

(٥)
كتاب الإيمان والكفر
بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
[٥]
كِتَابُ
الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ
١ ـ بَابُ طِينَةِ الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ
١٤٤٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ
__________________
رَجُلٍ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَ النَّبِيِّينَ مِنْ
طِينَةِ عِلِّيِّينَ قُلُوبَهُمْ وَأَبْدَانَهُمْ ، وَخَلَقَ قُلُوبَ
الْمُؤْمِنِينَ مِنْ تِلْكَ الطِّينَةِ ، وَجَعَلَ خَلْقَ أَبْدَانِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ دُونِ ذلِكَ
، وَخَلَقَ الْكُفَّارَ مِنْ طِينَةِ سِجِّينٍ قُلُوبَهُمْ
وَأَبْدَانَهُمْ ، فَخَلَطَ
__________________
بَيْنَ الطِّينَتَيْنِ ، فَمِنْ هذَا يَلِدُ
الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ ، وَيَلِدُ الْكَافِرُ الْمُؤْمِنَ ، وَمِنْ هَاهُنَا
يُصِيبُ الْمُؤْمِنُ السَّيِّئَةَ ، وَمِنْ هَاهُنَا يُصِيبُ الْكَافِرُ
الْحَسَنَةَ ؛ فَقُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ تَحِنُّ إِلى مَا
خُلِقُوا مِنْهُ ، وَقُلُوبُ الْكَافِرِينَ تَحِنُّ إِلى مَا خُلِقُوا مِنْهُ ».
__________________
__________________
١٤٥٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحسَيْنِ ، عَنِ النَّضْرِ
بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ
__________________
عَبْدِ
الْغَفَّارِ الْجَازِيِّ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَ
الْمُؤْمِنَ مِنْ طِينَةِ الْجَنَّةِ ، وَخَلَقَ الْكَافِرَ مِنْ طِينَةِ
النَّارِ ».
وَقَالَ : « إِذَا
أَرَادَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِعَبْدٍ خَيْراً ، طَيَّبَ رُوحَهُ
وَجَسَدَهُ ، فَلَا يَسْمَعُ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ إِلاَّ عَرَفَهُ ، وَلَا
يَسْمَعُ شَيْئاً مِنَ الْمُنْكَرِ إِلاَّ أَنْكَرَهُ ».
قَالَ :
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الطِّينَاتُ ثَلَاثٌ : طِينَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُؤْمِنُ مِنْ تِلْكَ
الطِّينَةِ ، إِلاَّ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ هُمْ مِنْ صَفْوَتِهَا ؛
هُمُ الْأَصْلُ وَلَهُمْ فَضْلُهُمْ ، وَالْمُؤْمِنُونَ الْفَرْعُ مِنْ طِينٍ
لَازِبٍ ، كَذلِكَ لَايُفَرِّقُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ
شِيعَتِهِمْ ».
وَقَالَ : «
طِينَةُ النَّاصِبِ مِنْ حَمَاً مَسْنُونٍ ، وَأَمَّا الْمُسْتَضْعَفُونَ فَمِنْ تُرَابٍ ؛
__________________
لَا يَتَحَوَّلُ
مُؤْمِنٌ عَنْ إِيمَانِهِ ، وَلَا نَاصِبٌ عَنْ نَصْبِهِ ، وَلِلّهِ الْمَشِيئَةُ
فِيهِمْ ».
١٤٥١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَ اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ طِينَةَ الْمُؤْمِنِ؟ فَقَالَ : « مِنْ طِينَةِ الْأَنْبِيَاءِ ؛ فَلَمْ
تَنْجَسْ أَبَداً ».
١٤٥٢ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ،
__________________
عَنْ أَبِي
نَهْشَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ
الثُّمَالِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَنَا مِنْ
أَعْلى عِلِّيِّينَ ، وَخَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِنَا مِمَّا خَلَقَنَا مِنْهُ ، وَخَلَقَ
أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذلِكَ ، وَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْنَا ؛ لِأَنَّهَا
خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقْنَا » ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( كَلاّ
إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ
مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) .
« وَخَلَقَ
عَدُوَّنَا مِنْ سِجِّينٍ ، وَخَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِهِمْ مِمَّا خَلَقَهُمْ
مِنْهُ ، وَأَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذلِكَ ؛ فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ؛
لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقُوا مِنْهُ » ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( كَلاّ
إِنَّ كِتابَ الفُجّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ
مَرْقُومٌ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) .
__________________
١٤٥٣ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ
بْنِ زِيَادٍ ؛
وَغَيْرُ وَاحِدٍ
، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ
يُوسُفَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَيْسَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَنَا
مَوْلَاكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ كَيْسَانَ.
قَالَ : « أَمَّا
النَّسَبُ فَأَعْرِفُهُ ، وَأَمَّا أَنْتَ فَلَسْتُ أَعْرِفُكَ ».
قَالَ : قُلْتُ
لَهُ : إِنِّي وُلِدْتُ بِالْجَبَلِ ، وَنَشَأْتُ فِي أَرْضِ فَارِسَ ، وَإِنَّنِي أُخَالِطُ
النَّاسَ فِي التِّجَارَاتِ وَغَيْرِ ذلِكَ ، فَأُخَالِطُ الرَّجُلَ ، فَأَرى لَهُ
حُسْنَ السَّمْتِ وَحُسْنَ الْخُلُقِ
__________________
وَكَثْرَةَ أَمَانَةٍ ، ثُمَّ أُفَتِّشُهُ ، فَأَتَبَيَّنُهُ عَنْ عَدَاوَتِكُمْ ؛
وَأُخَالِطُ الرَّجُلَ ، فَأَرى مِنْهُ سُوءَ الْخُلُقِ وَقِلَّةَ
أَمَانَةٍ وَزَعَارَّةً ، ثُمَّ أُفَتِّشُهُ ، فَأَتَبَيَّنُهُ عَنْ
وَلَايَتِكُمْ ، فَكَيْفَ يَكُونُ ذلِكَ؟
قَالَ : فَقَالَ لِي :
« أَمَا عَلِمْتَ يَا ابْنَ كَيْسَانَ ، أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَخَذَ
طِينَةً مِنَ الْجَنَّةِ وَطِينَةً مِنَ النَّارِ ، فَخَلَطَهُمَا جَمِيعاً ،
ثُمَّ نَزَعَ هذِهِ مِنْ هذِهِ ، وَهذِهِ مِنْ هذِهِ ، فَمَا رَأَيْتَ
مِنْ أُولئِكَ مِنَ الْأَمَانَةِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ وَحُسْنِ السَّمْتِ ،
فَمِمَّا مَسَّتْهُمْ مِنْ طِينَةِ الْجَنَّةِ ، وَهُمْ يَعُودُونَ إِلى مَا خُلِقُوا مِنْهُ
، وَمَا رَأَيْتَ مِنْ هؤُلَاءِ مِنْ قِلَّةِ الْأَمَانَةِ وَسُوءِ الْخُلُقِ
وَالزَّعَارَّةِ ، فَمِمَّا مَسَّتْهُمْ مِنْ طِينَةِ
النَّارِ ، وَهُمْ يَعُودُونَ إِلى مَا خُلِقُوا مِنْهُ ».
__________________
١٤٥٤ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : الْمُؤْمِنُونَ مِنْ طِينَةِ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».
١٤٥٥ / ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي
حَمَّادٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْحَسَنِ
بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمَّا أَرَادَ
أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عليهالسلام بَعَثَ جَبْرَئِيلَ عليهالسلام فِي أَوَّلِ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَقَبَضَ
بِيَمِينِهِ قَبْضَةً بَلَغَتْ قَبْضَتُهُ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى السَّمَاءِ
الدُّنْيَا ، وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ تُرْبَةً ، وَقَبَضَ قَبْضَةً أُخْرى
مِنَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ الْعُلْيَا إِلَى الْأَرْضِ السَّابِعَةِ الْقُصْوى ،
فَأَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ كَلِمَتَهُ ،
__________________
فَأَمْسَكَ
الْقَبْضَةَ الْأُولى بِيَمِينِهِ ، وَالْقَبْضَةَ الْأُخْرى بِشِمَالِهِ ، فَفَلَقَ الطِّينَ
فِلْقَتَيْنِ ، فَذَرَا مِنَ الْأَرْضِ ذَرْواً ، وَمِنَ السَّمَاوَاتِ ذَرْواً ،
فَقَالَ لِلَّذِي بِيَمِينِهِ : مِنْكَ الرُّسُلُ وَالْأَنْبِيَاءُ وَالْأَوْصِيَاءُ
وَالصِّدِّيقُونَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالسُّعَدَاءُ وَمَنْ أُرِيدُ كَرَامَتَهُ ،
فَوَجَبَ لَهُمْ مَا قَالَ كَمَا قَالَ ، وَقَالَ لِلَّذِي
بِشِمَالِهِ : مِنْكَ الْجَبَّارُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْكَافِرُونَ
وَالطَّوَاغِيتُ وَمَنْ أُرِيدُ هَوَانَهُ وَشِقْوَتَهُ ، فَوَجَبَ لَهُمْ مَا
قَالَ كَمَا قَالَ.
ثُمَّ إِنَّ
الطِّينَتَيْنِ خُلِطَتَا جَمِيعاً ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :
( إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى ) ، فَالْحَبُّ
طِينَةُ الْمُؤْمِنِينَ الَّتِي أَلْقَى اللهُ عَلَيْهَا مَحَبَّتَهُ ، وَالنَّوى طِينَةُ
الْكَافِرِينَ الَّذِينَ نَأَوْا عَنْ كُلِّ خَيْرٍ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ النَّوى مِنْ أَجْلِ
أَنَّهُ نَأى عَنْ كُلِّ خَيْرٍ وَتَبَاعَدَ عَنْهُ
وَقَالَ اللهُ
عَزَّ وَجَلَّ : ( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ
الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ) فَالْحَيُّ :
__________________
الْمُؤْمِنُ
الَّذِي تَخْرُجُ
طِينَتُهُ مِنْ طِينَةِ
الْكَافِرِ ، وَالْمَيِّتُ ـ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الْحَيِّ ـ هُوَ الْكَافِرُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ
طِينَةِ الْمُؤْمِنِ ، فَالْحَيُّ : الْمُؤْمِنُ ، وَالْمَيِّتُ : الْكَافِرُ.
وَذلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ
) فَكَانَ مَوْتُهُ اخْتِلَاطَ طِينَتِهِ مَعَ طِينَةِ الْكَافِرِ ، وَكَانَ
حَيَاتُهُ حِينَ فَرَّقَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَيْنَهُمَا بِكَلِمَتِهِ ؛ كَذلِكَ يُخْرِجُ اللهُ ـ
عَزَّ وَجَلَّ ـ الْمُؤْمِنَ فِي الْمِيلَادِ مِنَ الظُّلْمَةِ بَعْدَ دُخُولِهِ
فِيهَا إِلَى النُّورِ ، وَيُخْرِجُ الْكَافِرَ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلْمَةِ بَعْدَ
دُخُولِهِ إِلَى النُّورِ ، وَذلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ
الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ
) ».
٢ ـ بَابٌ آخَرُ مِنْهُ ، وَفِيهِ زِيَادَةُ وُقُوعِ التَّكْلِيفِ الْأَوَّلِ
١٤٥٦ / ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
__________________
الْحَكَمِ ، عَنْ
أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « لَوْ عَلِمَ النَّاسُ كَيْفَ ابْتِدَاءُ الْخَلْقِ مَا اخْتَلَفَ
اثْنَانِ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ قَالَ :
كُنْ مَاءً عَذْباً ؛ أَخْلُقْ مِنْكَ جَنَّتِي وَأَهْلَ طَاعَتِي ، وَكُنْ مِلْحاً أُجَاجاً ؛
أَخْلُقْ مِنْكَ نَارِي وَأَهْلَ مَعْصِيَتِي ، ثُمَّ أَمَرَهُمَا ، فَامْتَزَجَا
، فَمِنْ ذلِكَ صَارَ يَلِدُ الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ ، وَالْكَافِرُ الْمُؤْمِنَ
ثُمَّ أَخَذَ
طِيناً مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ ، فَعَرَكَهُ عَرْكاً شَدِيداً
، فَإِذَا هُمْ كَالذَّرِّ
__________________
يَدِبُّونَ ، فَقَالَ
لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ : إِلَى الْجَنَّةِ بِسَلَامٍ ، وَقَالَ لِأَصْحَابِ
الشِّمَالِ : إِلَى النَّارِ وَلَا أُبَالِي.
ثُمَّ أَمَرَ
نَاراً ، فَأُسْعِرَتْ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ : ادْخُلُوهَا ،
فَهَابُوهَا ، وَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ : ادْخُلُوهَا ، فَدَخَلُوهَا ، فَقَالَ : كُونِي بَرْداً
وَسَلَاماً ، فَكَانَتْ بَرْداً وَسَلَاماً.
فَقَالَ أَصْحَابُ
الشِّمَالِ : يَا رَبِّ ، أَقِلْنَا ، فَقَالَ : قَدْ أَقَلْتُكُمْ ، فَادْخُلُوهَا ، فَذَهَبُوا ،
فَهَابُوهَا ، فَثَمَّ ثَبَتَتِ الطَّاعَةُ وَالْمَعْصِيَةُ ، فَلَا يَسْتَطِيعُ هؤُلَاءِ أَنْ
يَكُونُوا مِنْ هؤُلَاءِ ، وَلَا هؤُلَاءِ مِنْ هؤُلَاءِ ».
١٤٥٧ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :
أَنَّ رَجُلاً
سَأَلَ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ : ( وَإِذْ أَخَذَ
رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى
أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) إِلى آخِرِ
الْآيَةِ.
فَقَالَ ـ وَأَبُوهُ
يَسْمَعُ عليهماالسلام ـ : « حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَبَضَ
قَبْضَةً مِنْ
__________________
تُرَابِ
التُّرْبَةِ الَّتِي خَلَقَ
مِنْهَا آدَمَ عليهالسلام ، فَصَبَّ عَلَيْهَا الْمَاءَ الْعَذْبَ الْفُرَاتَ ، ثُمَّ تَرَكَهَا
أَرْبَعِينَ صَبَاحاً ، ثُمَّ صَبَّ عَلَيْهَا الْمَاءَ الْمَالِحَ الْأُجَاجَ ،
فَتَرَكَهَا أَرْبَعِينَ صَبَاحاً ، فَلَمَّا اخْتَمَرَتِ الطِّينَةُ أَخَذَهَا ،
فَعَرَكَهَا عَرْكاً شَدِيداً ، فَخَرَجُوا كَالذَّرِّ مِنْ يَمِينِهِ
وَشِمَالِهِ ، وَأَمَرَهُمْ جَمِيعاً أَنْ يَقَعُوا فِي النَّارِ ، فَدَخَلَ أَصْحَابُ الْيَمِينِ
، فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ بَرْداً وَسَلَاماً ، وَأَبى أَصْحَابُ الشِّمَالِ أَنْ
يَدْخُلُوهَا ».
١٤٥٨ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمَّا أَرَادَ
أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عليهالسلام ، أَرْسَلَ الْمَاءَ عَلَى الطِّينِ ، ثُمَّ قَبَضَ
قَبْضَةً فَعَرَكَهَا ، ثُمَّ فَرَّقَهَا فِرْقَتَيْنِ بِيَدِهِ ، ثُمَّ
ذَرَأَهُمْ فَإِذَا هُمْ يَدِبُّونَ ، ثُمَّ رَفَعَ لَهُمْ نَاراً ، فَأَمَرَ
أَهْلَ الشِّمَالِ أَنْ يَدْخُلُوهَا ، فَذَهَبُوا إِلَيْهَا ، فَهَابُوهَا وَلَمْ
يَدْخُلُوهَا ، ثُمَّ أَمَرَ أَهْلَ الْيَمِينِ أَنْ يَدْخُلُوهَا ،
فَذَهَبُوا ، فَدَخَلُوهَا ، فَأَمَرَ اللهُ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ النَّارَ فَكَانَتْ
عَلَيْهِمْ بَرْداً وَسَلَاماً ، فَلَمَّا رَأى ذلِكَ أَهْلُ الشِّمَالِ ، قَالُوا :
رَبَّنَا ، أَقِلْنَا ،
__________________
فَأَقَالَهُمْ ،
ثُمَّ قَالَ لَهُمُ : ادْخُلُوهَا ، فَذَهَبُوا ، فَقَامُوا عَلَيْهَا وَلَمْ
يَدْخُلُوهَا ، فَأَعَادَهُمْ طِيناً ، وَخَلَقَ مِنْهَا آدَمَ عليهالسلام ».
وَقَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « فَلَنْ يَسْتَطِيعَ هؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْ
هؤُلَاءِ ، وَلَا هؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْ هؤُلَاءِ ».
قَالَ : « فَيَرَوْنَ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ تِلْكَ النَّارَ ، فَلِذلِكَ قَوْلُهُ
جَلَّ وَعَزَّ : ( قُلْ إِنْ كانَ
لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ ) ».
٣ ـ بَابٌ آخَرُ مِنْهُ
١٤٥٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ دَاوُدَ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ
حُمْرَانَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ حَيْثُ
خَلَقَ الْخَلْقَ ، خَلَقَ مَاءً عَذْباً وَ مَاءً مَالِحاً أُجَاجاً ، فَامْتَزَجَ الْمَاءَانِ ،
فَأَخَذَ طِيناً مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ ، فَعَرَكَهُ عَرْكاً
شَدِيداً ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ـ وَهُمْ كَالذَّرِّ يَدِبُّونَ ـ :
إِلَى الْجَنَّةِ بِسَلَامٍ ، وَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ : إِلَى النَّارِ
وَلَا أُبَالِي ، ثُمَّ قَالَ : ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا
يَوْمَ الْقِيامَةِ
إِنّا كُنّا عَنْ
__________________
هذا
غافِلِينَ )
ثُمَّ أَخَذَ
الْمِيثَاقَ عَلَى النَّبِيِّينَ ، فَقَالَ : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ، وَأَنَّ هذَا
مُحَمَّدٌ رَسُولِي ، وَأَنَّ هذَا عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالُوا : بَلى ، فَثَبَتَتْ لَهُمُ
النُّبُوَّةُ ؛ وَأَخَذَ الْمِيثَاقَ عَلى أُولِي الْعَزْمِ أَنَّنِي رَبُّكُمْ ،
وَمُحَمَّدٌ رَسُولِي ، وَعَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَوْصِيَاؤُهُ مِنْ
بَعْدِهِ وُلَاةُ أَمْرِي وَخُزَّانُ عِلْمِي عليهمالسلام ، وَأَنَّ الْمَهْدِيَّ أَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِي ،
وَأُظْهِرُ بِهِ دَوْلَتِي ، وَأَنْتَقِمُ بِهِ مِنْ أَعْدَائِي ،
وَأُعْبَدُ بِهِ طَوْعاً وَكَرْهاً ، قَالُوا : أَقْرَرْنَا يَا رَبِّ ،
وَشَهِدْنَا ، وَلَمْ يَجْحَدْ آدَمُ وَلَمْ يُقِرَّ ، فَثَبَتَتِ الْعَزِيمَةُ
لِهؤُلَاءِ الْخَمْسَةِ فِي الْمَهْدِيِّ ، وَلَمْ يَكُنْ لآِدَمَ عَزْمٌ عَلَى
الْإِقْرَارِ بِهِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلَقَدْ
عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) » ، قَالَ : « إِنَّمَا
هُوَ : فَتَرَكَ
ثُمَّ أَمَرَ
نَاراً ، فَأُجِّجَتْ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ : ادْخُلُوهَا ،
فَهَابُوهَا ، وَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ : ادْخُلُوهَا ، فَدَخَلُوهَا ،
فَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْداً وَسَلَاماً ، فَقَالَ أَصْحَابُ الشِّمَالِ :
__________________
يَا رَبِّ أَقِلْنَا ، فَقَالَ : قَدْ أَقَلْتُكُمُ ، اذْهَبُوا ،
فَادْخُلُوهَا ، فَهَابُوهَا ، فَثَمَّ ثَبَتَتِ الطَّاعَةُ
وَالْوَلَايَةُ وَالْمَعْصِيَةُ ».
١٤٦٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛
وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمَّا
أَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ عليهالسلام مِنْ ظَهْرِهِ لِيَأْخُذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَهُ
، وَبِالنُّبُوَّةِ لِكُلِّ نَبِيٍّ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ لَهُ
عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ بِنُبُوَّتِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، ثُمَّ قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لآِدَمَ : انْظُرْ
مَا ذَا تَرى؟ ».
قَالَ : «
فَنَظَرَ آدَمُ عليهالسلام إِلى ذُرِّيَّتِهِ ـ وَهُمْ ذَرٌّ ـ قَدْ مَلَؤُوا
السَّمَاءَ ، قَالَ آدَمُ عليهالسلام : يَا رَبِّ ، مَا أَكْثَرَ ذُرِّيَّتِي! وَلِأَمْرٍ مَا
خَلَقْتَهُمْ؟ فَمَا تُرِيدُ مِنْهُمْ بِأَخْذِكَ الْمِيثَاقَ عَلَيْهِمْ؟
قَالَ اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ : ( يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) وَيُؤْمِنُونَ بِرُسُلِي ،
وَيَتَّبِعُونَهُمْ.
قَالَ آدَمُ عليهالسلام : يَا رَبِّ ، فَمَا لِي أَرى بَعْضَ الذَّرِّ أَعْظَمَ مِنْ بَعْضٍ ،
وَبَعْضَهُمْ لَهُ نُورٌ كَثِيرٌ ،
__________________
وَبَعْضَهُمْ لَهُ
نُورٌ قَلِيلٌ ، وَبَعْضَهُمْ لَيْسَ لَهُ نُورٌ ؟
فَقَالَ اللهُ
عَزَّ وَجَلَّ : كَذلِكَ خَلَقْتُهُمْ لِأَبْلُوَهُمْ فِي كُلِّ حَالَاتِهِمْ.
قَالَ آدَمُ عليهالسلام : يَا رَبِّ ، فَتَأْذَنُ لِي فِي الْكَلَامِ ؛ فَأَتَكَلَّمَ؟
قَالَ اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ : تَكَلَّمْ ؛ فَإِنَّ رُوحَكَ مِنْ رُوحِي ، وَطَبِيعَتَكَ خِلَافُ كَيْنُونَتِي
قَالَ آدَمُ : يَا
رَبِّ ، فَلَوْ كُنْتَ خَلَقْتَهُمْ عَلى مِثَالٍ وَاحِدٍ ، وَقَدْرٍ وَاحِدٍ ،
وَطَبِيعَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَجِبِلَّةٍ وَاحِدَةٍ ، وَأَلْوَانٍ وَاحِدَةٍ ،
وَأَعْمَارٍ وَاحِدَةٍ ، وَأَرْزَاقٍ سَوَاءٍ ، لَمْ يَبْغِ بَعْضُهُمْ عَلى
بَعْضٍ ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ تَحَاسُدٌ وَلَا تَبَاغُضٌ ، وَلَا اخْتِلَافٌ
فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ.
قَالَ اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ : يَا آدَمُ ، بِرُوحِي نَطَقْتَ ، وَبِضَعْفِ طَبِيعَتِكَ تَكَلَّفْتَ مَا لَاعِلْمَ
لَكَ بِهِ ، وَأَنَا الْخَالِقُ الْعَالِمُ ، بِعِلْمِي خَالَفْتُ بَيْنَ خَلْقِهِمْ ، وَبِمَشِيئَتِي
يَمْضِي فِيهِمْ أَمْرِي ، وَإِلى تَدْبِيرِي وَتَقْدِيرِي صَائِرُونَ ، لَا
تَبْدِيلَ لِخَلْقِي ، إِنَّمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
__________________
والْإِنْسَ
لِيَعْبُدُونِ ، وَخَلَقْتُ الْجَنَّةَ لِمَنْ أَطَاعَنِي وَعَبَدَنِي مِنْهُمْ
وَاتَّبَعَ رُسُلِي وَلَا أُبَالِي ، وَخَلَقْتُ النَّارَ لِمَنْ كَفَرَ بِي
وَعَصَانِي وَلَمْ يَتَّبِعْ رُسُلِي وَلَا أُبَالِي ، وَخَلَقْتُكَ وَخَلَقْتُ
ذُرِّيَّتَكَ مِنْ غَيْرِ فَاقَةٍ بِي إِلَيْكَ وَإِلَيْهِمْ ، وَإِنَّمَا خَلَقْتُكَ
وَخَلَقْتُهُمْ لِأَبْلُوَكَ وَأَبْلُوَهُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً
فِي دَارِ الدُّنْيَا فِي حَيَاتِكُمْ وَقَبْلَ مَمَاتِكُمْ ، فَلِذلِكَ خَلَقْتُ
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ، وَالْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ ، وَالطَّاعَةَ
وَالْمَعْصِيَةَ ، وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ ، وَكَذلِكَ أَرَدْتُ فِي
تَقْدِيرِي وَتَدْبِيرِي.
وَبِعِلْمِيَ
النَّافِذِ فِيهِمْ خَالَفْتُ بَيْنَ صُوَرِهِمْ وَأَجْسَامِهِمْ وَأَلْوَانِهِمْ
وَأَعْمَارِهِمْ وَأَرْزَاقِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ وَمَعْصِيَتِهِمْ ، فَجَعَلْتُ
مِنْهُمُ الشَّقِيَّ وَالسَّعِيدَ ، وَالْبَصِيرَ وَالْأَعْمى ، وَالْقَصِيرَ
وَالطَّوِيلَ ، وَالْجَمِيلَ وَالدَّمِيمَ ، وَالْعَالِمَ وَالْجَاهِلَ ، وَالْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ
، وَالْمُطِيعَ وَالْعَاصِيَ ، وَالصَّحِيحَ وَالسَّقِيمَ ، وَمَنْ بِهِ
الزَّمَانَةُ وَمَنْ لَاعَاهَةَ بِهِ ، فَيَنْظُرُ الصَّحِيحُ إِلَى
الَّذِي بِهِ الْعَاهَةُ ، فَيَحْمَدُنِي عَلى عَافِيَتِهِ ، وَيَنْظُرُ
الَّذِي بِهِ الْعَاهَةُ إِلَى الصَّحِيحِ ، فَيَدْعُونِي وَيَسْأَلُنِي أَنْ
أُعَافِيَهُ ، وَيَصْبِرُ عَلى بَلَائِي ، فَأُثِيبُهُ جَزِيلَ عَطَائِي
، وَيَنْظُرُ الْغَنِيُّ إِلَى الْفَقِيرِ ، فَيَحْمَدُنِي وَيَشْكُرُنِي ،
وَيَنْظُرُ الْفَقِيرُ إِلَى الْغَنِيِّ ، فَيَدْعُونِي وَيَسْأَلُنِي ،
وَيَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الْكَافِرِ ، فَيَحْمَدُنِي عَلى مَا هَدَيْتُهُ ،
__________________
فَلِذلِكَ خَلَقْتُهُمْ لِأَبْلُوَهُمْ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَفِيمَا
أُعَافِيهِمْ وَفِيمَا أَبْتَلِيهِمْ وَفِيمَا أُعْطِيهِمْ وَفِيمَا أَمْنَعُهُمْ.
وَأَنَا اللهُ
الْمَلِكُ الْقَادِرُ ، وَلِي أَنْ أَمْضِيَ جَمِيعَ مَا قَدَّرْتُ عَلى مَا دَبَّرْتُ ، وَلِي أَنْ
أُغَيِّرَ مِنْ ذلِكَ مَا شِئْتُ إِلى مَا شِئْتُ ، وَأُقَدِّمَ مِنْ ذلِكَ مَا
أَخَّرْتُ ، وَأُؤَخِّرَ مِنْ ذلِكَ مَا قَدَّمْتُ ، وَأَنَا اللهُ
الْفَعَّالُ لِمَا أُرِيدُ ، لَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ ، وَأَنَا أَسْأَلُ
خَلْقِي عَمَّا هُمْ فَاعِلُونَ ».
١٤٦١ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ وَعُقْبَةَ جَمِيعاً :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَ
الْخَلْقَ ، فَخَلَقَ مَنْ أَحَبَّ مِمَّا أَحَبَّ ، وَكَانَ مَا أَحَبَّ أَنْ
خَلَقَهُ مِنْ طِينَةِ الْجَنَّةِ ، وَخَلَقَ مَنْ أَبْغَضَ مِمَّا
أَبْغَضَ ، وَكَانَ مَا أَبْغَضَ أَنْ خَلَقَهُ مِنْ طِينَةِ النَّارِ ، ثُمَّ
بَعَثَهُمْ فِي الظِّلَالِ ».
فَقُلْتُ :
وَأَيُّ شَيْءٍ الظِّلَالُ؟
__________________
فَقَالَ : « أَلَمْ تَرَ إِلى ظِلِّكَ فِي الشَّمْسِ
شَيْئاً وَلَيْسَ بِشَيْءٍ ».
« ثُمَّ بَعَثَ مِنْهُمُ النَّبِيِّينَ ،
فَدَعَوْهُمْ إِلَى الْإِقْرَارِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُوَ
قَوْلُهُ عَزَّوَجَلَّ : ( وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ ) ثُمَّ دَعَوْهُمْ
إِلَى الْإِقْرَارِ بِالنَّبِيِّينَ فَأَقَرَّ بَعْضُهُمْ ، وَأَنْكَرَ
بَعْضٌ ، ثُمَّ دَعَوْهُمْ إِلى وَلَايَتِنَا ، فَأَقَرَّ بِهَا وَاللهِ مَنْ أَحَبَّ
، وَأَنْكَرَهَا مَنْ أَبْغَضَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَما
كانُوا لِيُؤْمِنُوا
بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ ) ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « كَانَ التَّكْذِيبُ ثَمَّ ».
٤ ـ بَابُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَوَّلُ
مَنْ أَجَابَ
وَأَقَرَّ لِلّهِ
عَزَّ وَجَلَّ بِالرُّبُوبِيَّةِ
١٤٦٢ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ
__________________
صَالِحِ بْنِ
سَهْلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام
: « أَنَّ بَعْضَ
قُرَيْشٍ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : بِأَيِّ شَيْءٍ سَبَقْتَ الْأَنْبِيَاءَ وَأَنْتَ
بُعِثْتَ آخِرَهُمْ وَخَاتَمَهُمْ؟
فَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ
أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِرَبِّي ، وَأَوَّلَ مَنْ أَجَابَ حَيْثُ أَخَذَ اللهُ
مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ ، ( وَأَشْهَدَهُمْ عَلى
أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ نَبِيٍّ قَالَ : بَلى ،
فَسَبَقْتُهُمْ بِالْإِقْرَارِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».
١٤٦٣ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ،
قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي لَأَرى بَعْضَ أَصْحَابِنَا
يَعْتَرِيهِ النَّزَقُ وَالْحِدَّةُ وَالطَّيْشُ ، فَأَغْتَمُّ لِذلِكَ غَمّاً شَدِيداً ، وَأَرى مَنْ
خَالَفَنَا ، فَأَرَاهُ حَسَنَ
__________________
السَّمْتِ ؟
قَالَ : « لَا
تَقُلْ حَسَنَ السَّمْتِ ؛ فَإِنَّ السَّمْتَ سَمْتُ الطَّرِيقِ ، وَلكِنْ قُلْ : حَسَنَ
السِّيمَاءِ ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( سِيماهُمْ
فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) ».
قَالَ : قُلْتُ :
فَأَرَاهُ حَسَنَ السِّيمَاءِ ، وَ لَهُ وَقَارٌ ، فَأَغْتَمُّ لِذلِكَ؟
قَالَ : « لَا
تَغْتَمَّ لِمَا رَأَيْتَ مِنْ نَزَقِ أَصْحَابِكَ ، وَلِمَا رَأَيْتَ مِنْ حُسْنِ
سِيمَاءِ مَنْ خَالَفَكَ ؛ إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَمَّا أَرَادَ
أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عليهالسلام ، خَلَقَ تِلْكَ الطِّينَتَيْنِ ، ثُمَّ فَرَّقَهُمَا فِرْقَتَيْنِ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ
الْيَمِينِ : كُونُوا خَلْقاً بِإِذْنِي ، فَكَانُوا خَلْقاً بِمَنْزِلَةِ
الذَّرِّ يَسْعى ، وَقَالَ لِأَهْلِ الشِّمَالِ : كُونُوا خَلْقاً بِإِذْنِي ، فَكَانُوا
خَلْقاً بِمَنْزِلَةِ الذَّرِّ يَدْرُجُ ، ثُمَّ رَفَعَ لَهُمْ نَاراً ، فَقَالَ :
ادْخُلُوهَا بِإِذْنِي ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَهَا مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثُمَّ اتَّبَعَهُ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَأَوْصِيَاؤُهُمْ
وَأَتْبَاعُهُمْ.
ثُمَّ قَالَ
لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ : ادْخُلُوهَا بِإِذْنِي ، فَقَالُوا : رَبَّنَا ،
خَلَقْتَنَا لِتُحْرِقَنَا؟ فَعَصَوْا ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ :
اخْرُجُوا بِإِذْنِي مِنَ النَّارِ ، فَخَرَجُوا لَمْ
__________________
تَكْلِمِ النَّارُ مِنْهُمْ كَلْماً ، وَلَمْ تُؤَثِّرْ فِيهِمْ أَثَراً ، فَلَمَّا
رَآهُمْ أَصْحَابُ الشِّمَالِ قَالُوا : رَبَّنَا ، نَرى أَصْحَابَنَا قَدْ
سَلِمُوا ، فَأَقِلْنَا وَمُرْنَا بِالدُّخُولِ ، قَالَ : قَدْ
أَقَلْتُكُمْ ، فَادْخُلُوهَا ، فَلَمَّا دَنَوْا وَأَصَابَهُمُ
الْوَهَجُ رَجَعُوا ، فَقَالُوا : يَا رَبَّنَا ، لَاصَبْرَ لَنَا
عَلَى الِاحْتِرَاقِ ، فَعَصَوْا ، فَأَمَرَهُمْ بِالدُّخُولِ
ثَلَاثاً ، كُلَّ ذلِكَ يَعْصُونَ وَيَرْجِعُونَ ، وَأَمَرَ أُولئِكَ ثَلَاثاً ، كُلَّ
ذلِكَ يُطِيعُونَ وَيَخْرُجُونَ ، فَقَالَ لَهُمْ : كُونُوا طِيناً بِإِذْنِي ،
فَخَلَقَ مِنْهُ آدَمَ عليهالسلام ».
قَالَ : « فَمَنْ
كَانَ مِنْ هؤُلَاءِ لَايَكُونُ مِنْ هؤُلَاءِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ هؤُلَاءِ
لَايَكُونُ مِنْ هؤُلَاءِ ؛ وَمَا رَأَيْتَ مِنْ نَزَقِ أَصْحَابِكَ وَخُلُقِهِمْ
، فَمِمَّا أَصَابَهُمْ مِنْ لَطْخِ أَصْحَابِ الشِّمَالِ ؛ وَمَا رَأَيْتَ مِنْ حُسْنِ
سِيمَاءِ مَنْ خَالَفَكُمْ وَوَقَارِهِمْ ، فَمِمَّا أَصَابَهُمْ
مِنْ لَطْخِ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ».
١٤٦٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ
__________________
مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : بِأَيِّ شَيْءٍ سَبَقْتَ وُلْدَ آدَمَ؟
قَالَ : إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِرَبِّي ؛ إِنَّ اللهَ أَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ ( وَأَشْهَدَهُمْ
عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ
أَجَابَ ».
٥ ـ بَابُ كَيْفَ أَجَابُوا وَهُمْ ذَرٌّ
١٤٦٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : كَيْفَ أَجَابُوا وَهُمْ ذَرٌّ؟!
قَالَ : « جَعَلَ
فِيهِمْ مَا إِذَا سَأَلَهُمْ أَجَابُوهُ ، يَعْنِي فِي الْمِيثَاقِ ».
__________________
٦ ـ بَابُ فِطْرَةِ الْخَلْقِ عَلَى التَّوْحِيدِ
١٤٦٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
الله عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ
: ( فِطْرَتَ
اللهِ الَّتِي فَطَرَ
النّاسَ عَلَيْها ) ؟ قَالَ : « التَّوْحِيدُ ».
١٤٦٧ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فِطْرَتَ
اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها ) : مَا تِلْكَ الْفِطْرَةُ؟
قَالَ : « هِيَ
الْإِسْلَامُ ، فَطَرَهُمُ اللهُ حِينَ أَخَذَ مِيثَاقَهُمْ عَلَى التَّوْحِيدِ ، قَالَ : ( أَلَسْتُ
بِرَبِّكُمْ ) وَفِيهِ الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ ».
١٤٦٨ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
__________________
رِئَابٍ ، عَنْ
زُرَارَةَ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فِطْرَتَ
اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها ).
قَالَ : «
فَطَرَهُمْ
جَمِيعاً عَلَى
التَّوْحِيدِ ».
١٤٦٩ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي
عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( حُنَفاءَ
لِلّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ) .
قَالَ : «
الْحَنِيفِيَّةُ مِنَ الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللهُ النَّاسَ
عَلَيْهَا لَاتَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ». قَالَ : « فَطَرَهُمْ عَلَى
الْمَعْرِفَةِ بِهِ ».
قَالَ زُرَارَةُ :
وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَإِذْ أَخَذَ
رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى
أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) الْآيَةَ.
قَالَ : «
أَخْرَجَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَخَرَجُوا
كَالذَّرِّ ، فَعَرَّفَهُمْ وَأَرَاهُمْ نَفْسَهُ ، وَلَوْ لَا ذلِكَ لَمْ
يَعْرِفْ أَحَدٌ رَبَّهُ ».
وَقَالَ : « قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، يَعْنِي
الْمَعْرِفَةَ بِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَالِقُهُ ، كَذلِكَ
قَوْلُهُ : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ
السَّماواتِ وَالْأَرْضَ
__________________
لَيَقُولُنَّ
اللهُ ) ».
١٤٧٠ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
فَضَّالٍ ، عَنِ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فِطْرَتَ
اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها ) قَالَ : « فَطَرَهُمْ عَلَى التَّوْحِيدِ ».
٧ ـ بَابُ كَوْنِ الْمُؤْمِنِ فِي صُلْبِ الْكَافِرِ
١٤٧١ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
مُيَسِّرٍ ، قَالَ :
__________________
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّ نُطْفَةَ الْمُؤْمِنِ لَتَكُونُ فِي صُلْبِ الْمُشْرِكِ ، فَلَا يُصِيبُهُ مِنَ الشَّرِّ شَيْءٌ ، حَتّى
إِذَا صَارَ فِي رَحِمِ الْمُشْرِكَةِ ، لَمْ يُصِبْهَا مِنَ الشَّرِّ
شَيْءٌ حَتّى تَضَعَهُ ، فَإِذَا وَضَعَتْهُ ، لَمْ يُصِبْهُ مِنَ الشَّرِّ شَيْءٌ
حَتّى يَجْرِيَ عَلَيْهِ الْقَلَمُ ».
١٤٧٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنِّي قَدْ أَشْفَقْتُ مِنْ
دَعْوَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَلى يَقْطِينٍ وَمَا وَلَدَ.
__________________
فَقَالَ : « يَا
أَبَا الْحَسَنِ ، لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ فِي صُلْبِ الْكَافِرِ بِمَنْزِلَةِ
الْحَصَاةِ فِي اللَّبِنَةِ ، يَجِيءُ الْمَطَرُ ، فَيَغْسِلُ اللَّبِنَةَ ،
وَلَا يَضُرُّ الْحَصَاةَ شَيْئاً »
٨ ـ بَابُ إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الْمُؤْمِنَ
١٤٧٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الْحُلْوَانِيِّ ، عَنْ
أَبِي إِسْمَاعِيلَ الصَّيْقَلِ الرَّازِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً تُسَمَّى
الْمُزْنَ ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ
__________________
__________________
يَخْلُقَ
مُؤْمِناً ، أَقْطَرَ مِنْهَا قَطْرَةً ، فَلَا تُصِيبُ بَقْلَةً
وَلَا ثَمَرَةً أَكَلَ مِنْهَا مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ إِلاَّ أَخْرَجَ اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ مِنْ صُلْبِهِ مُؤْمِناً ».
٩ ـ بَابٌ فِي أَنَّ
الصِّبْغَةَ هِيَ الْإِسْلَامُ
١٤٧٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( صِبْغَةَ
اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قَالَ : «
الْإِسْلَامُ ».
وَقَالَ فِي
قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) قَالَ : « هِيَ الْإِيمَانُ بِاللهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ
لَهُ ».
١٤٧٥ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ
__________________
دَاوُدَ بْنِ
سِرْحَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ حُمْرَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( صِبْغَةَ اللهِ
وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قَالَ : « الصِّبْغَةُ هِيَ الْإِسْلَامُ ».
١٤٧٦ / ٣. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( صِبْغَةَ اللهِ
وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قَالَ : «
الصِّبْغَةُ هِيَ الْإِسْلَامُ »
وَقَالَ فِي
قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَمَنْ يَكْفُرْ
بِالطّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) قَالَ : « هِيَ
__________________
الْإِيمَانُ ».
١٠ ـ بَابٌ فِي أَنَّ
السَّكِينَةَ هِيَ الْإِيمَانُ
١٤٧٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَنْزَلَ
السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».
قَالَ :
وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ ) قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».
١٤٧٨ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ
الْفُضَيلِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : ( أُولئِكَ كَتَبَ فِي
قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ ) : هَلْ لَهُمْ فِيمَا كَتَبَ فِي
__________________
قُلُوبِهِمْ
صُنْعٌ ؟ قَالَ : « لَا ».
١٤٧٩ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « السَّكِينَةُ : الْإِيمَانُ ».
١٤٨٠ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ وَهِشَامِ بْنِ
سَالِمٍ وَغَيْرِهِمَا :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( هُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».
١٤٨١ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ
__________________
جَمِيلٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ : ( هُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».
قَالَ : قُلْتُ : ( وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ )؟ قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».
وَعَنْ قَوْلِهِ
تَعَالى : ( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى ) ؟ قَالَ : « هُوَ
الْإِيمَانُ ».
١١ ـ بَابُ الْإِخْلَاصِ
١٤٨٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( حَنِيفاً
مُسْلِماً ) قَالَ : « خَالِصاً مُخْلِصاً ، لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ عِبَادَةِ
الْأَوْثَانِ ».
__________________
١٤٨٣ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ
:
عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ إِلى
أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا هُوَ اللهُ وَالشَّيْطَانُ ، وَالْحَقُّ
وَالْبَاطِلُ ، وَالْهُدى وَالضَّلَالَةُ ، وَالرُّشْدُ وَالْغَيُّ ،
وَالْعَاجِلَةُ وَالْآجِلَةُ وَالْعَاقِبَةُ ، وَالْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ ، فَمَا كَانَ مِنْ
حَسَنَاتٍ فَلِلّهِ ، وَمَا كَانَ مِنْ سَيِّئَاتٍ فَلِلشَّيْطَانِ
لَعَنَهُ اللهُ ».
١٤٨٤ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ
الرِّضَا عليهالسلام : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِ ـ كَانَ يَقُولُ : طُوبى لِمَنْ أَخْلَصَ لِلّهِ الْعِبَادَةَ
وَالدُّعَاءَ ، وَلَمْ يَشْغَلْ قَلْبَهُ بِمَا تَرى عَيْنَاهُ ، وَلَمْ يَنْسَ ذِكْرَ
اللهِ بِمَا تَسْمَعُ أُذُنَاهُ ، وَلَمْ يَحْزُنْ صَدْرَهُ بِمَا
أُعْطِيَ غَيْرُهُ ».
١٤٨٥ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
عُيَيْنَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( لِيَبْلُوَكُمْ
أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) قَالَ :
__________________
« لَيْسَ يَعْنِي أَكْثَرَكُمْ عَمَلاً ، وَلكِنْ أَصْوَبَكُمْ عَمَلاً ، وَإِنَّمَا
الْإِصَابَةُ خَشْيَةُ اللهِ وَالنِّيَّةُ الصَّادِقَةُ وَالْحَسَنَةُ ».
ثُمَّ قَالَ : «
الْإِبْقَاءُ عَلَى الْعَمَلِ حَتّى يَخْلُصَ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ ،
وَالْعَمَلُ الْخَالِصُ الَّذِي لَا تُرِيدُ أَنْ يَحْمَدَكَ عَلَيْهِ أَحَدٌ
إِلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالنِّيَّةُ أَفْضَلُ مِنَ الْعَمَلِ ، أَلَا
وَإِنَّ النِّيَّةَ هِيَ الْعَمَلُ » ، ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( قُلْ
كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ) : « يَعْنِي عَلى نِيَّتِهِ ».
١٤٨٦ / ٥. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ :
سَأَلْتُهُ عَنْ
قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِلاّ مَنْ أَتَى
اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) قَالَ : « الْقَلْبُ السَّلِيمُ الَّذِي يَلْقى رَبَّهُ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ
سِوَاهُ ». قَالَ : « وَكُلُّ قَلْبٍ فِيهِ شِرْكٌ أَوْ شَكٌّ فَهُوَ سَاقِطٌ ،
إِنَّمَا أَرَادُوا بِالزُّهْدِ
__________________
فِي الدُّنْيَا
لِتَفْرُغَ
قُلُوبُهُمْ لِلآخِرَةِ ».
١٤٨٧ / ٦. وَ بِهذَا
الْإِسْنَادِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ السُدِّيِّ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا أَخْلَصَ عَبْدٌ الْإِيمَانَ
بِاللهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً ـ أَوْ قَالَ : مَا أَجْمَلَ عَبْدٌ ذِكْرَ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعِينَ يَوْماً ـ إِلاَّ زَهَّدَهُ اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا ، وَبَصَّرَهُ دَاءَهَا وَدَوَاءَهَا ، وَأَثْبَتَ الْحِكْمَةَ فِي
قَلْبِهِ ، وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ ».
ثُمَّ تَلَا : « ( إِنَّ
الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي
الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ) ؛ فَلَا تَرى
صَاحِبَ بِدْعَةٍ إِلاَّ ذَلِيلاً ، وَ
__________________
مُفْتَرِياً عَلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَعَلى رَسُولِهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ
ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ـ إِلاَّ ذَلِيلاً ».
١٢ ـ بَابُ الشَّرَائِعِ
١٤٨٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ جَمِيعاً ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَمَّنْ
ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَعْطى
مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم شَرَائِعَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى عليهمالسلام التَّوْحِيدَ وَالْإِخْلَاصَ وَخَلْعَ الْأَنْدَادِ ، وَالْفِطْرَةَ
الْحَنِيفِيَّةَ السَّمْحَةَ ، وَ لَارَهْبَانِيَّةَ ، وَلَا سِيَاحَةَ ، أَحَلَّ فِيهَا
الطَّيِّبَاتِ ، وَحَرَّمَ فِيهَا الْخَبَائِثَ ، وَوَضَعَ
عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ
__________________
عَلَيْهِمْ
ثُمَّ افْتَرَضَ عَلَيْهِ فِيهَا
الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْحَجَّ وَالْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ
وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَلَالَ وَالْحَرَامَ وَالْمَوَارِيثَ
وَالْحُدُودَ وَالْفَرَائِضَ وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَزَادَهُ الْوُضُوءَ ،
وَفَضَّلَهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَبِخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ
وَالْمُفَصَّلِ ، وَأَحَلَّ لَهُ الْمَغْنَمَ وَالْفَيْءَ ، وَنَصَرَهُ
بِالرُّعْبِ ، وَجَعَلَ لَهُ الْأَرْضَ مَسْجِداً
وَطَهُوراً ، وَأَرْسَلَهُ كَافَّةً إِلَى الْأَبْيَضِ وَالْأَسْوَدِ ، وَالْجِنِّ
وَالْإِنْسِ ، وَأَعْطَاهُ الْجِزْيَةَ وَأَسْرَ الْمُشْرِكِينَ
وَفِدَاهُمْ ، ثُمَّ كُلِّفَ مَا لَمْ يُكَلَّفْ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَ أُنْزِلَ
عَلَيْهِ سَيْفٌ مِنَ السَّمَاءِ فِي غَيْرِ غِمْدٍ ،
__________________
وَقِيلَ لَهُ :
قَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لَاتُكَلَّفُ إِلاّ نَفْسَكَ ».
١٤٨٩ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ،
قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَاصْبِرْ
كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) ؟
فَقَالَ : « نُوحٌ
وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسى وَعِيسى وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَعَلَيْهِمْ »
قُلْتُ : كَيْفَ
صَارُوا أُولِي الْعَزْمِ ؟
قَالَ : « لِأَنَّ
نُوحاً عليهالسلام بُعِثَ بِكِتَابٍ وَشَرِيعَةٍ ، وَكُلُّ مَنْ جَاءَ بَعْدَ
نُوحٍ أَخَذَ بِكِتَابِ نُوحٍ وَشَرِيعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ حَتّى جَاءَ إِبْرَاهِيمُ عليهالسلام بِالصُّحُفِ وَبِعَزِيمَةِ تَرْكِ كِتَابِ نُوحٍ لَاكُفْراً بِهِ ، فَكُلُّ نَبِيٍّ جَاءَ بَعْدَ
إِبْرَاهِيمَ أَخَذَ بِشَرِيعَةِ إِبْرَاهِيمَ وَمِنْهَاجِهِ وَبِالصُّحُفِ
حَتّى جَاءَ مُوسى عليهالسلام بِالتَّوْرَاةِ وَشَرِيعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَبِعَزِيمَةِ
تَرْكِ الصُّحُفِ ، وَكُلُّ
نَبِيٍّ جَاءَ بَعْدَ
__________________
مُوسى أَخَذَ
بِالتَّوْرَاةِ وَشَرِيعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ حَتّى جَاءَ الْمَسِيحُ عليهالسلام بِالْإِنْجِيلِ وَبِعَزِيمَةِ تَرْكِ شَرِيعَةِ مُوسى وَمِنْهَاجِهِ ، فَكُلُّ نَبِيٍّ جَاءَ
بَعْدَ الْمَسِيحِ أَخَذَ بِشَرِيعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ حَتّى جَاءَ
مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَجَاءَ بِالْقُرْآنِ وَبِشَرِيعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ ؛
فَحَلَالُهُ حَلَالٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَحَرَامُهُ حَرَامٌ إِلى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ ؛ فَهؤُلَاءِ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ عليهمالسلام ».
١٣ ـ بَابُ دَعَائِمِ الْإِسْلَامِ
١٤٩٠ / ١. حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ،
عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ
الْوَشَّاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ : عَلَى
الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالصَّوْمِ ، وَالْحَجِّ ، وَالْوِلَايَةِ ؛ وَلَمْ يُنَادَ
بِشَيْءٍ
__________________
كَمَا نُودِيَ بِالْوِلَايَةِ ».
١٤٩١ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَجْلَانَ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَوْقِفْنِي عَلى حُدُودِ الْإِيمَانِ
فَقَالَ : « شَهَادَةُ
أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَالْإِقْرَارُ
بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَصَلَاةُ الْخَمْسِ ،
وَأَدَاءُ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَحِجُّ الْبَيْتِ ،
وَوَلَايَةُ وَلِيِّنَا ، وَعَدَاوَةُ عَدُوِّنَا ، وَالدُّخُولُ مَعَ
الصَّادِقِينَ ».
__________________
١٤٩٢ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ
، عَنِ الْفُضَيْلِ
بْنِ يَسَارٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ : عَلَى
الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَالصَّوْمِ ، وَالْوِلَايَةِ
؛ وَلَمْ يُنَادَ بِشَيْءٍ كَمَا نُودِيَ بِالْوِلَايَةِ ، فَأَخَذَ النَّاسُ
بِأَرْبَعٍ وَتَرَكُوا هذِهِ » يَعْنِي الْوَلَايَةَ.
١٤٩٣ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ الْعَرْزَمِيِّ ،
عَنْ أَبِيهِ :
عَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَثَافِيُّ الْإِسْلَامِ ثَلَاثَةٌ : الصَّلَاةُ ، وَالزَّكَاةُ ،
وَالْوِلَايَةُ ، لَاتَصِحُّ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ إِلاَّ بِصَاحِبَتَيْهَا ».
__________________
١٤٩٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللهِ
بْنِ الصَّلْتِ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسَةِ أَشْيَاءَ
: عَلَى الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَالصَّوْمِ ، وَالْوَلَايَةِ
».
قَالَ زُرَارَةُ :
فَقُلْتُ : وَأَيُّ شَيْءٍ مِنْ ذلِكَ أَفْضَلُ؟
فَقَالَ : « الْوِلَايَةُ
أَفْضَلُ ؛ لِأَنَّهَا مِفْتَاحُهُنَّ ، وَالْوَالِي هُوَ الدَّلِيلُ
عَلَيْهِنَّ ».
قُلْتُ : ثُمَّ
الَّذِي يَلِي ذلِكَ فِي الْفَضْلِ؟
فَقَالَ : « الصَّلَاةُ ؛
إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم قَالَ : الصَّلَاةُ عَمُودُ دِينِكُمْ ».
قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ
الَّذِي يَلِيهَا فِي الْفَضْلِ؟
قَالَ : «
الزَّكَاةُ ؛ لِأَنَّهُ قَرَنَهَا بِهَا ، وَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَهَا ،
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الزَّكَاةُ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ ».
قُلْتُ :
وَالَّذِي يَلِيهَا فِي الْفَضْلِ؟
قَالَ : «
الْحَجُّ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِلّهِ عَلَى
النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ
اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ) ؛ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لَحَجَّةٌ مَقْبُولَةٌ خَيْرٌ مِنْ
__________________
عِشْرِينَ صَلَاةً
نَافِلَةً ، وَمَنْ طَافَ بِهذَا الْبَيْتِ طَوَافاً أَحْصى فِيهِ أُسْبُوعَهُ
وَأَحْسَنَ رَكْعَتَيْهِ ، غَفَرَ اللهُ
لَهُ ؛ وَقَالَ فِي
يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ الْمُزْدَلِفَةِ مَا قَالَ ».
قُلْتُ : فَمَا
ذَا يَتْبَعُهُ ؟ قَالَ : « الصَّوْمُ ».
قُلْتُ : وَمَا
بَالُ الصَّوْمِ صَارَ آخِرَ ذلِكَ أَجْمَعَ؟
قَالَ : « قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ ».
قَالَ : ثُمَّ
قَالَ : « إِنَّ أَفْضَلَ الْأَشْيَاءِ مَا إِذَا فَاتَكَ لَمْ
تَكُنْ مِنْهُ تَوْبَةٌ دُونَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ
فَتُؤَدِّيَهُ بِعَيْنِهِ ، إِنَّ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَالْحَجَّ
وَالْوِلَايَةَ لَيْسَ يَنْفَعُ شَيْءٌ مَكَانَهَا دُونَ أَدَائِهَا ، وَإِنَّ الصَّوْمَ إِذَا فَاتَكَ أَوْ
قَصَّرْتَ أَوْ سَافَرْتَ فِيهِ ، أَدَّيْتَ مَكَانَهُ أَيَّاماً
غَيْرَهَا ، وَجَزَيْتَ ذلِكَ الذَّنْبَ بِصَدَقَةٍ ، وَلَا قَضَاءَ عَلَيْكَ ،
وَلَيْسَ مِنْ تِلْكَ الْأَرْبَعَةِ شَيْءٌ يُجْزِيكَ مَكَانَهُ غَيْرُهُ ».
__________________
قَالَ : ثُمَّ
قَالَ : « ذِرْوَةُ الْأَمْرِ وَسَنَامُهُ وَمِفْتَاحُهُ وَبَابُ الْأَشْيَاءِ وَرِضَا الرَّحْمنِ
الطَّاعَةُ لِلْإِمَامِ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( مَنْ
يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ
حَفِيظاً ) أَمَا لَوْ أَنَّ رَجُلاً قَامَ لَيْلَهُ وَصَامَ نَهَارَهُ
وَتَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَالِهِ وَحَجَّ جَمِيعَ دَهْرِهِ وَلَمْ يَعْرِفْ
وَلَايَةَ وَلِيِّ اللهِ فَيُوَالِيَهُ وَيَكُونَ جَمِيعُ
أَعْمَالِهِ بِدَلَالَتِهِ إِلَيْهِ ، مَا كَانَ لَهُ عَلَى اللهِ حَقٌّ فِي ثَوَابِهِ ، وَلَا كَانَ
مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ ». ثُمَّ قَالَ : « أُولئِكَ الْمُحْسِنُ مِنْهُمْ
يُدْخِلُهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ ».
__________________
١٤٩٥ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ أَبِي الْيَسَعِ ،
قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَخْبِرْنِي بِدَعَائِمِ الْإِسْلَامِ ، الَّتِي
لَايَسَعُ أَحَداً التَّقْصِيرُ عَنْ مَعْرِفَةِ شَيْءٍ مِنْهَا ، الَّتِي مَنْ قَصَّرَ عَنْ مَعْرِفَةِ شَيْءٍ مِنْهَا فَسَدَ دِينُهُ وَلَمْ
يُقْبَلْ مِنْهُ عَمَلُهُ ، وَمَنْ عَرَفَهَا وَعَمِلَ بِهَا صَلَحَ لَهُ
دِينُهُ وَقُبِلَ مِنْهُ عَمَلُهُ ، وَلَمْ يَضِقْ بِهِ مِمَّا هُوَ فِيهِ
لِجَهْلِ شَيْءٍ مِنَ الْأُمُورِ جَهِلَهُ ؟
فَقَالَ : « شَهَادَةُ
أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَالْإِيمَانُ بِأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَحَقٌّ فِي
__________________
الْأَمْوَالِ الزَّكَاةُ ، وَالْوَلَايَةُ الَّتِي أَمَرَ
اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهَا وَلَايَةُ آلِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : هَلْ فِي الْوَلَايَةِ
شَيْءٌ دُونَ شَيْءٍ فَضْلٌ يُعْرَفُ لِمَنْ أَخَذَ بِهِ؟
قَالَ : « نَعَمْ
؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) وَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ مَاتَ وَ لَايَعْرِفُ إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَكَانَ رَسُولَ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَكَانَ عَلِيّاً عليهالسلام ، وَقَالَ الْآخَرُونَ : كَانَ مُعَاوِيَةَ ؛
ثُمَّ كَانَ الْحَسَنَ ،
__________________
ثُمَّ كَانَ
الْحُسَيْنَ ، وَقَالَ الْآخَرُونَ : يَزِيدَ
بْنَ مُعَاوِيَةَ
وَحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ ؛ وَلَا سَوَاءَ وَلَا سَوَاءَ ».
قَالَ : ثُمَّ سَكَتَ ،
ثُمَّ قَالَ : « أَزِيدُكَ؟ » فَقَالَ لَهُ حَكَمٌ الْأَعْوَرُ : نَعَمْ ،
جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَالَ : « ثُمَّ كَانَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ كَانَ
مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَبَا جَعْفَرٍ ، وَكَانَتِ الشِّيعَةُ قَبْلَ أَنْ
يَكُونَ أَبُو جَعْفَرٍ وَهُمْ لَايَعْرِفُونَ مَنَاسِكَ حَجِّهِمْ وَحَلَالَهُمْ
وَحَرَامَهُمْ ، حَتّى كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ، فَفَتَحَ لَهُمْ ،
وَبَيَّنَ لَهُمْ مَنَاسِكَ حَجِّهِمْ وَحَلَالَهُمْ وَحَرَامَهُمْ ، حَتّى صَارَ
النَّاسُ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا كَانُوا يَحْتَاجُونَ إِلَى النَّاسِ ، وَهكَذَا
يَكُونُ الْأَمْرُ ، وَالْأَرْضُ لَاتَكُونُ إِلاَّ بِإِمَامٍ ، وَمَنْ مَاتَ
لَا يَعْرِفُ إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَأَحْوَجُ مَا تَكُونُ
إِلى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُكَ هذِهِ ـ وَأَهْوى بِيَدِهِ إِلى حَلْقِهِ ـ وَانْقَطَعَتْ عَنْكَ الدُّنْيَا
تَقُولُ : لَقَدْ كُنْتُ عَلى أَمْرٍ حَسَنٍ ».
__________________
أَبُو عَلِيٍّ
الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ
عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ أَبِي الْيَسَعِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، مِثْلَهُ.
١٤٩٦ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُثَنًّى
الْحَنَّاطِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَجْلَانَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ : الْوِلَايَةِ ،
وَالصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَالْحَجِّ ».
١٤٩٧ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ : الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالصَّوْمِ ، وَالْحَجِّ ،
وَالْوَلَايَةِ ؛ وَلَمْ يُنَادَ بِشَيْءٍ مَا نُودِيَ بِالْوَلَايَةِ
يَوْمَ الْغَدِيرِ ».
١٤٩٨ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ ،
قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : حَدِّثْنِي عَمَّا بُنِيَتْ عَلَيْهِ دَعَائِمُ
الْإِسْلَامِ إِذَا أَنَا أَخَذْتُ بِهَا زَكا عَمَلِي ، وَلَمْ يَضُرَّنِي جَهْلُ
مَا جَهِلْتُ بَعْدَهُ
فَقَالَ : « شَهَادَةُ
أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَحَقٌّ فِي الْأَمْوَالِ مِنَ الزَّكَاةِ ،
وَالْوَلَايَةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا وَلَايَةُ آلِ مُحَمَّدٍ ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم قَالَ : مَنْ مَاتَ وَ لَايَعْرِفُ إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ؛ قَالَ اللهُ
عَزَّ وَجَلَّ : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) فَكَانَ عَلِيٌّ ، ثُمَّ صَارَ مِنْ بَعْدِهِ الْحَسَنُ ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ
الْحُسَيْنُ ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ
مِنْ بَعْدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثُمَّ هكَذَا يَكُونُ الْأَمْرُ ؛ إِنَّ
الْأَرْضَ لَاتَصْلُحُ إِلاَّ بِإِمَامٍ ، وَمَنْ مَاتَ
__________________
لَا يَعْرِفُ
إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَ
أَحْوَجُ مَا يَكُونُ
أَحَدُكُمْ إِلى مَعْرِفَتِهِ إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُهُ هَاهُنَا ـ قَالَ
: وَأَهْوى بِيَدِهِ إِلى صَدْرِهِ ـ يَقُولُ حِينَئِذٍ : لَقَدْ كُنْتُ عَلى
أَمْرٍ حَسَنٍ ».
١٤٩٩ / ١٠. عَنْهُ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، هَلْ تَعْرِفُ
مَوَدَّتِي لَكُمْ ، وَانْقِطَاعِي إِلَيْكُمْ ،
__________________
وَمُوَالَاتِي
إِيَّاكُمْ؟ قَالَ
: فَقَالَ : « نَعَمْ ».
قَالَ : فَقُلْتُ : فَإِنِّي أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةً
تُجِيبُنِي فِيهَا ؛ فَإِنِّي مَكْفُوفُ الْبَصَرِ ، قَلِيلُ الْمَشْيِ ،
وَلَا أَسْتَطِيعُ زِيَارَتَكُمْ كُلَّ حِينٍ؟ قَالَ : « هَاتِ حَاجَتَكَ ».
قُلْتُ :
أَخْبِرْنِي بِدِينِكَ الَّذِي تَدِينُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ أَنْتَ
وَأَهْلُ بَيْتِكَ ؛ لِأَدِينَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ ، قَالَ : « إِنْ كُنْتَ
أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ فَقَدْ أَعْظَمْتَ الْمَسْأَلَةَ ، وَاللهِ لَأُعْطِيَنَّكَ
دِينِي وَدِينَ آبَائِيَ الَّذِي نَدِينُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ ، شَهَادَةَ أَنْ
لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَالْإِقْرَارَ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَالْوَلَايَةَ لِوَلِيِّنَا ،
وَالْبَرَاءَةَ مِنْ عَدُوِّنَا ، وَالتَّسْلِيمَ لِأَمْرِنَا ، وَانْتِظَارَ
قَائِمِنَا ، وَالِاجْتِهَادَ ، وَالْوَرَعَ ».
١٥٠٠ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ،
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
__________________
سَمِعْتُهُ
يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقَالَ
لَهُ : جُعِلْتُ
فِدَاكَ ، أَخْبِرْنِي عَنِ الدِّينِ الَّذِي افْتَرَضَ اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ عَلَى الْعِبَادِ مَا لَايَسَعُهُمْ جَهْلُهُ ، وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ
غَيْرُهُ : مَا هُوَ؟
فَقَالَ : «
أَعِدْ عَلَيَّ » فَأَعَادَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ،
وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ
، وَحِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ، وَصَوْمُ شَهْرِ
رَمَضَانَ » ثُمَّ سَكَتَ قَلِيلاً ، ثُمَّ قَالَ : «
وَالْوَلَايَةُ » مَرَّتَيْنِ.
ثُمَّ قَالَ : «
هذَا الَّذِي فَرَضَ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ ، لَايَسْأَلُ الرَّبُّ
الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولَ : أَلاَّ زِدْتَنِي عَلى
مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْكَ ، وَلكِنْ مَنْ زَادَ زَادَهُ اللهُ ؛ إِنَّ رَسُولَ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم سَنَّ سُنَناً حَسَنَةً جَمِيلَةً يَنْبَغِي لِلنَّاسِ الْأَخْذُ بِهَا ».
١٥٠١ / ١٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى
بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ،
عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْحَلاَّلِ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي
الْعَلَاءِ الْأَزْدِيِّ ، قَالَ :
__________________
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَرَضَ عَلى
خَلْقِهِ خَمْساً ، فَرَخَّصَ فِي أَرْبَعٍ ، وَلَمْ يُرَخِّصْ فِي وَاحِدَةٍ ».
١٥٠٢ / ١٣. عَنْهُ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ
، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :
دَخَلَ رَجُلٌ
عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام وَمَعَهُ صَحِيفَةٌ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « هذِهِ صَحِيفَةُ مُخَاصِمٍ يَسْأَلُ عَنِ الدِّينِ
الَّذِي يُقْبَلُ فِيهِ الْعَمَلُ ». فَقَالَ : رَحِمَكَ اللهُ ، هذَا الَّذِي
أُرِيدُ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ
لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَتُقِرَّ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ
اللهِ ، وَالْوَلَايَةُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَالْبَرَاءَةُ مِنْ عَدُوِّنَا
، وَالتَّسْلِيمُ لِأَمْرِنَا ، وَالْوَرَعُ ، وَالتَّوَاضُعُ ، وَانْتِظَارُ
قَائِمِنَا ؛ فَإِنَّ لَنَا دَوْلَةً إِذَا شَاءَ اللهُ جَاءَ بِهَا ».
١٥٠٣ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛
__________________
وَأَبُو عَلِيٍّ
الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِيعاً ، عَنْ
صَفْوَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ـ وَهُوَ فِي مَنْزِلِ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مُحَمَّدٍ ـ فَقُلْتُ لَهُ
: جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا حَوَّلَكَ
إِلى هذَا الْمَنْزِلِ؟ قَالَ : « طَلَبُ النُّزْهَةِ » فَقُلْتُ :
جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَلَا أَقُصُّ عَلَيْكَ دِينِي؟ فَقَالَ : « بَلى ».
قُلْتُ : أَدِينُ
اللهَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ،
وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَارَيْبَ فِيهَا ، وَأَنَّ
اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمِ
شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَحِجِّ الْبَيْتِ ، وَالْوَلَايَةِ لِعَلِيٍّ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَالْوَلَايَةِ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ،
وَالْوَلَايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَالْوَلَايَةِ لِمُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيٍّ وَلَكَ مِنْ بَعْدِهِ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ـ وَأَنَّكُمْ
أَئِمَّتِي ، عَلَيْهِ أَحْيَا وَعَلَيْهِ أَمُوتُ ، وأَدِينُ اللهَ بِهِ.
__________________
فَقَالَ : « يَا
عَمْرُو ، هذَا
وَاللهِ دِينُ اللهِ
وَدِينُ آبَائِيَ الَّذِي أَدِينُ اللهَ بِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ ،
فَاتَّقِ اللهَ ، وَكُفَّ لِسَانَكَ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ ، وَلَا تَقُلْ : إِنِّي
هَدَيْتُ نَفْسِي ، بَلِ اللهُ هَدَاكَ ، فَأَدِّ شُكْرَ مَا أَنْعَمَ اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ بِهِ عَلَيْكَ ، وَلَا تَكُنْ مِمَّنْ إِذَا أَقْبَلَ طُعِنَ فِي
عَيْنِهِ ؛ وَإِذَا أَدْبَرَ طُعِنَ فِي قَفَاهُ ، وَلَا تَحْمِلِ
النَّاسَ عَلى كَاهِلِكَ ؛ فَإِنَّكَ أَوْشَكَ ـ إِنْ حَمَلْتَ
النَّاسَ عَلى كَاهِلِكَ ـ أَنْ يُصَدِّعُوا شَعَبَ كَاهِلِكَ ».
١٥٠٤ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
خَالِدٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « أَلَا أُخْبِرُكَ بِالْإِسْلَامِ : أَصْلِهِ وَفَرْعِهِ ،
وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟ » قُلْتُ : بَلى جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَالَ : « أَمَّا
أَصْلُهُ فَالصَّلَاةُ ، وَفَرْعُهُ الزَّكَاةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ
__________________
الْجِهَادُ ».
ثُمَّ قَالَ : « إِنْ
شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِأَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَالَ : « الصَّوْمُ
جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ ، وَالصَّدَقَةُ تَذْهَبُ بِالْخَطِيئَةِ ، وَقِيَامُ
الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ بِذِكْرِ اللهِ ». ثُمَّ قَرَأَ : ( تَتَجافى جُنُوبُهُمْ
عَنِ الْمَضاجِعِ )
١٤ ـ بَابُ أَنَّ الْإِسْلَامَ يُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ وَأَنَّ
الثَّوَابَ عَلَى الْإِيمَانِ
١٥٠٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ ، عَنِ الْقَاسِمِ الصَّيْرَفِيِّ
شَرِيكِ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ :
__________________
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « الْإِسْلَامُ يُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ ،
وَتُؤَدّى
بِهِ الْأَمَانَةُ ، وَتُسْتَحَلُّ بِهِ الْفُرُوجُ ، وَالثَّوَابُ
عَلَى الْإِيمَانِ ».
١٥٠٦ / ٢. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ،
عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام ، قَالَ : « الْإِيمَانُ إِقْرَارٌ وَعَمَلٌ ، وَالْإِسْلَامُ إِقْرَارٌ
بِلَا عَمَلٍ ».
١٥٠٧ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( قالَتِ
الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمّا
يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) فَقَالَ لِي : « أَلَاتَرى أَنَّ الْإِيمَانَ غَيْرُ الْإِسْلَامِ؟ ».
__________________
١٥٠٨ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ السِّمْطِ ، قَالَ :
سَأَلَ رَجُلٌ
أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ : مَا الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا؟ فَلَمْ يُجِبْهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ
، فَلَمْ يُجِبْهُ ، ثُمَّ الْتَقَيَا فِي الطَّرِيقِ وَ قَدْ أَزِفَ مِنَ الرَّجُلِ
الرَّحِيلُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « كَأَنَّهُ قَدْ أَزِفَ مِنْكَ رَحِيلٌ؟ » فَقَالَ : نَعَمْ
، فَقَالَ : « فَالْقَنِي فِي الْبَيْتِ » فَلَقِيَهُ ، فَسَأَلَهُ
عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ : مَا الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا؟
فَقَالَ : «
الْإِسْلَامُ هُوَ الظَّاهِرُ الَّذِي عَلَيْهِ النَّاسُ ، شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ
إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَإِقَامُ
الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَحِجُّ الْبَيْتِ ، وَصِيَامُ شَهْرِ
رَمَضَانَ ، فَهذَا الْإِسْلَامُ ».
وَقَالَ : « الْإِيمَانُ
مَعْرِفَةُ هذَا الْأَمْرِ مَعَ هذَا ، فَإِنْ أَقَرَّ بِهَا وَلَمْ يَعْرِفْ هذَا
الْأَمْرَ ، كَانَ مُسْلِماً وَكَانَ ضَالًّا ».
١٥٠٩ / ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً
، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « ( قالَتِ
الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ
__________________
قُولُوا
أَسْلَمْنا ) فَمَنْ زَعَمَ
أَنَّهُمْ آمَنُوا فَقَدْ
كَذَبَ ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ لَمْ يُسْلِمُوا فَقَدْ كَذَبَ ».
١٥١٠ / ٦. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ ، عَنْ قَاسِمٍ
شَرِيكِ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « الْإِسْلَامُ يُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ ،
وَتُؤَدّى بِهِ الْأَمَانَةُ ، وَتُسْتَحَلُّ بِهِ الْفُرُوجُ ، وَالثَّوَابُ
عَلَى الْإِيمَانِ ».
__________________
١٥ ـ بَابُ أَنَّ الْإِيمَانَ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامَ
لَايَشْرَكُ الْإِيمَانَ
١٥١١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ ،
قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ أَهُمَا
مُخْتَلِفَانِ؟
فَقَالَ : « إِنَّ الْإِيمَانَ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ ،
وَالْإِسْلَامَ لَايُشَارِكُ الْإِيمَانَ ».
فَقُلْتُ :
فَصِفْهُمَا لِي.
فَقَالَ : «
الْإِسْلَامُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَالتَّصْدِيقُ بِرَسُولِ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بِهِ حُقِنَتِ الدِّمَاءُ ، وَعَلَيْهِ جَرَتِ
الْمَنَاكِحُ وَالْمَوَارِيثُ ، وَعَلى ظَاهِرِهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ ، وَ الْإِيمَانُ
الْهُدى وَمَا يَثْبُتُ فِي الْقُلُوبِ مِنْ صِفَةِ الْإِسْلَامِ وَمَا ظَهَرَ
مِنَ الْعَمَلِ بِهِ ، وَالْإِيمَانُ أَرْفَعُ مِنَ الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةٍ ؛
إِنَّ الْإِيمَانَ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ فِي الظَّاهِرِ ، وَالْإِسْلَامَ
لَايُشَارِكُ الْإِيمَانَ فِي الْبَاطِنِ ، وَإِنِ اجْتَمَعَا فِي الْقَوْلِ
وَالصِّفَةِ ».
١٥١٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ
بْنِ يَسَارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْإِيمَانُ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ ،
وَالْإِسْلَامُ لَايُشَارِكُ الْإِيمَانَ ».
__________________
١٥١٣ / ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ،
عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ
الْإِيمَانَ يُشَارِكُ
الْإِسْلَامَ ، وَلَا يُشَارِكُهُ الْإِسْلَامُ ؛ إِنَّ الْإِيمَانَ مَا وَقَرَ فِي الْقُلُوبِ ،
وَالْإِسْلَامَ مَا عَلَيْهِ الْمَنَاكِحُ وَالْمَوَارِيثُ وَحَقْنُ الدِّمَاءِ ،
وَالْإِيمَانَ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامَ لَايَشْرَكُ الْإِيمَانَ ».
١٥١٤ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ
الْكِنَانِيِّ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَيُّهُمَا أَفْضَلُ : الْإِيمَانُ أَوِ الْإِسْلَامُ ؟ فَإِنَّ مَنْ
قِبَلَنَا يَقُولُونَ : إِنَّ الْإِسْلَامَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِيمَانِ
فَقَالَ : «
الْإِيمَانُ أَرْفَعُ مِنَ الْإِسْلَامِ ». قُلْتُ : فَأَوْجِدْنِي ذلِكَ ، قَالَ : « مَا تَقُولُ فِيمَنْ
أَحْدَثَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُتَعَمِّداً؟ » قَالَ : قُلْتُ : يُضْرَبُ
ضَرْباً شَدِيداً ، قَالَ : « أَصَبْتَ ».
__________________
قَالَ : « فَمَا تَقُولُ فِيمَنْ أَحْدَثَ فِي الْكَعْبَةِ مُتَعَمِّداً؟ »
قُلْتُ : يُقْتَلُ ، قَالَ : « أَصَبْتَ ، أَلَا تَرى أَنَّ
الْكَعْبَةَ أَفْضَلُ مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَأَنَّ الْكَعْبَةَ تَشْرَكُ الْمَسْجِدَ ، وَالْمَسْجِدَ لَا يَشْرَكُ الْكَعْبَةَ؟
وَكَذلِكَ الْإِيمَانُ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامُ لَايَشْرَكُ
الْإِيمَانَ ».
١٥١٥ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛
وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْإِيمَانُ مَا
اسْتَقَرَّ فِي الْقَلْبِ ، وَأَفْضى بِهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ،
وَصَدَّقَهُ الْعَمَلُ بِالطَّاعَةِ لِلّهِ وَالتَّسْلِيمِ لِأَمْرِهِ ؛ وَالْإِسْلَامُ
مَا ظَهَرَ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ ، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ
مِنَ الْفِرَقِ كُلِّهَا ، وَبِهِ حُقِنَتِ الدِّمَاءُ ، وَعَلَيْهِ جَرَتِ
الْمَوَارِيثُ ، وَجَازَ النِّكَاحُ ، وَاجْتَمَعُوا عَلَى الصَّلَاةِ
وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ ، فَخَرَجُوا بِذلِكَ مِنَ الْكُفْرِ ،
وَأُضِيفُوا إِلَى الْإِيمَانِ ، وَالْإِسْلَامُ لَايَشْرَكُ الْإِيمَانَ ، وَالْإِيمَانُ
يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَهُمَا فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ يَجْتَمِعَانِ ، كَمَا صَارَتِ
الْكَعْبَةُ فِي الْمَسْجِدِ وَالْمَسْجِدُ لَيْسَ فِي الْكَعْبَةِ ، وَكَذلِكَ
الْإِيمَانُ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامُ لَايَشْرَكُ
__________________
الْإِيمَانَ ؛
وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( قالَتِ الْأَعْرابُ
آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمّا يَدْخُلِ
الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) فَقَوْلُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَصْدَقُ الْقَوْلِ ».
قُلْتُ : فَهَلْ
لِلْمُؤْمِنِ فَضْلٌ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي شَيْءٍ مِنَ الْفَضَائِلِ وَ الْأَحْكَامِ
وَالْحُدُودِ وَغَيْرِ ذلِكَ؟
فَقَالَ : « لَا ،
هُمَا يَجْرِيَانِ فِي ذلِكَ مَجْرى وَاحِدٍ ، وَلكِنْ
لِلْمُؤْمِنِ فَضْلٌ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي أَعْمَالِهِمَا وَمَا
يَتَقَرَّبَانِ بِهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».
قُلْتُ : أَلَيْسَ
اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( مَنْ جاءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) وَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ مُجْتَمِعُونَ عَلَى الصَّلَاةِ
وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ مَعَ الْمُؤْمِنِ؟
قَالَ : « أَلَيْسَ
قَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَيُضاعِفَهُ
لَهُ أَضْعافاً
كَثِيرَةً ) ؟ فَالْمُؤْمِنُونَ هُمُ الَّذِينَ يُضَاعِفُ اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ لَهُمْ حَسَنَاتِهِمْ : لِكُلِّ حَسَنَةٍ سبعين ضِعْفاً ، فَهذَا
فَضْلُ الْمُؤْمِنِ ، وَيَزِيدُهُ اللهُ فِي حَسَنَاتِهِ عَلى قَدْرِ صِحَّةِ إِيمَانِهِ
أَضْعَافاً كَثِيرَةً ، وَيَفْعَلُ اللهُ بِالْمُؤْمِنِينَ مَا يَشَاءُ مِنَ
الْخَيْرِ ».
قُلْتُ : أَرَأَيْتَ
مَنْ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ أَلَيْسَ هُوَ دَاخِلاً فِي الْإِيمَانِ؟
__________________
فَقَالَ : « لَا ،
وَلكِنَّهُ
قَدْ أُضِيفَ إِلَى
الْإِيمَانِ ، وَخَرَجَ مِنَ الْكُفْرِ وَسَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً تَعْقِلُ بِهِ
فَضْلَ الْإِيمَانِ عَلَى الْإِسْلَامِ : أَرَأَيْتَ لَوْ أَبْصَرْتَ رَجُلاً فِي
الْمَسْجِدِ ، أَكُنْتَ تَشْهَدُ أَنَّكَ رَأَيْتَهُ فِي الْكَعْبَةِ؟ » قُلْتُ :
لَايَجُوزُ لِي ذلِكَ.
قَالَ : « فَلَوْ
أَبْصَرْتَ رَجُلاً فِي الْكَعْبَةِ ، أَكُنْتَ شَاهِداً أَنَّهُ قَدْ
دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « وَ
كَيْفَ ذلِكَ؟! » قُلْتُ : إِنَّهُ لَايَصِلُ إِلى دُخُولِ الْكَعْبَةِ حَتّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ
: « قَدْ أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ » ثُمَّ قَالَ : « كَذلِكَ
الْإِيمَانُ وَالْإِسْلَامُ ».
