إيماض
(١٨ ـ الأجسام الذّيمقراطيسيّة)
حوول استنهاض التبيان في الأجسام الذّيمقراطيسية : بأنّ القسمة الوهميّة أو الفرضيّة أو الّتي باختلاف عرضين قارّين أو إضافيّين تحدث في كلّ من تلك الأجسام كثرة متشابهة للكلّ في الطّباع ، وإن كان حصولها على الانفراز بالفعل في الذّهن ، والأفراد المتشابهة بالماهيّة متضاهية في الأحكام بحسب جوهر الحقيقة.
فإذ تلك الأجسام مفترقة الذّوات متفارزة الوجودات في الأعيان بحسب الذّات فما ينحلّ إليه كلّ منها من الأقسام الذّهنيّة صحيحة الافتراق فى الأعيان بحسب الذّات بتّة وإن صدّها عن ذلك عروض صوادم من خارج. فإذن ، قبول القسمة الوهميّة بالفعل يكشف قوّة قبول القسمة الافتراقيّة ، فيتمّ نفاذ حكم البرهان.
وكذلك [٣٠ ب] ، إذ الأقسام الذهنيّة من كلّ من تلك الأجسام موجودة في الأعيان على وصف الاتّصال ، فتلك الأجسام أيضا غير مستنكفة بحسب طباعها عن قبول الاتّصال في الأعيان بتّة ، وإن عاقها عن الالتحام بالفعل لحوق عوائق خارجة. فإذن ، اتّصال كلّ واحد واحد من تلك الأجسام الصغار بالفعل في قوّة قوّة كلّ اثنين منها على قبول الاتّصال ، فينتهض البرهان من هذا السّبيل أيضا.
وأمّا ابتناء ذلك كلّه على كون تلك الأجسام متفقة بالطّبيعة فممّا لا يستضرّ به ، إذ ليس النّظر في الجسم البسيط الفارد ، فكيف تأتلف من طبائع مختلفة على أنّ من يختلق هذا القول يقول بتشابه الطّبيعة. ثمّ لو كان هناك اختلاف بالطّباع لم يكن من تلقاء طبيعة الامتداد الّذي هو الجوهر الممتدّ ، فهي في نفسها واحدة وإليها النّظر في الاتّصال والانفصال، بل هي طبيعة نوعيّة محصّلة.
تشريق
(١٩ ـ انفصال الأجسام)
كأنّك بما آتيناك مستسهل ما عضّل عليهم الأمر أنّ للأجسام الذّيمقراطيسيّة انفصالا خلقيّا ، وكلّ منها متّصل اتصالا من بدء الفطرة. فمقتضى كون كلّ ما لفرد ما من أفراد الطّبيعة بالفعل لسائر الأفراد بالقوّة بحسب نفس الطّبيعة ليس إلّا إمكان الاتّصال