، واستدل به المبرد على جواز
__________________
الفصل بين فعل التعجب وما انتصب به فى نحو قولهم: ما أحسن اليوم زيدا ،
والمقصود بالذم ذرية إبليس ، وحذف لدلالة الحال عليه.
قوله تعالى : (أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً) (٥٥).
قبلا بضم القاف
أراد به جمع قبيل ، وهو منصوب على الحال ، وتقديره ، أو يأتيهم العذاب قبيلا
قبيلا. وقيل قبلا معناه مقابلة ، وكذلك المعنى فى قراءة من قرأ قبلا بكسر القاف.
قوله تعالى : (وَاتَّخَذُوا آياتِي وَما أُنْذِرُوا
هُزُواً) (٥٦).
ما ، مصدرية ،
وهى فى موضع نصب لأنها معطوفة على (آياتى) ، وتقديره ، واتخذوا آياتى وإنذارى
إياهم هزؤا. فهزؤا ، منصوب لأنه المفعول الثانى (لاتّخذوا).
قوله تعالى : (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا
ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (٥٩).
تلك ، مبتدأ.
والقرى ، صفة (لتلك). وأهلكناهم ، خبر المبتدأ.
ويجوز أن تكون (تلك)
فى موضع نصب بفعل مقدّر يفسره هذا الظاهر.
لمهلكهم ، قرئ
بضم الميم وفتح اللام ، وبفتح الميم واللام ، وبفتح الميم وكسر اللام.
فمن قرأ بضم
الميم وفتح اللام ، جعله مصدر (أهلكوا) يقال : أهلك مهلكا أى إهلاكا ، كقولهم :
أكرمه مكرما أى إكراما ، وقد قرئ :
(وَمَنْ يُهِنِ اللهُ
فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ).
أى إكرام.
__________________
ومن قرأ (مهلكا)
بفتح الميم واللام ، جعله مصدر هلك ويقال : هلك مهلكا كقولهم : ضرب مضربا.
ومن قرأ (مهلكا)
بفتح الميم وكسر اللام ، جعله اسما للزمان ، وتقديره ، لوقت مهلكهم.
وقيل : هو مصدر
(هلك) جاء نادرا كالمرجع والمحيض.
قوله تعالى : (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ
سَرَباً) (٦١).
سربا ، منصوب
لأنه مفعول ثان (لاتّخذ) ومفعوله الأول (سبيله).
قوله تعالى : (وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ
أَنْ أَذْكُرَهُ) (٦٣).
أن وصلتها ، فى
موضع نصب على البدل من الهاء فى (أنسانيه) ، وتقديره ، وما أنسانى ذكره إلا
الشيطان.
قوله تعالى : (فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً) (٦٤).
قصصا ، منصوب
على المصدر بفعل مقدر ، دل عليه (فارتدّا) ، وتقديره ، يقصّان الأثر قصصا.
قوله تعالى : (عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ
رُشْداً) (٦٦).
ما ، اسم موصول
بمعنى الذى. وعلّمت ، جملة فعلية صلة (ما) ، والعائد منها محذوف وتقديره ، من الذى
علّمته رشدا. فحذف الهاء وهى المفعول الثانى (لعلمت) تخفيفا. ورشدا ، منصوب لأنه
المفعول الثانى (لتعلّمنى).
قوله تعالى : (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ
بِهِ خُبْراً) (٦٨).
كيف ، فى موضع
نصب على الظرف ، والعامل فيه (تصبر). وخبرا منصوب على المصدر بفعل دل عليه (ما لم
تحط به) وتقديره ، ما لم تخبره خبرا.
قوله تعالى : (قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً) (٧٦).
لدنّى ، يقرأ
بتشديد النون وتخفيفها.
فمن شدّد النون
كانت النون الأولى أصلية ، والثانية نون الوقاية.
ومن خفف النون
، احتمل وجهين.
أحدهما : أن
يكون على لغة من قال فى لدنى : لد. فتكون النون نون الوقاية ، ولا نون فى أصل
الكلمة.
والثانى : أن
تكون أصلها التشديد ، إلا أنه خفّف ، وحذف نون الوقاية ، كما حذفها من نحو قوله :
١٢٠ ـ قدنى من نصر الخبيبين قدى
|
|
ليس الإمام
بالشحيح الملحد
|
قوله تعالى : (لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ
أَجْراً) (٧٧).
قرئ : لتخذت
بالتخفيف ، ولاتّخذت بالتشديد.
فمن قرأ
بالتخفيف ، جعله من (تخذت) ، وأدخل اللام التى هى جواب (لو) ، على التاء التى هى
فاء الفعل ، وقد حكى أهل اللغة تخذت اتخذ.
ومن قرأ :
لاتّخذت بالتشديد ، فقد قيل : إن التاء بدل من واو ، واصل اتّخذ (او تخذ) ، فأبدل
من الواو تاء ، كما قالوا : اتّعد وأصله (او تعد) ، فأبدل من واوه تاء.
وكذلك كلّ واو
وقعت فاء مع تاء الافتعال.
فعلى هذا يكون
الأصل فى (أخذ وخذ) ، فأبدل من الواو المفتوحة همزة ،
__________________
كأحد وأصله وحد ، وامرأة أناة أصله وناة. وهذا القلب قليل فى الواو
المفتوحة ، وإنما جاء فى أحرف يسيرة ، وفى أكثرها خلاف.
وقيل اتّخذ
افتعل من الأخذ ، وتاؤه بدل من همزة ، لأن أصله ، اأتّخذ فأبدل من الهمزة ياء
لسكونها وانكسار ما قبلها ، فصار ايتّخذ ، ثم ابدل من الياء تاء.
وهذا ونحوه لا
يجيزه البصريون فلا يقولون فى افتعل من الأكل اتّكل ، على تقدير قلب الهمزة ياء
وقلب الياء تاء ، وأجازه الكوفيون.
قوله تعالى : (وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) (٨٦).
تغرب ، جملة
فعلية فى موضع نصب على الحال من (ها) فى (وجدها).
ووجدها ، بمعنى
أصابها ، ولو كانت وجدها ههنا بمعنى علم ، لكانت الجملة فى موضع نصب لأنها المفعول
الثانى (لوجد) ، لأن (وجدت) إذا كانت بمعنى (علمت) تعدّى إلى مفعولين.
قوله تعالى : (قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ
تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) (٨٦).
أن وصلتها ، فى
تأويل المصدر ، وفى موضعها وجهان.
أحدهما : أن
تكون فى موضع نصب بفعل مقدر كقوله تعالى :
(فَإِمَّا مَنًّا
بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً).
والرفع على
تقدير مبتدأ وخبره محذوف ، وتقديره ، إما العذاب واقع منك فيهم وإمّا اتخاذ أمر ذى
حسن واقع فيهم. فحذف الخبر لطول الكلام بالصلة.
قوله تعالى : (فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى) (٨٨).
يقرأ : جزاء
بالرفع بغير تنوين ، والنصب مع التنوين.
__________________
فمن قرأ : جزاء
بالرفع ، جعله مبتدأ. وله ، خبره ، وتقديره ، فله جزاء الخصال الحسنى. فحذف
الموصوف وأقام الصفة مقامه. والحسنى فى موضع جر بالإضافة ، ويجوز أن تكون (الحسنى)
فى موضع رفع على البدل من (جزاء) والأصل فيه التنوين ، وحذفه لالتقاء الساكنين
كقوله تعالى :
(قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ).
فيمن حذف
التنوين من (أحد) ونظائره كثيرة.
ومن قرأ (جزاء)
بالنصب مع التنوين ، نصبه على المصدر فى موضع الحال ، والعامل فيه له ، أى : ثبت
الحسنى له جزاء.
وقيل ، جزاء
منصوب على التمييز.
قوله تعالى : (لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) (٩٣).
وقرئ (يفقهون)
بضم الياء وكسر القاف ، وتقديره يفقهون الناس قولا. فحذف المفعول الأول ، وبقى (قولا)
المفعول الثانى ، وجاز الحذف لأن هذا الفعل من الأفعال التى تتعدى ، ويجوز
الاقتصار على أحدهما ولا حذف فى قراءة من قرأ بفتح الياء وفتح القاف.
قوله تعالى : (آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) (٩٦).
قطرا ، منصوب ب
(أفرغ) عند البصريين ، لا (بآتونى) ، لأن (أفرغ) أقرب من (آتونى) ، فكان إعماله
أولى ، لأن القرب له أثر فى قوة العمل ، ولهذا أعملوا الأقرب فى : خشنت بصدره وصدر
زيد . ولأنه لو كان منصوبا ب (آتونى)
__________________
لكان يقول : آتونى أفرغه عليه. لأن التقدير فيه : آتونى قطرا أفرغه عليه.
وذهب الكوفيون
إلى أن العامل فيه (آتونى).
ويجوز أن تقدر
حذف الهاء من (أفرغه) ، إذا نصب ب (آتونى) ، كما يجوز أن يقدّر (قطرا) إذا نصب ب (أفرغ)
، ولأنه لا فرق بينهما ، والفرق بينهما ظاهر ، لأنك إذا نصبته ب (آتونى) ، فصلت
بجملة بينه وبين (قطرا) ، وقدرت (لأفرغ) مفعولا ، فارتكبت فى ذلك ضربين من المجاز
، وإذا لم تقدّر فى (أفرغ) مفعولا ، ونصبت (قطرا) به ، وقدّرت (لآتونى) مفعولا ،
تركت ضربين من المجاز ، وإنما ارتكبت ضربا واحدا فبان الفرق.
قوله تعالى : (فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ) (٩٧).
اسطاعوا ،
بمعنى استطاعوا ، يقال : اسطاع واستطاع ، واستاع واستتاع بمعنى واحد.
وزعم قوم أن
فيه لغة أخرى. (أسطاع) بفتح الهمزة ، وأن أصلها (استطاع) ، فحذفت التاء وفتحت
الهمزة.
والصحيح أن (أسطاع)
إذا فتحت الهمزة منه ليس أصله (استطاع) ، وإنما أصله (أطوع) ، ثم نقلت حركة العبن
إلى الفاء ، وقلبت الواو ألفا لتحركها فى الأصل وانفتاح ما قبلها الآن ، وزيدت
السين عوضا عما لحق الكلمة من الوهن والتغيير ، فقالوا : اسطاع ونظير زيادة السين
فى (استطاع) جبرا لما لحق الكلمة من الوهن ، زيادة الهاء فى (اهراق) ، وذلك لأن
الأصل (أراق) ، وأصله (أروق) فنقلت فتحة العين التى هى واو إلى الفاء ، وقلبت
العين ألفا لتحركها فى الأصل وانفتاح ما قبلها الآن ، وزيدت الهاء عوضا عما لحق
الكلمة من الوهن والتغيير ، فالسين فى (استطاع) ليست السين التى هى فى (استاع) ، ولا (اسطاع) مخففا من (استطاع) ، وقد بيّنا ذلك
مستوفى فى مسائل سأل عنها بعض أولاد المسترشد بالله تعالى.
__________________
قوله تعالى : (قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي) (٩٨).
إنما قال : هذا
، ولم يقل : هذه ، لأن تأنيث الرحمة غير حقيقى ، والتأنيث إذا كان غير حقيقى جاز
فيه التذكير ، ولأن الرحمة بمعنى الغفران فذكّره حملا على المعنى ، والتذكير
بالحمل على المعنى كثير فى كلامهم ، وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ
يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ) (١٠٢).
الذين كفروا ،
فى موضع رفع ، لأنه فاعل (حسب) ، وأن يتخذوا ، أن وصلتها فى موضع نصب ، وسدت مسد
مفعولى (حسب) وعبادى ، فى موضع نصب لأنه مفعول أول (ليتخذوا). وأولياء ، منصوب
لأنه المفعول الثانى.
قوله تعالى : (بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) (١٠٣).
أعمالا ، منصوب
على التمييز.
وجمع التمييز
ولم يفرد إشارة إلى أنهم خسروا فى أعمال متعددة ، لا فى عمل واحد.
قوله تعالى : (لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) (١٠٨).
حولا ، منصوب
لأنه مفعول (يبغون) ، ومعنى (لا يبغون عنها حولا) أى ، متحولا ، ويقال : حال يحول
حولا ، إذا تحوّل.
غريب إعراب سورة مريم
قوله تعالى : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ
زَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ) (٢ ، ٣).
ذكر ، مرفوع من
وجهين. أحدهما : لأنه مبتدأ محذوف الخبر ، وتقديره ، فيما يملى عليكم ذكر رحمة
ربك. والثانى : لأنه خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هذا ذكر رحمة ربك.
وقيل : المبتدأ
(كهيعص). وذكر رحمة ربّك ، خبره.
وذكر ، مصدر
مضاف ، وهو مضاف إلى المفعول وهو (رحمة).
ورحمة ، مصدر
مضاف إلى الفاعل.
وعبده ، منصوب
بالمصدر المضاف وهو (رحمة ربّك عبده).
وزكريّا ،
منصوب على البدل من (عبده).
وإذ نادى ، (إذ)
فى موضع نصب على الظرف لأنه يتعلق (بذكر).
قوله تعالى : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) (٤).
شيبا ، منصوب
من وجهين. أحدهما : أن يكون منصوبا على التمييز. والثانى : أن يكون منصوبا لأنه
مصدر.
يقال : شاب
يشيب شيبا. والوجه الأوّل أظهر.
(ولم أكن
بدعائك) دعاء ، مصدر مضاف إلى المفعول ، والفاعل محذوف وتقديره ، ولم أكن بدعائى
إيّاك. والمصدر يضاف إلى المفعول كما يضاف إلى الفاعل ، وقد قدمنا نظائرهما.
قوله تعالى : (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا
يَرِثُنِي وَيَرِثُ) (٥ ، ٦).
قرئ : (يرثنى)
جزما ورفعا.
فالجزم على
جواب الأمر ، وهو فى الحقيقة جواب شرط مقدر وتقديره ، هب لى إن تهب لى يرث.
والرفع على أن
يكون صفة لقوله : (وليّا) وتقديره ، فهب لى من لدنك وليّا وارثا.
ونظيره فى
الوجهين قوله تعالى :
(رِدْءاً يُصَدِّقُنِي).
قرئ بالجزم
والرفع ، فالجزم على الجواب ، والرفع على الوصف.
قوله تعالى : (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ
عِتِيًّا) (٨).
عتيّا ، منصوب (ببلغت)
، وأصله (عتوّا) وهو مصدر (عتا) ، فأبدلوا من الضمة كسرة ، فانقلبت الواو ياء
لانكسار ما قبلها ، وقد قرئ (عتيّا) بكسر العين إتباعا للكسرة بعدها ، كما قالوا :
(عصى وحقى وقسى) فى (عصى وحقى وقسى).
قوله تعالى : (قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ) (٩).
الكاف فى (كذلك)
، فى موضع رفع لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، قال الأمر كذلك.
قوله تعالى : (قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ
ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا) (١٠).
سويّا ، منصوب
على الحال من المضمر فى (تكلّم).
__________________
قوله تعالى : (فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا
بُكْرَةً وَعَشِيًّا) (١١).
أن ، فيها
وجهان. أحدهما : أن تكون مفسرة بمعنى (أى). والثانى : أن تكون مخففة من الثقيلة
ولم تعوّض ، وتقديره ، أنه سبّحوا. فحذف وخفف الاسم ، كقوله :
(لَوْ لا أَنْ مَنَّ
اللهُ عَلَيْنا).
وتقديره ، لو
لا أنه منّ الله علينا ؛ كما جاءت بعوض فى قوله تعالى :
(أَفَلا يَرَوْنَ
أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً)
وقوله تعالى :
(عَلِمَ أَنْ
سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى).
إلى غير ذلك.
قوله تعالى : (خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) (٢١).
الباء فى (بقوة)
فى موضع الحال ، أى خذ الكتاب مجدّا مجتهدا.
قوله تعالى : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) (١٢).
الحكم ،
المفعول الثانى (لآتيناه). وصبيّا ، منصوب على الحال من المفعول الأول ، وهى الهاء
فى (آتيناه).
قوله تعالى : (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا) (١٣).
حنانا ، منصوب
لأنه معطوف على (الحكم).
قوله تعالى : (انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً
شَرْقِيًّا) (١٦).
مكانا ، منصوب
من وجهين. أحدهما : أن يكون منصوبا لأنه ظرف مكان والعامل
__________________
فيه (انتبذت). والثانى : أن يكون مفعولا به والعامل فيه مقدّر ، وتقديره ،
وقصدت مكانا قصيّا. وشرقيا ، صفة له.
قوله تعالى : (وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ) (٢١).
الواو فيها
وجهان. أحدهما : أن تكون واو عطف. ولنجعله ، معطوف على قوله : (لاهب لك). والثانى
: أن تكون الواو زائدة.
قوله تعالى : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ
تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) (٢٥).
الباء فى (بجذع)
زائدة ، وتقديره ، وهزّى إليك جذع النخلة.
وتساقط ، يقرأ
بفتح التاء والتخفيف ، وتسّاقط بفتح التاء والتشديد ويساقط بضم الياء وكسر القاف.
فمن قرأ (تساقط)
بالفتح والتخفيف ، فأصله (تتساقط) ، فحذف إحدى التاءين تخفيفا.
ومن قرأ (تسّاقط)
بالتشديد ، فأصله (تتساقط) أيضا ، فأبدل من إحدى التاءين سينا ، وأدغم السّين فى
السّين.
ورطبا جنيّا ،
منصوب فى هاتين القراءتين على التمييز والحال أيضا ، ويجوز أيضا أن يكون فيهما
منصوبا (بهزّى) وتقديره ، وهزّى إليك رطبا جنيّا متمسكة بجذع النخلة. فتكون الباء
فى (بجذع النخلة) على هذا فى موضع الحال لا زائدة.
ومن قرأ (تساقط)
نصب (رطبا جنيّا) على أنه مفعول (تساقط) ، أى ، تساقط النخلة رطبا.
ومن قرأ (يسّاقط)
نصب أيضا رطبا جنيّا على أنه مفعول (يسّاقط) أى ، يسّاقط جذع النخلة رطبا.
قوله تعالى : (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً) (٢٦).
عينا ، منصوب
على التمييز ، أى ، من عين ، كقوله : (طاب به نفسا) أى ، من نفس. وكل ما حسن فيه
تقدير (من) من هذا النحو كان منصوبا على التمييز.
قوله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ
أَحَداً) (٢٦).
ترينّ ، أصله (ترأيين)
على وزن تفعلينّ ، إلّا أنه حذفت الهمزة منه فبقى (تريينّ) على وزن تفلينّ ، لذهاب
العين منه فتحركت الياء الأولى وانفتح ما قبلها فبقى (تراين) ، فاجتمعت الألف
ساكنة ، وياء التأنيث ساكنة ، واجتمع ساكنان ، وساكنان لا يجتمعان ، فحذفت الألف
لالتقاء الساكنين فبقى (ترين) ، وحذفت النون لأنّها نون إعراب ، لطرءان البناء لدخول نون التوكيد المشددة عليها ، وكسرت الياء
لسكونها وسكون النون المشددة ، ولم تحذف الياء لأنه ليس قبلها كسرة تدل عليها ؛
فصارت (ترينّ) ؛ على وزن (تفينّ).
قوله تعالى : (يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ
امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) (٢٨).
أخت ؛ التاء
فيها بدل عن واو ؛ وليست للتأنيث ؛ والدليل على أنها ليست للتأنيث وجهان. أحدهما :
أن ما قبلها ساكن ؛ ولو كانت للتأنيث ؛ لكان يجب أن تكون متحركة. والثانى : أنها
تكتب بالتاء ولا تكتب بالهاء ولو كانت للتأنيث نحو قائمة وذاهبة ، لكانت تكتب
بالهاء.
وقيل : أصلها (أخو)
على فعل ؛ فحذفت الواو وضمت الهمزة ، ليدل على الواو المحذوفة ، فيبقى الاسم على
حرفين ، وزيدت التاء للإلحاق ببناء قفل وقلب ، وحذفت الواو منه لكثرة الاستعمال.
__________________
وكذلك التاء فى
(بنت) زيدت ليلتحق ببناء جذع وحمل ، وأصله (بنية) بالياء فحذفت الياء وكسرت الباء
، لتدل على حذف الياء ، وقيل : إنها بدل من الواو (كأخت) وليس هنا موضع الكلام
عليه.
وبغيّا ، أصله (بغويا)
على فعول ، إلا أنه لما اجتمعت الواو والياء والسابق منهما ساكن ، قلبوا الواو ياء
، وجعلوهما ياء مشددة ، وكسرت الغين لمجاورتها الياء ، لأنها من جنسها ، وفعول فى
هذا الموضع بمعنى (فاعلة) ، ولهذا جاء بغير تاء ، وهو صفة للمؤنث كقولهم : امرأة
صبور وشكور ، وكما يأتى فعول بغير هاء إذا كان بمعنى مفعول كقوله تعالى :
(فَمِنْها رَكُوبُهُمْ).
ولا يجوز أن
يكون (بغيا) فى الأصل على فعيل ، لأنه لو كان فى الأصل على فعيل ، كان يجب أن
تدخله تاء التأنيث ، لأن فعيلا إذا كان بمعنى فاعل ، فإنه تدخله تاء التأنيث ، نحو
(شريفة وظريفة ولطيفة) ، وإنما تحذف الهاء من فعيل إذا كان بمعنى مفعول ، نحو (كف
خضيب ، وعين كحيل ، ولحية دهين) ، أى ، (كف مخضوبة ، وعين مكحولة ، ولحية مدهونة)
، فلما أتى (بغىّ) ههنا بغير تاء وهو بمعنى فاعل ، علم أنه فى الأصل على وزن فعول
لا على فعيل.
قوله تعالى : (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي
الْمَهْدِ صَبِيًّا) (٢٩).
كان ، فيها
ثلاثة أوجه :
الأول : أن
تكون بمعنى (حدث ووقع) فيكون (صبيا) منصوبا على الحال من الضمير فى (كان).
والثانى : أن
يكون بمعنى (صار) ، فيكون (صبيّا) منصوبا لأنه خبر (صار).
__________________
والثالث : أن
تكون (كان) زائدة ، و (صبيّا) منصوب على الحال ، والعامل فيها على هذا الاستقرار.
ولا يجوز أن
تكون (كان) ههنا الناقصة ، لأنه لا اختصاص (لعيسى) فى ذلك ، لأنه ما من أحد إلّا
كان صبيّا فى المهد يوما من الأيام ، وإنما تعجبوا من كلام من وجد وصار فى حال
الصّبىّ فى المهد.
قوله تعالى : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما
دُمْتُ حَيًّا) (٣١).
ما ، مصدرية
ظرفية زمانية ، وتقديره ، مدة دوامى حيّا. وحيّا ، منصوب لأنه خبر (ما دمت) وموضع
الجملة نصب على الظرف والعامل فيه (أوصانى).
قوله تعالى : (وَبَرًّا بِوالِدَتِي) (٣٢).
برّا ، منصوب
لأنه معطوف على قوله : (مباركا). ومباركا ، منصوب لأنه مفعول ثان (يجعل).
ومن قرأ : (وبرّ)
بكسر الباء والجر عطفه على (الصلاة) وتقديره ، وأوصانى بالصلاة وببرّ بوالدتى.
قوله تعالى : (ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ
الْحَقِّ) (٣٤).
قرئ : (قول)
بالرفع والنصب.
فمن قرأ :
بالرفع كان مرفوعا لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، ذلك قول الحقّ ، أو هذا قول
الحقّ. وقيل : إنّ الإشارة إلى عيسى لأن الله تعالى سماه (كلمة) ، إذ كان بالكلمة
على ما قال تعالى :
(إِنَّ مَثَلَ عِيسى
عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
__________________
ولهذا قال
الكسائى : قول الحقّ ، نعت لعيسى.
ومن قرأه
بالنصب ، كان منصوبا على المصدر ، وتقديره ، أقول قول الحق.
وقرئ فى الشواذ
: قال الحقّ. بنصب (قال) على المصدر ، وجر (الحق) ، لإضافة (قال) الذى هو المصدر
إليه.
قوله تعالى : (وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ) (٣٦).
قرئ بكسر
الهمزة من (أن) وفتحها.
فمن قرأ بالكسر
، جعلها مبتدأة.
ومن قرأ بالفتح
، جعلها معطوفة على (الصلاة) وتقديره ، وأوصانى بالصلاة والزكاة وأنّ الله ربّى.
قوله تعالى : (ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ
وَلَدٍ سُبْحانَهُ) (٣٥)
من ، زائدة ،
وتقديره ، ما كان لله أن يتخذ ولدا. وزيدت ههنا فى المفعول ، وزيادتها فى الفاعل
أكثر ، كقولهم : ما جاءنى من أحد. أى ، ما جاءنى أحد ونظائره كثيرة.
قوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ
يَأْتُونَنا) (٣٨).
أى ، ما أسمعهم
وأبصرهم ، والجار والمجرور فى موضع رفع ، لأنه فاعل (أسمع) ، وكان الأصل أن يقول :
وأبصر بهم. إلّا أنه حذف (بهم) اكتفاء بذكره مع (أسمع).
وأسمع بهم
وأبصر ، لفظه لفظ الأمر وليس بأمر ، وإنما هو تعجب. والدليل على أنه ليس بأمر ،
أنه يكون فى المذكر والمؤنث والتثنية والجمع على لفظ واحد ، نحو ، يا زيد أحسن
بعمرو ، ويا زيدان أحسن بعمرو ، ويا زيدون أحسن بعمرو ، ويا هند أحسن بعمرو ، ويا
هندان أحسن بعمرو ، ويا هندات أحسن بعمرو. فيكون كله بلفظ واحد ، ولو كان فعل أمر
، لكان يظهر فيه علامة التثنية والجمع والتأنيث ، نحو : أحسنا وأحسنوا وأحسنى
وأحسن. فلما لم يظهر دل على أنه ليس للأمر وإنما هو للتعجب.
ويوم ، منصوب
على الظرف ، يتعلق بفعل التعجب.
قوله تعالى : (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ) (٤٢).
إذ ، فى موضع
نصب على البدل من قوله : (واذكر فى الكتاب إبراهيم) أى ، واذكر فى الكتاب قصة
إبراهيم. ثم بيّن فقال إذ قال لأبيه ، وتقديره ، واذكر إذ قال لأبيه .
قوله تعالى : (أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي) (٤٦).
أراغب ، مرفوع
بالابتداء ، وحسن الابتداء بالنكرة لأنها اعتمدت على همزة الاستفهام.
وأنت ، مرفوع
براغب ارتفاع الفاعل بفعله ، لأن اسم الفاعل ، قد اعتمد على همزة الاستفهام ، واسم
الفاعل إذا اعتمد على همزة الاستفهام ، جرى مجرى الفعل ، فارتفع ما بعده ارتفاع الفاعل
بفعله ، والفاعل ههنا يسد مسد خبر المبتدأ ، ألا ترى أنك تقول : أقائم أخواك ،
وأذاهب الزيدان ، فيكون (قائم وذاهب) مرفوعين بالابتداء ، (وأخواك والزيدان) قد
سدّا مسدّ خبر المبتدأ.
قوله تعالى : (سَلامٌ عَلَيْكَ) (٤٧).
سلام ، مرفوع
لأنه مبتدأ ، والجار والمجرور خبره ، وحسن الابتداء بالنكرة لأن فيها معنى المنصوب
والدعاء ومعنى المتاركة والتّبرّؤ ، فلما كان فيها فوائد ، جاز أن يبتدأ بها.
والأصل ألّا يبتدأ بنكرة إلّا أن يكون فيها فائدة عند المخاطب ، وقد وجدت فيها هذه
الفوائد ، فلذلك كان جائزا.
قوله تعالى : (وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) (٥٥).
مرضيّا ، أصله.
(مرضويا) ، إلا أنهم أبدلوا من الضمة ، كسرة ، ومن الواو ياء ،
__________________
هذا على لغة من قال فى تثنية (الرضا) (رضوان). ومن قال : (رضيان) كان من
ذوات الياء ، وأصله (مرضوى) فاجتمعت الواو والياء والسابق منهما ساكن ، فقلبوا
الواو ياء وأدغموا الياء فى الياء ، وكسروا ما قبل الياء توطيدا لها ولأنه أخف.
قوله تعالى : (خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا) (٥٨).
منصوبان على
الحال وهى حال مقدرة ، أى ، مقدّرين السجود والبكاء.
وبكيّا ، جمع (باك)
وقيل : (بكيّا) ، منصوب على المصدر وليس يجمع (باك) ، وتقديره ، وبكوا بكيّا.
وأصله على كلا الوجهين ، (بكوى) ، إلا أنه لما اجتمعت الواو والياء والسابق منهما
ساكن ، قلبوا الواو ياء وجعلوهما ياء مشددة ، وكسر ما قبل الياء توطيدا لها لأنه أخف ، ومنهم من يكسر الباء إتباعا
لكسرة الكاف ، لأنه أخف على اللسان من الخروج من ضم إلى كسر.
قوله تعالى : (جَنَّاتِ عَدْنٍ) (٦١).
جنّات ، منصوب
على البدل من (الجنة) ، فى قوله تعالى : (يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ)
، وتقديره ،
يدخلون جنات عدن ، [وهذا بدل الشىء من الشىء وهو نفسه ، لأنّ الألف واللام فى
الجنة للجنس].
قوله تعالى : (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا
سَلاماً) (٦٢).
سلاما ، منصوب
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا لأنه استثناء منقطع.
والثانى : أن
يكون منصوبا على البدل من (لغو).
قوله تعالى : (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ
عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا) (٦٣).
__________________
نورث ، مضارع (أورث)
، وهو يتعدى إلى مفعولين ، الأول منهما محذوف وهو الهاء ، التى وقعت عائدا إلى
الاسم الموصول الذى هو التى ، وتقديره ، نورثها ، والمفعول الثانى (مَنْ كانَ تَقِيًّا).
ومن عبادنا ،
يتعلق (بنورث) وتقديره ، (تلك الجنة التى نورثها من كان تقيا من عبادنا).
قوله تعالى : (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ
رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ) (٦٤).
تقديره ، قل ما
نتنزّل إلّا بأمر ربّك. فحذف (قل) ، وحذف القول كثير فى كلامهم ، وفى كتاب الله
تعالى.
وله ما بين
أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك ، فى هذه الآية ، دلالة على أنّ الأزمنة ثلاثة ، ماض
وحاضر ومستقبل.
قوله تعالى : (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا رَبُّ
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ) (٦٤ ، ٦٥).
ربّ السّموات
والأرض ، فى رفعه ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون مرفوعا لأنه بدل من قوله : (ربّك) فى قوله تعالى : (وَما كانَ رَبُّكَ) وهو اسم كان.
والثانى : أن
يكون خبر مبتدأ مقدّر ، وتقديره ، هو ربّ السّموات والأرض.
والثالث : أن
يكون مبتدأ وخبره (فاعبده) عند أبى الحسن الأخفش ، لأنه يجوز أن تزاد الفاء فى خبر
المبتدأ ، وإن لم يكن المبتدأ اسما موصولا ، أو نكرة موصوفة ، ويجوز عنده (زيد
فمنطلق) ، ويكون (منطلق) خبر (زيد) ، والفاء زائدة ، والأكثرون على أنّ الفاء
عاطفة لا زائدة ، عطفت جملة على جملة ، وتقديره ،
هذا زيد فهو منطلق. فزيد ومنطلق ، كلّ واحد منهما خبر مبتدإ محذوف على ما
بيّنّا.
قوله تعالى : (أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ
حَيًّا) (٦٦).
إذا ، ظرف فى
موضع نصب بفعل مقدر ، وتقديره ، إذا ما مت بعثت ، ولا يجوز أن يعمل فيه (أخرج)
لأنّ ما بعد اللام لا يعمل فيما قبلها ، كما أنّ ما بعد (إنّ والشرط والاستفهام
والنفى) كذلك.
قوله تعالى : (ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ
جَهَنَّمَ جِثِيًّا) (٦٨).
جثيّا ، منصوب
على الحال ، إن جعلت (جثيّا) جمع (جاث) ، وعلى المصدر إن لم تجعله جمعا ، وجعلته
مصدرا.
جثا يجثوا
جثوّا . وأصله (جثوو) ، على فعول على كلا الوجهين ، إلّا أنهم استثقلوا اجتماع
ضمتين وواين متطرفتين ، فأبدلوا من الضّمة كسرة ، وقلبوا الواو الأخيرة ياء ، لأنّ
الأولى مدّة كالألف فى (كساء وسماء) ، فصار (جثوى) ، فاجتمعت الواو والياء والسابق
منهما ساكن ، فقلبوا الواو وجعلوهما ياء مشددة ، فصارت (جثيّا).
ومنهم من يقرأ
بكسر الجيم ، يتبع الكسر الكسر ، طلبا للمجانسة والخفّة.
قوله تعالى : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ
أَيُّهُمْ أَشَدُّ) (٦٩).
قرئ بالرفع
والنصب.
فأما الرفع وهى
القراءة المشهورة ، فاعلم أنّ مذاهب البصريين والكوفيين اختلفت. فأما البصريون
فذهب أكثرهم إلى أنّ (أيّهم) فى موضع نصب ب (لننزعنّ) ، وأن الضمة فيه ضمة بناء ،
لأن القياس يقتضى أن تكون (أىّ) مبنية لوقوعها موضع
__________________
الاسم الموصول ، أو الاستفهام ، أو الجزاء ، كما بنيت (من وما) إلا أنّهم
أعربوها حملا على نظيرها وهو (بعض) ، وعلى نقيضها وهو (كلّ) ، إلّا أنها لما دخلها
نقص بحدف العائد ، ضعفت ، فردّت إلى ما تستحق من البناء ، يدلّ عليه أنّ (أيّهم)
استعملت استعمالا لم يستعمل عليه أخواتها من حذف المبتدأ نحو (اضرب أيّهم أفضل).
يريد ، أيّهم هو أفضل ، ولو قلت : اضرب من أفضل ، وكلّ ما أطيب . تريد من هو أفضل وما هو أطيب. لم يجز ، فلما خالفت
أخواتها زال تمكنها فوجب أن تبنى ، ووجب أن تبنى على الضم لأنّهم لما حذفوا
المبتدأ من صلتها بنوها على الضم ، لأنه أقوى الحركات تعويضا عن المحذوف ، كما
أنّهم لمّا حذفوا المضاف إليه من (قبل وبعد) ، بنيا على الضم ، لأنه أقوى الحركات
، تعويضا عن المحذوف ، والذى يدل على أن البناء أولى ، إنّما كان لحذف المبتدأ ،
لأنهم إذا لم يحذفوا المبتدأ أعربوها ، فقالوا : اضرب أيّهم هو أفضل. فأعربوها
بالإجماع ، وإنّما حسن حذف المبتدأ من (أىّ) ، دون سائر أخواتها لأنّ (أىّ) ، لا
تكاد تنفكّ عن الإضافة ، فيصير المضاف إليه عوضا عن حذف المبتدأ ، بخلاف غيرها من
أخواتها ، نحو (من وما).
وذهب الخليل بن
أحمد إلى أنّ (أيّهم) مرفوع على الحكاية ، وتقديره ، ثم لننزعنّ من كلّ شيعة الّذى
يقال له أيّهم. كما قال الشاعر :
١٢١ ـ ولقد أبيت من الفتاة بمنزل
|
|
فأبيت لا حرج
ولا محروم
|
وتقديره ،
فأبيت لا يقال فى هذا حرج ولا محروم.
ولو كان كما
زعم الخليل ، لكان ينبغى أن يجوز أن يقول : اضرب الفاسق الخبيث ، أى ، اضرب الذى
يقال له الفاسق الخبيث ، وهذا لا يجوز بالإجماع فكذلك
__________________
ههنا ، وأمّا قول
الشاعر : فأبيت لا حرج
ولا محروم : فهو مرفوع (بلا) (كليس) ، وخبر ليس محذوف ، وتقديره ، لا حرج ولا
محروم فى مكانى.
وزعم يونس بن
حبيب البصرى : أن (أيّهم) ، مرفوع بالابتداء. وأشدّ ، خبره ، ويعلق (لننزعنّ)
عن العمل وينزله منزلة أفعال القلوب [نحو ظننت وحسبت وعملت وما أشبهها] ، وهذا ضعيف ، لأن هذا الفعل ليس من أفعال القلوب بشىء
؛ بل هو فعل كسائر الأفعال المؤثرة ، فينبغى ألّا يلغى ، كما يلغى غيره من سائر
الأفعال المؤثرة.
وأما الكوفيون
فذهبوا إلى أنّ الضمّة فى (أيّهم) ضمة إعراب ، وأنه مرفوع بالابتداء ، وأشدّ ،
خبره ، وأنهما يترافعان على ما يقتضيه مذهبهم ، وأنّ (لننزعن) ملغّى لم يعمل ،
فقال الفرّاء إنّما لم يعمل لأنّ معنى (لننزعنّ) (لننادينّ) ، فلم يعمل لأنه بمعنى
النداء.
وذهب بعضهم إلى
أنّ (أيّهم) لم يعمل فيها (لننزعنّ) ، لأنّ (أيّهم) فيها معنى الشرط والجزاء ،
والشرط له صدر الكلام ، فلا يعمل فيه ما قبله.
[وذهب آخرون
إلى أنّ (لننزعنّ) عمل فى (من) وما بعدها ، واكتفى الفعل بما ذكر معه كما تقول :
قتلت من كلّ قتيل ، وأكلت من كلّ طعام ، فيكتفى الفعل بما ذكر معه ، فكذلك ههنا]. وذهب آخرون إلى أن تقدير الآية : ثم لننزعنّ من كلّ
قوم شايعوا ، فينظروا أيّهم أشدّ على الرحمن عتيّا. والنظر من دلائل الاستفهام ،
وهو مقدّر معه.
ولو قلت :
لأنظرنّ أيّهم أشدّ ، لكان الفعل معلقا ، لأن النظر والمعرفة والعلم من أفعال
القلوب ، وأفعال القلوب يسقط عملهن إذا كان بعدهن استفهام.
__________________
وأما من قرأ : (أيّهم)
بالنصب ، فإنه نصبها (بلننزعن) ، وجعلها معربة وهى لغة لبعض العرب. قال أبو عمر
الجرمى : خرجت من الخندق ـ يعنى خندق البصرة ـ حتى صرت إلى مكة
، لم أسمع أحدا يقول : (اضرب أيّهم أفضل) أى كلّهم ، أى ، كلهم منصوب ، وقد سمع
الضم ، قال الشاعر :
إذا ما أتيت
بنى مالك
|
|
فسلّم على
أيّهم أفضل
|
بضم (أيّهم) ،
فدل على أنها لغة منقولة ، وهى اللغة العالية الفصيحة ، وقد ذكرنا الكلام على (أيّهم)
مستوفى فى كتاب الإنصاف فى مسائل الخلاف .
قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) (٧١).
إن بمعنى (ما)
وتقديره ، ما أحد منكم. وأحد ، مبتدأ. ومنكم ، صفته. وواردها ، خبره.
ولا يجوز إعمال
(إن) ههنا على لغة من يعملها ، لدخول حرف الاستثناء ، وهذا يبطل عمل (ما) ، فما
كان مشبّها بها أولى.
قوله تعالى : (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ
قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً) (٧٤).
كم ، فى موضع
نصب ب (أهلكنا) ، وتقديره ، كم قرن أهلكنا ، فحذف (قرنا) لدلالة الكلام عليه.
ورئيا ، يقرأ
بالهمز وترك الهمز ، وكان من مذهب أبى عمرو ترك الهمزة الساكنة إلا فى هذا الموضع
، وقال : خفت أن يلتبس بالرّىّ من الماء ، فهمزت لأنه أريد حسن المنظر والشارة.
__________________
وقرئ أيضا : (وريئا)
على وزن (وريعا) ، بتقديم الياء على الهمزة
فمن قرأ (ورئيا)
بالهمز أتى به على الأصل ، لأنه من (رأيت).
ومن قرأ : (وريّا)
بغير همز ، أبدل من الهمزة ياء ، لانكسار ما قبلها لأن كل همزة ساكنة فإنها يجوز
أن تقلب ياء إذا كانت قبلها كسرة ، وههنا قبلها كسرة ، جاز أن تقلب ياء ، كما
قالوا فى بئر بير ، وفى ذئب ذيب ، فلما قلبت ياء ، أدغمت فى الياء التى هى لام
الكلمة ، فصار (ريّا).
ومن قرأ (وريئا)
على وزن (وريعا) ، فإنه قلب اللام إلى موضع العين ، واللام ياء والعين همزة ،
كقولهم : قسىّ. فإذا جاز أن يقدموا اللام على الفاء فى (أشياء) وأصلها (شيئاء) ،
فلأن يجوز أن يقدموا اللام على العين أولى.
وقد قرئ : أحسن
أثاثا وزيّا. بالزاى المعجمة ، والزى معروف ، وأصله : زوى ، إلا أنه قلبت منه
الواو ياء ، لسكونها وانكسار ما قبلها. وأما قولهم فلان يتزيّا بكذا. فأصله أن
يقال : يتزوّى. إلا أنهم قالوا : يتزيّا ، بالياء لأنسهم بها فى (زىّ) ، كما قالوا
: أرياح ، لأنسهم بها فى (ريح) ، وكما قالوا : أعياد ، وأصلها الواو ، لأنسهم بها
فى (عيد) ، وكما قالوا : مياثيق ، وأصله الواو ، لأنسهم بها فى (ميثاق). وكقول
الشاعر :
١٢٢ ـ إن ديّموا جاد وإن جادوا وبل
وأصل : ديّموا
، الواو ، لأنه من الدوام ، لأنسهم بها فى (ديمة) فى حروف صالحة فكذلك ههنا.
__________________
قوله تعالى : (فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا
حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ) (٧٥).
فليمدد ، لفظه
الأمر ، ومعناه الخبر ، كما يأتى لفظ الخبر ومعناه الأمر ،
كقوله تعالى : (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ)
أى ، ليرضعن.
ونظائره كثيرة.
وجواب (حتّى
إذا رأوا ما يوعدون) قوله تعالى :
(فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ
هُوَ)
وإمّا العذاب
وإمّا الساعة ، انتصب العذاب والساعة على البدل من (ما) التى فى
قوله تعالى : (رَأَوْا ما يُوعَدُونَ).
قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا) (٧٧).
رأيت ، ههنا
بمعنى علمت ، يتعدى إلى مفعولين. والذى وصلته ، فى موضع المفعول الأول.
وقوله تعالى : (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ
عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) (٧٨).
فى موضع
المفعول الثانى.
قوله تعالى : (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ) (٨٠).
تقديره ، ونرث
منه ما يقول. فحذف حرف الجر فصار (نرثه).
قوله تعالى : (سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ) (٨٢).
__________________
عبادة ، مصدر
يجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل ، ويجوز أن يكون مضافا إلى المفعول ، فإن كان مضافا
إلى الفاعل كان تقديره ، سيكفر المشركون بعبادتهم الأصنام ، كقوله تعالى : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ).
وإن كان مضافا
إلى المفعول كان تقديره ، ستكفر الأصنام بعبادتهم المشركون. والمصدر تارة يضاف إلى
الفاعل ، وتارة يضاف إلى المفعول وقد ذكرنا ذلك فى غير موضع.
قوله تعالى : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى
الرَّحْمنِ وَفْداً) (٨٥).
يوم ، منصوب
على الظرف والعامل فيه وجهان ، أحدهما : أن يكون العامل (لا يملكون) ، وتقديره ،
لا يملكون فى يوم نحشر. والثانى : أن يكون العامل فيه (نعدّ) فى قوله تعالى : (إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا).
ووفدا ، منصوب
على الحال ، أى وافدين. ووفد واحدهم وافد ، كصحب واحدهم صاحب ، وركب واحدهم راكب ،
وهو اسم للجمع وليس بتكسير وافد وصاحب وراكب ، كقولهم فى تصغيره ، وفيد وصحيب وركيب
، كقول الشاعر :
١٢٣ ـ بنيته بعصبة من ماليا
|
|
أخشى رجيلا
أو ركيبا غاديا
|
ولو كان تكسيرا
، لردّ إلى الواحد ، وجمع بالواو والنون وقيل : صويحبون ورويكبون. فلما قيل : صحيب
وركيب ، دل على أنه اسم للجمع وليس بتكسير.
قوله تعالى : (إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ
عَهْداً) (٨٧).
__________________
من ، فى موضعه
وجهان ، الرفع والنصب ، فالرفع على البدل من الواو فى (يملكون) ، والنصب على الاستثناء المنقطع.
قوله تعالى : (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا* تَكادُ
السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ
هَدًّا* أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً) (٨٩ ، ٩٠ ، ٩١).
تكاد السموات
يتفطّرن منه ، كاد واسمها وخبرها فى موضع نصب على الوصف لقوله : (إدّا) ، لمكان
قوله منه. وهدّا ، منصوب على المصدر. وأن دعوا للرحمن ، فى موضع نصب على المفعول
له ، وتقديره ، وتخرّ الجبال هدّا لأن دعوا للرحمن ولدا.
قوله تعالى : (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) (٩٣).
كلّ ، مرفوع
لأنه مبتدأ. وآتى ، خبره.
ووحّده حملا
على لفظ (كلّ) ، لأن فيه إفرادا لفظيا وجمعا معنويا ، فتقول : كلّ القوم ضربته ،
بالإفراد حملا على اللفظ. وكلّ القوم ضربتهم بالجمع ، حملا على المعنى. ومنه قوله
تعالى :
(وَكُلٌّ أَتَوْهُ
داخِرِينَ) ، فقال أتوه بالجمع حملا على المعنى.
وعبدا ، منصوب
على الحال من المضمر فى (آتى) ، والعامل فيه (آتى) ، وهو اسم فاعل من (أتى) يقال :
أتى فهو آت.
وكذلك كل ما
جاء على فعل بفتح العين ، فاسم الفاعل منه يجىء على هذا الوزن ، سواء أكان صحيحا أو
معتلا ، نحو : ذهب فهو ذاهب ، وضرب فهو ضارب ، ومضى فهو ماض ، وغزا فهو غاز.
__________________
غريب إعراب سورة طه
قوله تعالى : (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
لِتَشْقى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) (٢ ، ٣).
ما أنزلنا ،
يحتمل وجهين. أحدهما : أن يكون جواب القسم ، لأنّ قوله تعالى :
(طه)
، جار مجرى
القسم. الثانى : أن يكون (طه) بمعنى يا رجل على ما جاء فى التفسير ، فيكون التقدير ،
يا رجل ما أنزلنا عليك القرآن.
وتذكرة ، منصوب
على الاستثناء المنقطع ، لأنّ التذكرة ليس من الشقوة فى شىء.
وتنزيلا ،
منصوب على المصدر.
قوله تعالى : (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) (٧).
أى ، وأخفى من
السّرّ ، كقولهم : الله أكبر أى ، أكبر من كلّ شىء.
قوله تعالى : (فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى
إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) (١١ ، ١٢).
إنّى ، يقرأ
بفتح الهمزة وكسرها.
فمن قرأ بفتحها
، فلوقوع (نودى) عليها ، وتقديره ، نودى يا موسى بأنّى. فحذف الياء تخفيفا.
ومن قرأ بكسر
الهمزة فعلى الابتداء ، لأنّ النداء فى معنى القول ، و (إنّ) تكسر بعد القول لأنها
فى تقدير الابتداء.
وطوى ، يقرأ
بتنوين وغير تنوين.
فمن نوّن جعله
منصرفا اسما للمكان غير معدول ، كجعل وصرد وحرد.
ومن لم ينوّن
جعله غير منصرف لوجهين. أحدهما : أن يكون غير منصرف للتأنيث والتعريف. والثانى :
أن يكون غير منصرف للتعريف والعدل عن (طاو) ، كما عدل : عمر ، وجشم ، وقثم ، وثقل
عن عامر وجاشم وقائم وثاقل ، وهو فى موضع جر على البدل من الوادى فى كلا الوجهين.
قوله تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (١٤).
يجوز أن يكون (ذكر)
مضافا إلى المفعول ، أى ، لتذكرنى ، ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل ، أى ، لأذكرك
، وإضافة المصدر إلى المفعول والفاعل كثير فى كتاب الله تعالى وكلام العرب.
قوله تعالى : (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ
أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ) (١٥).
أخفيها ، فيه
وجهان. أحدهما : أن تكون الهمزة فيه همزة السّلب ، أى : أريد إخفاءها ، كما تقول :
أشكيت الرجل ، إذا أزلت شكايته ، وأعجمت الكتاب ، إذا أزلت عجمته. والثانى : أن
يكون المعنى ، إنّ الساعة أكاد أخفيها عن نفسى فكيف أظهرها لكم.
واللام فى (لتجزى)
متعلقة ب (أخفيها).
ويحكى عن أبى
الحسن الأخفش أنه كان يقف وقفة لطيفة على قوله : (أكاد) ، ثم يبتدئ ويقرأ : أخفيها
لتجزى كلّ نفس ، فكأنه إنما وقف تلك الوقفة ، ليبيّن لك أن اللام من قوله : (لتجزى)
، تتعلق ب (أخفيها) ، لا ب (آتية).
وكان أبو حاتم
السجستانى يجعل هذه اللام لام القسم ، وقد قدمنا ذكر ذلك.
قوله تعالى : (وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى) (١٦).
يجوز أن يكون (تردى)
، فى موضع نصب ورفع.
فالنصب على أنه
جواب النّهى بالفاء ، بتقدير (أن) كقوله تعالى :
(لا تَطْغَوْا فِيهِ
فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي).
والرفع على
تقدير ، فإذا أنت تردى. فإنّ مثل هذه الأجوبة ، يجوز فيها النصب والرفع ، كقوله :
(فَأَطَّلِعَ إِلى
إِلهِ مُوسى).
فأطّلع. وقوله
تعالى :
(يا لَيْتَنِي كُنْتُ
مَعَهُمْ فَأَفُوزَ) ، وأفوز بالنصب والرفع إلى غير ذلك من المواضع.
قوله تعالى : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) (١٧).
ما ، فى موضع
رفع لأنه مبتدأ. وتلك ، خبر المبتدأ. وبيمينك ، فى موضع نصب على الحال ، وتقديره ،
ما تلك كائنة بيمينك. كقوله تعالى :
(وَسارَ بِأَهْلِهِ) ، أى ، سار غير منفرد.
وذهب الكوفيون
إلى أنّ (ما) فى موضع رفع بالابتداء. وتلك ، بمعنى التى ،
__________________
وفى موضع رفع لأنها الخبر. وبيمينك ، صلة (التى) وتقديره ، ما التى استقرّت
بيمينك. وقد بينا ذلك مستوفى فى كتاب الإنصاف .
قوله تعالى : (سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى) (٢١).
سيرتها ، منصوب
ب (سنعيدها) ، بتقدير حذف حرف جرّ ، وتقديره ، سنعيدها إلى سيرتها ، فحذف حرف الجر
، فاتصل الفعل به فنصبه.
قوله تعالى : (تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ
آيَةً أُخْرى) (٢٢).
بيضاء ، منصوب
على الحال من الضمير فى (تخرج).
وآية ، فى
نصبها وجهان. أحدهما : أن تكون منصوبة على الحال بدلا من بيضاء ، أى ، تخرج مبيّنة
عن قدرة الله تعالى. والثانى : أن تكون منصوبة بتقدير فعل والتقدير ، آتيناك آية
أخرى.
قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) (٢٩).
لى ، فى موضع
نصب لوجهين. أحدهما : أن يكون ظرفا ل (اجعل). والثانى : صفة ل (وزير) ، فلمّا تقدم
صار منصوبا على الحال ، كما قال الشاعر :
١٢٤ ـ والصّالحات عليها مغلقا باب
أى ، باب مغلق.
فلما قدّم صفة النكرة عليها ، نصبها على الحال.
وهرون ، منصوب
على البدل من قوله : (وزيرا) ، وهو لا ينصرف للعجمة والتعريف.
وأخى ، عطف
بيان ، ويجوز أن يكون بدلا.
قوله تعالى : (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً) (٣٣).
__________________
كثيرا ، منصوب
لأنه صفة لمصدر محذوف ، وتقديره ، نسبّحك تسبيحا كثيرا.
قوله تعالى : (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) (٣١).
يقرأ بوصل
الهمزة وقطعها.
فمن قرأ بالوصل
جعله دعاء وطلبا ، وهو كالأمر.
ومن قرأ بالقطع
جعله فعلا مضارعا معربا مجزوما ، لأنه جواب (اجعل) على تقدير شرط مقدر ، والألف
فيه ألف المتكلم.
قوله تعالى : (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى
أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ) (٣٨ ، ٣٩).
أن اقذفيه ، فى
موضع نصب على البدل من (ما) ، والهاء فى (اقذفيه) الأولى (لموسى) ، والهاء فى (اقذفيه)
الثانية (للتابوت).
قوله تعالى : (وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) (٤٠).
فتونا ، فى
نصبه وجهان. أحدهما : أن يكون منصوبا على المصدر ، كقولك : ضربت ضربا. والثانى :
أن يكون منصوبا بحذف حرف الجر ، وتقديره ، فتنّاك يفتون. ومعناه ، وفتنّاك بأنواع
من الفتن.
قوله تعالى : (قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ
لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى) (٥٢).
علمها ، مرفوع
لأنه مبتدأ. وفى كتاب ، خبره. وعند ربّى ، ظرف يتعلق بالخبر ، وتقديره ، علمها
كائن فى كتاب عند ربى ، ويحتمل أن يكون (عند ربّى) ، فى موضع نصب على الحال ، لأنه
فى الأصل صفة (لكتاب) وهو نكرة ، وتقديره ، علمها كائن فى كتاب كائن عند ربى. فلما
تقدمت صفة النكرة عليها ، وجب أن تكون فى موضع نصب على الحال ، ويحتمل أن يكون (فى
كتاب) بدلا من قوله : (عِنْدَ
رَبِّي) ، ويكون (عند ربى) خبر المبتدأ. ويحتمل أن يكون من باب
قولهم : (هذا حلو حامض). ولا يضلّ ربى ، تقديره ، لا يضلّ ربى عنه. فحذف الجار
والمجرور كما حذفها من قوله تعالى :
(فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ
الْمَأْوى) ، أى ، هى المأوى له. ونظائره كثيرة.
قوله تعالى : (فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ
مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً) (٥٨).
مكانا ، منصوب
لأنه بدل من قوله : (موعدا) ، ولا يجوز أن يكون منصوبا بقوله : (موعدا) ، لأنّ (موعدا)
قد وصف بقوله : (لا نخلفه نحن) ، والمصدر إذا وصف لا يعمل ، [لأنّ الصفة تؤذن
بتمام الموصوف فلا يجوز أن تبقى منه بعد الصفة بقية] لأنه يخرج بالوصف عن شبه الفعل ، وكذلك إذا أخبرت عن
المصادر وعطفت عليها لم تعملها ، لأنك تفصل بين الصلة والموصول ، لأنّ المعمول
داخل فى صلة المصدر ، والخبر والمعطوف غير داخلين فى الصلة.
وسوى ، صفة (لمكان).
ويقرأ (سوى)
بكسر السّين و (سوى) بضمها.
فمن قرأ بالكسر
، فلأنّ (فعلا) لم يأت فى الوصف إلا نادرا نحو : قوم عدى ، ولحم زيم.
والضم أكثر ،
لأن فعلا فى الوصف كثير نحو : لكع وحطم.
__________________
قوله تعالى : (قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ
وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) (٥٩).
يوم ، مرتفع
لأنه خبر (موعدكم) ، على تقدير حذف مضاف ، وتقديره ، موعدكم وقت يوم الزينة. ولا
يجوز أن يكون (يوم) ظرفا ، لأنّ العرب لم تستعمله مع الظرف استعمال سائر المصادر ،
ولهذا قال تعالى :
(إِنَّ مَوْعِدَهُمُ
الصُّبْحُ)
بالرفع ، ولو
قلت : إنّ خروجكم الصبح ، لم يجز فيه إلا النصب على تقدير ، وقت الصبح.
والموعد ، يكون
مصدرا وزمانا ومكانا بلفظ واحد ، وكذلك كل ما كان فاؤه واوا من فعل يفعل ، فإنه
يكون فى المصدر والزمان والمكان على (مفعل) بكسر العين. فأما قولهم : موهب ومورق ،
فإنه جاء بفتح العين على خلاف القياس ، وما عدا المعتل الفاء من الصحيح ، نحو :
ضرب يضرب ، فإن المصدر منه بفتح العين ، والزمان والمكان بكسر العين ، حملا على
كسر العين من المضارع ، وليس هذا موضعه.
وأن يحشر ، فى
موضع رفع بالعطف على (يوم الزينة) وتقديره ، موعدكم وقت يوم الزينة ، وموعدكم وقت
حشر الناس ، فحذف المضاف أيضا.
قوله تعالى : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) (٦٣).
من قرأه بالألف
، أتى به على لغة بنى الحرث بن كعب ، فإنهم يقولون : مررت برجلان ، وقبض منه
درهمان. وقال الشاعر :
__________________
١٢٥ ـ تزوّد منا بين أذناه ضربة
|
|
دعته إلى
هابى التراب عقيم
|
وقيل : (إنّ)
بمعنى (نعم) كما روى : أنّ رجلا جاء إلى الزبير يستحمله فلم يحمله ، فقال له : لعن
الله ناقة حملتنى إليك ، فقال : إنّ وراكبها. أى : نعم.
وقال الشاعر :
١٢٦ ـ بكر العواذل فى الصّبو
|
|
ح يلمننى
وألومهنّه
|
ويقلن شيب قد
علا
|
|
ك وقد كبرت
فقلت إنّه
|
أى : نعم.
وتقدير الآية : نعم هذان لساحران. كقول الشاعر :
١٢٧ ـ أم الحليس لعجوز شهربة
إلّا أنّ هذا
الوجه فيه ضعف ، لدخول اللام فى الخبر ، وهو قليل فى كلامهم.
__________________
وقيل : إنّ
الهاء مضمرة مع (إنّ) كما تقول: إنه زيد ذاهب ، وفيه أيضا ضعف ، لأن هذا إنما يجىء
فى الشعر كقول الشاعر :
١٢٨ ـ إنّ من لام فى بنى بنت حسّا
|
|
ن ألمه وأعصه
فى الخطوب
|
وقيل : لأن (هذان)
لمّا لم يظهر الإعراب فى واحده وجمعه ، حملت التثنية على ذلك ، وهذا أضعف من القول
الذى قبله.
ومن قرأ (إن)
بالتخفيف كان فيه وجهان :
أحدهما : أن
تكون (إن) مخففة من الثقيلة ، ولم يعملها لأنها إنما عملت لشبه الفعل ، فلما حذف
منها النون ، وخفّفت ضعف وجه الشبه فلم تعمل.
والثانى : أن
تكون (إن) بمعنى (ما) واللام بمعنى (إلّا) وتقديره ، ما هذان إلّا ساحران. وهذان
الوجهان يخرجان على مذهب الكوفيين.
قوله تعالى : (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا
صَفًّا) (٦٤).
قرئ (أجمعوا)
بقطع الهمزة ووصلها.
فمن قرأ (أجمعوا)
بقطعها ، نصب (كيدكم) ب (أجمعوا) ، على تقدير حذف حرف الجرّ ، وتقديره ، فأجمعوا
على كيدكم. فحذف حرف الجرّ فاتصل الفعل به فنصبه ، يقال : أجمع على كذا. إذا عزم
عليه ، فحذفها من الآية كما حذفها من قوله تعالى :
(وَلا تَعْزِمُوا
عُقْدَةَ النِّكاحِ)
أى ، على عقدة النّكاح.
__________________
ومن قرأ (فاجمعوا)
بوصلها ، لم يفتقر إلى تقدير حذف حرف الجرّ ، لأنّ (اجمعوا) يتعدّى بنفسه ، فلا
يفتقر إلى غيره.
وصفا ، منصوب
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مصدرا فى موضع الحال ، أى ، ائتوا مصطفّين.
والثانى : أن
يكون مفعولا به ، وتقديره ، ائتوا إلى صفّ. فحذف حرف الجر ، فاتصل الفعل به فنصبه
، والوجه الأول أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ
أَنَّها تَسْعى) (٦٦).
يقرأ (يخيّل)
بالياء والتاء.
فمن قرأ بالياء
كان (أنّ) وصلتها فى موضع رفع ، لأنه مفعول ما لم يسمّ فاعله ، وتقديره ، يخيّل
إليهم سعيها.
ومن قرأ بالتاء
كان فى (تخيّل) ضمير العصىّ ، وتكون (أنّ) وصلتها ، بدلا من الضمير المرفوع بالفعل
، ويكون ذلك بدل الاشتمال.
ويجوز على
قراءة من قرأ بالتاء أن تكون (أنّ) وصلتها فى موضع نصب ، على تقدير حذف الباء ،
وتقديره ، تخيّل إليه من سحرهم بأنّها تسعى. ويجعل المصدر أو (إليه) فى موضع ما لم
يسمّ فاعله.
قوله تعالى : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى) (٦٧).
موسى ، فى موضع
رفع لأنه فاعل (أوجس) ، والهاء فى (نفسه) تعود إلى موسى ، لأنه فى تقدير التقديم ،
و (نفسه) فى تقدير التأخير. وخيفة ، منصوب لأنه مفعول (أوجس).
وأصل (خيفة) (خوفة)
لأنها من الخوف ، فانقلبت الواو ياء لسكونها ، وانكسار ما قبلها.
__________________
قوله تعالى : (وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما
صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ) (٦٩).
التاء فى (تلقف)
تحتمل وجهين.
أحدهما : أن
تكون التاء لتأنيث (ما) لأنه بمعنى العصا ، حملا على المعنى ، كأنه قال : ألق
العصا تلقف ما صنعوا ، كقولهم : ما جاءت حاجتك ، أنّث ضمير (ما) فى (جاءت) ، لأنّ (ما)
فى معنى الحاجة.
والثانى : أن
تكون التاء للمخاطب ، وتقديره ، تلقف أنت.
وتلقف ، تقرأ
جزما ورفعا ، فمن جزم فعلى جواب الأمر بتقدير حذف حرف الشرط ، ومن رفع كان حالا من
(ما) أو من الضمير فى الظرف الذى هو (فى يمينك).
وإنما صنعوا
كيد ساحر ، تحتمل (ما) وجهين.
أحدهما : أن
يكون اسما موصولا بمعنى الذى فى موضع نصب لأنه اسم (إنّ) ، والعائد محذوف ،
وتقديره ، إن الذى صنعوه. فحذف العائد تخفيفا. وكيد ساحر ، مرفوع لأنه خبر (إنّ).
والثانى : أن
تكون (ما) كافة. وكيد ساحر ، منصوب ب (صنعوا).
ومن قرأ : كيد
سحر. فتقديره ، كيد ذى سحر. فحذف المضاف ، وأقام المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ
الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ
الْحَياةَ الدُّنْيا) (٧٢).
والذى فطرنا ،
فى موضع جر من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مجرورا بالعطف على (ما جاءنا) ، أى (على الذى جاءنا وعلى الذى فطرنا).
__________________
والثانى : أن
يكون مجرورا على القسم ، وجوابه محذوف ، لدلالة ما تقدم عليه.
و (ما) فى (إنما
تقضى) تحتمل وجهين.
أحدهما : أن
يكون بمعنى الذى فى موضع نصب ، لأنها اسم (إنّ) ، والعائد إلى الذى محذوف وتقديره
، إن الذى تقضيه. وهذه ، فى موضع رفع لأنها خبر (إنّ).
والثانى : أن
تكون (ما) كافة. وهذه ، فى موضع نصب على الظرف ، وتقديره ، إنما تقضى فى هذه
الحياة الدنيا.
والحياة الدنيا
، صفة (لهذه) فى كلا الوجهين.
قوله تعالى : (لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما
أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ) (٧٣).
ما ، فى موضعه
وجهان. أحدهما : أن يكون فى موضع نصب بالعطف على (خطايانا).
والثانى : أن
يكون مرفوعا لأنه مبتدأ ، وخبره محذوف استغنى عن ذكره ، لطول الكلام بالصلة ،
وتقديره ، ما أكرهتنا عليه مغفور لنا.
ومن السحر ،
متعلق ب (أكرهتنا).
قوله تعالى : (فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى
جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) (٧٥ ، ٧٦).
الدرجات ،
مرفوع بالظرف على كلا المذهبين ، لأنه جرى خبرا عن المبتدأ ، وهو (أولئك). وجنّات
، مرفوع على البدل من قوله : (الدرجات) وتقديره ، أولئك لهم جنات عدن. وخالدين ،
منصوب على الحال من الهاء والميم فى (لهم) ، والعامل فيه اللام.
قوله تعالى : (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي
الْبَحْرِ يَبَساً) (٧٧).
يبسا ، منصوب
لأنه وصف لقوله : (طريقا). وهو مصدر ، ولك فى تقديره
وجهان. أحدهما : أن يكون بمعنى ذا يبس ، فحذف المضاف. والثانى : أن يكون جعل الطريق نفس
اليبس ، كما قالت :
١٢٩ ـ ترتع ما رتعت حتى إذا ادّكرت
|
|
فإنما هى
إقبال وإدبار
|
فجعلتها إقبالا
وإدبارا. ويحتمل أيضا أن يكون ، ذات إقبال وذات إدبار. فحذف المضاف كالوجه الأول.
قوله تعالى : (لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى) (٧٧).
لا تخاف ، جملة
فعلية فى موضع نصب على الحال وليس جوابا لقوله : (فاضرب لهم طريقا) وتقديره ،
فاضرب لهم طريقا فى البحر يبسا لا تخاف دركا ، أى ، غير خائف. كقوله تعالى :
(وَلا تَمْنُنْ
تَسْتَكْثِرُ) أى ، مستكثرا.
ومن قرأ : (لا
تخف) جزمه على الجواب.
وكلهم قرءوا (ولا
تخشى) ولا إشكال فيه على قراءة (لا تخاف) وإنما الإشكال على قراءة من قرأ : (لا
تخف) وفى جوازه على هذه القراءة وجهان. أحدهما : أن يكون مستأنفا ، وتقديره ، وأنت
لا تخشى. فيكون خبر مبتدأ محذوف ، وتكون
__________________
الجملة من المبتدأ والخبر فى موضع نصب على الحال. والثانى أن يكون قد أثبت
الألف ليطابق بين رءوس الآى ، فأشبع الفتحة فتولدت منها ألف. كقول الشاعر :
١٣٠ ـ وأنت من الغوائل حين ترمى
|
|
ومن ذمّ
الرّجال بمنتزاح
|
أى بمنتزح.
فأشبع الفتحة فنشأت الألف. والوجه الأول أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ
فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) (٧٨).
الجار والمجرور
فى موضع نصب على الحال ، والمفعول الثانى محذوف ، وتقديره ، فأتبعهم فرعون عقوبته
بجنوده ، أى ، معه جنوده.
فغشيهم من
اليمّ ما غشيهم. أى ، من ماء اليم. وما غشيهم ، فى موضع رفع لأنه فاعل ، وكان حق
الكلام. فغشيهم من ماء اليم شدّته. فعدل إلى لفظة (ما) لما فيها من الإبهام تهويلا
للأمر ، وتعظيما للشأن ، لأنه أبلغ من التعيين لأن الوهم يقف فى التعيين على الشىء
المعين ، ولا يقف عند الإبهام ، بل يتردد فى الأشياء المختلفة ، فيكون أبلغ تخويفا
وتهديدا.
قوله تعالى : (وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ
الْأَيْمَنَ) (٨٠).
جانب الطّور ،
منصوب لأنه مفعول ثان ل (وعدناكم) ، ولا يكون منصوبا على الظرف ، لأنه ظرف مكان
مختص ، وإنما الظرف منها ما كان مبهما غير مختص ، والتقدير ، وعدناكم إتيان جانب
الطور الأيمن. ثم حذف المضاف.
قوله تعالى : (وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (٨٢).
__________________
صالحا ، صفة
لموصوف محذوف ، وتقديره ، وعمل عملا صالحا. فحذف الموصوف ، وأقام الصفة مقامه
ونظائره كثيرة.
قوله تعالى : (وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى) (٨٣).
ما ، فى موضع
رفع بالابتداء. وأعجلك ، خبره ، وفيه ضمير يعود إلى (ما) وتقديره ، أىّ شىء أعجلك.
قوله تعالى : (قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ
رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً) (٨٦).
وعدا حسنا ، فى
نصبه وجهان. أحدهما : أن يكون منصوبا على المصدر ، تقول : وعدته وعدا ، كقولك :
ضربته ضربا. والثانى : أن يكون الوعد بمعنى الموعود ، كالخلق بمعنى المخلوق ،
فيكون منصوبا على أنه مفعول ثان ل (يعدكم) ، على تقدير حذف مضاف ، وتقديره ، ألم
يعدكم ربّكم تمام وعد حسن.
قوله تعالى : (ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا) (٨٧).
أى ، بإصلاح
ملكنا ومعاهدته.
ويقرأ (بملكنا)
بكسر الميم وضمها وفتحها. فمن كسرها جعله مصدر (مالك) يقال : مالك بيّن الملك.
ومن ضمه جعله
مصدر (ملك) يقال : ملك بيّن الملك.
ومن فتحه جعله
اسما ، والمصدر فى هذا الموضع مضاف إلى الفاعل ، والمصدر يضاف تارة إلى الفاعل ،
وتارة إلى المفعول وقد قدمنا ذلك فى غير موضع.
قوله تعالى : (فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى
فَنَسِيَ) (٨٨).
فى فاعل (نسى)
وجهان. أحدهما : أن يكون الفاعل (السامرىّ) أى ، نسى طاعتنا وتركها ، والنسيان
بمعنى التّرك ، قال الله تعالى :
(نَسُوا اللهَ
فَنَسِيَهُمْ)
أى ، تركوا
طاعة الله فتركهم فى النار. والثانى : أن يكون فاعل (نسى) (موسى) أى ، ترك موسى
ذلك وأعرض عنه ، والأول أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (يَا بْنَ أُمَّ) (٩٤).
يقرأ بفتح
الميم وكسرها.
فمن قرأه
بالفتح ففيه وجهان. أحدهما : أن يكون أراد (يا بن أمّى) ، بفتح الياء فأبدل من
الكسرة فتحة ، ومن الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ثم حذف الألف تخفيفا ،
لأن الفتحة تدل عليها ، وذهب بعض النحويين إلى أنه بنى أحد الاسمين مع الآخر ،
وفتحوا الميم من (أمّ) إتباعا لفتحة النون من (ابن) ، كما فتحوا الدال من قولهم :
يا زيد بن عمرو. إتباعا لفتحة النون من (ابن).
ومن قرأ بالكسر
، أراد (يا ابن أمّى) إلا أنه حذف الياء لأن الكسرة قبلها تدل عليها ، والأصل
إثباتها لأن الياء إنما تحذف فى النداء من المنادى المضاف ، نحو ، يا قوم ويا عباد
، وما أشبهه ، والأمّ ليست بمناداة ، وإنما المنادى هو (الابن) ، إلا أنه حذفت
الياء لدلالة الكسرة عليها على ما قدمنا.
قوله تعالى : (لَنْ تُخْلَفَهُ) (٩٧).
يقرأ بكسر
اللام وفتحها.
فمن قرأ بكسر
اللام كان مضارع (أخلفت الموعد) والمفعول الثانى على هذه القراءة ، محذوف والتقدير
فى (لن تخلفه) (لن يخلف الله الموعد الذى قدّر أن سيأتيه). لأنّ (أخلف) يتعدى إلى
مفعولين.
ومن قرأ بفتح
اللّام ، فهو فعل ما لم يسمّ فاعله وفيه ضمير المخاطب ، وهو مرفوع
__________________
لأنه مفعول ما لم يسمّ فاعله ، ورفع لقيامه مقام الفاعل ، والهاء فى (تخلفه)
فى موضع نصب لأنها المفعول الثانى.
قوله تعالى : (مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ
يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً خالِدِينَ فِيهِ) (١٠٠ ، ١٠١).
أفرد الضمير فى
(أعرض) حملا على لفظ (من) ، وجمع فى قوله : (خالدين) حملا على معناه. وخالدين ،
منصوب على الحال من الضمير فى (يحمل).
قوله تعالى : (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا
تَعْرى وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها) (١١٨ ، ١١٩).
ألّا تجوع ، فى
موضع نصب لأنها اسم (إنّ).
ومن فتح (وأنّك
لا تظمأ فيها) ففى موضعها وجهان. أحدهما : أن يكون موضعها النصب بالعطف على (ألّا
تجوع) وتقديره ، إنّ لك عدم الجوع وعدم الظمأ فى الجنة. والثانى : أن يكون موضعها
الرفع بالعطف على الموضع ، كما تقول : إنّ زيدا قائم وعمرو. بالعطف على موضع (إنّ).
ومن كسر (إنّ)
الثانية فعلى الابتداء ، والاستثناف ك (إنّ) الأولى.
قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا) (١٢٨).
فاعل (يهد)
مقدّر ، وهو المصدر ، وتقديره ، أو لم يهد لهم الهدى أو الأمر.
وزعم الكوفيون
أن فاعل (يهد) هو (كم) ، وذلك سهو ظاهر لأنّ (كم) لها صدر الكلام ، فلا يعمل فيها
ما قبلها رفعا ولا نصبا. وكم ، فى موضع نصب ب (أهلكنا) ، وهو مفعول مقدم ، وتفسيره
محذوف ، وتقديره ، كم قرية أهلكنا.
قوله تعالى : (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ
رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى) (١٢٩).
وأجل ، مرفوع
بالعطف على قوله : (كلمة) وتقديره ، ولو لا كلمة سبقت من ربّك وأجل مسمّى لكان
العذاب لزاما ، أى ، لازما لهم ، ففصل بين المعطوف والمعطوف عليه بجواب (لو لا) ،
وهو كان واسمها وخبرها.
قوله تعالى : (زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) (١٣١).
زهرة ، منصوب
لثلاثة أوجه.
الأوّل : أن
يكون منصوبا بتقدير فعل دلّ عليه (متّعنا) ، لأنّ (متّعنا) بمنزلة جعلنا ، فكأنه
قال : وجعلنا لهم زهرة الحياة الدّنيا.
والثانى : أن
يكون منصوبا على الحال ، وحذف التنوين لسكونه وسكون اللّام من (الحياة) ؛ كقراءة
من قرأ :
(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ
اللهُ الصَّمَدُ)
بحذف التنوين
من (أحد) لالتقاء الساكنين. والحياة ، مجرور على البدل من (ما) فى قوله : (إلى ما
متّعنا به) وتقديره ، ولا تمدّنّ عينيك إلى الحياة الدّنيا زهرة ، أى ، فى حال
زهرتها.
والثالث : أن
يكون منصوبا على البدل من الهاء فى (به) على الموضع كما يقال : مررت به أباك.
وحكى عن الفراء
، أنه منصوب على التمييز ، وهو غلط عند البصريين لأنه مضاف إلى المعرفة ، والتمييز
لا يكون معرفة.
__________________
قوله تعالى : (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي
الصُّحُفِ الْأُولى) (١٣٣).
قرئ (بينة)
بتنوين وغير تنوين.
فمن قرأ
بالتنوين ، جعل (ما) فى موضع نصب بدلا من (بيّنة).
ومن قرأ بغير
تنوين جعل (بيّنة) مضافة إلى (ما).
قوله تعالى : (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ
الصِّراطِ السَّوِيِّ) (١٣٥).
من ، استفهامية
فى موضع رفع لأنها مبتدأ. وأصحاب الصّراط ، خبره.
ولا يجوز أن
تكون (من) اسما موصولا بمعنى الّذى ، لأنه ليس فى الكلام الذى بعدها عائد يعود
إليه ، والجملة فى موضع نصب ب (ستعلمون).
غريب إعراب سورة الأنبياء
قوله تعالى : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ
رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) (٢ ، ٣).
محدث ، مجرور
لأنه صفة (ذكر).
وأجاز الفرّاء
رفعه على النعت ل (ذكر) حملا على الموضع لأنّ (من) زائدة ، و (ذكر) فاعل ، فحمل
نعته على الموضع. كقوله تعالى :
(ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ
غَيْرُهُ)
فى قراءة من قرأ
بالرفع.
وأجاز الكسائى
نصبه على الحال.
وهم يلعبون ،
جملة اسمية فى موضع نصب على الحال من الواو فى (استمعوه).
ولاهية قلوبهم
، منصوب على الحال من الضمير فى (يلعبون) ويجوز أن يكون حالا بعد حال.
وقلوبهم ،
مرفوع ب (لاهية) كما ارتفع (أكله) بقوله : (مختلفا) فى قوله تعالى :
(وَالنَّخْلَ
وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ)
__________________
لأن اسم الفاعل إذا وقع حالا ارتفع الاسم به ارتفاع الفاعل بفعله.
قوله تعالى : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ
ظَلَمُوا) (٣).
الّذين ، يجوز
أن يكون فى موضع رفع ونصب وجر.
فالرفع من
أربعة أوجه :
الأول : أن
يكون مرفوعا على البدل من الواو فى (أسرّوا) ، والضمير يعود على الناس.
والثانى : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هم الذين ظلموا.
والثالث : أن
يكون مبتدا وخبره محذوف وتقديره ، الّذين ظلموا يقولون ما هذا إلا بشر مثلكم ،
فحذف القول وهو كثير فى كلامهم.
والرابع : أن
يكون فاعل (أسروا) على لغة من قال : أكلونى البراغيث. والواو حرف لمجرد الجمع
كالواو فى قولهم : الزيدون والعمرون.
والنصب بتقدير
، أعنى.
والجرّ على أن
يكون نعتا ل (الناس) وهو قول الفراء.
قوله تعالى : (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً
فِيهِ ذِكْرُكُمْ) (١٠).
ذكركم ، مرفوع
بالظرف ، ويجوز أن يكون (ذكركم) مبتدأ ، و (فيه) خبره ، والجملة فى موضع نصب ،
لأنها وصف ل (كتاب).
قوله تعالى : (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا
يَسْتَحْسِرُونَ) (١٩).
من ، فى موضع
رفع بالابتداء. وله ، خبره.
وذهب الأخفش
إلى أنه فى موضع رفع بالظرف.
ومن عنده لا
يستكبرون عن عبادته ، مبتدأ وخبر ، وليس معطوفا على : (من فى السموات) على هذا
القول ، وإن جعلته معطوفا عليه كان قوله : (لا يَسْتَكْبِرُونَ) فى موضع الحال ، أى ، غير مستكبرين ، وكذلك (لا
يستحسرون) أى ، غير مستحسرين.
قوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ
لَفَسَدَتا) (٢٢).
إلّا ، فى موضع
(غير) وهى وصف ل (آلهة) وتقديره ، غير الله. ولهذا أعربت إعراب الاسم الواقع بعد (إلّا)
وهو الرفع.
ولا يجوز أن
يكون الرفع على البدل ، لأن البدل إنما يكون فى النص لا فى الإثبات ، وهذا فى حكم
الإثبات. ألا ترى أنه لو كان نفيا لجاز أن يقال : لو جاءنى من أحد كما يقال : ما
جاءنى من أحد ، وإذا كان فى حكم الإثبات ، بطل أن يكون مرفوعا على البدل ، ولأنّ
البدل يوجب إسقاط الأول ، ولا يجوز أن يكون (آلهة) فى حكم الساقط ، لأنك إذا
أسقطته كان بمنزلة قولك : جاءنى إلّا زيد. وذلك لا يجوز ، لأن المقصود من (إلّا)
أن تثبت بها ما نفيته نحو : ما جاءنى القوم إلا زيد. وليس فى قوله : (لو كان) نفى
يفتقر إلى إثبات ، ولو جاز أن يقال : جاءنى إلا زيد. على إسقاط (إلّا) ، حتى كأنه
قيل : جاءنى زيد. و (إلا) زائدة لاستحال فى الآية ، لأنه كان يصير قولك : لو كان
فيهما إلّا الله. بمنزلة : لو كان فيهما الله لفسدتا. وذلك مستحيل.
وذهب الفراء
إلى أن (إلّا) بمعنى (سوى) وتقديره : لو كان فيهما آلهة سوى الله.
قوله تعالى : (هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ
قَبْلِي) (٢٤).
يقرأ (ذكر)
بتنوين وغير تنوين. فمن نوّن قدّر محذوفا ، وتقديره ، ذكر
__________________
ذكر من معى. فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ، ومن لم ينون ، ولم يقدر
محذوفا جعله مضافا إلى (من) ، و (من) ، فى موضع جر بالإضافة.
قوله تعالى : (الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) (٢٤).
الحقّ ، منصوب
بقوله (يعلمون).
وقرأ الحسن : (الحقّ)
بالرفع على تقدير مبتدأ محذوف ، وتقديره : هو الحقّ.
قوله تعالى : (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) (٢٦).
عباد ، مرفوع
لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، (بل هم عباد مكرمون).
وأجاز الفراء (عباد
مكرمين) على تقدير ، بل خلقهم عبادا مكرمين.
قوله تعالى : (كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) (٣٠).
قال : رتقا ،
ولم يقل رتقين ، لأنه مصدر وتقديره : كانتا ذواتى رتق.
قوله تعالى : (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٣٣).
أتى بالواو
والنون ، وهى إنما تكون لمن يعقل لأنه أخبر عنها بفعل من يعقل ، فأجراها مجرى من
يعقل كقوله تعالى :
(أَحَدَ عَشَرَ
كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ)
وقد قدمنا
ذكره.
قوله تعالى : (أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ) (٣٤).
حقّ همزة
الاستفهام إذا دخلت على حرف الشرط فى هذا النحو ، أن تكون
__________________
رتبتها قبل جواب الشرط ، وفى هذه الآية دليل على أنّ (إن) ، إذا دخلت عليها
همزة الاستفهام ، لا تبطل عملها ، كقولك : إن تأتنى آتك. لدخول الفاء فى (فهم).
وزعم يونس أنّ
دخول الهمزة على (إن) يبطل عملها ، فيقول : إن تأتينى آتيك ، وتقديره ، آتيك إن
تأتنى ، وآتيك معتمد الهمزة ، وهو فى نية التقديم.
لو كان الأمر
كما زعم لكان تقدير الآية : أفهم الخالدون فإن متّ. ولا يجوز أن يقال بالإجماع :
أنت ظالم فإن فعلت ، وإنما يقال : أنت ظالم إن فعلت ، ولا يمكن دعوى زيادة الفاء ،
لأنها نظيرة (ثم) فى قوله :
(أَثُمَّ إِذا ما
وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ).
وكما أنّ (ثمّ)
ليست زيادة ، فكذلك الفاء.
قوله تعالى : (وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ
يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ) (٣٦).
تقديره ،
قائلين أهذا الذى يذكر آلهتكم. فحذف (قائلين) ، وهو فى موضع الحال ، وحذف القول
كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ
خَرْدَلٍ) (٤٧).
مثقال ، يقرأ
بالرفع والنصب.
فالرفع على أن
تجعل كان التّامّة ، فيكون مرفوعا بأنه فاعل.
والنصب على أن
تجعل كان الناقصة ، فيكون منصوبا لأنه خبرها ، واسمها مضمر فيها ، وتقديره ، وإن
كان الظلم مثقال حبّة.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ
الْفُرْقانَ وَضِياءً) (٤٨).
__________________
تقديره ، ذا
ضياء ، فحذف المضاف ، وأدخل واو العطف على (ضياء) ، وإن كان فى المعنى وصفا دون
اللفظ ، كما يدخل على الوصف ، إذا كان لفظا كقوله تعالى :
(وَإِذْ يَقُولُ
الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ).
وكقولهم : مررت
بزيد وصاحبك. ولو قلت : مررت بزيد فصاحبك ، على معنى الوصف لم يجز ، لأن الفاء
تقتضى التعقيب وتأخير المعطوف على المعطوف عليه ، بخلاف الواو ، والأخفش يجيز فى
الفاء ما جاز فى الواو.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ
مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ إِذْ قالَ) (٥١ ، ٥٢).
إذ ، ظرف فى
موضع نصب يتعلق ب (آتينا) ، وتقديره ، آتينا إبراهيم رشده فى وقت قال لأبيه.
قوله تعالى : (وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ
الشَّاهِدِينَ) (٥٦).
على ذلكم ،
يتعلق بتقدير ، يدلّ عليه (من الشّاهدين) ويكون تفسيرا له ، ولا يجيزون أن يكون
متعلقا به ، لأنه لا يجوز تقديم الصلة ولا معمولها على الموصول.
قوله تعالى : (قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ
يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) (٦٠).
يقال ، فعل ما
لم يسمّ فاعله ، ولك أن تقيم الجار والمجرور مقام الفاعل ، ولك أن تضمر المصدر
وتقيمه مقام الفاعل ، ويكون (له) فى موضع نصب.
وإبراهيم ،
مرفوع لأنه خبر مبتداء محذوف ، وتقديره ، هو إبراهيم. وقيل : إنه منادى مفرد ،
وتقديره ، يا إبراهيم. فيكون مبنيا على الضم ولا يكون مرفوعا ، والوجه الأوّل
أوجه.
__________________
قوله تعالى : (قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ
النَّاسِ) (٦١).
تقديره : على
رؤية أعين الناس. فحذف المضاف ، وأقيم المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً) (٧٤).
لوطا ، منصوب
بفعل مقدّر ، وتقديره ، وآتينا لوطا آتيناه ، وقيل تقديره ، واذكر لوطا.
وكذلك قوله
تعالى : (وَداوُدَ
وَسُلَيْمانَ) (٧٨).
تقديره ، واذكر
داود وسليمان.
قوله تعالى : (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ) (٧٨).
الضمير فى (لحكمهم)
له وجهان.
أحدهما : أن
يكون الضمير راجعا إلى (داود وسليمان) ، ويكون ممّا قام فيه الجمع مقام التثنية.
والثانى : أن
يكون المراد بالضمير الحكمان والمحكوم عليه ، وهم جماعة.
قوله تعالى : (وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ
يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ) (٧٩).
الطير ، منصوب
وفى نصبه وجهان.
أحدهما : أن
يكون معطوفا على (الجبال).
والثانى : أن
يكون منصوبا لأنه مفعول معه.
قوله تعالى : (وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ
لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ) (٨٠).
ويقرأ بالياء
والتاء والنون. فمن قرأ بالياء أراد (ليحصنكم الله).
ومن قرا بالتاء
اراد (لتحصنكم الصنعة) والتأنيث لها.
ومن قرأ بالنون
أراد (لنحصنكم نحن).
قوله تعالى : (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) (٨٧).
ذا النون ،
منصوب بفعل مقدر ، وتقديره : واذكر ذا النون. ومغاضبا ، منصوب على الحال من الضمير
فى (ذهب) ، وهو العامل فى الحال.
قوله تعالى : (وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (٨٨).
وقرئ (نجّى
المؤمنين) ، وأنكر أكثر النحويين أن يكون (نجّى) ، فعل ما لم يسمّ فاعله (لأنه لو
كان كذلك لكانت الياء منه مفتوحة) ، وقالوا : إنّ هذه القراءة محمولة على إخفاء
النون من (ننجّى) فتوهمه الرّاوى إدغاما ، وأجازه آخرون ، على تقدير المصدر لدلالة
الفعل عليه ، وإقامته مقام الفاعل ، وتقديره ، نجّى النجاء المؤمنين كقراءة أبى
جعفر يزيد بن القعقاع المدنى ، ليجزى قوما على تقدير (ليجزى الجزاء قوما) ، وفى
وجه هذه القراءة وجوه بعيدة ، ذكرناها مستوفاة فى المسائل السنجارية.
قوله تعالى : (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) (٩١).
والتى ، فى
موضع نصب بفعل مقدّر ، وتقديره ، واذكر التى أحصنت.
قوله تعالى : (وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً) (٩٢).
آية منصوب ،
لأنه مفعول ثان ب (جعل) وقال : آية ولم يقل : آيتين ، لوجهين.
أحدهما لأن
التقدير ، وجعلناها آية ، وجعلنا ابنها آية. إلّا أنه اكتفى بذكر الثانى عن ذكر
الأول ، كقول الشاعر :
١٣١ ـ إنى ضمنت لمن أتانى ما جنى
|
|
وأبى فكنت
وكان غير غدور
|
__________________
أى كنت غير
غدور ، وكان أبى غير غدور. فاكتفى بذكر الثانى عن ذكر الأوّل ، وكقول الآخر :
١٣٢ ـ فمن يك أمسى بالمدينة رحله
|
|
فإنى وقيّار
بها لغريب
|
أى ، لغريب
وقيار بها لغريب ، فاكتفى بذكر الثانى عن ذكر الأول.
والثانى أن
يكون (آية) فى تقدير التقديم ، وتقديره : وجعلناها آية للعالمين وابنها. والوجه
الأول أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها
أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (٩٥).
فى (لا) وجهان.
أحدهما : أن
تكون زائدة وتقديره : وحرام على قرية أهلكناها أنهم يرجعون ، أى ، إلى الدّنيا. فأن
واسمها وخبرها فى موضع رفع ، لأنه خبر المبتدإ الذى هو (حرام).
والثانى : أن
تكون غير زائدة ، ويكون (حرام) مبتدأ ، وخبره مقدّر ، وتقديره وحرام على قرية
أهلكناها أنّهم لا يرجعون كائن أو محكوم عليه ، فحذف الخبر ، وحذف الخبر أكثر من
زيادة (لا) ، وهو أوجه الوجهين عند أبى على الفارسى.
قوله تعالى : (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ
وَمَأْجُوجُ) (٩٦).
__________________
جواب إذا ، فيه
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون الجواب مقدرا وتقديره ، قالوا يا ويلنا قد كنّا فى غفلة من هذا. فحذف القول.