١٦ ـ بَابٌ آخَرُ مِنْهُ وَفِيهِ أَنَّ الْإِسْلَامَ قَبْلَ الْإِيمَانِ
١٥١٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ
مَعْرُوفٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ ، قَالَ :
كَتَبْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ أَعْيَنَ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْإِيمَانِ : مَا هُوَ؟
__________________
فَكَتَبَ إِلَيَّ
مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ : « سَأَلْتَ ـ رَحِمَكَ
اللهُ ـ عَنِ الْإِيمَانِ ؛ وَ الْإِيمَانُ هُوَ الْإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ ، وَعَقْدٌ
فِي الْقَلْبِ ، وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ ، وَالْإِيمَانُ بَعْضُهُ مِنْ
بَعْضٍ ، وَهُوَ دَارٌ ، وَكَذلِكَ الْإِسْلَامُ دَارٌ ، وَالْكُفْرُ دَارٌ ،
فَقَدْ يَكُونُ الْعَبْدُ مُسْلِماً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مُؤْمِناً ، وَلَا
يَكُونُ مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ مُسْلِماً ، فَالْإِسْلَامُ قَبْلَ
الْإِيمَانِ وَهُوَ يُشَارِكُ الْإِيمَانَ ، فَإِذَا أَتَى الْعَبْدُ كَبِيرَةً مِنْ كَبَائِرِ الْمَعَاصِي ،
أَوْ صَغِيرَةً مِنْ صَغَائِرِ الْمَعَاصِي الَّتِي نَهَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَنْهَا
، كَانَ خَارِجاً مِنَ الْإِيمَانِ ، سَاقِطاً عَنْهُ اسْمُ الْإِيمَانِ ، وَثَابِتاً عَلَيْهِ اسْمُ
الْإِسْلَامِ ، فَإِنْ تَابَ وَاسْتَغْفَرَ ، عَادَ إِلى دَارِ الْإِيمَانِ ،
وَلَا يُخْرِجُهُ إِلَى الْكُفْرِ إِلاَّ الْجُحُودُ وَالِاسْتِحْلَالُ بِأَنْ يَقُولَ
لِلْحَلَالِ : هذَا حَرَامٌ ، وَ لِلْحَرَامِ : هذَا حَلَالٌ ، وَدَانَ بِذلِكَ ،
فَعِنْدَهَا يَكُونُ خَارِجاً مِنَ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ ، دَاخِلاً فِي الْكُفْرِ ،
وَكَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ دَخَلَ الْحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الْكَعْبَةَ ،
وَأَحْدَثَ فِي الْكَعْبَةِ حَدَثاً ، فَأُخْرِجَ عَنِ الْكَعْبَةِ
__________________
وَعَنِ الْحَرَمِ
، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ ، وَصَارَ إِلَى النَّارِ ».
١٥١٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :
سَأَلْتُهُ عَنِ
الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ : قُلْتُ لَهُ : أَفَرْقٌ بَيْنَ الْإِسْلَامِ
وَالْإِيمَانِ ؟
قَالَ : «
فَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلَهُ ؟ » قَالَ : قُلْتُ : أَوْرِدْ ذلِكَ ، قَالَ :
« مَثَلُ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ مَثَلُ الْكَعْبَةِ الْحَرَامِ مِنَ الْحَرَمِ ، قَدْ يَكُونُ فِي الْحَرَمِ
وَلَا يَكُونُ فِي الْكَعْبَةِ ، وَلَا يَكُونُ فِي الْكَعْبَةِ حَتّى يَكُونَ فِي
الْحَرَمِ ، وَقَدْ يَكُونُ مُسْلِماً وَلَا يَكُونُ مُؤْمِناً ، وَلَا يَكُونُ
مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ مُسْلِماً ».
قَالَ : قُلْتُ :
فَيُخْرِجُ مِنَ الْإِيمَانِ شَيْءٌ؟ قَالَ : « نَعَمْ ». قُلْتُ :
فَيُصَيِّرُهُ إِلى مَا ذَا؟ قَالَ : « إِلَى الْإِسْلَامِ أَوِ الْكُفْرِ ».
وَقَالَ : « لَوْ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْكَعْبَةَ ، فَأَفْلَتَ مِنْهُ بَوْلُهُ ،
__________________
أُخْرِجَ مِنَ الْكَعْبَةِ وَلَمْ يُخْرَجْ مِنَ الْحَرَمِ ، فَغَسَلَ
ثَوْبَهُ وَتَطَهَّرَ ، ثُمَّ لَمْ يُمْنَعْ أَنْ يَدْخُلَ
الْكَعْبَةَ ؛ وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْكَعْبَةَ ، فَبَالَ فِيهَا
مُعَانِداً ، أُخْرِجَ مِنَ الْكَعْبَةِ وَمِنَ الْحَرَمِ ، وَضُرِبَتْ
عُنُقُهُ ».
١٧ ـ بَابٌ
١٥١٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ
أَصْحَابِهِ ، عَنْ آدَمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ
:
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ أُنَاساً تَكَلَّمُوا فِي هذَا الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، وَذلِكَ أَنَّ
اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يَقُولُ : ( هُوَ الَّذِي
أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ
وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ
ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ
__________________
وَما
يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ )
الْآيَةَ ،
فَالْمَنْسُوخَاتُ مِنَ الْمُتَشَابِهَاتِ ، وَالْمُحْكَمَاتُ مِنَ النَّاسِخَاتِ
إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ بَعَثَ نُوحاً إِلى قَوْمِهِ : ( أَنِ اعْبُدُوا اللهَ
وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ) ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى اللهِ وَحْدَهُ ، وَأَنْ
يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، ثُمَّ بَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ عَلى
ذلِكَ إِلى أَنْ بَلَغُوا مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَدَعَاهُمْ إِلى أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ وَلَا
يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، وَقَالَ : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ
الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ
إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ
كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ
مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ) فَبَعَثَ
الْأَنْبِيَاءَ إِلى قَوْمِهِمْ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ،
وَالْإِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، فَمَنْ آمَنَ مُخْلِصاً
وَمَاتَ عَلى ذلِكَ ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِذلِكَ ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ
لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ يُعَذِّبُ
عَبْداً حَتّى يُغَلِّظَ عَلَيْهِ فِي الْقَتْلِ ، وَالْمَعَاصِي الَّتِي أَوْجَبَ
اللهُ عَلَيْهِ بِهَا النَّارَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا.
فَلَمَّا
اسْتَجَابَ لِكُلِّ نَبِيٍّ مَنِ اسْتَجَابَ لَهُ مِنْ قَوْمِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، جَعَلَ لِكُلِّ
نَبِيٍّ
__________________
مِنْهُمْ شِرْعَةً
وَمِنْهَاجاً ، وَالشِّرْعَةُ
وَالْمِنْهَاجُ سَبِيلٌ
وَسُنَّةٌ ، وَقَالَ اللهُ لِمُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إِنّا أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ) وَأَمَرَ كُلَّ
نَبِيٍّ بِالْأَخْذِ بِالسَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ ، وَكَانَ مِنَ
السَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهَا مُوسى عليهالسلام أَنْ جَعَلَ عَلَيْهِمُ السَّبْتَ ، وَكَانَ مَنْ أَعْظَمَ
السَّبْتَ وَلَمْ يَسْتَحِلَّ أَنْ يَفْعَلَ ذلِكَ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ ،
وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّهِ ، وَاسْتَحَلَّ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ مِنَ
الْعَمَلِ الَّذِي نَهَاهُ اللهُ عَنْهُ فِيهِ ، أَدْخَلَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ النَّارَ ، وَذلِكَ
حَيْثُ اسْتَحَلُّوا الْحِيتَانَ ، وَاحْتَبَسُوهَا ، وَأَكَلُوهَا يَوْمَ
السَّبْتِ ، غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَشْرَكُوا بِالرَّحْمنِ ، وَلَا شَكُّوا فِي شَيْءٍ مِمَّا
جَاءَ بِهِ مُوسى عليهالسلام ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلَقَدْ
عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا
قِرَدَةً خاسِئِينَ )
ثُمَّ بَعَثَ
اللهُ عِيسى عليهالسلام بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَالْإِقْرَارِ
بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ
__________________
اللهِ ، وَجَعَلَ
لَهُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ، فَهَدَمَتِ
السَّبْتَ الَّذِي
أُمِرُوا بِهِ أَنْ يُعْظِمُوهُ قَبْلَ ذلِكَ ، وَعَامَّةَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ
مِنَ السَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا مُوسى ، فَمَنْ
لَمْ يَتَّبِعْ سَبِيلَ عِيسى ، أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ وَإِنْ كَانَ الَّذِي جَاءَ
بِهِ النَّبِيُّونَ جَمِيعاً أَنْ لَايُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئاً.
ثُمَّ بَعَثَ
اللهُ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وَهُوَ بِمَكَّةَ ـ عَشْرَ سِنِينَ ، فَلَمْ يَمُتْ
بِمَكَّةَ فِي تِلْكَ الْعَشْرِ سِنِينَ أَحَدٌ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ
اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم رَسُولُ اللهِ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ
بِإِقْرَارِهِ ـ وَهُوَ إِيمَانُ التَّصْدِيقِ ـ وَلَمْ يُعَذِّبِ اللهُ أَحَداً مِمَّنْ
مَاتَ ـ وَهُوَ مُتَّبِعٌ لِمُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَلى ذلِكَ ـ إِلاَّ مَنْ أَشْرَكَ بِالرَّحْمنِ.
وَتَصْدِيقُ ذلِكَ
أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْزَلَ عَلَيْهِ فِي سُورَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ
بِمَكَّةَ : ( وَقَضى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ
إِيّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) إِلى قَوْلِهِ تَعَالى : ( إِنَّهُ كانَ
بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً ) أَدَبٌ وَعِظَةٌ وَتَعْلِيمٌ وَنَهْيٌ خَفِيفٌ ، وَلَمْ
يَعِدْ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَتَوَاعَدْ عَلَى اجْتِرَاحِ شَيْءٍ مِمَّا
نَهى عَنْهُ ، وَأَنْزَلَ نَهْياً عَنْ أَشْيَاءَ حَذَّرَ عَلَيْهَا ، وَلَمْ
يُغَلِّظْ فِيهَا ، وَلَمْ يَتَوَاعَدْ عَلَيْهَا.
__________________
وَقَالَ : ( وَلا
تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيّاكُمْ إِنَّ
قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً
وَساءَ سَبِيلاً وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاّ
بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا
يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ
إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ
إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا
بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً وَلا تَقْفُ ما
لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ
عَنْهُ مَسْؤُلاً وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ
الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ
رَبِّكَ مَكْرُوهاً ذلِكَ مِمّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا
تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً )
وَأَنْزَلَ فِي ( وَاللَّيْلِ
إِذا يَغْشى ) : ( فَأَنْذَرْتُكُمْ
ناراً تَلَظّى لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلّى ) فَهذَا مُشْرِكٌ.
وَأَنْزَلَ فِي ( إِذَا
السَّماءُ انْشَقَّتْ ) : ( وَأَمّا مَنْ أُوتِيَ
كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً وَيَصْلى سَعِيراً إِنَّهُ
كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلى ) فَهذَا مُشْرِكٌ.
وَأَنْزَلَ فِي « تَبَارَكَ » : ( كُلَّما
أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا
بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ ) فَهؤُلَاءِ
مُشْرِكُونَ.
وَأَنْزَلَ فِي «
الْوَاقِعَةِ » : ( وَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ
الضّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) فَهؤُلَاءِ
مُشْرِكُونَ.
وَأَنْزَلَ فِي «
الْحَاقَّةِ » : ( وَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ
فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ يا
لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ ) إِلى قَوْلِهِ : ( إِنَّهُ
كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ
__________________
الْعَظِيمِ
) فَهذَا مُشْرِكٌ.
وَأَنْزَلَ فِي «
طسم » : ( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ وَقِيلَ
لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ ) ( دُونِ
اللهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ
وَالْغاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ) جُنُودُ إِبْلِيسَ
ذُرِّيَّتُهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ.
وَقَوْلُهُ : ( وَما
أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ ) يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ اقْتَدَوْا بِهِمْ
هؤُلَاءِ ، فَاتَّبَعُوهُمْ عَلى شِرْكِهِمْ ، وَهُمْ قَوْمُ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم لَيْسَ فِيهِمْ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارى أَحَدٌ.
وَتَصْدِيقُ ذلِكَ
قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ
قَوْمُ نُوحٍ ) ، ( كَذَّبَ
أَصْحابُ الْأَيْكَةِ ) ، ( كَذَّبَتْ قَوْمُ
لُوطٍ ) لَيْسَ فِيهِمُ الْيَهُودُ الَّذِينَ قَالُوا : ( عُزَيْرٌ
ابْنُ اللهِ ) ، وَلَا النَّصَارَى الَّذِينَ قَالُوا : (
الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ) سَيُدْخِلُ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى النَّارَ ،
وَيُدْخِلُ كُلَّ قَوْمٍ بِأَعْمَالِهِمْ.
وَقَوْلُهُمْ : ( وَما
أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ ) إِذْ دَعَوْنَا إِلى سَبِيلِهِمْ ذلِكَ قَوْلُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهِمْ
حِينَ جَمَعَهُمْ إِلَى النَّارِ : ( قالَتْ أُخْراهُمْ
لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ
__________________
عَذاباً
ضِعْفاً مِنَ النّارِ ) وَقَوْلُهُ : ( كُلَّما دَخَلَتْ
أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتّى إِذَا ادّارَكُوا فِيها جَمِيعاً ) بَرِئَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، وَلَعَنَ بَعْضُهُمْ
بَعْضاً ، يُرِيدُ بَعْضُهُمْ أَنْ يَحُجَّ بَعْضاً رَجَاءَ الْفَلْجِ ، فَيُفْلِتُوا مِنْ عَظِيمِ مَا
نَزَلَ بِهِمْ ، وَلَيْسَ بِأَوَانِ بَلْوى ، وَلَا اخْتِبَارٍ ، وَلَا قَبُولِ
مَعْذِرَةٍ ، وَلَاتَ حِينَ نَجَاةٍ ، وَالْآيَاتُ وَأَشْبَاهُهُنَّ
مِمَّا نَزَلَ بِهِ بِمَكَّةَ ، وَلَا يُدْخِلُ اللهُ النَّارَ إِلاَّ
مُشْرِكاً.
فَلَمَّا أَذِنَ
اللهُ لِمُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم فِي الْخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، بَنَى
الْإِسْلَامَ عَلى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ
مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَحِجِّ
الْبَيْتِ ، وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْحُدُودَ
وَقِسْمَةَ الْفَرَائِضِ ، وَأَخْبَرَهُ بِالْمَعَاصِي الَّتِي أَوْجَبَ
اللهُ عَلَيْهَا وَبِهَا النَّارَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا.
وَأَنْزَلَ فِي
بَيَانِ الْقَاتِلِ : ( وَمَنْ يَقْتُلْ
مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ
__________________
اللهُ
عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً ) وَلَا يَلْعَنُ اللهُ مُؤْمِناً ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ : ( إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ
لَهُمْ سَعِيراً خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً ) وَكَيْفَ يَكُونُ
فِي الْمَشِيئَةِ وَقَدْ أَلْحَقَ بِهِ ـ حِينَ جَزَاهُ جَهَنَّمَ ـ الْغَضَبَ
وَاللَّعْنَةَ ، وَ قَدْ بَيَّنَ ذلِكَ مَنِ الْمَلْعُونُونَ فِي كِتَابِهِ.
وَأَنْزَلَ فِي
مَالِ الْيَتِيمِ مَنْ أَكَلَهُ ظُلْماً : ( إِنَّ الَّذِينَ
يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ
ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) وَذلِكَ أَنَّ آكِلَ مَالِ الْيَتِيمِ يَجِيءُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَالنَّارُ تَلْتَهِبُ فِي بَطْنِهِ حَتّى يَخْرُجَ لَهَبُ النَّارِ مِنْ فِيهِ
يَعْرِفُهُ أَهْلُ الْجَمْعِ أَنَّهُ آكِلُ مَالِ الْيَتِيمِ.
وَأَنْزَلَ فِي
الْكَيْلِ : ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ) وَلَمْ يَجْعَلِ
الْوَيْلَ لِأَحَدٍ حَتّى يُسَمِّيَهُ كَافِراً ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَوَيْلٌ
لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ )
وَأَنْزَلَ فِي
الْعَهْدِ : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ
وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا
يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا
يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) وَالْخَلَاقُ
__________________
النَّصِيبُ ،
فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الْآخِرَةِ ، فَبِأَيِّ شَيْءٍ
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟
وَأَنْزَلَ
بِالْمَدِينَةِ : ( الزّانِي لا يَنْكِحُ إِلاّ زانِيَةً أَوْ
مُشْرِكَةً وَالزّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) فَلَمْ يُسَمِّ اللهُ الزَّانِيَ مُؤْمِناً وَلَا
الزَّانِيَةَ مُؤْمِنَةً ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ لَيْسَ يَمْتَرِي فِيهِ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنَّهُ قَالَ ـ : لَايَزْنِي
الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ
وَهُوَ مُؤْمِنٌ ؛ فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذلِكَ ، خُلِعَ عَنْهُ الْإِيمَانُ
كَخَلْعِ الْقَمِيصِ.
وَنَزَلَ بِالْمَدِينَةِ :
( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ
لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا
تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ إِلاَّ الَّذِينَ
تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فَبَرَّأَهُ اللهُ ـ مَا
كَانَ مُقِيماً عَلَى الْفِرْيَةِ ـ مِنْ أَنْ يُسَمّى بِالْإِيمَانِ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ : ( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً
لا يَسْتَوُونَ ) وَجَعَلَهُ اللهُ مُنَافِقاً ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ
: ( إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) وَجَعَلَهُ اللهُ
ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ أَوْلِيَاءِ إِبْلِيسَ ؛ قَالَ : ( إِلاّ
إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ
__________________
رَبِّهِ
) وَجَعَلَهُ مَلْعُوناً ، فَقَالَ : ( إِنَّ الَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا
وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ
وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) وَلَيْسَتْ
تَشْهَدُ الْجَوَارِحُ عَلى مُؤْمِنٍ ، إِنَّمَا تَشْهَدُ عَلى مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ
كَلِمَةُ الْعَذَابِ ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ ، فَيُعْطى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ؛
قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( ( فأما من )
أُوتِيَ
كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً
)
وَسُورَةُ
النُّورِ أُنْزِلَتْ بَعْدَ سُورَةِ النِّسَاءِ ؛ وَتَصْدِيقُ ذلِكَ أَنَّ
اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْزَلَ عَلَيْهِ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ : ( وَاللاّتِي
يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ
مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا
فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتّى يَتَوَفّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ
اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ) وَالسَّبِيلُ الَّذِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( سُورَةٌ
أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ
جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ ) ».
__________________
١٥١٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قِيلَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كَانَ مُؤْمِناً؟ قَالَ : فَأَيْنَ فَرَائِضُ اللهِ؟ »
قَالَ :
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « كَانَ عَلِيٌّ عليهالسلام يَقُولُ : لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ كَلَاماً ، لَمْ
يَنْزِلْ فِيهِ صَوْمٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ ».
قَالَ : وَقُلْتُ
لِأَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام : إِنَّ عِنْدَنَا قَوْماً يَقُولُونَ : إِذَا شَهِدَ أَنْ
لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ.
قَالَ : « فَلِمَ
يُضْرَبُونَ الْحُدُودَ؟ وَلِمَ تُقْطَعُ أَيْدِيهِمْ؟ وَمَا خَلَقَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلْقاً
أَكْرَمَ عَلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنَ الْمُؤْمِنِ ؛ لِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ خُدَّامُ الْمُؤْمِنِينَ ،
وَأَنَّ جِوَارَ
__________________
اللهِ
لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنَّ الْحُورَ
الْعِينَ لِلْمُؤْمِنِينَ ». ثُمَّ قَالَ : « فَمَا بَالُ مَنْ جَحَدَ
الْفَرَائِضَ كَانَ كَافِراً؟ ».
١٥٢٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ سَلاَّمٍ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنِ الْإِيمَانِ ، فَقَالَ : « الْإِيمَانُ
أَنْ يُطَاعَ اللهُ ، فَلَا يُعْصى ».
١٨ ـ بَابٌ فِي أَنَّ
الْإِيمَانَ مَبْثُوثٌ لِجَوَارِحِ
الْبَدَنِ
كُلِّهَا
١٥٢١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَكْرِ
بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الزُّبَيْرِيُّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَيُّهَا الْعَالِمُ ،
أَخْبِرْنِي أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ؟
__________________
قَالَ : « مَا
لَايَقْبَلُ اللهُ
شَيْئاً إِلاَّ بِهِ ».
قُلْتُ : وَمَا
هُوَ؟
قَالَ : « الْإِيمَانُ
بِاللهِ ـ الَّذِي لَا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ـ أَعْلَى الْأَعْمَالِ دَرَجَةً ،
وَأَشْرَفُهَا مَنْزِلَةً ، وَأَسْنَاهَا حَظّاً ».
قَالَ : قُلْتُ :
أَلَاتُخْبِرُنِي عَنِ الْإِيمَانِ : أَقَوْلٌ هُوَ وَعَمَلٌ ، أَمْ قَوْلٌ بِلَا
عَمَلٍ؟
فَقَالَ : «
الْإِيمَانُ عَمَلٌ كُلُّهُ ، وَالْقَوْلُ بَعْضُ ذلِكَ الْعَمَلِ بِفَرْضٍ مِنَ اللهِ
بَيِّنٍ فِي كِتَابِهِ ، وَاضِحٍ نُورُهُ ، ثَابِتَةٍ حُجَّتُهُ ،
يَشْهَدُ لَهُ بِهِ الْكِتَابُ ، وَيَدْعُوهُ إِلَيْهِ ».
قَالَ : قُلْتُ : صِفْهُ لِي
جُعِلْتُ فِدَاكَ ، حَتّى أَفْهَمَهُ.
قَالَ : «
الْإِيمَانُ حَالَاتٌ وَدَرَجَاتٌ وَطَبَقَاتٌ وَمَنَازِلُ ؛ فَمِنْهُ
التَّامُّ الْمُنْتَهِي تَمَامُهُ ، وَمِنْهُ النَّاقِصُ الْبَيِّنُ
نُقْصَانُهُ ، وَمِنْهُ الرَّاجِحُ الزَّائِدُ رُجْحَانُهُ ».
قُلْتُ : إِنَّ
الْإِيمَانَ لَيَتِمُّ وَيَنْقُصُ وَيَزِيدُ؟
قَالَ : « نَعَمْ
». قُلْتُ : كَيْفَ ذلِكَ ؟ قَالَ : « لِأَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ فَرَضَ
الْإِيمَانَ عَلى جَوَارِحِ ابْنِ آدَمَ ، وَقَسَّمَهُ عَلَيْهَا ، وَفَرَّقَهُ
فِيهَا ؛ فَلَيْسَ مِنْ جَوَارِحِهِ جَارِحَةٌ إِلاَّ وَقَدْ
__________________
وُكِّلَتْ مِنَ
الْإِيمَانِ بِغَيْرِ مَا وُكِّلَتْ بِهِ
أُخْتُهَا ، فَمِنْهَا
قَلْبُهُ الَّذِي بِهِ يَعْقِلُ وَيَفْقَهُ وَيَفْهَمُ ، وَهُوَ أَمِيرُ بَدَنِهِ
الَّذِي لَاتَرِدُ الْجَوَارِحُ وَلَا تَصْدُرُ إِلاَّ عَنْ
رَأْيِهِ وَأَمْرِهِ ، وَمِنْهَا عَيْنَاهُ اللَّتَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا ،
وَأُذُنَاهُ اللَّتَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا ، وَيَدَاهُ اللَّتَانِ يَبْطِشُ بِهِمَا ،
وَرِجْلَاهُ اللَّتَانِ يَمْشِي بِهِمَا ، وَفَرْجُهُ الَّذِي الْبَاهُ مِنْ قِبَلِهِ ،
وَلِسَانُهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ ، وَرَأْسُهُ الَّذِي فِيهِ وَجْهُهُ ،
فَلَيْسَ مِنْ هذِهِ جَارِحَةٌ إِلاَّ وَ قَدْ وُكِّلَتْ مِنَ الْإِيمَانِ بِغَيْرِ مَا وُكِّلَتْ
بِهِ أُخْتُهَا بِفَرْضٍ مِنَ اللهِ تَبَارَكَ اسْمُهُ يَنْطِقُ بِهِ الْكِتَابُ
لَهَا وَيَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهَا.
فَفَرَضَ عَلَى الْقَلْبِ
غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى السَّمْعِ ، وَفَرَضَ عَلَى السَّمْعِ غَيْرَ مَا فَرَضَ
عَلَى الْعَيْنَيْنِ ، وَفَرَضَ عَلَى الْعَيْنَيْنِ غَيْرَ مَا
فَرَضَ عَلَى اللِّسَانِ ، وَفَرَضَ عَلَى اللِّسَانِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى
الْيَدَيْنِ ، وَفَرَضَ عَلَى الْيَدَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ
، وَفَرَضَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْفَرْجِ ، وَفَرَضَ
عَلَى الْفَرْجِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْوَجْهِ.
فَأَمَّا مَا
فَرَضَ عَلَى الْقَلْبِ مِنَ الْإِيمَانِ ، فَالْإِقْرَارُ وَالْمَعْرِفَةُ
وَالْعَقْدُ وَالرِّضَا وَالتَّسْلِيمُ بِأَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ
لَاشَرِيكَ لَهُ ، إِلهاً وَاحِداً لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً
__________________
وَلَا وَلَداً ،
وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ وَالْإِقْرَارُ
بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللهِ مِنْ نَبِيٍّ أَوْ كِتَابٍ.
فَذلِكَ مَا
فَرَضَ اللهُ عَلَى الْقَلْبِ مِنَ الْإِقْرَارِ وَالْمَعْرِفَةِ وَهُوَ عَمَلُهُ
، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ
وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً ) وَقَالَ : ( أَلا
بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) وَقَالَ : ( الَّذِينَ قالُوا
آمَنّا
بِأَفْواهِهِمْ
وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ) وَقَالَ : ( وَإِنْ تُبْدُوا ما
فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ
يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ ) فَذلِكَ مَا فَرَضَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَى
الْقَلْبِ مِنَ الْإِقْرَارِ وَالْمَعْرِفَةِ ، وَهُوَ عَمَلُهُ ، وَهُوَ رَأْسُ
الْإِيمَانِ.
وَفَرَضَ اللهُ
عَلَى اللِّسَانِ الْقَوْلَ وَالتَّعْبِيرَ عَنِ الْقَلْبِ بِمَا عَقَدَ عَلَيْهِ وَأَقَرَّ بِهِ ؛
قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( وَقُولُوا لِلنّاسِ
حُسْناً ) قَالَ : قُولُوا آمَنّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنا
وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ » فَهذَا مَا
فَرَضَ اللهُ عَلَىاللِّسَانِ وَهُوَ عَمَلُهُ.
__________________
وَفَرَضَ عَلَى
السَّمْعِ أَنْ يَتَنَزَّهَ عَنِ الِاسْتِمَاعِ إِلى مَا حَرَّمَ اللهُ ، وَأَنْ يُعْرِضَ عَمَّا لَا يَحِلُّ لَهُ مِمَّا
نَهَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَنْهُ ، وَالْإِصْغَاءِ إِلى مَا أَسْخَطَ اللهَ
عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَالَ فِي ذلِكَ : ( وَقَدْ نَزَّلَ
عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها
وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ
غَيْرِهِ ) ثُمَّ اسْتَثْنَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَوْضِعَ
النِّسْيَانِ ، فَقَالَ : ( وَإِمّا
يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ
الظّالِمِينَ ) وَقَالَ : ( فَبَشِّرْ عِبادِ
الَّذِينَ
يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ
اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ ) وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( قَدْ
أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ
هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ ) وَقَالَ : ( وَإِذا
سَمِعُوا اللَّغْوَ
أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ ) وَقَالَ : ( وَإِذا
مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً ) فَهذَا مَا فَرَضَ اللهُ عَلَى السَّمْعِ مِنَ الْإِيمَانِ
أَنْ لَايُصْغِيَ إِلى مَا لَايَحِلُّ لَهُ ، وَهُوَ عَمَلُهُ ، وَهُوَ مِنَ
الْإِيمَانِ.
وَفَرَضَ عَلَى
الْبَصَرِ أَنْ لَايَنْظُرَ إِلى مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ ، وَأَنْ يُعْرِضَ
عَمَّا نَهَى اللهُ عَنْهُ مِمَّا لَايَحِلُّ لَهُ ، وَهُوَ عَمَلُهُ ، وَهُوَ
مِنَ الْإِيمَانِ ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ
يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) ، فَنَهَاهُمْ أَنْ يَنْظُرُوا
إِلى
__________________
عَوْرَاتِهِمْ ، وَأَنْ يَنْظُرَ الْمَرْءُ إِلى فَرْجِ أَخِيهِ ،
وَيَحْفَظَ فَرْجَهُ أَنْ يُنْظَرَ إِلَيْهِ ، وَ قَالَ : ( وَقُلْ
لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) مِنْ أَنْ
تَنْظُرَ إِحْدَاهُنَّ إِلى فَرْجِ أُخْتِهَا ، وَتَحْفَظَ فَرْجَهَا مِنْ أَنْ
يُنْظَرَ إِلَيْهَا ـ وَقَالَ ـ : كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنْ حِفْظِ الْفَرْجِ
فَهُوَ مِنْ الزِّنى إِلاَّ هذِهِ الْآيَةَ ؛ فَإِنَّهَا مِنَ النَّظَرِ.
ثُمَّ نَظَمَ مَا
فَرَضَ عَلَى الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ فِي آيَةٍ أُخْرى
، فَقَالَ : ( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ
عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) يَعْنِي
بِالْجُلُودِ الْفُرُوجَ وَالْأَفْخَاذَ ، وَقَالَ : ( وَلا تَقْفُ ما
لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ
كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) فَهذَا مَا فَرَضَ اللهُ عَلَى الْعَيْنَيْنِ مِنْ غَضِّ
الْبَصَرِ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُوَ عَمَلُهُمَا ، وَهُوَ مِنَ الْإِيمَانِ.
وَفَرَضَ اللهُ عَلَى
الْيَدَيْنِ أَنْ لَايَبْطِشَ بِهِمَا إِلى مَا حَرَّمَ اللهُ ، وَأَنْ يَبْطِشَ
__________________
بِهِمَا إِلى مَا
أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَفَرَضَ عَلَيْهِمَا مِنَ الصَّدَقَةِ وَصِلَةِ
الرَّحِمِ
وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ
اللهِ وَالطَّهُورِ لِلصَّلَاةِ ، فَقَالَ : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ
وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى
الْكَعْبَيْنِ ) وَقَالَ : ( فَإِذا لَقِيتُمُ
الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا
الْوَثاقَ فَإِمّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمّا فِداءً حَتّى تَضَعَ الْحَرْبُ
أَوْزارَها ) فَهذَا مَا فَرَضَ اللهُ عَلَى الْيَدَيْنِ ؛ لِأَنَّ
الضَّرْبَ مِنْ عِلَاجِهِمَا.
وَفَرَضَ عَلَى
الرِّجْلَيْنِ أَنْ لَايَمْشِيَ بِهِمَا إِلى شَيْءٍ مِنْ مَعَاصِي اللهِ ،
وَفَرَضَ عَلَيْهِمَا الْمَشْيَ إِلى مَا يُرْضِي اللهَ عَزَّ
وَجَلَّ ، فَقَالَ : ( وَلا تَمْشِ فِي
الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ
طُولاً ) وَقَالَ : ( وَاقْصِدْ فِي
مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ
) وَقَالَ ـ فِيمَا شَهِدَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ عَلى أَنْفُسِهِمَا ، وَعَلى أَرْبَابِهِمَا مِنْ
تَضْيِيعِهِمَا لِمَا أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ ، وَفَرَضَهُ
عَلَيْهِمَا ـ : ( الْيَوْمَ
نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ
بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) فَهذَا أَيْضاً مِمَّا فَرَضَ اللهُ عَلَى الْيَدَيْنِ وَعَلَى
الرِّجْلَيْنِ ، وَهُوَ عَمَلُهُمَا ، وَهُوَ مِنَ الْإِيمَانِ.
__________________
وَفَرَضَ عَلَى الْوَجْهِ السُّجُودَ لَهُ بِاللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ فِي مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ ، فَقَالَ : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا
الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) فَهذِهِ فَرِيضَةٌ جَامِعَةٌ عَلَى الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ
وَالرِّجْلَيْنِ ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : ( وَأَنَّ الْمَساجِدَ
لِلّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) وَقَالَ فِيمَا فَرَضَ عَلَى الْجَوَارِحِ مِنَ الطَّهُورِ وَالصَّلَاةِ بِهَا
وَذلِكَ أَنَّ
__________________
اللهَ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ لَمَّا صَرَفَ نَبِيَّهُ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِلَى الْكَعْبَةِ عَنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما كانَ
اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ) فَسَمَّى
الصَّلَاةَ إِيمَاناً ، فَمَنْ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَافِظاً لِجَوَارِحِهِ
، مُوفِياً كُلَّ جَارِحَةٍ مِنْ جَوَارِحِهِ مَا فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ
عَلَيْهَا ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مُسْتَكْمِلاً لِإِيمَانِهِ وَهُوَ مِنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ ؛ وَمَنْ خَانَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا أَوْ تَعَدّى مَا أَمَرَ اللهُ
عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ نَاقِصَ الْإِيمَانِ ».
قُلْتُ : قَدْ
فَهِمْتُ نُقْصَانَ الْإِيمَانِ وَتَمَامَهُ ، فَمِنْ أَيْنَ جَاءَتْ زِيَادَتُهُ؟
فَقَالَ : «
قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَإِذا ما أُنْزِلَتْ
سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا
الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا
الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ ) وَقَالَ : ( نَحْنُ
نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
وَزِدْناهُمْ هُدىً ) وَلَوْ كَانَ كُلُّهُ وَاحِداً ، لَازِيَادَةَ فِيهِ وَلَا
نُقْصَانَ ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ فَضْلٌ عَلَى الْآخَرِ ، وَلَاسْتَوَتِ
النِّعَمُ فِيهِ ، وَلَاسْتَوَى النَّاسُ ، وَبَطَلَ التَّفْضِيلُ ، وَلكِنْ بِتَمَامِ
الْإِيمَانِ دَخَلَ الْمُؤْمِنُونَ الْجَنَّةَ ، وَبِالزِّيَادَةِ فِي الْإِيمَانِ
تَفَاضَلَ الْمُؤْمِنُونَ بِالدَّرَجَاتِ عِنْدَ اللهِ ،
وَبِالنُّقْصَانِ دَخَلَ الْمُفَرِّطُونَ النَّارَ ».
__________________
١٥٢٢ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ النَّضْرِ
بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنِ الْحَسَنِ
بْنِ هَارُونَ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « ( إِنَّ السَّمْعَ
وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) » قَالَ : «
يُسْأَلُ السَّمْعُ عَمَّا سَمِعَ ، وَالْبَصَرُ عَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ ، وَالْفُؤَادُ
عَمَّا عَقَدَ عَلَيْهِ ».
١٥٢٣ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ
الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ أَوْ غَيْرِهِ ، عَنِ
الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْإِيمَانِ ، فَقَالَ : « شَهَادَةُ
أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ،
__________________
وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَمَا اسْتَقَرَّ فِي
الْقُلُوبِ مِنَ التَّصْدِيقِ بِذلِكَ ».
قَالَ : قُلْتُ :
الشَّهَادَةُ أَلَيْسَتْ عَمَلاً؟ قَالَ : « بَلى ». قُلْتُ : الْعَمَلُ مِنَ الْإِيمَانِ؟
قَالَ : « نَعَمْ ، الْإِيمَانُ لَايَكُونُ إِلاَّ بِعَمَلٍ ، وَالْعَمَلُ مِنْهُ
، وَلَا يَثْبُتُ الْإِيمَانُ إِلاَّ بِعَمَلٍ ».
١٥٢٤ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ،
عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا الْإِسْلَامُ؟
فَقَالَ : « دِينُ اللهِ
اسْمُهُ الْإِسْلَامُ ، وَهُوَ دِينُ اللهِ قَبْلَ أَنْ تَكُونُوا حَيْثُ كُنْتُمْ
، وَبَعْدَ أَنْ تَكُونُوا ، فَمَنْ أَقَرَّ بِدِينِ اللهِ فَهُوَ مُسْلِمٌ ؛ وَمَنْ عَمِلَ
بِمَا أَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ».
١٥٢٥ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ
__________________
أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ
بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ
الْحُرِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ
أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، فَقَالَ لَهُ سَلاَّمٌ : إِنَّ خَيْثَمَةَ ابْنَ أَبِي خَيْثَمَةَ يُحَدِّثُنَا
عَنْكَ أَنَّهُ سَأَلَكَ عَنِ الْإِسْلَامِ ، فَقُلْتَ لَهُ : إِنَّ
الْإِسْلَامَ مَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا ، وَشَهِدَ شَهَادَتَنَا ، وَنَسَكَ نُسُكَنَا
، وَوَالى وَلِيَّنَا ، وَعَادى عَدُوَّنَا ؛ فَهُوَ مُسْلِمٌ؟ فَقَالَ : « صَدَقَ خَيْثَمَةُ ».
قُلْتُ : وَسَأَلَكَ
عَنِ الْإِيمَانِ ، فَقُلْتَ : الْإِيمَانُ بِاللهِ ، وَالتَّصْدِيقُ بِكِتَابِ
اللهِ ، وَأَنْ لَا يُعْصَى اللهُ ؟ فَقَالَ : « صَدَقَ خَيْثَمَةُ ».
__________________
١٥٢٦ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنِ الْإِيمَانِ ، فَقَالَ : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ
إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ».
قَالَ : قُلْتُ :
أَلَيْسَ هذَا عَمَلٌ ؟ قَالَ : « بَلى ». قُلْتُ : فَالْعَمَلُ مِنَ الْإِيمَانِ؟
قَالَ : « لَا يَثْبُتُ لَهُ الْإِيمَانُ إِلاَّ بِالْعَمَلِ ، وَالْعَمَلُ مِنْهُ
».
١٥٢٧ / ٧. بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُيَسِّرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو النَّصِيبِيِّ ، قَالَ :
سَأَلَ رَجُلٌ
الْعَالِمَ عليهالسلام ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْعَالِمُ ، أَخْبِرْنِي أَيُّ الْأَعْمَالِ
أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ؟
قَالَ : « مَا
لَايُقْبَلُ عَمَلٌ إِلاَّ بِهِ » فَقَالَ : وَمَا ذلِكَ قَالَ : «
الْإِيمَانُ بِاللهِ الَّذِي
__________________
هُوَ أَعْلَى الْأَعْمَالِ دَرَجَةً ، وَأَسْنَاهَا حَظّاً ، وَأَشْرَفُهَا
مَنْزِلَةً ».
قُلْتُ : أَخْبِرْنِي
عَنِ الْإِيمَانِ : أَقَوْلٌ وَعَمَلٌ ، أَمْ قَوْلٌ بِلَا عَمَلٍ؟
قَالَ : «
الْإِيمَانُ عَمَلٌ كُلُّهُ ، وَالْقَوْلُ بَعْضُ ذلِكَ الْعَمَلِ ، بِفَرْضٍ مِنَ اللهِ ،
بَيَّنَهُ فِي كِتَابِهِ ، وَاضِحٍ نُورُهُ ، ثَابِتَةٍ حُجَّتُهُ ،
يَشْهَدُ بِهِ الْكِتَابُ ، وَيَدْعُو إِلَيْهِ ».
قُلْتُ : صِفْ لِي
ذلِكَ حَتّى أَفْهَمَهُ.
فَقَالَ : « إِنَّ
الْإِيمَانَ حَالَاتٌ وَدَرَجَاتٌ وَطَبَقَاتٌ وَمَنَازِلُ ، فَمِنْهُ
التَّامُّ الْمُنْتَهِي تَمَامُهُ ، وَمِنْهُ النَّاقِصُ الْمُنْتَهِي نُقْصَانُهُ
، وَمِنْهُ الزَّائِدُ الرَّاجِحُ زِيَادَتُهُ ».
قُلْتُ : وَإِنَّ الْإِيمَانَ
لَيَتِمُّ وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ ؟ قَالَ : « نَعَمْ ». قُلْتُ : وَ كَيْفَ ذلِكَ؟
قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ فَرَضَ الْإِيمَانَ عَلى جَوَارِحِ بَنِي
آدَمَ ، وَقَسَّمَهُ عَلَيْهَا ، وَفَرَّقَهُ عَلَيْهَا ؛ فَلَيْسَ مِنْ
جَوَارِحِهِمْ جَارِحَةٌ إِلاَّ وَهِيَ مُوَكَّلَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ بِغَيْرِ مَا وُكِّلَتْ بِهِ
أُخْتُهَا ، فَمِنْهَا قَلْبُهُ الَّذِي بِهِ يَعْقِلُ وَيَفْقَهُ وَيَفْهَمُ ،
وَهُوَ أَمِيرُ بَدَنِهِ الَّذِي لَاتُورَدُ
__________________
الْجَوَارِحُ
وَلَا تَصْدُرُ إِلاَّ عَنْ رَأْيِهِ وَأَمْرِهِ ، وَمِنْهَا يَدَاهُ اللَّتَانِ
يَبْطِشُ بِهِمَا ، وَرِجْلَاهُ اللَّتَانِ يَمْشِي بِهِمَا ، وَفَرْجُهُ الَّذِي
الْبَاهُ مِنْ قِبَلِهِ ، وَلِسَانُهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ الْكِتَابُ ، وَيَشْهَدُ بِهِ
عَلَيْهَا ، وَعَيْنَاهُ اللَّتَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا ، وَأُذُنَاهُ اللَّتَانِ
يَسْمَعُ بِهِمَا.
وَفَرَضَ عَلَى
الْقَلْبِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى اللِّسَانِ ، وَفَرَضَ عَلَى اللِّسَانِ غَيْرَ
مَا فَرَضَ عَلَى الْعَيْنَيْنِ ، وَفَرَضَ عَلَى الْعَيْنَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ
عَلَى السَّمْعِ ، وَفَرَضَ عَلَى السَّمْعِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْيَدَيْنِ
، وَفَرَضَ عَلَى الْيَدَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ ، وَفَرَضَ
عَلَى الرِّجْلَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْفَرْجِ ، وَفَرَضَ عَلَى
الْفَرْجِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْوَجْهِ.
فَأَمَّا مَا فَرَضَ عَلَى
الْقَلْبِ مِنَ الْإِيمَانِ ، فَالْإِقْرَارُ وَالْمَعْرِفَةُ وَالتَّصْدِيقُ
وَالتَّسْلِيمُ وَالْعَقْدُ وَالرِّضَا بِأَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ
لَاشَرِيكَ لَهُ ، أَحَداً صَمَداً ، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً ، وَأَنَّ
مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ».
١٥٢٨ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ،
عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصِ بْنِ خَارِجَةَ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ ـ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قَوْلِ
__________________
الْمُرْجِئَةِ فِي الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ ، وَقَالَ : إِنَّهُمْ
يَحْتَجُّونَ عَلَيْنَا ، وَيَقُولُونَ : كَمَا أَنَّ الْكَافِرَ عِنْدَنَا هُوَ
الْكَافِرُ عِنْدَ اللهِ ، فَكَذلِكَ نَجِدُ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَقَرَّ
بِإِيمَانِهِ أَنَّهُ عِنْدَ اللهِ مُؤْمِنٌ ـ فَقَالَ : « سُبْحَانَ اللهِ!
وَكَيْفَ يَسْتَوِي هذَانِ؟! وَالْكُفْرُ إِقْرَارٌ مِنَ الْعَبْدِ
، فَلَا يُكَلَّفُ بَعْدَ إِقْرَارِهِ بِبَيِّنَةٍ ، وَالْإِيمَانُ دَعْوًى
لَايَجُوزُ إِلاَّ بِبَيِّنَةٍ ، وَبَيِّنَتُهُ عَمَلُهُ وَنِيَّتُهُ
، فَإِذَا اتَّفَقَا فَالْعَبْدُ عِنْدَ اللهِ مُؤْمِنٌ ، وَالْكُفْرُ مَوْجُودٌ
بِكُلِّ جِهَةٍ مِنْ هذِهِ الْجِهَاتِ الثَّلَاثِ : مِنْ نِيَّةٍ ، أَوْ قَوْلٍ ،
أَوْ عَمَلٍ ، وَالْأَحْكَامُ تَجْرِي عَلَى الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ ، فَمَا
أَكْثَرَ مَنْ يَشْهَدُ لَهُ الْمُؤْمِنُونَ بِالْإِيمَانِ ، وَيَجْرِي عَلَيْهِ
أَحْكَامُ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ عِنْدَ اللهِ كَافِرٌ ، وَقَدْ أَصَابَ مَنْ
أَجْرى عَلَيْهِ أَحْكَامَ الْمُؤْمِنِينَ بِظَاهِرِ قَوْلِهِ وَعَمَلِهِ ».
١٩ ـ بَابُ السَّبْقِ إِلَى الْإِيمَانِ
١٥٢٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَكْرِ
بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو
الزُّبَيْرِيُّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّ لِلْإِيمَانِ دَرَجَاتٍ
وَمَنَازِلَ
__________________
يَتَفَاضَلُ الْمُؤْمِنُونَ فِيهَا عِنْدَ اللهِ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».
قُلْتُ : صِفْهُ لِي ـ رَحِمَكَ اللهُ ـ حَتّى أَفْهَمَهُ.
قَالَ : « إِنَّ اللهَ
سَبَّقَ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا يُسَبَّقُ بَيْنَ الْخَيْلِ يَوْمَ
الرِّهَانِ ، ثُمَّ فَضَّلَهُمْ عَلى دَرَجَاتِهِمْ فِي السَّبْقِ
إِلَيْهِ ، فَجَعَلَ كُلَّ امْرِىً مِنْهُمْ عَلى دَرَجَةِ سَبْقِهِ ، لَايَنْقُصُهُ
فِيهَا مِنْ حَقِّهِ ، وَلَا يَتَقَدَّمُ مَسْبُوقٌ سَابِقاً ، وَلَا مَفْضُولٌ
فَاضِلاً ، تَفَاضَلَ بِذلِكَ أَوَائِلُ هذِهِ الْأُمَّةِ وَ أَوَاخِرُهَا ، وَلَوْ لَمْ
يَكُنْ لِلسَّابِقِ إِلَى الْإِيمَانِ فَضْلٌ عَلَى الْمَسْبُوقِ ، إِذاً لَلَحِقَ آخِرُ
هذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا ، نَعَمْ ، وَلَتَقَدَّمُوهُمْ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِمَنْ سَبَقَ
إِلَى الْإِيمَانِ الْفَضْلُ عَلى مَنْ أَبْطَأَ عَنْهُ ، وَلكِنْ بِدَرَجَاتِ
الْإِيمَانِ قَدَّمَ اللهُ السَّابِقِينَ ، وَبِالْإِبْطَاءِ عَنِ الْإِيمَانِ
أَخَّرَ اللهُ الْمُقَصِّرِينَ ؛ لِأَنَّا نَجِدُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ
الْآخِرِينَ مَنْ هُوَ أَكْثَرُ عَمَلاً مِنَ الْأَوَّلِينَ ، وَأَكْثَرُهُمْ
صَلَاةً وَصَوْماً وَحَجّاً وَزَكَاةً وَجِهَاداً وَإِنْفَاقاً ،
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ سَوَابِقُ يَفْضُلُ بِهَا الْمُؤْمِنُونَ بَعْضُهُمْ
بَعْضاً عِنْدَ اللهِ ، لَكَانَ الْآخِرُونَ بِكَثْرَةِ الْعَمَلِ مُقَدَّمِينَ عَلَى
الْأَوَّلِينَ ، وَلكِنْ أَبَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يُدْرِكَ آخِرُ
دَرَجَاتِ الْإِيمَانِ أَوَّلَهَا ، وَيُقَدَّمَ فِيهَا مَنْ أَخَّرَ اللهُ ، أَوْ
يُؤَخَّرَ فِيهَا مَنْ قَدَّمَ اللهُ ».
قُلْتُ :
أَخْبِرْنِي عَمَّا نَدَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيْهِ مِنَ
الِاسْتِبَاقِ إِلَى الْإِيمَانِ.
__________________
فَقَالَ : «
قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( سابِقُوا إِلى
مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ) وَ قَالَ : ( وَالسّابِقُونَ
السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) وَ قَالَ : ( وَالسّابِقُونَ
الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ
بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ) فَبَدَأَ بِالْمُهَاجِرِينَ
الْأَوَّلِينَ عَلى دَرَجَةِ سَبْقِهِمْ ، ثُمَّ ثَنّى بِالْأَنْصَارِ ، ثُمَّ
ثَلَّثَ بِالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ ، فَوَضَعَ كُلَّ قَوْمٍ عَلى قَدْرِ
دَرَجَاتِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ عِنْدَهُ.
ثُمَّ ذَكَرَ مَا
فَضَّلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ أَوْلِيَاءَهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ،
فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( تِلْكَ الرُّسُلُ
فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ
بَعْضَهُمْ ) ( فوق بعض ) ( دَرَجاتٍ ) إِلى آخِرِ
الْآيَةِ. وَقَالَ : ( وَلَقَدْ فَضَّلْنا
بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ ) وَقَالَ : ( انْظُرْ كَيْفَ
فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ
تَفْضِيلاً ) وَقَالَ : ( هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ
اللهِ ) وَقَالَ : ( وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي
فَضْلٍ فَضْلَهُ ) وَقَالَ : ( الَّذِينَ آمَنُوا
وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ
دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ ) وَقَالَ : ( وَفَضَّلَ اللهُ
الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً
وَرَحْمَةً ) وَقَالَ : ( لا يَسْتَوِي
مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ
__________________
أُولئِكَ
أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا ) وَقَالَ : ( يَرْفَعِ اللهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ ) وَقَالَ : ( ذلِكَ
بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ
وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً
إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ ) وَقَالَ : (وما تُقَدِّمُوا
لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ) وَقَالَ : ( فَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ
شَرًّا يَرَهُ ) فَهذَا ذِكْرُ دَرَجَاتِ الْإِيمَانِ وَمَنَازِلِهِ عِنْدَ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».
__________________
٢٠ ـ بَابُ دَرَجَاتِ الْإِيمَانِ
١٥٣٠ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي
الْأَحْوَصِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَضَعَ
الْإِيمَانَ عَلى سَبْعَةِ أَسْهُمٍ : عَلَى الْبِرِّ ، وَالصِّدْقِ ،
وَالْيَقِينِ ، وَالرِّضَا ، وَالْوَفَاءِ ، وَالْعِلْمِ ، وَالْحِلْمِ ، ثُمَّ قَسَمَ ذلِكَ بَيْنَ النَّاسِ ، فَمَنْ جَعَلَ فِيهِ هذِهِ السَّبْعَةَ
الْأَسْهُمِ ، فَهُوَ كَامِلٌ مُحْتَمِلٌ ، وَ قَسَمَ لِبَعْضِ النَّاسِ السَّهْمَ ، وَلِبَعْضٍ السَّهْمَيْنِ ،
وَلِبَعْضٍ الثَّلَاثَةَ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى
السَّبْعَةِ ». ثُمَّ قَالَ : « لَا تَحْمِلُوا عَلى صَاحِبِ
السَّهْمِ سَهْمَيْنِ ، وَلَا عَلى صَاحِبِ السَّهْمَيْنِ ثَلَاثَةً ؛
فَتَبْهَضُوهُمْ ». ثُمَّ قَالَ كَذلِكَ حَتّى
__________________
يَنْتَهِيَ إِلَى السَّبْعَةِ
١٥٣١ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ ،
عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ الضَّحَّاكِ ـ : رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا
ـ سَرَّاجٍ وَكَانَ خَادِماً لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ـ قَالَ :
بَعَثَنِي أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي حَاجَةٍ ـ وَهُوَ بِالْحِيرَةِ ـ أَنَا
وَجَمَاعَةً مِنْ مَوَالِيهِ ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا فِيهَا ، ثُمَّ رَجَعْنَا
مُغْتَمِّينَ ، قَالَ : وَكَانَ فِرَاشِي فِي
__________________
الْحَائِرِ الَّذِي كُنَّا فِيهِ نُزُولاً ، فَجِئْتُ ـ وَأَنَا
بِحَالٍ ـ فَرَمَيْتُ بِنَفْسِي ، فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذَا أَنَا بِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام قَدْ أَقْبَلَ ، قَالَ : فَقَالَ : « قَدْ أَتَيْنَاكَ » ،
أَوْ قَالَ : « جِئْنَاكَ » ، فَاسْتَوَيْتُ جَالِساً ، وَجَلَسَ عَلى صَدْرِ
فِرَاشِي ، فَسَأَلَنِي عَمَّا بَعَثَنِي لَهُ ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَحَمِدَ اللهَ.
ثُمَّ جَرى ذِكْرُ
قَوْمٍ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّا نَبْرَأُ مِنْهُمْ ؛
إِنَّهُمْ لَايَقُولُونَ مَا نَقُولُ ، قَالَ : فَقَالَ : « يَتَوَلَّوْنَا وَلَا يَقُولُونَ
مَا تَقُولُونَ ، تَبْرَؤُونَ مِنْهُمْ؟ » قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « فَهُوَ
ذَا عِنْدَنَا مَا لَيْسَ عِنْدَكُمْ ، فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَبْرَأَ مِنْكُمْ؟
» قَالَ : قُلْتُ : لَا ، جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَالَ : « وَ هُوَ ذَا عِنْدَ اللهِ
مَا لَيْسَ عِنْدَنَا ، أَفَتَرَاهُ اطَّرَحَنَا ؟ » قَالَ :
قُلْتُ : لَاوَاللهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا نَفْعَلُ ؟
قَالَ : «
فَتَوَلَّوْهُمْ وَلَا تَبَرَّؤُوا مِنْهُمْ ؛ إِنَّ مِنَ
__________________
الْمُسْلِمِينَ مَنْ لَهُ سَهْمٌ
، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ سَهْمَانِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ ثَلَاثَةُ
أَسْهُمٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ
خَمْسَةُ أَسْهُمٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ سِتَّةُ أَسْهُمٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ
لَهُ سَبْعَةُ أَسْهُمٍ ، فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ يُحْمَلَ صَاحِبُ السَّهْمِ عَلى مَا عَلَيْهِ صَاحِبُ
السَّهْمَيْنِ ، وَلَا صَاحِبُ السَّهْمَيْنِ عَلى مَا عَلَيْهِ صَاحِبُ
الثَّلَاثَةِ ، وَلَا صَاحِبُ الثَّلَاثَةِ عَلى مَا عَلَيْهِ صَاحِبُ
الْأَرْبَعَةِ ، وَلَا صَاحِبُ الْأَرْبَعَةِ عَلى مَا عَلَيْهِ صَاحِبُ
الْخَمْسَةِ ، وَلَا صَاحِبُ الْخَمْسَةِ عَلى مَا عَلَيْهِ صَاحِبُ السِّتَّةِ ،
وَلَا صَاحِبُ السِّتَّةِ عَلى مَا عَلَيْهِ صَاحِبُ السَّبْعَةِ.
وَسَأَضْرِبُ لَكَ
مَثَلاً : إِنَّ رَجُلاً كَانَ لَهُ جَارٌ وَكَانَ نَصْرَانِيّاً ، فَدَعَاهُ
إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَزَيَّنَهُ لَهُ ، فَأَجَابَهُ ، فَأَتَاهُ سُحَيْراً ، فَقَرَعَ عَلَيْهِ الْبَابَ ، فَقَالَ لَهُ : مَنْ هذَا؟
قَالَ : أَنَا فُلَانٌ ، قَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ : تَوَضَّأْ ، وَالْبَسْ
ثَوْبَيْكَ ، وَمُرَّ بِنَا إِلَى الصَّلَاةِ ، قَالَ : فَتَوَضَّأَ ، وَلَبِسَ
ثَوْبَيْهِ ، وَخَرَجَ مَعَهُ ، قَالَ : فَصَلَّيَا مَا شَاءَ اللهُ ، ثُمَّ
صَلَّيَا الْفَجْرَ ، ثُمَّ مَكَثَا حَتّى أَصْبَحَا ، فَقَامَ
الَّذِي كَانَ نَصْرَانِيّاً يُرِيدُ مَنْزِلَهُ ، فَقَالَ لَهُ
الرَّجُلُ : أَيْنَ تَذْهَبُ؟ النَّهَارُ قَصِيرٌ ، وَالَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ
الظُّهْرِ قَلِيلٌ ، قَالَ : فَجَلَسَ مَعَهُ إِلى أَنْ صَلَّى الظُّهْرَ ،
ثُمَّ قَالَ : وَمَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ قَلِيلٌ ، فَاحْتَبَسَهُ حَتّى
صَلَّى الْعَصْرَ ، قَالَ : ثُمَّ قَامَ ، وَأَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ إِلى
مَنْزِلِهِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ هذَا آخِرُ النَّهَارِ ، وَأَقَلُّ مِنْ
أَوَّلِهِ ، فَاحْتَبَسَهُ
__________________
حَتّى صَلَّى
الْمَغْرِبَ ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ إِلى مَنْزِلِهِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّمَا
بَقِيَتْ صَلَاةٌ وَاحِدَةٌ ، قَالَ : فَمَكَثَ حَتّى صَلَّى الْعِشَاءَ
الْآخِرَةَ ، ثُمَّ تَفَرَّقَا.
فَلَمَّا كَانَ
سُحَيْراً غَدَا عَلَيْهِ ، فَضَرَبَ عَلَيْهِ الْبَابَ ، فَقَالَ :
مَنْ هذَا؟ قَالَ : أَنَا فُلَانٌ ، قَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ ؟ قَالَ :
تَوَضَّأْ ، وَالْبَسْ ثَوْبَيْكَ ، وَاخْرُجْ بِنَا ، فَصَلِّ ،
قَالَ : اطْلُبْ لِهذَا الدِّينِ مَنْ هُوَ أَفْرَغُ مِنِّي ، وَأَنَا إِنْسَانٌ
مِسْكِينٌ ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ ».
فَقَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَدْخَلَهُ فِي شَيْءٍ أَخْرَجَهُ
مِنْهُ » أَوْ قَالَ : « أَدْخَلَهُ مِنْ مِثْلِ ذِهْ ، وَأَخْرَجَهُ مِنْ مِثْلِ هذَا ».
٢١ ـ بَابٌ آخَرُ مِنْهُ
١٥٣٢ / ١. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسى ،
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ شِهَابٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « لَوْ عَلِمَ النَّاسُ كَيْفَ خَلَقَ اللهُ ـ تَبَارَكَ
وَتَعَالى ـ
__________________
هذَا الْخَلْقَ ،
لَمْ يَلُمْ أَحَدٌ أَحَداً »
فَقُلْتُ :
أَصْلَحَكَ اللهُ ، فَكَيْفَ ذَاكَ ؟
فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ
ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ خَلَقَ أَجْزَاءً بَلَغَ بِهَا تِسْعَةً وَأَرْبَعِينَ
جُزْءاً ، ثُمَّ جَعَلَ الْأَجْزَاءَ أَعْشَاراً ، فَجَعَلَ الْجُزْءَ عَشْرَةَ
أَعْشَارٍ ، ثُمَّ قَسَمَهُ بَيْنَ الْخَلْقِ ، فَجَعَلَ فِي رَجُلٍ عُشْرَ جُزْءٍ ،
وَفِي آخَرَ عُشْرَيْ جُزْءٍ حَتّى بَلَغَ بِهِ جُزْءاً تَامّاً ، وَفِي آخَرَ
جُزْءاً وَعُشْرَ جُزْءٍ ، وَ آخَرَ جُزْءاً وَعُشْرَيْ جُزْءٍ ، وَ آخَرَ جُزْءاً
وَثَلَاثَةَ أَعْشَارِ جُزْءٍ ، حَتّى بَلَغَ بِهِ جُزْءَيْنِ تَامَّيْنِ ، ثُمَّ
بِحِسَابِ ذلِكَ حَتّى بَلَغَ بِأَرْفَعِهِمْ تِسْعَةً وَأَرْبَعِينَ جُزْءاً ،
فَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ فِيهِ إِلاَّ عُشْرَ جُزْءٍ لَمْ يَقْدِرْ عَلى أَنْ يَكُونَ
مِثْلَ صَاحِبِ الْعُشْرَيْنِ ، وَكَذلِكَ صَاحِبُ الْعُشْرَيْنِ لَايَكُونُ مِثْلَ صَاحِبِ
الثَّلَاثَةِ الْأَعْشَارِ ، وَكَذلِكَ مَنْ تَمَّ لَهُ جُزْءٌ لَايَقْدِرُ عَلى
أَنْ يَكُونَ مِثْلَ صَاحِبِ الْجُزْءَيْنِ ، وَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّ اللهَ
ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَ
__________________
هذَا الْخَلْقَ
عَلى هذَا ، لَمْ يَلُمْ أَحَدٌ أَحَداً ».
١٥٣٣ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ،
عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الْخَزَّازِ ، عَنْ عَبْدِ
الْعَزِيزِ الْقَرَاطِيسِيِّ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ ، إِنَّ الْإِيمَانَ عَشْرُ
دَرَجَاتٍ ، بِمَنْزِلَةِ السُّلَّمِ يُصْعَدُ مِنْهُ مِرْقَاةً بَعْدَ مِرْقَاةٍ ،
فَلَا يَقُولَنَّ صَاحِبُ الِاثْنَيْنِ لِصَاحِبِ الْوَاحِدِ : لَسْتَ عَلى
شَيْءٍ حَتّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْعَاشِرِ ، فَلَا تُسْقِطْ مَنْ هُوَ دُونَكَ ؛ فَيُسْقِطَكَ مَنْ هُوَ
فَوْقَكَ ، وَإِذَا رَأَيْتَ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْكَ بِدَرَجَةٍ ، فَارْفَعْهُ
إِلَيْكَ بِرِفْقٍ ، وَلَا تَحْمِلَنَّ عَلَيْهِ مَا لَايُطِيقُ ؛ فَتَكْسِرَهُ ؛ فَإِنَّ مَنْ
كَسَرَ مُؤْمِناً فَعَلَيْهِ جَبْرُهُ ».
١٥٣٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ
__________________
ابْنِ مُسْكَانَ ،
عَنْ سَدِيرٍ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ عَلى مَنَازِلَ : مِنْهُمْ عَلى
وَاحِدَةٍ ، وَمِنْهُمْ عَلَى اثْنَتَيْنِ ، وَمِنْهُمْ عَلى ثَلَاثٍ ، وَمِنْهُمْ عَلى أَرْبَعٍ ،
وَمِنْهُمْ عَلى خَمْسٍ ، وَمِنْهُمْ عَلى سِتٍّ ، وَمِنْهُمْ عَلى سَبْعٍ ؛
فَلَوْ ذَهَبْتَ تَحْمِلُ عَلى صَاحِبِ الْوَاحِدَةِ ثِنْتَيْنِ ، لَمْ يَقْوَ ؛
وَعَلى صَاحِبِ الثِّنْتَيْنِ ثَلَاثاً ، لَمْ يَقْوَ ؛ وَعَلى صَاحِبِ الثَّلَاثِ
أَرْبَعاً ، لَمْ يَقْوَ ؛ وَعَلى صَاحِبِ الْأَرْبَعِ خَمْساً ، لَمْ يَقْوَ ؛
وَعَلى صَاحِبِ الْخَمْسِ سِتّاً ، لَمْ يَقْوَ ؛ وَعَلى صَاحِبِ السِّتِّ سَبْعاً
، لَمْ يَقْوَ ؛ وَ عَلى هذِهِ الدَّرَجَاتُ ».
١٥٣٥ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سِنَانٍ ، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ سَيَابَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا أَنْتُمْ وَالْبَرَاءَةَ يَبْرَأُ بَعْضُكُمْ مِنْ
بَعْضٍ؟ إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ ، وَبَعْضُهُمْ
أَكْثَرُ صَلَاةً مِنْ بَعْضٍ ، وَبَعْضُهُمْ أَنْفَذُ بَصَراً مِنْ بَعْضٍ ،
وَهِيَ الدَّرَجَاتُ ».
__________________
٢٢ ـ بَابُ نِسْبَةِ الْإِسْلَامِ
١٥٣٦ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : « لَأَنْسُبَنَّ
الْإِسْلَامَ نِسْبَةً
لَمْ يَنْسُبْهُ أَحَدٌ قَبْلِي وَلَا يَنْسُبُهُ أَحَدٌ بَعْدِي إِلاَّ
بِمِثْلِ ذلِكَ ، إِنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ التَّسْلِيمُ ، وَالتَّسْلِيمَ هُوَ
الْيَقِينُ ، وَالْيَقِينَ هُوَ التَّصْدِيقُ ، وَالتَّصْدِيقَ هُوَ الْإِقْرَارُ
، وَالْإِقْرَارَ هُوَ الْعَمَلُ ، وَالْعَمَلَ هُوَ الْأَدَاءُ ، إِنَّ
الْمُؤْمِنَ لَمْ يَأْخُذْ دِينَهُ عَنْ رَأْيِهِ ، وَلكِنْ أَتَاهُ مِنْ رَبِّهِ ،
فَأَخَذَهُ ؛ إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُرى يَقِينُهُ فِي عَمَلِهِ ، وَالْكَافِرَ يُرى إِنْكَارُهُ
فِي عَمَلِهِ ، فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا عَرَفُوا أَمْرَهُمْ ، فَاعْتَبِرُوا
إِنْكَارَ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ بِأَعْمَالِهِمُ الْخَبِيثَةِ ».
__________________
١٥٣٧ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ مُدْرِكِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمنِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الْإِسْلَامُ عُرْيَانٌ ، فَلِبَاسُهُ الْحَيَاءُ ، وَزِينَتُهُ الْوَفَاءُ
، وَمُرُوءَتُهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ ، وَعِمَادُهُ الْوَرَعُ ، وَ لِكُلِّ شَيْءٍ
أَسَاسٌ ، وَأَسَاسُ الْإِسْلَامِ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ».
عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْقَاسِمِ ، عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، مِثْلَهُ.
١٥٣٨ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ الثَّانِي عليهالسلام ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ـ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِمْ ـ قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْإِسْلَامَ ، فَجَعَلَ لَهُ عَرْصَةً ، وَجَعَلَ لَهُ نُوراً ، وَجَعَلَ لَهُ حِصْناً ،
وَجَعَلَ لَهُ نَاصِراً ؛ فَأَمَّا عَرْصَتُهُ فَالْقُرْآنُ ، وَأَمَّا نُورُهُ
فَالْحِكْمَةُ ، وَأَمَّا حِصْنُهُ فَالْمَعْرُوفُ ، وَأَمَّا أَنْصَارُهُ فَأَنَا
وَأَهْلُ بَيْتِي وَشِيعَتُنَا ؛ فَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي وَشِيعَتَهُمْ
وَأَنْصَارَهُمْ ؛ فَإِنَّهُ لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ،
فَنَسَبَنِي جَبْرَئِيلُ عليهالسلام لِأَهْلِ السَّمَاءِ ، اسْتَوْدَعَ اللهُ حُبِّي وَحُبَّ
أَهْلِ بَيْتِي وَشِيعَتِهِمْ فِي قُلُوبِ الْمَلَائِكَةِ ، فَهُوَ عِنْدَهُمْ
وَدِيعَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ هَبَطَ بِي إِلى أَهْلِ الْأَرْضِ ،
فَنَسَبَنِي لِأَهْلِ الْأَرْضِ ، فَاسْتَوْدَعَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ حُبِّي
وَحُبَّ أَهْلِ بَيْتِي وَشِيعَتِهِمْ فِي قُلُوبِ مُؤْمِنِي أُمَّتِي ،
فَمُؤْمِنُو أُمَّتِي يَحْفَظُونَ وَدِيعَتِي فِي أَهْلِ بَيْتِي إِلى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ ، أَلَا فَلَوْ أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي عَبَدَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عُمُرَهُ
أَيَّامَ الدُّنْيَا ، ثُمَّ لَقِيَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مُبْغِضاً لِأَهْلِ
بَيْتِي وَشِيعَتِي ، مَا فَرَّجَ اللهُ صَدْرَهُ إِلاَّ عَنِ النِّفَاقِ ».
__________________
٢٣ ـ بَابٌ
١٥٣٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ غَالِبٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ فِيهِ
ثَمَانِي خِصَالٍ : وَقُوراً
__________________
عِنْدَ
الْهَزَاهِزِ ، صَبُوراً عِنْدَ الْبَلَاءِ ، شَكُوراً عِنْدَ الرَّخَاءِ
، قَانِعاً بِمَا رَزَقَهُ اللهُ ، لَايَظْلِمُ الْأَعْدَاءَ ، وَلَا يَتَحَامَلُ لِلْأَصْدِقَاءِ ، بَدَنُهُ
مِنْهُ فِي تَعَبٍ ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ.
إِنَّ الْعِلْمَ
خَلِيلُ الْمُؤْمِنِ ، وَالْحِلْمَ وَزِيرُهُ ، وَالْعَقْلَ أَمِيرُ
جُنُودِهِ ، وَالرِّفْقَ أَخُوهُ ، وَالْبِرَّ وَالِدُهُ ».
١٥٤٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ عليهماالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِ : الْإِيمَانُ لَهُ أَرْكَانٌ أَرْبَعَةٌ : التَّوَكُّلُ
عَلَى اللهِ ، وَتَفْوِيضُ الْأَمْرِ إِلَى اللهِ ، وَالرِّضَا بِقَضَاءِ
__________________
اللهِ ، وَالتَّسْلِيمُ
لِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».
١٥٤١ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى ، عَنْ أَبِيهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّكُمْ لَاتَكُونُونَ صَالِحِينَ حَتّى
تَعْرِفُوا ، وَلَا تَعْرِفُونَ حَتّى تُصَدِّقُوا ، وَلَا تُصَدِّقُونَ حَتّى تُسَلِّمُوا
أَبْوَاباً أَرْبَعَةً لَايَصْلُحُ أَوَّلُهَا إِلاَّ بِآخِرِهَا ، ضَلَّ
أَصْحَابُ الثَّلَاثَةِ وَتَاهُوا تَيْهاً بَعِيداً ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ
وَتَعَالى ـ لَايَقْبَلُ إِلاَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ ، وَلَا يَتَقَبَّلُ اللهُ إِلاَّ
بِالْوَفَاءِ بِالشُّرُوطِ وَالْعُهُودِ ، وَمَنْ وَفَى اللهَ
__________________
بِشُرُوطِهِ وَاسْتَكْمَلَ مَا وَصَفَ فِي عَهْدِهِ ، نَالَ مَا عِنْدَهُ
وَاسْتَكْمَلَ وَعْدَهُ
إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ أَخْبَرَ الْعِبَادَ بِطُرُقِ الْهُدى ، وَشَرَعَ لَهُمْ فِيهَا الْمَنَارَ ، وَأَخْبَرَهُمْ
كَيْفَ يَسْلُكُونَ ، فَقَالَ : ( وَإِنِّي لَغَفّارٌ
لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) وَقَالَ : ( إِنَّما
يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) فَمَنِ اتَّقَى اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيمَا أَمَرَهُ ،
لَقِيَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مُؤْمِناً بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، فَاتَ قَوْمٌ وَمَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَهْتَدُوا ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ
آمَنُوا ، وَأَشْرَكُوا مِنْ حَيْثُ لَايَعْلَمُونَ ؛ إِنَّهُ مَنْ أَتَى
الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا اهْتَدى ، وَمَنْ أَخَذَ فِي غَيْرِهَا سَلَكَ
طَرِيقَ الرَّدى.
وَصَلَ اللهُ
طَاعَةَ وَلِيِّ أَمْرِهِ بِطَاعَةِ رَسُولِهِ ، وَطَاعَةَ رَسُولِهِ بِطَاعَتِهِ ؛ فَمَنْ تَرَكَ طَاعَةَ وُلَاةِ الْأَمْرِ ، لَمْ يُطِعِ اللهَ
وَلَا رَسُولَهُ ، وَهُوَ الْإِقْرَارُ بِمَا نَزَلَ مِنْ عِنْدِ
اللهِ ،
__________________
( خُذُوا زِينَتَكُمْ
عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) ، وَالْتَمِسُوا الْبُيُوتَ الَّتِي ( أَذِنَ اللهُ أَنْ
تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) ؛ فَإِنَّهُ قَدْ خَبَّرَكُمْ أَنَّهُمْ ( رِجالٌ لا
تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ
الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ )
إِنَّ اللهَ قَدِ
اسْتَخْلَصَ الرُّسُلَ لِأَمْرِهِ ، ثُمَّ اسْتَخْلَصَهُمْ مُصَدِّقِينَ لِذلِكَ فِي نُذُرِهِ ،
فَقَالَ : ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّ خَلا فِيها نَذِيرٌ
) تَاهَ مَنْ جَهِلَ ، وَاهْتَدى مَنْ أَبْصَرَ وَعَقَلَ ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( فَإِنَّها لا تَعْمَى
الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ
الَّتِي فِي
الصُّدُورِ ) وَكَيْفَ يَهْتَدِي مَنْ لَمْ يُبْصِرْ ؟ وَكَيْفَ
يُبْصِرُ مَنْ لَمْ يُنْذَرْ ؟ اتَّبِعُوا
__________________
رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَأَقِرُّوا بِمَا نَزَلَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ،
وَاتَّبِعُوا آثَارَ الْهُدى ؛ فَإِنَّهُمْ عَلَامَاتُ
الْأَمَانَةِ وَالتُّقى.
وَاعْلَمُوا
أَنَّهُ لَوْ أَنْكَرَ رَجُلٌ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عليهالسلام ، وَأَقَرَّ بِمَنْ سِوَاهُ مِنَ الرُّسُلِ ، لَمْ
يُؤْمِنْ ؛ اقْتَصُّوا الطَّرِيقَ بِالْتِمَاسِ الْمَنَارِ ، وَالْتَمِسُوا
مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ الْآثَارَ ؛ تَسْتَكْمِلُوا أَمْرَ دِينِكُمْ ،
وَتُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ ».
١٥٤٢ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ الرِّضَا ، عَنْ أَبِيهِ عليهماالسلام ، قَالَ : « رَفَعَ إِلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم قَوْمٌ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ ، فَقَالَ : مَنِ الْقَوْمُ
؟ فَقَالُوا : مُؤْمِنُونَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَمَا بَلَغَ
مِنْ
__________________
إِيمَانِكُمْ؟
قَالُوا : الصَّبْرُ عِنْدَ
الْبَلَاءِ ، وَالشُّكْرُ
عِنْدَ الرَّخَاءِ ، وَالرِّضَا بِالْقَضَاءِ.
فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : حُلَمَاءُ ، عُلَمَاءُ ، كَادُوا مِنَ الْفِقْهِ أَنْ يَكُونُوا
أَنْبِيَاءَ ، إِنْ كُنْتُمْ كَمَا تَصِفُونَ فَلَا تَبْنُوا مَا
لَاتَسْكُنُونَ ، وَلَا تَجْمَعُوا مَا لَاتَأْكُلُونَ ، وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ ».
٢٤ ـ بَابٌ
١٥٤٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ
أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ
بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ؛ وَبِأَسَانِيدَ مُخْتَلِفَةٍ ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ
نُبَاتَةَ ، قَالَ :
خَطَبَنَا أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام فِي دَارِهِ ـ أَوْ قَالَ : فِي الْقَصْرِ ـ وَنَحْنُ
مُجْتَمِعُونَ ، ثُمَّ أَمَرَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ فَكُتِبَ فِي كِتَابٍ ،
وَقُرِئَ عَلَى النَّاسِ.
__________________
وَرَوى غَيْرُهُ أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام عَنْ صِفَةِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ ، فَقَالَ
:
« أَمَّا بَعْدُ ،
فَإِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ شَرَعَ الْإِسْلَامَ ، وَسَهَّلَ
شَرَائِعَهُ لِمَنْ وَرَدَهُ ، وَأَعَزَّ أَرْكَانَهُ لِمَنْ حَارَبَهُ
، وَجَعَلَهُ عِزّاً لِمَنْ تَوَلاَّهُ ، وَسِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ ،
وَهُدًى لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ ، وَزِينَةً لِمَنْ تَجَلَّلَهُ ، وَعُذْراً لِمَنِ
انْتَحَلَهُ ، وَعُرْوَةً لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ ، وَحَبْلاً لِمَنِ
اسْتَمْسَكَ بِهِ ، وَبُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ ، وَنُوراً لِمَنِ
اسْتَضَاءَ بِهِ ، وَعَوْناً لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِهِ ، وَشَاهِداً
لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ ، وَفُلْجاً لِمَنْ حَاجَّ بِهِ ، وَعِلْماً لِمَنْ وَعَاهُ ، وَحَدِيثاً
لِمَنْ
__________________
رَوى ، وَحُكْماً
لِمَنْ قَضى ، وَحِلْماً لِمَنْ جَرَّبَ ، وَلِبَاساً لِمَنْ تَدَبَّرَ ، وَفَهْماً
لِمَنْ تَفَطَّنَ ، وَيَقِيناً لِمَنْ عَقَلَ ، وَبَصِيرَةً لِمَنْ عَزَمَ ، وَآيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ ، وَعِبْرَةً
لِمَنِ اتَّعَظَ ، وَنَجَاةً لِمَنْ صَدَّقَ ، وَتُؤَدَةً لِمَنْ أَصْلَحَ ، وَزُلْفى لِمَنِ اقْتَرَبَ ، وَثِقَةً
لِمَنْ تَوَكَّلَ ، وَرَخَاءً لِمَنْ فَوَّضَ ، وَسُبْقَةً لِمَنْ أَحْسَنَ
، وَخَيْراً لِمَنْ سَارَعَ ، وَجُنَّةً لِمَنْ صَبَرَ ، وَلِبَاساً لِمَنِ اتَّقى ، وَظَهِيراً لِمَنْ رَشَدَ ،
وَكَهْفاً لِمَنْ آمَنَ ، وَأَمَنَةً لِمَنْ أَسْلَمَ ، وَرَجَاءً لِمَنْ صَدَقَ ، وَغِنًى لِمَنْ
قَنِعَ.
__________________
فَذلِكَ الْحَقُّ
سَبِيلُهُ الْهُدى ، وَمَأْثُرَتُهُ
الْمَجْدُ ، وَصِفَتُهُ
الْحُسْنى ؛ فَهُوَ أَبْلَجُ الْمِنْهَاجِ ، مُشْرِقُ الْمَنَارِ ، ذَاكِي الْمِصْبَاحِ ، رَفِيعُ الْغَايَةِ ، يَسِيرُ الْمِضْمَارِ ، جَامِعُ
الْحَلْبَةِ ، سَرِيعُ السَّبْقَةِ ، أَلِيمُ النَّقِمَةِ ، كَامِلُ الْعُدَّةِ ،
كَرِيمُ الْفُرْسَانِ ؛ فَالْإِيمَانُ مِنْهَاجُهُ ، وَالصَّالِحَاتُ مَنَارُهُ ، وَالْفِقْهُ مَصَابِيحُهُ ، وَالدُّنْيَا مِضْمَارُهُ ، وَالْمَوْتُ
غَايَتُهُ ، وَالْقِيَامَةُ حَلْبَتُهُ ، وَالْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ ، وَالنَّارُ نَقِمَتُهُ ،
وَالتَّقْوى عُدَّتُهُ ، وَالْمُحْسِنُونَ فُرْسَانُهُ.
فَبِالْإِيمَانِ يُسْتَدَلُّ
عَلَى الصَّالِحَاتِ ، وَبِالصَّالِحَاتِ يُعْمَرُ الْفِقْهُ ، وَبِالْفِقْهِ يُرْهَبُ
__________________
الْمَوْتُ ، وَبِالْمَوْتِ
تُخْتَمُ
الدُّنْيَا ،
وَبِالدُّنْيَا تَجُوزُ الْقِيَامَةَ ، وَبِالْقِيَامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ ،
وَالْجَنَّةُ حَسْرَةُ أَهْلِ النَّارِ ، وَالنَّارُ مَوْعِظَةُ
الْمُتَّقِينَ ، وَالتَّقْوى سِنْخُ الْإِيمَانِ ».
٢٥ ـ بَابُ صِفَةِ الْإِيمَانِ
١٥٤٤ / ١. بِالْإِسْنَادِ الْأَوَّلِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ ،
عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام عَنِ الْإِيمَانِ ، فَقَالَ : إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جَعَلَ
الْإِيمَانَ عَلى أَرْبَعِ دَعَائِمَ : عَلَى الصَّبْرِ ، وَالْيَقِينِ ،
وَالْعَدْلِ ، وَالْجِهَادِ.
فَالصَّبْرُ مِنْ
ذلِكَ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ : عَلَى الشَّوْقِ ، وَالْإِشْفَاقِ ، وَالزُّهْدِ ،
وَالتَّرَقُّبِ ؛ فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ ، سَلَا عَنِ
الشَّهَوَاتِ ؛ وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ ، رَجَعَ
__________________
عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ ؛ وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا ، هَانَتْ عَلَيْهِ
الْمُصِيبَاتُ ؛ وَمَنْ رَاقَبَ الْمَوْتَ ، سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ.
