ـ ٥ ـ حديث الركبان في الكوفة سنة ( ٣٦ ـ ٣٧ هـ )
أخرج إمام الحنابلة أحمد بن حنبل (١) ، عن يحيى بن آدم ، عن حنش بن الحارث ابن لقيط النخعي الأشجعي ، عن رياح ـ بالمُثنّاة ـ ابن الحارث (٢) ، قال : جاء رَهْطٌ إلىٰ عليّ بالرحبة ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا. قال : « وكيف أكون مولاكم وأنتم عرب ؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول يوم غدير خُمّ : من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ».
قال رياح : فلمّا مضوا تبعتُهم فسألتُ من هؤلاء ؟ قالوا : نفرٌ من الأنصار فيهم أبو أيّوب الأنصاري.
وبإسناده عن رياح قال : رأيت قوماً من الأنصار قَدِموا علىٰ عليٍّ في الرحبة ، فقال : « من القوم ؟ » فقالوا : مواليك يا أمير المؤمنين ... الحديث.
وعنه قال : بينما عليٌّ جالس إذ جاء رجلٌ فدخل ـ عليه أثر السفر ـ فقال : السلامُ عليك يا مولاي. قال : « من هذا ؟ » قال : أبو أيّوب الأنصاري. فقال عليّ : « أفرجوا له » ، ففرجوا.
فقال أبو أيّوب : سمعتُ رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : « من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ».
وقال إبراهيم بن الحسين (٣) بن عليّ الكسائي ـ المعروف بابن ديزيل ، المترجم ( ص ٩٧ ) ـ في كتاب صفّين (٤) :
___________________________________
(١) مسند أحمد : ٦ / ٥٨٣ ح ٢٣٠٥١ و ٢٣٠٥٢.
(٢) رجال الحديث من طريق أحمد وابن أبي شيبة والهيثميّ وابن ديزيل كلّهم ثقات ، كما مرّت تراجمهم في التابعين وطبقات العلماء. ( المؤلف )
(٣) في النسخ : الحسن وهو تصحيف. ( المؤلف )
(٤) كما في شرح نهج البلاغة : ١ / ٢٨٩ [ ٣ / ٢٠٨ خطبة ٤٨ ] ، قال ابن كثير في تاريخه : ١١ / ٧١ [ ١١ / ٨١ حوادث سنة ٢٨١ هـ ] : كتاب ابن ديزيل في وقعة صفّين مجلّد كبير. ( المؤلف )