والثانى : أن
يكون الجواب قوله : فإذا هى شاخصة أبصار الذين كفروا.
والثالث : أن
يكون الجواب قوله : واقترب الوعد الحق. والواو زائدة ، وهذا مذهب الكوفيين.
قوله تعالى : (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ
السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) (١٠٤).
كطىّ السّجلّ ،
الكاف فى موضع نصب ، لأنها صفة مصدر محذوف ، وتقديره ، نطوى السماء كطىّ السّجل.
فحذف الموصوف وأقام صفته مقامه ، والمصدر مضاف إلى الفاعل إذا كان السّجل بمعنى (ملك)
أو كاتب للنبى عليهالسلام. وإلى المفعول إذا كان بمعنى المكتوب فيه ، أى ، كما
يطوى السّجل. وللكتاب ، أى للكتابة كقوله تعالى :
(وَيُعَلِّمُهُ
الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) أى ، الكتابة.
قوله تعالى : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ
عَلى سَواءٍ) (١٠٩).
سواء ، فيه
وجهان. أحدهما : أن يكون منصوبا لأنه صفة لمصدر محذوف ، وتقديره ، آذنتكم إيذانا
على سواء.
والثانى : أن
يكون فى موضع الحال من الفاعل والمفعول فى (آذنتكم) وهما : التاء والكاف والميم.
وقد جاءت الحال من الفاعل والمفعول معا. قال الشاعر :
__________________
١٣٣ ـ تعلّقت ليلى وهى ذات موصّد
|
|
ولم يبد
للأثواب من ثديها حجم
|
صغيرين نرعى
البهم ياليت أنّنا
|
|
إلى اليوم لم
نكبر ولم تكبر البهم
|
فنصب (صغيرين)
على الحال من التاء فى (تعلقت) وهى الفاعل ، ومن (ليلى) وهى المفعول وقال الآخر :
متى ما نلتقى
فردين ترجف
|
|
روانف إليتيك
وتستطارا
|
فنصب (فردين)
من ضمير الفاعل والمفعول فى (تلقنى). وقال الآخر :
١٣٤ ـ فلئن لقيتك خاليين لتعلمن
فنصب (خاليين)
على الحال من ضمير الفاعل والمفعول فى (لقيتك). إلى غير ذلك من الشواهد.
__________________
«غريب إعراب سورة الحج»
قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْهِ
أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ) (٤).
أنّه من تولّاه
، فى موضع رفع لأنه مفعول ما لم يسم فاعله ، والهاء فى (أنه) ضمير الشأن والحديث.
ومن ، فيها
وجهان. أحدهما أن تكون بمعنى الذى. وتولاه ، صلته ، وهو وصلته فى موضع رفع
بالابتداء ، وقوله : (فأنّه يضلّه) خبره ، ودخلت الفاء لأن الموصول يتضمن معنى
الشرط والجزاء ، ومن وصلته وخبره ، فى موضع رفع لأنه خبر (أنّ) الأولى.
والثانى أن
تكون (من) شرطية وتولاه فى موضع جزم بها ، وجواب (من) الشرطية ، قوله (فأنه يضلّه)
، ومن الشرطية وجوابها فى موضع رفع ، لأنه خبر (أن) الأولى ، على ما بينا فى الوجه
الأول.
وفى فتح (أن)
الثانية خمسة أوجه ، الأول : أن يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، فشأنه أنه يضله ،
أى ، فشأنه الإضلال.
والثانى : أن
يكون عطفا على الأولى.
والثالث : أن
يكون تأكيدا للأولى.
والرابع : أن
يكون بدلا من الأولى.
والخامس : أن
يكون فى موضع رفع بالظرف عند بعض النحويين وتقديره : فله أى له نار جهنم.
__________________
والوجه الأول
أوجه الأوجه ، فأما الوجه الثانى وهو أن يكون عطفا فيردّ عليه بأن يقال : من
تولّاه ، شرط ، والفاء جواب الشرط ، ولا يجوز العطف على (أنّ) الأولى إلا بعد
تمامها من صلتها ، ولم تتمّ بصلتها ، فلم يجز العطف عليها لأنه لا يجوز العطف على
الموصول ، إلا بعد تمامه ، والشرط وجوابه ههنا هما خبر (أنّ) الأولى.
وأما الثالث
والرابع ، فقد أعترض عليهما من وجهين ، أحدهما ما قدمناه من امتناع وجه العطف ،
لأنّ التوكيد والبدل لا يكونان إلا بعد تمام الموصول بصلته كالعطف ، فكما امتنع
العطف فكذلك التوكيد والبدل. والثانى : أن الفاء قد دخلت بين (أنّ) الأولى
والثانية ، والفاء لا تدخل بين المؤكّد والمؤكّد ، ولا بين البدل والمبدل منه ،
وقد وجد ههنا ، فينبغى ألا يكون توكيدا ولا بدلا.
وأما الرفع
بالظرف فقد تكلمنا عليه فى كتاب الأنصاف فى مسائل الخلاف .
قوله تعالى : (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي
الْأَرْحامِ) (٥).
نقرّ ، بالرفع
على الاستئناف ، وتقديره ، ونحن نقرّ ، وليس معطوفا على (لنبيّن لكم). وقرئ بالنصب
بالعطف على (لنبيّن) ، وهى رواية عن المفضّل.
قوله تعالى : (لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ
شَيْئاً) (٥).
منصوب بالمصدر
على قول البصريين لأنه الأقرب ، وب (يعلم) على قول الكوفيين لأنه الأوّل.
قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ) (٦).
ذا ، فى موضعه
وجهان : الرفع والنصب.
فالرفع على
تقدير خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، الأمر كذلك. والنصب على تقدير فعل ، وتقديره ،
فعل الله ذلك بأنه الحق.
__________________
قوله تعالى : (ثانِيَ عِطْفِهِ) (٩)
ثانى ، منصوب على
الحال من المضمر فى (يجادل). وهو عائد على (من). فالإضافة فى تقدير الانفصال ،
وتقديره : ثانيا عطفه ، ولذلك لم يكتسب التعريف بالإضافة.
قوله تعالى : (يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ
نَفْعِهِ) (١٣).
فيه أربعة
أوجه. الأول : أن يكون (من) فى موضع نصب ب (يدعو) ، واللام موضوعة فى غير موضعها ،
وتقديره : يدعو من لضرّه أقرب من نفعه ، فقدمت اللام إلى (من) ، وضرّه مبتدأ.
وأقرب من نفعه : خبره ، وهذا قول الكوفيين.
والثانى : أن
يكون مفعول (يدعو) محذوفا ، واللام فى موضعها ، وتقديره : يدعو إليها لمن ضرّه
أقرب من نفعه. فمن ، مبتدأ ، وخبره ، أقرب من نفعه ، جملة اسمية صلة (من). ولبئس
المولى ، خبر (من) وهو قول أبى العباس المبرد.
والثالث : أن
يكون (يدعو) بمعنى (يقول) ، وما بعده مبتدأ وخبر وتقديره ، يقول لمن ضرّه عندكم
أقرب من نفعه إلهى. فيكون خبر المبتدأ محذوفا ، أى. إنّ الكافر يقول : الصنم الذى
تعدونه من جملة الضرر إلهى.
والرابع : أن
يكون (يدعو) تكرارا للأول لطول الكلام كقوله تعالى :
(لا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ
يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ)
كرر لطول
الكلام.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ
هادُوا) إلى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ
أَشْرَكُوا) (١٧).
__________________
لم يذكر خبرا (لأنّ)
وفى خبرها وجهان. أحدهما : أن يكون الخبر محذوفا.
والثانى : أن
يكون الخبر قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ
بَيْنَهُمْ) كقول الشاعر :
١٣٥ ـ إنّ الخليفة إنّ الله سربله .
وإجاز البصريون
: إنّ زيدا إنه منطلق. كما يجوز أن يقال : إنّ زيدا هو منطلق. وأباه الفراء ،
وأجازه فى الآية ، لأن فيها معنى الجزاء ، فحمل الخبر على المعنى.
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ
مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) إلى قوله تعالى. (وَكَثِيرٌ مِنَ
النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) (١٨).
كثير من الناس
، مرفوع من وجهين :
أحدهما : أن
يكون مرفوعا بالعطف على (من) فى قوله تعالى : (يَسْجُدُ لَهُ مَنْ
فِي السَّماواتِ)
، وجاز ذلك لأن
السجود بمعنى الانقياد ، وكل مخلوق منقاد تحت قدرة الله تعالى.
والثانى : أن
يكون مرفوعا على الابتداء ، وما بعده خبره ، وقيل : خبره محذوف وتقديره ، وكثير من
النّاس ثبت له الثواب. فيكون مطابقا لقوله تعالى : (وَكَثِيرٌ حَقَّ
عَلَيْهِ الْعَذابُ)
، ولو عطف على (من
فى السّموات ومن فى الارض) ، لكان كالتكرار ، وحمل الكلام ، مع وجود الاحتمال على
زيادة فائدة معنى أولى.
قوله تعالى : (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ
وَالْجُلُودُ) (٢٠).
ما ، فى موضع
رفع لأنه مفعول ما لم يسم فاعله ، والجلود ، عطف عليه. والهاء فى (به) عائدة على
الحميم.
__________________
قوله تعالى : (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا
مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) (٢٢).
من غمّ ، فى
موضع نصب ، لأنه يدل من قوله (منها) ، وتقديره ، كلما أرادوا أن يخرجوا من غمّ
أعيدوا فيها.
وذوقوا عذاب ،
تقديره ، ويقال لهم ذوقوا عذاب الحريق ، فحذف القول ، وحذف القول كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ
ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً) (٢٣).
بالجرّ والنصب
، فالجرّ بالعطف على (ذهب).
والنصب من
وجهين. أحدهما : أن يكون منصوبا بتقدير فعل ، وتقديره ، ويعطون لؤلؤا لدلالة (يحلّون)
عليه فى أول الكلام ، كقراءة من قرأ : (وحورا عينا) .
أى ويعطون حورا
عينا. لدلالة ما قبله عليه.
والثانى :
بالعطف على موضع الجار والمجرور من قوله : (من أساور) كما يجوز أن يقال : مررت
بزيد وعمرا.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ
عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ
وَالْبادِ) (٢٥).
__________________
الواو فى (يصدّون)
يجوز أن تكون واو عطف ، ويجوز أن تكون واو حال ، فإن كانت للعطف ، عطف المضارع على
الماضى حملا على المعنى ، على تقدير ، إنّ الكافرين والصادّين. وإن كانت للحال ،
كان تقديره ، إنّ الذين كفروا صادّين عن سبيل الله. وخبر (إنّ) مقدّر ، وتقديره ،
إنّ الذين كفروا ويصدّون عن سبيل الله معذبون. وزعم الكوفيون أن الخبر (يصدّون)
والواو فيه زائدة ، وتقديره إنّ الذين كفروا يصدّون. وقد بينا هذا كله فى كتاب
الإنصاف .
وسواء العاكف
فيه والباد ، (العاكف) مبتدأ. والباد ، عطف عليه ، وسواء ، خبر مقدم. وقيل : سواء
مرفوع لأنه مبتدأ. والعاكف مرفوع بفعله ويسد مسدّ الخبر ، وهو ضعيف فى القياس ؛
لأنّ سواء إنما يعمل إذا كان بمعنى مستو ، ومستو إنما يعمل إذا كان معتمدا على شىء
قبله ، ومن نصب (سواء) على المصدر فعلى تقدير : سوّينا ، أو على الحال من الهاء فى
(جعلناه) ، و (جعلناه) عامل فيه ، ورفع العاكف به لاعتماده.
وقرئ سواء
بالنصب. وجر (العاكف والبادى) على تقدير ، جعلناه للناس العاكف والبادى سواء ،
فيكون (العاكف والبادى) ، مجرورين على البدل من (الناس) ، وسواء ، منصوبا لأنه
مفعول ثان يجعلنا.
قوله تعالى : (وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ
الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً) (٢٦).
فى اللام فى (لإبراهيم)
وجهان :
أحدهما : أن
تكون زائدة ، لأنّ (بوّأنا) يتعدّى إلى مفعولين ، فإبراهيم ، هو المفعول الأول.
ومكان ، المفعول الثانى.
والثانى : ألا
تكون زائدة ، ويكون (بوّأنا) محمول على معنى (جعلنا) ، فكأنه قال : جعلنا لإبراهيم
مكان البيت ، ظرف ، والمفعول محذوف وتقديره ، بوّأنا لإبراهيم مكان البيت منزلا.
__________________
وألّا تشرك بى
شيئا ، (أن) فيها ثلاثة أوجه.
الأول : أن
تكون مخففة من الثقيلة فى موضع نصب ، وتقديره بأنه لا تشرك بى.
والثانى : أن
تكون مفسّرة بمعنى (أى).
والثالث : أن
تكون زائدة.
قوله تعالى : (يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ
يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (٢٧).
رجالا ، منصوب
على الحال من الواو فى (يأتوك) ، وعلى كلّ ضامر ، الجار والمجرور فى موضع نصب على
الحال وتقديره ، يأتوك رجالا وركبانا. ويأتين ، يعود إلى معنى (كلّ) ، وفعل غير
العقلاء كفعل المؤنث ، ودلت (كل) على العموم ، فأتى الخبر على المعنى بلفظ.
ومن قرأ : (يأتوك)
جعله عائدا إلى الناس.
قوله تعالى : (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ
الْعَتِيقِ ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ) (٢٩ ، ٣٠).
فى موضع (ذلك)
وجهان ، الجر والرفع.
فالجر على
الوصف ل (البيت العتيق).
والرفع على أنه
خبر مبتدأ محذوف ، أى الأمر ذلك. وكذلك قوله تعالى :
(ذلك ومن عاقب).
تقديره ، الأمر
ذلك.
قوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ
الْأَوْثانِ) (٣٠).
من ، لتبيين
الجنس ، وزعم الأخفش أنها للتبعيض ، وتقديره عنده ، فاجتنبوا الرجس الذى هو بعض
الأوثان. والأوّل أولى وأجود ، لأنه أعمّ فى النهى.
قوله تعالى : (حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ
بِهِ) (٣١).
حنفاء ، منصوب
على الحال من المضمر فى (اجتنبوا) ، وكذلك (غير مشركين به) ، والعامل فى الحال (اجتنبوا).
قوله تعالى : (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ
فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (٣٢).
القراءة
المشهورة جرّ القلوب بالإضافة ، وتقرأ برفع (القلوب) بالمصدر ، لأن (التقوى) مصدر
كالدّعوى ، فيرتفع به ما بعده.
قوله تعالى: (وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ) (٣٥).
تقرأ (الصلاة)
بالجر والنصب :
فالجر على
الإضافة ، ولم تكن الألف واللام مانعا من الإضافة لأنها بمعنى الذى ، والدليل على ذلك
قوله تعالى :
(وَبَشِّرِ
الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ).
فالذين ، نصب
صفة (للمخبتين) : ثم قال : والصابرين : والتقدير ، والذين صبروا على ما أصابهم ،
ثم قال : والمقيمى الصلاة ، أى ، والذين أقاموا الصلاة : ولهذا جاز النصب فى (المقيمى
الصلاة). إلّا أن حذف النون إذا قرئ بالنصب إنما كان للتخفيف لا للإضافة ، وعلى
هذين الوجهين ينشد قول الشاعر :
١٣٥ ـ الحافظو عورة العشيرة لا يأ
|
|
تيهم من
ورائهم وكف
|
__________________
يروى ، عورة
العشيرة بالجر والنصب على ما بيّنّا.
قوله تعالى : (وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ
شَعائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها صَوافَّ) (٣٦).
والبدن ، منصوب
بفعل مقدر ، دل عليه المظهر ، وتقديره ، وجعلنا البدن جعلناها لكم فيها خير.
خير ، مرفوع
بالظرف ارتفاع الفاعل بفعله ، لأنه قد جرى حالا على الهاء فى (جعلناها) وتقديره ،
كائنا لكم فيها خير.
وصوافّ ؛ منصوب
على الحال من الهاء والألف فى (عليها) ، وهو لا ينصرف لأنه جمع بعد ألفه حرفان : أى
مصطفّة.
وقرئ : صوافن
بالنون وهى المعقولة للنحر ، وقرئ أيضا : صوافى بياء مفتوحة ومعناها خالصة لله
تعالى ؛ وكلتا القراءتين منصوب على الحال غير منصرف بمنزلة (صوافّ).
قوله تعالى : (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها) (٣٧).
قرئ (ينال)
بالياء والتاء ، فمن قرأ بالياء بالتذكير أراد معنى الجمع ، ومن قرأ بالتاء
بالتأنيث أراد معنى الجماعة ، والفصل بين الفعل والفاعل بالمفعول يقوى التذكير
ويزيده حسنا.
قوله تعالى : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) (٤٠).
فى موضع جرّ
لأنه صفة لقوله : (أُذِنَ لِلَّذِينَ
يُقاتَلُونَ) وتقديره : أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا الّذين
أخرجوا. ويكون ، قوله تعالى :
(وَإِنَّ اللهَ عَلى
نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)
،
فصلا بين الصفة والموصوف. كقوله تعالى :
(وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ
لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ)
وتقديره ، وإنه
لقسم عظيم لو تعلمون. والفصل بين الصفة والموصوف كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ
بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ) (٤٠).
أن يقولوا
ربّنا الله ، فى موضع نصب ، لأنه استثناء منقطع.
قوله تعالى : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي
الْأَرْضِ) (٤١).
الذين فيه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون فى موضع جر لأنه صفة أخرى كقوله تعالى :
(أُذِنَ لِلَّذِينَ
يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا).
والثانى أن
يكون منصوبا على البدل من (من) فى قوله تعالى :
(وَلَيَنْصُرَنَّ
اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ)
وهو موصول
بالشرط والجزاء ، و (إن) مكّنّاهم هو الشرط و (أقاموا الصلاة) هو الجزاء.
قوله تعالى : (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) (٤٥).
الكاف فى موضع
نصب بفعل مقدر يفسره هذا المظهر ، وتقديره ، وكأيّن من قرية أهلكتها أهلكتها. إلا
أنه اكتفى بقوله : (أهلكتها) وهذا إنما يصح إذا جعلت
__________________
(أهلكتها) خبرا. فإن جعلتها صفة ل (قرية) ، لم يجز أن تكون مفسرة لفعل مقدر
، لأن الصفة لا تعمل فيما قبل الموصوف ، ولهذا لو قلت : أزيد أنت رجل تضربه ، لم
يجز أن تنصبه بفعل يفسره (تضربه) ، لأنّ (تضربه) صفة لرجل ، فلا يكون مفسرا لفعل
مقدر ، كما لا يجوز أن يعمل فيما قبل الموصوف.
قوله تعالى : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) (٤٥).
مجرور لأنه
معطوف على (قرية) وتقديره : وكم من بئر معطلة ، وقيل : هو معطوف على (عروشها).
قوله تعالى : (وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ) (٥٣).
الضمير المجرور
فى (قلوبهم) يعود إلى الألف واللام ، وهذا يدل على أنّ الألف واللام فى حكم
الأسماء ، لأن الحروف لا حظّ لها فى الضمير ألبتة ، وتقديره ، فويل للذين قست
قلوبهم . ولهذا التقدير عاد الضمير.
قوله تعالى : (ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما
عُوقِبَ بِهِ) (٦٠).
من ، فى موضع
رفع لأنه مبتدأ ، وهو بمعنى الذى ، وصلته (عاقب) ، وخبره (لينصرنّه الله) ، ولا
تكون (من) ههنا شرطية لأنه لا لام فيها ، كما فى قوله تعالى :
(لَمَنْ تَبِعَكَ
مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ).
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ
السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) (٦٣).
فتصبح ، مرفوع
محمول على معنى (ألم تر) ومعناه ، انتبه يا ابن آدم أنزل الله من السماء ماء ، ولو
صرّح بقوله : انتبه ، لم يجز فيه إلا الرفع ، فكذلك ما هو بمعناه.
__________________
قوله تعالى : (قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ
ذلِكُمُ النَّارُ) (٧٢).
النار ، رفع من
وجهين :
أحدهما : أن
يكون رفعا لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هى النار.
والثانى : أن
يكون مبتدأ ، وتكون الجملة الفعلية وهى قوله : (وعدها الله) خبره.
قوله تعالى : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) (٧٨).
ملّة ، منصوب
لثلاثة أوجه :
الأول : أن
يكون منصوبا لفعل مقدر ، وتقديره ، اتّبعوا ملة أبيكم.
والثانى : أن
يكون منصوبا على البدل من موضع الجار والمجرور وهو قوله : (فى الدّين) لأنّ موضعه
النصب (بجعلنا).
والثالث : أن
يكون منصوبا على تقدير حذف حرف الخفض ، أى كملّة أبيكم إبراهيم ، وتقديره ، وسّع
عليكم فى الدين كملّة أبيكم إبراهيم ، لأنّ فى (جعل عليكم) ما يدل على (وسّع عليكم)
وهذا الوجه ذكره الفراء وفيه بعد.
قوله تعالى : (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ
قَبْلُ وَفِي هذا) (٧٨).
هو ، فيه وجهان
:
أحدهما : أنّ
المراد به (الله تعالى).
والثانى : أن
يراد به (إبراهيم).
وفى هذا ، أى
سمّاكم المسلمين فى هذا القرآن ، والمضمر المرفوع فى (سمّاكم) يحتمل أيضا الوجهين
المتقدمين اللذين ذكرناهما فى (هو) ، والله أعلم.
«غريب إعراب سورة المؤمنين»
قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (١).
قرئ : قد افلح.
بإلقاء حركة همزة (أفلح) على دال (قد) ، وحذف الهمزة ، كقولهم : من ابوك ، وكم
ابلك. وإنما حذفت الهمزة ، لأنه لما نقلت حركتها عنها ، بقيت ساكنة ، والدال قبلها
ساكنة ، لأنّ حركتها عارضة ، فأشبه اجتماع الساكنين ، فحذفت لالتقاء الساكنين.
وكانت أولى
بالحذف لثلاثة أوجه.
الأول : أنها
هى الساكنة لفظا فكانت أضعف.
والثانى : أنها
اختلّت بزوال حركتها.
والثالث : أنّ
الاستثقال وقع بها فكانت أولى بالحذف.
وهذه الكلمات
الثلاث التى هى :
(قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ)
قد انتظمت
أقسام الكلم الثلاث التى هى الاسم والفعل والحرف ، فإنّ (قد) حرف ، و (أفلح) فعل ،
و (المؤمنون) اسم.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) (٤).
أى ، يؤدّون
الزكاة ، وقيل : أى الذين لأجل الطهارة وتزكية النفس عاملون الخير.
كقوله تعالى :
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ
تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) ،
__________________
وحمل تفسير القرآن بعضه على بعض أولى.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ
وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) (٨).
إنما جمع (أمانات)
جمع (أمانة) وهو مصدر ، والمصادر لا تجمع لأنها تدل على الجنس ، إلّا أن تختلف
أنواعها ، فيجوز تثنيتها وجمعها ، والأمانة ههنا مختلفة لأنها تشتمل على سائر
العبادات وغيرها من المأمورات.
قوله تعالى : (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً) (١٤).
النطفة وعلقة ،
منصوبان لأنهما مفعولا (خلقنا) ، وخلقنا ههنا يتعدى إلى مفعولين ، لأنه بمعنى (صيّرنا)
، ولو كان بمعنى (أحدث) لتعدى إلى مفعول واحد ، وحكمه كحكم «جعلنا» إن كان بمعنى «صيّرنا»
تعدى إلى مفعولين ، وإن كان بمعنى «أحدث» تعدى إلى مفعول واحد.
قوله تعالى : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) (١٤).
أحسن ، مرفوع
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا على البدل من «الله» ، ولا يجوز أن يكون وصفا ، لأنّ إضافة أفعل إلى
ما بعده فى نية الانفصال لا الاتصال : لأنه فى تقدير ، أحسن من الخالقين. كما تقول
: زيد أفضل القوم. أى : أفضل منهم. فلا يكتسى المضاف من المضاف إليه تعريفا ، فوجب
أن يكون بدلا لا وصفا.
والثانى : أن
يكون مرفوعا لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره : هو أحسن الخالقين. وقوّى هذا
التقدير ، أنه موضع مدح وثناء.
قوله تعالى : (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ
سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) (٢٠).
شجرة : منصوب
بالعطف على «جنات» ، والتقدير ، فأنشأنا لكم به جنات وشجرة تخرج من طور سيناء.
وسيناء بفتح
السين وكسرها ، فمن قرأ بفتحها ، جعله بمنزلة «حمراء» ، ولم يصرف للتأنيث ولزومه ،
وقيل للوصف والتأنيث. والأول أصح ، ولا يصح أن يكون «سيناء» فعلا لا لأنه لم يأت
على هذا الوزن فى غير المضاعف إلا فى قولهم : ناقة بها خرعال. أى : ظلع. وقيل : إن
الألف فيه نشأت عن إشباع الفتحة ، وعلى كل حال فهو من الشاذ الذى لا يخرّج عليه.
ومن قرأ بكسر
السين جعله ملحقا برداح كعلباء ، وكان حقه أن يصرف كما يصرف علباء ، إلا أنه لم
يصرف ، لأنه اسم بقعة ، فلم ينصرف للتعريف والتأنيث ، وقيل للتعريف والعجمة.
وتنبت بالدّهن
، يقرأ بفتح التاء وضمها. فمن قرأ بالفتح جعل الباء للتعدية.
ومن قرأ بالضم
، جعله من أنبت وهو رباعى.
ففى الباء
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
تكون الباء للتعدية ، وتكون «أنبت» بمعنى «نبت» وهما لغتان والثانى : أن
تكون الباء زائدة ، لأن الفعل متعد بالهمزة ، وتقديره : تنبت الدهن ، كقوله تعالى
:
(وَلا تُلْقُوا
بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)
أى : لا تلقوا
أيديكم.
والثالث : أن
تكون للحال ، ومفعول «تنبت» محذوف وتقديره : تنبت ما تنبت ومعه الدّهن.
قوله تعالى : (وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً
مُبارَكاً) (٢٩).
__________________
يقرأ : «منزلا»
بضم الميم وفتحها ، فمن قرأ بالضم ، جعله مصدرا لفعل رباعى ، وهو «أنزل» ، وتقديره
: أنزلنى إنزالا مباركا. ويجوز أن يكون اسما للمكان.
ومن قرأ بالفتح
جعله مصدرا لفعل ثلاثى وهو «نزل» ، لأن «أنزل» يدل على «نزل» ، ويجوز أن يكون اسما
للمكان أيضا.
قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا
لَمُبْتَلِينَ) (٣٠).
إنّ ، مخففة من
الثقيلة وتقديره وإنه كنّا لمبتلين.
وذهب الكوفيون
إلى أنّ (إن) بمعنى (ما) ، واللام بمعنى (إلا) وتقديره ، ما كنّا إلّا مبتلين. وقد
ذكرنا نظائره.
وقوله تعالى : (يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ
وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ) (٣٣).
ما ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون مع الفعل بعدها فى تأويل المصدر ، ولهذا لم تفتقر إلى عائد يعود إليها.
والثانى : أن تكون
بمعنى الذى ، فتفتقر إلى تقدير عائد يعود إليها من صلتها ، وهى (تشربون) وتقديره ،
مما تشربونه. فحذف تخفيفا. وقال الفراء : إنّ التقدير فيه ، مما تشربون منه ، فحذف
(منه).
قوله تعالى : (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ
وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) (٣٥).
أنكم مخرجون ،
فيه ثلاثة أوجه.
الأول أن يكون
بدلا من الأولى ، وتقدير الآية ، أيعدكم أنّ إخراجكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما.
فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، وإنما وجب هذا التقدير
لاستحالة حمل الكلام على ظاهره ، لأنه يؤدى إلى أن يكون (إذا متم) ، خبرا
عن الكاف والميم فى (أنكم). وإذا ظرف زمان ؛ وظروف الزمان لا تكون أخبارا عن الجثث
، ألا ترى أنه لا يجوز أن يقال : زيد يوم الجمعة ، فوجب ان يكون الإخراج مقدرا ،
وبهذا التقدير ، يندفع اعتراض من زعم أن البدل إنما يصحّ بعد تمام (أنّ) بصلتها
وهى اسمها وخبرها ، لأن إنما يصح إذا لم يقدر حذف مضاف ، فأما إذا قدر حذف مضاف
وقد تمت (أنّ) بصلتها.
والثانى : أن
يكون تأكيدا للأولى وتقديره ما قدمنا ، وبذلك التقدير يندفع أيضا قول من يقول : إن
التأكيد إنما يجوز بعد تمام (أن) باسمها وخبرها ، إذ تمت به (أنّ) باسمها وخبرها.
والثالث : أن
يكون فى موضع رفع بالظرف ، وهو «إذا» على قول الأخفش ، والعامل فى «إذا» مقدر ،
وتقديره ، أيعدكم وقت موتكم وكنتم ترابا إخراجكم. فيكون الظرف وما رفع به ، خبر «أنّ»
، ولا يجوز أن تعمل فى «إخراجكم» لأنه يصير فى صلة «إخراجكم» ، لأنه مصدر ، وصلة
المصدر لا عليه ، لأنه لا يجوز أن تتقدم الصلة على الموصول. ولا يجوز أيضا أن تعمل
فى «إذا» لأنه مضاف إليه ، والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف.
قوله تعالى : (هَيْهاتَ هَيْهاتَ) (٣٦).
هيهات ، اسم
لبعد ، وهو فعل ماض ولهذا كان مبنيّا ، وهو يفتقر إلى فاعل ، وفاعله مقدر ،
وتقديره ، هيهات إخراجكم هيهات إخراجكم. وقيل موضعه نصب ، كأنه موضوع موضع المصدر
، كأنه قيل : بعد بعدا لما توعدون. وقيل : موضعه رفع بالابتداء ، ولما توعدون
خبره. ولو كان كذلك لكان ينبغى ألا تنبنى «هيهات» لأن البعد معرب فلا ينبغى أن
يبنى ما قام مقامه ، وإنما يبنى لأنه قام مقام «بعد» كشتان وسرعان ووشكان. فإنها
بنيت لقيامها مقام «شتّ وسرع ووشك». والوقف عليه
عند البصريين لمن فتح بالهاء نزلها منزلة المفرد كثمرة ، والوقف عليها لمن كسر
بالتاء نزلها منزلة الجمع كثمرات ، ومن العرب من لا ينوّن «هيهات» فى التعريف ،
وينوّنها فى التنكير ، فرقا بين التعريف والتنكير ، وكررت ههنا للتأكيد.
قوله تعالى : (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) (٤٠).
أى ، عن قليل.
وما ، زائدة. وعن تتعلق بفعل مقدر يفسره قوله : (ليصبحنّ) ، لأنه لا يجوز أن يقال
: والله زيدا لأكرمنّ. وقيل إنه يجوز فى الظرف ما لا يجوز فى غيره.
قوله تعالى : (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا) (٤٤).
أصلها وترى من
المواترة ، فأبدل من الواو تاء ، كتراث وتهمة وتخمة ، ويقرأ بتنوين وغير تنوين.
فمن قرأ بالتنوين جعل ألفها للإلحاق بجعفر وشرحب ، وألف الإلحاق قليلة فى المصادر
، ولهذا جعلها بعضهم بدلا من التنوين ، ومن لم ينون ، جعل ألفها للتأنيث كالدّعوى
والعدوى ، لم ينصرف للتأنيث ولزومه. وتترى ، فى موضع نصب على الحال من «الرسل» أى
، أرسلنا رسلنا متواترين.
قوله تعالى : (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً
واحِدَةً) (٥٢).
إنّ ، تقرأ
بالكسر والفتح ، فالكسر على الابتداء والاستئناف.
والفتح فيه
وجهان.
أحدهما : النصب
، والآخر الجر.
فالنصب من
وجهين.
أحدهما : فى
موضع نصب على تقدير حذف حرف الجر ، أى ، وبأنّ هذه ، والحرف يتعلق ب «اتقون».
__________________
والثانى : أن
يكون منصوبا بفعل مقدر وتقديره ، واعلموا أنّ هذه أمتكم. وهو قول الفراء.
والجر بالعطف
على «ما» فى قوله : «بما تعملون» ، وهو قول الكسائى.
وأمة واحدة ،
يقرأ بالنصب والرفع.
فالنصب على
الحال ، أى هذه أمتكم مجتمعة.
والرفع من
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون بدلا من «أمتكم» ، التى هى خبر «إنّ».
والثانى : أن
يكون خبرا بعد خبر.
والثالث : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هى أمة واحدة.
قوله تعالى : (أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ
مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ) (٥٥ ، ٥٦).
ما ، بمعنى
الذى فى موضع نصب ، لأنها اسم «أن» ، وخبرها «نسارع لهم به» فحذف «به» ، وليس على
حد الحذف فى قولهم : الذى مررت زيد. من قولهم : الذى مررت به زيد. لأن هذا الحذف
وقع فى الصلة ، وتقدير الحذف وقع فى الخبر. وقيل تقديره ، نسارع لهم فيه. فأظهر
المظهر فقال. فى الخيرات. ومثله قولك : إن زيدا يكلّم عمرا فى زيد ، اى : فيه.
وأكثر ما يجىء مثل هذا فى الشعر لا فى اختيار الكلام.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ
رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) (٥٧).
خبر «إنّ» فى
قوله تعالى :
(أُولئِكَ يُسارِعُونَ
فِي الْخَيْراتِ) (٦١).
أولئك ، مبتدأ.
ويسارعون جملة فعلية خبر المبتدأ. والمبتدأ وخبره فى موضع رفع لأنه خبر «إنّ».
قوله تعالى : (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً
تَهْجُرُونَ) (٦٧).
مستكبرين
وسامرا ، منصوبان على الحال. وبه ، من صلة «سامر» ، وقال : «سامرا» بعد قوله : «مستكبرين»
لأن «سامرا» فى معنى «سمّار» فهو اسم للجمع كالحامل والباقر ، اسم لجماعة الجمال
والبقر.
وتهجرون ، قرئ
بفتح التاء وضمها ، فمن قرأ بفتحها جعله من «هجر يهجر هجرا وهجرانا) أراد يهجرون
آياتى وما يتلى عليكم من كتابى.
ومن قرأ بضمها
، جعله من «أهجر» إذا هذى ، والهجر الهذيان فيما لا خير فيه من الكلام.
قوله تعالى : (فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ) (٧٦).
أصله استكونوا
على وزن استفعلوا من الكون ، فنقلت فتحة الواو إلى الكاف ، فتحركت فى الأصل وانفتح
ما قبلها الآن ، فقلبت ألفا ، وقيل : هو (افتعلوا) من السكون فأشبعت الفتحة فنشأت
الألف ، وهذا ضعيف جدا لأن الإشباع لا يقع فى اختيار الكلام ، والأول أصح فى اللفظ
والاشتقاق ، وهذا التصريف أوضح فى المعنى.
قوله تعالى : (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ
وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (٨٦).
جوابه قراءة من
قرأ :
(سيقولون لله).
وأما قراءة من
قرأ (سيقولون لله) فليس بجواب قوله تعالى (مَنْ رَبُّ
السَّماواتِ
السَّبْعِ) من جهة اللفظ ، وإنما هو جوابه من جهة المعنى ، لأن
معنى قوله : (مَنْ رَبُّ
السَّماواتِ) (لمن السموات) فقيل فى جوابه (لله) ونظيره ما بعده ، وهو قوله تعالى :
(قُلْ مَنْ بِيَدِهِ
مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) (٨٨).
فقال : لله.
حملا على المعنى ، والحمل على المعنى كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) (٩٢).
يقرأ (عالم)
بالجر والرفع ، فالجر على البدل من الله فى قوله تعالى :
(سُبْحانَ اللهِ
عَمَّا يَصِفُونَ).
والرفع ، هو
عالم الغيب والشهادة.
قوله تعالى : (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما
يُوعَدُونَ. رَبِّ فَلا
تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٩٣ ، ٩٤).
ربّ : أراد يا
ربّ ، وهو اعتراض بين الشرط وجوابه بالنداء ، كما جاء اعتراضا بين المصدر وما عمل
فيه فى قول الشاعر :
١٣٦ ـ على حين ألهى الناس جلّ أمورهم
|
|
فندلا زريق
المال ندل الثعالب
|
وتقديره ،
فندلا يا زريق المال. فجاء (زريق) وهو منادى ، اعتراضا بين المصدر وهو (ندلا)
ومعموله وهو (المال).
__________________
قوله تعالى : (قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) (٩٩).
إنما جاءت
المخاطبة بلفظ الجمع لأن الملك يخبر عن نفسه بلفظ الجمع ، فخوطب بالمعنى الذى يخبر
به عن نفسه. وقيل. إنما إرجعون. على معنى التكرير كأنه قال : ارجعنى ارجعنى. فجمع
، كما ثنّى فى قوله :
(أَلْقِيا فِي
جَهَنَّمَ) أى ألق ألق.
قوله تعالى : (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا) (١١٠).
قرئ بضم السين
وكسرها وهما لغتان بمعنى واحد ، وهما من سخر يسخر من الهزء واللعب ، وقيل : من ضمّ
جعله من السّخرة ، ومن كسرها جعله من الهزء واللعب.
قوله تعالى : (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما
صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ) (١١١).
بما صبروا ، (ما)
مصدرية. وأنهم فى موضع نصب ب (جزيتهم) ، لأنه مفعول ثان ، ويجوز أن يكون فى موضع
نصب على تقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، جزيتهم بصبرهم لأنهم الفائزون ، وهم ، فصل
عند البصريين وعماد عند الكوفيين.
قوله تعالى : (قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ
عَدَدَ سِنِينَ) (١١٢).
كم ، منصوبة
الموضع ب (لبثتم). وعدد سنين ، منصوب على التمييز.
وسنين ، جمع
سنة ، وأصل سنة سنهه أو سنوه ، فلما حذفت اللام ، جمعه جمع التصحيح ، عوضا عما
دخلها من الحذف ، كثبة وعدة وقلة وأصلها : ثبوة وعدوة ، وقلوة. فلما حذفوا اللام
منها ، جمعوها بالواو والنون فقالوا ، ثبون ، وعدون ، وقلون ، فكذلك سنون. إلا
أنهم أدخلوا فيها ضربا من التكسير فكسّروا السنين ،
__________________
إشعارا بأنه جمع بالواو والنون على خلاف الأصل ، لأن الأصل فى هذا الجمع ،
أن يكون لمن يعقل.
قوله تعالى : (فَسْئَلِ الْعادِّينَ) (١١٣).
يقرأ (العادّين)
بتشديد الدال وتخفيفها ، فمن قرأ بالتشديد جعله (العادّ) فاعل من العدّ ، وهو مصدر
عدّ يعدّ عدّا.
ومن قرأ
بالتخفيف جعله جمع (عادى) من قولهم : بئر عاديّة ، إذا كانت قديمة ، فلما جمع
بالواو والنون ، حذف منه ياء النسب ، وصارت ياء الجمع عوضا عن ذلك ونظيره : الأعجمين
والأشعرين ، وهو جمع أعجمىّ وأشعرىّ منسوب إلى أعجم ، وأشعرىّ منسوب إلى بنى أشعر
، وقيل فى قوله تعالى :
(سَلامٌ عَلى إِلْ
ياسِينَ) ، أنه جمع إلياسىّ ، منسوب إلى إلياس ومنه قول الشاعر :
متى كنّا لأمّك مقتوينا .
وهو جمع مقتوىّ
، منسوب إلى مقتو ، وهو مفعل من القتو ، وهى الخدمة وفيه كلام ليس هذا موضع ذكره.
__________________
«غريب إعراب سورة النور»
قوله تعالى : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها) (١).
سورة ، مرفوع
لأنه خبر مبتدأ محذوف وأنزلناها ، صفة ل (سورة) وتقديره ، هذه سورة منزلة ، وقد
قرئ (سورة) بالنصب على تقدير فعل تكون (أنزلناها) مفسرا له وتقديره ، أنزلنا سورة
أنزلناها.
قوله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) (٢).
الزانية ، رفع بالابتداء ، وفى خبره وجهان.
أحدهما : أن
يكون خبره محذوفا وتقديره ، وفيما يتلى عليكم الزانية والزانى.
والثانى : أن
يكون خبره (فاجلدوا) والفاء زائدة ، كما يقال : زيد فاضربه ، وصلح أن يكون خبرا
للمبتدأ ، وإن كان أمرا.
والخبر ما
احتمل الصدق والكذب لوجهين. أحدهما : أن يكون التقدير ، أقول فاجلدوا ، وحذف القول
كثير فى كلامهم. والثانى : أن يكون محمولا على المعنى كأنه يقول : الزانية والزانى
كل واحد منهما مستحق للجلد وكذلك قولك : زيد فاضربه تقديره ، أقول اضربه ، أو
مستحق للضرب.
قوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) (٥).
الذين ، يجوز
أن يكون فى موضع نصب ورفع وجر. فالنصب على الاستثناء ، كأنه قال : إلا التائبين.
والرفع على الابتداء ، وخبره (فإن الله غفور رحيم). والجر على البدل من الهاء
والميم فى (لهم).
__________________
قوله تعالى : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا
أَنْفُسُهُمْ) (٦)
أنفسهم ، مرفوع
على البدل من «شهداء» وهم ، اسم كان ، ولهم خبرها.
قوله تعالى : (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً) (٤).
منصوب على
المصدر. وجلدة منصوب على التمييز.
قوله تعالى : (فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ
شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) (٦).
فشهادة ، مرفوع
من وجهين. أحدهما : أن يكون مرفوعا بالابتداء وخبره محذوف ، وتقديره ، فعليهم
شهادة أحدهم. والثانى : أن يكون مرفوعا لأنه خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، فالحكم
شهادة أحدهم أربع شهادات.
وأربع شهادات ،
يقرأ بالنصب والرفع. فالنصب على أن يكون منصوبا على المصدر والعامل فيه شهادة
لأنها فى تقدير «أن» والفعل ، وتقديره ، أن يشهد أربع شهادات بالله. وبالله ،
يتعلق بالثانى عند البصريين وبالأول عند الكوفيين. والرفع على أن «شهادة أحدهم»
مبتدأ. وأربع ، خبره ، كما تقول : صلاة العصر أربع ركعات. ويكون «بالله» متعلقا ب «شهادات»
ولا يجوز أن يتعلق ب «شهادة» ، لأنه يؤدى إلى أن يفصل بين الصلة والموصول ، بخبر
المبتدأ وهو (أَرْبَعُ شَهاداتٍ) ، ويكون (إِنَّهُ لَمِنَ
الصَّادِقِينَ) متعلقا ب «شهادات» ولا يجوز أن يتعلق ب «شهادة» ، لما
ذكرنا من الفصل بين الصلة والموصول.
قوله تعالى : (وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ
عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ) (٧).
الخامسة ، يجوز
فيها الرفع والنصب.
فالرفع من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا بالابتداء ، وما بعده خبره.
والثانى : أن
يكون مرفوعا بالعطف على «أربع» على قراءة من قرأه بالرفع. والنصب من وجهين.
أحدهما : أن
يكون صفة مصدر مقدر ، وتقديره ، أن تشهد الشهادة الخامسة : فحذف الموصوف وأقيمت
الصفة مقامه.
والثانى : أن
يكون معطوفا على (أَرْبَعُ شَهاداتٍ).
وأنّ ، فى موضع
نصب على تقدير حذف حرف جر ، وتقديره ، وتشهد الخامسة بأن لعنة الله.
قوله تعالى : (وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ
تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللهِ) (٨).
أن وصلتها فى
موضع رفع ، وتقديره ، ويدرأ عنها العذاب شهادتها ، وبالله إنه لمن الكاذبين ، وإنه
وما بعده فى موضع نصب ب «تشهد» ، إلّا أنه كسرت الهمزة من «إنه» لدخول اللام فى
الخبر والباء فى «بالله» يتعلق بالأول والثانى على ما ذكرنا من المذهبين.
قوله تعالى : (وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ
عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٩).
يقرأ الخامسة
بالرفع والنصب ، وقد قدمنا ذكرهما ، وقرئ «أنّ» (غَضَبَ اللهِ
عَلَيْها) بالتشديد ونصب (غَضَبَ اللهِ). وقرئ بتخفيف «أن» ورفع ، (غضب).
فمن قرأ بتشديد
«أنّ» ونصب «غضب» ، فهو ظاهر ومن قرأ بتخفيف (أن) ورفع (غضب) جعل أن مخففة من
الثقيلة ، وتقديره ، أنه غضب الله عليها. أى ، أن الأمر والشأن غضب الله عليها.
قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ) (١٠).
لم يذكر جواب (لو
لا) إيجازا واختصارا لدلالة الكلام عليه ، وتقديره ، ولو لا فضل الله عليكم ورحمته
لعاجلكم بالعقوبة ، أو يفضحكم بما ترتكبون من الفاحشة.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ
عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) (١١).
عصبة ، مرفوع
لأنه خبر (إنّ) ، ويجوز أن ينصب ويكون خبر (إن) (لكل امرئ منهم).
قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ
دِينَهُمُ الْحَقَّ) (٢٥).
يقرأ بالرفع
والنصب ، فمن قرأ بالرفع جعله صفة (لله) تعالى ، وفصل بين الصفة والموصوف بالمفعول
الذى هو (دينهم). ومن نصب جعله وصفا ل (دينهم).
قوله تعالى : (أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) (٢٦).
أولئك ، مبتدأ.
ومبرءون ، خبر المبتدأ. ومما يقولون ، جار ومجرور فى موضع نصب ، لأنه يتعلق ب (مبرءون)
: ولهم مغفرة ، جملة فى موضع خبر آخر ل (أولئك).
قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ
تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ) (٢٩).
متاع ، مرفوع
بالظرف على مذهب سيبويه كما يرتفع على مذهب الأخفش والكوفيين ، لأن الظرف جرى وصفا
للفكرة.
قوله تعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ
أَبْصارِهِمْ) (٣٠).
من ، ههنا
لتبين الجنس ، وزعم الأخفش أنها زائدة ، وتقديره عنده ، قل للمؤمنين يغضوا
أبصارهم. والأكثرون على خلافه ، لأنّ (من) لا تزاد فى الواجب ، وإنما تزاد فى
النفى.
قوله تعالى : (غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ
الرِّجالِ) (٣١).
غير ، يقرأ
بالنصب والجر ، فمن قرأ بالنصب نصبه على الاستثناء أو الحال ، ومن قرأ بالجر جره
على الوصف ل (التابعين) لأنه ليس بمعرفة صحيحة لأنه ليس بمعهود ، أو على البدل
منهم.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ) (٣٣).
الذين ، فى
موضع رفع بالابتداء وخبره محذوف وتقديره فيما يتلى عليكم الذين يبتغون الكتاب.
قوله تعالى : (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ) (٣٥).
مثل ، مرفوع ،
لأنه مبتدأ ، والكاف خبره. والهاء فى (نوره) فيه ثلاثة أوجه :
الأول : أن
تكون عائدة على (الله تعالى).
والثانى : أن
تكون عائدة على (المؤمن).
والثالث : أن
تكون عائدة على (الإيمان) فى قلب المؤمن.
قوله تعالى : (كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) (٣٥).
يقرأ (درىّ)
بضم الدال وتشديد الياء ، و (ودرى) بكسر الدال والهمز ، و (درى) بضم الدال
والهمزة.
فمن قرأ (درّى)
بالضم وتشديد الياء فيحتمل وجهين.
أحدهما ، أن
يكون جعله منسوبا إلى (الدّرّ).
والثانى : أن
يكون أصله (درئ) بالهمز فعيلا من الدرء ، فقلبت الهمزة ياء وأدغمت فى الياء قبلها.
ومن قرأ (درّئ) بالكسر والهمزة جعله فعّيلا من الدرء ، نحو خميّر ونسّيّق. ومن قرأ
(درئ) بضم الدال والهمزة فإنه جعله فعيّلا من (الدرء) ومعناه أنه يدفع الظلمة
لتلألؤه ، ووزنه فعّيل ، وهو وزن قليل ، ونظائره من الأسماء المرنق وهو العصفر.
قوله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ) (٣٦).
الجار والمجرور
يحتمل وجهين :
أحدهما ، أن
يكون صفة (مشكاة) فى قوله تعالى : (كمشكاة فيها مصباح) ، وتقديره ، كمشكاة كائنة
فى بيوت.
والثانى : أن
يكون متعلقا بقوله تعالى :
(يُسَبِّحُ لَهُ فِيها
بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ
اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ) (٣٦) و (٣٧).
يسبح ، يقرأ
بضم الياء وكسر الباء وفتحها. فمن قرأ بضم الياء وكسر الباء ، كان (رجال) مرفوعا
لأنه فاعل. ومن قرأ بضم الياء وفتح الباء كان (رجال) مرفوعا بفعل مقدر دل عليه (يسبح)
كأنه قيل : من يسبحه. فقال : رجال ، أى يسبحه رجال. كقول الشاعر :
١٣٧ ـ ليبك يزيد ضارع لخصومة
|
|
ومختبط ممّا
تطيح الطّوائح
|
كأنه لما قال :
ليبك يزيد ، قال قائل : من يبكيه؟ فقال : يبكيه ضارع لخصومة ، ولا يجوز رفعه ب (يسبح)
لاستحالة المعنى. وعن ذكر الله ، مصدر مضاف إلى المفعول ، لأن تقديره ، عن ذكرهم
الله. فحذف الفاعل وأضيف إلى المفعول كقوله تعالى :
(فَلا تَكُنْ فِي
مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ)
__________________
أى ، من لقائك إياه. وإقام الصلاة ، الأصل أن تقول فى (إقام الصلاة) ، (إقامة
الصلاة) ، إلا أنه حذفت التاء ، لأن المضاف إليه صار عوضا عنها ، كما صار عوضا عن
التنوين ، كما صارت (ها) فى يأيّها عوضا عن المضاف إليه.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ
بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) (٣٩).
كسراب ، جار
ومجرور فى موضع رفع لأنه خبر المبتدأ وهو (أعمالهم). وبقيعة ، فى موضع جر لأنه صفة
(سراب) وتقديره ، كسراب كائن بقيعة. وقيعة ، جمع قاع ، كجيرة جمع جار ، وفيه عائد
إلى الموصوف ، يحسبه الظمآن ماء ، جملة فعلية فى موضع جر صفة ل (سراب) أيضا. وشيئا
، منصوب على المصدر لأن التقدير فى (لم يجده شيئا) لم يجد وجود الآية لا شىء هناك.
وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ
يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها
فَوْقَ بَعْضٍ) (٤٠).
يغشاه موج ،
جملة فعلية فى موضع جر صفة ل (بحر) ومن فوقه موج ، يرتفع (موج) بالظرف عند سيبويه
، كما يرتفع به عند الأخفش ، لجريه صفة على المذكور المرفوع بأنه فاعل ، وكذا قوله
(من فوقه سحاب) يرتفع (سحاب) بالظرف عندهما ، وظلمات ، يقرأ بالرفع والجر ، فالرفع
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون بدلا من (سحاب).
والثانى : أن
يكون مرفوعا على تقدير مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هى ظلمات. والجر على أن يكون بدلا
من (ظلمات) الأولى.
قوله تعالى : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ
فِيها مِنْ بَرَدٍ) (٤٣).
من الأولى ،
لابتداء الغاية ، لأن السماء ابتداء الإنزال ، والثانية للتبعيض ، لأن البرد بعض
الجبال التى فى السماء. وهى مع المجرور فى موضع المفعول ، وقيل : إنها زائدة ،
وتقديره ، وينزل من السماء جبالا. والثالثة : لتبين الجنس ، لأن جنس تلك الجبال
جنس البرد ، وتقديره ، فيها شىء من برد. وهو مرفوع بالظرف لأن الظرف صفة «الجبال»
، وقيل إنها زائدة ، وتقديره فيها برد.
قوله تعالى : (يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ
بِالْأَبْصارِ) (٤٣).
يقرأ بفتح
الياء وضمها ، فمن قرأ بفتحها كانت الباء فى «بالأبصار» معدية. ومن قرأ بفتحها
كانت الباء زائدة.
قوله تعالى (وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ) (٥٢).
قرئ بكسر القاف
وبسكونها ، فمن كسرها فعلى الأصل ، ومن سكنها فعلى التخفيف. كما قالوا فى : كتف
كتف.
قوله تعالى : (قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) (٥٣).
فى رفع «طاعة
معروفة» وجهان :
أحدهما : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، أمرنا طاعة. فحذف المبتدأ.
والثانى : أن
يكون مبتدأ محذوف الخبر ، وتقديره طاعة معروفة أمثل من غيرها.
قوله تعالى : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) (٥٧).
يقرأ «تحسبنّ»
بالتاء والياء ، فمن قرأ بالتاء كان الفاعل المخاطب ، وهو النبى عليهالسلام. والذين ، مفعول أول ل «تحسبن». ومعجزين المفعول
الثانى. ومن قرأ بالياء كان «الذين» مرفوعا لأنه فاعل «تحسبن» ، والمفعول الأول ل «يحسبن»
محذوف. ومعجزين ، المفعول الثانى ، وتقديره ، ولا يحسبن الكافرون أنفسهم معجزين
فى الأرض. وإنما جاز حذف المفعول الأول لأنه مبتدأ فى الأصل ، وحذف المبتدأ
كثير فى كلامهم ، ويحتمل أن يكون «الذين ومعجزين» مفعولى «يحسبن» وفاعله مقدر ،
وتقديره لا يحسبن الإنسان الكافرين معجزين. فيكون نهيا للغائب.
قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) (٥٥).
وعد فى الأصل
يتعدى إلى مفعولين ، ويجوز الاقتصار على أحدهما ، ولهذا اقتصر فى هذه الآية على
مفعول واحد ، وفسّر العدة بقوله : «ليستخلفنهم».
قوله تعالى : (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي
شَيْئاً) (٥٥).
يعبدوننى ،
جملة فعلية فى موضع نصب على الحال.
قوله تعالى : (ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ
عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ
عَلى بَعْضٍ) (٥٨).
ثلاث عورات ،
يقرأ بالنصب والرفع.
فالنصب على أن
يكون بدلا من قوله : (ثَلاثَ مَرَّاتٍ) ، و «ثلاث مرات». ظرف زمان ، أى ، ثلاثة أوقات ، وأخبر
عن هذه الأوقات بالعورات لظهورها فيها ، كقولهم : ليلك نائم ، ونهارك صائم.
ونظائره كثير.
والرفع على
تقدير مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هذه ثلاث عورات وتقديره ، هذه ثلاثة أوقات عورات.
وحذف المضاف اتساعا.
ومن فتح الواو
من «عورات» جاء به على قياس جمع التصحيح ، نحو ، ضربة وضربات ، والقراءة المشهورة
بسكون الواو ، ولمكان حرف العلة ، لأن الحركة تستثقل على حرف العلة وهى اللغة
الفصيحة.
طوافون ، خبر
مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هم طوافون. أى ، أنتم طوافون.
وبعضكم : مرفوع على البدل من المضمر فى (طوّافون) وتقديره ، يطوف بعضكم على
بعض.
قوله تعالى : (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي
لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ
غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ) (٦٠).
القواعد ، جمع
قاعد ، وهى التى قعدت عن النكاح للكبر ، ولم يدخلها الهاء ، لأن المراد به النسب
أى ، ذات قعود ، كقولهم : حامل وحائض وطاهر وطالق ، أى ، ذات حيض وطمث وطلاق.
وذهب الكوفيون
إلى أنه لما لم يكن ذلك إلا للمؤنث لم يفتقر إلى إدخال التاء للفرق كما قالوا :
حامل وحائض وطامث وطالق ، لمّا لم يكن إلا للمؤنث ، لم يفتقروا إلى إدخال التاء
للفرق ، لأن الفرق إنما يكون فى محل الجمع لإزالة الاشتراك ، وإذا لم يكن اشتراك ،
لم يفتقر إلى فرق ، وقيل : حذفت التاء لتفرق بين القاعدة عن النكاح وبين القاعدة
بمعنى الجالسة.
فليس عليهن
جناح ، دخول الفاء فى (فليس) يدل على أن (اللاتى) فى موضع رفع لأنه صفة للقواعد لا
للنساء ، لأنك لو جعلته صفة للنساء ، لم يكن لدخول الفاء وجه ، ألا ترى أن
الموصولة ، هى التى يدخل الفاء فى خبرها ، فإذا جعلت (اللاتى) صفة للقواعد فالصفة
والموصوف بمنزلة شىء واحد.
قوله تعالى : (غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ) (٦٠).
غير ، منصوب
على الحال من المضمر من (هن) أو من الضمير فى (يضعن).
قوله تعالى : (جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً) (٦١).
منصوبان على
الحال من الواو فى (تأكلوا).
قوله تعالى : (تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ) (٦١).
منصوب على
المصدر لأن (فسلموا) معناه ، فحيّوا.
قوله تعالى : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ
بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) (٦٣).
الكاف ، فى
موضع نصب ، لأنه مفعول بأن يجعل.
قوله تعالى : (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ
يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً) (٦٣).
لواذا ، منصوب
على المصدر فى موضع الحال من الواو فى (يتسللون) ، وتقديره يتسللون ملاوذين ، وصح (لواذا)
لأنه مصدر (لاوذ) فإن (لاوذ لواذا) كقاوم قواما ، لأن المصدر يتبع الفعل فى الصحة
والاعتلال ، ولو كان مصدر (لاذ) لكان (لياذا) معتلا لاعتلال الفعل ، كقام قياما.
«غريب إعراب سورة الفرقان»
قوله تعالى : (وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ
اكْتَتَبَها) (٥).
أساطير الأولين
، مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هذه أساطير ، وأساطير ، جمع أسطورة ،
وقيل : أسطار ، نحو ، أقوال وأقاويل.
قوله تعالى : (لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ
فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) (٧).
فيكون ، منصوب
على جواب التحضيض بالفاء ، بتقدير (أن).
قوله تعالى : (أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ
تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ) (٨).
بالرفع لا غير
، عطفه على (يلقى) وكلاهما داخل فى التحضيض ، وليس بجواب له.
قوله تعالى : (تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ
خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ
قُصُوراً) (١٠).
عل ، قرئ
بالجزم والرفع ، فمن قرأ بالجزم عطفه على جواب الشرط وهو (جعل) وموضعه الجزم ،
وحسن أن يعطف المستقبل على الماضى لفظا لأنه فى معنى المستقبل ، لأن (إن) الشرطية
تنقل الفعل الماضى إلى الاستقبال. ومن قرأ بالرفع لم يعطفه عليه وجعله مستأنفا ،
وتقديره ، وهو يجعل لك.
قوله تعالى : (سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) (١٢).
تقديره ، سمعوا
لها صوت تغيّظ وزفير. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ
الْخُلْدِ) (١٥).
ذلك ، إشارة
إلى ما ذكره من ذكر السعير ، وجاء التفضيل بينهما على حد قولهم ، الشقاء أحب إليك
أم السعادة. وأفعل التى للتفضيل ، تقتضى الاشتراك بين الشيئين فى الأصل ، وإن
اختلفا فى الوصف ، فلا يجوز ، العسل أحلى من الخل. لعدم الاشتراك فى أصل الحلاوة ،
وأجازه الكوفيون.
قوله تعالى : (لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ) (١٦).
خالدين ، منصوب
على الحال من الضمير المجرور فى (لهم) ، أو من الضمير المرفوع فى (يشاءون).
قوله تعالى : (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا
بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ) (٢٢).
يوم ، منصوب
على الظرف والعامل فيه فعل مقدر ، وتقديره ، يمنعون يوم البشارة يرون الملائكة.
ولا يجوز أن يعمل فيه (لا بشرى) ، لأن ما فى حيّز النفى لا يعمل فيما قبله.
و (لا بشرى) إن
جعلت بشرى مبنية مع (لا) ، كان (يومئذ) خبرا لها ، لأنه ظرف زمان وظروف الزمان
تكون أخبارا عن المصادر. وللمجرمين ، صفة للبشرى.
وإن جعلت (بشرى)
غير مبنية مع (لا) أعملت «بشرى» فى «يومئذ» ، لأن الظروف يعمل فيها معانى الأفعال.
وللمجرمين ، خبر «لا».
قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ
بِالْغَمامِ) (٢٥).
الباء فى قوله «بالغمام»
للحال ، والتقدير ، يوم تشقق السماء وعليه الغمام ، كقولك : خرج زيد بسلاحه ، أى ،
وعليه سلاحه.
قوله تعالى : (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ
لِلرَّحْمنِ) (٢٦).
الملك ، مرفوع
لأنه مبتدأ. ويومئذ ، ظرف له. والحق ، مرفوع لأنه وصف «للملك». والجار والمجرور ،
فى موضع خبر المبتدأ ، ويجوز أن يكون «يومئذ» معمول الخبر الذى هو «للرحمن» ،
ويجوز أن يكون «الحق» خبرا ، ويكون الجار والمجرور فى موضع الحال. ولا يجوز أن
يكون يومئذ معمول الحق ، لأن «الحق» مصدر ، وما يتعلق بالمصدر لا يجوز أن يتقدم
عليه.
قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا
نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً
كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ) (٣٢).
فى اللام فى «لنثبّت»
وجهان :
أحدهما : أن
تكون متعلقة بفعل مقدر ، وتقديره ، نزلناه لنثبت به فؤادك. لأنهم قالوا : لو لا
نزل عليه القرآن جملة واحدة. فاللام من صلة ذلك الفعل المقدر. والكاف ، صفة لمصدر
محذوف دل عليه «نزلناه».
والثانى : أن
تكون اللام لام القسم ، والنون معها مقدرة ، وتظهر النون معها إذا فتحت ، وتقديره
، والله لنثبتن. وتسقط إذا كسرت. وقد قدمنا ذكره وهو قول الفراء.
قوله تعالى : (وَقَوْمَ) (٣٧).
قوم ، منصوب من
ثلاثة أوجه :
الأول : أن
يكون منصوبا بالعطف على الهاء والميم فى «دمرناهم».
والثانى : أن
يكون منصوبا بتقدير فعل يفسره «أغرقناهم» وتقديره ، أغرقنا قوم نوح كما كذبوا
الرسل أغرقناهم.
والثالث : أن
يكون منصوبا بتقدير ، اذكر.
__________________
قوله تعالى : (وَعاداً وَثَمُودَ) (٣٨).
كله ، منصوب
بالعطف على (قَوْمَ نُوحٍ) إذا نصب بتقدير ، اذكر ، أو بالعطف على «دمرناهم» ، ولا
يجوز أن يكون بالعطف على «وجعلناهم».
قوله تعالى : (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ
وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً) (٣٩).
كلّا ، منصوب
بفعل مقدر ، وتقديره ، أنذرنا كلّا. لأن ضرب الأمثال فى معنى الإنذار ، فجاز أن
يكون تفسيرا ل «أنذرنا». وكلّا ، منصوب «بتبّرنا». وتتبيرا ، مصدر مؤكد.
قوله تعالى : (وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ
إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) (٤١).
إن ، بمعنى «ما»
وتقديره ، ما يتخذونك إلا هزؤا. أى ، ذا هزؤ ، كقوله تعالى :
(إِنِ الْكافِرُونَ
إِلَّا فِي غُرُورٍ).
أى ، ما
الكافرون إلا فى غرور. وموضع الجملة النصب بفعل مقدر ، وتقديره ، وإذا رأوك ما
يتخذونك إلا هزؤا قائلين أهذا الذى بعث الله رسولا. ورسولا ، فى نصبه وجهان :
أحدهما : أن
يكون منصوبا على الحال.
والثانى : أن
يكون منصوبا على المصدر ، ويكون (رسولا) بمعنى (رسالة) ، كقول الشاعر :
__________________
١٣٨ ـ وما أرسلتهم برسول .
أى ، برسالة .
قوله تعالى : (إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا) (٤٢).
إن ، ههنا عند
البصريين مخففة من الثقيلة ، وتقديره ، ما كاد إلّا يضلنا. وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (وَأَناسِيَّ كَثِيراً) (٤٩).
أناسى ، فى
واحده وجهان :
أحدهما : أن
يكون واحده (إنسيّا).
والثانى : أن
يكون واحده (إنسانا) ، وأصل (أناسى) على هذا الوجه (أناسيين) فأبدلوا من النون ياء
، وهذا قول الفراء. وهو ضعيف فى القياس لأنه لو كان ذلك قياسا ، لكان يقال فى جمع
سرحان سراحىّ ، وذلك لا يجوز.
قوله تعالى : (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) (٥٥).
على ربه ، أى ،
على معصية ربه. فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى
رَبِّهِ) (٥٧).
من ، فى موضع
نصب على الاستثناء المنقطع. وإلى ربه ، أى ، إلى قربه ربّه. فحذف المضاف.
قوله تعالى : (وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ
خَبِيراً) (٥٨).
أى ، كفاك
الله. فحذف المفعول الذى هو الكاف. والباء ، زائدة. وخبيرا ، منصوب على التمييز أو
الحال.
__________________
قوله تعالى : (الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) (٥٩).
الرحمن ، مرفوع
من أربعة أوجه.
الأول : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هو الرحمن.
والثانى : أن
يكون مبتدأ و (فاسأل به) خبره.
والثالث : أن
يكون خبر (الذى خلق السّموات والأرض) ، إذا جعلته مبتدأ.
والرابع : أن
يكون بدلا من المضمر فى (استوى).
ويجوز النصب
على المدح. والجر على البدل من (الحىّ). وخبيرا ، منصوب لأنه مفعول (اسأل) ، وهو وصف لموصوف محذوف ،
وتقديره ، فاسأل به إنسانا خبيرا ، وقيل تقديره ، فاسأل عنه مخبرا خبيرا. والباء
تكون بمعنى (عن).
قال الشاعر :
١٣٩ ـ فإن تسألونى بالنساء فإننى
|
|
خبير بأدواء
النساء طبيب
|
أى ، عن
النساء.
قوله تعالى : (أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا) (٦٠).
ما ، يجوز أن
تكون اسما موصولا ، فيكون التقدير فيه ، للذى تأمرنا به ، فحذف حرف الجر ثم الهاء
العائدة إلى الاسم الموصول ، ويجوز أن تكون مصدرية ، فلا تفتقر إلى أن تحذف شيئا.
__________________
قوله تعالى : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ
يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) (٦٣).
وعباد الرحمن ،
مرفوع لأنه مبتدأ. والذين يمشون ، خبره. وقيل : الذين يمشون ، صفة له ، وكذلك :
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ) و (وَالَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ) (٦٤ و ٦٥).
إلى قوله تعالى
: (وَالَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا) (٧٤).
وخبر المبتدأ
قوله تعالى :
(أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ
الْغُرْفَةَ) (٧٥) .
قوله تعالى : (قالُوا سَلاماً) (٦٣).
منصوب على
المصدر ، أى (تسليما) ، فسلام فى موضع تسليم. وقيل (سلاما) فى موضع (تسلم). وهو
منصوب بفعل مقدر. وتقديره. سلمنا منكم تسلّما. فسلاما فى موضع (تسلّم) ، بمعنى
البراءة والمتاركة.
قوله تعالى : (وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) (٦٧).
اسم كان مضمر
فيها. وقواما ، خبرها. أى. كان الإنفاق ذا قوام بين الإسراف والإقتار ، ويجوز أن
يكون (بين) متعلقا بخبر كان. أى ، كائنا بين ذلك. فيكون (قواما) خبرا بعد خبر.
قوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً
يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) (٦٨) و (٦٩).
__________________
يضاعف : يقرأ
جزما ورفعا ، فالجزم على البدل من (يلق أثاما) لأن لقى الآثام ، مضاعفة العذاب ،
لأن الفعل يبدل من الفعل ، كما يبدل الاسم من الاسم. قال الشاعر :
١٤٠ ـ إن يجبنوا أو يغدروا
|
|
أو يبخلوا لا
يحفلوا
|
يغدوا
عليك مرجّلين كأنّهم لم يفعلوا
|
فقوله : يغدوا
عليك ، بدل من قوله : لا يحفلوا.
والرفع لوجهين.
أحدهما : أن
يكون فى موضع الحال.
والثانى : أن
يكون على الاستئناف والقطع مما قبله.
قوله تعالى : (فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً) (٧١).
أصل متابا ،
متوب ، فنقلت الفتحة من الواو إلى التاء ، فتحركت فى الأصل ، وانفتح ما قبلها الآن
، فقلبت ألفا ، وهو منصوب على المصدر وهو مصدر مؤكد.
قوله تعالى : (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا
كِراماً) (٧٢).
كراما ، منصوب
على الحال من الواو فى (مرّوا).
وكذلك قوله
تعالى : (صُمًّا وَعُمْياناً) (٧٣).
منصوبان على
الحال من الواو فى (لَمْ يَخِرُّوا).
قوله تعالى : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (٧٤).
__________________
إماما ، فيه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون إماما واحدا أريد به الجمع ، أى ، أئمة كثيرا ، واكتفى بالواحد عن الجمع
للعلم به كقولهم : نزلنا الوادى فصدنا غزالا كثيرا. أى ، غزلانا ، وهذا كثير فى
كلامهم.
والثانى : أن
يكون جمع (آمّ) ، وأصله (مم) على وزن فاعل ، وإنما يدغم لئلا يجتمع حرفان متحركان
من جنس واحد فى كلمة واحدة ، وفاعل يجمع على فعال ، نحو قائم وقيام ، وصاحب وصحاب.
قوله تعالى : (لِزاماً) (٧٧).
خبر (يكون)
واسمها مضمر فيها وتقديره ، فسوف يكون التكذيب لزاما. وقدّر التكذيب لدلالة قوله
تعالى : (كذّبتم) ، كما قالوا : من كذب كان شرا له. أى : كان الكذب شرا له.
«غريب إعراب سورة الشعراء»
قوله تعالى : (أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (٣).
أن ، فى موضع
نصب على المفعول له.
قوله تعالى : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ
السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (٤).
فظلت ، فى موضع
جزم بالعطف على (ننزّل). وأعناقهم ، مرفوع لأنه اسم (ظلّت). وخاضعين ، منصوب لأنه
خبرها.
وإنما قال : (خاضعين)
لثلاثة أوجه.
الأول : أنه
أراد بالأعناق الرؤساء ، أى ، فظلت الرؤساء خاضعين لها.
والثانى : أن
يكون التقدير ، فظلت أصحاب الأعناق. فيكون الإخبار عن المضاف المحذوف.
والثالث : أن
يكون الإخبار إنما جرى على الذين أضيف إليهم (الأعناق) لا على (الأعناق).
وهذا لا يستقيم
على قول البصريين ، لأن الإخبار لو جرى على الهاء والميم فى (أعناقهم) ، لأدّى ذلك
إلى أن يكون اسم الفاعل جاريا على غير من هو له ، وإذا جرى اسم الفاعل على غير من
هو له وجب إبراز الضمير فيه. نحو ، دعد زيد ضاربته هى. لأن الإخبار عن (دعد) قد
جرى خبرا عن زيد ، فكان ينبغى على هذا أن يكون ، (فظلت أعناقهم لها خاضعين هم).
وهذا الوجه
يستقيم على مذهب الكوفيين ، لأنهم يجوزون ألا يبرز الضمير فى اسم الفاعل ، إذا جرى
على غير من هو له.
قوله تعالى : (وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى) (١٠).
إذ ، ظرف منصوب
يتعلق بفعل مقدر وتقديره ، واتل عليهم إذ نادى ربك.
قوله تعالى : (فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) (١٣).
الجار والمجرور
فى موضع نصب لأنه يتعلق بمحذوف فى موضع الحال ، وتقديره ، فأرسلنى مضموما إلى
هرون.
قوله تعالى : (فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ
الْعالَمِينَ) (١٦).
إنما قال : (رسول)
بالإفراد لوجهين.
أحدهما : أن
الرسول أراد به الجنس ، فلما أراد به الجنس وحدّ ، ولو أراد به العدد لثنى.
والثانى : أن
يكون (رسول) بمعنى رسالة كقول الشاعر :
١٤١ ـ وما أرسلتهم برسول
أى ، برسالة.
والتقدير ، إنا ذوا رسالة رب العالمين. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ) (١٧).
أى ، بأن أرسل
معنا. فحذف حرف الجر ، وهى تحذف معها كثيرا.
__________________
قوله تعالى : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ
أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ)
(٢٢).
أن عبّدت ، فى
موضعه وجهان.
أحدهما : أن
يكون فى موضع رفع على البدل من (نعمة).
والثانى : أن
يكون فى موضع نصب على تقدير ، لأن عبّدت. ثم حذف حرف الجر لطول الكلام بصلة (أن) ،
طلبا للتخفيف.
قوله تعالى : (قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ) (٣٦)
يقرأ بضم الهاء
والإشباع ، وبضمها وكسرها بغير الإشباع مع الهمز وغير الهمز ، وأرجه بسكون الهاء.
فمن قرأ بالضم
والإشباع أتى به على الأصل.
ومن قرأ بالضم
دون الإشباع ، اكتفى بالضمة عن الواو.
ومن قرأ بكسر
الهاء والإشباع ، كسرها لمجاورة الجيم المكسورة ، ولم يعتد بالهمزة الساكنة حاجزا
، لأن الحرف الساكن حاجز غير حصين ، فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
ومن قرأ (أرجه)
بكسر الهاء من غير إشباع اكتفى بالكسرة عن الياء.
ومن قرأ (أرجه)
بسكون الهاء فهى ضعيفة ، لأن الهاء إنما تسكن فى حالة الوقف ، إلّا أنه أجرى الوصل
مجرى الوقف.
والقراءة
بالهمز وغير الهمز بمعنى واحد. يقال : أرجأته وأرجيته ، أى ، أخرته ، وهما لغتان
بمعنى واحد.
قوله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ
بِعِبادِي) (٥٢).
أن أسر ، فى
موضع نصب ب (أوحينا) وتقديره إلى موسى بأن أسر ، فحذفت الباء فاتصل الفعل به.
قوله تعالى : (إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) (٥٤).
إنما جمع ، وإن
كان لفظ الشرذمة لفظ المفرد ، إلّا أنه حمله على المعنى ، لأن (الشرذمة) جماعة من
الناس ، فوافق لرءوس الآى ، ولو أفرد لكان جائزا حملا على اللفظ.
قوله تعالى : (أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ
فَانْفَلَقَ) (٦٣).
تقديره ، ضرب
فانفلق. فالفاء عطفت (انفلق) على جملة فعلية محذوفة ، والجملة الفعلية يجوز حذفها
، كما يجوز حذف الجملة الاسمية ، كقولهم : زيد أبوه منطلق وعمرو ، أى ، وعمرو أبوه
منطلق. وكقوله تعالى :
(وَاللَّائِي يَئِسْنَ
مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ
أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ)
وتقديره ،
واللائى لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر.
قوله تعالى : (هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ) (٧٢).
تقديره ، هل
يسمعون دعاءكم إذ تدعون. فحذف المضاف. وقيل تقديره ، هل يسمعونكم تدعون إذ تدعون.
لأن المفعول الثانى (لسمعت) ، لا يكون إلا ممّا يسمع ، ألا ترى أنه لا يجوز أن
تقول : سمعت زيدا يقوم. لأن القيام لا يسمع. وتقول : سمعت زيدا يقول : لأن القول
مما يسمع.
قوله تعالى : (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ
الْعالَمِينَ) (٧٧).
__________________
عدو ، اسم مفرد
يؤدى عن معنى الجمع ، يقال : امرأة عدو الله. بغير هاء ، وقد يقال : عدوّة. بالهاء
حملا على (صديقة) ، قال بعض النحويين : من قال : عدوة بالهاء فمعناه ، معادية
الله. ومن قال : عدو بغيرها ، أجراء على النسب.
ورب العالمين ،
منصوب على الاستثناء المنقطع ، لأنه سبحانه ليس من أعداء إبراهيم.
قوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ) (٧٨).
الذى ، مبتدأ.
وفهو يهدين ، خبره.
(وَالَّذِي هُوَ
يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ) (٧٩).
عطف على (الذى)
المتقدم وخبره محذوف. وتقديره ، والذى هو يطعمنى ويسقين فهو يهدين. وكذلك كل ما
جاء بعدها من (الذى) إلى قوله تعالى :
(وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي
خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) (٨٢) خبره (فهو يهدين) مقدرا.
قوله تعالى : (فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (١٠٢).
فتح (أنّ)
لوقوعها بعد (لو) ، وإنما فتحت بعد (لو) ، لأنها لا يقع بعدها إلا الفعل ، وهو فعل
لا يجوز إظهاره ، وتقديره ، لو وقع أن لنا كرة.
نكون ، منصوب
على جواب التمنى بالفاء بتقدير (أن) لأن (لو) فى معنى التمنى.
قوله تعالى : (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً
فارِهِينَ) (١٤٩).
فرهين ، منصوب
على الحال من الواو فى (تنحتون).
__________________
قوله تعالى : (هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ) (١٥٥).
شرب ، مرفوع
بالظرف على مذهب سيبويه والأخفش لأنه قد جرى وصفا على النكرة ، والظرف إذا وقع
وصفا ارتفع به ما بعده ، كالفعل.
قوله تعالى : (نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ) (١٦٩).
أى ، من عقوبة
ما يعملون من الفاحشة. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ
الْمُرْسَلِينَ) (١٧٦).
ليكة ، يقرأ بالألف واللام. وليكة ، بلام مفردة أصلية ، فمن
قرأ بالألف واللام ، عرّفه بالألف واللام ، وجرّه بالإضافة. ومن قرأ (ليكة) بلام
أصلية لم يصرفه للتعريف والتأنيث ووزنه فعلة.
قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً) (١٩٧).
يكن ، يقرأ
بالياء والتاء. فمن قرأ بالياء كان قوله : (أن يعلمه) اسم يكن. وآية ، خبر مقدم.
ولهم ، حشو. وتقديره ، أو لم يكن لهم علم بنى إسرائيل آية لهم. ومن قرأ بالتاء
ورفع (آية) كانت التاء لتأنيث القصة ، ويكون (أن يعلمه) فى موضع رفع لأنه مبتدأ ،
ويكون (لهم) خبرا مقدما ، وتقديره ، أو لم تكن القصة علم بنى إسرائيل آية لهم.
قوله تعالى : (وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ
الْأَعْجَمِينَ) (١٩٨).
الأعجمين ، جمع
أعجمى ، وأصله ، أعجميّين ، فاستثقلوا اجتماع الأمثال ، فحذفوا الياء الثانية من
ياءى النسب ، فبقيت الياء الأول ساكنة ، وحرف الجمع ساكنا فاجتمع ساكنان ، وساكنان
لا يجتمعان ، فحذفوا الياء الأولى لالتقاء الساكنين ، ونظير
__________________
حذفهم ياءى النسب من (الأعجميين) حذفهم ياءى النسب فى (الأشعرين ومقتوين
والياسين.
قوله تعالى : (ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا
يُمَتَّعُونَ) (٢٠٧).
(ما) الأولى ،
فيها وجهان.
أحدهما : أن
تكون استفهامية فى موضع نصب ب (أغنى).
والثانى : أن
تكون نافية. و (ما) الثانية ، فى موضع رفع ب (أغنى).
قوله تعالى : (ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ) (٢٠٩).
ذكرى ، فى
موضعه وجهان. النصب والرفع ، فالنصب من وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على المصدر ، وتقديره ، ذكرنا ذكرى. وهو قول الزجاج.
والثانى : أن
يكون منصوبا على الحال وهو قول الكسائى. والرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف وتقديره ،
إنذارنا ذكرى.
قوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ
مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (٢٢٧).
أىّ منقلب ،
منصوب ب (ينقلبون) وتقديره ، أى انقلاب ينقلبون. فأى ، منصوب على المصدر ، كقوله :
قياما قمت ، لأن ما أضيف إلى المصدر مما هو فى المعنى صفة له كالمصدر ، ولا يجوز
أن يكون منصوبا ب (سيعلم) ، لأنّ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله ، لأن الاستفهام
له صدر الكلام ، وإنما يعمل فيه ما بعده. والله أعلم.
«غريب إعراب سورة النمل»
قوله تعالى : (هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) (٢).
هدّى ، فى
إعرابه وجهان : الرفع والنصب.
فالرفع من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو هدى.
والثانى : أن
يكون خبرا بعد خبر. فإن قوله تعالى : (تلك) مبتدأ. وآيات القرآن ، خبره. وهدى ،
خبر بعد خبر.
والنصب. على
الحال من الكتاب. والتقدير ، تلك آيات القرآن هاديا. وبشرى عطف عليه. أى ، ومبشرا.
قوله تعالى : (بِشِهابٍ قَبَسٍ) (٧).
يقرأ (شهاب) بتنوين
وغير تنوين ، فمن قرأ بالتنوين كان (قبس) مجرورا على البدل من (شهاب). ومن قرأ
بغير تنوين أضاف (شهابا) إلى قبس إضافة النوع إلى جنسه ، كقولك : ثوب خزّ.
قوله تعالى : (لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) (٧).
أصل (تصطلون) (تصتليون)
، إلّا أنه أبدل من التاء طاء لتوافق الطاء فى الإطباق ، ونقلت الضمة من الياء إلى
اللام فبقيت الياء ساكنة وواو الجمع ساكنة فحذفت الياء لالتقاء الساكنين.
قوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ
مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها) (٨).
أن ، مخففة من
الثقيلة وتقديره ، أنه بورك. ولم يأت بعوض ، لأنّ (بورك) دعاء ، والدعاء يجوز فيه
مالا يجوز فى غيره ، وهو فى موضع رفع ب (نودى) ، لأنه مفعول ما لم يسم فاعله. ومن
فى النار ، أى ، من فى طلب النار. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها
جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً) (١٠).
تهتز ، جملة
فعلية فى موضع نصب على الحال من الهاء فى (رآها) ، وكذلك قوله تعالى : (كأنها جان)
، فى موضع نصب على الحال أيضا ، وتقديره ، فلما رآها مهتزة مشبهة جانا. ومديرا ،
منصوب على الحال.
قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ ظَلَمَ) (١١).
من ، فى موضع
نصب لأنه استثناء منقطع.
وذهب الكوفيون
إلى أن (إلا) بمعنى الواو ، وليس بصحيح. لاختلاف المعنى ، لأن (إلّا) تقتضى إخراج
الثانى مما دخل فيه الأول ، والواو تقتضى مشاركة الثانى للأول ، فلا يقام أحدهما
مقام الآخر.
قوله تعالى : (تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ
فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ) (١٢).
بيضاء ، منصوب
على الحال من الضمير فى (تخرج) وهو ضمير (اليد). وإلى فرعون ، أى ، مرسلا إلى
فرعون. وهو منصوب على الحال من الضمير فى (وأدخل) ، وحذف (مرسلا) المنصوب على
الحال ، لدلالة الحال عليه.
قوله تعالى : (مُبْصِرَةً) (١٣).
منصوب على
الحال من الآيات ، أى ، مبينة.
قوله تعالى : (قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ
ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) (١٨).
إنما خاطبهم
مخاطبة من يعقل لما وصفهم بصفات من يعقل.
قوله تعالى : (لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ) (١٨).
لا ، ناهية ،
ولهذا دخلت النون الشديدة فى (يحطمنكم) ، ولا يجوز أن يكون تقديره إن دخلتم
مساكنكم لم يحطمنكم. على ما ذهب إليه بعض الكوفيين ، لأن نون التوكيد لا تدخل فى
الجزاء ، إلا فى ضرورة الشعر.
قوله تعالى : (فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها) (١٩).
ضاحكا ، منصوب
على الحال المقدرة ، وتقديره ، فتبسم مقدرا الضحك. ولا يجوز أن يحمل على الحال
المطلقة ، لأن التبسم غير الضحك.
قوله تعالى : (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً) (٢١).
عذابا ، منصوب
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون (عذابا) فى تقدير تعذيب ، فيكون منصوبا على المصدر ، وقام (عذابا) مقام (تعذيب)
، وإن كان العذاب اسما ، والتعذيب مصدرا ، وهم ممن يقيمون الأسماء مقام المصادر ،
كقولهم : سلمت عليه سلاما ، وكلمته كلاما.
والثانى : أن
يكون منصوبا على المفعول بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، لأعذبنه بعذاب شديد.
قوله تعالى : (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ) (٢٢).
غير ، منصوب
لوجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا لأنه صفة مصدر محذوف ، وتقديره ، فمكث مكثا غير بعيد.
والثانى : أن
يكون منصوبا لأنه وصف لظرف محذوف ، وتقديره ، فمكث وقتا غير بعيد.
قوله تعالى : (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ) (٢٢).
يقرأ بالصرف
وبترك الصرف ، فمن قرأ بالصرف جعله اسما للحى أو للأب. ومن قرأ بترك الصرف جعله
اسما لقبيلة أو بلدة ، فلم يصرف للتعريف والتأنيث.
قوله تعالى : (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ) (٢٥).
يقرأ (ألّا
يسجدوا لله) بالتشديد ، و (ألا) بالتخفيف : فمن قرأ (ألّا) بالتشديد كان أصل (ألّا)
(أن لا) ، و (أن) فى موضع نصب لأنه يتعلق ب (يهتدون) ، و (لا) زائدة ، وقيل منصوب
على البدل من (الأعمال ) ، و (لا) غير زائدة. وقيل : هو فى موضع جر على البدل
من (السبيل) ، و (لا) زائدة. ويسجدوا ، فى موضع نصب ب (أن).
ومن قرأ (ألا)
بالتخفيف جعل (ألا) للتنبيه ، وجعل (يا) حرف نداء ، والمنادى محذوف ، والتقدير فيه
: يا هؤلاء اسجدوا ، فحذف المنادى لدلالة حرف النداء عليه. كقول الشاعر :
١٤٢ ـ ألا يا اسلمى يا دار مىّ على
البلى
|
|
ولا زال
منهلّا بجزعائك القطر
|
أراد ، يا هذه
اسلمى. وحذف المنادى كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ) (٣١).
فى (أن) ثلاثة
أوجه.
الأول : أن
تكون فى موضع نصب على تقدير حذف حرف الجر ، أى ، بألا تعلوا علىّ.
__________________
والثانى : أن
تكون فى موضع رفع على البدل من (كتاب) وتقديره : إنى القى إلىّ كتاب ألّا تعلوا.
والثالث : أن
تكون مفسرة بمعنى (أى) كقوله تعالى :
(أَنِ امْشُوا
وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ)
أى امشوا. ولا
موضع لها من الإعراب.
قوله تعالى : (وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً
وَهُمْ صاغِرُونَ) (٣٧).
أذلّة ، منصوب
على الحال من الهاء والميم فى (لنخرجنهم) ، وكذلك قوله تعالى :
(وَهُمْ صاغِرُونَ).
قوله تعالى : (قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ) (٣٩).
عفريت ، التاء
فيه زائدة ، ووزنه فعليت كغزويت ، والعفريت : القوى النافذ وجمعه عفاريت ، ومن
العرب من يقول : عفرية وجمعه عفار ، وغزويت : أى ، قصير. وقيل : اسم موضع ، وإنما
كان (غزويت) على وزن فعليت ، ولم يكن على وزن فعليل لأن الواو لا تكون أصلا فى
بنات الأربعة ، ولا على وزن فعويل ، لأنه لا نظير له فى كلامهم.
قوله تعالى : (وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ
دُونِ اللهِ) (٤٣).
ما ، فى موضعها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون فى موضع رفع لأنها فاعلة (صد).
والثانى : أن
تكون فى موضع نصب (بصدها) ، بتقدير حذف حرف الجر ، وفى (صدها) ضمير الفاعل وهو (الله)
أى ، وصدها الله عما كانت تعبد. أى عن عبادتها.
__________________
وإنها ، تقرأ
بالكسر والفتح ، فالكسر على الابتداء ، والفتح من وجهين.
أحدهما أن تكون
فى موضع رفع على البدل من (ما) إذا كانت فاعلة.
والثانى : أن
تكون فى موضع نصب على تقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، لأنها كانت.
قوله تعالى : (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ) (٤٤).
مع ، فيها
وجهان :
أحدهما : أن
تكون ظرفا.
والثانى : أن
تكون حرفا ، وبنيت على الفتح لأنها قد تكون ظرفا فى بعض أحواله ، فقوى بالتمكين فى
بعض الأحوال ، فبنى على الحركة ، وكانت فتحة لأنها أخف الحركات ، فإن سكنت العين
فهو حرف لا غير ، وهو قول أبى على الفارسى.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ
أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ) (٤٥).
أن اعبدوا الله
، فى موضع نصب على تقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، بأن اعبدوا الله. وهم ، مبتدأ.
وفريقان ، خبر المبتدأ. وإذا ، خبر ثان. وتقديره : فبالحضرة هم فريقان.
ويختصمون ،
جملة فعلية فى موضع نصب من وجهين.
أحدهما : أن
يكون فى موضع نصب على الحال من الضمير فى (فريقين).
والثانى : أن
يكون فى موضع نصب لأنه وصف ل (فريقين) ، ولا يجوز أن تكون (إذا) منصوبا بقوله : (يختصمون)
، لأن ما يكون فى حيّز الصفة ، لا يجوز أن يتقدم على الموصوف ، كما أن الصفة لا
يجوز أن تتقدم على الموصوف ، ولهذا لا يجوز أن تقول : أزيدا أنت رجل تضربه. بنصب (زيدا)
ب (تضربه) ، لأن (تضربه) جرى وصفا على (رجل).
قوله تعالى : (قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ) (٤٧).
أصل (اطّيرنا)
تطيرنا. فأبدلت التاء طاء ، وسكنت وأدغمت الطاء فى الطاء ، واجتلبت همزة الوصل
وكسرت لسكون ما بعدها وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ
لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ) (٤٩).
قرئ بالتاء
والياء ، فمن قرأ بالتاء جعل (تقاسموا) فعل أمر. أمر بعضهم بعضا بالتقاسم والتحالف
على أن يبيتوه وأهله. ومن قرأ بالياء جعل (تقاسموا) فعلا ماضيا لأنه إخبار عن
غائب.