وَالْيَقِينُ عَلى
أَرْبَعِ شُعَبٍ : تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ ، وَتَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ ، وَمَعْرِفَةِ الْعِبْرَةِ ، وَسُنَّةِ
الْأَوَّلِينَ ؛ فَمَنْ أَبْصَرَ الْفِطْنَةَ ، عَرَفَ الْحِكْمَةَ ؛ وَمَنْ
تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ ، عَرَفَ الْعِبْرَةَ ؛ وَمَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ ، عَرَفَ السُّنَّةَ ؛ وَمَنْ
عَرَفَ السُّنَّةَ ، فَكَأَنَّمَا كَانَ مَعَ الْأَوَّلِينَ ، وَاهْتَدى إِلَى الَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ،
وَنَظَرَ إِلى مَنْ نَجَا بِمَا نَجَا ، وَمَنْ هَلَكَ بِمَا هَلَكَ ، وَإِنَّمَا أَهْلَكَ اللهُ
مَنْ أَهْلَكَ بِمَعْصِيَتِهِ ، وَأَنْجى مَنْ أَنْجى بِطَاعَتِهِ
وَالْعَدْلُ عَلى
أَرْبَعِ شُعَبٍ : غَامِضِ الْفَهْمِ ، وَغَمْرِ الْعِلْمِ ، وَزَهْرَةِ
__________________
الْحُكْمِ ، وَرَوْضَةِ الْحِلْمِ ؛
فَمَنْ فَهِمَ ، فَسَّرَ جَمِيعَ الْعِلْمِ ؛ وَمَنْ عَلِمَ ، عَرَفَ شَرَائِعَ الْحُكْمِ ؛ وَمَنْ حَلُمَ
، لَمْ يُفَرِّطْ فِي أَمْرِهِ ، وَعَاشَ فِي النَّاسِ حَمِيداً.
وَالْجِهَادُ عَلى
أَرْبَعِ شُعَبٍ : عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ،
وَالصِّدْقِ فِي الْمَوَاطِنِ ، وَشَنَآنِ الْفَاسِقِينَ ؛ فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ ، شَدَّ
ظَهْرَ الْمُؤْمِنِ ؛ وَمَنْ نَهى عَنِ الْمُنْكَرِ ، أَرْغَمَ أَنْفَ الْمُنَافِقِ وَأَمِنَ
كَيْدَهُ ؛ وَمَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ ، قَضَى الَّذِي عَلَيْهِ ؛ وَمَنْ
شَنِئَ الْفَاسِقِينَ ، غَضِبَ لِلّهِ ؛ وَمَنْ غَضِبَ لِلّهِ ، غَضِبَ اللهُ لَهُ
؛ فَذلِكَ الْإِيمَانُ وَ دَعَائِمُهُ وَشُعَبُهُ ».
__________________
٢٦ ـ بَابُ فَضْلِ الْإِيمَانِ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالْيَقِينِ عَلَى
الْإِيمَانِ
١٥٤٥ / ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سَالِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ
جَابِرٍ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا أَخَا جُعْفٍ ، إِنَّ الْإِيمَانَ أَفْضَلُ مِنَ
الْإِسْلَامِ ، وَإِنَّ الْيَقِينَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ
أَعَزَّ مِنَ الْيَقِينِ ».
١٥٤٦ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛
وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْوَشَّاءِ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْإِيمَانُ فَوْقَ
الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةٍ ، وَالتَّقْوى فَوْقَ الْإِيمَانِ بِدَرَجَةٍ ،
وَالْيَقِينُ فَوْقَ التَّقْوى بِدَرَجَةٍ ، وَمَا قُسِمَ فِي النَّاسِ شَيْءٌ أَقَلُّ مِنَ الْيَقِينِ
».
١٥٤٧ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ
حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
__________________
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ فَضَّلَ الْإِيمَانَ عَلَى
الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةٍ ، كَمَا فَضَّلَ الْكَعْبَةَ عَلَى الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ ».
١٥٤٨ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ أَوْ غَيْرِهِ ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ
أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، الْإِسْلَامُ دَرَجَةٌ » قُلْتُ :
نَعَمْ ، قَالَ : « وَالْإِيمَانُ عَلَى الْإِسْلَامِ دَرَجَةٌ » قَالَ : قُلْتُ :
نَعَمْ ، قَالَ : « وَالتَّقْوى عَلَى الْإِيمَانِ دَرَجَةٌ » قَالَ : قُلْتُ :
نَعَمْ ، قَالَ : « وَالْيَقِينُ عَلَى التَّقْوى دَرَجَةٌ » قَالَ : قُلْتُ :
نَعَمْ ، قَالَ : « فَمَا أُوتِيَ النَّاسُ أَقَلَّ مِنَ الْيَقِينِ ، وَإِنَّمَا
تَمَسَّكْتُمْ بِأَدْنَى الْإِسْلَامِ ؛ فَإِيَّاكُمْ أَنْ يَنْفَلِتَ مِنْ أَيْدِيكُمْ
».
١٥٤٩ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام عَنِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ.
__________________
فَقَالَ : « قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : إِنَّمَا هُوَ الْإِسْلَامُ ، وَالْإِيمَانُ فَوْقَهُ
بِدَرَجَةٍ ، وَالتَّقْوى فَوْقَ الْإِيمَانِ بِدَرَجَةٍ ، وَالْيَقِينُ فَوْقَ
التَّقْوى بِدَرَجَةٍ ، وَلَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ النَّاسِ شَيْءٌ أَقَلُّ مِنَ
الْيَقِينِ ».
قَالَ : قُلْتُ :
فَأَيُّ شَيْءٍ الْيَقِينُ؟
قَالَ : «
التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ ، وَالتَّسْلِيمُ لِلّهِ ، وَالرِّضَا بِقَضَاءِ اللهِ ،
وَالتَّفْوِيضُ إِلَى اللهِ ».
قُلْتُ : فَمَا
تَفْسِيرُ ذلِكَ؟ قَالَ : « هكَذَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام ».
١٥٥٠ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ :
عَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : « الْإِيمَانُ فَوْقَ الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةٍ ، وَالتَّقْوى
فَوْقَ الْإِيمَانِ بِدَرَجَةٍ ، وَالْيَقِينُ فَوْقَ التَّقْوى بِدَرَجَةٍ ، وَلَمْ
يُقْسَمْ بَيْنَ الْعِبَادِ شَيْءٌ أَقَلُّ مِنَ الْيَقِينِ ».
٢٧ ـ بَابُ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ
١٥٥١ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عُذَافِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ لَقِيَهُ رَكْبٌ ،
__________________
فَقَالُوا :
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ : مَا أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا : نَحْنُ مُؤْمِنُونَ يَا
رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكُمْ؟ قَالُوا : الرِّضَا
بِقَضَاءِ اللهِ ، وَالتَّفْوِيضُ إِلَى اللهِ ، وَالتَّسْلِيمُ لِأَمْرِ اللهِ.
فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : عُلَمَاءُ ، حُكَمَاءُ ، كَادُوا أَنْ
يَكُونُوا مِنَ الْحِكْمَةِ أَنْبِيَاءَ ، فَإِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَلَا
تَبْنُوا مَا لَاتَسْكُنُونَ ، وَلَا تَجْمَعُوا مَا لَاتَأْكُلُونَ ، وَاتَّقُوا
اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ».
١٥٥٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْوَابِشِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ ،
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم صَلّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ ، فَنَظَرَ إِلى شَابٍّ فِي الْمَسْجِدِ ، وَهُوَ
يَخْفِقُ وَيَهْوِي بِرَأْسِهِ مُصْفَرّاً لَوْنُهُ ، قَدْ نَحِفَ جِسْمُهُ
، وَغَارَتْ عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلَانُ؟ قَالَ :
__________________
أَصْبَحْتُ ـ يَا
رَسُولَ اللهِ ـ مُوقِناً.
فَعَجِبَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم مِنْ قَوْلِهِ ، وَقَالَ : إِنَّ لِكُلِّ يَقِينٍ حَقِيقَةً ، فَمَا حَقِيقَةُ يَقِينِكَ؟
فَقَالَ : إِنَّ
يَقِينِي ـ يَا رَسُولَ اللهِ ـ هُوَ الَّذِي أَحْزَنَنِي ، وَأَسْهَرَ لَيْلِي ،
وَأَظْمَأَ هَوَاجِرِي ، فَعَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا حَتّى كَأَنِّي
أَنْظُرُ إِلى عَرْشِ رَبِّي وَقَدْ نُصِبَ لِلْحِسَابِ ، وَحُشِرَ الْخَلَائِقُ
لِذلِكَ وَأَنَا فِيهِمْ ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ الْجَنَّةِ
يَتَنَعَّمُونَ فِي الْجَنَّةِ وَيَتَعَارَفُونَ ، وَ عَلَى
الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ النَّارِ وَهُمْ
فِيهَا مُعَذَّبُونَ مُصْطَرِخُونَ ، وَكَأَنِّي الْآنَ أَسْمَعُ زَفِيرَ النَّارِ يَدُورُ فِي مَسَامِعِي.
فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم لِأَصْحَابِهِ : هذَا عَبْدٌ نَوَّرَ اللهُ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ ، ثُمَّ قَالَ
لَهُ : الْزَمْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ.
فَقَالَ الشَّابُّ
: ادْعُ اللهَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ أُرْزَقَ الشَّهَادَةَ مَعَكَ.
__________________
فَدَعَا لَهُ
رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَاسْتُشْهِدَ بَعْدَ تِسْعَةِ نَفَرٍ ، وَكَانَ هُوَ
الْعَاشِرَ ».
١٥٥٣ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم حَارِثَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيَّ ، فَقَالَ لَهُ :
كَيْفَ أَنْتَ يَا حَارِثَةَ بْنَ مَالِكٍ ؟
فَقَالَ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، مُؤْمِنٌ حَقّاً.
فَقَالَ لَهُ
رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ ، فَمَا حَقِيقَةُ قَوْلِكَ؟
فَقَالَ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا ، فَأَسْهَرَتْ لَيْلِي ،
وَأَظْمَأَتْ هَوَاجِرِي ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى عَرْشِ رَبِّي وَ قَدْ وُضِعَ
لِلْحِسَابِ ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ
__________________
فِي الْجَنَّةِ ،
وَكَأَنِّي أَسْمَعُ عُوَاءَ
أَهْلِ النَّارِ فِي
النَّارِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : عَبْدٌ نَوَّرَ اللهُ قَلْبَهُ ؛ أَبْصَرْتَ ، فَاثْبُتْ.
فَقَالَ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللهَ لِي أَنْ يَرْزُقَنِي الشَّهَادَةَ مَعَكَ ، فَقَالَ : اللهُمَّ ارْزُقْ حَارِثَةَ الشَّهَادَةَ ، فَلَمْ
يَلْبَثْ إِلاَّ أَيَّاماً حَتّى بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم سَرِيَّةً ، فَبَعَثَهُ فِيهَا ، فَقَاتَلَ ، فَقُتِلَ تِسْعَةٌ أَوْ ثَمَانِيَةٌ
، ثُمَّ قُتِلَ ».
وَفِي رِوَايَةِ
الْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : « اسْتُشْهِدَ مَعَ
جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ تِسْعَةِ نَفَرٍ ، وَكَانَ هُوَ الْعَاشِرَ ».
__________________
١٥٥٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِ
: إِنَّ عَلى كُلِّ حَقٍّ
حَقِيقَةً ، وَعَلى كُلِّ صَوَابٍ نُوراً ».
٢٨ ـ بَابُ التَّفَكُّرِ
١٥٥٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام يَقُولُ : نَبِّهْ بِالتَّفَكُّرِ قَلْبَكَ ، وَجَافِ عَنِ اللَّيْلِ جَنْبَكَ ، وَاتَّقِ اللهَ رَبَّكَ ».
١٥٥٦ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ
أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْحَسَنِ الصَّيْقَلِ ، قَالَ :
__________________
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَمَّا يَرْوِي
النَّاسُ أَنَّ تَفَكُّرَ سَاعَةٍ خَيْرٌ
مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ : قُلْتُ : كَيْفَ يَتَفَكَّرُ؟
قَالَ : « يَمُرُّ
بِالْخَرِبَةِ أَوْ بِالدَّارِ ، فَيَقُولُ : أَيْنَ سَاكِنُوكِ؟ أَيْنَ بَانُوكِ؟ مَا
لَكِ لَا تَتَكَلَّمِينَ؟ ».
١٥٥٧ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ إِدْمَانُ التَّفَكُّرِ
فِي اللهِ وَفِي قُدْرَتِهِ ».
١٥٥٨ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام يَقُولُ : « لَيْسَ الْعِبَادَةُ كَثْرَةَ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ ، إِنَّمَا
__________________
الْعِبَادَةُ
التَّفَكُّرُ فِي أَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».
١٥٥٩ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِ : التَّفَكُّرُ يَدْعُو إِلَى الْبِرِّ وَالْعَمَلِ بِهِ ».
٢٩ ـ بَابُ الْمَكَارِمِ
١٥٦٠ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
إِسْحَاقَ شَعِرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمَكَارِمُ عَشْرٌ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ
أَنْ تَكُونَ فِيكَ فَلْتَكُنْ ؛ فَإِنَّهَا تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَلَا تَكُونُ
فِي وَلَدِهِ ، وَتَكُونُ فِي الْوَلَدِ وَلَا تَكُونُ فِي أَبِيهِ ،
وَتَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَلَا تَكُونُ فِي الْحُرِّ ».
قِيلَ : وَمَا
هُنَّ؟
قَالَ : « صِدْقُ
الْيَأْسِ ، وَصِدْقُ اللِّسَانِ ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ ،
وَصِلَةُ الرَّحِمِ ،
__________________
وَإِقْرَاءُ الضَّيْفِ ، وَإِطْعَامُ السَّائِلِ ، وَالْمُكَافَأَةُ
عَلَى الصَّنَائِعِ ، وَالتَّذَمُّمُ لِلْجَارِ ، وَالتَّذَمُّمُ لِلصَّاحِبِ ، وَرَأْسُهُنَّ
الْحَيَاءُ ».
١٥٦١ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَصَّ رُسُلَهُ
بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ ؛ فَامْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ ، فَإِنْ كَانَتْ
فِيكُمْ ، فَاحْمَدُوا اللهَ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ ذلِكَ مِنْ خَيْرٍ ؛ وَإِنْ لَا
تَكُنْ فِيكُمْ ، فَاسْأَلُوا اللهَ ، وَارْغَبُوا إلَيْهِ فِيها ».
قال : فَذَكَرَهَا
عَشَرَةً : « الْيَقِينَ ، وَالْقَنَاعَةَ ، وَالصَّبْرَ ، وَالشُّكْرَ ،
__________________
وَالْحِلْمَ ، وَحُسْنَ
الْخُلُقِ ، وَالسَّخَاءَ ، وَالْغَيْرَةَ ، وَالشَّجَاعَةَ ، وَالْمُرُوءَةَ ».
قَالَ : وَرَوى
بَعْضُهُمْ بَعْدَ هذِهِ الْخِصَالِ الْعَشَرَةِ وَزَادَ فِيهَا :
« الصِّدْقَ ، وَأَدَاءَ الْأَمَانَةِ ».
١٥٦٢ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبَّادٍ ـ قَالَ بَكْرٌ : وَأَظُنُّنِي قَدْ سَمِعْتُهُ
مِنْ إِسْمَاعِيلَ ـ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّا لَنُحِبُّ مَنْ كَانَ
عَاقِلاً فَهِماً فَقِيهاً حَلِيماً مُدَارِياً صَبُوراً صَدُوقاً وَفِيّاً
؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَصَّ الْأَنْبِيَاءَ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ ؛
فَمَنْ
__________________
كَانَتْ فِيهِ ،
فَلْيَحْمَدِ
اللهَ عَلى ذلِكَ ؛
وَمَنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ ، فَلْيَتَضَرَّعْ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ،
وَلْيَسْأَلْهُ إِيَّاهَا ».
قَالَ : قُلْتُ :
جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا هُنَّ؟
قَالَ : « هُنَّ : الْوَرَعُ ،
وَالْقَنَاعَةُ ، وَالصَّبْرُ ، وَالشُّكْرُ ، وَالْحِلْمُ ، وَالْحَيَاءُ
، وَالسَّخَاءُ ، وَالشَّجَاعَةُ ، وَالْغَيْرَةُ ، وَالْبِرُّ ، وَصِدْقُ
الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ ».
١٥٦٣ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ارْتَضى لَكُمُ
الْإِسْلَامَ دِيناً ؛ فَأَحْسِنُوا صُحْبَتَهُ بِالسَّخَاءِ وَحُسْنِ
الْخُلُقِ ».
١٥٦٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِ : الْإِيمَانُ
__________________
أَرْبَعَةُ
أَرْكَانٍ
: الرِّضَا بِقَضَاءِ
اللهِ ، وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ ، وَتَفْوِيضُ الْأَمْرِ إِلَى اللهِ ، وَالتَّسْلِيمُ
لِأَمْرِ اللهِ ».
١٥٦٥ / ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ
رَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، قَالَ :
« أَرْبَعٌ مَنْ
كُنَّ فِيهِ كَمَلَ إِسْلَامُهُ وَلَوْ كَانَ مِنْ قَرْنِهِ إِلى قَدَمِهِ خَطَايَا ، لَمْ تَنْقُصْهُ : الصِّدْقُ ،
وَالْحَيَاءُ ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالشُّكْرُ ».
__________________
١٥٦٦ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛
وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ،
عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ،
قَالَ :
قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ رِجَالِكُمْ؟ » قُلْنَا :
بَلى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : « إِنَّ مِنْ خَيْرِ رِجَالِكُمُ التَّقِيَّ ، النَّقِيَّ ، السَّمْحَ الْكَفَّيْنِ ،
النَّقِيَّ الطَّرَفَيْنِ ، الْبَرَّ بِوَالِدَيْهِ ، وَلَا يُلْجِئُ عِيَالَهُ إِلى
غَيْرِهِ ».
٣٠ ـ بَابُ فَضْلِ الْيَقِينِ
١٥٦٧ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ
الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَيْسَ شَيْءٌ إِلاَّ وَلَهُ حَدٌّ ». قَالَ
: قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَمَا حَدُّ التَّوَكُّلِ؟ قَالَ : « الْيَقِينُ ».
قُلْتُ : فَمَا حَدُّ الْيَقِينِ؟ قَالَ : « أَلاَّ تَخَافَ مَعَ اللهِ شَيْئاً ».
__________________
١٥٦٨ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ مُعَلًّى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ
الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي وَلاَّدٍ
الْحَنَّاطِ وَ عَبْدِ اللهِ
بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مِنْ صِحَّةِ يَقِينِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ
أَنْ لَايُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ ، وَلَا يَلُومَهُمْ عَلى مَا لَمْ
يُؤْتِهِ اللهُ ؛ فَإِنَّ الرِّزْقَ لَايَسُوقُهُ حِرْصُ حَرِيصٍ ، وَلَا
يَرُدُّهُ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ ، وَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ فَرَّ مِنْ رِزْقِهِ
كَمَا يَفِرُّ مِنَ الْمَوْتِ ، لَأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ
».
ثُمَّ قَالَ : «
إِنَّ اللهَ بِعَدْلِهِ وَقِسْطِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَالرَّاحَةَ فِي الْيَقِينِ
وَالرِّضَا ، وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَالسَّخَطِ ».
__________________
١٥٦٩ / ٣. ابْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ الْعَمَلَ الدَّائِمَ الْقَلِيلَ عَلَى الْيَقِينِ
أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعَمَلِ الْكَثِيرِ عَلى غَيْرِ يَقِينٍ ».
١٥٧٠ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِ عَلَى الْمِنْبَرِ : لَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ طَعْمَ
الْإِيمَانِ حَتّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ
لِيُخْطِئَهُ ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ».
١٥٧١ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام قَالَ : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِ جَلَسَ إِلى حَائِطٍ مَائِلٍ يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ :
لَاتَقْعُدْ تَحْتَ هذَا الْحَائِطِ ، فَإِنَّهُ مُعْوِرٌ ،
__________________
فَقَالَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : حَرَسَ امْرَأً أَجَلُهُ ، فَلَمَّا قَامَ سَقَطَ
الْحَائِطُ ».
قَالَ : « وَكَانَ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام مِمَّا يَفْعَلُ هذَا وَأَشْبَاهَهُ ، وَهذَا الْيَقِينُ ».
١٥٧٢ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ صَفْوَانَ
الْجَمَّالِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَأَمَّا
الْجِدارُ فَكانَ
لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما ) فَقَالَ : «
أَمَا إِنَّهُ مَا كَانَ ذَهَباً وَلَا فِضَّةً ، وَإِنَّمَا كَانَ
أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ : لَا إِلهَ إِلاَّ أَنَا ؛ مَنْ أَيْقَنَ
بِالْمَوْتِ لَمْ يَضْحَكْ سِنُّهُ ، وَمَنْ أَيْقَنَ بِالْحِسَابِ لَمْ
__________________
يَفْرَحْ قَلْبُهُ
، وَمَنْ أَيْقَنَ
بِالْقَدَرِ لَمْ يَخْشَ
إِلاَّ اللهَ ».
١٥٧٣ / ٧. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ صَفْوَانَ
الْجَمَّالِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام يَقُولُ : لَايَجِدُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا
أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ
لِيُصِيبَهُ ، وَأَنَّ الضَّارَّ النَّافِعَ هُوَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».
١٥٧٤ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ الْهَمْدَانِيِّ ، قَالَ :
نَظَرْتُ يَوْماً
فِي الْحَرْبِ إِلى رَجُلٍ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ ، فَحَرَّكْتُ فَرَسِي ، فَإِذَا
هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فِي مِثْلِ هذَا الْمَوْضِعِ؟
فَقَالَ : « نَعَمْ ، يَا
سَعِيدَ بْنَ قَيْسٍ ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ وَلَهُ مِنَ اللهِ ـ عَزَّوَجَلَّ
ـ حَافِظٌ وَوَاقِيَةٌ ، مَعَهُ مَلَكَانِ يَحْفَظَانِهِ مِنْ أَنْ يَسْقُطَ مِنْ
رَأْسِ جَبَلٍ ، أَوْ يَقَعَ فِي بِئْرٍ ،
__________________
فَإِذَا نَزَلَ الْقَضَاءُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ كُلِّ شَيْءٍ ».
١٥٧٥ / ٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام يَقُولُ : « كَانَ فِي الْكَنْزِ الَّذِي قَالَ اللهُ
عَزَّ وَجَلَّ : ( وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما ) كَانَ فِيهِ : بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ كَيْفَ
يَفْرَحُ ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ كَيْفَ يَحْزَنُ ، عَجِبْتُ
لِمَنْ رَأَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا كَيْفَ يَرْكَنُ إِلَيْهَا ،
وَيَنْبَغِي لِمَنْ عَقَلَ عَنِ اللهِ أَنْ لَايَتَّهِمَ اللهَ فِي
قَضَائِهِ ، وَلَا يَسْتَبْطِئَهُ فِي رِزْقِهِ ».
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ
فِدَاكَ ، أُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَهُ ، قَالَ : فَضَرَبَ وَاللهِ يَدَهُ إِلَى الدَّوَاةِ
لِيَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيَّ ، فَتَنَاوَلْتُ يَدَهُ ، فَقَبَّلْتُهَا ، وَأَخَذْتُ
الدَّوَاةَ ، فَكَتَبْتُهُ.
__________________
١٥٧٦ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْعَرْزَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ قَنْبَرٌ غُلَامُ عَلِيٍّ يُحِبُّ عَلِيّاً
عليهالسلام حُبّاً شَدِيداً ، فَإِذَا خَرَجَ عَلِيٌّ عليهالسلام خَرَجَ عَلى أَثَرِهِ بِالسَّيْفِ ، فَرَآهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَقَالَ : يَا قَنْبَرُ ،
مَا لَكَ؟ فَقَالَ : جِئْتُ لِأَمْشِيَ خَلْفَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ :
وَيْحَكَ ، أَمِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ تَحْرُسُنِي ، أَوْ مِنْ أَهْلِ
الْأَرْضِ؟ فَقَالَ : لَا ، بَلْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَقَالَ : إِنَّ أَهْلَ الْأَرْضِ
لَايَسْتَطِيعُونَ لِي شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ مِنَ السَّمَاءِ ، فَارْجِعْ
، فَرَجَعَ ».
١٥٧٧ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، قَالَ :
قِيلَ لِلرِّضَا عليهالسلام : إِنَّكَ تَتَكَلَّمُ بِهذَا الْكَلَامِ وَالسَّيْفُ يَقْطُرُ دَماً
فَقَالَ : « إِنَّ
لِلّهِ وَادِياً مِنْ ذَهَبٍ حَمَاهُ بِأَضْعَفِ خَلْقِهِ النَّمْلِ ،
فَلَوْ رَامَهُ الْبَخَاتِيُّ
__________________
لَمْ تَصِلْ إِلَيْهِ ».
٣١ ـ بَابُ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ
١٥٧٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِ بَنِي
النَّجَاشِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « رَأْسُ طَاعَةِ اللهِ الصَّبْرُ
وَالرِّضَا عَنِ اللهِ فِيمَا أَحَبَّ الْعَبْدُ أَوْ كَرِهَ ، وَلَا يَرْضى
عَبْدٌ عَنِ اللهِ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ إِلاَّ كَانَ خَيْراً لَهُ فِيمَا أَحَبَّ
أَوْ كَرِهَ ».
١٥٧٩ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مُسْكَانَ ، عَنْ لَيْثٍ الْمُرَادِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِاللهِ أَرْضَاهُمْ
بِقَضَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».
__________________
١٥٨٠ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ ، عَنْ عَاصِمِ
بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « الصَّبْرُ وَالرِّضَا عَنِ اللهِ رَأْسُ
طَاعَةِ اللهِ ، وَمَنْ صَبَرَ وَرَضِيَ عَنِ اللهِ فِيمَا قَضى عَلَيْهِ فِيمَا
أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ ، لَمْ يَقْضِ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ فِيمَا أَحَبَّ
أَوْ كَرِهَ إِلاَّ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ ».
١٥٨١ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ
عِبَاداً لَايَصْلُحُ لَهُمْ أَمْرُ دِينِهِمْ إِلاَّ بِالْغِنى وَالسَّعَةِ
وَالصِّحَّةِ فِي الْبَدَنِ ، فَأَبْلُوهُمْ بِالْغِنى وَالسَّعَةِ وَصِحَّةِ
الْبَدَنِ ، فَيُصْلِحُ عَلَيْهِمْ أَمْرَ
دِينِهِمْ.
وَإِنَّ مِنْ
عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَعِبَاداً لَايَصْلُحُ لَهُمْ أَمْرُ دِينِهِمْ إِلاَّ بِالْفَاقَةِ وَالْمَسْكَنَةِ
__________________
وَالسُّقْمِ فِي
أَبْدَانِهِمْ ، فَأَبْلُوهُمْ بِالْفَاقَةِ وَالْمَسْكَنَةِ وَالسُّقْمِ ، فَيُصْلِحُ
عَلَيْهِمْ أَمْرَ دِينِهِمْ ، وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا يَصْلُحُ
عَلَيْهِ أَمْرُ دِينِ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ.
وَإِنَّ مِنْ
عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ يَجْتَهِدُ فِي عِبَادَتِي ، فَيَقُومُ مِنْ رُقَادِهِ
وَلَذِيذِ وِسَادِهِ ، فَيَتَهَجَّدُ لِيَ اللَّيَالِيَ ، فَيُتْعِبُ نَفْسَهُ فِي عِبَادَتِي ، فَأَضْرِبُهُ
بِالنُّعَاسِ اللَّيْلَةَ وَاللَّيْلَتَيْنِ ؛ نَظَراً مِنِّي لَهُ ، وَإِبْقَاءً
عَلَيْهِ ، فَيَنَامُ حَتّى يُصْبِحَ ، فَيَقُومُ وَهُوَ مَاقِتٌ لِنَفْسِهِ ،
زَارِئٌ عَلَيْهَا ، وَلَوْ أُخَلِّي بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا
يُرِيدُ مِنْ عِبَادَتِي لَدَخَلَهُ الْعُجْبُ مِنْ ذلِكَ ، فَيُصَيِّرُهُ
الْعُجْبُ إِلَى الْفِتْنَةِ بِأَعْمَالِهِ ، فَيَأْتِيهِ مِنْ ذلِكَ
مَا فِيهِ هَلَاكُهُ ؛ لِعُجْبِهِ بِأَعْمَالِهِ ، وَرِضَاهُ عَنْ نَفْسِهِ ،
حَتّى يَظُنَّ أَنَّهُ قَدْ فَاقَ الْعَابِدِينَ ، وَجَازَ فِي عِبَادَتِهِ حَدَّ
التَّقْصِيرِ ، فَيَتَبَاعَدُ مِنِّي عِنْدَ ذلِكَ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ
يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ ، فَلَا يَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلى أَعْمَالِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِي ؛
فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا وَأَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَفْنَوْا أَعْمَارَهُمْ
فِي عِبَادَتِي كَانُوا مُقَصِّرِينَ ، غَيْرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِمْ
كُنْهَ عِبَادَتِي فِيمَا يَطْلُبُونَ عِنْدِي
__________________
مِنْ كَرَامَتِي
وَالنَّعِيمِ فِي جَنَّاتِي وَرَفِيعِ دَرَجَاتِيَ الْعُلى فِي جِوَارِي ، وَلكِنْ فَبِرَحْمَتِي فَلْيَثِقُوا ،
وَبِفَضْلِي فَلْيَفْرَحُوا ، وَإِلى حُسْنِ الظَّنِّ بِي فَلْيَطْمَئِنُّوا ؛ فَإِنَّ
رَحْمَتِي عِنْدَ ذلِكَ تَدَارَكُهُمْ ، وَمَنِّي يُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِي ، وَمَغْفِرَتِي
تُلْبِسُهُمْ عَفْوِي ؛ فَإِنِّي أَنَا اللهُ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ،
وَ بِذلِكَ تَسَمَّيْتُ ».
١٥٨٢ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ :
__________________
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليهالسلام ، قَالَ : « يَنْبَغِي لِمَنْ عَقَلَ عَنِ اللهِ أَنْ لَايَسْتَبْطِئَهُ فِي رِزْقِهِ ،
وَلَا يَتَّهِمَهُ فِي قَضَائِهِ ».
١٥٨٣ / ٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
النُّعْمَانِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ نُهَيْكٍ بَيَّاعِ الْهَرَوِيِّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ لَا
أَصْرِفُهُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ جَعَلْتُهُ خَيْراً لَهُ ؛ فَلْيَرْضَ
بِقَضَائِي ، وَلْيَصْبِرْ عَلى بَلَائِي ، وَلْيَشْكُرْ نَعْمَائِي ؛ أَكْتُبْهُ ـ يَا مُحَمَّدُ ـ مِنَ الصِّدِّيقِينَ
عِنْدِي ».
١٥٨٤ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ،
__________________
عَنْ مَالِكِ بْنِ
عَطِيَّةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام قَالَ
: « إِنَّ فِيمَا أَوْحَى
اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عليهالسلام : يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ ، مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عَبْدِيَ
الْمُؤْمِنِ ؛ فَإِنِّي إِنَّمَا أَبْتَلِيهِ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ ، وَأُعَافِيهِ لِمَا هُوَ خَيْرٌ
لَهُ ، وَأَزْوِي عَنْهُ مَا هُوَ شَرٌّ لَهُ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ ، وَأَنَا
أَعْلَمُ بِمَا يَصْلُحُ عَلَيْهِ عَبْدِي ، فَلْيَصْبِرْ عَلى بَلَائِي ، وَلْيَشْكُرْ نَعْمَائِي ، وَلْيَرْضَ
بِقَضَائِي ؛ أَكْتُبْهُ فِي الصِّدِّيقِينَ عِنْدِي إِذَا عَمِلَ بِرِضَائِي ، وَأَطَاعَ
أَمْرِي ».
__________________
١٥٨٥ / ٨. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « عَجِبْتُ لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ ؛ لَايَقْضِي اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ لَهُ قَضَاءً إِلاَّ كَانَ خَيْراً لَهُ ؛ وَ إِنْ قُرِّضَ بِالْمَقَارِيضِ
كَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ مَلَكَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا كَانَ خَيْراً لَهُ ».
١٥٨٦ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « أَحَقُّ خَلْقِ اللهِ أَنْ يُسَلِّمَ لِمَا قَضَى اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ مَنْ عَرَفَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَمَنْ رَضِيَ بِالْقَضَاءِ ، أَتى
عَلَيْهِ الْقَضَاءُ ، وَعَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ ؛ وَمَنْ
__________________
سَخِطَ الْقَضَاءَ
، مَضى عَلَيْهِ الْقَضَاءُ ، وَأَحْبَطَ اللهُ أَجْرَهُ ».
١٥٨٧ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمِ
بْنِ الْبَرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
قَالَ عَلِيُّ بْنُ
الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا : « الزُّهْدُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ ؛
أَعْلى دَرَجَةِ الزُّهْدِ أَدْنى دَرَجَةِ الْوَرَعِ ، وَأَعْلى دَرَجَةِ
الْوَرَعِ أَدْنى دَرَجَةِ الْيَقِينِ ، وَأَعْلى دَرَجَةِ الْيَقِينِ أَدْنى
دَرَجَةِ الرِّضَا ».
١٥٨٨ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ،
عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَقِيَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ ، كَيْفَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً وَهُوَ يَسْخَطُ
قِسْمَهُ ، وَيُحَقِّرُ مَنْزِلَتَهُ ،
__________________
وَالْحَاكِمُ عَلَيْهِ اللهُ؟ وَأَنَا الضَّامِنُ لِمَنْ لَمْ يَهْجُسْ فِي قَلْبِهِ
إِلاَّ الرِّضَا أَنْ يَدْعُوَ اللهَ ، فَيُسْتَجَابَ لَهُ ».
١٥٨٩ / ١٢. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : بِأَيِّ شَيْءٍ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ
بِأَنَّهُ مُؤْمِنٌ؟
قَالَ : «
بِالتَّسْلِيمِ لِلّهِ ، وَالرِّضَا فِيمَا وَرَدَ عَلَيْهِ
مِنْ سُرُورٍ أَوْ سَخَطٍ ».
١٥٩٠ / ١٣. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ
الْمُخْتَارِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَقُولُ لِشَيْءٍ قَدْ مَضى : لَوْ كَانَ
__________________
غَيْرُهُ ».
٣٢ ـ بَابُ التَّفْوِيضِ إِلَى اللهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ
١٥٩١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُفَضَّلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى دَاوُدَ
عليهالسلام : مَا اعْتَصَمَ بِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي دُونَ أَحَدٍ
مِنْ خَلْقِي عَرَفْتُ ذلِكَ مِنْ نِيَّتِهِ ، ثُمَّ تَكِيدُهُ السَّمَاوَاتُ
وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ، إِلاَّ جَعَلْتُ لَهُ الْمَخْرَجَ مِنْ
بَيْنِهِنَّ ؛ وَمَا اعْتَصَمَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي بِأَحَدٍ مِنْ
خَلْقِي عَرَفْتُ ذلِكَ مِنْ نِيَّتِهِ ، إِلاَّ قَطَعْتُ أَسْبَابَ
السَّمَاوَاتِ مِنْ يَدَيْهِ ، وَأَسَخْتُ الْأَرْضَ مِنْ
تَحْتِهِ ، وَلَمْ أُبَالِ بِأَيِّ وَادٍ هَلَكَ ».
١٥٩٢ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي
__________________
حَفْصٍ الْأَعْشى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ ،
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، قَالَ : « خَرَجْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ
إِلى هذَا الْحَائِطِ ، فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ
ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ ، يَنْظُرُ فِي تُجَاهِ وَجْهِي ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيَّ
بْنَ الْحُسَيْنِ ، مَا لِي أَرَاكَ كَئِيباً حَزِيناً أَعَلَى
الدُّنْيَا ؟ فَرِزْقُ اللهِ حَاضِرٌ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ.
قُلْتُ : مَا عَلى هذَا أَحْزَنُ ، وَإِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُ. قَالَ : فَعَلَى
الْآخِرَةِ؟ فَوَعْدٌ صَادِقٌ يَحْكُمُ فِيهِ مَلِكٌ قَاهِرٌ ـ أَوْ قَالَ :
قَادِرٌ ـ قُلْتُ : مَا عَلى هذَا أَحْزَنُ ، وَإِنَّهُ لَكَمَا
تَقُولُ. فَقَالَ : مِمَّ حُزْنُكَ؟ قُلْتُ : مِمَّا
__________________
نَتَخَوَّفُ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَمَا فِيهِ
__________________
النَّاسُ ».
قَالَ : «
فَضَحِكَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، هَلْ رَأَيْتَ أَحَداً دَعَا اللهَ فَلَمْ يُجِبْهُ قُلْتُ : لَا.
قَالَ : فَهَلْ رَأَيْتَ أَحَداً تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ فَلَمْ يَكْفِهِ؟ قُلْتُ :
لَا. قَالَ : فَهَلْ رَأَيْتَ أَحَداً سَأَلَ اللهَ فَلَمْ يُعْطِهِ؟ قُلْتُ : لَا
، ثُمَّ غَابَ عَنِّي ».
عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، مِثْلَهُ.
١٥٩٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْغِنى وَالْعِزَّ يَجُولَانِ ،
فَإِذَا ظَفِرَا بِمَوْضِعِ التَّوَكُّلِ أَوْطَنَا ».
عِدَّةٌ مِنْ
أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
__________________
حَسَّانَ ،
مِثْلَهُ.
١٥٩٤ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَيُّمَا عَبْدٍ أَقْبَلَ قِبَلَ مَا يُحِبُّ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَقْبَلَ اللهُ قِبَلَ
مَا يُحِبُّ ؛ وَمَنِ اعْتَصَمَ بِاللهِ عَصَمَهُ اللهُ ؛ وَمَنْ
أَقْبَلَ اللهُ قِبَلَهُ وَ عَصَمَهُ لَمْ يُبَالِ لَوْ سَقَطَتِ السَّمَاءُ عَلَى
الْأَرْضِ ، أَوْ كَانَتْ نَازِلَةٌ نَزَلَتْ عَلى أَهْلِ الْأَرْضِ ،
فَشَمِلَتْهُمْ بَلِيَّةٌ ، كَانَ فِي حِزْبِ اللهِ بِالتَّقْوى مِنْ كُلِّ
بَلِيَّةٍ ، أَلَيْسَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ ) ».
١٥٩٥ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ
أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلاَّلِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) فَقَالَ : « التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ دَرَجَاتٌ : مِنْهَا
أَنْ تَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا ، فَمَا فَعَلَ بِكَ
كُنْتَ عَنْهُ رَاضِياً ، تَعْلَمُ أَنَّهُ لَايَأْلُوكَ خَيْراً وَفَضْلاً ،
وَتَعْلَمُ أَنَّ الْحُكْمَ فِي ذلِكَ لَهُ ؛ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ بِتَفْوِيضِ
ذلِكَ إِلَيْهِ ، وَثِقْ به فيها وفي غَيرِها ».
__________________
١٥٩٦ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛
وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ
: « مَنْ أُعْطِيَ
ثَلَاثاً لَمْ يُمْنَعْ ثَلَاثاً : مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ أُعْطِيَ الْإِجَابَةَ ،
وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ أُعْطِيَ الزِّيَادَةَ ، وَمَنْ أُعْطِيَ التَّوَكُّلَ
أُعْطِيَ الْكِفَايَةَ ».
ثُمَّ قَالَ : «
أَتَلَوْتَ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ
عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) وَقَالَ : ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ
لَأَزِيدَنَّكُمْ ) وَقَالَ : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
لَكُمْ ) ؟ ».
١٥٩٧ / ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ
__________________
رَاشِدٍ ، عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ ، قَالَ :
كُنَّا فِي
مَجْلِسٍ نَطْلُبُ فِيهِ الْعِلْمَ ، وَقَدْ نَفِدَتْ نَفَقَتِي فِي
بَعْضِ الْأَسْفَارِ ، فَقَالَ لِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا : مَنْ تُؤَمِّلُ لِمَا
قَدْ نَزَلَ بِكَ؟ فَقُلْتُ : فُلَاناً ، فَقَالَ : إِذاً وَاللهِ لَاتُسْعَفُ حَاجَتُكَ ، وَلَا
يَبْلُغُكَ أَمَلُكَ ، وَلَا تُنْجَحُ طَلِبَتُكَ ،
قُلْتُ : وَمَا عَلَّمَكَ رَحِمَكَ اللهُ؟
قَالَ : إِنَّ
أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام حَدَّثَنِي أَنَّهُ قَرَأَ فِي بَعْضِ
الْكُتُبِ أَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يَقُولُ : « وَعِزَّتِي وَجَلَالِي
وَمَجْدِي وَارْتِفَاعِي عَلى عَرْشِي ، لَأَقْطَعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ مِنَ النَّاسِ غَيْرِي
بِالْيَأْسِ ، وَلَأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ عِنْدَ النَّاسِ ،
وَلَأُنَحِّيَنَّهُ مِنْ
__________________
قُرْبِي ،
وَلَأُبَعِّدَنَّهُ مِنْ فَضْلِي ، أَيُؤَمِّلُ غَيْرِي فِي الشَّدَائِدِ وَالشَّدَائِدُ بِيَدِي ،
وَيَرْجُو غَيْرِي ، وَيَقْرَعُ بِالْفِكْرِ بَابَ غَيْرِي وَبِيَدِي
مَفَاتِيحُ الْأَبْوَابِ ، وَهِيَ مُغْلَقَةٌ ، وَبَابِي مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَانِي؟!
فَمَنْ ذَا
الَّذِي أَمَّلَنِي لِنَوَائِبِهِ ، فَقَطَعْتُهُ دُونَهَا؟ وَمَنْ ذَا الَّذِي رَجَانِي
لِعَظِيمَةٍ ، فَقَطَعْتُ رَجَاءَهُ مِنِّي؟ جَعَلْتُ آمَالَ عِبَادِي عِنْدِي
مَحْفُوظَةً ، فَلَمْ يَرْضَوْا بِحِفْظِي ، وَمَلَأْتُ سَمَاوَاتِي مِمَّنْ
لَايَمَلُّ مِنْ تَسْبِيحِي ، وَأَمَرْتُهُمْ أَنْ لَايُغْلِقُوا الْأَبْوَابَ بَيْنِي وَبَيْنَ
عِبَادِي ، فَلَمْ يَثِقُوا بِقَوْلِي ، أَلَمْ يَعْلَمْ مَنْ طَرَقَتْهُ
نَائِبَةٌ مِنْ نَوَائِبِي أَنَّهُ لَايَمْلِكُ كَشْفَهَا أَحَدٌ غَيْرِي إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِي؟
فَمَا لِي أَرَاهُ لَاهِياً عَنِّي؟
أَعْطَيْتُهُ
بِجُودِي مَا لَمْ يَسْأَلْنِي ، ثُمَّ انْتَزَعْتُهُ عَنْهُ ، فَلَمْ
يَسْأَلْنِي رَدَّهُ وَسَأَلَ غَيْرِي ، أَفَيَرَانِي أَبْدَأُ بَالعَطَاءِ
قَبلَ
المسألةِ ، ثُمَّ أُسأَلُ فَلَا .....
__________________
أُجِيبُ سَائِلِي؟ أَبَخِيلٌ أَنَا ؛ فَيُبَخِّلَنِي عَبْدِي؟ أَوَلَيْسَ
الْجُودُ وَالْكَرَمُ لِي؟ أَوَلَيْسَ الْعَفْوُ وَالرَّحْمَةُ بِيَدِي؟ أَوَلَيْسَ
أَنَا مَحَلَّ الْآمَالِ؟ فَمَنْ يَقْطَعُهَا دُونِي؟ أَفَلَا يَخْشَى
الْمُؤَمِّلُونَ أَنْ يُؤَمِّلُوا غَيْرِي؟ فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَمَاوَاتِي
وَأَهْلَ أَرْضِي أَمَّلُوا جَمِيعاً ، ثُمَّ أَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ
مِثْلَ مَا أَمَّلَ الْجَمِيعُ ، مَا انْتَقَصَ مِنْ مُلْكِي
مِثْلَ عُضْوِ ذَرَّةٍ ، وَكَيْفَ يَنْقُصُ مُلْكٌ أَنَا قَيِّمُهُ؟!
فَيَا بُؤْساً لِلْقَانِطِينَ
مِنْ رَحْمَتِي! وَيَا بُؤْساً لِمَنْ عَصَانِي وَلَمْ يُرَاقِبْنِي! ».
١٥٩٨ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ بَعْضِ
أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمنِ ، قَالَ :
كُنْتُ مَعَ
مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بِيَنْبُعَ ، وَقَدْ نَفِدَتْ نَفَقَتِي فِي بَعْضِ الْأَسْفَارِ ، فَقَالَ لِي بَعْضُ
وُلْدِ الْحُسَيْنِ عليهالسلام : مَنْ تُؤَمِّلُ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ؟ فَقُلْتُ : مُوسَى بْنَ عَبْدِ
اللهِ ، فَقَالَ : إِذاً لَاتُقْضى حَاجَتُكَ ، ثُمَّ لَاتُنْجَحُ طَلِبَتُكَ ، قُلْتُ :
وَلِمَ ذَاكَ ؟ قَالَ : لِأَنِّي
__________________
وَجَدْتُ فِي بَعْضِ كُتُبِ آبَائِي : أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ
يَقُولُ ؛ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.
فَقُلْتُ : يَا
ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، أَمْلِ عَلَيَّ ، فَأَمْلَاهُ عَلَيَّ ، فَقُلْتُ : لَاوَاللهِ ، مَا أَسْأَلُهُ حَاجَةً
بَعْدَهَا.
٣٣ ـ بَابُ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ
١٥٩٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنِ الْحَارِثِ
بْنِ الْمُغِيرَةِ أَوْ أَبِيهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا كَانَ فِي وَصِيَّةِ
لُقْمَانَ؟
قَالَ : « كَانَ
فِيهَا الْأَعَاجِيبُ ، وَكَانَ أَعْجَبَ مَا كَانَ فِيهَا أَنْ قَالَ لِابْنِهِ : خَفِ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ
ـ خِيفَةً لَوْ جِئْتَهُ بِبِرِّ الثَّقَلَيْنِ لَعَذَّبَكَ ، وَارْجُ اللهَ
رَجَاءً لَوْ جِئْتَهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَرَحِمَكَ ».
__________________
ثُمَّ قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « كَانَ أَبِي
يَقُولُ : إِنَّهُ
لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ
مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَ فِي قَلْبِهِ نُورَانِ : نُورُ خِيفَةٍ ، وَنُورُ رَجَاءٍ
، لَوْ وُزِنَ هذَا لَمْ يَزِدْ عَلى هذَا ، وَلَوْ وُزِنَ هذَا لَمْ يَزِدْ
عَلى هذَا ».
١٦٠٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا إِسْحَاقُ ، خَفِ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ؛
وَإِنْ كُنْتَ لَاتَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ،
__________________
فَإِنْ كُنْتَ تَرى أَنَّهُ لَايَرَاكَ فَقَدْ كَفَرْتَ ، وَإِنْ
كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَرَاكَ ثُمَّ بَرَزْتَ لَهُ
بِالْمَعْصِيَةِ ، فَقَدْ جَعَلْتَهُ مِنْ أَهْوَنِ
النَّاظِرِينَ عَلَيْكَ ».
١٦٠١ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ خَافَ اللهَ ، أَخَافَ اللهُ مِنْهُ
كُلَّ شَيْءٍ ؛ وَمَنْ لَمْ يَخَفِ اللهَ ، أَخَافَهُ اللهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ».
١٦٠٢ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجَعْفَرِيِّ ،
عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
__________________
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَنْ عَرَفَ اللهَ خَافَ اللهَ ، وَمَنْ خَافَ اللهَ
سَخَتْ
نَفْسُهُ عَنِ الدُّنْيَا
».
١٦٠٣ / ٥. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : قَوْمٌ يَعْمَلُونَ بِالْمَعَاصِي
، وَيَقُولُونَ : نَرْجُو ، فَلَا يَزَالُونَ كَذلِكَ حَتّى يَأْتِيَهُمُ
الْمَوْتُ ؟
فَقَالَ : «
هؤُلَاءِ قَوْمٌ يَتَرَجَّحُونَ فِي الْأَمَانِيِّ ، كَذَبُوا ، لَيْسُوا بِرَاجِينَ ؛
__________________
إِنَّ مَنْ رَجَا شَيْئاً طَلَبَهُ ، وَمَنْ خَافَ مِنْ شَيْءٍ هَرَبَ مِنْهُ ».
١٦٠٤ / ٦. وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : إِنَّ قَوْماً مِنْ مَوَالِيكَ يُلِمُّونَ بِالْمَعَاصِي
، وَيَقُولُونَ : نَرْجُو؟
فَقَالَ : «
كَذَبُوا لَيْسُوا لَنَا بِمَوَالٍ ، أُولئِكَ قَوْمٌ تَرَجَّحَتْ
بِهِمُ الْأَمَانِيُّ ؛ مَنْ رَجَا شَيْئاً عَمِلَ لَهُ ، وَمَنْ
خَافَ مِنْ شَيْءٍ هَرَبَ مِنْهُ ».
١٦٠٥ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ رَفَعَهُ ،
قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّ مِنَ الْعِبَادَةِ شِدَّةَ الْخَوْفِ مِنَ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّما يَخْشَى
اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : ( فَلا تَخْشَوُا
النّاسَ وَاخْشَوْنِ ) وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( وَمَنْ
يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ) قَالَ : وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّ
__________________
حُبَّ الشَّرَفِ
وَالذِّكْرِ لَايَكُونَانِ فِي قَلْبِ الْخَائِفِ الرَّاهِبِ ».
١٦٠٦ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، قَالَ : « إِنَّ
رَجُلاً رَكِبَ الْبَحْرَ بِأَهْلِهِ ، فَكُسِرَ بِهِمْ ، فَلَمْ يَنْجُ مِمَّنْ
كَانَ فِي السَّفِينَةِ إِلاَّ امْرَأَةُ الرَّجُلِ ؛ فَإِنَّهَا نَجَتْ عَلى
لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ حَتّى أَلْجَأَتْ عَلى جَزِيرَةٍ مِنْ
جَزَائِرِ الْبَحْرِ ، وَكَانَ فِي تِلْكَ الْجَزِيرَةِ رَجُلٌ يَقْطَعُ
الطَّرِيقَ ، وَلَمْ يَدَعْ لِلّهِ حُرْمَةً إِلاَّ انْتَهَكَهَا ، فَلَمْ يَعْلَمْ إِلاَّ
وَالْمَرْأَةُ قَائِمَةٌ عَلى رَأْسِهِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : إِنْسِيَّةٌ
أَمْ جِنِّيَّةٌ؟ فَقَالَتْ : إِنْسِيَّةٌ ، فَلَمْ يُكَلِّمْهَا كَلِمَةً حَتّى جَلَسَ
مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِهِ ، فَلَمَّا أَنْ هَمَّ بِهَا
اضْطَرَبَتْ ، فَقَالَ لَهَا : مَا لَكِ تَضْطَرِبِينَ؟ فَقَالَتْ : أَفْرَقُ مِنْ هذَا ،
وَأَوْمَأَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ.
قَالَ : فَصَنَعْتِ
مِنْ هذَا شَيْئاً؟ قَالَتْ : لَاوَعِزَّتِهِ ، قَالَ : فَأَنْتِ تَفْرَقِينَ مِنْهُ هذَا الْفَرَقَ
وَلَمْ تَصْنَعِي مِنْ هذَا شَيْئاً وَإِنَّمَا اسْتَكْرَهْتُكِ اسْتِكْرَاهاً ،
فَأَنَا وَاللهِ أَوْلى بِهذَا الْفَرَقِ وَالْخَوْفِ وَأَحَقُّ مِنْكِ.
__________________
قَالَ : فَقَامَ
وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئاً ، وَرَجَعَ إِلى أَهْلِهِ ، وَلَيْسَتْ لَهُ هِمَّةٌ إِلاَّ التَّوْبَةُ وَالْمُرَاجَعَةُ ،
فَبَيْنَا هُوَ يَمْشِي إِذْ صَادَفَهُ رَاهِبٌ يَمْشِي
فِي الطَّرِيقِ ، فَحَمِيَتْ عَلَيْهِمَا الشَّمْسُ ، فَقَالَ الرَّاهِبُ
لِلشَّابِّ : ادْعُ اللهَ يُظِلَّنَا بِغَمَامَةٍ ، فَقَدْ حَمِيَتْ عَلَيْنَا
الشَّمْسُ ، فَقَالَ الشَّابُّ : مَا أَعْلَمُ أَنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي
حَسَنَةً فَأَتَجَاسَرَ عَلى أَنْ أَسْأَلَهُ شَيْئاً ، قَالَ : فَأَدْعُو أَنَا
وَتُؤَمِّنُ أَنْتَ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَأَقْبَلَ الرَّاهِبُ يَدْعُو وَالشَّابُّ
يُؤَمِّنُ ، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ أَظَلَّتْهُمَا غَمَامَةٌ ، فَمَشَيَا تَحْتَهَا مَلِيّاً مِنَ النَّهَارِ
، ثُمَّ تَفَرَّقَتِ الْجَادَّةُ جَادَّتَيْنِ ، فَأَخَذَ الشَّابُّ فِي
وَاحِدَةٍ ، وَأَخَذَ الرَّاهِبُ فِي وَاحِدَةٍ ، فَإِذَا السَّحَابَةُ مَعَ الشَّابِّ.
فَقَالَ
الرَّاهِبُ : أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي ، لَكَ اسْتُجِيبَ وَلَمْ
يُسْتَجَبْ لِي ، فَخَبِّرْنِي مَا قِصَّتُكَ ؟ فَأَخْبَرَهُ بِخَبَرِ الْمَرْأَةِ ، فَقَالَ : غُفِرَ لَكَ مَا مَضى
حَيْثُ دَخَلَكَ الْخَوْفُ ، فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ فِيمَا تَسْتَقْبِلُ ».
__________________
١٦٠٧ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ مِمَّا حُفِظَ مِنْ خُطَبِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَنَّهُ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ
لَكُمْ مَعَالِمَ ، فَانْتَهُوا إِلى مَعَالِمِكُمْ ، وَإِنَّ لَكُمْ نِهَايَةً ،
فَانْتَهُوا إِلى نِهَايَتِكُمْ ، أَلَا إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَعْمَلُ بَيْنَ
مَخَافَتَيْنِ : بَيْنَ أَجَلٍ قَدْ مَضى لَايَدْرِي مَا اللهُ صَانِعٌ فِيهِ ، وَبَيْنَ
أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ لَايَدْرِي مَا اللهُ قَاضٍ فِيهِ ، فَلْيَأْخُذِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ مِنْ نَفْسِهِ
لِنَفْسِهِ ، وَمِنْ دُنْيَاهُ لآِخِرَتِهِ ، وَفِي الشَّبِيبَةِ قَبْلَ الْكِبَرِ
، وَفِي الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَمَاتِ ، فَوَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ
بِيَدِهِ ، مَا بَعْدَ الدُّنْيَا مِنْ مُسْتَعْتَبٍ ، وَمَا
بَعْدَهَا مِنْ دَارٍ إِلاَّ الْجَنَّةُ أَوِ النَّارُ ».
__________________
١٦٠٨ / ١٠. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ
دَاوُدَ الرَّقِّيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِمَنْ
خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ )
قَالَ : « مَنْ عَلِمَ
أَنَّ اللهَ يَرَاهُ وَيَسْمَعُ مَا يَقُولُ وَيَعْلَمُ مَا يَعْمَلُهُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ
شَرٍّ ، فَيَحْجُزُهُ ذلِكَ عَنِ الْقَبِيحِ مِنَ الْأَعْمَالِ ، فَذلِكَ الَّذِي
، خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى ».
١٦٠٩ / ١١. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ
سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي
سَارَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتّى
يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً ، وَلَا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتّى يَكُونَ
عَامِلاً لِمَا يَخَافُ وَيَرْجُو ».
١٦١٠ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ : ذَنْبٍ
قَدْ مَضى لَايَدْرِي
__________________
مَا صَنَعَ اللهُ
فِيهِ ، وَعُمُرٍ قَدْ بَقِيَ لَايَدْرِي مَا يَكْتَسِبُ فِيهِ مِنَ الْمَهَالِكِ
، فَهُوَ لَايُصْبِحُ
إِلاَّ خَائِفاً ، وَلَا يُصْلِحُهُ
إِلاَّ الْخَوْفُ ».
١٦١١ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِي عليهالسلام يَقُولُ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَ فِي قَلْبِهِ
نُورَانِ : نُورُ خِيفَةٍ ، وَنُورُ رَجَاءٍ ، لَوْ وُزِنَ هذَا لَمْ يَزِدْ عَلى
هذَا ، وَلَوْ وُزِنَ هذَا لَمْ يَزِدْ عَلى هذَا ».
٣٤ ـ بَابُ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ
١٦١٢ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
الْحَذَّاءِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : لَايَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلى
أَعْمَالِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِي ؛ فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا وَأَتْعَبُوا
أَنْفُسَهُمْ أَعْمَارَهُمْ فِي عِبَادَتِي كَانُوا مُقَصِّرِينَ ،
غَيْرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِمْ كُنْهَ عِبَادَتِي فِيمَا
__________________
يَطْلُبُونَ عِنْدِي مِنْ كَرَامَتِي وَالنَّعِيمِ فِي جَنَّاتِي وَرَفِيعِ
الدَّرَجَاتِ الْعُلى فِي جِوَارِي ، وَلكِنْ بِرَحْمَتِي فَلْيَثِقُوا ،
وَفَضْلِي فَلْيَرْجُوا ، وَإِلى حُسْنِ الظَّنِّ بِي فَلْيَطْمَئِنُّوا ؛ فَإِنَّ
رَحْمَتِي عِنْدَ ذلِكَ تُدْرِكُهُمْ ، وَمَنِّي يُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِي ، وَمَغْفِرَتِي تُلْبِسُهُمْ عَفْوِي ؛
فَإِنِّي أَنَا اللهُ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، وَبِذلِكَ تَسَمَّيْتُ ».
١٦١٣ / ٢. ابْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ
مُعَاوِيَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليهالسلام أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم قَالَ وَهُوَ عَلى مِنْبَرِهِ : وَ الَّذِي لَا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ، مَا أُعْطِيَ مُؤْمِنٌ
قَطُّ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلاَّ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِاللهِ ،
وَرَجَائِهِ لَهُ ، وَحُسْنِ خُلُقِهِ ، وَالْكَفِّ عَنِ اغْتِيَابِ
الْمُؤْمِنِينَ ؛ وَالَّذِي لَا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ، لَايُعَذِّبُ اللهُ مُؤْمِناً
بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ إِلاَّ بِسُوءِ ظَنِّهِ بِاللهِ ،
وَتَقْصِيرِهِ
__________________
مِنْ رَجَائِهِ ، وَسُوءِ
خُلُقِهِ ، وَاغْتِيَابِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ ؛ وَ الَّذِي لَا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ، لَايَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدٍ
مُؤْمِنٍ بِاللهِ إِلاَّ كَانَ اللهُ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ ؛ لِأَنَّ
اللهَ كَرِيمٌ ، بِيَدِهِ الْخَيْرَاتُ ، يَسْتَحْيِي أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَدْ
أَحْسَنَ بِهِ الظَّنَّ ، ثُمَّ يُخْلِفَ ظَنَّهُ وَرَجَاءَهُ ؛ فَأَحْسِنُوا
بِاللهِ الظَّنَّ ، وَارْغَبُوا إِلَيْهِ ».
١٦١٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : « أَحْسِنِ الظَّنَّ بِاللهِ ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ
: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ بِي ، إِنْ خَيْراً
فَخَيْراً ، وَإِنْ شَرّاً فَشَرّاً ».
١٦١٥ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
عُيَيْنَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « حُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ أَنْ لَاتَرْجُوَ
إِلاَّ اللهَ ، وَلَا تَخَافَ إِلاَّ
__________________
ذَنْبَكَ ».
٣٥ ـ بَابُ الِاعْتِرَافِ بِالتَّقْصِيرِ
١٦١٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي خَلَفٍ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لِبَعْضِ وُلْدِهِ : « يَا بُنَيَّ ، عَلَيْكَ
بِالْجِدِّ ، لَا تُخْرِجَنَّ نَفْسَكَ مِنْ حَدِّ التَّقْصِيرِ فِي عِبَادَةِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ
وَطَاعَتِهِ ؛ فَإِنَّ اللهَ لَايُعْبَدُ حَقَّ عِبَادَتِهِ ».
١٦١٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ
اللهِ ، عَنْ بَعْضِ الْعِرَاقِيِّينَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى
الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ جَابِرٍ ،
قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « يَا جَابِرُ ، لَا أَخْرَجَكَ اللهُ مِنَ النَّقْصِ وَلَا التَّقْصِيرِ ».
__________________
١٦١٨ / ٣. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
الْحَسَنِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ رَجُلاً فِي بَنِي
إِسْرَائِيلَ عَبَدَ اللهَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ قَرَّبَ قُرْبَاناً ،
فَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ ، فَقَالَ لِنَفْسِهِ : مَا أُتِيتُ إِلاَّ مِنْكِ ،
وَمَا الذَّنْبُ إِلاَّ لَكِ ». قَالَ : « فَأَوْحَى اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى
ـ إِلَيْهِ : ذَمُّكَ لِنَفْسِكَ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَتِكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً
».
١٦١٩ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَيُّوبَ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يُونُسَ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « أَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ : اللهُمَّ لَاتَجْعَلْنِي مِنَ
الْمُعَارِينَ ، وَلَا تُخْرِجْنِي مِنَ التَّقْصِيرِ ».
قَالَ : قُلْتُ :
أَمَّا الْمُعَارُونَ ، فَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّجُلَ يُعَارُ الدِّينَ ، ثُمَّ
يَخْرُجُ مِنْهُ ،
__________________
فَمَا مَعْنى «
لَا تُخْرِجْنِي مِنَ
التَّقْصِيرِ »؟
فَقَالَ : « كُلُّ
عَمَلٍ تُرِيدُ بِهِ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَكُنْ فِيهِ مُقَصِّراً عِنْدَ
نَفْسِكَ ؛ فَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ
وَبَيْنَ اللهِ مُقَصِّرُونَ إِلاَّ مَنْ عَصَمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».
٣٦ ـ بَابُ الطَّاعَةِ وَالتَّقْوى
١٦٢٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ أَخِي عُرَامٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « لَا تَذْهَبْ بِكُمُ
الْمَذَاهِبُ ، فَوَ اللهِ مَا شِيعَتُنَا إِلاَّ مَنْ أَطَاعَ اللهَ عَزَّ
وَجَلَّ ».
١٦٢١ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ
__________________
حُمَيْدٍ ، عَنْ
أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، وَاللهِ مَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ
وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلاَّ وَقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَمَا مِنْ
شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ
وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ، أَلَا وَإِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي أَنَّهُ لَنْ
تَمُوتَ نَفْسٌ حَتّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا ،
فَاتَّقُوا اللهَ ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، وَلَا يَحْمِلْ أَحَدَكُمْ اسْتِبْطَاءُ
شَيْءٍ مِنَ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ بِغَيْرِ حِلِّهِ ؛ فَإِنَّهُ لَايُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلاَّ
بِطَاعَتِهِ ».
١٦٢٢ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ
الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ ؛
__________________
وَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً
، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « يَا جَابِرُ ، أَيَكْتَفِي مَنْ يَنْتَحِلُ التَّشَيُّعَ
أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَوَ اللهِ مَا شِيعَتُنَا إِلاَّ مَنِ
اتَّقَى اللهَ وَأَطَاعَهُ ، وَمَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلاَّ
بِالتَّوَاضُعِ ، وَالتَّخَشُّعِ ، وَالْأَمَانَةِ ، وَكَثْرَةِ
ذِكْرِ اللهِ ، وَالصَّوْمِ ، وَالصَّلَاةِ ، وَالْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ ، وَالتَّعَاهُدِ
لِلْجِيرَانِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَالْغَارِمِينَ
وَالْأَيْتَامِ ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ ، وَكَفِّ
الْأَلْسُنِ عَنِ النَّاسِ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ ، وَكَانُوا أُمَنَاءَ
عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ ».
قَالَ جَابِرٌ :
فَقُلْتُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، مَا نَعْرِفُ الْيَوْمَ أَحَداً بِهذِهِ
الصِّفَةِ.
فَقَالَ : « يَا
جَابِرُ ، لَاتَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ ، حَسْبُ الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ :
__________________
أُحِبُّ عَلِيّاً
وَأَتَوَلاَّهُ ، ثُمَّ لَايَكُونَ مَعَ ذلِكَ فَعَّالاً ؟! فَلَوْ قَالَ :
إِنِّي أُحِبُّ رَسُولَ اللهِ ، فَرَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ عليهالسلام ، ثُمَّ لَايَتَّبِعُ سِيرَتَهُ ، وَلَا يَعْمَلُ
بِسُنَّتِهِ ، مَا نَفَعَهُ حُبُّهُ إِيَّاهُ شَيْئاً ؛ فَاتَّقُوا اللهَ ، وَاعْمَلُوا
لِمَا عِنْدَ اللهِ ، لَيْسَ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ ، أَحَبُّ
الْعِبَادِ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ أَتْقَاهُمْ ، وَأَعْمَلُهُمْ
بِطَاعَتِهِ.
يَا جَابِرُ ،
وَاللهِ مَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِلاَّ
بِالطَّاعَةِ ، وَ مَا مَعَنَا بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ ، وَلَا عَلَى اللهِ
لِأَحَدٍ مِنْ حُجَّةٍ ؛ مَنْ كَانَ لِلّهِ مُطِيعاً ، فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ ؛
وَمَنْ كَانَ لِلّهِ عَاصِياً ، فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ ؛ وَ مَا تُنَالُ وَلَايَتُنَا
إِلاَّ بِالْعَمَلِ
__________________
وَالْوَرَعِ ».
١٦٢٣ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي
عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، يَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ ،
فَيَأْتُونَ بَابَ الْجَنَّةِ ، فَيَضْرِبُونَهُ ، فَيُقَالُ
لَهُمْ : مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ ،
فَيُقَالُ لَهُمْ : عَلى مَا صَبَرْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : كُنَّا نَصْبِرُ
عَلى طَاعَةِ اللهِ ، وَنَصْبِرُ عَنْ مَعَاصِي اللهِ ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :
صَدَقُوا ، أَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّما
يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) ».
١٦٢٤ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام يَقُولُ : لَايَقِلُّ عَمَلٌ مَعَ تَقْوى ، وَكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ ؟! ».
١٦٢٥ / ٦. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ ـ شِيعَةِ
آلِ مُحَمَّدٍ ـ كُونُوا النُّمْرُقَةَ الْوُسْطى ، يَرْجِعُ إِلَيْكُمُ الْغَالِي ، وَيَلْحَقُ
بِكُمُ التَّالِي ».
فَقَالَ لَهُ
رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ـ يُقَالُ لَهُ : سَعْدٌ ـ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا
الْغَالِي؟ قَالَ : « قَوْمٌ يَقُولُونَ فِينَا مَا لَانَقُولُهُ فِي أَنْفُسِنَا
، فَلَيْسَ أُولئِكَ مِنَّا ، وَلَسْنَا مِنْهُمْ ».
__________________
قَالَ : فَمَا
التَّالِي؟ قَالَ : « الْمُرْتَادُ ، يُرِيدُ الْخَيْرَ يُبَلِّغُهُ الْخَيْرَ
يُؤْجَرُ عَلَيْهِ ».
ثُمَّ أَقْبَلَ
عَلَيْنَا ، فَقَالَ : « وَاللهِ ، مَا مَعَنَا مِنَ اللهِ بَرَاءَةٌ ، وَلَا
بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللهِ قَرَابَةٌ ، وَلَا لَنَا عَلَى اللهِ حُجَّةٌ ، وَلَا
نَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ إِلاَّ بِالطَّاعَةِ ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ
مُطِيعاً لِلّهِ ، تَنْفَعُهُ وَلَايَتُنَا ؛ وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ عَاصِياً لِلّهِ ،
لَمْ تَنْفَعْهُ وَلَايَتُنَا ، وَيْحَكُمْ لَاتَغْتَرُّوا ، وَيْحَكُمْ
لَاتَغْتَرُّوا ».
__________________
١٦٢٦ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَذَكَرْنَا الْأَعْمَالَ ، فَقُلْتُ أَنَا : مَا
أَضْعَفَ
عَمَلِي!
فَقَالَ : « مَهْ
، اسْتَغْفِرِ اللهَ » ثُمَّ قَالَ لِي : « إِنَّ قَلِيلَ الْعَمَلِ مَعَ
التَّقْوى خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعَمَلِ بِلَا تَقْوى ».
قُلْتُ : كَيْفَ يَكُونُ
كَثِيرٌ بِلَا تَقْوى؟!
قَالَ : « نَعَمْ
، مِثْلُ الرَّجُلِ يُطْعِمُ طَعَامَهُ ، وَيَرْفُقُ جِيرَانَهُ ، وَيُوَطِّئُ رَحْلَهُ ،
فَإِذَا ارْتَفَعَ لَهُ الْبَابُ مِنَ الْحَرَامِ دَخَلَ فِيهِ ، فَهذَا الْعَمَلُ
بِلَا تَقْوى ، وَيَكُونُ الْآخَرُ لَيْسَ عِنْدَهُ ، فَإِذَا ارْتَفَعَ لَهُ
الْبَابُ مِنَ الْحَرَامِ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ ».
١٦٢٧ / ٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ ، عَنْ مُحَسِّنٍ الْمِيثَمِيِّ ،
عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَا نَقَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَبْداً
مِنْ ذُلِّ الْمَعَاصِي إِلى عِزِّ التَّقْوى إِلاَّ أَغْنَاهُ مِنْ غَيْرِ
مَالٍ ، وَأَعَزَّهُ مِنْ غَيْرِ عَشِيرَةٍ ، وَآنَسَهُ مِنْ غَيْرِ بَشَرٍ ».
__________________
٣٧ ـ بَابُ الْوَرَعِ
١٦٢٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ
بْنِ هِلَالٍ الثَّقَفِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنِّي لَا أَلْقَاكَ إِلاَّ فِي
السِّنِينَ ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ آخُذُ بِهِ
فَقَالَ : «
أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ وَالْوَرَعِ وَالِاجْتِهَادِ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ
لَايَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَاوَرَعَ فِيهِ ».
١٦٢٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ حَدِيدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :
__________________
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « اتَّقُوا اللهَ ، وَصُونُوا دِينَكُمْ
بِالْوَرَعِ ».
١٦٣٠ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَلِيفَةَ ،
قَالَ :
وَعَظَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، فَأَمَرَ وَزَهَّدَ ، ثُمَّ قَالَ : « عَلَيْكُمْ
بِالْوَرَعِ ؛ فَإِنَّهُ لَايُنَالُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلاَّ بِالْوَرَعِ ».
١٦٣١ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي
يَعْفُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَا يَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَاوَرَعَ فِيهِ ».
١٦٣٢ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الصَّيْقَلِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « إِنَّ أَشَدَّ الْعِبَادَةِ الْوَرَعُ ».
١٦٣٣ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
__________________
إِسْمَاعِيلَ بْنِ
بَزِيعٍ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيُّ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : مَا نَلْقى مِنَ النَّاسِ فِيكَ! فَقَالَ أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « وَمَا الَّذِي تَلْقى مِنَ النَّاسِ فِيَّ؟ » فَقَالَ
: لَايَزَالُ يَكُونُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الرَّجُلِ الْكَلَامُ ، فَيَقُولُ :
جَعْفَرِيٌّ خَبِيثٌ ، فَقَالَ : « يُعَيِّرُكُمُ النَّاسُ بِي؟ » فَقَالَ لَهُ
أَبُو الصَّبَّاحِ : نَعَمْ ، قَالَ : فَقَالَ
: « فَمَا أَقَلَّ وَاللهِ
مَنْ يَتَّبِعُ جَعْفَراً مِنْكُمْ! إِنَّمَا أَصْحَابِي مَنِ اشْتَدَّ وَرَعُهُ ،
وَعَمِلَ لِخَالِقِهِ ، وَرَجَا ثَوَابَهُ ؛ هؤُلَاءِ أَصْحَابِي ».
١٦٣٤ / ٧. حَنَانُ بْنُ سَدِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَارَةَ الْغَزَّالِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ابْنَ آدَمَ ، اجْتَنِبْ مَا
حَرَّمْتُ عَلَيْكَ ؛
__________________
تَكُنْ مِنْ
أَوْرَعِ النَّاسِ ».
١٦٣٥ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ
الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنِ الْوَرِعِ مِنَ النَّاسِ ، فَقَالَ : «
الَّذِي يَتَوَرَّعُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».
١٦٣٦ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ،
وَالْوَرَعِ ، وَالِاجْتِهَادِ ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ،
وَحُسْنِ الْخُلُقِ ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ ؛ وَكُونُوا دُعَاةً إِلى أَنْفُسِكُمْ
__________________
بِغَيْرِ
أَلْسِنَتِكُمْ ، وَكُونُوا زَيْناً ، وَلَا تَكُونُوا شَيْناً ؛ وَعَلَيْكُمْ بِطُولِ
الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَطَالَ الرُّكُوعَ
وَالسُّجُودَ ، هَتَفَ إِبْلِيسُ مِنْ خَلْفِهِ ، وَقَالَ : يَا وَيْلَهُ ، أَطَاعَ وَعَصَيْتُ ،
وَسَجَدَ وَأَبَيْتُ ».
١٦٣٧ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَدَخَلَ عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيُّ ، فَرَحَّبَ بِهِ ،
وَقَرَّبَ مِنْ مَجْلِسِهِ ، ثُمَّ قَالَ : « يَا عِيسَى بْنَ عَبْدِ
اللهِ ، لَيْسَ مِنَّا وَلَا كَرَامَةَ مَنْ كَانَ فِي مِصْرٍ ـ فِيهِ مِائَةُ
أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ـ وَكَانَ فِي ذلِكَ الْمِصْرِ أَحَدٌ
أَوْرَعَ
__________________
مِنْهُ ».
١٦٣٨ / ١١. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ
ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ سَعِيدِ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَوْصِنِي ، قَالَ : « أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ وَالْوَرَعِ وَالِاجْتِهَادِ
، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَايَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَاوَرَعَ فِيهِ ».
١٦٣٩ / ١٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ
الْكِنَانِيِّ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « أَعِينُونَا بِالْوَرَعِ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ لَقِيَ
اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْكُمْ بِالْوَرَعِ ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ فَرَجاً ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ يَقُولُ : (
مَنْ
يُطِعِ اللهَ وَ
) ( رسوله )
__________________
( فَأُولئِكَ مَعَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ) فَمِنَّا النَّبِيُّ ، وَمِنَّا الصِّدِّيقُ وَالشُّهَدَاءُ
وَالصَّالِحُونَ ».
١٦٤٠ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّا لَانَعُدُّ الرَّجُلَ مُؤْمِناً حَتّى
يَكُونَ لِجَمِيعِ أَمْرِنَا مُتَّبِعاً مُرِيداً ، أَلَا وَ إِنَّ مِنِ اتِّبَاعِ أَمْرِنَا وَإِرَادَتِهِ الْوَرَعَ ،
فَتَزَيَّنُوا بِهِ يَرْحَمْكُمُ اللهُ ، وَكَبِّدُوا أَعْدَاءَنَا بِهِ يَنْعَشْكُمُ اللهُ ».
١٦٤١ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنِ ابْنِ
__________________
أَبِي يَعْفُورٍ ،
قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « كُونُوا دُعَاةً لِلنَّاسِ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ ؛ لِيَرَوْا مِنْكُمُ الْوَرَعَ
وَالِاجْتِهَادَ وَالصَّلَاةَ وَالْخَيْرَ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ دَاعِيَةٌ ».
١٦٤٢ / ١٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ :
__________________
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَثِيراً مَا كُنْتُ أَسْمَعُ أَبِي يَقُولُ :
لَيْسَ مِنْ شِيعَتِنَا مَنْ لَاتَتَحَدَّثُ
الْمُخَدَّرَاتُ
بِوَرَعِهِ فِي خُدُورِهِنَّ ، وَلَيْسَ مِنْ أَوْلِيَائِنَا مَنْ هُوَ فِي قَرْيَةٍ ـ فِيهَا
عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ ـ فِيهِمْ مِنْ خَلْقِ اللهِ أَوْرَعُ مِنْهُ ».
٣٨ ـ بَابُ الْعِفَّةِ
١٦٤٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا عُبِدَ اللهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ
عِفَّةِ بَطْنٍ وَفَرْجٍ ».
١٦٤٤ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « إِنَّ أَفْضَلَ الْعِبَادَةِ عِفَّةُ الْبَطْنِ
وَالْفَرْجِ ».
__________________
١٦٤٥ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ
الْقَدَّاحِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ
اللهِ عَلَيْهِ ـ يَقُولُ
: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ
الْعَفَافُ ».
١٦٤٦ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ مُعَلًّى أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي
بَصِيرٍ ، قَالَ :
قَالَ رَجُلٌ
لِأَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام : إِنِّي ضَعِيفُ الْعَمَلِ ، قَلِيلُ الصِّيَامِ ، وَلكِنِّي أَرْجُو أَنْ لَا
آكُلَ إِلاَّ حَلَالاً
قَالَ : فَقَالَ
لَهُ : « أَيُّ الِاجْتِهَادِ أَفْضَلُ مِنْ عِفَّةِ بَطْنٍ وَفَرْجٍ؟ ».
__________________
١٦٤٧ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَكْثَرُ مَا تَلِجُ
بِهِ أُمَّتِي النَّارَ
الْأَجْوَفَانِ : الْبَطْنُ ، وَالْفَرْجُ ».
١٦٤٨ / ٦. وَبِإِسْنَادِهِ ، قَالَ :
« قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ثَلَاثٌ أَخَافُهُنَّ عَلى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي : الضَّلَالَةُ
بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ ، وَمَضَلاَّتُ الْفِتَنِ ، وَشَهْوَةُ
الْبَطْنِ وَالْفَرْجِ ».
١٦٤٩ / ٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ ، قَالَ :
__________________
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « يَقُولُ مَا مِنْ عِبَادَةٍ أَفْضَلَ مِنْ عِفَّةِ
بَطْنٍ وَفَرْجٍ ».
١٦٥٠ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ
حَازِمٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ عِبَادَةٍ أَفْضَلَ عِنْدَ اللهِ
مِنْ عِفَّةِ بَطْنٍ وَفَرْجٍ ».
٣٩ ـ بَابُ اجْتِنَابِ الْمَحَارِمِ
١٦٥١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ
الرَّقِّيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِمَنْ
خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) قَالَ : « مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَرَاهُ
، وَيَسْمَعُ مَا يَقُولُهُ وَيَفْعَلُهُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ ، فَيَحْجُزُهُ ذلِكَ عَنِ الْقَبِيحِ مِنَ
الْأَعْمَالِ ، فَذلِكَ الَّذِي خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ
عَنِ الْهَوى ».
١٦٥٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « كُلُّ عَيْنٍ بَاكِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
غَيْرَ ثَلَاثٍ : عَيْنٍ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَيْنٍ فَاضَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ، وَعَيْنٍ غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ
».
١٦٥٣ / ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ،
عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « فِيمَا نَاجَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ مُوسى عليهالسلام : يَا مُوسى ، مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ الْمُتَقَرِّبُونَ بِمِثْلِ الْوَرَعِ
عَنْ مَحَارِمِي ؛ فَإِنِّي أُبِيحُهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ لَا أُشْرِكُ
مَعَهُمْ أَحَداً ».
١٦٥٤ / ٤. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مِنْ أَشَدِّ مَا فَرَضَ اللهُ عَلى خَلْقِهِ
ذِكْرُ اللهِ كَثِيراً » ثُمَّ قَالَ : « لَا أَعْنِي سُبْحَانَ اللهِ ،
وَالْحَمْدُ لِلّهِ ، وَلَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ ، وَإِنْ كَانَ
مِنْهُ ؛ وَلكِنْ ذِكْرَ اللهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ وَحَرَّمَ ، فَإِنْ كَانَ طَاعَةً عَمِلَ بِهَا ، وَإِنْ
كَانَ مَعْصِيَةً
__________________
تَرَكَهَا ».
١٦٥٥ / ٥. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
خَالِدٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَقَدِمْنا
إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ) قَالَ : « أَمَا
وَاللهِ ، إِنْ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ أَشَدَّ بَيَاضاً مِنَ الْقَبَاطِيِّ ، وَلكِنْ
كَانُوا إِذَا عَرَضَ لَهُمُ الْحَرَامُ لَمْ يَدَعُوهُ ».
١٦٥٦ / ٦. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ
السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ تَرَكَ مَعْصِيَةً لِلّهِ مَخَافَةَ اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَرْضَاهُ اللهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ».
__________________
٤٠ ـ بَابُ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ
١٦٥٧ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛
وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ،
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، قَالَ :
قَالَ عَلِيُّ
بْنُ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا : « مَنْ عَمِلَ بِمَا افْتَرَضَ
اللهُ عَلَيْهِ ، فَهُوَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ ».
١٦٥٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( اصْبِرُوا
وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) قَالَ : « اصْبِرُوا عَلَى الْفَرَائِضِ ».
١٦٥٩ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ
أَبِي السَّفَاتِجِ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( اصْبِرُوا
وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) قَالَ : « اصْبِرُوا عَلَى الْفَرَائِضِ ، وَصَابِرُوا
عَلَى الْمَصَائِبِ ، وَرَابِطُوا عَلَى الْأَئِمَّةِ عليهمالسلام ».
وَفِي رِوَايَةِ
ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي السَّفَاتِجِ ، وَزَادَ فِيهِ :
« وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ
فِيمَا افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ ».
١٦٦٠ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : اعْمَلْ بِفَرَائِضِ اللهِ ؛ تَكُنْ أَتْقَى النَّاسِ ».
