ثمّ أخذ يكرّر ذكر الله حتّى دخل الكوفة (١) في العشرين من شهر ربيع الأول (٢).
خطبته عليهالسلام لدى الوصول :
فلما دخلها قدم (ودخل الجامع وصلّى وصعد المنبر) وقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال لهم :
«أيها الناس إن أوّل وقوع الفتن (كهذه الحرب) أهواء تتبّع وأحكام تبتدع (كما في عهد عثمان) يعظّم فيها رجال (مثل معاوية) رجالا (مثل عثمان) يخالف فيها حكم الله! ولو أن الحقّ أخلص فعمل به لم يخف على ذي حجى ، ولكن يؤخذ ضغث من هذا وضغث من ذا فيخلط فيعمل به ، فعند ذلك يستولى الشيطان على أوليائه! وينجو الذين سبقت لهم منّا الحسنى» (٣).
وتوقف المتوقّفون في حروراء :
روى أبو مخنف قال : ما برح العراقيون من معسكرهم بصفين راجعين حتى
__________________
(١) وقعة صفين : ٥٢٨ ـ ٥٣٢ بتصرف واختصار ، وفي الطبري ٥ : ٦٣ دخل القصر ، تحريفا والخبر عن أبي مخنف.
(٢) أنساب الأشراف ٢ : ٣٤٦ مسندا عن المدائني عن ابن السائب الكلبي.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٩١. وبلا تاريخ في المحاسن للبرقي ١ : ٣٣٠ ، الحديث ٧٤ و ٣٤٣ ، الحديث ١١٣ عن الباقر عليهالسلام. وفي أصول الكافي ١ : ٥٤ ، الحديث الأول ، وأطول بكثير في روضة الكافي : ٥٠ ـ ٥٢ ، الحديث ٢١ مسندا عن سليم الهلالي في كتاب سليم ٢ : ٧٢٠ ، الحديث ١٨ وتخريجه عن الكافي والخصال والتهذيب في ٣ : ٩٨١ ـ ٩٨٣.