فإذا دخلت سنة مئة فابعث رسلك ودعاتك. ثمّ هذا الرجل ميسرة النبّال مولى الأزد فاجعله صاحبك بالعراق ، فهم أهل اختلاف فلا يكن رسولك إلّامنهم ، وهم شيعتك ومحبّوك! فأ مّا الشام فليست بلادكم! ثمّ دفع الكتاب إليه ثمّ مات (١).
سليمان في غزو الرومان :
أغار الروم على اللاذقية من نواحي حمص فذهبوا بما فيها ثمّ أحرقوها! وبلغ ذلك سليمان فعاد من الحجّ وخرج إلى ناحية دابق من نواحي قنّسرين (من قرى حلب) وانتدب أخاه مَسلمة بن عبد الملك وأمره أن يقصد القسطنطينية فيقيم عليها حتّى يفتحها! فسار مَسلمة حتّى فتح مدينة الصقالبة (/ زگرُب) ثمّ بلغ القسطنطينية وأقام عليها حتّى زرع وأكل ممّا زرع ، وأصاب المسلمين برد وجوع ، وبلغ سليمان ما فيه مَسلمة ومن معه فأمدّهم بعمرو بن قيس في البر وعمر بن هُبيرة الفزاري في البحر حتّى بلغ خليج القسطنطينية ووجّه سليمان لأوائل سنة (٩٩ ه) ابنه داود إلى أرض الروم ، ومَسلمة منيخ على القسطنطينية ، ففتح داود في طريقه حصن المرأة من نواحي مالطا.
وكان سليمان رجلاً طويلاً أبيض قصيف البدن لم يشب ، وله جمال وفصاحة مقال ، ولكنّه كان أكولاً لا يكاد يشبع ... ومرض فكتب كتاباً وعهد إلى ابن عمّه عمر بن عبد العزيز ثمّ لأخيه يزيد بن عبد الملك (سبط يزيد بن معاوية وبه سمّى) ، وأحضر أهل بيته وقال لهم : بايعوا لمن في هذا الكتاب. ثمّ دفع الكتاب إلى رجاء بن حَيوة الكندي ليأخذه إلى مسجد دابق ، فأخذه ودعا مَن بها من أهل بيت سليمان وقال لهم : بايعوا مَن في هذا الكتاب ، ثمّ قرأ الكتاب فلمّا بلغ
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٩٦ ـ ٢٩٨.