قوله تعالى : (ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ) (٤٩).
قرئ (مهلك) بضم
الميم و (مهلك) بفتح الميم واللام و (مهلك) بفتح الميم وكسر اللام.
فمن قرأ (مهلك)
بضم الميم أراد به (الإهلاك) مصدر (أهلك).
ومن قرأ بفتح
الميم واللام أراد به (الهلاك) مصدر (هلك).
ومن قرأ (تهلك)
بفتح الميم وكسر اللام جعله بمعنى (الهلاك) أيضا ، بمعنى (تهلك) وهما لغتان ،
والمشهور الأكثر فى المصدر الفتح ، والكسر قليل ، لأن الكسر يكون فى المكان
والزمان ، فيكون (مهلك) بالكسر كالمرجع بمعنى الرجوع.
قوله تعالى : (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ
مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ) (٥١)
قرئ بالكسر
والفتح ، فمن قرأ بالكسر فعلى الابتداء فيكون (عاقبة مكرهم) اسم كان. وكيف ، خبرها
، وهو خبر مقدم لأن الاستفهام له صدر الكلام ، ولا يعمل (انظر) فى (كيف) ، ولكن
يعمل فى موضع الجملة كلها.
ويحتمل أن تكون
(كان) التامة بمعنى وقع. و (عاقبة) مرفوع لأنه الفاعل ، ولا تفتقر إلى خبر. وكيف ،
فى موضع نصب على الحال ، وتقديره ، انظر على أى حال وقع أمر عاقبة مكرهم. ثم بين
كيف كان عاقبة أمرهم ، فقال مستأنفا : إنا دمرناهم وقومهم.
ومن قرأ بالفتح
كان على تقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، لأنا دمرناهم ، فتكون كان الناقصة. وعاقبة
، اسمها. وكيف خبرها. وتكون (أنّ) بدلا من (العاقبة). ولا يجوز أن يكون بدلا من (كيف)
، لأن البدل من الاستفهام إنما يكون بحرف الاستفهام. كقولك : كم مالك أعشرون أو
ثلاثون. ولا يجوز أن تقول عشرون بغير همزة.
قوله تعالى : (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ
خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا) (٥٢).
خاوية ، منصوب
على الحال من (بيوتهم) ، والعامل فيها ما فى تلك من معنى الإشارة ، وتقديره ، أشير
إليها خاوية.
والرفع فى (خاوية)
من خمسة أوجه.
الأول : أن
يكون (بيوتهم) بدلا من تلك. وخاوية ، خبر للبيوت.
والثانى : أن
يكون (خاوية) خبرا ثانيا.
والثالث : أن
يكون مرفوعا بتقدير مبتدأ ، والتقدير هى خاوية.
والرابع : أن
يجعل (خاوية) بدلا من (البيوت).
والخامس : أن
يجعل (بيوتهم) عطف بيان على (تلك). وخاوية ، خبر تلك.
قوله تعالى : (وَلُوطاً) (٥٤).
منصوب بفعل
مقدر ، وتقديره ، واذكر لوطا ، أو أرسلنا لوطا.
قوله تعالى : (خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) (٥٩).
إنما جاءت
المفاضلة ههنا ، وإن لم تكن فى آلهتهم خير ، بناء على اعتقادهم ، فإنهم كانوا
يعتقدون أن فى آلهتهم خيرا. وزعم بعضهم أن (خيرا) ، ليست ههنا أفعل التى للمفاضلة
، وإنما هى (خير) التى على وزن (فعل) ، الذى لا يراد به المفاضلة ، والمراد الخير
الذى هو ضد الشر ، كما قيل فى قوله تعالى :
__________________
(مَنْ جاءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها).
أى ، فله منها
خير ، والأظهر أنها للمفاضلة فى الموضعين.
قوله تعالى : (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما
تَذَكَّرُونَ) (٦٢).
ما ، صلة.
وقليلا ، منصوب لأنه صفة مصدر مقدر ، وتقديره ، تذكرا قليلا يذكرون. والمراد به
النفى ، كقولك : قل ما يأتينى أى لا يأتينى.
قوله تعالى : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ) (٦٥).
الله مرفوع على
البدل من (من) ، وكان الرفع هو الوجه لأنه استثناء من منفى.
قوله تعالى : (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي
الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ) (٦٦).
قرئ : ادّرك
وادّارك. فمن قرأ (ادّرك) فمعناه تناهى علمهم وكمل فى أمر الآخرة. وقيل هذا على
سبيل الإنكار ، أى لم يدركوا. بدليل قوله تعالى : بل هم منها عمون.
ومن قرأ (ادّارك)
فمعناه تتابع ، وأصله (تدارك) ، فأبدل من التاء دالا ، وأدغم الدال فى الدال. وقد
بينا ذلك فى (ادّارأتم) و (تطيرنا). وفى الآخرة ، (فى) بمعنى الباء والمضاف محذوف
، وتقديره ، بل ادّرك علمهم بحدوث الآخرة. بل هم فى شك منها ، أى من حدوثها.
وعمون ، جمع (عم)
وأصله (عميون) إلا أنه استثقلت الضمة على الياء ، فنقلت إلى ما قبلها فسكنت الياء
، والواو بعدها ساكنة فحذفت الياء لالتقاء الساكنين
__________________
وكان حذفها أولى من واو الجمع ، لأن واو الجمع ، دخلت لمعنى وهى لم تدخل
لمعنى ، فكان حذفها أولى ، ووزنه (فعون) لذهاب اللام منه.
قوله تعالى : (عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ) (٧٢).
أى ، ردفكم ، واللام زائدة ، كاللام فى قوله تعالى :
(وَإِذْ بَوَّأْنا
لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ)
أى : بوّأنا
إبراهيم.
قوله تعالى : (تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا
بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) (٨٢).
يقرأ (إن) بكسر
الهمزة وفتحها. فمن قرأ بالكسر فعلى الابتداء والاستئناف ، ومن فتحها ففيه وجهان.
أحدهما : أن
تكون فى موضع نصب لأنها مفعول (تكلمهم) ، وتكون (تكلمهم) بمعنى (تخبرهم) ، فكأنه
قال : تخبرهم أن الناس.
والثانى : أن
تكون مفتوحة لأنها فى موضع نصب على تقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، تكلمهم بأن
الناس. وبآياتنا ، الجار والمجرور فى موضع نصب لأنه يتعلق ب (يوقنون) ، وتقديره ،
كانوا لا يوقنون بآياتنا.
قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) (٨٧).
يوم منصوب بفعل
مقدر وتقديره ، اذكر يوم ينفخ.
قوله تعالى : (صُنْعَ اللهِ) (٨٨).
منصوب على
المصدر لأنه سبحانه لما قال :
(وَتَرَى الْجِبالَ
تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ) ٨٨.
__________________
دلّ أنه صنع
ذلك ، فكأنه قال : صنع صنعا الله. ثم أضاف المصدر إلى الفاعل وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ
مِنْها) (٨٩).
من ، شرطية وهى
فى موضع رفع بالابتداء. وفله ، الجواب ، وهو خبر مبتدأ.
قوله تعالى : (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) (٨٩).
فزع ، يقرأ
بتنوين وغير تنوين ، فمن قرأ بالتنوين ، كان (يوم) منصوبا من وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا بالمصدر.
والثانى : أن
يكون منصوبا ب (آمنون) وتقديره ، وهم آمنون يومئذ من فزع. ومن قرأ بغير تنوين كان (يوم)
مجرورا بالإضافة على الأصل.
ويجوز أن تبنى (يومئذ)
على الفتح للإضافة إلى غير متمكن ، كقوله تعالى :
(مِنْ عَذابِ
يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ)
وكقول الشاعر :
١٤٣ ـ لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت
|
|
حمامة فى
غصون ذات أو قال
|
فبنى (غير) على
الفتح ، وإن كانت فى موضع رفع بأنها فاعل ل (منع) لإضافتها إلى غير متمكن وهو (أن
نطقت) ، و (أن) ههنا مع صلتها فى تأويل المصدر ، وتقديره ، غير نطقها. والإضافة
إلى غير المتمكن يجوز فيه البناء ، ونظائره كثيرة.
__________________
«غريب إعراب سورة القصص»
قوله تعالى : (وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً) (٤).
نصب (أهلها
وشيعا) ، لأنهما مفعولا (جعل) ، لأنه بمعنى (صيّر).
وكذلك :
قوله تعالى : (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) (٥).
(الهاء والميم
وأئمة) مفعولا (جعل) ، لأنه بمعنى (صيّر).
قوله تعالى : (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ
وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) (٦).
فرعون وما ،
منصوبان لأنهما مفعولا (نرى) ، وهو من رؤية البصر ، وهو فى الأصل يتعدى إلى مفعول
واحد ، فلما تعدى بالهمزة صار متعديا إلى مفعولين ، فالمفعول الأول (فرعون) ،
والثانى (ما كانوا يحذرون).
قوله تعالى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ
لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) (٨).
اللام فى (ليكون)
، يسميها البصريون لام العاقبة ، أى : كان عاقبة التقاطهم العداوة والحزن ، وإن لم
يكن التقاطهم له لهما. ويسميها الكوفيون لام الصيرورة. أى صار لهم عدوا وحزنا ،
وإن التقطوه لغيرهما.
قوله تعالى : (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا
تَقْتُلُوهُ) (٩).
قرة عين ،
مرفوع من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو قرة عين.
والثانى أن
يكون مرفوعا لأنه مبتدأ. ولا تقتلوه ، خبره.
قوله تعالى : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى) (١٤).
أشد ، جمع فيه
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون جمع (شدّة) كنعمة وأنعم. وأصل ، أشدّ أشدد على وزن أفعل ، إلا أنه اجتمع
حرفان متحركان من جنس واحد فى كلمة واحدة ، فسكنوا الأول وأدغموه فى الثانى. وقيل
أشد ، جمع شدّ ، نحو قدّ وأقدّ.
والثالث : أن
يكون واحدا ، وليس فى الأسماء المفردة ما هو على وزن أفعل ، إلا (أصبع) فى بعض
اللغات ، و (آجر) فى بعض اللغات و (أيمن) وآنك وهو الرصاص القلعىّ.
قوله تعالى : (هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ
عَدُوِّهِ) (١٥).
أراد بها حكاية
حال كانت فيما مضى كقوله تعالى :
(وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ
ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)
فأعمل اسم
الفاعل وإن كان للماضى ، على حكاية الحال من (عدوه) ، أى من (أعدائه) ، وهو يصلح
للواحد والجمع على ما قدمنا.
قوله تعالى : (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً
يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ) (١٨).
خائفا ، منصوب
لأنه خبر (أصبح) ، ويجوز أن يكون (فى المدينة) خبرها.
وخائفا ، منصوب
على الحال. والذى ، فى موضع رفع لأنه مبتدأ. وفى خبره وجهان.
__________________
أحدهما : أن
يكون خبره (يستصرخه).
والثانى : أن
يكون خبره (إذا). ويستصرخه فى موضع نصب على الحال.
قوله تعالى : (قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ
الرِّعاءُ) (٢٣).
يقرأ (يصدر)
بفتح الياء وضمها. فمن قرأ بالفتح كان لأنه مضارع فعل ثلاثى ، ومن قرأ بالضم فلأنه
مضارع فعل رباعى وكان المفعول محذوفا ، وتقديره : حتى يصدر الرعاء إبلهم ومواشيهم.
قوله تعالى : (أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا) (٢٥).
ما ، مصدرية ،
وتقديره ، أجر سقيك لنا ، ولا يجوز أن تكون موصولة ، لأنها لو كانت موصولة ، كان
المعنىّ بها الماء ، والذى يجزاه أجر السقى لا أجر الماء ، لأن الأجر للعمل لا
للعين ، فوجب أن تكون (ما) مصدرية لا غير.
قوله تعالى : (فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى
اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ) (٢٥).
تمش ، جملة
فعلية فى موضع نصب على الحال من (إحداهما) ، والعامل فيه (جاءت). وعلى استحياء ،
فى موضع نصب على الحال من المضمر فى (تمش) ، والعامل فيه (تمش) ويحتمل أن تكون فى
موضع نصب على الحال من الضمير المقدر فى (قالت) ، والعامل فيه (قالت) والوجه الأول
أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ) (٢٧).
أى ، تأجرنى
نفسك فى ثمانى حجج. وثمانى ، منصوب على الظرف.
قوله تعالى : (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا
عُدْوانَ عَلَيَّ) (٢٨).
أىّ ، منصوب ب (قضيت)
وما زائدة. والأجلين : مجرور بالإضافة ، وتقديره ، أىّ الأجلين قضيت. وقضيت ، فى
موضع الجزم ب (أيما). والفاء مع ما بعده فى موضع الجزم لأنه جواب الشرط ، والجملة
فى موضع نصب مفعول (قال).
قوله تعالى : (أَنْ يا مُوسى) (٣٠).
أن ، فى موضع
نصب بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، بأن يا موسى.
قوله تعالى : (وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها
تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ) (٣١).
وأن ألق عصاك ،
معطوف على قوله (أن يا موسى). وتهتز ، جملة فعلية فى موضع الحال من الهاء والألف
فى (رآها) أى ، مهتزة مشبهة جانا. ولّى ، وأصله (ولى) فتحركت الياء وانفتح ما
قبلها فقلبها ألفا ، وهو جواب (لمّا). ومدبرا ، منصوب على الحال من المضمر فى (ولّى)
، والعامل فيه (ولّى). ولم يعقب ، جملة فعلية فى موضع نصب على الحال من المضمر فى (ولّى)
وهو العامل فيها أيضا.
قوله تعالى : (فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى
فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ) (٣٢).
يقرأ (ذان)
بتخفيف النون وتشديدها ، و (ذانيك) بياء بعد النون. ذان ، تثنية (ذا) المرفوع.
وذان ، مرفوع بالابتداء ، والألف من (ذا) محذوفة لدخول ألف التثنية عليها ، فمن
خفف النون لم يعوض عن الألف المحذوفة ، وأتى بها من غير تعويض. ومن شددها جعل
التشديد عوضا عن حذف الألف التى كانت فى الواحد ، وقيل : التشديد لأنه جعله تثنية (ذلك)
، فلما ثنى أتى باللام بعد نون التثنية ، ثم أدغم اللام فى النون لتقاربهما فى
المخرج ، ولو أدغمت النون فى اللام لصار فى موضع النون التى تدل على التثنية ، لام
مشددة فيتغير لفظ التثنية ، فأدغمت اللام فى النون فصارت معها مشددة. وقيل إنما
شددت هذه النون فى المبهمات ، لتفرق بين النون التى هى عوض عن حركة وتنوين كانا فى
الواحد ، وبين ما لم يكن عوضا عن حركة وتنوين فى الواحد ، وقيل : شددت النون
ليفرقوا بين النون التى تحذف للإضافة والنون التى لا تحذف للإضافة ، وهى نون تثنية
المبهم.
__________________
ومن قرأ (فذانيك)
بالياء بعد النون ففيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون أتى بياء بعد النون ، على التعويض بالياء عن حذف الألف ، كما عوض عن حذف
الألف بتشديد النون.
والثانى : أن
يكون أبدل من إحدى النونين ياء ، كراهية التضعيف ، كما قالوا : أمليت فى أمللت.
وتظنيت فى تظننت. وإلى فرعون ، يتعلق بفعل مقدر فى موضع الحال وتقديره ، مرسلا إلى
فرعون وملئه.
قوله تعالى : (فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً
يُصَدِّقُنِي) (٣٤).
يقرأ (يصدقنى)
جزما ورفعا. فالجزم من وجهين.
أحدهما : أن
يكون على جواب الأمر بتقدير حرف الشرط.
والثانى : أن
يكون جزم القاف لكثرة الحركات ، كقولهم فى : عضد : عضد. ومنه قول الشاعر :
١٤٤ ـ ونهر تيرى فلا تعرفكم العرب
أى : لا
تعرفكم. فسكن الفاء تخفيفا. والوجه الأول أوجه الوجهين.
والرفع على أن
يكون (يصدقنى) وصفا ل (ردء).
قوله تعالى : (وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا
لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) (٤٢).
يوم ، منصوب من
أربعة أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا لأنه مفعول به على السّعة ، كأنه قال : وأتبعناهم فى
__________________
هذه الدنيا لعنة ولعنة يوم القيامة. فحذف المضاف لدلالة الأولى عليها وأقيم
المضاف إليه مقامه.
والثانى : أن
يكون منصوبا بالعطف على موضع الجار والمجرور ، وهو قوله : (فِي هذِهِ الدُّنْيا) كما قال الشاعر :
١٤٥ ـ ألا حىّ ندمانى عمير بن عامر
|
|
إذا ما
تلاقينا من اليوم أو غدا
|
والثالث : أن
يكون منصوبا بما دل عليه قوله : (من المقبوحين) ، لأنّ الصلة لا تعمل فيما قبل
الموصول.
والرابع : أن
يكون منصوبا على الظرف بالمقبوحين ، وتقديره : وهم من المقبوحين يوم القيامة. وهو
قول أبى عثمان ، لأنه كان ينزل الألف واللام ، منزلة الألف واللام فى هذا النحو
للتعريف ، وقد قدمنا ذكره.
قوله تعالى : (بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً) (٤٣).
كلها منصوبات
على الحال من (الكتاب).
قوله تعالى : (وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) (٤٦).
رحمة ، منصوب
من ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا على المصدر.
والثانى : أن
يكون منصوبا لأنه مفعول له ، وتقديره ، ولكن فعل ذلك لأجل الرحمة.
والثالث : أن
يكون منصوبا لأنه خبر كان مقدرة ، وتقديره ، ولكن كان رحمة من ربك.
__________________
قوله تعالى : (وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ
بَطِرَتْ مَعِيشَتَها) (٥٨).
كم ، منصوبة ب (أهلكنا).
ومعيشتها ، منصوب بحذف حرف الجر ، أى : بطرت فى معيشتها ، ولا يجوز أن يكون منصوبا
على التمييز ، لأن التمييز لا يكون إلا نكرة. و (معيشتها) معرفة.
قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ
شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) (٦٢).
تقديره : أين
شركائى الذين كنتم تزعمونهم شركائى. فحذف مفعولى (تزعمون).
قوله تعالى : (قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ
الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا
تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ) (٦٣).
هؤلاء ، فى
موضع رفع بالابتداء. والذين أغوينا ، فى موضع خبر مبتدأ آخر ، وتقديره ، هؤلاء هم
الذين أغوينا. وتبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون ، (ما) فيها وجهان.
أحدهما : أن
تكون نافية.
والثانى : أن
تكون مصدرية ، وتقديره ، تبرأنا إليك من عبادتهم إيانا. والوجه الأول أوجه
الوجهين.
قوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ
وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) (٦٨).
(ما) الأولى ،
اسم موصول بمعنى الذى فى موضع نصب لأنها مفعول (يخلق). و (ما) الثانية ، نافية ولا
موضع لها من الإعراب.
قوله تعالى : (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ
اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ) (٧٣).
أى ، فى الليل.
ولتبتغوا من فضله. أى فى النهار. ولم يقل : لتسكنوا فيهما ، لأن السكون إنما يكون
بالليل لا بالنهار ، والابتغاء للرزق إنما يكون بالنهار فى العرف والعادة.
قوله تعالى : (وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ
مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) (٧٦).
ما ، اسم موصول
بمعنى الذى فى موضع نصب ب (آتيناه) ، وصلته (إنّ) وما عملت فيه ، وكسرت (إنّ) فى
الصلة لأنّ الاسم الموصول يوصل بالجملة الاسمية والجملة الفعلية ، و (إنّ) متى
وقعت فى موضع يصلح للاسم والفعل كانت مكسورة. وأولى ، واحدها (ذو) من غير لفظها.
قوله تعالى : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ
قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) (٧٩).
أراد ، وقال
الّذين يريدون الحياة الدنيا. فحذف الواو كما حذفت من قوله تعالى :
(سَيَقُولُونَ
ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ)
وتقديره
ورابعهم.
قوله تعالى : (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا
مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ) (٨٢).
__________________
ويكأن ،
اختلفوا فيه. فمنهم من قال : (وى) منفصلة من (كأن) ، وهى اسم سمّى الفعل به وهو (أعجب)
، وهى كلمة يقولها المتندم إذا أظهر ندامته. وكأن الله ، لفظه لفظ التشبيه ، وهى
عارية عن معنى التشبيه ، ومعناه ، إن الله.
كقول الشاعر :
١٤٦ ـ كأنّنى حين أمسى لا يكلمنى
|
|
متيّم يشتهى
ما ليس موجودا
|
وهذا مذهب
الخليل وسيبويه. وذهب أبو الحسن الأخفش إلى أن الكاف متصلة ب (وى) ، وتقديره : ويك
أعلم أن الله ، وويك كلمة تقرير. وأن مفتوحة بتقدير (أعلم) ، وهو كقولك للرجل :
أما ترى إلى صنع الله وإحسانه. وكقول الشاعر :
١٤٧ ـ ويكأن من تكن له نشب يح
|
|
بب ومن يفتقر
يعش عيش ضرّ
|
ويحكى أن
أعرابية قالت لزوجها : أين ابنك؟ فقال : ويكأنه وراء البيت ، أى : أما ترينه. وذهب
الفراء إلى أن (وى) متصلة بالكاف وأصله (ويلك) ، وحذفت اللام وهو ضعيف لأن القوم
لم يخاطبوا واحدا ، ولأن حذف اللام من هذا لا يعرف.
__________________
قوله تعالى : (لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا
لَخَسَفَ بِنا) (٨٢).
أن مخففة من
الثقيلة من غير عوض ، وإن كانت قد دخلت على الفعل ، وتقديره : لو لا أن الأمر
والشأن منّ الله علينا لخسف بنا.
وقرئ بفتح
الخاء والسين. و (لخسف بنا) بضم الخاء وكسر السين. و (خسف) بضم الخاء وسكون السين و
(لا يخسف بنا).
فمن قرأ بفتح
الخاء والسين ، فمعناه : (لخسف الله بنا) والجار والمجرور فى موضع نصب ب (خسف).
ومن قرأ (لخسف)
بضم الخاء وكسر السين ، فالجار والمجرور فى موضع رفع ، لقيامه مقام الفاعل على ما
لم يسم فاعله.
ومن قرأ (لخسف)
بضم الخاء وسكون السين ، حذفت الكسرة تخفيفا ، كقولهم : (لو عصر منه البان والمسك
انعصر) . أراد : عصر.
ومن قرأ (لا
يخسف بنا) ، فمنزلة قراءة من قرأ (لخسف بنا) على ما لم يسم فاعله.
قوله تعالى : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها
لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ) (٨٣).
تلك ، فى موضع
رفع لأنه مبتدأ. والدار الآخرة ، فيه ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يجعلها خبر (تلك) ، فيكون قوله تعالى : (تجعلها) فى موضعه وجهان.
أحدهما : أن
يكون فى موضع نصب على الحال.
__________________
والثانى : أن
يكون فى موضع رفع لأنه خبر بعد خبر.
والثانى من
القسمة الأولى : أن يكون عطف بيان ، فيكون قوله : (نجعلها) ، فى موضع رفع لأنه خبر
المبتدأ ، كما كانت (الدار) عطف بيان.
قوله تعالى : (قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ
بِالْهُدى) (٨٥).
من ، فى موضع
نصب بفعل مقدر دل عليه (أعلم) ، وتقديره : يعلم من جاء بالهدى كقوله تعالى :
(أَعْلَمُ مَنْ
يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ)
أى ، يعلم من
يضل ، ووجب التقدير لامتناع الإضافة ، ولأن (أعلم) لا يعمل فى المفعول لأنه من
المعانى ، والمعانى لا تنصب المفعول ، وإن كان يعمل فى الظرف كقول الشاعر :
١٤٨ ـ فإنّا رأينا العرض أحوج ساعة
لأن المعانى
تعمل فى الظروف ، وهى تكتفى برائحة الفعل ، كقولهم : كلّ يوم لك درهم.
قوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) (٨٨).
وجهه (منصوب
على الاستثناء) ، ويجوز فيه الرفع على الصفة فإنهم قد يحملون (إلّا) وأصلها
الاستثناء على (غير) وأصلها الوصف ، كما يحملون (غير) وأصلها الوصف ، على (إلّا)
وأصلها (الاستثناء) فإنهم يقولون :
__________________
قام القوم إلّا
زيد. بالرفع على الوصف ، كما يقولون : قام القوم غير زيد. فينصبون (غير) على
الاستثناء. فقوله تعالى : (إِلَّا وَجْهَهُ) كأنه قال : غير وجهه.
كقول الشاعر :
١٤٩ ـ وكلّ أخ مفارقه أخوه
|
|
لعمر أبيك
إلا الفرقدان
|
أى ، غير
الفرقدين.
__________________
«غريب إعراب سورة العنكبوت»
قوله تعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ
يَقُولُوا آمَنَّا) (٢).
أن وصلتها ، فى
موضع نصب ب (حسب) ، وقد سدت بصلتها مسد مفعولى حسب. وأن يقولوا ، فى موضع نصب
بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره : بأن يقولوا. وقيل : إنه بدل من الأولى ، وأنكره
أبو على الفارسى. وقال : هذا غلط لأنه لا يدخل فى قسم من أقسام البدل ، فإنه ليس
ببدل كل ولا بعض ولا اشتمال.
قوله تعالى : (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) (١٢).
تقديره ،
ولنحمل خطاياكم عنكم. فحذف الجار والمجرور.
قوله تعالى : (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا
خَمْسِينَ عاماً) (١٤).
ألف سنة ، (منصوب
على الظرف) ، وخمسين عاما (منصوب على الاستثناء) ، وانتصاب المستثنى انتصاب
المفعول به لأنه يقع فضلة كالمفعول ، والعامل فيه الفعل قبله بتقدير (إلّا) ، وذهب
بعض النحويين إلى أن (إلّا) قامت مقام (استثنى) فعملت عمله ، وذهب الفراء إلى أن (إلّا)
مركبة من (إنّ ولا) ، فتنصب فى الإيجاب اعتبارا (بأنّ) ، وترفع فى النفى اعتبارا ب
(لا).
قوله تعالى : (وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ
اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ) (١٦).
إبراهيم ،
منصوب من ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون معطوفا على (نوح) فى قوله تعالى :
قوله : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى
قَوْمِهِ)
،
وتقديره ، وأرسلنا إبراهيم :
والثانى : أن
يكون منصوبا بالعطف على الهاء فى (أنجيناه).
والثالث : أن
يكون منصوبا بتقدير فعل ، وتقديره : واذكر إبراهيم.
والعامل فى (إذ)
العامل فى (إبراهيم).
قوله تعالى : (وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ
دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) (٢٥).
ما ، فى (إنما)
، فيها وجهان :
أحدهما : أن
تكون اسما موصولا بمعنى الذى ، فى موضع نصب ، لأنها اسم (إن) ، وصلته (اتخذتم) ،
والعائد محذوف وتقديره ، إن الذين اتخذتموهم من دون الله أوثانا. فحذف العائد الذى
هو الهاء والميم تخفيفا ، وهو المفعول الأول ل (اتخذتم) ، والمفعول الثانى : (أوثانا).
ومودة مرفوع لأنه خبر (إن) ، وقيل : خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره هو مودة بينكم.
وقيل : إنه مرفوع بالابتداء ، وخبره (فى الحياة الدنيا) ، والجملة من المبتدأ
والخبر فى موضع رفع لأنه خبر (إن). وبينكم ، مجرور بالإضافة.
والثانى : أن
تكون (ما) كافة فيكون (أوثانا) منصوبا لأنه مفعول (اتخذتم) واقتصر على مفعول واحد
، كقوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ
اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ) ، ويكون (مودة) منصوبا لأنه مفعول له ، أى ، إنما
اتخذتم الأوثان للمودة فيما بينكم.
ومن نوّن (المودة)
نصب (بينكم) على الظرف ، والعامل فيه (مودة). و (فى الحياة الدنيا) ، ظرف (للمودة)
أيضا. وجاز أن يتعلق بها كل واحد من الظرفين
__________________
لاختلافهما ، لأنّ أحدهما ظرف مكان والآخر ظرف زمان ، وإنما الممتنع أن
يتعلق ظرفا مكان أو ظرفا زمان بعامل واحد ، وليس فى واحد من هذين الظرفين ضمير ،
لأنه لم يقم مقام محذوف مقدر من فعل أو اسم ، كاستقر أو مستقر.
فإن جعلت (بينكم)
صفة ل (مودة) كان متعلقا بمحذوف وفيه ضمير استقر ومستقر الذى هو الصفة فى الحقيقة
لأن الصفة لا بد أن يعود منها ضمير إلى الموصوف ، فيكون (فى الحياة الدنيا) فى
موضع نصب على الحال من ذلك الضمير فى (بينكم) ، والعامل فيه الظرف وهو (بينكم) ، و
(فى الحياة الدنيا) ضمير يعود على ذلك الضمير الذى فى (بينكم) ، لأنه صاحب الحال ،
ولا بد أن يعود من الحال إلى ذى الحال ضمير ، كما لا بد أن يعود من الصفة إلى
الموصوف ضمير ، ولا يجوز أن يعمل (مودة) فى قوله تعالى : (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)
، إذا كان حالا
من الضمير فى (بينكم) ، لأن (مودة) مصدر والمصدر إذا وصف لا يعمل. وقيل : يجوز أن
يعمل فيه لأنه ظرف والظرف يخالف المفعول ، والأكثرون على الأول.
ويجوز أن يكون (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) أيضا صفة ل (مودة) ، فيكون فيه ضمير لما بينا من أنه لا
بد أن يعود من الصفة إلى الموصوف ضمير ، والعامل فيه أيضا محذوف مقدر وهو استقر
ومستقر على ما قدمنا.
قوله تعالى : (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ
الصَّالِحِينَ) (٢٧).
فى الآخرة ،
جار ومجرور ، وفيما يتعلق به وجهان.
أحدهما : أن
يكون متعلقا بمحذوف مقدر ، وتقديره ، وإنه صالح فى الآخرة لمن الصالحين.
والثانى : أن
يكون متعلقا ب (الصالحين) على رأى أبى عثمان ، فإنه نزلها منزلة الألف واللام التى
للتعريف ، لا بمعنى التى للذين.
قوله تعالى : (وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ) (٢٨).
لوطا ، منصوب
من ثلاثة أوجه.
أحدها : أن
يكون منصوبا بالعطف على الهاء فى (أنجيناه).
والثانى : أن
يكون عطفا على (نوح) فى قوله تعالى :
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
نُوحاً)
وتقديره ،
وأرسلنا لوطا.
والثالث : أن
يكون منصوبا بفعل مقدر ، وتقديره ، اذكر لوطا ، والعامل فى (إذ) العامل فى (لوط).
قوله تعالى : (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ) (٣٣).
الكاف فى (منجوك)
، فى موضع جر بالإضافة ، ولهذا أسقطت النون من (منجوك). وأهلك ، منصوب بفعل مقدر ،
وتقديره ، وننجى أهلك. وذهب الأخفش إلى أن الكاف فى (منجوك) فى موضع نصب. وأهلك ،
منصوب بالعطف على الكاف.
قوله تعالى : (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) (٣٦).
مدين ، لا
ينصرف للتعريف والتأنيث. وشعيبا ، منصوب بفعل مقدر ، وتقديره : (أرسلنا إلى مدين
أخاهم شعيبا).
قوله تعالى : (وَعاداً وَثَمُودَ) (٣٨).
منصوب من ثلاثة
أوجه.
أحدها : أن
يكون معطوفا بالعطف على الهاء والميم فى قوله تعالى :
(فَأَخَذَتْهُمُ
الرَّجْفَةُ).
والثانى : أن
يكون منصوبا بالعطف على (الذين) فى قوله تعالى :
(وَلَقَدْ فَتَنَّا
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ).
والثالث : أن
يكون منصوبا بفعل مقدر ، وتقديره ، وأهلكنا عادا وثمودا.
قوله تعالى : (وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ) (٣٩).
كلها أسماء
منصوبة بالعطف على (عاد) فى جميع الوجوه التى ذكرناها ، ولا ينصرف للعجمة
والتعريف.
قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ
اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ) (٤١).
الكاف فى موضع
رفع لأنها خبر المبتدأ ، وهو قوله تعالى :
(مَثَلُ الَّذِينَ
اتَّخَذُوا).
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ
دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ) (٤٢).
ما ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون (ما) بمعنى (الذى) وهو فى موضع نصب (بيعلم) ، وتقديره إن الله يعلم الذى
يدعونه من دونه من شىء. فحذف العائد تخفيفا.
والثانى : أن
تكون استفهامية فى موضع نصب ب (يدعون) ، وتقديره ، أىّ شىء تدعون من دونه. وهو قول
الخليل وسيبويه.
قوله تعالى : (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ
غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) (٥٨).
غرفا ، منصوب
لأنه مفعول ثان ل (نبوئنهم) ، لأنه يتعدى إلى مفعولين. تقول : بوّأت زيدا منزلا.
فأما قوله تعالى :
(وَإِذْ بَوَّأْنا
لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ)
__________________
فاللام فى (لإبراهيم) زائدة. ومكان البيت ، مفعول ثان. وخالدين ، منصوب على
الحال من الهاء والميم فى (لنبوئنهم).
قوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ
رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ) (٦٠).
كأيّن ، فى
موضع رفع بالابتداء بمنزلة (كم). ومن. دابة ، تبيين له. ولا تحمل ، فى موضع جر
لأنها صفة (دابة) ، والله ، مبتدأ. ويرزقها ، خبره. والجملة من المبتدأ والخبر فى
موضع رفع لأنه خبر (كأيّن) ، ويجوز أن يكون موضع (كأين) النصب على قول من يجيز :
زيدا عمرو أبوه ضارب. بتقدير فعل يفسره (يرزقها) وأنث (كأين) فى قوله تعالى : (يرزقها)
حملا على المعنى.
قوله تعالى : (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ
الْحَيَوانُ) (٦٤).
لهى ، يجوز فى
الهاء الكسر والتسكين ، فمن كسر أتى به على الأصل. ومن سكّن حذف الكسرة تخفيفا كما
قالوا فى كتف كتف. والحيوان ، أصله (الحييان) بياءين ، إلا أنه لما اجتمعت ياءان
متحركتان ، استثقلوا اجتماعهما ، فأبدلوا من الياء الثانية واوا كراهية لاجتماع
ياءين متحركتين ، وكان قلب الثانية أولى من الأولى لأن الثانية هى التى حصل
التكرير بها ، وإنما عدلوا عن الإدغام إلى القلب ، لأن الإدغام إنما يقع فى
الأسماء ممّا كان على (فعل وفعل) بضم العين وكسرها ولا يكون فيما كان على (فعل)
بفتح العين. نحو (طلل) و (شرر) فلهذا قلبوا الياء واوا ، وإنما قلنا إن الواو
منقلبة عن ياء ، وذلك لأنه ليس فى كلام العرب ما عينه ياء ولامه واو ، فإن قلت : فقد
قالوا : الحيّوت لذكر الحيات. وحيوان اسم موضع باليمن ، وحيوة اسم رجل. فنقول :
أما الحيّوت فعنه جوابان.
أحدهما : أن
الياء فيه أصلية ووزنه (فعّول) كسفّود ، وسمّور وكلّوب ، وإنما يستقيم هذا لو كانت
التاء زائدة ، ولا يستقيم أن تكون زائدة ، لأنه ليس فى كلامهم ما هو على وزن (فعلوت).
والثانى :
أنالو قدرنا أن الياء زائدة ، إلا أنا نقول : أصله. حييوت على فعلوت بفتح العين من
(الحياة) كالرّغبوت والرّهبوت ، إلا أنه أسكنت العين لاجتماع المثلين ، كما أبدل
فى (الحيوان) كراهية لاجتماع المثلين. فوقع الإدغام.
وأما (حيوان)
اسم موضع باليمن ، فوزنه (فيعال) والنون فيه أصلية لا زائدة فلا يردّ نقصا. وأما (حيوة)
اسم رجل فأصله (حيّة) إلا أنه لما كان اسما علما والأعلام كثيرا ما يعدل بها عن
قياس كلامهم ، أدخلوا عليه ضربا من التغيير ، فأبدلوا من الياء الثانية واوا ، على
خلاف القياس كما فعلوا ذلك فى كثير من الأعلام. نحو (مزيد ومدين وموهب ومورق) إلى
غير ذلك. وقد ذكرنا فى هذا كلاما كافيا ، وبيناه بيانا شافيا فى كتاب (شفاء السائل
عن رتبة الفاعل).
قوله تعالى : (وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (٦٦).
قرئ بكسر اللام
وسكونها ، وهى لام الأمر ومعناه التهديد ، فمن قرأ بالكسر فعلى الأصل ، ومن سكّن
فعلى التخفيف ، كما قالوا فى (كتف كتف) ، وهذا التخفيف إنما يجوز فى لام الأمر ،
ولا يجوز فى لام (كى) ، وإنما كان ذلك لأنّ لام (كى) حذف بعدها (أن) بخلاف لام
الأمر ، فلا يجوز أن تحذف حركتها لمكان الحذف ، فبان الفرق بينهما والله أعلم.
«غريب إعراب سورة الروم»
قوله تعالى : (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ
سَيَغْلِبُونَ) (٣).
غلب ، مصدر وهى
مضاف إلى المفعول ، وتقديره ، وهم من بعد أن غلبوا سيغلبون.
قوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ
بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ) (٤ ، ٥).
أى ، من قبل
ذلك ومن بعد ذلك ، وهو مبنى لاقنطاعه عن الإضافة ، لأن المضاف والمضاف إليه بمنزلة
كلمة واحدة ، فلما اقنطع عن الإضافة ، تنزل منزلة بعض الكلمة ، وبعض الكلمة مبنى.
وبنى على
الحركة لوجهين.
أحدهما : إنما
بنى على حركة تمييزا له على ما بنى وليس له حالة إعراب ، نحو (من وكم وإذا).
والثانى :
لالتقاء الساكنين ، لأن الباء من (قبل) ساكنة ، والعين من (بعد) ساكنة فبنى على
حركة لالتقاء الساكنين. والوجه الأول أوجه الوجهين.
وبنى على الضم
لوجهين.
أحدهما : أنه
بنى على الضم تعويضا عن المحذوف لأنه أقوى الحركات.
والثانى : أن (قبل
وبعد) يدخلهما النصب والجر ، ولا يدخلهما الرفع ، فلو بنيا على الفتح أو الكسر ،
لالتبست حركة الإعراب بحركة البناء ، فبنى على الضم ، لئلا تلتبس حركة الإعراب
بحركة البناء.
وبنصر الله ،
فى موضع نصب لأنه يتعلق بقوله تعالى : (يفرح).
قوله تعالى : (وَعْدَ اللهِ) (٦).
منصوب على
المصدر المؤكد لما قبله ، والمصدر مضاف إلى الفاعل.
قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي
أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) (٨).
ما ، حرف نفى.
ويتفكروا ، قد عدّى ب (فى) إلى (أنفسهم) ، كما عدّى فى قوله تعالى :
(أَوَلَمْ يَنْظُرُوا
فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
قوله تعالى : (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا
السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ) (١٠).
عاقبة ، مرفوع
لأنه اسم كان ، والسوأى ، منصوب لأنه خبر كان. ومن نصب (عاقبة) جعلها خبر كان.
والسوأى ، اسمها. والسوأى ، على (فعلى) تأنيث (للاستواء) كما أن (الحسنى) تأنيث (الأحسن). وأن كذبوا ، فى موضع
نصب على المفعول له ، وتقديره ، لأن كذبوا. ويجوز أن يكون فى موضع رفع ، لأنه خبر
مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو أن كذبوا. ويجوز أن تجعل (أن كذبوا) ، بدلا من (السوأى)
رفعا ونصبا. وأن كذبوا ، اسم كان فيمن نصب (عاقبة الذين) أو الخبر فيمن رفع.
والسوأى ، ينتصب (بأساءوا) انتصاب المصادر ، لأن (السوأى) مصدر كالحسنى.
قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ
تُرابٍ) (٢٠).
أن وصلتها ، فى
موضع رفع على الابتداء. والجار والمجرور ، قبلها خبرها وتقديره ، وخلقكم من تراب
من آياته.
__________________
قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ
خَوْفاً وَطَمَعاً) (٢٤).
وتقديره ، ومن
آياته يريكم البرق فيها. فحذف الموصوف وأقيم الصفة مقامه. ومن النحويين من يجعل
تقديره (ومن آياته أن يريكم البرق) كقوله تعالى :
(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ
خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ)
، وقوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ)
فحذف (أن) كقول
الشاعر :
١٥٠ ـ ألّا أيّها ذا الزاجرى أحضر
الوغى
|
|
وأن أشهد
اللذات هل أنت مخلدى
|
قوله تعالى : (ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ
الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) (٢٥).
من الأرض ، جار
ومجرور يتعلق بمحذوف ، ويحتمل وجهين.
أحدهما : أن
يكون صفة للنكرة ، وتقديره ، دعاكم دعوة كائنة من الأرض إذا أنتم تخرجون.
والثانى : أن
يكون المحذوف فى موضع الحال من الكاف والميم فى (دعاكم) ، ولا يجوز أن يتعلق ب (تخرجون)
، لأن ما بعد (إذا) لا يعمل فيما قبلها.
قوله تعالى : (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ
عَلَيْها) (٣٠).
فطرة الله ،
منصوب من وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا بتقدير فعل ، وتقديره ، اتبع فطرة الله ، ودل على هذا الفعل المقدر قوله
تعالى :
__________________
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ
لِلدِّينِ)
أى : اتبع
الدين.
والثانى : أن
يكون منصوبا على المصدر لأن الكلام دل على (فطر الله الخلق فطرة).
قوله تعالى : (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) (٣١).
منصوب على
الحال من الضمير فى (فأقم) وإنما جمع حملا على المعنى ، لأن الخطاب للرسول عليهالسلام والمراد به أمته كقوله تعالى :
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ
إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ).
قوله تعالى : (أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً) (٣٥).
سلطانا ، قيل :
هو جمع (سليط) كرغيف ورغفان ، وقفيز وقفزان. ويجوز فيه التذكير والتأنيث ، فمن
ذكّر فعلى معنى الجمع ، ومن أنثه فعلى معنى الجماعة.
قوله تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما
قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) (٣٦).
إن ، شرطية ،
وجوابها (إذا) بمنزلة الفاء ، وصارت (إذا) بمنزلة الفاء ، لأنها لا يبتدأ بها ،
كما لا يبتدأ بالفاء ، وإنما لا يبتدأ بها لأنها التى تكون للمفاجأة ، وإنما يبتدأ
ب (إذا) ، إذا كان فيها معنى الشرط ، ولا يجوز أن تقع جوابا للشرط ، لأن جواب
الشرط لا يقع مبتدأ ، والشرط لا يقع إلا مبتدأ. وهم ، مبتدأ ، ويقنطون خبره. وإذا
، خبر آخر ، وتقديره : وبالحضرة هم قانطون.
قوله تعالى : (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ
يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) (٤٩)
__________________
فى تكرير (قبل)
وجهان.
أحدهما : أن
يكون التكرير للتأكيد.
والثانى : أن
يكون التقدير ، وإن كانوا من قبل أن ينزل الغيث عليهم من قبل السحاب لمبلسين.
والضمير يعود إلى السحاب فى قوله تعالى :
(فَتُثِيرُ سَحاباً)
والسحاب يجوز
تذكيره وتأنيثه.
قوله تعالى : (فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا) (٥١).
الهاء فى (رأوه)
فيها ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون المراد بها الزرع. الذى دل عليه قوله تعالى :
(فَانْظُرْ إِلى آثارِ
رَحْمَتِ اللهِ).
والثانى : أن
يكون المراد بها (السحاب).
والثالث : أن
يكون المراد بها الزرع ، وذكّره لأن تأنيثه غير حقيقى.
قوله تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ
ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ) (٥٧).
قرئ (ينفع)
بالتاء والياء. فمن قرأ بالتاء فعلى الأصل ، ولم يعتد بالفصل. ومن قرأ بالياء اعتد
بالفصل فعدل عن الأصل. والله أعلم.
«غريب إعراب سورة لقمان»
قوله تعالى : (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) (٢).
تلك ، مبتدأ.
وآيات الكتاب ، خبر. وهدى ورحمة ، يقرأ بالنصب والرفع.
فالنصب على
الحال من (آيات) ولا يجوز أن يكون منصوبا على الحال من الكتاب ، لأنه مضاف إليه ،
ولا عامل يعمل فى الحال ، وفيه خلاف.
والرفع من
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون خبر (تلك) وآيات ، بدلا من (تلك).
والثانى : أن
يكون خبرا بعد خبر ، كقولهم : هذا حلو حامض.
والثالث : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو هدى.
قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ
الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً) (٦).
ويتخذها ، قرئ
بالنصب والرفع ، فالنصب بالعطف على (ليضل). والرفع بالعطف على (يشترى) أو على
الاستئناف.
والهاء فى (يتخذها)
فيه ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يعود على (السبيل) لأنها مؤنثة ، قال تعالى :
(قُلْ هذِهِ سَبِيلِي)
__________________
كما ذكّر أيضا. قال تعالى :
(وَإِنْ يَرَوْا
سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ
يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً) ، وقيل : يعود على (الحديث) لأنه فى معنى (الأحاديث) ،
وقيل على (الآيات). والأول أوجه.
والباء فى (بغير
علم) للحال ، وتقديره : ليضل عن سبيل الله جاهلا.
قوله تعالى : (وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ
يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) (٧).
مستكبرا ،
منصوب على الحال من الضمير فى (ولّى). والكاف فى (كأن) فى موضع نصب على الحال ،
وتقديره : ولّى مستكبرا مشبها من فى أذنيه وقر.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ خالِدِينَ فِيها) (٨ ، ٩).
جنات ، يرتفع
بالجار والمجرور لأنه وقع خبرا عن المبتدأ. وخالدين ، منصوب على الحال من الهاء
والميم فى (لهم).
قوله تعالى : (خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ) (١٠).
الباء فى (بغير
عمد) فى موضع نصب على الحال من السموات. وترونها ، جملة فعلية فى موضع جر على
الصفة ل (عمد) ، فيكون هناك عمد ، ولكن لا يرى.
قوله تعالى : (فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ
دُونِهِ) (١١).
الياء فى (أرونى)
المفعول الأول. وما ذا خلق ، قد سد مسد ما ينتصب ب (أرونى) ، والكلام على (ماذا)
قد قدمناه.
__________________
قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ) (١٣).
إذ ، ظرف يتعلق
بفعل مقدر ، وتقديره : اذكر إذ قال لقمان. ولقمان ، لا ينصرف للتعريف والألف
والنون الزائدتين ، كعثمان ، وعمران ، ويجوز أن يكون أعجميا فلا ينصرف للعجمة
والتعريف.
قوله تعالى : (وَهْناً عَلى وَهْنٍ) (١٤).
وهنا ، منصوب
بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره : حملته أمه بوهن. فحذف حرف الجر فاتصل الفعل به
فنصبه.
قوله تعالى : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ) (١٤).
أن ، فى موضع
نصب على حذف حرف الجر ، وتقديره : بأن اشكر. وقيل : (أن) ، مفسرة بمعنى أى ، كقوله
تعالى :
(أَنِ امْشُوا
وَاصْبِرُوا)
ولا موضع لها
من الإعراب.
قوله تعالى : (إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ
مِنْ خَرْدَلٍ) (١٦).
يقرأ (مثقال)
بالرفع والنصب.
فالرفع على أن
تكون التامة ، وأنث (تكن) ، وإن كان (المثقال) مذكرا ، لأنه من باب ما اكتسى
المضاف من المضاف إليه التأنيث ، كقولهم : ذهبت بعض أصابعه. وكقراءة من قرأ :
(يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ
السَّيَّارَةِ)
__________________
والنصب على أن
تكون الناقصة ، ويكون التقدير : إن تكن الخصلة الموزونة مثقال حبة.
قوله تعالى : (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً) (١٨).
مرحا ، منصوب
لأنه مصدر فى موضع الحال ، كقولهم : جاء زيد ركضا.
قوله تعالى : (نِعَمَهُ ظاهِرَةً) (٢٠).
أراد : نعم
الله ، ألا ترى أن النعمة الواحدة لا يقال فيها (أحصيت) وإنما يقال ذلك فى
المتعددة.
قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ
شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) (٢٧).
والبحر ، يقرأ
بالنصب والرفع.
فالنصب من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا بالعطف على (ما).
والثانى : أن
يكون منصوبا بتقدير فعل يفسره (يمدّه) وتقديره : يمد البحر يمده. كقوله تعالى :
(وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ
مَنازِلَ).
أى قدرنا القمر
قدرناه.
والرفع على ان
تكون الواو ، واو الحال. والبحر ، مبتدأ. وخبره (يمده من بعده سبعة أبحر) ،
والجملة فى موضع نصب على الحال ، والعامل فى الحال ما فى (أقلام) من معنى الفعل ،
لأن (أقلاما) قام مقام (كاتبات) فكأنه قال : كاتبات والبحر يمده.
قوله تعالى : (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا
كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) (٢٨).
__________________
خلقكم ، مبتدأ.
والكاف ، فى موضع رفع لأنه خبر المبتدأ ، ولا يجوز أن تعمل (ما) ، لمكان (إلّا) ،
لأنها تشبه (ليس) فى نفى الحال ، وإذا دخلت عليها (إلّا) أبطلت منها معنى النفى ،
وهو وجه الشبه الموجب للعمل ، فإذا زال وجه الشبه الموجب للعمل بطل العمل ،
وتقديره ، ما خلقكم ولا بعثكم إلا كبعث نفس واحدة. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه
مقامه.
قوله تعالى : (وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ
وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً) (٣٣).
يوما ، منصوب
لأنه مفعول (واخشوا) ، ولا يجوز ان تكون ظرفا لأنه يصير الأمر بالخشية فى يوم
القيامة ، ويوم القيامة ليس بيوم تكليف ، وإنما هو يوم الجزاء. (ومولود) مرفوع
بالعطف على (والد) المرفوع لأنه فاعل (يجزى) ، وهو تأكيد لما فى (مولود) من الضمير
، ولا يجوز ان يكون (هو) فصلا ، لأن الفصل لا يدخل بين النكرتين.
قوله تعالى : (وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ
غَداً) ٣٤.
ماذا ، فى موضع
نصب ب (تكسب) ، لا ب (تدرى) ، لأن الاستفهام ينتصب بما بعده لا بما قبله. هذا إذا
جعل (ما وذا) بمنزلة شىء واحد ، فإن جعلا بمنزلة كلمتين ، وجعلا بمنزلة الذى ،
وجعل موضع (ماذا) رفع على ما قدمنا لم يجز نصبه ب (تدرى) لما ذكرناه ، وإنما نحكم
على موضع الجملة بالنصب بدخوله عليها.
«غريب إعراب سورة السجدة»
قوله تعالى : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ) (٢).
تنزيل الكتاب ،
مرفوع لأنه مبتدأ. ولا ريب فيه ، خبره. ويجوز أن يكون مرفوعا لأنه خبر مبتدأ محذوف
، وتقديره ، هذا تنزيل الكتاب. ويجوز أن يكون (لا ريب فيه) فى موضع نصب على الحال
من (الكتاب). ومن رب العالمين ، خبر المبتدأ. ومن متعلقة بالخبر المحذوف. وإذا
جعلت (لا ريب فيه) خبر المبتدأ كانت (من) متعلقة ب (تنزيل).
قوله تعالى : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) (٧).
خلقه ، قرئ
بسكون اللام وفتحها.
فمن قرأ بسكون
اللام ، نصب (خلقه) من وجهين.
أحدهما : على
البدل من قوله تعالى : (كُلَّ شَيْءٍ).
والثانى : على
أن يكون مفعولا ثانيا ل (أحسن) ، وهو بمعنى (أفهم) فيتعدى إلى مفعولين.
ومن فتح اللام
جعله فعلا ماضيا. وفى موضع الجملة وجهان ، النصب والجر ، فالنصب على الوصف ل (كلّ)
والجر على الوصف ل (شىء) ومعناه ، أحسن كلّ شىء مخلوق له.
قوله تعالى : (وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ) (١٠).
إذا ، ظرف وهو
متعلق بفعل مقدر ، وتقديره أنبعث إذا ضللنا فى الأرض. أى ، غبنا وبلينا.
قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ
ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (١٢).
إذ ، تتعلق ب (ترى).
والمجرمون ، مرفوع لأنه مبتدأ وناكسو رءوسهم ، خبره. وربنا أبصرنا : تقديره ،
يقولون ربنا أبصرنا. فحذف القول ، وحذف القول كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) (١٦).
تتجافى ، جملة
فعلية فى موضع نصب على الحال من الضمير فى (خرّوا) ، وكذلك (يدعون ربهم) منصوب على
الحال. وكذلك (سجّدّا). وكذلك موضع (وهم لا يستكبرون) ، وكذلك موضع (مما رزقناهم
ينفقون) كلها منصوبات على الحال من الضمير فى (خروا) ، وفى (سبّحوا).
قوله تعالى : (خَوْفاً وَطَمَعاً) (١٦).
فى نصبهما
وجهان.
أحدهما : أن
يكونا منصوبين على المفعول له.
والثانى : أن
يكونا منصوبين على المصدر.
قوله تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ
لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) (١٧).
قرئ (أخفى)
بسكون الياء وبفتحها. فمن قرأ ، بسكون الياء جعل الهمزة همزة المتكلم ، وكان فعلا
مضارعا مرفوعا ، ولا تظهر فيه علامة الرفع ، لأن فى آخره ياء قبلها كسرة ، فهو
بمنزلة المنقوص من الأسماء لا يظهر فيه علامة الرفع. ومن قرأ بفتح الياء جعله فعلا
ماضيا.
وما ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون اسما موصولا بمعنى الذى ، وصلته (أخفى) والعائد مقدر ، وتقديره ، الذى أخفيه
لهم. فحذف العائد للتخفيف ، وموضعه نصب ب (تعلم).
والثانى : أن
تكون استفهامية فى موضع رفع لأنه مبتدأ. وأخفى ، خبره.
ومن قرأ (أخفى)
فبنى الفعل للفاعل ، كان (ما) منصوبا ب (أخفى) وتقديره ، فلا تعلم نفس أىّ شىء
أخفى لهم. ولا يجوز أن يعمل فيه (بقلم) لأن الاستفهام له صدر الكلام ، فلا ينصب
بما قبله وإنما ينصب بما بعده.
قوله تعالى : (فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ) (٢٣).
الهاء فى (لقائه)
فيها ثلاثة أوجه.
الأول : أن
تكون عائدة إلى الكتاب ، فيكون المصدر مضافا إلى المفعول ، والفاعل مقدر ، وتقديره
، من لقاء موسى الكتاب ، وقدّر لتقدم ذكره ، وأضيف المصدر إلى الكتاب.
والثانى : أن
تكون (الهاء) عائدة إلى موسى ، فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل ، والمفعول به محذوف
وهو (الكتاب) ، وتقديره ، فلا تكن فى مرية من لقاء موسى الكتاب. وهو التوراة.
ويجوز أن يكون التقدير فيه ، فلا تكن فى مرية من لقاء موسى إياك. ويجوز أن يكون
التقدير ، من لقائك موسى ، فيكون المصدر مضافا إلى المفعول ، ويجوز أن يكون تقديره
، فلا تكن فى مرية من لقاء موسى ربّه. فيكون مضافا إلى الفاعل ، والمفعول محذوف ،
وهذا التقدير مروى عن ابن عباس.
والثالث : أن
تكون عائدة إلى (ما لاقى موسى) وتقديره ، فلا تكن فى مرية من لقاء ما لاقى موسى من
التكذيب والإنكار من قومه.
قوله تعالى : (يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا) (٢٤).
قرئ (لما)
بالتخفيف وكسر اللام و (لمّا) بالتشديد وفتح اللام. فمن قرأ
بالتخفيف والكسر ، كانت (ما) مصدرية ، وتقديره لصبرهم. ومن قرأ بالتشديد
والفتح ، كانت (لمّا) ظرف زمان بمعنى (حين) ، فى موضع نصب والعامل فيه (يهدون).
قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ) (٢٥).
هو ، ههنا فصل
، لأنّ (يفصل) فعل مضارع ، ولو كان فعلا ماضيا لم يجز ، فإنهم يجيزون : زيد هو
يقوم. قال الله تعالى :
(وَمَكْرُ أُولئِكَ
هُوَ يَبُورُ)
وقال تعالى :
(أَلَمْ يَعْلَمُوا
أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ)
ولا يجيزون ،
زيد هو قام. وإنما كان كذلك لأن الفعل المضارع ، أشبه الأسماء شبها أوجب له
الإعراب ، بخلاف الفعل الماضى ، ولهذا المعنى جاز أن يقع المضارع بعد حرف
الاستثناء ، دون الماضى فيجوز نحو ، ما زيد إلا يقوم. ولا يجوز نحو ، ما زيد إلا
قام.
قال تعالى : (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) (٢٦).
يقرأ (يهد)
بالياء والنون ، فمن قرأ بالياء كان فاعل (يهد) مقدرا وهو المصدر ، وتقديره أو لم
يهد الهدى لهم. وإليه ذهب أبو العباس المبرد ، وذهب بعض النحويين إلى أن الفاعل هو
الله تعالى ، وتقديره أو لم يهد الله لهم. ومن قرأ (نهد) بالنون ، فالفاعل مقدر
فيه ، وتقديره نهد نحن لهم. وهذا لا إشكال فيه. وكم ، فى موضع نصب ب (أهلكنا).
قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ) (٢٨).
__________________
هذا ، فى موضع
رفع لأنه مبتدأ ، والفتح ، صفته. ومتى ، خبره. لأن (الفتح) مصدر وهو حدث ، ومتى
ظرف زمان ، وظروف الزمان يجوز أن تكون أخبارا عن الأحداث ، لوجود الفائدة فى الإخبار
بها عنها ، ولا يجوز أن تكون أخبارا عن الجثث ، لعدم الفائدة ، ألا ترى أنك إذا
قلت : زيد يوم الجمعة. لم يكن فيه فائدة ، لأن زيدا لا يجوز أن يخلو عن يوم الجمعة
، بخلاف ظرف المكان فإن فى الإخبار بها عن الجثث فائدة ، ألا ترى أنك إذا قلت :
زيد أمامك أو خلفك ، كان مفيدا ، لأنه يجوز ألّا يكون أمامك ولا خلفك. فإذا أخبرت به
عنه كان مفيدا وإنما اعتبر هذا المعنى فى الخبر لأنه معتمد الفائدة ،
كما أن المخبر عنه معتمد البيان ، فكما لا يجوز الإخبار عن الفكرة المحضة لعدم
البيان ، فكذلك لا يجوز الإخبار بظروف الزمان عن الجثث لعدم الفائدة.
__________________
«غريب إعراب سورة الأحزاب»
قوله تعالى : (وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي
تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ) (٤).
أزواج ، جمع
زوج ، كثوب وأثواب ، وحوض وأحواض. والزوج ينطلق على الذكر والأنثى ، يقال : هما
زوجان ، وقد يقال للمرأة : زوجة ، واللغة الفصحى بغير تاء ، وهى لغة القرآن. قال
الله تعالى :
(اسْكُنْ أَنْتَ
وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)
وقال تعالى :
(وَأَصْلَحْنا لَهُ
زَوْجَهُ)
أى امرأته.
واللائى ، فيه
ثلاث قراءات ، بإثبات الياء ، وبحذفها ، ويجعل الهمزة بين بين بعد حذف الياء. فمن
قرأ بإثبات الياء فعلى الأصل ، ومن قرأ بحذفها اجتزأ بالكسرة عن الياء. ومن قرأ
بجعل الهمزة بين بين بعد الحذف فللتخفيف لكثرة الأمثال وهى : الألف والهمزة
والكسرة والياء.
وتظاهرون ،
يقرأ بتخفيف الظاء وتشديدها ، وأصلهما ، يتظاهرون ، فمن قرأ بالتخفيف حذف التاء
الثانية ، وكان حذف الثانية أولى من الأولى ، لأن التكرار
__________________
بها حصل ، والاستثقال بها وقع ، فكانت أولى بالحذف. ومن قرأ بالتشديد أبدل الثانية أيضا ظاء ، وأدغم الظاء فى الظاء ، وكان تغيير
الثانية بالإدغام أولى من الأولى لما ذكرنا ، أن التكرار بها حصل ، فكان تغييرها
أولى من الأولى.
قوله تعالى : (وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ) (٤).
الحق ، منصوب
لوجهين.
أحدهما : أن
يكون مفعولا ل (يقول).
والثانى : أن
يكون صفة لمصدر محذوف ، وتقديره ، والله يقول القول الحقّ.
قوله تعالى : (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما
أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) (٥).
(ما) يجوز فى
موضعها وجهان : الجر ، والرفع.
فالجر بالعطف
على (ما) فى قوله تعالى : (فيما أخطأتم به) ، والرفع على الابتداء ، وتقديره ،
ولكن ما تعمدت قلوبكم يؤاخذكم به.
قوله تعالى : (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) (٦).
مبتدأ وخبر ،
على حد قولهم : أبو يوسف أبو حنيفة. أى يقوم مقامه ويسد مسده ، والمعنى ، إنهن
بمنزلة الأم فى التحريم ، فلا يجوز لأحد أن يتزوج بهن ، احتراما للنبى عليهالسلام.
قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى
أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً) (٦).
أن وصلتها ، فى
موضع نصب على الاستثناء المنقطع.
قوله تعالى : (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ) (١٠).
__________________
إذ ، فى موضع
نصب على البدل من (إذ) فى قوله تعالى :
(اذْكُرُوا نِعْمَةَ
اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ) وإذ جاءتكم جنود ، فى موضع نصب ب (اذكروا).
قوله تعالى (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) (١٠).
يقرأ (الظنونا)
بالألف وتركها. فمن أثبتها فلأنها فاصلة ، وفواصل الآيات تشبه رءوس الأبيات. ومن
لم يثبت الألف ، فلأن الألف إنما تكون بدلا من التنوين ، ولا تنوين ههنا.
قوله تعالى : (وَإِذْ يَقُولُ) و (إِذْ قالَتْ) (١٢ ، ١٣).
إذ فيهما ،
يتعلق بفعل مقدر ، وتقديره ، اذكر إذ يقول ، وإذ قالت.
قوله تعالى : (وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ
النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) (١٣).
ويستأذن ،
الواو فى (ويستأذن) فيها وجهان.
أحدهما : أنها
واو الحال ، والجملة بعدها فى موضع نصب على الحال من (الطائفة) المرتفعة ب (قالت).
وذهب آخرون إلى أنه تم الكلام عند قوله : (فَارْجِعُوا)
، وليست الواو
فى (ويستأذن) واو الحال. وإن بيوتنا عورة ، أى ، ذات عورة. فحذف المضاف ، ويجوز أن
يكون أصله (عورة) فحذف الكسرة تخفيفا.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ
قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ) (١٥).
عاهدوا الله ،
بمنزلة القسم. ولا يولون الأدبار ، جوابه.
قوله تعالى : (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ) (١٩).
أشحة منصوب
لوجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على الحال من الواو فى (يأتون).
والثانى : أن
يكون منصوبا على الذم.
قوله تعالى : (رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ
تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) (١٩).
ينظرون إليك ،
جملة فعلية فى موضع نصب على الحال ، من الهاء والميم فى (رأيتهم) ، وهو من رؤية
العين. وتدور أعينهم ، يحتمل وجهين.
أحدهما : أن
يكون حالا من الواو فى (ينظرون).
والثانى : أن
يكون حالا بعد حال.
كالذى يغشى
عليه من الموت ، تقديره تدور أعينهم دورانا كدوران عين الذى يغشى عليه من الموت.
فحذف المصدر وهو (دورانا) ، وما أضيفت الكاف إليه وهو (دوران) ، وما أضيف (دوران)
إليه وهو (عين) وأقيم (الذى) مقام (عين) ، وإنما وجب هذا التقدير بهذه الحذوف
ليستقيم معنى الكلام ، لأن تشبيه الدوران بالذى يغشى عليه من الموت ، لا يستقيم ،
لأن الدوران عرض ، والذى يغشى عليه من الموت جسم ، والأعراض لا تشبّه بالأجسام.
ومن الموت ، أى من حذر الموت.
قوله تعالى : (أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ) (١٩).
أشحة ، منصوب
على الحال من الواو فى (سلقوكم) وهو العامل فيه.
قوله تعالى : (وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا
لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ) (٢٠).
الجار والمجرور
فى موضعه وجهان ، الرفع والنصب. فالرفع على أنه خبر بعد خبر ،
وتقديره ، لو أنهم بادون كائنون فى جملة الأعراب ، والنصب على الحال من
الضمير فى (بادون).
قوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) (٢١).
لمن كان يرجو ،
الجار والمجرور فى موضع رفع لأنه صفة بعد صفة ل (أسوة). وتقديره ، أسوة حسنة كائنة
لمن كان. ولا يجوز أن يتعلق بنفس (أسوة) ، إذا جعل بمعنى التأسى ، لأن (أسوة) وصفت
، وإذا وصف المصدر لم يعمل ، فكذلك ما كان فى معناه.
قوله تعالى : (وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً) (٢٢).
أى وما زادتهم
الرؤية إلا إيمانا. وإنما قال : زادهم بالتذكير ، ولم يقل : زادتهم. لأن الرؤية
بمعنى النظر.
قوله تعالى : (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ
عَلَيْهِ) (٢٣).
ما ، ههنا ،
مصدرية ، وهى فى موضع نصب ب (صدقوا) ، وتقديره ، صدقوا الله فى العهد. أى وفّوا
به.
قوله تعالى : (فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ) (٢٨).
أصله من العلو
إلا أنه كثر استعماله ، ونقل عن أصله ، حتى استعمل فى معنى (أنزل). فيقال للمتعالى
: تعال. أى انزل.
قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ
وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً) (٣١).
من ذكّر (يقنت
ويعمل صالحا) حمله على لفظ (من) ، ومن أنّث (تعمل) حمله
على معنى (من) لأن المراد بها المؤنث ، ومن النحويين من يستضعف الرجوع إلى
التذكير بعد التأنيث ، ومنهم من لا يستضعفه ويستدل بقوله تعالى :
(وَقالُوا ما فِي
بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا).
قوله تعالى : (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ
مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ) (٣٢).
إن اتقيتن شرط
وفى جوابه وجهان.
أحدهما : أن
يكون قوله : (فلا يخضعن بالقول) جواب الشرط.
والثانى : أن
يكون جوابه ما دل عليه قوله تعالى :
(لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ
مِنَ النِّساءِ) ، وتقديره ، إن اتقيتن انفردتن بخصائص من جملة سائر
النساء. ودل على هذا التقدير قوله تعالى : (لستن).
قوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) (٣٣).
قرئ (قرن) بكسر
القاف و (قرن) بفتحها. فمن كسر القاف ففيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون من (وقر يقر) أى ، اسكن.
والثانى : أن
يكون على لغة من قال : (قرّ يقرّ) لأن الأصل فيه (اقررن) ، فنقلت الكسرة إلى القاف
بعد حذف الراء. ومن قرأ بالفتح كان أصله (اقررن) من (قرّ يقرّ) فنقلت فتحة الراء بعد حذفها إلى القاف ، فلما فتحت القاف استغنى عن
__________________
همزة الوصل ، لأنها إنما اجتلبت لسكون القاف ، فلما تحركت القاف ، استغنى
عنها فحذفت ، وإنما حذفت الراء لتكررها مع نظيرها ، وتكررها فى نفسها ، فإنها حرف
تكرير ، وإذا استثقل التكرير والتضعيف فى حرف غير مكرر ، ففى المكرر أولى ، وإذا
كانوا قد حذفوا للتضعيف فى الحرف فقالوا فى (رب رب) وفى (أنّ أن) والحرف لا يدخله
الحذف ، فلأن يحذفوا فى الفعل الذى يدخله الحذف أولى.
قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) (٣٣).
أهل البيت ،
منصوب من وجهين.
أحدهما : أنه
منصوب على الاختصاص والمدح ، كقوله عليهالسلام : (سلمان منّا أهل البيت) وتقديره ، أعنى وأمدح أهل
البيت.
والثانى : أن
يكون منصوبا على النداء ، كأن قال : يا أهل البيت. والأول أوجه الوجهين.
وأجاز بعض
النحويين الخفض على البدل من الكاف والميم فى (عنكم) ولا يجيزه البصريون لوجهين.
أحدهما : أن
الغائب لا يبدل من المخاطب لاختلافهما.
والثانى : أن
البدل دخل الكلام للبيان ، والمخاطب لا يفتقر إلى بيان.
قوله تعالى : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) إلى قوله تعالى : (وَالذَّاكِرِينَ
اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ) (٣٥).
كلّه منصوب
بالعطف على اسم (إن) وخبرها (أعد الله لهم مغفرة). والتقدير فى قوله : (والذاكرين
الله كثيرا والذاكراته) ، فحذف المفعول وكذلك التقدير ، والحافظين فروجهم
والحافظات. أى ، والحافظاتها ، فحذف المفعول لدلالة ما تقدم عليه.
قوله تعالى : (وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) (٣٧).
والله ، مبتدأ.
وأحق ، خبر المبتدأ. وأن تخشاه فى موضعه وجهان ، النصب والرفع. فالنصب بتقدير حذف
حرف الجر ، والرفع من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا على أن يجعل (أن) وصلتها فى موضع رفع بالابتداء. وأحق ، خبره. والجملة
من المبتدأ والخبر فى موضع رفع ، لأنه خبر المبتدأ الأول وهو (الله تعالى) ، ويجوز
أن تجعل (أن) وصلتها بدلا من (الله تعالى) مبتدأ. وأحق ، خبره ، ولا يجوز أن يجعل (أحق)
مضافا إلى (أن) لأنّ أفعل إنما يضاف إلى ما هو بعض له ، وهو ههنا مستحيل.
قوله تعالى : (سُنَّةَ اللهِ) (٣٨).
مصدر لفعل دل
عليه ما قبله ، لأن ما قبله من قوله تعالى :
(فِيما فَرَضَ اللهُ
لَهُ) يدل على أنه سنّ له سنّة.
قوله تعالى : (وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ) (٤٠).
رسول الله ،
قرئ بالنصب والرفع. فمن قرأ بالنصب جعل خبر (كان) مقدرة ، وتقديره ، ولكن كان محمد
رسول الله. ومن قرأه بالرفع جعله خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو رسول الله.
قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً
وَمُبَشِّراً) (٤٥).
إلى قوله تعالى
: (وَسِراجاً مُنِيراً) (٤٦).
كلها منصوبات
على الحال ، وقيل : وسراجا. يعنى به القرآن وهو منصوب بتقدير فعل وتقديره ، وتاليا
سراجا.
قوله تعالى : (إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ) إلى قوله تعالى : (وَامْرَأَةً
مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ) (٥٠).
فى نصب (امرأة)
وجهان.
أحدهما : أن
يكون منصوبا بالعطف على قوله تعالى : (أَزْواجَكَ) والعامل فيه (أَحْلَلْنا).
والثانى : أن
يكون منصوبا بتقدير فعل ، وتقديره ، ويحل لك امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى.
وليس معطوفا على المنصوب ب (أحللنا) ، لأن الشرط والجزاء لا يصح فى الماضى. ألا
ترى أنك لو قلت : إن قمت غدا قمت أمس. كنت مخطئا ، وهذا الوجه أوجه الوجهين.
ومن قرأ (أن
وهبت) بفتح الهمزة ففيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون (أن وهبت) بدلا من (المرأة).
والثانى : أن
يكون على حذف حرف الجر ، وتقديره ، لأن وهبت.
قوله تعالى : (لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ) (٥٠).
فى موضع نصب
لأنه يتعلق ب (أحللنا) وتقديره ، أحللنا لك هذه الأشياء ، لكيلا يكون عليك حرج. أى
، ضيق.
قوله تعالى : (وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ
كُلُّهُنَّ) (٥١).
كلهن : مرفوع
لأنه تأكيد للمضمر فى (يرضين) ، وقد قرئ فى الشواذ (كلّهن) بالنصب ، تأكيدا للضمير
فى (أتيتهن) ، وهو على خلاف ظاهر ما تعطيه الآية من المعنى.
قوله تعالى : (إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) (٥٢).
ما ، فى موضعها
وجهان : الرفع والنصب.
فالرفع على
البدل من (النساء) فى قوله تعالى :
(لا يَحِلُّ لَكَ
النِّساءُ مِنْ بَعْدُ).
والنصب من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على أصل الاستثناء وهو النصب ، و (ما) فى هذين الوجهين اسم موصول
يفتقر إلى صلة وعائد. فالصلة (ملكت) ، والعائد محذوف للتخفيف.
والثانى : أن
تكون (ما) مصدرية فى موضع نصب على الاستثناء المنقطع ، ولا يفتقر فى هذا الوجه إلى
حذف ضمير كالوجه الأول.
قوله تعالى : (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) (٥٣).
غير ، منصوب
على الحال من الواو فى (يدخلوا). وإن أجرى وصفا على الطعام ، وجب إبراز الضمير ،
لأن اسم الفاعل إذا جرى وصفا على غير من هو له ، وجب فيه إبراز الضمير ، فكان
ينبغى أن يقال : إلى طعام غير ناظرين إناه أنتم. وقد قرئ فى الشواذ.
قوله تعالى : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ
اللهِ) (٥٣).
أن وصلتها ، فى
موضع رفع لأنها اسم (كان) ، وكذلك قوله تعالى :
(وَلا أَنْ تَنْكِحُوا) لأنه عطف عليه.
قوله تعالى : (مَلْعُونِينَ) (٦١).
فى نصبه وجهان.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على الحال من الواو فى (لا يجاورونك).
والثانى : أن
يكون منصوبا على الذم ، وتقديره ، أذمّ ملعونين.
قوله تعالى (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٧٣).
رحيما ، فى
نصبه ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا على الحال من المضمر فى (غفور) وهو العامل فيه.
والثانى : أن
يكون صفة لغفور.
والثالث : أن
يكون خبرا بعد خبر.
«غريب إعراب سورة سبأ»
قوله تعالى : (يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) (٢).
يعلم ، جملة
فعلية فى موضع نصب على الحال من اسم الله ، ويحتمل أن يكون مستأنفا لا موضع له من
الإعراب.
قوله تعالى : (قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ
عالِمِ الْغَيْبِ) (٣).
يقرأ (عالم)
بالجر والرفع ، فالجر على الوصف لقوله تعالى : (وَرَبِّي) أو بدلا منه ، والرفع من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مبتدأ ، وخبره (لا يعزب عنه مثقال ذرّة).
والثانى : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هو عالم الغيب.
قوله تعالى : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (٤).
اللام فى (ليجزى)
تتعلق بقوله : (لا يَعْزُبُ).
قوله تعالى : (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) (٦).
يحتمل وجهين.
أحدهما : أن
يكون معطوفا على (ليجزى).
والثانى : أن
يكون مستأنفا.
قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ
نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ) (٧).
العامل فى (إذا)
فعل دل عليه قوله تعالى :
(إِنَّكُمْ لَفِي
خَلْقٍ جَدِيدٍ)
وتقديره ، إذا
مزقتم كل ممزق بعثتم. وزعم بعض النحويين ، أن العامل فيه (مزقتم) ، وليس بمرضى ،
لأنه مضاف إليه ، والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف ، ولا يجوز أيضا أن يكون العامل
فيه (جديد) ، لأن ما بعد (إنّ) لا يجوز أن يعمل فيما قبلها ، ولا يجوز أيضا أن
يكون العامل فيه (ينبئكم) لأن الإخبار ليس فى ذلك الوقت.
قوله تعالى : (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ) (١٠).
يقرأ (الطير)
بالنصب والرفع.
فالنصب من
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا بالعطف على موضع المنادى وهو النصب فى قوله : (يا جبال) كقولهم : يا
زيد والحرث. كالوصف ، نحو يا زيد الظريف.
والثانى : أن
يكون منصوبا على أنه مفعول معه ، أى مع الطير.
والثالث : أن
يكون منصوبا بفعل مقدر وتقديره وسخرنا له الطير. ودل على هذا المقدر قوله تعالى :
(وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ
مِنَّا فَضْلاً).
والرفع من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا بالعطف على لفظ (يا جبال) كالوصف ، نحو يا زيد الظريف وإنما جاز الحمل
على اللفظ ، لأنه لما اطّرد البناء على الضم فى كل اسم منادى مفرد ، أشبه حركة
الفاعل ، فأشبه حركة الإعراب ، فجاز أن يحمل على لفظه ، وإلا فالقياس يقتضى ألا
يجوز الحمل على لفظ المبنى فى العطف والوصف ، والقراءة بالنصب أقوى عندى فى القياس
من الرفع.
والثانى : أن
يكون معطوفا على المضمر المرفوع فى (أوّبى) ، وحسن ذلك لوجود الفصل بقوله : (مَعَهُ)
، والفصل يقوم
مقام التوكيد.
قوله تعالى : (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ
اعْمَلْ سابِغاتٍ) (١٠ ، ١١).
أن فيها وجهان.
أحدهما : أن
تكون مفسرة بمعنى أى ، ولا موضع لها من الإعراب.
والثانى : أن
تكون فى موضع نصب بتقدير حذف حرف جر ، وتقديره ، لأن اعمل. أى ألنّا له الحديد
لهذا الأمر. وسابغات ، أى دروعا سابغات. فحذف الموصوف وأقيم الصفة مقامه.
قوله تعالى : (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها
شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) (١٢).
يقرأ (الريح)
بالنصب والرفع ، فالنصب بفعل مقدر وتقديره ، وسخرنا لسليمان الريح. والرفع من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا بالابتداء. والجار والمجرور خبره.
والثانى : ان
يكون مرفوعا بالجار والمجرور على مذهب الأخفش. وغدوها شهر ، مبتدأ وخبر. ورواحها
شهر ، عطف عليه ، والتقدير ، غدوها مسيرة شهر ورواحها مسيرة شهر ، وإنما وجب هذا
التقدير ، لأن الغدو والرواح ليس بالشهر ، وإنما يكونان فيه.
قوله تعالى : (وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ
وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ
مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ) (١٢).
من يعمل ، يجوز
أن يكون فى موضع نصب ورفع ، فالنصب بتقدير فعل ،
والتقدير ، وسخّرنا من الجن من يعمل بين يديه. والرفع بالابتداء. والجار
والمجرور : خبره. أو بالجار والمجرور على مذهب الأخفش. ومن يزغ ، (من) شرطية فى
موضع رفع بالابتداء. ونذقه ، الجواب ، وهو خبر المبتدأ.
قوله تعالى : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً) (١٣)
شكرا منصوب
لأنه مفعول له ، ولا يكون منصوبا ب (اعملوا) لأن (اشكروا) أفصح من (اعملوا الشكر).
قوله تعالى : (تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ
تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ) (١٤).
منسأته ، يقرأ
بالهمز وترك الهمز. فمن قرأ بالهمز فعلى الأصل ، ومن لم يهمزه أبدل من الهمزة ألفا
، وليس بقياس ، والقياس أن تجعل بين بين ، وهو أن تجعل بين الهمزة والألف ، وجعل
الهمزة بين بين. أى يجعل بين الهمزة والحرف الذى حركتها منه وقد قدمنا ذكره.
قوله تعالى : (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ
أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ) (١٤).
أن ، يجوز فى
موضعها الرفع والنصب. فالرفع على البدل من (الجن) ، وهو بدل الاشتمال ، كقولهم :
أعجبنى زيد عقله ، وظهر عمرو جهله. والنصب على تقدير حذف حرف جر ، وهى اللام.
قوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ
آيَةٌ جَنَّتانِ) (٥).
يقرأ (سبأ)
بالتنوين وترك التنوين ، فمن قرأ بالتنوين جعله منصرفا ، وقال : هو اسم بلد أو حىّ
، وليس فيه تأنيث. ومن لم ينونه ، جعله غير منصرف للتعريف والتأنيث وقال : هو اسم
بلدة أو قبيلة ، وقرئ (مساكنهم) بالجمع والإفراد ، فمن قرأ بالجمع جعله جمع مسكن ،
ومن قرأ بالإفراد ففيه لغتان ، (مسكن ومسكن) ، بفتح
الكاف وكسرها ، فمن قرأ بالفتح أتى به على القياس لأن مضارعه (يسكن). ومن
قرأ بالكسر أتى به على خلاف القياس نحو : مطلع ومغرب ومسجد ومسقط ومنبت ومجزر.
والقياس فيها الفتح ، لأن ما كان مضارعه بضم العين ، فقياسه الفتح فى المكان
والزمان والمصدر ، وما كان مضارعه على يفعل بالكسر ، فقياسه فى المكان والزمان على
مفعل بكسر العين ، والمصدر على مفعل بفتح العين ، وقد ذكرنا هذا فى أماكنه.
جنتان ، مرفوع
من ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون بدلا من قوله (آية).
والثانى : أن
يكون مرفوعا لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هى جنتان.
والثالث : أن
يكون مرفوعا لأنه مبتدأ على تقدير ، هنا جنتان ، أو هناك جنتان.
قوله تعالى : (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ) (١٥).
بلدة ، مرفوع
لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هذه بلدة طيبة. وكذلك قوله تعالى :
(وَرَبٌّ غَفُورٌ)
وتقديره ، وهذا
رب غفور.
قوله تعالى : (لَيالِيَ وَأَيَّاماً) (١٨).
منصوبان على
الظرف ، و (الليالى) جمع ليلة على خلاف القياس ، والقياس أن يكون واحده (ليلاه)
فجمع على لفظ واحده ، كمشابه وملاقح ، جمع مشبهة ، وملقحة ، وإن لم يكن متعملا.
وأيام ، جمع يوم ، وأصله (أيوام) ، إلا أنه لما اجتمعت الواو والياء والسابق منهما
ساكن ، قلبوا الواو وياء وجعلوهما ياء مشددة.
قوله تعالى : (ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ) (١٦).
أكل ، يقرأ
بالتنوين وترك التنوين. فمن قرأ بالتنوين جعل (الخمط) عطف
بيان على : (الأكل) ، ولا يجوز أن يكون وصفا ، لأنه اسم شجرة بعينها ، ولا
بدلا ، لأنه ليس هو الأول ولا بعضه. ومن لم ينون أضاف (الأكل) إلى (الخمط) ، لأن
الأكل هو الثمرة والخمط شجرة ، فأضاف الثمرة إلى الشجرة ، كقولك : تمر نخل ، وعنب
كرم.
قوله تعالى : (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا) (١٧).
ذلك ، فى موضع
نصب لأنه مفعول ثان ل (جزيناهم) ، والمفعول الأول الهاء والميم. وما ، مصدرية ،
والتقدير ، جزيناهم ذلك بكفرهم.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ
ظَنَّهُ) (٢٠).
قرئ (صدق)
بالتخفيف والتشديد. فمن قرأ بالتخفيف ، كان (ظنه) منصوبا من ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا انتصاب الظرف ، أى فى ظنه.
والثانى : أن
يكون منصوبا انتصاب المفعول به على الاتساع.
والثالث : أن
يكون منصوبا على المصدر.
ومن قرأ
بالتخفيف ونصب (إبليس) ورفع (ظنه) جعل الظن فاعل (صدق) و (إبليس) مفعوله وتقديره ،
ولقد صدق ظنّ إبليس إبليس. وصدق بالتخفيف يكون متعديا قال الشاعر :
١٥١ ـ فصدقته وكذبته
|
|
والمرء ينفعه
كذابه
|
ومن قرأ (إبليس
ظنّه) بالرفع فيهما جميعا ، رفع (إبليس) لأنه فاعل (صدق) ، ورفع (ظنه) على البدل
من (إبليس) ، وهو بدل الاشتمال.
ومن قرأ
بالتشديد ، نصب (ظنه) لأنه مفعول (صدّق).
__________________
قوله تعالى : (قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ) (٢٣).
ما ، فى موضع
نصب ب (قال). وذا ، زائدة ، وكذلك ينصب الجواب ب (قال) ، وهو قوله تعالى : (قالُوا الْحَقَّ) ليكون الجواب على وفق السؤال.
قوله تعالى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً) (٢٤).
إيّاكم ، ضمير
المنصوب المنفصل وهو معطوف على اسم (إنّ). ولعلى هدى ، فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون خبرا للأول ، وخبر الثانى محذوف لدلالة الأول عليه.
والثانى : أن
يكون خبرا للثانى وخبر الأول محذوف لدلالة الثانى عليه ، وهذا كقولهم : زيد وعمرو
قائم. لك فيه وجهان ، إن شئت جعلت (قائما) خبرا للأول ، وقدرت للثانى خبرا ، وإن
شئت جعلته خبرا للثانى ، وقدرت للأول خبرا ، اكتفاء بأحدهما عن الآخر لدلالته
عليه. ولو عطفت على موضع اسم (إن) لقلت : وإنّا أو أنتم. لم يجز أن يكون (لعلى هدى)
، إلّا خبر الثانى لأنه لا يجوز العطف على الموضع إلا بعد الخبر لفظا أو تقديرا ،
فلا بد من تقدير خبر الأول قبل المعطوف ، لئلا يكون العطف قبل الإتيان بالخبر. هذا
مذهب البصريين ، وأما الكوفيون فيجوزون العطف على الموضع قبل الإتيان بالخبر ، وقد
بينا ذلك مستوفى فى كتاب الإنصاف فى مسائل الخلاف .
قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً
لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً) (٢٨).
كافة منصوب على
الحال من الكاف فى (أرسلناك) وأصله (كاففة) إلا أنه اجتمع حرفان متحركان من جنس
واحد فى كلمة واحدة ، فسكن الأول وأدغم فى الثانى ، فصار (كافة) وتقديره ، وما
أرسلناك إلا كافا للناس. ودخلت التاء للمبالغة ،
__________________
كعلّامة ونسّابة. وقيل : فى الكلام تقديم وتأخير ، وتقديره ، وما أرسلناك
إلا للناس كافة. وكافة ، مصدر كالعاقبة والعافية.
قوله تعالى : (قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا
تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ) (٣٠).
ميعاد ، مرفوع
لأنه مبتدأ. ولكم ، خبره ، والهاء فى (عنه) عائدة على (الميعاد) ، وعلى هذا لو
أضفت (يوم) إلى ما بعده فقلت : يوم لا تستأخرون عنه ، لكان جائزا ، ولو جعلت الهاء
عائدة على (يوم) لما جاز أن تضيف (يوما) إلى ما بعده ، لأنه يؤدى إلى إضافة الشىء
إلى نفسه ، وذلك لأنك إذا أضفت (اليوم) إلى جملة فيها (هاء) هى اليوم ، فقد أضفت
إلى الهاء وهو هى.
قوله تعالى : (لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) (٣١).
أنتم ، ضمير
المرفوع المنفصل ، وهو فى موضع رفع بالابتداء وخبره محذوف ، ولا يجوز إظهاره لطول
الكلام بالجواب ، وذهب أبو العباس المبرد إلى أنه لا يجوز أن يأتى بعد لو لا إلا
الضمير المرفوع المنفصل ، ولا يجوز أن يأتى بعده الضمير المتصل ، نحو ، لولاى
ولولاك. وذهب سيبويه إلى أنه جائز ، وأنه فى موضع جر ، والظاهر أنه فى موضع رفع
كالضمير المنفصل ، وقد بينا دلك مستوفى فى كتاب الإنصاف فى مسائل الخلاف .
قوله تعالى : (وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ
بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ) (٣٧).
بالتى ، فى
موضع نصب لأنه خبر (ما) ، ودخلت الباء فى خبر (ما) لتكون بإزاء اللام فى خبر (إنّ)
، لأن (إنّ) للإثبات و (ما) للنفى ، فيكون ، ما زيد بقائم. جوابا
__________________
لمن قال : إن زيدا لقائم. وقال الفراء : أراد (بالتى) الأموال والأولاد ،
وذهب قوم إلى أنه أراد (بالتى تقربكم) الأولاد خاصة ، وتقديره ، وما أموالكم بالتى
تقربكم عندنا زلفى ، ولا أولادكم بالتى تقربكم ، إلا أنه حذف خبر الأموال لدلالة
الثانى عليه ، ونظائره كثيرة فى كلامهم. وزلفى فى موضع نصب على المصدر.
وإلّا من آمن.
من ، فى موضع نصب على الاستثناء ، ولا يجوز أن يكون منصوبا على البدل من الكاف
والميم فى (تقربكم) ، لأن المخاطب لا يبدل منه ، وقد جاء بدل الغائب من المخاطب ،
بإعادة العامل فى قوله تعالى :
(لَقَدْ كانَ لَكُمْ
فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)
أبدل منه
بإعادة الجار ، فقال : (لِمَنْ كانَ يَرْجُوا).
قوله تعالى : (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) (٤٥).
نكير ، مصدر
بمعنى (إنكارى) وهو مصدر بمنزلة عذير. فى قول الشاعر :
١٥٢ ـ عذير الحىّ من عدوا
|
|
ن كانوا حيّة
الأرض
|
قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ
أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى) (٤٦).
أن تقوموا ،
يحتمل أن يكون فى موضع جر ورفع ونصب. فالجر على البدل من قوله (بواحدة) وتقديره ،
إنما أعظكم بأن تقوموا لله مثنى وفرادى. والرفع على أن يكون
__________________
خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره وهى أن تقوموا لله. والنصب على تقدير حذف حرف
الجر ، وهو اللام وتقديره ، لأن تقوموا لله مثنى وفرادى ، فحذفت اللام تخفيفا.
ومثنى وفرادى ، منصوبان على الحال من الواو فى (تقوموا).
قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ
عَلَّامُ الْغُيُوبِ) (٤٨).
(قُلْ جاءَ الْحَقُّ
وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ) (٤٩).
علام الغيوب ،
يجوز فيه الرفع والنصب.
فالرفع من خمسة
أوجه.
الأول : أن
يكون مرفوعا على أنه خبر ثان بعد أول ، فالأول (يقذف) ، والثانى (عَلَّامُ الْغُيُوبِ).
والثانى : أن
يكون مرفوعا على البدل من المضمر المرفوع فى (يقذف).
والثالث : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هو علام الغيوب.
والرابع : أن
يكون بدلا من (رب) على الموضع وموضعه الرفع.
والخامس : أن
يكون وصفا ل (رب) على الموضع ، وفى حمل وصف اسم (إن) على الموضع خلاف.
والنصب من
وجهين.
أحدهما : على
الوصف ل (رب).
والثانى : على
البدل منه.
وما يبدئ
الباطل وما يعيد. (ما) فى موضع نصب ، وتقديره ، أىّ شىء يبدئ الباطل وأىّ شىء
يعيد.
قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) (٥١).
جواب (لو)
محذوف ، وتقديره لو ترى لتعجبت. وفزعوا ، جملة فعلية فى موضع جر باضافة (إذ)
إليها. وأخذوا ، جملة فعلية أخرى عطف عليها.
قوله تعالى : (وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ) (٥٢).
قرئ (التناوش)
بالهمز وترك الهمز. فمن قرأ بالهمز أتى به على الأصل ، والأصل فى (التناوش) الهمز
، ومعناه التأخر. ومنه قول الشاعر :
١٥٣ ـ تمنّى نئيشا أن يكون أطاعنى
|
|
وقد حدثت بعد
الأمور أمور
|
نئيشا ، أى
أخيرا ، وهو منصوب على الظرف. ومن قرأ بترك الهمز ، ففيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون على إبدال الهمزة واوا.
والثانى : أن
يكون (التناوش) بمعنى التناول من ناش ينوش إذا تناول كقول الشاعر :
وهى تنوش
الحوض نوشا من علا
|
|
نوشا به تقطع
أجواز الفلا
|
فلا يكون أصله الهمز.
__________________
«غريب إعراب سورة فاطر»
قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ
وَرُباعَ) (١).
فاطر السموات ،
إن جعلت الإضافة فى نية الاتصال ، كان (فاطر) جرّا على الوصف لاسم الله تعالى ،
وإن جعلت الإضافة فى نية الانفصال ، كان فى موضع جر على البدل. وجاعل الملائكة ،
من جعل الإضافة فى نية الاتصال ، كان (رسلا) منصوبا بتقدير فعل ، لأن اسم الفاعل
إذا كان بمعنى الماضى لم يعمل البتة ، واكتسى من المضاف إليه التعريف والتنكير ،
ومن جعلها فى نية الانفصال ، كان (رسلا) منصوبا ، لأن اسم الفاعل إذا كان للحال أو
الاستقبال كان عاملا ، ولم يكتس من المضاف إليه التعريف والتنكير.
قوله تعالى : (أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ
وَرُباعَ) (١).
مثنى وثلاث فى
موضع جر على الوصف ل (أجنحة) ، ولا ينصرف للوصف والعدل ، وقيل : لم ينصرف لأنه
معدول من جهة اللفظ والمعنى ، أما العدل من جهة اللفظ فظاهر ، فإن (مثنى) عدل عن لفظ
(اثنتين) ، و (ثلاث) عدل عن لفظ (ثلاثة). وأما العدل من جهة المعنى فلأنه يقتضى
التكرار ، فمثنى عن اثنتين اثنتين ، وثلاث عن ثلاثة ثلاثة. وفيه أقوال أخر ،
والأكثرون على القول الأول.
قوله تعالى : (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ
رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها) (٢).
ما ، شرطية فى
موضع نصب ب (يفتح) ، و (ما) الشرطية يعمل فيها ما بعدها
كالاستفهامية ، لأن الشرط والاستفهام لهما صدر الكلام. فلا ممسك لها ، فى
موضع جزم لأنه جواب الشرط ، كقوله تعالى :
(مَنْ يُضْلِلِ اللهُ
فَلا هادِيَ لَهُ).
قوله : فلا
هادى له ، فى موضع جزم ، بدليل أنه عطف عليه ، فى قراءة من قرأ (ويذرهم) بالجزم
على العطف على موضع (فلا هادى له) ومثله قوله تعالى :
(وَما يُمْسِكْ فَلا
مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ) (٢).
قوله تعالى : (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ) (٣).
يجوز فيه الرفع
والجر والنصب ، فالرفع من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا لأنه فاعل.
والثانى : أن
يكون مرفوعا لأنه وصف ل (خالق) على الموضع. والجر لأنه وصف ل (خالق) على اللفظ.
والنصب على الاستثناء.
قوله تعالى : (الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ
شَدِيدٌ) (٧).
الذين ، يحتمل
أن يكون فى موضع جر ونصب ورفع. فالجر على البدل من (أصحاب). والنصب على البدل من (حزبه)
، فى قوله تعالى :
(إِنَّما يَدْعُوا
حِزْبَهُ)
والرفع على
البدل من المضمر فى (يكونوا).
قوله تعالى : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ
فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا
تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) (٨)
__________________
فرآه ، قرئ
بالإمالة مع فتحة الراء وإمالتها ، فالإمالة إنما جاءت لأن الألف بدل عن الياء ،
فمن قرأ بفتح الراء أتى بها على الأصل ، ومن أمالها أتبعها إمالة الهمزة ،
والإتباع للمجانسة كثير فى كلامهم. وحسرات ، منصوب من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مفعولا له.
والثانى : أن
يكون مصدرا.
قوله تعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ
وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ
عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ) (١٠).
الهاء فى (يرفعه)
تعود على (الكلم) والتقدير : والعمل الصالح يرفع الكلم. وقيل التقدير : والعمل
الصالح يرفعه الله. وقيل التقدير : والعمل الصالح يرفعه الكلم. فالهاء تعود على (العمل)
، ولو كان كذلك ، لكان الوجه الأوجه أن ينصب (العمل الصالح) كما قلت : ذهب زيد
وعمرو كلمه بكر.
والسيئات ،
منصوب من ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا لأنه مفعول (يمكرون) لأنه بمعنى (يعملون).
والثانى : أن
يكون منصوبا على المصدر لأن معنى (يمكرون) يسيئون.
والثالث : أن
يكون وصفا لمصدر محذوف وتقديره ، يمكرون المكرات السيئات. ثم حذف الموصوف وأقام
الصفة مقامه.
ومكر أولئك ،
مبتدأ. وخبره (يبور) وهو فصل بين المبتدأ وخبره ، وقد قدمنا أن الفصل يجوز أن يدخل
بين المبتدأ والخبر ، إذا كان فعلا مضارعا ، و (يبور) فعل مضارع ، فجاز أن يدخل
الفصل بينهما.
قوله تعالى : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ
بِشِرْكِكُمْ) (١٤).
مصدر بمعنى (إشراك)
وهو مضاف إلى الكاف والميم ، وهى الفاعل فى المعنى ، وتقديره ، بإشراككم إياهم.
فحذف المفعول.
قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ
وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ) (٢٨).
الهاء فى (ألوانه)
تعود على موصوف محذوف ، وتقديره ، خلق مختلف ألوانه. فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه وهى فى موضع رفع
بالابتداء ، وما قبله من الجار والمجرور ، خبره. وألوانه ، مرفوع لأنه فاعل ، لأن
اسم الفاعل جرى وصفا على موصوف.
قوله تعالى : (ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (٣٢) و (جَنَّاتُ عَدْنٍ) (٣٣).
ذلك مبتدأ.
والفضل خبره ، وهو ، فصل بين المبتدأ وخبره. والكبير ، صفة الخبر وإن شئت أن تقول
: ذلك ، مبتدأ أول. وهو ، مبتدأ ثان. والفضل ، خبر المبتدأ الثانى ، والمبتدأ
الثانى وخبره خبر عن المبتدأ الأول.
وجنات عدن ،
مرفوع من ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون مرفوعا على الابتداء. ويدخلونها ، الخبر.
والثانى : أن
يكون مرفوعا على البدل من قوله تعالى : (الْفَضْلُ الْكَبِيرُ).
والثالث : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هو جنات.
قوله تعالى : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ
ذَهَبٍ) (٣٣).
أساور : جمع (أسورة)
و (أسورة) جمع (سوار) نحو : إزار وآزرة ، وحمار وأحمرة.
قوله تعالى : (الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ
مِنْ فَضْلِهِ) (٣٥). الذى ، يجوز أن يكون فى موضع نصب ورفع.
فالنصب على أنه صفة اسم (إنّ) فى قوله تعالى :
(إِنَّ رَبَّنا
لَغَفُورٌ شَكُورٌ).
والرفع من
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هو الذى.
والثانى : أن
يكون خبرا بعد خبر.
والثالث : أن
يكون بدلا من الضمير فى (شكور).
قوله تعالى : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) (٣٦).
فيموتوا ،
منصوب على جواب النفى بالفاء بتقدير (أن).
قوله تعالى : (اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ
السَّيِّئِ) (٤٣). استكبارا ، منصوب لأنه مفعول له. ومكر السّيئ منصوب على المصدر ، وهو
من إضافة الموصوف إلى الصفة ، ودليله قوله تعالى :
(وَلا يَحِيقُ
الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) (٤٣).
وأضيف إلى وصفه
اتساعا ، كمسجد الجامع. ويروى عن حمزة أنه سكن الهمزة من قوله تعالى :
(وَمَكْرَ السَّيِّئِ)
فى حالة الوصل
لأنه شبّه بفخذ ، وكما يقال فى (فخذ فخذ) ، فتسكن الخاء ، فكذلك الهمزة ، أو أنه
أجرى الوصل مجرى الوقف ، وهو ضعيف فى القياس.
«غريب إعراب سورة يس»
قوله تعالى : (يس (١)
وَالْقُرْآنِ) (٢).
منهم من أظهر
النون من (يس) ، ومنهم من أدغمها فى الواو. فمن أظهرها فلأن حروف الهجاء من حقها
أن يوقف عليها ، كالعدد ، ولذلك لم تعرب ، وإذا كان حقها الوقف والسكون ، وجب
إظهار النون ، ومن أدغمها أجراها مجرى المتصل ، والإظهار أقيس ، ويقرأ (ياسين)
بفتح النون وكسرها.
فمن فتحها
فلأنه لما وجب التحريك لالتقاء الساكنين فى حالة الوصل ، عدل إلى أخف الحركات وهو
الفتح ، كأين وكيف ، ومن كسرها عدل إلى الكسر ، لأنه الأصل فى التقاء الساكنين.
قوله تعالى : (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
(٣)
عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٤).
لمن المرسلين ،
فى موضع رفع لأنه خبر (إن). وعلى صراط مستقيم ، يحتمل وجهين.
أحدهما أن يكون
فى موضع رفع لأنه خبر بعد خبر ل (إنّ).
والثانى : أن
يكون فى موضع نصب لأنه يتعلق ب (المرسلين).
قوله تعالى : (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) (٥).
تنزيل ، يقرأ
بالرفع والنصب. فالرفع على تقدير مبتدأ محذوف وتقديره هو تنزيل. والنصب على المصدر
، وهو مصدر (نزّل) يقال : نزّل تنزيلا ، كرتّل ترتيلا وقتّل تقتيلا. وهو مضاف إلى
الفاعل ، وقرئ فى الشواذ (تنزيل) بالجر على البدل من (صراط) لأن الصراط هو القرآن.
قوله تعالى : (ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ) (٦).
ما ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون نافية لأن (آباؤهم) لم ينذروا قبل النبى عليهالسلام.
والثانى : أنها
مصدرية فى موضع نصب ، وتقديره ، لننذر قوما إنذارا مثل إنذارنا آباءهم ممن كانوا فى زمان إبراهيم وإسماعيل. ويؤيد هذا قول
عكرمة : إنه كان قد أنذر آباءهم. والوجه الأول أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ
وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (١٢).
نكتب ما قدموا
وآثارهم ، وهى السنن التى سنّوها ، فعمل بها من بعدهم. نكتب ما قدموا ، تقديره ،
سنكتب ذكر ما قدموا وذكر آثارهم. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. وكل شىء
أحصيناه ، منصوب بفعل مقدر دل عليه (أحصيناه) ، وتقديره ، أحصينا كل شىء أحصيناه.
وهو المختار ، ليعطف ما عمل فيه الفعل ، على ما عمل فيه الفعل ، كقول الشاعر :
١٥٤ ـ أصبحت لا أحمل السلاح ولا
|
|
أردّ رأس
البعير إن نفرا
|
والذئب أخشاه
إن مررت به
|
|
وحدى وأخشى
الرّياح والمطرا
|
__________________
وتقديره ،
وأخشى الذئب أخشاه. وهو المختار ، وإن كان الرفع جائزا.
قوله تعالى : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ
الْقَرْيَةِ) (١٣).
أصحاب القرية ،
منصوب من وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على البدل من قوله : (مَثَلاً)
، وتقديره ،
واضرب لهم مثلا مثل أصحاب القرية. فالمثل الثانى بدل من الأول ، وحذف المضاف.
والثانى. أن يكون
(أصحاب القرية) منصوبا لأنه مفعول ثان ل (اضرب) والدليل على ذلك قوله تعالى :
(إِنَّما مَثَلُ
الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ)
ولا خلاف فى أن
(مثل الحياة) ، مبتدأ ، و (كماء) خبره. وقال فى موضع آخر :
(وَاضْرِبْ لَهُمْ
مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ)
فأعمل (اضرب)
فى المبتدأ ، ولا خلاف فى أن ما عمل فى المبتدأ عمل فى خبره ، فدل على أن (مثلا
أصحاب القرية) ، مفعولان ل (اضرب).
قوله تعالى : (طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ) (١٩).
جواب الشرط
محذوف وتقديره ، أئن ذكرتم ، تلقيتم التذكير والإنذار بالكفر والإنكار.
قوله تعالى : (وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي
فَطَرَنِي) (٢٢).
أكثر القراء
فتحوا الهاء من ((لى) ، وكان بعض القراء يسكنها فى :
__________________
(ما لِيَ لا أَرَى
الْهُدْهُدَ)
وبفتحها ههنا ،
وإنما فعلوا ذلك ، إشعارا بفتح الابتداء ب (لا أعبد الذى فطرنى) ، ففتحوا الياء
ليكون ذلك مبعدا لهم من صورة الوقف على الياء ، لأنهم لو سكنوا لكان صورة السكون
مثل صورة الوقف ، فيكون كأنه قد ابتدأ بقوله :
(لا أَعْبُدُ الَّذِي
فَطَرَنِي)
وفيه من
الاستقباح مالا خفاء به. وقد بينا ذلك مستوفى فى المسائل البخارية.
قوله تعالى : (بِما غَفَرَ لِي رَبِّي) (٢٧).
فيها ثلاثة
أوجه.
الأول : أن
تكون بمعنى الذى ، وغفر لى ، صلته ، والعائد محذوف والتقدير ، الذى غفره لى ربى ،
فحذفه تخفيفا.
والثانى : أن
تكون مصدرية وتقديره ، بغفران ربى لى.
والثالث : أن
تكون استفهامية وفيه معنى التعجب من مغفرة الله ، وتقديره ، بأى شىء غفر لى ربّى ،
على التحقير لعمله والتعظيم لمغفرة ربه ، إلا أن فى هذا الوجه ضعفا لأنه لو كانت (ما)
ههنا استفهامية ، لكان ينبغى أن تحذف الألف منها لدخول حرف الجر عليها لأن (ما)
الاستفهامية إذا دخل عليها حرف الجر حذفت ألفها للتخفيف ، نحو ، بم وعمّ وممّ ،
ولا تثبت إلا فى الشعر ، كقول الشاعر :
١٥٥ ـ علاما قام يشتمنى لئيم
|
|
كخنزير تمرّغ
فى دمان
|
__________________
ـ والبيت هكذا :
قوله تعالى : (وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ) (٢٨).
ما ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون زائدة.
والثانى : أن
تكون اسما فى موضع جر بالعطف على (جند) ، وهو معنى غريب.
قوله تعالى : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ) (٣٠).
يا حسرة ، نداء
مشابه للمضاف ، كقولهم : يا خيرا من زيد ، ويا سائرا إلى الشام ، ونداء مثل هذه
الأشياء التى لا تعقل ، تنبيه للمخاطبين كأنه يقول لهم : تحسّروا على هذا ، وادعوا
الحسرة ، وقولوا لها احضرى فهذا وقتك.
قوله تعالى : (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا
قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) (٣١).
كم ، اسم للعدد
فى موضع نصب ب (أهلكنا). وأنهم إليهم ، فى موضع نصب على البدل من (كم) ، و (كم)
وما بعدها من الجملة فى موضع نصب ب (يروا).
قوله تعالى : (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) (٣٢).
إن ، مخففة من
الثقيلة ، ولما خففت بطل عملها لنقصها عن مشابهة الفعل ، فارتفع ما بعدها
بالابتداء. ولمّا جميع ، خبره. وما ، زائدة. وتقديره لجميع. وأدخلت اللام فى خبرها
، لتفرق بينها وبين (إن) التى بمعنى (ما). ومن قرأ (لما جميع) بالتشديد فمعناه (إلا)
وإن بمعنى (ما) وتقديره ، وما كل إلا جميع. فيكون (كل) مرفوعا
__________________
بالابتداء. وجميع ، خبره. وبطل بدخول (إلّا) عمل (إن) على قول من يعملها ،
لأنه إذا بطل عمل (ما) بدخول (إلا) وهى الأصل فى العمل ، فلأن يبطل عمل (إن) لدخول
(إلا) وهى الضرع ، كان ذلك أولى.
قوله تعالى : (وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) (٣٥).
ما ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون اسما موصولا فى موضع جر بالعطف على (ثمرة) و (عملته) ، الصلة والهاء ،
العائد. ومن قرأ (عملت) بغير الهاء قدرها موجودة ثم حذفها للتخفيف.
والثانى : أن
تكون نافية فى قراءة من قرأ (عملت) بغير هاء ، والوجه الأول أوجه الوجهين ، لأنها
إذا كانت نافية ، افتقرت إلى تقدير مفعول ل (عملت).
قوله تعالى : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) (٣٩).
يقرأ (القمر)
بالرفع والنصب ، فالرفع على الابتداء. وقدرناه ، الخبر. والنصب بتقدير فعل دل عليه
(قدّرناه) ، وتقديره ، قدرنا القمر قدرناه. وقدرناه منازل ، يحتمل وجهين.
أحدهما : أن
يكون تقديره ، قدرناه ذا منازل ، فحذف المضاف.
والثانى : أن
يكون تقديره ، قدرنا له منازل ، فحذف حرف الجر من المفعول الأول فصار : قدرناه
منازل.
قوله تعالى : (حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (٣٩).
الكاف فى موضع
نصب على الحال من الضمير فى (عاد) وهو العامل فيه. والعرجون ، وزنه فعلول نحو :
زنبور ، وقرقور. ولا يكون وزنه على فعلون لأنه ليس فى كلامهم ما هو على فعلون ، وقد
زعم بعضهم أن وزنه على فعلون من الانعراج ،
والنون فيه زائدة ، كما قالوا : فرسن ووزنه فعلن من الفرس ، وليس فى الكلام فعلن غيره.
قوله تعالى : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ
تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ) (٤٠).
أن وصلتها ، فى
تأويل المصدر وهو فى موضع رفع لأنه فاعل (ينبغى). ولا الليل سابق النهار : قرئ (سابق
النهار) بالجر بالإضافة وهى القراءة المشهورة ، وقرئ فى الشواذ ، (سابق النهار) ،
بنصب (النهار) لأن التقدير ، سابق النهار بتنوين (سابق) فحذف التنوين لالتقاء
الساكنين لا للإضافة ، وبقى النهار منصوبا على ما كان عليه ، كما لو كان التنوين
موجودا.
قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا
ذُرِّيَّتَهُمْ) (٤١).
وآية لهم ،
مبتدأ وفى خبره وجهان.
أحدهما : أن
يكون الخبر (لهم).
والثانى : أن
يكون الخبر (أنا حملنا) ، وعلى الوجه الأول ، إن جعلت (لهم) الخبر ، كانت (أن)
وصلتها فى موضع رفع بالابتداء ، والجملة الخبر.
قوله تعالى : (فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ
يُنْقَذُونَ) (٤٣).
صريخ ، مبنى مع
(لا) على الفتح ، وقد قدمنا علته ، ويجوز فيه الرفع مع التنوين ، لأن (لا) قد
تكررت مرة ثانية فى قوله تعالى :
(وَلا هُمْ
يُنْقَذُونَ).
ألا ترى أنك لو
قلت : لا رجل فى الدار ولا زيد. لكان الرفع فى (رجل) حسنا.
__________________
قوله تعالى : (إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا) (٤٤).
رحمة ، منصوب
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على تقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، إلا برحمة.
والثانى : أن
يكون منصوبا على أنه مفعول له.
قوله تعالى : (يَخِصِّمُونَ) (٤٩).
يقرأ (يخصّمون)
بفتح الياء والخاء و (يخصّمون) بكسر الخاء ، و (يخصمون) بكسر الياء والخاء ،
والأصل فيها كلها (يختصمون) ، على وزن (يفتعلون) من الخصومة.
فمن قرأ (يخصمون)
بفتح الياء والخاء ، نقل فتحة التاء إلى الخاء ، وأبدل من تاء الافتعال صادا ، لأن
التاء مهموسة ، والصاد مطبقة مجهورة ، فاستثقل اجتماعهما ، فأبدلوا من التاء صادا
لتوافق الصاد فى الإطباق ، وأدغموا إحداهما فى الأخرى.
ومن قرأ بكسر
الخاء ، حذف حركة التاء ، ولم ينقلها إلى الخاء ، وأبدل من التاء صادا ، وأدغم
إحداهما فى الأخرى ، وكسر الخاء لسكونها وسكون الصاد الأولى ، لأن الأصل فى التقاء
الساكنين الكسر.
ومن قرأ بكسر
الياء والخاء ، كسر الياء إتباعا لكسرة الخاء والكسر للإتباع كثير فى كلامهم ، ألا
ترى أنهم قالوا فى قسى قسى ، وفى عصى عصى ، وفى خفى خفى وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) (٥١).
الجار والمجرور
فى موضع رفع لقيامه مقام الفاعل.
قوله تعالى : (قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ
مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ) (٥٢).
يا ويلنا ، فيه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون منادى مضافا. فويل ، هو المنادى. ونا ، هو المضاف إليه ، ونداء الويل ، كنداء
الحسرة ، فى قوله تعالى :
(يا حَسْرَةً عَلَى
الْعِبادِ).
والثانى : أن
يكون المنادى محذوفا. وويلنا ، منصوب على المصدر ، كأنهم قالوا يا هؤلاء ويلا لنا.
فلما أضاف حذف اللام الثانية.
وزعم الكوفيون
أن اللام المحذوفة هى الأولى ، وفى جواز (ويل زيد) بالفتح ، وجواز (ويل زيد) بالضم
على مذهبهم ، أول دليل على أن المحذوفة هى اللام الثانية لا الأولى ، لأن لام الجر
، لا يجوز فتحها مع المظهر. وفى (هذا) وجهان.
أحدهما : أن
يكون فى موضع رفع لأنه مبتدأ. و (ما وَعَدَ الرَّحْمنُ) خبره.
والثانى : أن
يكون (هذا) فى موضع جر لأنه صفة ل (مرقدنا) وما ، فى موضع رفع لأنه خبر مبتدأ
محذوف ، وتقديره ، بعثكم ما وعد الرحمن ، والأول أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ
فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) (٥٥).
أصحاب ، اسم (إنّ)
وخبرها يجوز أن يكون (فى شغل) ، ويجوز أن يكون (فاكهون). و (فى شغل) متعلق ب (فاكهون)
، ويجوز أن يكونا خبرين ، ولا يجوز أن تجعل (اليوم) خبرا ، لأنه ظرف زمان ، وظروف
الزمان لا تكون أخبارا عن الجثث. واليوم ، منصوب على الظرف ، والعامل فيه الظرف
وهو قوله : (فى شغل) وتقديره : إن أصحاب الجنة كائنون فى شغل اليوم. فقدم معمول
الظرف على الظرف كقولهم : كل يوم لك درهم. ولا يجوز أن يكون العامل فيه نفس (شغل)
، لأن (شغل) مصدر وما كان فى صلة المصدر لا يتقدم عليه.
قوله تعالى : (هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى
الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ) (٥٦).
هم ، مبتدأ.
وأزواجهم عطف عليه. ومتكئون ، خبر المبتدأ. وفى ظلال ، يتعلق ب (متكئون). وعلى الأرائك
، صفة ل (ظلال) ، ويجوز أن يجعل (فى ظلال) خبرا ، وعلى الأرائك ، خبرا. ومتكئون ،
خبرا ، فيكون لمبتدأ واحد أخبار متعددة ، كقول الشاعر : /
١٥٦ ـ من يك ذابتّ فهذا بتّى
|
|
مقيّظ مصيف
مشتّى
|
تخذته من
نعجات ستّ
|
|
سود جعاد من
نعاج الدّشت
|
فهذا ، مبتدأ ،
وبتّى ، خبر أول. ومقيظ ، خبر ثان. ومصيف خبر ثالث ، ومشتى ، خبر رابع.
قوله تعالى : (لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ) (٥٧).
فاكهة ، مرفوع
بالابتداء. ولهم ، خبره. وفيها ، معمول الخبر وهو (لهم) ، ويجوز أن يكون (فيها)
الخبر ، و (لهم) معمول الخبر وهو (فيها) ، ويجوز أن يكون كل واحد من (لهم وفيها)
خبرين للمبتدأ الذى هو (فاكهة) ، ويجوز أيضا أن يكون
__________________
(لهم) وصفا ل (فاكهة) ، فلما تقدم صار فى موضع نصب على الحال ، ويجوز أيضا
أن يكون (فيها) صفة ل (فاكهة) ، فلما تقدم عليها صار فى موضع نصب على الحال ،
وإنما حكمنا على موضع (لهم وفيها) بالنصب على الحال ، لأنهما إذا قدرا وصفا ل (فاكهة)
وقد تقدما عليها ، نصفه النكرة إذا تقدمت عليها وجب أن ينصب على الحال ، لاستحالة
أن تكون صفة ، لأنّ الصفة لا تتقدم على الموصوف ، فعدل إلى الحال لاشتراكهما فى
المعنى.
قوله تعالى : (وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ) (٥٧).
ما ، فيها
ثلاثة أوجه.
أحدهما : أن
تكون اسما موصولا بمعنى الذى ، وهى فى موضع رفع بالابتداء ، وخبره الجار والمجرور
قبله وهو (لهم) ، وصلته (يدعون) ، والعائد إليه محذوف ، وتقديره ، يدعونه. فحذف
للتخفيف.
والثانى : أن
تكون نكرة موصوفة ، وصفتها (يدعون).
والثالث : أن
تكون مصدرية فتكون مع (يدعون) فى تأويل المصدر ، و (يدعون) أى يتمنون ويشتهون.
وأصل (يدّعون) (يدتعيون)
على وزن (يفتعلون) ، من (دعا يدعو) ، فاجتمعت تاء الافتعال مع الدال فأبدل من
التاء دالا ، وكان إبدال التاء دالا ، أولى من إبدال الدال تاء ، لأن التاء حرف
مهموس ، والدال حرف مجهور ، والمجهور أقوى من المهموس ، فلما وجب إبدال أحدهما من الآخر
، كان إبدال الأقوى من الأضعف أولى من إبدال الأضعف من الأقوى ، لأن فى ذلك إجحافا
به وإبطال ماله من الفضل على مقاربه ، ونقلت حركة الياء إلى ما قبلها ، فسكنت
الياء ، والواو بعدها ساكنة ، فاجتمع ساكنان فحذفت الياء لالتقاء الساكنين ، وكان
حذفها أولى ، لأن الواو دخلت لمعنى وهو الجمع ، والياء لم تدخل لمعنى ، فكان حذف
ما لم يدخل لمعنى أولى ، فصار (يدعون) ووزنه (يفتعون) ، لحذف اللام منه.
__________________
قوله تعالى : (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) (٥٨).
سلام مرفوع من
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون مرفوعا على البدل من (ما) فى قوله تعالى :
(وَلَهُمْ ما
يَدَّعُونَ).
والثانى : أن
يكون وصفا ل (ما) إذا جعلتها نكرة موصوفة ، وتقديره ، ولهم شىء يدعونه سلام.
والثالث : أن
يكون (سلام) ، خبر (ما) ، و (لهم) ظرف ملغى.
وقد قرئ (سلاما)
بالنصب لأنه مصدر مؤكد. وقولا ، منصوب لأنه مصدر أيضا مؤكّد لما قبله.
قوله تعالى : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي
آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ) (٦٠).
ألّا تعبدوا فى
موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، ألم أعهد إليكم بألا تعبدوا. فحذف حرف
الجر ، فاتصل الفعل به.
قوله تعالى : (فَمِنْها رَكُوبُهُمْ) (٧٢).
إنما قال : (رَكُوبُهُمْ) بغير تاء على جهة النسب ، كقولهم : امرأة صبور وشكور ،
والركوب ما ركب ، وقرئ : (ركوبتهم) على الأصل ، وذهب الكوفيون إلى أنهم أثبتوا
التاء فى (ركوبتهم) ، لأنها بمعنى مفعول ، وأثبتت التاء فى فعول ، اذا كان بمعنى
مفعول ليفرق بين فعول بمعنى مفعول ، وبين فعول بمعنى فاعل ، فيقولون : امرأة صبور
وشكور بغير تاء ، لأنه بمعنى فاعل ، ويقولون : ناقة حلوبة وركوبة بمعنى مفعول ،
ولو كان كما زعموا ، لما جاز أن يقرأ (فمنها ركوبهم) بغير تاء ، لأن (ركوبهم) فيها
بمعنى مفعول فلما جاز ، دل على أن هذا التعليل ليس عليه تعويل.
__________________
«غريب إعراب سورة الصافات»
قوله تعالى : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا
بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) (٦).
يقرأ (بزينة
الكواكب) بتنوين (زينة) ، ونصب (الكواكب) وجرها ، وبترك التنوين وجر (الكواكب).
فمن قرأ
بالتنوين ونصب (الكواكب) ، فعلى ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون أعمل (الزينة) فى (الكواكب) ، وتقديره ، بأن زيّنّا الكواكب. كقوله تعالى :
(أَوْ إِطْعامٌ فِي
يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً)
وتقديره ، أو
أن أطعم يتيما.
والثانى : أن
يكون منصوبا على البدل من موضع (بزينة) ، وهو النصب.
والثالث : أن
يكون منصوبا ب (أعنى).
ومن قرأ
بالتنوين والجر فعلى البدل من (زينة).
ومن قرأ بترك
التنوين وجر (الكواكب) ففيه وجهان.
أحدهما أن يكون
الجر على الإضافة وهو ظاهر لا إشكال فيه.
والثانى : أن
يكون حذف التنوين لالتقاء الساكنين ، و (الكواكب) بدل من (زينة) كقراءة من نوّن (زينة).
قوله تعالى : (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ
الْأَعْلى) (٨).
__________________
أتى ب (إلى) ،
وإن كان يسمعون لا يفتقر إلى حرف جر ، لوجهين.
أحدهما : أن
يكون حمل (يسمعون) على (يصغون) ، لأنه فى معناه ، فكما يقال : يصغون إليه. فكذلك
يقال : يسمعون إليه.
والثانى : أن
يكون المفعول محذوفا ، وتقديره ، لا يسمعون القول ، مائلين إلى الملأ الأعلى.
قوله تعالى : (وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ (٨)
دُحُوراً) (٩).
دحورا ، منصوب
على المصدر وتقديره ، يدحرون دحورا.
قوله تعالى : (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ) (١٢).
قرئ (عجبت)
بفتح التاء وضمها. فمن قرأ بالفتح كانت التاء تاء المخاطب. ومن قرأ بالضم ففيه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون إخبارا عن الله عن نفسه من إنكار الكفار البعث ، مع بيان القدرة على الابتداء
، حتى بلغ هذا الإنكار منزلة يقال فيه : عجبت!
والثانى : أن
يكون تقديره ، قل عجبت. لأن قبله (فاستفتهم) أى ، فى أمر البعث ، فإن لم يجيبوا
بالحق ، فقد عجبت من إنكارهم هذا. وحذف القول كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ) (٢٥).
ما ، استفهامية
فى موضع رفع على الابتداء ، ولكم ، خبره. ولا تناصرون ، جملة فى موضع نصب على
الحال من الضمير المجرور فى (لكم) ، كقولك : ما لك قائما.
قوله تعالى : (إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا
إِلهَ إِلَّا اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ) (٣٥).
يستكبرون ، فى
موضعه وجهان : النصب والرفع.
فالنصب على أنه
خبر (كان) ، ويكون كان واسمها وخبرها فى موضع رفع ، لأنه خبر (إن).
والرفع على أنه
خبر (إن) وكان ملغاة ، ولا يجوز أن يكون (إذا) فى موضع نصب ، لأنه خبر (كان) ، لأن
(إذا) ظرف زمان ، والواو فى (كانوا) يراد بها الجثث وظروف الزمان لا يجوز أن تقع
أخبارا عن الجثث.
قوله تعالى : (إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ
الْأَلِيمِ) (٣٨).
العذاب ، مجرور
بالإضافة ، ولهذا حذفت النون من (لذائقو) وقرأ أبو الشمال الأعرابى : إنكم لذائقو
العذاب. بالنصب لأنه قدر حذف النون للتخفيف لا للإضافة ، وهو ردىء فى القياس ،
ولذاك قال أبو عثمان : لحن أبو الشمال بعد أن كان فصيحا ، فانه قرأ : إنكم لذائقو
العذاب الأليم ، بالنصب.
قوله تعالى : (فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ) (٤٢).
فواكه ، مرفوع
على البدل من (رزق) ، فى قوله تعالى :
(أُولئِكَ لَهُمْ
رِزْقٌ مَعْلُومٌ).
قوله تعالى : (لا فِيها غَوْلٌ) (٤٧).
غول ، مرفوع
بالابتداء. وفيها ، خبره ، ولا يجوز أن يبنى (غول) مع (لا) ، للفصل بينهما ب (فيها).
قوله تعالى : (هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ) (٥٤).
قرئ : (مطلعون)
بفتح النون وكسرها ، فالفتح ظاهر ، والكسر ضعيف جدا لأنه جمع بين نون الجمع
والإضافة ، وكان ينبغى أن يكون (مطلعىّ) ، بياء مشددة ، لأن النون تسقط للإضافة ،
ويجتمع الواو والياء والسابق منهما ساكن ، فتقلب الواو ياء ،
وجعلتا ياء مشددة ، وأبدل من الضمة كسرة توطيدا للياء ، ولا وجه له ، إلّا
أن يجرى اسم الفاعل مجرى الفعل ، فيجرى مطلعون مجرى يطلعون وهو شاذ جدا ، كقول الشاعر :
١٥٧ ـ وليس حاملنى إلّا ابن حمّال
فأدخل نون
الوقاية على اسم الفاعل ، لأنه أجراه مجرى الفعل ، فكأنه قال : يحملنى ، وهذا إنما
يكون فى ضرورة الشعر لا فى اختيار الكلام.
قوله تعالى : (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ
الْجَحِيمِ) (٥٥).
قرئ (اطّلع)
بالتشديد ، و (اطلع) على (أفعل) بالتخفيف وهما فعلان ماضيان. ويقال : (اطّلع واطلع)
بمعنى واحد ، ويجوز أن يكون (أطلع) بالتخفيف فعلا مضارعا ، إلّا أنه نصب على جواب
الاستفهام بالفاء.
قوله تعالى : (أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلَّا مَوْتَتَنَا
الْأُولى) (٥٩).
موتتنا ، منصوب
على المصدر كأنه قال : ما نحن نموت إلا موتتنا الأولى. كما تقول :
ما ضربت إلا
ضربة واحدة.
قوله تعالى : (إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ
الْجَحِيمِ) (٦٤).
فى أصل الجحيم
فيه ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون وصفا ل (شجرة).
والثانى : أن
يكون خبرا بعد خبر.
__________________
والثالث : أن
يكون فى موضع نصب على الحال من الضمير فى (تخرج).
قوله تعالى : (وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ
الْمُجِيبُونَ) (٧٥).
المخصوص بالمدح
محذوف ، وتقديره ، فلنعم المجيبون نحن ، كقوله تعالى :
(نِعْمَ الْعَبْدُ
إِنَّهُ أَوَّابٌ).
أى أيوب.
قوله تعالى : (سَلامٌ عَلى نُوحٍ) (٧٩).
سلام ، مرفوع
لأنه مبتدأ. وعلى نوح ، خبره ، وجاز الابتداء بالنكرة ، لأنه فى معنى الدعاء ،
كقوله تعالى :
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ).
وقرئ (سلاما)
بالنصب ، على أنه مفعول (تركنا) ، وتقديره ، تركنا عليه فى الآخرين سلاما ، أى
ثناء حسنا.
قوله تعالى : (أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ
تُرِيدُونَ) (٨٦).
إفكا ، منصوب ب
(تريدون) وتقديره ، أتريدون إفكا. وآلهة ، منصوب على البدل من قوله : (إفكا).
قوله تعالى : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) (٩٦).
ما ، فى موضع
نصب بالعطف على الكاف والميم ، وهى مع الفعل مصدر ، وتقديره ، خلقكم وعملكم ،
ويجوز أن تكون (ما) استفهامية فى موضع نصب ب (تعملون) على التحقير لعملهم ،
والتصغير له. والوجه الأول أظهر.
__________________
قوله تعالى : (فَانْظُرْ ما ذا تَرى) (١٠٢).
قرئ (ترى) بفتح
التاء والراء ، وبضم التاء وكسر الراء. فمن قرأ (ترى) بفتح الراء ، فهو من الرأى
وليس من رؤية العين ، لأنه لم يأمره برؤية شىء ، وإنما أمره أن يدبر رأيه فيما أمر
فيه ، ولا يكون أيضا من رؤية القلب لأنه يفتقر إلى مفعولين ، وليس فى الكلام إلا
مفعول واحد ، وهو (ماذا) ، يجعلها اسما واحدا فى موضع نصب ب (ترى) ، وإن شئت جعلت (ما)
استفهامية فى موضع رفع بالابتداء ، و (ذا) بمعنى الذى فى موضع رفع ، لأنه خبر
المبتدأ ، ووقع (ترى) على الهاء العائدة على الذى ، وبحذفها من الصلة تخفيفا ، ولا
يجوز أن يعمل (ترى) فى (ذا) ، وهى بمعنى الذى ، لأن الصلة لا تعمل فى الموصول. ومن
قرأ (ترى) بضم التاء وكسر الراء فهى أيضا من الرأى إلّا أنه نقل بالهمزة إلى
الرباعى ، فحقه أن يتعدى إلى مفعولين ، ولك الاقتصار على أحدهما ، وتقديره ، ماذا
تريناه. فحذف المفعولان تخفيفا ، ويقال : أريته الشىء ، إذا جعلته يعتقده. والمعنى
، فانظر ما ذا تحملنا عليه من الرأى ، أنصبر أم نجزع.
قوله تعالى : (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ
لِلْجَبِينِ) (١٠٣).
فى جواب (لمّا)
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون محذوفا وتقديره ، فلما أسلما رحما أو سعدا.
والثانى : أن
يكون جوابه (ناديناه) ، والواو زائدة ، والوجه الأول أوجه الأوجه.
والثالث : أن
يكون جوابه قوله (تلّه) والواو زائدة .
قوله تعالى : (أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ
أَحْسَنَ الْخالِقِينَ) (١٢٥).
(اللهَ رَبَّكُمْ
وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) (١٢٦).
الله ربكم ،
يقرأ بالرفع والنصب. فالرفع على الابتداء ، والخبر ؛ والنصب على البدل من قوله
تعالى : (أَحْسَنَ
الْخالِقِينَ).
__________________
قوله تعالى : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) (١٢٩).
مفعول (تركنا)
محذوف ، وتقديره ، وتركنا عليه فى الآخرين الثناء الحسن. ثم ابتدأ فقال :
(سَلامٌ عَلى إِلْ
ياسِينَ) (١٣٠).
سلام على آل
ياسين. سلام ، مرفوع لأنه مبتدأ والجار بعده ، خبره ، والجملة فى موضع نصب ب (تركنا)
، ولو أعملت (تركنا) فيه لنصب فقال : (سلاما). وآل ياسين : فيه قراءتان (آل ياسين
وإل ياسين) ، فمن قرأ (آل ياسين) ، أراد به (آل محمد). ومن قرأ (إل ياسين) ففيه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون لغة فى (إلياس) ، كميكال وميكائيل.
والثانى : أن
يكون جمع (إلياسّ) فحذف ياء النسب ، كالأعجميّين والأشعريين ، وإنما حذفت لثقلها
وثقل الجمع ، وقد تحذف هذه فى جمع التكسير ، كما تحذف فى جمع التصحيح فى قولهم :
المهالبة والمسامعة ، واحدهم مهلبىّ ومسمعىّ.
قوله تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ
أَوْ يَزِيدُونَ) (١٤٧).
أو ، فيها
أربعة أوجه.
الأول : أن
تكون للتخيير ، والمعنى ، أنهم إذا رآهم الرائى ، تخير فى أن يعدهم مائة ألف أو
يزيدون.
والثانى : أن
تكون للشك ، يعنى أن الرائى إذا رآهم ، شك فى عدتهم لكثرتهم ، فالشك يرجع إلى
الرائى لا إلى الله.
والثالث : أن
تكون بمعنى (بل).
والرابع : أن
تكون بمعنى الواو ، والوجهان الأولان مذهب البصريين ، والوجهان الآخران مذهب
الكوفيين.
قوله تعالى : (أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ
لَيَقُولُونَ) (١٥١).
إنهم ، مكسورة
بعد (ألا) لأنها مبتدأة ، ولولا (اللام) فى (ليقولون) ، لجاز أن تفتح الهمزة على
أن تكون (ألا) بمعنى حقا ، ولو قلت : أحقا أنك منطلق ، لفتحت ، لأن تقديره ، أفى
حقّ أنك منطلق.
قوله تعالى : (أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ) (١٥٣).
قرئ (أصطفى)
بهمزة مفتوحة من غير مد ، وقرئ بالمد ، فمن قرأه بغير مد ، كان أصله (أصطفى) ،
فأدخلت عليه همزة الاستفهام ، فاستغنى بها عن همزة الوصل فحذفت ، كقوله تعالى :
(سَواءٌ عَلَيْهِمْ
أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ)
ومن قرأه بالمد
أبدل من همزة الوصل مدة ، كما يبدل من الهمزة التى تصحب لام التعريف مدة ، نحو ،
آلرجل عندك. وكقوله تعالى :
(آللهُ أَذِنَ لَكُمْ)
والفرق بينهما
ظاهر ، لأنه لو اسقطت الهمزة التى تصحب لام التعريف مع همزة الاستفهام ، لأدى ذلك
إلى أن يلتبس الاستفهام بالخبر ، وليس كذلك ههنا ، لأن همزة الاستفهام مفتوحة ،
وهمزة الوصل مكسورة ، فلا يقع اللبس ، فلا يفتقر إلى فرق لإزالة اللبس.
قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) (١٦٣).
من ، فى موضع
نصب ب (فاتنين) ، وقرئ (صال الجحيم) بضمة اللام ، وفيه ثلاثة أوجه.
__________________
الأول : أن
يكون على حذف لام (صال) ، وهى الياء كما قالوا : يا ليت ويا لت أى يا ليه.
والثانى : أن
يكون قلب اللام التى هى الياء من (صالى) ، إلى موضع العين ، فصار (صايل) ، ثم حذف
الياء فبقيت اللام مضمومة ، وفيه بعد.
والثالث : أن
يكون أصله (صالون) ، جمع (صال) ، وجمع حملا على معنى (من) ، فحذفت النون منه
للإضافة ، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين.
قوله تعالى : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ
مَعْلُومٌ) (١٦٤).
تقديره ، وما
منا أحد إلا له مقام معلوم. وذهب الكوفيون إلى أن تقديره ، وما منا إلّا من له
مقام معلوم. فحذف الموصول وأبقى الصلة ، وأباه البصريون ، لأن الموصول عندهم لا
يحذف.
قوله تعالى : (وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ) (١٦٧).
إن ، مخففة من
الثقيلة ، وتقديره ، وإنهم كانوا ليقولون. ودخلت اللام فرقا بين (إن) المخففة من
الثقيلة ، و (إن) النافية ، وذهب الكوفيون إلى أن (إن) بمعنى (ما) واللام بمعنى (إلا)
وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ) (١٧٢).
لهم ، فصل بين
اسم (إن) وهو (هم) ، وخبرها وهو (المنصورون) ، وأدخلت اللام على الفصل ، ولا يجوز
أن يكون (لهم) صفة لاسم (إن) ، لأن اللام لا تدخل على الصفة ، ويجوز أن يجعل (لهم)
مبتدأ. والمنصورون ، خبره ، والجملة من المبتدأ والخبر فى موضع رفع لأنه خبر (إن).
«غريب إعراب سورة ص»
قوله تعالى : (ص) (١).
قرئ (صاد)
بسكون الدال وفتحها وكسرها بلا تنوين وبتنوين.
فمن قرأ
بالسكون فعلى الأصل ، لأن الأصل فى حروف التهجى البناء ، والأصل فى البناء أن يكون
على السكون.
ومن قرأ بالفتح
جعله اسما للسورة كأنه قال : اقرأ صاد ، ولم يصرفه للتعريف والتأنيث ، وقيل هو فى
موضع نصب ، بتقدير حذف حرف القسم كقولك : الله لأفعلنّ.
ومن قرأ بالكسر
بغير تنوين ، ففيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون أمرا من المصاداة ، وهى المقابلة ومعناه ، صاد القرآن بعملك. أى ، قابله.
والثانى : أن
يكون أعمل حرف القسم مع الحذف ، كقولهم : الله لأفعلنّ. وأعمل الحرف مع الحذف ،
لكثرة حذفه فى القسم ، وفيه ضعف.
ومن قرأ بالكسر
مع التنوين ، شبهه بالأصوات التى تنون للفرق بين التعريف والتنكير ، نحو : مه ومه
وصه وصه.
والقران مجرور
على القسم ، وجواب القسم ، فيه أربعة أوجه.
الأول : أن
يكون جوابه (إن كلّ إلّا كذّب الرسل).
والثانى : أن
يكون جوابه ، (بل الّذين كفروا).
والثالث : أن
يكون جوابه ، (إنّ ذلك لحق).
والرابع : أن
يكون جوابه (كم أهلكنا) وتقديره ، لكم أهلكنا ، فحذفت اللام ، كما حذفت من قوله
تعالى :
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ
زَكَّاها)
أى ، لقد أفلح
، وهذا قول الفراء.
قوله تعالى : (فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) (٣).
ولات ، حرف
بمعنى (ليس) ، وله اسم وخبر كليس ، وتقديره ، ولات الحين حين مناص ، ولا يكون اسمه
وخبره إلا الحين ، ولا يجوز إظهار اسمه ، لأنه أوغل فى الفرعية ، لأنه فرع على (ما)
، و (ما) فرع على (ليس) فألزم طريقة واحدة.
وأما من قرأ (ولات
حين مناص) بالرفع فأضمر الخبر ، فهو من الشاذ الذى لا يقاس عليه ، كقولهم : ملحفة
جديدة ، وقياسه ملحفة جديد. وكقول الشاعر :
وإذ ما مثلهم بشر
فنصب خبر (ما)
مع تقديمه على اسمها ، وذلك شاذ لا يقاس عليه. والتاء فى (لات) لتأنيث الكلمة ،
وهى عند البصريين بمنزلة التاء فى الفعل ، نحو ، ضربت وذهبت ، والوقف عليها بالتاء
، وعليه خط المصحف ، وهى عند الكوفيين بمنزلة التاء فى الاسم ، نحو ، ضارية وذاهبة
، والوقف عليها عندهم بالهاء ، وروى ذلك عن الكسائى ، والأقيس مذهب البصريين ، لأن
الحرف إلى الفعل أقرب منه إلى الاسم ، وذهب أبو عبيد القسم بن سلّام ، إلى أن
التاء تتعلق ب (حين) ، والأكثرون على خلافه.
__________________
قوله تعالى : (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ
امْشُوا وَاصْبِرُوا) (٦).
أن ، مفسرة ،
وتقديره أى امشوا ، وهو من المشاية ، وهى كثيرة النتاج ، دعا لهم بكثرة الماشية. وامرأة
ماشية ، كثيرة الولد. قال الشاعر :
١٥٨ ـ والشاة لا تمشى على الهملّع
أى لا تكثر.
والهملع ، الذئب ، وقد أفردنا فى أسمائه كتابا.
قوله تعالى : (جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ
الْأَحْزابِ) (١١).
جند ، مرفوع
لأنه مبتدأ. وما ، زائدة. وهنالك ، صفة جند ، وتقديره ، جند كائن هنالك. ومهزوم ،
خبر المبتدأ ، وقيل : هنالك ، متعلق بمهزوم ، تقديره ، جند مهزوم فى ذلك المكان.
والأوّل أوجه.
قوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ) (١٢).
إنما دخلت
التاء فى (كذبت) لتأنيث الجماعة.
قوله تعالى : (إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ إِذْ
دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا
عَلى بَعْضٍ) (٢١ ، ٢٢).
إذ ، تتعلق ب (نبأ)
، وقال (تسوّروا) بلفظ الجمع ، لأن الخصم مصدر يصلح للواحد والاثنين والجمع
والمذكر والمؤنث ، فجمع حملا على المعنى. وإذ دخلوا عليه.
__________________
إذ ، بدل من (إذ)
الأولى ، وقيل العامل فى (إذ) الثانية (تسوروا) ، وقيل : التسوّر فى زمان غير زمان
الدخول ، وقيل (إذ) الأولى بمعنى (لما) ، وتقديره ، وهل أتاك نبأ الخصم لمّا
تسوروا المحراب. وخصمان ، مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، نحن خصمان. فحذف
المبتدأ.
قوله تعالى : (وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ) (٢٣).
قرئ (وعزنى)
بالتشديد والتخفيف ، فمن قرأ بالتشديد فعلى الأصل من قولهم : عزّه إذا غلبه ، ومنه
قولهم : من عزّ يزّ ، أى ، من غلب سلب. ومن قرأ (وعزنى) بالتخفيف جعله مخففا من
قولهم : (وعزّنى) كما قالوا فى (ربّ رب) ، وما أشبهه من المضاعف. والخطاب فيه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون مصدر خاطب خطابا ، نحو ضارب ضرابا.
والثانى : أن
يكون مصدر خطب المرأة خطابا ، نحو كتب كتابا.
قوله تعالى : (قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ
نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ
عَلى بَعْضٍ) (٢٤).
بسؤال نعجتك ،
تقديره بسؤاله إياك. نعجتك. فحذف الهاء التى هى فاعل فى المعنى ، والمفعول الأول ،
وأضاف المصدر إلى المفعول الثانى. والخلطاء ، جمع خليط ، كشريف وشرفاء ، وفعيل إذا
كان صفة ، فإنه يجمع على فعلاء إلا أن يكون فيه واو ، فإنه يجمع على فعال ، نحو ،
طويل وطوال.
قوله تعالى : (وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ
أَنَّما فَتَنَّاهُ) (٢٤).
هم ، مبتدأ.
وقليل ، خبره. وما ، زائدة. وظن داود أنما فتناه ، أى تيقن. وفتناه ، قرئ ، بتشديد
النون وتخفيفها ، فالتشديد ظاهر ، والتخفيف أراد به الملكين ، أى فتنه الملكان.
قوله تعالى : (فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ) (٢٥).
ذلك ، فى موضع
نصب ب (غفرنا) ، ويجوز أن يكون فى موضع رفع لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ،
الأمر ذلك.
قوله تعالى : (وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ
الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (٣٠).
المقصود بالمدح
محذوف ، وفى تقديره وجهان.
أحدهما : أن
يكون التقدير ، نعم العبد سليمان.
والثانى : أن
يكون التقدير ، نعم العبد داود ، وهو إلى سليمان أقرب.
قوله تعالى : (إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ
الصَّافِناتُ الْجِيادُ) (٣١).
الجياد ، فيه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون جمع (جواد).
والثانى : أن
يكون جمع (جائد).
قوله تعالى : (فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ
الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) (٣٢).
حب الخير ،
منصوب لوجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على أنه مفعول به ، لأن المعنى ، أنه آثر حب الخير ، لا أنه أحبّ
حبّا.
والثانى : أن
يكون منصوبا على المصدر ، ووضع (حبّ) ، وهو اسم ، موضع الإحباب الذى هو المصدر ،
والوجه الأول أوجه الوجهين. وحتى توارت بالحجاب ، معنى الشمس وإنما أضمر قبل الذكر
لدلالة الحال ، كقوله تعالى :
(كُلُّ مَنْ عَلَيْها
فانٍ)
__________________
أراد به الأرض
، وإن لم يجر لها ذكر ، لدلالة الحال ، وهو كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي
الْأَلْبابِ) (٤٣).
رحمة ، منصوب
بوجهين.
أحدهما : أن
يكون مصدرا.
والثانى : أن
يكون منصوبا لأنه مفعول له.
قوله تعالى : (إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ
ذِكْرَى) (٤٦).
قرئ (بخالصة)
بالتنوين ، وترك التنوين ، فمن قرأ بالتنوين كان (ذكرى الدار) بدلا من (خالصة) ،
وتقديره ، إنّا أخلصناهم بذكرى الدار. ويجوز أن يكون منصوبا ب (خالصة) ، لأنه مصدر
كالعافية والعاقبة ، ومن ترك التنوين كان (ذكرى) مجرورا بالإضافة.
قوله تعالى : (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ
الْأَبْوابُ) (٥٠).
جنات ، منصوب
على البدل من قوله تعالى : (لَحُسْنَ مَآبٍ). ومفتحة ، منصوب لأنه وصف لجنات ، وفيه ضمير عائد إلى (جنات)
، وتقديره جنات عدن مفتحة هى. والأبواب ، مرفوع من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا على البدل من الضمير فى (مفتحة) ، لأنك تقول : فتحت الجنان ، إذا فتحت
أبوابها. قال الله تعالى :
(وَفُتِحَتِ السَّماءُ
فَكانَتْ أَبْواباً)
والثانى : أن
يكون مرفوعا بقوله (مفتحة) ولا يكون فى (مفتحة) ضمير ، وتقديره مفتحة لهم الأبواب
منها. فحذف (منها) وذهب الكوفيون إلى أن التقدير فيه ، مفتحة
__________________
لهم أبوابها ، فأقاموا الألف واللام مقام الضمير ، وهذا لا يجوز عند
البصريين ، لأن الحرف لا يكون بدلا من الاسم.
قوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ فِيها) (٥١).
متكئين ، منصوب
على الحال من الهاء والميم فى (لهم).
قوله تعالى : (هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ) (٥٥).
هذا ، فى موضع
رفع لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، الأمر هذا ويجوز أن يكون التقدير ، إنّ هذا
لرزقنا هذا. فيكون توكيدا لما قبله.
قوله تعالى : (هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ) (٥٧).
هذا ، يجوز فى
موضعه الرفع والنصب ، فالرفع من أربعة أوجه.
الأول : أن
يكون مبتدأ وحميم ، خبره. وفليذوقوه ، اعتراض ، كما تقول : زيد فاعلم رجل عالم.
والثانى : أن
يكون (هذا) مخصوصا بالذم ، أى بئس المهاد هذا المذكور.
والثالث : أن
يكون مبتدأ وخبره (فليذوقوه) ، ودخلت الفاء للتنبيه الذى فى (هذا) ، ويرفع (حميم)
، على تقدير ، هو حميم.
والرابع : أن
يكون خبر مبتدأ ، وتقديره الأمر هذا ، ويرفع (حميم) على تقدير ، هو حميم. وقيل
تقديره ، منه حميم. والنصب فى هذا يكون بتقدير فعل يفسره (فليذوقوه) وتقديره ،
فليذوقوا هذا فليذوقوه. والفاء زائدة عند أبى الحسن الأخفش كقولك : هذا زيد فاضرب.
ولو لا الفاء ، لكان النصب أولى من الرفع ، وإن كان جائزا لأنه أمر ، والأمر
بالفعل أولى.
قوله تعالى : (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ) (٥٨).
وآخر ، مبتدأ. و (من شكله) صفة له ، ولهذا حسن أن يكون مبتدأ
مع كونه نكرة. وأزواج خبر المبتدأ ، وكذلك من قرأ (آخر) بالتوحيد رفعه بالابتداء
أيضا. وأزواج ، ابتداء ثان. ومن شكله ، خبر ل (أزواج) ، والجملة من المبتدأ والخبر
فى موضع رفع ، لأنه خبر المبتدأ الأول الذى هو (أخر) ، ولا يحسن أن يكون (أزواج)
خبرا من الآخر ، لأن الجمع لا يكون خبرا عن المفرد ، وقيل (آخر) ، وصف لمبتدأ
محذوف وتقديره ، لهم عذاب آخر من شكل ما تقدم. وأزواج ، مرفوع بالظرف وهو (من شكله)
، ولا يحسن هذا فى قراءة من قرأ (وأخر) بالجمع ، لأنك إذا رفعت (الأزواج) بالظرف ،
لم يكن فى الظرف ضمير وهو صفة ، والصفة لا بد لها من ضمير يعود على الموصوف ، لأن
الظرف لا يرفع فاعلين.
قوله تعالى : (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً
كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) (٦٢).
ما ، فى موضع
رفع بالابتداء. ولنا ، خبره. ولا نرى ، جملة فى موضع نصب على الحال من الضمير فى (لنا).
كنا نعدهم ، جملة فعلية فى موضع نصب ، لأنها صفة لقوله :
(رجالا) ،
والعائد منها إلى الموصوف الهاء والميم فى (نعدهم). ومن الأشرار ، فى موضع نصب ،
لأنه يتعلق ب (نعدهم). والأشرار ، إنما جازت إمالته وإن كان فيه راء مفتوحة والراء
المفتوحة تمنع من الإمالة ، لأنّ فيه راء مكسورة والراء المكسورة تجلب الإمالة ،
وإنما غلبت الراء المكسورة فى جلب الإمالة ، على الراء المفتوحة المانعة من
الإمالة ، لأن الراء المكسورة أقوى ، والراء المفتوحة أضعف ، فلما تعارضا فى جلب
الإمالة وسلبها ، كان الأقوى أولى من الأضعف.
قوله تعالى : (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ
النَّارِ) (٦٤).
__________________
تخاصم. مرفوع
من أربعة أوجه.
الأول : أن
يكون مرفوعا على البدل من (حق).
والثانى : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هو تخاصم.
والثالث : أن
يكون خبرا بعد خبر ل (إنّ).
والرابع : أن يكون
بدلا من (ذلك) على الموضع.
قوله تعالى : (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧) أَنْتُمْ عَنْهُ
مُعْرِضُونَ) (٦٨)
هو نبأ ، مبتدأ
وخبر. وعظيم ، صفة. وأنتم مبتدأ. ومعرضون ، خبره ، وعنه ، متعلق بالخبر وهو (معرضون).
ويروى عن عاصم ، أنه كان يقف على (نبأ) ، ويبتدئ : عظيم أنتم عنه معرضون. فيكون (عظيم)
، خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو عظيم. ويكون (أنتم) مبتدأ. ومعرضون ، خبره. وعنه
، متعلق (بمعرضين) ، والجملة وصف ل (عظيم) ، لمكان العائد إليه وهو الهاء فى (عنه)
، والمبتدأ مع خبره فى موضع رفع صفة ل (نبأ).
قوله تعالى : (إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما
أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) (٧٠).
أنما ، فى
موضعه وجهان : الرفع والنصب.
فالرفع ب (يوحى)
، على أنه مفعول ما لم يسم فاعله ، والنصب بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، بأنما
أنا نذير. وإلىّ ، يقوم مقام الفاعل ل (يوحى).
والوجه الأول
أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ) (٨٤).
فالحق الأول ،
يقرأ بالنصب والرفع.
فالنصب من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على تقدير فعل ، وتقديره ، الزموا الحق أو اتبعوا الحق.
والثانى : أن
يكون منصوبا على تقدير حذف حرف القسم ، كقولك : الله لأفعلنّ. والدليل على أنه قسم
، قوله تعالى :
(لَأَمْلَأَنَّ
جَهَنَّمَ).
والرفع من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا على أنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره أنا الحق.
والثانى : أن
يكون مبتدأ والخبر محذوف وتقديره ، فالحق منى.
والحق الثانى ،
منصوب ب (أقول) وتقديره : أقول الحق. وهو اعتراض بين القسم وجوابه ، وقد قرئ :
فالحقّ والحقّ أقول. بالجر فيها على القسم وإعمال حرف الجر فى القسم مع الحذف ،
كما تقول : الله لأفعلن ، (و) الله لأذهبن. وهى قراءة شاذة ضعيفة جدا ، قياسا
واستعمالا.
قوله تعالى : (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (٨٨).
وأصله (لتعلمون)
، إلا أنه لما اتصلت به نون التوكيد الشديدة ، أوجبت بناءه ، لأنها أكدت الفعلية
فردته إلى أصله فى البناء ، فحذفت النون ، فالتقت الواو والنون الأولى من نون
التوكيد الشديدة ، لأن الحرف المشدد بحرفين ، الأولى ساكنة والثانية متحركة ،
فاجتمع ساكنان فحذفت الواو لالتقاء الساكنين ، وبقيت الضمة قبلها تدل عليها ،
ومعنى (لتعلمنّ) أى ، لتعرفنّ ، ولهذا تعدّى إلى مفعول واحد.
«غريب إعراب سورة الزّمر»
قوله تعالى : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ) (١).
تنزيل ، مرفوع
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مبتدأ. ومن الله خبره.
والثانى : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هذا تنزيل.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ
أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا) (٣).
والذين ، مبتدأ
وخبره محذوف ، وتقديره ، يقولون ما نعبدهم. فحذف (يقولون) الذى هو الخبر ، ويجوز
أن يكون الخبر قوله تعالى :
(إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ
بَيْنَهُمْ)
ويكون (يقولون)
فى موضع نصب على الحال من الضمير فى (اتخذوا) وتقديره ، والذين اتخذوا من دونه
أولياء قائلين ما نعبدهم. وما نعبدهم ، جملة فى موضع نصب ب (يقولون) المقدر ، لأن
الجمل تقع بعد القول محكية فى موضع نصب.
قوله تعالى : (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) (٦).
ذلكم ، مبتدأ.
وربكم ، خبره. وله الملك ، خبر آخر. والملك ، مرفوع بالجار والمجرور ، وتقديره ،
ذلكم ربكم كائن له الملك. ولا إله إلا هو ، فيه وجهان : الرفع والنصب. فالرفع أن
يكون خبرا آخر للمبتدأ ، والنصب أن يكون منصوبا على الحال ، وتقديره ، منفردا
بالوحدانية.
قوله تعالى : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ) (٩).
قرئ بالتخفيف
والتشديد.
فمن قرأ
بالتخفيف ففيه وجهان.
أحدهما : أن
تكون الهمزة للاستفهام بمعنى التنبيه ، ويكون فى الكلام محذوف ، وتقديره ، أمن هو
قانت يفعل كذا كمن هو على خلاف ذلك ، ودل على هذا المحذوف قوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ).
والثانى : أن
تكون الهمزة للنداء ، وتقديره ، يا من هو قانت أبشر فإنك من أهل الجنة ، لأن ما
قبله يدل عليه ، وهو قوله تعالى : (إِنَّكَ مِنْ
أَصْحابِ النَّارِ).
ومن قرأ
بالتشديد فإنه أدخل (أم) على (من) بمعنى الذى ، ولا يجوز أن يكون بمعنى الاستفهام
، لأن (أم) للاستفهام فلا يدخل على ما هو استفهام ، وفى الكلام محذوف ، وتقديره ،
العاصون ربّهم خير أم من هو قانت ، ودل على هذا المحذوف أيضا قوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)
قوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ
الدُّنْيا حَسَنَةٌ) (١٠).
حسنة ، مرفوع
لأنه مبتدأ ، وخبره الجار والمجرور قبله. وفى ، يتعلق ب (أحسنوا) ، إذا أريد
بالحسنة الجنة ، والجزاء فى الآخرة. وب (حسنة) إذا أريد بالحسنة ما يعطى للعبد فى
الدنيا مما يستحب فيها. والوجه الأول أوجه ، لأن الدنيا ليست بدار جزاء.
قوله تعالى : (قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ
دِينِي) (١٤).
الله ، منصوب ب
(أعبد). ومخلصا ، منصوب على الحال ، إمّا من المضمر فى (أعبد) ، وإما من المضمر فى
(قل). ودينى ، فى موضع نصب ، لأنه مفعول (مخلصا).
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ
أَنْ يَعْبُدُوها) (١٧).
أن وصلتها
مصدرية فى موضع نصب بدل من مفعول (اجتنبوا) ، وتقديره ،
والذين اجتنبوا عبادة الطاغوت. ولهم ، فى موضع رفع ، لأنه خبر المبتدأ الذى
هو (الذين). والبشرى ، مرفوع ب (لهم) لوقوعه خبرا للمبتدأ.
قوله تعالى : (ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا
ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً) (٢١).
يجعله ، بالرفع
، وقرئ بالنصب ، وهى قراءة ضعيفة ، ومنهم من قال : نصبه تبعا لما قبله ، ففتح
اللام لأن العين قبله مفتوحة ، وليس بقوى ، وليس فى توجيهها قول مرضى جار على
القياس.
قوله تعالى : (قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) (٢٨).
قرآنا ، توطئة
للحال. وعربيا ، حال من القرآن.
قوله تعالى : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ
شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ) (٢٩).
ضرب الله مثلا
رجلا ، تقديره ضرب الله مثلا مثل رجل ، فحذف المضاف ، وقد قدمنا نظائره. وفيه
شركاء متشاكسون ، شركاء ، مرفوع بالظرف على المذهبين ، لأن الظرف وقع صفة لقوله : (رجلا).
ورجلا سلما ، معطوف على قوله : (رَجُلاً) الأول ، أى مثل رجل سالم.
قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ
بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (٣٣).
الذى ، مبتدأ
وخبره (أولئك) ، وإنما جاز أن يقع (أولئك) خبرا للذى ، و (أولئك) جمع و (الذى)
واحد ، لأن الذى يراد به الجنس ، فلهذا جاز أن يقع خبره جمعا.
قوله تعالى : (هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ) (٣٨).
يقرأ (كاشفات)
بالتنوين وترك التنوين.
وكذلك قوله : (هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ) (٣٨).
بالتنوين
وتركه. فمن نوّن نصب (ضرّه ورحمته) باسم الفاعل ، ومن ترك التنوين ، جرها بالإضافة
، ولا يكتسى ههنا المضاف من المضاف إليه تعريفا ، لأن الإضافة فيه فى نية الانفصال
، لأن اسم الفاعل ، ليس بمعنى الماضى ، والأصل هو التنوين ، وإنما يحذف للتخفيف.
قوله تعالى : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ
مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ (٤٢)
فِي
مَنامِها) (٤٢).
التى ، فى موضع
نصب بالعطف على (الأنفس) ، وتقديره ، ويتوفى التى لم تمت فى منامها. فحذف (يتوفى)
الثانى ، لدلالة الأول عليه. ويرسل الأخرى. أى ، الأنفس الأخرى ، وهى التى لم يقض
عليها الموت ، فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه. وإلى أجل مسمى ، فى موضع نصب لأنه
يتعلق ب (يرسل).
قوله تعالى : (قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً) (٤٤).
جميعا ، منصوب
على الحال من (الشفاعة) ، وإنما قال : جميعا و (الشفاعة) لفظه لفظ الواحد ، لأن (الشفاعة)
مصدر ، والمصدر يدل على الجمع ، كما يدل على الواحد ، فحمل جميع على المعنى ،
والحمل على المعنى كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ) (٤٥).
وحده ، منصوب ،
وفى نصبه ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا على المصدر يحذف الزيادة ، وأصله (أوحد) بالذكر إيحادا ، كما جمعوا
كروان على كروان ، بحذف الزيادة فصار إلى فعل ، فجمعوه على فعلان كخرب وخربان وبرق
وبرقان.
والثانى : أن
يكون منصوبا على الحال.
والثالث : أن
يكون منصوبا على الظرف وهو قول يونس. والذى عليه الأكثرون هو الأول ، وهو أوجه
الأوجه.
قوله تعالى : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى) (٥٦).
أن وصلتها ، فى
موضع نصب لأنه مفعول له.
قوله تعالى : (بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي) (٥٩).
هذا جواب قوله
تعالى :
(لَوْ أَنَّ اللهَ
هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (٥٧).
وكان الجواب ب (بلى)
، وهى إنما تأتى فى جواب النفى ، لأن المعنى ، ما هدانى الله وما كنت من المتقين ،
فقيل له : بلى قد جاءتك آياتى فكذبت بها واستكبرت. فلولا أن معنى الكلام النفى ،
وإلّا لما وقعت (بلى) فى جوابه.
قوله تعالى : (تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ
وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) (٦٠).
الذين ، فى
موضع نصب لأنه مفعول (ترى). ووجوههم مسودة ، جملة اسمية فى موضع نصب على الحال ،
واستغنى عن الواو لمكان الضمير فى قوله : (وجوههم) ولو نصب (وجوههم) على البدل من (الذين)
، لكان جائزا حسنا.
قوله تعالى : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي
أَعْبُدُ) (٦٤).
غير ، فى نصبه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون منصوبا ب (أعبد) ، وتقديره ، أعبد غير الله فيما تأمرونى. وأصله : أن أعبد ،
إلا أنه حذف (أن) ، فارتفع الفعل ، ولو ظهرت (أن) لم يجز أن ينتصب (غير) ب (أعبد)
، لأن ما كان فى صلة (أن) لا يجوز أن يعمل فيما قبلها ، إلا أنه لما حذف (أن) سقط
حكمها ، والدليل على ذلك أن الفعل قد ارتفع ، ولو كان حكم (أن) ثابتا ، لوجب أن
يكون الفعل منصوبا ، فلما لم ينصب دل على سقوط حكمها.
والثانى : أن
يكون منصوبا ب (تأمرونى) ، لأنه يقتضى مفعولين ، الثانى منهما
بحرف جر ، كقولك : أمرتك الخير أى ، بالخير ، فالياء هى المفعول الأول ،
وغير ، هى مفعول ثان. وأعبد ، فى تقديره ، أن أعبد فى موضع البدل من (غير). تقديره
، أتأمرونى بغير الله أن أعبد. ونصب (غير) ب (أعبد) ، أظهر من نصبه ب (تأمرونى).
ويقرأ (تأمرونى) بتخفيف النون ، كقوله تعالى :
(فَبِمَ تُبَشِّرُونَ)
أراد تبشروننى.
وقول الشاعر :
١٥٩ ـ يسوء الفاليات إذا فلينى
أراد : فليننى
وقد قدمنا ذكره.
قوله تعالى : (بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ) (٦٦).
الله ، منصوب
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا ب (أعبد).
والثانى : أن
يكون منصوبا بتقدير فعل ، وتقديره ، بل أعبد الله فاعبد. والفاء زائدة عند أبى
الحسن الأخفش ، وغير زائدة عند غيره.
قوله تعالى : (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ
الْقِيامَةِ) (٦٧).
الأرض ، مرفوع
لأنه مبتدأ. وقبضته ، خبره. وجميعا ، منصوب على الحال ،
__________________
وأجاز الفراء (قبضته) ، بالنصب على تقدير حذف حرف الخفض ، وتقديره ، فى
قبضته. وأباه البصريون ، وقالوا : لو قلت : زيد قبضتك. أى ، فى قبضتك لم يجز.
قوله تعالى : (حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ) (٧٣).
جواب إذا ، فيه
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون محذوفا ، وتقديره ، حتى إذا جاءوها فازوا أو نعموا.
والثانى : أن
يكون الجواب قوله تعالى : (وَفُتِحَتْ
أَبْوابُها)
، والواو زائدة
، وتقديره ، حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها.
والثالث : أن
يكون الجواب (وَقالَ لَهُمْ
خَزَنَتُها)
، والواو زئداة
، وتقديره ، حتى إذا جاءوها قال لهم خزنتها. والأول أوجه الأوجه.
قوله تعالى : (حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ) (٧٥).
حافين ، منصوب
على الحال لأن المراد ب (ترى) رؤية البصر لا رؤية القلب ، وواحد (حافين حاف) ،
وقال الفراء : هذا لا واحد له ، لأن هذا الاسم لا يقع لهم إلّا مجتمعين.
«غريب إعراب سورة
المؤمن»
قوله تعالى : (حم) (١).
قرئ بالسكون
وهو المشهور على الأصل فى الحروف المقطعة ، وقرئ (حاميم) بفتح الميم ، وذلك
لوجهين.
أحدهما أن يكون
فتح الميم لالتقاء الساكنين ، لأنه أخف الحركات ، ولم يكسر ، لأن قبلها كسرة ،
والياء بكسرتين ، فلو كسر لأدّى ذلك إلى اجتماع أربع كسرات.
والثانى : أن
يكون فتح الميم علامة النصب بتقدير فعل ، والتقدير ، اتل حم. إلا أنه لم يصرفها ،
لأنه جعلها اسما للسورة ، فاجتمع التعريف والتأنيث ، وأنه أيضا ليس على وزن من
أوزان العرب بل وزن الأعجمى كهابيل وقابيل.
قوله تعالى : (لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ
مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ) (١٠).
إذ ، ظرف زمان
، والعامل فيه لا يخلو إما أن يكون ، (لمقت الله) أو (مقتكم) ، أو (تدعون) ، أو
فعل مقدر.
بطل أن يقال
يعمل فيه (مقت الله) ، لأن خبر المبتدأ قد تقدم على (إذ) وليس بداخل فى صلته ، فلو
أعملته فى (إذ) لفصلت بين الصلة والموصول بخبر المبتدأ ، وهو أجنبى ، والفصل بين
الصلة والموصول بأجنبى لا يجوز ، ولأن الإخبار عنه يؤذن بتمامه ، وما يتعلق به
يؤذن بنقصانه ، وقد قدمنا نظائره.
__________________
وبطل أن يعمل
فيه (مقتكم) ، لأنهم مقتوا أنفسهم فى النار ، وقد دعوا إلى الإيمان فى الدنيا.
وبطل أن يعمل
فيه (يدعون) ، لأن (إذ) قد أضيفت إليه والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف.
وإذا بطلت هذه
الأقسام تعين أن يعمل فيه فعل مقدر ، وتقديره ، مقتكم إذ تدعون ، أى ، حين دعيتم
إلى الإيمان فكفرتم. وقيل تقديره ، اذكروا إذ تدعون.
قوله تعالى : (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى
اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ) (١٦).
يوم ، منصوب
على البدل من قوله تعالى : (لِيُنْذِرَ يَوْمَ
التَّلاقِ). ويوم التلاق ، منصوب انتصاب المفعول به لا الظرف ، لأن
الإنذار لا يكون فى يوم التلاق ، وإنما يكون الإنذار به لا فيه. وهم بارزون ، جملة
اسمية فى موضع جر بإضافة (يوم) إليها. ولمن الملك ، مبتدأ وخبر. واليوم ، منصوب.
وفيما يتعلق به
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون متعلقا بمدلول قوله تعالى : (لمن الملك) ، وتقديره لمن استقر الملك فى هذا
اليوم.
والثانى : أن
يكون متعلقا بنفس (الملك).
والثالث : أن
يكون الوقف على (الملك). ويبتدأ (اليوم لله الواحد القهار) وتقديره ، هو مستقر لله
الواحد القهار فى هذا اليوم.
قوله تعالى : (إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ
كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) (١٨).
إذ ، فى موضع
نصب على البدل من قوله تعالى (وَأَنْذِرْهُمْ
يَوْمَ الْآزِفَةِ)
، وهو
مفعول (أنذرهم) على ما قدمنا. وكاظمين ، منصوب على الحال من المضمر فى (لدى).
ومن حميم ، من زائدة ، وتقديره ، ما للظالمين حميم ولا شفيع. ويطاع ، جملة فعلية
فى موضع جر بالوصف على لفظ (شفيع) ، ويجوز أن يكون فى موضع رفع بالوصف على موضعه ،
وموضعه رفع.
قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا
كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ) (٢١).
فينظروا ، فى
موضعه وجهان.
أحدهما : النصب
على جواب الاستفهام بالفاء بتقدير (أن).
والثانى : أن
يكون مجزوما بالعطف على (يسيروا). وكيف ، فى موضع نصب ، لأنها خبر (كان). وعاقبة ،
مرفوع ، لأنه اسم (كان). ويكون فى (كيف) ضمير يعود على العاقبة ، كقولك : أين زيد
وكيف عمرو. ففى كل واحد من (أين وكيف) ، ضمير يعود إلى المبتدأ ، ويجوز أن يكون (كان)
التامة فلا تفتقر إلى خبر ، فيكون (كيف) ظرفا ملغى لا ضمير فيه ، وكذلك ، قوله
تعالى : (الَّذِينَ كانُوا مِنْ
قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ)
: يجوز فى كان
الوجهان ويكون (أشد) ، إذا جعلت كان بمعنى وقع ، منصوبا على الحال.
قوله تعالى : (وَإِنْ يَكُ كاذِباً) (٢٨).
فى حذف النون
من (يك) وجهان.
أحدهما : أنها
حذفت لكثرة الاستعمال ، وإليه ذهب أكثر النحويين.
والثانى : أن
تكون حذفت تشبيها لها بنون الإعراب فى نحو ، يضربون ، وهو قول أبى العباس المبرد.
والوجه الأول
أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ) (٣١).
مثل دأب ،
منصوب على البدل من (مثل) الأول فى قوله تعالى : (مِثْلَ يَوْمِ
الْأَحْزابِ).
قوله تعالى : (يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ) (٣٣).
يوم ، منصوب
على البدل من (يوم) الأول ، فى قوله تعالى :
(إِنِّي أَخافُ
عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ).
قوله تعالى : (الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ
بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ) (٣٥).
الذين ، فى
موضع نصب على البدل من : (من)
ويجوز أن يكون
فى موضع رفع ، لأنه خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هم الذين.
قوله تعالى : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ
السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى) (٣٦ ، ٣٧).
أسباب السموات
، بدل من (الأسباب) الأولى. فأطلع ، يقرأ بالنصب والرفع ، فالنصب على أنه جواب (لعلى)
بالفاء ، بتقدير (أن). والرفع على أنه عطفه على لفظ (أبلغ).
قوله تعالى : (لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا
وَلا فِي الْآخِرَةِ) (٤٣).
تقديره ، إجابة
دعوة. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا
وَعَشِيًّا) (٤٦).
__________________
النار ، مرفوع
من ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون مرفوعا على البدل من قوله تعالى : (سُوءُ الْعَذابِ).
والثانى : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو النار.
والثالث : أن
يكون مبتدأ ، ويعرضون عليها ، الخبر.
قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا) (٤٦).
يوم منصوب ب (أدخلوا)
، وقرئ (أدخلوا) بفتح الهمزة وقطعها وكسر الخاء. فمن قرأ بوصل الهمزة وضمها وضم
الخاء ، كان (آل فرعون) منصوبا ، لأنه نداء مضاف ، وتقديره ، ادخلوا يا آل فرعون.
ومن قرأ بفتح الهمزة وقطعها وكسر الخاء كان (آل فرعون) منصوبا لأنه مفعول (أدخلوا).
قوله تعالى : (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً) (٤٧).
إنما قال : (تبعا)
بلفظ الواحد ، وإن كان خبرا عن جماعة ، لأن (تبعا) مصدر ، والمصدر يصلح للجميع.
قوله تعالى : (إِنَّا كُلٌّ فِيها) (٤٨).
كل ، مبتدأ ،
وهو فى تقدير الإضافة. وفيها ، خبره ، والجملة من المبتدأ والخبر فى موضع رفع ،
لأنها خبر (إن) ، ولا يجوز أن ينصب (كل) على البدل من الضمير فى (إنّا) ، لأن ضمير
المتكلم لا يبدل منه ، لأنه لا لبس فيه ، فلا يفتقر إلى أن يوضح بغيره.
قوله تعالى : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ
آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) (٥١).
يوم ، منصوب
بالعطف على موضع الجار والمجرور ، وهو (فى الحياة الدنيا) ، كما تقول : جئتك فى
أمس واليوم. وكقول الشاعر :
١٦٠ ـ إذا ما تلاقينا من اليوم أو غدا
قوله تعالى : (وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ
الْكِتابَ هُدىً وَذِكْرى) (٥٣ ، ٥٤).
هدى ، منصوب
على الحال من (الكتاب) وذكرى ، عطف عليه ، والعامل فى الحال (أورثنا).
قوله تعالى : (بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) (٥٥).
يقرأ بكسر
الهمزة وفتحها ، فمن كسرها ، جعله مصدر أبكر إبكارا ، ومن فتحها جعله جمع بكر ،
وبكر وأبكار ، كقولهم : سحر وأسحار.
قوله تعالى : (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ) (٥٦).
إن ، بمعنى (ما)
كقوله تعالى :
(إِنِ الْكافِرُونَ
إِلَّا فِي غُرُورٍ)
وكبر ، مرفوع
بالظرف ، وهو (فى صدورهم) ، لأن الظرف قد فرّغ له ، كما تقول :
ما فى الدار
إلا زيد.
قوله تعالى : (قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ) (٥٨).
قليلا ، منصوب
لأنه صفة مصدر محذوف وتقديره ، تذكرا قليلا تتذكرون. وما ، زائدة ، ومعناه ، لا
تذكّر لهم ؛ لأنه قد يطلق لفظ القلة ، ويراد بها النفى كقولك : قلما تأتينى ، وأنت
تريد : ما تأتينى ولهذا أبدل الشاعر من فاعل (قليل) فى قوله :
__________________
١٦١ ـ قليل بها الأصوات إلّا بغامها
ولو لم يكن فى
معنى النفى ، لما جاز الإبدال ، فكأنه قال : ما بها الأصوات إلا بغامها.
قوله تعالى : (إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ
وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ) (٧١).
السلاسل ،
مرفوع لأنه معطوف على (الأغلال) ، وتقديره إذ الأغلال والسلاسل فى أعناقهم ، ومنهم
من وقف على (أعناقهم) ، وابتدأ (والسلاسل يسحبون فى الحميم) وتقديره ، والسلاسل
يسحبون بها فى الحميم. فحذف الجار والمجرور ، وقرئ (والسلاسل يسحبون) ، بنصب اللام
وفتح الياء من (يسحبون) ، على أنه مفعول (يسحبون) ، وتقديره ، يسحبون السلاسل.
وقرئ (والسلاسل) بالجر ، بالعطف على (أعناقهم) ، وهى قراءة ضعيفة لأنه يصير المعنى
، الأغلال فى الأعناق والسلاسل. ولا معنى للأغلال فى السلاسل. وقيل هو معطوف على (الحميم)
، وهذا ضعيف جدا ، لأن المعطوف المجرور لا يتقدم على المعطوف عليه ، وقد يجىء
التقديم للضرورة قليلا فى المرفوع ، وفى المنصوب أقل منه ، ولم يجىء ذلك فى
المجرور ، ولم يجزه أحد ألبتة.
قوله تعالى : (فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ) (٨١).
أى ، استفهام ،
وهى منصوب ب (تنكرون) ، والاستفهام إنما ينصب بما بعده ، لأن الاستفهام له صدر
الكلام.
__________________
قوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ
بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) (٨٣).
من ، (للتبيين)
وفيه وجهان.
أحدهما. أنه
تبيين ل (ما) ، أى ، فرحوا بالشىء الذى عندهم من العلم.
والثانى. تبيين
للبينات. وفى الآية تقديم وتأخير ، والتقدير فلما جاءتهم رسلهم بالبينات من العلم
فرحوا بما عندهم ، والأكثرون على الوجه الأول.
«غريب إعراب سورة
فصلت»
قوله تعالى : (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (٢).
تنزيل ، مرفوع
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مبتدأ. ومن الرحمن ، صفة له. وكتاب ، خبره.
والثانى : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هذا تنزيل.
قوله تعالى : (قُرْآناً عَرَبِيًّا) (٣).
فى نصبه ثلاثة
أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا على الحال ، والعامل فيه (فصلت).
والثانى : أن
يكون منصوبا ب (فصلت).
والثالث : أن
يكون منصوبا على المدح ، وتقديره ، أمدح قرآنا عربيا.
قوله تعالى : (بَشِيراً وَنَذِيراً) (٤).
نصب على الحال
من (الآيات) ، والعامل فيه (فصلت) ، ويحتمل أن يكون نصبا على الحال من (كتاب) ،
لأنه قد وصف ، والعامل فى الحال ، ما فى (هذا) من معنى التنبيه أو الإشارة إذا
قدرت ، هذا كتاب فصلت آياته.
قوله تعالى : (يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ
واحِدٌ) (٦).
أنما ، فى موضع
رفع ب (يوحى) على أنه مفعول ما لم يسم فاعله.
__________________
قوله تعالى : (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ
بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً) (٩).
الواو فى (وتجعلون)
، واو الحال من الضمير الذى فى (خلق) ، وتقديره ، قل أئنكم لتكفرون بالذى خلق
الأرض فى يومين مجعولا له أندادا. فالحال من الضمير الذى فى (خلق) ، لا من نفس
الموصول ، ولو كان من نفس الموصول ، لكان قد فصل بين (خلق) الذى فى صلة (الذى) ،
وبين (جعل فيها رواسى) ، وهو معطوف على (خلق) ، والمعطوف على الصلة صلة ، ولا يجوز
الفصل بينهما بالحال ، لأن الحال من الموصول يؤذن بتمامه.
قوله تعالى : (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً
لِلسَّائِلِينَ) (١٠).
سواء يقرأ
بالنصب والرفع والجر. فمن نصبه جعله منصوبا على المصدر ، بمعنى (استواء) وتقديره ،
استوت استواء. ومن رفعه جعله مرفوعا ، لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هى سواء.
ومن جرّه جعله مجرورا على الوصف ل (أيام) ، أو ل (أربعة) ، والمشهورة هى النصب.
قوله تعالى : (قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) (١١).
إنما جمعها جمع
من يعقل لأنه وصفها بالقول والطاعة ، وذلك من صفات من يعقل فلذلك جمعها جمع من
يعقل كقوله تعالى :
(إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ
عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ)
لمّا وصفها
بالسجود وهو من صفات من يعقل ، جمعها جمع من يعقل.
قوله تعالى : (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي
يَوْمَيْنِ) (١٢).
__________________
سبع سموات ، فى
موضع نصب على البدل من الهاء والنون فى (فقضاهنّ).
قوله تعالى : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) (١٧).
أما ، حرف
معناه التفصيل وفيه معنى الشرط. ألا ترى أنك تقول : أما زيد فعالم. فيكون المعنى ،
مهما يكن من شىء فزيد عالم. ولهذا جاءت الفاء فى (فهديناهم) ، الذى هو خبر المبتدأ
، الذى هو (ثمود) ، والأصل فى الفاء أن تكون مقدّمة على المبتدأ ، إلا أنهم أخروها
إلى الخبر ، لئلا يلى حرف الشرط فاء الجواب ، وجعل المبتدأ عوضا مما تليه من
الفعل. والدليل على أن الفاء فى تقدير التقديم ، قولهم : أما زيدا فأنا ضارب. وإن
كان ما بعد الفاء لا يجوز أن يعمل فيما قبلها ، إلا أنهم أعملوا ههنا ما بعدها
فيما قبلها ، لأنه فى تقدير التقديم. قال تعالى :
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ
فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ)
فنصب (اليتيم
والسائل) بما بعد الفاء لما ذكرنا. ومن قرأ (ثمود) بالنصب ، فإنه نصبه بفعل مقدر ،
يفسره هذا الظاهر ، وتقديره ، مهما يكن من شىء ، فهدينا ثمود فهديناهم. والنصب
ههنا قوى فى القياس ، لدخول حرف فيه معنى الشرط ؛ لأن الشرط يقتضى الفعل وهو أولى
به. وقرئ (ثمود) بالصرف وترك الصرف ، فمن صرفه جعله اسم الحىّ ، ومن لم يصرفه جعله
اسم القبيلة ، فلم يصرفه للتعريف والتأنيث.
قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ إِلَى
النَّارِ) (١٩).
يوم ، منصوب من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا بفعل دل عليه (يوزعون) ، وتقديره ، يساق الناس يوم يحشر.
والثانى : أن
يكون منصوبا بتقدير ، اذكر ، ولا يجوز أن يكون منصوبا ب (يحشر) ، لأن المضاف إليه
لا يعمل فى المضاف ، ولا يجوز أيضا أن يكون منصوبا
__________________
بقوله تعالى : (وَنَجَّيْنَا
الَّذِينَ آمَنُوا) لأنه ماض و (يوم يحشر) مستقبل ، فلا يعمل فيه الماضى.
قوله تعالى : (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ
يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ) (٢٢).
أن وصلتها ، فى
موضع نصب ، بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، وما كنتم تستترون عن أن يشهد عليكم ،
فحذف (عن) ، فاتصل الفعل به.
قوله تعالى : (وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ
بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ) (٢٣).
ذلكم مبتدأ ،
وظنكم خبره. وأرداكم ، خبر ثان ، وقيل : ظنكم بدل من (ذلكم) و (أرداكم) خبره. وزعم
بعض الكوفيين أنه فى موضع نصب على الحال ، وهو غلط عند البصريين لأنّ الفعل الماضى
لا يكون حالا إلا بتقدير (قد).