١٦٦١ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ
: « قَالَ اللهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالى : مَا تَحَبَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِأَحَبَّ مِمَّا
افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ».
٤١ ـ بَابُ اسْتِوَاءِ الْعَمَلِ وَالْمُدَاوَمَةِ عَلَيْهِ
١٦٦٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِذَا كَانَ الرَّجُلُ عَلى عَمَلٍ ، فَلْيَدُمْ عَلَيْهِ سَنَةً ، ثُمَّ
يَتَحَوَّلُ عَنْهُ إِنْ شَاءَ إِلى غَيْرِهِ ، وَذلِكَ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ
يَكُونُ فِيهَا فِي عَامِهِ ذلِكَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ ».
__________________
١٦٦٣ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَا
دَاوَمَ عَلَيْهِ الْعَبْدُ وَإِنْ قَلَّ ».
١٦٦٤ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَيُّوبَ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ نَجِيَّةَ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ مِنْ عَمَلٍ يُدَاوَمُ
عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ ».
١٦٦٥ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ
عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ـ صَلَوَاتُ
اللهِ عَلَيْهِمَا ـ يَقُولُ :
إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ
أُدَاوِمَ عَلَى الْعَمَلِ وَإِنْ قَلَّ ».
١٦٦٦ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ فَضَالَةَ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ـ صَلَوَاتُ
اللهِ عَلَيْهِمَا ـ يَقُولُ : إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ أَقْدِمَ
عَلى رَبِّي وَعَمَلِي مُسْتَوٍ ».
١٦٦٧ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ عَبْدِ
الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِيَّاكَ أَنْ تَفْرِضَ عَلى نَفْسِكَ فَرِيضَةً ، فَتُفَارِقَهَا
اثْنَيْ عَشَرَ
__________________
هِلَالاً ».
٤٢ ـ بَابُ الْعِبَادَةِ
١٦٦٨ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ : يَا ابْنَ آدَمَ
، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي ؛ أَمْلَأْ قَلْبَكَ غِنًى ، وَلَا أَكِلْكَ
إِلى طَلَبِكَ ، وَعَلَيَّ أَنْ أَسُدَّ فَاقَتَكَ ، وَأَمْلَأَ
قَلْبَكَ خَوْفاً مِنِّي ، وَإِنْ لَاتَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي ، أَمْلَأْ قَلْبَكَ
شُغُلاً بِالدُّنْيَا ، ثُمَّ لَا أَسُدَّ فَاقَتَكَ ، وَأَكِلْكَ إِلى طَلَبِكَ ».
١٦٦٩ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي
جَمِيلَةَ ، قَالَ :
__________________
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : يَا عِبَادِيَ
الصِّدِّيقِينَ ، تَنَعَّمُوا بِعِبَادَتِي فِي الدُّنْيَا ؛
فَإِنَّكُمْ تَتَنَعَّمُونَ بِهَا فِي الْآخِرَةِ ».
١٦٧٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَفْضَلُ النَّاسِ مَنْ عَشِقَ الْعِبَادَةَ فَعَانَقَهَا ،
وَأَحَبَّهَا بِقَلْبِهِ ، وَبَاشَرَهَا بِجَسَدِهِ ، وَتَفَرَّغَ لَهَا ، فَهُوَ
لَايُبَالِي عَلى مَا أَصْبَحَ مِنَ الدُّنْيَا ، عَلى عُسْرٍ أَمْ عَلى يُسْرٍ ».
١٦٧١ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ شَاذَانَ بْنِ الْخَلِيلِ ، قَالَ : وَكَتَبْتُ مِنْ كِتَابِهِ
بِإِسْنَادٍ لَهُ يَرْفَعُهُ إِلى عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ :
قَالَ عِيسَى بْنُ
عَبْدِ اللهِ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا الْعِبَادَةُ؟
قَالَ : « حُسْنُ
النِّيَّةِ بِالطَّاعَةِ مِنَ الْوُجُوهِ الَّتِي يُطَاعُ اللهُ مِنْهَا ، أَمَا
إِنَّكَ يَا عِيسى لَا تَكُونُ مُؤْمِناً حَتّى تَعْرِفَ النَّاسِخَ مِنَ
الْمَنْسُوخِ ».
__________________
قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا مَعْرِفَةُ النَّاسِخِ مِنَ الْمَنْسُوخِ؟
قَالَ : فَقَالَ :
« أَلَيْسَ تَكُونُ مَعَ الْإِمَامِ مُوَطِّناً نَفْسَكَ عَلى حُسْنِ النِّيَّةِ
فِي طَاعَتِهِ ، فَيَمْضِي ذلِكَ الْإِمَامُ ، وَيَأْتِي إِمَامٌ آخَرُ ،
فَتُوَطِّنُ نَفْسَكَ عَلى حُسْنِ النِّيَّةِ فِي طَاعَتِهِ؟ ».
قَالَ : قُلْتُ :
نَعَمْ ، قَالَ : « هذَا مَعْرِفَةُ النَّاسِخِ مِنَ الْمَنْسُوخِ ».
١٦٧٢ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلٍ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعِبَادَةَ ثَلَاثَةٌ : قَوْمٌ عَبَدُوا اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَوْفاً ،
فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْعَبِيدِ ؛ وَقَوْمٌ عَبَدُوا اللهَ ـ تَبَارَكَ
وَتَعَالى ـ طَلَبَ الثَّوَابِ ، فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْأُجَرَاءِ ؛ وَقَوْمٌ
عَبَدُوا اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ حُبّاً لَهُ ، فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْأَحْرَارِ
، وَهِيَ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ ».
__________________
١٦٧٣ / ٦. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنى! وَأَقْبَحَ الْخَطِيئَةَ
بَعْدَ الْمَسْكَنَةِ ! وَأَقْبَحُ مِنْ ذلِكَ الْعَابِدُ لِلّهِ ، ثُمَّ يَدَعُ عِبَادَتَهُ ».
١٦٧٤ / ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ
:
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « مَنْ عَمِلَ بِمَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْهِ ، فَهُوَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ ».
__________________
٤٣ ـ بَابُ النِّيَّةِ
١٦٧٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، قَالَ : « لَا عَمَلَ إِلاَّ بِنِيَّةٍ
».
١٦٧٦ / ٢. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ
السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ ، وَنِيَّةُ الْكَافِرِ شَرٌّ مِنْ
عَمَلِهِ ، وَكُلُّ عَامِلٍ يَعْمَلُ عَلى
__________________
نِيَّتِهِ ».
١٦٧٧ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
__________________
سَالِمٍ ، عَنْ
أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْفَقِيرَ لَيَقُولُ
: يَا رَبِّ ارْزُقْنِي حَتّى أَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْبِرِّ وَوُجُوهِ
الْخَيْرِ ، فَإِذَا عَلِمَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ذلِكَ مِنْهُ بِصِدْقِ
نِيَّةٍ ، كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ مَا يَكْتُبُ
لَهُ لَوْ عَمِلَهُ ؛ إِنَّ اللهَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ ».
١٦٧٨ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ
الْحُسَيْنِ بن عَمْرٍو ، عَنْ حَسَنِ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ حَدِّ الْعِبَادَةِ الَّتِي إِذَا فَعَلَهَا فَاعِلُهَا كَانَ
مُؤَدِّياً ، فَقَالَ : « حُسْنُ النِّيَّةِ بِالطَّاعَةِ ».
١٦٧٩ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ ،
عَنْ أَبِي هَاشِمٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ
لِأَنَّ نِيَّاتِهِمْ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَوْ خُلِّدُوا
فِيهَا أَنْ يَعْصُوا اللهَ أَبَداً ، وَإِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي
الْجَنَّةِ لِأَنَّ نِيَّاتِهِمْ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَوْ بَقُوا
فِيهَا أَنْ يُطِيعُوا اللهَ أَبَداً ؛ فَبِالنِّيَّاتِ خُلِّدَ هؤُلَاءِ وَهؤُلَاءِ » ثُمَّ
__________________
تَلَا قَوْلَهُ
تَعَالى : ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ) قَالَ : « عَلى نِيَّتِهِ ».
٤٤ ـ بَابٌ
١٦٨٠ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْأَحْوَلِ ، عَنْ سَلاَّمِ بْنِ
الْمُسْتَنِيرِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَلَا إِنَّ لِكُلِّ عِبَادَةٍ شِرَّةً ، ثُمَّ تَصِيرُ
إِلى فَتْرَةٍ ، فَمَنْ صَارَتْ شِرَّةُ عِبَادَتِهِ إِلى سُنَّتِي فَقَدِ اهْتَدى
؛ وَمَنْ خَالَفَ سُنَّتِي فَقَدْ ضَلَّ ، وَكَانَ عَمَلُهُ فِي تَبَابٍ ، أَمَا إِنِّي
أُصَلِّي ، وَأَنَامُ ، وَأَصُومُ ، وَأُفْطِرُ ، وَأَضْحَكُ ، وَأَبْكِي ؛ فَمَنْ
رَغِبَ عَنْ مِنْهَاجِي وَسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ، وَقَالَ : كَفى بِالْمَوْتِ مَوْعِظَةً
، وَكَفى
__________________
بِالْيَقِينِ
غِنًى ، وَكَفى بِالْعِبَادَةِ شُغُلاً ».
١٦٨١ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « لِكُلِّ أَحَدٍ شِرَّةٌ ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ
، فَطُوبى لِمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلى خَيْرٍ ».
٤٥ ـ بَابُ الِاقْتِصَادِ فِي الْعِبَادَةِ
١٦٨٢ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ هذَا الدِّينَ مَتِينٌ ؛ فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ ، وَلَا
تُكَرِّهُوا عِبَادَةَ اللهِ إِلى عِبَادِ اللهِ ؛ فَتَكُونُوا
كَالرَّاكِبِ الْمُنْبَتِّ الَّذِي لَاسَفَراً قَطَعَ ، وَلَا ظَهْراً أَبْقى ».
__________________
مُحَمَّدُ بْنُ
سِنَانٍ ، عَنْ مُقَرِّنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ ، عَنْ
أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، مِثْلَهُ.
١٦٨٣ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي
عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَا تُكَرِّهُوا إِلى أَنْفُسِكُمُ
الْعِبَادَةَ ».
١٦٨٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا أَحَبَّ
عَبْداً ، فَعَمِلَ عَمَلاً قَلِيلاً ، جَزَاهُ بِالْقَلِيلِ الْكَثِيرَ ، وَلَمْ
يَتَعَاظَمْهُ أَنْ يَجْزِيَ بِالْقَلِيلِ الْكَثِيرَ لَهُ ».
١٦٨٥ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ ، عَنْ مَنْصُورٍ
، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَرَّ بِي أَبِي وَأَنَا بِالطَّوَافِ وَأَنَا
حَدَثٌ ، وَقَدِ اجْتَهَدْتُ فِي الْعِبَادَةِ ، فَرَآنِي وَأَنَا
أَتَصَابُّ عَرَقاً ، فَقَالَ لِي : يَا جَعْفَرُ ، يَا بُنَيَّ ، إِنَّ اللهَ
إِذَا أَحَبَّ عَبْداً أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ، وَرَضِيَ عَنْهُ
__________________
بِالْيَسِيرِ ».
١٦٨٦ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ وَغَيْرِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « اجْتَهَدْتُ فِي الْعِبَادَةِ وَأَنَا شَابٌّ ،
فَقَالَ لِي أَبِي : يَا بُنَيَّ ، دُونَ مَا أَرَاكَ تَصْنَعُ ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً رَضِيَ عَنْهُ بِالْيَسِيرِ ».
١٦٨٧ / ٦. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْخَشَّابِ ، عَنِ ابْنِ
بَقَّاحٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَا عَلِيُّ ، إِنَّ هذَا الدِّينَ مَتِينٌ ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ ،
وَلَا تُبَغِّضْ إِلى نَفْسِكَ عِبَادَةَ رَبِّكَ ؛ فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ ـ يَعْنِي
الْمُفْرِطَ ـ لَا ظَهْراً أَبْقى ، وَلَا أَرْضاً قَطَعَ ؛ فَاعْمَلْ عَمَلَ مَنْ
يَرْجُو أَنْ يَمُوتَ هَرِماً ، وَاحْذَرْ حَذَرَ مَنْ يَتَخَوَّفُ أَنْ يَمُوتَ
غَداً ».
__________________
٤٦ ـ بَابُ مَنْ بَلَغَهُ ثَوَابٌ مِنَ اللهِ عَلى عَمَلٍ
١٦٨٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ سَمِعَ شَيْئاً مِنَ الثَّوَابِ عَلى
شَيْءٍ ، فَصَنَعَهُ ، كَانَ لَهُ أَجْرُهُ
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلى
مَا بَلَغَهُ ».
١٦٨٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عِمْرَانَ الزَّعْفَرَانِيِّ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ بَلَغَهُ ثَوَابٌ مِنَ اللهِ عَلى
عَمَلٍ ، فَعَمِلَ ذلِكَ الْعَمَلَ الْتِمَاسَ ذلِكَ الثَّوَابِ ، أُوتِيَهُ
وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ كَمَا بَلَغَهُ ».
٤٧ ـ بَابُ الصَّبْرِ
١٦٩٠ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي يَعْفُورٍ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الصَّبْرُ رَأْسُ الْإِيمَانِ ».
١٦٩١ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَيْلِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ
الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ ، فَإِذَا ذَهَبَ الرَّأْسُ ذَهَبَ الْجَسَدُ ، كَذلِكَ إِذَا ذَهَبَ
الصَّبْرُ ذَهَبَ الْإِيمَانُ ».
١٦٩٢ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ
مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « يَا حَفْصُ ، إِنَّ مَنْ صَبَرَ ، صَبَرَ قَلِيلاً ،
وَإِنَّ مَنْ جَزِعَ ، جَزِعَ قَلِيلاً ».
__________________
ثُمَّ قَالَ : «
عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَعَثَ
مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَأَمَرَهُ
بِالصَّبْرِ وَالرِّفْقِ
، فَقَالَ : ( وَاصْبِرْ عَلى ما
يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً
وَذَرْنِي
وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ ) وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( ادْفَعْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ
كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَما يُلَقّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما
يُلَقّاها إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )
فَصَبَرَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم حَتّى نَالُوهُ بِالْعَظَائِمِ ، وَرَمَوْهُ بِهَا ، فَضَاقَ صَدْرُهُ ،
فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ
أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ
السّاجِدِينَ ) ثُمَّ كَذَّبُوهُ وَرَمَوْهُ ، فَحَزِنَ
لِذلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( قَدْ نَعْلَمُ
إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ
الظّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ
فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتّى أَتاهُمْ نَصْرُنا )
فَأَلْزَمَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم نَفْسَهُ الصَّبْرَ ، فَتَعَدَّوْا ، فَذَكَرُوا اللهَ ـ تَبَارَكَ
__________________
وَتَعَالى ـ وَكَذَّبُوهُ ، فَقَالَ : قَدْ صَبَرْتُ فِي
نَفْسِي وَأَهْلِي وَعِرْضِي ، وَلَا صَبْرَ لِي عَلى ذِكْرِ إِلهِي ،
فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا
السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ
لُغُوبٍ
فَاصْبِرْ
عَلى ما يَقُولُونَ ) فَصَبَرَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ.
ثُمَّ بُشِّرَ فِي
عِتْرَتِهِ بِالْأَئِمَّةِ ، وَوُصِفُوا بِالصَّبْرِ ، فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : ( وَجَعَلْنا
مِنْهُمْ
أَئِمَّةً
يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ ) فَعِنْدَ ذلِكَ
قَالَ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ ، فَشَكَرَ اللهُ
ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ذلِكَ لَهُ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَتَمَّتْ
كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما
كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ ) فَقَالَ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّهُ بُشْرى وَانْتِقَامٌ ، فَأَبَاحَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ
قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ : (
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ
وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ
__________________
وَاقْعُدُوا
لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ )
( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ) فَقَتَلَهُمُ
اللهُ عَلى يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَأَحِبَّائِهِ ، وَجَعَلَ لَهُ ثَوَابَ صَبْرِهِ مَعَ مَا ادَّخَرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ ،
فَمَنْ صَبَرَ وَاحْتَسَبَ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتّى يُقِرَّ اللهُ
لَهُ عَيْنَهُ فِي أَعْدَائِهِ مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ ».
١٦٩٣ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ
السَّرَّاجِ :
رَفَعَهُ إِلى
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « الصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ
الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ ، وَلَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ ».
__________________
١٦٩٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ ،
فَإِذَا ذَهَبَ الرَّأْسُ ، ذَهَبَ الْجَسَدُ ؛ كَذلِكَ إِذَا ذَهَبَ الصَّبْرُ ، ذَهَبَ الْإِيمَانُ ».
١٦٩٥ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ الْحُرَّ حُرٌّ عَلى جَمِيعِ
أَحْوَالِهِ ، إِنْ نَابَتْهُ نَائِبَةٌ صَبَرَ لَهَا ؛ وَإِنْ تَدَاكَّتْ عَلَيْهِ
الْمَصَائِبُ لَمْ تَكْسِرْهُ ؛ وَإِنْ أُسِرَ وَقُهِرَ وَاسْتُبْدِلَ بِالْيُسْرِ
عُسْراً ـ كَمَا كَانَ يُوسُفُ الصِّدِّيقُ الْأَمِينُ صَلَوَاتُ
اللهِ عَلَيْهِ ـ لَمْ يَضْرُرْ حُرِّيَّتَهُ أَنِ اسْتُعْبِدَ وَ قُهِرَ وَأُسِرَ
، وَلَمْ تَضْرُرْهُ ظُلْمَةُ الْجُبِّ وَوَحْشَتُهُ وَمَا نَالَهُ أَنْ مَنَّ اللهُ
__________________
عَلَيْهِ ؛ فَجَعَلَ
الْجَبَّارَ الْعَاتِيَ لَهُ عَبْداً بَعْدَ إِذْ كَانَ لَهُ مَالِكاً ،
فَأَرْسَلَهُ وَرَحِمَ بِهِ أُمَّةً ، وَكَذلِكَ الصَّبْرُ
يُعَقِّبُ خَيْراً ؛ فَاصْبِرُوا وَوَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الصَّبْرِ
تُوجَرُوا ».
١٦٩٦ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ،
عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْجَنَّةُ مَحْفُوفَةٌ بِالْمَكَارِهِ وَالصَّبْرِ ،
فَمَنْ صَبَرَ عَلَى الْمَكَارِهِ فِي الدُّنْيَا ، دَخَلَ الْجَنَّةَ ؛
وَجَهَنَّمُ مَحْفُوفَةٌ بِاللَّذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ ، فَمَنْ أَعْطى نَفْسَهُ
لَذَّتَهَا وَشَهْوَتَهَا ، دَخَلَ النَّارَ ».
__________________
١٦٩٧ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَرْحُومٍ ، عَنْ أَبِي سَيَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ قَبْرَهُ ، كَانَتِ
الصَّلَاةُ عَنْ يَمِينِهِ ، وَالزَّكَاةُ عَنْ يَسَارِهِ ، وَالْبِرُّ مُظِلٌّ عَلَيْهِ ، وَيَتَنَحَّى
الصَّبْرُ نَاحِيَةً ، فَإِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ الْمَلَكَانِ اللَّذَانِ يَلِيَانِ
مُسَاءَلَتَهُ ، قَالَ الصَّبْرُ لِلصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالْبِرِّ : دُونَكُمْ صَاحِبَكُمْ ،
فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْهُ فَأَنَا دُونَهُ ».
١٦٩٨ / ٩. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « دَخَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ
اللهِ عَلَيْهِ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ عَلى بَابِ الْمَسْجِدِ كَئِيبٍ حَزِينٍ ،
فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : مَا لَكَ؟
__________________
قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أُصِبْتُ بِأَبِي وَأَخِي ،
وَأَخْشى أَنْ أَكُونَ قَدْ وَجِلْتُ ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ وَالصَّبْرِ ؛ تَقْدَمْ عَلَيْهِ غَداً ،
وَالصَّبْرُ فِي الْأُمُورِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ ،
فَإِذَا فَارَقَ الرَّأْسُ الْجَسَدَ ، فَسَدَ الْجَسَدُ ، وَإِذَا فَارَقَ الصَّبْرُ
الْأُمُورَ ، فَسَدَتِ الْأُمُورُ ».
١٦٩٩ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ
مِهْرَانَ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « مَا حَبَسَكَ عَنِ الْحَجِّ؟ »
قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَقَعَ عَلَيَّ دَيْنٌ كَثِيرٌ ، وَذَهَبَ
مَالِي ، وَدَيْنِيَ الَّذِي قَدْ لَزِمَنِي هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَهَابِ مَالِي
، فَلَوْ لَا أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِنَا أَخْرَجَنِي مَا
قَدَرْتُ أَنْ أَخْرُجَ ، فَقَالَ لِي :
__________________
« إِنْ تَصْبِرْ
تُغْتَبَطْ ، وَإِلاَّ تَصْبِرْ يُنْفِذِ اللهُ مَقَادِيرَهُ ،
رَاضِياً كُنْتَ أَمْ كَارِهاً ».
١٧٠٠ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، عَنِ الْأَصْبَغِ ، قَالَ :
قَالَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : « الصَّبْرُ صَبْرَانِ : صَبْرٌ عِنْدَ
الْمُصِيبَةِ حَسَنٌ جَمِيلٌ ، وَأَحْسَنُ مِنْ ذلِكَ الصَّبْرُ عِنْدَ مَا
حَرَّمَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَيْكَ ؛ وَالذِّكْرُ ذِكْرَانِ : ذِكْرُ اللهِ
ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ ، وَأَفْضَلُ مِنْ ذلِكَ ذِكْرُ اللهِ
عِنْدَ مَا حَرَّمَ عَلَيْكَ ، فَيَكُونُ حَاجِزاً ».
١٧٠١ / ١٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنِ الْعَرْزَمِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَايُنَالُ الْمُلْكُ فِيهِ إِلاَّ بِالْقَتْلِ
وَالتَّجَبُّرِ ، وَلَا الْغِنى إِلاَّ بِالْغَصْبِ وَالْبُخْلِ ، وَلَا
الْمَحَبَّةُ إِلاَّ بِاسْتِخْرَاجِ الدِّينِ وَاتِّبَاعِ الْهَوى ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذلِكَ
الزَّمَانَ ، فَصَبَرَ عَلَى الْفَقْرِ وَهُوَ
__________________
يَقْدِرُ عَلَى
الْغِنى ، وَصَبَرَ عَلَى الْبِغْضَةِ
وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى
الْمَحَبَّةِ ، وَصَبَرَ عَلَى الذُّلِّ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى الْعِزِّ ، آتَاهُ اللهُ ثَوَابَ
خَمْسِينَ صِدِّيقاً مِمَّنْ صَدَّقَ بِي ».
١٧٠٢ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي
مَنْصُورٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « لَمَّا حَضَرَتْ أَبِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام الْوَفَاةُ ضَمَّنِي إِلى صَدْرِهِ ، وَقَالَ : يَا بُنَيَّ ،
أُوصِيكَ بِمَا أَوْصَانِي بِهِ أَبِي حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، وَبِمَا
ذَكَرَ أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ بِهِ ؛ يَا بُنَيَّ ، اصْبِرْ عَلَى الْحَقِّ وَإِنْ كَانَ
مُرّاً ».
١٧٠٣ / ١٤. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « الصَّبْرُ صَبْرَانِ : صَبْرٌ عَلَى الْبَلَاءِ
حَسَنٌ جَمِيلٌ ،
__________________
وَأَفْضَلُ
الصَّبْرَيْنِ
الْوَرَعُ عَنِ
الْمَحَارِمِ ».
١٧٠٤ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ :
قَالَ :
أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ الْيَمَانِيُّ يَرْفَعُ
الْحَدِيثَ إِلى عَلِيٍّ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الصَّبْرُ ثَلَاثَةٌ : صَبْرٌ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ ، وَصَبْرٌ عَلَى الطَّاعَةِ ،
وَصَبْرٌ عَنِ الْمَعْصِيَةِ ، فَمَنْ صَبَرَ عَلَى الْمُصِيبَةِ حَتّى
يَرُدَّهَا بِحُسْنِ عَزَائِهَا ، كَتَبَ اللهُ لَهُ ثَلَاثَمِائَةِ دَرَجَةٍ ،
مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ،
وَمَنْ صَبَرَ عَلَى الطَّاعَةِ ، كَتَبَ اللهُ لَهُ سِتَّمِائَةِ دَرَجَةٍ ، مَا
بَيْنَ الدَّرَجَةِ إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرْضِ إِلَى الْعَرْشِ ، وَمَنْ صَبَرَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ ،
كَتَبَ اللهُ لَهُ تِسْعَمِائَةِ دَرَجَةٍ ،
__________________
مَا بَيْنَ
الدَّرَجَةِ
إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا
بَيْنَ تُخُومِ الْأَرْضِ إِلى مُنْتَهَى الْعَرْشِ ».
١٧٠٥ / ١٦. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ
يَعْقُوبَ ، قَالَ :
أَمَرَنِي أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَنْ آتِيَ الْمُفَضَّلَ ، وَأُعَزِّيَهُ بِإِسْمَاعِيلَ ، وَقَالَ : «
أَقْرِئِ الْمُفَضَّلَ السَّلَامَ ، وَ قُلْ لَهُ : إِنَّا قَدْ أُصِبْنَا بِإِسْمَاعِيلَ ،
فَصَبَرْنَا ، فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرْنَا ؛ إِنَّا أَرَدْنَا أَمْراً وَأَرَادَ
اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَمْراً ، فَسَلَّمْنَا لِأَمْرِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ ».
١٧٠٦ / ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ
، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بِبَلَاءٍ
فَصَبَرَ عَلَيْهِ ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ أَلْفِ شَهِيدٍ ».
١٧٠٧ / ١٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ
سَمَاعَةَ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْعَمَ عَلى
قَوْمٍ ، فَلَمْ يَشْكُرُوا ، فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ وَبَالاً ،
وَابْتَلى قَوْماً بِالْمَصَائِبِ ، فَصَبَرُوا ، فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ نِعْمَةً ».
١٧٠٨ / ١٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي
عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي
مُسَافِرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا ) ، قَالَ : «
اصْبِرُوا عَلَى الْمَصَائِبِ ».
وَفِي رِوَايَةِ
ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « صَابِرُوا عَلَى الْمَصَائِبِ ».
١٧٠٩ / ٢٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
__________________
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ بَعْضِ
أَصْحَابِهِ ، قَالَ :
« لَوْ لَا أَنَّ
الصَّبْرَ خُلِقَ قَبْلَ الْبَلَاءِ ، لَتَفَطَّرَ الْمُؤْمِنُ
كَمَا تَتَفَطَّرُ الْبَيْضَةُ عَلَى الصَّفَا ».
١٧١٠ / ٢١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ وَعَبْدِ
اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنِّي جَعَلْتُ الدُّنْيَا
بَيْنَ عِبَادِي قَرْضاً ، فَمَنْ أَقْرَضَنِي مِنْهَا قَرْضاً ، أَعْطَيْتُهُ
بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْراً إِلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، وَمَا شِئْتُ مِنْ ذلِكَ ،
وَمَنْ لَمْ يُقْرِضْنِي مِنْهَا قَرْضاً ، فَأَخَذْتُ مِنْهُ شَيْئاً قَسْراً ،
فَصَبَرَ ، أَعْطَيْتُهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ ، لَوْ أَعْطَيْتُ
وَاحِدَةً مِنْهُنَّ مَلَائِكَتِي لَرَضُوا بِهَا مِنِّي ».
__________________
قَالَ : ثُمَّ تَلَا أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : « ( الَّذِينَ إِذا
أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ
عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ) فَهذِهِ وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ ( وَرَحْمَةٌ
) اثْنَتَانِ ( وَأُولئِكَ هُمُ
الْمُهْتَدُونَ ) ثَلَاثٌ ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « هذَا لِمَنْ أَخَذَ اللهُ مِنْهُ شَيْئاً قَسْراً ».
١٧١١ / ٢٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ
مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
دَاوُدَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مُرُوَّةُ الصَّبْرِ فِي حَالِ الْحَاجَةِ وَالْفَاقَةِ وَالتَّعَفُّفِ
وَالْغِنى أَكْثَرُ مِنْ مُرُوَّةِ الْإِعْطَاءِ ».
__________________
١٧١٢ / ٢٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام : يَرْحَمُكَ اللهُ ، مَا الصَّبْرُ الْجَمِيلُ؟
قَالَ : « ذلِكَ صَبْرٌ لَيْسَ
فِيهِ شَكْوَى إِلَى النَّاسِ ».
١٧١٣ / ٢٤. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمنِ بْنِ سَيَابَةَ ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ أَوْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهماالسلام ، قَالَ : « مَنْ لَايُعِدَّ الصَّبْرَ لِنَوَائِبِ الدَّهْرِ
يَعْجِزْ ».
١٧١٤ / ٢٥. أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى
بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّا صُبَّرٌ وَشِيعَتُنَا أَصْبَرُ مِنَّا ». قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ
، كَيْفَ صَارَ شِيعَتُكُمْ أَصْبَرَ مِنْكُمْ؟ قَالَ : « لِأَنَّا نَصْبِرُ عَلى
مَا نَعْلَمُ ، وَشِيعَتُنَا يَصْبِرُونَ عَلى مَا لَا يَعْلَمُونَ ».
٤٨ ـ بَابُ الشُّكْرِ
١٧١٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ ، لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الصَّائِمِ
الْمُحْتَسِبِ ، وَالْمُعَافَى الشَّاكِرُ ، لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ
الْمُبْتَلَى الصَّابِرِ ، وَالْمُعْطَى الشَّاكِرُ ، لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمَحْرُومِ
الْقَانِعِ ».
١٧١٦ / ٢. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ :
« قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَا فَتَحَ اللهُ عَلى عَبْدٍ بَابَ شُكْرٍ ، فَخَزَنَ عَنْهُ بَابَ
الزِّيَادَةِ ».
__________________
١٧١٧ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ إِسْحَاقَ الْجَعْفَرِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ : اشْكُرْ مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْكَ ، وَأَنْعِمْ عَلى مَنْ شَكَرَكَ ؛
فَإِنَّهُ لَازَوَالَ لِلنَّعْمَاءِ إِذَا شُكِرَتْ ، وَلَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كُفِرَتْ ؛
الشُّكْرُ زِيَادَةٌ فِي النِّعَمِ ، وَأَمَانٌ مِنَ الْغِيَرِ ».
١٧١٨ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ
يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ أَوْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام ، قَالَ : « الْمُعَافَى الشَّاكِرُ ، لَهُ مِنَ الْأَجْرِ
مَا لِلْمُبْتَلَى الصَّابِرِ ، وَالْمُعْطَى الشَّاكِرُ ، لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَالْمَحْرُومِ
الْقَانِعِ ».
١٧١٩ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ
دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ فَضْلٍ
__________________
الْبَقْبَاقِ ،
قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَأَمّا
بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )
قَالَ : « الَّذِي
أَنْعَمَ عَلَيْكَ بِمَا فَضَّلَكَ وَأَعْطَاكَ وَأَحْسَنَ إِلَيْكَ
». ثُمَّ قَالَ : « فَحَدَّثَ بِدِينِهِ وَمَا أَعْطَاهُ اللهُ وَمَا أَنْعَمَ
بِهِ عَلَيْهِ ».
١٧٢٠ / ٦. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
سَمَاعَةَ ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عِنْدَ عَائِشَةَ لَيْلَتَهَا ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لِمَ
تُتْعِبُ نَفْسَكَ وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ فَقَالَ
: يَا عَائِشَةُ ، أَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً؟ ».
قَالَ : « وَكَانَ
رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَقُومُ عَلى أَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ ، فَأَنْزَلَ
اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى : ( طه ما أَنْزَلْنا
عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) ».
١٧٢١ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ
__________________
جَهْمٍ ، عَنْ
أَبِي الْيَقْظَانِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « ثَلَاثٌ لَايَضُرُّ مَعَهُنَّ شَيْءٌ :
الدُّعَاءُ عِنْدَ الْكَرْبِ ، وَالِاسْتِغْفَارُ عِنْدَ الذَّنْبِ ، وَالشُّكْرُ
عِنْدَ النِّعْمَةِ ».
١٧٢٢ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ أُعْطِيَ
الزِّيَادَةَ ؛ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ
لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ».
١٧٢٣ / ٩. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ
رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِنَا سَمِعَاهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلى عَبْدٍ مِنْ نِعْمَةٍ
، فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ ، وَحَمِدَ اللهَ ظَاهِراً بِلِسَانِهِ
فَتَمَّ كَلَامُهُ ، حَتّى يُؤْمَرَ لَهُ
__________________
بِالْمَزِيدِ ».
١٧٢٤ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ مُيَسِّرٍ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « شُكْرُ النِّعْمَةِ اجْتِنَابُ
الْمَحَارِمِ ، وَتَمَامُ الشُّكْرِ قَوْلُ الرَّجُلِ : الْحَمْدُ
لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ».
١٧٢٥ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « شُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ ـ وَإِنْ عَظُمَتْ ـ أَنْ
تَحْمَدَ اللهَ ـ عَزَّ
__________________
وَجَلَّ ـ عَلَيْهَا
».
١٧٢٦ / ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ،
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : هَلْ لِلشُّكْرِ حَدٌّ إِذَا فَعَلَهُ الْعَبْدُ كَانَ
شَاكِراً؟ قَالَ : « نَعَمْ ». قُلْتُ : مَا هُوَ؟ قَالَ : « يَحْمَدُ اللهَ عَلى كُلِّ نِعْمَةٍ عَلَيْهِ فِي
أَهْلٍ وَمَالٍ ، وَإِنْ كَانَ فِيمَا أَنْعَمَ عَلَيْهِ فِي
مَالِهِ حَقٌّ أَدَّاهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَزَّ : ( سُبْحانَ الَّذِي
سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ ) وَمِنْهُ
قَوْلُهُ تَعَالى : ( رَبِّ أَنْزِلْنِي
مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ) وَقَوْلُهُ : ( رَبِّ
أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ
لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ) ».
١٧٢٧ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
الْحَسَنِ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ يَقُولُ : « مَنْ حَمِدَ اللهَ عَلَى
النِّعْمَةِ فَقَدْ
__________________
شَكَرَهُ ،
وَكَانَ الْحَمْدُ أَفْضَلَ مِنْ تِلْكَ النِّعْمَةِ ».
١٧٢٨ / ١٤. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ صَفْوَانَ
الْجَمَّالِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلى عَبْدٍ
بِنِعْمَةٍ ـ صَغُرَتْ أَوْ كَبُرَتْ ـ فَقَالَ : " الْحَمْدُ لِلّهِ"
إِلاَّ أَدّى شُكْرَهَا ».
١٧٢٩ / ١٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَيُّوبَ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ بِنِعْمَةٍ ،
فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ ، فَقَدْ أَدّى شُكْرَهَا ».
١٧٣٠ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَشْرَبُ الشَّرْبَةَ مِنَ
الْمَاءِ ، فَيُوجِبُ اللهُ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ ».
ثُمَّ قَالَ : «
إِنَّهُ لَيَأْخُذُ الْإِنَاءَ ، فَيَضَعُهُ عَلى فِيهِ فَيُسَمِّي ، ثُمَّ يَشْرَبُ
، فَيُنَحِّيهِ وَهُوَ
__________________
يَشْتَهِيهِ ،
فَيَحْمَدُ اللهَ ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَشْرَبُ ، ثُمَّ
يُنَحِّيهِ ، فَيَحْمَدُ اللهَ ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَشْرَبُ ، ثُمَّ يُنَحِّيهِ ،
فَيَحْمَدُ اللهَ ، فَيُوجِبُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهَا لَهُ الْجَنَّةَ ».
١٧٣١ / ١٧. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنِّي سَأَلْتُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ
يَرْزُقَنِي مَالاً ، فَرَزَقَنِي ، وَإِنِّي سَأَلْتُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي وَلَداً ، فَرَزَقَنِي
وَلَداً ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَرْزُقَنِي دَاراً ، فَرَزَقَنِي ، وَقَدْ خِفْتُ
أَنْ يَكُونَ ذلِكَ اسْتِدْرَاجاً ؟
فَقَالَ : « أَمَا
وَاللهِ ، مَعَ الْحَمْدِ فَلَا ».
١٧٣٢ / ١٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ :
خَرَجَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَقَدْ ضَاعَتْ دَابَّتُهُ ، فَقَالَ :
« لَئِنْ رَدَّهَا اللهُ
__________________
عَلَيَّ ،
لَأَشْكُرَنَّ اللهَ حَقَّ شُكْرِهِ ». قَالَ : فَمَا لَبِثَ أَنْ أُتِيَ بِهَا ،
فَقَالَ : « الْحَمْدُ لِلّهِ ». فَقَالَ قَائِلٌ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَلَيْسَ قُلْتَ :
لَأَشْكُرَنَّ اللهَ حَقَّ شُكْرِهِ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَلَمْ تَسْمَعْنِي قُلْتُ : الْحَمْدُ لِلّهِ؟ ».
١٧٣٣ / ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ
، عَنِ الْمُثَنَّى الْحَنَّاطِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ أَمْرٌ يَسُرُّهُ ، قَالَ : الْحَمْدُ لِلّهِ عَلى
هذِهِ النِّعْمَةِ ، وَإِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ أَمْرٌ يَغْتَمُّ بِهِ ، قَالَ :
الْحَمْدُ لِلّهِ عَلى كُلِّ حَالٍ ».
١٧٣٤ / ٢٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ ، عَنْ أَبِي
بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « تَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِذَا نَظَرْتَ
إِلَى الْمُبْتَلى مِنْ غَيْرِ أَنْ تُسْمِعَهُ : الْحَمْدُ
لِلّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ ، وَلَوْ شَاءَ فَعَلَ » قَالَ : « مَنْ
قَالَ
__________________
ذلِكَ ، لَمْ
يُصِبْهُ ذلِكَ الْبَلَاءُ أَبَداً ».
١٧٣٥ / ٢١. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ
حَفْصٍ الْكُنَاسِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ عَبْدٍ يَرى مُبْتَلًى ،
فَيَقُولُ : " الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي عَدَلَ عَنِّي مَا ابْتَلَاكَ بِهِ ،
وَفَضَّلَنِي عَلَيْكَ بِالْعَافِيَةِ ، اللهُمَّ عَافِنِي مِمَّا ابْتَلَيْتَهُ بِهِ"
إِلاَّ لَمْ يُبْتَلَ بِذلِكَ الْبَلَاءِ ».
١٧٣٦ / ٢٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ وَ قَدِ ابْتُلِيَ وَ
أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ ، فَقُلِ : اللهُمَّ إِنِّي لَا أَسْخَرُ وَلَا
أَفْخَرُ ، وَلكِنْ أَحْمَدُكَ عَلى عَظِيمِ نَعْمَائِكَ عَلَيَّ ».
١٧٣٧ / ٢٣. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ ، عَنْ
حَفْصِ بْنِ عُمَرَ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِذَا رَأَيْتُمْ أَهْلَ الْبَلَاءِ ، فَاحْمَدُوا اللهَ ، وَلَا
تُسْمِعُوهُمْ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ يَحْزُنُهُمْ ».
١٧٣٨ / ٢٤. عَنْهُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مُسْكَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم كَانَ فِي سَفَرٍ يَسِيرُ عَلى نَاقَةٍ لَهُ إِذَا نَزَلَ فَسَجَدَ
خَمْسَ سَجَدَاتٍ ، فَلَمَّا أَنْ رَكِبَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّا
رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ شَيْئاً لَمْ تَصْنَعْهُ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، اسْتَقْبَلَنِي
جَبْرَئِيلُ عليهالسلام ، فَبَشَّرَنِي بِبِشَارَاتٍ مِنَ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ ، فَسَجَدْتُ لِلّهِ شُكْراً ، لِكُلِّ بُشْرى سَجْدَةً ».
١٧٣٩ / ٢٥. عَنْهُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا ذَكَرَ أَحَدُكُمْ نِعْمَةَ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ ، فَلْيَضَعْ خَدَّهُ عَلَى التُّرَابِ شُكْراً لِلّهِ ، فَإِنْ كَانَ
رَاكِباً ، فَلْيَنْزِلْ فَلْيَضَعْ خَدَّهُ عَلَى التُّرَابِ ، وَإِنْ لَمْ
__________________
يَكُنْ يَقْدِرُ
عَلَى النُّزُولِ لِلشُّهْرَةِ ، فَلْيَضَعْ خَدَّهُ عَلى قَرَبُوسِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ ، فَلْيَضَعْ
خَدَّهُ عَلى كَفِّهِ ، ثُمَّ لْيَحْمَدِ اللهَ عَلى مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ ».
١٧٤٠ / ٢٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ ،
قَالَ :
كُنْتُ أَسِيرُ
مَعَ أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام فِي بَعْضِ أَطْرَافِ الْمَدِينَةِ إِذْ ثَنى رِجْلَهُ عَنْ دَابَّتِهِ ، فَخَرَّ
سَاجِداً ، فَأَطَالَ وَأَطَالَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، وَرَكِبَ دَابَّتَهُ ،
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَدْ أَطَلْتَ السُّجُودَ ؟ فَقَالَ : «
إِنَّنِي ذَكَرْتُ نِعْمَةً أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَيَّ ، فَأَحْبَبْتُ
أَنْ أَشْكُرَ رَبِّي ».
١٧٤١ / ٢٧. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ،
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ـ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ فِيمَا أَعْلَمُ أَوْ غَيْرِهِ ـ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى
__________________
مُوسى عليهالسلام : يَا مُوسَى اشْكُرْنِي حَقَّ شُكْرِي ، فَقَالَ : يَا
رَبِّ ، وَكَيْفَ أَشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ ، وَلَيْسَ مِنْ شُكْرٍ
أَشْكُرُكَ بِهِ إِلاَّ وَأَنْتَ أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ؟ قَالَ : يَا مُوسَى ، الْآنَ شَكَرْتَنِي حِينَ
عَلِمْتَ أَنَّ ذلِكَ مِنِّي ».
١٧٤٢ / ٢٨. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْفَضْلِ
، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِذَا أَصْبَحْتَ وَأَمْسَيْتَ ، فَقُلْ عَشْرَ
مَرَّاتٍ : " اللهُمَّ مَا أَصْبَحَتْ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ عَافِيَةٍ فِي دِينٍ أَوْ
دُنْيَا ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَاشَرِيكَ لَكَ ، لَكَ الْحَمْدُ ، وَلَكَ
الشُّكْرُ بِهَا عَلَيَّ يَا رَبِّ حَتّى تَرْضى ، وَبَعْدَ الرِّضَا"
فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذلِكَ ، كُنْتَ قَدْ أَدَّيْتَ شُكْرَ مَا أَنْعَمَ اللهُ بِهِ عَلَيْكَ فِي
ذلِكَ الْيَوْمِ ، وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ».
١٧٤٣ / ٢٩. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ نُوحٌ عليهالسلام يَقُولُ ذلِكَ إِذَا أَصْبَحَ ، فَسُمِّيَ بِذلِكَ عَبْداً شَكُوراً ».
__________________
وَقَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ صَدَقَ اللهَ نَجَا ».
١٧٤٤ / ٣٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ عَلِيَّ
بْنَ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ ،
وَيُحِبُّ كُلَّ عَبْدٍ شَكُورٍ ، يَقُولُ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لِعَبْدٍ
مِنْ عَبِيدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَشَكَرْتَ فُلَاناً؟ فَيَقُولُ : بَلْ
شَكَرْتُكَ يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : لَمْ تَشْكُرْنِي إِذْ لَمْ تَشْكُرْهُ
» ثُمَّ قَالَ : « أَشْكَرُكُمْ لِلّهِ أَشْكَرُكُمْ لِلنَّاسِ ».
٤٩ ـ بَابُ حُسْنِ الْخُلُقِ
١٧٤٥ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ مُسْلِمٍ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ أَكْمَلَ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً
أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً ».
١٧٤٦ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ رَجُلٍ
مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَا يُوضَعُ فِي مِيزَانِ امْرِئٍ
__________________
يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَفْضَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ ».
١٧٤٧ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي وَلاَّدٍ الْحَنَّاطِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَمَلَ إِيمَانُهُ
، وَإِنْ كَانَ مِنْ قَرْنِهِ إِلى قَدَمِهِ ذُنُوباً لَمْ يَنْقُصْهُ ذلِكَ » قَالَ : « وَهُوَ : الصِّدْقُ ،
وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ ، وَالْحَيَاءُ ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ ».
__________________
١٧٤٨ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا يَقْدَمُ الْمُؤْمِنُ عَلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ
ـ بِعَمَلٍ بَعْدَ الْفَرَائِضِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ تَعَالى مِنْ أَنْ يَسَعَ النَّاسَ
بِخُلُقِهِ ».
١٧٤٩ / ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ ذَرِيحٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ صَاحِبَ الْخُلُقِ الْحَسَنِ ، لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ
الْقَائِمِ ».
١٧٥٠ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَكْثَرُ مَا تَلِجُ بِهِ أُمَّتِيَ الْجَنَّةَ تَقْوَى اللهِ
وَحُسْنُ الْخُلُقِ ».
__________________
١٧٥١ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْأَحْمَسِيِّ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْخُلُقَ الْحَسَنَ يَمِيثُ الْخَطِيئَةَ ،
كَمَا تَمِيثُ الشَّمْسُ الْجَلِيدَ ».
١٧٥٢ / ٨. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْبِرُّ وَحُسْنُ الْخُلُقِ يَعْمُرَانِ
الدِّيَارَ ، وَيَزِيدَانِ فِي
__________________
الْأَعْمَارِ ».
١٧٥٣ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ
عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَوْحَى اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِلى بَعْضِ
أَنْبِيَائِهِ عليهمالسلام : الْخُلُقُ الْحَسَنُ يَمِيثُ الْخَطِيئَةَ ، كَمَا تَمِيثُ الشَّمْسُ
الْجَلِيدَ ».
١٧٥٤ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « هَلَكَ رَجُلٌ عَلى عَهْدِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَأَتَى الْحَفَّارِينَ ، فَإِذَا هُمْ لَمْ يَحْفِرُوا
شَيْئاً ، وَشَكَوْا ذلِكَ إِلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا يَعْمَلُ
حَدِيدُنَا فِي الْأَرْضِ ، فَكَأَنَّمَا نَضْرِبُ بِهِ فِي
__________________
الصَّفَا ، فَقَالَ :
وَلِمَ؟ إِنْ كَانَ صَاحِبُكُمْ لَحَسَنَ الْخُلُقِ ، ائْتُونِي بِقَدَحٍ مِنْ
مَاءٍ ، فَأَتَوْهُ بِهِ ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ ، ثُمَّ رَشَّهُ عَلَى الْأَرْضِ رَشّاً ، ثُمَّ قَالَ :
احْفِرُوا ». قَالَ : « فَحَفَرَ الْحَفَّارُونَ ، فَكَأَنَّمَا كَانَ رَمْلاً يَتَهَايَلُ عَلَيْهِمْ ».
١٧٥٥ / ١١. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْخُلُقَ مَنِيحَةٌ يَمْنَحُهَا
اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلْقَهُ ،
__________________
فَمِنْهُ
سَجِيَّةٌ ، وَمِنْهُ نِيَّةٌ ». فَقُلْتُ : فَأَيَّتُهُمَا أَفْضَلُ؟ فَقَالَ : « صَاحِبُ السَّجِيَّةِ هُوَ مَجْبُولٌ لَايَسْتَطِيعُ
غَيْرَهُ ، وَصَاحِبُ النِّيَّةِ يَصْبِرُ عَلَى الطَّاعَةِ تَصَبُّراً ؛ فَهُوَ أَفْضَلُهُمَا ».
١٧٥٦ / ١٢. وَعَنْهُ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ
اللهَبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَيُعْطِي
الْعَبْدَ مِنَ الثَّوَابِ عَلى حُسْنِ الْخُلُقِ ، كَمَا يُعْطِي الْمُجَاهِدَ
فِي سَبِيلِ اللهِ ، يَغْدُو عَلَيْهِ وَيَرُوحُ ».
١٧٥٧ / ١٣. عَنْهُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْحَجَّالِ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
الْقَابُوسِيِّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَعَارَ
أَعْدَاءَهُ
أَخْلَاقاً مِنْ
أَخْلَاقِ أَوْلِيَائِهِ ؛ لِيَعِيشَ أَوْلِيَاؤُهُ مَعَ أَعْدَائِهِ فِي
دَوْلَاتِهِمْ ».
وَفِي رِوَايَةٍ
أُخْرى : « وَ لَوْ لَاذلِكَ لَمَا تَرَكُوا وَلِيّاً لِلّهِ إِلاَّ قَتَلُوهُ
».
١٧٥٨ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَامِلٍ
، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِذَا خَالَطْتَ النَّاسَ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ
لَاتُخَالِطَ أَحَداً مِنَ النَّاسِ إِلاَّ كَانَتْ يَدُكَ
الْعُلْيَا عَلَيْهِ ، فَافْعَلْ ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ يَكُونُ فِيهِ
بَعْضُ التَّقْصِيرِ مِنَ الْعِبَادَةِ ، وَيَكُونُ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ ، فَيُبَلِّغُهُ اللهُ بِحُسْنِ
خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ».
__________________
١٧٥٩ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَحْرٍ السَّقَّاءِ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « يَا بَحْرُ ، حُسْنُ الْخُلُقِ يُسْرٌ ».
ثُمَّ قَالَ : «
أَلَا أُخْبِرُكَ بِحَدِيثٍ مَا هُوَ فِي يَدَيْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟
» قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ جَاءَتْ جَارِيَةٌ
لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ وَهُوَ قَائِمٌ ، فَأَخَذَتْ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ ، فَقَامَ
لَهَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَلَمْ تَقُلْ شَيْئاً ، وَلَمْ يَقُلْ لَهَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم شَيْئاً حَتّى فَعَلَتْ ذلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَقَامَ لَهَا
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فِي الرَّابِعَةِ ـ وَهِيَ خَلْفَهُ ـ فَأَخَذَتْ هُدْبَةً
مِنْ ثَوْبِهِ ، ثُمَّ رَجَعَتْ.
فَقَالَ لَهَا
النَّاسُ : فَعَلَ اللهُ بِكِ وَفَعَلَ ، حَبَسْتِ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَا تَقُولِينَ لَهُ شَيْئاً ، وَلَا هُوَ يَقُولُ لَكِ
شَيْئاً ، مَا كَانَتْ حَاجَتُكِ إِلَيْهِ؟ قَالَتْ : إِنَّ لَنَا
مَرِيضاً ، فَأَرْسَلَنِي أَهْلِي لِآخُذَ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهِ لِيَسْتَشْفِيَ بِهَا ، فَلَمَّا
أَرَدْتُ
__________________
أَخْذَهَا رَآنِي ، فَقَامَ ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ آخُذَهَا
وَهُوَ يَرَانِي ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْتَأْمِرَهُ فِي أَخْذِهَا ، فَأَخَذْتُهَا
».
١٧٦٠ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَبِيبٍ الْخَثْعَمِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَفَاضِلُكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقاً ، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافاً ، الَّذِينَ
يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ ، وَتُوَطَّأُ رِحَالُهُمْ ».
١٧٦١ / ١٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ
الْقَدَّاحِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : الْمُؤْمِنُ مَأْ لُوفٌ ، وَلَا خَيْرَ
__________________
فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ ».
١٧٦٢ / ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ يَبْلُغُ بِصَاحِبِهِ
دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ».
٥٠ ـ بَابُ حُسْنِ الْبِشْرِ
١٧٦٣ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ
، فَالْقَوْهُمْ بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ وَحُسْنِ الْبِشْرِ ».
__________________
وَرَوَاهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ
رَاشِدٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : « يَا بَنِي هَاشِمٍ ».
١٧٦٤ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ
مِهْرَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « ثَلَاثٌ مَنْ أَتَى اللهَ بِوَاحِدَةٍ
مِنْهُنَّ ، أَوْجَبَ اللهُ لَهُ الْجَنَّةَ : الْإِنْفَاقُ مِنْ إِقْتَارٍ ، وَالْبِشْرُ
لِجَمِيعِ الْعَالَمِ ، وَالْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ ».
١٧٦٥ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « أَتى رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَوْصِنِي ، فَكَانَ فِيمَا
أَوْصَاهُ أَنْ قَالَ : الْقَ أَخَاكَ بِوَجْهٍ مُنْبَسِطٍ ».
١٧٦٦ / ٤. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ
: مَا حَدُّ حُسْنِ
الْخُلُقِ؟
قَالَ : « تُلِينُ
جَنَاحَكَ ، وَتُطِيبُ كَلَامَكَ ، وَتَلْقى أَخَاكَ بِبِشْرٍ حَسَنٍ ».
١٧٦٧ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ فُضَيْلٍ
، قَالَ :
صَنَائِعُ
الْمَعْرُوفِ وَحُسْنُ الْبِشْرِ يَكْسِبَانِ الْمَحَبَّةَ ، وَيُدْخِلَانِ
الْجَنَّةَ ؛ وَالْبُخْلُ وَعُبُوسُ الْوَجْهِ يُبْعِدَانِ مِنَ اللهِ ،
وَيُدْخِلَانِ النَّارَ.
__________________
١٧٦٨ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : حُسْنُ الْبِشْرِ يَذْهَبُ بِالسَّخِيمَةِ ».
٥١ ـ بَابُ الصِّدْقِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ
١٧٦٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي
الْعَلَاءِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمْ يَبْعَثْ
نَبِيّاً إِلاَّ بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَى الْبَرِّ
وَالْفَاجِرِ ».
١٧٧٠ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
عَمَّارٍ وَغَيْرِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَا تَغْتَرُّوا بِصَلَاتِهِمْ وَلَا بِصِيَامِهِمْ
؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ رُبَّمَا لَهِجَ بِالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ حَتّى لَوْ تَرَكَهُ اسْتَوْحَشَ
، وَلكِنِ اخْتَبِرُوهُمْ عِنْدَ صِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ».
__________________
١٧٧١ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَكى عَمَلُهُ ».
١٧٧٢ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام فِي أَوَّلِ دَخْلَةٍ دَخَلْتُ عَلَيْهِ : « تَعَلَّمُوا
الصِّدْقَ قَبْلَ الْحَدِيثِ ».
١٧٧٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ يُقْرِئُكَ
السَّلَامَ.
قَالَ : « عَلَيْكَ
وَعَلَيْهِ السَّلَامُ ، إِذَا أَتَيْتَ عَبْدَ اللهِ فَأَقْرِئْهُ
السَّلَامَ ، وَقُلْ لَهُ : إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ لَكَ : انْظُرْ
مَا بَلَغَ بِهِ عَلِيٌّ عليهالسلام عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَالْزَمْهُ ؛ فَإِنَّ
__________________
عَلِيّاً عليهالسلام إِنَّمَا بَلَغَ مَا بَلَغَ بِهِ
عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ».
١٧٧٤ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيِّ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ،
قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا فُضَيْلُ ، إِنَّ الصَّادِقَ أَوَّلُ مَنْ
يُصَدِّقُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، يَعْلَمُ أَنَّهُ صَادِقٌ ، وَتُصَدِّقُهُ نَفْسُهُ ،
تَعْلَمُ أَنَّهُ صَادِقٌ ».
١٧٧٥ / ٧. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّمَا سُمِّيَ إِسْمَاعِيلُ صَادِقَ
الْوَعْدِ لِأَنَّهُ وَعَدَ رَجُلاً فِي مَكَانٍ ، فَانْتَظَرَهُ فِي ذلِكَ
الْمَكَانِ سَنَةً ، فَسَمَّاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ( صادِقَ الْوَعْدِ ) ثُمَّ : إِنَّ
الرَّجُلَ أَتَاهُ بَعْدَ ذلِكَ ، فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ : مَا زِلْتُ
مُنْتَظِراً لَكَ ».
__________________
١٧٧٦ / ٨. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سَالِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْخَزَّازِ ، عَنْ جَدِّهِ
الرَّبِيعِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « يَا رَبِيعُ ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتّى يَكْتُبَهُ اللهُ
صِدِّيقاً ».
١٧٧٧ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ
، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَصْدُقُ حَتّى يُكْتَبَ
عِنْدَ اللهِ مِنَ الصَّادِقِينَ ، وَيَكْذِبُ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ مِنَ
الْكَاذِبِينَ ، فَإِذَا صَدَقَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : صَدَقَ وَبَرَّ ، وَإِذَا كَذَبَ
قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : كَذَبَ وَفَجَرَ ».
١٧٧٨ / ١٠. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كُونُوا دُعَاةً لِلنَّاسِ بِالْخَيْرِ
بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ ؛ لِيَرَوْا مِنْكُمُ
__________________
الِاجْتِهَادَ
وَالصِّدْقَ وَالْوَرَعَ ».
١٧٧٩ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ
حَسَنُ بْنُ زِيَادٍ الصَّيْقَلُ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَكى عَمَلُهُ ، وَمَنْ
حَسُنَتْ نِيَّتُهُ زِيدَ فِي رِزْقِهِ ، وَمَنْ حَسُنَ بِرُّهُ بِأَهْلِ بَيْتِهِ مُدَّ
لَهُ فِي عُمُرِهِ ».
١٧٨٠ / ١٢. عَنْهُ ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « لَا تَنْظُرُوا إِلى طُولِ رُكُوعِ الرَّجُلِ
وَسُجُودِهِ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ شَيْءٌ اعْتَادَهُ ، فَلَوْ تَرَكَهُ اسْتَوْحَشَ لِذلِكَ ،
وَلكِنِ انْظُرُوا إِلى صِدْقِ حَدِيثِهِ ، وَأَدَاءِ أَمَانَتِهِ ».
__________________
٥٢ ـ بَابُ الْحَيَاءِ
١٧٨١ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَالْإِيمَانُ
فِي الْجَنَّةِ ».
١٧٨٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ حَسَنٍ الصَّيْقَلِ ،
قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « الْحَيَاءُ وَالْعَفَافُ وَالْعِيُّ ـ أَعْنِي عِيَّ
اللِّسَانِ لَاعِيَّ الْقَلْبِ ـ مِنَ الْإِيمَانِ ».
١٧٨٣ / ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ
__________________
مُصْعَبِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ الزُّبَيْرِ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ رَقَّ وَجْهُهُ ، رَقَّ عِلْمُهُ ».
١٧٨٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ يَحْيى ـ أَخِي دَارِمٍ ـ عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ :
عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام ، قَالَ : « الْحَيَاءُ وَالْإِيمَانُ مَقْرُونَانِ فِي قَرَنٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ
أَحَدُهُمَا تَبِعَهُ صَاحِبُهُ ».
١٧٨٥ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنِ
الْفُضَيْلِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا حَيَاءَ لَهُ ».
١٧٨٦ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الْحَيَاءُ حَيَاءَانِ : حَيَاءُ عَقْلٍ ، وَحَيَاءُ
حُمْقٍ ، فَحَيَاءُ الْعَقْلِ هُوَ الْعِلْمُ ، وَحَيَاءُ الْحُمْقِ هُوَ
الْجَهْلُ ».
١٧٨٧ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ اللهَبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَكَانَ مِنْ قَرْنِهِ إِلى قَدَمِهِ ذُنُوباً ،
بَدَّلَهَا اللهُ حَسَنَاتٍ : الصِّدْقُ ، وَالْحَيَاءُ ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ ،
وَالشُّكْرُ ».
__________________
٥٣ ـ بَابُ الْعَفْوِ
١٧٨٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم فِي خُطْبَتِهِ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ خَلَائِقِ الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ؟ : الْعَفْوُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ ،
وَالْإِحْسَانُ إِلى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ ، وَإِعْطَاءُ مَنْ حَرَمَكَ ».
١٧٨٩ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ
غُرَّةَ بْنِ دِينَارٍ الرَّقِّيِّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
السَّبِيعِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلى خَيْرِ أَخْلَاقِ الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ؟ : تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ ، وَتَعْفُو
عَمَّنْ ظَلَمَكَ ».
__________________
١٧٩٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ
نُسَيْبٍ اللَّفَائِفِيِّ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « ثَلَاثٌ مِنْ مَكَارِمِ الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ : تَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ ، وَتَحْلُمُ إِذَا جُهِلَ عَلَيْكَ ».
١٧٩١ / ٤. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :
__________________
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِذَا كَانَ يَوْمُ
الْقِيَامَةِ ، جَمَعَ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ
فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ؟ » قَالَ
: « فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ ، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ،
فَيَقُولُونَ : وَمَا كَانَ فَضْلُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ : كُنَّا نَصِلُ مَنْ
قَطَعَنَا ، وَنُعْطِي مَنْ حَرَمَنَا ، وَنَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَنَا » قَالَ : «
فَيُقَالُ لَهُمْ : صَدَقْتُمُ ، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ».
١٧٩٢ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ جَهْمِ بْنِ الْحَكَمِ الْمَدَائِنِيِّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ أَبِي زِيَادٍ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : عَلَيْكُمْ بِالْعَفْوِ ؛ فَإِنَّ الْعَفْوَ لَايَزِيدُ الْعَبْدَ إِلاَّ
عِزّاً ، فَتَعَافَوْا يُعِزَّكُمُ اللهُ ».
١٧٩٣ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْقَمَّاطِ ،
عَنْ حُمْرَانَ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « النَّدَامَةُ عَلَى الْعَفْوِ أَفْضَلُ
وَأَيْسَرُ مِنَ النَّدَامَةِ عَلَى الْعُقُوبَةِ ».
١٧٩٤ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنْ مُعَتِّبٍ ، قَالَ :
كَانَ أَبُو
الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام فِي حَائِطٍ لَهُ يَصْرِمُ ، فَنَظَرْتُ إِلى غُلَامٍ لَهُ قَدْ أَخَذَ كَارَةً مِنْ تَمْرٍ ،
فَرَمى بِهَا وَرَاءَ الْحَائِطِ ، فَأَتَيْتُهُ وَأَخَذْتُهُ ، وَذَهَبْتُ
بِهِ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي وَجَدْتُ هذَا وَهذِهِ
الْكَارَةَ ، فَقَالَ لِلْغُلَامِ : « يَا فُلَانُ » قَالَ لَبَّيْكَ ، قَالَ : « أَتَجُوعُ ؟ » قَالَ :
لَايَا سَيِّدِي ، قَالَ : « فَتَعْرى ؟ » قَالَ :
__________________
لَايَا سَيِّدِي ، قَالَ : «
فَلِأَيِّ شَيْءٍ أَخَذْتَ هذِهِ ؟ » قَالَ : اشْتَهَيْتُ ذلِكَ ، قَالَ : « اذْهَبْ ،
فَهِيَ لَكَ » وَقَالَ : « خَلُّوا عَنْهُ ».
١٧٩٥ / ٨. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
الْحَسَنِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَا الْتَقَتْ فِئَتَانِ قَطُّ إِلاَّ
نُصِرَ أَعْظَمُهُمَا عَفْواً ».
١٧٩٦ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أُتِيَ بِالْيَهُودِيَّةِ الَّتِي سَمَّتِ الشَّاةَ لِلنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ لَهَا : مَا حَمَلَكِ عَلى مَا صَنَعْتِ؟ فَقَالَتْ : قُلْتُ :
إِنْ كَانَ نَبِيّاً لَمْ يَضُرَّهُ ، وَإِنْ كَانَ مَلِكاً أَرَحْتُ النَّاسَ
مِنْهُ » قَالَ : « فَعَفَا رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَنْهَا ».
١٧٩٧ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « ثَلَاثٌ لَايَزِيدُ اللهُ بِهِنَّ الْمَرْءَ
الْمُسْلِمَ إِلاَّ عِزّاً : الصَّفْحُ عَمَّنْ
__________________
ظَلَمَهُ ،
وَإِعْطَاءُ مَنْ حَرَمَهُ ، وَالصِّلَةُ لِمَنْ قَطَعَهُ ».
٥٤ ـ بَابُ كَظْمِ الْغَيْظِ
١٧٩٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام يَقُولُ : مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِذُلِّ نَفْسِي حُمْرَ النَّعَمِ
، وَمَا تَجَرَّعْتُ جُرْعَةً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ لَا أُكَافِي
بِهَا صَاحِبَهَا ».
١٧٩٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَعَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَمَّارِ
بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « نِعْمَ الْجُرْعَةُ الْغَيْظُ لِمَنْ صَبَرَ
عَلَيْهَا ؛ فَإِنَّ عَظِيمَ
__________________
الْأَجْرِ لَمِنْ عَظِيمِ الْبَلَاءِ ،
وَمَا أَحَبَّ اللهُ قَوْماً إِلاَّ ابْتَلَاهُمْ ».
١٨٠٠ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ وَمُحَمَّدِ بْنِ
سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليهالسلام ، قَالَ : « اصْبِرْ عَلى أَعْدَاءِ النِّعَمِ ؛ فَإِنَّكَ لَنْ
تُكَافِئَ مَنْ عَصَى اللهَ فِيكَ بِأَفْضَلَ مِنْ أَنْ تُطِيعَ اللهَ فِيهِ ».
١٨٠١ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ ثَابِتٍ
مَوْلى آلِ جَرِيرٍ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَظْمُ الْغَيْظِ عَنِ الْعَدُوِّ فِي
دَوْلَاتِهِمْ تَقِيَّةً حَزْمٌ لِمَنْ أَخَذَ بِهِ ، وَتَحَرُّزٌ مِنَ التَّعَرُّضِ لِلْبَلَاءِ فِي الدُّنْيَا ؛ وَمُعَانَدَةُ
الْأَعْدَاءِ فِي دَوْلَاتِهِمْ وَمُمَاظَّتُهُمْ فِي غَيْرِ
تَقِيَّةٍ تَرْكُ أَمْرِ اللهِ ؛ فَجَامِلُوا النَّاسَ يَسْمَنْ ذلِكَ لَكُمْ عِنْدَهُمْ ،
وَلَا تُعَادُوهُمْ فَتَحْمِلُوهُمْ عَلى رِقَابِكُمْ ، فَتَذِلُّوا ».
١٨٠٢
/ ٥. عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ حُصَيْنٍ السَّكُونِيِّ ،
قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا مِنْ عَبْدٍ كَظَمَ غَيْظاً إِلاَّ زَادَهُ اللهُ
ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عِزّاً فِي الدُّنْيَا
__________________
وَالْآخِرَةِ ،
وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَالْكاظِمِينَ
الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) وَأَثَابَهُ
اللهُ مَكَانَ غَيْظِهِ ذلِكَ ».
١٨٠٣ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ،
قَالَ :
حَدَّثَنِي مَنْ
سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ كَظَمَ غَيْظاً ـ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ
أَمْضَاهُ ـ مَلَأَ اللهُ قَلْبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِضَاهُ ».
١٨٠٤ / ٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مُنْذِرٍ ، عَنِ الْوَصَّافِيِّ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ كَظَمَ غَيْظاً ـ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلى
إِمْضَائِهِ ـ حَشَا اللهُ قَلْبَهُ أَمْناً وَإِيمَاناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».
١٨٠٥ / ٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو
، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ الشَّحَّامِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « يَا زَيْدُ ، اصْبِرْ عَلى
أَعْدَاءِ النِّعَمِ ، فَإِنَّكَ لَنْ تُكَافِئَ مَنْ عَصَى اللهَ فِيكَ
بِأَفْضَلَ مِنْ أَنْ تُطِيعَ اللهَ فِيهِ ؛ يَا زَيْدُ ، إِنَّ اللهَ اصْطَفَى
__________________
الْإِسْلَامَ
وَاخْتَارَهُ ، فَأَحْسِنُوا صُحْبَتَهُ بِالسَّخَاءِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ ».
١٨٠٦ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ حَفْصٍ بَيَّاعِ السَّابِرِيِّ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مِنْ أَحَبِّ السَّبِيلِ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جُرْعَتَانِ : جُرْعَةُ
غَيْظٍ تَرُدُّهَا بِحِلْمٍ ، وَجُرْعَةُ مُصِيبَةٍ تَرُدُّهَا بِصَبْرٍ ».
١٨٠٧ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ
، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ لِي أَبِي : يَا بُنَيَّ ، مَا مِنْ شَيْءٍ
أَقَرَّ لِعَيْنِ أَبِيكَ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ عَاقِبَتُهَا صَبْرٌ ، وَمَا يَسُرُّنِي أَنَّ
لِي بِذُلِّ نَفْسِي حُمْرَ النَّعَمِ ».
__________________
١٨٠٨ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « اصْبِرُوا عَلى أَعْدَاءِ النِّعَمِ ؛ فَإِنَّكَ لَنْ تُكَافِئَ مَنْ
عَصَى اللهَ فِيكَ بِأَفْضَلَ مِنْ أَنْ تُطِيعَ اللهَ فِيهِ ».
١٨٠٩ / ١٢. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ
خَلاَّدٍ ، عَنِ الثُّمَالِيِّ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، قَالَ : قَالَ : « مَا أُحِبُّ
أَنَّ لِي بِذُلِّ نَفْسِي حُمْرَ النَّعَمِ ، وَمَا تَجَرَّعْتُ مِنْ جُرْعَةٍ أَحَبَّ إِلَيَّ
مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ لَا أُكَافِئُ بِهَا صَاحِبَهَا ».
١٨١٠ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
__________________
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا مِنْ جُرْعَةٍ يَتَجَرَّعُهَا الْعَبْدُ أَحَبَّ إِلَى
اللهِ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ يَتَجَرَّعُهَا عِنْدَ تَرَدُّدِهَا فِي قَلْبِهِ :
إِمَّا بِصَبْرٍ ، وَإِمَّا بِحِلْمٍ ».
٥٥ ـ بَابُ الْحِلْمِ
١٨١١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ الرِّضَا
عليهالسلام يَقُولُ : « لَا يَكُونُ الرَّجُلُ عَابِداً حَتّى يَكُونَ
حَلِيماً ، وَإِنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذَا تَعَبَّدَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لَمْ
يُعَدَّ عَابِداً حَتّى يَصْمُتَ قَبْلَ ذلِكَ عَشْرَ سِنِينَ ».
__________________
١٨١٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ،
قَالَ :
« الْمُؤْمِنُ
مَنْ خَلَطَ عَمَلَهُ بِالْحِلْمِ ، يَجْلِسُ لِيَعْلَمَ ، وَيَنْطِقُ
لِيَفْهَمَ ، لَايُحَدِّثُ أَمَانَتَهُ الْأَصْدِقَاءَ ، وَلَا يَكْتُمُ شَهَادَتَهُ
الْأَعْدَاءَ ، وَلَا يَفْعَلُ شَيْئاً مِنَ الْحَقِّ رِيَاءً ، وَلَا
يَتْرُكُهُ حَيَاءً ، إِنْ زُكِّيَ خَافَ مِمَّا يَقُولُونَ ،
وَاسْتَغْفَرَ اللهَ مِمَّا لَايَعْلَمُونَ ، لَايَغُرُّهُ قَوْلُ مَنْ جَهِلَهُ ،
وَيَخْشى إِحْصَاءَ مَا قَدْ عَمِلَهُ ».
١٨١٣ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ
__________________
ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ
زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام يَقُولُ : إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي الرَّجُلُ أَنْ يُدْرِكَهُ حِلْمُهُ عِنْدَ
غَضَبِهِ ».
١٨١٤ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ
جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يُحِبُّ الْحَيِيَّ
الْحَلِيمَ ».
١٨١٥ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَفْصٍ الْعَوْسِيِّ الْكُوفِيِّ :
رَفَعَهُ إِلى
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَا أَعَزَّ اللهُ بِجَهْلٍ قَطُّ ، وَلَا أَذَلَّ بِحِلْمٍ قَطُّ ».
__________________
١٨١٦ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ ، قَالَ
:
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « كَفى بِالْحِلْمِ نَاصِراً ». وَقَالَ : « إِذَا لَمْ
تَكُنْ حَلِيماً ، فَتَحَلَّمْ ».
١٨١٧ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْحَجَّالِ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ،
قَالَ :
بَعَثَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام غُلَاماً لَهُ فِي حَاجَةٍ ، فَأَبْطَأَ ، فَخَرَجَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَلى أَثَرِهِ لَمَّا أَبْطَأَ ، فَوَجَدَهُ
نَائِماً ، فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ يُرَوِّحُهُ حَتَّى انْتَبَهَ
، فَلَمَّا تَنَبَّهَ ، قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا فُلَانُ ، وَاللهِ مَا ذلِكَ لَكَ ، تَنَامُ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ؛ لَكَ اللَّيْلُ ، وَلَنَا مِنْكَ النَّهَارُ ».
١٨١٨ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْحَيِيَّ الْحَلِيمَ ، الْعَفِيفَ
__________________
الْمُتَعَفِّفَ ».
١٨١٩ / ٩. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيِّ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ،
عَنْ رَبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِيِّ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ عِمْرَانَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا وَقَعَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مُنَازَعَةٌ
نَزَلَ مَلَكَانِ ، فَيَقُولَانِ لِلسَّفِيهِ مِنْهُمَا : قُلْتَ وَقُلْتَ وَأَنْتَ أَهْلٌ
لِمَا قُلْتَ ، سَتُجْزى بِمَا قُلْتَ ، وَيَقُولَانِ لِلْحَلِيمِ مِنْهُمَا :
صَبَرْتَ وَحَلُمْتَ ، سَيَغْفِرُ اللهُ لَكَ إِنْ أَتْمَمْتَ ذلِكَ » قَالَ : « فَإِنْ رَدَّ الْحَلِيمُ
عَلَيْهِ ارْتَفَعَ الْمَلَكَانِ ».
٥٦ ـ بَابُ الصَّمْتِ وَحِفْظِ اللِّسَانِ
١٨٢٠ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :
__________________
قَالَ أَبُو
الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام : « مِنْ عَلَامَاتِ الْفِقْهِ : الْحِلْمُ ،
وَالْعِلْمُ ، وَالصَّمْتُ ؛ إِنَّ الصَّمْتَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ
الْحِكْمَةِ ؛ إِنَّ الصَّمْتَ يَكْسِبُ الْمَحَبَّةَ ؛ إِنَّهُ دَلِيلٌ عَلى
كُلِّ خَيْرٍ ».
١٨٢١ / ٢. عَنْهُ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
سِنَانٍ ، عَنْ أَبِيحَمْزَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّمَا شِيعَتُنَا الْخُرْسُ ».
١٨٢٢ / ٣. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي
عَلِيٍّ
__________________
الْجَوَّانِيِّ ، قَالَ :
شَهِدْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام وَهُوَ يَقُولُ لِمَوْلًى لَهُ ـ يُقَالُ لَهُ : سَالِمٌ ـ
وَوَضَعَ يَدَهُ عَلى شَفَتَيْهِ ، وَقَالَ : « يَا سَالِمُ ، احْفَظْ لِسَانَكَ تَسْلَمْ ،
وَلَا تَحْمِلِ النَّاسَ عَلى رِقَابِنَا ».
١٨٢٣ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، قَالَ :
حَضَرْتُ أَبَا
الْحَسَنِ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَوْصِنِي ،
فَقَالَ لَهُ : « احْفَظْ لِسَانَكَ تَعِزَّ ، وَلَا
تُمَكِّنِ النَّاسَ مِنْ قِيَادِكَ فَتُذِلَّ رَقَبَتَكَ ».
١٨٢٤ / ٥. عَنْهُ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم لِرَجُلٍ أَتَاهُ : أَلَا أَدُلُّكَ عَلى أَمْرٍ يُدْخِلُكَ اللهُ بِهِ
الْجَنَّةَ؟ قَالَ : بَلى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : أَنِلْ مِمَّا أَنَالَكَ اللهُ ، قَالَ :
فَإِنْ
__________________
كُنْتُ أَحْوَجَ
مِمَّنْ أُنِيلُهُ؟ قَالَ : فَانْصُرِ الْمَظْلُومَ ، قَالَ :
فَإِنْ كُنْتُ أَضْعَفَ مِمَّنْ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ : فَاصْنَعْ
لِلْأَخْرَقِ ـ يَعْنِي أَشِرْ عَلَيْهِ ـ قَالَ : فَإِنْ كُنْتُ أَخْرَقَ مِمَّنْ
أَصْنَعُ لَهُ؟ قَالَ : فَأَصْمِتْ لِسَانَكَ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ ، أَمَا يَسُرُّكَ أَنْ تَكُونَ فِيكَ خَصْلَةٌ
مِنْ هذِهِ الْخِصَالِ تَجُرُّكَ إِلَى الْجَنَّةِ؟ ».
١٨٢٥ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ ،
إِنْ كُنْتَ زَعَمْتَ أَنَّ الْكَلَامَ مِنْ فِضَّةٍ ، فَإِنَّ السُّكُوتَ مِنْ
ذَهَبٍ ».
١٨٢٦ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ رَفَعَهُ ،
__________________
قَالَ :
قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أَمْسِكْ لِسَانَكَ ؛ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِهَا عَلى
نَفْسِكَ » ثُمَّ قَالَ : « وَلَايَعْرِفُ عَبْدٌ حَقِيقَةَ
الْإِيمَانِ حَتّى يَخْزُنَ مِنْ لِسَانِهِ ».
١٨٢٧ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي
عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ
عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ) قَالَ : «
يَعْنِي كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ ».
١٨٢٨ / ٩. عَلِيُّ بْنُإِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِعِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « نَجَاةُ الْمُؤْمِنِ فِي حِفْظِ لِسَانِهِ
».
__________________
١٨٢٩ / ١٠. يُونُسُ ، عَنْ مُثَنًّى ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « كَانَ أَبُو ذَرٍّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ يَقُولُ : يَا
مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ ، إِنَّ هذَا اللِّسَانَ مِفْتَاحُ خَيْرٍ ،
وَمِفْتَاحُ شَرٍّ ، فَاخْتِمْ عَلى لِسَانِكَ كَمَا تَخْتِمُ عَلى ذَهَبِكَ وَوَرِقِكَ ».
١٨٣٠ / ١١. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْخَشَّابِ ، عَنِ ابْنِ
بَقَّاحٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ الْمَسِيحُ عليهالسلام يَقُولُ : لَاتُكْثِرُوا الْكَلَامَ فِي غَيْرِ ذِكْرِ اللهِ ؛ فَإِنَّ الَّذِينَ
يُكْثِرُونَ الْكَلَامَ فِي غَيْرِ ذِكْرِ اللهِ قَاسِيَةٌ
قُلُوبُهُمْ ، وَلكِنْ
__________________
لَا يَعْلَمُونَ ».
١٨٣١ / ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ يَوْمٍ إِلاَّ وَكُلُّ عُضْوٍ مِنْ
أَعْضَاءِ الْجَسَدِ يُكَفِّرُ اللِّسَانَ يَقُولُ : نَشَدْتُكَ اللهَ أَنْ نُعَذَّبَ فِيكَ ».
١٨٣٢ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ
الْأَسَدِيِّ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « إِنَّ لِسَانَ ابْنِ آدَمَ يُشْرِفُ عَلى جَمِيعِ جَوَارِحِهِ
كُلَّ صَبَاحٍ ، فَيَقُولُ : كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : بِخَيْرٍ إِنْ
تَرَكْتَنَا ، وَ يَقُولُونَ : اللهَ اللهَ فِينَا ، وَيُنَاشِدُونَهُ
وَيَقُولُونَ : إِنَّمَا نُثَابُ وَنُعَاقَبُ بِكَ ».
__________________
١٨٣٣ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي
عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ قَيْسٍ أَبِي
إِسْمَاعِيلَ ـ وَذَكَرَ أَنَّهُ لَابَأْسَ بِهِ مِنْ أَصْحَابِنَا ـ رَفَعَهُ
، قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَوْصِنِي ، فَقَالَ : « احْفَظْ
لِسَانَكَ ». قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَوْصِنِي ، قَالَ : « احْفَظْ
لِسَانَكَ ». قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَوْصِنِي ، قَالَ : « احْفَظْ
لِسَانَكَ ، وَيْحَكَ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلى
مَنَاخِرِهِمْ فِي النَّارِ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟
».
١٨٣٤ / ١٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ لَمْ يَحْسُبْ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ ،
__________________
كَثُرَتْ
خَطَايَاهُ ، وَحَضَرَ عَذَابُهُ ».
١٨٣٥ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يُعَذِّبُ اللهُ اللِّسَانَ بِعَذَابٍ لَايُعَذِّبُ بِهِ شَيْئاً مِنَ
الْجَوَارِحِ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ عَذَّبْتَنِي بِعَذَابٍ لَمْ تُعَذِّبْ بِهِ
شَيْئاً ؟ فَيُقَالُ لَهُ : خَرَجَتْ مِنْكَ كَلِمَةٌ ،
فَبَلَغَتْ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، فَسُفِكَ بِهَا
الدَّمُ الْحَرَامُ ، وَانْتُهِبَ بِهَا الْمَالُ الْحَرَامُ ، وَانْتُهِكَ بِهَا الْفَرْجُ الْحَرَامُ ،
وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأُعَذِّبَنَّكَ بِعَذَابٍ لَا أُعَذِّبُ بِهِ شَيْئاً
مِنْ جَوَارِحِكَ ».
١٨٣٦ / ١٧. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إِنْ كَانَ
فِي شَيْءٍ شُؤْمٌ ، فَفِي اللِّسَانِ ».
١٨٣٧ / ١٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛
وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ
الْوَشَّاءِ ، قَالَ :
__________________
سَمِعْتُ الرِّضَا
عليهالسلام يَقُولُ : « كَانَ الرَّجُلُ مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ إِذَا أَرَادَ الْعِبَادَةَ ، صَمَتَ قَبْلَ ذلِكَ عَشْرَ سِنِينَ ».
١٨٣٨ / ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْغِفَارِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ رَأى مَوْضِعَ كَلَامِهِ مِنْ عَمَلِهِ ، قَلَّ
كَلَامُهُ إِلاَّ فِيمَا يَعْنِيهِ ».
١٨٣٩ / ٢٠. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ،
عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ :
عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَارِفاً بِزَمَانِهِ ، مُقْبِلاً عَلى
شَأْنِهِ ، حَافِظاً لِلِسَانِهِ ».
١٨٤٠ / ٢١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَا يَزَالُ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يُكْتَبُ
مُحْسِناً مَا دَامَ سَاكِتاً ، فَإِذَا تَكَلَّمَ كُتِبَ مُحْسِناً أَوْ
مُسِيئاً ».
٥٧ ـ بَابُ الْمُدَارَاةِ
١٨٤١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَتِمَّ لَهُ عَمَلٌ :
وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللهِ ، وَخُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ ،
وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ ».
١٨٤٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ
جَعْفَراً عليهالسلام يَقُولُ : « جَاءَ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام إِلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، رَبُّكَ يُقْرِئُكَ
السَّلَامَ ، وَيَقُولُ لَكَ : دَارِ خَلْقِي ».
١٨٤٣ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ
ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ ـ فِيمَا نَاجَى
اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عليهالسلام ـ : يَا مُوسَى ، اكْتُمْ مَكْتُومَ سِرِّي فِي سَرِيرَتِكَ ، وَأَظْهِرْ فِي عَلَانِيَتِكَ
الْمُدَارَاةَ عَنِّي لِعَدُوِّي وَعَدُوِّكَ مِنْ خَلْقِي ،
__________________
وَلَا تَسْتَسِبَّ
لِي عِنْدَهُمْ بِإِظْهَارِ مَكْتُومِ سِرِّي : فَتَشْرَكَ عَدُوَّكَ وَعَدُوِّي فِي سَبِّي ».
١٨٤٤ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ
حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ ، كَمَا أَمَرَنِي بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ ».
١٨٤٥ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ
، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مُدَارَاةُ النَّاسِ نِصْفُ الْإِيمَانِ ،
__________________
وَالرِّفْقُ
بِهِمْ نِصْفُ الْعَيْشِ ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « خَالِطُوا الْأَبْرَارَ سِرّاً ، وَخَالِطُوا
الْفُجَّارَ جِهَاراً ، وَلَا تَمِيلُوا عَلَيْهِمْ فَيَظْلِمُوكُمْ
؛ فَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَايَنْجُو فِيهِ مِنْ ذَوِي
الدِّينِ إِلاَّ مَنْ ظَنُّوا أَنَّهُ أَبْلَهُ ، وَصَبَّرَ نَفْسَهُ عَلى
أَنْ يُقَالَ : إِنَّهُ أَبْلَهُ لَاعَقْلَ لَهُ ».
١٨٤٦ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ذَكَرَهُ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ قَوْماً مِنَ النَّاسِ قَلَّتْ
مُدَارَاتُهُمْ لِلنَّاسِ ، فَأُنِفُوا
__________________
مِنْ قُرَيْشٍ ،
وَايْمُ اللهِ مَا كَانَ بِأَحْسَابِهِمْ بَأْسٌ ، وَإِنَّ قَوْماً مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ حَسُنَتْ
مُدَارَاتُهُمْ ، فَأُلْحِقُوا بِالْبَيْتِ الرَّفِيعِ ». قَالَ : ثُمَّ قَالَ : «
مَنْ كَفَّ يَدَهُ عَنِ النَّاسِ ، فَإِنَّمَا يَكُفُّ عَنْهُمْ يَداً وَاحِدَةً ،
وَيَكُفُّونَ عَنْهُ أَيْدِيَ كَثِيرَةً ».
٥٨ ـ بَابُ الرِّفْقِ
١٨٤٧ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى ، عَنْ أَبِيهِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قُفْلاً ، وَقُفْلُ الْإِيمَانِ
الرِّفْقُ ».
١٨٤٨ / ٢. وَبِإِسْنَادِهِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « مَنْ قُسِمَ لَهُ الرِّفْقُ ، قُسِمَ لَهُ الْإِيمَانُ
».
__________________
١٨٤٩ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ يَحْيَى الْأَزْرَقِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ رَفِيقٌ
يُحِبُّ الرِّفْقَ ، فَمِنْ رِفْقِهِ بِعِبَادِهِ تَسْلِيلُهُ أَضْغَانَهُمْ
وَمُضَادَّتَهُمْ لِهَوَاهُمْ وَقُلُوبِهِمْ ، وَمِنْ رِفْقِهِ بِهِمْ أَنَّهُ يَدَعُهُمْ عَلَى
الْأَمْرِ يُرِيدُ إِزَالَتَهُمْ عَنْهُ رِفْقاً بِهِمْ لِكَيْلَا يُلْقِيَ عَلَيْهِمْ عُرَى
الْإِيمَانِ وَمُثَاقَلَتَهُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ، فَيَضْعُفُوا ،
فَإِذَا أَرَادَ ذلِكَ ، نَسَخَ الْأَمْرَ بِالْآخَرِ ، فَصَارَ
مَنْسُوخاً ».
١٨٥٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ
__________________
مُعَاوِيَةَ بْنِ
وَهْبٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الرِّفْقُ يُمْنٌ ، وَالْخُرْقُ شُؤْمٌ ».
١٨٥١ / ٥. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ
جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ رَفِيقٌ يُحِبُّ
الرِّفْقَ ، وَ يُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَايُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ».
١٨٥٢ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِيعُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلى شَيْءٍ إِلاَّ
__________________
زَانَهُ ، وَلَا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ ».
١٨٥٣ / ٧. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ :
رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قَالَ : « إِنَّ فِي الرِّفْقِ الزِّيَادَةَ وَالْبَرَكَةَ ، وَمَنْ يُحْرَمِ
الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ ».
١٨٥٤ / ٨. عَنْهُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا زُوِيَ الرِّفْقُ عَنْ أَهْلِ بَيْتٍ
إِلاَّ زُوِيَ عَنْهُمُ الْخَيْرُ ».
١٨٥٥ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ الْمُعَلّى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِيَادِ
بْنِ أَرْقَمَ الْكُوفِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ أُعْطُوا
حَظَّهُمْ مِنَ الرِّفْقِ ، فَقَدْ وَسَّعَ
__________________
اللهُ عَلَيْهِمْ
فِي الرِّزْقِ ، وَالرِّفْقُ فِي تَقْدِيرِ الْمَعِيشَةِ خَيْرٌ مِنَ السَّعَةِ
فِي الْمَالِ ، وَالرِّفْقُ لَا يَعْجِزُ عَنْهُ شَيْءٌ ، وَالتَّبْذِيرُ
لَايَبْقى مَعَهُ شَيْءٌ ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ رَفِيقٌ يُحِبُّ
الرِّفْقَ ».
١٨٥٦ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
عُقْبَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لِي ـ وَجَرى بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ
مِنَ الْقَوْمِ كَلَامٌ فَقَالَ لِيَ ـ : « ارْفُقْ بِهِمْ ؛ فَإِنَّ كُفْرَ
أَحَدِهِمْ فِي غَضَبِهِ ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ كَانَ كُفْرُهُ فِي
غَضَبِهِ ».
١٨٥٧ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام ، قَالَ : « الرِّفْقُ نِصْفُ الْعَيْشِ ».
١٨٥٨ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعِينُ عَلَيْهِ ،
__________________
فَإِذَا
رَكِبْتُمُ الدَّوَابَّ الْعُجْفَ فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا ، فَإِنْ كَانَتِ
الْأَرْضُ مُجْدِبَةً فَانْجُوا عَنْهَا ، وَإِنْ كَانَتْ مُخْصِبَةً فَأَنْزِلُوهَا
مَنَازِلَهَا ».
١٨٥٩ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ
جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لَوْ كَانَ الرِّفْقُ خَلْقاً يُرى ، مَا كَانَ مِمَّا خَلَقَ اللهُ
شَيْءٌ أَحْسَنَ مِنْهُ ».
١٨٦٠ / ١٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ
__________________
بْنِ مَيْمُونٍ ، عَمَّنْ
حَدَّثَهُ :
عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَمِنْ رِفْقِهِ بِكُمْ
تَسْلِيلُهُ أَضْغَانَكُمْ ، وَمُضَادَّةَ قُلُوبِكُمْ ،
وَإِنَّهُ لَيُرِيدُ تَحْوِيلَ الْعَبْدِ عَنِ الْأَمْرِ ،
فَيَتْرُكُهُ عَلَيْهِ حَتّى يُحَوِّلَهُ بِالنَّاسِخِ كَرَاهِيَةَ تَثَاقُلِ
الْحَقِّ عَلَيْهِ ».
١٨٦١ / ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَا اصْطَحَبَ اثْنَانِ إِلاَّ كَانَ أَعْظَمُهُمَا أَجْراً وَأَحَبُّهُمَا
إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَرْفَقَهُمَا بِصَاحِبِهِ ».
١٨٦٢ / ١٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ كَانَ رَفِيقاً فِي أَمْرِهِ ، نَالَ مَا
يُرِيدُ مِنَ النَّاسِ ».
__________________
٥٩ ـ بَابُ التَّوَاضُعِ
١٨٦٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هَارُونَ
بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ إِلى جَعْفَرِ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابِهِ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ، وَهُوَ فِي بَيْتٍ لَهُ ،
جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ ، وَعَلَيْهِ خُلْقَانُ الثِّيَابِ ». قَالَ : «
فَقَالَ جَعْفَرٌ : فَأَشْفَقْنَا مِنْهُ حِينَ رَأَيْنَاهُ عَلى تِلْكَ الْحَالِ
، فَلَمَّا رَأى مَا بِنَا وَتَغَيُّرَ وُجُوهِنَا ، قَالَ :
الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي نَصَرَ مُحَمَّداً وَأَقَرَّ عَيْنَهُ ، أَلَا أُبَشِّرُكُمْ؟
فَقُلْتُ : بَلى أَيُّهَا الْمَلِكُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ جَاءَنِي السَّاعَةَ مِنْ
نَحْوِ أَرْضِكُمْ عَيْنٌ مِنْ عُيُونِي هُنَاكَ ،
فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَدْ نَصَرَ نَبِيَّهُ
مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَأَهْلَكَ عَدُوَّهُ ، وَأُسِرَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ
وَفُلَانٌ ، الْتَقَوْا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ : بَدْرٌ ، كَثِيرِ
الْأَرَاكِ ، لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَيْثُ كُنْتُ أَرْعى لِسَيِّدِي
__________________
هُنَاكَ وَهُوَ
رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ.
فَقَالَ لَهُ
جَعْفَرٌ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، فَمَا لِي أَرَاكَ جَالِساً عَلَى التُّرَابِ ،
وَعَلَيْكَ هذِهِ الْخُلْقَانُ؟ فَقَالَ لَهُ : يَا جَعْفَرُ ، إِنَّا نَجِدُ فِيمَا أَنْزَلَ اللهُ
عَلى عِيسى عليهالسلام أَنَّ مِنْ حَقِّ اللهِ عَلى عِبَادِهِ أَنْ يُحْدِثُوا
لَهُ تَوَاضُعاً عِنْدَ مَا يُحْدِثُ لَهُمْ مِنْ نِعْمَةٍ ، فَلَمَّا
أَحْدَثَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِي نِعْمَةً بِمُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أَحْدَثْتُ لِلّهِ هذَا التَّوَاضُعَ
فَلَمَّا بَلَغَ
النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ : إِنَّ الصَّدَقَةَ تَزِيدُ
صَاحِبَهَا كَثْرَةً ، فَتَصَدَّقُوا ؛ يَرْحَمْكُمُ اللهُ ، وَإِنَّ التَّوَاضُعَ
يَزِيدُ صَاحِبَهُ رِفْعَةً ، فَتَوَاضَعُوا ؛ يَرْفَعْكُمُ اللهُ ، وَإِنَّ
الْعَفْوَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ عِزّاً ، فَاعْفُوا ؛ يُعِزَّكُمُ اللهُ ».
١٨٦٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ فِي السَّمَاءِ
مَلَكَيْنِ مُوَكَّلَيْنِ بِالْعِبَادِ ، فَمَنْ تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَاهُ ،
وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَاهُ ».
__________________
١٨٦٥ / ٣. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :
عَنْ أَبِي
عَبْدِاللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَفْطَرَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَشِيَّةَ خَمِيسٍ فِي مَسْجِدِ قُبَا ، فَقَالَ : هَلْ مِنْ شَرَابٍ؟
فَأَتَاهُ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ بِعُسِّ مَخِيضٍ بِعَسَلٍ ،
فَلَمَّا وَضَعَهُ عَلى فِيهِ نَحَّاهُ ، ثُمَّ قَالَ :
شَرَابَانِ يُكْتَفى بِأَحَدِهِمَا مِنْ صَاحِبِهِ ، لَا أَشْرَبُهُ ، وَلَا
أُحَرِّمُهُ ، وَلكِنْ أَتَوَاضَعُ لِلّهِ ؛ فَإِنَّ مَنْ تَوَاضَعَ
لِلّهِ رَفَعَهُ اللهُ ، وَمَنْ تَكَبَّرَ خَفَضَهُ اللهُ ، وَمَنِ اقْتَصَدَ فِي
مَعِيشَتِهِ رَزَقَهُ اللهُ ، وَمَنْ بَذَّرَ حَرَمَهُ اللهُ ، وَمَنْ
أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ أَحَبَّهُ اللهُ ».
١٨٦٦ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ دَاوُدَ الْحَمَّارِ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، مِثْلَهُ وَقَالَ : « مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللهِ ، أَظَلَّهُ اللهُ
فِي جَنَّتِهِ ».
١٨٦٧ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَذْكُرُ أَنَّهُ : « أَتى رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم مَلَكٌ ، فَقَالَ : إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يُخَيِّرُكَ
أَنْ تَكُونَ عَبْداً رَسُولاً مُتَوَاضِعاً ، أَوْ مَلِكاً
رَسُولاً ».
قَالَ : « فَنَظَرَ
إِلى جَبْرَئِيلَ ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ : أَنْ تَوَاضَعْ ، فَقَالَ :
عَبْداً مُتَوَاضِعاً رَسُولاً ، فَقَالَ الرَّسُولُ : مَعَ أَنَّهُ لَايَنْقُصُكَ مِمَّا عِنْدَ رَبِّكَ
شَيْئاً » قَالَ : « وَمَعَهُ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ».
__________________
١٨٦٨ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ تَرْضى بِالْمَجْلِسِ
دُونَ الْمَجْلِسِ ، وَأَنْ تُسَلِّمَ عَلى مَنْ تَلْقى ، وَأَنْ تَتْرُكَ
الْمِرَاءَ وَإِنْ كُنْتَ مُحِقّاً ، وَ لَاتُحِبَّ أَنْ
تُحْمَدَ عَلَى التَّقْوى ».
١٨٦٩ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى مُوسى عليهالسلام : أَنْ يَا مُوسى ، أَتَدْرِي لِمَ اصْطَفَيْتُكَ بِكَلَامِي دُونَ خَلْقِي؟
قَالَ : يَا رَبِّ ، وَلِمَ ذَاكَ؟ » قَالَ : « فَأَوْحَى اللهُ ـ تَبَارَكَ
وَتَعَالى ـ إِلَيْهِ : يَا مُوسى ، إِنِّي قَلَّبْتُ عِبَادِي ظَهْراً لِبَطْنٍ ، فَلَمْ
أَجِدْ فِيهِمْ أَحَداً أَذَلَّ لِي نَفْساً مِنْكَ ؛ يَا مُوسى ، إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ وَضَعْتَ
خَدَّكَ عَلَى التُّرَابِ ـ أَوْ
__________________
قَالَ : عَلَى
الْأَرْضِ ـ ».
١٨٧٠ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَرَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ـ صَلَوَاتُ
اللهِ عَلَيْهِمَا ـ عَلَى الْمُجَذَّمِينَ وَهُوَ رَاكِبٌ حِمَارَهُ وَهُمْ يَتَغَدَّوْنَ ، فَدَعَوْهُ
إِلَى الْغَدَاءِ ، فَقَالَ : أَمَا إِنِّي لَوْ لَا أَنِّي صَائِمٌ
لَفَعَلْتُ ، فَلَمَّا صَارَ إِلى مَنْزِلِهِ أَمَرَ بِطَعَامٍ ، فَصُنِعَ ، وَأَمَرَ أَنْ
يَتَنَوَّقُوا فِيهِ ، ثُمَّ دَعَاهُمْ فَتَغَدَّوْا عِنْدَهُ ،
وَتَغَدّى مَعَهُمْ ».
١٨٧١ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ يَجْلِسَ
الرَّجُلُ دُونَ شَرَفِهِ ».
١٨٧٢ / ١٠. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ وَمُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ
يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ :
نَظَرَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام إِلى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَدِ اشْتَرى
لِعِيَالِهِ شَيْئاً وَهُوَ يَحْمِلُهُ ، فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ اسْتَحْيَا
مِنْهُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « اشْتَرَيْتَهُ لِعِيَالِكَ ، وَحَمَلْتَهُ إِلَيْهِمْ
؛ أَمَا وَاللهِ ، لَوْ لَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْتَرِيَ
لِعِيَالِيَ الشَّيْءَ ، ثُمَّ أَحْمِلَهُ إِلَيْهِمْ ».
١٨٧٣ / ١١. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « فِيمَا أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى
دَاوُدَ عليهالسلام : يَا دَاوُدُ ، كَمَا أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ اللهِ
الْمُتَوَاضِعُونَ ، كَذلِكَ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ اللهِ الْمُتَكَبِّرُونَ ».
١٨٧٤ / ١٢. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ رَفَعَهُ
__________________
إِلى أَبِي بَصِيرٍ ،
قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى
أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام فِي السَّنَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا لَكَ ذَبَحْتَ كَبْشاً ، وَنَحَرَ
فُلَانٌ بَدَنَةً ؟
فَقَالَ : « يَا
أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ نُوحاً عليهالسلام كَانَ فِي السَّفِينَةِ ، وَكَانَ فِيهَا مَا شَاءَ اللهُ
، وَكَانَتِ السَّفِينَةُ مَأْمُورَةً ، فَطَافَتْ بِالْبَيْتِ وَهُوَ طَوَافُ
النِّسَاءِ ، وَخَلّى سَبِيلَهَا نُوحٌ عليهالسلام ، فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَى الْجِبَالِ :
أَنِّي وَاضِعٌ سَفِينَةَ نُوحٍ عَبْدِي عَلى جَبَلٍ مِنْكُنَّ ، فَتَطَاوَلَتْ ،
وَشَمَخَتْ ، وَتَوَاضَعَ الْجُودِيُّ ـ وَهُوَ جَبَلٌ
عِنْدَكُمْ ـ فَضَرَبَتِ السَّفِينَةُ بِجُؤْجُؤِهَا الْجَبَلَ ».
قَالَ : « فَقَالَ نُوحٌ عليهالسلام عِنْدَ ذلِكَ : يَا مَارِي ، أَتْقِنْ ، وَهُوَ
بِالسُّرْيَانِيَّةِ : يَا رَبِّ ، أَصْلِحْ ».
قَالَ :
فَظَنَنْتُ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام عَرَّضَ بِنَفْسِهِ
__________________
١٨٧٥ / ١٣. عَنْهُ ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « التَّوَاضُعُ أَنْ تُعْطِيَ النَّاسَ مَا
تُحِبُّ أَنْ تُعْطَاهُ ».
١٨٧٦ / ١٤. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ ، قَالَ : قُلْتُ : مَا
حَدُّ التَّوَاضُعِ الَّذِي إِذَا فَعَلَهُ الْعَبْدُ ، كَانَ مُتَوَاضِعاً؟
فَقَالَ : «
التَّوَاضُعُ دَرَجَاتٌ ، مِنْهَا أَنْ يَعْرِفَ الْمَرْءُ قَدْرَ نَفْسِهِ ،
فَيُنْزِلَهَا مَنْزِلَتَهَا بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ، لَايُحِبُّ أَنْ يَأْتِيَ إِلى أَحَدٍ
إِلاَّ مِثْلَ مَا يُؤْتى إِلَيْهِ ، إِنْ رَأى سَيِّئَةً
__________________
دَرَأَهَا بِالْحَسَنَةِ ،
كَاظِمُ الْغَيْظِ ، عَافٍ عَنِ النَّاسِ ، وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ».
٦٠ ـ بَابُ الْحُبِّ فِي اللهِ وَالْبُغْضِ فِي اللهِ
١٨٧٧ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
، عَنْ أَبِيهِ وَسَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَحَبَّ لِلّهِ وَأَبْغَضَ
لِلّهِ وَأَعْطى لِلّهِ ، فَهُوَ مِمَّنْ كَمَلَ إِيمَانُهُ ».
__________________
١٨٧٨ / ٢. ابْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْأَعْرَجِ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ
فِي اللهِ ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ ، وَتُعْطِيَ فِي اللهِ ، وَتَمْنَعَ فِي
اللهِ ».
١٨٧٩ / ٣. ابْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ـ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ
الْأَحْوَلِ صَاحِبِ الطَّاقِ ـ عَنْ سَلاَّمِ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : وُدُّ الْمُؤْمِنِ لِلْمُؤْمِنِ فِي اللهِ مِنْ أَعْظَمِ شُعَبِ الْإِيمَانِ ،
أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ فِي اللهِ وَأَبْغَضَ فِي اللهِ وَأَعْطى فِي
اللهِ وَمَنَعَ فِي اللهِ ، فَهُوَ مِنْ أَصْفِيَاءِ اللهِ ».
__________________
١٨٨٠ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ
فِي اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ قَدْ أَضَاءَ نُورُ
وُجُوهِهِمْ وَ نُورُ أَجْسَادِهِمْ وَنُورُ مَنَابِرِهِمْ كُلَّ شَيْءٍ
حَتّى يُعْرَفُوا بِهِ ، فَيُقَالُ : هؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ ».
١٨٨١ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ
، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنِ الْحُبِّ وَالْبُغْضِ : أَمِنَ الْإِيمَانِ هُوَ؟
فَقَالَ : «
وَهَلِ الْإِيمَانُ إِلاَّ الْحُبُّ وَالْبُغْضُ » ، ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ :
( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ
فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ
أُولئِكَ هُمُ الرّاشِدُونَ )
١٨٨٢ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ
__________________
أَبِي الْحَسَنِ
عَلِيِّ بْنِ يَحْيى ـ فِيمَا أَعْلَمُ ـ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُدْرِكٍ الطَّائِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم لِأَصْحَابِهِ : أَيُّ عُرَى الْإِيمَانِ أَوْثَقُ؟
فَقَالُوا : اللهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الصَّلَاةُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ :
الزَّكَاةُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الصِّيَامُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ ، وَقَالَ
بَعْضُهُمُ : الْجِهَادُ.
فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لِكُلِّ مَا قُلْتُمْ فَضْلٌ وَلَيْسَ بِهِ ، وَلكِنْ أَوْثَقُ
عُرَى الْإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللهِ ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ ، وَتَوَالِي أَوْلِيَاءِ اللهِ
، وَالتَّبَرِّي مِنْ أَعْدَاءِ اللهِ ».
١٨٨٣ /
٧. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ جَبَلَةَ الْأَحْمَسِيِّ ، عَنْ أَبِيالْجَارُودِ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلى أَرْضِ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ ، فِي
ظِلِّ عَرْشِهِ عَنْ يَمِينِهِ ـ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ ـ وُجُوهُهُمْ
أَشَدُّ بَيَاضاً ، وَأَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ الطَّالِعَةِ ، يَغْبِطُهُمْ بِمَنْزِلَتِهِمْ
كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ، وَكُلُّ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، يَقُولُ النَّاسُ : مَنْ
هؤُلَاءِ؟ فَيُقَالُ : هؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ ».
١٨٨٤ / ٨. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « إِذَا جَمَعَ اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، قَامَ مُنَادٍ فَنَادى يُسْمِعُ النَّاسَ ،
فَيَقُولُ : أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ؟ »
قَالَ : «
فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيُقَالُ لَهُمُ : اذْهَبُوا إِلَى
الْجَنَّةِ بِغَيْرِ حِسَابٍ ».
قَالَ : «
فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، فَيَقُولُونَ : إِلى أَيْنَ؟
فَيَقُولُونَ : إِلَى الْجَنَّةِ بِغَيْرِ
__________________
حِسَابٍ ».
قَالَ : «
فَيَقُولُونَ : فَأَيُّ ضَرْبٍ أَنْتُمْ مِنَ النَّاسِ ؟ فَيَقُولُونَ :
نَحْنُ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ ».
قَالَ : «
فَيَقُولُونَ : وَ أَيَّ شَيْءٍ كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ؟ قَالُوا : كُنَّا
نُحِبُّ فِي اللهِ ، وَنُبْغِضُ فِي اللهِ » قَالَ : « فَيَقُولُونَ : نِعْمَ
أَجْرُ الْعَامِلِينَ ».
١٨٨٥ / ٩. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ
دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « ثَلَاثٌ مِنْ عَلَامَاتِ الْمُؤْمِنِ : عِلْمُهُ بِاللهِ ، وَمَنْ
يُحِبُّ ، وَمَنْ يُبْغِضُ ».
١٨٨٦ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَحَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحِبُّكُمْ وَمَا يَعْرِفُ
مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ، فَيُدْخِلُهُ
__________________
اللهُ الْجَنَّةَ
بِحُبِّكُمْ ؛ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُبْغِضُكُمْ وَمَا يَعْرِفُ مَا أَنْتُمْ
عَلَيْهِ ، فَيُدْخِلُهُ اللهُ بِبُغْضِكُمُ النَّارَ ».
١٨٨٧ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ الْعَرْزَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ فِيكَ خَيْراً ،
فَانْظُرْ إِلى قَلْبِكَ ، فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ أَهْلَ طَاعَةِ اللهِ وَيُبْغِضُ
أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ ، فَفِيكَ خَيْرٌ وَاللهُ يُحِبُّكَ ؛ وَإِنْ كَانَ يُبْغِضُ
أَهْلَ طَاعَةِ اللهِ وَيُحِبُّ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ ، فَلَيْسَ فِيكَ
خَيْرٌ وَاللهُ يُبْغِضُكَ ، وَالْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ».
١٨٨٨ / ١٢. عَنْهُ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْوَاسِطِيِّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ
بْنِ أَبَانٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَحَبَّ رَجُلاً لِلّهِ ،
لَأَثَابَهُ اللهُ عَلى حُبِّهِ إِيَّاهُ ، وَإِنْ كَانَ الْمَحْبُوبُ فِي عِلْمِ
اللهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؛ وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً أَبْغَضَ رَجُلاً لِلّهِ ،
لَأَثَابَهُ
__________________
اللهُ عَلى
بُغْضِهِ إِيَّاهُ ، وَإِنْ كَانَ الْمُبْغَضُ فِي عِلْمِ اللهِ
مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ».
١٨٨٩ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ،
عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ بَشِيرٍ الْكُنَاسِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَدْ يَكُونُ حُبٌّ فِي اللهِ وَرَسُولِهِ
وَحُبٌّ فِي الدُّنْيَا ، فَمَا كَانَ فِي اللهِ وَرَسُولِهِ ، فَثَوَابُهُ عَلَى
اللهِ ؛ وَمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا ، فَلَيْسَ بِشَيْءٍ ».
__________________
١٨٩٠ / ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ،
فَأَفْضَلُهُمَا أَشَدُّهُمَا حُبّاً لِصَاحِبِهِ ».
١٨٩١ / ١٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ وَابْنِ
فَضَّالٍ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا الْتَقى مُؤْمِنَانِ قَطُّ إِلاَّ كَانَ
أَفْضَلُهُمَا أَشَدَّهُمَا حُبّاً لِأَخِيهِ ».
١٨٩٢ / ١٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عِمْرَانَ السَّبِيعِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كُلُّ مَنْ لَمْ يُحِبَّ عَلَى الدِّينِ
وَلَمْ يُبْغِضْ عَلَى الدِّينِ ، فَلَا دِينَ لَهُ ».
__________________
٦١ ـ بَابُ ذَمِّ الدُّنْيَا وَالزُّهْدِ فِيهَا
١٨٩٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ
الْجَزَرِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا أَثْبَتَ اللهُ الْحِكْمَةَ
فِي قَلْبِهِ ، وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَ الدُّنْيَا
دَاءَهَا وَدَوَاءَهَا ، وَأَخْرَجَهُ مِنَ الدُّنْيَا سَالِماً إِلى
دَارِ السَّلَامِ ».
١٨٩٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ
مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ
__________________
بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « جُعِلَ الْخَيْرُ
كُلُّهُ فِي بَيْتٍ ، وَجُعِلَ مِفْتَاحُهُ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا ».
ثُمَّ قَالَ : «
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لَايَجِدُ الرَّجُلُ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِهِ
حَتّى لَا يُبَالِيَ مَنْ أَكَلَ الدُّنْيَا ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « حَرَامٌ عَلى قُلُوبِكُمْ أَنْ تَعْرِفَ حَلَاوَةَ
الْإِيمَانِ حَتّى تَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا ».
١٨٩٥ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : إِنَّ مِنْ أَعْوَنِ الْأَخْلَاقِ عَلَى الدِّينِ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا ».
١٨٩٦ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
__________________
سُلَيْمَانَ بْنِ
دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ ، عَنْ
أَبِيهِ :
أَنَّ رَجُلاً
سَأَلَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام عَنِ الزُّهْدِ ، فَقَالَ : « عَشَرَةُ أَشْيَاءَ ، فَأَعْلى
دَرَجَةِ الزُّهْدِ أَدْنى دَرَجَةِ الْوَرَعِ ، وَأَعْلى دَرَجَةِ الْوَرَعِ
أَدْنى دَرَجَةِ الْيَقِينِ ، وَأَعْلى دَرَجَةِ الْيَقِينِ
أَدْنى دَرَجَةِ الرِّضَا ، أَلَا وَإِنَّ الزُّهْدَ فِي آيَةٍ مِنْ
كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( لِكَيْلا تَأْسَوْا
عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) ».
١٨٩٧ / ٥. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام وَهُوَ يَقُولُ : « كُلُّ قَلْبٍ فِيهِ شَكٌّ أَوْ شِرْكٌ فَهُوَ سَاقِطٌ ،
وَإِنَّمَا أَرَادُوا بِالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا لِتَفْرُغَ قُلُوبُهُمْ لِلْآخِرَةِ ».
١٨٩٨ / ٦. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ
بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
__________________
مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : إِنَّ عَلَامَةَ الرَّاغِبِ فِي ثَوَابِ الْآخِرَةِ زُهْدُهُ فِي عَاجِلِ
زَهْرَةِ الدُّنْيَا ؛ أَمَا إِنَّ زُهْدَ الزَّاهِدِ فِي
هذِهِ الدُّنْيَا لَايَنْقُصُهُ مِمَّا قَسَمَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ فِيهَا وَإِنْ
زَهِدَ ، وَإِنَّ حِرْصَ الْحَرِيصِ عَلى عَاجِلِ زَهْرَةِ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لَايَزِيدُهُ فِيهَا وَإِنْ حَرَصَ ؛
فَالْمَغْبُونُ مَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الْآخِرَةِ ».
١٨٩٩ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ ،
__________________
عَنْ طَلْحَةَ
بْنِ زَيْدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا أَعْجَبَ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ فِيهَا جَائِعاً
خَائِفاً ».
١٩٠٠ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ
رَاشِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « خَرَجَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَهُوَ مَحْزُونٌ ، فَأَتَاهُ مَلَكٌ ، وَمَعَهُ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ
الْأَرْضِ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هذِهِ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ
الْأَرْضِ ، يَقُولُ لَكَ رَبُّكَ : افْتَحْ وَخُذْ مِنْهَا
مَا شِئْتَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُنْقَصَ شَيْئاً عِنْدِي.
فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لَادَارَ لَهُ ، وَلَهَا
__________________
يَجْمَعُ مَنْ لَاعَقْلَ
لَهُ.
فَقَالَ الْمَلَكُ
: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً ، لَقَدْ سَمِعْتُ هذَا الْكَلَامَ مِنْ مَلَكٍ يَقُولُهُ
فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ حِينَ أُعْطِيتُ الْمَفَاتِيحَ ».
١٩٠١ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِجَدْيٍ أَسَكَّ ، مُلْقًى عَلى مَزْبَلَةٍ مَيْتاً ، فَقَالَ
لِأَصْحَابِهِ : كَمْ يُسَاوِي هذَا؟ فَقَالُوا : لَعَلَّهُ لَوْ كَانَ حَيّاً
لَمْ يُسَاوِ دِرْهَماً ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ
هذَا الْجَدْيِ عَلى أَهْلِهِ ».
١٩٠٢ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْقَاسَانِيِّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً
زَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا ، وَفَقَّهَهُ فِي الدِّينِ ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَهَا ؛
وَمَنْ أُوتِيَهُنَّ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ». وَقَالَ : « لَمْ
يَطْلُبْ أَحَدٌ الْحَقَّ بِبَابٍ أَفْضَلَ مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا ،
وَهُوَ ضِدٌّ لِمَا طَلَبَ أَعْدَاءُ الْحَقِّ ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ
فِدَاكَ ، مِمَّا ذَا ؟
__________________
قَالَ : « مِنَ
الرَّغْبَةِ فِيهَا » وَقَالَ : « أَلَا مِنْ صَبَّارٍ كَرِيمٍ ، فَإِنَّمَا هِيَ أَيَّامٌ
قَلَائِلُ ، أَلَا إِنَّهُ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَجِدُوا طَعْمَ الْإِيمَانِ
حَتّى تَزْهَدُوا فِي الدُّنْيَا ».
قَالَ : وَسَمِعْتُ
أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِذَا تَخَلَّى الْمُؤْمِنُ مِنَ
الدُّنْيَا سَمَا ، وَوَجَدَ حَلَاوَةَ حُبِّ اللهِ ، وَكَانَ عِنْدَ أَهْلِ
الدُّنْيَا كَأَنَّهُ قَدْ خُولِطَ ، وَإِنَّمَا خَالَطَ الْقَوْمَ حَلَاوَةُ حُبِّ اللهِ ، فَلَمْ
يَشْتَغِلُوا بِغَيْرِهِ ».
قَالَ : وَسَمِعْتُهُ
يَقُولُ : « إِنَّ الْقَلْبَ إِذَا صَفَا ضَاقَتْ بِهِ الْأَرْضُ حَتّى يَسْمُوَ ».
١٩٠٣ / ١١. عَلِيٌّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ
__________________
الْقَاسَانِيِّ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ ،
قَالَ :
سُئِلَ عَلِيُّ
بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟
فَقَالَ : « مَا مِنْ
عَمَلٍ بَعْدَ مَعْرِفَةِ اللهِ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ وَ مَعْرِفَةِ
رَسُولِهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَفْضَلَ مِنْ بُغْضِ الدُّنْيَا ، وَإِنَّ لِذلِكَ
لَشُعَباً كَثِيرَةً ، وَلِلْمَعَاصِي شُعَباً ، فَأَوَّلُ مَا
عُصِيَ اللهُ بِهِ الْكِبْرُ ، وَهِيَ مَعْصِيَةُ إِبْلِيسَ حِينَ أَبى
وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ.
__________________
وَالْحِرْصُ ، وَهِيَ مَعْصِيَةُ آدَمَ
وَحَوَّاءَ حِينَ قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُمَا : ( فَكُلا
مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ
الظّالِمِينَ ) فَأَخَذَا مَا لَاحَاجَةَ بِهِمَا إِلَيْهِ ،
فَدَخَلَ ذلِكَ عَلى ذُرِّيَّتِهِمَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَذلِكَ
أَنَّ أَكْثَرَ مَا يَطْلُبُ ابْنُ آدَمَ مَا لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَيْهِ.
ثُمَّ الْحَسَدُ ،
وَهِيَ مَعْصِيَةُ ابْنِ آدَمَ حَيْثُ حَسَدَ أَخَاهُ ، فَقَتَلَهُ ، فَتَشَعَّبَ
مِنْ ذلِكَ حُبُّ النِّسَاءِ ، وَحُبُّ الدُّنْيَا ، وَحُبُّ الرِّئَاسَةِ ،
وَحُبُّ الرَّاحَةِ ، وَحُبُّ الْكَلَامِ ، وَحُبُّ الْعُلُوِّ وَ الثَّرْوَةِ ،
فَصِرْنَ سَبْعَ خِصَالٍ ، فَاجْتَمَعْنَ كُلُّهُنَّ فِي حُبِّ الدُّنْيَا ،
فَقَالَ الْأَنْبِيَاءُ وَالْعُلَمَاءُ بَعْدَ مَعْرِفَةِ ذلِكَ : حُبُّ
الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ ؛ وَالدُّنْيَا دُنْيَاءَانِ : دُنْيَا بَلَاغٍ
، وَدُنْيَا مَلْعُونَةٍ ».
١٩٠٤ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا إِضْرَاراً بِالْآخِرَةِ ،
__________________
وَفِي طَلَبِ
الْآخِرَةِ إِضْرَاراً بِالدُّنْيَا ، فَأَضِرُّوا بِالدُّنْيَا ؛ فَإِنَّهَا
أَحَقُّ بِالْإِضْرَارِ ».
١٩٠٥ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام : حَدِّثْنِي بِمَا أَنْتَفِعُ بِهِ.
فَقَالَ : « يَا أَبَا
عُبَيْدَةَ ، أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُكْثِرْ إِنْسَانٌ
ذِكْرَ الْمَوْتِ إِلاَّ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا ».
١٩٠٦ / ١٤. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ
أَيْمَنَ ، عَنْ دَاوُدَ الْأَبْزَارِيِّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « مَلَكٌ يُنَادِي كُلَّ يَوْمٍ : ابْنَ آدَمَ ، لِدْ لِلْمَوْتِ ، وَاجْمَعْ
لِلْفَنَاءِ ، وَابْنِ لِلْخَرَابِ ».
__________________
١٩٠٧ / ١٥. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ
، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ
اللهِ عَلَيْهِمَا : إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً ، وَإِنَّ
الْآخِرَةَ قَدِ ارْتَحَلَتْ مُقْبِلَةً ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ
؛ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ
الدُّنْيَا.
أَلَا وَكُونُوا
مِنَ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا ، الرَّاغِبِينَ فِي الْآخِرَةِ.
أَلَا إِنَّ
الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا اتَّخَذُوا الْأَرْضَ بِسَاطاً ، وَالتُّرَابَ
فِرَاشاً ، وَالْمَاءَ طِيباً ، وَقُرِّضُوا مِنَ الدُّنْيَا تَقْرِيضاً
أَلَا وَمَنِ
اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ
عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ
الْمَصَائِبُ.
أَلَا إِنَّ
لِلّهِ عِبَاداً كَمَنْ رَأى أَهْلَ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ مُخَلَّدِينَ ، وَكَمَنْ رَأى
أَهْلَ النَّارِ فِي النَّارِ مُعَذَّبِينَ ، شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ ،
وَقُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ ؛ أَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ ، وَحَوَائِجُهُمْ خَفِيفَةٌ ؛ صَبَرُوا أَيَّاماً
قَلِيلَةً ، فَصَارُوا بِعُقْبى رَاحَةٍ طَوِيلَةٍ.
أَمَّا اللَّيْلَ
فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ ، تَجْرِي دُمُوعُهُمْ عَلى خُدُودِهِمْ ،
وَهُمْ
__________________
يَجْأَرُونَ إِلى رَبِّهِمْ ،
يَسْعَوْنَ فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ.
وَأَمَّا
النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ ، عُلَمَاءُ ، بَرَرَةٌ ، أَتْقِيَاءُ ، كَأَنَّهُمْ
الْقِدَاحُ قَدْ بَرَاهُمُ الْخَوْفُ مِنَ الْعِبَادَةِ ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ
النَّاظِرُ ، فَيَقُولُ : مَرْضى ـ وَمَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ ـ أَمْ خُولِطُوا فَقَدْ
خَالَطَ الْقَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ مِنْ ذِكْرِ النَّارِ وَمَا فِيهَا ».
__________________
١٩٠٨ / ١٦. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ
الْمُؤْمِنِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى
أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، فَقَالَ : « يَا جَابِرُ ، وَاللهِ إِنِّي لَمَحْزُونٌ ، وَ إِنِّي
لَمَشْغُولُ الْقَلْبِ ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ
فِدَاكَ ، وَمَا شُغُلُكَ ؟ وَمَا حُزْنُ قَلْبِكَ؟
فَقَالَ : « يَا
جَابِرُ ، إِنَّهُ مَنْ دَخَلَ قَلْبَهُ صَافِي خَالِصِ دِينِ اللهِ ،
شَغَلَ قَلْبَهُ عَمَّا سِوَاهُ ؛ يَا جَابِرُ ، مَا الدُّنْيَا؟ وَمَا عَسى أَنْ
تَكُونَ الدُّنْيَا؟ هَلْ هِيَ إِلاَّ طَعَامٌ أَكَلْتَهُ ، أَوْ ثَوْبٌ
لَبِسْتَهُ ، أَوِ امْرَأَةٌ أَصَبْتَهَا؟
يَا جَابِرُ ، إِنَّ
الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَطْمَئِنُّوا إِلَى الدُّنْيَا بِبَقَائِهِمْ فِيهَا ،
وَلَمْ يَأْمَنُوا قُدُومَهُمُ الْآخِرَةَ.
يَا جَابِرُ ،
الْآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ ، وَالدُّنْيَا دَارُ فَنَاءٍ وَزَوَالٍ ، وَلكِنْ أَهْلُ
الدُّنْيَا أَهْلُ غَفْلَةٍ ، وَكَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ هُمُ
الْفُقَهَاءُ ، أَهْلُ فِكْرَةٍ وَعِبْرَةٍ ، لَمْ يُصِمَّهُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ
ـ جَلَّ اسْمُهُ ـ مَا سَمِعُوا بِآذَانِهِمْ ، وَلَمْ يُعْمِهِمْ عَنْ ذِكْرِ
اللهِ مَا رَأَوْا مِنَ الزِّينَةِ بِأَعْيُنِهِمْ ، فَفَازُوا
بِثَوَابِ
__________________
الْآخِرَةِ كَمَا
فَازُوا بِذلِكَ الْعِلْمِ.
وَاعْلَمْ يَا
جَابِرُ ، أَنَّ أَهْلَ التَّقْوى أَيْسَرُ أَهْلِ الدُّنْيَا مَؤُونَةً ، وَأَكْثَرُهُمْ لَكَ
مَعُونَةً ، تَذْكُرُ فَيُعِينُونَكَ ، وَإِنْ نَسِيتَ ذَكَّرُوكَ ، قَوَّالُونَ
بِأَمْرِ اللهِ ، قَوَّامُونَ عَلى أَمْرِ اللهِ ، قَطَعُوا مَحَبَّتَهُمْ بِمَحَبَّةِ
رَبِّهِمْ ، وَوَحَشُوا الدُّنْيَا لِطَاعَةِ مَلِيكِهِمْ ، وَنَظَرُوا إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَإِلى
مَحَبَّتِهِ بِقُلُوبِهِمْ ، وَعَلِمُوا أَنَّ ذلِكَ هُوَ الْمَنْظُورُ إِلَيْهِ
لِعَظِيمِ شَأْنِهِ ، فَأَنْزِلِ الدُّنْيَا كَمَنْزِلٍ نَزَلْتَهُ
ثُمَّ ارْتَحَلْتَ عَنْهُ ، أَوْ كَمَالٍ وَجَدْتَهُ فِي مَنَامِكَ ، فَاسْتَيْقَظْتَ وَلَيْسَ مَعَكَ
مِنْهُ شَيْءٌ ، إِنِّي إِنَّمَا ضَرَبْتُ لَكَ هذَا مَثَلاً ؛
لِأَنَّهَا عِنْدَ أَهْلِ اللُّبِّ وَالْعِلْمِ بِاللهِ كَفَيْءِ الظِّلَالِ.
يَا جَابِرُ ،
فَاحْفَظْ مَا اسْتَرْعَاكَ اللهُ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ مِنْ دِينِهِ وَحِكْمَتِهِ ،
وَلَا تَسْأَلَنَّ عَمَّا لَكَ عِنْدَهُ إِلاَّ مَا لَهُ عِنْدَ نَفْسِكَ ، فَإِنْ
تَكُنِ الدُّنْيَا عَلى غَيْرِ مَا وَصَفْتُ لَكَ ، فَتَحَوَّلْ إِلى دَارِ
الْمُسْتَعْتَبِ ، فَلَعَمْرِي لَرُبَّ حَرِيصٍ عَلى أَمْرٍ قَدْ شَقِيَ
بِهِ حِينَ أَتَاهُ ، وَلَرُبَّ كَارِهٍ لِأَمْرٍ قَدْ سَعِدَ بِهِ حِينَ أَتَاهُ
، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِيُمَحِّصَ اللهُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ
__________________
الْكافِرِينَ
) ».
١٩٠٩ / ١٧. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ
:
عَنْ أَبِي
إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَحِمَهُ اللهُ : جَزَى
اللهُ الدُّنْيَا عَنِّي مَذَمَّةً بَعْدَ رَغِيفَيْنِ مِنَ الشَّعِيرِ :
أَتَغَدّى بِأَحَدِهِمَا ، وَأَتَعَشّى بِالْآخَرِ ، وَبَعْدَ
شَمْلَتَيِ الصُّوفِ : أَتَّزِرُ بِإِحْدَاهُمَا ، وَأَتَرَدّى بِالْأُخْرى ».
١٩١٠ / ١٨. وَعَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْمُثَنّى ، عَنْ
أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَبُو ذَرٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ يَقُولُ فِي
خُطْبَتِهِ : يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ ، كَأَنَّ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا
لَمْ يَكُنْ شَيْئاً ، إِلاَّ
__________________
مَا يَنْفَعُ
خَيْرُهُ وَيَضُرُّ شَرُّهُ ، إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ.
يَا مُبْتَغِيَ
الْعِلْمِ ، لَايَشْغَلْكَ أَهْلٌ وَلَا مَالٌ عَنْ نَفْسِكَ ، أَنْتَ يَوْمَ
تُفَارِقُهُمْ كَضَيْفٍ بِتَّ فِيهِمْ ، ثُمَّ غَدَوْتَ عَنْهُمْ إِلى غَيْرِهِمْ
، وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ كَمَنْزِلٍ تَحَوَّلْتَ مِنْهُ إِلى غَيْرِهِ ،
وَمَا بَيْنَ الْمَوْتِ وَالْبَعْثِ إِلاَّ كَنَوْمَةٍ نِمْتَهَا ، ثُمَّ
اسْتَيْقَظْتَ مِنْهَا.
يَا مُبْتَغِيَ
الْعِلْمِ ، قَدِّمْ لِمَقَامِكَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ فَإِنَّكَ
مُثَابٌ بِعَمَلِكَ ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ يَا مُبْتَغِيَ
الْعِلْمِ ».
١٩١١ / ١٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ
رَاشِدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَا لِي وَلِلدُّنْيَا ، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُهَا
__________________
كَمَثَلِ الرَّاكِبِ
، رُفِعَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ ، فَقَالَ تَحْتَهَا ،
ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ».
١٩١٢ / ٢٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقْبَةَ الْأَزْدِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « مَثَلُ الْحَرِيصِ عَلَى الدُّنْيَا كَمَثَلِ دُودَةِ الْقَزِّ
، كُلَّمَا ازْدَادَتْ عَلى نَفْسِهَا لَفّاً ، كَانَ أَبْعَدَ لَهَا مِنَ
الْخُرُوجِ حَتّى تَمُوتَ غَمّاً ».
قَالَ : وَ قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « كَانَ فِيمَا وَعَظَ بِهِ لُقْمَانُ ابْنَهُ : يَا بُنَيَّ ،
إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا قَبْلَكَ لِأَوْلَادِهِمْ ، فَلَمْ يَبْقَ مَا جَمَعُوا ، وَلَمْ يَبْقَ
مَنْ جَمَعُوا لَهُ ، وَإِنَّمَا أَنْتَ عَبْدٌ مُسْتَأْجَرٌ قَدْ أُمِرْتَ
بِعَمَلٍ ، وَوُعِدْتَ عَلَيْهِ أَجْراً ، فَأَوْفِ عَمَلَكَ ، وَاسْتَوْفِ
أَجْرَكَ ، وَلَا تَكُنْ فِي هذِهِ الدُّنْيَا بِمَنْزِلَةِ شَاةٍ وَقَعَتْ فِي زَرْعٍ
أَخْضَرَ ، فَأَكَلَتْ حَتّى سَمِنَتْ ، فَكَانَ حَتْفُهَا عِنْدَ سِمَنِهَا ، وَلكِنِ اجْعَلِ الدُّنْيَا
بِمَنْزِلَةِ قَنْطَرَةٍ عَلى نَهَرٍ
__________________
جُزْتَ عَلَيْهَا
وَتَرَكْتَهَا ، وَلَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهَا آخِرَ الدَّهْرِ ، أَخْرِبْهَا وَلَا تَعْمُرْهَا ؛ فَإِنَّكَ لَمْ
تُؤْمَرْ بِعِمَارَتِهَا.
وَاعْلَمْ أَنَّكَ
سَتُسْأَلُ غَداً إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَنْ
أَرْبَعٍ : شَبَابِكَ فِيمَا أَبْلَيْتَهُ؟ وَعُمُرِكَ فِيمَا أَفْنَيْتَهُ؟
وَمَالِكَ مِمَّا اكْتَسَبْتَهُ وَفِيمَا أَنْفَقْتَهُ؟ فَتَأَهَّبْ لِذلِكَ ، وَأَعِدَّ
لَهُ جَوَاباً ، وَلَا تَأْسَ عَلى مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ قَلِيلَ
الدُّنْيَا لَايَدُومُ بَقَاؤُهُ ، وَكَثِيرَهَا لَا يُؤْمَنُ بَلَاؤُهُ ، فَخُذْ
حِذْرَكَ ، وَجِدَّ فِي أَمْرِكَ ، وَاكْشِفِ الْغِطَاءَ عَنْ وَجْهِكَ ،
وَتَعَرَّضْ لِمَعْرُوفِ رَبِّكَ ، وَجَدِّدِ التَّوْبَةَ فِي قَلْبِكَ ،
وَاكْمُشْ فِي فَرَاغِكَ ، قَبْلَ أَنْ يُقْصَدَ قَصْدُكَ ، وَيُقْضى
قَضَاؤُكَ ، وَيُحَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَا تُرِيدُ ».
١٩١٣ / ٢١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « فِيمَا نَاجَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ مُوسى عليهالسلام : يَا مُوسى ، لَاتَرْكَنْ إِلَى الدُّنْيَا رُكُونَ الظَّالِمِينَ ،
وَرُكُونَ مَنِ اتَّخَذَهَا أَباً وَأُمّاً.
__________________
يَا مُوسى ، لَوْ
وَكَلْتُكَ إِلى نَفْسِكَ لِتَنْظُرَ لَهَا ، إِذاً لَغَلَبَ عَلَيْكَ حُبُّ الدُّنْيَا وَزَهْرَتُهَا.
يَا مُوسى ،
نَافِسْ فِي الْخَيْرِ أَهْلَهُ ،
وَاسْتَبِقْهُمْ إِلَيْهِ ؛ فَإِنَّ الْخَيْرَ كَاسْمِهِ ، وَاتْرُكْ مِنَ
الدُّنْيَا مَا بِكَ الْغِنى عَنْهُ ، وَلَا تَنْظُرْ عَيْنُكَ إِلى
كُلِّ مَفْتُونٍ بِهَا وَ مُوكَلٍ إِلى نَفْسِهِ.
وَاعْلَمْ أَنَّ
كُلَّ فِتْنَةٍ بَدْؤُهَا حُبُّ الدُّنْيَا ، وَلَا تَغْبِطْ أَحَداً بِكَثْرَةِ
الْمَالِ ؛ فَإِنَّ مَعَ كَثْرَةِ الْمَالِ تَكْثُرُ الذُّنُوبُ
لِوَاجِبِ الْحُقُوقِ ، وَلَا تَغْبِطَنَّ أَحَداً بِرِضَى النَّاسِ عَنْهُ حَتّى تَعْلَمَ أَنَّ
اللهَ رَاضٍ عَنْهُ ، وَلَا تَغْبِطَنَّ مَخْلُوقاً بِطَاعَةِ
النَّاسِ لَهُ ؛ فَإِنَّ طَاعَةَ النَّاسِ لَهُ وَاتِّبَاعَهُمْ إِيَّاهُ عَلى
غَيْرِ الْحَقِّ هَلَاكٌ لَهُ وَلِمَنِ اتَّبَعَهُ ».
__________________
١٩١٤ / ٢٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِ : إِنَّمَا مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْحَيَّةِ ، مَا أَلْيَنَ
مَسَّهَا وَفِي جَوْفِهَا السَّمُّ النَّاقِعُ ، يَحْذَرُهَا
الرَّجُلُ الْعَاقِلُ ، وَيَهْوِي إِلَيْهَا الصَّبِيُّ الْجَاهِلُ ».
١٩١٥ / ٢٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام إِلى بَعْضِ أَصْحَابِهِ يَعِظُهُ : أُوصِيكَ وَنَفْسِي بِتَقْوى مَنْ لَاتَحِلُّ مَعْصِيَتُهُ ،
وَلَا يُرْجى غَيْرُهُ ، وَلَا الْغِنى إِلاَّ بِهِ ؛ فَإِنَّ مَنِ اتَّقَى اللهَ
، جَلَّ وَعَزَّ وَقَوِيَ وَشَبِعَ وَرَوِيَ وَرُفِعَ عَقْلُهُ عَنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ،
فَبَدَنُهُ مَعَ أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَقَلْبُهُ وَعَقْلُهُ مُعَايِنُ الْآخِرَةِ ،
فَأَطْفَأَ بِضَوْءِ قَلْبِهِ مَا أَبْصَرَتْ عَيْنَاهُ مِنْ حُبِّ الدُّنْيَا ،
فَقَذَّرَ حَرَامَهَا ، وَجَانَبَ شُبُهَاتِهَا ، وَأَضَرَّ ـ وَاللهِ ـ بِالْحَلَالِ
الصَّافِي إِلاَّ مَا لَابُدَّ لَهُ مِنْ
__________________
كِسْرَةٍ مِنْهُ يَشُدُّ بِهَا
صُلْبَهُ ، وَثَوْبٍ يُوَارِي بِهِ عَوْرَتَهُ مِنْ أَغْلَظِ مَا يَجِدُ وَأَخْشَنِهِ ،
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ فِيمَا لَابُدَّ لَهُ مِنْهُ ثِقَةٌ وَلَا رَجَاءٌ ، فَوَقَعَتْ ثِقَتُهُ
وَرَجَاؤُهُ عَلى خَالِقِ الْأَشْيَاءِ ، فَجَدَّ وَاجْتَهَدَ وَأَتْعَبَ بَدَنَهُ
حَتّى بَدَتِ الْأَضْلَاعُ ، وَغَارَتِ الْعَيْنَانِ ، فَأَبْدَلَ اللهُ لَهُ مِنْ ذلِكَ
قُوَّةً فِي بَدَنِهِ وَشِدَّةً فِي عَقْلِهِ ، وَمَا ذُخِرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ
أَكْثَرُ ، فَارْفُضِ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ حُبَّ الدُّنْيَا يُعْمِي وَيُصِمُّ وَيُبْكِمُ وَيُذِلُّ
الرِّقَابَ ؛ فَتَدَارَكْ مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ ، وَلَا تَقُلْ
غَداً أَوْ بَعْدَ غَدٍ ؛
فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ بِإِقَامَتِهِمْ عَلَى الْأَمَانِيِّ وَالتَّسْوِيفِ حَتّى
أَتَاهُمْ أَمْرُ اللهِ بَغْتَةً وَهُمْ غَافِلُونَ ، فَنُقِلُوا عَلى
أَعْوَادِهِمْ إِلى قُبُورِهِمُ الْمُظْلِمَةِ الضَّيِّقَةِ وَقَدْ
أَسْلَمَهُمُ الْأَوْلَادُ وَالْأَهْلُونَ ، فَانْقَطِعْ إِلَى اللهِ
بِقَلْبٍ مُنِيبٍ مِنْ رَفْضِ الدُّنْيَا
__________________
وَعَزْمٍ لَيْسَ
فِيهِ انْكِسَارٌ وَلَا انْخِزَالٌ ؛ أَعَانَنَا اللهُ وَإِيَّاكَ عَلى طَاعَتِهِ ، وَوَفَّقَنَا اللهُ وَإِيَّاكَ
لِمَرْضَاتِهِ ».
١٩١٦ / ٢٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَغَيْرِهِ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ مَاءِ الْبَحْرِ ، كُلَّمَا شَرِبَ
مِنْهُ الْعَطْشَانُ ازْدَادَ عَطَشاً حَتّى يَقْتُلَهُ ».
١٩١٧ / ٢٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنِ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ الرِّضَا
عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِ ـ لِلْحَوَارِيِّينَ : يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لَاتَأْسَوْا عَلى مَا
فَاتَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا ، كَمَا لَايَأْسى أَهْلُ الدُّنْيَا عَلى مَا
فَاتَهُمْ مِنْ دِينِهِمْ إِذَا أَصَابُوا دُنْيَاهُمْ ».
__________________
٦٢ ـ بَابٌ
١٩١٨ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ
مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ
عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ :
وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَعَظَمَتِي وَعُلُوِّي وَارْتِفَاعِ
مَكَانِي ، لَايُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَايَ عَلى هَوى نَفْسِهِ إِلاَّ كَفَفْتُ
عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ ، وَضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ رِزْقَهُ ، وَكُنْتُ لَهُ
مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ ».
١٩١٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَعِزَّتِي
وَجَلَالِي وَعَظَمَتِي وَبَهَائِي وَعُلُوِّ ارْتِفَاعِي لَايُؤْثِرُ عَبْدٌ
مُؤْمِنٌ هَوَايَ عَلى هَوَاهُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا
إِلاَّ جَعَلْتُ غِنَاهُ فِي نَفْسِهِ ، وَهِمَّتَهُ فِي آخِرَتِهِ ،
وَضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ رِزْقَهُ ، وَكُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ
تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ ».
٦٣ ـ بَابُ الْقَنَاعَةِ
١٩٢٠ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ
زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ :
__________________
والظاهر
وقوع خلل في سندنا هذا. والمحتمل قويّاً أنّ ابن سنان معطوف على العلاء بن رزين ،
وأنّ الصواب في السند هو : « العلاء بن رزين وابن سنان عن أبي حمزة ».
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « إِيَّاكَ أَنْ تُطْمِحَ بَصَرَكَ إِلى مَنْ هُوَ
فَوْقَكَ ، فَكَفى بِمَا قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِنَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( فَلا تُعْجِبْكَ
أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ ) وَقَالَ : ( وَلا تَمُدَّنَّ
عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ
الدُّنْيا ) فَإِنْ دَخَلَكَ مِنْ ذلِكَ شَيْءٌ ، فَاذْكُرْ
عَيْشَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فَإِنَّمَا كَانَ قُوتُهُ الشَّعِيرَ ، وَحَلْوَاهُ التَّمْرَ ، وَوَقُودُهُ
السَّعَفَ إِذَا وَجَدَهُ ».
__________________
١٩٢١ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ مُعَلَّى
بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ جَمِيعاً ، عَنِ
الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ ـ سَالِمِ بْنِ
مُكْرَمٍ ـ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ ، وَمَنِ اسْتَغْنى أَغْنَاهُ اللهُ ».
١٩٢٢ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ رَضِيَ مِنَ اللهِ بِالْيَسِيرِ مِنَ
الْمَعَاشِ ، رَضِيَ اللهُ مِنْهُ بِالْيَسِيرِ مِنَ الْعَمَلِ ».
__________________
١٩٢٣ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ : ابْنَ آدَمَ ،
كُنْ كَيْفَ شِئْتَ ؛ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ ، مَنْ رَضِيَ مِنَ اللهِ بِالْقَلِيلِ
مِنَ الرِّزْقِ ، قَبِلَ اللهُ مِنْهُ الْيَسِيرَ مِنَ الْعَمَلِ ؛ وَمَنْ رَضِيَ بِالْيَسِيرِ
مِنَ الْحَلَالِ ، خَفَّتْ مَؤُونَتُهُ ، وَزَكَتْ مَكْسَبَتُهُ ، وَخَرَجَ مِنْ حَدِّ
الْفُجُورِ ».
١٩٢٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ لَمْ يُقْنِعْهُ مِنَ الرِّزْقِ إِلاَّ
الْكَثِيرُ ، لَمْ يَكْفِهِ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ الْكَثِيرُ ؛ وَمَنْ كَفَاهُ
مِنَ الرِّزْقِ الْقَلِيلُ ، فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ مِنَ الْعَمَلِ الْقَلِيلُ ».
__________________
١٩٢٥ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ
اللهِ عَلَيْهِ ـ يَقُولُ : ابْنَ آدَمَ ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مِنَ الدُّنْيَا مَا
يَكْفِيكَ ، فَإِنَّ أَيْسَرَ مَا فِيهَا يَكْفِيكَ ؛ وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تُرِيدُ مَا
لَايَكْفِيكَ ، فَإِنَّ كُلَّ مَا فِيهَا لَايَكْفِيكَ ».
١٩٢٦ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيِّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ مُكْرَمٍ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « اشْتَدَّتْ حَالُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : لَوْ أَتَيْتَ رَسُولَ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم فَسَأَلْتَهُ ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قَالَ : مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ ، وَمَنِ
اسْتَغْنى أَغْنَاهُ اللهُ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : مَا يَعْنِي غَيْرِي ، فَرَجَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ
، فَأَعْلَمَهَا ، فَقَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بَشَرٌ ، فَأَعْلِمْهُ ، فَأَتَاهُ ، فَلَمَّا رَآهُ
رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قَالَ : مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ ، وَمَنِ
اسْتَغْنى أَغْنَاهُ اللهُ ، حَتّى فَعَلَ الرَّجُلُ ذلِكَ ثَلَاثاً ، ثُمَّ ذَهَبَ
الرَّجُلُ ، فَاسْتَعَارَ مِعْوَلاً ، ثُمَّ أَتَى الْجَبَلَ ، فَصَعِدَهُ فَقَطَعَ حَطَباً ،
__________________
ثُمَّ جَاءَ بِهِ
، فَبَاعَهُ بِنِصْفِ مُدٍّ مِنْ دَقِيقٍ ، فَرَجَعَ بِهِ ، فَأَكَلَهُ ، ثُمَّ ذَهَبَ
مِنَ الْغَدِ ، فَجَاءَ بِأَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ ، فَبَاعَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ يَعْمَلُ
وَيَجْمَعُ حَتَّى اشْتَرى مِعْوَلاً ، ثُمَّ جَمَعَ حَتَّى اشْتَرى بَكْرَيْنِ وَغُلَاماً ،
ثُمَّ أَثْرى حَتّى أَيْسَرَ ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَأَعْلَمَهُ كَيْفَ جَاءَ يَسْأَلُهُ ، وَكَيْفَ سَمِعَ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قُلْتُ لَكَ : مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ ، وَمَنِ
اسْتَغْنى أَغْنَاهُ اللهُ ».
١٩٢٧ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفُرَاتِ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ ، فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ اللهِ أَوْثَقَ
مِنْهُ بِمَا فِي يَدِ غَيْرِهِ ».
١٩٢٨ / ٩. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ،
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ أَوْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام ، قَالَ : « مَنْ قَنِعَ بِمَا رَزَقَهُ اللهُ ، فَهُوَ
مِنْ أَغْنَى النَّاسِ ».
١٩٢٩ / ١٠. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ،
عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ ، قَالَ :
شَكَا رَجُلٌ إِلى
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَنَّهُ يَطْلُبُ فَيُصِيبُ وَلَا يَقْنَعُ ،
وَتُنَازِعُهُ نَفْسُهُ إِلى مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْهُ؟ وَقَالَ : عَلِّمْنِي
شَيْئاً أَنْتَفِعُ بِهِ.
فَقَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنْ كَانَ مَا يَكْفِيكَ يُغْنِيكَ ، فَأَدْنى مَا
فِيهَا يُغْنِيكَ ؛ وَإِنْ كَانَ مَا يَكْفِيكَ لَايُغْنِيكَ ، فَكُلُّ مَا فِيهَا
لَايُغْنِيكَ ».
١٩٣٠ / ١١. عَنْهُ ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ حَنَانِ بْنِ
سَدِيرٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :
__________________
قَالَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : « مَنْ رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا يُجْزِيهِ ، كَانَ أَيْسَرُ
مَا فِيهَا يَكْفِيهِ ؛ وَمَنْ لَمْ يَرْضَ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا يُجْزِيهِ ،
لَمْ يَكُنْ فِيهَا شَيْءٌ يَكْفِيهِ ».
٦٤ ـ بَابُ الْكَفَافِ
١٩٣١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ غَيْرِ
وَاحِدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ مِنْ أَغْبَطِ أَوْلِيَائِي
عِنْدِي رَجُلاً خَفِيفَ الْحَالِ ، ذَا حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ ، أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ
بِالْغَيْبِ ، وَكَانَ غَامِضاً فِي النَّاسِ ، جُعِلَ رِزْقُهُ كَفَافاً ، فَصَبَرَ عَلَيْهِ ،
عُجِّلَتْ
__________________
مَنِيَّتُهُ ، فَقَلَّ
تُرَاثُهُ ، وَقَلَّ بَوَاكِيهِ ».
١٩٣٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : طُوبى لِمَنْ أَسْلَمَ ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافاً ».
١٩٣٣ / ٣. النَّوْفَلِيُّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهُمَّ ارْزُقْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَمَنْ أَحَبَّ مُحَمَّداً
وَآلَ مُحَمَّدٍ الْعَفَافَ وَالْكَفَافَ ، وَارْزُقْ مَنْ أَبْغَضَ مُحَمَّداً
وَآلَ مُحَمَّدٍ الْمَالَ وَالْوَلَدَ ».
__________________
١٩٣٤ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ
النَّوْفَلِيِّ :
رَفَعَهُ إِلى
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، قَالَ : « مَرَّ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِرَاعِي إِبِلٍ ، فَبَعَثَ يَسْتَسْقِيهِ ، فَقَالَ :
أَمَّا مَا فِي ضُرُوعِهَا فَصَبُوحُ الْحَيِّ ، وَأَمَّا مَا فِي آنِيَتِنَا فَغَبُوقُهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوُلْدَهُ.
ثُمَّ مَرَّ
بِرَاعِي غَنَمٍ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ يَسْتَسْقِيهِ ، فَحَلَبَ لَهُ مَا فِي
ضُرُوعِهَا ، وَأَكْفَأَ مَا فِي إِنَائِهِ فِي إِنَاءِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِشَاةٍ ، وَقَالَ : هذَا مَا عِنْدَنَا ، وَإِنْ
أَحْبَبْتَ أَنْ نَزِيدَكَ زِدْنَاكَ ؟ » قَالَ : « فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهُمَّ ارْزُقْهُ الْكَفَافَ.
فَقَالَ لَهُ
بَعْضُ أَصْحَابِهِ : يَا رَسُولَ اللهِ ، دَعَوْتَ لِلَّذِي رَدَّكَ بِدُعَاءٍ
عَامَّتُنَا نُحِبُّهُ ، وَدَعَوْتَ لِلَّذِي أَسْعَفَكَ بِحَاجَتِكَ
بِدُعَاءٍ كُلُّنَا نَكْرَهُهُ ؟
فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ مَا قَلَّ وَكَفى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهى ، اللهُمَّ
ارْزُقْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ الْكَفَافَ ».
__________________
١٩٣٥ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : يَحْزَنُ
عَبْدِيَ الْمُؤْمِنُ إِنْ قَتَّرْتُ عَلَيْهِ ، وَذلِكَ أَقْرَبُ لَهُ مِنِّي ، وَيَفْرَحُ عَبْدِيَ
الْمُؤْمِنُ إِنْ وَسَّعْتُ عَلَيْهِ ، وَذلِكَ أَبْعَدُ لَهُ مِنِّي ».
١٩٣٦ / ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
إِسْحَاقَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ مِنْ أَغْبَطِ
__________________
أَوْلِيَائِي عِنْدِي
عَبْداً مُؤْمِناً ، ذَا حَظٍّ مِنْ صَلَاحٍ ، أَحْسَنَ عِبَادَةَ
رَبِّهِ ، وَعَبَدَ اللهَ فِي السَّرِيرَةِ ، وَكَانَ غَامِضاً فِي النَّاسِ ،
فَلَمْ يُشَرْ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ ، وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافاً ، فَصَبَرَ
عَلَيْهِ ، فَعَجَّلَتْ بِهِ الْمَنِيَّةُ ، فَقَلَّ تُرَاثُهُ ، وَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ ».
٦٥ ـ بَابُ تَعْجِيلِ
فِعْلِ الْخَيْرِ
١٩٣٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ
حُمْرَانَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِخَيْرٍ فَلَا
يُؤَخِّرْهُ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ رُبَّمَا صَلَّى الصَّلَاةَ أَوْ صَامَ الْيَوْمَ ، فَيُقَالُ لَهُ
: اعْمَلْ مَا شِئْتَ بَعْدَهَا ، فَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ ».
١٩٣٨ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ،
قَالَ :
__________________
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « افْتَتِحُوا نَهَارَكُمْ بِخَيْرٍ ، وَأَمْلُوا عَلى
حَفَظَتِكُمْ فِي أَوَّلِهِ خَيْراً ، وَفِي آخِرِهِ خَيْراً ؛ يُغْفَرْ لَكُمْ مَا بَيْنَ
ذلِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ ».
١٩٣٩ / ٣. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُرَازِمِ بْنِ
حَكِيمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِي يَقُولُ : إِذَا هَمَمْتَ
بِخَيْرٍ فَبَادِرْ ، فَإِنَّكَ لَاتَدْرِي مَا يَحْدُثُ ».
١٩٤٠ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنَ الْخَيْرِ مَا يُعَجَّلُ ».
١٩٤١ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ
بَشِيرِ بْنِ
__________________
يَسَارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَدْتَ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ فَلَا
تُؤَخِّرْهُ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ يَصُومُ الْيَوْمَ الْحَارَّ يُرِيدُ مَا عِنْدَ اللهِ
، فَيُعْتِقُهُ اللهُ بِهِ مِنَ النَّارِ ، وَلَا تَسْتَقِلَّ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ
ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَلَوْ شِقَّ تَمْرَةٍ ».
١٩٤٢ / ٦. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ
بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ هَمَّ بِخَيْرٍ فَلْيُعَجِّلْهُ وَلَا
يُؤَخِّرْهُ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ رُبَّمَا عَمِلَ الْعَمَلَ ، فَيَقُولُ اللهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالى : قَدْ غَفَرْتُ لَكَ ، وَلَا أَكْتُبُ عَلَيْكَ شَيْئاً
أَبَداً ؛ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَا يَعْمَلْهَا ، فَإِنَّهُ رُبَّمَا
عَمِلَ الْعَبْدُ السَّيِّئَةَ ، فَيَرَاهُ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ ،
فَيَقُولُ :
__________________
لَا وَعِزَّتِي
وَجَلَالِي ، لَا أَغْفِرُ لَكَ بَعْدَهَا أَبَداً ».
١٩٤٣ / ٧. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا هَمَمْتَ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ
فَلَا تُؤَخِّرْهُ ، فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ رُبَّمَا اطَّلَعَ عَلَى الْعَبْدِ
وَهُوَ عَلى شَيْءٍ مِنَ الطَّاعَةِ ، فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي ، لَا
أُعَذِّبُكَ بَعْدَهَا أَبَداً ؛ وَإِذَا هَمَمْتَ بِسَيِّئَةٍ فَلَا تَعْمَلْهَا
، فَإِنَّهُ رُبَّمَا اطَّلَعَ اللهُ عَلَى الْعَبْدِ وَهُوَ عَلى شَيْءٍ مِنَ
الْمَعْصِيَةِ ، فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي ، لَا أَغْفِرُ لَكَ بَعْدَهَا
أَبَداً ».
١٩٤٤ / ٨. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِخَيْرٍ أَوْ صِلَةٍ
، فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ شَيْطَانَيْنِ ، فَلْيُبَادِرْ ، لَايَكُفَّاهُ عَنْ ذلِكَ ».
١٩٤٥ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ
__________________
أَبِي الْجَارُودِ
، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ هَمَّ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ
فَلْيُعَجِّلْهُ ، فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِيهِ تَأْخِيرٌ ، فَإِنَّ
لِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَظْرَةً ».
١٩٤٦ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ
، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ثَقَّلَ الْخَيْرَ عَلى أَهْلِ
الدُّنْيَا كَثِقْلِهِ فِي مَوَازِينِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَإِنَّ اللهَ ـ
عَزَّ وَجَلَّ ـ خَفَّفَ الشَّرَّ عَلى أَهْلِ الدُّنْيَا كَخِفَّتِهِ فِي
مَوَازِينِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».
٦٦ ـ بَابُ الْإِنْصَافِ وَالْعَدْلِ
١٩٤٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ ، عَنْ جَدِّهِ ،
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَقُولُ فِي
__________________
آخِرِ خُطْبَتِهِ
: طُوبى لِمَنْ طَابَ خُلُقُهُ ، وَطَهُرَتْ سَجِيَّتُهُ ، وَصَلَحَتْ
سَرِيرَتُهُ ، وَحَسُنَتْ عَلَانِيَتُهُ ، وَأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ ،
وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ ، وَأَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ ».
١٩٤٨ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ
وَهْبٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ يَضْمَنُ لِي أَرْبَعَةً بِأَرْبَعَةِ
أَبْيَاتٍ فِي الْجَنَّةِ؟ : أَنْفِقْ وَلَا تَخَفْ فَقْراً ، وَأَفْشِ السَّلَامَ
فِي الْعَالَمِ ، وَاتْرُكِ الْمِرَاءَ وَإِنْ كُنْتَ مُحِقّاً ،
وَأَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ ».
١٩٤٩ / ٣. عَنْهُ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ جَارُودٍ
__________________
أَبِي الْمُنْذِرِ
، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « سَيِّدُ الْأَعْمَالِ ثَلَاثَةٌ : إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ
نَفْسِكَ حَتّى لَاتَرْضى بِشَيْءٍ إِلاَّ رَضِيتَ لَهُمْ مِثْلَهُ ، وَمُوَاسَاتُكَ الْأَخَ فِي الْمَالِ ، وَذِكْرُ اللهِ عَلى كُلِّ حَالٍ ؛
لَيْسَ سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ ، وَلَا إِلهَ
إِلاَّ اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ فَقَطْ ، وَلكِنْ إِذَا وَرَدَ عَلَيْكَ شَيْءٌ أَمَرَ
اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ ، أَخَذْتَ بِهِ ، وَإِذَا وَرَدَ عَلَيْكَ
شَيْءٌ نَهَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَنْهُ ، تَرَكْتَهُ ».
١٩٥٠ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ
__________________
الثَّقَفِيِّ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُعَلّى ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ
الْمِيثَمِيِّ ، عَنْ رُومِيِّ بْنِ زُرَارَةَ ، عَنْ أَبِيهِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام فِي كَلَامٍ لَهُ : أَلَا إِنَّهُ مَنْ يُنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ ،
لَمْ يَزِدْهُ اللهُ إِلاَّ عِزّاً ».
١٩٥١ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ
مُسْكَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « ثَلَاثَةٌ هُمْ أَقْرَبُ الْخَلْقِ إِلَى
اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتّى يَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ
: رَجُلٌ لَمْ تَدْعُهُ قُدْرَةٌ فِي حَالِ غَضَبِهِ إِلى أَنْ يَحِيفَ عَلى مَنْ تَحْتَ
يَدِهِ ؛ وَرَجُلٌ مَشى بَيْنَ اثْنَيْنِ ، فَلَمْ يَمِلْ مَعَ أَحَدِهِمَا عَلَى
الْآخَرِ بِشَعِيرَةٍ ؛ وَرَجُلٌ قَالَ بِالْحَقِّ فِيمَا لَهُ
وَعَلَيْهِ ».
١٩٥٢ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنِ
__________________
الْحَسَنِ
الْبَزَّازِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ فِي
حَدِيثٍ لَهُ : « أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشَدِّ مَا فَرَضَ اللهُ عَلى خَلْقِهِ؟ »
فَذَكَرَ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ ، أَوَّلُهَا : « إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ ».
١٩٥٣ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : سَيِّدُ الْأَعْمَالِ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ ،
وَمُؤَاسَاةُ الْأَخِ فِي اللهِ ، وَذِكْرُ اللهِ عَلى كُلِّ حَالٍ ».
١٩٥٤ / ٨. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَزَّازِ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَشَدِّ مَا فَرَضَ اللهُ عَلى
خَلْقِهِ ؟ » قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ
نَفْسِكَ ، وَمُؤَاسَاتُكَ أَخَاكَ ، وَذِكْرُ اللهِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ؛ أَمَا إِنِّي لَا
__________________
أَقُولُ :
سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ ، وَلَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَاللهُ
أَكْبَرُ ، وَإِنْ كَانَ هذَا مِنْ ذَاكَ ، وَلكِنْ ذِكْرُ اللهِ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ فِي كُلِّ
مَوْطِنٍ إِذَا هَجَمْتَ عَلى طَاعَةٍ ، أَوْ عَلى مَعْصِيَةٍ ».
١٩٥٥ / ٩. ابْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُ بِشَيْءٍ أَشَدَّ عَلَيْهِ
مِنْ خِصَالٍ ثَلَاثٍ يُحْرَمُهَا ».
قِيلَ : وَمَا
هُنَّ؟
قَالَ : «
الْمُؤَاسَاةُ فِي ذَاتِ يَدِهِ ، وَالْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ ، وَذِكْرُ اللهِ كَثِيراً
؛ أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ : « سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ ، وَلَا إِلهَ
إِلاَّ اللهُ » ، وَلكِنْ ذِكْرُ اللهِ عِنْدَ
__________________
مَا أَحَلَّ لَهُ ، وَذِكْرُ
اللهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ ».
١٩٥٦ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي الْبِلَادِ رَفَعَهُ ، قَالَ :
جَاءَ
أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَهُوَ يُرِيدُ بَعْضَ غَزَوَاتِهِ ، فَأَخَذَ بِغَرْزِ رَاحِلَتِهِ ،
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، عَلِّمْنِي عَمَلاً أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ ،
فَقَالَ : « مَا أَحْبَبْتَ أَنْ يَأْتِيَهُ النَّاسُ إِلَيْكَ ، فَأْتِهِ إِلَيْهِمْ ؛ وَمَا كَرِهْتَ
أَنْ يَأْتِيَهُ النَّاسُ إِلَيْكَ ، فَلَا تَأْتِهِ إِلَيْهِمْ ، خَلِّ سَبِيلَ
الرَّاحِلَةِ ».
١٩٥٧ / ١١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ،
عَنِ الْحَلَبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْعَدْلُ أَحْلى مِنَ الْمَاءِ يُصِيبُهُ
الظَّمْآنُ ؛ مَا أَوْسَعَ الْعَدْلَ
__________________
إِذَا عُدِلَ
فِيهِ وَإِنْ قَلَّ ».
١٩٥٨ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ ،
رُضِيَ بِهِ حَكَماً لِغَيْرِهِ ».
١٩٥٩ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عِمْرَانَ
بْنِ مِيثَمٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى آدَمَ عليهالسلام : أَنِّي سَأَجْمَعُ لَكَ الْكَلَامَ فِي أَرْبَعِ كَلِمَاتٍ.
قَالَ : يَا رَبِّ
، وَمَا هُنَّ؟
__________________
قَالَ : وَاحِدَةٌ
لِي ، وَوَاحِدَةٌ لَكَ ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، وَوَاحِدَةٌ
فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ.
قَالَ : يَا رَبِّ
بَيِّنْهُنَّ لِي حَتّى أَعْلَمَهُنَّ
قَالَ : أَمَّا
الَّتِي لِي ، فَتَعْبُدُنِي لَاتُشْرِكُ بِي شَيْئاً ؛ وَأَمَّا الَّتِي لَكَ ،
فَأَجْزِيكَ بِعَمَلِكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ ؛ وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي
وَبَيْنَكَ ، فَعَلَيْكَ الدُّعَاءُ وَعَلَيَّ الْإِجَابَةُ ؛ وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ
وَبَيْنَ النَّاسِ ، فَتَرْضى لِلنَّاسِ مَا تَرْضى لِنَفْسِكَ ، وَتَكْرَهُ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ ».
١٩٦٠ / ١٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ
رَوْحٍ ابْنِ أُخْتِ الْمُعَلّى :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « اتَّقُوا اللهَ وَاعْدِلُوا ، فَإِنَّكُمْ
تَعِيبُونَ عَلى قَوْمٍ لَا يَعْدِلُونَ ».
١٩٦١ / ١٥. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْعَدْلُ أَحْلى مِنَ الشَّهْدِ ، وَأَلْيَنُ
مِنَ الزُّبْدِ ، وَأَطْيَبُ رِيحاً مِنَ الْمِسْكِ ».