قوله تعالى : (ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللهِ النَّارُ) (٢٨).
النار ، مرفوع
من ثلاثه أوجه.
الأول : أن
يكون بدلا من (جزاء).
والثانى : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هو النار ، وتكون هذه الجملة بيانا للجملة الأولى.
والثالث : أن
يكون مبتدأ وخبره (لهم فيها دار الخلد).
قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي
أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) (٣١ ، ٣٢).
ما ، اسم موصول
والعائد محذوف فى موضع نصب ، وتقديره ، تدعونه. ونزلا ، منصوب من وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على المصدر.
والثانى : أن
يكون منصوبا على الحال من الكاف والميم ، وهو جمع (نازل) ، كبازل وبزل وشارف وشرف
، وتقديره ، ولكم فيها نازلين. ولا يجوز على هذا الوجه أن يكون قوله تعالى : (من
غفور) فى موضع نصب على الوصف ل (نزل) ، لأنه لا فائدة فيه ، ولا يجوز أن يكون أيضا
معمول قوله تعالى : (لَكُمْ)
، لأنه قد عمل
فى الظرف وهو (فيها) ، فلا يعمل فى ظرف آخر ، والأظهر أن يكون (نزلا) فى هذه الآية
كقوله تعالى : (هذا نُزُلُهُمْ
يَوْمَ الدِّينِ) ، لا جمع (نازل).
قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ
وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا
لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) (٣٧).
الليل ، مبتدأ.
والنهار والشمس والقمر ، عطف عليه. ومن آياته ، الخبر. والهاء والنون فى (خلقهن) ،
تعود على الآيات ، ولا تعود على الشمس والقمر والليل والنهار ، لأن المذكر والمؤنث
إذا اجتمعا غلّب جانب المذكر على جانب المؤنث.
قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ
خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) (٣٩).
أن وما عملت
فيه ، فى موضع رفع بالظرف ، على مذهب سيبويه والأخفش ، لأن المصدرية ، إذا وقعت
بعد الظرف ارتفعت به ، كما يرفع إذا وقع خبرا لمبتدأ ،
__________________
أو صفة لموصوف ، أو صلة لموصول ، أو حالا لذى حال ، أو معتمدا على همزة
الاستفهام ، أو حرف النفى. فالخبر ، كقوله تعالى :
(فَأُولئِكَ لَهُمْ
جَزاءُ الضِّعْفِ)
فجزاء مرفوع
بالظرف ، والصفة كقولك : مررت برجل فى الدار أبوه ، والصلة كقوله تعالى :
(وَمَنْ عِنْدَهُ
عِلْمُ الْكِتابِ)
والحال كقوله
تعالى :
(وَآتَيْناهُ
الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ)
فهدى ، مرفوع
بالظرف لأنه حال من (الإنجيل). والمعتمد على همزة الاستفهام. كقوله تعالى :
(أَفِي اللهِ شَكٌّ)
وحرف النفى
كقولك : ما فى الدار أحد.
وخاشعة ، منصوب
على الحال من (الأرض) ، لأن (ترى) من رؤية العين. وربت ، أصله (ربوت) فتحركت الواو
وانفتح ما قبلها فقبلت ألفا ، وحذفت الألف لسكونها وسكون تاء التأنيث. ومن قرأ (ربأت)
بالهمز أراد : (ارتفعت).
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ
لَمَّا جاءَهُمْ) (٤١).
خبر (إنّ) فيه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون خبره قوله تعالى : (أُولئِكَ يُنادَوْنَ
مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ).
والثانى : أن
يكون محذوفا وتقديره ، إنّ الذين كفروا بالذكر يعذبون.
__________________
قوله تعالى : (ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ
لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ) (٤٣).
ما قيل فى
تأويل مصدر ، وهو فى موضع رفع لأنه مفعول ما لم يسم فاعله.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي
آذانِهِمْ وَقْرٌ) (٤٤).
الذين ، اسم
موصول فى موضع رفع لأنه مبتدأ ، وصلته (لا يؤمنون). وفى آذانهم وقر ، (وقر) مبتدأ.
وفى آذانهم ، خبره. والمبتدأ وخبره فى موضع رفع ، خبر المبتدأ الأول.
قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا
آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) (٤٧).
ما ، نفى ،
وعلقت معنى الإيذان والعلم ، وكذلك مذهب أبى الحسن. وفى قوله تعالى :
(وَظَنُّوا ما لَهُمْ
مِنْ مَحِيصٍ) (٤٨).
وكأنه إذا وقع
النفى بعد الظن جرى مجرى القسم فيكون حكمه حكم القسم.
قوله تعالى : (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ
الْخَيْرِ) (٤٩).
تقديره ، لا
يسأم الإنسان من دعائه الله بالخير ، فحذف الفاعل والمفعول الأول ، والباء من
المفعول الثانى ، وأضاف المصدر إلى المفعول الثانى.
قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ
عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ) (٥٢).
من ، استفهامية
فى موضع رفع بالابتداء. وأضل ، الخبر ، وسدت الجملة من المبتدأ والخبر ، مسد
مفعولى (أرأيتم). ومن قرأ (أريتم) حذف الهمزة ، وكذلك فى كل موضع اتصلت بها همزة
الاستفهام ، دون ما لم تتصل به همزة الاستفهام ، فلأنه استثقل اجتماع الهمزتين فى
كلمة واحدة ، فحذف للتخفيف.
قوله تعالى : (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ
الْحَقُّ) (٥٣).
أنه الحق ، فى
موضع رفع بأنه فاعل (يتبين) ، والهاء فى (أنه) ، فيها ثلاثة أوجه.
الأول : أنها
لله تعالى.
والثانى : أنها
للقرآن.
والثالث : أنها
للنبى عليهالسلام.
قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى
كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (٥٣).
الباء فى (بربك)
، زائدة. ومفعول (تكف) ، محذوف وتقديره ، أو لم يكفك ربّك. وأنه فيه ثلاثة أوجه.
أحدها : أن يكون فى موضع جر على البدل من (ربك) على اللفظ.
والثانى : أن يكون
فى موضع رفع على البدل من (ربك) على الموضع.
والثالث : أن
يكون فى موضع نصب على تقدير حذف الجر ، وتقديره ، لأنه على كل شىء شهيد.
__________________
«غريب إعراب سورة حم
عسق»
قوله تعالى : (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٣).
يوحى ، يقرأ
بضم الياء وكسر الحاء ، و (يوحى) بضم الياء وفتح الحاء. فمن قرأ (يوحى) بالضم
والكسر ، ارتفع لفظ الله به على أنه فاعل ، ومن قرأ (يوحى) كان فى رفع اسم الله
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون مرفوعا بفعل مقدر دل عليه (يوحى) كقراءة من قرأ :
(يُسَبِّحُ لَهُ فِيها
بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ)
رفع (رجالا)
بفعل مقدر ، وتقديره : يسبحه رجال ، كقول الشاعر :
١٦٢ ـ ليبك يزيد ضارع لخصومة
فمضارع ، مرفوع بفعل مقدر ، وتقديره ، يبكيه ضارع لخصومة.
والثانى : أن
يكون (الله) مرفوعا بالابتداء ، ويكون (العزيز الحكيم) ، خبرين عن الله تعالى ،
ويجوز أن يكونا وصفين. و (له ما فى السموات) ، الخبر.
__________________
والثالث : أن
يكون مرفوعا ، لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره : هو الله.
قوله تعالى : (ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ فاطِرُ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ) (١٠ ، ١١).
ذلكم ، فى موضع
رفع بالابتداء : والله ، عطف بيان. وربى ، وصف لله. وخبر المبتدأ ، (عليه توكلت
وإليه أنيب). وفاطر السموات والأرض ، مرفوع من أربعة أوجه.
الأول : أن
يكون خبرا بعد خبر.
والثانى : أن
يكون وصفا.
والثالث : أن
يكون بدلا.
والرابع : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هو فاطر السموات والأرض.
قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (١١).
فى الكاف
وجهان.
أحدهما : أن
تكون الكاف زائدة ، وتقديره ، ليس مثله شىء.
والثانى : أن
تكون زائدة ، ويكون المراد بالمثل الذات ، فإنه يقال مثلى لا يفعل هذا ، أى أنا لا
أفعل هذا. قال الشاعر :
١٦٣ ـ يا عاذلى دعنى من عذلكا
|
|
مثلى لا يقبل
من مثلكا
|
أى أنا لا أقبل
منك.
__________________
قوله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى
بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ
وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ) (١٣).
أن أقيموا
الدين ، فى موضع نصب على البدل من (ما وصى به نوحا).
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ
بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (١٦).
الذين ، فى
موضع رفع على الابتداء ، وحجتهم ، مبتدأ ثان. وداحضة ، خبره ، والمبتدأ وخبره فى
موضع رفع لأنه خبر المبتدأ الأول.
قوله تعالى : (لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) (١٧).
ذكّر (قريبا)
من أربعة أوجه.
الأول : أنه
ذكّر على النسب ، وتقديره ذات قرب. كقوله تعالى :
(إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ
قَرِيبٌ)
أى ، ذات قرب.
والثانى : أنه
ذكّره لأن التقدير لعل وقت الساعة قريب.
والثالث : أنه
ذكّر حملا على المعنى ، لأن الساعة بمعنى البعث.
والرابع : أنه
ذكّر للفرق بينه وبين قرابة النسب.
قوله تعالى : (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ
أَلِيمٌ) (٢١).
يقرأ بكسر
الهمزة وفتحها. فالكسر على الابتداء ، والفتح بالعطف على كلمة (الفصل) وتقديره ،
ولو لا كلمة الفصل وأنّ الظالمين.
قوله تعالى : (تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا
كَسَبُوا) (٢٢).
__________________
مشفقين ، منصوب
على الحال من (الظالمين) ، لأن (ترى) من رؤية العين ، لا من رؤية القلب.
قوله تعالى : (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ) (٢٣).
تقديره ، ذلك
الذى يبشر الله به عباده الذين. فحذف الباء ، ثم حذف الهاء تخفيفا.
قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (٢٣).
المودة ، منصوب
على الاستثناء من غير الجنس.
قوله تعالى : (وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ
الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) (٢٤).
ويمح الله
الباطل ، ليس معطوفا على (يختم) ، وإنما هو مستأنف فى موضع رفع وإنما حذفت الواو
منه ، وإن كان فى موضع رفع ، كما حذفت من قوله تعالى :
(سَنَدْعُ
الزَّبانِيَةَ)(وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ)
وإن كان فى
موضع رفع ، وإنما كان مستأنفا لا معطوفا على (يختم) المجزوم فى قوله تعالى (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ)
، لأن محو الله
الباطل واجب ، وليس معلقا بشرط ، ويدل على ذلك أن رفع (ويحقّ الحقّ) ، ولو كان (يمح)
مجزوما لكان (يحقّ الحقّ) أيضا مجزوما.
قوله تعالى : (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (٢٦).
__________________
الذين ، فى
موضع نصب من وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على المفعول ، وتقديره ، ويستجيب الله الذين آمنوا. أى ، يجيب.
والثانى. أن
يكون منصوبا على تقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، ويستجيب للذين آمنوا ، فحذفت
اللام فاتصل الفعل به.
قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ) (٢٩).
فيهما ، أى ،
فى أحدهما ، فحذف المضاف ، كقوله تعالى :
(يَخْرُجُ مِنْهُمَا
اللُّؤْلُؤُ)
أى ، من أحدهما
فحذف المضاف ، وكقول الشاعر :
١٦٤ ـ فقالوا لنا ثنتان لا بدّ منهما
|
|
صدور رماح
أشرعت أو سلاسل
|
أى لا بد من
إحداهما.
قوله تعالى : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) (٣٠).
__________________
تقرأ (فيما)
بالفاء وغير الفاء. فمن قرأه بالتاء جعلها جواب الشرط ، ومن قرأ بغير فاء ، حذفها
لوجهين.
أحدهما : أن
تكون (ما) بمعنى الذى ، فجاز حذفها ، كما جاز حذفها مع الذى.
والثانى : أن
تكون (ما) شرطية ، ولم تعمل فى الفعل شيئا ، لأنها دخلت على لفظ الماضى ، فلذلك
حذفت الفاء ، وجعلها شرطية أولى من جعلها بمعنى الذى ، لأنها أعم فى كل مصيبة ،
فكان أقوى فى المعنى وأولى.
قوله تعالى : (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا
وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (٣٤) وَيَعْلَمَ
الَّذِينَ يُجادِلُونَ) (٣٥).
يوبقهن ، مجزوم
بالعطف على قوله تعالى : (فَيَظْلَلْنَ)
، المعطوف على
جواب الشرط. ويعلم ، يقرأ بالنصب والرفع ، فالنصب على تقدير (أن) بعد الفاء ، ونصب
الفعل بها ، لأنه مصروف عن العطف على ما قبله لأن ما قبله شرط وجزاء ، وهو غير
واجب ، وجعلها فى تقدير المصدر ليعطف بالواو مصدرا على مصدر ، وقد قدمنا نظيره فى
سورة البقرة فى قوله تعالى :
(فَيَغْفِرُ لِمَنْ
يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ)
بالنصب ، وليست
بقوية فى القياس. ومنهم من قوّى النصب ههنا فى (يعلم) على قوله (فَيَغْفِرُ)
، لأنه قد وجد
مع جواز النصب آخر ، وهو فتح اللام اعتبارا للتبعية ، وهو أن ما قبل الميم فى (يعلم)
مفتوح ، ولم يوجد ذلك فى (يغفر) ، ولهذا كانت القراءة بالنصب فى قوله : (وَيَعْلَمَ) أكثر ، خلاف النصب فى قوله : (فَيَغْفِرُ). والرفع على الاستئناف.
قوله تعالى : (وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) (٣٧).
__________________
هم ، فيها
وجهان. أحدهما : أن يكون تأكيدا (لما) فى (غضبوا). ويغفرون جواب إذا. والثانى : أن
يكون التقدير ، فهم يغفرون. فحذف الفاء والمبتدأ (هم).
ويغفرون خبر
المبتدأ ، وحذف الفاء فى جواب الشرط. وكذلك قوله تعالى :
(هُمْ يَنْتَصِرُونَ) (٣٩).
والقياس أن
يكون (هم) مرفوعا بفعل مقدر دل عليه (ينتصرون) وتقديره : ينتصرون هم ينتصرون : هذا
قياس قول سيبويه لأنه قال : إذا قلت : إن يأتنى زيد يضرب ، يرتفع زيد بتقدير فعل
دل عليه (يضرب).
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ
الْإِثْمِ) (٣٧).
فى موضع جر
بالعطف على (الذين) ، فى قوله تعالى : (خَيْرٌ وَأَبْقى
لِلَّذِينَ آمَنُوا)
، وكذلك أيضا
قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ
اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ) (٣٨).
فى موضع جر
أيضا بالعطف عليه.
قوله تعالى : (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ) (٤٣).
لمن ، اسم
موصول فى موضع رفع بالابتداء. وإنّ ذلك ، فى حكم المبتدأ الثانى ، والعائد من
الجملة إلى المبتدأ الأول ، محذوف ، وتقديره ، إن ذلك الصبر منه ، فحذف للعلم ،
والجملة من المبتدأ الثانى وخبره ، فى موضع رفع لأنه خبر للمبتدأ الأول.
قوله تعالى : (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا
مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ) (٤٧).
لا مردّ ، مبنى
مع (لا) على الفتح لما قدمنا ، وأحد الجارّين والمجرورين ، صفة للمنفى ب (لا) ،
والآخر خبره ، ولك أن تجعل أحدهما معمولا للآخر ، وتجعلهما صفتين ، وتقدر الخبر ،
ولك أن تجعلهما خبرين ، ولا يجوز أن تجعل أحدهما متعلقا بالمصدر ، لأنه لو كان
كذلك ، لكان النفى منوّنا وليس بمنوّن.
قوله تعالى : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ
اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً) (٥١).
أن يكلمه الله
، فى موضع رفع لأنه اسم (كان). ولبشر ، خبرها. وإلا وحيا ، منصوب على المصدر فى
موضع الحال من اسم الله تعالى. ومن تتعلق بمقدر وتقديره ، إلا موحيا أو مكلما من
وراء حجاب. أو يرسل ، قرئ بالنصب والرفع. فالنصب بالعطف على معنى قوله تعالى : (إِلَّا وَحْياً) وتقديره ، أو أن يرسل رسولا ، لأن (أن) مع الفعل فى
تقدير المصدر ، فيكون عطف مصدر على مصدر ، ولا يجوز أن يكون معطوفا على (أن يكلمه
الله) ، لأنه يلزم من ذلك نفى الرسل ، لأنه يصير التقدير ، وما كان لبشر أن يكلمه
الله أو يرسل رسولا وقد أرسل. فكان فاسدا فى المعنى والرفع على الاستئناف وتقديره
، أو هو يرسل رسولا.
«غريب إعراب سورة الزخرف»
قوله تعالى : (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ
صَفْحاً) (٥).
صفحا ، منصوب
على المصدر ، لأن معنى (أَفَنَضْرِبُ) أفنصفح ، ومنهم من يقدر له فعلا من لفظه ، فكأنه قال :
أفنصفح عنكم صفحا. إن كنتم : قرئ (إن) بالكسر والفتح ، فالكسر على أنها (إن)
الشرطية ، وما قبلها جواب لها ، والفتح على تقدير ، لأن كنتم.
قوله تعالى : (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ
كَظِيمٌ) (١٧).
وجهه ، مرفوع
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون اسم (ظل).
والثانى : أن
يكون بدلا من مضمر مقدر فيها مرفوع لأنه اسمها. مسودا ، خبرها. وهو كظيم ، جملة
اسمية فى موضع نصب على الحال.
قوله تعالى : (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ) (١٨).
من ، فى موضعه
وجهان.
الأول : النصب
والرفع. فالنصب بتقدير فعل ، وتقديره ، أجعلتم من ينشأ.
والثانى : أن
يكون فى موضع رفع ، لأنه مبتدأ وخبره محذوف ، وهو قول الفراء.
قوله تعالى : (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) (١٥).
أى من رجال
عباده ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ
وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ) (١٦).
أم ، بمعنى (بل)
والهمزة ، وتقديره ، بل أأتخذ مما يخلق بنات. ولا يجوز أن أن يكون بمعنى (بل)
وحدها ، لأنه يصير التقدير فيه : بل اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين. وهذا
كفر.
قوله تعالى : (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى
رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (٣١).
تقديره ، من
إحدى القريتين. فحذف المضاف ، وأراد بالقريتين مكة والطائف.
قوله تعالى : (لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ
بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ) (٣٣).
لبيوتهم ، بدل
من (لمن) بإعادة الجار ، وهو بدل الاشتمال ، وقرئ (سقفا وسقفا) ، فسقف جمع سقف :
نحو رهن ورهن. وسقف واحد ناب مناب الجمع.
قوله تعالى : (وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا
مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) (٣٥).
وزخرفا ، فى
نصبه وجهان.
أحدهما : أن
يكون منصوبا بفعل مقدر ، وتقديره ، وجعلنا لهم زخرفا.
والثانى : أن
يكون معطوفا على موضع قوله تعالى : (مِنْ فِضَّةٍ). وإن كل ذلك ، (إن) المخففة من الثقيلة ، وفى اسمها
وجهان.
أحدهما : أن
يكون (كل) اسمها إلا أنه لما خففت نقصت عن شبه الفعل ، فلم تعمل وارتفع ما بعدها
بالابتداء على الأصل.
والثانى أن يكون
التقدير ، إنه كلّ ذلك. فحذفت اسمها وهو الهاء ، وخففت ، فارتفع (كل) ، بالابتداء.
وكل ذلك ، خبره ، والجملة من المبتدأ والخبر فى موضع رفع لأنه خبر (إن) وهذا ضعيف
لتأخير اللام فى الخبر. وذهب الكوفيون إلى أن (إن) بمعنى (ما) و (لا) بمعنى (إلا)
فى قراءة من شدّد الميم فى (لمّا) ، وتقديره ، ما كل ذلك إلّا متاع الحياة الدنيا.
وزعم أبو على أن من شدّد كان من قوله تعالى :
(أَكْلاً لَمًّا)
وأجرى الوصل
مجرى الوقف ، وفيه ضعف. ومن خفف الميم فى (لما) كانت (ما) زائدة ، وتقديره ، إن كل
ذلك لمتاع الحياة الدّنيا. وقيل : (ما) بمعنى الذى والعائد من الصلة محذوف ، وتقديره ، للذى هو متاع الحياة
الدنيا.
قوله تعالى : (وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (٥١) أَمْ
أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا) (٥٢).
أم ، ههنا
منقطعة لأنه لو أراد المعادلة لقال : أم تبصرون ، لكنه أضرب عن الأول بقوله : أنا
خير ، وكأنه قال : أنا خير منه ، لأنهم كانوا تابعوه على أنه خير منه ، فلما كان
فيه معنى (أنا خير منه) ، لم تكن (أم) للمعادلة للهمزة. وزعم أبو زيد ، أنّ (أم)
زائدة ، وليس بشئ.
قوله تعالى : (آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ) (٥٨).
أم ههنا متصلة
لأنها معادلة لهمزة الاستفهام. بمعنى (أى) وتقديره ، أيهما خير. كقولك : أزيد عندك
أم عمرو. أى ، أيهما عندك.
قوله تعالى : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً) (٥٧).
مريم ، لا
تنصرف للتعريف والعجمة ، وقيل ، للتعريف والتأنيث.
__________________
قوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ
مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) (٦٠).
من ، فيها
وجهان. أحدهما : أن تكون بمعنى البدل ، وتقديره لو نشاء لجعلنا بدلا منكم. والثانى
: أن تكون زائدة ، وتقديره ، لجعلناكم.
قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ
فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (٨١).
إن ، فيها
وجهان. أحدهما أن تكون شرطية ، وتقديره ، إن كان للرحمن ولد فأنا أول من عبده ،
على أنه لا ولد له. وقيل تقديره ، إن كان للرحمن ولد فأنا أوّل الآنفين. من قولهم
: عبد يعبد عبدا ، إذا أنف. وقيل الشرط فى الآية ، على حد قول الرجل لصاحبه : إن
كنت كاتبا فأنا حاسب. والمعنى لست بكاتب ، ولا أنا حاسب. والوجه الثانى : أن تكون (إن)
بمعنى (ما) وتقديره ، ما كان للرحمن من ولد.
قوله تعالى : (وَقِيلِهِ يا رَبِّ) (٨٨).
يقرأ (قيله)
بالنصب والرفع والجر.
فالنصب من
أربعة أوجه. الأول : أن يكون منصوبا على المصدر ، وتقديره ، ويقول قيله. والثانى :
أن يكون معطوفا على (سرهم ونجواهم) فى قوله تعالى :
(نَسْمَعُ سِرَّهُمْ
وَنَجْواهُمْ).
والثالث : أن
يكون معطوفا على معنى (وعنده علم الساعة) والمعنى ، ويعلم الساعة.
فكأنه قال :
يعلم الساعة ويعلم قيله. والرابع : أن يكون منصوبا بالعطف على المفعول المحذوف ل (يكتبون)
فى قوله تعالى :
(وَرُسُلُنا
لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)
وتقديره يكتبون
ذلك ويكتبون قيله.
والرفع من
وجهين. أحدهما : أن يكون معطوفا على (علم) من قوله تعالى :
(وَعِنْدَهُ عِلْمُ
السَّاعَةِ)
أى : وعلم قيله
، فحذف المضاف. والثانى : أن يكون مبتدأ وخبره محذوف ، وتقديره ، وقيله يا ربّ
مسموع.
والجر بالعطف
على (الساعة) وتقديره وعنده علم الساعة وعلم قيله.
قوله تعالى : (وَقُلْ سَلامٌ) (٨٩).
سلام ، مرفوع
لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، أمرى سلام. أى ، مسالمة منكم ، وليس من السّلام
بمعنى التحية ، وهذا منسوخ بآية السيف. وزعم الفراء : أنه مبتدأ وأن التقدير فيه ،
سلام عليكم ، وهذا لا يستقيم ، لأنه لم يرد به الأمر بأن يبدأوا بالسلام ، وإنما
بألا يبدأوا به.
__________________
«غريب إعراب سورة الدّخان»
قوله تعالى : (أَمْراً مِنْ عِنْدِنا) (٥).
أمرا ، منصوب
من ثلاثة أوجه. الأول : أن يكون منصوبا على الحال لأنه بمعنى (آمرين). والثانى :
أن يكون منصوبا انتصاب المصدر. والثالث : أن يكون منصوبا بفعل مقدر ، وتقديره ،
أعنى أمرا. وهو قول أبى العباس المبرد.
قوله تعالى : (رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) (٦).
رحمة ، منصوب
من خمسة أوجه. الأول : أن يكون منصوبا لأنه مفعول له. أى ، للرحمة. وحذف مفعول (مرسلين).
والثانى : أن يكون منصوبا لأنه مفعول (مرسلين) ، والمراد بالرحمة النبى عليهالسلام. كما قال تعالى :
(وَما أَرْسَلْناكَ
إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ).
والثالث : أن
يكون منصوبا على البدل من قوله : (أمرا) والرابع : أن يكون منصوبا على المصدر.
والخامس أن يكون منصوبا على الحال ، وهو قول أبى الحسن الأخفش.
قوله تعالى : (أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى) (١٣).
الذكرى ، فى
موضع رفع لأنه مبتدأ. وأنى لهم ، خبره.
قوله تعالى : (رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٧).
__________________
يقرأ بالرفع
والجر. فالرفع من وجهين ، أحدهما : أن يكون مرفوعا على أنه وصف (السميع العليم).
والثانى : على
أنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو رب السموات والأرض. والجر : على أنه بدل من (ربك).
قوله تعالى : (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى) (١٦).
يوم ، منصوب
على الظرف ، وفى العامل فيه وجهان. أحدهما : أن يكون العامل فيه فعلا مقدرا ، يدل
عليه (منتقمون) ، وتقديره ، ننتقم يوم نبطش ، ولا يجوز أن يكون متعلقا بقوله تعالى
:
(إِنَّا مُنْتَقِمُونَ)
لأن ما بعد (إن)
لا يعمل فيما قبلها. والثانى : أن يكون العامل فيه :
(إِنَّا كاشِفُوا
الْعَذابِ قَلِيلاً).
وقيل هو منصوب لأن
التقدير فيه : اذكر يا محمد يوم نبطش.
قوله تعالى : (أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ) (١٨).
أن فى موضع نصب
بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، وجاءهم رسول بأن أدوا. وعباد الله ، منصوب من
وجهين. أحدهما : أن يكون منصوبا ب (أدوا).
والثانى : أن
يكون منصوبا على النداء المضاف ، ومفعول (أدوا) محذوف ، وتقديره ، أدوا إلى أمركم
يا عباد الله.
قوله تعالى : (وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ) (١٩).
فى موضع نصب
بالعطف على (أن) الأولى.
قوله تعالى : (وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ
أَنْ تَرْجُمُونِ) (٢٠).
أن ترجمون ، فى
موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر وتقديره ، من أن ترجمون.
قوله تعالى : (فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ
مُجْرِمُونَ) (٢٢). أن ، تقرأ بفتح الهمزة وكسرها ، فمن قرأ بالفتح ، جعلها فى موضع نصب
ب (دعا). ومن قرأ بالكسر ، فعلى تقدير ، قال. والتقدير ، فقال إنّ هؤلاء.
قوله تعالى : (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً) (٢٤).
رهوا ، منصوب
على الحال ، أى ، ساكنا حتى يحصلوا فيه ولا ينفروا عنه.
قوله تعالى : (كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها) (٢٨).
الكاف ، فى
موضعها وجهان.
أحدهما : أن
يكون فى موضع رفع ، لأنها خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، الأمر كذلك.
والثانى : أن
يكون فى موضع نصب على الوصف لمصدر محذوف ، وتقديره ، يفعل فعلا كذلك بمن يريد
إهلاكه.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ
مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ (٣٠) مِنْ فِرْعَوْنَ) (٣١).
من ، فيه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون بدلا من (العذاب المهين) ، وتقديره ، من عذاب فرعون. فحذف المضاف.
والثانى : أن
يكون حالا من (العذاب المهين) ، وتقديره ، كائنا من فرعون. فلا يكون فيه حذف مضاف.
قوله تعالى : (إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى) (٣٥).
إن بمعنى (ما)
كقوله تعالى :
(إِنِ الْكافِرُونَ
إِلَّا فِي غُرُورٍ)
وهى ، مبتدأ.
وموتتنا ، خبره ، ولا يجوز أن تعمل (إن) ههنا فى لغة من أعملها ، لأنها بمنزلة (ما)
، لدخول (إلا) ، لأن (إلا) إذا دخلت على (ما) بطل عملها ، وإذا بطل عمل الأصيل
بدخول (إلا) فلأن يبطل عمل الفرع أولى.
قوله تعالى : (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ
وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ) (٣٧).
الذين من قبلهم
، يجوز فى موضعه وجهان : الرفع والنصب. فالرفع من وجهين :
أحدهما : أن
يكون مرفوعا لأنه مبتدأ ، وأهلكناهم ، خبره.
والثانى : أن
يكون مرفوعا لأنه معطوف على (قوم تبع). والنصب : على أن يكون منصوبا بفعل مقدر دل
عليه (أهلكناهم) وتقديره ، وأهلكنا الذين من قبلهم أهلكناهم.
قوله تعالى : (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ
أَجْمَعِينَ) (٤٠).
يوم ، منصوب
لأنه اسم (إنّ). وميقاتهم ، خبرها. وأجمعين ، توكيد للضمير المجرور فى (ميقاتهم).
قوله تعالى : (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى
شَيْئاً) (٤١).
يوم ، منصوب
على البدل من (يوم) الأول.
قوله تعالى : (كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ) (٤٥).
يغلى ، يقرأ
بالتاء والياء. فالتاء لتأنيث الجرة ، والياء لتذكير المهل.
__________________
قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ) (٤٢).
من ، فى موضعه
وجهان : الرفع والنصب. فالرفع من ثلاثة أوجه :
الأول : أن
يكون مرفوعا على البدل من المضمر فى (ينصرون) ، وتقديره ، ولا ينصر إلا من رحم
الله.
والثانى : أن
يكون بدلا من (مولى) الأولى ، وتقديره ، يوم لا يغنى إلا من رحم الله.
والثالث : أن
يكون مرفوعا على الابتداء وتقديره ، إلا من رحم الله فيعفى عنه. والنصب على
الاستثناء المنقطع.
قوله تعالى : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ
الْكَرِيمُ) (٤٩).
إنك ، يقرأ
بفتح الهمزة وكسرها. فمن قرأ بالفتح فعلى تقدير حذف حرف الجر وتقديره ، ذق لأنك
العزيز الكريم عند نفسك ، ومن كسرها فعلى الابتداء.
قوله تعالى : (يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ
وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ) (٥٣).
متقابلين ،
منصوب على الحال من الواو فى (يلبسون).
قوله تعالى : (كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ) (٥٤).
الكاف ، فى
موضعها وجهان : الرفع والنصب. فالرفع لأنها خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، الأمر كذلك.
والنصب على الوصف لمصدر محذوف وتقديره ، يفعل بالمتقين فعلا كذلك.
قوله تعالى : (يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ) (٥٥).
يدعون ، جملة
فعلية فى موضع نصب على الحال من الهاء والميم فى (زوجناهم). والباء ، ليست للتعدية
، لأن (يدعون فيها) متعد بنفسه ، وإنما هى للحال ، وتقديره ، متلبسين بكل فاكهة.
بمنزلة الباء فى قولهم : خرج زيد بسلاحه. أى ، متلبسا بسلاحه.
قوله تعالى : (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا
الْمَوْتَةَ الْأُولى) (٥٦).
استثناء منقطع
، وتقديره لكن ، قد ذاقوا الموتة الأولى فى الدنيا. والبصريون يقدرون (إلا) فى
الاستثناء المنقطع ب (لكن) والكوفيون يقدرونه ب (سوى).
قوله تعالى : (وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (٥٦) فَضْلاً مِنْ
رَبِّكَ) (٥٧).
فضلا ، منصوب
من وجهين.
أحدهما : أن يكون
منصوبا على المصدر المؤكد ، وتقديره ، ويفضل عليهم فضلا.
والثانى : أن
يكون منصوبا بفعل مقدر ، وتقديره ، أعطاهم فضلا.
(فَإِنَّما
يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ) (٥٨).
الهاء فى (يسرناه)
تعود على (الكتاب) ، وقد تقدم ذكره أول السورة فى قوله تعالى : (حم وَالْكِتابِ
الْمُبِينِ)
__________________
«غريب إعراب سورة الجاثية»
قوله تعالى : (وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ
دابَّةٍ آياتٌ) (٤). يقرأ (آيات) بالضم والكسر ، وكذلك :
(وَاخْتِلافِ
اللَّيْلِ وَالنَّهارِ)
إلى قوله تعالى
: (آياتٌ) على الوجهين.
فمن قرأ (آيات)
بالضم كان مرفوعا من ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون مرفوعا بالابتداء ، وفى خلقكم خبره.
والثانى : أن
يكون مرفوعا بالعطف على موضع (إن) وما عملت فيه ، وهو رفع ، ولا بد فيه من تقدير (فى)
، لئلا يكون عطفا على عاملين على الابتداء والمخفوض.
والثالث : أن
يكون مرفوعا بالظرف.
من قرأ بالكسر
كان منصوبا من ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا بالعطف على لفظ اسم (إن) ، فى قوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ الْآياتِ) وقدّر حذف (فى) من قوله تعالى : (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ)
، وتقديره ، وفى
اختلاف الليل ، وإنما حذفت (فى) ههنا لتقدم ذكرها فى موضعين قبلها ، وهما قوله
تعالى :
(إِنَّ فِي
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
والثانى : (وفى
خلقكم) فلما تقدم ذكرها مرتين ، حذفت فى الثالث ، ولو لم يقدر
__________________
هذا الحذف ، لكنت قد عطفت بالواو على عاملين مختلفين ، وهما (إن وفى) ،
وذلك لا يجوز عند البصريين ما عدا الأخفش ، فإنه أجاز العطف فى الآية وغيرها على
عاملين ، وأجاز أن يقال : إن فى الدار زيدا والقصر عمرا. فيعطف بالواو عمرا على
زيد ، والقصر على الدار ، فيقيم الواو مقام عاملين ، وهما (إنّ وفى) ، وجميع
البصريين على خلافه لضعفه ، لأن قصارى الواو أن تقوم مقام عامل واحد ، وفى جواز
قيامها مقام عامل واحد خلاف ، فكيف يجوز أن تقوم مقام عاملين.
والوجه الثانى
: أن قوله تعالى :
(وَاخْتِلافِ
اللَّيْلِ وَالنَّهارِ)
معطوف على (السموات)
، وآيات ، منصوب على التكرار ، لمّا طال الكلام ، فهى (آيات) الأولى ، إلا أنها
كررت لطول الكلام كما يقال : ما زيد ذاهبا ولا منطلقا زيد ، فينصب (منطلقا) على أن
(زيدا) الآخر هو الأول ، وإنما أظهرته للتأكيد ، ولو كان غير الأول لم يجز نصب (منطلق)
، لأن خبر (ما) ، لا يجوز أن يقدم على اسمها ، فكذلك ههنا (آيات) الآخرة هى الأولى
، وإنما أظهرت لطول الكلام توكيدا ، فلا يلزم من ذلك عطفا على عاملين.
والثالث : أن
يكون (آيات) الآخرة ، منصوبا على البدل من (آيات) الأولى ، فلا يلزم من ذلك العطف
على عاملين ، كذا ذكره أبو بكر بن السراج.
قوله تعالى : (لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) (١١).
قرئ (أليم)
بالجر والرفع ، فالجر على الوصف ل (رجز) ، والرفع على الوصف ل (عذاب).
قوله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا
لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ) (١٤).
يغفروا ، مجزوم
، لأن تقديره ، : قل للذين آمنوا اغفروا يغفروا ، وحقيقة جزمه بتقدير حرف شرط مقدر
، وقد بينا نظائره فيما تقدم.
قوله تعالى : (لِيَجْزِيَ قَوْماً) (١٤).
وقرئ (ليجزين)
بفتح الياء وكسر الزاى و (وليجزى) بضم الياء وفتح الزاى. فمن قرأ (لتجزى) بالفتح
فنصب قوم ظاهر ، ومن قرأ (ليجزى) نصب (قوما) على تقدير ، ليجزى الجزاء قوما. وهذا
لا يستقيم على مذهب البصريين ، لأن المصدر لا يجوز إقامته مقام الفاعل مع مفعول
صحيح. وأجازه الأخفش والكوفيون ، وقد بينا ذلك مستوفى فى المسائل البخارية.
قوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا
السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ) (٢١).
أن وصلتها ،
سدت مسد مفعول (حسب). وسواء ، يقرأ بالرفع والنصب. فالرفع على أن يكون (محياهم)
مبتدأ ، ومماتهم ، عطف عليه ، وسواء خبر مقدم. والنصب على الحال من الضمير فى (نجعلهم)
، ويرتفع (محياهم ومماتهم) لسواء ، لأنه بمعنى (مستو). وساء ما يحكمون ، إن جعلت (ما)
معرفة كانت فى موضع رفع ب (ساء) وإن جعلتها نكرة كانت فى موضع النصب على التمييز.
قوله تعالى : (وَخَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ
بِالْحَقِّ) (٢٢).
بالحق ، فى
موضع النصب على الحال ، وليست الباء فيه للتعدية.
قوله تعالى : (فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ) (٢٣).
أى من بعد
هداية الله ، وقيل : من بعد عقوبة الله.
قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ) (٢٧).
يوم الأول :
منصوب ب (يخسر) ، ويومئذ ، للتأكيد.
قوله تعالى : (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ
أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا) (٢٨).
يقرأ (كل)
بالرفع والنصب. فالرفع على أنه مبتدأ ، وخبره (تدعى إلى كتابها). والنصب : على أن
تجعل بدلا من (كل) الأولى ، ويكون (تدعى) فى موضع نصب على الحال ، إن جعلت (ترى)
من رؤية العين ، أو فى موضع المفعول الثانى إذا جعلته من رؤية القلب.
قوله تعالى : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ
بِالْحَقِّ) (٢٩). هذا مبتدأ ، وكتابنا ، مرفوع من وجهين.
أحدهما : أن
يكون خبر المبتدأ. وينطق ، فى موضع الحال من (الكتاب) ، أو من (ذا) ، ويجوز أن
يكون خبرا ثانيا ل (ذا).
والثانى : أن
يكون (كتابنا) بدلا من (هذا). وينطق ، خبر المبتدأ.
قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ
وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها) (٣٢).
الساعة ، تقرأ
بالرفع والنصب. فالرفع ، من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا بالابتداء.
والثانى : أن
يكون معطوفا على موضع (إنّ) وما عملت فيه ، وهو الرفع. والنصب : بالعطف على لفظ
اسم (إن) وهو قوله تعالى : (وَعْدَ اللهِ).
قوله تعالى : (قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ
إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا) (٣٢).
__________________
الساعة ، قرئ
بالرفع والنصب. فالرفع على الابتداء. وما ، خبره. والنصب : على أن يكون مفعول (ندرى).
وما ، زائدة.
(إِنْ نَظُنُّ إِلَّا
ظَنًّا)
تقديره ، إن
نظن إلا ظنا لا يؤدى إلى العلم واليقين ، وإنما افتقر إلى هذا التقدير ، لأنه لا
يجوز أن يقتصر على أن يقال : ما قمت إلا قياما ، لأنه بمنزلة : ما قمت إلّا قمت ،
وذلك لا فائدة فيه.
«غريب إعراب سورة الأحقاف»
قوله تعالى : (وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ
عَلى مِثْلِهِ) (١٠).
إنما جاز إدغام
الدال من (شهد) فى الشين من (شاهد) ، لقرب الدال من الشين ، كما يجوز إدغام الثاء
والسين والضاد ، فالثاء كقوله تعالى :
(حَيْثُ شِئْتُمْ).
والسين كقوله
تعالى :
(وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ
شَيْباً)
والضاد كقوله
تعالى :
(لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ)
وإنما أدغم هذه
الأحرف فيها ، ولم يدغم الشين فى هذه الأحرف ، لأنها أزيد صوتا منها ، لما فيها من
التفشى.
قوله تعالى : (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً
وَرَحْمَةً) (١٢).
كتاب ، مرفوع
لأنه مبتدأ. ومن قبله ، خبره. وإماما ورحمة ، منصوبان على الحال من الضمير فى
الظرف ، أو من (الكتاب).
__________________
قوله تعالى : (وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً
عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ) (١٢).
لسانا عربيا ،
منصوبان على الحال من المضمر المرفوع فى (مصدق) ، أو من (الكتاب) لأنه قد وصف ب (مصدق)
، فقرب من المعرفة ، أو من (ذا) ، والعامل فيه معنى الإشارة من (ذا) ، أو التنبيه
من (ها) ، والتقدير فيه ، أشير إليه لسانا عربيا ، أو أنبه عليه لسانا عربيا ،
وذهب بعض النحويين إلى أن (عربيا) ، هو الحال ، و (لسانا) توطئة للحال ، وتسمى هذه
الحال ، الحال الموطئة.
وبشرى للمحسنين
، فى موضعه وجهان.
أحدهما : الرفع
بالعطف على (كتاب).
والثانى :
النصب على أنه مصدر.
قوله تعالى : (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ
فِيها) (١٤).
خالدين ، منصوب
على الحال من (أصحاب الجنة) ، والعامل فيها معنى الإشارة فى (أولئك) كقولك : هذا
زيد قائما.
قوله تعالى : (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٤).
جزاء ، منصوب
لوجهين :
أحدهما : أن
يكون منصوبا على المصدر ، وتقديره جوزوا جزاء ، وهو مصدر مؤكد.
والثانى : أن
يكون منصوبا على أنه مفعول له.
قوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ
إِحْساناً) (١٥).
وقرئ : حسنا
وحسنا بفتحتين ، فمن قرأ (إحسانا) جعله منصوبا على المصدر ، وتقديره ، ووصينا
الإنسان بوالديه أن يحسن إحسانا. ومن قرأ (حسنا) فهو منصوب
لأنه صفة لمفعول محذوف ، وتقديره ، ووصينا الإنسان بوالديه أمرا ذا حسن ،
فحذف الموصوف والصفة وأقيم ما أضيفت الصفة إليه مقامه. ومن قرأ (حسنا) بفتحتين
فتقديره ، فعلا حسنا.
قوله تعالى : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ
شَهْراً) (١٥).
ثلاثون شهرا ،
خبر المبتدأ الذى هو (حمله) ، وإنما رفع لأن فى الكلام مقدرا محذوفا ، وتقديره ،
وقدّر حمله وفصاله ثلاثون شهرا ، وهذا حد الكلام ، لأنه أخبر بظرف عن ظرف ، وحق
الخبر أن يكون هو المبتدأ فى المعنى ، ولو لا هذا التقدير ، لكان يكون منصوبا على
الظرف ، لأن ظروف الزمان تكون أخبارا عن الأحداث ، ولو نصب (ثلاثين) على الظرف
لتغير المعنى ، لأنه يصير الوصية فى ثلاثين شهرا ، كما تقول : سرت ثلاثين شهرا. أى
، فى هذه المدة. وفى هذا ما يدل على أن أقل الحمل ستة أشهر ، لأنه تعالى قد بيّن
فى غير هذا الموضع ، أن مدة الرضاع حولين كاملين ، على ما قال تعالى :
(وَالْوالِداتُ
يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ).
وبيّن ههنا أن
مدة الرضاع والحمل ثلاثون شهرا ، فإذا أسقط حولين من ثلاثين شهرا بقى مدة الحمل
ستة أشهر.
قوله تعالى : (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ
لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ) (١٧).
الذى قال
لوالديه ، فى موضع رفع لأنه مبتدأ ، وخبره محذوف ، وتقديره ، وفيما يتلى عليكم
الذى قال لوالديه. وأف : اسم من أسماء الأفعال بمعنى أتضجر ، وهى مبنية على
الكسر ، لأنه الأصل فى التقاء الساكنين ، وفيها إحدى عشرة لغة ، ذكرناها
__________________
فى موضعها. وأتعداننى ، قرئ بكسر النون وفتحها ، فمن قرأ بالكسر ، أتى بها
على الأصل الذى استحقته نون التثنية ، وهو الكسر فى اللغة المشهورة الفصيحة ، ومن
قرأها بالفتح ، أتى بها على لغة لبعض العرب تشبيها لها بنون الجمع ، كما كسروا نون
الجمع تشبيها لها بنون التثنية ، حملا لإحداهما على الأخرى.
قوله تعالى : (وَيْلَكَ آمِنْ) (١٧).
ويلك ، منصوب
على المصدر ، وهو من المصادر التى لا أفعال لها وهى : ويحك ، وويسك وويبك ، وإنما
لم يستعمل لويل وويح وويس وويب أفعال ، لأنه لو استعمل لها أفعال لكانت تنصرف
فيؤدى ذلك إلى إعلال الفاء ، كوعد ووزن ، واعتلال العين كسار وباع ، فكان يؤدى إلى
اجتماع إعلالين ، فرفضوه أصلا ، كما قال : رأى الأمر يفضى إلى آخر فصيّر آخره
أوّلا. والأجود فى هذه المصادر إذا كانت مضافة النصب ، والرفع فيها جائز ، والأجود
فيها إذا كانت غير مضافة الرفع ، والنصب جائز فيها. وذهب أبو العباس المبرد ، إلى
أنه لا يجوز فى قوله تعالى :
(وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفِينَ)
إلا الرفع ،
وإن كانت المصادر معرفة من أفعال جارية عليها نحو : الحمد لله. فالأجود فيها الرفع
، والنصب جائز. وإن كانت نكرة فالأجود النصب ، والرفع جائز.
قوله تعالى : (وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ
يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ) (٢١).
النذر ، جمع
نذير ، وفعيل ، يجمع على فعل ، نحو رغيف ورغف.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ
مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما
أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ
__________________
وَلا
أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ
اللهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٢٦).
قد ، حرف يقرب
الماضى من الحال ويقلل المستقبل. وفيما ، أى فى الذى. وإن مكناكم ، تحتمل (إن)
وجهين :
أحدهما : أن
تكون بمعنى (ما).
والثانى : أن
تكون (إن) زائدة.
فما أغنى ، (ما)
فيها وجهان أحدهما : أن تكون نافية ، ويؤيد ذلك دخول (من) للتأكيد فى قوله تعالى :
(مِنْ شَيْءٍ).
والثانى أن
تكون استفهامية فى موضع نصب ، ب (أغنى) ، وتقديره ، أى شىء أغنى هو. وكما وجب
الحكم على (أى) بالنصب ب (أغنى) فكذلك ما قام مقامها ، وهو (ما).
وحاق بهم ما
كانوا به ، (ما) فى موضع رفع لأنه فاعل (حاق) ، وهى مصدرية ، وفى الكلام حذف مضاف
، وتقديره ، وحاق بهم عقاب ما كانوا به يستهزئون. أى ، عقاب استهزائهم ، لأن نفى
الاستهزاء لا يحل عليهم ، وإنما يحل عليهم عقابه.
قوله تعالى : (الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ
قُرْباناً آلِهَةً) (٢٨).
قربانا ، منصوب
لثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا على المصدر.
والثانى : أن
يكون منصوبا لأنه مفعول له.
والثالث : أن
يكون مفعول (اتخذوا). وآلهته ، بدل منه.
قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي
خَلَقَ السَّماواتِ
وَالْأَرْضَ
وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى) (٣٣).
إنما دخلت
الباء فى (بقادر) لدخول حرف النفى فى أول الكلام ، كما دخلت (من) فى قوله تعالى :
(ما يَوَدُّ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ
مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ)
فدخلت (من) لما
ذكرنا.
قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا
عَلَى النَّارِ) (٣٤).
يوم ، منصوب
بتقدير فعل ، وتقديره ، واذكر يوم يعرض.
قوله تعالى : (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما
يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ) (٣٥).
تقديره ، فإنهم
لم يلبثوا يوم يرون ما يوعدون إلا ساعة من نهار. فيوم ، منصوب ب (يلبثوا). وبلاغ ،
مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هذا بلاغ. فحذف المبتدأ للعلم به ، ويجوز
فيه النصب لوجهين.
أحدهما : على
أنه مصدر.
والثانى : على
الوصف لساعة. والله أعلم.
__________________
(غريب إعراب سورة محمد «عليهالسلام»)
قوله تعالى : (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا
فَضَرْبَ الرِّقابِ) (٤).
منصوب على أنه
مصدر ، وتقديره ، فاضربوا ضرب الرقاب. فحذف الفعل.
قوله تعالى : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) (٤).
منّا وفداء
منصوبان على المصدر.
قوله تعالى : (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها
ذلِكَ) (٤).
ذلك ، فى موضع
رفع ، لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، الأمر ذلك.
قوله تعالى : (فَتَعْساً لَهُمْ) (٨).
تعسا ، منصوب
على المصدر ، وتقديره ، تعسهم تعسا ويقال أيضا : أتعسهم إتعاسا. والأجود ههنا
النصب ، لأنه مشتق من فعل مستعمل.
قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ
فَيَنْظُرُوا) (١٠).
فى موضع (ينظروا)
وجهان.
أحدهما : أن
يكون مجزوما بالعطف بالفاء على (يسيروا).
والثانى : أن
يكون فى موضع نصب على جواب الاستفهام بالفاء بتقدير (أن).
قوله تعالى : (مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ
أَهْلَكْناهُمْ) (١٣).
أخرجتك ، أى ،
أخرجك أهلها. ولهذا قال : أهلكناهم. فحذف الأصل ، وأقيم ضمير القرية مقامهم ، فصار
ضمير القرية فى موضع رفع ب (أخرج) ، كما كان
ضمير الأهل كذلك ، فاستتر ضمير القرية فى (أخرج) ، وظهرت علامة التأنيث ،
لأن القرية مؤنثة ، وهذا من باب حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه. ومثله فى
حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه قوله تعالى :
(فَإِذا عَزَمَ
الْأَمْرُ)
أى ، أصحاب
الأمر ، وهو كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ
ذِكْراهُمْ) (١٨).
ذكراهم ، فى
موضع رفع بالابتداء. وأنّى لهم ، خبره. والمعنى ، فأنّى لهم ذكراهم إذا جاءتهم
الساعة. والتاء فى (جاءتهم) ، للساعة. وذهب أبو الحسن الأخفش إلى أن ذكراهم ،
يرتفع بالظرف وهو (أنى لهم).
قوله تعالى : (فَأَوْلى لَهُمْ) (٢٠).
مبتدأ وخبر.
وأولى ، اسم للتهدد ، كأنه قال : الوعيد لهم. ولا ينصرف (أولى) ، لأنه على وزن
أفعل معرفة ، وقيل إنه اسم للفعل ، فقولهم : أولى لك ، اسم لقاربك ما يهلكك ، وهو
أفعل من (الولى) ، وهو القرب ، يقال : تباعد عنا بعد ولى. أى بعد قرب ، ويحتمل أن
يكون (ولىّ الله) فعيلا من (الولى) وهو القرب ، فكأنه سمى وليا ، لأنه قريب من
الله.
(فَهَلْ عَسَيْتُمْ
إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) (٢٢). إن توليتم ، جملة شرطية ، وقعت اعتراضا بين اسم (عسى) وخبرها ، وتقديره
، فهل عسيتم أن يفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم إن توليتم.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى
أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ
لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ) (٢٥).
__________________
فى خبر (إن)
وجهان. أحدهما : أن يكون خبرها قوله تعالى :
(الشَّيْطانُ سَوَّلَ
لَهُمْ).
والثانى : أن
يكون خبره مقدرا ، وتقديره ، معذبون.
قوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ
الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ) (٢٧).
كيف ، فى موضع
رفع ، لأنها خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره فكيف حالهم ، فحذف المبتدأ للعلم به.
ويضربون ، جملة فعلية فى موضع نصب على الحال من (الملائكة).
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا
عَنْ سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ
كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) (٣٤).
خبر (إن) ،
قوله تعالى (فَلَنْ يَغْفِرَ
اللهُ لَهُمْ)
، ودخلت الفاء
فى الخبر ، لأن اسم (إن) (الذين) ، فشابه الشرط ، لأنه مبهم ، ولم يؤثر دخول (إن)
، بخلاف مالو دخلت ليت ولعل وكأن ، نحو : ليت الذى فى الدار مكرم ، ولعل الذى عندك
محمود ، وكأن الذى ينطلق مسرع. فإنه لا يجوز فيه دخول الفاء فى الخبر مع ليت ولعل
وكأن ، كما يجوز فى (إن) ، لأن (إن) لم تغير معنى الابتداء (بخلاف (إن) ) لأنها للتأكيد ، وتأكيد الشىء لا يغير معناه ، بخلاف
ليت ولعل وكأن ، فإنها غيرت معنى الابتداء ، لإدخال معنى التمنى والترجى والتشبيه.
قوله تعالى : (إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ
تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ) (٣٧).
يسألكموها فعل
يتعدى إلى مفعولين ، فالأول (كمو) ، والثانى : (ها). وفيحفكم مجزوم بالعطف على (يسألكموها)
، وتبخلوا ، مجزوم لأنه جواب الشرط. ويخرج مجزوم بالعطف على (تبخلوا). وهذا يدل
على أن الجزم هو الاختيار بعد الجواب.
__________________
«غريب إعراب سورة الفتح»
قوله تعالى : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ) (٢).
اللام فى (ليغفر)
، تتعلق بقوله تعالى :
(إِنَّا فَتَحْنا لَكَ
فَتْحاً)
، لأن هذه اللام
لام (كى) ، وهى حرف جر ، وإنما حسن أن يدخل الفعل ، لأن (أن) مقدرة بعدها ، ولهذا
كان الفعل بعدها منصوبا. و (أن) مع الفعل فى تقدير الاسم ، فلم تدخل فى الحقيقة
إلا على اسم.
قوله تعالى : (وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) (٢).
تقديره ، إلى
صراط مستقيم. فلما حذف حرف الجر اتصل الفعل بقوله : (صراطا) فنصبه.
قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً
وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) (٨).
هذه المنصوبات
الثلاثة كلها منصوبة على الحال من الكاف فى (أرسلناك) ، وهو العامل فيها كما عمل
فى ذى الحال.
قوله تعالى : (تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ) (١٦).
يسلمون ، فيه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون معطوفا على (تقاتلونهم).
والثانى : أن
يكون مستأنفا ، وتقديره ، أو هم يسلمون. وهو قول الزجّاج ، وقرئ : (أو يسلموا)
بالنصب على تقدير (أن). و (أو) بمعنى (إلا) ، وقيل : بمعنى (حتى)
قوله تعالى : (وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها) (٢١).
أخرى ، فى موضع
نصب بالعطف على (مغانم) وتقديره ، وعدكم ملك مغانم كثيرة وملك أخرى ، لأن المفعول
الثانى لا يكون إلا منصوبا لأن الأعيان لا يقع الوعد عليها ، إنما يقع على تملكها
وحيازتها.
قوله تعالى : (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ
عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ) (٢٥).
والهدى منصوب
بالعطف على الكاف والميم فى (صدوكم). وأن يبلغ ، فى موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر
، وتقديره ، عن أن يبلغ.
قوله تعالى : (وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ
مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ
بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا
لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (٢٥).
رجال ، مرفوع
لأنه مبتدأ. ونساء ، عطف عليهم. وخبر المبتدأ محذوف ولا يجوز إظهار خبر المبتدأ
إذا وقع بعد لو لا لطول الكلام بجوابها وقد قدمنا ذكره. ولم تعلموهم ، فى موضع رفع
، لأنه صفة ل (رجال ونساء). وأن تطئوهم ، أى تقتلوهم. وأن ، فى موضعه وجهان :
الرفع والنصب.
فالرفع على
البدل من (رجال) ، أى ، ولو لا وطؤكم رجالا مؤمنين لم تعلموهم ، والبدل بدل
الاشتمال.
والنصب على
البدل من الهاء والميم فى (تعلموهم) وتقديره ، ولو لا رجال مؤمنون لم تعلموا وطأهم
، والبدل بدل الاشتمال كالوجه الأول. وجواب لو لا محذوف ، وأغنى عنه جواب (لو) فى
قوله تعالى :
(لَوْ تَزَيَّلُوا
لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً).
واللام فى (ليدخل
الله) ، متعلق محذوف دل عليه قوله تعالى :
(وَهُوَ الَّذِي كَفَّ
أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ)
، ولا تتعلق (بكف)
هذه لأنها فى صلة (الذى) ، وقد فصل ما يرى من الكلام بين (كف) و (اللام) ، ولا
يجوز الفصل بينهما.
قوله تعالى : (لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ
الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ
آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ) (٢٧).
لقد صدق الله
رسوله الرؤيا : أى ، تأويل الرؤيا. فحذف المضاف ، ولا بد من هذا الحذف ، لأن
الرؤيا مخايل ترى فى النوم ، فلا يحتمل صدقا ولا كذبا ، وإنما يحتمل الصدق والكذب
تأويلها. ولتدخلنّ ، أصله ، لتدخلون ، إلا أنه لما دخلت نون التوكيد حذفت النون التى
هى نون الإعراب ، وعلامة الرفع للبناء لدخولها على الفعل ، لأنها لما دخلت عليه ،
أكدت فيه الفعلية فردته إلى أصله وهو البناء وحذفت الواو لسكونها وسكون النون الأولى من النون
المشددة. وآمنين ومحلقين ومقصرين ، كلها منصوبات على الحال من الضمير المحذوف فى (لتدخلن).
وكذلك قوله : (لا تَخافُونَ)
، جملة فى موضع
الحال ، وتقديره غير خائفين.
قوله تعالى : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (٢٨).
تقديره ، كفاكم
الله شهيدا. فحذف مفعولى كفى ، وكفى يتعدى إلى مفعولين ، قال الله تعالى :
__________________
(فَسَيَكْفِيكَهُمُ
اللهُ)
وشهيدا ، منصوب
على التمييز أو الحال على ما قدمنا.
قوله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ
مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً
سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ
مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي
الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى
سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) (٢٩).
الآية.
محمد ، مرفوع
لأنه مبتدأ. ورسول الله ، مرفوع من ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون خبر المبتدأ.
والثانى : أن
يكون عطف بيان ، والذين معه أشداء ، مبتدأ أيضا وخبر ، ورحماء خبر ثان ، وما بعده
أخبار عن (الذين مع النبى عليهالسلام).
والثالث : أن
يكون (رسول الله) ، وصف محمد ، والذين معه ، عطف على (محمد). وأشداء ، خبر عن
الجميع. ورحماء ، خبر ثان عنهم ، والنبى داخل فى جميع ما أخبر به عنهم.
وركعا سجدا ،
منصوبان على الحال من الهاء والميم فى (تراهم) ، لأنه من رؤية البصر. ويبتغون ،
جملة فعلية فى موضعها وجهان ، الرفع والنصب ، فالرفع على أنها خبر بعد خبر ،
والنصب على الحال من الهاء والميم فى (تراهم) ، وتقديره ، تراهم ركعا سجدا مبتغين
فضلا.
__________________
وسيماهم ،
مبتدأ ، وخبره فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون الخبر (فى وجوههم).
والثانى : أن
يكون الخبر (من أثر السجود). وذلك مثلهم فى التوراة ، مبتدأ وخبر ومثلهم فى
الإنجيل ، فيه وجهان.
أحدهما أن يكون
معطوفا على (مثل) الأول ، ويكون (كزرع) فى موضع رفع لأنه خبر مبتدأ محذوف وتقديره
، هم كزرع.
والثانى : أن
يكون (مثلهم فى الإنجيل) مبتدأ. وكزرع ، خبره. فيكون لهم على هذا الوجه مثلان
وصفوا بهما ، أحدهما فى التوراة والآخر فى الإنجيل ، وعلى الوجه الأول ، لهم مثلان
كلاهما فى التوراة والإنجيل.
«غريب إعراب سورة الحجرات»
قوله تعالى : (كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ
تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ) (٢). الكاف ، فى موضع نصب لأنها صفة مصدر محذوف ، وتقديره ، جهرا كجهر
بعضكم. وأن تحبط ، فى موضع نصب ، بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، لأن تحبط. ويجوز
أن يكون فى موضع جر ، بإعمال حرف الجر مع الحذف ، وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ
أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ
قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى) (٣).
أولئك ، فى
موضع رفع من وجهين :
أحدهما : أن
يكون خبر (إن).
والثانى : أن
يكون (أولئك) مبتدأ ، وخبره (لهم مغفرة) ، والجملة من المبتدأ والخبر خبر (إن) ،
ويجوز أن يكون (أولئك) صفة (الذين) ، ويكون (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ
وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) خبر (إن). ومغفرة ، مرفوع من وجهين :
أحدهما : أن
يكون مرفوعا بالظرف.
والثانى : أن
يكون مرفوعا لأنه مبتدأ ، والظرف خبر مقدم عليه ، وهذا أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ
وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (٤).
أكثرهم ، مبتدأ
، ولا يعقلون ، خبره ، والجملة من المبتدأ والخبر فى موضع رفع ، لأنه خبر (إن).
قوله تعالى : (فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً
بِجَهالَةٍ) (٦).
فى تقديره
وجهان :
أحدهما : أن
يكون التقدير ، كراهية أن تصيبوا.
والثانى : أن
يكون التقدير ، لئلا تصيبوا.
قوله تعالى : (فَضْلاً مِنَ اللهِ) (٨).
منصوب من وجهين
:
أحدهما : أن
يكون منصوبا على المفعول له.
والثانى : أن
يكون مصدرا مؤكدا لما قبله.
(وَإِنْ طائِفَتانِ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) (٩).
طائفتان ،
مرفوع بفعل مقدر ، وتقديره ، وإن اقتتل طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ، ولا يجوز أن
يحذف الفعل مع شىء من كلمات الشرط العاملة إلا مع (إن) ، لأنها الأصل فى كلمات
الشرط ، ويثبت للأصل مالا يثبت للفرع.
قوله تعالى : (لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ
شَيْئاً) (١٤).
وقرئ (يألتكم).
فمن قرأ (لا يألتكم) ، جعله من (ألت يألت) ومن قرأ (يلتكم) جعله من (لات يليت) مثل
باع يبيع ، والقراءتان بمعنى واحد ، يقال ألته يألته ، ولانه يليته ، إذا نقصه.
__________________
«غريب إعراب سورة ق»
قوله تعالى : (وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (١).
قسم وفى جوابه
ثلاثة أوجه :
الأول : أن
يكون جوابه محذوفا ، وتقديره (ليبعثن).
والثانى : أن
يكون جوابه (قد علمنا) ، وتقديره ، لقد علمنا ، فحذفت اللام.
كقوله تعالى :
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ
زَكَّاها)
وهو قول الأخفش
والفراء.
والثالث : أن
يكون ما قبل القسم قام مقام الجواب ، لأن معنى (ق) ، قضى الأمر (فقضى الأمر) قام
مقام الجواب ، ودلت (ق) عليه.
قوله تعالى : (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً) (٣).
العامل فى (إذا)
فعل مقدر دل عليه الكلام. وتقديره ، أنبعث إذا متنا وكنا ترابا. ولا يعمل فيه (متنا)
، لأنه مضاف إليه ، والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف.
قوله تعالى : (تَبْصِرَةً وَذِكْرى) (٨).
نصب على
المفعول ، أى لتبصرة وذكرى.
قوله تعالى : (وَحَبَّ الْحَصِيدِ) (٩).
__________________
تقديره وحب
الزرع الحصيد ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، وذهب الكوفيون إلى أنه من
إضافة الشىء إلى نفسه ، كقولهم : بقلة الحمقاء. والأول هو الوجه : لأن وصف الزرع
بالحصيد ، أولى من وصف الحب به ، لأن وصف الزرع بالحصيد هو التحقيق ، والحب اسم
لما ينبت فى الزرع ، والحصيد إنما يكون للزرع الذى ينبت فيه الحب لا للحب. ألا ترى
أنك تقول : حصدت الزرع ولا تقول : حصدت الحب ، وكذلك التقدير فى قولهم : بقلة
الحمقاء ، بقلة الحبة الحمقاء ، لأن الحمقاء اسم لما ينبت من تلك الحبة ، ووصف
الحبة بالحمق هو التحقيق لأنها الأصل ، وما ينبت منها فرع عليها ، فكان وصف الأصل
بالحمق ، أولى من وصف الفرع ، وإنما وصفت بذلك لأنها تنبت فى مجارى السيول فتقلعها
، ومنه قولهم فى المثل : أحمق من رجلة.
قوله تعالى : (رِزْقاً لِلْعِبادِ) (١١).
منصوب لوجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على أنه مفعول له.
والثانى : أن
يكون منصوبا على أنه مصدر.
قوله تعالى : (وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) (١٦).
ما ، اسم موصول
بمعنى الذى ، وتوسوس ، صلته. وبه فى موضع نصب ، لأنه يتعلق بالصلة ، والهاء فى (به)
، تعود على الموصول الذى هو (ما).
قوله تعالى : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ
قَعِيدٌ) (١٧). فى (قعيد) ثلاثة أوجه :
الأول : أن
يكون (قعيد) خبرا عن الثانى ، وحذف (قعيد) من الأول ، وتقديره : عن اليمين قعيد ،
وعن الشمال قعيد ، فحذف من الأول لدلالة الثانى عليه.
والثانى : أن
يكون (قعيد) خبرا عن الأول ، ولكن أخّر اتساعا ، وحذف (قعيد) من الثانى لدلالة
الأول عليه.
والثالث : أن (قعيدا)
يؤدى عن اثنين وأكثر ، ولا حذف فى الكلام وهو قول الفراء.
قوله تعالى : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ
وَشَهِيدٌ) (٢١). معها سائق ، فى رفعه وجهان :
أحدهما : أن
يكون مبتدأ ، وخبره (معها) ، والجملة فى موضع جر لأنها صفة ل (نفس).
والثانى : أن
يكون مرفوعا بالظرف.
قوله تعالى : (هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ) (٢٣).
هذا مبتدأ ،
وخبره (ما) ، وهو نكرة موصوفة بمعنى شىء.
وعتيد مرفوع من
ثلاثة أوجه :
الأول : أن
يكون خبرا لمبتدأ بعد خبر.
والثانى : أن
يكون صفة ل (ما).
والثالث : أن
يكون بدلا من (ما).
قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) (٢٤).
ألقيا فيه
أربعة أوجه :
الأول : أن
يكون الخطاب للسائق وللشهيد ، فيكون الخطاب لاثنين.
والثانى : أن
يكون الخطاب لمالك ، فيكون الخطاب لملك واحد ، إلا أنه لما كان الأصل : ألق ألق ،
ناب ألقيا عن تكرار الفعل.
والثالث : إنما
ثنى وإن كان الخطاب لملك واحد ، لأن من عادة العرب مخاطبة الواحد بلفظ الاثنين ،
لأن أقل ما يكون لمن له حال وشرف فى ماله وإبله اثنان.
والرابع : أن
يكون أصله (ألقيا) بنون التوكيد الخفيفة ، إلا أنه أبدل منها ألف ، كقول الشاعر :
١٦٥ ـ ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا
وأجرى الوصل
مجرى الوقف ، وهذا الوجه أضعفها ، لأن إجراء الوصل مجرى الوقف ضعيف فى القياس.
قوله تعالى : (الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ) (٢٦).
الذى ، يجوز أن
يكون مرفوعا ومنصوبا.
فالرفع من
وجهين :
أحدهما : أن
يكون مبتدأ ، ويكون خبره (فألقياه).
والثانى : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هو الذى.
والنصب من
وجهين :
أحدهما : أن
يكون منصوبا على البدل من قوله تعالى : (كُلَّ كَفَّارٍ).
والثانى : أن
يكون منصوبا بفعل مقدر يفسره (فألقياه). وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ
حَفِيظٍ (٣٢) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) (٣٣).
من ، فى موضعه
وجهان : الجر والرفع ، فالجر على البدل من قوله تعالى : (أَوَّابٍ حَفِيظٍ). والرفع على أنه مبتدأ وخبره قوله تعالى (ادْخُلُوها) على تقدير ، يقال لهم ادخلوها. وحذف القول كثير فى
كلامهم.
__________________
قوله تعالى : (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ
سِراعاً) (٤٤). يوم ، منصوب من وجهين :
أحدهما : أن
يكون منصوبا على البدل من (يوم) فى قوله تعالى : (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ
يُنادِ الْمُنادِ)
وتقديره ،
واستمع حديث يوم ينادى المنادى ، فحذف المضاف وهو مفعول به ، وليس بظرف.
والثانى : أن
يكون منصوبا ، لأنه متعلق بقوله تعالى : (وَإِلَيْنَا
الْمَصِيرُ)
، وتقديره
وإلينا يصيرون فى يوم تشقق ، وسراعا منصوب على الحال من الهاء والميم فى (عنهم) ،
وفى العامل فيها وجهان.
أحدهما : أن
يكون العامل : (تشقق).
والثانى : أن
يكون العامل فيها فعل مقدر وتقديره ، فيخرجون سراعا ، فيكون الحال من الضمير فى (يخرجون).
__________________
«غريب إعراب سورة الذاريات»
قوله تعالى : (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) (١).
الواو ، واو
القسم. والذاريات ، صفة لموصوف محذوف وتقديره ، ورب الرياح الذاريات. فحذف الموصوف
، وجواب القسم (إنما توعدون لصادق).
قوله تعالى : (فَالْجارِياتِ يُسْراً) (٣).
يسرا ، منصوب
لأنه صفة لمصدر محذوف ، وتقديره جريا يسرا. فحذف الموصوف ، وأقام الصفة مقامه.
قوله تعالى : (يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (١٢) يَوْمَ هُمْ عَلَى
النَّارِ يُفْتَنُونَ) (١٣).
(يوم) الثانى ،
موضع رفع على البدل من (يوم) الأول ، إلا أنه بنى لأنه أضيف إلى غير متمكن ، وبنى
على الفتح لأنه أخف ، وقيل : هو فى موضع نصب ، لأن تقديره ، الجزاء يوم هم على
النار يفتنون.
قوله تعالى : (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما
يَهْجَعُونَ) (١٧). قليلا ، منصوب من ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا لأنه صفة لمصدر محذوف ، وتقديره ، كانوا يهجعون هجوعا قليلا.
والثانى : أن
يكون وصفا لظرف محذوف ، وتقديره ، كانوا يهجعون وقتا قليلا. و (ما) زائدة ، ولا
يجوز أن ينصب (قليلا) ب (يهجعون) إلا و (ما) زائدة ،
ولا يجوز أن تنصبه ب (يهجعون) و (ما) مصدرية ، لأنك تكون قد قدمت الصلة على
الموصول.
والثالث : أن
تكون (ما) مع ما بعدها مصدرا فى موضع رفع على البدل من المضمر فى (كان). وقليلا ،
خبر كان ، وتقديره ، كان هجوعهم من الليل قليلا ، ولا يجوز أن يرفع المصدر ب (قليل)
، لأن (قليلا) موصوف بقوله تعالى : (مِنَ اللَّيْلِ).
وما كان من هذا
النحو موصوفا كاسم الفاعل والصفة المشبهة به ، فإنه لا يجوز إعماله ، لأنه إنما
عمل يشبه الفعل ، والصفة تخرجه عن شبه الفعل ، ويبعد أن تكون (ما) فى الآية نافية
، لأنه لا يخلو إمّا أن يكون (من الليل) صفة ل (قليلا) ، أو متعلقا به (يهجعون)
بعد حرف النفى ، بطل أن يكون صفة ل (قليل) لأنه يكون ظرف زمان ، وظروف الزمان لا
تكون أخبارا عن الجثث ، وإن جعلته متعلقا ب (يهجعون) بعد حرف النفى قدمت ما فى حيز
النفى عليه ، وذلك لا يجوز ألا ترى أنه لا يجوز أن تقول : زيدا ما ضربت. ولا يجوز
هذا إلا أن يقال : إنّ (من الليل) ظرف ، فيجوز فيه مالا يجوز فى المفعول الصحيح ،
فهذا وجه.
قوله تعالى : (وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠)
وَفِي
أَنْفُسِكُمْ) (٢١).
إن رفعت (آيات)
بالابتداء ، و (فى الأرض) خبره ، كان الضمير فى قوله تعالى : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ) كالضمير فى خبر المبتدأ ، وإن رفعت (آيات) بالظرف على
قول أبى الحسن ، كان الضمير فى (أنفسكم) ، كالضمير فى الفعل ، نحو ، جاء زيد وذهب.
ولا يجوز أن يتعلق (فى أنفسكم) بقوله تعالى : (أَفَلا تُبْصِرُونَ) ، على تقدير ، أفلا تبصرون فى أنفسكم لأنه يؤدى إلى أن
يتقدم ما فى حيز الاستفهام على حرف الاستفهام ، بل لو قدرت ما دل عليه (أَفَلا تُبْصِرُونَ)
، كما تقدر فى
قوله تعالى :
(وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ
مِنَ الشَّاهِدِينَ) ، لكان وجها.
قوله تعالى : (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ
إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (٢٣).
مثل ، يقرأ
بالرفع والنصب ، فالرفع على أنه صفة (حق) ، لأنه نكرة ، لأنه لا يكتسى التعريف
بالإضافة إلى المعرفة ، لأن الأشياء التى يحصل بها التماثل بين الشيئين كثيرة غير
محصورة ، فلم يكس التعريف بإضافته إلى (أنكم). والنصب على الحال من الضمير فى (حق).
وما ، زائدة ،
وقيل : هو مبنى على الفتح لإضافته إلى غير متمكن. وقيل : هو مبنى على الفتح لأن (مثلا
وما) ركّبا وجعلا بمنزلة : خمسة عشر.
قوله تعالى : (فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ) (٢٥).
سلاما ، الأول
، منصوب لوجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على المصدر.
والثانى : أن
يكون منصوبا بوقوع الفعل عليه.
وسلام الثانى ،
مرفوع لوجهين.
أحدهما : أن
يكون مبتدأ وخبره محذوف ، وتقديره ، سلام عليكم.
الثانى : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، أمرى سلام.
قوله تعالى : (وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) (٢٩).
ولم يقل :
عقيمة ، لأن (عقيم) فعيل بمعنى مفعول ، وفعيل إذا كان بمعنى مفعول ، لا تثبت فيه
الهاء ، كقولهم : عين كحيل ، وكف خضيب ، ولحية دهين أى ، عين مكحولة ، وكف مخضوبة
، ولحية مدهونة ، وإنما فعلوا ذلك فرقا بين :
__________________
فعلية بمعنى مفعولة ، وفعلية بمعنى فاعلة ، نحو : شريفة وظريفة ولطيفة. و (عقيم)
فعيل بمعنى مفعولة لأنها بمعنى معقومة ، لا بمعنى فاعلة ، فلذلك لم تثبت فيها
الهاء.
قوله تعالى : (قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ) (٣٠).
الكاف فى (كذلك)
صفة مصدر محذوف ، وتقديره ، قال ربك قولا كذلك. أى ، مثل ذلك.
قوله تعالى : (وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى
فِرْعَوْنَ) (٣٨). معطوف على قوله تعالى : (وَفِي الْأَرْضِ
آياتٌ)
، وتقديره ، وفى
موسى آيات ، وكذلك التقدير فى قوله تعالى :
(وَفِي عادٍ إِذْ
أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) (٤١) ، وكذلك التقدير فى قوله تعالى :
(وَفِي ثَمُودَ إِذْ
قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ) (٤٣).
وكذلك التقدير
فى قوله تعالى :
(وَقَوْمَ نُوحٍ) (٤٦)
فيمن قرأ
بالجر. ومن قرأ بالنصب نصبه بفعل مقدر ، وقيل تقديره ، أهلكنا قوم نوح. وقيل
تقديره ، اذكر قوم نوح.
قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ
الْماهِدُونَ) (٤٨).
تقدير فنعم
الماهدون نحن ، فحذف المقصود بالمدح.
قوله تعالى : (كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ) (٥٢).
__________________
الكاف فى (كذلك)
، فى موضع رفع ، لأنها خبر مبتدأ محذوف وتقديره : الأمر كذلك.
قوله تعالى : (ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (٥٨).
يقرأ (المتين)
بالرفع والجر ، فالرفع على أنه صفة ل (ذو). والجر على أنه صفة للقوة ، وذكر لأنه
تأنيث غير حقيقى ، والرفع أشهر فى القراءة ، وأقوى فى القياس.
«غريب إعراب سورة الطور»
قوله تعالى : (وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) (١ و ٢).
الواو الأولى
فى أول السورة ، للقسم ، وما بعدها واو العطف ، وجواب القسم (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ).
قوله تعالى : (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً) (٩).
العامل فيه
قوله (الواقع) أى ، يقع فى ذلك اليوم ، ولا يجوز أن يعمل فيه (دافع) ، لأن المنفى
لا يعمل فيما قبل النافى ، لا تقول : طعامك ما زيد أكلا.
قوله تعالى : (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (١١).
ويل ، مرفوع
لأنه مبتدأ ، وخبره (للمكذبين) ، وجاز أن يقع (ويل) مبتدأ وهو نكرة ، لأن فى
الكلام معنى الدعاء كقولهم : سلام عليكم.
والفاء فى (فويل)
جواب الجملة المتقدمة ، وحسن ذلك لأن الكلام متضمن لمعنى الشرط ، ألا ترى أن معنى
الكلام ، إذا كان الأمر كذلك فويل يومئذ للمكذبين.
قوله تعالى : (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ
دَعًّا) (١٣).
يوم ، بدل من
قوله (يومئذ).
قوله تعالى : (أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا
تُبْصِرُونَ) (١٥).
أفسحر هذا ، (هذا)
فى موضع رفع لأنه مبتدأ. وسحر ، خبره مقدم عليه. وأم أنتم لا تبصرون ، (أم) ههنا
المنقطعة لا المتصلة ، لأنك قد أتيت بعدها بجملة اسمية تامة ، كقولك : أزيد قائم
أم عمرو قائم. ولو لم يكن بعدها جملة تامة لكانت
المتصلة ، كقولك : أزيد عندك أم عمرو. أى أيهما عندك ، والمتصلة بمعنى (أى).
والمنقطعة بمعنى (بل والهمزة) ، وتقديره ههنا ، أفسحر هذا بل أنتم لا تبصرون
اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم الصبر وترك الصبر. وهذا التقدير لا بد منه
، لأن (سواء) لا يكون من واحد ، وأقل ما يكون من اثنين.
قوله تعالى : (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً) (١٩).
هنيئا ، منصوب
على الحال من الضمير فى (كلوا) أو فى (اشربوا).
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ
ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) (٢١).
الذين فى موضع
رفع لأنه مبتدأ ، وخبره (ألحقنا بهم ذرياتهم).
قوله تعالى : (كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ) (٢٤).
فى موضع النصب
على الحال.
قوله تعالى : (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ
إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (٢٨).
قرئ (إنه) ،
بكسر الهمزة وفتحها ، فالكسر على الابتداء ، والفتح على تقدير حذف حرف الجر
وتقديره ، (لأنه).
قوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ) (٣٠).
(أم) هذه ،
منقطعة بمعنى بل ، والهمزة ، وكذلك (أم) فى أوائل هذه الآى من قوله تعالى :
(أَمْ تَأْمُرُهُمْ
أَحْلامُهُمْ بِهذا)
إلى قوله تعالى
:
(أَمْ لَهُمْ إِلهٌ
غَيْرُ اللهِ)
كلها منقطعة ،
بمعنى ، (بل والهمزة).
قوله تعالى : (فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ
الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (٤٥) يَوْمَ لا يُغْنِي) (٤٦).
يومهم ، مفعول (يلاقوا).
ويوم لا يغنى عنهم : منصوب على البدل من (يومهم) وليس بمنصوب على الظرف.
قوله تعالى : (وَإِدْبارَ النُّجُومِ) (٤٩).
قرئ بفتح
الهمزة وكسرها ، فمن فتحها جعلها جمع (دبر) وهو منصوب لأنه ظرف زمان ، ومن كسرها
جعلها مصدر (أدبر ، يدبر ، إدبارا) وتقديره : وسبّحه وقت إدبار النجوم. فحذف
المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
__________________
«غريب إعراب سورة النجم»
قوله تعالى : (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (٦) وَهُوَ بِالْأُفُقِ
الْأَعْلى) (٧).
الواو فى (وهو)
واو الحال ، والجملة بعدها من المبتدأ والخبر ، فى موضع نصب على الحال من المضمر
فى (استوى) ، أى ، استوى عاليا. يعنى جبريل. وقيل الواو فى (وهو) ، واو عطف على
المضمر فى (استوى) ، وهو قول الكوفيين ، وهو ضعيف لأن العطف على الضمير المرفوع
المتصل ، إنما يجوز مع التأكيد أو الفصل ، ولم يوجد واحد منهما. وقد بينا ذلك فى
كتاب الإنصاف فى مسائل الخلاف .
قوله تعالى : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) (١١).
يقرأ (كذب)
بالتخفيف والتشديد. فمن قرأ بالتخفيف ، كان (ما) فى موضع نصب على تقدير حذف حرف
الجر ، وتقديره ، ما كذب الفؤاد فيما رأى. و (ما) يحتمل وجهين.
أحدهما : أن
يكون بمعنى الذى. ورأى ، الصلة والهاء المحذوفة العائد. وتقديره ، رآه. فحذف الهاء
تخفيفا.
والثانى : أن
تكون مصدرية ولا تفتقر إلى عائد. ومن قرأ (كذّب) بالتشديد كانت (ما) مفعولا به ،
من غير تقدير حذف حرف جر ، لأنه متعد بنفسه.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) (١٣).
__________________
نزلة ، منصوب
على المصدر فى موضع الحال ، كأنه قال : رآه نازلا نزلة أخرى ، وذهب الفرّاء إلى
أنه منصوب على الظرف ، إذ معناه مرة أخرى.
قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) (١٩).
اللات والعزى
المفعول الأول. والمفعول الثانى : (ألكم الذكر وله الأنثى). وقيل التقدير فيه
أفرأيتم جعلكم اللات والعزى بنات الله. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى) (٢٢).
ضيزى ، أصلها
ضوزى على وزن (فعلى) بضم الفاء ، فقلب إلى (فعلى) بكسر الفاء ، وإنما قلنا إن
أصلها فعلى بضم الفاء ، وذلك لأن حمله على ظاهر اللفظ يوجب خروجه عن أبنية كلامهم
، لأنه ليس فعلى بكسر الفاء من أبنية الصفات ، وفعلى بضم الفاء من أبنيتها ، نحو :
حبلى. فأما قولهم : رجل كيصى ، فإنه منون ، فلا يكون مخالفا لقولنا إنه ليس فى
كلامهم فعلى وصفا ، ونظير (قسمة ضيزى) (مشية حيكى) فقلبت الضمة كسرة لتصح الياء.
قوله تعالى : (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا
تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ
يَشاءُ وَيَرْضى) (٢٦).
كم ، خبرية ،
فى موضع رفع بالابتداء. ولا تغنى شفاعتهم ، خبره ، وجمع ضمير (كم) ، عملا على معنى
(كم) ، لأن المراد بها الجمع ، ولو حمل على اللفظ فوحّد فقال : شفاعته لكان جائزا.
ولمن يشاء ، أى يشاء شفاعته. فحذف المضاف الذى هو المصدر ، فصار ، لمن يشاؤه. ثم
حذف الهاء العائدة إلى (من) ، فصار يشاء.
قوله تعالى : (هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ
سَبِيلِهِ) (٣٠).
أعلم ، يحتمل
وجهين.
أحدهما : أن
تكون على أصلها فى التفضيل فى العلم ، أى ، هو أعلم من كل أحد بهذين الصنفين.
والثانى : أن
يكون (أعلم) بمعنى (عالم) ، ومثله (وهو أعلم بمن اهتدى) ، فى هذين الوجهين.
قوله تعالى : (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي
الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا) (٣١).
اللام ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون (لام) كى ، والتقدير ، واستقر لله ما فى السموات وما فى الأرض ليجزى الذين
أساءوا بما عملوا.
والثانى : أن
تكون لام القسم ، وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ
الْإِثْمِ) (٣٢).
الذين ، فى
موضع نصب على البدل من (الذين) ، فى قوله تعالى :
(وَيَجْزِيَ الَّذِينَ
أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى).
قوله تعالى : (إِلَّا اللَّمَمَ) (٣٢).
اللمم ،
استثناء منقطع ، وهو صغائر الذنوب ، وهو أجود ما قيل فيه من الوجوه.
قوله تعالى : (أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ
يَرى) (٣٥).
حذف مفعولى (يرى)
، وتقديره ، فهو يراه حاضرا.
قوله تعالى : (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ
مُوسى) (٣٦).
أم ههنا فيها ،
وجهان.
أحدهما : أن
تكون المنقطعة بمعنى (بل والهمزة).
والثانى : أن
تكون المتصلة بمعنى (أى) ، لأنها معادلة للهمزة فى قوله تعالى :
(أَعِنْدَهُ عِلْمُ
الْغَيْبِ).
قوله تعالى : (أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) (٣٨).
ألّا تزر ، فى
موضعه وجهان : الجر والرفع.
فالجر على
البدل من (ما) فى قوله تعالى :
(أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ
بِما فِي صُحُفِ مُوسى).
والرفع على
تقدير مبتدأ محذوف وتقديره ، ذلك ألّا تزر. وتقديره ، أنه لا تزر. وكذلك قوله
تعالى :
(وَأَنْ لَيْسَ
لِلْإِنْسانِ).
قوله تعالى : (سَوْفَ يُرى) (٤٠).
قرئ (يرى) ،
بضم الياء وفتحها ، فمن قرأ بالضم كان فى (يرى) ضمير مرفوع ، لأنه مفعول ما لم يسم
فاعله. ومن قرأ بالفتح كان التقدير فيه سوف يراه. فحذف الهاء ولهذا يجوز أن يقال :
إن زيدا ضربت. أى ، ضربته ، ولم يجز الكوفيون ذلك ، لأنه يؤدى إلى أن يكون العامل
فى زيد (إن وضربت) ، وليس كذلك لأن (ضرب) لم يعمل فى زيد ، وإنما عمل فى الباء
المحذوفة فلم يعمل فى زيد عاملان.
قوله تعالى : (ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى) (٤١).
الهاء فى (يجزاه)
، فى موضع نصب ، لأنه مفعول به ، فيكون (الجزاء الأوفى) منصوبا على المصدر ، وإن
جعلت الهاء مصدرا ، لم يجز أن تجعل (الجزاء الأوفى) مصدرا ، لأن الفعل الواحد لا
ينصب مصدرين.
قوله تعالى : (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) (٤٢).
أراد : أنه إلى
ربك ، وهو معطوف على (ألا تزر) ، وكذلك ما بعده من (أنّ) من قوله تعالى :
(وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ
وَأَبْكى).
إلى قوله تعالى
:
(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ
عاداً الْأُولى)
كلّه معطوف على
:
(أَلَّا تَزِرُ
وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى).
وقرأ أبو عمرو
ونافع بإدغام التنوين فى اللام من (الأولى) ، بعد حذف الهمزة ، وإلقاء حركتها على
لام التعريف قبلها ، وأنكرها بعض النحويين لأنهما أدغما ساكنين فيما أصله السكون ،
وحركته عارضة ، والحركة العارضة لا يعتد بها ، فاللام وإن كانت متحركة بالضمة التى
نقلت إليها من الهمزة المحذوفة ، فهى فى تقدير السكون ، والساكن لا يدغم فى ساكن ،
ووجه هذه القراءة أنه قد صح عن العرب أنهم قالوا فى الأحمر (لحمر) ، فاعتدوا بحركة
اللام ، فحذفوا همزة الوصل ، ولو كانت فى تقدير السكون لكان يجب ألا تحذف الهمزة ،
فلما ابتدأوا بها واستغنوا بها عن همزة الوصل ، دل على أن حركة اللام معتد بها
وإذا كانت معتدا بها ، جاز إدغام التنوين فيها ، لأنه إدغام ساكن فى متحرك ، وقد
بينا هذا شافيا فى كتاب (شفاء السائل فى بيان رتبة الفاعل).
قوله تعالى : (وَثَمُودَ فَما أَبْقى) (٥١).
ثمودا ، منصوب
بفعل دل عليه (فما أبقى) ، وتقديره ، وأفنى أو أهلك ثمودا فما أبقى ، وإنما لم يجز
أن يكون منصوبا ب (أبقى) ، لأن ما بعد النفى لا يعمل فيما قبله.
قوله تعالى : (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى) (٥٣).
المؤتفكة ،
منصوب لأنه مفعول (أهوى).
__________________
قوله تعالى : (فَغَشَّاها ما غَشَّى) (٥٤).
أى ما غشاه
إياها. فحذف مفعولى (غشى) ، فالأول ضمير (ما) ، والثانى ضمير (المؤتفكة).
قوله تعالى : (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ) (٥٨).
كاشفة ، فيه
وجهان.
أحدهما : أن
تكون الهاء فيه للمبالغة كعلامة ونسّابة.
والثانى : أن
تكون كاشفة بمعنى كشف كخائنة بمعنى خيانة.
قوله تعالى : (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ) (٥٩).
قرئ بإدغام
التاء فى التاء لقربهما فى المخرج وأنهما مهموسان من حروف طرف اللسان ، وأدغمت
الثاء فى التاء ، لأنها أزيد صوتا ، والأنقص صوتا يدغم فيما هو أزيد صوتا ، وقد
قدمنا ذكره.
«غريب إعراب سورة اقتربت»
قوله تعالى : (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما
فِيهِ مُزْدَجَرٌ) (٤).
مزدجر : أصله (مزتجر)
، على مفتعل من الزجر ، وإنما أبدلت التاء دالا ، لأن التاء مهموسة والزاى مجهورة
، فأبدلوا من التاء دالا ، لتوافق الزاى فى الجهر.
قوله تعالى : (حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ
النُّذُرُ) (٥).
حكمة ، مرفوع
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا على البدل من (ما) فى قوله تعالى :
قوله تعالى : (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما
فِيهِ مُزْدَجَرٌ).
وما ، مرفوعة
لأنها فاعل (جاء).
والثانى : أن
يكون مرفوعا لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هى حكمة بالغة. فما تغنى النذر : (ما)
، فيه وجهان.
أحدهما : أن
تكون استفهامية فى موضع نصب ب (تغنى) أى ، أى شىء تغنى النذر.
والثانى : أن
تكون نافية على تقدير حذف مفعول (تغنى) ، وتقديره ، فما تغنى النذر شيئا ، وحذفت
الياء من (تغنى) ، والواو من (يدعو) إتباعا لخطّ المصحف لأنه كتب على لفظ الوصل ،
لا على لفظ الوقف.
قوله تعالى : (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ) (٧).
__________________
خاشعا ، منصوب
على الحال من الضمير فى (عنهم) فى قوله تعالى : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ)
، وكذلك قوله
تعالى : (مُهْطِعِينَ)
، منصوب على
الحال من الضمير فى (عنهم).
قوله تعالى : (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (١٥).
أصل مدكر مذتكر
على مفتعل من الذكر ، إلا أن الذال مجهورة والتاء مهموسة ، فأبدلوا من التاء حرفا
من مخرجها يوافق الذال فى الجهر ، وهى الدال ، وأدغمت الذال فى الدال لتقاربهما ،
فصار مدكر ، ويجوز أن تدغم الدال فى الذال ، فيقال مذّكر ، وقد قرئ به.
قوله تعالى : (فَالْتَقَى الْماءُ) (١٢).
أراد بالماء
الجنس ولو لم يرد ذلك لقال : الماءان ، ماء السماء ، وماء الأرض. والأصل فى (الماء)
موه ، لقولهم فى تكسيره (أمواه) ، وفى تصغيره (مويه) ، لأن التصغير والتكسير يردان
الأشياء إلى أصولها ، فتحركت الواو وانفتح ما قبلها ، فقلبت الواو ألفا لتحركها
وانفتاح ما قبلها ، وأبدلت من الهاء همزة فصار (ماء) ، وإنما جاء ههنا الجمع بين
إعلالين ، وهما إعلال اللام والعين ، وإن كان الجمع بين إعلالين لا يجوز لأن الهاء
حرف صحيح فلم يعتدوا إبدالها ، ولم يعدوه إعلالا لأن الإعلال المعتد به ، إنما
يكون فى حروف العلة ، وليست الهاء من حروف العلة ، وعلى كل حال فهو من النادر الذى
لا يكاد يوجد له نظير.
قوله تعالى : (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) (١٦).
كيف ، فى موضع
نصب من وجهين.
أحدهما : على
خبر (كان) إن كانت ناقصة. وعذابى ، اسمها. والثانى : على الحال ، إن كانت (كان)
تامة ، وعذابى ، فاعلها ، ولا خبر لها. ونذر ، عطف على (عذابى) ، وهو مصدر بمعنى
الإنذار ، وقد يكون أيضا جمع نذير ، كرغيف ورغف.
قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً
صَرْصَراً) (١٩).
صرصرا ، أصله
صرّر ، إلا أنه اجتمعت ثلاث راءات ، فأبدلوا من الراء الثانية صادا ، كما قالوا :
رقرقت وأصله رققت فاجتمع فيه ثلاث قافات ، فأبدلوا من القاف الوسطى راء ، وكما
قالوا : تكمكمت بالكمة ، وأصله تكممت ، وتغلغلت فى الأمر : تغللت ، وحثحثت وأصله
حثثت ، فعدلوا إلى إبدال الحرف الأوسط من الأمثال ، هربا من الاستثقال على ما
بينا.
قوله تعالى : (تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ
نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) (٢٠).
إنما ذكر (منقعر)
، لأن النخل يذكر ويؤنث ، ولهذا قال فى موضع آخر :
(أَعْجازُ نَخْلٍ
خاوِيَةٍ)
وكل ما كان
الفرق بين واحده وجمعه من أسماء الأجناس الهاء ، نحو : النخل والشجر والسدر ، فإنه
يجوز فيه التذكير والتأنيث.
قوله تعالى : (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً
لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ) (٢٧).
فتنة ، منصوب
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا لأنه مفعول له.
والثانى : أن
يكون مصدرا. واصطبر ، أصله اصتبر ، على وزن افتعل من الصبر ، إلا أنهم أبدلوا من
التاء طاء لتوافق الصاد فى الإطباق.
قوله تعالى : (فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) (٣١).
كهشيم ، فى
موضع نصب لأنه خبر كان. والمحتظر : قرئ بكسر الظاء وهو المشهور ، وقرئ بفتحها. فمن
قرأ المحتظر بالكسر ، أراد به المتخذ الحظيرة ، ومن قرأ المحتظر بالفتح ففيه
وجهان.
__________________
أحدهما : أن
يكون أراد به الاحتظار ، وهو مصدر (احتظر).
والثانى : أن
يكون أراد به الشجر المحتظر ، أى ، كهشيم الشجر المتخذ منه حظيرة.
قوله تعالى : (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ) (٢٤).
منصوب بتقدير
فعل دل عليه (نتبعه) ، وتقديره ، أنتبع بشرا منا واحدا.
قوله تعالى : (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ
(٣٤) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا) (٣٥).
آل لوط ، منصوب
على الاستثناء. وبسحر ، فى موضع نصب ، لأنه متعلق ب (نجيناهم) ، وصرفه لأنه أراد
به سحرا من الأسحار ، ولو أراد به التعريف ، لم يصرفه للتعريف والعدل عن لام
التعريف ، لأن من حقه أن يتعرف بها ، فلما لم يتعرف بها صار معدولا عنها ، فاجتمع
فيه العدل والتعريف. و (سحر) ، إذا كان معرفة فإنه لا ينصرف ولا يتصرف ، ونعنى
بالانصراف ، دخول التنوين ، ونعنى بالتصرف ، نقله عن الظرفية إلى الاسمية ، فإنه
لم يستعمل فى حالة التعريف إلا ظرفا ، وإذا نكر جاز نقله عن الظرفية إلى الاسمية ،
كما فى الآية. ونعمة منصوب ، لأنه مفعول له.
قوله تعالى : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ
بِقَدَرٍ) (٤٩).
كلّ ، يقرأ
بالرفع والنصب ، فالرفع على الابتداء ، لأنه من مواضع الابتداء ، وخلقناه ، خبره.
والنصب ههنا هو القراءة المشهورة التى عليها الجماعة ، وإنما ذهبوا إلى النصب
بتقدير (خلقنا) ، لأن الفائدة فيه أكثر من فائدة الرفع. ألا ترى أنك إذا قلت : إنا
كلّ شىء خلقناه بقدر. بالنصب ، على تقدير (خلقنا كل شىء بقدر) ، كان متمحّضا
للعموم ، ولا يجوز أن يكون (خلقنا) صفة (شىء) ، لأن الصفة لا تعمل فيما قبل
الموصوف ، ولا يكون تفسيرا لما يعمل فيما قبلها ، وإذا لم يكن (خلقناه) صفة ل (شىء)
، لم يبق إلا أنه تفسير للناصب ل (كل) ، وذلك يدل على العموم ،
واشتمال الخلق على جميع الأشياء. وإذا قلت إنّا كلّ شىء خلقناه بقدر ،
بالرفع ، جاز أن يظن أن (خلقنا) صفة ل (شىء) وبقدر ، يتعلق بتقدير كائن ، لا ب (خلقنا)
، فلا يكون متمحّضا للعموم ، لأنه يصير المعنى ، إنا كل شىء مخلوق لنا بقدر ،
فيحتمل أن يكون ههنا ما ليس بمخلوق من الأشياء ، بخلاف النصب ، فإنه لا يحتمل إلا
العموم. فلهذه الفائدة من العموم ، اختارت الجماعة النصب على الرفع.
«غريب إعراب سورة الرحمن»
قوله تعالى : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) (٥).
الشمس ، مبتدأ
، والقمر عطف عليه ، وفى الخبر وجهان.
أحدهما : أن
يكون الخبر (بحسبان).
والثانى : أن
يكون الخبر محذوفا وتقديره ، يجريان بحسبان.
قوله تعالى : (وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) (٧).
السماء ، قرئ
بالنصب والرفع ، فالنصب على تقدير فعل وتقديره ، ورفع السماء ، ليطابق (يسجدان)
كقولهم : زيد لقيته وعمرو كلمته ، فسيبويه يختار نصب عمرو ، إذا أريد الحمل على (لقيته)
، ويختار الرفع إذا حملته على زيد ، وخالفه جماعة من النحويين ، وقد بينا هذا
مستوفى فى المسائل السنجارية.
قوله تعالى : (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ) (١٢).
يقرأ (الحب)
بالرفع والنصب ، فالرفع بالعطف على المرفوع قبله ، والنصب بفعل مقدر وتقديره :
وخلق الحبّ ذا العطف. و (الريحان) : يقرأ بالنصب والجر ، فالنصب بالعطف على (الحب)
، إذا جعل منصوبا. والجر بالعطف على العصف. والريحان بمعنى الرزق. وريحان أصله (ريحان)
بتشديد الياء ، وأصل (ريحان) ريوحان على فيعلان ، إلا أنه لما اجتمعت الواو والياء
والسابق منهما ساكن ، قلبوا الواو ياء وجعلوهما ياء مشددة ، ثم خففوا الياء كما
خففوا نحو : سيّد وجيّد وهيّن وميّت ، فقالوا : سيد وميت وهين ، إلا أنه ألزم (الرّيحان)
التخفيف ، لطول الكلمة ، كما ألزم (كينونة وقيدودة وهيعوعة وديمومة) وأصلها : (كينّونة
وقيدّودة ، وهيعّوعة وديمّومة)
بالتشديد ، إلا أنها ألزمت التخفيف لطولها ، وقيل (ريحان) فعلان وأبدلوا من
الواو ياء كما أبدلوا فى (أشاوى).
قوله تعالى : (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ) (٨).
فيها وجهان.
أحدهما : أن
تكون الناصبة ، وموضعها نصب بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، لئلا تطغوا. وتطغوا ،
فى موضع نصب ب (أن).
والثانى : أن
تكون مفسرة بمعنى (أى) ، فلا يكون لها موضع من الإعراب. فتكون (لا) ناهية. وتطغوا
، مجزوم بها.
قوله تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ) (١٧).
رب المشرقين ،
مرفوع من وجهين.
أحدهما : أن
يكون بدلا من المضمر فى (خلق).
والثانى : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره : هو رب المشرقين.
قوله تعالى : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ
وَالْمَرْجانُ) (٢٢).
أى : من أحدهما
، لأن اللؤلؤ والمرجان لا يخرج من العذب ، وإنما يخرج من الملح ، فحذف المضاف وهو (أحد)
وأقام المضاف إليه مقامه ، كقوله تعالى :
(عَلى رَجُلٍ مِنَ
الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ).
أى من إحدى
القريتين ، فحذف المضاف على ما قدمنا.
قوله تعالى : (وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي
الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) (٢٤).
الكاف ، فى
موضع نصب على الحال من المضمر فى (المنشآت).
قوله تعالى : (يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ
وَنُحاسٌ) (٣٥).
__________________
يقرأ (نحاس)
بالرفع والجر ، فمن قرأ بالرفع جعله مرفوعا بالعطف على قوله (شواظ) ، ومن قرأه
بالجر لم يجز أن يعطف على (نار) ، لأن الشواظ لا يكون من النحاس ، لأن النحاس ههنا
بمعنى الدخان ، إنما هو محمول على تقدير شواظ من نار وشىء من نحاس ، فحذف الموصوف
لدلالة ما قبله عليه.
قوله تعالى : (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ
فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ) (٤١).
الجار والمجرور
فى موضع رفع لأنه مفعول ما لم يسم فاعله ، وليس فى (يؤخذ) ضمير يعود على (المجرمين)
، ولو كان فيه ضمير لكان يقول : فيؤخذون. والتقدير : فيؤخذ بالنواصى والأقدام
منهم. وقيل تقديره ، يؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ، وهو مذهب الكوفيين ، فإنهم يذهبون
إلى أن الألف واللام تقوم مقام الضمير ، كقوله تعالى :
(جَنَّاتِ عَدْنٍ
مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ)
أى ، أبوابها ،
وكقولهم : زيد أما المال فكثير ، أى ، ماله. والبصريون يأبون ذلك ، ويجعلون
التقدير فى قوله :
(مُفَتَّحَةً لَهُمُ
الْأَبْوابُ)
(منها) ، أو
يجعل الضمير فى (مفتحة) والأبواب ، بدل منه ، ويجعلون التقدير فى قولهم : زيد أما
المال فكثير. أى ، له ، وقد قدمنا الكلام عليه قبل.
قوله تعالى : (ذَواتا أَفْنانٍ) (٤٨).
ذواتا : تثية (ذات)
على الأصل لأن الأصل فى (ذات) (ذويّة) ، لأن عينها واو ، ولامها ياء ، لأن باب
شويت أكبر من باب قوّة وحيّة ، فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصار (ذوات)
، إلا أنه حذفت الواو من الواحد للفرق بين الواحد والجمع ، ودل عود الواو فى
التثنية على أصلها فى الواحد.
__________________
قوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها
مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) (٥٤).
متكئين ، منصوب
على الحال من المجرور باللام فى قوله تعالى :
(وَلِمَنْ خافَ مَقامَ
رَبِّهِ جَنَّتانِ).
أى ، ثبت لهم
جنتان فى هذه الحال ، وقيل إن العامل فيه (ينعمون) ، وتقديره : ينعمون متكئين.
وبطائنها من إستبرق. جملة اسمية فى موضع جر. لأنها صفة (فرش).
قوله تعالى : (كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ) (٥٨).
فى موضع نصب
على الحال من (قاصرات الطرف) وتقديره : فيهن قاصرات الطرف مشبهات الياقوت
والمرجان.
قوله تعالى : (وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ) (٦٢).
تقديره : ولهم
من دونهما جنتان. فحذف (لهم) لدلالة الكلام عليه تخفيفا.
قوله تعالى : (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ) (٧٠).
خيرات : أصله
خيّرات بالتشديد ، وقد قرئ به على الأصل ، إلا أنه خفف. من قرأ بالتخفيف كما خفف
شيد وهين وميت.
قوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ) (٧٦).
وهى الوسائد.
متكئين ، منصوب على الحال. ورفرف ، فيه وجهان.
أحدهما أن يكون
اسما للجمع ، كقوم ورهط ، ولهذا وصف ب (خضر) ، وهو جمع (أخضر) كقولك : قوم كرام ،
ورهط لئام.
والثانى : أن
يكون جمع (رفرفة) ونظيره ، عبقرى. وقيل : واحدته عبقرية. وعبقرى منسوب إلى عبقر
وهو اسم موضع ينسج به الوشى الحسن. وجمع عبقر عباقر.
ومن قرأ (عباقرىّ)
فلا يصح أن ينسب إليه وهو جمع لأن النسب إلى الجمع يوجب رده إلى الواحد. إلا أن
يسمى بالجمع ، فيجوز أن ينسب إليه على لفظه. كمعافرىّ وأنمارىّ ، ولا يعلم أن
عباقر اسم لموضع مخصوص بعينه.
قوله تعالى : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ
وَالْإِكْرامِ) (٧٨).
يقرأ : (ذو
الجلال) بالرفع والجر. فالرفع على أنه وصف (للاسم) ، والجر على أنه وصف (لربك).
«غريب إعراب سورة الواقعة»
قوله تعالى : (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ).
إذا ، فى موضع
نصب من أربعة أوجه.
الأول : أن
يكون العامل فيه (وقعت) وجاز ذلك لأن (إذا) فيها معنى الشرط ، فجاز أن يعمل فيها
الفعل الذى بعدها ، كما يعمل فى (من وما) إذا كانتا بمعنى الشرط فى قولك : ما تصنع
أصنع ، ومن تضرب أضرب. ولو خرجت عن معنى الشرط مثل أن يدخل عليها حرف الاستفهام ،
لم يعمل فيها الفعل الذى بعدها ، لأنها مضافة إليه ، كقوله تعالى :
(أَإِذا مِتْنا
وَكُنَّا تُراباً)
لخروجها عن حد
الشرط.
والثانى : أن
يكون العامل فيه : (إِذا رُجَّتِ
الْأَرْضُ رَجًّا)
، أى ، وقوع
الواقعة وقت رج الأرض.
والثالث : أن
يكون العامل فيه (لَيْسَ لِوَقْعَتِها
كاذِبَةٌ) أى ، ليس لوقعتها كذب. وكاذبة ، مصدر بمعنى كذب ،
كالعاقبة والعافية.
والرابع : أن
يكون العامل فيه فعلا مقدرا ، وتقديره ، اذكر.
قوله تعالى : (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) (٣).
يقرأ بالرفع
والنصب ، فالرفع على تقدير مبتدأ محذوف ، وتقديره فهى خافضة
__________________
رافعة ، وهى جواب (إذا). والنصب على الحال من (الواقعة) ، وتقديره ، وقعت الواقعة
فى حالة الخفض والرفع.
قوله تعالى : (إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا) (٤).
إذا رجت الأرض
، بدل من قوله تعالى :
(إِذا وَقَعَتِ
الْواقِعَةُ).
قوله تعالى : (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ
الْمَيْمَنَةِ) (٨).
قيل : هو جواب (إذا)
وهو مبتدأ. وما أصحاب الميمنة ، مبتدأ وخبر ، والمبتدأ والخبر ، خبر المبتدأ الأول
، وجاز أن تضع الجملة خبرا عن المبتدأ وليس فيها عائد يعود على المبتدأ ، لأن
المعنى (ما هم) ، وهم عائد على المبتدأ الأول ، وهو كلام محمول على المعنى لا على
اللفظ.
وكذلك قوله
تعالى : (وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ
ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) (٩).
والاستفهام فى
هذين الموضعين معناه التعجب والتعظيم.
قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ
الْمُقَرَّبُونَ) (١١).
(السابقون)
الأول ، مبتدأ. و (السابقون) الثانى صفة. وأولئك ، مبتدأ ثان. والمقربون : خبره. (وهم
فصل لا موضع له من الإعراب. ويجوز أن يكون مبتدأ ثالثا ، والمقربون ، خبره ،
والمبتدأ الثالث وخبره خبر عن المبتدأ الثانى ، والمبتدأ الثانى خبر عن المبتدأ
الأول) ويجوز أن يكون (السابقون) الأول مبتدأ ، والسابقون
__________________
الثانى ، خبره ، وأولئك خبر ثان أو بدل ، وتقديره ، السابقون إلى طاعة الله
هم السابقون إلى رحمة الله.
قوله تعالى : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ
الْآخِرِينَ (١٤) عَلى سُرُرٍ
مَوْضُونَةٍ (١٥) مُتَّكِئِينَ
عَلَيْها مُتَقابِلِينَ) (١٦).
ثلة ، فى رفعه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون مبتدأ. و (فِي جَنَّاتِ
النَّعِيمِ) خبره ، وقد تقدم عليه.
والثانى : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هم ثلة. وقليل من الآخرين ، عطف عليه. وعلى سرر
، خبر ثان. ومتكئين ومتقابلين ؛ منصوبان على الحال من الضمير فى (على سرر).
قوله تعالى : (وَحُورٌ عِينٌ (٢٢)
كَأَمْثالِ
اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) جَزاءً بِما كانُوا
يَعْمَلُونَ) (٢٤).
تقرأ بالرفع
والنصب والجر. فالرفع على تقدير ، ولهم حور. والنصب على تقدير : ويعطى حورا. والجر
بالعطف على ما قبله (بِأَكْوابٍ
وَأَبارِيقَ)
، وقيل بالعطف
على الأول على معنى ، وينعمون بكذا. وحور عين جمع عيناء ، وكان قياسا أن يجمع على
فعل بضم الفاء ، إلا أنها كسرت لأن العين ياء ، فلو ضمت الفاء لا نقلبت العين التى
هى ياء واوا ، لسكونها وانضمام ما قبلها فتشتبه بذوات الواو ، ولم يمكن أن تبقى
الياء ساكنة مضموما ما قبلها ، لأنه ليس فى كلامهم ياء ساكنة مضموم ما قبلها ،
فأبدلوا من الضمة كسرة لمكان الياء محافظة عليها لما ذكرنا. وجزاء ، منصوب من
وجهين.
أحدهما : على
أنه مصدر مؤكد لما قبله.
والثانى : على
أنه مفعول به.
قوله تعالى : (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا
تَأْثِيماً (٢٥) إِلَّا قِيلاً
سَلاماً سَلاماً) (٢٦).
قيلا ، منصوب
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على الاستثناء المنقطع.
والثانى : أن
يكون منصوبا ب (يسمعون). وسلاما ، منصوب لثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا بالقول.
والثانى : أن
يكون مصدرا ، أى يتداعون فيها ، وسلمك الله سلاما.
كقوله تعالى : (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ
نَباتاً).
والثالث : أن
يكون وصفا ل (قيل).
قوله تعالى : (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً) (٣٥).
الهاء والنون ،
ضمير المنصوب المتصل ، وفيه ثلاثة أوجه.
الأول : أنه
يعود على (الحور) المقدم ذكرهن.
والثانى : أنه
لا يعود على (الحور) المقدم ذكرهن ، لأن قوله تعالى : (وَحُورٌ عِينٌ) فى قصة السابقين ، و (إِنَّا
أَنْشَأْناهُنَّ) فى أصحاب اليمين ، فلا يعود إلى قصة أخرى ، وقيل إنما
يعود إلى القصة التى هو فيها ، وهو أن يعود إلى قوله تعالى :
(وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ).
وقال المصنف :
ولا يجوز أن يعود على (الفرش) لأنه أيضا قال فى سياق الآية : (فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً
أَتْراباً لِأَصْحابِ الْيَمِينِ)
، فلا يجوز أن
يراد به (الفرش) ، والاختيار عندى أن يكون الضمير غير عائد إلى مذكور على ما جرت
به عادتهم إذا فهم المعنى ، كقوله تعالى :
(كُلُّ مَنْ عَلَيْها
فانٍ).
__________________
وأراد به الأرض ، ولم يجر لها ذكر.
وقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ
الْقَدْرِ)
وأراد به
القرآن ، وإن لم يجر له ذكر ، لأن هذا أول السورة ، ولم يتقدم للقرآن ذكر فيه.
وكقوله تعالى :
(حَتَّى تَوارَتْ
بِالْحِجابِ)
أراد به الشمس
، وإن لم يجر لها ذكر ، فكذلك ههنا أريد بالضمير (الحور) فى هذه القصة ، وإن لم
يجر لهن ذكر لما عرف المعنى.
قوله تعالى : (فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (٣٦) عُرُباً أَتْراباً (٣٧) لِأَصْحابِ
الْيَمِينِ) (٣٨).
أبكارا ، جمع (بكر).
وعربا ، جمع (عروب) لأن فعولا يجمع على فعل ، كرسول ورسل ، ويجوز فيه ضم العين
وسكونها. وأترابا ، جمع (ترب) ، يقال : هى تربه ولدته وقرنه ، أى ، على سنّه.
ولأصحاب اليمين ، فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون صلة لما قبله.
والثانى : أن
يكون خبرا لقوله تعالى :
قوله تعالى : (فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) (٥٥).
قرئ (شرب) بفتح
الشين وضمها ، فمن قرأ بالفتح جعله مصدرا ، ومن قرأ بالضم جعله اسما ، وهو منصوب
على المصدر ، وتقديره ، فشاربون شربا مثل شرب الهيم ، فحذف المصدر وصلته وأقيم ما
أضيفت الصفة إليه مقام المصدر. والهيم الإبل التى لا تروى من الماء لما بها من داء
وهو الهيام ، وهو جمع أهيم وهيماء ، وكان الأصل
__________________
فيه أن يجمع على فعل بضم الفاء ، إلا أنها كسرت لمكان الياء على ما ذكرنا
فى (عين) جمع (عيناء).
قوله تعالى : (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ) (٦١).
أى ، نبدلكم
بأمثالكم. فحذف المفعول الأول ، وحرف الجر من المفعول الثانى.
قوله تعالى : (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) (٦٥).
يقرأ (ظلتم)
بفتح الفاء وكسرها ، فمن قرأ بالفتح حذف اللام الأولى بحركتها تخفيفا ، ومن قرأ
بالكسر نقل حركة اللام الأولى إلى الظاء وحذفها ، وهما لغتان.
قوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ
لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ
كَرِيمٌ) (٧٧).
هذا فيه تقديم
وتأخير من وجهين.
أحدهما : أنه
فصل بين القسم والمقسم عليه بقوله :
(لَوْ تَعْلَمُونَ
عَظِيمٌ)
فقدمه على
المقسم عليه ، وتقديره ، (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ
كَرِيمٌ) إلى قوله : (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ
الْعالَمِينَ).
الثانى : أنه
فصل بين الصفة والموصوف بقوله : (لَوْ تَعْلَمُونَ) وتقديره ، وإنه لقسم عظيم لو تعلمون. فقدمه على الصفة.
قوله تعالى : (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (٧٩).
لا ، نافية لا
ناهية ، ولهذا كان (يمسه) مرفوعا ، ويكون المراد بقوله (الْمُطَهَّرُونَ) الملائكة .
__________________
قوله تعالى : (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) (٨٣).
تقديره ، فلولا
ترجعونها إذا بلغت الحلقوم ، ولو لا ههنا بمعنى (هلّا).
قوله تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ
الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ) (٨٩)»
أمّا ، حرف
معناه التفصيل يفيد معنى الشرط ، بمنزلة (مهما) وجوابه قوله : (فَرَوْحٌ) وتقديره ، فله روح. وروح مبتدأ. وله ، خبره ، والتقدير
، مهما يكن من شىء فروح وريحان إن كان من المقربين ، فحذف الشرط الذى هو (يكن من
شىء) ، وأقيم (أما) مقامه ، ولهذا لما قامت مقام الفعل ونابت منابه ، لم يجز أن
يجىء الفعل بعدها ، ووليها الاسم والجمل ، لأن الفعل لا يدخل على الفعل ، ولم يجز
أن تلى الفاء (أما) ، لئلا يلى حرف الشرط فاء الجواب ، ولهذا فصل بين (أما) والفاء
بقوله : (إِنْ كانَ مِنَ
الْمُقَرَّبِينَ)
، تحسينا للفظ ،
كما يفصل بينهما بالظرف والمفعول فى قولهم : أما اليوم فزيد ذاهب ، وأما زيدا
فأكرمته. فالفاء فى (فروح) جواب (أما) و (أما) مع جوابها فى موضع جواب (إن) ، وإن
كانت متقدمة عليه ، كقولهم : أنت ظالم إن فعلت كذا.
وهكذا الكلام
على قوله تعالى : (وَأَمَّا إِنْ كانَ
مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠)
فَسَلامٌ) (٩١)».
وقوله تعالى : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ
الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ
حَمِيمٍ) (٩٣).
«غريب إعراب سورة الحديد»
قوله تعالى : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ) (٤).
معكم ، ظرف ،
وهو يتعلق بفعل مقدر ، وتقديره ، وهو شاهد معكم.
قوله تعالى : (وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ
وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ) (٨).
لا يؤمنون ،
جملة فعلية فى موضع نصب على الحال. والرسول يدعوكم ، جملة اسمية فى موضع نصب على
الحال ، والواو فى (والرسول) واو الحال ، وتقديره ، ما لكم غير مؤمنين بالله
والرسول فى هذه الحال.
قوله تعالى : (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) (١٠).
قرئ (كلّا)
بالرفع والنصب.
فمن قرأ (كلّا)
بالنصب جعله منصوبا ب (وعد). والحسنى ، منصوب لأنه المفعول الثانى ل (وعد).
ومن قرأ (كلّ)
بالرفع ففيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا بالابتداء. ووعد ، خبره ، وقدّر فى (وعد) هاء ، وتقديره ، وعده الله.
والنصب فى هذا النحو أقوى وأقيس.
والثانى : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، أولئك كل وعد الله. ووعد ، صفة ل (كل) ، ولهذا
لم يجز أن يعمل فى (كل) ، لأن الصفة لا تعمل فى الموصوف ، وذهب قوم إلى أنه لا
يجوز أن يكون (وعد) صفة ل (كل) ، لأنه معرفة ، لأن تقديره ، كلهم وعد الله.
قوله تعالى : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ) (١٢).
يوم ، منصوب
على الظرف ، والعامل فيه (وله أجر كريم). ويسعى نورهم ، جملة فعلية فى موضع نصب
على الحال ، لأن (ترى) من رؤية البصر لا من رؤية القلب.
قوله تعالى : (بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ) (١٢).
تقديره ، دخول
جنات ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ، لأن البشارة إنما تكون بالأحداث لا
بالجثث.
قوله تعالى : (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ) (١٣).
يوم ظرف
والعامل فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون العامل فيه (ذلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ).
والثانى : أن
يكون بدلا من (يوم) الأول.
قوله تعالى : (ارْجِعُوا وَراءَكُمْ) (١٣).
(وراء) ههنا
اسم ل (ارجعوا) وليس بظرف ل (ارجعوا) قبله ، وفيه ضمير لقيامه مقام الفعل ، ولا
يكون ظرفا للرجوع لقلة الفائدة فيه ، لأن لفظ الرجوع يغنى عنه ، ويقوم مقامه.
قوله تعالى : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ) (١٣).
الباء زائدة.
وسور فى موضع رفع لأنه مفعول ما لم يسم فاعله.
قوله تعالى : (مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ) (١٥).
مولاكم ، فيه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون (مولاكم) مصدرا مضافا إلى المفعول ، ومعناه تليكم وتمسكم.
والثانى : أن
يكون معناه ، أولى بكم. وأنكر بعضهم هذا الوجه وقال : إنه لا يعرف المولى بمعنى
الأولى.
قوله تعالى : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ
تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) (١٦).
ما ، اسم موصول
بمعنى الذى فى موضع جر بالعطف على قوله : (لِذِكْرِ اللهِ).
ويجوز أيضا أن
تكون مصدرية ، وتقديره ، لذكر الله وتنزيل الحق.
قوله تعالى : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ
وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) (١٨).
وأقرضوا ، فيه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون معطوفا على ما فى صلة الألف واللام ، على تقدير ، إن الذين تصدقوا وأقرضوا.
ولا يكون (والمصدقات) فاصلا بين الصلة والموصول ، لأنه بمعنى ، واللائى تصدقن.
والثانى : أن
يكون (وَأَقْرَضُوا اللهَ) اعتراضا بين اسم (إن) وخبرها ، وهو (يضاعف لهم) وجاز
هذا الاعتراض لأنه يؤكد الأول ، وإذا كان الاعتراض يؤكد الأول كان جائزا ، كقول
الشاعر.
١٦٦ ـ ألا هل أتاها ـ والحوادث جمّة ـ
|
|
بأنّ امرأ
القيس بن تملك بيقرا
|
__________________
فقوله :
والحوادث جمة ، اعتراض بين الفعل وهو (أتاها) ، والفاعل وهو (بأن امرأ القيس) ،
إلا أنه لما كان ذلك مؤكدا للمعنى ، كان جائزا.
قوله تعالى : (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ
نَباتُهُ) (٢٠).
الكاف فى (كمثل)
، فى موضع رفع من وجهين.
أحدهما : أن
يكون وصفا لقوله (تفاخر بينكم).
والثانى : أن
يكون فى موضع رفع لأنه خبر بعد خبر وهى (الحياة) فى قوله تعالى : (أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ).
قوله تعالى : (عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ
وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ) (٢١).
كعرض ، الجار
المجرور فى موضع رفع ، لأنه خبر المبتدأ الذى هو (عرضها) ، والجملة فى موضع جر
لأنها صفة ل (جنة) ، وكذلك أيضا قوله تعالى : (ما أَصابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ
أَنْ نَبْرَأَها) (٢٢).
فى الأرض ، فى
موضعه ثلاثة أوجه : الجر والرفع والنصب. فالجر على أنه صفة (لمصيبة) على اللفظ
وتقديره ، كائنة فى الأرض. والرفع لأنه ، وصف ل (مصيبة) على الموضع ، وموضعها الرفع ، لأن (من) زائدة
، وفى الصفة ضمير يعود على الموصوف.
والنصب على أن
يكون متعلقا. ب (أصاب) أو ب (مصيبة) فلا يكون إذا فيه ضمير.
وقوله تعالى : (إِلَّا فِي كِتابٍ)
فى موضع نصب
على الحال. وتقديره ، إلا مكتوبا.
__________________
والهاء فى (نبرأها)
فبها ثلاثة أوجه
الأول : أنها
تعود على النفس.
والثانى : أنها
تعود على الأرض.
والثالث : أنها
تعود على المصيبة.
قوله تعالى : (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى) (٢٣).
تأسوا ، منصوب
بنفس (كى) لا بتقدير (أن) بعدها ، لأن اللام ههنا حرف جر ، وقد دخلت على (كى) ،
فلا يجوز أن تكون (كى) ههنا حرف جر. لأن حرف الجر لا يدخل على حرف الجر.
قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ
شَدِيدٌ) (٢٥).
فيه بأس شديد ،
جملة مركبة من مبتدأ وخبر. فى موضع نصب على الحال من (الحديد).
قوله تعالى : (وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ
وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ) (٢٥).
ورسله ، منصوب
بالعطف على (الهاء) فى (ينصره) ، وتقديره ، وينصر رسله كقوله تعالى :
(وَيَنْصُرُونَ اللهَ
وَرَسُولَهُ)
ولا يجوز أن
يكون منصوبا (بيعلم) لأنه يصير فصلا بين الصلة والموصول ، لأن قوله (بالغيب) من
صلة (ينصره) ، فلو جعل منصوبا بالعطف على (من) ، كان منصوبا ب (يعلم) فيقع الفصل
بقوله : (ورسله) بين (ينصر) وما تعلق به من قوله : (بالغيب) ، وذلك لا يجوز.
قوله تعالى : (وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ
اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً
__________________
وَرَحْمَةً
وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ
اللهِ) (٢٧).
ورهبانية ،
منصوبة بفعل مقدر ، وتقديره ، ابتدعوا رهبانية ابتدعوها. وابتغاء ، منصوب من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا لأنه استثناء من غير الجنس.
والثانى : أن
يكون بدلا من الضمير المنصوب فى (كتبناها).
قوله تعالى : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ
أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ) (٢٩).
قرئ (لئلا)
بكسر اللام وفتحها ، فمن كسر على القراءة المشهورة فعلى أصل اللام مع المظهر ، ومن
فتح فلأن (أن) مع الفعل يشبه المضمر من حيث أنها لا توصف كالمضمر ، وحرف الجر يفتح
مع المضمر ، فكذلك هذه اللام ، وهى لغة لبعض العرب ، وقد أنشدوا قول الشاعر :
١٦٧ ـ أريد لأنسى ذكرها فكأنّما
|
|
تمثّل لى
ليلى بكل سبيل
|
ففتحوا اللام
على هذه اللغة ، لما ذكرنا. وفى (لا) وجهان.
أحدهما : أن
تكون زائدة.
والثانى : أن
تكون غير زائدة ، لأن قوله تعالى :
(يُؤْتِكُمْ
كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ)
لئلا يعلم أهل
الكتاب أن يفعل بكم هذه الأشياء ليبين جهل أهل الكتاب ، وأن ما يؤتيكم الله من
فضله لا يقدرون على إزالته وتغييره.
__________________
«غريب إعراب سورة المجادلة»
قوله تعالى : (الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ
نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ) (٢).
الذين ، مبتدأ
، وخبره (ما هن أمهاتهم). وقرئ (أمهاتهم) بالنصب والرفع. فالنصب على لغة أهل
الحجاز ، والرفع على لغة بنى تميم.
قوله تعالى : (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً
مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً) (٢).
منكرا وزورا ،
منصوب على الوصف لمصدر محذوف ، وتقديره ، وإنهم ليقولون قولا منكرا وقولا زورا.
قوله تعالى : (ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا) (٣).
الجار والمجرور
فى موضع نصب ، لأنه يتعلق ب (يعودون) ، وما مصدرية ، وتقديره ، يعودون لقولهم.
والمصدر فى موضع المفعول ، كقولك : هذا الثوب نسج اليمن ، أى منسوجه. ومعناه ،
يعودون للإمساك المقول فيه الظهار ولا يطلق ، وقيل : اللام فى (لما قالوا) ، بمعنى
(إلى) ، أى يعودون إلى قول الكلمة التى قالوها أولا من قولهم : أنت علىّ كظهر أمس.
وهذا مذهب أهل الظاهر.
قوله تعالى : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً) (٦).
يوم ، ظرف وهو
متعلق بما قبله وهو قوله تعالى :
(وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ)
__________________
أى ، لهم عذاب
مهين فى هذا اليوم.
قوله تعالى : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ) (٧).
ثلاثة ، مجرور
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مجرورا بالإضافة ، ويكون (النجوى) مصدرا.
والثانى : أن
يكون مجرورا على البدل ، ويكون بمعنى (متناجين) وتقديره ، ما يكون من متناجين
ثلاثة.
قوله تعالى : (حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها
فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٨).
حسبهم جهنم ،
مبتدأ وخبر. ويصلونها ، جملة فعلية فى موضع نصب على الحال من (جهنم). وبئس المصير
، تقديره جهنم ، وحذف المقصود بالذم ، وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً) (١٨).
جميعا ، منصوب
على الحال من الهاء والميم فى (يبعثهم) ، وهو العامل فى الحال.
قوله تعالى : (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ) (٢١).
كتب ، أجرى
محرى القسم ولهذا أجيب بما يجاب به القسم فقيل : (لأغلبن). ورسلى ، فى موضع رفع
بالعطف على الضمير فى (لأغلبن) ، وإنما جاز العطف على الضمير المرفوع المستتر
لتأكيده بقوله (أنا) ، وإذا أكد الضمير المنفصل أو المستتر جاز العطف عليه.
__________________
«غريب إعراب سورة الحشر»
قوله تعالى : (ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا
وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ) (٢).
إنما أتى ب (أن)
الخفيفة والثقيلة بعد الظن ، لأن الظن يتردد بين الشك واليقين ، فتارة يحمل على
الشك ، فيؤتى بالخفيفة ، وتارة يحمل على اليقين فيؤتى بالثقيلة. وحصونهم ، مرفوعة
بقوله : (ما نعتهم) ، لأن اسم الفاعل جرى خبرا ل (أن) فوجب أن يرفع ما بعده.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ
وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ) (٩).
الذين ، فى
موضع جر لأنه معطوف على قوله : (للفقراء). والإيمان ، منصوب بتقدير فعل ، وتقديره
، وقبلوا الإيمان. وقيل تقديره ، تبوءوا الدار ودار الإيمان. ويحبون ، جملة فعلية
فى موضع نصب على الحال من (الذين) ، ويجوز أن يكون (يحبون) فى موضع رفع ، على أن
يجعل (الذين) مبتدأ ، ويحبون ، خبره.
قوله تعالى : (لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ
مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ) (١٢).
لم يجزم (يخرجون
وينصرون) ، لأنهما جوابا قسمين قبلهما ، وتقديره ، والله لا يخرجون معهم ولا
ينصرونهم. فلذلك لم ينجز ما بحرف الشرط ، وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (١٥).
كمثل ، جار
ومجرور فى موضع رفع لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، مثلهم كمثل الذين من قبلهم.
وكذلك قوله
تعالى : (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ
إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ) (١٦).
تقديره ، مثلهم
كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر. فحذف المبتدأ.
قوله تعالى : (فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي
النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها) (١٧).
عاقبتهما ،
منصوب لأنه خبر كان. و (أن) واسمها وخبرها ، فى موضع رفع لأنها اسم (كان). وخالدين
، منصوب على الحال من المضمر فى الظرف فى قوله : (فِي النَّارِ)
، وتقديره ،
كائنان فى النار خالدين فيها. وكرر (فى) تأكيدا كقولهم : زيد فى الدار قائم فيها.
ويجوز رفع (خالدين) ، على خبر (أن) وهى قراءة الأعمش ، ولا خلاف فى جواز الرفع والنصب عند البصريين ، بل
يجوز الرفع كما يجوز النصب.
وذهب الكوفيون
إلى أنه لا يجوز الرفع لوجهين.
أحدهما : أنهم
قالوا : الظرف الثانى إنما تحصل الفائدة فيه مع النصب ، لأن (فى) الأول ، يكون
خبرا للمبتدأ ، ويكون الظرف الثانى ظرفا للحال ، فيكون كلاما مستقيما لا يلغى منه
شىء ، ومع الرفع تبطل فائدة الظرف الثانى ، وحمل الكلام على ما فيه فائدة أولى.
الثانى : أن
جواز الرفع فيه يؤدى إلى أن يتقدم المضمر على المظهر ، لأنه يصير التقدير ، فكان
عاقبتهما أنهما خالدان فيها فى النار. وما تمسكوا به ليس فيه ما يوجب منع جواز
الرفع.
__________________
أما قولهم : إن
الفائدة ، إنما تحصل مع النصب لا مع الرفع ، لأن النصب لا يلغى فيه الظرف بخلاف
الرفع ، وحمل الكلام على ما فيه فائدة أولى. فنقول هذا لا يوجب منع الجواز ، لأن
قصارى ما يكون مانعا التكرار ، والتكرار لا يوجب منع الجواز ، لأن من كلامهم أن
يؤكد اللفظ بتكريره ، وإن حصلت الفائدة بالأول كقولك : ضربت زيدا زيدا. وأكرمت
عمرا عمرا. فيكون الثانى توكيدا للأول ، وإن كان قد وقعت الفائدة ، ولا يقال : إن
ذلك لا يجوز لحصول الفائدة بالأول ، وكون التأكيد جائزا فى كلامهم مستعمل فى لغتهم
على هذا النحو لا يمكن إنكاره بحال ، فلا يجوز أن يكون مانعا. وأما قولهم فى الوجه
الثانى أنه يؤدى إلى أن يتقدم المضمر على المظهر ، فنقول : هذا التقديم فى تقدير
التأخير ، وإذا كان الضمير فى تقدير التأخير ، لم يكن مانعا من وجود التقديم.
كقوله تعالى :
(فَأَوْجَسَ فِي
نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى)
فالهاء فى (نفسه)
تعود إلى (موسى) ، وإن كان مؤخرا فى اللفظ عن الضمير ، إلا أنه لما كان (موسى) فى
تقدير التقديم ، والضمير فى تقدير التأخير ، كان ذلك جائزا ، فكذلك ههنا والشواهد
على هذا النحو كثيرة جدا ، وقد بينا ذلك مستوفى فى كتاب الإنصاف فى مسائل الخلاف .
قوله تعالى : (لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً) (٢١).
خاشعا متصدعا
منصوبان على الحال من الهاء فى (رأيته) ، لأن (رأيت) من رؤية البصر.
قوله تعالى : (هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ
الْمُصَوِّرُ) (٢٤).
__________________
المصور على وزن
مفعل ، من صوّر يصوّر ، لا من صار يصير ، لأنه كان يجب أن يقال المصيّر بالياء ،
وهو مرفوع على أنه وصف بعد وصف ، أو خبر بعد خبر ، وقرئ (المصوّر) بفتح الواو ،
والمراد بالمصوّر آدم عليهالسلام وأولاده ، والمعنى الخالق الذى يرأ المصوّر ، وقرئ (المصوّر)
بالجر على الإضافة : كقولهم : ، الضارب الرجل ، بالجر حملا على الصفة المشبهة باسم
الفاعل كقولهم : الحسن الوجه.
«غريب إعراب سورة الممتحنة»
قوله تعالى : (تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) (١).
تلقون ؛ جملة
فعلية فى موضع نصب على الحال من الواو فى (لا تتخذوا) ، وتقديره ، لا تتخذوا عدوى
وعدوكم أولياء ملقين. وقيل : (تلقون) منقطع مما قبله ، وتقديره ، أتلقون إليهم.
فحذف همزة الاستفهام كقوله تعالى :
(وَتِلْكَ نِعْمَةٌ
تَمُنُّها عَلَيَّ)
تقديره ، أو
تلك نعمة.
قوله تعالى : (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ
أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي
وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) (١).
يخرجون : جملة
فعلية فى موضع نصب على الحال من الواو فى (كفروا). وأن تؤمنوا ، أن وصلتها فى موضع
نصب على المفعول له. وإن ، حرف شرط ، وجوابه فيما تقدم ، لدلالة الكلام عليه.
وجهادا وابتغاء ، منصوبان لوجهين.
أحدهما : أن
يكون مفعولا له.
والثانى : أن
يكون مصدرا فى موضع الحال ، وتقديره ، مجاهدين فى سبيلى ، ومبتغين لمرضاتى. وتسرون
، جملة فعلية فى موضع نصب على الحال ، وتقديره ، مسرين إليهم بالمودة. والباء فى (بالمودة)
زائدة.
__________________
قوله تعالى : (يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ) (٣).
يوم ، ظرف ،
وفى عامله وجهان.
أحدهما : (ينفعكم).
والثانى : (يفصل) ، وقرئ (يفصل بينكم) ، بفتح الياء على ما سمى فاعله ، وتقديره ،
يفصل الله بينكم. وقرئ (يفصل) على ما لم يسم فاعله ، فيكون (بينكم) قائما مقام
الفاعل ، إلا أنه بنى على الفتح ، كقوله :
(لَقَدْ تَقَطَّعَ
بَيْنَكُمْ)
أى ، وصلكم.
وقد قدمنا ذكره.
قوله تعالى : (إِنَّا بُرَآؤُا) (٤).
قرئ (برآء) ،
بضم الباء وكسرها وفتحها ، فمن قرأ (برآء) بضم الباء ، فهو جمع برىء نحو شريف
وشرفاء وظريف وظرفاء ، وحذف الهمزة الأولى تخفيفا. ومن قرأ (برآء) بكسر الباء ،
جعله أيضا جمع (برىء) كشراف وظراف. ومن قرأ بالفتح جعله مصدرا دالا على الجمع
ولفظه يصلح للواحد والجمع.
قوله تعالى : (قَوْلَ إِبْراهِيمَ) (٤).
منصوب لأنه استثناء
من قوله تعالى : (قَدْ كانَتْ لَكُمْ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ)
، أى كائنة فى
سنّته وأقواله ، إلا قوله لأبيه لأستغفرن لك.
قوله تعالى : (أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ) (٨).
أن تبروهم ، فى
موضع جر على البدل من (الَّذِينَ لَمْ
يُقاتِلُوكُمْ) بدل الاشتمال.
وكذلك قوله
تعالى : (أَنْ تَوَلَّوْهُمْ) (٩).
__________________
بدل الاشتمال
أيضا. وقيل : هما منصوبان على المفعول له.
(وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ) (٨).
عدّاه ب (إلى)
حملا على (تحسنوا) ، فكأنه قال : تحسنوا إليهم.
قوله تعالى : (أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ) (١٠).
أن ، فى موضع
نصب بتقدير حذف حرف جر وتقديره فى أن تنكحوهن.
قوله تعالى : (وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ
يَفْتَرِينَهُ) (١٢).
يفترينه ، جملة
فعلية ، وفى موضعها وجهان.
النصب على
الحال من المضمر فى (يأتين). والجر على الوصف ل (بهتان).
قوله تعالى : (كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ
الْقُبُورِ) (١٣).
من أصحاب
القبور ، فى موضع نصب لأنه يتعلق ب (يئس) وتقديره ، يئسوا من بعث أصحاب القبور.
فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
«غريب إعراب سورة الصف»
قوله تعالى : (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ
تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ) (٣).
مقتا ، منصوب
على التمييز. وفى (كبر) فاعل ، على شريطة التفسير لم يجر له ذكر ، وتقديره ، كبر
المقت مقتا. كقوله تعالى :
(كَبُرَتْ كَلِمَةً)
وقد قدمنا
ذكرها. وأن تقولوا ، فى موضع رفع من وجهين.
أحدهما : أن
يكون فى موضع رفع على الابتداء ، وكبر مقتا خبر مقدم ، وتقديره ، قولكم ما لا
تفعلون كبر مقتا.
والثانى : أن
يكون فى موضع رفع ، لأنه خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هو أن تقولوا ما لا تفعلون.
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ
يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (٤).
صفّا ، منصوب
على المصدر فى موضع الحال. وكأنهم بنيان مرصوص ، فى موضع نصب على الحال من الواو
فى (يقاتلون) ، أى يقاتلون مشبهين بنيانا مرصوصا.
قوله تعالى : (يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (٦).
(يأتى مع الضمير ، جملة فعلية فى موضع جر ، لأنه صفة لرسول. واسمه أحمد ،
جملة اسمية فى موضع جر لأنه صفة بعد صفة ، واسمه أحمد أى قولنا (*) أحمد ليكون) . الخبر هو المبتدأ.
__________________
قوله تعالى : (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ) (١١).
تؤمنون بالله ،
خبر معناه الأمر ، أى آمنوا ، وهكذا فى قراءة عبد الله بن مسعود ، والذى يدل على
ذلك قوله تعالى :
(يَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ) (١٢)
بجزم (يغفر)
على الجواب وتقديره ، آمنوا إن تؤمنوا يغفر لكم. ولو لا أنه فى معنى الأمر ، وإلا
لما كان للجزم وجه.
وزعم قوم أن (يغفر)
مجزوم لأنه جواب الاستفهام ، وليس كذلك ، لأنه لو كان كذلك لكان تقديره ، إن
دللتكم على تجارة يغفر لكم. وقد دل كثيرا على الإيمان ولم يؤمنوا ولم يغفر لهم.
قوله تعالى : (وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ
اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) (١٣).
أخرى ، فى
موضعها وجهان.
أحدهما : أن
يكون فى موضع جر ، لأنه معطوف على قوله : (تجارة) وتقديره ، وعلى تجارة أخرى. فحذف
الموصوف وأقيمت الصفة مقامه.
والثانى : أن
يكون فى موضع رفع على الابتداء ، وتقديره ، ولكم خلّة أخرى. والوجه الأول أوجه
الوجهين. وتحبونها ، جملة فعلية فى موضع جر أو رفع لأنها وصف بعد وصف. ونصر من
الله ، مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هى نصر من الله.
قوله تعالى : (فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) (١٤).
ظاهرين ، منصوب
لأنه خبر (أصبح).
«غريب إعراب سورة الجمعة»
قوله تعالى : (رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ
آياتِهِ) (٢).
منهم ، فى موضع
نصب لأنه صفة ل (رسول) ، وكذلك قوله تعالى : (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ
آياتِهِ)
، وكذلك ما بعده
من المعطوف عليه.
قوله تعالى : (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا
بِهِمْ) (٣).
آخرين ، يحتمل
وجهين ، النصب والجر ، فالنصب من وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا بالعطف على الهاء والميم فى (يعلمهم).
والثانى : أن
يحمل على معنى (يتلو عليهم آياته) ، لأنه فى معنى (يعرفهم آياته) ، والجر بالعطف
على قوله تعالى : (فِي الْأُمِّيِّينَ)
، وتقديره ، بعث
فى الأميين رسولا منهم وفى آخرين. و (من) فى (منهم) للتبيين ، وليس (من) التى تصحب
أفعل ، نحو : زيد أفضل من عمرو. لأنه لا يجوز أن يقال : الزيدون أفضلون من عمرو.
لأنه وإن كان (آخر) على أفعل كأفضل ، إلا أنه ليس بمنزلة ، ألا ترى أنه لا يقال : آخر
منه ، كما يقال : أفضل منه. ولما ، مركبة من (لم وما) ، وهى لنفى ما يقرب من الحال
، بخلاف (لم) ، فلما يقم. نفى ل (قد قام زيد) ، ولم يقم ، نفى ل (قام زيد) ، لأن
قام زيد فيه دلالة على القرب من الحال ، لمكان (قد) و (قام) لا دليل فيه على قربه من الحال لعدم (قد).
قوله تعالى : (كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً) (٥).
الكاف فى (كمثل)
فى موضع رفع لأنها فى موضع خبر المبتدأ ، وهو (مثل الذين حملوا). ويحمل ، جملة
فعلية فى موضع نصب على الحال ، وتقديره ، كمثل الحمار
__________________
حاملا أسفارا ، وذهب الكوفيون إلى أن (يحمل) ، صلة لموصول محذوف ، وتقديره
، الذى يحمل. فحذف الاسم الموصول ، والبصريون يأبون جواز حذف الاسم الموصول ، وقد
قدمنا ذكره.
قوله تعالى : (بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ) (٥).
فى موضع ، (الذين)
وجهان.
أحدهما : الرفع
والجر ، فالرفع على تقدير حذف المضاف وتقديره ، بئس مثل القوم مثل الذين كذبوا.
فحذف (مثل) المضاف المرفوع ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، والجر على أن يكون (الذين)
وصفا للقوم الذين كذبوا بآيات الله ، ويكون المقصود بالذم محذوفا ، وتقديره مثلهم.
قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي
تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) (٨).
فى موضع رفع
لأنه خبر (إن) ، وفى دخول الفاء وجهان.
أحدهما : أن
تكون زائدة ، لأن الفاء إنما تدخل إذا وقعت فى خبر الذى ، وههنا لم تقع فى خبر
الذى ، وإنما وقعت خبرا لموصوفها وهو الموت.
والثانى : أنها
غير زائدة لأن (الذى) لمّا جرى وصفا لما وقعت خبرا عنه ، والوصف فى المعنى هو
الموصوف ، جاز أن تدخل الفاء فى خبر الذى إذا وصل بفعل ، لما فيه من الإبهام ،
فأشبه الشرط ، فدخلت فى خبر الفاء كما تدخل فى الشرط ، ويحتمل أن يكون (الذى تفرون
منه) ، هو الخبر ، وتكون الفاء جوابا للجملة كقولك : زيد عالم فأكرمه.
قوله تعالى : (إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ
الْجُمُعَةِ) (٩).
من ، بمعنى (فى)
، فى يوم الجمعة. ويقرأ (الجمعة) ، بضم الميم وسكونها وفتحها ، بالضم على الأصل ،
والسكون على التخفيف ، والفتح على نسبة الفعل إليها كأنها تجمع
الناس ، كقولهم : رجل هزأة وسخرة ولحنة ، إذا كان يهزأ من الناس ويسخر منهم
ويلحنهم.
قوله تعالى : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً
انْفَضُّوا إِلَيْها) (١١).
كنى عن أحدهما
دون الآخر للعلم بأنه داخل فى حكمه ، كقوله تعالى :
(وَالَّذِينَ
يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها)
وكقوله تعالى :
(وَاسْتَعِينُوا
بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ)
وقد قدمنا
ذكره.
__________________
«غريب إعراب سورة (المنافقون)»
قوله تعالى : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ) (١).
العامل فى (إذا)
، جاءك وإنما جاز أن يعمل فيها وإن كان مضافا إليه ، لأن (إذا) فيها معنى الشرط ،
والشرط إنما يعمل فيه ما بعده لا ما قبله ، وقيل العامل فيه الجزاء وهو (قالوا) ،
وقد قدمنا الخلاف فيه.
قوله تعالى : (قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ
اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ
الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) (١).
إنما كسرت (إن)
فى هذه المواضع ، لمكان لام التأكيد فى الخبر ، لأنها فى تقدير التقديم
فعلقت الفعل عن العمل.
قوله تعالى : (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ) (٤).
خشب ، يقرأ بضم
الشين وسكونها ، فمن قرأ بالضم فعلى الأصل ، ومن قرأ بالسكون فعلى التخفيف كأسد
وأسد.
قوله تعالى : (إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٢).
ما ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون موصولة فى موضع رفع لأنها فاعل (ساء). و (يعملون) ، جملة فعلية صلتها ،
والعائد محذوف وتقديره ، يعملونه. فحذف الهاء تخفيفا.
والثانى : أن
تكون مصدرية فى موضع رفع أيضا ب (ساء) ، ولا تفتقر إلى عائد
__________________
كالموصولة ، وقيل : (ما) نكرة موصوفة فى موضع نصب. و (كانوا يعملون) صفتها
، والعائد إلى الموصوف من الصفة محذوف كما هو محذوف من الصلة ، إلا أن الحذف من
الصلة ، أقيس من الحذف من الصفة.
قوله تعالى : (تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ
اللهِ) (٥).
ههنا فعلان هما
(تعالوا ويستغفر) أعمل الثانى منها وهو (يستغفر) ، ولا ضمير فيه لأن (رسول الله)
مرفوع به ، والفعل لا يرفع فاعلين ، ولو أعمل الأول وهو (تعالوا) لقيل : تعالوا
إلى رسول الله يستغفر لكم. وكان فى (يستغفر) ضمير يعود إلى (رسول الله) هو الفاعل.
قوله تعالى : (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا
الْأَذَلَّ) (٨).
هذا وجه الكلام
وهو القراءة المشهورة ، ويقرأ (ليخرجن) بفتح الياء ، وهو فعل لازم مضارع (خرج) ،
إلا أنه نصب (الأذل) على الحال وهو شاذ ، لأن الحال لا يكون فيها الألف واللام ،
كقولهم : مررت به المسكين منصوب على الحال. وقولهم : ادخلوا الأول فالأول ، بالنصب
، وهو من الشاذ الذى لا يقاس عليه.
قوله تعالى : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ
قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ) (١٠١).
ويقرأ (وأكون)
فيمن قرأ (وأكن) بالجزم ، جزمه بالعطف على موضع (فأصدق) ، لأن موضعه الجزم على
جواب التمنى وقوّى الحمل على الموضع عدم ظهور الإعراب فيه ، فلما لم يظهر جاز أن
يجرى مجرى المطرّح ، ألا ترى أن مثل (دار) فى التسمية يخالف (قدما وفخذا). ومن قرأ
(وأكون) بالنصب جعله معطوفا على لفظ (فأصدق) ، وهو منصوب بتقدير (أن).
«غريب إعراب سورة التغابن»
قوله تعالى : (أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا) (٦).
إنما قال (يهدوننا)
لأنه كنى به عن (بشر) ، و (بشر) يصلح للجمع كما يصلح للواحد ، والمراد به ههنا
الجمع ، كقوله تعالى :
(ما أَنْتُمْ إِلَّا
بَشَرٌ مِثْلُنا)
ولو أراد
الواحد لقال : (يهدينا) ، كما قال فى موضع آخر :
(فَقالُوا أَبَشَراً
مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ)
ما وبشر ،
مرفوع بالابتداء.
قوله تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ
يُبْعَثُوا) (٧).
زعم ، فعل
يتعدى إلى مفعولين إلا أنه سدت الجملة وهى قوله : (أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) مسدّ المفعولين ، لما فيها من ذكر الحديث والمحدث عنه.
كقوله تعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا)
قوله تعالى : (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ) (٩).
يوم ، ظرف وهو
يتعلق بقوله :
(لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ
لَتُنَبَّؤُنَّ)
__________________
وتقديره.
لتبعثن أو لتنبؤن يوم يجمعكم ليوم الجمع.
وقرئ (يجمعكم)
بالرفع على ما يستحقه من الإعراب وهى القراءة المشهورة ، وقرئ (يجمعنكم) ، بسكون
العين لكثرة توالى الحركات. كما قرئ :
(إِنَّما نُطْعِمُكُمْ
لِوَجْهِ اللهِ)
بسكون الميم.
وكقول الشاعر :
١٦٦ ـ سيروا بنى العم فالأهواز منزلكم
|
|
ونهر تيرى
فلا تعرفكم العرب
|
أراد. تعرفكم.
فسكن الفاء لكثرة الحركات.
قوله تعالى : (وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ) (١٦).
خيرا ، منصوب
من أربعة أوجه.
أحدها : أن
يكون منصوبا ب (أنفقوا) والمراد بالخير ههنا المال.
والثانى : أن
يكون منصوبا بفعل مقدر دل عليه (أنفقوا) وتقديره : وآتوا خيرا.
والثالث : أن
يكون وصفا لمصدر محذوف وتقديره : وأنفقوا إنفاقا خيرا.
والرابع : أن
يكون خبر (كان) وقد قدمنا بيانه فيما سبق.
__________________
«غريب إعراب سورة الطلاق»
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ) (٣).
يقرأ (بالغ)
بتنوين وبغير تنوين.
فمن قرأ
بالتنوين ، نوّنه على الأصل لأن اسم الفاعل ههنا بمعنى الاستقبال ، ونصب (أمره)
به.
ومن قرأه بغير
تنوين ، حذف التنوين للتخفيف ، وجر ما بعده بالإضافة.
قوله تعالى : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ
مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي
لَمْ يَحِضْنَ) (٤).
تقديره :
واللّائى يئسن من المحيض من نسائكم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائى لم يحضن فعدتهن
ثلاثة أشهر. إلا أنه حذف خبر الثانى لدلالة خبر الأول عليه ، كقولك : زيد أبوه
منطلق وعمرو. أى : وعمرو أبوه منطلق. وهذا كثير فى كلامهم. وأولات الأحمال ،
مبتدأ. وواحد (أولات) (ذات). و (أجلهن) مبتدأ ثان. وأن يضعن حملهن ، خبر المبتدأ
الثانى ، والمبتدأ الثانى وخبره خبر عن المبتدأ الأول ، ويجوز أن يكون (أجلهن)
بدلا من (أولات) بدل الاشتمال. وأن يضعن ، الخبر.
قوله تعالى : (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً
(١٠) رَسُولاً) (١١).
رسولا ، منصوب
، من خمسة أوجه.
الأول : أنه
منصوب بقوله : (ذِكْراً) على أنه مصدر ، وتقديره : أن أذكر رسولا. كما انتصب (يتيما)
بقوله تعالى :
(أَوْ إِطْعامٌ فِي
يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً) على تقدير ، أن أطعم يتيما.
والثانى : أن
يكون منصوبا بفعل مقدر ، وتقديره : وأرسل رسولا.
والثالث : أن
يكون بدلا من (ذكر) ، ويكون (رسولا) بمعنى رسالة وهو بدل الشىء من الشىء وهو هو.
والرابع : أن
يكون منصوبا على الإغراء ، أى : اتبعوا رسولا.
والخامس : أن
يكون منصوبا بتقدير ، أعنى.
قوله تعالى : (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ
يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ) (١٢).
مثلهن ، قرئ
بالنصب والرفع ، فالنصب بتقدير فعل ، والتقدير ، من الأرض خلق مثلهن. ولم يحمله
على (خلق) المتقدم لئلا يقع الفصل بين واو العطف والمعطوف بالجار والمجرور. قال
أبو على : ولهذا رغب من رغب عن النصب بالرفع ، فرفعه بالظرف أو على الابتداء ، أو
الخبر على ما فيه من الخلاف. لتعلموا ، (اللام) فيما يتعلق به وجهان.
أحدهما : أنها
تتعلق ب (يتنزل).
والثانى : أنها
تتعلق ب (خلق).
__________________
«غريب إعراب سورة التحريم»
قوله تعالى : (تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ) (١).
تبتغى ، جملة
فعلية فى موضع نصب على الحال من الضمير فى (تحرّم).
قوله تعالى : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ
قُلُوبُكُما) (٤).
إنما قال : (قلوبكما)
بالجمع ولم يقل : (قلبا كما) بالتثنية ، لأن كل عضو ليس فى البدن منه إلا عضو واحد
فإن تثنيته بلفظ جمعه ، والقلب ليس فى البدن منه إلا عضو واحد ، ولو قال : (قلبا
كما أو قلبكما) لكان جائزا. قال الشاعر :
١٦٨ ـ ظهرا كما مثل ظهور التّرسين
وقال آخر :
١٦٩ ـ كأنه وجه تركيين
ولم يقل : وجها
تركيين ، لأن الإضافة إلى التثنية تغنى عن تثنية المضاف ، وقد قدمنا ذكره بما يغنى
عن الإعادة.
__________________
وبعده :
قوله تعالى : (وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) (٤).
إنما قال (ظهير)
بالإفراد ولم يقل : (ظهراء) بالجمع ، لأن (ظهيرا) على فعيل ، وفعيل يكون للواحد
والجمع ، كقوله تعالى : (خَلَصُوا نَجِيًّا) وقد يستغنون بذكر الواحد عن الجمع.
قال الله تعالى
: (ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ
طِفْلاً) أى : أطفالا. كقول الشاعر :
١٧٠ ـ كلوا فى بعض بطنكم تعفّوا
|
|
فإنّ زمانكم
زمن خميص
|
أى : فى بعض
بطونكم ، وكما قال الآخر :
١٧١ ـ فى حلقكم عظم وقد شجينا
أى : فى
حلوقكم. والشواهد على هذا النحو كثيرة جدا.
قوله تعالى : (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) (٦).
__________________
قوا ، أمر من (وقى
يقى) ، وأصله (أوقيوا) على وزن أفعلوا ، فحذفت الواو كما حذفت من (بقى) ، وحذفت من
(يقى) لوقوعها بين ياء وكسرة ، وذهب الكوفيون إلى أنها حذفت من (يقى) ، لتفرق بين
اللازم والمتعدى نحو : وعد يعد ، ووجل يوجل ، وهذا فاسد لأنهم قد قالوا : ونم
الذباب ينم ، ووكف البيت يكف ، فحذفوا من اللازم كما حذفوا من المتعدى ، ولو كان
هذا التعليل صحيحا لكان ينبغى ألا يحذف ، لأنه لازم ، ولما حذفوا الواو من (أوقيوا)
، استغنوا عن همزة الوصل لتحرك القاف ، لأن الهمزة إنما اجتلبت لأجل الابتداء
بالساكن ، وقد زال الساكن فينبغى أن يزول لزوال العلة التى اجتلبت من أجلها ، فبقى
(قيوا) ، فاستثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى القاف بعد إسكانها ، فبقيت الياء
ساكنة وواو الجمع بعدها ساكنة ، فاجتمع ساكنان فحذفوا الياء لاجتماع الساكنين ،
وكان حذفها أولى ، لأنها لم تدخل لمعنى وواو الجمع دخلت لمعنى ، فكان تثبيتها أولى
، ووزن (قوا) (عوا) ، لذهاب الفاء واللام.
قوله تعالى : (تَوْبَةً نَصُوحاً) (٨).
إنما قال : (نصوحا).
ولم يقل : (نصوحة) على النسب. كما قالوا : امرأة صبور وشكور على النسب. وقد قرئ (نصوحا)
بضم النون وهو مصدر كالذهوب والجلوس والفسود فى فسد فسادا وفسودا. والصلوح فى صلح
يصلح صلاحا قال الشاعر :
١٧١ ـ فكيف بأطرافى إذا ماشتمتنى
|
|
وما بعد شتم
الوالدين صلوح
|
أى : صلح.
قوله تعالى : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ
كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ) (١٠).
__________________
مثلا وامرأة
نوح ، منصوبان على أنهما مفعولا (ضرب) ، وقيل : (امرأة نوح) نصب على البدل من (مثل)
على تقدير حذف مضاف ، وتقديره ، مثل امرأة نوح. ثم حذف (مثلا) الثانى لدلالة الأول
عليه.
وكذلك القول فى
قوله تعالى :
(وَضَرَبَ اللهُ
مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ (١١) وَمَرْيَمَ
ابْنَتَ عِمْرانَ) (١٢)
منصوب بالعطف
على :
(امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ).
«غريب إعراب سورة الملك»
قوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) (٣).
طباقا ، منصوب
على الوصف ل (سبع) ، وطباقا ، جمع ، وفيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون جمع (طبق) كجمل وجمال.
والثانى : أن
يكون جمع (طبقة) كرحبة ورحاب.
قوله تعالى : (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) (٤).
منصوب فى موضع
المصدر ، كأنه قال : فارجع البصر رجعتين. والتثنية ههنا يراد بها الكثرة ، لا
حقيقة التثنية ، ألا ترى أنه قال :
(يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ
الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ) (٤).
والبصر لا
ينقلب خاسئا حسيرا مرتين ، وإنما يصير كذلك بمرار جمة ، وإنما هذه التثنية على حد
التثنية فى قولهم : لبيك وسعديك ، أى ، إلبابا بعد إلباب ، وإسعادا بعد إسعاد ، أى
، كلما دعوتنى أجبتك إجابة بعد إجابة ، من قولهم : ألبّ بالمكان ، إذا أقام به.
قوله تعالى : (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ) (١١).
أراد (بذنوبهم)
إلا أنه وحّد لوجهين.
دهما : أنه
إضافة إلى جماعة ، لأن الإضافة إلى الجميع ، تغنى عن جمع المضاف ، كما أن الإضافة
إلى التثنية تغنى عن تثنية المضاف.
والثانى : أن (ذنب)
مصدر ، والمصدر يصلح للواحد والجمع.
قوله تعالى : (فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ) (١١).
فسحقا ، منصوب
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على المصدر وجعل بدلا من اللفظ بالفعل.
والثانى : أن
يكون منصوبا بتقدير فعل ، وتقديره ، ألزمهم الله سحقا.
قوله تعالى : (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ) (١٤).
من ، فى موضع
رفع لأنه فاعل (يعلم) والمفعول محذوف ، أى ألا يعلم الخالق خلقه.
قوله تعالى : (أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ) (١٦).
أن ، فى موضع
نصب على البدل من (من) ، وهو بدل الاشتمال.
قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ
فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ) (١٩).
صافّات ، منصوب
على الحال لأن المراد بالرؤية رؤية العين لا رؤية القلب. ويقبضن ، عطف على (صافات)
، والجملة فى موضع الحال ، وتقديره ، قابضات. وعطف ههنا الفعل المضارع على اسم
الفعل لما بينهما من المشابهة ، ولهذا عطف اسم الفاعل على الفعل فى قول الشاعر :
١٧٢ ـ وبات يعشيها بسيف باتر
|
|
يقصد فى
أسؤمها وحائر
|
قوله تعالى : (أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ
لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ ٢٠ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ) (٢٠).
__________________
أم ، حرف عطف.
ومن ، فى موضع رفع بالابتداء. وهذا مبتدأ ثان. والذى ، خبره. وهو جند لكم ، صلته.
وينصركم ، جملة فعلية فى موضع رفع لأنها صفة ل (جند) ، والجملة من المبتدأ الثانى
وخبره خبر عن المبتدأ الأول.
قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ) (٢٥).
هذا ، فى موضع
رفع بالابتداء. والوعد ، صفة له. ومتى ، خبره ، وفيه ضمير يعود على (الوعد).
قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ
اللهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ) (٢٨).
إنما جاءت
الفاء فى قوله : (فمن يجير) جوابا للجملة ، لأن معنى (أرأيتم) انتبهوا ، وتقديره ،
انتبهوا فمن يجير ، كما تقول : اجلس فزيد جالس ، وليست جوابا للشرط. وجواب الشرط
ما دل عليه (أرأيتم) ، ويجوز أن تكون الفاء زائدة ، ويكون الاستفهام قام مقام
مفعول (أرأيتم) كقولك : أرأيت زيدا ما صنع.
وهكذا الكلام
على الفاء فى قوله تعالى : (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ) ٣٠.
ومنهم من قال :
الفاء جواب الشرط.
قوله تعالى : (إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ
يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) (٣٠).
غورا ، أى
غائرا ، وهو منصوب لأنه خبر (أصبح). ومعين ، فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون فعيلا من (معن) الماء إذا كثر ، فتكون الميم أصلية.
والثانى : أن
يكون مفعولا من (العين) وأصله (معيون) ، فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت فبقيت
الياء ساكنة ، والواو ساكنة ، فحذفت الواو لسكونها وسكون الياء قبلها ، وكسر ما
قبل الياء توطيدا لها ، لأنه ليس فى كلامهم ياء قبلها ضمة. وقيل : حذفت الياء
لسكونها وسكون الواو بعدها ، وأبدلت من الضمة قبلها كسرة فانقلبت الواو ياء
لانكسار ما قبلها.
«غريب إعراب سورة ن»
قوله تعالى : (ن) (١).
فى موضع نصب من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون تقديره ، اقرأ نون.
والثانى : أن
يكون تقديره ، أقسم بنون. فحذف حرف القسم فاتصل الفعل به فنصبه وعلى هذا يكون :
(ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ
رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) (٢) جواب القسم.
قوله تعالى : (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ
الْمَفْتُونُ) (٦).
أى ، بأيكم
الفتنة ، كما يقال : ما له معقول. أى ، عقل. وقيل : الباء فى (أيكم) زائدة ،
وتقديره ، أيكم المفتون. أى ، المجنون.
قوله تعالى : (أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ) (١٤).
أن كان ، مفعول
له ، تقديره ، لأن كان ذا مال وبنين. واللام تتعلق بفعل محذوف وتقديره ، أيكفر أن
كان ذا مال. ولا يجوز أن تتعلق ب (تتلى) ، لأن إذا مضافة إليه ، والمضاف إليه لا
يعمل فى المضاف ولا فيما قبل المضاف ، ولذلك لا يجوز أن تتعلق ب (قال) ، لأنه جواب
الشرط ، وجواب الشرط لا يعمل فيما قبل لفظ الشرط لأن رتبته بعده فلا يعمل فيما
قبله ، فوجب أن يقدر ما يتعلق به.
__________________
قوله تعالى : (قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (١٥).
أساطير ، مرفوع
لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هذه أساطير الأولين.
قوله تعالى : (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) (٢٠).
أى ، كالشىء
المصروم ، وهو فعيل بمعنى مفعول ، ولهذا لم يقل كالصريمة ، كقولهم : عين كحيل ،
وكف خضيب ، ولحية دهين ، أى ، عين مكحولة ، وكف مخضوبة ، ولحية مدهونة.
قوله تعالى : (وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ) (٢٥).
على حرد ، جار
ومجرور فى موضع نصب على الحال ، وتقديره وغدوا حاردين قادرين.
قوله تعالى : (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (٣٦).
ما ، فى موضع
رفع لأنه مبتدأ. ولكم ، خبره. وكيف ، فى موضع نصب على الحال ب (تحكمون).
قوله تعالى : (أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (٣٧) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ
لَما تَخَيَّرُونَ) (٣٨).
إنما كسرت (إنّ)
لمكان اللام فى (لما) ، ولو لا دخول اللام فى (لما) لكانت مفتوحة لأنها مفعول (تدرسون)
، وهو كقولهم : علمت أن فى الدار لزيدا.
قوله تعالى : (أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ
إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) (٣٩).
لكم أيمان ،
مبتدأ وخبر. وبالغة ، صفة ل (أيمان) ، وقرئ : بالغة بالنصب على الحال من الضمير
الذى فى (لكم).
قوله تعالى : (إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ) (٣٩).
كسرت (إن)
لوجهين.
أحدهما : أن
تكون كسرت لمكان اللام كما كسرت فيما قبله.
والثانى : أن
تكون كسرت لأن ما قبله قسم ، وهى تكسر فى جواب القسم.
قوله تعالى : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ
إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢)
خاشِعَةً
أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) (٤٣).
يوم ، منصوب ،
وفى العامل فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون العامل فيه (فليأتوا بشركائهم) .
والثانى : أن
يكون العامل فيه فعلا مقدرا ، وتقديره ، واذكر يوم. وخاشعة ، منصوب على الحال من
المضمر فى (يدعون) ، أو من المضمر فى (يستطيعون). وأبصارهم ، مرفوع بفعله. وترهقهم
ذلة ، جملة فعلية تحتمل وجهين.
أحدهما : أن
تكون منصوبة فى موضع نصب على الحال.
والثانى : أن
تكون مستأنفة لا موضع لها من الإعراب.
قوله تعالى : (فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا
الْحَدِيثِ) (٤٤).
من ، فى موضع
نصب لأنه معطوف على ياء المتكلم فى (ذرنى).
قوله تعالى : (لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ) (٤٩).
إنما قال : (تداركه)
بالتذكير لوجهين.
أحدهما : لأن
تأنيث النعمة غير حقيقى.
والثانى : أنه حمل
على المعنى ، لأن النعمة بمعنى النعيم وقد قرئ (تداركته نعمة) بالتأنيث حملا على
اللفظ.
قوله تعالى : (لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ) (٥١).
قرئ بضم الياء
وفتحها ، وهما لغتان والضم أفصح.
__________________
«غريب إعراب سورة الحاقّة»
قوله تعالى : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَما
أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ) (١ ، ٢ ، ٣).
الحاقة الأولى
، مبتدأ. وما ، استفهامية ، وهى مبتدأ ثان. والحاقة الثانية. خبر المبتدأ الثانى ،
والمبتدأ الثانى وخبره خبر عن المبتدأ الأول ، والمظهر ههنا أقيم مقام المضمر
للتفخيم والتعظيم ، وتقديره ، الحاقة ما هى. ولهذا جاز أن يقع المبتدأ الثانى
وخبره ، خبرا عن الأول. وما أدراك ، (ما) استفهامية وهى مبتدأ. و (ما) الثانية
مبتدأ ثان. والحاقة ، خبره. والمبتدأ الثانى وخبره فى موضع نصب ب (أدراك).
وأدراك والجملة
المتصلة به ، فى موضع رفع على أنه خبر المبتدأ الأول. وفى (أدراك) ضمير يعود على
المبتدأ الأول. و (أدراك) يتعدى إلى مفعولين ، والمفعول الأول (الكاف) ، والجملة
فى موضع المفعول الثانى ، ولم يعمل (أدراك) فى (ما) لأن معناها الاستفهام ،
والاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.
قوله تعالى : (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا
بِالطَّاغِيَةِ) (٥).
الطاغية ، فيه
وجهان.
أحدهما : أن
يكون مصدرا كالعاقبة والعافية.
والثانى : أن
يكون صفة لموصوف محذوف وتقديره بالصيحة الطاغية. فحذف الموصوف وأقيم الصفة مقامه.
قوله تعالى : (سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ
حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) (٧).
إنما حذف تاء
التأنيث من (سبع) وأثبتها فى (ثمانية) ، لأن الليالى جمع مؤنث والأيام جمع مذكر.
وحسوما ، منصوب لوجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على الوصف لقوله : (أياما)
والثانى : أن
يكون منصوبا على المصدر ، أى ، تباعا . وصرعى منصوب على الحال من (القوم) ، لأن (ترى) من رؤية
البصر. وكأنهم أعجاز نخل ، فى موضع نصب على الحال من المضمر فى (صرعى) ، وتقديره ،
مشبهين أعجاز نخل. وخاوية ، صفة لنخل ، وقال (خاوية) بالتأنيث ، لأن النخل يجوز
فيه التأنيث ، كما يجوز فيه التذكير فى نحو قوله تعالى :
(أَعْجازُ نَخْلٍ
مُنْقَعِرٍ).
قوله تعالى : (فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) (٨).
يقرأ (هل ترى)
بالإدغام ، لقرب التاء من مخرج اللام.
قوله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ
واحِدَةٌ) (١٣).
نفخة واحدة ،
رفع لأنه مفعول ما لم يسم فاعله ، ووصفت (نفخة) ب (واحدة) ، وإن كانت النفخة لا
تكون إلا واحدة ، على سبيل التأكيد ، كقوله تعالى :
(وَقالَ اللهُ لا
تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ) وإن كان الإلهان لا يكونان إلا اثنين للتأكيد.
قوله تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١٥)
وَانْشَقَّتِ
السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ) (١٦).
__________________
يومئذ ، ظرف
منصوب وهو يتعلق ب (وقعت) ، وكذلك (يومئذ) فى قوله تعالى : (فَهِيَ يَوْمَئِذٍ) يتعلق ب (واهية) ، وكذلك (يومئذ) فى قوله تعالى :
(يَوْمَئِذٍ
تُعْرَضُونَ) (١٨).
يتعلق ب (تعرضون).
قوله تعالى : (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) (١٩).
كتابيه ، منصوب
لأنه مفعول (اقرءوا) ، وفيه دليل على إعمال الثانى ، ولو أعمل الأول لقال : (اقرءوه).
قوله تعالى : (ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ) (٢٨).
ما ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون استفهامية فى موضع نصب لأنها مفعول (أغنى) ، و (ماليه) فاعله ، وتقديره ، أى
شىء أغنى غنى ماليه.
والثانى : أن
تكون (ما) نافية ويكون مفعول أغنى محذوفا ، وتقديره ، ما أغنى ماليه شيئا. فحذفه.
والهاء فى (ماليه) للسكت ، وإنما دخلت صيانة للحركة عن الحذف.
قوله تعالى : (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ) (٣٥).
حميم ، اسم ليس
، وخبرها الجار والمجرور وهو (له) ، ولا يجوز أن يكون (اليوم) هو الخبر ، لأن (حميم)
جثة واليوم ظرف زمان ، وظروف الزمان لا تكون أخبارا عن الجثث.
قوله تعالى : (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٤٣).
مرفوع لأنه خبر
مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو تنزيل.
قوله تعالى : (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ
حاجِزِينَ) (٤٧).
من أحد ، فى
موضع رفع لأنه اسم (ما) ، لأن (من) زائدة. وحاجزين ، خبر (ما)
وعنه ، فى موضع نصب لأنه يتعلق ب (حاجزين) ، والتقدير ، فما منكم أحد حاجزين
عنه. وجمع (حاجزين) وإن كان وصفا ل (أحد) ، لأنه فى معنى الجمع ، فجمع حملا على
المعنى ، ولم يبطل (منكم) عمل (ما) لأن الفصل بالجار والمجرور والظرف فى هذا النحو
كلا فصل.
__________________
«غريب إعراب سورة سأل سائل »
قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ) (١).
قرئ بالهمز
وترك الهمز ، فمن قرأ بالهمز أتى به على الأصل ، ومن قرأ بترك الهمز أبدل من
الهمزة ألفا على غير قياس. وقد حكاه سيبويه وغيره.
قوله تعالى : (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ
أَلْفَ سَنَةٍ) (٤).
منصوب على أنه
خبر (كان). وألف : منصوب على التمييز. وكان واسمها وخبرها ، فى موضع جر لأنها صفة (يوم).
قوله تعالى : (وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (١٠) يُبَصَّرُونَهُمْ
يَوَدُّ الْمُجْرِمُ) (١١).
يسأل ، يقرأ
بضم الياء وفتحها ، فمن قرأ بالضم بنى الفعل لما لم يسم فاعله ، وتقديره ولا يسأل
حميم عن حميمه. ومن قرأ بالفتح بنى الفعل للفاعل. وحميم ، مرفوع لأنه فاعل (يسأل)
، و (حميما) منصوب لأنه مفعوله ، ووجه هذه القراءة ظاهر. ويبصرونهم ، أى يبصّر
الحميم حميمه ، وأراد (بالحميم) الجمع ، فالضمير المرفوع يعود على (المؤمنين) ،
والهاء والميم تعود على (الكافرين) ، والمعنى ، يبصّر المؤمنون الكافرين يوم
القيامة أى ، ينظرون إليهم فى النار ، وقيل : الضميران يرجعان إلى الكفار ، أى
يبصر التابعون التابعين فى النار.
قوله تعالى : (إِنَّها لَظى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوى
(١٦) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى) (١٧).
__________________
لظى ، يجوز
فيها الرفع والنصب ، وكذلك (نزاعة) ، يجوز فيها الرفع والنصب.
فأما رفع (لظى)
فمن ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون (لظى) ، خبر (إن). ونزاعة ، خبر ثان.
والثانى : أن
يكون (لظى) خبر (إن). ونزاعة ، بدل من (لظى) ، أو خبر مبتدأ محذوف.
والثالث : أن
تكون الهاء فى (إنها) ضمير القصة. و (لظى) ، مبتدأ. ونزاعة ، خبره. والجملة من
المبتدأ والخبر فى موضع رفع لأنها خبر (إن).
وأما النصب فى (لظى)
فعلى البدل من هاء (إنها) ونزاعة بالرفع خبر (إن).
وأما النصب فى (نزاعة)
فعلى الحال ، والعامل فيها معنى الجملة ، وزعم أبو العباس المبرد أنه لا يجوز أن
يكون منصوبا على الحال لأن (لظى) لا تكون إلا (نزاعة) لأن الحال تكون فيما يجوز أن
يكون ويجوز ألا يكون ، وليس كما زعم ، فإن هذه الحال مؤكدة ، والحال المؤكدة لا
يشترط فيها ما ذكر ، ألا ترى إلى قوله تعالى :
(وَهُوَ الْحَقُّ
مُصَدِّقاً) فإن (مصدقا) منصوب على الحال ، وإن كان الحق لا يكون
إلا مصدقا ، فدل على جوازه. وتدعو من أدبر ، خبر ثالث ، ويجوز أن يكون مستأنفا
مقتطعا مما قبله.
قوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (١٩) إِذا مَسَّهُ
الشَّرُّ جَزُوعاً (٢٠) وَإِذا مَسَّهُ
الْخَيْرُ مَنُوعاً) (٢١).
العامل فى (إذا)
الأولى (هلوع) ، وفى (إذا) الثانية : (منوع). وهلوعا ، منصوب على الحال من المضمر
فى (خلق) ، وهذه الحال تسمى الحال المقدّرة ، لأن الهلع إنما يحدث بعد خلقه لا فى
حال خلقه ، وجزوعا ومنوعا ، خبر كان مقدرة ، وتقديره ، يكون جزوعا ويكون منوعا.
__________________
قوله تعالى : (فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ
مُهْطِعِينَ (٣٦) عَنِ الْيَمِينِ
وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ) (٣٧).
ما ، فى موضع
رفع لأنها مبتدأ ، وخبره (للذين). وكفروا ، صلة الذين. وقبلك ، ظرف مكان فى موضع
الحال من الضمير المرفوع فى (كفروا) ، أو من المجرور على تقدير ، فما للذين كفروا
كائنين قبلك. ومهطعين ، منصوب على الحال بعد حال. وعزين ، منصوب على الحال من
الضمير فى (مهطعين) أو (الذين). وعن اليمين وعن الشمال ، من صلة (عزين).
وعزين. جمع عزة
وأصلها عزوة. وقيل عزهة مثل سنة ، ثم حذفت اللام ، وجمعت بالواو والنون عوضا عن
المحذوف ، كما قالوا : ستون وقلون وثبون.
قوله تعالى : (إِنَّا لَقادِرُونَ (٤٠) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ
خَيْراً مِنْهُمْ) (٤١).
على ، فى موضع
نصب لأنه يتعلق ب (قادرون). ونبدل خيرا منهم ، تقديره ، نبدلهم بخير منهم ، فحذف
المفعول الأول ، وحرف الجر من الثانى.
قوله تعالى : (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ
سِراعاً) (٤٣).
يوم ، بدل من
قوله : (يَوْمَهُمُ) فى قوله تعالى :
(حَتَّى يُلاقُوا
يَوْمَهُمُ)
وتقديره ، حتى
يلاقوا يوم يخرجون. وسراعا ، منصوب على الحال من الواو فى (يخرجون) ، وكذلك قوله
تعالى :
(كَأَنَّهُمْ إِلى
نُصُبٍ يُوفِضُونَ) (٤٣)
فى موضع نصب
على الحال فى المضمر فى (يخرجون).
__________________
قوله تعالى : (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) (٤٤).
منصوب على
الحال من الواو فى (يوفضون) ، وكذلك :
(تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ).
قوله تعالى : (ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا
يُوعَدُونَ) (٤٤).
تقديره ، ذلك
اليوم الذى كانوا يوعدونه ، فحذف المفعول العائد إلى الاسم الموصوف الذى هو (الذى)
تخفيفا ، كقوله تعالى :
(أَهذَا الَّذِي
بَعَثَ اللهُ رَسُولاً)
أى ، بعثه.
__________________
«غريب إعراب سورة نوح»
قوله تعالى : (أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ) (١).
فى (أن) وجهان.
أحدهما : أن
تكون (أن) مفسرة بمعنى (أى) فلا يكون لها موضع من الإعراب.
والثانى : أن
تكون فى موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر. وتقديره بأن أنذر. ومثلها فى الوجهين قوله
تعالى :
(يُرْسِلِ السَّماءَ
عَلَيْكُمْ مِدْراراً) (١١).
يرسل السماء ،
مجزوم على جواب الأمر بتقدير (إن) الشرطية ، وتقديره ، إن تستغفروا يرسل السماء
عليكم مدرارا. ومدرارا ، منصوب على الحال من (السماء) ، ولم تثبت الهاء فى (مدرارا)
لأن (مفعالا) يكون فى المؤنث بغير تاء ، كقولهم : امرأة معطار ومذكار ومئناث ،
لأنهما فى معنى النسب ، كقولهم : امرأة طالق وظامث وحائض أى ، ذات طلاق وطمث وحيض.
قوله تعالى : (خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (١٥) وَجَعَلَ الْقَمَرَ
فِيهِنَّ نُوراً) (١٦).
طباقا ، منصوب
لوجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا لأنه وصف ل (سبع).
والثانى : أن
يكون منصوبا على المصدر. وجعل فيهن ، أى فى إحداهن.
قوله تعالى : (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ
نَباتاً) (١٧).
منصوب على
المصدر ، والعامل فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون العامل فيه فعلا مقدرا وتقديره ، والله أنبتكم من الأرض فنبتم نباتا. فقدر له
فعل ثلاثى يكون جاريا عليه.
والثانى : أن
يكون مصدر (أنبتكم) على حذف الزائد.
قوله تعالى : (وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ
وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً) (٢١).
قرئ (ولده) بضم
الواو وسكون اللام. و (ولده) بفتح الواو واللام.
فمن قرأ بضم
الواو وسكون اللام ففيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون جمع (ولد).
والثانى : أن
يكون لغة فى (ولد) كنحل ونحل ، وحزن وحزن ، وسقم وسقم.
قوله تعالى : * (وَلا يَغُوثَ
وَيَعُوقَ) (٢٣).
غير منصرفين
للتعريف ووزن الفعل.