١٩٦٢ / ١٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ أَوْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ ، كَانَ فِي
ظِلِّ عَرْشِ اللهِ يَوْمَ لَاظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ : رَجُلٌ أَعْطَى النَّاسَ
مِنْ نَفْسِهِ
__________________
مَا هُوَ
سَائِلُهُمْ ؛ وَرَجُلٌ لَمْ يُقَدِّمْ رِجْلاً وَلَمْ يُؤَخِّرْ رِجْلاً حَتّى
يَعْلَمَ أَنَّ ذلِكَ لِلّهِ رِضًا ؛ وَرَجُلٌ لَمْ يَعِبْ أَخَاهُ
الْمُسْلِمَ بِعَيْبٍ حَتّى يَنْفِيَ ذلِكَ الْعَيْبَ عَنْ نَفْسِهِ ؛ فَإِنَّهُ
لَايَنْفِي مِنْهَا عَيْباً إِلاَّ بَدَا لَهُ عَيْبٌ ، وَكَفى بِالْمَرْءِ
شُغُلاً بِنَفْسِهِ عَنِ النَّاسِ ».
١٩٦٣ / ١٧. عَنْهُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ حَمَّادٍ الْكُوفِيِّ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ وَاسَى الْفَقِيرَ مِنْ مَالِهِ ، وَأَنْصَفَ
النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ ، فَذلِكَ الْمُؤْمِنُ حَقّاً ».
١٩٦٤ / ١٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ نَافِعٍ بَيَّاعِ السَّابِرِيِّ
، عَنْ يُوسُفَ الْبَزَّازِ ، قَالَ :
__________________
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَا تَدَارَأَ اثْنَانِ فِي
أَمْرٍ قَطُّ ، فَأَعْطى أَحَدُهُمَا النَّصَفَ صَاحِبَهُ فَلَمْ
يَقْبَلْ مِنْهُ ، إِلاَّ أُدِيلَ مِنْهُ ».
١٩٦٥ / ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ جَنَّةً لَايَدْخُلُهَا إِلاَّ
ثَلَاثَةٌ ، أَحَدُهُمْ مَنْ حَكَمَ فِي نَفْسِهِ بِالْحَقِّ ».
١٩٦٦ / ٢٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْعَدْلُ أَحْلى مِنَ الْمَاءِ يُصِيبُهُ
الظَّمْآنُ ؛ مَا أَوْسَعَ الْعَدْلَ إِذَا عُدِلَ فِيهِ وَإِنْ قَلَّ ».
__________________
٦٧ ـ بَابُ الِاسْتِغْنَاءِ عَنِ
النَّاسِ
١٩٦٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ ، وَعِزُّهُ
اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ ».
١٩٦٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لَايَسْأَلَ رَبَّهُ
شَيْئاً إِلاَّ أَعْطَاهُ ، فَلْيَيْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ ، وَلَا يَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ
إِلاَّ عِنْدَ اللهِ ، فَإِذَا عَلِمَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ذلِكَ
مِنْ قَلْبِهِ ، لَمْ يَسْأَلِ اللهَ شَيْئاً إِلاَّ
__________________
أَعْطَاهُ ».
١٩٦٩ / ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، قَالَ : « رَأَيْتُ الْخَيْرَ كُلَّهُ
قَدِ اجْتَمَعَ فِي قَطْعِ الطَّمَعِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ ، وَمَنْ لَمْ
يَرْجُ النَّاسَ فِي شَيْءٍ ، وَرَدَّ أَمْرَهُ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي
جَمِيعِ أُمُورِهِ ، اسْتَجَابَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ».
١٩٧٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، عَنْ
عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « طَلَبُ الْحَوَائِجِ إِلَى النَّاسِ
اسْتِلَابٌ لِلْعِزِّ ، ٢ / ١٤٩
وَ مَذْهَبَةٌ لِلْحَيَاءِ ؛ وَالْيَأْسُ
مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ عِزٌّ لِلْمُؤْمِنِ فِي دِينِهِ ،
وَالطَّمَعُ هُوَ
__________________
الْفَقْرُ
الْحَاضِرُ ».
١٩٧١ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ،
قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، اكْتُبْ لِي إِلى إِسْمَاعِيلَ بْنِ
دَاوُدَ الْكَاتِبِ لَعَلِّي أُصِيبُ مِنْهُ
قَالَ : « أَنَا
أَضَنُّ بِكَ أَنْ تَطْلُبَ مِثْلَ هذَا وَشِبْهَهُ ، وَلكِنْ
عَوِّلْ عَلى مَالِي ».
١٩٧٢ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ نَجْمِ بْنِ حُطَيْمٍ الْغَنَوِيِّ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « الْيَأْسُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ عِزُّ
الْمُؤْمِنِ فِي دِينِهِ ؛ أَوَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ حَاتِمٍ :
إِذَا مَا
عَزَمْتَ الْيَأْسَ أَلْفَيْتَهُ الْغِنى
|
|
إِذَا
عَرَّفْتَهُ النَّفْسَ وَالطَّمَعُ الْفَقْرُ ».
|
١٩٧٣ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ
اللهِ عَلَيْهِ ـ يَقُولُ :
لِيَجْتَمِعْ فِي
قَلْبِكَ الِافْتِقَارُ إِلَى النَّاسِ وَالِاسْتِغْنَاءُ عَنْهُمْ ؛ فَيَكُونَ
افْتِقَارُكَ
__________________
إِلَيْهِمْ فِي
لِينِ كَلَامِكَ وَحُسْنِ بِشْرِكَ ، وَيَكُونَ اسْتِغْنَاؤُكَ عَنْهُمْ فِي
نَزَاهَةِ عِرْضِكَ وَبَقَاءِ عِزِّكَ ».
عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ
اللهِ عَلَيْهِ ـ يَقُولُ » ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.
٦٨ ـ بَابُ صِلَةِ الرَّحِمِ
١٩٧٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ : ( وَاتَّقُوا
اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ
رَقِيباً ) قَالَ : فَقَالَ : « هِيَ أَرْحَامُ النَّاسِ ، إِنَّ
اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَمَرَ بِصِلَتِهَا
__________________
وَعَظَّمَهَا ؛ أَلَاتَرى
أَنَّهُ جَعَلَهَا مِنْهُ ».
١٩٧٥ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ،
قَالَ :
بَلَغَنِي عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَهْلُ بَيْتِي أَبَوْا إِلاَّ تَوَثُّباً عَلَيَّ
وَقَطِيعَةً لِي وَشَتِيمَةً ، فَأَرْفُضُهُمْ؟ قَالَ : « إِذاً يَرْفُضَكُمُ اللهُ
جَمِيعاً ». قَالَ : فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ : « تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ ،
وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ ؛ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ
ذلِكَ كَانَ لَكَ مِنَ اللهِ عَلَيْهِمْ ظَهِيرٌ ».
١٩٧٦ / ٣. وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام : « يَكُونُ الرَّجُلُ يَصِلُ رَحِمَهُ ، فَيَكُونُ قَدْ
بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثُ سِنِينَ ، فَيُصَيِّرُهَا اللهُ ثَلَاثِينَ
سَنَةً ، وَيَفْعَلُ اللهُ
__________________
مَا يَشَاءُ ».
١٩٧٧ / ٤. وَعَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ خَطَّابٍ
الْأَعْوَرِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « صِلَةُ الْأَرْحَامِ تُزَكِّي الْأَعْمَالَ ،
وَتُنْمِي الْأَمْوَالَ ، وَتَدْفَعُ الْبَلْوى ، وَتُيَسِّرُ الْحِسَابَ ،
وَتُنْسِئُ فِي الْأَجَلِ ».
١٩٧٨ / ٥. عَنْهُ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أُوصِي الشَّاهِدَ مِنْ أُمَّتِي وَالْغَائِبَ مِنْهُمْ وَمَنْ فِي
أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَنْ
يَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ كَانَتْ مِنْهُ عَلى مَسِيرَةِ سَنَةٍ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ مِنَ
الدِّينِ ».
__________________
١٩٧٩ / ٦. وَعَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ حَفْصٍ ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « صِلَةُ الْأَرْحَامِ تُحَسِّنُ الْخُلُقَ ،
وَتُسَمِّحُ الْكَفَّ ، وَتُطَيِّبُ النَّفْسَ ، وَتَزِيدُ فِي الرِّزْقِ ، وَتُنْسِئُ فِي الْأَجَلِ ».
١٩٨٠ / ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ الرَّحِمَ
مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ : اللهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي ، وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي
، وَهِيَ رَحِمُ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( الَّذِينَ
يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) وَرَحِمُ كُلِّ
ذِي رَحِمٍ ».
__________________
١٩٨١ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ
، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَوَّلُ نَاطِقٍ مِنَ الْجَوَارِحِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ الرَّحِمُ تَقُولُ : يَا رَبِّ مَنْ وَصَلَنِي فِي الدُّنْيَا ، فَصِلِ
الْيَوْمَ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ ؛ وَمَنْ قَطَعَنِي فِي الدُّنْيَا ، فَاقْطَعِ
الْيَوْمَ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ ».
١٩٨٢ / ٩. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : صِلْ رَحِمَكَ وَلَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ ، وَأَفْضَلُ مَا
تُوصَلُ بِهِ الرَّحِمُ كَفُّ الْأَذى عَنْهَا ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ
مَنْسَأَةٌ فِي الْأَجَلِ ، مَحْبَبَةٌ فِي
__________________
الْأَهْلِ ».
١٩٨٣ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ،
قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ بِالْعَرْشِ تَقُولُ : اللهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي ، وَاقْطَعْ مَنْ
قَطَعَنِي ».
١٩٨٤ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ
سَدِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَقُولُ : حَافَتَا الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّحِمُ وَالْأَمَانَةُ
، فَإِذَا مَرَّ الْوَصُولُ لِلرَّحِمِ الْمُؤَدِّي لِلْأَمَانَةِ ، نَفَذَ إِلَى
الْجَنَّةِ ، وَإِذَا مَرَّ الْخَائِنُ لِلْأَمَانَةِ الْقَطُوعُ لِلرَّحِمِ ،
لَمْ يَنْفَعْهُ مَعَهُمَا عَمَلٌ ،
__________________
وَتَكَفَّأَ بِهِ الصِّرَاطُ
فِي النَّارِ ».
١٩٨٥ / ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ
قُرْطٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « صِلَةُ الْأَرْحَامِ تُحَسِّنُ الْخُلُقَ ،
وَتُسَمِّحُ الْكَفَّ ، وَتُطَيِّبُ النَّفْسَ ، وَتَزِيدُ فِي الرِّزْقِ ،
وَتُنْسِئُ فِي الْأَجَلِ ».
١٩٨٦ / ١٣. عَنْهُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ خَطَّابٍ الْأَعْوَرِ
، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « صِلَةُ الْأَرْحَامِ تُزَكِّي الْأَعْمَالَ ،
وَتَدْفَعُ الْبَلْوى ، وَتُنْمِي الْأَمْوَالَ ، وَتُنْسِئُ
لَهُ فِي عُمُرِهِ ، وَتُوَسِّعُ فِي رِزْقِهِ ، وَتُحَبِّبُ فِي أَهْلِ
بَيْتِهِ ؛ فَلْيَتَّقِ اللهَ ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ».
١٩٨٧ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛
__________________
وَمُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ الْحَكَمِ
الْحَنَّاطِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « صِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ ،
وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ ».
١٩٨٨ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ
الْقَدَّاحِ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ أَعْجَلَ الْخَيْرِ ثَوَاباً صِلَةُ الرَّحِمِ ».
١٩٨٩ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ سَرَّهُ النَّسَاءُ فِي الْأَجَلِ وَالزِّيَادَةُ فِي الرِّزْقِ ، فَلْيَصِلْ
رَحِمَهُ ».
__________________
١٩٩٠ / ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا نَعْلَمُ شَيْئاً يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلاَّ
صِلَةَ الرَّحِمِ ، حَتّى إِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ أَجَلُهُ ثَلَاثَ سِنِينَ ،
فَيَكُونُ وَصُولاً لِلرَّحِمِ ، فَيَزِيدُ اللهُ فِي عُمُرِهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً ،
فَيَجْعَلُهَا ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَيَكُونُ أَجَلُهُ
ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ سَنَةً ، فَيَكُونُ قَاطِعاً لِلرَّحِمِ ، فَيَنْقُصُهُ
اللهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَيَجْعَلُ أَجَلَهُ إِلى ثَلَاثِ سِنِينَ ».
الْحُسَيْنُ بْنُ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ
الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، مِثْلَهُ.
١٩٩١ / ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ
أَصْحَابِهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « لَمَّا خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام يُرِيدُ الْبَصْرَةَ نَزَلَ بِالرَّبَذَةِ ، فَأَتَاهُ
رَجُلٌ مِنْ مُحَارِبٍ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي
تَحَمَّلْتُ فِي
__________________
قَوْمِي حَمَالَةً
، وَإِنِّي سَأَلْتُ فِي طَوَائِفَ مِنْهُمُ الْمُؤَاسَاةَ وَالْمَعُونَةَ ،
فَسَبَقَتْ إِلَيَّ أَلْسِنَتُهُمْ بِالنَّكَدِ ، فَمُرْهُمْ يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَعُونَتِي ، وَحُثَّهُمْ عَلى مُؤَاسَاتِي ، فَقَالَ : أَيْنَ
هُمْ؟ فَقَالَ : هؤُلَاءِ فَرِيقٌ مِنْهُمْ حَيْثُ تَرى ».
قَالَ : « فَنَصَّ
رَاحِلَتَهُ فَادَّلَفَتْ كَأَنَّهَا ظَلِيمٌ ، فَدَلَفَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا ، فَلَأْياً بِلَأْيٍ مَا لُحِقَتْ ، فَانْتَهى
إِلَى الْقَوْمِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، وَسَأَلَهُمْ مَا يَمْنَعُهُمْ مِنْ مُوَاسَاةِ
صَاحِبِهِمْ ، فَشَكَوْهُ وَشَكَاهُمْ ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : وَصَلَ امْرُؤٌ عَشِيرَتَهُ ؛ فَإِنَّهُمْ
__________________
أَوْلى بِبِرِّهِ
وَذَاتِ يَدِهِ ، وَوَصَلَتِ الْعَشِيرَةُ أَخَاهَا إِنْ عَثَرَ بِهِ دَهْرٌ
وَأَدْبَرَتْ عَنْهُ دُنْيَا ؛ فَإِنَّ الْمُتَوَاصِلِينَ الْمُتَبَاذِلِينَ
مَأْجُورُونَ ، وَإِنَّ الْمُتَقَاطِعِينَ الْمُتَدَابِرِينَ مَوْزُورُونَ ».
قَالَ : « ثُمَّ بَعَثَ
رَاحِلَتَهُ ، وَقَالَ : حَلْ ».
١٩٩٢ / ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ يَحْيى :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : لَنْ يَرْغَبَ الْمَرْءُ عَنْ عَشِيرَتِهِ وَإِنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَوَلَدٍ ، وَعَنْ
مَوَدَّتِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ وَدِفَاعِهِمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ ،
هُمْ أَشَدُّ النَّاسِ حِيطَةً مِنْ وَرَائِهِ وَأَعْطَفُهُمْ عَلَيْهِ وَأَلَمُّهُمْ
لِشَعَثِهِ إِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ أَوْ نَزَلَ بِهِ بَعْضُ
مَكَارِهِ الْأُمُورِ ؛ وَمَنْ يَقْبِضْ يَدَهُ عَنْ عَشِيرَتِهِ ، فَإِنَّمَا
يَقْبِضُ عَنْهُمْ يَداً وَاحِدَةً ، وَيُقْبَضُ عَنْهُ مِنْهُمْ أَيْدٍ كَثِيرَةٌ
؛ وَمَنْ يُلِنْ حَاشِيَتَهُ ، يَعْرِفْ صَدِيقُهُ مِنْهُ الْمَوَدَّةَ ؛
وَمَنْ
__________________
بَسَطَ يَدَهُ
بِالْمَعْرُوفِ إِذَا وَجَدَهُ ، يُخْلِفِ اللهُ لَهُ مَا أَنْفَقَ فِي
دُنْيَاهُ ، وَيُضَاعِفْ لَهُ فِي آخِرَتِهِ ؛ وَلِسَانُ الصِّدْقِ لِلْمَرْءِ
يَجْعَلُهُ اللهُ فِي النَّاسِ خَيْراً مِنَ الْمَالِ يَأْكُلُهُ وَيُوَرِّثُهُ ، لَا
يَزْدَادَنَّ أَحَدُكُمْ كِبْراً وَعِظَماً فِي نَفْسِهِ وَنَأْياً عَنْ
عَشِيرَتِهِ إِنْ كَانَ مُوسِراً فِي الْمَالِ ، وَلَا يَزْدَادَنَّ أَحَدُكُمْ فِي
أَخِيهِ زُهْداً وَلَا مِنْهُ بُعْداً إِذَا لَمْ يَرَ مِنْهُ مُرُوَّةً وَكَانَ مُعْوِزاً فِي الْمَالِ ،
وَلَا يَغْفُلُ أَحَدُكُمْ عَنِ الْقَرَابَةِ بِهَا الْخَصَاصَةُ أَنْ يَسُدَّهَا
بِمَا لَايَنْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكَهُ ، وَلَا يَضُرُّهُ إِنِ اسْتَهْلَكَهُ ».
__________________
١٩٩٣ / ٢٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ هِلَالٍ ،
قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ آلَ فُلَانٍ يَبَرُّ بَعْضُهُمْ
بَعْضاً وَيَتَوَاصَلُونَ ، فَقَالَ : « إِذاً تَنْمِي أَمْوَالُهُمْ
وَيَنْمُونَ ، فَلَا يَزَالُونَ فِي ذلِكَ حَتّى يَتَقَاطَعُوا ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلِكَ انْقَشَعَ عَنْهُمْ ».
١٩٩٤ / ٢١. عَنْهُ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ الْقَوْمَ لَيَكُونُونَ فَجَرَةً وَلَا يَكُونُونَ بَرَرَةً ،
فَيَصِلُونَ أَرْحَامَهُمْ ، فَتَنْمِي أَمْوَالُهُمْ ، وَتَطُولُ أَعْمَارُهُمْ ،
فَكَيْفَ إِذَا كَانُوا أَبْرَاراً بَرَرَةً ».
١٩٩٥ / ٢٢. وَعَنْهُ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ
بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالتَّسْلِيمِ ، يَقُولُ اللهُ
تَبَارَكَوَتَعَالى : ( وَاتَّقُوا اللهَ
الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) ».
١٩٩٦ / ٢٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَ :
وَقَعَ بَيْنَ
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام وَبَيْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ كَلَامٌ حَتّى
وَقَعَتِ الضَّوْضَاءُ بَيْنَهُمْ ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ ، فَافْتَرَقَا
عَشِيَّتَهُمَا بِذلِكَ ، وَغَدَوْتُ فِي حَاجَةٍ ، فَإِذَا أَنَا بِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَلى بَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ وَهُوَ يَقُولُ :
« يَا جَارِيَةُ ، قُولِي لِأَبِي مُحَمَّدٍ يَخْرُجْ ». قَالَ :
فَخَرَجَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، مَا بَكَّرَ بِكَ ؟ فَقَالَ : « إِنِّي
تَلَوْتُ آيَةً
__________________
مِنْ كِتَابِ اللهِ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ الْبَارِحَةَ ، فَأَقْلَقَتْنِي ». قَالَ : وَمَا هِيَ؟ قَالَ : « قَوْلُ اللهِ جَلَّ
وَعَزَّ ذِكْرُهُ : ( الَّذِينَ يَصِلُونَ
ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ
الْحِسابِ ) فَقَالَ : صَدَقْتَ
لَكَأَنِّي لَمْ أَقْرَأْ هذِهِ الْآيَةَ مِنْ كِتَابِ اللهِ قَطُّ ، فَاعْتَنَقَا
وَبَكَيَا
١٩٩٧ / ٢٤. وَعَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
سِنَانٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ لِيَ ابْنَ عَمٍّ أَصِلُهُ فَيَقْطَعُنِي ،
وَأَصِلُهُ فَيَقْطَعُنِي حَتّى لَقَدْ هَمَمْتُ لِقَطِيعَتِهِ إِيَّايَ أَنْ
أَقْطَعَهُ ، أَتَأْذَنُ لِي قَطْعَهُ ؟
قَالَ : « إِنَّكَ
إِذَا وَصَلْتَهُ وَقَطَعَكَ ، وَصَلَكُمَا اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جَمِيعاً ،
وَإِنْ قَطَعْتَهُ وَقَطَعَكَ ، قَطَعَكُمَا اللهُ ».
١٩٩٨ / ٢٥. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
فَرْقَدٍ ، قَالَ :
__________________
قَالَ لِي أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ اللهُ أَنِّي قَدْ
أَذْلَلْتُ رَقَبَتِي فِي رَحِمِي ، وَإِنِّي لَأُبَادِرُ أَهْلَ بَيْتِي
أَصِلُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَسْتَغْنُوا عَنِّي ».
١٩٩٩ / ٢٦. عَنْهُ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ الصَّيْرَفِيِّ ،
عَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ :
« إِنَّ رَحِمَ
آلِ مُحَمَّدٍ الْأَئِمَّةِ عليهمالسلام لَمُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ : اللهُمَّ صِلْ
مَنْ وَصَلَنِي ، وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي ، ثُمَّ هِيَ جَارِيَةٌ بَعْدَهَا فِي
أَرْحَامِ الْمُؤْمِنِينَ » ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( وَاتَّقُوا
اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ )
٢٠٠٠ / ٢٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
يَزِيدَ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( الَّذِينَ
يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) فَقَالَ : «
قَرَابَتُكَ ».
٢٠٠١ / ٢٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَ هِشَامِ بْنِ
الْحَكَمِ وَدُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : ( الَّذِينَ يَصِلُونَ
ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ
)؟
__________________
قَالَ : «
نَزَلَتْ فِي رَحِمِ آلِ مُحَمَّدٍ ـ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلَامُ ـ وَقَدْ تَكُونُ
فِي قَرَابَتِكَ ». ثُمَّ قَالَ : « فَلَا تَكُونَنَّ مِمَّنْ يَقُولُ
لِلشَّيْءِ : إِنَّهُ فِي شَيْءٍ وَاحِدٍ ».
٢٠٠٢ / ٢٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنِ
الْوَصَّافِيِّ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمُدَّ اللهُ فِي عُمُرِهِ ، وَأَنْ يَبْسُطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ،
فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ؛ فَإِنَّ الرَّحِمَ لَهَا لِسَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
ذَلْقٌ تَقُولُ : يَا رَبِّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي ، وَاقْطَعْ مَنْ
قَطَعَنِي ، فَالرَّجُلُ لَيُرى بِسَبِيلِ خَيْرٍ إِذَا أَتَتْهُ الرَّحِمُ الَّتِي قَطَعَهَا ، فَتَهْوِي
بِهِ إِلى أَسْفَلِ قَعْرٍ فِي النَّارِ ».
٢٠٠٣ / ٣٠. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي
حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ
__________________
صَفْوَانَ ، عَنِ
الْجَهْمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : تَكُونُ لِيَ الْقَرَابَةُ عَلى غَيْرِ أَمْرِي ، أَلَهُمْ عَلَيَّ
حَقٌّ؟
قَالَ : « نَعَمْ
، حَقُّ الرَّحِمِ لَايَقْطَعُهُ شَيْءٌ ، وَإِذَا كَانُوا عَلى أَمْرِكَ كَانَ
لَهُمْ حَقَّانِ : حَقُّ الرَّحِمِ ، وَحَقُّ الْإِسْلَامِ ».
٢٠٠٤ / ٣١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ وَالْبِرَّ
لَيُهَوِّنَانِ الْحِسَابَ ، وَيَعْصِمَانِ مِنَ الذُّنُوبِ ؛ فَصِلُوا
أَرْحَامَكُمْ ، وَبَرُّوا بِإِخْوَانِكُمْ وَلَوْ بِحُسْنِ السَّلَامِ
وَرَدِّ الْجَوَابِ ».
٢٠٠٥ / ٣٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « صِلَةُ الرَّحِمِ تُهَوِّنُ الْحِسَابَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ، وَهِيَ مَنْسَأَةٌ فِي الْعُمُرِ ، وَتَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ ؛
وَصَدَقَةُ اللَّيْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ ».
__________________
٢٠٠٦ / ٣٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ،
عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تُزَكِّي الْأَعْمَالَ ،
وَتُنْمِي الْأَمْوَالَ ، وَتُيَسِّرُ الْحِسَابَ ، وَتَدْفَعُ الْبَلْوى ،
وَتَزِيدُ فِي الرِّزْقِ ».
٦٩ ـ بَابُ الْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ
٢٠٠٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي وَلاَّدٍ الْحَنَّاطِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَبِالْوالِدَيْنِ
إِحْساناً ) : مَا هذَا الْإِحْسَانُ؟
فَقَالَ : «
الْإِحْسَانُ أَنْ تُحْسِنَ صُحْبَتَهُمَا ، وَأَنْ لَاتُكَلِّفَهُمَا أَنْ
يَسْأَلَاكَ شَيْئاً مِمَّا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ وَإِنْ كَانَا مُسْتَغْنِيَيْنِ
؛ أَلَيْسَ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( لَنْ تَنالُوا
الْبِرَّ حَتّى تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ ) ».
__________________
قَالَ : ثُمَّ
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « وَأَمَّا قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِمّا
يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما
أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما ) » قَالَ : « إِنْ أَضْجَرَاكَ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ
، وَلَا تَنْهَرْهُمَا إِنْ ضَرَبَاكَ ».
قَالَ : « ( وَقُلْ
لَهُما قَوْلاً كَرِيماً ) » قَالَ : « إِنْ ضَرَبَاكَ فَقُلْ لَهُمَا : غَفَرَ اللهُ لَكُمَا ،
فَذلِكَ مِنْكَ قَوْلٌ كَرِيمٌ ».
قَالَ : « ( وَاخْفِضْ
لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ )
قَالَ : « لَا تَمْلَأْ عَيْنَيْكَ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِمَا إِلاَّ بِرَحْمَةٍ وَرِقَّةٍ ،
وَلَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ فَوْقَ أَصْوَاتِهِمَا ، وَلَا يَدَكَ فَوْقَ
أَيْدِيهِمَا ، وَلَا تَقَدَّمْ قُدَّامَهُمَا ».
__________________
٢٠٠٨ / ٢. ابْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ نَافِعٍ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
مَرْوَانَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَوْصِنِي ، فَقَالَ : لَاتُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئاً ،
وَإِنْ حُرِّقْتَ بِالنَّارِ وَعُذِّبْتَ إِلاَّ وَقَلْبُكَ مُطْمَئِنٌّ
بِالْإِيمَانِ ، وَوَالِدَيْكَ فَأَطِعْهُمَا وَبَرَّهُمَا حَيَّيْنِ كَانَا أَوْ مَيِّتَيْنِ ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ
تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ فَافْعَلْ ، فَإِنَّ ذلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ ».
٢٠٠٩ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ سَيْفٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَيْءٌ مِثْلُ
الْكُبَّةِ ، فَيَدْفَعُ فِي ظَهْرِ
__________________
الْمُؤْمِنِ ،
فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ، فَيُقَالُ : هذَا الْبِرُّ ».
٢٠١٠ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟
قَالَ : «
الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».
٢٠١١ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي
مَنْصُورٍ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام ، قَالَ : « سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَا حَقُّ الْوَالِدِ عَلى وَلَدِهِ؟
قَالَ : لَايُسَمِّيهِ
بِاسْمِهِ ، وَلَا يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَلَا يَجْلِسُ قَبْلَهُ ، وَلَا
يَسْتَسِبُّ لَهُ ».
٢٠١٢ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
__________________
بَحْرٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ ـ وَأَنَا عِنْدَهُ ـ لِعَبْدِ الْوَاحِدِ الْأَنْصَارِيِّ
فِي بِرِّ الْوَالِدَيْنِ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَبِالْوالِدَيْنِ
إِحْساناً ) ، فَظَنَنَّا أَنَّهَا الْآيَةُ الَّتِي فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ : ( وَقَضى رَبُّكَ أَلاّ
تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) ، فَلَمَّا كَانَ
بَعْدُ سَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : « هِيَ الَّتِي فِيلُقْمَانَ : ( وَوَصَّيْنَا
الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ) ، ( وَإِنْ جاهَداكَ عَلى
أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما ) ». فَقَالَ عليهالسلام : « إِنَّ ذلِكَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ
__________________
يَأْمُرَ بِصِلَتِهِمَا
وَحَقِّهِمَا عَلى كُلِّ حَالٍ ».( وَإِنْ جاهَداكَ عَلى
أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) ؟ فَقَالَ : « لَا
، بَلْ يَأْمُرُ بِصِلَتِهِمَا ، وَإِنْ جَاهَدَاهُ عَلَى الشِّرْكِ مَا
زَادَ حَقَّهُمَا إِلاَّ عِظَماً ».
٢٠١٣ / ٧. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ
مِسْكِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا يَمْنَعُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ أَنْ يَبَرَّ
وَالِدَيْهِ حَيَّيْنِ وَ مَيِّتَيْنِ ، يُصَلِّيَ عَنْهُمَا ،
وَيَتَصَدَّقَ عَنْهُمَا ، وَيَحُجَّ عَنْهُمَا ، وَيَصُومَ عَنْهُمَا ، فَيَكُونَ
الَّذِي صَنَعَ لَهُمَا ، وَلَهُ مِثْلُ ذلِكَ ، فَيَزِيدَهُ اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ بِبِرِّهِ وَصِلَتِهِ خَيْراً كَثِيراً ».
٢٠١٤ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام : أَدْعُو لِوَالِدَيَّ إِذَا كَانَا
لَايَعْرِفَانِ الْحَقَّ؟
__________________
قَالَ : « ادْعُ
لَهُمَا ، وَتَصَدَّقْ عَنْهُمَا ، وَإِنْ كَانَا حَيَّيْنِ لَايَعْرِفَانِ
الْحَقَّ فَدَارِهِمَا ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم قَالَ : إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي بِالرَّحْمَةِ ،
لَابِالْعُقُوقِ ».
٢٠١٥ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ : أُمَّكَ ، قَالَ :
ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ : أُمَّكَ ، قَالَ : ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ : أُمَّكَ ، قَالَ :
ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ : أَبَاكَ ».
٢٠١٦ / ١٠. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سَالِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ
جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَتى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي رَاغِبٌ فِي الْجِهَادِ نَشِيطٌ ».
قَالَ : « فَقَالَ
لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : فَجَاهِدْ فِي سَبِيلِ اللهِ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تُقْتَلْ
تَكُنْ حَيّاً عِنْدَ اللهِ تُرْزَقُ ، وَإِنْ تَمُتْ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُكَ
عَلَى اللهِ ، وَإِنْ رَجَعْتَ ، رَجَعْتَ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا وُلِدْتَ
قَالَ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ لِي وَالِدَيْنِ كَبِيرَيْنِ يَزْعُمَانِ أَنَّهُمَا
يَأْنَسَانِ بِي وَيَكْرَهَانِ خُرُوجِي.
__________________
فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : فَقِرَّ مَعَ وَالِدَيْكَ ، فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
، لَأُنْسُهُمَا بِكَ يَوْماً وَلَيْلَةً خَيْرٌ مِنْ جِهَادِ سَنَةٍ ».
٢٠١٧ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ
وَهْبٍ ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ :
كُنْتُ
نَصْرَانِيّاً ، فَأَسْلَمْتُ وَحَجَجْتُ ، فَدَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، فَقُلْتُ : إِنِّي كُنْتُ عَلَى النَّصْرَانِيَّةِ
وَإِنِّي أَسْلَمْتُ ، فَقَالَ : « وَأَيَّ شَيْءٍ رَأَيْتَ فِي الْإِسْلَامِ؟ » قُلْتُ : قَوْلَ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( ما كُنْتَ تَدْرِي
مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ
نَشاءُ ) فَقَالَ : « لَقَدْ هَدَاكَ اللهُ ». ثُمَّ قَالَ : « اللهُمَّ اهْدِهِ ـ ثَلَاثاً ـ سَلْ
عَمَّا شِئْتَ يَا بُنَيَّ ».
فَقُلْتُ : إِنَّ
أَبِي وَأُمِّي عَلَى النَّصْرَانِيَّةِ وَأَهْلَ بَيْتِي ، وَأُمِّي
مَكْفُوفَةُ الْبَصَرِ ، فَأَكُونُ مَعَهُمْ ، وَآكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ؟ فَقَالَ : « يَأْكُلُونَ لَحْمَ
الْخِنْزِيرِ؟ » فَقُلْتُ : لَا ، وَلَا يَمَسُّونَهُ ، فَقَالَ : « لَا بَأْسَ ،
فَانْظُرْ أُمَّكَ فَبَرَّهَا ، فَإِذَا مَاتَتْ فَلَا تَكِلْهَا إِلى غَيْرِكَ ،
كُنْ أَنْتَ الَّذِي
__________________
تَقُومُ
بِشَأْنِهَا ، وَلَا تُخْبِرَنَّ أَحَداً أَنَّكَ أَتَيْتَنِي حَتّى تَأْتِيَنِي
بِمِنى إِنْ شَاءَ اللهُ ».
قَالَ : فَأَتَيْتُهُ
بِمِنى وَالنَّاسُ حَوْلَهُ كَأَنَّهُ مُعَلِّمُ صِبْيَانٍ هذَا يَسْأَلُهُ ،
وَهذَا يَسْأَلُهُ ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ أَلْطَفْتُ لِأُمِّي ، وَكُنْتُ
أُطْعِمُهَا ، وَأَفْلِي ثَوْبَهَا وَرَأْسَهَا ، وَأَخْدُمُهَا ، فَقَالَتْ لِي :
يَا بُنَيَّ ، مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِي هذَا وَأَنْتَ عَلى دِينِي؟ فَمَا الَّذِي
أَرى مِنْكَ مُنْذُ هَاجَرْتَ ، فَدَخَلْتَ فِي الْحَنِيفِيَّةِ؟ فَقُلْتُ :
رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ نَبِيِّنَا أَمَرَنِي بِهذَا ، فَقَالَتْ : هذَا الرَّجُلُ
هُوَ نَبِيٌّ؟ فَقُلْتُ : لَا ، وَلكِنَّهُ ابْنُ نَبِيٍّ ، فَقَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، هذَا نَبِيٌّ ؛
إِنَّ هذِهِ وَصَايَا الْأَنْبِيَاءِ ، فَقُلْتُ : يَا أُمَّهْ ، إِنَّهُ لَيْسَ
يَكُونُ بَعْدَ نَبِيِّنَا نَبِيٌّ ، وَلكِنَّهُ ابْنُهُ.
فَقَالَتْ : يَا
بُنَيَّ ، دِينُكَ خَيْرُ دِينٍ ، اعْرِضْهُ عَلَيَّ ، فَعَرَضْتُهُ عَلَيْهَا ،
فَدَخَلَتْ فِي الْإِسْلَامِ ، وَعَلَّمْتُهَا ، فَصَلَّتِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ
وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ ، ثُمَّ عَرَضَ لَهَا عَارِضٌ فِي اللَّيْلِ ، فَقَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، أَعِدْ
عَلَيَّ مَا عَلَّمْتَنِي ، فَأَعَدْتُهُ عَلَيْهَا ، فَأَقَرَّتْ بِهِ وَمَاتَتْ
، فَلَمَّا أَصْبَحَتْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ غَسَّلُوهَا ، وَكُنْتُ
أَنَا الَّذِي صَلَّيْتُ عَلَيْهَا ، وَنَزَلْتُ فِي قَبْرِهَا ».
__________________
٢٠١٨ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ
أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ جَمِيعاً ،
عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ عَمَّارِ
بْنِ حَيَّانَ ، قَالَ :
خَبَّرْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام بِبِرِّ إِسْمَاعِيلَ ابْنِي بِي ، فَقَالَ : « لَقَدْ
كُنْتُ أُحِبُّهُ وَقَدِ ازْدَدْتُ لَهُ حُبّاً ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَتَتْهُ أُخْتٌ لَهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا سُرَّ بِهَا ،
وَبَسَطَ مِلْحَفَتَهُ لَهَا ، فَأَجْلَسَهَا عَلَيْهَا ، ثُمَّ أَقْبَلَ
يُحَدِّثُهَا ، وَيَضْحَكُ فِي وَجْهِهَا.
ثُمَّ قَامَتْ
فَذَهَبَتْ وَجَاءَ أَخُوهَا ، فَلَمْ يَصْنَعْ بِهِ مَا صَنَعَ بِهَا
، فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، صَنَعْتَ بِأُخْتِهِ مَا لَمْ تَصْنَعْ بِهِ
وَهُوَ رَجُلٌ فَقَالَ : لِأَنَّهَا كَانَتْ أَبَرَّ بِوَالِدَيْهَا مِنْهُ ».
٢٠١٩ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ أَبِي قَدْ كَبِرَ جِدّاً وَضَعُفَ ،
فَنَحْنُ نَحْمِلُهُ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ؟
فَقَالَ : « إِنِ
اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلِيَ ذلِكَ مِنْهُ فَافْعَلْ ، وَلَقِّمْهُ بِيَدِكَ ؛
فَإِنَّهُ جُنَّةٌ لَكَ
__________________
غَداً ».
٢٠٢٠ / ١٤. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ
عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ رَجُلاً
يَقُولُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ لِي أَبَوَيْنِ مُخَالِفَيْنِ؟
فَقَالَ : «
بَرَّهُمَا كَمَا تَبَرُّ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ يَتَوَلاَّنَا ».
٢٠٢١ / ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ
بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ مُصْعَبٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « ثَلَاثٌ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ لِأَحَدٍ فِيهِنَّ رُخْصَةً : أَدَاءُ الْأَمَانَةِ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ ،
وَالْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ ،
بَرَّيْنِ كَانَا أَوْ
__________________
فَاجِرَيْنِ ».
٢٠٢٢ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مِنَ السُّنَّةِ وَالْبِرِّ أَنْ يُكَنَّى الرَّجُلُ
بِاسْمِ أَبِيهِ ».
٢٠٢٣ / ١٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ
جَمِيعاً ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ
ـ سَالِمِ بْنِ مُكْرَمٍ ـ عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ وَسَأَلَ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَنْ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ ، فَقَالَ : ابْرَرْ أُمَّكَ ، ابْرَرْ أُمَّكَ ،
ابْرَرْ أُمَّكَ ، ابْرَرْ أَبَاكَ ، ابْرَرْ أَبَاكَ ، ابْرَرْ أَبَاكَ ،
وَبَدَأَ بِالْأُمِّ قَبْلَ الْأَبِ ».
٢٠٢٤ / ١٨. الْوَشَّاءُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ :
__________________
عَنْ أَبِي
عَبْدِاللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ : إِنِّي وَلَدْتُ بِنْتاً وَرَبَّيْتُهَا حَتّى إِذَا بَلَغَتْ ،
فَأَلْبَسْتُهَا وَحَلَّيْتُهَا ، ثُمَّ جِئْتُ بِهَا إِلى قَلِيبٍ ، فَدَفَعْتُهَا
فِي جَوْفِهِ ، وَكَانَ آخِرُ مَا سَمِعْتُ مِنْهَا وَهِيَ تَقُولُ : يَا أَبَتَاهْ ؛ فَمَا كَفَّارَةُ ذلِكَ؟
قَالَ : أَلَكَ
أُمٌّ حَيَّةٌ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَلَكَ خَالَةٌ حَيَّةٌ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَابْرَرْهَا ؛
فَإِنَّهَا بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ ؛ يُكَفِّرْ عَنْكَ مَا صَنَعْتَ ».
قَالَ أَبُو
خَدِيجَةَ : فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : مَتى كَانَ هذَا؟
فَقَالَ : « كَانَ
فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانُوا يَقْتُلُونَ الْبَنَاتِ مَخَافَةَ أَنْ يُسْبَيْنَ ، فَيَلِدْنَ فِي
قَوْمٍ آخَرِينَ ».
٢٠٢٥ / ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام : هَلْ يَجْزِي الْوَلَدُ وَالِدَهُ ؟
فَقَالَ : «
لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ فِي خَصْلَتَيْنِ : يَكُونُ الْوَالِدُ
مَمْلُوكاً ، فَيَشْتَرِيهِ ابْنُهُ
__________________
فَيُعْتِقُهُ ؛
أَوْ يَكُونُ عَلَيْهِ دَيْنٌ ، فَيَقْضِيهِ عَنْهُ ».
٢٠٢٦ / ٢٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :
« أَتى رَسُولَ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم رَجُلٌ ، فَقَالَ : إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ نَشِيطٌ ، وَأُحِبُّ
الْجِهَادَ ، وَلِي وَالِدَةٌ تَكْرَهُ ذلِكَ؟
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ارْجِعْ ، فَكُنْ مَعَ وَالِدَتِكَ ؛ فَوَ الَّذِي
بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً ، لَأُنْسُهَا بِكَ لَيْلَةً خَيْرٌ مِنْ
جِهَادِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ سَنَةً ».
٢٠٢٧ / ٢١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَكُونُ بَارّاً
بِوَالِدَيْهِ فِي حَيَاتِهِمَا ، ثُمَّ يَمُوتَانِ ، فَلَا يَقْضِي عَنْهُمَا
دُيُونَهُمَا وَلَا يَسْتَغْفِرُ لَهُمَا ، فَيَكْتُبُهُ اللهُ عَاقّاً
، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ عَاقّاً لَهُمَا فِي حَيَاتِهِمَا ، غَيْرَ بَارٍّ بِهِمَا ، فَإِذَا
مَاتَا قَضى دَيْنَهُمَا وَاسْتَغْفَرَ لَهُمَا ،
فَيَكْتُبُهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَارّاً ».
٧٠ ـ بَابُ الِاهْتِمَامِ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِينَ
وَالنَّصِيحَةِ لَهُمْ وَنَفْعِهِمْ
٢٠٢٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ أَصْبَحَ لَايَهْتَمُّ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ ».
٢٠٢٩ / ٢. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ :
__________________
« قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَنْسَكُ النَّاسِ نُسُكاً أَنْصَحُهُمْ جَيْباً وَأَسْلَمُهُمْ
قَلْباً لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ ».
٢٠٣٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْقَاسَانِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « عَلَيْكَ بِالنُّصْحِ لِلّهِ فِي خَلْقِهِ ؛
فَلَنْ تَلْقَاهُ بِعَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْهُ ».
٢٠٣١ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ
الْهَاشِمِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِينَ
فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ ».
__________________
٢٠٣٢ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ عَمِّهِ عَاصِمٍ الْكُوزِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « أَنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قَالَ : مَنْ أَصْبَحَ لَايَهْتَمُّ بِأُمُورِ
الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ ، وَمَنْ سَمِعَ رَجُلاً يُنَادِي : يَا لَلْمُسْلِمِينَ ، فَلَمْ
يُجِبْهُ ، فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ ».
٢٠٣٣ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الْخَلْقُ عِيَالُ اللهِ ، فَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَى اللهِ مَنْ نَفَعَ
عِيَالَ اللهِ ، وَأَدْخَلَ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ سُرُوراً ».
٢٠٣٤ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، قَالَ
:
__________________
حَدَّثَنِي مَنْ
سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ؟ قَالَ : أَنْفَعُ النَّاسِ
لِلنَّاسِ ».
٢٠٣٥ / ٨. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُثَنَّى بْنِ
الْوَلِيدِ الْحَنَّاطِ ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ :
عَنْ أَبِيهِ
صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِما ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ رَدَّ عَنْ قَوْمٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَادِيَةَ مَاءٍ أَوْ نَارٍ ،
وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ».
٢٠٣٦ / ٩. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ،
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَقُولُوا
لِلنّاسِ حُسْناً ) قَالَ : « قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ، وَلَا
تَقُولُوا إِلاَّ خَيْراً حَتّى
__________________
تَعْلَمُوا مَا
هُوَ ».
٢٠٣٧ / ١٠. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ـ الْمُفَضَّلِ
بْنِ صَالِحٍ ـ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَقُولُوا
لِلنّاسِ حُسْناً ) : قَالَ : « قُولُوا لِلنَّاسِ أَحْسَنَ مَا تُحِبُّونَ
أَنْ يُقَالَ فِيكُمْ ».
٢٠٣٨ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ رَجُلٍ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَجَعَلَنِي
مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ ) قَالَ : « نَفَّاعاً ».
٧١ ـ بَابُ إِجْلَالِ الْكَبِيرِ
٢٠٣٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مِنْ إِجْلَالِ اللهِ إِجْلَالُ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ ».
٢٠٤٠ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا ».
٢٠٤١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبَانٍ ، عَنِ
__________________
الْوَصَّافِيِّ ،
قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « عَظِّمُوا كِبَارَكُمْ ، وَصِلُوا
أَرْحَامَكُمْ ، وَلَيْسَ تَصِلُونَهُمْ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ كَفِّ الْأَذى
عَنْهُمْ ».
٧٢ ـ بَابُ أُخُوَّةِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ
٢٠٤٢
/ ١. عِدَّةٌ مِنْ
أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ
عِيسى ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « ( إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ
إِخْوَةٌ ) ، بَنُو أَبٍ وَأُمٍّ ، وَإِذَا ضَرَبَ عَلى رَجُلٍ
__________________
مِنْهُمْ عِرْقٌ ،
سَهِرَ لَهُ الْآخَرُونَ ».
٢٠٤٣ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
أَبَانٍ ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :
تَقَبَّضْتُ بَيْنَ يَدَيْ
أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، رُبَّمَا حَزِنْتُ مِنْ غَيْرِ
فَقَالَ : « نَعَمْ ، يَا جَابِرُ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَ
الْمُؤْمِنِينَ مِنْ طِينَةِ الْجِنَانِ ، وَأَجْرى فِيهِمْ مِنْ رِيحِ رُوحِهِ ، فَلِذلِكَ
الْمُؤْمِنُ
__________________
أَخُو الْمُؤْمِنِ
لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ، فَإِذَا أَصَابَ رُوحاً مِنْ تِلْكَ
الْأَرْوَاحِ فِي بَلَدٍ مِنَ الْبُلْدَانِ حُزْنٌ ، حَزِنَتْ هذِهِ ؛ لِأَنَّهَا
مِنْهَا ».
٢٠٤٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ
: عَيْنُهُ وَدَلِيلُهُ ، لَايَخُونُهُ ، وَلَا يَظْلِمُهُ ، وَلَا يَغُشُّهُ ،
وَلَا يَعِدُهُ عِدَةً فَيُخْلِفَهُ ».
٢٠٤٥ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ كَالْجَسَدِ
الْوَاحِدِ ، إِنِ اشْتَكى شَيْئاً مِنْهُ وَجَدَ أَلَمَ ذلِكَ فِي سَائِرِ
جَسَدِهِ ، وَأَرْوَاحُهُمَا مِنْ رُوحٍ وَاحِدَةٍ ، وَإِنَّ رُوحَ الْمُؤْمِنِ
__________________
لَأَشَدُّ
اتِّصَالاً بِرُوحِ اللهِ مِنِ اتِّصَالِ شُعَاعِ الشَّمْسِ بِهَا ».
٢٠٤٦ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنِ
الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، هُوَ عَيْنُهُ وَمِرْآتُهُ
وَدَلِيلُهُ ، لَايَخُونُهُ ، وَلَا يَخْدَعُهُ ، وَلَا يَظْلِمُهُ ، وَلَا
يَكْذِبُهُ ، وَلَا يَغْتَابُهُ ».
٢٠٤٧ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِيعُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ لِي : « تُحِبُّهُ؟ »
فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ لِي : « وَلِمَ لَاتُحِبُّهُ وَهُوَ أَخُوكَ ،
وَشَرِيكُكَ فِي دِينِكَ ، وَعَوْنُكَ عَلى عَدُوِّكَ ، وَرِزْقُهُ عَلى غَيْرِكَ؟
».
٢٠٤٨ / ٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ
الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
__________________
الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْمُؤْمِنُ أَخُو
الْمُؤْمِنِ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَ
الْمُؤْمِنِينَ مِنْ طِينَةِ الْجِنَانِ ، وَأَجْرى فِي صُوَرِهِمْ مِنْ رِيحِ الْجَنَّةِ
، فَلِذلِكَ هُمْ إِخْوَةٌ لِأَبٍ وَأُمٍّ ».
٢٠٤٩ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَخُو الْمُؤْمِنِ :
عَيْنُهُ وَدَلِيلُهُ ، لَايَخُونُهُ ، وَلَا يَظْلِمُهُ ، وَلَا يَغُشُّهُ ،
وَلَا يَعِدُهُ عِدَةً فَيُخْلِفَهُ ».
__________________
٢٠٥٠ / ٩. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ
بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ جَمِيلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْمُؤْمِنُونَ خَدَمٌ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ». قُلْتُ : وَكَيْفَ يَكُونُونَ خَدَماً بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ؟ قَالَ : « يُفِيدُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً » ، الْحَدِيثَ.
٢٠٥١ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيِّ ، عَنِ
الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ نَفَراً مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَرَجُوا
إِلى سَفَرٍ لَهُمْ ، فَضَلُّوا
__________________
الطَّرِيقَ ،
فَأَصَابَهُمْ عَطَشٌ شَدِيدٌ ، فَتَكَفَّنُوا وَلَزِمُوا أُصُولَ الشَّجَرِ ، فَجَاءَهُمْ شَيْخٌ وَ عَلَيْهِ ثِيَابٌ
بِيضٌ ، فَقَالَ : قُومُوا ، فَلَا بَأْسَ عَلَيْكُمْ ، فَهذَا الْمَاءُ ،
فَقَامُوا وَشَرِبُوا وَارْتَوَوْا ، فَقَالُوا : مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ؟ فَقَالَ :
أَنَا مِنَ الْجِنِّ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَقُولُ : الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ عَيْنُهُ
وَدَلِيلُهُ ، فَلَمْ تَكُونُوا تَضَيَّعُوا بِحَضْرَتِي ».
٢٠٥٢ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
عِيسى ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ؛
لَايَظْلِمُهُ ، وَلَا يَخْذُلُهُ ، وَلَا يَغْتَابُهُ ، وَلَا يَخُونُهُ ، وَلَا
يَحْرِمُهُ ».
قَالَ رِبْعِيٌّ : فَسَأَلَنِي
رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا بِالْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : سَمِعْتَ
الْفُضَيْلَ
__________________
يَقُولُ ذلِكَ؟
قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ؛
لَايَظْلِمُهُ ، وَلَا يَغُشُّهُ ، وَلَا يَخْذُلُهُ ، وَلَا يَغْتَابُهُ
، وَلَا يَخُونُهُ ، وَلَا يَحْرِمُهُ ».
٧٣ ـ بَابٌ فِيمَا يُوجِبُ الْحَقَّ لِمَنِ انْتَحَلَ الْإِيمَانَ
وَيَنْقُضُهُ
٢٠٥٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ
، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ ـ وَسُئِلَ عَنْ إِيمَانِ مَنْ يَلْزَمُنَا حَقُّهُ وَأُخُوَّتُهُ :
كَيْفَ هُوَ؟ وَبِمَا يَثْبُتُ؟ وَبِمَا يَبْطُلُ؟ فَقَالَ عليهالسلام ـ : « إِنَّ الْإِيمَانَ قَدْ يُتَّخَذُ عَلى وَجْهَيْنِ : أَمَّا أَحَدُهُمَا ، فَهُوَ الَّذِي
يَظْهَرُ لَكَ مِنْ صَاحِبِكَ ، فَإِذَا ظَهَرَ لَكَ مِنْهُ مِثْلُ
الَّذِي تَقُولُ بِهِ أَنْتَ ، حَقَّتْ وَلَايَتُهُ وَأُخُوَّتُهُ ، إِلاَّ أَنْ
يَجِيءَ مِنْهُ نَقْضٌ لِلَّذِي وَصَفَ مِنْ نَفْسِهِ وَأَظْهَرَهُ لَكَ ، فَإِنْ جَاءَ
مِنْهُ مَا تَسْتَدِلُّ بِهِ عَلى نَقْضِ الَّذِي أَظْهَرَ لَكَ ، خَرَجَ عِنْدَكَ مِمَّا
__________________
وَصَفَ لَكَ
وَأَظْهَرَ ، وَكَانَ لِمَا أَظْهَرَ لَكَ نَاقِضاً ، إِلاَّ أَنْ
يَدَّعِيَ أَنَّهُ إِنَّمَا عَمِلَ ذلِكَ تَقِيَّةً ، وَمَعَ ذلِكَ يُنْظَرُ فِيهِ
، فَإِنْ كَانَ لَيْسَ مِمَّا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ التَّقِيَّةُ فِي
مِثْلِهِ ، لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ ذلِكَ ؛ لِأَنَّ لِلتَّقِيَّةِ مَوَاضِعَ ، مَنْ
أَزَالَهَا عَنْ مَوَاضِعِهَا لَمْ تَسْتَقِمْ لَهُ.
وَتَفْسِيرُ مَا
يُتَّقى مِثْلُ أَنْ يَكُونَ قَوْمُ سَوْءٍ ، ظَاهِرُ حُكْمِهِمْ وَفِعْلِهِمْ عَلى غَيْرِ حُكْمِ الْحَقِّ
وَفِعْلِهِ ، فَكُلُّ شَيْءٍ يَعْمَلُ الْمُؤْمِنُ بَيْنَهُمْ لِمَكَانِ
التَّقِيَّةِ ـ مِمَّا لَايُؤَدِّي إِلَى الْفَسَادِ فِي الدِّينِ ـ فَإِنَّهُ
جَائِزٌ ».
٧٤ ـ بَابٌ فِي أَنَّ التَّوَاخِيَ لَمْ يَقَعْ عَلَى الدِّينِ وَإِنَّمَا
هُوَ التَّعَارُفُ
٢٠٥٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ
الطَّيَّارِ ، عَنْ أَبِيهِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « لَمْ تَتَوَاخَوْا عَلى هذَا الْأَمْرِ ، وَ إِنَّمَا تَعَارَفْتُمْ
__________________
عَلَيْهِ ».
٢٠٥٥ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ وَسَمَاعَةَ جَمِيعاً :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَمْ تَتَوَاخَوْا عَلى هذَا الْأَمْرِ ، وَ إِنَّمَا
تَعَارَفْتُمْ عَلَيْهِ ».
٧٥ ـ بَابُ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلى أَخِيهِ وَأَدَاءِ حَقِّهِ
٢٠٥٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مِنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلى أَخِيهِ
الْمُؤْمِنِ أَنْ يُشْبِعَ جَوْعَتَهُ ، وَيُوَارِيَ عَوْرَتَهُ ، وَيُفَرِّجَ
عَنْهُ كُرْبَتَهُ ، وَيَقْضِيَ دَيْنَهُ ، فَإِذَا مَاتَ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ
وَوُلْدِهِ ».
٢٠٥٧ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
بُكَيْرٍ الْهَجَرِيِّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى
الْمُسْلِمِ؟
قَالَ : « لَهُ
سَبْعُ حُقُوقٍ وَاجِبَاتٍ مَا مِنْهُنَّ حَقٌّ إِلاَّ وَهُوَ عَلَيْهِ وَاجِبٌ ، إِنْ ضَيَّعَ
مِنْهَا شَيْئاً خَرَجَ مِنْ وَلَايَةِ اللهِ وَطَاعَتِهِ ، وَلَمْ يَكُنْ لِلّهِ فِيهِ مِنْ نَصِيبٍ ».
قُلْتُ لَهُ :
جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا هِيَ؟
قَالَ : « يَا
مُعَلّى ، إِنِّي عَلَيْكَ شَفِيقٌ ، أَخَافُ أَنْ تُضَيِّعَ وَلَا تَحْفَظَ ،
وَتَعْلَمَ وَلَا تَعْمَلَ ».
قَالَ : قُلْتُ لَهُ : لَاقُوَّةَ
إِلاَّ بِاللهِ.
قَالَ : «
أَيْسَرُ حَقٍّ مِنْهَا أَنْ تُحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ، وَتَكْرَهَ
لَهُ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ.
وَالْحَقُّ
الثَّانِي : أَنْ تَجْتَنِبَ سَخَطَهُ ، وَتَتَّبِعَ مَرْضَاتَهُ ،
وَتُطِيعَ أَمْرَهُ.
وَالْحَقُّ
الثَّالِثُ : أَنْ تُعِينَهُ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ وَلِسَانِكَ
وَيَدِكَ وَرِجْلِكَ.
وَالْحَقُّ
الرَّابِعُ : أَنْ تَكُونَ عَيْنَهُ وَدَلِيلَهُ وَمِرْآتَهُ
__________________
وَالْحَقُّ
الْخَامِسُ : أَنْ لَاتَشْبَعَ وَيَجُوعُ ، وَلَا تَرْوى
وَيَظْمَأُ ، وَلَا تَلْبَسَ وَيَعْرى.
وَالْحَقُّ
السَّادِسُ : أَنْ يَكُونَ لَكَ خَادِمٌ وَلَيْسَ لِأَخِيكَ خَادِمٌ ، فَوَاجِبٌ أَنْ
تَبْعَثَ خَادِمَكَ ، فَيَغْسِلَ ثِيَابَهُ ، وَيَصْنَعَ طَعَامَهُ ،
وَيُمَهِّدَ فِرَاشَهُ.
وَالْحَقُّ
السَّابِعُ : أَنْ تُبِرَّ قَسَمَهُ ، وَتُجِيبَ دَعْوَتَهُ ، وَتَعُودَ مَرِيضَهُ ، وَتَشْهَدَ
جَنَازَتَهُ ، وَإِذَا عَلِمْتَ أَنَّ لَهُ حَاجَةً ، تُبَادِرُهُ إِلى قَضَائِهَا
، وَلَا تُلْجِئُهُ أَنْ
يَسْأَلَكَهَا ، وَلكِنْ تُبَادِرُهُ مُبَادَرَةً ، فَإِذَا فَعَلْتَ ذلِكَ ، وَصَلْتَ
وَلَايَتَكَ بِوَلَايَتِهِ ، وَوَلَايَتَهُ بِوَلَايَتِكَ ».
__________________
٢٠٥٨ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ سَيْفٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ،
قَالَ :
كَتَبَ
أَصْحَابُنَا يَسْأَلُونَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ أَشْيَاءَ ، وَأَمَرُونِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلى أَخِيهِ ،
فَسَأَلْتُهُ ، فَلَمْ يُجِبْنِي ، فَلَمَّا جِئْتُ لِأُوَدِّعَهُ ، قُلْتُ : سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُجِبْنِي؟
فَقَالَ : «
إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَكْفُرُوا ؛ إِنَّ مِنْ أَشَدِّ مَا افْتَرَضَ اللهُ عَلى
خَلْقِهِ ثَلَاثاً : إِنْصَافَ الْمَرْءِ مِنْ نَفْسِهِ حَتّى لَايَرْضى لِأَخِيهِ مِنْ نَفْسِهِ
إِلاَّ بِمَا يَرْضى لِنَفْسِهِ مِنْهُ ، وَمُؤَاسَاةَ الْأَخِ فِي
الْمَالِ ، وَذِكْرَ اللهِ عَلى كُلِّ حَالٍ ، لَيْسَ سُبْحَانَ اللهِ ،
وَالْحَمْدُ لِلّهِ ، وَلكِنْ عِنْدَ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ ، فَيَدَعُهُ ».
__________________
٢٠٥٩ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلٍ ، عَنْ مُرَازِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا عُبِدَ اللهُ بِشَيْءٍ
أَفْضَلَ مِنْ أَدَاءِ حَقِّ الْمُؤْمِنِ ».
٢٠٦٠ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ
لَايَشْبَعَ وَيَجُوعُ أَخُوهُ ، وَلَا يَرْوى وَيَعْطَشُ أَخُوهُ ، وَلَا
يَكْتَسِيَ وَيَعْرى أَخُوهُ ، فَمَا أَعْظَمَ حَقَّ الْمُسْلِمِ عَلى
أَخِيهِ الْمُسْلِمِ! ».
وَقَالَ : «
أَحِبَّ لِأَخِيكَ الْمُسْلِمِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ؛ وَإِذَا احْتَجْتَ فَسَلْهُ ، وَإِنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ ، لَاتَمَلَّهُ خَيْراً ،
__________________
وَلَا يَمَلَّهُ لَكَ ، كُنْ لَهُ
ظَهْراً ؛ فَإِنَّهُ لَكَ ظَهْرٌ ؛ إِذَا غَابَ فَاحْفَظْهُ فِي
غَيْبَتِهِ ، وَإِذَا شَهِدَ فَزُرْهُ ، وَأَجِلَّهُ ، وَأَكْرِمْهُ ؛ فَإِنَّهُ مِنْكَ
وَأَنْتَ مِنْهُ ، فَإِنْ كَانَ عَلَيْكَ عَاتِباً فَلَا تُفَارِقْهُ حَتّى تَسِلَّ سَخِيمَتَهُ ، وَإِنْ
أَصَابَهُ خَيْرٌ فَاحْمَدِ اللهَ ، وَإِنِ ابْتُلِيَ فَاعْضُدْهُ ، وَإِنْ
تُمُحِّلَ لَهُ فَأَعِنْهُ ، وَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ : أُفٍّ ، انْقَطَعَ
مَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْوَلَايَةِ ، وَإِذَا قَالَ : أَنْتَ
عَدُوِّي ، كَفَرَ أَحَدُهُمَا ، فَإِذَا اتَّهَمَهُ انْمَاثَ الْإِيمَانُ
فِي قَلْبِهِ كَمَا
__________________
يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي
الْمَاءِ ».
وَقَالَ : بَلَغَنِي
أَنَّهُ قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَزْهَرُ نُورُهُ لِأَهْلِ
السَّمَاءِ كَمَا تَزْهَرُ نُجُومُ السَّمَاءِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ ».
وَقَالَ : « إِنَّ
الْمُؤْمِنَ وَلِيُّ اللهِ ، يُعِينُهُ ، وَيَصْنَعُ لَهُ ، وَلَا يَقُولُ
عَلَيْهِ إِلاَّ الْحَقَّ ، وَلَا يَخَافُ غَيْرَهُ ».
٢٠٦١ / ٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لِلْمُسْلِمِ عَلى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ مِنَ الْحَقِّ
أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ ، وَيَعُودَهُ إِذَا مَرِضَ ، وَيَنْصَحَ
لَهُ إِذَا غَابَ ، وَيُسَمِّتَهُ إِذَا عَطَسَ ، وَيُجِيبَهُ إِذَا
__________________
دَعَاهُ ،
وَيَتْبَعَهُ إِذَا مَاتَ ».
عِدَّةٌ مِنْ
أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، مِثْلَهُ.
٢٠٦٢ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي الْمَأْمُونِ
الْحَارِثِيِّ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ؟
قَالَ : « إِنَّ
مِنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ الْمَوَدَّةَ لَهُ فِي صَدْرِهِ ،
وَالْمُؤَاسَاةَ لَهُ فِي مَالِهِ ، وَالْخَلَفَ لَهُ فِي أَهْلِهِ ،
وَالنُّصْرَةَ لَهُ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ ، وَإِنْ كَانَ نَافِلَةٌ فِي
الْمُسْلِمِينَ وَكَانَ غَائِباً ، أَخَذَ لَهُ بِنَصِيبِهِ ، وَإِذَا مَاتَ
الزِّيَارَةَ إِلى قَبْرِهِ ، وَأَنْ لَايَظْلِمَهُ ، وَأَنْ
لَايَغُشَّهُ ، وَأَنْ لَايَخُونَهُ ، وَأَنْ لَايَخْذُلَهُ ، وَأَنْ
لَايُكَذِّبَهُ ، وَأَنْ لَايَقُولَ لَهُ : أُفٍّ ، وَإِذَا قَالَ لَهُ :
أُفٍّ ، فَلَيْسَ بَيْنَهُمَا وَلَايَةٌ ، وَإِذَا قَالَ لَهُ : أَنْتَ
عَدُوِّي ، فَقَدْ كَفَرَ أَحَدُهُمَا ،
__________________
وَإِذَا اتَّهَمَهُ
انْمَاثَ الْإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي
الْمَاءِ ».
٢٠٦٣ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ صَاحِبِ الْكِلَلِ ، عَنْ أَبَانِ
بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ :
كُنْتُ أَطُوفُ
مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَعَرَضَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا كَانَ سَأَلَنِي الذَّهَابَ مَعَهُ
فِي حَاجَةٍ ، فَأَشَارَ إِلَيَّ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام وَأَذْهَبَ إِلَيْهِ ، فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ إِذْ أَشَارَ إِلَيَّ أَيْضاً ، فَرَآهُ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقَالَ : « يَا أَبَانُ ، إِيَّاكَ يُرِيدُ هذَا؟ »
قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « فَمَنْ هُوَ؟ » قُلْتُ : رَجُلٌ مِنْ
أَصْحَابِنَا ، قَالَ : « هُوَ عَلى مِثْلِ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ؟
» قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « فَاذْهَبْ إِلَيْهِ » قُلْتُ : فَأَقْطَعُ الطَّوَافَ؟
قَالَ : « نَعَمْ » قُلْتُ : وَإِنْ كَانَ طَوَافَ الْفَرِيضَةِ؟ قَالَ : « نَعَمْ
».
قَالَ :
فَذَهَبْتُ مَعَهُ ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْدُ ، فَسَأَلْتُهُ ، فَقُلْتُ :
أَخْبِرْنِي عَنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ ، فَقَالَ : « يَا أَبَانُ
، دَعْهُ
__________________
لَاتَرِدْهُ » قُلْتُ : بَلى
جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَلَمْ أَزَلْ أُرَدِّدُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : « يَا
أَبَانُ ، تُقَاسِمُهُ شَطْرَ مَالِكَ ». ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ ، فَرَأى مَا
دَخَلَنِي ، فَقَالَ : « يَا أَبَانُ ، أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ قَدْ ذَكَرَ الْمُؤْثِرِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ؟ » قُلْتُ : بَلى
جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ : « أَمَّا إِذَا أَنْتَ قَاسَمْتَهُ فَلَمْ تُؤْثِرْهُ بَعْدُ ، إِنَّمَا
أَنْتَ وَهُوَ سَوَاءٌ ، إِنَّمَا تُؤْثِرُهُ إِذَا أَنْتَ أَعْطَيْتَهُ مِنَ النِّصْفِ الْآخَرِ ».
٢٠٦٤ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
أَبَانٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَنَا وَابْنُ أَبِي يَعْفُورٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ
طَلْحَةَ ، فَقَالَ ابْتِدَاءً مِنْهُ : « يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : سِتُّ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ ، كَانَ بَيْنَ يَدَيِ
اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَعَنْ يَمِينِ اللهِ ».
__________________
فَقَالَ ابْنُ أَبِي
يَعْفُورٍ : وَمَا هُنَّ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟
قَالَ : « يُحِبُّ
الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِأَعَزِّ أَهْلِهِ ، وَيَكْرَهُ
الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ لِأَخِيهِ مَا يَكْرَهُ لِأَعَزِّ أَهْلِهِ ، وَيُنَاصِحُهُ
الْوَلَايَةَ ».
فَبَكَى ابْنُ
أَبِي يَعْفُورٍ ، وَقَالَ : كَيْفَ يُنَاصِحُهُ الْوَلَايَةَ؟
قَالَ : « يَا
ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ ، إِذَا كَانَ مِنْهُ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ بَثَّهُ هَمَّهُ ، فَفَرِحَ
لِفَرَحِهِ إِنْ هُوَ فَرِحَ ، وَحَزِنَ لِحُزْنِهِ إِنْ هُوَ حَزِنَ ، وَإِنْ
كَانَ عِنْدَهُ مَا يُفَرِّجُ عَنْهُ فَرَّجَ عَنْهُ ، وَإِلاَّ دَعَا اللهَ لَهُ ».
قَالَ : ثُمَّ
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « ثَلَاثٌ لَكُمْ ، وَثَلَاثٌ لَنَا : أَنْ تَعْرِفُوا فَضْلَنَا ، وَ أَنْ تَطَؤُوا
عَقِبَنَا ، وَأَنْ تَنْتَظِرُوا عَاقِبَتَنَا ، فَمَنْ كَانَ هكَذَا ، كَانَ بَيْنَ يَدَيِ
اللهِ
__________________
عَزَّ وَجَلَّ ،
فَيَسْتَضِيءُ بِنُورِهِمْ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ ؛ وَأَمَّا الَّذِينَ
عَنْ يَمِينِ اللهِ ، فَلَوْ أَنَّهُمْ يَرَاهُمْ مَنْ دُونَهُمْ لَمْ
يَهْنِئْهُمُ الْعَيْشُ مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ فَضْلِهِمْ ».
فَقَالَ ابْنُ
أَبِي يَعْفُورٍ : وَ مَا لَهُمْ لَايَرَوْنَ وَهُمْ عَنْ يَمِينِ اللهِ؟
فَقَالَ : « يَا
ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ ، إِنَّهُمْ مَحْجُوبُونَ بِنُورِ اللهِ ،
أَمَا بَلَغَكَ الْحَدِيثُ أَنَّ رَسُولَاللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم كَانَ يَقُولُ : إِنَّ لِلّهِ خَلْقاً عَنْ يَمِينِ
الْعَرْشِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَعَنْ يَمِينِ اللهِ ، وُجُوهُهُمْ
أَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ ، وَأَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ الضَّاحِيَةِ ، يَسْأَلُ
السَّائِلُ : مَا هؤُلَاءِ؟ فَيُقَالُ : هؤُلَاءِ الَّذِينَ تَحَابُّوا فِي جَلَالِ اللهِ ».
٢٠٦٥ / ١٠. عَنْهُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَجْلَانَ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَدَخَلَ رَجُلٌ
، فَسَلَّمَ ، فَسَأَلَهُ عليهالسلام : « كَيْفَ مَنْ خَلَّفْتَ مِنْ إِخْوَانِكَ؟ » قَالَ :
فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ ، وَزَكّى وَأَطْرى ، فَقَالَ لَهُ : « كَيْفَ عِيَادَةُ أَغْنِيَائِهِمْ
__________________
عَلى
فُقَرَائِهِمْ؟ » فَقَالَ : قَلِيلَةٌ ، قَالَ : « وَكَيْفَ مُشَاهَدَةُ أَغْنِيَائِهِمْ لِفُقَرَائِهِمْ؟ » قَالَ :
قَلِيلَةٌ ، قَالَ : « فَكَيْفَ صِلَةُ أَغْنِيَائِهِمْ لِفُقَرَائِهِمْ فِي ذَاتِ أَيْدِيهِمْ ؟ » فَقَالَ : إِنَّكَ
لَتَذْكُرُ أَخْلَاقاً قَلَّمَا هِيَ فِيمَنْ عِنْدَنَا ، قَالَ : فَقَالَ : «
فَكَيْفَ يَزْعُمُ هؤُلَاءِ أَنَّهُمْ شِيعَةٌ؟! ».
٢٠٦٦ / ١١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سَالِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ الشِّيعَةَ عِنْدَنَا كَثِيرٌ ، فَقَالَ : «
فَهَلْ يَعْطِفُ الْغَنِيُّ عَلَى الْفَقِيرِ؟ وَهَلْ يَتَجَاوَزُ
الْمُحْسِنُ عَنِ الْمُسِيءِ ، وَيَتَوَاسَوْنَ؟ » فَقُلْتُ :
__________________
لَا ، فَقَالَ : «
لَيْسَ هؤُلَاءِ شِيعَةً ، الشِّيعَةُ مَنْ يَفْعَلُ هذَا ».
٢٠٦٧ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَيْلِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ـ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِ ـ يَقُولُ : عَظِّمُوا أَصْحَابَكُمْ وَوَقِّرُوهُمْ ، وَلَا يَتَجَهَّمُ
بَعْضُكُمْ بَعْضاً ، وَلَا تَضَارُّوا وَلَا تَحَاسَدُوا ، وَإِيَّاكُمْ وَالْبُخْلَ ، كُونُوا
عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ ».
٢٠٦٨ / ١٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « أَيَجِيءُ أَحَدُكُمْ إِلى أَخِيهِ ، فَيُدْخِلَ
يَدَهُ فِي كِيسِهِ ، فَيَأْخُذَ حَاجَتَهُ ، فَلَا يَدْفَعَهُ؟ » فَقُلْتُ : مَا
أَعْرِفُ ذلِكَ فِينَا ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « فَلَا شَيْءَ إِذاً » قُلْتُ : فَالْهَلَاكُ إِذاً ، فَقَالَ
: « إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يُعْطَوْا أَحْلَامَهُمْ بَعْدُ ».
__________________
٢٠٦٩ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ
الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ رَفَعَهُ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
خُنَيْسٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام عَنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ ، فَقَالَ : « سَبْعُونَ حَقّاً
لَا أُخْبِرُكَ إِلاَّ بِسَبْعَةٍ ؛ فَإِنِّي عَلَيْكَ مُشْفِقٌ أَخْشى أَلاَّ
تَحْتَمِلَ ».
فَقُلْتُ : بَلى
إِنْ شَاءَ اللهُ.
فَقَالَ : « لَا
تَشْبَعُ وَ يَجُوعُ ، وَلَا تَكْتَسِي وَيَعْرى ، وَ تَكُونُ
دَلِيلَهُ وَقَمِيصَهُ الَّذِي يَلْبَسُهُ ، وَلِسَانَهُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ ، وَتُحِبُّ لَهُ
مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ، وَإِنْ كَانَتْ لَكَ جَارِيَةٌ بَعَثْتَهَا لِتُمَهِّدَ فِرَاشَهُ ،
وَتَسْعى فِي حَوَائِجِهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، فَإِذَا فَعَلْتَ ذلِكَ وَصَلْتَ
وَلَايَتَكَ بِوَلَايَتِنَا ، وَوَلَايَتَنَا بِوَلَايَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».
٢٠٧٠ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ،
لَايَظْلِمُهُ ، وَلَا يَخْذُلُهُ ،
__________________
وَلَا يَخُونُهُ ،
وَ يَحِقُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الِاجْتِهَادُ فِي التَّوَاصُلِ ، وَالتَّعَاوُنُ
عَلَى التَّعَاطُفِ ، وَالْمُؤَاسَاةُ لِأَهْلِ الْحَاجَةِ ، وَتَعَاطُفُ
بَعْضِهِمْ عَلى بَعْضٍ حَتّى تَكُونُوا ـ كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( رُحَماءُ
بَيْنَهُمْ ) ـ مُتَرَاحِمِينَ ، مُغْتَمِّينَ لِمَا غَابَ عَنْكُمْ
مِنْ أَمْرِهِمْ ، عَلى مَا مَضى عَلَيْهِ مَعْشَرُ الْأَنْصَارِ عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
٢٠٧١ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : حَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِ إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَنْ يُعْلِمَ إِخْوَانَهُ
، وَحَقٌّ عَلى إِخْوَانِهِ إِذَا قَدِمَ أَنْ يَأْتُوهُ ».
__________________
٧٦ ـ بَابُ التَّرَاحُمِ وَالتَّعَاطُفِ
٢٠٧٢ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ شُعَيْبٍ الْعَقَرْقُوفِيِّ
، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ : « اتَّقُوا اللهَ ، وَكُونُوا إِخْوَةً بَرَرَةً ،
مُتَحَابِّينَ فِي اللهِ ، مُتَوَاصِلِينَ ، مُتَرَاحِمِينَ ، تَزَاوَرُوا ، وَتَلَاقَوْا
، وَتَذَاكَرُوا أَمْرَنَا ، وَأَحْيُوهُ ».
٢٠٧٣ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ كُلَيْبٍ الصَّيْدَاوِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « تَوَاصَلُوا ، وَتَبَارُّوا ، وَتَرَاحَمُوا ،
وَكُونُوا إِخْوَةً بَرَرَةً كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».
٢٠٧٤ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
يَحْيَى الْكَاهِلِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « تَوَاصَلُوا ، وَتَبَارُّوا ، وَتَرَاحَمُوا ،
وَتَعَاطَفُوا ».
__________________
٢٠٧٥ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « يَحِقُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الِاجْتِهَادُ فِي التَّوَاصُلِ ،
وَالتَّعَاوُنُ عَلَى التَّعَاطُفِ ، وَالْمُؤَاسَاةُ لِأَهْلِ
الْحَاجَةِ ، وَتَعَاطُفُ بَعْضِهِمْ عَلى بَعْضٍ حَتّى تَكُونُوا ـ كَمَا
أَمَرَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) ـ مُتَرَاحِمِينَ
، مُغْتَمِّينَ لِمَا غَابَ عَنْكُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ ، عَلى مَا مَضى عَلَيْهِ مَعْشَرُ الْأَنْصَارِ
عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ عليهالسلام ».
٧٧ ـ بَابُ زِيَارَةِ الْإِخْوَانِ
٢٠٧٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ زَارَ أَخَاهُ لِلّهِ لَالِغَيْرِهِ
الْتِمَاسَ مَوْعِدِ اللهِ وَتَنَجُّزَ مَا عِنْدَ اللهِ ، وَكَّلَ اللهُ بِهِ سَبْعِينَ
أَلْفَ مَلَكٍ يُنَادُونَهُ : أَلَا طِبْتَ وَطَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ ».
__________________
٢٠٧٧ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ
، عَنْ خَيْثَمَةَ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى
أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام أُوَدِّعُهُ ، فَقَالَ : « يَا خَيْثَمَةُ ، أَبْلِغْ مَنْ تَرى مِنْ
مَوَالِينَا السَّلَامَ ، وَأَوْصِهِمْ بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ ، وَأَنْ يَعُودَ غَنِيُّهُمْ
عَلى فَقِيرِهِمْ ، وَقَوِيُّهُمْ عَلى ضَعِيفِهِمْ ، وَأَنْ يَشْهَدَ حَيُّهُمْ
جِنَازَةَ مَيِّتِهِمْ ، وَأَنْ يَتَلَاقَوْا فِي بُيُوتِهِمْ ؛ فَإِنَّ لُقِيَّا بَعْضِهِمْ
بَعْضاً حَيَاةٌ لِأَمْرِنَا ، رَحِمَ اللهُ عَبْداً أَحْيَا
أَمْرَنَا ؛ يَا خَيْثَمَةُ ، أَبْلِغْ مَوَالِيَنَا : أَنَّا لَانُغْنِي عَنْهُمْ
مِنَ اللهِ شَيْئاً إِلاَّ بِعَمَلٍ ، وَأَنَّهُمْ لَنْ يَنَالُوا وَلَايَتَنَا
إِلاَّ بِالْوَرَعِ ، وَأَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ
وَصَفَ عَدْلاً ، ثُمَّ خَالَفَهُ إِلى غَيْرِهِ ».
__________________
٢٠٧٨ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : حَدَّثَنِي جَبْرَئِيلُ عليهالسلام أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَهْبَطَ إِلَى الْأَرْضِ
مَلَكاً ، فَأَقْبَلَ ذلِكَ الْمَلَكُ يَمْشِي حَتّى دُفِعَ إِلى بَابٍ عَلَيْهِ رَجُلٌ
يَسْتَأْذِنُ عَلى رَبِّ الدَّارِ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ : مَا حَاجَتُكَ إِلى رَبِّ هذِهِ
الدَّارِ؟ قَالَ : أَخٌ لِي ، مُسْلِمٌ ، زُرْتُهُ فِي اللهِ تَبَارَكَ
وَتَعَالى.
قَالَ لَهُ الْمَلَكُ :
مَا جَاءَ بِكَ إِلاَّ ذَاكَ؟ فَقَالَ : مَا جَاءَ بِي إِلاَّ ذَاكَ ، فَقَالَ : إِنِّي رَسُولُ اللهِ
إِلَيْكَ وَهُوَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ : وَجَبَتْ لَكَ الْجَنَّةُ ، وَقَالَ
الْمَلَكُ : إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : أَيُّمَا مُسْلِمٍ زَارَ
مُسْلِماً ، فَلَيْسَ إِيَّاهُ زَارَ ، إِيَّايَ زَارَ ، وَثَوَابُهُ عَلَيَّ الْجَنَّةُ ».
__________________
٢٠٧٩ / ٤. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ،
عَنْ عَلِيٍّ النَّهْدِيِّ ، عَنِ الْحُصَيْنِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ زَارَ أَخَاهُ فِي اللهِ ، قَالَ اللهُ
عَزَّ وَجَلَّ : إِيَّايَ زُرْتَ ، وَثَوَابُكَ عَلَيَّ ، وَلَسْتُ أَرْضى لَكَ
ثَوَاباً دُونَ الْجَنَّةِ ».
٢٠٨٠ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ يَعْقُوبَ
بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ زَارَ أَخَاهُ فِي جَانِبِ الْمِصْرِ ابْتِغَاءَ
وَجْهِ اللهِ ، فَهُوَ زَوْرُهُ ، وَحَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يُكْرِمَ زَوْرَهُ ».
٢٠٨١ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ
عَمِيرَةَ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ زَارَ أَخَاهُ فِي بَيْتِهِ ، قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ : أَنْتَ ضَيْفِي
وَزَائِرِي ، عَلَيَّ قِرَاكَ ، وَقَدْ أَوْجَبْتُ لَكَ الْجَنَّةَ بِحُبِّكَ إِيَّاهُ ».
__________________
٢٠٨٢ / ٧. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي غُرَّةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ زَارَ أَخَاهُ فِي اللهِ فِي مَرَضٍ أَوْ
صِحَّةٍ لَايَأْتِيهِ خِدَاعاً وَلَا اسْتِبْدَالاً ، وَكَّلَ اللهُ
بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُنَادُونَ فِي قَفَاهُ : أَنْ طِبْتَ وَطَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ ،
فَأَنْتُمْ زُوَّارُ اللهِ ، وَأَنْتُمْ وَفْدُ الرَّحْمنِ حَتّى يَأْتِيَمَنْزِلَهُ
».
فَقَالَ لَهُ بَشِيرٌ : جُعِلْتُ
فِدَاكَ ، وَإِنْ كَانَ الْمَكَانُ بَعِيداً؟
قَالَ : « نَعَمْ يَا بَشِيرٌ ، وَإِنْ كَانَ
الْمَكَانُ مَسِيرَةَ سَنَةٍ ؛ فَإِنَّ اللهَ جَوَادٌ ،
وَالْمَلَائِكَةُ كَثِيرَةٌ يُشَيِّعُونَهُ حَتّى يَرْجِعَ إِلى مَنْزِلِهِ ».
٢٠٨٣ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النَّهْدِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ زَارَ أَخَاهُ فِي اللهِ
وَلِلّهِ ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
__________________
يَخْطُرُ بَيْنَ
قَبَاطِيَّ مِنْ نُورٍ ، لَايَمُرُّ بِشَيْءٍ إِلاَّ أَضَاءَ لَهُ حَتّى يَقِفَ
بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيَقُولُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ : مَرْحَباً ،
وَإِذَا قَالَ : مَرْحَباً ، أَجْزَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ
الْعَطِيَّةَ ».
٢٠٨٤ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ
النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ
بَشِيرٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ إِذَا خَرَجَ
مِنْ بَيْتِهِ زَائِراً أَخَاهُ لِلّهِ لَا لِغَيْرِهِ ؛ الْتِمَاسَ وَجْهِ اللهِ رَغْبَةً فِيمَا
عِنْدَهُ ، وَكَّلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ
يُنَادُونَهُ مِنْ خَلْفِهِ إِلى أَنْ يَرْجِعَ إِلى مَنْزِلِهِ : أَلَا طِبْتَ ،
وَطَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ ».
__________________
٢٠٨٥ / ١٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا زَارَ مُسْلِمٌ أَخَاهُ
الْمُسْلِمَ فِي اللهِ وَلِلّهِ إِلاَّ نَادَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَيُّهَا
الزَّائِرُ ، طِبْتَ وَطَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ ».
٢٠٨٦ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛
وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جَنَّةً
لَايَدْخُلُهَا إِلاَّ ثَلَاثَةٌ : رَجُلٌ حَكَمَ عَلى نَفْسِهِ بِالْحَقِّ ، وَرَجُلٌ زَارَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ
فِي اللهِ ، وَرَجُلٌ آثَرَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فِي اللهِ ».
__________________
٢٠٨٧ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَخْرُجُ إِلى أَخِيهِ
يَزُورُهُ ، فَيُوَكِّلُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ مَلَكاً ،
فَيَضَعُ جَنَاحاً فِي الْأَرْضِ وَجَنَاحاً فِي السَّمَاءِ يُظِلُّهُ ، فَإِذَا دَخَلَ
إِلى مَنْزِلِهِ نَادَى الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : أَيُّهَا الْعَبْدُ
الْمُعَظِّمُ لِحَقِّي ، الْمُتَّبِعُ لآِثَارِ نَبِيِّي ، حَقٌّ عَلَيَّ
إِعْظَامُكَ ؛ سَلْنِي أُعْطِكَ ؛ ادْعُنِي أُجِبْكَ ؛ اسْكُتْ أَبْتَدِئْكَ ،
فَإِذَا انْصَرَفَ شَيَّعَهُ الْمَلَكُ يُظِلُّهُ بِجَنَاحِهِ حَتّى يَدْخُلَ إِلى مَنْزِلِهِ ،
ثُمَّ يُنَادِيهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : أَيُّهَا الْعَبْدُ الْمُعَظِّمُ
لِحَقِّي ، حَقٌّ عَلَيَّ إِكْرَامُكَ ، قَدْ أَوْجَبْتُ لَكَ
جَنَّتِي ، وَشَفَّعْتُكَ فِي عِبَادِي ».
٢٠٨٨ / ١٣. صَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ عُقْبَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَزِيَارَةُ الْمُؤْمِنِ فِي اللهِ خَيْرٌ
مِنْ عِتْقِ عَشْرِ رِقَابٍ مُؤْمِنَاتٍ ، وَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً وَقى كُلُّ عُضْوٍ
__________________
عُضْواً مِنَ النَّارِ
حَتّى أَنَّ الْفَرْجَ يَقِي الْفَرْجَ ».
٢٠٨٩ / ١٤. صَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَيُّمَا ثَلَاثَةِ مُؤْمِنِينَ اجْتَمَعُوا
عِنْدَ أَخٍ لَهُمْ ، يَأْمَنُونَ بَوَائِقَهُ ، وَلَا يَخَافُونَ غَوَائِلَهُ ، وَيَرْجُونَ
مَا عِنْدَهُ ، إِنْ دَعَوُا اللهَ أَجَابَهُمْ ، وَإِنْ سَأَلُوا أَعْطَاهُمْ ،
وَإِنِ اسْتَزَادُوا زَادَهُمْ ، وَإِنْ سَكَتُوا ابْتَدَأَهُمْ ».
٢٠٩٠ / ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ يَقُولُ
:
سَمِعْتُ
الْعَبْدَ الصَّالِحَ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ زَارَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ لِلّهِ
لَالِغَيْرِهِ ، يَطْلُبُ بِهِ ثَوَابَ اللهِ وَتَنَجُّزَ مَا وَعَدَهُ اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ ، وَكَّلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ
__________________
بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ
مَلَكٍ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتّى يَعُودَ إِلَيْهِ ،
يُنَادُونَهُ : أَلَا طِبْتَ وَطَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ ، تَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ
مَنْزِلاً ».
٢٠٩١ / ١٦ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : لِقَاءُ الْإِخْوَانِ مَغْنَمٌ جَسِيمٌ وَإِنْ قَلُّوا ».
٧٨ ـ بَابُ الْمُصَافَحَةِ
٢٠٩٢ / ١ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
زَكَرِيَّا ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ :
كُنْتُ زَمِيلَ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، وَكُنْتُ أَبْدَأُ بِالرُّكُوبِ ، ثُمَّ يَرْكَبُ هُوَ ، فَإِذَا
اسْتَوَيْنَا سَلَّمَ ، وَسَاءَلَ مُسَاءَلَةَ رَجُلٍ لَاعَهْدَ لَهُ بِصَاحِبِهِ
، وَصَافَحَ ، قَالَ : وَكَانَ إِذَا نَزَلَ نَزَلَ قَبْلِي ، فَإِذَا اسْتَوَيْتُ
أَنَا وَهُوَ عَلَى الْأَرْضِ سَلَّمَ ، وَسَاءَلَ مُسَاءَلَةَ مَنْ لَاعَهْدَ
لَهُ بِصَاحِبِهِ ، فَقُلْتُ :
__________________
يَا ابْنَ رَسُولِ
اللهِ ، إِنَّكَ لَتَفْعَلُ شَيْئاً مَا يَفْعَلُهُ أَحَدُ مَنْ قِبَلَنَا ، وَإِنْ فَعَلَ مَرَّةً فَكَثِيرٌ ؟
فَقَالَ : « أَمَا
عَلِمْتَ مَا فِي الْمُصَافَحَةِ ؛ إِنَّ الْمُؤْمِنَيْنِ يَلْتَقِيَانِ
، فَيُصَافِحُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ، فَلَا تَزَالُ الذُّنُوبُ
تَتَحَاتُّ عَنْهُمَا كَمَا يَتَحَاتُّ الْوَرَقُ عَنِ
الشَّجَرِ ، وَاللهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا حَتّى يَفْتَرِقَا ».
٢٠٩٣ / ٢ عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ،
عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْقَمَّاطِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا
وَتَصَافَحَا ، أَدْخَلَ اللهُ يَدَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا ، فَصَافَحَ
أَشَدَّهُمَا حُبّاً لِصَاحِبِهِ ».
٢٠٩٤ / ٣ ابْنُ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ
السَّمَيْدَعِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ الْجُهَنِيِّ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا
فَتَصَافَحَا ، أَدْخَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَدَهُ بَيْنَ
أَيْدِيهِمَا ، وَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلى أَشَدِّهِمَا حُبّاً لِصَاحِبِهِ ،
فَإِذَا أَقْبَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِوَجْهِهِ عَلَيْهِمَا ،
تَحَاتَّتْ عَنْهُمَا الذُّنُوبُ كَمَا يَتَحَاتُّ الْوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ ».
٢٠٩٥ / ٤ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ
:
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا
فَتَصَافَحَا ، أَقْبَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَيْهِمَا بِوَجْهِهِ ،
وَتَسَاقَطَتْ عَنْهُمَا الذُّنُوبُ كَمَا يَتَسَاقَطُ الْوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ ».
٢٠٩٦ / ٥ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ ،
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ ، قَالَ :
زَامَلْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام فِي شِقِّ مَحْمِلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى مَكَّةَ ،
فَنَزَلَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ ، فَلَمَّا قَضى حَاجَتَهُ وَعَادَ ، قَالَ : « هَاكِ يَدَكَ يَا أَبَا
عُبَيْدَةَ » فَنَاوَلْتُهُ يَدِي ، فَغَمَزَهَا حَتّى وَجَدْتُ
الْأَذى فِي أَصَابِعِي ، ثُمَّ قَالَ : « يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، مَا مِنْ
مُسْلِمٍ لَقِيَ أَخَاهُ
__________________
الْمُسْلِمَ ،
فَصَافَحَهُ ، وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ فِي أَصَابِعِهِ إِلاَّ
تَنَاثَرَتْ عَنْهُمَا ذُنُوبُهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ الْوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ فِي
الْيَوْمِ الشَّاتِي ».
٢٠٩٧ / ٦ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « يَا مَالِكُ ، أَنْتُمْ شِيعَتُنَا؟! أَلَاتَرى أَنَّكَ تُفْرِطُ فِي أَمْرِنَا ،
إِنَّهُ لَا يُقْدَرُ عَلى صِفَةِ اللهِ ، فَكَمَا لَايُقْدَرُ عَلى صِفَةِ
اللهِ ، كَذلِكَ لَايُقْدَرُ عَلى صِفَتِنَا ؛ وَكَمَا لَايُقْدَرُ عَلى صِفَتِنَا ،
كَذلِكَ لَايُقْدَرُ عَلى صِفَةِ الْمُؤْمِنِ ؛ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَلْقَى
الْمُؤْمِنَ فَيُصَافِحُهُ ، فَلَا يَزَالُ اللهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا
وَالذُّنُوبُ تَتَحَاتُّ عَنْ وُجُوهِهِمَا كَمَا يَتَحَاتُّ الْوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ حَتّى
يَفْتَرِقَا ، فَكَيْفَ يُقْدَرُ عَلى صِفَةِ مَنْ هُوَ كَذلِكَ ».
__________________
٢٠٩٨ / ٧ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ ، قَالَ :
زَامَلْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، فَحَطَطْنَا الرَّحْلَ ، ثُمَّ مَشى
قَلِيلاً ، ثُمَّ جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَغَمَزَهَا غَمْزَةً شَدِيدَةً ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ
فِدَاكَ ، أَوَمَا كُنْتُ مَعَكَ فِي الْمَحْمِلِ؟
فَقَالَ : « أَمَا
عَلِمْتَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا جَالَ جَوْلَةً ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ
أَخِيهِ ، نَظَرَ اللهُ إِلَيْهِمَا بِوَجْهِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ مُقْبِلاً عَلَيْهِمَا
بِوَجْهِهِ ، وَ يَقُولُ لِلذُّنُوبِ : تَحَاتَّ عَنْهُمَا ، فَتَتَحَاتُّ يَا أَبَا
حَمْزَةَ ، كَمَا يَتَحَاتُّ الْوَرَقُ عَنِ الشَّجَرِ ، فَيَفْتَرِقَانِ وَمَا عَلَيْهِمَا مِنْ
ذَنْبٍ ».
٢٠٩٩ / ٨ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِّ الْمُصَافَحَةِ ، فَقَالَ : «
دَوْرُ نَخْلَةٍ ».
٢١٠٠ / ٩ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمْرٍ والْأَفْرَقِ ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا تَوَارى أَحَدُهُمَا عَنْ
صَاحِبِهِ بِشَجَرَةٍ ، ثُمَّ الْتَقَيَا ، أَنْ يَتَصَافَحَا ».
٢١٠١ / ١٠ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنّى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ وَلْيُصَافِحْهُ ،
فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَكْرَمَ بِذلِكَ الْمَلَائِكَةَ ؛ فَاصْنَعُوا
صُنْعَ الْمَلَائِكَةِ ».
٢١٠٢ / ١١ عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ بَقَّاحٍ ،
عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ عَمْرِو
__________________
بْنِ شِمْرٍ ،
عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِذَا الْتَقَيْتُمْ فَتَلَاقَوْا بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّصَافُحِ ، وَإِذَا تَفَرَّقْتُمْ
فَتَفَرَّقُوا بِالِاسْتِغْفَارِ ».
٢١٠٣ / ١٢. عَنْهُ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ جَدِّهِ مُعَاوِيَةَ بْنِ
وَهْبٍ ، أَوْ غَيْرِهِ ، عَنْ رَزِينٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا غَزَوْا مَعَ
رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَمَرُّوا بِمَكَانٍ كَثِيرِ الشَّجَرِ ، ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى الْفَضَاءِ
، نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ فَتَصَافَحُوا ».
٢١٠٤ / ١٣. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
الْجَهْمِ الْهِلَالِيِّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا صَافَحَ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ ،
فَالَّذِي يَلْزَمُ التَّصَافُحَ أَعْظَمُ أَجْراً
__________________
مِنَ الَّذِي
يَدَعُ ، أَلَا وَإِنَّ الذُّنُوبَ لَتَتَحَاتُّ فِيمَا
بَيْنَهُمْ حَتّى لَايَبْقى ذَنْبٌ ».
٢١٠٥ / ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى
أَبِي عَبْدِ اللهِ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ بِوَجْهٍ قَاطِبٍ ، فَقُلْتُ : مَا
الَّذِي غَيَّرَكَ لِي؟
قَالَ : « الَّذِي
غَيَّرَكَ لِإِخْوَانِكَ ، بَلَغَنِي يَا إِسْحَاقُ أَنَّكَ أَقْعَدْتَ بِبَابِكَ
بَوَّاباً يَرُدُّ عَنْكَ فُقَرَاءَ الشِّيعَةِ ».
فَقُلْتُ :
جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي خِفْتُ الشُّهْرَةَ.
فَقَالَ : « أَفَلَا
خِفْتَ الْبَلِيَّةَ؟ أَوَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُؤْمِنَيْنِ
إِذَا الْتَقَيَا فَتَصَافَحَا ، أَنْزَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الرَّحْمَةَ
عَلَيْهِمَا ، فَكَانَتْ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ لِأَشَدِّهِمَا
حُبّاً لِصَاحِبِهِ ، فَإِذَا تَوَافَقَا غَمَرَتْهُمَا الرَّحْمَةُ ، فَإِذَا قَعَدَا
يَتَحَدَّثَانِ ،
__________________
قَالَ الْحَفَظَةُ
بَعْضُهَا لِبَعْضٍ : اعْتَزِلُوا بِنَا ، فَلَعَلَّ لَهُمَا سِرّاً
وَقَدْ سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِمَا؟ ».
فَقُلْتُ : أَلَيْسَ
اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( ما يَلْفِظُ مِنْ
قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ؟
فَقَالَ : « يَا
إِسْحَاقُ ، إِنْ كَانَتِ الْحَفَظَةُ لَاتَسْمَعُ ، فَإِنَّ عَالِمَ السِّرِّ يَسْمَعُ وَيَرى
».
٢١٠٦ / ١٥. عَنْهُ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ مُحْرِزٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا صَافَحَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم رَجُلاً قَطُّ ، فَنَزَعَ يَدَهُ حَتّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْهُ ».
٢١٠٧ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ
، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ
وَجَلَّ لَايُوصَفُ ، وَكَيْفَ يُوصَفُ
__________________
وَقَالَ فِي كِتَابِهِ : ( وَما
قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) ؟ فَلَا يُوصَفُ بِقَدَرٍ إِلاَّ كَانَ
أَعْظَمَ مِنْ ذلِكَ.
وَإِنَّ
النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لَايُوصَفُ ، وَكَيْفَ يُوصَفُ عَبْدٌ احْتَجَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ
ـ بِسَبْعٍ ، وَجَعَلَ طَاعَتَهُ فِي الْأَرْضِ كَطَاعَتِهِ فِي
السَّمَاءِ ، فَقَالَ : ( وَ
ما آتاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وَمَنْ أَطَاعَ
هذَا فَقَدْ أَطَاعَنِي ، وَمَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَانِي ، وَفَوَّضَ إِلَيْهِ؟
وَإِنَّا
لَانُوصَفُ ، وَكَيْفَ يُوصَفُ قَوْمٌ رَفَعَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَهُوَ
الشَّكُّ
وَالْمُؤْمِنُ
لَايُوصَفُ ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَلْقى أَخَاهُ ، فَيُصَافِحُهُ ،
فَلَا يَزَالُ اللهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا ، وَالذُّنُوبُ تَتَحَاتُّ عَنْ
وُجُوهِهِمَا كَمَا يَتَحَاتُّ الْوَرَقُ عَنِ الشَّجَرِ ».
__________________
٢١٠٨ / ١٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ ،
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « إِذَا الْتَقَى الْمُؤْمِنَانِ فَتَصَافَحَا ، أَقْبَلَ اللهُ
بِوَجْهِهِ عَلَيْهِمَا ، وَتَتَحَاتُّ الذُّنُوبُ عَنْ وُجُوهِهِمَا حَتّى يَفْتَرِقَا ».
٢١٠٩
/ ١٨. عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « تَصَافَحُوا ؛ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ
بِالسَّخِيمَةِ ».
٢١١٠
/ ١٩. عِدَّةٌ مِنْ
أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَقِيَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حُذَيْفَةَ ، فَمَدَّ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَدَهُ ، فَكَفَّ حُذَيْفَةُ يَدَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَا حُذَيْفَةُ ، بَسَطْتُ يَدِي إِلَيْكَ ، فَكَفَفْتَ يَدَكَ عَنِّي؟
فَقَالَ حُذَيْفَةُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، بِيَدِكَ الرَّغْبَةُ ، وَلكِنِّي
كُنْتُ جُنُباً ، فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ تَمَسَّ يَدِي يَدَكَ وَأَنَا جُنُبٌ ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ الْمُسْلِمَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا ،
فَتَصَافَحَا ، تَحَاتَّتْ ذُنُوبُهُمَا كَمَا يَتَحَاتُّ
__________________
وَرَقُ الشَّجَرِ ».
٢١١١ / ٢٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
إِسْحَاقَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَايَقْدِرُ أَحَدٌ
قَدْرَهُ ، وَكَذلِكَ لَايَقْدِرُ قَدْرَ نَبِيِّهِ ، وَكَذلِكَ لَايَقْدِرُ
قَدْرَ الْمُؤْمِنِ ؛ إِنَّهُ لَيَلْقى أَخَاهُ ، فَيُصَافِحُهُ ، فَيَنْظُرُ
اللهُ إِلَيْهِمَا ، وَالذُّنُوبُ تَتَحَاتُّ عَنْ وُجُوهِهِمَا حَتّى يَفْتَرِقَا ، كَمَا يَتَحَاتُّ الرِّيحَ
الشَّدِيدَةَ الْوَرَقُ عَنِ الشَّجَرِ ».
٢١١٢ / ٢١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ رِفَاعَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُهُ
يَقُولُ : « مُصَافَحَةُ الْمُؤْمِنِ أَفْضَلُ مِنْ مُصَافَحَةِ الْمَلَائِكَةِ ».
٧٩ ـ بَابُ الْمُعَانَقَةِ
٢١١٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
__________________
بَزِيعٍ ، عَنْ
صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام ، قَالَا : « أَيُّمَا مُؤْمِنٍ خَرَجَ إِلى أَخِيهِ
يَزُورُهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةً ،
وَمُحِيَتْ عَنْهُ سَيِّئَةٌ ، وَرُفِعَتْ لَهُ دَرَجَةٌ ، وَإِذَا طَرَقَ الْبَابَ فُتِحَتْ
لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، فَإِذَا الْتَقَيَا وَتَصَافَحَا وَتَعَانَقَا ،
أَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِمَا بِوَجْهِهِ ، ثُمَّ بَاهى بِهِمَا
الْمَلَائِكَةَ ، فَيَقُولُ : انْظُرُوا إِلى عَبْدَيَّ تَزَاوَرَا وَتَحَابَّا
فِيَّ ، حَقٌّ عَلَيَّ أَلاَّ أُعَذِّبَهُمَا بِالنَّارِ بَعْدَ هذَا الْمَوْقِفِ ،
فَإِذَا انْصَرَفَ شَيَّعَهُ الْمَلَائِكَةُ عَدَدَ نَفَسِهِ وَخُطَاهُ وَكَلَامِهِ ، يَحْفَظُونَهُ مِنْ بَلَاءِ
الدُّنْيَا وَبَوَائِقِ الْآخِرَةِ إِلى مِثْلِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِنْ قَابِلٍ ،
فَإِنْ مَاتَ فِيمَا بَيْنَهُمَا أُعْفِيَ مِنَ الْحِسَابِ ، وَإِنْ كَانَ
الْمَزُورُ يَعْرِفُ
__________________
مِنْ حَقِّ
الزَّائِرِ مَا عَرَفَهُ الزَّائِرُ مِنْ حَقِّ الْمَزُورِ ، كَانَ لَهُ مِثْلُ
أَجْرِهِ ».
٢١١٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا اعْتَنَقَا
غَمَرَتْهُمَا الرَّحْمَةُ ، فَإِذَا الْتَزَمَا لَايُرِيدَانِ
بِذلِكَ إِلاَّ وَجْهَ اللهِ وَلَا يُرِيدَانِ غَرَضاً مِنْ أَغْرَاضِ الدُّنْيَا
، قِيلَ لَهُمَا : مَغْفُوراً لَكُمَا فَاسْتَأْنِفَا ، فَإِذَا
أَقْبَلَا عَلَى الْمُسَاءَلَةِ ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ :
تَنَحَّوْا عَنْهُمَا ؛ فَإِنَّ لَهُمَا سِرّاً ، وَقَدْ سَتَرَ اللهُ
عَلَيْهِمَا ».
قَالَ إِسْحَاقُ :
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَلَا يُكْتَبُ عَلَيْهِمَا لَفْظُهُمَا ، وَقَدْ
قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( ما يَلْفِظُ مِنْ
قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ؟
قَالَ :
فَتَنَفَّسَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام الصُّعَدَاءَ ، ثُمَّ بَكى حَتَّى اخْضَلَّتْ دُمُوعُهُ لِحْيَتَهُ ،
وَقَالَ : « يَا إِسْحَاقُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِنَّمَا أَمَرَ
الْمَلَائِكَةَ أَنْ تَعْتَزِلَ عَنِ الْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا إِجْلَالاً لَهُمَا ، وَإِنَّهُ
وَإِنْ كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ لَاتَكْتُبُ لَفْظَهُمَا ، وَلَا
تَعْرِفُ كَلَامَهُمَا ؛ فَإِنَّهُ يَعْرِفُهُ وَيَحْفَظُهُ عَلَيْهِمَا عَالِمُ
السِّرِّ وَأَخْفى ».
__________________
٨٠ ـ بَابُ التَّقْبِيلِ
٢١١٥ / ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ
أَحْمَدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ لَكُمْ لَنُوراً تُعْرَفُونَ بِهِ فِي
الدُّنْيَا ، حَتّى أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا لَقِيَ أَخَاهُ ، قَبَّلَهُ فِي مَوْضِعِ
النُّورِ مِنْ جَبْهَتِهِ ».
٢١١٦ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسى :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَا يُقَبَّلُ رَأْسُ أَحَدٍ وَلَا يَدُهُ
إِلاَّ يَدُ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أَوْ مَنْ أُرِيدَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
٢١١٧ / ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ،
عَنْ زَيْدٍ النَّرْسِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَزْيَدٍ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ ،
قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَتَنَاوَلْتُ يَدَهُ ، فَقَبَّلْتُهَا ، فَقَالَ : «
أَمَا إِنَّهَا لَاتَصْلُحُ إِلاَّ لِنَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ ».
٢١١٨ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ
__________________
يُونُسَ بْنِ
يَعْقُوبَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : نَاوِلْنِي يَدَكَ أُقَبِّلْهَا ، فَأَعْطَانِيهَا ،
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، رَأْسَكَ ، فَفَعَلَ ، فَقَبَّلْتُهُ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ
، رِجْلَاكَ ، فَقَالَ : « أَقْسَمْتُ ، أَقْسَمْتُ ،
__________________
أَقْسَمْتُ ـ ثَلَاثاً
ـ وَبَقِيَ شَيْءٌ ، وَبَقِيَ شَيْءٌ ، وَبَقِيَ شَيْءٌ ».
٢١١٩ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ قَبَّلَ لِلرَّحِمِ ذَا قَرَابَةٍ ،
فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ ، وَقُبْلَةُ الْأَخِ عَلَى الْخَدِّ ، وَقُبْلَةُ الْإِمَامِ بَيْنَ
عَيْنَيْهِ ».
٢١٢٠ / ٦. وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ
__________________
أَبِي الصَّبَّاحِ
مَوْلى آلِ سَامٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَيْسَ الْقُبْلَةُ عَلَى الْفَمِ إِلاَّ
لِلزَّوْجَةِ ، أَوِ الْوَلَدِ الصَّغِيرِ ».
٨١ ـ بَابُ تَذَاكُرِ الْإِخْوَانِ
٢١٢١ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ
__________________
أَيُّوبَ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « شِيعَتُنَا الرُّحَمَاءُ بَيْنَهُمُ ،
الَّذِينَ إِذَا خَلَوْا ذَكَرُوا اللهَ ، إِنَّ ذِكْرَنَا مِنْ ذِكْرِ اللهِ ، إِنَّا إِذَا ذُكِرْنَا
ذُكِرَ اللهُ ، وَإِذَا ذُكِرَ عَدُوُّنَا ذُكِرَ الشَّيْطَانُ ».
٢١٢٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « تَزَاوَرُوا ؛ فَإِنَّ فِي زِيَارَتِكُمْ
إِحْيَاءً لِقُلُوبِكُمْ ، وَذِكْراً لِأَحَادِيثِنَا ؛ وَأَحَادِيثُنَا تُعَطِّفُ
بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ ، فَإِنْ أَخَذْتُمْ بِهَا رَشَدْتُمْ وَنَجَوْتُمْ ،
وَإِنْ تَرَكْتُمُوهَا ضَلَلْتُمْ وَهَلَكْتُمْ ، فَخُذُوا بِهَا ، وَأَنَا بِنَجَاتِكُمْ
زَعِيمٌ ».
٢١٢٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ ،
قَالَ :
__________________
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنِّي مَرَرْتُ بِقَاصٍّ يَقُصُّ وَهُوَ
يَقُولُ : هذَا الْمَجْلِسُ الَّذِي لَا يَشْقى بِهِ جَلِيسٌ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، أَخْطَأَتْ أَسْتَاهُهُمُ
الْحُفْرَةَ ؛ إِنَّ لِلّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ سِوَى الْكِرَامِ
الْكَاتِبِينَ ، فَإِذَا مَرُّوا بِقَوْمٍ يَذْكُرُونَ مُحَمَّداً وَآلَ
مُحَمَّدٍ ، قَالُوا : قِفُوا ، فَقَدْ أَصَبْتُمْ حَاجَتَكُمْ ؛ فَيَجْلِسُونَ
، فَيَتَفَقَّهُونَ مَعَهُمْ ، فَإِذَا قَامُوا عَادُوا مَرْضَاهُمْ ،
وَشَهِدُوا جَنَائِزَهُمْ ، وَتَعَاهَدُوا غَائِبَهُمْ ؛ فَذلِكَ الْمَجْلِسُ
الَّذِي لَايَشْقى بِهِ جَلِيسٌ ».
٢١٢٤ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ النَّخَعِيِّ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ فِي
السَّمَاءِ لَيَطَّلِعُونَ إِلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ وَهُمْ
يَذْكُرُونَ فَضْلَ آلِ مُحَمَّدٍ ».
قَالَ : « فَتَقُولُ : أَمَا تَرَوْنَ
إِلى هؤُلَاءِ فِي قِلَّتِهِمْ وَكَثْرَةِ عَدُوِّهِمْ يَصِفُونَ فَضْلَ آلِ
مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ » قَالَ : « فَتَقُولُ الطَّائِفَةُ
الْأُخْرى مِنَ الْمَلَائِكَةِ : ( ذلِكَ فَضْلُ اللهِ
يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ».
٢١٢٥ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ
فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُيَسِّرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « أَتَخْلُونَ وَتَتَحَدَّثُونَ ، وَتَقُولُونَ
مَا شِئْتُمْ؟ » فَقُلْتُ : إِي وَاللهِ ، إِنَّا لَنَخْلُو وَنَتَحَدَّثُ ، وَنَقُولُ مَا شِئْنَا
، فَقَالَ : « أَمَا وَاللهِ ، لَوَدِدْتُ أَنِّي مَعَكُمْ فِي بَعْضِ تِلْكَ
الْمَوَاطِنِ ؛ أَمَا وَاللهِ ، إِنِّي لَأُحِبُّ رِيحَكُمْ وَأَرْوَاحَكُمْ ، وَ إِنَّكُمْ عَلى
__________________
دِينِ اللهِ
وَدِينِ مَلَائِكَتِهِ ، فَأَعِينُوا بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ ».
٢١٢٦ / ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى
جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ
بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
فَصَاعِداً إِلاَّ حَضَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مِثْلُهُمْ ، فَإِنْ دَعَوْا
بِخَيْرٍ ، أَمَّنُوا ؛ وَإِنِ اسْتَعَاذُوا مِنْ شَرٍّ ، دَعَوُا اللهَ
لِيَصْرِفَهُ عَنْهُمْ ؛ وَإِنْ سَأَلُوا حَاجَةً ، تَشَفَّعُوا إِلَى اللهِ
وَسَأَلُوهُ قَضَاءَهَا.
وَمَا اجْتَمَعَ
ثَلَاثَةٌ مِنَ الْجَاحِدِينَ إِلاَّ حَضَرَهُمْ عَشَرَةُ أَضْعَافِهِمْ
مِنَ الشَّيَاطِينِ ، فَإِنْ تَكَلَّمُوا ، تَكَلَّمَ الشَّيْطَانُ بِنَحْوِ
كَلَامِهِمْ ؛ وَإِذَا ضَحِكُوا ، ضَحِكُوا مَعَهُمْ ، وَإِذَا نَالُوا مِنْ
أَوْلِيَاءِ اللهِ ، نَالُوا مَعَهُمْ ، فَمَنِ ابْتُلِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
بِهِمْ ، فَإِذَا خَاضُوا فِي ذلِكَ ، فَلْيَقُمْ ، وَلَا يَكُنْ شِرْكَ شَيْطَانٍ وَلَا
جَلِيسَهُ ؛ فَإِنَّ غَضَبَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَايَقُومُ لَهُ شَيْءٌ ،
__________________
وَلَعْنَتَهُ
لَايَرُدُّهَا شَيْءٌ ».
ثُمَّ قَالَ
صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : « فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ، فَلْيُنْكِرْ بِقَلْبِهِ ،
وَلْيَقُمْ وَلَوْ حَلْبَ شَاةٍ أَوْ فُوَاقَ نَاقَةٍ ».
٢١٢٧ / ٧. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
مَحْفُوظٍ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
الْحَسَنِ عليهالسلام يَقُولُ : « لَيْسَ شَيْءٌ أَنْكى لِإِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ مِنْ
زِيَارَةِ الْإِخْوَانِ فِي اللهِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ ».
قَالَ : « وَإِنَّ
الْمُؤْمِنَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ، فَيَذْكُرَانِ اللهَ ، ثُمَّ يَذْكُرَانِ
فَضْلَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَلَا يَبْقى عَلى وَجْهِ إِبْلِيسَ مُضْغَةُ
__________________
لَحْمٍ إِلاَّ تَخَدَّدُ
، حَتّى أَنَّ رُوحَهُ لَتَسْتَغِيثُ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِنَ الْأَلَمِ ،
فَتَحُسُّ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَخُزَّانُ الْجِنَانِ ،
فَيَلْعَنُونَهُ حَتّى لَايَبْقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ إِلاَّ لَعَنَهُ ، فَيَقَعُ
خَاسِئاً حَسِيراً مَدْحُوراً ».
٨٢ ـ بَابُ إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ
٢١٢٨ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛
وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ سَرَّ مُؤْمِناً فَقَدْ سَرَّنِي وَمَنْ سَرَّنِي فَقَدْ سَرَّ اللهَ
».
__________________
٢١٢٩ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ـ يُكَنّى
أَبَا مُحَمَّدٍ ـ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « تَبَسُّمُ الرَّجُلِ فِي وَجْهِ أَخِيهِ
حَسَنَةٌ ، وَصَرْفُ الْقَذى عَنْهُ حَسَنَةٌ ، وَمَا عُبِدَ اللهُ بِشَيْءٍ أَحَبَّ
إِلَى اللهِ مِنْ إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ ».
٢١٣٠ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ فِيمَا نَاجَى اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ بِهِ عَبْدَهُ مُوسى عليهالسلام قَالَ : إِنَّ لِي عِبَاداً أُبِيحُهُمْ جَنَّتِي ،
وَأُحَكِّمُهُمْ فِيهَا ، قَالَ : يَا رَبِّ ، وَمَنْ هؤُلَاءِ الَّذِينَ
تُبِيحُهُمْ جَنَّتَكَ وَتُحَكِّمُهُمْ فِيهَا؟ قَالَ : مَنْ أَدْخَلَ عَلى
مُؤْمِنٍ سُرُوراً ».
ثُمَّ قَالَ : «
إِنَّ مُؤْمِناً كَانَ فِي مَمْلَكَةِ جَبَّارٍ ، فَوَلَعَ بِهِ ، فَهَرَبَ
مِنْهُ إِلى دَارِ الشِّرْكِ ،
__________________
فَنَزَلَ بِرَجُلٍ
مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ ، فَأَظَلَّهُ وَأَرْفَقَهُ وَأَضَافَهُ ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ
أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي
، لَوْ كَانَ لَكَ فِي جَنَّتِي مَسْكَنٌ لَأَسْكَنْتُكَ فِيهَا ، وَلكِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلى
مَنْ مَاتَ بِي مُشْرِكاً ، وَلكِنْ يَا نَارُ هِيدِيهِ ، وَلَا
تُؤْذِيهِ ، وَيُؤْتى بِرِزْقِهِ طَرَفَيِ النَّهَارِ ».
قُلْتُ : مِنَ
الْجَنَّةِ؟ قَالَ : « مِنْ حَيْثُ شَاءَ اللهُ ».
٢١٣١ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ ، عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِدْخَالُ
السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ».
٢١٣٢ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى دَاوُدَ عليهالسلام : أَنَّ الْعَبْدَ مِنْ عِبَادِي لَيَأْتِينِي بِالْحَسَنَةِ ،
فَأُبِيحُهُ جَنَّتِي ، فَقَالَ دَاوُدُ : يَا رَبِّ ، وَمَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ؟ قَالَ
: يُدْخِلُ عَلى عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ سُرُوراً وَلَوْ بِتَمْرَةٍ ،
قَالَ دَاوُدُ : يَا رَبِّ ، حَقٌّ لِمَنْ عَرَفَكَ أَنْ لَايَقْطَعَ رَجَاءَهُ مِنْكَ ».
٢١٣٣ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ
عُمَرَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَا يَرى أَحَدُكُمْ إِذَا أَدْخَلَ عَلى مُؤْمِنٍ
سُرُوراً أَنَّهُ عَلَيْهِ أَدْخَلَهُ فَقَطْ ، بَلْ وَاللهِ عَلَيْنَا ، بَلْ وَاللهِ عَلى
رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
٢١٣٤ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي
عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ أَحَبَّ
الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى
الْمُؤْمِنِ : شَبْعَةُ مُسْلِمٍ ، أَوْ قَضَاءُ دَيْنِهِ ».
٢١٣٥ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ : « إِذَا بَعَثَ اللهُ الْمُؤْمِنَ
مِنْ قَبْرِهِ ، خَرَجَ مَعَهُ مِثَالٌ يَقْدُمُ أَمَامَهُ ،
كُلَّمَا رَأَى الْمُؤْمِنُ هَوْلاً مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَ
لَهُ الْمِثَالُ :
__________________
لَا تَفْزَعْ وَلَا تَحْزَنْ ،
وَأَبْشِرْ بِالسُّرُورِ وَالْكَرَامَةِ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ حَتّى يَقِفَ بَيْنَ يَدَيِ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيُحَاسِبُهُ حِسَاباً يَسِيراً ، وَيَأْمُرُ بِهِ إِلَى
الْجَنَّةِ ، وَالْمِثَالُ أَمَامَهُ ، فَيَقُولُ لَهُ الْمُؤْمِنُ : يَرْحَمُكَ اللهُ نِعْمَ
الْخَارِجُ خَرَجْتَ مَعِي مِنْ قَبْرِي ، وَمَا زِلْتَ تُبَشِّرُنِي بِالسُّرُورِ
وَالْكَرَامَةِ مِنَ اللهِ حَتّى رَأَيْتُ ذلِكَ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ؟
فَيَقُولُ : أَنَا السُّرُورُ الَّذِي كُنْتَ أَدْخَلْتَهُ عَلى أَخِيكَ
الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا ، خَلَقَنِي اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْهُ
لِأُبَشِّرَكَ ».
٢١٣٦ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ،
عَنِ السَّيَّارِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، قَالَ :
كَانَ النَّجَاشِيُّ
ـ وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الدَّهَاقِينِ ـ عَامِلاً عَلَى الْأَهْوَازِ وَفَارِسَ ، فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ
عَمَلِهِ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ فِي
__________________
دِيوَانِ النَّجَاشِيِّ
عَلَيَّ خَرَاجاً وَهُوَ مُؤْمِنٌ يَدِينُ بِطَاعَتِكَ ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَكْتُبَ لِي إِلَيْهِ
كِتَاباً.
قَالَ : فَكَتَبَ
إِلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، سُرَّ أَخَاكَ ؛
يَسُرَّكَ اللهُ ».
قَالَ : فَلَمَّا
وَرَدَ الْكِتَابُ عَلَيْهِ ، دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ ، فَلَمَّا خَلَا نَاوَلَهُ
الْكِتَابَ ، وَقَالَ : هذَا كِتَابُ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقَبَّلَهُ ، وَوَضَعَهُ عَلى عَيْنَيْهِ ، وَقَالَ لَهُ : مَا حَاجَتُكَ؟
قَالَ : خَرَاجٌ عَلَيَّ فِي دِيوَانِكَ ، فَقَالَ لَهُ : وَ كَمْ هُوَ؟ قَالَ
: عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ ، فَدَعَا كَاتِبَهُ ، وَأَمَرَهُ بِأَدَائِهَا
عَنْهُ ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْهَا ، وَأَمَرَ أَنْ يُثْبِتَهَا لَهُ لِقَابِلٍ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : سَرَرْتُكَ؟
فَقَالَ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِمَرْكَبٍ وَجَارِيَةٍ
وَغُلَامٍ ،
__________________
وَأَمَرَ لَهُ
بِتَخْتِ ثِيَابٍ ، فِي كُلِّ ذلِكَ يَقُولُ لَهُ : هَلْ
سَرَرْتُكَ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَكُلَّمَا قَالَ : نَعَمْ ،
زَادَهُ حَتّى فَرَغَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : احْمِلْ فُرُشَ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي
كُنْتَ جَالِساً فِيهِ حِينَ دَفَعْتَ إِلَيَّ كِتَابَ مَوْلَايَ الَّذِي
نَاوَلْتَنِي فِيهِ ، وَارْفَعْ إِلَيَّ حَوَائِجَكَ.
قَالَ : فَفَعَلَ
، وَخَرَجَ الرَّجُلُ ، فَصَارَ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام بَعْدَ ذلِكَ ، فَحَدَّثَهُ بِالْحَدِيثِ
عَلى جِهَتِهِ ، فَجَعَلَ يُسَرُّ بِمَا فَعَلَ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا
ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، كَأَنَّهُ قَدْ سَرَّكَ مَا فَعَلَ بِي؟
فَقَالَ : « إِي
وَاللهِ ، لَقَدْ سَرَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ».
٢١٣٧ / ١٠. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ
، عَنْ عَمَّارٍ أَبِي الْيَقْظَانِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ :
__________________
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ ، فَقَالَ : « حَقُّ
الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ مِنْ ذلِكَ ، لَوْ حَدَّثْتُكُمْ
لَكَفَرْتُمْ ؛ إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ ، خَرَجَ
مَعَهُ مِثَالٌ مِنْ قَبْرِهِ يَقُولُ لَهُ : أَبْشِرْ بِالْكَرَامَةِ مِنَ اللهِ
وَالسُّرُورِ ، فَيَقُولُ لَهُ : بَشَّرَكَ اللهُ بِخَيْرٍ ».
قَالَ : « ثُمَّ
يَمْضِي مَعَهُ يُبَشِّرُهُ بِمِثْلِ مَا قَالَ ، وَإِذَا مَرَّ بِهَوْلٍ ، قَالَ : لَيْسَ
هذَا لَكَ ، وَإِذَا مَرَّ بِخَيْرٍ ، قَالَ : هذَا لَكَ ، فَلَا يَزَالُ مَعَهُ ،
يُؤْمِنُهُ مِمَّا يَخَافُ ، وَيُبَشِّرُهُ بِمَا يُحِبُّ حَتّى
يَقِفَ مَعَهُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِذَا أَمَرَ بِهِ إِلَى
الْجَنَّةِ ، قَالَ لَهُ الْمِثَالُ : أَبْشِرْ ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ
عَزَّ وَجَلَّ ـ قَدْ أَمَرَ بِكَ إِلَى الْجَنَّةِ ».
قَالَ : « فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ
رَحِمَكَ اللهُ ، تُبَشِّرُنِي مِنْ حِينِ خَرَجْتُ مِنْ قَبْرِي ،
وَآنَسْتَنِي فِي طَرِيقِي ، وَخَبَّرْتَنِي عَنْ رَبِّي؟ ».
قَالَ : «
فَيَقُولُ : أَنَا السُّرُورُ الَّذِي كُنْتَ تُدْخِلُهُ عَلى إِخْوَانِكَ فِي
الدُّنْيَا ، خُلِقْتُ مِنْهُ لِأُبَشِّرَكَ ، وَأُونِسَ وَحْشَتَكَ ».
مُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، مِثْلَهُ.
٢١٣٨ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ
__________________
عَطِيَّةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى
الْمُؤْمِنِ : تَطْرُدُ عَنْهُ جَوْعَتَهُ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ
كُرْبَتَهُ ».
٢١٣٩ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَدْخَلَ عَلى مُؤْمِنٍ سُرُوراً ،
خَلَقَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ ذلِكَ السُّرُورِ خَلْقاً ، فَيَلْقَاهُ عِنْدَ مَوْتِهِ ،
فَيَقُولُ لَهُ : أَبْشِرْ يَا وَلِيَّ اللهِ بِكَرَامَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ ، ثُمَّ
لَايَزَالُ مَعَهُ حَتّى يَدْخُلَهُ قَبْرَهُ ، فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذلِكَ ، فَإِذَا بُعِثَ يَلْقَاهُ
، فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذلِكَ ، ثُمَّ لَايَزَالُ مَعَهُ عِنْدَ كُلِّ
هَوْلٍ ، يُبَشِّرُهُ ، وَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذلِكَ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَنْ أَنْتَ
رَحِمَكَ اللهُ؟ فَيَقُولُ : أَنَا السُّرُورُ الَّذِي أَدْخَلْتَهُ عَلى فُلَانٍ ».
٢١٤٠ / ١٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ
__________________
عَبْدِ اللهِ بْنِ
سِنَانٍ ، قَالَ :
كَانَ رَجُلٌ عِنْدَ
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقَرَأَ هذِهِ الْآيَةَ : ( وَ
الَّذِينَ يُؤْذُونَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا
بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) قَالَ : فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « فَمَا ثَوَابُ مَنْ أَدْخَلَ عَلَيْهِ السُّرُورَ؟ » فَقُلْتُ : جُعِلْتُ
فِدَاكَ ، عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، قَالَ : « إِي وَاللهِ ، وَأَلْفُ أَلْفِ حَسَنَةٍ ».
٢١٤١ / ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيى ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ
الْعَلَاءِ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَدْخَلَ السُّرُورَ عَلى مُؤْمِنٍ ، فَقَدْ
أَدْخَلَهُ عَلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ وَمَنْ أَدْخَلَهُ عَلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَدْ وَصَلَ ذلِكَ إِلَى اللهِ ، وَكَذلِكَ مَنْ أَدْخَلَ عَلَيْهِ كَرْباً ».
__________________
٢١٤٢ / ١٥. عَنْهُ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَيُّمَا مُسْلِمٍ لَقِيَ مُسْلِماً فَسَرَّهُ
، سَرَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».
٢١٤٣ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مِنْ أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ : إِشْبَاعُ جَوْعَتِهِ ، أَوْ تَنْفِيسُ
كُرْبَتِهِ ، أَوْ قَضَاءُ دَيْنِهِ ».
٨٣ ـ بَابُ قَضَاءِ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ
٢١٤٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ كَرْدَمٍ ، عَنِ
الْمُفَضَّلِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « يَا مُفَضَّلُ ، اسْمَعْ مَا أَقُولُ لَكَ
، وَاعْلَمْ أَنَّهُ
__________________
الْحَقُّ ،
وَافْعَلْهُ ، وَأَخْبِرْ بِهِ عِلْيَةَ إِخْوَانِكَ ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ
فِدَاكَ ، وَمَا عِلْيَةُ إِخْوَانِي؟
قَالَ : «
الرَّاغِبُونَ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِ إِخْوَانِهِمْ ».
قَالَ : ثُمَّ
قَالَ : « وَمَنْ قَضى لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ حَاجَةً ، قَضَى اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِائَةَ أَلْفِ حَاجَةٍ مِنْ ذلِكَ أَوَّلُهَا
الْجَنَّةُ ، وَمِنْ ذلِكَ أَنْ يُدْخِلَ قَرَابَتَهُ وَمَعَارِفَهُ وَإِخْوَانَهُ
الْجَنَّةَ بَعْدَ أَنْ لَايَكُونُوا نُصَّاباً ».
وَكَانَ الْمُفَضَّلُ
إِذَا سَأَلَ الْحَاجَةَ أَخاً مِنْ إِخْوَانِهِ ، قَالَ لَهُ : أَمَا تَشْتَهِي
أَنْ تَكُونَ مِنْ عِلْيَةِ الْإِخْوَانِ؟
٢١٤٥ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ
__________________
عُمَرَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَ خَلْقاً
مِنْ خَلْقِهِ ، انْتَجَبَهُمْ لِقَضَاءِ حَوَائِجِ فُقَرَاءِ شِيعَتِنَا
لِيُثِيبَهُمْ عَلى ذلِكَ الْجَنَّةَ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ
، فَكُنْ ». ثُمَّ قَالَ : « لَنَا وَاللهِ رَبٌّ نَعْبُدُهُ ، لَا نُشْرِكُ بِهِ
شَيْئاً ».
٢١٤٦ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ
أَيْمَنَ ، عَنْ صَدَقَةَ الْأَحْدَبِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَضَاءُ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ
عِتْقِ أَلْفِ رَقَبَةٍ ، وَخَيْرٌ مِنْ حُمْلَانِ أَلْفِ فَرَسٍ فِي
سَبِيلِ اللهِ ».
عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، مِثْلَ
الْحَدِيثَيْنِ.
٢١٤٧ / ٤. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ صَنْدَلٍ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « لَقَضَاءُ حَاجَةِ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ أَحَبُّ إِلَى
اللهِ مِنْ عِشْرِينَ حَجَّةً ،
__________________
كُلُّ حَجَّةٍ
يُنْفِقُ فِيهَا صَاحِبُهَا مِائَةَ أَلْفٍ ».
٢١٤٨ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، الْمُؤْمِنُ رَحْمَةٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ؟ قَالَ : «
نَعَمْ » قُلْتُ : وَكَيْفَ ذَاكَ ؟ قَالَ : « أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَتى أَخَاهُ فِي حَاجَةٍ ،
فَإِنَّمَا ذلِكَ رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ سَاقَهَا إِلَيْهِ ، وَسَبَّبَهَا لَهُ ، فَإِنْ
قَضى حَاجَتَهُ ، كَانَ قَدْ قَبِلَ الرَّحْمَةَ بِقَبُولِهَا ؛ وَإِنْ رَدَّهُ
عَنْ حَاجَتِهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلى قَضَائِهَا ، فَإِنَّمَا رَدَّ عَنْ نَفْسِهِ
رَحْمَةً مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ سَاقَهَا إِلَيْهِ ، وَسَبَّبَهَا
لَهُ ، وَذَخَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ تِلْكَ الرَّحْمَةَ إِلى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ حَتّى يَكُونَ الْمَرْدُودُ عَنْ حَاجَتِهِ هُوَ الْحَاكِمَ فِيهَا ،
إِنْ شَاءَ صَرَفَهَا إِلى نَفْسِهِ ، وَإِنْ شَاءَ صَرَفَهَا إِلى غَيْرِهِ.
يَا إِسْمَاعِيلُ
، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَهُوَ الْحَاكِمُ فِي رَحْمَةٍ
مِنَ اللهِ قَدْ شُرِعَتْ لَهُ ، فَإِلى مَنْ تَرى يَصْرِفُهَا؟ »
قُلْتُ : لَا أَظُنُّ يَصْرِفُهَا عَنْ نَفْسِهِ ، قَالَ : « لَا تَظُنَّ ،
وَلكِنِ اسْتَيْقِنْ ؛ فَإِنَّهُ لَنْ يَرُدَّهَا عَنْ نَفْسِهِ.
يَا إِسْمَاعِيلُ
، مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ فِي حَاجَةٍ يَقْدِرُ عَلى قَضَائِهَا ، فَلَمْ يَقْضِهَا
لَهُ ، سَلَّطَ
__________________
اللهُ عَلَيْهِ
شُجَاعاً يَنْهَشُ إِبْهَامَهُ فِي قَبْرِهِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ،
مَغْفُوراً لَهُ أَوْ مُعَذَّباً ».
٢١٤٩ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعاً ، كَتَبَ
اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ حَسَنَةٍ ، وَمَحَا عَنْهُ سِتَّةَ آلَافِ سَيِّئَةٍ ،
وَرَفَعَ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ دَرَجَةٍ ».
قَالَ : وَزَادَ فِيهِ
إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ : « وَقَضى لَهُ سِتَّةَ آلَافِ حَاجَةٍ » قَالَ : ثُمَّ قَالَ : «
وَقَضَاءُ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ أَفْضَلُ مِنْ طَوَافٍ وَطَوَافٍ » ، حَتّى عَدَّ
عَشْراً.
__________________
٢١٥٠ / ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
إِسْحَاقَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا قَضى مُسْلِمٌ لِمُسْلِمٍ حَاجَةً إِلاَّ نَادَاهُ
اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : عَلَيَّ ثَوَابُكَ ، وَلَا أَرْضى لَكَ بِدُونِ
الْجَنَّةِ ».
٢١٥١ / ٨. عَنْهُ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « مَنْ طَافَ بِهذَا الْبَيْتِ طَوَافاً
وَاحِداً ، كَتَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ حَسَنَةٍ ،
وَمَحَا عَنْهُ سِتَّةَ آلَافِ سَيِّئَةٍ ، وَرَفَعَ لَهُ سِتَّةَ
آلَافِ دَرَجَةٍ ، حَتّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الْمُلْتَزَمِ ، فَتَحَ لَهُ سَبْعَةَ
أَبْوَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ».
قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ
فِدَاكَ ، هذَا الْفَضْلُ كُلُّهُ فِي الطَّوَافِ؟
قَالَ : « نَعَمْ
، وَأُخْبِرُكَ بِأَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ ، قَضَاءُ حَاجَةِ
__________________
الْمُسْلِمِ أَفْضَلُ مِنْ
طَوَافٍ وَطَوَافٍ وَطَوَافٍ » ، حَتّى بَلَغَ عَشْراً.
٢١٥٢ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْخَارَفِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ مَشى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ
يَطْلُبُ بِذلِكَ مَا عِنْدَ اللهِ حَتّى تُقْضى لَهُ ، كَتَبَ
اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ بِذلِكَ مِثْلَ أَجْرِ حَجَّةٍ
وَعُمْرَةٍ مَبْرُورَتَيْنِ ، وَصَوْمِ شَهْرَيْنِ مِنْ أَشْهُرِ الْحُرُمِ
وَاعْتِكَافِهِمَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ؛ وَمَنْ مَشى فِيهَا بِنِيَّةٍ
وَلَمْ تُقْضَ ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِذلِكَ مِثْلَ حَجَّةٍ
مَبْرُورَةٍ ؛ فَارْغَبُوا فِي الْخَيْرِ ».
__________________
٢١٥٣ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « تَنَافَسُوا فِي الْمَعْرُوفِ لِإِخْوَانِكُمْ ، وَكُونُوا مِنْ
أَهْلِهِ ؛ فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ : الْمَعْرُوفُ ،
لَايَدْخُلُهُ إِلاَّ مَنِ اصْطَنَعَ الْمَعْرُوفَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ؛
فَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَمْشِي فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ ،
فَيُوَكِّلُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ مَلَكَيْنِ : وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ ،
وَآخَرَ عَنْ شِمَالِهِ يَسْتَغْفِرَانِ لَهُ رَبَّهُ ، وَ يَدْعُوَانِ بِقَضَاءِ
حَاجَتِهِ ».
ثُمَّ قَالَ : «
وَاللهِ ، لَرَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَسَرُّ بِقَضَاءِ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ إِذَا وَصَلَتْ
إِلَيْهِ مِنْ صَاحِبِ الْحَاجَةِ ».
٢١٥٤ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ بَعْضِ
أَصْحَابِهِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « وَاللهِ ، لَأَنْ أَحُجَّ حَجَّةً ، أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ رَقَبَةً وَرَقَبَةً وَرَقَبَةً وَمِثْلَهَا
وَمِثْلَهَا ـ حَتّى بَلَغَ عَشْراً ـ وَمِثْلَهَا
__________________
وَمِثْلَهَا ـ حَتّى بَلَغَ
السَّبْعِينَ ـ وَلَأَنْ أَعُولَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَسُدُّ
جَوْعَتَهُمْ ، وَأَكْسُو عَوْرَتَهُمْ ، فَأَكُفُّ وُجُوهَهُمْ عَنِ
النَّاسِ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحُجَّ حَجَّةً وَحَجَّةً وَحَجَّةً
وَمِثْلَهَا وَمِثْلَهَا ـ حَتّى بَلَغَ عَشْراً ـ وَمِثْلَهَا وَمِثْلَهَا ـ حَتّى
بَلَغَ السَّبْعِينَ ».
٢١٥٥ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ صَاحِبِ الشَّعِيرِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
قَيْسٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى مُوسى عليهالسلام : أَنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالْحَسَنَةِ ، فَأُحَكِّمُهُ فِي
الْجَنَّةِ ، فَقَالَ مُوسى : يَا رَبِّ ، وَمَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ قَالَ : يَمْشِي
مَعَ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ فِي قَضَاءِ حَاجَتِهِ ، قُضِيَتْ أَوْ لَمْ تُقْضَ ».
٢١٥٦ / ١٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ،
__________________
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
جَعْفَرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
الْحَسَنِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فِي حَاجَةٍ
، فَإِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ سَاقَهَا إِلَيْهِ
، فَإِنْ قَبِلَ ذلِكَ ، فَقَدْ وَصَلَهُ بِوَلَايَتِنَا وَهُوَ مَوْصُولٌ بِوَلَايَةِ
اللهِ ؛ وَإِنْ رَدَّهُ عَنْ حَاجَتِهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلى قَضَائِهَا ، سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِ
شُجَاعاً مِنْ نَارٍ يَنْهَشُهُ فِي قَبْرِهِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، مَغْفُوراً لَهُ
أَوْ مُعَذَّباً ، فَإِنْ عَذَرَهُ الطَّالِبُ كَانَ أَسْوَأَ حَالاً ».
٢١٥٧ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَتَرِدُ عَلَيْهِ
الْحَاجَةُ لِأَخِيهِ ، فَلَا تَكُونُ عِنْدَهُ ، فَيَهْتَمُّ بِهَا قَلْبُهُ ،
فَيُدْخِلُهُ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ بِهَمِّهِ الْجَنَّةَ ».
__________________
٨٤ ـ بَابُ السَّعْيِ فِي حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ
٢١٥٨ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « مَشْيُ الرَّجُلِ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ
الْمُؤْمِنِ يُكْتَبُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ ، وَيُمْحِي عَنْهُ عَشْرَ
سَيِّئَاتٍ ، وَيَرْفَعُ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ ». قَالَ : وَلَا أَعْلَمُهُ إِلاَّ
قَالَ : « وَيَعْدِلُ عَشْرَ رِقَابٍ ، وَأَفْضَلُ مِنِ اعْتِكَافِ شَهْرٍ فِي
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ».
٢١٥٩ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَمَّرِ
بْنِ خَلاَّدٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
الْحَسَنِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ لِلّهِ عِبَاداً فِي الْأَرْضِ
يَسْعَوْنَ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ ، هُمُ الْآمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛
وَمَنْ أَدْخَلَ عَلى مُؤْمِنٍ سُرُوراً ، فَرَّحَ اللهُ قَلْبَهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».
٢١٦٠ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ عُثْمَانَ
بْنِ عِيسى ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
__________________
الْحَذَّاءِ ،
قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « مَنْ مَشى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ، أَظَلَّهُ
اللهُ بِخَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ ، وَلَمْ يَرْفَعْ قَدَماً إِلاَّ كَتَبَ
اللهُ لَهُ حَسَنَةً ، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً ،
وَيَرْفَعُ لَهُ بِهَا دَرَجَةً ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ ،
كَتَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ بِهَا أَجْرَ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ ».
٢١٦١ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، عَنْ صَدَقَةَ ـ رَجُلٍ مِنْ
أَهْلِ حُلْوَانَ ـ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَأَنْ أَمْشِيَ فِي حَاجَةِ أَخٍ لِي
مُسْلِمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ
__________________
أُعْتِقَ أَلْفَ
نَسَمَةٍ ، وَأَحْمِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَلى أَلْفِ فَرَسٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ ».
٢١٦٢ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمْشِي لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ فِي حَاجَةٍ
إِلاَّ كَتَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةً ، وَحَطَّ
عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً ، وَزِيدَ بَعْدَ ذلِكَ
عَشْرَ حَسَنَاتٍ ، وَشُفِّعَ فِي عَشْرِ حَاجَاتٍ ».
٢١٦٣ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ سَعى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ
طَلَبَ وَجْهِ اللهِ ، كَتَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ
حَسَنَةٍ يَغْفِرُ فِيهَا لِأَقَارِبِهِ وَجِيرَانِهِ وَإِخْوَانِهِ
__________________
وَمَعَارِفِهِ ؛ وَمَنْ صَنَعَ
إِلَيْهِ مَعْرُوفاً فِي الدُّنْيَا ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، قِيلَ
لَهُ : ادْخُلِ النَّارَ ، فَمَنْ وَجَدْتَهُ فِيهَا صَنَعَ إِلَيْكَ مَعْرُوفاً
فِي الدُّنْيَا ، فَأَخْرِجْهُ بِإِذْنِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلاَّ أَنْ
يَكُونَ نَاصِباً ».
٢١٦٤ / ٧. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ سَعى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ، فَاجْتَهَدَ فِيهَا ،
فَأَجْرَى اللهُ عَلى يَدَيْهِ قَضَاءَهَا ، كَتَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ حَجَّةً
وَعُمْرَةً وَاعْتِكَافَ شَهْرَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَصِيَامَهُمَا ،
وَإِنِ اجْتَهَدَ فِيهَا وَلَمْ يُجْرِ اللهُ قَضَاءَهَا عَلى يَدَيْهِ ، كَتَبَ اللهُ ـ
عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ حَجَّةً وَعُمْرَةً ».
٢١٦٥ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَفى بِالْمَرْءِ اعْتِمَاداً عَلى أَخِيهِ أَنْ يُنْزِلَ
بِهِ
__________________
حَاجَتَهُ ».
٢١٦٦ / ٩. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ
أَصْحَابِنَا ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَ :
كُنْتُ جَالِساً
مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ـ يُقَالُ
لَهُ : مَيْمُونٌ ـ فَشَكَا إِلَيْهِ تَعَذُّرَ الْكِرَاءِ عَلَيْهِ ،
فَقَالَ لِي : « قُمْ ، فَأَعِنْ أَخَاكَ » فَقُمْتُ مَعَهُ ، فَيَسَّرَ
اللهُ كِرَاهُ ، فَرَجَعْتُ إِلى مَجْلِسِي ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا صَنَعْتَ فِي حَاجَةِ أَخِيكَ؟ » فَقُلْتُ : قَضَاهَا اللهُ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، فَقَالَ : «
أَمَا إِنَّكَ أَنْ تُعِينَ أَخَاكَ الْمُسْلِمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَوَافِ
أُسْبُوعٍ بِالْبَيْتِ مُبْتَدِئاً ».
ثُمَّ قَالَ : «
إِنَّ رَجُلاً أَتَى الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهماالسلام ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، أَعِنِّي عَلى قَضَاءِ
حَاجَةٍ ، فَانْتَعَلَ وَقَامَ مَعَهُ ، فَمَرَّ عَلَى الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ
اللهِ عَلَيْهِ ـ وَهُوَ قَائِمٌ
__________________
يُصَلِّي ـ فَقَالَ
لَهُ : أَيْنَ كُنْتَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام تَسْتَعِينُهُ عَلى حَاجَتِكَ؟ قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ
بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، فَذُكِرَ أَنَّهُ مُعْتَكِفٌ ، فَقَالَ لَهُ : أَمَا إِنَّهُ
لَوْ أَعَانَكَ كَانَ خَيْراً لَهُ مِنِ اعْتِكَافِهِ شَهْراً ».
٢١٦٧ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : الْخَلْقُ عِيَالِي ،
فَأَحَبُّهُمْ إِلَيَّ أَلْطَفُهُمْ بِهِمْ ، وَأَسْعَاهُمْ فِي
حَوَائِجِهِمْ ».
٢١٦٨ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبِي
عُمَارَةَ ، قَالَ :
__________________
كَانَ حَمَّادُ
بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ إِذَا لَقِيَنِي ، قَالَ : كَرِّرْ عَلَيَّ حَدِيثَكَ ؛ فَأُحَدِّثَهُ
، قُلْتُ : رُوِّينَا أَنَّ عَابِدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا بَلَغَ الْغَايَةَ
فِي الْعِبَادَةِ ، صَارَ مَشَّاءً فِي حَوَائِجِ النَّاسِ ، عَانِياً بِمَا
يُصْلِحُهُمْ.
٨٥ ـ بَابُ تَفْرِيجِ كَرْبِ الْمُؤْمِنِ
٢١٦٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ أَغَاثَ أَخَاهُ
الْمُؤْمِنَ اللهْفَانَ اللهْثَانَ عِنْدَ جَهْدِهِ ، فَنَفَّسَ
__________________
كُرْبَتَهُ ، وَأَعَانَهُ عَلى نَجَاحِ حَاجَتِهِ ،
كَتَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ بِذلِكَ ثِنْتَيْنِ
وَسَبْعِينَ رَحْمَةً مِنَ اللهِ ، يُعَجِّلُ لَهُ مِنْهَا وَاحِدَةً يُصْلِحُ بِهَا
أَمْرَ مَعِيشَتِهِ ، وَيَدَّخِرُ لَهُ إِحْدى وَسَبْعِينَ رَحْمَةً لِأَفْزَاعِ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ وَأَهْوَالِهِ ».
٢١٧٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ أَعَانَ مُؤْمِناً ، نَفَّسَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَنْهُ
ثَلَاثاً وَسَبْعِينَ كُرْبَةً : وَاحِدَةً فِي الدُّنْيَا وَثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ
كُرْبَةً عِنْدَ كُرَبِهِ الْعُظْمى ». قَالَ : « حَيْثُ يَتَشَاغَلُ النَّاسُ
بِأَنْفُسِهِمْ ».
__________________
٢١٧١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ ، عَنْ مِسْمَعٍ أَبِي سَيَّارٍ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً ، نَفَّسَ اللهُ
عَنْهُ كُرَبَ الْآخِرَةِ ، وَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ ثَلِجُ الْفُؤَادِ ؛
وَمَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ ، أَطْعَمَهُ اللهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ؛
وَمَنْ سَقَاهُ شَرْبَةً ، سَقَاهُ اللهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ ».
٢١٧٢ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ :
عَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ ، فَرَّجَ اللهُ عَنْ قَلْبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».
٢١٧٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ ذَرِيحٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « أَيُّمَا مُؤْمِنٍ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ
كُرْبَةً ـ وَهُوَ مُعْسِرٌ ـ
__________________
يَسَّرَ اللهُ
لَهُ حَوَائِجَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ».
قَالَ : « وَمَنْ
سَتَرَ عَلى مُؤْمِنٍ عَوْرَةً يَخَافُهَا ، سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ سَبْعِينَ
عَوْرَةً مِنْ عَوْرَاتِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ».
قَالَ : « وَاللهُ
فِي عَوْنِ الْمُؤْمِنِ مَا كَانَ الْمُؤْمِنُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ؛ فَانْتَفِعُوا
بِالْعِظَةِ ، وَارْغَبُوا فِي الْخَيْرِ ».
٨٦ ـ بَابُ إِطْعَامِ الْمُؤْمِنِ
٢١٧٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَشْبَعَ مُؤْمِناً ، وَجَبَتْ لَهُ
الْجَنَّةُ ؛ وَمَنْ أَشْبَعَ كَافِراً ، كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ يَمْلَأَ
جَوْفَهُ مِنَ الزَّقُّومِ ، مُؤْمِناً كَانَ أَوْ كَافِراً ».
٢١٧٥ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ
بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَأَنْ أُطْعِمَ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ
__________________
أُطْعِمَ أُفُقاً
مِنَ النَّاسِ ». قُلْتُ : وَمَا الْأُفُقُ؟ قَالَ : « مِائَةُ أَلْفٍ
أَوْ يَزِيدُونَ ».
٢١٧٦ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ أَطْعَمَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، أَطْعَمَهُ اللهُ
مِنْ ثَلَاثِ جِنَانٍ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ : الْفِرْدَوْسِ ،
وَجَنَّةِ عَدْنٍ ، وَطُوبى ، وَ شَجَرَةٍ تَخْرُجُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ غَرَسَهَا
__________________
رَبُّنَا بِيَدِهِ ».
٢١٧٧ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ رَجُلٍ يُدْخِلُ بَيْتَهُ
مُؤْمِنَيْنِ ، فَيُطْعِمُهُمَا شِبَعَهُمَا ، إِلاَّ كَانَ ذلِكَ أَفْضَلَ مِنْ
عِتْقِ نَسَمَةٍ ».
٢١٧٨ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مِنْ جُوعٍ ، أَطْعَمَهُ
اللهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ؛ وَمَنْ سَقى مُؤْمِناً مِنْ ظَمَاً ، سَقَاهُ
اللهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ ».
__________________
٢١٧٩ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ
الْقَدَّاحِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً حَتّى يُشْبِعَهُ ،
لَمْ يَدْرِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ مَا لَهُ مِنَ الْأَجْرِ فِي الْآخِرَةِ ،
لَامَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، إِلاَّ اللهُ رَبُّ
الْعَالَمِينَ ».
ثُمَّ قَالَ : «
مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ إِطْعَامُ الْمُسْلِمِ السَّغْبَانِ ». ثُمَّ تَلَا
قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَوْ إِطْعامٌ فِي
يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ )
٢١٨٠ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ عليهالسلام : مَنْ سَقى مُؤْمِناً شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ مِنْ حَيْثُ يَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ ،
أَعْطَاهُ اللهُ بِكُلِّ
__________________
شَرْبَةٍ سَبْعِينَ أَلْفَ
حَسَنَةٍ ، وَإِنْ سَقَاهُ مِنْ حَيْثُ لَايَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ ، فَكَأَنَّمَا
أَعْتَقَ عَشْرَ رِقَابٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ ».
٢١٨١ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ
الصَّحَّافِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَتُحِبُّ إِخْوَانَكَ يَا حُسَيْنُ؟ » قُلْتُ :
نَعَمْ ، قَالَ : « تَنْفَعُ فُقَرَاءَهُمْ؟ ». قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « أَمَا
إِنَّهُ يَحِقُّ عَلَيْكَ أَنْ تُحِبَّ مَنْ يُحِبُّ اللهُ ، أَمَا وَاللهِ ، لَا تَنْفَعُ
مِنْهُمْ أَحَداً حَتّى تُحِبَّهُ ، أَتَدْعُوهُمْ إِلى مَنْزِلِكَ؟ » قُلْتُ :
نَعَمْ ، مَا آكُلُ إِلاَّ وَمَعِيَ مِنْهُمُ الرَّجُلَانِ
وَالثَّلَاثَةُ وَالْأَقَلُّ وَالْأَكْثَرُ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَمَا إِنَّ فَضْلَهُمْ عَلَيْكَ أَعْظَمُ مِنْ فَضْلِكَ عَلَيْهِمْ ».
فَقُلْتُ :
جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أُطْعِمُهُمْ طَعَامِي ، وَأُوطِئُهُمْ رَحْلِي ،
وَيَكُونُ فَضْلُهُمْ عَلَيَّ أَعْظَمَ ؟
قَالَ : « نَعَمْ
، إِنَّهُمْ إِذَا دَخَلُوا مَنْزِلَكَ ، دَخَلُوا بِمَغْفِرَتِكَ وَمَغْفِرَةِ
عِيَالِكَ ؛ وَإِذَا خَرَجُوا
__________________
مِنْ مَنْزِلِكَ ،
خَرَجُوا بِذُنُوبِكَ وَذُنُوبِ عِيَالِكَ ».
٢١٨٢ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْوَابِشِيِّ ، قَالَ :
ذُكِرَ
أَصْحَابُنَا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقُلْتُ : مَا أَتَغَدّى وَلَا أَتَعَشّى إِلاَّ
وَمَعِيَ مِنْهُمُ الِاثْنَانِ وَالثَّلَاثَةُ وَأَقَلُّ وَأَكْثَرُ ، فَقَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « فَضْلُهُمْ عَلَيْكَ أَعْظَمُ مِنْ فَضْلِكَ
عَلَيْهِمْ ».
فَقُلْتُ :
جُعِلْتُ فِدَاكَ ، كَيْفَ وَأَنَا أُطْعِمُهُمْ طَعَامِي ، وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمْ
مِنْ مَالِي ، وَأُخْدِمُهُمْ عِيَالِي ؟!
فَقَالَ : «
إِنَّهُمْ إِذَا دَخَلُوا عَلَيْكَ ، دَخَلُوا بِرِزْقٍ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ كَثِيرٍ
؛ وَإِذَا خَرَجُوا ، خَرَجُوا بِالْمَغْفِرَةِ لَكَ ».
٢١٨٣ / ١٠. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ مُقَرِّنٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الْوَصَّافِيِّ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « لَأَنْ أُطْعِمَ رَجُلاً مُسْلِماً أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أُفُقاً مِنَ النَّاسِ ».
قُلْتُ : وَكَمِ
الْأُفُقُ؟ فَقَالَ : « عَشَرَةُ آلَافٍ ».
٢١٨٤ / ١١. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ
رِبْعِيٍّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ فِي اللهِ ، كَانَ لَهُ مِنَ
الْأَجْرِ مِثْلُ مَنْ أَطْعَمَ فِئَاماً مِنَ النَّاسِ ». قُلْتُ : وَمَا الْفِئَامُ ؟ قَالَ : «
مِائَةُ أَلْفٍ مِنَ النَّاسِ ».
٢١٨٥ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ،
قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « مَا مَنَعَكَ أَنْ تُعْتِقَ كُلَّ يَوْمٍ نَسَمَةً؟ » قُلْتُ :
لَايَحْتَمِلُ مَالِي ذلِكَ ، قَالَ : « تُطْعِمُ كُلَّ يَوْمٍ مُسْلِماً »
فَقُلْتُ : مُوسِراً أَوْ مُعْسِراً؟ قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ
__________________
الْمُوسِرَ قَدْ
يَشْتَهِي الطَّعَامَ ».
٢١٨٦ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ صَفْوَانَ
الْجَمَّالِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أُكْلَةٌ يَأْكُلُهَا أَخِي الْمُسْلِمُ عِنْدِي أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ أَنْ أُعْتِقَ رَقَبَةً ».
٢١٨٧ / ١٤ عَنْهُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ
الْجَمَّالِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَأَنْ أُشْبِعَ رَجُلاً مِنْ إِخْوَانِي
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَدْخُلَ سُوقَكُمْ هذِهِ ، فَأَبْتَاعَ
مِنْهَا رَأْساً فَأُعْتِقَهُ ».
٢١٨٨ / ١٥. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ
عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ
__________________
أَبِي عَبْدِ اللهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَأَنْ آخُذَ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ ، وَأَدْخُلَ
إِلى سُوقِكُمْ هذِهِ ، فَأَبْتَاعَ بِهَا الطَّعَامَ ، وَأَجْمَعَ نَفَراً مِنَ
الْمُسْلِمِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ نَسَمَةً ».
٢١٨٩ / ١٦. عَنْهُ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ،
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ
اللهِ عَلَيْهِمَا : مَا يَعْدِلُ عِتْقَ رَقَبَةٍ؟
قَالَ : إِطْعَامُ
رَجُلٍ مُسْلِمٍ ».
٢١٩٠ / ١٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي شِبْلٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا أَرى شَيْئاً يَعْدِلُ زِيَارَةَ الْمُؤْمِنِ
إِلاَّ إِطْعَامَهُ ، وَحَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يُطْعِمَ مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً
مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ ».
٢١٩١ / ١٨. مُحَمَّدٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
__________________
عُقْبَةَ ، عَنْ
رِفَاعَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَأَنْ أُطْعِمَ مُؤْمِناً مُحْتَاجاً أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَزُورَهُ ، وَلَأَنْ أَزُورَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ
أُعْتِقَ عَشْرَ رِقَابٍ ».
٢١٩٢ / ١٩. صَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ؛ وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ :
« مَنْ أَطْعَمَ
مُؤْمِناً مُوسِراً ، كَانَ لَهُ يَعْدِلُ رَقَبَةً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ يُنْقِذُهُ مِنَ الذَّبْحِ
؛ وَمَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مُحْتَاجاً ، كَانَ لَهُ يَعْدِلُ مِائَةَ رَقَبَةٍ
مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ يُنْقِذُهَا مِنَ الذَّبْحِ ».
٢١٩٣ / ٢٠. صَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ نَصْرِ بْنِ قَابُوسَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَإِطْعَامُ مُؤْمِنٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ
عِتْقِ عَشْرِ رِقَابٍ وَعَشْرِ
__________________
حِجَجٍ ».
قَالَ : قُلْتُ :
عَشْرِ رِقَابٍ وَعَشْرِ حِجَجٍ ؟!
قَالَ : فَقَالَ :
« يَا نَصْرُ ، إِنْ لَمْ تُطْعِمُوهُ مَاتَ ، أَوْ تُذِلُّونَهُ فَيَجِيءُ إِلى نَاصِبٍ
فَيَسْأَلُهُ ، وَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ مَسْأَلَةِ نَاصِبٍ ؛ يَا نَصْرُ ،
مَنْ أَحْيَا مُؤْمِناً فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ، فَإِنْ لَمْ
تُطْعِمُوهُ فَقَدْ أَمَتُّمُوهُ ، وَإِنْ أَطْعَمْتُمُوهُ فَقَدْ أَحْيَيْتُمُوهُ ».
٨٧ ـ بَابُ مَنْ كَسَا مُؤْمِناً
٢١٩٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ كَسَا أَخَاهُ كِسْوَةَ شِتَاءٍ أَوْ
صَيْفٍ ، كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ يَكْسُوَهُ مِنْ ثِيَابِ
الْجَنَّةِ ، وَأَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْهِ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ ، وَأَنْ يُوَسِّعَ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ ،
وَأَنْ يَلْقَى الْمَلَائِكَةَ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ بِالْبُشْرى ،
وَهُوَ قَوْلُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي
__________________
كِتَابِهِ : ( وَتَتَلَقّاهُمُ
الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) ».
٢١٩٥ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ
صَالِحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ كَسَا أَحَداً مِنْ فُقَرَاءِ
الْمُسْلِمِينَ ثَوْباً مِنْ عُرْيٍ ، أَوْ أَعَانَهُ بِشَيْءٍ مِمَّا يُقَوِّيهِ
مِنْ مَعِيشَتِهِ ، وَكَّلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ سَبْعَةَ آلَافِ
مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَسْتَغْفِرُونَ لِكُلِّ ذَنْبٍ عَمِلَهُ إِلى أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ ».
٢١٩٦ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ كَسَا أَحَداً مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ ثَوْباً مِنْ عُرْيٍ ،
أَوْ أَعَانَهُ بِشَيْءٍ مِمَّا يُقَوِّيهِ مِنْ مَعِيشَتِهِ ، وَكَّلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ
مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَسْتَغْفِرُونَ لِكُلِّ ذَنْبٍ عَمِلَهُ إِلى أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ
».
٢١٩٧ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ
__________________
أَبِي حَمْزَةَ
الثُّمَالِيِّ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « مَنْ كَسَا مُؤْمِناً ، كَسَاهُ اللهُ مِنَ
الثِّيَابِ الْخُضْرِ ».
وَقَالَ فِي
حَدِيثٍ آخَرَ : « لَا يَزَالُ فِي ضَمَانِ اللهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ
سِلْكٌ ».
٢١٩٨ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : « مَنْ كَسَا مُؤْمِناً ثَوْباً
مِنْ عُرْيٍ ، كَسَاهُ اللهُ مِنْ إِسْتَبْرَقِ الْجَنَّةِ ؛ وَمَنْ كَسَا
مُؤْمِناً ثَوْباً مِنْ غِنًى ، لَمْ يَزَلْ فِي سِتْرٍ مِنَ اللهِ مَا
بَقِيَ مِنَ الثَّوْبِ خِرْقَةٌ ».
__________________
٨٨ ـ بَابٌ فِي إِلْطَافِ الْمُؤْمِنِ وَإِكْرَامِهِ
٢١٩٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ
سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَخَذَ مِنْ وَجْهِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ
قَذَاةً ، كَتَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ ؛
وَمَنْ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِ أَخِيهِ ، كَانَتْ لَهُ حَسَنَةٌ ».
٢٢٠٠ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ : مَرْحَباً ،
كَتَبَ اللهُ لَهُ مَرْحَباً إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».
٢٢٠١ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسى ، عَنْ يُونُسَ عَنْ
__________________
عَبْدِ اللهِ بْنِ
سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ
فَأَكْرَمَهُ ، فَإِنَّمَا أَكْرَمَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ».
٢٢٠٢ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ نَصْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ ،
عَنْ الْهَيْثَمِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ
:
« قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَا فِي أُمَّتِي عَبْدٌ أَلْطَفَ أَخَاهُ فِي اللهِ بِشَيْءٍ
مِنْ لُطْفٍ إِلاَّ أَخْدَمَهُ اللهُ مِنْ خَدَمِ الْجَنَّةِ ».
٢٢٠٣ / ٥. وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَكْرِ
بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِكَلِمَةٍ يُلْطِفُهُ بِهَا وَفَرَّجَ عَنْهُ كُرْبَتَهُ ، لَمْ يَزَلْ فِي
ظِلِّ اللهِ الْمَمْدُودِ ،
__________________
عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ مَا
كَانَ فِي ذلِكَ ».
٢٢٠٤ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ جَمِيلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ مِمَّا خَصَّ
اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ الْمُؤْمِنَ أَنْ يُعَرِّفَهُ بِرَّ إِخْوَانِهِ وَإِنْ قَلَّ ،
وَلَيْسَ الْبِرُّ بِالْكَثْرَةِ ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : ( وَيُؤْثِرُونَ
عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ). ثُمَّ قَالَ : ( وَمَنْ
يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) وَمَنْ عَرَّفَهُ
اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِذلِكَ أَحَبَّهُ اللهُ ، وَمَنْ
أَحَبَّهُ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَفَّاهُ أَجْرَهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ بِغَيْرِ حِسَابٍ ».
ثُمَّ قَالَ : «
يَا جَمِيلُ ، ارْوِ هذَا الْحَدِيثَ لِإِخْوَانِكَ ؛ فَإِنَّهُ تَرْغِيبٌ فِي الْبِرِّ ».
__________________
٢٢٠٥ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُتْحِفُ أَخَاهُ
التُّحْفَةَ ».
قُلْتُ : وَأَيُّ شَيْءٍ
التُّحْفَةُ؟
قَالَ : « مِنْ
مَجْلِسٍ وَمُتَّكَاً وَطَعَامٍ وَكِسْوَةٍ وَسَلَامٍ ، فَتَطَاوَلُ الْجَنَّةُ مُكَافَأَةً لَهُ
، وَيُوحِي اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهَا : أَنِّي قَدْ حَرَّمْتُ طَعَامَكِ
عَلى أَهْلِ الدُّنْيَا إِلاَّ عَلى نَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ ، فَإِذَا كَانَ
يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهَا : أَنْ كَافِئِي أَوْلِيَائِي بِتُحَفِهِمْ ،
فَيَخْرُجُ مِنْهَا وُصَفَاءُ وَوَصَائِفُ ، مَعَهُمْ
أَطْبَاقٌ مُغَطَّاةٌ بِمَنَادِيلَ مِنْ لُؤْلُؤٍ ، فَإِذَا نَظَرُوا
إِلى جَهَنَّمَ وَهَوْلِهَا ، وَإِلَى الْجَنَّةِ وَمَا فِيهَا ، طَارَتْ عُقُولُهُمْ ،
وَامْتَنَعُوا أَنْ يَأْكُلُوا ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ :
أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَدْ حَرَّمَ جَهَنَّمَ عَلى مَنْ أَكَلَ
__________________
مِنْ طَعَامِ
جَنَّتِهِ ، فَيَمُدُّ الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ ، فَيَأْكُلُونَ ».