قوله تعالى : (لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ
الْكافِرِينَ دَيَّاراً) (٢٦). فيعال من (دار يدور) وأصله : (ديوار) فاجتمعت الياء والواو والسابق
منهما ساكن فقلبت الواو ياء ، وجعلتا ياء مشددة ، ولا يجوز أن يكون (فعّالا) ،
لأنه لو كان (فعّالا) ، لوجب أن يقال : (دوّار. فلما قيل ديّار ، دل على أنه (فيعال)
، لا (فعّال).
__________________
«غريب إعراب سورة الجن»
قوله تعالى : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ
نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ) (١).
أنه استمع : فى
موضع رفع لأنه مفعول ما لم يسم فاعله ، ل (أوحى) ، وعطف عليها ما بعدها من لفظ (أنّ).
وذهب بعض النحويين من الكوفيين إلى أنه إنما فتحت (أن) فى سائر المواضع.
إلى قوله تعالى
: (وَأَنَّا مِنَّا
الْمُسْلِمُونَ) (١٤).
بالعطف على
الهاء فى (آمنا به) ، على تقدير حذف حرف الخفض ، لكثرة حذفه مع (أنّ) ، وقد قدمنا
أن العطف على الضمير المجرور لا يجوز. والكسر فى العطف على قوله : (قالوا) وما
بعده : فى تقدير الابتداء والاستئناف.
قوله تعالى : (فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً) (٨).
وجدناها ، فعل
وفاعله ومفعول ، وفى (وجد) وجهان.
أحدهما : أن
تجعل متعدية إلى مفعولين ، بمعنى (علمناها) ها ، المفعول الأول.
والوجه الثانى
: أن تجعل (وجدناها) متعدية إلى مفعول واحد ، بمعنى (أصبناها) ، وتجعل (ملئت) فى
موضع الحال ، بتقدير (قد). وحرسا ، منصوب على التمييز.
قوله تعالى : (وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً) (١٢).
هربا ، منصوب
على المصدر فى موضع الحال ، وتقديره ، ولن نعجزه هاربين.
قوله تعالى : (يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً) (١٧).
عذابا ، منصوب
، بتقدير ، حذف حرف الجر ، وتقديره ، يسلكه فى عذاب ، فحذف حرف الجر فاتصل الفعل
به فنصبه.
قوله تعالى : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) (١٨).
فى موضع (أنّ)
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون فى موضع رفع ، لأنه معطوف على قوله تعالى : (أَنَّهُ اسْتَمَعَ
نَفَرٌ).
والثانى : أن
يكون فى موضع جر ، بتقدير حذف حرف الجر ، وإعماله بعد الحذف ، وتقديره : فلا تدعوا
مع الله أحدا ، لأن المساجد لله.
والثالث : أن
يكون فى موضع نصب ، بتقدير حذف حرف الجر ، فلما حذف اتصل الفعل به فنصبه.
قوله تعالى : (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ
يَدْعُوهُ) (١٩).
أن يجوز فيه
الفتح والكسر ، فالفتح بالعطف على (أن) المفتوحة ب (أوحى) ، والكسر بالعطف على (إن)
المكسورة بعد (قالوا) ، على ما بينا.
قوله تعالى : (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ
أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (٢٢) إِلَّا بَلاغاً) (٢٣).
بلاغا ، فى
نصبه وجهان.
أحدهما : أن
يكون منصوبا على المصدر ، ويكون الاستثناء متصلا ، وتقديره ، إنى لن يجيرنى من
الله أحد ، ولن أجد من دونه ملتحدا ، إن لم أبلغ رسالات ربى بلاغا.
والثانى : ان
يكون منصوبا ، لأنه استثناء منقطع.
قوله تعالى : (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً
وَأَقَلُّ عَدَداً) (٢٤).
من ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون استفهامية فى موضع رفع لأنها مبتدأ. وأضعف ، خبره. ناصرا ، منصوب على
التمييز.
والثانى : أن تكون (من) بمعنى الذى ، فتكون فى موضع نصب لأنه
مفعول (فسيعلمون). وأضعف ، خبر مبتدأ محذوف ، تقديره ، من هو* أضعف.
قوله تعالى : (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما
تُوعَدُونَ) (٢٥).
قريب ، مرفوع
على الابتداء. و (ما) فاعله وهى بمعنى الذى ، وقد سدت مسد خبر المبتدأ ، كقولهم
أقائم أخوك ، وأذاهب الزيدان. فقائم وذاهب مرفوعان بالابتداء ، وأخوك والزيدان
مرفوعان بأنهما فاعلان ، وقد سدّا مسدّ خبر المبتدأ فكذلك ههنا ، والعائد على (ما)
محذوف ، وتقديره ، أقريب ما توعدون ، فحذف الهاء ، ويجوز أن تكون (ما) مصدرية فلا
تفتقرا إلى عائد.
قوله تعالى : (إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) (٢٧).
من ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون فى موضع رفع بالابتداء ، وخبره (فإنه يسلك ).
والثانى : أن
يكون فى موضع نصب على الاستثناء المنقطع.
قوله تعالى : (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) (٢٨).
عددا ، منصوب
على التمييز وليس بمصدر ، لأنه لو كان مصدرا ، لكان مدغما.
__________________
«غريب إعراب سورة المزمل»
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ
إِلَّا قَلِيلاً) (٢).
المزمل ، صفة (أى)
وأصله (المتزمل) ، إلا أنه أبدلت التاء زايا ، وأدغمت الزاى فى الزاى ، وكان إبدال
التاء زايا أولى من إبدال الزاى تاء ، لأن الزاى فيها زيادة صوت. وهى من حروف
الصفير ، وهم أبدا يدغمون الأنقص فى الأزيد ، وقد بينا ذلك فى غير موضع.
(قُمِ اللَّيْلَ
إِلَّا قَلِيلاً) (٢).
تقديره ، قم
الليل نصفه إلا قليلا. فنصفه ، منصوب على البدل من (الليل) ، أو هما ظرفان. وقليلا
، استثناء منه ، وقد قدم المستثنى على المستثنى منه ، وهو قليل.
قوله تعالى : (أَشَدُّ وَطْئاً) (٦).
منصوب على
التمييز.
(وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ
تَبْتِيلاً) (٨).
تبتيلا ، منصوب
على المصدر ، وهذا المصدر غير جار على فعله ، لأن (تبتيلا) تفعيل ، وتفعيل إنما
تجىء فى مصدر فعل كقولهم ، رتّل ترتيلا
(وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ
تَرْتِيلاً) ، وقتّل تقتيلا كقوله تعالى :
__________________
(وَقُتِّلُوا
تَقْتِيلاً)
وههنا جاء ل (تفعّل)
، وقياسه أن يجىء على التفعل نحو ، التبتل ، إلا أنهم قد يجرون المصدر على غير
فعله ، لمناسبة بينهما. قال الشاعر :
١٧٣ ـ وخيرا الأمر ما استقبلت منه
|
|
وليس بأن
تتبّعه اتّباعا
|
فأجرى (اتباعا)
مصدرا على (تتبعه) والقياس أن تقول فى مصدره (تتبعا).
وقال الآخر :
١٧٤ ـ وإن شئتم تعاودنا عوادا
فأجرى (عوادا)
مصدرا على (تعاودنا) ، وقياسه (تعاودا) ، والشواهد على هذا النحو كثير جدا.
قوله تعالى : (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ) (١٤).
يوم ، منصوب
على الظرف ، والعامل فيه ما فى (الدنيا) من معنى الاستقرار ، كما تقول : إن خلفك
زيدا غدا. والعامل فى (غد) الاستقرار ، الذى دل على (خلفك) ، وهو العامل فى (خلفك)
، وجاز أن يعمل فيهما لاختلافهما ، لأن أحدهما ظرف زمان والآخر ظرف مكان.
__________________
قوله تعالى : (كَثِيباً مَهِيلاً) (١٤).
مهيلا ، أصله (مهيولا)
على وزن مفعول ، من (هلت) ، فاستثقلت الضمة على الياء ، فنقلت إلى الهاء قبلها ،
فبقيت الياء ساكنة والواو ساكنة ، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين ، وكسرت الهاء
لتصحيح الياء. وذهب الأخفش والكوفيون إلى أن الياء هى المحذوفة ، إلا أنهم كسروا
الهاء قبل حذف الياء لمجاورتها الياء. فلما حذفت الياء انقلبت الواو ياء لانكسار
ما قبلها. ويجوز أن يؤتى به على الأصل فيقال : مهيولا. كما يقال فى (كيل مكيول) ،
وكذلك ما أشبهه من بنات الياء. فإن كان من بنات الواو ، نحو (مقول) ، فإنه لا يجوز
أن يؤتى به على أصله عند البصريين ، فلا يقال : مقوول ، إلا أنه يجىء شاذا نحو :
مصوور ، ومدوور ، وأجازه الكوفيون.
قوله تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) (٩).
يقرأ بالجر
والرفع. فالجر ، على البدل من (ربك). والرفع على تقدير مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو
رب المشرق.
قوله تعالى : (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ
يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً) (١٧).
يوما ، منصوب
لأنه مفعول (تتقون) ، وليس منصوبا على الظرف. ويجعل ، جملة فعلية فى موضع نصب ،
لأنه صفة (يوم).
قوله تعالى : (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) (١٨).
وإنما قال :
منفطر. من غير تاء لثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون جملة على معنى النسب ، أى ، ذات انفطار.
والثانى : أن
يكون جملة على المعنى بأن جعل السماء فى معنى السقف ، كما قال تعالى :
(وَجَعَلْنَا
السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً).
والثالث : أن (السماء)
يجوز فيها التذكير والتأنيث. فيقال (منفطر) أتى به على التذكير ، وهذا قول الفراء.
قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ
أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ
مَعَكَ) (٢٠).
طائفة ، مرفوع
لأنه معطوف على (طائفة) . وإنما جاز العطف على الضمير المرفوع المستكن فى (تقوم)
، لوجود الفصل ، والفصل يقوم مقام التوكيد فى تجويز العطف. ونصفه وثلثه ، ويجوز
جرهما ونصبهما. فالجر بالعطف على (ثلثى الليل). والنصب بالعطف على قوله تعالى :
(عَلِمَ أَنْ
سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) (٢٠).
أن. مخففة من
الثقيلة. والسين ، عوض عن التشديد ، وقد يقع التعويض بسوف وقد وحرف النفى ، كما
يعوض بالسين جبرا لما دخل الحرف من النقص.
قوله تعالى : (وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ
خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً) (٢٠).
خيرا ، منصوب
لأنه مفعول ثان ل (تجدوه) ، والهاء هى المفعول الأول ، وهو ، فصل على قول البصريين
، ولا موضع له من الإعراب ، ويسميه الكوفيون عمادا ، ويحكمون له بموضع من الإعراب.
فمنهم من يحكم عليه بإعراب ما قبله ، ومنهم من يحكم عليه بإعراب ما بعده ، وقد
بينا فساده فى كتاب الإنصاف فى مسائل الخلاف .
__________________
«غريب إعراب سورة المدّثر»
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (١).
صفة (أى) وأصله
(المتدثر). إلا أنه أبدلت التاء وإلا لقرب مخرجهما. وأدغمت الدال فى الدال ،
وأدغمت التاء فى الدال ، ولم تدغم الدال فى التاء ، لأن التاء مهموسة والدال
مجهورة ، والمجهور أقوى من المهموس والمهموس أضعف ، فكان إدغام الأضعف فى الأقوى ،
أولى من إدغام الأقوى فى الأضعف.
قوله تعالى : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) (٦).
تستكثر ، جملة
فعلية فى موضع نصب على الحال وتقديره ، ولا تمنن مستكثرا.
قوله تعالى : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) (٨).
فى الناقور ،
فى موضعه وجهان : الرفع والنصب. فالرفع لأنه قام مقام ما لم يسم فاعله ، والنصب
لأن المصدر قام مقام الفاعل ، فاتصل الفعل به بعد تمام الجملة ، فوقع فضله ، فكان
فى موضع نصب.
قوله تعالى : (فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ) (٩).
فذلك ، مبتدأ.
ويومئذ ، بدل منه. ويوم عسير ، خبر المبتدأ. ويجوز أن يكون (يومئذ) خبر المبتدأ ،
إلا أنه بنى على الفتح ، لأنه أضعف إلى غير متمكن ، وهو (إذا) ولا يجوز أن يتعلق
قوله : (يومئذ) بقوله : عسير ، لأن ما تعمل فيه الصفة ، لا يجوز أن يتقدم على
الموصوف.
قوله تعالى : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) (١١).
وحيدا ، منصوب
على الحال من الهاء المحذوفة فى (خلقت) ، وتقديره ، خلقته وحيدا.
قوله تعالى : (لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ) (٢٩).
لواحة ، مرفوع
لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هى لواحة.
قوله تعالى : (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) (٣٠).
فى موضع رفع
لأنها مبتدأ ، وهو مبنى على الفتح ، وعليها خبره. وإنما بنى (تسعة عشر) لأنه تضمن
معنى الحرف. وهو واو العطف ، لأن الأصل فيه ، تسعة عشر. إلا أنه لما حذفت الواو :
تضمنا معنى الحرف ، فوجب أن يبنيا ، وبنيا على حركة تمييزا لهما عما بنى وليس له
حالة إعراب ، وبنيا على الفتح لأنه أخف الحركات.
قوله تعالى : (نَذِيراً لِلْبَشَرِ) (٣٦).
منصوب من خمسة
أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا على المصدر ، أى ، إنذارا للبشر ، فيكون نذير بمعنى إنذار ، كنكير
بمعنى إنكار.
(فَكَيْفَ كانَ
نَكِيرِ) أى ، إنكارى.
والثانى : أن
يكون منصوبا على الحال من (إحدى الكبر).
والثالث : أن
يكون منصوبا على الحال من المضمر فى (قسم) فى أول السورة. وتقديره ، قم نذيرا
للبشر.
والرابع : أن
يكون منصوبا بتقدير فعل ، أى ، صيرها الله نذيرا ، أى. ذات إنذار ، فذكر اللفظ على
النسب.
__________________
والخامس : أن
يكون منصوبا بتقدير ، أعنى ، وتقديره أعنى نذيرا للبشر.
قوله تعالى : (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ
مُعْرِضِينَ (٤٩) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ
مُسْتَنْفِرَةٌ) (٥٠).
ما ، فى موضع
رفع بالابتداء. ولهم ، خبره. ومعرضين ، منصوب على الحال من الضمير فى (لهم) ، والعامل
ما فى (لهم) من معنى الفعل. وعن التذكرة ، وكأنهم حمر ، فى موضع الحال بعد حال ،
أى مشابهين حمرا مستنفرة ، أى نافرة والله أعلم.
«غريب إعراب سورة القيمة»
قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) (١).
لا ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون زائدة ، وإن كانت لا تزاد أولا ، لأنها فى حكم المتوسطة.
والثانى : أنها
ليست زائدة ، بل هى ترد لكلام مقدم فى سورة أخرى. و (لا) الثانية ، غير زائدة.
وقرئ (لأقسم
بيوم القيامة) وهى لام القسم ، وقد جاء عنهم حذف النون مع وجود اللام ، والأكثر فى
كلامهم ثبوت النون مع اللام ، وقيل : إنما حذفت النون لأنه جعله حالا ، والنون
تنقل الفعل من الحال إلى الاستقبال.
قوله تعالى : (بَلى قادِرِينَ) (٤).
قادرين ، منصوب
على الحال ، والعامل فيها محذوف لدلالة الكلام عليه ، وتقديره ، بلى نجمعها
قادرين.
قوله تعالى : (يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ) (٦).
أيان ، مبنى
على الفتح ، وإنما بنى لتضمنه معنى حرف الاستفهام ، لأنه بمعنى (متى) ، وكما أن
متى مبنى لتضمنه حرف الاستفهام ، وكذلك (أيان) ، وبنى على حركة لالتقاء الساكنين ،
وهما الألف والنون ، وكانت الفتحة أولى لأنها أخف الحركات.
قوله تعالى : (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) (٩).
إنما قال : (جمع)
بالتذكير لوجهين.
__________________
أحدهما : أنه
قال : (جمع) ، لأن تأنيث الشمس غير حقيقى ، وإذا كان تأنيثها غير حقيقى ، جاز
تذكير الفعل الذى أسند إليها.
والثانى : أنه
لما جمع بين المذكر والمؤنث ، غلّب جانب المذكر على جانب المؤنث كقولهم : قام
أخواك هند وزيد.
قوله تعالى : (كَلَّا لا وَزَرَ (١١) إِلى رَبِّكَ
يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ) (١٢).
خبر (لا) محذوف
وتقديره ، لا وزر هناك ، أى لا ملجأ. والمستقر ، مبتدأ وإلى ربك ، خبره.
قوله تعالى : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ
بَصِيرَةٌ) (١٤).
بصيرة ، فيه
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
تكون الهاء فيه للمبالغة ، كعلّامة ونسّابة وراوية.
والثانى : أن
حمل الإنسان على النفس ، فلذلك أنث (بصيرة).
والثالث : أن
يكون أنث بصيرة لأن التقدير فيه ، بل الإنسان على نفسه عين بصيرة. فحذف الموصوف ،
وأقيمت الصفة مقامه.
قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢)
إِلى
رَبِّها ناظِرَةٌ) (٢٣).
ناضرة من
النضارة بالضاد. وإلى ربها ناظرة ، من النظر بالبصر بالظاء ، وفى هذه دليل على
إثبات الرؤية ، لأن النظر إذا قرن بالوجه ، وعدّى بحرف الجر ، دل على أنه بمعنى
النظر بالبصر. فقال : نظرت الرجل ، إذا انتظرته ، ونظرت إليه ، إذا أبصرته ، فأما
قول الشاعر :
١٧٥ ـ وجوه يوم بدر ناظرات إلى الرحمن
......
__________________
فتقديره ، إلى أسماء الرحمن ، لأن النصر ينزل من السماء.
قوله تعالى : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) (٣١).
أى ، لم يصدق
ولم يصل ، كقوله تعالى :
(فَلَا اقْتَحَمَ
الْعَقَبَةَ).
أى ، لم يقتحم.
وسنذكره فى موضعه إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى : (ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) (٣٣).
أصله (يتمطط)
أى ، يتبختر ، من المطيطاء ، فأبدل من الطاء الآخرة ياء كقولهم : تظنيت وأصله ،
تظننت ، وأمليت ، وأصله أمللت ، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
قوله تعالى : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) (٣٤).
أولى مبتدأ.
ولك ، خبره. وحذف خبر (أولى) الثانى ، اجتزاء بخبر الأول عنها ، وأولى لا ينصرف
للتعريف ووزن الفعل ، لأنه على وزن أفعل ، وقيل إنه اسم من أسماء الأفعال ل (قاربك).
قوله تعالى : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ
سُدىً) (٣٦).
أن يترك ، سد
مسد مفعولى (يحسب). وسدى ، فى موضع نصب على الحال من المضمر فى (يترك).
قوله تعالى : (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ
الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (٣٩).
الذكر والأنثى
، منصوبان على البدل من (الزوجين).
__________________
قوله تعالى : (عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) (٤٠).
لا يجوز إدغام
إحدى الياءين فى الأخرى ، لأن الحركة فى الثانية حركة إعراب ، وأجاز الفراء فيه
الإدغام لحركة الياء الثانية ، وإن كانت الحركة حركة إعراب ، وأجمعوا على أنه لا
يجوز الإدغام ، إذا كان فى موضع رفع ، لأن الياء الثانية تكون فى حالة الرفع ساكنة
، فلو جاز الإدغام ، لأدى ذلك إلى اجتماع ساكنين ، والإدغام إنما يكون بإدغام ساكن
فى متحرك لا فى ساكن.
«غريب إعراب سورة الإنسان»
قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ) (١).
هل : فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون (هل) بمعنى قد. كقول الشاعر :
١٧٦ ـ سائل فوارس يربوع بشدتنا
|
|
أهل رأونا
بسفح القفّ ذى الأكم
|
أى ، أقد.
والثانى : أن
يكون الاستفهام بمعنى التقرير ، وهو تقرير لمن أنكر البعث ، ولا بد من (نعم) فيقال
له : من أحدثه بعد العدم ، كيف يمتنع عليه إعادته فإن من قدر على إحداث شىء بعد أن
لم يكن ، كان على إعادته أولى.
قوله تعالى : (إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (٣).
شاكرا وكفورا ،
منصوبان على الحال من الهاء فى (هديناه).
قوله تعالى : (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ
سَلاسِلَ وَأَغْلالاً) (٤).
قرئ (سلاسل)
بتنوين وغير تنوين ، فمن نونه فلأنه جاور (أغلالا) كقوله :
(ارجعن مأزورات
غير مأجورات).
وكقولهم :
__________________
لتأتينا
بالغدايا والعشايا .
وقيل : إن صرف
ما لا ينصرف لغة ، وكذا الوجه فى قوله تعالى : (قَوارِيرَا) (١٥).
فيمن نون ،
وقيل : التنوين فيه على تشبيه الفواصل بالقوافى ، لأنهم يلحقون التنوين القوافى ،
كقول الشاعر :
١٧٧ ـ قفانبك من ذكرى حبيب ومنزل
|
|
بسقط اللوى
بين الدخول فحومل
|
وكقول الآخر :
١٧٨ ـ سقيت الغيث أيّتها الخيامن .
وكقول الآخر :
١٧٩ ـ داينت أروى والدّيون تقضن
|
|
فمطلت بعضا
وأدت بعضن
|
__________________
أراد ، يقضى
وبعضا. والشواهد على ذلك كثيرة جدا.
قوله تعالى : (كانَ مِزاجُها كافُوراً (٥) عَيْناً يَشْرَبُ
بِها) (٦).
عينا ، منصوب
من ستة أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا على البدل من قوله : (كافُوراً).
والثانى : أن
يكون منصوبا على التمييز.
والثالث : أن
يكون منصوبا لأن التقدير فيه ، يشربون من كأس ماء عين ، فحذف مفعول (يشربون) ،
وأقام (عينا مقامه).
والرابع : أن
يكون منصوبا على البدل من (كأس) ، على الموضع.
والخامس : أن
يكون منصوبا على الحال من المضمر فى (مزاجها) وفيه خلاف.
والسادس : أن
يكون منصوبا بتقدير أعنى.
ويشرب بها ،
الباء فيها وجهان.
أحدهما : أن
تكون بمعنى (من) أى ، يشرب منها.
والثانى : أن
تكون زائدة ، أى ، يشرب ماءها ، لأن العين لا يشرب وإنما يشرب ماؤها.
قوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ) (١٣).
متكئين ، منصوب
على الحال من الهاء والميم فى (جزاهم) ، وكذلك موضع (لا يرون) ، نصب على الحال مثل
(متكئين) ، أو على الحال من المضمر فى (متكئين).
قوله تعالى : (وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها) (١٤).
دانية ، منصوب
بالعطف على قوله (جنة) وظلالها. مرفوع ب (دانية) ارتفاع الفاعل بفعله.
قوله تعالى : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ
نَعِيماً) (٢٠).
ثم ، فى موضع
نصب من وجهين.
أحدهما : أن
يكون فى موضع نصب ، لأنه ظرف مكان ، ويكون مفعول (رأيت) محذوفا ، وقيل : يكون
منصوبا بتقدير : وما ثم ، وهذا التقدير لا يجيزه البصريون ، لما فيه من حذف الاسم
الموصول ، ويجيزه الكوفيون.
والثانى : أن
يكون فى موضع نصب لأنه مفعول (رأيت).
وثم ، مبنى على
الفتح ، وإنما بنى لوجهين.
أحدهما : أن
يكون بنى لتضمنه لام التعريف ، لأن (ثم) معرفة.
والثانى ، أن
يكون بنى لأنه تضمن معنى الإشارة ، والأصل فى الإشارة أن يكون الحرف ، فكأنه تضمن
معنى الحرف ، وجب أن يبنى ، وبنى على حركة لالتقاء الساكنين ، وكانت الحركة فتحة
لأنها أخف الحركات.
قوله تعالى : (عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ) (٢١).
عاليهم ، بفتح
الياء وسكونها.
فمن قرأ بفتح
الياء جعله منصوبا ، وفى نصبه وجهان.
أحدهما : أن
يكون ظرفا بمعنى (فوقهم).
والثانى : أن
يكون منصوبا على الحال من الهاء والميم فى (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ
وِلْدانٌ)
، أى ، يعلوهم
فى هذه الحالة.
ومن قرأ
بالسكون جعله مرفوعا من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا لأنه مبتدأ. وثياب سندس ، خبره. وعالى ، لفظه لفظ الواحد والمراد به
الجمع ، كالسامر فى قوله تعالى :
(سامِراً تَهْجُرُونَ).
والثانى : أن
يكون مرفوعا لأنه صفة (ولدان). وثياب سندس ، مرفوع ب (عاليهم) ، سواء كان حالا أو
وصفا.
وخضر ، يقرأ
بالجر والرفع. فالجر بالوصف ب (سندس) ، والرفع بالوصف ل (ثياب). وإستبرق ، يقرأ
أيضا بالجر والرفع. فالجر بالعطف على (سندس) ، والرفع بالعطف على (ثياب).
وإستبرق اسم
أعجمى وهو غليظ الديباج ، وأصله ، (استبره) ، فأبدلوا من الهاء قافا كما قالوا :
يرق ومهرق. وأصله بالفارسية : يره ومهره ، فأبدلوا من الهاء قاما فقالوا : يرق
ومهرق ، وألفه ألف قطع ، وهو منصرف لأنه يحسن فيه دخول الألف واللام ، وليس باسم
علم كإبراهيم ، ومن لم يصرفه فقد وهم.
قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ) (٢٣).
نحن فى موضع
نصب على الوصف لاسم (إنّ) ، والمضمر يوصف بالمضمر لأنه فى معنى التوكيد ، لا بمعنى
التحلية ، لأنه يستغنى عن التحلية ولا يستغنى عن التأكيد ، ليتأكد الخبر عنه ، ولا
يجوز أن يكون (نحن) ههنا فصلا لا موضع له من الإعراب ، لأن من شرط الفصل أن يقع
بين معرفتين أو فى حكمهما ولم يوجد ههنا. ونزلنا ، جملة فعلية فى موضع رفع لأنها
خبر (إنّ).
قوله تعالى : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ
كَفُوراً) (٢٤).
أو ، ههنا
للإباحة ، أى ، لا تطع هذا الضرب ، كقولك فى الأمر ، جالس الحسن او ابن سيرين ، أى
أبحتك مجالسة هذا الضرب من الناس ، والنهى فى هذا كالأمر ، ولو قال : لا تطع آثما
لا تطع كفورا ، لانقلب المعنى ، لأنه حينئذ لا تحرم
__________________
طاعتهما كليهما. وذهب الكوفيون إلى أن (أو) بمعنى الواو ، والوجه ما
قدمناه.
قوله تعالى : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ
وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ) (٣١).
والظالمين ،
منصوب بتقدير فعل ، وتقديره ، ويعذب الظالمين. وجاز إضماره ، لأن (أعدّ لهم) دل
عليه. والله أعلم.
«غريب إعراب سورة المرسلات»
قوله تعالى : (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) (١).
إن جعلت (والمرسلات)
بمعنى الرياح ، كان (عرفا) منصوبا على الحال. وإن جعلت (المرسلات) بمعنى الملائكة
، كان (عرفا) منصوبا بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره : والمرسلات بعرف ، أى بمعروف.
قوله تعالى : (فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً (٢) وَالنَّاشِراتِ
نَشْراً) (٣).
فعصفا ونشرا ،
منصوبان على المصدر المؤكد.
قوله تعالى : (فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً (٥) عُذْراً أَوْ
نُذْراً) (٦).
عذرا أو نذرا ،
منصوبان من ثلاثة أوجه.
الأول : أنهما
مصدران منصوبان على المفعول لهما ، أى ، للإعذار والإنذار.
والثانى : أن
يكونا منصوبين على البدل من (ذكر) ، وتقديره ، فالملقيات عذرا أو نذرا.
والثالث : أن
يكونا منصوبين بنفس المصدر وهو (ذكر) ، وتقديره ، أن ذكر عذرا أو نذرا.
قوله تعالى : (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) (٨).
__________________
النجوم ، مرفوع
بفعل مقدر دل عليه (طمست) ، وتقديره ، إذا طمست النجوم طمست. وجواب (إذا) مقدر ،
وتقديره ، وقع الفصل ، وقيل جوابها (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ
لِلْمُكَذِّبِينَ).
قوله تعالى : (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) (١١).
أصل (أقتت)
وقتت ، إلا أنه لما انضمت الواو ضما لازما قلبت همزة ، كقولهم فى وجوه ، أجوه.
قوله تعالى : (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (١٦) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ
الْآخِرِينَ) (١٧).
إنما لم يجزم
العين بالعطف على (نهلك) ، لأنه فى نية الاستئناف وتقديره ، ثم نحن نتبعهم.
قوله تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً) (٢٥).
كفاتا وأمواتا
، منصوبان من ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكونا منصوبين على الحال. أى نجمعهم فى هاتين الحالين.
والثانى : أن
يكون كفاتا جمع كافية ، فيكونان منصوبين بالجمع كقول الشاعر :
١٨٠ ـ غفر ذنبهم غير فخر .
والثالث : أن
يكونا بدلا من (الأرض) ، على معنى أن تكون الأرض إحياء
__________________
نبت ، وأمواتا لا تنبت ، وتقديره ، ألم نجعل الأرض ذات نبات وغير ذات نبات.
قوله تعالى : (كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ) (٣٣).
جمالات ، جمع
جمالة ، وجمالة جمع جمل. كحجر وحجارة ، وذكر وذكارة ، فعلى هذا (جمالات) جمع
الجمع.
قوله تعالى : (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ (٣٥) وَلا يُؤْذَنُ
لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) (٣٦).
يعتذرون ، عطف
على (ينطقون) ، فيعتذرون داخل فى النص كأنه قال : لا ينطقون ولا يعتذرون. كقراءة
من قرأ :
(لا يُقْضى عَلَيْهِمْ
فَيَمُوتُوا).
الياء والنون ،
كأنه قال : لا يقضى عليهم ولا يموتون. فلو حملت الآن على ظاهرها لتناقض المعنى ،
لأنه يصير التقدير ، هذا يوم لا ينطقون فيعتذرون. فيكون ذلك متناقضا لأن الاعتذار
نطق. والله أعلم.
__________________
«غريب إعراب سورة النبأ»
قوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) (١).
عم ، أصله (عن
ما) إلا أنه لما دخلت على (ما) الاستفهامية ، حذفت ألفها للفرق بين الاستفهام
والخبر ، وقد بينا ذلك.
قوله تعالى : (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) (٢).
فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون بدلا من (عم) بإعادة الجار.
والثانى : أن
يكون متعلقا بفعل مقدر ، دل عليه (يتساءلون) ، ولا يكون بدلا ، لأنه لو كان بدلا ،
لوجب أن تكرر (عما) ، لأن حرف الجر المتصل بحرف الاستفهام إذا أعيد ، أعيد مع
الحرف ، كقولهم لك : بكم ثوبك أبعشرين أو ثلاثين. ولا يجوز أن يقال : بعشرين ، من
غير إعادة حرف الاستفهام ، فدل عليه أنه يتعلق بفعل مقدر لا بالفعل الظاهر.
قوله تعالى : (وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً) (٨).
ازواجا ، أى ،
مختلفين. وهو منصوب على الحال من الكاف والميم فى (خلقناكم).
قوله تعالى : (وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) (١٦).
ألفافا ، صفة (جنات)
وفيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون جمع (لفّ ) لأن (فعلا) يجمع على أفعال.
والثانى : أن
يكون جمع (لف) ، و (لف) جمع ألف ولفاء. وفعل بضم الفاء ، يجمع على أفعال فيكون جمع
الجمع.
قوله تعالى : (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) (١٨).
منصوب على
البدل من (يوم) فى قوله تعالى :
(إِنَّ يَوْمَ
الْفَصْلِ).
قوله تعالى : (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) (٢٣).
لابثين ، منصوب
على الحال المقدر ، أى ، مقدرين اللبث. وأحقابا ، منصوب على الظرف ، والعامل فيه :
(لابثين) ، وذكر (أحقابا) للكثرة لا لتجديد اللبث ، كقولك : أقمت سنين وأعواما.
قوله تعالى : (لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا
شَراباً (٢٤) إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً (٢٥)
جَزاءً
وِفاقاً) (٢٦).
لا يذوقون ،
جملة فى موضع نصب من وجهين.
أحدهما : أن
يكون فى موضع نصب على الوصف ل (لابثين).
والثانى : أن
يكون فى موضع نصب على الحال من المضمر فى (لابثين). وحميما وغساقا. نصب على البدل
من قوله :
(بَرْداً وَلا شَراباً).
والحميم ،
ينطلق على الحار والبارد ، إن جعلت البرد من البرودة. فإن جعلته بمعنى (النوم) ،
كان استثناء منقطعا. وجزاء ، منصوب على المصدر.
__________________
قوله تعالى : (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً) (٢٨).
كذّابا. منصوب
لأنه مصدر (كذّب) ، يقال : كذّب كذّابا وتكذيبا. وزيدت الألف فى (كذابا) ، كما
زيدت الهمزة فى (أحسن إحسانا وأجمل إجمالا). وقولهم : تكذيبا ، جعلوا التاء عوضا
عن تضعيف العين ، والياء بدلا من الألف ، وغيروا أوله كما غيروا آخره.
قوله تعالى : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً) (٢٩).
كتابا ، منصوب
على المصدر ، وفى العامل فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون العامل فيه (أحصيناه) ، وهو بمعنى (كتبنا).
والثانى : أن
يكون قدّر له فعل من لفظه دل عليه (أحصيناه). فكأنه قال : كتبناه كتابا. وعلى هذين
الوجهين يحمل قولهم. تبسّم وميض البرق ، وإنه ليعجبنى حبّا ، وإنى لأبغضه كراهية ،
وإنى لأشنؤه بغضا.
قوله تعالى : (جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (٣٦)
رَبِّ
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ
خِطاباً) (٣٧).
جزاء وعطاء
وحسابا ، منصوبات على المصدر. ورب ، يقرأ بالجر والرفع. فالجر على البدل من (ربك)
، والرفع على تقدير مبتدأ محذوف وتقديره ، هو رب السموات. والرحمن ، يقرأ بالجر
والرفع. فالجر على الوصف ل (رب). والرفع من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مبتدأ. ولا يملكون منه ، الخبر ، وحسن أن تكون هذه الجملة خبرا لمكان الهاء
فى (منه).
والثانى : أن
يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو الرحمن.
قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ) (٣٨).
من ، فى موضع
رفع على البدل من الواو فى (لا يتكلمون) ، ويجوز أن يكون فى موضع نصب على الأصل فى
الاستثناء ، والرفع على البدل أوجه الوجهين.
«غريب إعراب سورة النازعات »
قوله تعالى : (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) (١).
صوب على المصدر
، وكذلك (نشطا) و (سبحا) و (سبقا) ، كلها منصوبات على المصدر.
قوله تعالى : (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) (٥).
منصوب من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون مفعولا به ب (المدبرات).
والثانى : أن
يكون منصوبا بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، والمدبرات بأمر. لأن التقدير ليس إلى
الملائكة ، وإنما هو إلى الله تعالى ، فهى مرسلة بما يأمرهما به.
وفى جواب القسم
ههنا ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون جواب القسم مقدرا ، وتقديره ، لنبعثن ، ودل على ذلك إنكارهم للبعث فى قوله
تعالى :
(أَإِنَّا
لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ).
والثانى : أن
يكون جواب القسم ، (إِنَّ فِي ذلِكَ
لَعِبْرَةً).
والثالث : أن
يكون جوابه ، (يَوْمَ تَرْجُفُ)
، على تقدير حذف
اللام ، وتقديره ، ليوم ترجف. وهذا الوجه أضعف الأوجه.
قوله تعالى : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) (٦).
__________________
يوم ، منصوب من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون منصوبا بفعل دل عليه قوله تعالى : (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ
واجِفَةٌ) وتقديره ، وجفت قلوبهم. فيكون (يومئذ) بدلا من (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ).
والثانى : أن
يكون منصوبا بتقدير ، اذكر يوم ترجف.
قوله تعالى : (هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى) (١٨).
هل لك ، فى
كلامهم محمول على (ادعوا) فكأنه قال : ادعوا إلى التزكى. وتزكى ، قرئ (تزكّى)
بالتشديد وأصله تتزكى ، فمنهم من حذف إحدى التاءين للتخفيف ، ومنهم من أبدل من
التاء الثانية زايا ، وأدغم التاء فى الزاى ، ولم يدغم الزاى فى التاء ، لأن فى
الزاى زيادة صوت على ما قدمنا.
قوله تعالى : (فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ
وَالْأُولى) (٢٥).
نكال ، منصوب
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون مفعولا له.
والثانى : أن
يكون مصدرا.
قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ طَغى (٣٧) وَآثَرَ الْحَياةَ
الدُّنْيا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ
هِيَ الْمَأْوى) (٣٩).
الفاء فى (فأما)
جواب (إذا) ، فى قوله تعالى : (فَإِذا جاءَتِ
الطَّامَّةُ) وهى المأوى ، أى المأوى له ، لأنه لا بد من ذكر يعود من
الجملة إلى المبتدأ ، وذهب الكوفيون إلى أن الألف واللام ، عوض عن الضمير العائد
والتقدير فيه ، مأواه ، وقد قدمنا ذكره.
«غريب إعراب سورة عبس»
قوله تعالى : (عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جاءَهُ
الْأَعْمى) (٢).
أن جاءه ، فى
موضع نصب لأنه مفعول له ، وتقديره ، لأن جاءه ، فحذف اللام فاتصل الفعل به. ومنهم
من جعله فى موضع جر ، بإعمال حرف الجر مع الحذف ، لكثرة حذفها معها ، وهى وحرف
الجر فى موضع نصب بالفعل قبلها.
قوله تعالى : (فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى) (٤).
يقرأ (فتنفعه)
، بالرفع والنصب. فالرفع بالعطف على (يذّكّر).
والنصب على
جواب (لعل) بالفاء بتقدير (أن).
قوله تعالى : (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ) (١٧).
ما ، فيها
وجهان.
أحد : أن تكون
تعجبية.
والثانى : أن
تكون استفهامية.
قوله تعالى : (كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ) (٢٣).
لمّا ، حرف جزم
، معناه النفى لما قرب من الحال ، ف (لما) قضى.
لقد قام. ولم
نفى لقام. وما أمره ، تقديره ، لما أمر به ، فحذف الباء من (به) ، ثم حذف الهاء
العائدة إلى (ما) فصار : لما أمره.
قوله تعالى : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ
(٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا) (٢٥).
أنّا ، يقرأ
بالفتح والكسر.
فالفتح من
وجهين.
أحدهما : على
البدل من (طعامه) بدل الاشتمال ، لأن هذه الأشياء تشتمل على الطعام.
والثانى : أن
يكون على تقدير اللام ، وتقديره : لأنا شققنا .
والكسر ، على
الابتداء والاستئناف.
قوله تعالى : (فَإِذا جاءَتِ) (٣٣) جوابه : (لِكُلِّ امْرِئٍ
مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (٣٧).
وتقديره :
استقر لكل امرئ منهم.
__________________
«غريب إعراب سورة كورت»
قوله تعالى : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (١).
إذا ، ظرف
والعامل فيه ، وفى كل (إذا) بعدها قوله تعالى :
(عَلِمَتْ نَفْسٌ ما
أَحْضَرَتْ).
قوله تعالى : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (١٩).
جواب القسم ،
لأن معناه ، أقسم.
وقوله تعالى : (وَما صاحِبُكُمْ) (٢٢).
عطف على جواب
القسم.
كذلك قوله
تعالى : (وَما هُوَ بِقَوْلِ
شَيْطانٍ رَجِيمٍ) (٢٥).
فهما داخلان فى
جواب القسم.
قوله تعالى : (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) (٢٦).
تقديره ، قال ،
أين تذهبون ، إلا أنه حذف حرف الجر كما حذف من قولهم : ذهبت الشام. أى إلى الشام.
__________________
قوله تعالى : (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) (٢٨). لمن ، بدل من قوله (للعالمين) بدل بعض من كل.
قوله تعالى : (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) (٢٤).
قرئ بالظاء
والضاد ، فمن قرأ (بظنين) بالظاء ، أراد به (بمتهم) ، ومن قرأ بالضاد أراد (ببخيل)
والله أعلم.
«غريب إعراب سورة انفطرت »
قوله تعالى : (ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ) (٦).
ما ، استفهامية
فى موضع رفع ، لأنه مبتدأ. وغرّك ، خبره.
قوله تعالى : (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (٨).
ما ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون زائدة و (فى) تتعلق ب (ركّبك) ، وتقديره ركّبك فى أى صورة شاء ، فحذف (ما).
والثانى : أن
تكون (ما) شرطية وشاء ، فى موضع جزم ب (ما). وركّبك ، جواب الشرط. و (فى) فى هذا
الوجه متعلقة بعامل مقدر ، لأن ما بعد حرف الشرط لا يعمل فيما قبله. ولا يكون
متعلقا (بعد لك). لأن الاستفهام لا يتعلق بما قبله ، فوجب أن يكون متعلقا بعامل
مقدر بعد قوله (فى أى صورة) ، وتقديره : كونك فى أى صورة.
قوله تعالى : (يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ
شَيْئاً) (١٩).
يوم ، يقرأ
بالرفع والنصب.
فالرفع من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون مرفوعا على البدل من (يوم الدين) المرفوع.
__________________
والثانى : أن
يكون مرفوعا لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو يوم لا تملك.
والنصب على
البدل من (يوم الدين) الأول المنصوب. ويجوز أن تكون الفتحة فيه فتحة بناء لا فتحة
إعراب. ويكون فى موضع رفع على البدل من (يوم الدين) المرفوع ، إلا أنه لإضافته إلى
غير متمكن .
__________________
«غريب إعراب سورة المطففين»
قوله تعالى : (كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ) (٣).
فى الهاء
والميم فى (كالوهم) و (وزنوهم) وجهان.
أحدهما : أن
يكون ضميرا منصوبا (لكالوهم ووزنوا) ، وتقديره ، كالوا لهم. ووزنوا لهم. فحذفت
اللام ، فاتصل الفعل به.
والثانى : أن
يكون (هم) ضميرا مرفوعا مؤكدا لما فى (كالوهم ووزنوا). فعلى الوجه الأول يكتب (كالوا
ووزنوا) بالألف ، وعلى الوجه الثانى لا يكتب بالألف وهو فى المصحف مكتوب بغير
الألف.
قوله تعالى : (لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥) يَوْمَ يَقُومُ
النَّاسُ) (٦)
يوم الثانى :
فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون منصوبا بفعل مقدر دل عليه (مبعوثون) ، وتقديره ، مبعوثون يوم يقوم الناس.
والثانى : أن
يكون بدلا من موضع الجار والمجرور فى قوله تعالى : (لِيَوْمٍ عَظِيمٍ).
قوله تعالى : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي
سِجِّينٍ) (٧).
سجّين ، فعيل
من السجن ، وقيل : النون فيه بدلا من اللام.
قوله تعالى : (كِتابٌ) (٩).
مرفوع لأنه خبر
مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو كتاب مرقوم ، أى هو فى موضع كتاب مرقوم. وكذا التقدير
فى :
(عِلِّيُّونَ (١٩)
كِتابٌ
مَرْقُومٌ) (٢٠).
فحذف المبتدأ
والمضاف جميعا ، وإنما وجب هذا التقدير ، لقيام الدليل على أن (عليين) مكان. قال
النبى صلىاللهعليهوسلم :
«إنكم لترون
أهل عليين كما يرى الكوكب الذى فى أفق السماء ، وإن أبا بكر وعمر منهم» ، وعليين ،
جمع لا واحد له كعشرين ، سمى به وقيل : إن (عليين) هم الملائكة لأنهم الملأ الأعلى
، ولهذا جمع بالواو والنون. فهذه الآية تدل على أنه إذا سمى بجمع الصحة ، أن
الأحسن أن يبقى على حكمه ، لأنه سبحانه قال : (لَفِي عِلِّيِّينَ) فجعله فى موضع الجر بالياء.
وقال : (وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ) فجعله فى الرفع بالواو ، فدل على أن هذا أفصح اللغات
فيه.
قوله تعالى : (ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ
بِهِ تُكَذِّبُونَ) (١٧).
هذا ، فى موضع
رفع لأنه مبتدأ ، وخبره (الذى) ، والجملة عند بعض النحويين فى موضع رفع ، لأنها فى
موضع مفعول ما لم يسم فاعله. وأنكره بعض النحويين ، وذهب إلى أن الجملة لا تقام
مقام الفاعل ، وإنما الذى يقوم مقام الفاعل ههنا ، هو المصدر المقدر.
قوله تعالى : (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧ عَيْناً) (٢٨).
عينا ، منصوب
من أربعة أوجه.
الأول : أن
يكون منصوبا على التمييز.
والثانى : أن
يكون منصوبا على الحال لأنها بمعنى جارية ، فهى حال من (تسنيم) ، على أن (تسنيما)
اسم للماء الجارى من علو الجنة ، فهو معرفة ، وتقديره ، ومزاجه من الماء جاريا من
علو.
والثالث : أن
يكون منصوبا ب (تسنيم) ، وهو مصدر ، كقوله تعالى :
(أَوْ إِطْعامٌ فِي
يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً).
وتقديره ومزاجه
من ماء تسنيم عينا.
والرابع : أن
يكون منصوبا بتقدير (أعنى عينا). ويشرب ، جملة فعلية فى موضع نصب على الموضع لقوله
: (عينا). والباء فى (بها) فيها وجهان.
أحدهما : أن
تكون زائدة ، وتقديره ، يشربها ، أى يشرب منها.
والثانى : أن
تكون (الباء) بمعنى (فيها) وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (٣٥) هَلْ ثُوِّبَ
الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) (٣٦).
هل ثوّب الكفار
، فى موضع نصب ب (ينظرون) ، وقيل : لا موضع لها من الإعراب ، لأنها مستأنفة. وقرئ
: هل ثوب بإدغام اللام فى التاء وبإظهارها ، فمن أدغم فلما بينهما من المناسبة ،
لأنهما من حروف طرف اللسان والثنايا العليا.
__________________
«غريب إعراب سورة انشقت»
قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (١).
إذا ، ظرف ،
والعامل فيه ، جوابه ، واختلفوا فى جوابه ، فمنهم من قال : إن جوابه مقدر ،
وتقديره ، بعثتم. ومنهم من ذهب إلى أن جوابه (أذنت) ، والواو فيها زائدة وتقديره ،
إذا السماء انشقت أذنت. ومنهم من ذهب إلى أن جوابه قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ) على تقدير ، فيأيها الإنسان ، فحذفت الفاء. ومنهم من
ذهب إلى أن جوابه قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ
أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ).
قوله تعالى : (ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) (١٤).
أن ، سدت مسد
مفعولى (ظن). وظن وما عملت فيه ، فى موضع رفع ، لأنها خبر (إن).
قوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) (١٩).
أى حالا بعد
حال. وعن ، تأتى بمعنى (بعد). ومنه قولهم : سادوا كابرا عن كابر ، أى ، بعد كابر.
وقول الشاعر :
١٨١ ـ وتضحى فتيت المسك فوق فراشها
|
|
نئوم الضّحى
لم تنتطق عن تفضّل
|
أى ، بعد تفضل.
قوله تعالى : (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٢٠).
__________________
لا يؤمنون ، فى
موضع نصب على الحال من الهاء والميم فى (لهم) ، والعامل فيه معنى الفعل الذى تعلقت
به اللام فى (لهم) ، وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢٤) إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا) (٢٥).
الاستثناء ههنا
فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون الاستثناء ههنا من الجنس ، فيكون (الذين آمنوا) فى موضع نصب ، لأنه استثناء
من الهاء والميم فى (بشرهم).
والثانى : أن
يكون الاستثناء ههنا منقطع الجنس ، فيكون منصوبا لأن الاستثناء المنقطع منصوب.
«غريب إعراب سورة البروج»
قوله تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) (١).
والسماء ، قسم
، وفى جوابه وجهان.
أحدهما : أن
يكون جوابه مقدرا ، وتقديره ، لتبعثن.
والثانى : أن
يكون جوابه :
(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ
لَشَدِيدٌ).
قوله تعالى : (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) (٢).
وتقديره ،
الموعود به ، إلا أنه حذف للعلم به ، وإنما وجب هذا التقدير ، لأن (الموعود) وصف ل
(اليوم) ، ولا بد أن يعود من الوصف إلى الموصوف ذكر.
قوله تعالى : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (٤) النَّارِ ذاتِ
الْوَقُودِ) (٥).
النار ، مجرور
على البدل من (الأخدود) وهو بدل الاشتمال ، وذهب بعض الكوفيين إلى أنه مخفوض على
الجوار. والصحيح هو الأول.
قوله تعالى : (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) (١٥).
يقرأ (المجيد)
بالجر والرفع.
فالجر من
وجهين.
أحدهما : أن
يكون مجرورا على أنه وصف (للعرش).
والثانى : على
أن يكون صفة (ربك) من قوله تعالى :
(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ
لَشَدِيدٌ).
وقوى هذا الوجه
، أن (المجيد) من صفات الله ، فكان جعله وصفا (للرب) أولى. والرفع على أنه صفة (ذو)
أو خبر بعد خبر.
قوله تعالى : (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) (١٦).
فعّال ، مرفوع
من ثلاثة أوجه.
الأول : أنه
بدل من (ذو العرش).
والثانى : أنه
خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو فعال.
والثالث : أنه
خبر بعد خبر.
قوله تعالى : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (١٧) فِرْعَوْنَ
وَثَمُودَ) (١٨).
فرعون وثمود ،
فى موضع جر على البدل من (الجنود). وقيل فى موضع نصب بتقدير أعنى.
قوله تعالى : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ
مَحْفُوظٍ) (٢٢)».
يقرأ (محفوظ)
بالجر والرفع.
فالجر على
الوصف ل (لوح).
والرفع على
الوصف (لقرآن).
«غريب إعراب سورة الطارق»
قوله تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها
حافِظٌ) (٤). يقرأ (لما) بالتخفيف والتشديد.
من قرأ
بالتخفيف ، جعل (ما) زائدة ، و (إن) مخففة من الثقيلة وتقديره ، إن كل نفس لعليها
حافظ.
ومن قرأ
بالتشديد ، جعل (إن) بمعنى (ما) ، و (لمّا) بمعنى (إلا) كقولك : نشدتك الله لمّا
فعلت. أى ، إلا فعلت. وتقديره ، ما كل نفس إلا عليها حافظ.
قوله تعالى : (إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (٨) يَوْمَ تُبْلَى
السَّرائِرُ) (٩).
إنه ، الهاء
فيها وجهان.
أحدهما : أنها
تعود على الماء. أى على رجع الماء إلى موضعه من الصلب لقادر.
والثانى : أن
تعود على الإنسان ، أى على بعثه لقادر.
ويوم تبلى ،
ظرف ، ولا يجوز أن يتعلق ب (رجعه) ، لأنه يؤدى إلى الفصل بين الصلة والموصول بخبر (إن)
، وهو قوله تعالى : (لَقادِرٌ)
، وفيما يتعلق
به وجهان.
أحدهما : أنه
يتعلق بفعل يدل عليه قوله : (رَجْعِهِ)
، وتقديره ،
يرجعه يوم تبلى السرائر.
والثانى : أنه
يتعلق بقوله : (لَقادِرٌ)
: والوجه الأول
أوجه ، لأن الله قادر فى جميع الأوقات ، فأى فائدة فى تعيين هذا الوقت ، ومن جعل
الهاء عائدة على (الماء) لا على (الإنسان) ، نصب (يوم) ب (تبلى) بتقدير ، اذكر ،
لأنه لم يرد أن يخبر أنه قادر على رد الماء إلى موضعه من الصلب فى الآخرة ، والله
أعلم.
«غريب إعراب سورة سبّح »
قوله تعالى : (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (٤)
فَجَعَلَهُ
غُثاءً أَحْوى) (٥).
إن جعلت (جعله)
بمعنى (خلق) ، كان (غُثاءً أَحْوى) منصوبا على الحال. وإن جعلته بمعنى (صيّر) ، كان (غثاء
أحوى) نصبا لأنه مفعول ثان. أى جعله غثاء أسود يابسا. وقيل : تقديره ، الذى أخرج
المرعى أحوى أخضر فجعله غثاء.
ولا يكون قوله
تعالى :
(فَجَعَلَهُ غُثاءً)
فصلا بين الصلة
والموصول لأن قوله : (فَجَعَلَهُ غُثاءً) داخل فى الصلة ، والفصل بين بعض الصلة وبعضها غير ممتنع
، وإنما الممتنع الفصل بين بعضها وبعض بأجنبى عنها.
قوله تعالى : (فَلا تَنْسى) (٦).
لا ، نافية لا
ناهية ، ولهذا ثبتت الألف فى قوله : (تنسى) معناه ، لست ناسيا.
قوله تعالى : (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى) (٩).
جواب (إن)
مدلول قوله : (فذكّر) وقد قام مقامه ، وسد مسده. والله أعلم.
__________________
«غريب إعراب سورة الغاشية»
* قوله تعالى : (لا تَسْمَعُ فِيها
لاغِيَةً) (١١).
يقرأ (لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً)
، بفتح التاء
ونصب (لاغية) ، وبضم التاء ورفع (لاغية) ، وبضم الياء ورفع (لاغية).
فمن قرأ بفتح
التاء ونصب (لاغية) ، كانت التاء للخطاب ، والفعل مبنى للفاعل ، ولاغية ، مفعول (تسمع).
ولاغية ، مصدر كالعافية والعاقبة.
ومن قرأ بضم
التاء ورفع (لاغية) ، كان الفعل مبنيا لما لم يسم فاعله. ولاغية ، مرفوع لأنه
مفعول ما لم يسم فاعله.
ومن قرأ بضم
التاء ورفع (لاغية) فإنه بنى الفعل لما لم يسم فاعله وذكّر اللاغية لوجهين.
أحدهما : أنه
أراد ب (اللاغية) اللغو. وهو مذكر.
والثانى : أنه
فصل بين الفعل والفاعل ، كقولك : حسن اليوم دارك واضطرم الليلة نارك. وكقولهم :
حضر القاضى اليوم امرأة. وإذا جاز التذكير مع المؤنث الحقيقى ، فمع غير الحقيقى
أولى.
قوله تعالى : (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢) إِلَّا مَنْ
تَوَلَّى وَكَفَرَ) (٢٣).
قرئ (بمسيطر)
بالسين والصاد.
__________________
فمن قرأ بالسين
فعلى الأصل.
ومن قرأ بالصاد
، أبدل من السين صادا ، لتوافق الطاء فى الاستعلاء والإطباق ، كقوله تعالى :
(وَزادَهُ بَسْطَةً
فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ).
وأصله (بسطة)
فأبدل من السين صادا ، لتوافق الطاء فى الإطباق ، وكذلك قالوا : الصراط فى السراط
، وصطر فى سطر. وهذا النحو كثير فى كلامهم. وإلا من تولى ، فى موضع نصب لأنه
استثناء من غير الجنس ، وقيل هو استثناء من الجنس ، وتقديره ، إنما أنت مذكر الناس
إلا من تولى وكفر. وقيل : (من) فى موضع جر ، لأنه بدل من الهاء والميم فى (عليهم).
قوله تعالى : (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ) (٢٥).
بتخفيف الباء ،
آب يؤوب إيابا ، نحو : قام يقوم قياما ، وأصله : إوابا وقواما ، إلا أنه أعل
المصدر لاعتلال الفعل ، وقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلهما.
وقرئ (إيّابهم)
بتشديد الياء ، وأنكره أبو حاتم ، وقال : لو كان كذلك لوجب أن يقال : إوّاب ، لأنه
وزن فعّال ولو أراد ذلك لقال : إوّاب كما قالوا : دينار وديوان وقيراط ، وأصلها
دنّار ، ودوّان ، وقرّاط. فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلهما. وقال أبو الفتح بن
جنى : يجوز أن يكون أراد : إوّابا. إلا أنه قلبت الواو ياء استحسانا طلبا للخفة لا
وجوبا ، كقولهم : ما أحيله ، وهو من بنات الواو ، وقد روى أنهم قالوا : اجلوذ ،
اجلياذا وإن كان المشهور : اجلواذا. وقال أيضا يجوز أن يكون أوببت على وزن فوعلت
نحو : حوقلت ، وجاء مصدره على وزن الفيعال ، نحو الحيقال ، فصار (إيوابا) ،
فاجتمعت الياء والواو والسابق منهما ساكن فقلبت الواو ياء ، وأدغمت الياء فى الياء
فصار (إيّابا). والله اعلم.
__________________
«غريب إعراب سورة والفجر »
قوله تعالى : (وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ) (٢).
هذا قسم ، وفى
جوابه وجهان.
أحدهما : أن
يكون قوله تعالى :
(إِنَّ رَبَّكَ
لَبِالْمِرْصادِ).
والثانى : أن
يكون مقدرا وتقديره ، لتبعثن.
قوله تعالى : (كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ (٦)
إِرَمَ) (٧).
إرم ، مجرور
على البدل ، أو عطف البيان ، ولا يجوز أن يكون وصفا ، لأنه ليس مشتقا. وإرم لا
ينصرف للتعريف والتأنيث ، والدليل على التأنيث أنه وصفها بقوله : (ذاتِ الْعِمادِ).
قوله تعالى : (وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ
الْمِسْكِينِ) ١٨.
فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون (طعام) المسكين ، بمعنى (إطعام) ، فيكون اسما أقيم مقام المصدر كقولهم : سلمت
عليه سلاما. أى ، تسليما. وكلمته كلاما. أى ، تكليما.
وكقول الشاعر :
١٨٢ ـ وبعد عطائك المائة الرتاعا .
__________________
أى ، إعطائك. فأقام العطاء مقام الإعطاء ، وإقامة الاسم مقام المصدر كثير
فى كلامهم.
والثانى : أن
يكون التقدير فيه : ولا تحضون على إطعام طعام المسكين فحذف المضاف وأقيم المضاف
إليه مقامه.
قوله تعالى : (إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) (٢١).
جواب (إذا)
قوله تعالى :
(فَيَوْمَئِذٍ لا
يُعَذِّبُ عَذابَهُ).
ودكّا دكّا ،
منصوب على المصدر المؤكد ، وكرر للتأكيد.
قوله تعالى : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) (٢٢).
صفّا صفّا ،
منصوب على المصدر فى موضع الحال.
قوله تعالى : (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ
يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ) (٢٣).
بجهنم ، فى
موضع رفع ، لأنه مفعول ما لم يسم فاعله ، وكان مرفوعا لقيامه مقام الفاعل ، وقيل :
المصدر المقدر ، هو مفعول ما لم يسم فاعله. ويومئذ الأول ، ظرف يتعلق ب (جىء).
ويومئذ الثانى ، فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون بدلا من (يومئذ) الأول.
والثانى : أنه
يتعلق ب (يتذكر).
قوله تعالى : (لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ (٢٥)
وَلا
يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ) (٢٦).
__________________
يقرأ (يعذب)
بكسر الذال وفتحها ، وبكسر الثاء وفتحها.
فمن قرأ بكسر
الذال والثاء ، كان تقديره لا يعذّب أحد أحدا عذابا مثل عذابه ، ولا يوثق أحد أحدا
وثاقا مثل وثاقه. والهاء تعود إلى الله تعالى ، وإن لم يجر له ذكر ، لدلالة الحال
عليه. وعذابه ووثاقه ، منصوبان على المصدر ، والمصدر مضاف إلى الفاعل. وأحد ،
مرفوع لأنه الفاعل.
ومن قرأ
بفتحهما كان تقديره ، لا يعذّب أحد مثل عذابه ، ولا يوثق أحد مثل وثاقه. والهاء
تعود على الإنسان لتقدم ذكره ، والمصدر مضاف إلى المفعول. وأحد ، مرفوع لأنه مفعول
ما لم يسم فاعله.
«غريب إعراب سورة البلد»
قوله تعالى : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) (١١).
أى ، لم يقتحم
، و (لا) مع الماضى ، (كلم) مع المستقبل ، كقوله تعالى :
(فَلا صَدَّقَ وَلا
صَلَّى) أى ، لم يصدّق ولم يصلّ ، وكقول الشاعر :
١٨٣ ـ وأى عبد لك لا ألمّا
أى ، لم يلم.
قوله تعالى : (وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢)
فَكُّ
رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي
مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيماً) (١٥).
ما العقبة
تقديره ، ما اقتحام العقبة. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. وفك رقبة ،
مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، اقتحامها فك رقبة. أو إطعام ، عطف عليه.
ويتيما ، منصوب ، لأنه معمول (إطعام) ، وهو مصدر (أطعم) ، وتقديره أن أطعم يتيما
كقول الشاعر :
__________________
فلو لا رجاء
النّصر منك ورهبة
|
|
عقابك قد
صاروا لنا كالموارد
|
قوله تعالى : (ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) [٢٣٦ / ١]» (١٧).
اسم كان مضمر
فيها ، ثم كان مقتحمها من الذين آمنوا. وإنما قال : ثم كان من الذين آمنوا. وإن
كان الإيمان فى الرتبة مقدما على العمل ، لأن (ثم) إذا عطفت جملة على جملة ، لا
تفيد الترتيب ، بخلاف ما إذا عطفت مفردا على مفرد ، وقيل : أراد به الدوام على
الإيمان. والله اعلم.
__________________
«غريب إعراب سورة الشمس»
قوله تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) (١).
الواو الأولى
واو القسم ، وسائر الواوات عطف عليها ، وجواب القسم فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون مقدرا.
والثانى : أن
يكون :
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ
زَكَّاها)
وتقديره : (لقد
أفلح من زكاها).
(وَالسَّماءِ وَما
بَناها) (٥).
ما ، فيها
ثلاثة أوجه.
الأول : أن
تكون مصدرية ، وتقديره ، وبنائها.
والثانى : أن
تكون بمعنى الذى وتقديره ، والذى بناها.
والثالث : أن
تكون بمعنى (من) وتقديره ، ومن بناها.
وقد جاءت (ما)
بمعنى (من) فإنه حكى عن أهل الحجاز أنهم يقولون للرعد : سبحان ما سبحت له ، أى :
سبحان من سبحت له. وهو قول لأهل النضير.
قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩)
وَقَدْ
خابَ مَنْ دَسَّاها) (١٠).
أصل (دسّاها)
دسّسها. فاجتمعت الأمثال. فوجد الاستثقال. فأبدل من السين
__________________
الأخيرة ياء كما قالوا : تظنّيت فى تظنّنت. وقصّيت أظفارى ، فى قصصت ، ويقضّى
فى يقضّض. قال الشاعر :
١٨٤ ـ تقضّى البازى إذا البازى .
أراد : تقضض.
فأبدل من الضاد الأخيرة ياء. وكذلك ههنا. أبدل من السين الأخيرة ياء ، فصار (دسيها)
، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
قوله تعالى : (ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها) (١٣).
ناقة ، منصوب
بتقدير فعل ، وتقديره ، احذروا ناقة الله. وسقياها عطف عليه.
قوله تعالى : (فَسَوَّاها (١٤)
وَلا
يَخافُ عُقْباها) (١٥).
الهاء فى (سوّاها)
، تعود على الدّمدمة. ولا يخاف عقباها ، فى موضع نصب على الحال ، وتقديره ، سوّاها
غير خائف عاقبتها. والله أعلم.
__________________
«غريب إعراب سورة والليل »
قوله تعالى : (وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (٣).
فيها الثلاثة
الأوجه التى ذكرناها فى الشمس ، فى قوله تعالى :
(وَالسَّماءِ وَما
بَناها).
ويجوز الجر فى (الذكر
والأنثى) ، على البدل من (ما).
قوله تعالى : (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) (٤).
جواب القسم.
قوله تعالى : (إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ
الْأَعْلى) (٢٠).
منصوب لأنه
استثناء منقطع.
وزعم بعض
الكوفيين أنه يجوز فيه الرفع على البدل من موضع (نعمة) ، وهو ضعيف.
__________________
«غريب إعراب سورة والضحى »
قوله تعالى : (وَالضُّحى) (١).
قسم ، وجواب
القسم :
(ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ
وَما قَلى).
وقرئ (ودعك)
بالتخفيف ، أى تركك ، كقول الشاعر :
١٨٥ ـ ليت شعرى عن خليلى ما الذى
|
|
غاله فى الحب
حتى ودعه
|
أى ، تركه.
وقول الآخر :
١٨٦ ـ فسعى مسعاته فى قومه
|
|
ثم لم ينزل
ولا عجزا ودع
|
__________________
أى ، ترك. وما
قلى ، أى ، ما قلاك ، فحذف الكاف وهى مفعول ، وكذلك حذف الكاف التى هى المفعول من
قوله : (فَآوى) وتقديره فآواك ، وكذلك حذفها من قوله : (فَأَغْنى) وتقديره فأغناك ، والحذف للتخفيف كثير.
قوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (٥).
إنما دخلت
اللام على (سوف) دون السين ، لأن (سوف) أشبهت الاسم لأنها على ثلاثة أحرف ، بخلاف
السين فإنها على حرف واحد. ولم تدخل النون مع اللام ههنا ، وإن كانت النون لا تكاد
تنفك عن اللام فى هذا النحو لمكان (سوف) ، لأن النون إنما تدخل مع اللام لتدل على
أن اللام (لام) قسم ، لا (لام) ابتداء ، فلما دخلت على (سوف) علم أنها لام قسم ،
لا (لام) ابتداء ، لأن (لام) الابتداء لا تدخل على سوف.
ويعطيك ، يتعدى
إلى مفعولين وحذف ههنا أحدهما ، وتقديره ، ولسوف يعطيك ربك ما تريده فترضى. وهو من
الأفعال التى يجوز الاقتصار فيها على أحد المفعولين دون الآخر. ألا ترى أنه يجوز
أن تقول فى (أعطيت زيدا درهما) ، أعطيت زيدا. فتذكر ما أعطيت ، ولا تذكر من أعطيت .
قوله تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ
فَلا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ
رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (١١).
اليتيم ، منصوب
لأنه مفعول (تقهر). و (السائل) ، منصوب لأنه مفعول (تنهر).
والباء فى (بنعمة)
تتعلق ب (حدّث). والفاء فى (فلا تقهر وفلا تنهر وفحدث) ، جواب (أمّا) فى هذه
المواضع ، لأن فيها معنى الشرط. وقد قدمنا ذكره. والله أعلم.
__________________
«غريب إعراب سورة والتين »
قوله تعالى : (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) (٣).
فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون (الأمين) من الأمن ، فيكون فعيلا بمعنى فاعل ، كعليم بمعنى عالم.
والثانى : أن
يكون (الأمين) بمعنى (المؤمن) ، أى ، يؤمن من يدخله ، على ما قال تعالى :
(وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ
آمِناً).
فيكون فعيل
بمعنى مفعل ، كحكيم بمعنى محكم ، وسميع بمعنى مسمع. قال الشاعر : هو عمرو بن معدى
كرب :
١٨٧ ـ أمن ريحانة الدّاعى السميع
|
|
يؤرقنى
وأصحابى هجوع
|
السميع ، أى ،
المسمع.
قوله تعالى : (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ) (٣).
ما ، استفهامية
فى موضع رفع بالابتداء* ، ويكذبك ، خبره.
__________________
«غريب إعراب سورة القلم »
قوله تعالى : (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) (٣).
وربك الأكرم ،
جملة اسمية فى موضع نصب على الحال من المضمر فى (اقرأ).
قوله تعالى : (أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) (٧).
أن رآه ، فى
موضع نصب على أنه مفعول له ، وتقديره ، لأن رآه ، وأصله (رأيه) ، فتحركت الياء
وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا ، ورأى يتعدى إلى مفعولين لأنه من رؤية القلب ،
فالمفعول الأول الهاء ، والمفعول الثانى : (استغنى) وقرئ (رأه) ، بهمزة من غير ألف
بعدها ، وفيها ثلاثة أوجه.
الأول : أن
يكون حذفت منه اللام ، وهى لام الفعل كما حذفت فى (حاش لله).
والثانى : إنما
حذفت منه الألف لأنه مضارع (يرى) ، وقد حذفت عينه بعد نقل حركتها إلى ما قبلها ،
فلما سكن حرف الهمزة ههنا لأنه يستثقل عنه للحركة ، فحذفت اللام.
والثالث : أن
يكون حذفت لسكونها وسكون السين فى (استغنى) ، لأن الهاء حرف خفى لا يعد حاجزا ،
وأجرى فى الوقف مجرى الوصل ، لئلا يختلف ، وهذا أضعف الأوجه.
قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى) (٩).
يقرأ بالهمزة
وتخفيفها وإبدالها ألفا. فمن همز فعلى الأصل ، ومن خففها جعلها بين
__________________
الهمزة والألف ، لأن حركة الهمزة فتحة ، وتخفيف الهمزة أن تجعل بين الهمزة
والحرف الذى حركتها منه. ومن أبدل جعل الهمزة ألفا تشبيها لها بما إذا كانت ساكنة
، مفتوحا ما قبلها وليس لقياس ولا مطرد.
قوله تعالى : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥)
ناصِيَةٍ
كاذِبَةٍ) (١٦).
النون فى (لنسفعن)
نون التوكيد الخفيفة وتكتب بالألف عند البصريين كالتنوين ، وبالنون عند الكوفيين ،
وهى مكتوبة فى المصحف بالألف ، كمذهب البصريين. ونظيرها قوله تعالى :
(وَلَيَكُوناً مِنَ
الصَّاغِرِينَ).
يكتب (ليكونا)
بالألف أيضا ، وليس فى القرآن لهما نظير. ناصية كاذبة ، بدل من (الناصية) ، وهذا
بدل النكرة من المعرفة.
قوله تعالى : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) (١٧).
أى ، أهل مجلسه
أهل ناديه فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
__________________
«غريب إعراب سورة القدر»
قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) (١).
الهاء ، يراد
بها القرآن ، وأضمر وإن لم يجر له ذكر ، للعلم به ، وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ
شَهْرٍ) (٣).
تقديره ، (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) لا ليلة قدر فيه فحذف الصفة.
قوله تعالى : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥).
هى ، مبتدأ.
وسلام ، خبر مقدم ، ولا يجوز أن يكون خبره (حَتَّى مَطْلَعِ
الْفَجْرِ)
، لعدم الفائدة
فيه ، لأن كل ليلة كذلك ، وإنما وجب هذا التقدير ، ليصح أن يعلق (حتى) به ، لأنه
لو حمل الكلام على ظاهره ، لكان يؤدى إلى تقديم الصلة وهى (حتى) ، على الموصول وهو
(سلام) وتقديم الصلة على الموصول لا يجوز ، ويجوز أن يكون متعلقا بقوله : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ).
قوله تعالى : (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥).
أى إلى مطلع
الفجر ، ويقرأ (مطلع) بفتح اللام و (مطلع) بكسرها ، والقياس هو الفتح ، لأنه من (طلع
يطلع) بضم العين من المضارع ، والكسر على خلاف القياس ، وهما لغتان. والله أعلم.
«غريب إعراب سورة لم يكن »
قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ
أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ) (١).
والمشركين ،
معطوف على (أهل الكتاب). ومنفكين ، خبر كان. ومنفكين تامة لا خبر لها ، لأنها
بمعنى (متفرقين) ، كقولك انفكت يده. ولو كانت ناقصة كقولك : ما انفك زيد قائما ،
أى ما زال زيد قائما ، لافتقرت إلى خبر.
قوله تعالى : (رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا) (٢).
مرفوع على
البدل من (البيّنة) قبله ، أو على تقدير مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هى رسول.
وقرئ :
(رسولا من الله)
بالنصب على الحال.
قوله تعالى : (دِينُ الْقَيِّمَةِ) (٥).
أى ، الملة
القيمة ، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه ، ولو لا هذا التقدير ، لكان ذلك يؤدى
إلى أن يكون ذلك إضافة الشىء إلى نفسه ، وذلك لا يجوز وأجازه الكوفيون ، إذا اختلف
لفظ المضاف والمضاف إليه ، وإن كانا بمعنى واحد.
__________________
قوله تعالى : (جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ
عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) (٨).
خالدين ، منصوب
على الحال من مضمر مقدر ، وتقديره ، يجزونها خالدين فيها. وأبدا ، ظرف زمان مستقبل
، يتعلق ب (خالدين). فأبدا ، للمستقبل. وقط ، للماضى. يقول : والله لا أكلمه ابدا
وما كلمته قط. ولو قلت : والله ما أكلمه قط ، ولا كلمته أبدا ، لكان فاسدا.
«غريب إعراب سورة الزلزلة»
قوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) (١).
إذا ، ظرف وفى
العامل فى (إذا) وجهان.
أحدهما : أن
يكون العامل فيه (فمن يعمل).
والثانى : أن
يكون العامل فيه (تحدث) ، ويكون (يومئذ) تكرارا ، وتقديره ، إذا زلزلت الأرض تحدث
أخبارها.
وزلزالها ،
منصوب على المصدر ، وهو مكسور الأول ، ولو فتح لكان اسما ، وقيل هو بالفتح أيضا
مصدر.
قوله تعالى : (يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً) (٦).
أشتاتا ، جمع (شتّ)
وهو المتفرق ، وهو منصوب على الحال من (الناس).
قوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ
خَيْراً يَرَهُ) (٧).
من ، شرطية فى
موضع رفع بالابتداء. ويره ، خبره.
وكذلك قوله
تعالى : (وَمَنْ يَعْمَلْ
مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٨). والله أعلم.
«غريب إعراب سورة والعاديات »
قوله تعالى : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١)
فَالْمُورِياتِ
قَدْحاً) (٢).
ضبحا ، منصوب
على المصدر فى موضع الحال. وقدحا ، مصدر مؤكد ، لأن (الموريات) بمعنى (القادحات).
(فَالْمُغِيراتِ
صُبْحاً (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) (٤).
صبحا ، منصوب
على الظرف. وأثرن ، عطف على قوله : (فَالْمُغِيراتِ) لأن المعنى ، اللاتى أغرن صبحا فأثرن به نقعا. والهاء
فى (به) تعود إلى المكان ، وإن لم يجر له ذكر لدلالة الحال عليه.
قوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) (٦).
جواب القسم ،
واللام فى (لربه) يتعلق ب (كنود) وتقديره ، إن الإنسان لكنود لربه. وحسّن دخول لام
الجر ، تقديمه على اسم الفاعل ، وإذا كان التقديم حسّن دخول لام الجر مع الفعل فى
نحو قوله تعالى :
(لِلَّذِينَ هُمْ
لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ).
وقوله تعالى :
(إِنْ كُنْتُمْ
لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ).
__________________
فههنا أولى ،
لأن اسم الفاعل إنما يعمل بالشبه بالفعل ، فإذا ثبت ذلك فى المشبه به الذى هو
الفعل وهو الأصل ، فلأن يثبت فى المشبه وهو الفرع أولى.
قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) (٨).
أى ، وإنه لأجل
حب المال لبخيل ، واللام تتعلق ب (شديد) ، وتقديره ، وإنه لشديد لأجل حب المال ،
فحذف المضاف ، وأقيم المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي
الْقُبُورِ) (٩).
العامل فى (إذا
بعثر) ما دل عليه قوله تعالى :
(إِنَّ رَبَّهُمْ
بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ)
، ولا يجوز أن
يعمل فيه (خبير) لأنه لا يجوز أن يعمل ما بعد (إن) ، فيما قبلها.
ولا يجوز أن
يعمل فيه (يعلم) لأن الإنسان لا يطلب منه العلم ، والاعتبار فى ذلك الوقت ، وإنما
يطلب ذلك منه فى الدنيا. ويومئذ ، ظرف ، والعامل فيه قوله : (لخبير). وإنما جاز أن
يعمل ما بعد اللام فيما قبلها ههنا لأن اللام فى تقدير التقديم ، فجاز ان يعمل ما
بعدها فيما قبلها بخلاف (إن) والله أعلم.
«غريب إعراب سورة القارعة»
قوله تعالى : (الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ) (١ ، ٢).
القارعة ،
مبتدأ. وما ، مبتدأ ثان ، وما بعده خبره.
وكان حكمه أن
يقال : القارعة ما هى. إلا أنه أقام المظهر مقام المضمر للتعظيم والتفخيم ، وقد
قدمنا نظائره ، بما يغنى عن الإعادة.
قوله تعالى : (كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) (٤).
فى موضع نصب
لأنه خبر (يكون) ، وكذلك قوله تعالى :
(كَالْعِهْنِ
الْمَنْفُوشِ) (٥).
فى موضع نصب
لأنه خبر (يكون).
قوله تعالى : (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) (٧).
الفاء ، جواب (أما)
، لما فيها من معنى الشرط. وهو ، مبتدأ. وفى عيشة ، ظرف فى موضع رفع ، لأنه خبر
المبتدأ ، وفيه ضمير مرفوع بالظرف. وراضية أى ، مرضى بها. وهو مما جاء على وزن
فاعل ويراد به مفعول. ونظائره كثير. والله أعلم.
«غريب إعراب سورة التكاثر»
قوله تعالى : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (٣).
كلا ، حرف
معناه الزجر والردع ، وليس اسما للفعل لتضمنه معنى : ارتدع ، كما أن (صه) اسم
للفعل لدلالته على السكت.
قال أبو على :
لو كان اسما لتعاقب عليه التعريف والتنكير ، كما يتعاقب على : (صه ومه).
قوله تعالى : (لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) (٥).
لو ، حرف يمتنع
به الشىء لامتناع غيره ، وجوابه محذوف ، وتقديره ، لو علمتم لما ألهاكم. وعلم
اليقين ، منصوب على المصدر.
قوله تعالى : (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) (٦).
قرئ (لترون) ،
بضم التاء وفتحها.
فمن قرأ بالضم
، كانت الواو فى موضع رفع لأنها مفعول ما لم يسم فاعله ، وهو المفعول الأول أقيم
مقام الفاعل. والجحيم ، منصوب لأنه المفعول الثانى. وهو فعل رباعى ، عدّى بالهمزة
إلى مفعولين ، وهو فى الأصل يتعدى إلى مفعول واحد ، لأنه من رؤية العين.
ومن قرأ بفتح
التاء كان فعلا ثلاثيا ، عدّاه إلى مفعول واحد وهو (الجحيم).
وأصل (ترون
ترأيون) ، إلا أنه لما حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال ، ونقلت حركتها إلى الراء ،
فبقى (تريون) فتحركت الياء وانفتح ما قبلها ، فقلبت ألفا فصار (تراون) فاجتمعت
الألف والواو وهما ساكنان ، وساكنان لا يجتمعان فحذفت الألف لالتقاء الساكنين ،
وكان حذف الألف أولى من الواو ، لأن الألف لم تدخل
لمعنى ، وكان حذفها بخلاف الواو ، فإنها دخلت لمعنى وهو الجمع ، فلما حذفت
الألف بقى (ترون) ، ثم أدخلت عليه نون التوكيد ، فحذفت نون الإعراب للبناء ، لأن
نون التوكيد إذا دخلت على الفعل أكدت فيه الفعلية ، فردته إلى أصله من البناء ، فلما حذفت نون الإعراب ،
بقيت الواو ساكنة ، والنون الأولى من النون المشددة للتأكيد ساكنة ، لأن الحرف
المشدد بحرفين : الأول ساكن والثانى متحرك ، فوجب تحريك الواو لالتقاء الساكنين.
وإنما وجب حركتها دون حذفها لأن قبلها فتحة ، فلا يكون فى اللفظ دلالة على حذفها.
بخلاف ما إذا كان قبلها ضمة ، فإنها تحذف لدلالة الضمة عليها. فوجب ههنا تحريكها ،
وكان تحريكها بالضم أولى ، لأنه من جنسها ولهذا ضموها فى قوله تعالى :
(أُولئِكَ الَّذِينَ
اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ) ولم تقلب الواو همزة لأنها ضمة عارضة ، وإنما تقلب
الواو همزة ، إذا كانت ضمتها لازمة لا عارضة ، فصار (لترون) ، ومنهم من يقلبها
همزة ، يجريها مجرى الضمة اللازمة وليس بقوى فى القياس ، ووزن (لترون) (لتفون) لذهاب العين واللام.
__________________
«غريب إعراب سورة العصر»
قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ) (١).
قسم ، وجوابه :
(إِنَّ الْإِنْسانَ
لَفِي خُسْرٍ) (٢).
والمراد
بالإنسان الجنس ، ولهذا استثنى منه فقال :
(إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (٣).
قوله تعالى : (وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا
بِالصَّبْرِ) (٣).
تواصوا ، أصله (تواصيوا)
، إلا أنه تحركت الياء وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا ، فاجتمع ساكنان الألف والواو
بعدها ، فحذفوا الألف لالتقاء الساكنين ، وقيل : إنهم استثقلوا الضمة على الواو
فحذفوها ، فبقيت الياء ساكنة والواو ساكنة ، فحذفوا الياء لالتقاء الساكنين وكانت
أولى بالحذف من الواو ، لما بينا من أن الألف لم تدخل لمعنى ، والواو دخلت لمعنى ،
فكان حذف ما لم يدخل لمعنى ، وتبقية ما دخل لمعنى أولى من حذف ما دخل لمعنى.
ووزن (تواصوا) (تفاعوا)
، ويروى أن أبا عمرو قرأ : (وَتَواصَوْا
بِالصَّبْرِ)
، فى حالة الوقف
على لغة من قال : مررت ببكر. والتحريك فى هذا النحو إنما كان لالتقاء الساكنين ،
لأنه لما أحب التحريك فى هذه اللغة لالتقاء الساكنين ، كان تحريكه بالحركة التى
يستحقها الاسم فى حالة الوصل أولى ، تمسكا بالأصل ، لأن الأصل هو الوصل.
ولهذا حركوا
ذال (مذ) ، لالتقاء الساكنين بالضم ، نحو : مذ اليوم ، لأن الأصل فى (مذ) (منذ) ،
فلما حذفت النون سكنت الذال ، فلما وجب تحريكها لالتقاء الساكنين ، كان تحريكها
بالحركة التى استحقتها الكلمة ، أولى من حركة أجنبية.
وكذلك أيضا
حركوا الميم التى فى ضمير الجماعة بالضم نحو : رأيتكم اليوم. ورأيتهم الساعة.
لأنها الحركة التى تستحقها فى الأصل ، فكانت أولى من غيرها ، وكذلك ههنا.
«غريب إعراب سورة الهمزة »
قوله تعالى : (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ) (٢).
الذى ، يجوز أن
يكون فى موضع رفع ونصب وجر.
فالرفع على أنه
خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره : وهو الذى.
والنصب بفعل مقدر
، وتقديره : أعنى.
والجر على
البدل من (كل).
قوله تعالى : (لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) (٤).
يقرأ (لينبذن)
بفتح الذال وبضمها ، و (لينبذان) بألف التثنية.
فمن قرأ (لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ)
، بفتح الذال ،
أراد به الذى جمع ، وكان الأصل فى الذال أن تكون ساكنة للبناء الداخل على الفعل
المضارع ، لدخول نون التوكيد عليه ، إلا أنه حركت الذال لالتقاء الساكنين ، وهما
الذال والنون الأولى من النون المشددة لأن الحرف المشدّد بحرفين ، الأول ساكن
والثانى متحرك ، وكان الفتح أولى لأنه أخف الحركات.
ومن قرأ بالضم
أراد به المال والهمزة واللمزة.
ومن قرأ بألف
التثنية أراد المال وصاحبه.
(فِي عَمَدٍ
مُمَدَّدَةٍ) (٩).
يقرأ (عمد)
بفتحتين و (عمد) بضمتين.
فمن قرأ (عمد)
بفتحتين أراد به اسم الجمع.
ومن قرأ (عمد)
بضمتين ؛ أراد به جمع عمود ، كرسول ورسل.
__________________
«غريب إعراب سورة الفيل»
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ
بِأَصْحابِ الْفِيلِ) (١).
ألم تر ، معناه
الإيجاب ، وإنما كان كذلك لأن همزة الاستفهام لما دخلت على (لم) ، وهى حرف نفى ،
والاستفهام ليس بواجب كالنفى ، فلما دخل النفى على النفى ، انقلبت إيجابا. وكيف ،
فى موضع نصب بفعل بعده ، ولا يجوز أن يعمل فيه (تر) ، لأن الاستفهام لا يعمل فيه
ما قبله ، وإنما يعمل فيه ما بعده. وكيف فعل ربك ، جملة سدت مسد مفعولى (ترى) ،
لأنها من رؤية القلب بمعنى العلم ، نحو : رأيت الله غالبا. وربك ، مرفوع لأنه فاعل
فعل ، ولو نصب (ربك) ب (ترى) على تقدير ، ألم تر ربّك كيف فعل. لكان قد أعمل الأول
، وإعمال الثانى أولى.
قوله تعالى : (طَيْراً أَبابِيلَ) (٣).
قيل : فيه
ثلاثة أوجه.
الأول : أنه
جمع لا واحد له من لفظه.
والثانى :
واحده : (إبيل).
والثالث :
إبّول ، كعجاجيل واحدها (عجّول).
قوله تعالى : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (٥).
كعصف ، فى موضع
نصب ، لأنه فى موضع المفعول الثانى ل (جعلهم) ، لأنه بمعنى (صيرهم).
«غريب إعراب سورة قريش»
قوله تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ
رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) (٢).
اللام فى (إيلاف)
، فيما يتعلق به ثلاثة أوجه.
الأول : أن
تكون متعلقة بفعل مقدر وتقديره ، اعجبوا لإيلاف قريش.
والثانى : أن
تكون متعلقة بقوله تعالى :
(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ
هذَا الْبَيْتِ)
، أى ، لأجل
هذا.
والثالث : أن
تكون متعلقة بقوله تعالى :
(فَجَعَلَهُمْ
كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ).
لإيلاف قريش.
وإيلافهم ، مجرور على البدل من (إيلاف) الأولى. وإيلاف ، مصدر فعل رباعى ، وهو (آلف
يؤلف إيلافا).
ومن قرأ (إلافهم)
جعلوه مصدر فعل ثلاثى ، وهو (ألف يألف إلافا) ، وفيه لغتان صح ألفته.
ورحلة ، منصوب
لأنه معمول المصدر المضاف ، كقوله تعالى :
(وَلَوْ لا دَفْعُ
اللهِ النَّاسَ) و (دَفْعُ اللهِ
النَّاسَ).
والله أعلم.
__________________
«غريب إعراب سورة أرأيت »
قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) (١).
يقرأ (أرأيت)
بالهمزة و (أرأيت) بتخفيفها. و (رأيت) بحذفها. فمن قرأ بالهمز أتى بها على الأصل.
ومن خففها جعلها بين الهمزة والألف لأن حركتها الفتح. ومن حذفها فللتخفيف ، كما
حذف فى المضارع نحو : يرى. و (يرى) الأظهر أنه من رؤية العين لا من رؤية القلب ،
لأنه إذا جعل من رؤية العين لم يتعد إلا إلى مفعول واحد. وليس فى الآية إلا مفعول
واحد. وإذا جعل من رؤية القلب افتقر إلى مفعولين. فيؤدى ذلك إلى حذف المفعول
الثانى ، والمفعول الثانى لا يجوز حذفه من هذا النحو. لأنه مما يتعدى إلى مفعولين
، ولا يجوز الاقتصار على أحدهما.
قوله تعالى : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ
صَلاتِهِمْ ساهُونَ) (٥).
فويل ، مبتدأ.
وللمصلين ، خبره. والذين ، صفة الخبر. وهم عن صلاتهم ساهون ، صلته ، ومعتمد
الفائدة لم تحصل بالخبر ، بل بما وقع فى صلة الصفة ، وهو قوله (ساهون). ألا ترى أن
قوله تعالى :
(فَوَيْلٌ
لِلْمُصَلِّينَ).
غير محمول على
ظاهره ، وإنما حصلت الفائدة بقوله : (ساهُونَ).
ونظيره قوله
تعالى :
__________________
(بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ
تَجْهَلُونَ).
فإن قوله : (أَنْتُمْ) مبتدأ. وقوم ، خبره ، ومعتمد الفائدة على صفة الخبر لا
عليه. ألا ترى أن قوله :
(بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ)
، لم تحصل به
الفائدة ، لإحاطة العلم بأنهم قوم ، وإنما حصلت الفائدة بقوله : (تَجْهَلُونَ)
، فبان أن معتمد
الفائدة ، إنما كان بصفة الخبر لا بالخبر. وكذلك ههنا ، وهذا يسمى الخبر الموطئ.
والله أعلم.
__________________
«غريب إعراب سورة الكوثر»
قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) (١).
إنّا ، أصله (إننا)
: إلا أنه حذفت إحدى النونات استثقالا لاجتماع الأمثال ، واختلفوا فى المحذوفة
منها ، فذهب الأكثرون إلى أن المحذوفة هى الوسطى ، ومنهم من ذهب إلى أنها الأولى ،
ومنهم من ذهب إلى أنها الأخرى ، والصحيح أن المحذوفة هى الوسطى ، وقد قدمنا ذلك
مستقصى.
والكوثر فوعل
من الكثرة ، والواو فيه زائدة ، والدليل على ذلك ، من وجهين.
أحدهما :
القياس ، وهو أن الواو وقعت ومعها ثلاثة أحرف أصول ، وهى الكاف ، والثاء والراء ،
ومتى وقعت معها ثلاثة أحرف أصول ، حكم بزيادتها ، وكذا حكم الألف والياء.
والثانى :
الاشتقاق وهو أنه مشتق من الكثرة ، والكثرة لا واو فيها فكانت زائدة.
والكوثر ، نهر
فى الجنة ، وسمى كوثرا لكثرة مائه ، ورجل كوثر ، كثير العطايا قال الشاعر :
١٨٨ ـ وأنت كثير يا بن مروان طيّب
|
|
وكان أبوك
ابن العقائل كوثرا
|
أى كثير
العطايا.
__________________
قوله تعالى : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) (٣).
فيه وجهان.
أحدهما. أن
يكون فصلا لا موضع له من الإعراب. والأبتر ، خبر (إن).
والثانى : أن
يكون مبتدأ. والأبتر ، خبره ، والمبتدأ ، وخبره خبر (إن). والله أعلم.
«غريب إعراب سورة قل يأيها الكافرون »
قوله تعالى : (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) (٢).
ما ، بمعنى
الذى فى موضع نصب ب (أعبد). وتعبدون ، صلة الذى ، والعائد إليه محذوف ، وتقديره ،
ما تعبدونه ، وقد يجوز أن تكون (ما) مصدرية ، فلا تفتقر إلى عائد.
قوله تعالى : (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) (٣).
وإنما قال (ما أَعْبُدُ)
، ولم يقل (من)
، لمطابقة ما قبله وما بعده ، وقيل (ما) بمعنى (من).
قوله تعالى : (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (٤) وَلا أَنْتُمْ
عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) (٥).
ما ، فى
الموضعين فى موضع نصب لأنها مفعول ما قبلها ، وحكمهما فيها حكم (ما) الأولى ، فى
كونها موصولة أو مصدرية. والله أعلم.
__________________
«غريب إعراب سورة الفتح »
قوله تعالى : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ) (١).
تقديره ، إذا
جاءك نصر الله. فحذف الكاف التى هى المفعول ، وجواب (إذا) فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون قوله تعالى :
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ).
والثانى : أن
يكون محذوفا وتقديره ، إذا جاءك نصر الله والفتح ، جاء أجلك ، وهو العامل فى (إذا)
، وقد قدمنا الخلاف فيه.
قوله تعالى : (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي
دِينِ اللهِ أَفْواجاً) (٢).
يدخلون ، جمله
فعلية فى موضع نصب على الحال من (الناس). وأفواجا ، منصوب على الحال من الواو فى (يدخلون).
والله أعلم.
__________________
«غريب إعراب سورة تبّت »
قوله تعالى : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ
مالُهُ) (٢).
ما ، فيها
وجهان.
أحدهما : أن
تكون استفهامية وهى فى موضع نصب ب (أغنى).
والثانى : أن
تكون نافية ، ويكون مفعول (أغنى) محذوفا ، وتقديره ، ما أغنى عنه ماله شيئا. وما
كسب ، تحتمل (ما) وجهين.
أحدهما : أن
تكون مصدرية وتقديره ، وكسبه.
والثانى : أن
تكون (ما) اسما موصولا وتقديره ، الذى كسبه ، فحذف العائد تخفيفا.
قوله تعالى : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (٤).
امرأته ، مرفوع
من وجهين.
أحدهما : أن
يكون معطوفا على الضمير فى (سيصلى) ، وجاز العطف على الضمير المرفوع فى (سيصلى) ،
وتقديره ، سيصلى هو وامرأته ، لوجود الفصل ، لأنه يقوم مقام التأكيد فى جواز
العطف.
والثانى : أن
يكون مرفوعا لأنه مبتدأ. وحمالة الحطب ، خبره. وقيل : خبره (فِي جِيدِها حَبْلٌ). وحبل ، مبتدأ. وفى جيدها ، خبره. والجملة فى موضع خبر
المبتدأ. ومن رفع (امرأته) بالعطف ، كان (حبل) مرفوعا بالظرف ، لجريه حالا على (امرأته).
ومن قرأ (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) بالنصب ، فإنه منصوب على الذم ، وتقديره ، أذم حمّالة الحطب. والله أعلم.
__________________
«غريب إعراب سورة قل هو الله أحد»
قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (١).
هو ، ضمير
الشأن والحديث ، وهو مبتدأ. والله ، مبتدأ ثان. وأحد ، خبر المبتدأ الثانى ،
والمبتدأ الثانى وخبره خبر المبتدأ الأول ، وليس فى هذه الجملة التى وقعت خبرا
للمبتدأ ضمير يعود إليه ، لأن المبتدأ ضمير الشأن ، وضمير الشأن إذا وقع مبتدأ ،
لم يعد من الجملة التى وقعت خبرا عنه ضمير ، لأن الجملة بعده وقعت مفسرة له ، فلا
يفتقر فيها إلى عائد يعود منها إلى المبتدأ الذى هو ضمير الشأن ، والدليل على أن
هذه الجملة وقعت مفسرة له ، أنه لا يجوز تقديمها عليه ، وإن كان يجوز تقديم خبر
المبتدأ عليه جملة كان أو مفردا ، إلا أنه لا يجوز تقديم المفسّر على المفسّر ،
لأن المفسّر يقتضى أن يكون بعد المفسّر. فلذلك لا يجوز تقديمها عليه.
وقيل : (هو
الله) كناية عن الله تعالى ، ووقعت الكناية فى أول الكلام ، لأنه جرى جوابا على
سؤال ، لأنهم سألوا النبى صلىاللهعليهوسلم ، أن يصف ربه ، فأنزل الله تعالى :
(قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ)
ولفظ (الله)
بدل من (هو). وأحد ، خبر المبتدأ.
وقرئ بحذف
التنوين من أحد ، لالتقاء الساكنين ، كقوله تعالى :
(وَلَا اللَّيْلُ
سابِقُ النَّهارِ).
__________________
بنصب (النهار) وتقديره ، سابق النهار. فحذف التنوين ، لالتقاء الساكنين
للإضافة ، ولهذا كان النهار منصوبا. وكقول الشاعر :
١٨٩ ـ يذهل الشيخ عن بنيه وتبدى
|
|
عن خدام
العقيلة العذراء
|
أراد عن خدام
العقيلة. فحذف التنوين لالتقاء الساكنين ، كقول الآخر :
١٩٠ ـ تغيّر كلّ ذى لون وطعم
|
|
وقلّ بشاشة
الوجه الصبيح
|
أراد ، بشاشة
الوجه ، فحذف التنوين لالتقاء الساكنين. وكقول الآخر :
١٩١ ـ إذا غطيف السّلمىّ فرّا
أراد ، غطيف
بالتنوين. وكقول الآخر :
١٩٢ ـ حميد الذى أمجّ داره
__________________
أراد حميد الذى
أمج داره. وكقول الآخر :
١٩٣ ـ وحاتم الطّائىّ وهّاب المئى
أراد ، حاتم
بالتنوين ، فحذف لالتقاء الساكنين. والشواهد على هذا النحو كثيرة جدا. وأحد ، أصله
(وحد) لأنه من الوحدة ، إلا أنه قلب من الواو المفتوحة همزة كما قالوا : امرأة
أناة ، وأصله : وناة لأنه من الونى ، وهو الفتور ، وإبدال الواو المفتوحة ألفا
قليل جدا.
قوله تعالى : (اللهُ الصَّمَدُ) (٢).
الله ، مبتدأ.
والصمد ، خبره. وقيل : الصمد وصفه ، وما بعده خبره ، وقيل : بدل من اسم الله
تعالى.
قوله تعالى : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
كُفُواً أَحَدٌ) (٤).
لم يلد ، أصله (يولد)
فحذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة ، كيعد ، ويزن ، والأصل ، يوعد ويوزن ، ولهذا
لم تحذف فى (يولد) لوقوعها بين ياء وفتحة. وأحد ، اسم يكن.
وكفوا ، خبرها.
وله ، ملغى ، وقيل (له) خبرها ، لأنه يصح إلغاء الظرف إذا تقدم ، ويكون (كفوا) ،
منصوب على الحال من (أحد) ، ويجوز أن يكون فى موضع نصب على الحال ، على أن يجعل
صفة ل (أحد) فلما تقدم عليه انتصب على الحال ، لأن وصف النكرة إذا تقدم عليها
انتصب على الحال ، ويجوز أيضا أن يكون متعلقا لما فيه من معنى الفعل. والله أعلم.
__________________
«غريب إعراب سورة الفلق»
قوله تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (١).
أعوذ ، فعل
معتل العين ويسمى (أجوف) وأصله ، أعوذ على وزن أفعل ، إلا أنه استثقلت الضمة على
الواو ، لأن الضمة تستثقل على حرف العلة ، فنقلت من العين التى هى الواو إلى ما
قبلها ، وتثبت الواو لسكونها وانضمام ما قبلها ، وأعل ههنا (أعوذ) بالنقل ، تبعا
لإعلال ماضيه ، لأن الأصل فى الإعلال للماضى ، إلا أنه أعل فى الماضى بالقلب ، وفى
المضارع بالنقل.
قوله تعالى : (مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) (٢).
القراءة
المشهورة :
(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ)
، بغير تنوين
على الإضافة.
وما مصدرية ،
وتقديره ، من شر خلقه.
وقرئ :
(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ)
، بتنوين (شر).
وهذه القراءة تروى عن أبى حنيفة.
وما ، فيها
أيضا مصدرية كالقراءة المشهورة. ويكون (ما) فى موضع جر على البدل من (شر) أى ، من
خلقه.
وتوهم قوم أن (ما)
نافية على تقدير ، ما خلق من شر. وهذا وهم ظاهر الفساد ، لأن ما بعد النفى لا يجوز
أن يتعلق بما قبله. والله أعلم.
«غريب إعراب سورة الناس»
قوله تعالى : (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (٦).
من الجنة
والناس ، فيه وجهان.
أحدهما : أن
يكون بدلا من شر الوسواس ، وتقديره ، أعوذ برب الناس من شر الجنة والناس.
والثانى : أن
يكون تقديره ، من شر الوسواس ، وتقديره ، الكائن من الجنة والناس ، (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ
النَّاسِ). وفى (يوسوس) ضمير (الجنة) ، وذكّره لأنه بمعنى (الجن)
، وكنى عنه مع التأخير ، لأنه فى تقدير التقديم ، كقوله تعالى :
(فَأَوْجَسَ فِي
نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى).
فتقدم الضمير
لأن موسى فى تقدير التقديم ، والضمير فى تقدير التأخير ، وكقول الشاعر :
١٩٤ ـ من يلق يوما على علّاته هرما .
وتقديره ، من
يلق يوما هرما على علاته ، فقدم الضمير لأنه فى نية التأخير ، وكقولهم : فى بيته
يؤتى الحكم. فقدم الضمير لأن التقدير ، الحكم يؤتى فى بيته. وكقولهم : فى أكفانه
لف الميت. وتقديره ، الميت لف فى أكفانه. ونظائره كثيرة. وحذف العائد من الصلة إلى
الموصول ، كما حذف من قوله تعالى :
__________________
(أَهذَا الَّذِي
بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) ، أى ، بعثه.
والناس ، أصله (أناس)
عند أكثر البصريين ، حذفت منه الهمزة تخفيفا لكثرة الاستعمال ، لأن الهمزة من أثقل
الحروف ، ولهذا يدخلها الحذف تارة ، والتليين تارة ، والإبدال تارة ، والألف
واللام فيه عوض عن الهمزة ، ولهذا لا يقال الإناس إلا فى شاذ لا يعتد به ، كما
أنشد أبو عثمان :
١٩٥ ـ إن المنايا يطلعن على الأناس
الآمنينا
استثقالا للجمع
بين العوض والمعوض ، وأصله (نوس) عند أبى الحسن على ابن حمزة الكسائى ، وأبى الحسن
بن كيسان ، لأنه من (ناس ينوس) ، فانقلبت الواو ألفا ، لتحركها وانفتاح ما قبلها ،
ولهذا قيل فى تصغيره : (نويس). وأصله عند الكوفيين (نسى) ، لأنه من النسيان ،
فقلبت اللام إلى موضع العين فصار (نيس) فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا
فصار (ناسا) ، ووزنه (فلع) ، ولذلك جازت فيه الإمالة وقد بينا ذلك مستوفى فى
كتابنا الموسوم بالإنصاف فى مسائل الخلاف والله أعلم.
تم الكتاب
والحمد لله رب
العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله أجمعين صلاة دائمة إلى يوم الدين.
__________________
فهارس الكتاب
١ ـ فهرس السور
القرآنية
٢ ـ فهرس
الآيات المستشهد بها
٣ ـ فهرس الشعر
٤ ـ فهرس
المراجع
١ ـ فهرس السور
القرآنية
(١)
السور الواردة فى الجزء الأول :
١ ـ غريب إعراب سورة الفاتحة................................................... ٣١ ـ ٤٢
٢ ـ غريب إعراب
سورة البقرة.................................................. ٤٣
ـ ١٨٨
٣ ـ غريب إعراب
سورة آل عمران............................................ ١٨٩
ـ ٢٣٩
٤ ـ غريب إعراب
سورة النساء.............................................. ٢٤٠ ـ ٢٨١
٥ ـ غريب إعراب
سورة المائدة............................................... ٢٨٢ ـ ٣١٢
٦ ـ غريب إعراب
سورة الأنعام.............................................. ٣١٣ ـ ٣٥٢
٧ ـ غريب إعراب
سورة الأعراف............................................ ٣٥٣ ـ ٣٨٢
٨ ـ غريب إعراب
سورة الأنفال.............................................. ٣٨٣ ـ ٣٩٢
٩ ـ غريب إعراب
سورة براءة................................................ ٣٩٣ ـ ٤٠٧
١٠ ـ غريب
إعراب سورة يونس............................................. ٤٠٨ ـ ٤٢١
(ب) السور الواردة فى الجزء الثانى :
١ ـ غريب إعراب
سورة هود...................................................... ٧ ـ ٣١
٢ ـ غريب إعراب
سورة يوسف.................................................. ٣٢ ـ ٤٦
٣ ـ غريب إعراب
سورة الرعد................................................... ٤٧ ـ ٥٣
٤ ـ غريب إعراب
سورة إبراهيم.................................................. ٥٤ ـ ٦٢
٥ ـ غريب إعراب
سورة الحجر.................................................. ٦٣ ـ ٧٣
٦ ـ غريب إعراب
سورة النحل.................................................. ٦٤ ـ ٨٥
٧ ـ غريب إعراب
سورة الإسراء................................................. ٨٦ ـ ٩٨
٨ ـ غريب إعراب
سورة الكهف............................................... ٩٩ ـ ١١٨
٩ ـ غريب إعراب
سورة مريم................................................. ١١٩ ـ ١٣٧
١٠ ـ غريب
إعراب سورة طه................................................ ١٣٨ ـ ١٥٦
١١ ـ غريب
إعراب سورة الأنبياء............................................ ١٥٧ ـ ١٦٧
١٢ ـ غريب
إعراب سورة الحج.............................................. ١٦٨ ـ ١٧٩
١٣ ـ غريب
إعراب سورة المؤمنون........................................... ١٨٠ ـ ١٩٠
١٤ ـ غريب
إعراب سورة النور.............................................. ١٩١ ـ ٢٠١
١٥ ـ غريب
إعراب سورة الفرقان............................................ ٢٠٢ ـ ٢١٠
١٦ ـ غريب
إعراب سورة الشعراء............................................ ٢١١ ـ ٢١٧
١٧ ـ غريب
إعراب سورة النمل............................................... ٢١٨
ـ ٢٢٨
١٨ ـ غريب
إعراب سورة القصص............................................ ٢٢٩
ـ ٢٤٠
١٩ ـ غريب
إعراب سورة العنكبوت.......................................... ٢٤١
ـ ٢٤٧
٢٠ ـ غريب
إعراب سورة الروم............................................... ٢٤٨
ـ ٢٥٢
٢١ ـ غريب
إعراب سورة لقمان.............................................. ٢٥٣
ـ ٢٥٧
٢٢ ـ غريب
إعراب سورة السجدة............................................ ٢٥٨
ـ ٢٦٢
٢٣ ـ غريب
إعراب سورة الأحزاب........................................... ٢٦٣
ـ ٢٧٣
٢٤ ـ غريب
إعراب سورة سبأ................................................ ٢٧٤
ـ ٢٨٤
٢٥ ـ غريب
إعراب سورة فاطر............................................... ٢٨٥
ـ ٢٨٩
٢٦ ـ غريب
إعراب سورة يس................................................ ٢٩٠
ـ ٣٠١
٢٧ ـ غريب
إعراب سورة الصافات........................................... ٣٠٢
ـ ٣١٠
٢٨ ـ غريب
إعراب سورة ص................................................. ٣١١
ـ ٣٢٠
٢٩ ـ غريب
إعراب سورة الزمر............................................... ٣٢١
ـ ٣٢٧
٣٠ ـ غريب
إعراب سورة غافر............................................... ٣٢٨
ـ ٣٣٥
٣١ ـ غريب إعراب
سورة فصلت............................................. ٣٣٦
ـ ٣٤٣
٣٢ ـ غريب
إعراب سورة الشورى............................................ ٣٤٤
ـ ٣٥١
٣٣ ـ غريب
إعراب سورة الزخرف............................................ ٣٥٢
ـ ٣٥٦
٣٤ ـ غريب
إعراب سورة الدخان............................................. ٣٥٧
ـ ٣٦٢
٣٥ ـ غريب
إعراب سورة الجاثية.............................................. ٣٦٣
ـ ٣٦٧
٣٦ ـ غريب
إعراب سورة الأحقاف........................................... ٣٦٨
ـ ٣٧٣
٣٧ ـ غريب
إعراب سورة محمد............................................... ٣٧٤
ـ ٣٧٦
٣٨ ـ غريب
إعراب سورة الفتح............................................... ٣٧٧
ـ ٣٨١
٣٩ ـ غريب
إعراب سورة الحجرات........................................... ٣٨٢
ـ ٣٨٣
٤٠ ـ غريب
إعراب سورة ق.................................................. ٣٨٤
ـ ٣٨٨
٤١ ـ غريب
إعراب سورة الذاريات............................................ ٣٨٩
ـ ٣٩٣
٤٢ ـ غريب
إعراب سورة الطور............................................... ٣٩٤
ـ ٣٩٦
٤٣ ـ غريب
إعراب سورة النجم.............................................. ٣٩٧
ـ ٤٠٢
٤٤ ـ غريب
إعراب سورة القمر............................................... ٤٠٣
ـ ٤٠٧
٤٥ ـ غريب
إعراب سورة الرحمن.............................................. ٤٠٨
ـ ٤١٢
٤٦ ـ غريب
إعراب سورة الواقعة.............................................. ٤١٣
ـ ٤١٩
٤٧ ـ غريب
إعراب سورة الحديد.............................................. ٤٢٠
ـ ٤٢٥
٤٨ ـ غريب
إعراب سورة المجادلة.............................................. ٤٢٦
ـ ٤٢٧
٤٩ ـ غريب
إعراب سورة الحشر ............................................. ٤٢٨
ـ ٤٣١
٥٠ ـ غريب
إعراب سورة الممتحنة............................................ ٤٣٢
ـ ٤٣٤
٥١ ـ غريب
إعراب سورة الصف............................................. ٤٣٥
ـ ٤٣٦
٥٢ ـ غريب
إعراب سورة الجمعة.............................................. ٤٣٧
ـ ٤٣٩
٥٣ ـ غريب
إعراب سورة المنافقون............................................ ٤٤٠
ـ ٤٤١
٥٤ ـ غريب
إعراب سورة التغابن............................................. ٤٤٢
ـ ٤٤٣
٥٥ ـ غريب
إعراب سورة الطلاق............................................. ٤٤٤
ـ ٤٤٥
٥٦ ـ غريب
إعراب سورة التحريم............................................. ٤٤٦
ـ ٤٤٩
٥٧ ـ غريب
إعراب سورة الملك............................................... ٤٥٠
ـ ٤٥٢
٥٨ ـ غريب إعراب
سورة القلم............................................... ٤٥٣
ـ ٤٥٥
٥٩ ـ غريب
إعراب سورة الحاقة............................................... ٤٥٦
ـ ٤٥٩
٦٠ ـ غريب
إعراب سورة المعارج.............................................. ٤٦٠
ـ ٤٦٣
٦١ ـ غريب
إعراب سورة نوح................................................ ٤٦٤
ـ ٤٦٥
٦٢ ـ غريب
إعراب سورة الجن................................................ ٤٦٦
ـ ٤٦٨
٦٣ ـ غريب
إعراب سورة المزمل.............................................. ٤٦٩
ـ ٤٧٢
٦٤ ـ غريب
إعراب سورة المدثر............................................... ٤٧٣
ـ ٤٧٥
٦٥ ـ غريب
إعراب سورة القيامة............................................. ٤٧٦
ـ ٤٧٩
٦٦ ـ غريب
إعراب سورة الإنسان............................................ ٤٨٠
ـ ٤٨٥
٦٧ ـ غريب
إعراب سورة المرسلات........................................... ٤٨٦
ـ ٤٨٨
٦٨ ـ غريب
إعراب سورة النبأ................................................ ٤٨٩
ـ ٤٩١
٦٩ ـ غريب
إعراب سورة النازعات........................................... ٤٩٢
ـ ٤٩٣
٧٠ ـ غريب
إعراب سورة عبس............................................... ٤٩٤
ـ ٤٩٥
٧١ ـ غريب
إعراب سورة التكوير............................................. ٤٩٦
ـ ٤٩٧
٧٢ ـ غريب
إعراب سورة الانفطار............................................ ٤٩٨
ـ ٤٩٩
٧٣ ـ غريب
إعراب سورة المطففين............................................ ٥٠٠
ـ ٥٠٢
٧٤ ـ غريب
إعراب سورة الانشقاق.......................................... ٥٠٣
ـ ٥٠٤
٧٥ ـ غريب
إعراب سورة البروج.............................................. ٥٠٥
ـ ٥٠٦
٧٦ ـ غريب
إعراب سورة الطارق............................................. ٥٠٧
ـ ٥٠٧
٧٧ ـ غريب
إعراب سورة الأعلى............................................. ٥٠٨
ـ ٥٠٨
٧٨ ـ غريب
إعراب سورة الغاشية............................................. ٥٠٩
ـ ٥١٠
٧٩ ـ غريب
إعراب سورة الفجر.............................................. ٥١١
ـ ٥١٣
٨٠ ـ غريب
إعراب سورة البلد............................................... ٥١٤
ـ ٥١٥
٨١ ـ غريب
إعراب سورة الشمس............................................ ٥١٦
ـ ٥١٧
٨٢ ـ غريب
إعراب سورة الليل............................................... ٥١٨
ـ ٥١٨
٨٣ ـ غريب
إعراب سورة الضحى............................................ ٥١٩
ـ ٥٢٠
٨٤ ـ غريب
إعراب سورة التين............................................... ٥٢١
ـ ٥٢١
٨٥ ـ غريب إعراب
سورة العلق............................................... ٥٢٢
ـ ٥٢٣
٨٦ ـ غريب
إعراب سورة القدر............................................... ٥٢٤
ـ ٥٢٤
٨٧ ـ غريب
إعراب سورة البينة............................................... ٥٢٥
ـ ٥٢٦
٨٨ ـ غريب
إعراب سورة الزلزلة............................................... ٥٢٧
ـ ٥٢٧
٨٩ ـ غريب
إعراب سورة العاديات........................................... ٥٢٨
ـ ٥٢٩
٩٠ ـ غريب
إعراب سورة القارعة............................................. ٥٣٠
ـ ٥٣٠
٩١ ـ غريب
إعراب سورة التكاثر............................................. ٥٣١
ـ ٥٣٢
٩٢ ـ غريب
إعراب سورة العصر.............................................. ٥٣٣
ـ ٥٣٤
٩٣ ـ غريب
إعراب سورة الهمزة............................................... ٥٣٥
ـ ٥٣٥
٩٤ ـ غريب
إعراب سورة الفيل............................................... ٥٣٦
ـ ٥٣٦
٩٥ ـ غريب
إعراب سورة قريش.............................................. ٥٣٧
ـ ٥٣٧
٩٦ ـ غريب
إعراب سورة الماعون............................................. ٥٣٨
ـ ٥٣٩
٩٧ ـ غريب
إعراب سورة الكوثر.............................................. ٥٤٠
ـ ٥٤١
٩٨ ـ غريب
إعراب سورة الكافرون............................................ ٥٤٢
ـ ٥٤٢
٩٩ ـ غريب
إعراب سورة النصر.............................................. ٥٤٣
ـ ٥٤٣
١٠٠ ـ غريب
إعراب سورة المسد............................................. ٥٤٤
ـ ٥٤٤
١٠١ ـ غريب
إعراب سورة الإخلاص......................................... ٥٤٥
ـ ٥٤٧
١٠٢ ـ غريب
إعراب سورة الفلق............................................. ٥٤٨
ـ ٥٤٨
١٠٣ ـ غريب
إعراب سورة الناس............................................. ٥٤٩
ـ ٥٥٠
٢ ـ الآيات المستشهد
بها
الآيات الواردة فى الجزء الأول
الآية
|
رقم الآية
|
السورة
|
الصفحة
|
(هذا خلق الله
فأرونى ما ذا خلق الذين من دونه)
|
١١
|
لقمان
|
٣٢
|
(محمد رسول الله)
|
٢٩
|
الفتح
|
٣٣
|
(إن الله كان عليما
حكيما)
|
١١ ، ٢٤
|
النساء
|
٣٣
|
(يؤمن بالله)
|
٢٣٢
|
البقرة
|
٣٣
|
(وترى الشمس إذا
طلعت تَزاوَرُ عن كهفهم)
|
١٧
|
الكهف
|
٤١
|
(لا تخاف دركا ولا
تخشى)
|
٧٧
|
طه
|
٤٢
|
(قال قد أوتيت سؤلك
يا موسى)
|
٣٦
|
طه
|
٤٧
|
(وتلك نعمة تمنها
على أن عبدت بنى إسرائيل)
|
٢٢
|
الشعراء
|
٥٠
|
(لا يرتد إليهم
طرفهم)
|
٤٣
|
إبراهيم
|
٥٢
|
(ويضع عنهم إصرهم)
|
١٥٧
|
الأعراف
|
٥٣
|
(لقد كان لسبأ فى
مسكنهم)
|
١٥
|
سبأ
|
٥٣
|
(ومنهم من يستمع
إليك)
|
٢٥
|
الأنعام
|
٥٤
|
(ومنهم من يستمعون
إليك)
|
٤٢
|
يونس
|
٥٤
|
(وأشربوا فى قلوبهم
العجل)
|
٩٣
|
البقرة
|
٥٥
|
(واسأل القرية التى
كنا فيها والعير التى أقبلنا فيها)
|
٨٢
|
يوسف
|
٥٥
|
(والذى جاء بالصدق
وصدق به أولئك هم المتقون)
|
٣٣
|
الزمر
|
٥٩
|
(فذبحوها وما كادوا
يفعلون)
|
٧١
|
البقرة
|
٦١
|
(فأتوا بسورة مثله
وادعوا من استطعتم من دون الله)
|
٣٨
|
يونس
|
٦٥
|
(تماما على الذى
أحسن)
|
١٥٤
|
الأنعام
|
٦٦
|
(واختار موسى قومه)
|
١٥٥
|
الأعراف
|
٦٨
|
(ثم هو يوم القيامة)
|
٦١
|
القصص
|
٦٩
|
(وقد دخلوا بالكفر
وهم قد خرجوا به)
|
٦١
|
المائدة
|
٧١
|
(أهذا الذى بعث الله
رسولا)
|
٤١
|
الفرقان
|
٧٧
|
(والذين يكنزون
الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله)
|
٣٤
|
التوبة
|
٧٩
|
(وإذا رأوا تجارة أو
لهوا انفضوا إليها)
|
١١
|
الجمعة
|
٧٩
|
(فبهداهم اقتده)
|
٩٠
|
الأنعام
|
٧٩
|
(وأنذر هم يوم
الآزفة)
|
١٨
|
غافر
|
٨٠
|
(يعبدوننى لا يشركون بى شيئا)
|
٥٥
|
النور
|
٨١
|
|
(فمن كان منكم مريضا
أو على سفر فعدة من أيام أخر)
|
١٨٤
|
البقرة
|
٨٥
|
(فمن اضطر غير باغ
ولا عاد فلا إثم عليه)
|
١٧٣
|
البقرة
|
٨٥
|
(ولو لا أن يكون
الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم)
|
٣٣
|
الزخرف
|
٨٦
|
(قال الملأ الذين
استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم)
|
٧٥
|
الأعراف
|
٨٦
|
(قال الذين استكبروا
للذين استضعفوا أنحن صددناكم)
|
٣٢
|
سبأ
|
٨٦
|
(والذين اتخذوا من
دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)
|
٣
|
الزمر
|
٨٩
|
(أهذا الذى بعث الله
رسولا)
|
٤١
|
الفرقان
|
٨٩
|
(لعمرك إنهم لفى
سكرتهم يعمهون)
|
٧٢
|
الحجر
|
٩٠
|
(هذا خلق الله)
|
١١
|
لقمان
|
٩١
|
(قل أرأيتم إن أصبح
ماؤكم غورا)
|
٢٠
|
الملك
|
٩١
|
(فاصدع بما تؤمر)
|
٩٤
|
الحجر
|
٩٢
|
(أخرجنا من هذه
القرية الظالم أهلها)
|
٧٥
|
النساء
|
٩٣
|
(يلتقطه بعض السيارة)
|
١٠
|
يوسف
|
٩٢
|
(وما آتيتم من زكاة
تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون)
|
٣٩
|
الروم
|
٩٦
|
(حتى إذا كنتم فى
الفلك وجرين بهم)
|
٢٢
|
يونس
|
٩٦
|
(لكنا هو الله ربى)
|
٣٨
|
الكهف
|
٩٩
|
(ألست بربكم قالوا
بلى)
|
١٧٢
|
الأعراف
|
١٠٠
|
(هل وجدتم ما وعد
ربكم حقا قالوا نعم)
|
٤٤
|
الأعراف
|
١٠٠
|
(وقالوا قلوبنا فى
أكنة مما تدعونا إليه)
|
٥
|
فصلت
|
١٠٦
|
(قليلا ما تشكرون)
|
١٠ ٧٨ ٩
|
الأعراف،
|
١٠٧
|
|
|
المؤمنون،
|
١٠٧
|
|
|
السجدة
|
١٠٧
|
(واسأل القرية التى
كنا فيها والعير التى أقبلنا فيها)
|
٨٢
|
يوسف
|
١٠٩
|
(إنا أنزلناه فى
ليلة القدر)
|
١
|
القدر
|
١١١
|
(كل من عليها فان)
|
٢٦
|
الرحمن
|
١١١
|
(حتى توارت بالحجاب)
|
٣٢
|
ص
|
١١٢
|
(إنه من يتق ويصبر
فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)
|
٩٠
|
يوسف
|
١١٢
|
(لئن أخرجوا لا
يخرجون معهم ، ولئن قوتلوا لا
ينصرونهم ، ولئن نصروهم ليولن
الأدبار)
|
١٢
|
الحشر
|
١١٥
|
(إنا هدانا إليك)
|
١٥٦
|
الأعراف
|
١١٨
|
(قتل أصحاب الأخدود
النار ذات الوقود)
|
٥٤٤
|
البروج
|
١١٩
|
(وجعلنا فى الأرض
رواسى أن تميد بهم)
|
٣١
|
الأنبياء
|
١١٩
|
(يبين الله لكم أن
تضلوا)
|
١٧٦
|
النساء
|
١١٩
|
(هو الذى أنزل من
السماء ماء لكم منه شراب)
|
١٠
|
النحل
|
١٢١
|
|
|
|
|
|
|
(جزاء سيئة بمثلها)
|
٢٧
|
يونس
|
١٢٥
|
(وجزاء سيئة سيئة
مثلها)
|
٤٠
|
الشورى
|
١٢٥
|
(ومن أحسن دينا ممن
أسلم وجهه لله)
|
١٢٥
|
النساء
|
١٢٦
|
(إن هم إلا كالأنعام)
|
٤٤
|
الفرقان
|
١٢٦
|
(إن الكافرون إلا فى
غرور)
|
٢٠
|
الملك
|
١٢٦
|
(أهذا الذى بعث الله
رسولا)
|
٤١
|
الفرقان
|
١٢٧
|
(ولا يحسبن الذى
يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا)
|
١٨٠
|
آل عمران
|
١٢٨
|
(من يضلل الله فلا
هادى له ويذرهم)
|
١٨٦
|
الأعراف
|
١٣٠
|
(فى الفلك المشحون)
|
١١٩
|
سورة الشعراء
، ٤١ سورة يس
|
١٣٢
|
(حتى إذا كنتم فى
الفلك وجرين)
|
٢٢
|
يونس
|
١٣٢
|
(إنما إلهكم إله
واحد)
|
١١٠ ٦
|
الكهف ، ١٠٨
الأنبياء ، فصلت
|
١٣٧
|
(إنما يأكلون فى
بطونهم نارا)
|
١٠
|
النساء
|
١٣٨
|
(هذا من شيعته وهذا
من عدوه)
|
١٥
|
القصص
|
١٥٠
|
(إن الإنسان لفى خسر
إلا الذين آمنوا)
|
٢ ، ٣
|
العصر
|
١٥٤
|
(يعلم المفسد من
المصلح)
|
٢٢٠
|
البقرة
|
١٥٤
|
(ذلكم أزكى لكم
وأطهر)
|
٢٣٢
|
البقرة
|
١٥٨
|
(والمطلقات يتربصن
بأنفسهن)
|
٢٢٨
|
البقرة
|
١٥٨
|
(لا رفث ولا فسوق)
|
١٩٧
|
البقرة
|
١٥٩
|
(والسارق والسارقة)
|
٣٨
|
المائدة
|
١٦٠
|
(ولمن صبر وغفر إن
ذلك لمن عزم الأمور)
|
٤٣
|
الشورى
|
١٦١
|
(وأرسلنا الرياح
لواقح)
|
٢٢
|
الحجر
|
١٦٥
|
(حمأ مسنون)
|
٢٦ ، ٢٨ ، ٣٣
|
الحجر
|
١٧١
|
(وبئر معطلة)
|
٤٥
|
الحج
|
١٨٥
|
(فأكله الذئب)
|
١٧
|
يوسف
|
١٨٥
|
(ولا الليل سابق
النهار)
|
٤٠
|
يس
|
١٨٥
|
(أو يوبقهن بما
كسبوا ويعف عن كثير. ويعلم)
|
٣٤ ، ٣٥
|
الشورى
|
١٨٧
|
(وما يعلمان من أحد
حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) ثم قال (فيتعلمون
منهما)
|
١٠٣
|
البقرة
|
١٨٨
|
(فهل أنتم منتهون)
|
٩١
|
المائدة
|
١٩٦
|
(إنك ميت وإنهم
ميتون)
|
٣٠
|
الزمر
|
١٩٨
|
(فانكحوا ما طاب لكم
من النساء)
|
٣
|
النساء
|
٢٠٠
|
(هنالك الولاية لله
الحق)
|
٤٤
|
الكهف
|
٢٠٢
|
(هذا خلق الله)
|
١١
|
لقمان
|
٢٠٥
|
(قل لئن اجتمعت
الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله)
|
٨٨
|
الإسراء
|
٢٠٩
|
(يا أيها النبى إذا
طلقتم النساء)
|
١
|
الطلاق
|
٢١٠
|
(فإن كنت فى شك مما
أنزلنا إليك)
|
٩٤
|
يونس
|
٢١١
|
(سرابيل تقيكم الحر)
|
٨١
|
النحل
|
٢١٥
|
(لن يضروكم إلا أذى)
|
١١١
|
آل عمران
|
٢١٨
|
(فلن يضر الله شيئا)
|
١٤٤
|
آل عمران
|
٢١٨
|
(واعبدوا الله ولا
تشركوا به شيئا)
|
٣٦
|
النساء
|
٢١٩ ، ٤١٢
|
(وكأى من قرية عتت
عن أمر ربها)
|
٨
|
الطلاق
|
٢٢٤
|
(فالتقطه آل فرعون
ليكون لهم عدوا وحزنا)
|
٨
|
القصص
|
٢٢٨
|
(ولئن شئنا لنذهبن
بالذى أوحينا إليك)
|
٨٦
|
الإسراء
|
٢٢٨
|
(وإن لم ينتهوا عما
يقولون ليمسن الذين)
|
٧٣
|
المائدة
|
٢٢٩
|
(لينذر بأسا)
|
٢
|
الكهف
|
٢٣١
|
(عتوا عتوا كبيرا)
|
٢١
|
الفرقان
|
٢٣٩
|
(جنات عدن التى وعد
الرحمن)
|
٦١
|
مريم
|
٢٤٢
|
(فما أغنت عنهم
آلهتهم التى يدعون)
|
١٠١
|
هود
|
٢٤٢
|
(والقواعد من النساء
اللاتى)
|
٦٠
|
النور
|
٢٤٣
|
(فإن كانتا اثنتين
فلهما الثلثان مما ترك)
|
١٧٦
|
النساء
|
٢٤٤
|
(فذانك برهانان من
ربك)
|
٣٢
|
القصص
|
٢٤٦
|
(وترى الجبال تحسبها
جامدة وهى تمر مر السحاب صنع الله)
|
٨٨
|
النمل
|
٢٤٨
|
(ألا يسجدوا لله)
|
٢٥
|
النمل
|
٢٥٩
|
(فما لكم فى
المنافقين فئتين)
|
٨٨
|
النساء
|
٢٦٠
|
(لأعذبنه عذابا
شديدا أو لأذبحنه أو ليأتينى بسلطان مبين)
|
٢١
|
النمل
|
٢٦٣
|
(النار وعدها الله
الذين كفروا)
|
٧٢
|
الحج
|
٢٦٥
|
(فانهم عدو لى إلا
رب العالمين)
|
٧٧
|
الشعراء
|
٢٦٦
|
(يبين الله لكم أن
تضلوا)
|
١٧٦
|
النساء
|
٢٦٩
|
(أنؤمن لبشرين مثلنا)
|
٤٧
|
المؤمنون
|
٢٧١
|
(ما لكم من إله غيره)
|
٥٩ ، ٦٥ ، ٧٣ ، ٨٥
|
الأعراف ، ٥٠
، ٦١ ، ٨٤ هود ، ٣٢ المؤمنون
|
٢٧٤
|
(وما قتلوه وما
صلبوه)
|
١٥٧
|
النساء
|
٢٧٤
|
(ورتل القرآن ترتيلا)
|
٤
|
الزمر
|
٢٧٧
|
(وقتلوا تقتيلا)
|
٦١
|
الأحزاب
|
٢٧٧
|
(ورسلا قد قصصناهم)
|
١٦٤
|
النساء
|
٢٧٧
|
(إنا أوحينا إليك)
|
١٦٣
|
النساء
|
٢٨٨
|
(إنا أخلصناهم
بخالصة)
|
٤٦
|
ص
|
٢٨٦
|
(فأما ثمود فأهلكوا
بالطاغية)
|
٥
|
الحاقة
|
٢٨٦
|
(ليس لوقعتها كاذبة)
|
٢
|
الواقعة
|
٢٨٦
|
(لقد أخذنا ميثاق
بنى إسرائيل)
|
٧٠
|
المائدة
|
٢٨٧
|
(فقد صغت قلوبكما)
|
٤
|
التحريم
|
٢٩٠
|
(للذين هم لربهم
يرهبون)
|
١٥٤
|
الأعراف
|
٢٩٢
|
(إن كنتم للرؤيا
تعبرون)
|
٤٣
|
يوسف
|
٢٩٢
|
(وما أشركنا ولا
آباؤنا)
|
١٤٨
|
الأنعام
|
٢٩٣
|
(إذا جاءك المنافقون
قالوا نشهد إنك لرسول الله ، والله يعلم إنك
لرسوله ، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)
|
١
|
المنافقون
|
٢٩٥
|
(لعلى أبلغ الأسباب
أسباب السماوات فأطلع)
|
٣٦ ، ٣٧
|
غافر
|
٢٩٦
|
(جزاء سيئة بمثلها)
|
٢٧
|
يونس
|
٣٠٥
|
(ولأصلبنكم فى جذوع
النخل)
|
٧١
|
طه
|
٣٠٩
|
(إذا اكتالوا على
الناس يستوفون)
|
٢
|
المطففين
|
٣٠٩
|
(واسأل القرية التى
كنا فيها والعير التى أقبلنا فيها)
|
٨٢
|
يوسف
|
٣١٠
|
(ومن خزى يومئذ)
|
٦٦
|
هود
|
٣١١
|
(أهذا الذى بعث الله
رسولا)
|
٣١٥ ـ ٣٤١ ، ٤١
|
الفرقان
|
٢٩٤ ـ ٣٣٨
|
(ومنهم من يستمعون
إليك)
|
٤٢
|
يونس
|
٣١٧
|
(سرابيل تقيكم الحر)
|
٨١
|
النحل
|
٣٢٣
|
(قل هذه سبيلى)
|
١٠٨
|
يوسف
|
٣٢٣
|
(وإن يروا سبيل
الرشد لا يتخذوه سبيلا ، وإن يروا سبيل
الغى يتخذوه سبيلا)
|
١٤٦
|
الأعراف
|
٣٢٤
|
(فبم تبشرون)
|
٥٤
|
الحجر
|
٣٢٨
|
(فالتقطه آل فرعون
ليكون لهم عدوا وحزنا)
|
٨
|
القصص
|
٣٣٤
|
(الله أعلم حيث يجعل
رسالته)
|
١٢٤
|
الأنعام
|
٣٣٧
|
(ونزعنا ما فى
صدورهم من غل إخوانا)
|
٤٧
|
الحجر
|
٣٣٩
|
(إن دابر هؤلاء
مقطوع مصبحين)
|
٦٦
|
الحجر
|
٣٣٩
|
(ولو نشاء لجعلنا
منكم ملائكة فى الأرض يخلفون)
|
٦٠
|
الزخرف
|
٣٤٠
|
(أرضيتم بالحياة
الدنيا من الآخرة)
|
٢٨
|
التوبة
|
٣٤٠
|
(ومن يؤمن بالله
ويعمل صالحا يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له
رزقا)
|
١١
|
الطلاق
|
٣٤٣
|
(وإن تك حسنة)
|
٤٠
|
النساء
|
٣٤٤
|
(وإن يكن ميتة فهم
فيه شركاء)
|
١٣٩
|
الأنعام
|
٣٤٧
|
(وكلا وعد الله
الحسنى)
|
٩٥ ١٠
|
النساء
الحديد
|
٣٤٨
|
(يلتقطه بعض السيارة)
|
١٠
|
يوسف
|
٣٥١
|
(ما منعك أن تسجد
لما خلقت بيدى)
|
٧٥
|
ص
|
٣٥٥
|
(ولمن صبر وغفر إن
ذلك لمن عزم الأمور)
|
٤٣
|
الشورى
|
٣٦١
|
(لعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون)
|
٧٢
|
الحجر
|
٣٦٢
|
(والناشرات نشرا)
|
٣
|
المرسلات
|
٣٦٦
|
(يرسل الرياح مبشرات)
|
٤٦
|
الروم
|
٣٦٦
|
(ولو لا أن يكون
الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم)
|
٣٣
|
الزخرف
|
٣٦٧
|
(فإذا هى بيضاء
للناظرين)
|
١٠٨
|
سورة الأعراف
، ٣٣ الشعراء
|
٣٧٠
|
(وانطلق الملأ منهم
أن امشوا واصبروا)
|
٦
|
ص
|
٣٧١
|
(لقد تقطع بينكم)
|
٩٤
|
الأنعام
|
٣٧٧
|
(بخمسة آلاف)
|
١٢٥
|
آل عمران
|
٣٨٤
|
(أولئك أصحاب الجنة
هم فيها خالدون)
|
٤٢ ٢٦ ٢٣
|
الأعراف يونس
هود
|
٣٨٥
|
(أحد الله الصمد)
|
١ ، ٢
|
الإخلاص
|
٣٩٧
|
(وإذا رأوا تجارة أو
لهوا انفضوا إليها)
|
١١
|
الجمعة
|
٣٩٨
|
(واستعينوا بالصبر
والصلاة وإنها لكبيرة)
|
٤٥
|
البقرة
|
٣٩٨
|
(والله ورسوله أحق
أن يرضوه)
|
٦٢
|
التوبة
|
٣٩٨
|
(فالله أحق أن تخشوه)
|
١٣
|
التوبة
|
٤٠٢
|
(جزاء سيئة سيئة
مثلها)
|
٤٠
|
الشورى
|
٤١٠
|
(اسكن أنت وزوجك
الجنة)
|
٣٥ ١٩
|
البقرة
الأعراف
|
٤١١
|
(وكلا وعد الله
الحسنى)
|
١٠
|
الحديد
|
٤١٥
|
(مكانكم أنتم وشركاؤكم)
|
٢٨
|
يونس
|
٤١٨
|
(قال رب ارجعون)
|
٩٩
|
المؤمنون
|
٤١٩
|
الآيات الواردة فى الجزء الثانى
(أن أمشوا)
|
٦
|
ص
|
٧
|
(قل لئن اجتمعت
الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله)
|
٨٨
|
الإسراء
|
٨
|
(إن الإنسان لفى خسر
إلا الذين آمنوا)
|
١ ، ٢
|
العصر
|
٩
|
(إن الإنسان لربه لكنود)
|
٦
|
العاديات
|
٩
|
(إن الإنسان ليطغى)
|
٦
|
العلق
|
٩
|
(خالدين فيها ما
دامت السماوات والأرض)
|
١٠٨
|
هود
|
١٠
|
(أفما نحن بميتين
إلا موتتنا الأولى)
|
٥٨ ـ ٥٩
|
الصافات
|
١٨
|
(ويوم يحشرهم كأن لم
يلبثوا إلا ساعة من النهار)
|
٤٥
|
يونس
|
١٨
|
(ضربت عليهم الذلة
أينما ثقفوا إلا بحبل من الله)
|
١١٢
|
آل عمران
|
١٩
|
(فمن جاءه موعظة من
ربه)
|
٢٧٥
|
البقرة
|
٢٠
|
(ذلك جزاؤهم جهنم
بما كفروا)
|
١٠٦
|
الكهف
|
٢٣
|
(وكلبهم باسط ذراعيه)
|
١٨
|
الكهف
|
٢٤
|
(لتجزى كل نفس)
|
١٥
|
طه
|
٢٨
|
(وتجزى كل نفس)
|
١٧
|
غافر
|
٢٧
|
(أكلا لما)
|
١٩
|
الفجر
|
٣٠
|
(إن كل نفس لما
عليها حافظ)
|
٤
|
الطارق
|
٣٠
|
(إلا قوم يونس)
|
٩٨
|
يونس
|
٣١
|
(فمن اتبع هداى)
|
١٢٣
|
طه
|
٣٦
|
(للذين هم لربهم
يرهبون)
|
١٥٤
|
الأعراف
|
٤٠
|
(ا لم يعلم بأن الله
يرى)
|
١٤
|
سورة العلق
|
٤١
|
(عسى أن يكون ردف
لكم)
|
٧٢
|
النمل
|
٤٢
|
(فبما رحمة من الله
لنت لهم)
|
١٥٩
|
آل عمران
|
٤٣
|
(إن الذين تدعون من
دون الله لن يخلقوا ذبابا)
|
٧٣
|
الحج
|
٥٠
|
(هل من خالق غير
الله)
|
٣
|
فاطر
|
٥٣
|
(أن امشوا واصبروا
على آلهتكم)
|
٦
|
ص
|
٥٥
|
(وكان وراءهم ملك)
|
٧٩
|
الكهف
|
٥٦
|
(وأوتينا من كل شىء)
|
١٦
|
النمل
|
٥٩
|
(كتاب أنزل إليك فلا
يكن فى صدرك حرج لتنذر به)
|
٢
|
الأعراف
|
٦٢
|
(إن الإنسان لفى خسر
إلا الذين آمنوا)
|
٢ ، ٣
|
العصر
|
٦٨
|
(والملك على أرجاءها)
|
١٧
|
الحاقة
|
٦٨
|
(واتقوا يوما لا
تجزى نفس عن نفس شيئا)
|
١٢٣
|
البقرة
|
٦٩
|
(إذا جاءك المنافقون
، قالوا نشهد إنك لرسول الله ، والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن
المنافقين لكاذبون)
|
١
|
المنافقون
|
٧١
|
(أهذا الذى بعث الله
رسولا)
|
٤١
|
الفرقان
|
٧٣
|
(إنا منجوك وأهلك)
|
٢٣
|
العنكبوت
|
٧٥
|
(ما ذا أنزل ربكم
قالوا خيرا)
|
٣٠
|
النحل
|
٧٧
|
(إنما الله إله واحد)
|
١٧١
|
النساء
|
٧٨
|
(وإن لكم فى الأنعام
لعبرة نسقيكم مما فى بطونها)
|
٢١
|
المؤمنون
|
٧٩
|
(وما منا إلا له
مقام معلوم)
|
١٦٤
|
الصافات
|
٨٠
|
(الشيطان سول لهم
وأملى لهم)
|
٢٥
|
محمد
|
٨٤
|
(إنما نملى لهم)
|
١٧٨
|
آل عمران
|
٨٤
|
(قال الملأ الذين
استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم)
|
٧٥
|
الأعراف
|
٨٧
|
(ما يكون من نجوى
ثلاثة إلا هو رابعهم)
|
٧
|
المجادلة
|
٩١
|
(يؤمنون بالله
ورسوله)
|
٦٢
|
النور
|
٩٢
|
(هذا من شيعته وهذا
من عدوه)
|
١٥
|
القصص
|
١٠٣
|
(إن تستغفر لهم
سبعين مرة فلن يغفر الله لهم)
|
٨٠
|
التوبة
|
١٠٤
|
(صم بكم عمى)
|
١٨ ، ١٧١
|
البقرة
|
١٠٤
|
(صم وبكم)
|
٣٩
|
الأنعام
|
١٠٤
|
(ونزداد كيل بعير)
|
٦٥
|
يوسف
|
١٠٦
|
(ولمن صبر وغفر إن
ذلك لمن عزم الأمور)
|
٤٣
|
الشورى
|
١٠٧
|
(واضرب لهم مثلا
رجلين)
|
٣٢
|
الكهف
|
١٠٩
|
(كأنهم خشب مسندة)
|
٤
|
المنافقون
|
١١٠
|
|
٢٩
|
الرحمن
|
١١١
|
(ومن يهن الله فما
له من مكرم)
|
١٨
|
الحج
|
١١٢
|
(فإما منا بعد وإما
فداء)
|
٤
|
محمد
|
١١٥
|
(قل هو الله أحد
الله الصمد)
|
١ ، ٢
|
الإخلاص
|
١١٦
|
(ردءا يصدقنى)
|
٣٤
|
القصص
|
١٢٠
|
(لو لا أن من الله
علينا)
|
٨٢
|
القصص
|
١٢١
|
(أفلا يرون ألا يرجع
إليهم قولا)
|
٨٩
|
طه
|
١٢١
|
(علم أن سيكون منكم
مرضى)
|
٢٠
|
المزمل
|
١٢١
|
(فمنها ركوبهم)
|
٧٢
|
يس
|
١٢٤
|
(إن مثل عيسى عند
الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)
|
٥٩
|
آل عمران
|
١٢٥
|
(والوالدات يرضعن
أولادهن)
|
٢٣٣
|
البقرة
|
١٣٥
|
(والله ربنا ما كنا
مشركين)
|
٢٣
|
الأنعام
|
١٣٦
|
(وكل أتوه داخرين)
|
٨٧
|
النمل
|
١٣٧
|
(لا تطغوا فيه فيحل
عليكم غضبى)
|
٨١
|
طه
|
١٤٠
|
(فأطلع إلى إله موسى)
|
٣٧
|
غافر
|
١٤٠
|
(يا ليتنى كنت معهم
فأفوز)
|
٧٣
|
النساء
|
١٤٠
|
(وسار بأهله)
|
٢٩
|
القصص
|
١٤٠
|
(فإن الجنة هى
المأوى)
|
٤١
|
النازعات
|
١٤٣
|
(إن موعدهم الصبح)
|
٨١
|
هود
|
١٤٤
|
(ولا تعزموا عقدة النكاح)
|
٢٣٥
|
البقرة
|
١٤٦
|
(ولا تمنن تستكثر)
|
٦
|
المدثر
|
١٥٠
|
(نسوا الله فنسيهم)
|
٦٧
|
التوبة
|
١٥٣
|
(قل هو الله أحد
الله الصمد)
|
١ ، ٢
|
الإخلاص
|
١٥٥
|
(ما لكم من إله غيره)
|
٥٩ ، ٦٥ ، ٧٣ ، ٨٥ ٥٠ ، ٦١ ، ٨٤
|
الأعراف ٣٩٩
هود
|
١٥٧
|
(والنخل والزرع
مختلفا أكله)
|
١٤١
|
الأنعام
|
١٥٧
|
(أحد عشر كوكبا
والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين)
|
٤
|
يوسف
|
١٦٠
|
(أثم إذا ما وقع
آمنتم به)
|
٥١
|
يونس
|
١٦١
|
(وإذ يقول المنافقون
والذين فى قلوبهم مرض)
|
١٢
|
الأحزاب
|
١٦٢
|
(ويعلمه الكتاب
والحكمة)
|
٤٨
|
آل عمران
|
١٦٦
|
(لا تحسبن الذين
يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم)
|
١٨٨
|
آل عمران
|
١٧٠
|
(وحور عين)
|
٢٢
|
الواقعة
|
١٧٢
|
(إنه لقسم لو تعلمون
عظيم)
|
٧٦
|
الواقعة
|
١٧٧
|
(لمن تبعك منهم
لأملأن جهنم منكم أجمعين)
|
١٨
|
الأعراف
|
١٧٨
|
(قد أفلح من تزكى
وذكر اسم ربه فصلى)
|
١٤
|
الأعلى
|
١٨٠
|
(ولا تلقوا بأيديكم
إلى التهلكة)
|
١٩٥
|
البقرة
|
١٨٢
|
(ألقيا فى جهنم)
|
٢٤
|
ق
|
١٨٩
|
(سلام على آل ياسين)
|
١٣٠
|
الصافات
|
١٩٠
|
(فلا تكن فى مرية من
لقائه)
|
٢٣
|
السجدة
|
١٩٦
|
(إن الكافرون إلا فى
غرور)
|
٢٠
|
الملك
|
٢٠٥
|
(أولئك يجزون الغرفة)
|
٦٤ ، ٦٥ ، ٧٤ ، ٧٥
|
الفرقان
|
٢٠٨
|
(واللائى يئسن من
المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائى لم يحضن)
|
٤
|
الطلاق
|
٢١٤
|
(أن امشوا واصبروا
على آلهتكم)
|
٦
|
ص
|
٢٢٢
|
(من جاء بالحسنة فله
خير منها)
|
٨٩
|
النمل
|
٢٢٦
|
(وإذ بوأنا لإبراهيم
مكان البيت)
|
٢٦
|
الحج
|
٢٢٧
|
(من عذاب يومئذ
ببنيه)
|
١١
|
المعارج
|
٢٢٨
|
(وكلبهم باسط ذراعيه
بالوصيد)
|
١٨
|
الكهف
|
٢٣٠
|
(سيقولون ثلاثة
رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم)
|
٢٢
|
الكهف
|
٢٣٦
|
(أعلم من يضل عن
سبيله)
|
١١٧
|
الأنعام
|
٢٣٩
|
(إن الذين اتخذوا
العجل سينالهم)
|
١٥٢
|
الأعراف
|
٢٤٢
|
(وإذا بوأنا
لإبراهيم مكان البيت)
|
٢٦
|
الحج
|
٢٤٥
|
(أولم ينظروا فى
ملكوت السماوات والأرض)
|
١٨٥
|
الأعراف
|
٢٤٩
|
(يا أيها النبى إذا
طلقتم النساء)
|
١
|
الطلاق
|
٢٥١
|
(قل هذه سبيلى)
|
١٠٨
|
يوسف
|
٢٥٣
|
(وإن يروا سبيل
الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل العى يتخذوه سبيلا)
|
١٤٦
|
الأعراف
|
٢٥٤
|
(أن امشوا واصبروا)
|
٦
|
ص
|
٢٥٥
|
(يلتقطه بعض السيارة)
|
١٠
|
يوسف
|
٢٥٥
|
(والقمر قدرناه
منازل)
|
٣٩
|
يس
|
٢٥٦
|
(ومكر أولئك هو يبور)
|
١٠
|
فاطر
|
٢٦١
|
(ا لم يعلموا أن
الله هو يقبل التوبة عن عباده)
|
١٠٤
|
التوبة
|
٢٦١
|
(اسكن أنت وزوجك
الجنة)
|
٣٥ ١٩
|
البقرة
|
٢٦٣
|
|
|
الأعراف
|
٢٦٣
|
(وأصلحنا له زوجه)
|
٩٠
|
الأنبياء
|
٢٦٣
|
(وقالوا ما فى بطون
هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا)
|
١٣٩
|
الأنعام
|
٢٦٨
|
(لقد كان لكم فيهم
أسوة حسنة)
|
٦
|
الممتحنة
|
٢٨٢
|
(من يضلل الله فلا
هادى له)
|
١٨٦
|
الأعراف
|
٢٨٦
|
(إنما مثل الحياة
الدنيا كماء أنزلناه)
|
٢٤
|
يونس
|
٢٩٢
|
(واضرب لهم مثل
الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء)
|
٤٥
|
الكهف
|
٢٩٢
|
(ما لى لا أرى
الهدهد)
|
٢٠
|
النمل
|
٢٩٣
|
(أو إطعام فى يوم ذى
مسغبة يتيما)
|
١٤ ، ١٥
|
البلد
|
٣٠٢
|
(نعم العبد إنه أواب)
|
٣٠ ، ٤٤
|
ص
|
٣٠٦
|
(ويل للمطففين)
|
١
|
المطففين
|
٣٠٦
|
(سواء عليهم استغفرت
لهم)
|
٦
|
المنافقون
|
٣٠٩
|
(والله أذن لكم)
|
٥٩
|
يونس
|
٣٠٩
|
(قد أفلح من زكاها)
|
٩
|
الشمس
|
٣١٢
|
(كل من عليها فان)
|
٢٦
|
الرحمن
|
٣١٥
|
(وفتحت السماء فكانت
أبوابا)
|
١٩
|
النبأ
|
٣١٦
|
(فبم تبشرون)
|
٥٤
|
الحجر
|
٣٢٦
|
(إن الكافرون إلا فى
غرور)
|
٢٠
|
الملك
|
٣٣٣
|
(إنى رأيت أحد عشر
كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين)
|
٤
|
يوسف
|
٣٣٧
|
(فأما اليتيم فلا
تقهر وأما السائل فلا تنهر)
|
٩ ـ ١٠
|
الضحى
|
٣٣٨
|
(هذا نزلهم يوم
الدين)
|
٥٦
|
الواقعة
|
٣٤٠
|
(فأولئك لهم جزاء
الضعف)
|
٣٧
|
سبأ
|
٣٤١
|
(ومن عنده علم
الكتاب)
|
٤٣
|
الرعد
|
٣٤١
|
(وآتيناه الإنجيل
فيه هدى ونور)
|
٤٦
|
المائدة
|
٣٤١
|
(أفي الله شك)
|
١٠
|
إبراهيم
|
٣٤١
|
(يسبح له فيها
بالغدو والآصال رجال)
|
٣٦
|
النور
|
٣٤٤
|
(إن رحمة الله قريب)
|
٥٦
|
الأعراف
|
٣٤٦
|
(سندع الزبانية)
|
١٨
|
العلق
|
٣٤٧
|
(ويدع الإنسان بالشر)
|
١١
|
الإسراء
|
٣٤٧
|
(يخرج منهما اللؤلؤ)
|
٢٢
|
الرحمن
|
٣٤٨
|
(فيغفر لمن يشاء
ويعذب من يشاء)
|
٢٨٤
|
البقرة
|
٣٤٩
|
(أكلا لما)
|
١٩
|
الفجر
|
٣٥٤
|
(وما أرسلناك إلا
رحمة للعالمين)
|
١٠٧
|
الأنبياء
|
٣٥٧
|
(إن الكافرون إلا فى
غرور)
|
٢٠
|
الملك
|
٣٦٠
|
(حيث شئتم) ٨٥ البقرة
|
١٦١
|
الأعراف
|
٣٦٨
|
(واشتعل الرأس شيبا)
|
٤
|
مريم
|
٣٦٨
|
(لبعض شأنهم)
|
٦٢
|
النور
|
٣٦٨
|
(والوالدات يرضعن
أولادهن حولين كاملين)
|
٢٣٣
|
البقرة
|
٣٧٠
|
(ويل للمطففين)
|
١
|
المطففين
|
٣٧١
|
(ما يود الذين كفروا
من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم)
|
١٠٥
|
البقرة
|
٣٧٣
|
(فإذا عزم الأمر)
|
٢١
|
محمد
|
٣٧٥
|
(إنا فتحنا لك فتحا)
|
١
|
الفتح
|
٣٧٧
|
(لو تزيلوا لعذبنا
الذين كفروا عذابا أليما)
|
٢٥
|
الفتح
|
٣٧٩
|
(وهو الذى كف أيديهم
عنكم)
|
٢٤
|
الفتح
|
٣٧٩
|
(فسيكفيكهم الله)
|
١٣٧
|
البقرة
|
٣٨٠
|
(قد أفلح من زكاها)
|
٩
|
الشمس
|
٣٨٤
|
(واستمع يوم يناد
المناد)
|
٤١
|
ق
|
٣٨٨
|
(وأنا على ذلكم من
الشاهدين)
|
٥٦
|
الأنبياء
|
٣٩١
|
(وفى عاد إذ أرسلنا
عليهم الريح العقيم)
|
٤١
|
الذاريات
|
٣٩٢
|
(وفى ثمود إذ قيل
لهم تمتعوا حتى حين)
|
٤٣
|
الذاريات
|
٣٩٢
|
(وقوم نوح)
|
٤٦
|
الذاريات
|
٣٩٢
|
(أم تأمرهم أحلامهم
بهذا)
|
٣٢ ، ٣٣ ، ٣٥ ، ٣٦ ، ٣٧ ، ٣٨ ، ٣٩ ، ٤٠ ، ٤١ ، ٤٢ ، ٤٣»
|
الطور
|
٣٩٥
|
(أم لهم إله غير
الله)
|
|
|
٣٩٦
|
(أعنده علم الغيب)
|
|
|
٤٠٠
|
(أم لم ينبأ بما فى
صحف موسى)
|
٤٣ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٧ ، ٤٨ ، ٤٩ ، ٥٠
|
النجم
|
٤٠٠
|
(وأن ليس للإنسان)
|
|
|
٤٠٠
|
(وأنه هو أضحك وأبكى)
|
|
|
٤٠١
|
(وأنه أهلك عادا
الأولى)
|
|
|
٤٠١
|
(ألا تزر وازرة وزر
أخرى)
|
|
|
٤٠١
|
(ولقد جاءهم من
الأنباء ما فيه مزدجر)
|
٢٠
|
القمر
|
٤٠٤
|
(أعجاز نخل خاوية)
|
٧
|
الحاقة
|
٤٠٥
|
(على رجل من
القريتين عظيم)
|
٣١
|
الزخرف
|
٤٠٩
|
(جنات عدن مفتحة لهم
الأبواب)
|
٥٠
|
ص
|
٤١٠
|
(ولمن خاف مقام ربه
جنتان)
|
٤٦
|
الرحمن
|
٤١١
|
(ا اذا متنا وكنا ترابا)
|
٨٢
|
المؤمنون ،
١٦، ٥٣ الصافات ، ٣ ق ، ٤٧
|
الواقعة
|
|
|
|
٤١٣
|
(إذا وقعت الواقعة)
|
١
|
الواقعة
|
٤١٤
|
(والله أنبتكم من
الأرض نباتا)
|
١٧
|
نوح
|
٤١٦
|
(وفرش مرفوعة)
|
|
الواقعة
|
٤١٦
|
(كل من عليها فان)
|
٢٦
|
الرحمن
|
٤١٦
|
(إنا أنزلناه فى
ليلة القدر)
|
١
|
القدر
|
٤١٧
|
(حتى توارت بالحجاب)
|
٣٢
|
ص
|
٤١٧
|
(لو تعلمون عظيم)
|
|
الواقعة
|
٤١٨
|
(إنما الحياة الدنيا
لعب)
|
|
الحديد
|
٤٢٣
|
(إلا فى كتاب)
|
|
الحديد
|
٤٢٣
|
(وينصرون الله
ورسوله)
|
٨
|
الحشر
|
٤٢٤
|
(يؤتكم كفلين من
رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم)
|
|
الحديد
|
٤٢٥
|
(وللكافرين عذاب
مهين)
|
|
البقرة
|
٤٢٦
|
(فأوجس فى نفسه خيفة
موسى)
|
٦٧
|
طه
|
٤٣٠
|
(وتلك نعمة تمنها
على)
|
٢٢
|
الشعراء
|
٤٣٢
|
(لقد تقطع بينكم)
|
٩٤
|
الأنعام
|
٤٣٣
|
(كبرت كلمة)
|
٥
|
الكهف
|
٤٣٥
|
(والذين يكنزون
الذهب والفضة ولا ينفقونها)
|
٣٤
|
التوبة
|
٤٣٩
|
(واستعينوا بالصبر
والصلاة وإنها لكبيرة)
|
٤٥
|
البقرة
|
٤٣٩
|
(ما أنتم إلا بشر
مثلنا)
|
١٥
|
يس
|
٤٤٢
|
(فقالوا أبشرا منا
واحدا نتبعه)
|
٢٤
|
القمر
|
٤٤٢
|
(أحسب الناس أن
يتركوا)
|
٢
|
العنكبوت
|
٤٤٢
|
(لتبعثن ثم لتنبؤن)
|
|
التغابن
|
٤٤٢
|
(إنما نطمعكم لوجه
الله)
|
٩
|
الانسان
|
٤٤٣
|
(أو إطعام فى يوم ذى
مسغبة يتيما)
|
|
البلد
|
٤٤٥
|
(خلصوا نجيا)
|
٨٠
|
يوسف
|
٤٤٧
|
(ثم يخرجكم طفلا)
|
٦٧
|
غافر
|
٤٤٧
|
(أعجاز نخل منقعر)
|
٢٠
|
القمر
|
٤٥٧
|
(وقال الله لا
تتخذوا إلهين اثنين)
|
٥١
|
النحل
|
٤٥٧
|
(وهو الحق مصدقا)
|
٩١
|
البقرة
|
٤٦١
|
(حتى يلاقوا يومهم)
|
|
الزخرف ،
الطور ، المعارج
|
٤٦٢
|
(أهذا الذى بعث الله
رسولا)
|
٤١
|
الفرقان
|
٤٦٣
|
(ورتل القرآن ترتيلا)
|
٤
|
المزمل
|
٤٦٩
|
(وقتلوا تقتيلا)
|
٦١
|
الأحزاب
|
٤٧٠
|
(وجعلنا السماء سقفا
محفوظا)
|
٣٢
|
الأنبياء
|
٤٧٢
|
(فكيف كان نكير)
|
٤٤ الحج ، ٤٥ سبأ ، ٣٦ فاطرة ، ١٨
|
الملك
|
٤٧٤
|
(فلا اقتحم العقبة)
|
١١
|
البلد
|
٤٧٨
|
(سامرا تهجرون)
|
٦٧
|
المؤمنون
|
٤٨٤
|
(لا يقضى عليهم
فيموتوا)
|
٣٦
|
فاطر
|
٤٨٨
|
(ا انا لمردودون فى
الحافرة)
|
١٠
|
النازعات
|
٤٩٢
|
(علمت نفس ما أحضرت)
|
١٤
|
التكوير
|
٤٩٦
|
(عليون. كتاب مرقوم)
|
١٩ ، ٢٠
|
المطففين
|
٥٠١
|
(أو إطعام فى يوم ذى
مسغبة يتيما)
|
١٤ ، ١٥
|
البلد
|
٥٠٢
|
(إن بطش ربك لشديد)
|
١٢
|
البروج
|
٥٠٥
|
(فجعله غثاء)
|
٥
|
الأعلى
|
٥٠٨
|
(وزاده بصطة فى
العلم والجسم)
|
٢٤٧
|
البقرة
|
٥١٠
|
(إن ربك لبالمرصاد)
|
١٤
|
الفجر
|
٥١١
|
(فيومئذ لا يعذب
عذابه)
|
٢٥
|
الفجر
|
٥١٢
|
(فلا صدق ولا صلى)
|
٣١
|
القيامة
|
٥١٤
|
(قد أفلح من زكاها)
|
٩
|
الشمس
|
٥١٦
|
(والسماء وما بناها)
|
٥
|
الشمس
|
٥١٨
|
(ما ودعك ربك وما
قلى)
|
٣
|
الضحى
|
٥١٩
|
(ومن دخله كان آمنا)
|
٩٧
|
آل عمران
|
٥٢١
|
(وليكونا من
الصاغرين)
|
٣٢
|
يوسف
|
٥٢٣
|
(للذين هم لربهم
يرهبون)
|
١٥٤
|
الأعراف
|
٥٢٨
|
(إن كنتم للرؤيا
تعبرون)
|
٤٣
|
يوسف
|
٥٢٨
|
(إن ربهم بهم يومئذ
لخبير)
|
١١
|
العاديات
|
٥٢٩
|
(أولئك الذين اشتروا
الضلالة)
|
١٦
|
البقرة
|
٥٣٢
|
(إن الإنسان لفى خسر)
|
٢
|
العصر
|
٥٣٣
|
(إلا الذين آمنوا
وعملوا الصالحات)
|
٣
|
العصر
|
٥٣٣
|
(فليعبدوا رب هذا
البيت)
|
٣
|
قريش
|
٥٣٧
|
(فجعلهم كعصف مأكول)
|
٥
|
الفيل
|
٥٣٧
|
(ولو لا دفع الله
الناس)
|
٢٥١ البقرة ، ٤٠
|
الحج
|
٥٣٧
|
(فويل للمصلين)
|
٤
|
الماعون
|
٥٣٨
|
(بل أنتم قوم تجهلون)
|
٥٥
|
النمل
|
٥٣٩
|
(فسبح بحمد ربك)
|
٣
|
النصر
|
٥٤٣
|
(ولا الليل سابق النهار)
|
٤٠
|
يس
|
٥٤٥
|
(فأوجس فى نفسه خيفة
موسى)
|
٦٧
|
طه
|
٥٤٩
|
(أهذا الذى بعث الله
رسولا)
|
٤١
|
الفرقان
|
٥٥٠
|
٣ ـ فهرس الشعر
(أ) القوافى
صدر البيت
|
قافيته
|
رقم الجزء والصفحة
|
صدر البيت
|
قافيته
|
رقم
الجزء والصفحة
|
|
(الهمزة)
|
|
وانضح
|
وذبائح
|
١ : ١١٣ ، ٢ :
|
إذا كان
|
الشتاء
|
١ : ١٨١
|
دأبت
|
يمصح
|
١ : ٢٤٨
|
ليس من مات
|
الأحياء
|
١ : ١٩٨
|
وجيف
|
فتروحوا
|
١ : ٢٤٩
|
لعلك
|
بداء
|
٢ : ٤١
|
ليبك يزيد
|
الطوائح
|
١ : ٣٢٧ ، ٢ :
١٩٦ و ٣٤٤
|
يذهل
|
العذراء
|
٢ : ٤٥٦
|
وكان سيان
|
السوح
|
١ : ٣٦٣
|
|
(ب)
|
|
أنت من
الغوائل
|
بمنتزاح
|
٢ : ١٥١
|
فلست لإنسى
|
يصوب
|
١ : ٧٠
|
فكيف بأطرافى
|
صلوح
|
٢ : ٤٤٨
|
فيا لرزام
|
الكتائبا
|
١ : ١٢١
|
تغير
|
الصبيح
|
٢ : ٥٤٦
|
وكأى
|
المصابا
|
١ : ٢٢٥
|
|
(د)
|
|
فإن تكن
|
ذنوب
|
١ : ٣٦٨
|
تباعد
|
بعدا
|
١ : ٤٢
|
سراة
|
العراب
|
١ : ٣٧٣
|
يا خاتم
النبآء
|
هداكا
|
١ : ٨٧
|
كلينى لهم
|
الكواكب
|
٢ : ٣٣
|
يا دارمية
|
الأبد
|
١ : ٩٦
|
على حين
|
الثعالب
|
٢ : ٦٠ ، ٢ : ١٨٨
|
ألا أيهذا
|
مخلدى
|
١ : ١٠١ ، ٢ :
٢٥٠
|
إن من لام
|
فى الخطوب
|
٢ : ١٤٦
|
فقالت
|
ما لم أعود
|
١ : ٢٦١
|
فمن يك
|
لغريب
|
٢ : ١٦٥
|
فزججتها
|
مزاده
|
١ : ٣٤٢
|
فلئن لقيتك
|
الأحزاب
|
٢ : ١٦٧
|
معاوى
|
الحديدا
|
٢ : ٢٢
|
فإن تسألونى
|
طبيب
|
٢ : ٢٠٧
|
فلأبغينكم
|
ضرغد
|
٢ : ٣٤
|
سيروا
|
العرب
|
٢ : ٢٣٣ و ٤٤٣
|
ولا أرى
|
من أحد
|
٢ : ٣٩
|
فصدقته
|
كذابه
|
٢ : ٢٧٩
|
قدنى
|
الملحد
|
٢ : ١١٤
|
|
(ت)
|
|
ألا حى
|
أو غدا
|
٢ : ٢٣٤ و ٣٣٣
|
ولما رأيت
|
فاسبطرت
|
١ : ١٠٨
|
كأننى
|
موجودا
|
٢ : ٢٣٧
|
فجاشت
|
فاستقرت
|
١ : ١٠٨
|
وإياك
|
فاعبدا
|
٢ : ٣٨٧
|
من يك
|
مشتى
|
٢ : ٢٣ و ٢٩٩
|
سرحت
|
جلادا
|
٢ : ٤٧٠
|
ربما أوفيت
|
شمالات
|
٢ : ٦٣
|
بما لم
تشكروا
|
عوادا
|
٢ : ٤٧٠
|
ما لى لا
أسقى
|
قيلاتى
|
٢ : ١٠٥
|
فلو لا رجاء
|
كالموارد
|
٢ : ٥١٥
|
|
(ج)
|
|
|
|
|
إذا مررت
|
سابح
|
١ : ١١٣ ، ٢ : ٧
|
|
|
|
|
(ر)
|
|
ألا هل أتاها
|
بيقرا
|
٢ : ٤٢٢
|
فهياك
|
المصادر
|
١ : ٣٧ و ٢٩٤
|
وبات يعشيها
|
وجائر
|
٢ : ٤٥١
|
لعمرك
|
منقر
|
١ : ٥١
|
ثم زادوا
|
فخر
|
٢ : ٤٨٧
|
لا أرى الموت
|
والفقيرا
|
١ : ٦٣ و ١١٢ و ١٤٤ و ٣٧٩ ، ٣٧٩ ، ٢ : ٤٤ و ٢ : ١٠٧
|
وأنت كثير
|
كوثرا
|
٢ : ٥٤٠
|
بالباعث
|
الدهارير
|
١ : ٧٧
|
إذا عطيف
|
فرا
|
٢ : ٥٤٦
|
كأن عذيرهم
|
قفار
|
١ : ١١٠
|
|
(س)
|
|
قليل
|
غفور
|
١ : ١١٠
|
آليت
|
السوس
|
١ : ١٦١ و ٣٥٦
|
ترتع
|
وإدبار
|
١ : ١٤٧ ، ٢ :١٥٠
|
وبلدة
|
العيس
|
١ : ٤٢١
|
مالك عندى
|
وحجر
|
١ : ١٥٦
|
|
(ص)
|
|
وعند كبداء
|
الوتر
|
١ : ١٥٦
|
كلوا
|
خميص
|
١ : ٥٢ ، ٢ : ٤٤٧
|
جادت
|
البشر
|
١ : ١٥٦
|
|
(ض)
|
|
لا تفزع
|
ينجحر
|
١ : ١٧٩
|
عذير الحى
|
الأرض
|
٢ : ٢٨٢
|
أكل امرىء
|
نارا
|
١ : ٢٤١
|
|
(ع)
|
|
لا يبعدون
|
الجزر
|
١ : ٢٧٥
|
لما أتى
|
الخشع
|
١ : ٩٣
|
النازلين
|
الأرز
|
١ : ٢٧٦
|
أكفرا
|
الرتاعا
|
١ : ١٤٣ ، ٢ :
٨١ و ٥١١
|
كأنه وجه
|
منحجر
|
١ : ٢٩١ ، ٢ :٤٤٦
|
يا أقرع
|
تصرع
|
١ : ٢١٨
|
غداة أحلت
|
والخمر
|
١ : ٣٠٠
|
غطيف
|
الأصلع
|
١ : ٣٥٧
|
ولا ألوم
|
القفندرا
|
١ : ٣٥٦
|
قد أصبحت
|
لم أصنع
|
١ : ٤١٤
|
تراه
|
وفر
|
١ : ٤١٨
|
على حين
|
وازع
|
٢ : ١٩
|
فى فتية
|
مغذور
|
٢ : ٣٩
|
لا تأمرينى
|
الهملع
|
٢ : ٣١٣
|
أصبحت
|
نفرا
|
٢ : ٦٨ و ٢٩١
|
وخيرا
|
اتباعا
|
٢ : ٤٧٠
|
والذئب
|
والمطرا
|
٢ : ٦٨ و ٢٩١
|
ليت شعرى
|
ودعه
|
٢ : ٥١٩
|
وكنت أرى
|
الحشر
|
٢ : ٧٤
|
فسعى
|
ودع
|
٢ : ٥١٩
|
إنى ضمنت
|
غدور
|
٢ : ١٦٤
|
أمن ريحانة
|
هجوع
|
٢ : ٥٢١
|
متى ما نلتقى
|
وتستطارا
|
٢ : ١٦٧
|
|
(ف)
|
|
ألا يا اسلمى
|
القطر
|
٢ : ٢٢١
|
إذا نهى
|
خلاف
|
١ : ١٢٩ و ٢٨٥
|
ويكأن
|
ضر
|
٢ : ٢٣٧
|
تعلق
|
نفانف
|
١ : ٢٤١
|
تمنى
|
أمور
|
٢ : ٢٨٤
|
للبس عباءة
|
الشفوف
|
١ : ٢٩٧ و ٢ : ٢٦
|
فأصبحوا
|
بشر
|
٢ : ٣١٢
|
قد يكسب
|
اصطراف
|
١ : ٣٥٦
|
|
|
|
الحافظو عورة
|
وكف
|
٢ : ١٧٥
|
|
(ق)
|
|
أينخت
|
بنامها
|
١ : ١٠٧ و ٣٣٤
|
يا خال
|
العنق
|
١ : ٣٧
|
لاتنة
|
عظيم
|
١ : ١٤٦ و ٣٨٦
|
أفنى
|
الأباريق
|
١ : ١١٧ و ٢١٣
|
ولما بقيت
|
جسمى
|
١ : ٢١٠
|
وإلا فاعلموا
|
فى شقاق
|
١ : ٣٠٠
|
جاشا
|
والشتم
|
٢ : ٤٠
|
من يلق
|
خلقا
|
٢ : ٥٤٩
|
أنا سيف
|
السناما
|
٢ : ١٠٨
|
|
(ل)
|
|
ولقد أبيت
|
محروم
|
٢ : ١٣١
|
أنا الذائد
|
مثلى
|
١ : ١٣٧
|
تزودمنا
|
عقيم
|
٢ : ١٤٥
|
فألفيته
|
قليلا
|
١ : ١٨٦
|
تعلقت
|
حجم
|
٢ : ١٦٧
|
ما إن يمس
|
المحمل
|
١ : ٢٤٩
|
صغيرين
|
النهم
|
٢ : ١٦٧
|
إن الفرزدق
|
الأوعالا
|
١ : ٢٥١
|
فإنا رأينا
|
مسهم
|
٢ : ٢٣٩
|
ضعيف
|
الأجل
|
١ : ٢٧٢
|
سائل
|
ذى الأكم
|
٢ : ٤٨٠
|
تروحى
|
ظليل
|
١ : ٢٧٩
|
إن تغفر
|
لا ألما
|
٢ : ٥١٤
|
فواعديه
|
أسهلا
|
١ : ٢٧٩
|
|
(ن)
|
|
يا عاذلى
|
مثلكا
|
١ : ٣٠٤ ، ٢ : ٣٤٥
|
يا رب
|
آمينا
|
١ : ٤٢
|
أخذوا
|
أفيلا
|
١ : ٣٤١
|
لعمرك ما
أدرى
|
بثمان
|
١ : ٥١
|
قالوا
|
نزل
|
١ : ٣٧٠
|
لا تنكر
|
شجينا
|
١ : ٥٢ ، ٢ : ٤٤٧
|
لئن عاد
|
لا أقيلها
|
٢ : ٨ و ٩٥
|
مشينا
|
وإقران
|
١ : ٧١
|
فلما أجزنا
|
عقنقل
|
٢ : ٣٥
|
فكفى بنا
|
إيانا
|
١ : ١٣٣
|
ألا رب يوم
|
جلجل
|
٢ : ٦٤
|
من يفعل
|
سيان
|
١ : ١٤١
|
إذا ما أتيت
|
أفضل
|
٢ : ١٣٣
|
قفانبك
|
أزمان
|
١ : ١٥١
|
إن ديموا
|
وبل
|
٢ : ١٣٤
|
سريت
|
بأرسان
|
١ : ١٥١
|
لقد كذب
|
برسول
|
٢ : ٢٠٦ و ٢١٢
|
بثين
|
معون
|
١ : ١٨١
|
إن يجبنوا
|
لا يحفلوا
|
٢ : ٢٠٩
|
ولكن قومى
|
وإن هانا
|
١ : ١٩٩
|
لم يمنع
|
أو قال
|
٢ : ٢٢٨
|
كأنك من جمال
|
بشن
|
١ : ٢٣٦
|
وهى تنوش
|
الفلا
|
٢ : ٢٨٤
|
علاما
|
فى دمان
|
١ : ٢٩٣
|
ألا فتى
|
ابن حمال
|
٢ : ٣٠٥
|
فليت لنا
|
الطهيان
|
١ : ٣٤١
|
فقالوا
|
سلاسل
|
٢ : ٣٤٨
|
يطفن
|
الكنائن
|
١ : ٣٤٢
|
أريد
|
سبيل
|
٢ : ٤٢٥
|
ألم تريا
|
دونها
|
١ : ٣٧٨
|
قفانبك
|
فحومل
|
٢ : ٤٨١
|
إن شرخ
|
جنونا
|
١ : ٣٩٨
|
وتضحى
|
تفضل
|
٢ : ٥٠٣
|
إذا ما
الغانيات
|
والعيونا
|
١ : ٤١٧
|
|
(م)
|
|
ألا رب
|
ألوان
|
٢ : ٦٤
|
إذا بعض
|
اليتيم
|
١ : ٩٣
|
بكر العواذل
|
وألومهنه
|
٢ : ١٤٥
|
مشين
|
النواسم
|
١ : ٩٤
|
ويقلن
|
إنه
|
٢ : ١٤٥
|
|
|
|
تهددنا
|
مقتوينا
|
٢ : ١٩٠
|
|
|
|
وكل أخ
|
الفرقدان
|
٢ : ٢٤٠
|
تراه
|
فلينى
|
٢ : ٣٢٦
|
|
(ى)
|
|
ظهرا
|
الترسين
|
٢ : ٤٤٦
|
ألا فالبثا
|
غيابيا
|
١ : ٨٥
|
داينت
|
بعضن
|
٢ : ٤٨١
|
داو ابن عم
|
مدادويا
|
١ : ٢١٨
|
|
(ه)
|
|
يسل الغنى
|
وتقاليا
|
١ : ٢١٨
|
أقبل سيل
|
المغله
|
٢ : ٤٨
|
فأبلونى
|
نويا
|
١ : ٣٨٠
|
أم الحليس
|
الرقبة
|
٢ : ١٤٥
|
بنيته
|
غاديا
|
١ : ٣٨٨ ، ٢ : ١٣٦
|
|
|
|
حيدة
|
المئى
|
٢ : ٥٤٧
|
(ب) أنصاف الأبيات
مرتبة حسب ورودها فى الكتاب
إليك حتى
بلغت إياكا
|
١ : ٣٦
|
وفى الله إن
لم تعدلوا حكم عدل
|
١ : ١٢١
|
والصالحات
عليها مغلق باب
|
١ : ١٣٨ و ٤٠٨
، ٢ : ١٤١
|
لقد كان فى
حول ثواء ثويته
|
١ : ١٥١
|
ليوم روع أو
فعال مكرم
|
١ : ١٨١
|
وأضرب منا
بالسيوف القوانسا
|
١ : ٣٣٦
|
فى بئر لا
حور سرى وما شعر
|
١ : ٣٥٦
|
وعاد الرأس
منى كالثغام
|
١ : ٣٦٨
|
وبعض القوم
دون
|
١ : ٣٧٨
|
وغبراء يحمى
دونها ما وراءها
|
١ : ٣٧٨
|
إن الخليفة
إن الله سربله
|
٢ : ١٧١
|
لو عصر منه
البان والمسك انعصر
|
٢ : ٢٣٨
|
سقيت الغيث
أيتها الخيامن
|
٢ : ٤٨١
|
تقضى البازى
إذا البازى كسر
|
٢: ٥١٧
|
حميد الذى
أمج داره
|
٢ : ٥٤٦
|
٤ ـ المراجع
المرجع
|
المؤلف
|
الاتقان فى
علوم القرآن
|
السيوطى
|
اساس البلاغة
|
لزمخشرى
|
أسرار
العربية
|
ابن الانبارى
|
الاشباه
والنظائر
|
السيوطى
|
الاشمونى
|
|
أصول النحو (فى
أصول النحو)
|
د. سعيد
الافغانى
|
إعراب
القراءات الشاذة
|
العكبرى
|
اعجاز القرآن
|
الباقلانى
|
الاغراب فى
جدل الاعراب ولمع الادلة
|
ابن الانبارى
(تحقيق سعيد الافغانى)
|
الاغانى
|
الاصفهانى
|
الاقتراح
|
السيوطى
|
املاء ما من
به الرحمن من وجوه الاعراب
|
العكبرى
|
الامالى
|
القالى
|
انباء الرواة
|
القفطى
|
الانصاف فى
مسائل الخلاف
|
ابن الانبارى
|
الايضاح فى
علل النحو
|
الزجاجى
|
السرهان فى
علوم القرآن
|
الزركشى
|
بغية الوعاة
|
السيوطى
|
البلدان
|
اليعقوبى
|
تاريخ آداب
اللغة العربية
|
جورجى زيدان
|
تاريخ بغداد
الخطيب
|
البغدادى
|
تاريخ علوم
اللغة العربية
|
طه الراوى
|
تاريخ اللغة
العربية
|
جورجى زيدان
|
التطور
النحوى
|
برجشتراسر
|
تهذيب اللغة
|
الازهرى
|
التهذيب في
أصول التعريب
|
د. احمد عيسى
|
تاج العروس
|
الزبيدى
|
جمهرة لغة
العرب
|
ابن دريد
|
خزانة الادب
|
البغدادى
|
خصائص اللغة
|
الثعالبى
|
المرجع
|
المؤلف
|
الخصائص
|
د. سعيد
الافغانى
|
حاضر اللغة
العربية فى الشام
|
|
دائرة
المعارف الاسلامية
|
|
ديوان لبيد
|
|
الرد على
النخاة
|
ابن مصاء
القرطبى (تحقيق د. شوقى ضيف)
|
سر صناعة
الاعراب
|
ابن جنى
|
شرح ابن عقيل
|
ابن عقيل
|
شرح المفصل
|
ابن يعيش
|
شواهد
التوضيح والتصحيح
|
شواهد سيبوية
: الشنتمرى
|
الصاحبى فى
فقه اللغة وسنن العرب فى كلامها
|
ابن فارس
|
صحيح البخارى
|
|
الصحاح
|
الجوهرى
|
ضحى الاسلام
|
احمد أمين
|
طبقات
الشافعية الكبرى
|
السبكى
|
طبقات
النحويين واللغويين
|
الزبيدى
|
العقد الفريد
|
ابن عبد ربه
|
فرائد
القلائد
|
العينى
|
فوات الوفيات
|
ابن شاكر
الكتبى
|
القراءات
الشاذة
|
العكبرى
|
القاموس
المحيط
|
الفيروز بادى
|
الكامل
|
المبرد
|
كشف الظنون
|
حاجى خليفة
|
لسان العرب
|
ابن منظور
المصرى
|
اللغة
العربية في مصر والشام
|
الصباغ
|
مجلة المجمع
العلمى بدمشق
|
بحوث متفرقة
|
مجلة مجمع
اللغة العربية
|
بحوث متفرقة
|
المدخل الى
دراسات النحو العربى
|
عبد المجيد
عابدين
|
مراتب
النحويين
|
السيوطى
|
المذهر
|
السيوطى
|
المصباح
المنير
|
الفيومى
|
معجم الادباء
|
ياقوت الحموى
|
المعرب من
الفاظ القرآن الكريم
|
حمزة فتح
الله
|
مقدمة لدراسة
لغة العرب
|
عبد الله
العلايلى
|
مقدمة ابن
خلدون
|
ابن خلدون (عبد
الرحمن)
|
مميزات لغات
العرب
|
حفنى ناصف
|
نشأة النحو
وتاريخ أشهر النحاة
|
الشيخ محمد
الطنطاوى
|
نزهة الالبا
|
ابن الانبارى
|
النشر فى
القراءات العشر
|
ابن الجزرى
|
نشوء اللغة
العربية ونموها واكتمالها
|
الاب الستاس
الكرملى
|
وفيات
الاعيان
|
ابن خلكان
|
|