٢٢٠٦ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « يَجِبُ لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ
يَسْتُرَ عَلَيْهِ سَبْعِينَ كَبِيرَةً ».
٢٢٠٧ / ٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى
جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
أَسْلَمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَدِيٍّ ، قَالَ : أَمْلى عَلَيَّ
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَحْسِنْ ـ يَا إِسْحَاقُ ـ إِلى أَوْلِيَائِي مَا
اسْتَطَعْتَ ، فَمَا أَحْسَنَ مُؤْمِنٌ إِلى مُؤْمِنٍ وَلَا أَعَانَهُ إِلاَّ
خَمَشَ وَجْهَ إِبْلِيسَ ، وَقَرَّحَ قَلْبَهُ ».
__________________
وقد
توسَّطَ محمّد بن أحمد [ بن يحيى ] بين محمّد بن يحيى ومحمّد بن عيسى في كثيرٍ من
الأسناد. راجع :
٨٩ ـ بَابٌ فِي خِدْمَتِهِ
٢٢٠٨ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبَانٍ
، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ رَفَعَهُ ، عَنْ أَبِي الْمُعْتَمِرِ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَيُّمَا مُسْلِمٍ خَدَمَ قَوْماً مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللهُ
مِثْلَ عَدَدِهِمْ خُدَّاماً فِي الْجَنَّةِ ».
٩٠ ـ بَابُ نَصِيحَةِ الْمُؤْمِنِ
٢٢٠٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ
أَبِي مَنْصُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « يَجِبُ لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ
يُنَاصِحَهُ ».
__________________
٢٢١٠ / ٢. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « يَجِبُ لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ النَّصِيحَةُ
لَهُ فِي الْمَشْهَدِ وَالْمَغِيبِ ».
٢٢١١ / ٣. ابْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « يَجِبُ لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ
النَّصِيحَةُ ».
٢٢١٢ / ٤. ابْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لِيَنْصَحِ الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَخَاهُ كَنَصِيحَتِهِ لِنَفْسِهِ ».
٢٢١٣ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ
__________________
اللهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَمْشَاهُمْ فِي أَرْضِهِ بِالنَّصِيحَةِ لِخَلْقِهِ ».
٢٢١٤ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
عُيَيْنَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « عَلَيْكُمْ بِالنُّصْحِ
لِلّهِ فِي خَلْقِهِ ، فَلَنْ تَلْقَاهُ بِعَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْهُ ».
٩١ ـ بَابُ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ
٢٢١٥ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ حَبِيبٍ
الْأَحْوَلِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « صَدَقَةٌ يُحِبُّهَا اللهُ : إِصْلَاحُ بَيْنِ النَّاسِ
إِذَا تَفَاسَدُوا ، وَتَقَارُبُ بَيْنِهِمْ إِذَا تَبَاعَدُوا ».
عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، مِثْلَهُ.
__________________
٢٢١٦ / ٢. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَأَنْ أُصْلِحَ بَيْنَ اثْنَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِدِينَارَيْنِ ».
٢٢١٧ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ،
عَنْ مُفَضَّلٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِذَا رَأَيْتَ بَيْنَ اثْنَيْنِ مِنْ شِيعَتِنَا
مُنَازَعَةً ، فَافْتَدِهَا مِنْ مَالِي ».
٢٢١٨ / ٤. ابْنُ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ سَابِقِ الْحَاجِّ ،
قَالَ :
مَرَّ بِنَا
الْمُفَضَّلُ ـ وَ أَنَا وَخَتَنِي نَتَشَاجَرُ فِي مِيرَاثٍ ـ فَوَقَفَ عَلَيْنَا سَاعَةً ،
ثُمَّ قَالَ
__________________
لَنَا : تَعَالَوْا
إِلَى الْمَنْزِلِ ، فَأَتَيْنَاهُ ، فَأَصْلَحَ بَيْنَنَا
بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ ، فَدَفَعَهَا إِلَيْنَا مِنْ عِنْدِهِ حَتّى إِذَا اسْتَوْثَقَ
كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مِنْ صَاحِبِهِ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ
مَالِي ، وَلكِنْ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَمَرَنِي إِذَا تَنَازَعَ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِنَا
فِي شَيْءٍ أَنْ أُصْلِحَ بَيْنَهُمَا ، وَأَفْتَدِيَهَا مِنْ مَالِهِ ، فَهذَا مِنْ مَالِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام.
٢٢١٩ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمُصْلِحُ لَيْسَ بِكَاذِبٍ ».
٢٢٢٠ / ٦. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلا
تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا
وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النّاسِ ) قَالَ : « إِذَا دُعِيتَ لِصُلْحٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ
، فَلَا تَقُلْ : عَلَيَّ
__________________
يَمِينٌ أَلاَّ
أَفْعَلَ ».
٢٢٢١ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ـ أَوْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ـ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « أَبْلِغْ عَنِّي كَذَا وَكَذَا » فِي أَشْيَاءَ أَمَرَ
بِهَا. قُلْتُ : فَأُبَلِّغُهُمْ عَنْكَ وَأَقُولُ عَنِّي مَا قُلْتَ لِي
وَغَيْرَ الَّذِي قُلْتَ؟
قَالَ : « نَعَمْ
، إِنَّ الْمُصْلِحَ لَيْسَ بِكَذَّابٍ ، إِنَّمَا هُوَ الصُّلْحُ
لَيْسَ بِكَذِبٍ ».
٩٢ ـ بَابٌ فِي إِحْيَاءِ الْمُؤْمِنِ
٢٢٢٢ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( مَنْ
قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ
فَكَأَنَّما قَتَلَ
النّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النّاسَ
__________________
جَمِيعاً
) ؟
قَالَ : « مَنْ
أَخْرَجَهَا مِنْ ضَلَالٍ إِلى هُدًى فَكَأَنَّمَا أَحْيَاهَا ،
وَمَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ هُدًى إِلى ضَلَالٍ فَقَدْ قَتَلَهَا ».
٢٢٢٣ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ
عُثْمَانَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام : قَوْلُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي كِتَابِهِ : ( وَمَنْ
أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النّاسَ جَمِيعاً )؟ قَالَ : « مِنْ
حَرَقٍ أَوْ غَرَقٍ ». قُلْتُ : فَمَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ ضَلَالٍ إِلى هُدًى؟
قَالَ : « ذَاكَ تَأْوِيلُهَا الْأَعْظَمُ ».
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى
، عَنْ أَحْمَدَ وَعَبْدِ اللهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانٍ ، مِثْلَهُ.
٢٢٢٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْقَمَّاطِ ، عَنْ حُمْرَانَ ،
قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَسْأَلُكَ أَصْلَحَكَ اللهُ؟ فَقَالَ : « نَعَمْ »
فَقُلْتُ : كُنْتُ عَلى حَالٍ
__________________
وَأَنَا الْيَوْمَ
عَلى حَالٍ أُخْرى ، كُنْتُ أَدْخُلُ الْأَرْضَ ، فَأَدْعُو الرَّجُلَ
وَالِاثْنَيْنِ وَالْمَرْأَةَ ، فَيُنْقِذُ اللهُ مَنْ شَاءَ ، وَأَنَا
الْيَوْمَ لَا أَدْعُو أَحَداً.
فَقَالَ : « وَمَا
عَلَيْكَ أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ ،
فَمَنْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ ظُلْمَةٍ إِلى نُورٍ أَخْرَجَهُ ».
ثُمَّ قَالَ : «
وَلَاعَلَيْكَ ـ إِنْ آنَسْتَ مِنْ أَحَدٍ خَيْراً ـ أَنْ تَنْبِذَ إِلَيْهِ الشَّيْءَ نَبْذاً ».
قُلْتُ :
أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمَنْ أَحْياها
فَكَأَنَّما أَحْيَا النّاسَ جَمِيعاً ).
قَالَ : « مِنْ
حَرَقٍ أَوْ غَرَقٍ ». ثُمَّ سَكَتَ ، ثُمَّ قَالَ : « تَأْوِيلُهَا الْأَعْظَمُ أَنْ
دَعَاهَا فَاسْتَجَابَتْ لَهُ ».
٩٣ ـ بَابٌ فِي الدُّعَاءِ
لِلْأَهْلِ إِلَى الْإِيمَانِ
٢٢٢٥ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ،
__________________
عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ لِي أَهْلَ بَيْتٍ وَهُمْ يَسْمَعُونَ مِنِّي ، أَفَأَدْعُوهُمْ
إِلى هذَا الْأَمْرِ؟
فَقَالَ : «
نَعَمْ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا
النّاسُ وَالْحِجارَةُ ) ».
٩٤ ـ بَابٌ فِي تَرْكِ
دُعَاءِ النَّاسِ
٢٢٢٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الصَّيْدَاوِيِّ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « إِيَّاكُمْ وَالنَّاسَ ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً ، نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً ، فَتَرَكَهُ وَهُوَ
يَجُولُ لِذلِكَ وَيَطْلُبُهُ ».
ثُمَّ قَالَ : «
لَوْ أَنَّكُمْ إِذَا كَلَّمْتُمُ النَّاسَ ، قُلْتُمْ : ذَهَبْنَا
حَيْثُ ذَهَبَ اللهُ ، وَاخْتَرْنَا مَنِ
__________________
اخْتَارَ اللهُ ،
اخْتَارَ اللهُ مُحَمَّداً ، وَاخْتَرْنَا آلَ مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ».
٢٢٢٧ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ
السَّرَّاجِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ ثَابِتٍ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « يَا ثَابِتُ ، مَا لَكُمْ وَلِلنَّاسِ ؟ كُفُّوا عَنِ
النَّاسِ ،
__________________
وَ لَاتَدْعُوا
أَحَداً إِلى أَمْرِكُمْ ؛ فَوَ اللهِ لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اجْتَمَعُوا عَلى
أَنْ يُضِلُّوا عَبْداً يُرِيدُ اللهُ هُدَاهُ ، مَا
اسْتَطَاعُوا ؛ كُفُّوا عَنِ النَّاسِ ، وَلَا يَقُولُ أَحَدُكُمْ : أَخِي وَابْنُ عَمِّي
وَجَارِي ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً
طَيَّبَ رُوحَهُ ، فَلَا يَسْمَعُ بِمَعْرُوفٍ إِلاَّ عَرَفَهُ
، وَلَا بِمُنْكَرٍ إِلاَّ أَنْكَرَهُ ، ثُمَّ يَقْذِفُ اللهُ فِي قَلْبِهِ
كَلِمَةً يَجْمَعُ بِهَا أَمْرَهُ ».
٢٢٢٨ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ
، عَنِ الْفُضَيْلِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : نَدْعُو النَّاسَ إِلى هذَا الْأَمْرِ؟
فَقَالَ : « يَا
فُضَيْلُ ، إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً ، أَمَرَ
مَلَكاً ، فَأَخَذَ بِعُنُقِهِ حَتّى
__________________
أَدْخَلَهُ فِي هذَا
الْأَمْرِ طَائِعاً أَوْ كَارِهاً ».
٢٢٢٩ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ هذَا لِلّهِ ، وَلَا
تَجْعَلُوهُ لِلنَّاسِ ؛ فَإِنَّهُ مَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ لِلّهِ ، وَمَا كَانَ
لِلنَّاسِ فَلَا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَلَا تُخَاصِمُوا بِدِينِكُمُ النَّاسَ ؛ فَإِنَّ
الْمُخَاصَمَةَ مَمْرَضَةٌ لِلْقَلْبِ ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَالَ
لِنَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إِنَّكَ لا تَهْدِي
مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) وَقَالَ : ( أَفَأَنْتَ
تُكْرِهُ النّاسَ حَتّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) ذَرُوا النَّاسَ
؛ فَإِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا عَنِ النَّاسِ ، وَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَ عَلِيٍّ عليهالسلام
__________________
وَلَا سَوَاءٌ ،
وَإِنَّنِي سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : إِذَا كَتَبَ
اللهُ عَلى عَبْدٍ أَنْ يُدْخِلَهُ فِي هذَا الْأَمْرِ ، كَانَ أَسْرَعَ إِلَيْهِ مِنَ
الطَّيْرِ إِلى وَكْرِهِ ».
٢٢٣٠ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَ قَوْماً
لِلْحَقِّ ؛ فَإِذَا مَرَّ بِهِمُ الْبَابُ مِنَ الْحَقِّ ، قَبِلَتْهُ
قُلُوبُهُمْ وَإِنْ كَانُوا لَايَعْرِفُونَهُ ؛ وَإِذَا مَرَّ بِهِمُ الْبَابُ
مِنَ الْبَاطِلِ ، أَنْكَرَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنْ كَانُوا لَايَعْرِفُونَهُ ؛
وَخَلَقَ قَوْماً لِغَيْرِ ذلِكَ ، فَإِذَا مَرَّ بِهِمُ الْبَابُ مِنَ الْحَقِّ ،
أَنْكَرَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنْ كَانُوا لَايَعْرِفُونَهُ ؛ وَإِذَا مَرَّ بِهِمُ الْبَابُ
مِنَ الْبَاطِلِ ، قَبِلَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنْ كَانُوا لَا يَعْرِفُونَهُ ».
٢٢٣١ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا أَرَادَ
بِعَبْدٍ خَيْراً ، نَكَتَ فِي
__________________
قَلْبِهِ نُكْتَةً
مِنْ نُورٍ ، فَأَضَاءَ لَهَا سَمْعُهُ وَقَلْبُهُ حَتّى يَكُونَ أَحْرَصَ عَلى مَا فِي أَيْدِيكُمْ مِنْكُمْ
؛ وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ سُوءاً ، نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً
سَوْدَاءَ ، فَأَظْلَمَ لَهَا سَمْعُهُ وَقَلْبُهُ ».
ثُمَّ تَلَا هذِهِ
الْآيَةَ : ( فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ
صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً
حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ )
٢٢٣٢ / ٧. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا أَرَادَ
بِعَبْدٍ خَيْراً ، نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً بَيْضَاءَ ، وَفَتَحَ
مَسَامِعَ قَلْبِهِ ، وَوَكَّلَ بِهِ مَلَكاً يُسَدِّدُهُ ؛ وَإِذَا أَرَادَ
بِعَبْدٍ سُوءاً ، نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ ، وَسَدَّ مَسَامِعَ
قَلْبِهِ ، وَوَكَّلَ بِهِ شَيْطَاناً يُضِلُّهُ ».
__________________
٩٥ ـ بَابُ أَنَّ اللهَ إِنَّمَا يُعْطِي الدِّينَ مَنْ
يُحِبُّهُ
٢٢٣٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ
حُمْرَانَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « يَا أَبَا الصَّخْرِ ، إِنَّ اللهَ يُعْطِي الدُّنْيَا
مَنْ يُحِبُّ وَ يُبْغِضُ ، وَلَا يُعْطِي هذَا الْأَمْرَ إِلاَّ
صَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ ؛ أَنْتُمْ وَاللهِ عَلى دِينِي وَدِينِ آبَائِي
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ، لَا أَعْنِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، وَلَا مُحَمَّدَ بْنَ
عَلِيٍّ وَإِنْ كَانَ هؤُلَاءِ عَلى دِينِ هؤُلَاءِ ».
__________________
٢٢٣٤ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ
حُمَيْدٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « يَا مَالِكُ ، إِنَّ اللهَ يُعْطِي الدُّنْيَا
مَنْ يُحِبُّ وَيُبْغِضُ ، وَلَا يُعْطِي دِينَهُ إِلاَّ مَنْ يُحِبُّ ».
٢٢٣٥ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ مُعَلًّى ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ
الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ وَ عَنْ حَمْزَةَ
بْنِ حُمْرَانَ ، عَنْ حُمْرَانَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ هذِهِ الدُّنْيَا يُعْطِيهَا اللهُ
الْبَرَّ وَالْفَاجِرَ ، وَلَا يُعْطِي الْإِيمَانَ إِلاَّ
صَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ ».
__________________
٢٢٣٦ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُيَسِّرٍ ،
قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّ الدُّنْيَا يُعْطِيهَا اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَنْ
أَحَبَّ وَمَنْ أَبْغَضَ ، وَإِنَّ الْإِيمَانَ لَايُعْطِيهِ إِلاَّ مَنْ
أَحَبَّهُ ».
٩٦ ـ بَابُ سَلَامَةِ الدِّينِ
٢٢٣٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَوَقاهُ
اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا ) فَقَالَ : « أَمَا لَقَدْ بَسَطُوا عَلَيْهِ وَقَتَلُوهُ ، وَلكِنْ أَتَدْرُونَ مَا وَقَاهُ؟
وَقَاهُ أَنْ يَفْتِنُوهُ فِي دِينِهِ ».
__________________
٢٢٣٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ
عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « كَانَ فِي وَصِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام لِأَصْحَابِهِ : اعْلَمُوا أَنَّ الْقُرْآنَ هُدَى اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ ،
وَنُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ عَلى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ ، فَإِذَا
حَضَرَتْ بَلِيَّةٌ فَاجْعَلُوا أَمْوَالَكُمْ دُونَ أَنْفُسِكُمْ ، وَإِذَا
نَزَلَتْ نَازِلَةٌ فَاجْعَلُوا أَنْفُسَكُمْ دُونَ دِينِكُمْ ؛ وَاعْلَمُوا أَنَّ الْهَالِكَ
مَنْ هَلَكَ دِينُهُ ، وَالْحَرِيبَ مَنْ حُرِبَ دِينَهُ ، أَلَا وَإِنَّهُ لَافَقْرَ بَعْدَ الْجَنَّةِ ، أَلَا
وَإِنَّهُ لَاغِنى بَعْدَ النَّارِ ، لَايُفَكُّ أَسِيرُهَا ، وَلَا يَبْرَأُ
ضَرِيرُهَا ».
٢٢٣٩ / ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ
رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « سَلَامَةُ الدِّينِ وَصِحَّةُ الْبَدَنِ
خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ ؛ وَالْمَالُ زِينَةٌ
__________________
مِنْ زِينَةِ
الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ».
مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ،
عَنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، مِثْلَهُ.
٢٢٤٠ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ بَعْضِ
أَصْحَابِهِ ، قَالَ :
كَانَ رَجُلٌ
يَدْخُلُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَغَبَرَ زَمَاناً لَايَحُجُّ ، فَدَخَلَ
عَلَيْهِ بَعْضُ مَعَارِفِهِ ، فَقَالَ لَهُ : « فُلَانٌ مَا فَعَلَ؟ » قَالَ : فَجَعَلَ
يُضَجِّعُ الْكَلَامَ يَظُنُّ أَنَّهُ إِنَّمَا
__________________
يَعْنِي الْمَيْسَرَةَ وَالدُّنْيَا
، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « كَيْفَ دِينُهُ؟ » فَقَالَ : كَمَا تُحِبُّ ، فَقَالَ : « هُوَ وَاللهِ الْغِنى ».
٩٧ ـ بَابُ التَّقِيَّةِ
٢٢٤١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَغَيْرِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( أُولئِكَ
يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ) قَالَ : « بِمَا
صَبَرُوا عَلَى التَّقِيَّةِ » ، ( وَيَدْرَؤُنَ
بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ) قَالَ : « الْحَسَنَةُ : التَّقِيَّةُ ، وَالسَّيِّئَةُ :
الْإِذَاعَةُ ».
٢٢٤٢ / ٢. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي عُمَرَ
الْأَعْجَمِيِّ ، قَالَ :
__________________
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « يَا أَبَا عُمَرَ ، إِنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الدِّينِ فِي التَّقِيَّةِ ،
وَلَا دِينَ لِمَنْ لَاتَقِيَّةَ لَهُ ، وَالتَّقِيَّةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلاَّ
فِي النَّبِيذِ وَالْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ ».
٢٢٤٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ
، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « التَّقِيَّةُ مِنْ دِينِ اللهِ » قُلْتُ : مِنْ دِينِ
اللهِ؟ قَالَ : « إِي وَاللهِ ، مِنْ دِينِ اللهِ ؛ وَلَقَدْ قَالَ يُوسُفُ : (
أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ) وَاللهِ مَا
كَانُوا سَرَقُوا شَيْئاً ؛ وَلَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ : ( إِنِّي
سَقِيمٌ ) وَاللهِ مَا كَانَ سَقِيماً ».
__________________
٢٢٤٤ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً ،
عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ
حُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « سَمِعْتُ أَبِي عليهالسلام يَقُولُ :
لَاوَاللهِ ، مَا عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ التَّقِيَّةِ ؛ يَا حَبِيبُ ، إِنَّهُ مَنْ
كَانَتْ لَهُ تَقِيَّةٌ رَفَعَهُ اللهُ ؛ يَا حَبِيبُ ، مَنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ تَقِيَّةٌ
وَضَعَهُ اللهُ ؛ يَا حَبِيبُ ، إِنَّ النَّاسَ إِنَّمَا هُمْ فِي
هُدْنَةٍ ، فَلَوْ قَدْ كَانَ ذلِكَ ، كَانَ هذَا ».
٢٢٤٥ / ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ جَابِرٍ الْمَكْفُوفِ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « اتَّقُوا عَلى دِينِكُمْ ، فَاحْجُبُوهُ بِالتَّقِيَّةِ ،
فَإِنَّهُ
__________________
لَا إِيمَانَ
لِمَنْ لَاتَقِيَّةَ لَهُ ، إِنَّمَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ كَالنَّحْلِ فِي
الطَّيْرِ ؛ لَوْ أَنَّ الطَّيْرَ تَعْلَمُ مَا فِي
أَجْوَافِ النَّحْلِ ، مَا بَقِيَ مِنْهَا شَيْءٌ إِلاَّ أَكَلَتْهُ ؛ وَلَوْ أَنَّ النَّاسَ
عَلِمُوا مَا فِي أَجْوَافِكُمْ ـ أَنَّكُمْ تُحِبُّونَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ـ لَأَكَلُوكُمْ
بِأَلْسِنَتِهِمْ ، وَلَنَحَلُوكُمْ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ ؛ رَحِمَ اللهُ عَبْداً
مِنْكُمْ كَانَ عَلى وَلَايَتِنَا ».
٢٢٤٦ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ
، عَنْ حَرِيزٍ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلا
تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ) قَالَ : «
الْحَسَنَةُ : التَّقِيَّةُ ، وَالسَّيِّئَةُ : الْإِذَاعَةُ ». وَقَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (
السَّيِّئَةَ ) قَالَ : « الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ : التَّقِيَّةُ ، ( فَإِذَا الَّذِي
بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) ».
__________________
٢٢٤٧ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي
عَمْرٍو الْكِنَانِيِّ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « يَا أَبَا عَمْرٍو ، أَرَأَيْتَكَ لَوْ حَدَّثْتُكَ
بِحَدِيثٍ ، أَوْ أَفْتَيْتُكَ بِفُتْيَا ، ثُمَّ جِئْتَنِي بَعْدَ ذلِكَ ، فَسَأَلْتَنِي عَنْهُ ،
فَأَخْبَرْتُكَ بِخِلَافِ مَا كُنْتُ أَخْبَرْتُكَ ، أَوْ أَفْتَيْتُكَ
بِخِلَافِ ذلِكَ بِأَيِّهِمَا كُنْتَ تَأْخُذُ؟ »
قُلْتُ :
بِأَحْدَثِهِمَا ، وَأَدَعُ الْآخَرَ.
فَقَالَ : « قَدْ أَصَبْتَ يَا
أَبَا عَمْرٍو ، أَبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُعْبَدَ سِرّاً ، أَمَا وَاللهِ
لَئِنْ فَعَلْتُمْ ذلِكَ إِنَّهُ لَخَيْرٌ لِي وَلَكُمْ ، وَ أَبَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَنَا وَلَكُمْ فِي دِينِهِ
إِلاَّ التَّقِيَّةَ ».
٢٢٤٨ / ٨. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ
بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ دُرُسْتَ الْوَاسِطِيِّ ، قَالَ :
__________________
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا بَلَغَتْ تَقِيَّةُ أَحَدٍ تَقِيَّةَ أَصْحَابِ
الْكَهْفِ إِنْ كَانُوا لَيَشْهَدُونَ الْأَعْيَادَ ، وَيَشُدُّونَ
الزَّنَانِيرَ ، فَأَعْطَاهُمُ اللهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ ».
٢٢٤٩ / ٩. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ
بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ وَاقِدٍ اللَّحَّامِ ، قَالَ :
اسْتَقْبَلْتُ
أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي طَرِيقٍ ، فَأَعْرَضْتُ عَنْهُ بِوَجْهِي ، وَمَضَيْتُ ،
فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْدَ ذلِكَ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ،
إِنِّي لَأَلْقَاكَ ، فَأَصْرِفُ وَجْهِي كَرَاهَةَ أَنْ أَشُقَّ
عَلَيْكَ؟
فَقَالَ لِي : « رَحِمَكَ
اللهُ ، وَلكِنَّ رَجُلاً لَقِيَنِي أَمْسِ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : عَلَيْكَ
السَّلَامُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، مَا أَحْسَنَ وَلَا أَجْمَلَ ».
٢٢٥٠ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ
، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، قَالَ :
قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : إِنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ أَنَّ عَلِيّاً عليهالسلام قَالَ عَلى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ :
__________________
« أَيُّهَا
النَّاسُ ، إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ إِلى سَبِّي ، فَسُبُّونِي ، ثُمَّ تُدْعَوْنَ إِلَى
الْبَرَاءَةِ مِنِّي ، فَلَا تَبَرَّؤُوا مِنِّي »؟
فَقَالَ : « مَا أَكْثَرَ
مَا يَكْذِبُ النَّاسُ عَلى عَلِيٍّ عليهالسلام! »
ثُمَّ قَالَ : «
إِنَّمَا قَالَ : إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ إِلى سَبِّي ، فَسُبُّونِي ، ثُمَّ سَتُدْعَوْنَ إِلَى
الْبَرَاءَةِ مِنِّي ، وَإِنِّي لَعَلى دِينِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَلَمْ يَقُلْ : لَاتَبَرَّؤُوا مِنِّي ».
فَقَالَ لَهُ
السَّائِلُ : أَرَأَيْتَ ، إِنِ اخْتَارَ الْقَتْلَ دُونَ الْبَرَاءَةِ؟
فَقَالَ : «
وَاللهِ ، مَا ذلِكَ عَلَيْهِ وَمَا لَهُ إِلاَّ مَا مَضى عَلَيْهِ عَمَّارُ
بْنُ يَاسِرٍ ، حَيْثُ أَكْرَهَهُ أَهْلُ مَكَّةَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ
بِالْإِيمَانِ ، فَأَنْزَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهِ : ( إِلاّ
مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ) فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عِنْدَهَا : يَا عَمَّارُ ، إِنْ عَادُوا فَعُدْ ؛ فَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ ـ
عَزَّ وَجَلَّ ـ عُذْرَكَ ، وَأَمَرَكَ أَنْ تَعُودَ إِنْ عَادُوا ».
__________________
٢٢٥١ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ هِشَامٍ الْكِنْدِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِيَّاكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا عَمَلاً
يُعَيِّرُونَّا بِهِ ؛ فَإِنَّ وَلَدَ السَّوْءِ يُعَيَّرُ وَالِدُهُ
بِعَمَلِهِ ، كُونُوا لِمَنِ انْقَطَعْتُمْ إِلَيْهِ زَيْناً ، وَلَا تَكُونُوا
عَلَيْهِ شَيْناً ، صَلُّوا فِي عَشَائِرِهِمْ ، وَعُودُوا مَرْضَاهُمْ ، وَاشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ ،
وَلَا يَسْبِقُونَكُمْ إِلى شَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ ، فَأَنْتُمْ أَوْلى بِهِ
مِنْهُمْ ، وَاللهِ مَا عُبِدَ اللهُ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْخَبْءِ
». قُلْتُ : وَمَا الْخَبْءُ؟ قَالَ : « التَّقِيَّةُ ».
٢٢٥٢ / ١٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَمَّرِ
بْنِ خَلاَّدٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
الْحَسَنِ عليهالسلام عَنِ الْقِيَامِ لِلْوُلَاةِ ، فَقَالَ : «
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : التَّقِيَّةُ مِنْ دِينِي وَدِينِ آبَائِي ، وَلَا
إِيمَانَ لِمَنْ لَاتَقِيَّةَ لَهُ ».
__________________
٢٢٥٣ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ
، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « التَّقِيَّةُ فِي كُلِّ ضَرُورَةٍ ،
وَصَاحِبُهَا أَعْلَمُ بِهَا حِينَ تَنْزِلُ بِهِ ».
٢٢٥٤ / ١٤. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ
بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِي عليهالسلام يَقُولُ : وَأَيُّ شَيْءٍ أَقَرُّ لِعَيْنِي مِنَ
التَّقِيَّةِ؟ إِنَّ التَّقِيَّةَ جُنَّةُ الْمُؤْمِنِ ».
٢٢٥٥ / ١٥. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ،
عَنْ جَمِيلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا مُنِعَ مِيثَمٌ ـ رَحِمَهُ اللهُ
ـ
__________________
مِنَ التَّقِيَّةِ ،
فَوَ اللهِ لَقَدْ عَلِمَ أَنَّ هذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي عَمَّارٍ وَأَصْحَابِهِ : ( إِلاّ
مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ) ».
٢٢٥٦ / ١٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ شُعَيْبٍ الْحَدَّادِ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّمَا جُعِلَتِ التَّقِيَّةُ لِيُحْقَنَ
بِهَا الدَّمُ ، فَإِذَا بَلَغَ الدَّمَ فَلَيْسَ تَقِيَّةٌ ».
٢٢٥٧ / ١٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كُلَّمَا تَقَارَبَ هذَا الْأَمْرُ ، كَانَ أَشَدَّ
لِلتَّقِيَّةِ ».
٢٢٥٨ / ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
__________________
الْجُعْفِيِّ وَمُعَمَّرِ
بْنِ يَحْيَى بْنِ سَامٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَزُرَارَةَ ، قَالُوا :
سَمِعْنَا أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « التَّقِيَّةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُضْطَرُّ إِلَيْهِ ابْنُ
آدَمَ فَقَدْ أَحَلَّهُ اللهُ لَهُ ».
٢٢٥٩ / ١٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ حَرِيزٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « التَّقِيَّةُ تُرْسُ اللهِ بَيْنَهُ
وَبَيْنَ خَلْقِهِ ».
٢٢٦٠ / ٢٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ ، عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « خَالِطُوهُمْ بِالْبَرَّانِيَّةِ ، وَخَالِفُوهُمْ بِالْجَوَّانِيَّةِ ، إِذَا كَانَتِ
__________________
الْإِمْرَةُ
صِبْيَانِيَّةً ».
٢٢٦١ / ٢١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ زَكَرِيَّا الْمُؤْمِنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
أَسَدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام : رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أُخِذَا ، فَقِيلَ
لَهُمَا : ابْرَءَا مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
، فَبَرِئَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا ، وَأَبَى الْآخَرُ ، فَخُلِّيَ سَبِيلُ
الَّذِي بَرِئَ ، وَقُتِلَ الْآخَرُ؟ فَقَالَ : « أَمَّا الَّذِي بَرِئَ فَرَجُلٌ
فَقِيهٌ فِي دِينِهِ ، وَأَمَّا الَّذِي لَمْ يَبْرَأْ فَرَجُلٌ تَعَجَّلَ إِلَى
الْجَنَّةِ ».
__________________
٢٢٦٢ / ٢٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « احْذَرُوا عَوَاقِبَ الْعَثَرَاتِ ».
٢٢٦٣ / ٢٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ
، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « التَّقِيَّةُ تُرْسُ الْمُؤْمِنِ ، وَ التَّقِيَّةُ
حِرْزُ الْمُؤْمِنِ ، وَلَا إِيمَانَ لِمَنْ لَاتَقِيَّةَ لَهُ ؛ إِنَّ الْعَبْدَ
لَيَقَعُ إِلَيْهِ الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِنَا ، فَيَدِينُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ
ـ بِهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، فَيَكُونُ لَهُ عِزّاً فِي الدُّنْيَا ،
وَنُوراً فِي الْآخِرَةِ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَقَعُ إِلَيْهِ الْحَدِيثُ مِنْ
حَدِيثِنَا ، فَيُذِيعُهُ ، فَيَكُونُ لَهُ ذُلًّا فِي الدُّنْيَا ، وَيَنْزِعُ اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ ذلِكَ النُّورَ مِنْهُ ».
__________________
٩٨ ـ بَابُ الْكِتْمَانِ
٢٢٦٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « وَدِدْتُ وَاللهِ أَنِّي افْتَدَيْتُ خَصْلَتَيْنِ فِي الشِّيعَةِ لَنَا بِبَعْضِ
لَحْمِ سَاعِدِي : النَّزَقَ ، وَقِلَّةَ الْكِتْمَانِ ».
٢٢٦٥ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أُمِرَ النَّاسُ بِخَصْلَتَيْنِ ، فَضَيَّعُوهُمَا ،
فَصَارُوا مِنْهُمَا عَلى غَيْرِ
__________________
شَيْءٍ :
الصَّبْرِ ، وَالْكِتْمَانِ ».
٢٢٦٦ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ،
قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا سُلَيْمَانُ ، إِنَّكُمْ عَلى دِينٍ مَنْ كَتَمَهُ
أَعَزَّهُ اللهُ ، وَمَنْ أَذَاعَهُ أَذَلَّهُ اللهُ ».
٢٢٦٧ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَيْهِ جَمَاعَةً ، فَقُلْنَا : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ
، إِنَّا نُرِيدُ الْعِرَاقَ ، فَأَوْصِنَا ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « لِيُقَوِّ شَدِيدُكُمْ ضَعِيفَكُمْ ، وَلْيَعُدْ غَنِيُّكُمْ عَلى
فَقِيرِكُمْ ، وَلَا تَبُثُّوا سِرَّنَا ، وَلَا تُذِيعُوا أَمْرَنَا ، وَإِذَا جَاءَكُمْ عَنَّا
حَدِيثٌ ، فَوَجَدْتُمْ عَلَيْهِ شَاهِداً أَوْ شَاهِدَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ ،
فَخُذُوا بِهِ ، وَإِلاَّ فَقِفُوا عِنْدَهُ ، ثُمَّ رُدُّوهُ إِلَيْنَا حَتّى يَسْتَبِينَ لَكُمْ ،
وَاعْلَمُوا أَنَّ الْمُنْتَظِرَ لِهذَا الْأَمْرِ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ
الصَّائِمِ الْقَائِمِ ؛ وَمَنْ أَدْرَكَ قَائِمَنَا ، فَخَرَجَ مَعَهُ ، فَقَتَلَ
عَدُوَّنَا ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ عِشْرِينَ شَهِيداً ؛ وَمَنْ قُتِلَ مَعَ
__________________
قَائِمِنَا ،
كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ شَهِيداً ».
٢٢٦٨ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ،
عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّهُ لَيْسَ مِنِ احْتِمَالِ
أَمْرِنَا التَّصْدِيقُ لَهُ وَالْقَبُولُ فَقَطُّ ؛ مِنِ احْتِمَالِ
أَمْرِنَا سَتْرُهُ وَصِيَانَتُهُ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ ، فَأَقْرِئْهُمُ السَّلَامَ ،
وَقُلْ لَهُمْ :
رَحِمَ اللهُ
عَبْداً اجْتَرَّ مَوَدَّةَ النَّاسِ إِلى نَفْسِهِ ، حَدِّثُوهُمْ
بِمَا يَعْرِفُونَ ، وَاسْتُرُوا عَنْهُمْ مَا يُنْكِرُونَ ».
ثُمَّ قَالَ : « وَاللهِ
، مَا النَّاصِبُ لَنَا حَرْباً بِأَشَدَّ عَلَيْنَا مَؤُونَةً مِنَ النَّاطِقِ
عَلَيْنَا بِمَا نَكْرَهُ ، فَإِذَا عَرَفْتُمْ مِنْ عَبْدٍ إِذَاعَةً ، فَامْشُوا
إِلَيْهِ وَرُدُّوهُ عَنْهَا ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْكُمْ ، وَإِلاَّ فَتَحَمَّلُوا عَلَيْهِ بِمَنْ يُثَقِّلُ
عَلَيْهِ وَيَسْمَعُ مِنْهُ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ يَطْلُبُ الْحَاجَةَ ،
فَيَلْطُفُ فِيهَا حَتّى تُقْضى لَهُ ، فَالْطُفُوا فِي حَاجَتِي
كَمَا تَلْطُفُونَ فِي حَوَائِجِكُمْ ، فَإِنْ
__________________
هُوَ قَبِلَ
مِنْكُمْ ، وَإِلاَّ فَادْفِنُوا كَلَامَهُ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ ، وَلَا
تَقُولُوا : إِنَّهُ يَقُولُ وَيَقُولُ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ يُحْمَلُ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ
؛ أَمَا وَاللهِ لَوْ كُنْتُمْ تَقُولُونَ مَا أَقُولُ ، لَأَقْرَرْتُ أَنَّكُمْ
أَصْحَابِي ، هذَا أَبُو حَنِيفَةَ لَهُ أَصْحَابٌ ، وَهذَا الْحَسَنُ
الْبَصْرِيُّ لَهُ أَصْحَابٌ ، وَأَنَا امْرُؤٌ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ وَلَدَنِي رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَعَلِمْتُ كِتَابَ اللهِ ، وَفِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ : بَدْءِ الْخَلْقِ ،
وَأَمْرِ السَّمَاءِ ، وَأَمْرِ الْأَرْضِ ، وَأَمْرِ الْأَوَّلِينَ ، وَأَمْرِ الْآخِرِينَ ،
وَأَمْرِ مَا كَانَ ، وَأَمْرِ مَا يَكُونُ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى ذلِكَ نُصْبَ عَيْنِي
».
٢٢٦٩ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « مَا زَالَ سِرُّنَا مَكْتُوماً
حَتّى صَارَ فِي يَدَيْ وُلْدِ كَيْسَانَ ، فَتَحَدَّثُوا بِهِ فِي الطَّرِيقِ
__________________
وَقُرَى
السَّوَادِ ».
٢٢٧٠ / ٧. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « وَاللهِ ، إِنَّ أَحَبَّ أَصْحَابِي إِلَيَّ أَوْرَعُهُمْ
وَأَفْقَهُهُمْ وَأَكْتَمُهُمْ لِحَدِيثِنَا ، وَإِنَّ أَسْوَأَهُمْ عِنْدِي حَالاً وَأَمْقَتَهُمْ لَلَّذِي إِذَا سَمِعَ
الْحَدِيثَ يُنْسَبُ إِلَيْنَا وَيُرْوى عَنَّا ، فَلَمْ يَقْبَلْهُ ، اشْمَأَزَّ
مِنْهُ وَجَحَدَهُ ، وَكَفَّرَ مَنْ دَانَ بِهِ ، وَهُوَ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الْحَدِيثَ مِنْ
عِنْدِنَا خَرَجَ ، وَإِلَيْنَا أُسْنِدَ ، فَيَكُونَ بِذلِكَ خَارِجاً مِنْ وَلَايَتِنَا ».
__________________
٢٢٧١ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ حَرِيزٍ ،
عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا مُعَلّى ، اكْتُمْ أَمْرَنَا ، وَلَا تُذِعْهُ ،
فَإِنَّهُ مَنْ كَتَمَ أَمْرَنَا وَلَمْ يُذِعْهُ ، أَعَزَّهُ اللهُ بِهِ فِي الدُّنْيَا ،
وَجَعَلَهُ نُوراً بَيْنَ عَيْنَيْهِ فِي الْآخِرَةِ يَقُودُهُ إِلَى الْجَنَّةِ ؛ يَا
مُعَلّى ، مَنْ أَذَاعَ أَمْرَنَا وَلَمْ يَكْتُمْهُ ، أَذَلَّهُ اللهُ
بِهِ فِي الدُّنْيَا ، وَنَزَعَ النُّورَ مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ،
وَجَعَلَهُ ظُلْمَةً تَقُودُهُ إِلَى النَّارِ ؛ يَا مُعَلّى ، إِنَّ التَّقِيَّةَ
مِنْ دِينِي وَدِينِ آبَائِي ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَاتَقِيَّةَ لَهُ ، يَا مُعَلّى ،
إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ يُعْبَدَ فِي السِّرِّ ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ يُعْبَدَ
فِي الْعَلَانِيَةِ ؛ يَا مُعَلّى ، إِنَّ الْمُذِيعَ لِأَمْرِنَا كَالْجَاحِدِ
لَهُ ».
٢٢٧٢ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَمَّارٍ ،
قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « أَخْبَرْتَ بِمَا أَخْبَرْتُكَ بِهِ أَحَداً؟ » قُلْتُ : لَا ، إِلاَّ
__________________
سُلَيْمَانَ بْنَ
خَالِدٍ ، قَالَ : « أَحْسَنْتَ ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ :
فَلَا
يَعْدُوَنْ سِرِّي وَسِرُّكَ ثَالِثاً
|
|
أَلَا كُلُّ
سِرٍّ جَاوَزَ اثْنَيْنِ شَائِعٌ؟ ».
|
٢٢٧٣
/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَأَبى وَأَمْسَكَ ، ثُمَّ قَالَ : «
لَوْ أَعْطَيْنَاكُمْ كُلَّ مَا تُرِيدُونَ كَانَ شَرّاً لَكُمْ ، وَأُخِذَ بِرَقَبَةِ
صَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ.
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : وَلَايَةُ اللهِ أَسَرَّهَا إِلى جَبْرَئِيلَ عليهالسلام ، وَأَسَرَّهَا جَبْرَئِيلُ إِلى مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَأَسَرَّهَا مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِلى عَلِيٍّ عليهالسلام ، وَأَسَرَّهَا عَلِيٌّ عليهالسلام إِلى مَنْ شَاءَ اللهُ ، ثُمَّ أَنْتُمْ تُذِيعُونَ ذلِكَ
، مَنِ الَّذِي أَمْسَكَ حَرْفاً سَمِعَهُ؟
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ : يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ
يَكُونَ مَالِكاً لِنَفْسِهِ ، مُقْبِلاً عَلى شَأْنِهِ ، عَارِفاً بِأَهْلِ
زَمَانِهِ ، فَاتَّقُوا اللهَ ، وَلَا تُذِيعُوا حَدِيثَنَا ، فَلَوْلَا أَنَّ اللهَ
__________________
يُدَافِعُ عَنْ
أَوْلِيَائِهِ ، وَيَنْتَقِمُ لِأَوْلِيَائِهِ مِنْ أَعْدَائِهِ.
أَمَا رَأَيْتَ
مَا صَنَعَ اللهُ بِآلِ بَرْمَكَ ، وَمَا انْتَقَمَ اللهُ لِأَبِي الْحَسَنِ
عليهالسلام ، وَقَدْ كَانَ بَنُو الْأَشْعَثِ عَلى خَطَرٍ عَظِيمٍ ،
فَدَفَعَ اللهُ عَنْهُمْ بِوَلَايَتِهِمْ لِأَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام ، وَ أَنْتُمْ بِالْعِرَاقِ تَرَوْنَ أَعْمَالَ هؤُلَاءِ الْفَرَاعِنَةِ ،
وَمَا أَمْهَلَ اللهُ لَهُمْ ، فَعَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَلَا
تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيَا ، وَلَا تَغْتَرُّوا بِمَنْ قَدْ أُمْهِلَ لَهُ ، فَكَأَنَّ الْأَمْرَ قَدْ
وَصَلَ إِلَيْكُمْ ».
٢٢٧٤ / ١١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ،
__________________
عَنْ عُمَرَ بْنِ
أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : طُوبى لِعَبْدٍ نُوَمَةٍ عَرَفَهُ اللهُ وَلَمْ يَعْرِفْهُ النَّاسُ ، أُولئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدى
، وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ ، يَنْجَلِي عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَيْسُوا
بِالْمَذَايِيعِ الْبُذُرِ ، وَلَا بِالْجُفَاةِ الْمُرَائِينَ ».
٢٢٧٥ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَصْبَهَانِيِّ :
عَنْ أَبِي
عَبْدِاللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : طُوبى لِكُلِّ عَبْدٍ نُوَمَةٍ لَايُؤْبَهُ
__________________
لَهُ ، يَعْرِفُ النَّاسَ وَلَا
يَعْرِفُهُ النَّاسُ ، يَعْرِفُهُ اللهُ مِنْهُ بِرِضْوَانٍ ، أُولئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدى ، تَنْجَلِي عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ
مُظْلِمَةٍ ، وَيُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ كُلِّ رَحْمَةٍ ، لَيْسُوا بِالْبُذُرِ الْمَذَايِيعِ ،
وَلَا الْجُفَاةِ الْمُرَائِينَ ».
وَقَالَ : «
قُولُوا الْخَيْرَ ؛ تُعْرَفُوا بِهِ ، وَاعْمَلُوا الْخَيْرَ ؛ تَكُونُوا مِنْ
أَهْلِهِ ، وَلَا تَكُونُوا عُجُلاً مَذَايِيعَ ؛ فَإِنَّ خِيَارَكُمُ الَّذِينَ إِذَا نُظِرَ
إِلَيْهِمْ ذُكِرَ اللهُ ، وَشِرَارَكُمُ الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ ،
الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ ، الْمُبْتَغُونَ لِلْبُرَآءِ الْمَعَايِبَ ».
__________________
٢٢٧٦ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ ، وَالْزَمُوا بُيُوتَكُمْ ؛
فَإِنَّهُ لَايُصِيبُكُمْ أَمْرٌ تُخَصُّونَ بِهِ أَبَداً ، وَلَا تَزَالُ الزَّيْدِيَّةُ
لَكُمْ وِقَاءً أَبَداً ».
٢٢٧٧ / ١٤. عَنْهُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، قَالَ : « إِنْ كَانَ فِي
يَدِكَ هذِهِ شَيْءٌ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَاتَعْلَمَ هذِهِ ، فَافْعَلْ ».
قَالَ : وَكَانَ
عِنْدَهُ إِنْسَانٌ ، فَتَذَاكَرُوا الْإِذَاعَةَ ، فَقَالَ : « احْفَظْ لِسَانَكَ
؛ تُعَزَّ ، وَلَا تُمَكِّنِ النَّاسَ مِنْ قِيَادِ رَقَبَتِكَ ؛
فَتَذِلَّ ».
__________________
٢٢٧٨ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ أَمْرَنَا مَسْتُورٌ مُقَنَّعٌ
بِالْمِيثَاقِ ، فَمَنْ هَتَكَ عَلَيْنَا أَذَلَّهُ اللهُ ».
٢٢٧٩ / ١٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى
جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
مُسْلِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي
مَنْصُورٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « نَفَسُ الْمَهْمُومِ لَنَا الْمُغْتَمِّ
لِظُلْمِنَا تَسْبِيحٌ ، وَهَمُّهُ لِأَمْرِنَا عِبَادَةٌ ،
وَكِتْمَانُهُ لِسِرِّنَا جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ ».
قَالَ لِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ : اكْتُبْ هذَا بِالذَّهَبِ ؛ فَمَا كَتَبْتَ شَيْئاً أَحْسَنَ
مِنْهُ.
__________________
٩٩ ـ بَابُ الْمُؤْمِنِ وَعَلَامَاتِهِ وَصِفَاتِهِ
٢٢٨٠ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دَاهِرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيى
، عَنْ قُثَمَ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ الْحَرَّانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ يُونُسَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَامَ رَجُلٌ ـ يُقَالُ لَهُ : هَمَّامٌ ،
وَكَانَ عَابِداً نَاسِكاً مُجْتَهِداً ـ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام وَهُوَ يَخْطُبُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، صِفْ لَنَا صِفَةَ
الْمُؤْمِنِ كَأَنَّنَا نَنْظُرُ إِلَيْهِ.
فَقَالَ : يَا
هَمَّامُ ، الْمُؤْمِنُ هُوَ الْكَيِّسُ الْفَطِنُ ، بِشْرُهُ فِي وَجْهِهِ ، وَحُزْنُهُ فِي قَلْبِهِ ،
__________________
أَوْسَعُ شَيْءٍ
صَدْراً ، وَأَذَلُّ شَيْءٍ نَفْساً ، زَاجِرٌ عَنْ كُلِّ فَانٍ ، حَاضٌّ عَلى كُلِّ
حَسَنٍ ، لَاحَقُودٌ وَلَا حَسُودٌ ، وَلَا وَثَّابٌ وَلَا سَبَّابٌ ،
وَلَا عَيَّابٌ وَلَا مُغْتَابٌ ، يَكْرَهُ الرِّفْعَةَ ، وَيَشْنَأُ السُّمْعَةَ ، طَوِيلُ
الْغَمِّ ، بَعِيدُ الْهَمِّ ، كَثِيرُ الصَّمْتِ ، وَقُورٌ ، ذَكُورٌ ،
صَبُورٌ ، شَكُورٌ ، مَغْمُومٌ بِفِكْرِهِ ، مَسْرُورٌ بِفَقْرِهِ ،
سَهْل الْخَلِيقَةِ ، لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ ، رَصِينُ الْوَفَاءِ ،
قَلِيلُ الْأَذى ، لَامُتَأَفِّكٌ
__________________
وَلَا مُتَهَتِّكٌ
إِنْ ضَحِكَ لَمْ
يَخْرَقْ ، وَإِنْ غَضِبَ لَمْ يَنْزَقْ ؛ ضِحْكُهُ
تَبَسُّمٌ ، وَاسْتِفْهَامُهُ تَعَلُّمٌ ، وَمُرَاجَعَتُهُ تَفَهُّمٌ ، كَثِيرٌ
عِلْمُهُ ، عَظِيمٌ حِلْمُهُ ، كَثِيرُ الرَّحْمَةِ ، لَايَبْخَلُ ، وَلَا يَعْجَلُ
، وَلَا يَضْجَرُ ، وَلَا يَبْطَرُ ، وَلَا يَحِيفُ فِي حُكْمِهِ ، وَلَا يَجُورُ فِي عِلْمِهِ ،
نَفْسُهُ أَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ ، وَمُكَادَحَتُهُ أَحْلى مِنَ الشَّهْدِ ،
__________________
لَاجَشِعٌ ، وَلَا هَلِعٌ ، وَلَا عَنِفٌ ، وَلَا صَلِفٌ ، وَلَا
مُتَكَلِّفٌ ، وَلَا مُتَعَمِّقٌ ، جَمِيلُ الْمُنَازَعَةِ ، كَرِيمُ
الْمُرَاجَعَةِ ، عَدْلٌ إِنْ غَضِبَ ، رَفِيقٌ إِنْ طَلَبَ ، لَايَتَهَوَّرُ
، وَلَا يَتَهَتَّكُ ، وَلَا يَتَجَبَّرُ ، خَالِصُ الْوُدِّ ، وَثِيقُ
الْعَهْدِ ، وَفِيُّ الْعَقْدِ ، شَفِيقٌ ، وَصُولٌ ، حَلِيمٌ ، خَمُولٌ ، قَلِيلُ
الْفُضُولِ ، رَاضٍ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، مُخَالِفٌ لِهَوَاهُ ،
__________________
لَا يَغْلُظُ عَلى مَنْ
دُونَهُ ، وَلَا يَخُوضُ فِيمَا لَايَعْنِيهِ ، نَاصِرٌ لِلدِّينِ
، مُحَامٍ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ، كَهْفٌ لِلْمُسْلِمِينَ ، لَايَخْرِقُ الثَّنَاءُ
سَمْعَهُ ، وَلَا يَنْكِي الطَّمَعُ قَلْبَهُ ، وَلَا يَصْرِفُ اللَّعِبُ حُكْمَهُ ، وَلَا يُطْلِعُ الْجَاهِلَ
عِلْمَهُ ، قَوَّالٌ ، عَمَّالٌ ، عَالِمٌ ، حَازِمٌ ، لَا بِفَحَّاشٍ
، وَلَا بِطَيَّاشٍ ، وَصُولٌ فِي غَيْرِ عُنْفٍ ، بَذُولٌ فِي غَيْرِ سَرَفٍ
، لَابِخَتَّالٍ ، وَلَا بِغَدَّارٍ ، وَلَا يَقْتَفِي أَثَراً ،
__________________
وَلَا يَحِيفُ بَشَراً ،
رَفِيقٌ بِالْخَلْقِ ، سَاعٍ فِي الْأَرْضِ ، عَوْنٌ لِلضَّعِيفِ ، غَوْثٌ
لِلْمَلْهُوفِ ، لَا يَهْتِكُ سِتْراً ، وَلَا يَكْشِفُ سِرّاً ، كَثِيرُ
الْبَلْوى ، قَلِيلُ الشَّكْوى.
إِنْ رَأى خَيْراً
ذَكَرَهُ ، وَإِنْ عَايَنَ شَرّاً سَتَرَهُ ، يَسْتُرُ الْعَيْبَ ، وَيَحْفَظُ
الْغَيْبَ ، وَيُقِيلُ الْعَثْرَةَ ، وَيَغْفِرُ الزَّلَّةَ ، لَايَطَّلِعُ عَلى
نُصْحٍ فَيَذَرَهُ ، وَلَا يَدَعُ جِنْحَ حَيْفٍ فَيُصْلِحَهُ ، أَمِينٌ ، رَصِينٌ ، تَقِيٌّ ،
نَقِيٌّ ، زَكِيٌّ ، رَضِيٌّ ، يَقْبَلُ الْعُذْرَ ، وَيُجْمِلُ الذِّكْرَ ،
وَيُحْسِنُ بِالنَّاسِ الظَّنَّ ، وَيَتَّهِمُ عَلَى الْعَيْبِ نَفْسَهُ ،
يُحِبُّ فِي اللهِ بِفِقْهٍ وَعِلْمٍ ، وَيَقْطَعُ فِي اللهِ بِحَزْمٍ وَعَزْمٍ ،
لَايَخْرَقُ بِهِ فَرَحٌ ، وَلَا يَطِيشُ بِهِ
__________________
مَرَحٌ ، مُذَكِّرٌ
لِلْعَالِمِ ، مُعَلِّمٌ لِلْجَاهِلِ ، لَايُتَوَقَّعُ لَهُ بَائِقَةٌ ، وَلَا يُخَافُ
لَهُ غَائِلَةٌ ، كُلُّ سَعْيٍ أَخْلَصُ عِنْدَهُ مِنْ سَعْيِهِ ، وَكُلُّ
نَفْسٍ أَصْلَحُ عِنْدَهُ مِنْ نَفْسِهِ ، عَالِمٌ بِعَيْبِهِ ، شَاغِلٌ بِغَمِّهِ ،
لَا يَثِقُ بِغَيْرِ رَبِّهِ ، غَرِيبٌ ، وَحِيدٌ ، جَرِيدٌ ، حَزِينٌ ، يُحِبُّ فِي اللهِ ، وَيُجَاهِدُ فِي اللهِ لِيَتَّبِعَ رِضَاهُ ، وَلَا
يَنْتَقِمُ لِنَفْسِهِ بِنَفْسِهِ ، وَلَا يُوَالِي فِي سَخَطِ رَبِّهِ ،
مُجَالِسٌ لِأَهْلِ الْفَقْرِ ، مُصَادِقٌ لِأَهْلِ الصِّدْقِ ، مُؤَازِرٌ لِأَهْلِ
الْحَقِّ ، عَوْنٌ لِلْغَرِيبِ ، أَبٌ لِلْيَتِيمِ ، بَعْلٌ لِلْأَرْمَلَةِ ، حَفِيٌّ بِأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ ،
مَرْجُوٌّ لِكُلِّ كَرِيهَةٍ ، مَأْمُولٌ لِكُلِّ
__________________
شِدَّةٍ ، هَشَّاشٌ ، بَشَّاشٌ ، لَابِعَبَّاسٍ
وَلَا بِجَسَّاسٍ ، صَلِيبٌ ، كَظَّامٌ ، بَسَّامٌ ، دَقِيقُ
النَّظَرِ ، عَظِيمُ الْحَذَرِ.
لَا يَجْهَلُ ،
وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ يَحْلُمُ ، لَايَبْخَلُ ، وَإِنْ بُخِلَ عَلَيْهِ صَبَرَ ، عَقَلَ فَاسْتَحْيَا ، وَقَنِعَ فَاسْتَغْنى ،
حَيَاؤُهُ يَعْلُو شَهْوَتَهُ ، وَوُدُّهُ يَعْلُو حَسَدَهُ ، وَعَفْوُهُ
يَعْلُو حِقْدَهُ ، لَايَنْطِقُ بِغَيْرِ صَوَابٍ ، وَلَا يَلْبَسُ إِلاَّ
الِاقْتِصَادَ ، مَشْيُهُ التَّوَاضُعُ ، خَاضِعٌ لِرَبِّهِ
بِطَاعَتِهِ ، رَاضٍ عَنْهُ فِي كُلِّ حَالَاتِهِ ، نِيَّتُهُ خَالِصَةٌ ،
أَعْمَالُهُ لَيْسَ فِيهَا غِشٌّ وَلَا خَدِيعَةٌ ، نَظَرُهُ عِبْرَةٌ ، وسُكُوتُهُ فِكْرَةٌ ،
وَكَلَامُهُ حِكْمَةٌ ، مُنَاصِحاً مُتَبَاذِلاً مُتَوَاخِياً ، نَاصِحٌ
__________________
فِي السِّرِّ
وَالْعَلَانِيَةِ ، لَايَهْجُرُ أَخَاهُ وَلَا يَغْتَابُهُ ، وَلَا يَمْكُرُ بِهِ
، وَلَا يَأْسَفُ عَلى مَا فَاتَهُ ، وَلَا يَحْزَنُ عَلى مَا أَصَابَهُ ، وَلَا
يَرْجُو مَا لَايَجُوزُ لَهُ الرَّجَاءُ ، وَلَا يَفْشَلُ فِي الشِّدَّةِ ، وَلَا يَبْطَرُ
فِي الرَّخَاءِ ، يَمْزُجُ الْحِلْمَ بِالْعِلْمِ ، وَالْعَقْلَ
بِالصَّبْرِ.
تَرَاهُ بَعِيداً
كَسَلُهُ ، دَائِماً نَشَاطُهُ ، قَرِيباً أَمَلُهُ ، قَلِيلاً زَلَلُهُ ،
مُتَوَقِّعاً لِأَجَلِهِ ، خَاشِعاً قَلْبُهُ ، ذَاكِراً رَبَّهُ ، قَانِعَةً نَفْسُهُ ،
مَنْفِيّاً جَهْلُهُ ، سَهْلاً أَمْرُهُ ، حَزِيناً لِذَنْبِهِ ، مَيِّتَةً
شَهْوَتُهُ ، كَظُوماً غَيْظَهُ ، صَافِياً خُلُقُهُ ، آمِناً مِنْهُ جَارُهُ ،
ضَعِيفاً كِبْرُهُ ، قَانِعاً بِالَّذِي قُدِّرَ لَهُ ، مَتِيناً صَبْرُهُ ،
مُحْكَماً أَمْرُهُ ، كَثِيراً ذِكْرُهُ ، يُخَالِطُ النَّاسَ لِيَعْلَمَ ،
وَيَصْمُتُ لِيَسْلَمَ ، وَيَسْأَلُ لِيَفْهَمَ ، وَيَتَّجِرُ لِيَغْنَمَ ،
لَايُنْصِتُ لِلْخَبَرِ لِيَفْخَرَ بِهِ ، وَلَا يَتَكَلَّمُ لِيَتَجَبَّرَ بِهِ عَلى مَنْ
سِوَاهُ ، نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ ،
أَتْعَبَ نَفْسَهُ لِآخِرَتِهِ ، فَأَرَاحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ ، إِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ صَبَرَ
حَتّى يَكُونَ اللهُ الَّذِي يَنْتَصِرُ لَهُ ، بُعْدُهُ
__________________
مِمَّنْ تَبَاعَدَ مِنْهُ
بُغْضٌ وَنَزَاهَةٌ ، وَدُنُوُّهُ مِمَّنْ دَنَا مِنْهُ لِينٌ وَرَحْمَةٌ ،
لَيْسَ تَبَاعُدُهُ تَكَبُّراً وَلَا عَظَمَةً ، وَلَا دُنُوُّهُ خَدِيعَةً وَلَا
خِلَابَةً ، بَلْ يَقْتَدِي بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ أَهْلِ
الْخَيْرِ ، فَهُوَ إِمَامٌ لِمَنْ بَعْدَهُ مِنْ أَهْلِ الْبِرِّ ».
قَالَ : « فَصَاحَ
هَمَّامٌ صَيْحَةً ، ثُمَّ وَقَعَ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ ، فَقَالَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : أَمَا وَاللهِ ، لَقَدْ كُنْتُ أَخَافُهَا عَلَيْهِ ،
وَقَالَ : هكَذَا تَصْنَعُ الْمَوْعِظَةُ الْبَالِغَةُ بِأَهْلِهَا ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ : فَمَا
بَالُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ : إِنَّ لِكُلٍّ أَجَلاً
لَايَعْدُوهُ ، وَسَبَباً لَايُجَاوِزُهُ ، فَمَهْلاً لَاتُعِدْ ، فَإِنَّمَا
نَفَثَ عَلى لِسَانِكَ شَيْطَانٌ ».
__________________
٢٢٨١ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ فِيهِ
ثَمَانُ خِصَالٍ : وَقُورٌ عِنْدَ الْهَزَاهِزِ ، صَبُورٌ عِنْدَ
الْبَلَاءِ ، شَكُورٌ عِنْدَ الرَّخَاءِ ، قَانِعٌ بِمَا رَزَقَهُ
اللهُ ، لَايَظْلِمُ الْأَعْدَاءَ ، وَلَا يَتَحَامَلُ لِلْأَصْدِقَاءِ
، بَدَنُهُ مِنْهُ فِي تَعَبٍ وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ ، إِنَّ الْعِلْمَ خَلِيلُ
الْمُؤْمِنِ ، وَالْحِلْمَ وَزِيرُهُ ، وَالصَّبْرَ أَمِيرُ
جُنُودِهِ ، وَالرِّفْقَ أَخُوهُ ، وَاللِّينَ وَالِدُهُ ».
__________________
٢٢٨٢ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ
أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ يَصْمُتُ لِيَسْلَمَ ،
وَيَنْطِقُ لِيَغْنَمَ ، لَا يُحَدِّثُ أَمَانَتَهُ الْأَصْدِقَاءَ ، وَلَا
يَكْتُمُ شَهَادَتَهُ مِنَ الْبُعَدَاءِ ، وَلَا يَعْمَلُ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ رِيَاءً ، وَلَا
يَتْرُكُهُ حَيَاءً ، إِنْ زُكِّيَ خَافَ مِمَّا يَقُولُونَ ، وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ لِمَا لَايَعْلَمُونَ ،
لَا يَغُرُّهُ قَوْلُ مَنْ جَهِلَهُ ، وَيَخَافُ إِحْصَاءَ مَا عَمِلَهُ
».
٢٢٨٣ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ مَنْ رَوَاهُ :
رَفَعَهُ إِلى
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ لَهُ قُوَّةٌ فِي
دِينٍ ، وَحَزْمٌ فِي لِينٍ ، وَإِيمَانٌ فِي يَقِينٍ ، وَحِرْصٌ فِي فِقْهٍ ،
وَنَشَاطٌ فِي هُدًى ، وَبِرٌّ فِي اسْتِقَامَةٍ ، وَعِلْمٌ فِي
__________________
حِلْمٍ ، وَكَيْسٌ
فِي رِفْقٍ ، وَسَخَاءٌ فِي حَقٍّ ، وَقَصْدٌ فِي غِنًى ، وَتَجَمُّلٌ فِي فَاقَةٍ ،
وَعَفْوٌ فِي قُدْرَةٍ ، وَطَاعَةٌ لِلّهِ فِي نَصِيحَةٍ ، وَانْتِهَاءٌ فِي شَهْوَةٍ ، وَوَرَعٌ فِي
رَغْبَةٍ ، وَحِرْصٌ فِي جِهَادٍ ، وَصَلَاةٌ فِي شُغُلٍ ، وَصَبْرٌ فِي
شِدَّةٍ ، وَفِي الْهَزَاهِزِ وَقُورٌ ، وَ فِي الْمَكَارِهِ صَبُورٌ ، وَفِي الرَّخَاءِ شَكُورٌ ، وَ
لَايَغْتَابُ وَلَا يَتَكَبَّرُ ، وَلَا يَقْطَعُ الرَّحِمَ ، وَلَيْسَ
بِوَاهِنٍ وَلَا فَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ ، وَ لَايَسْبِقُهُ بَصَرُهُ ، وَلَا
يَفْضَحُهُ بَطْنُهُ ، وَلَا يَغْلِبُهُ فَرْجُهُ ، وَلَا يَحْسُدُ النَّاسَ ،
يُعَيَّرُ وَلَا يُعَيِّرُ ، وَلَا يُسْرِفُ ، يَنْصُرُ الْمَظْلُومَ ، وَيَرْحَمُ الْمِسْكِينَ ،
نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ ، لَايَرْغَبُ فِي
عِزِّ الدُّنْيَا ، وَلَا يَجْزَعُ مِنْ ذُلِّهَا ، لِلنَّاسِ
هَمٌّ قَدْ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ ، وَ لَهُ هَمٌّ قَدْ شَغَلَهُ ، لَايُرى فِي حُكْمِهِ نَقْصٌ ، وَلَا فِي رَأْيِهِ
__________________
وَهْنٌ ، وَلَا
فِي دِينِهِ ضَيَاعٌ ، يُرْشِدُ مَنِ اسْتَشَارَهُ ، وَيُسَاعِدُ مَنْ
سَاعَدَهُ ، وَيَكِيعُ عَنِ الْخَنَا وَالْجَهْلِ ».
٢٢٨٤ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ :
عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام ، قَالَ : « مَرَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام بِمَجْلِسٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَإِذَا هُوَ بِقَوْمٍ بِيضٍ ثِيَابُهُمْ ،
صَافِيَةٍ أَلْوَانُهُمْ ، كَثِيرٍ ضِحْكُهُمْ ، يُشِيرُونَ بِأَصَابِعِهِمْ إِلى
مَنْ يَمُرُّ بِهِمْ ، ثُمَّ مَرَّ عليهالسلام بِمَجْلِسٍ لِلْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ، فَإِذَا قَوْمٌ بُلِيَتْ
مِنْهُمُ الْأَبْدَانُ ، وَدَقَّتْ مِنْهُمُ الرِّقَابُ ، وَاصْفَرَّتْ مِنْهُمُ
الْأَلْوَانُ ، وَقَدْ تَوَاضَعُوا بِالْكَلَامِ ، فَتَعَجَّبَ عَلِيٌّ عليهالسلام مِنْ ذلِكَ ، وَدَخَلَ عَلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، إِنِّي مَرَرْتُ
بِمَجْلِسٍ لِآلِ فُلَانٍ ، ثُمَّ
__________________
وَصَفَهُمْ ، وَ مَرَرْتُ بِمَجْلِسٍ
لِلْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ، فَوَصَفَهُمْ. ثُمَّ قَالَ عليهالسلام : وَجَمِيعٌ مُؤْمِنُونَ ، فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللهِ ، بِصِفَةِ
الْمُؤْمِنِ.
فَنَكَسَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : عِشْرُونَ خَصْلَةً فِي الْمُؤْمِنِ ،
فَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ لَمْ يَكْمُلْ إِيمَانُهُ.
إِنَّ مِنْ
أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ يَا عَلِيُّ : الْحَاضِرُونَ الصَّلَاةَ ،
وَالْمُسَارِعُونَ إِلَى الزَّكَاةِ ، وَالْمُطْعِمُونَ الْمِسْكِينَ ، الْمَاسِحُونَ
رَأْسَ الْيَتِيمِ ، الْمُطَهِّرُونَ أَطْمَارَهُمْ ،
الْمُتَّزِرُونَ عَلى أَوْسَاطِهِمُ ؛ الَّذِينَ إِنْ حَدَّثُوا لَمْ
يَكْذِبُوا ،
__________________
وَإِذَا وَعَدُوا لَمْ
يُخْلِفُوا ، وَإِذَا ائْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا ، وَإِذَا تَكَلَّمُوا
صَدَقُوا ، رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ ، أُسُدٌ بِالنَّهَارِ ، صَائِمُونَ النَّهَارَ ، قَائِمُونَ اللَّيْلَ ، لَايُؤْذُونَ
جَاراً ، وَلَا يَتَأَذّى بِهِمْ جَارٌ ؛ الَّذِينَ مَشْيُهُمْ عَلى الْأَرْضِ
هَوْنٌ ، وَخُطَاهُمْ إِلى بُيُوتِ الْأَرَامِلِ ، وَعَلى أَثَرِ
الْجَنَائِزِ ؛ جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الْمُتَّقِينَ ».
٢٢٨٥ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ ، قَالَ
:
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ ،
__________________
فَهُوَ مُؤْمِنٌ ».
٢٢٨٦ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَعْلَانَ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ الْعَبْدِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « شِيعَتُنَا الشَّاحِبُونَ الذَّابِلُونَ النَّاحِلُونَ ، الَّذِينَ إِذَا
جَنَّهُمُ اللَّيْلُ ، اسْتَقْبَلُوهُ بِحُزْنٍ ».
__________________
٢٢٨٧ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « شِيعَتُنَا أَهْلُ الْهُدى ، وَأَهْلُ التُّقى ، وَأَهْلُ
الْخَيْرِ ، وَأَهْلُ الْإِيمَانِ ، وَأَهْلُ الْفَتْحِ وَ الظَّفَرِ ».
٢٢٨٨ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مَنْصُورٍ بُزُرْجَ ، عَنْ
مُفَضَّلٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِيَّاكَ وَالسَّفِلَةَ ، فَإِنَّمَا شِيعَةُ عَلِيٍّ عليهالسلام مَنْ عَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ ، وَاشْتَدَّ جِهَادُهُ ، وَعَمِلَ
لِخَالِقِهِ ، وَرَجَا ثَوَابَهُ ، وَخَافَ عِقَابَهُ ، فَإِذَا رَأَيْتَ أُولئِكَ
، فَأُولئِكَ شِيعَةُ جَعْفَرٍ عليهالسلام ».
__________________
٢٢٨٩ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ شِيعَةَ عَلِيٍّ عليهالسلام كَانُوا خُمْصَ الْبُطُونِ ، ذُبُلَ الشِّفَاهِ ، أَهْلَ رَأْفَةٍ
وَعِلْمٍ وَحِلْمٍ ، يُعْرَفُونَ بِالرَّهْبَانِيَّةِ ، فَأَعِينُوا عَلى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِالْوَرَعِ
وَالِاجْتِهَادِ ».
٢٢٩٠ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ الَّذِي إِذَا غَضِبَ ،
لَمْ يُخْرِجْهُ غَضَبُهُ مِنْ حَقٍّ ؛
__________________
وَإِذَا رَضِيَ ،
لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ ؛ وَإِذَا قَدَرَ ، لَمْ يَأْخُذْ أَكْثَرَ
مِمَّا لَهُ ».
٢٢٩١ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « يَا سُلَيْمَانُ ، أَتَدْرِي مَنِ الْمُسْلِمُ؟
» قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَنْتَ أَعْلَمُ ، قَالَ : « الْمُسْلِمُ مَنْ
سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ».
ثُمَّ قَالَ : «
وَتَدْرِي مَنِ الْمُؤْمِنُ؟ » قَالَ : قُلْتُ :
أَنْتَ أَعْلَمُ ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ مَنِ ائْتَمَنَهُ الْمُسْلِمُونَ عَلى
أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ، وَالْمُسْلِمُ حَرَامٌ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ
يَظْلِمَهُ ، أَوْ يَخْذُلَهُ ، أَوْ يَدْفَعَهُ دَفْعَةً تُعَنِّتُهُ ».
٢٢٩٢ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ الَّذِي إِذَا رَضِيَ ،
لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي إِثْمٍ وَلَا بَاطِلٍ ؛ وَإِذَا سَخِطَ ، لَمْ
يُخْرِجْهُ سَخَطُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ ؛ وَالَّذِي إِذَا قَدَرَ ، لَمْ
تُخْرِجْهُ قُدْرَتُهُ إِلَى التَّعَدِّي إِلى مَا لَيْسَ لَهُ
بِحَقٍّ ».
٢٢٩٣ / ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :
سَمِعْتُهُ
يَقُولُ : « الْمُؤْمِنُونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ ، كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ ، إِنْ قِيدَ انْقَادَ ،
وَإِنْ أُنِيخَ عَلى صَخْرَةٍ اسْتَنَاخَ ».
__________________
٢٢٩٤ / ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « ثَلَاثَةٌ مِنْ عَلَامَاتِ الْمُؤْمِنِ :
الْعِلْمُ بِاللهِ ، وَمَنْ يُحِبُّ ، وَمَنْ يَكْرَهُ ».
٢٢٩٥ / ١٦. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ :
« قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الْمُؤْمِنُ كَمِثْلِ شَجَرَةٍ لَايَتَحَاتُّ وَرَقُهَا فِي
شِتَاءٍ وَلَا صَيْفٍ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَ مَا هِيَ؟ قَالَ
: النَّخْلَةُ ».
٢٢٩٦ / ١٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْأَعْجَمِيِّ ، عَنْ
بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ حَلِيمٌ لَايَجْهَلُ ، وَإِنْ
جُهِلَ عَلَيْهِ يَحْلُمُ ؛
__________________
وَلَا يَظْلِمُ ،
وَإِنْ ظُلِمَ غَفَرَ ؛ وَلَا يَبْخَلُ ، وَإِنْ بُخِلَ عَلَيْهِ صَبَرَ ».
٢٢٩٧ / ١٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ جَيْفَرٍ ، عَنْ آدَمَ
أَبِي الْحُسَيْنِ اللُّؤْلُؤِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ مَنْ طَابَ مَكْسَبُهُ ،
وَحَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ ، وَصَحَّتْ سَرِيرَتُهُ ، وَأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ
مَالِهِ ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ كَلَامِهِ ، وَكَفَى النَّاسَ شَرَّهُ ، وَأَنْصَفَ
النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ ».
٢٢٩٨ / ١٩. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ ؟ مَنِ ائْتَمَنَهُ
__________________
الْمُؤْمِنُونَ عَلى
أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ؛ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِالْمُسْلِمِ ؟ مَنْ سَلِمَ
الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ؛ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ
وَتَرَكَ مَا حَرَّمَ اللهُ ، وَالْمُؤْمِنُ حَرَامٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَظْلِمَهُ
، أَوْ يَخْذُلَهُ ، أَوْ يَغْتَابَهُ ، أَوْ يَدْفَعَهُ دَفْعَةً ».
٢٢٩٩ / ٢٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ
أَبِي أَيُّوبَ الْعَطَّارِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « إِنَّمَا شِيعَةُ عَلِيٍّ عليهالسلام الْحُلَمَاءُ الْعُلَمَاءُ ، الذُّبُلُ الشِّفَاهِ ، تُعْرَفُ
الرَّهْبَانِيَّةُ عَلى وُجُوهِهِمْ ».
٢٣٠٠
/ ٢١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا
، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « صَلّى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام بِالنَّاسِ الصُّبْحَ بِالْعِرَاقِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ
وَعَظَهُمْ ، فَبَكى وَأَبْكَاهُمْ مِنْ خَوْفِ اللهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَا
وَاللهِ ، لَقَدْ عَهِدْتُ أَقْوَاماً
__________________
عَلى عَهْدِ خَلِيلِي
رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَ إِنَّهُمْ لَيُصْبِحُونَ وَيُمْسُونَ شُعْثاً غُبْراً خُمْصاً ، بَيْنَ
أَعْيُنِهِمْ كَرُكَبِ الْمِعْزى ، يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً ،
يُرَاوِحُونَ بَيْنَ أَقْدَامِهِمْ وَجِبَاهِهِمْ ، يُنَاجُونَ
رَبَّهُمْ ، وَيَسْأَلُونَهُ فَكَاكَ رِقَابِهِمْ مِنَ النَّارِ ، وَاللهِ لَقَدْ
رَأَيْتُهُمْ مَعَ
__________________
هذَا وَهُمْ
خَائِفُونَ مُشْفِقُونَ ».
٢٣٠١ / ٢٢. عَنْهُ ، عَنِ السِّنْدِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
الصَّلْتِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « صَلّى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام الْفَجْرَ ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ فِي مَوْضِعِهِ حَتّى صَارَتِ الشَّمْسُ عَلى قِيدِ رُمْحٍ ،
وَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ ، فَقَالَ : وَاللهِ لَقَدْ
أَدْرَكْتُ أَقْوَاماً يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً ، يُخَالِفُونَ بَيْنَ
جِبَاهِهِمْ وَرُكَبِهِمْ ، كَأَنَّ زَفِيرَ النَّارِ فِي آذَانِهِمْ ؛ إِذَا ذُكِرَ اللهُ
عِنْدَهُمْ مَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَرُ ، كَأَنَّمَا الْقَوْمُ
بَاتُوا غَافِلِينَ ».
قَالَ : « ثُمَّ
قَامَ ، فَمَا رُئِيَ ضَاحِكاً حَتّى قُبِضَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ».
__________________
٢٣٠٢ / ٢٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ،
قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ أَصْحَابِي ، فَانْظُرْ مَنِ اشْتَدَّ
وَرَعُهُ ، وَخَافَ خَالِقَهُ ، وَرَجَا ثَوَابَهُ ، فَإِذَا رَأَيْتَ
هؤُلَاءِ ، فَهؤُلَاءِ أَصْحَابِي ».
٢٣٠٣ / ٢٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَشْعَثِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ
، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ أَبِيهِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : شِيعَتُنَا الْمُتَبَاذِلُونَ فِي وَلَايَتِنَا ، الْمُتَحَابُّونَ فِي
مَوَدَّتِنَا ، الْمُتَزَاوِرُونَ فِي إِحْيَاءِ أَمْرِنَا ؛ الَّذِينَ إِنْ غَضِبُوا لَمْ
يَظْلِمُوا ، وَإِنْ رَضُوا لَمْ يُسْرِفُوا ، بَرَكَةٌ عَلى مَنْ جَاوَرُوا ،
سِلْمٌ لِمَنْ خَالَطُوا ».
٢٣٠٤ / ٢٥. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سِنَانٍ ، عَنْ عِيسَى النَّهْرِتِيرِيِّ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ عَرَفَ اللهَ وَعَظَّمَهُ مَنَعَ فَاهُ مِنَ الْكَلَامِ ، وَبَطْنَهُ مِنَ
الطَّعَامِ ، وَعَفَا نَفْسَهُ بِالصِّيَامِ وَالْقِيَامِ.
قَالُوا :
بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، هؤُلَاءِ أَوْلِيَاءُ
اللهِ؟
قَالَ : إِنَّ
أَوْلِيَاءَ اللهِ سَكَتُوا ؛ فَكَانَ سُكُوتُهُمْ ذِكْراً ، وَنَظَرُوا ؛
فَكَانَ نَظَرُهُمْ عِبْرَةً ، وَنَطَقُوا ؛ فَكَانَ نُطْقُهُمْ حِكْمَةً ،
وَمَشَوْا ؛ فَكَانَ مَشْيُهُمْ بَيْنَ النَّاسِ بَرَكَةً ، لَوْ لَا الْآجَالُ
الَّتِي قَدْ كُتِبَتْ عَلَيْهِمْ ، لَمْ تَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ
فِي أَجْسَادِهِمْ ؛ خَوْفاً مِنَ الْعَذَابِ ، وَشَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ ».
__________________
٢٣٠٥ / ٢٦. عَنْهُ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ رَفَعَهُ
، قَالَ :
خَطَبَ النَّاسَ الْحَسَنُ بْنُ
عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، فَقَالَ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، أَنَا أُخْبِرُكُمْ
عَنْ أَخٍ لِي كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ فِي عَيْنِي ، وَكَانَ رَأْسُ مَا
عَظُمَ بِهِ فِي عَيْنِي صِغَرَ الدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ ، كَانَ
خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِهِ ؛ فَلَا يَشْتَهِي مَا لَايَجِدُ ،
وَلَا يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ ، كَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ فَرْجِهِ ؛ فَلَا
يَسْتَخِفُّ لَهُ عَقْلَهُ وَلَا رَأْيَهُ ، كَانَ خَارِجاً مِنْ
سُلْطَانِ الْجَهَالَةِ ؛ فَلَا يَمُدُّ يَدَهُ إِلاَّ عَلى ثِقَةٍ لِمَنْفَعَةٍ ، كَانَ
لَايَتَشَهّى وَلَا يَتَسَخَّطُ وَلَا يَتَبَرَّمُ ، كَانَ أَكْثَرَ
دَهْرِهِ صَمَّاتاً ، فَإِذَا قَالَ ، بَذَّ الْقَائِلِينَ ،
كَانَ
__________________
لَا يَدْخُلُ فِي
مِرَاءٍ ، وَلَا يُشَارِكُ فِي دَعْوًى ، وَلَا يُدْلِي بِحُجَّةٍ
حَتّى يَرى قَاضِياً ، وَ كَانَ لَايَغْفُلُ عَنْ إِخْوَانِهِ ، وَلَايَخُصُّ
نَفْسَهُ بِشَيْءٍ دُونَهُمْ ، كَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً ، فَإِذَا جَاءَ الْجِدُّ كَانَ لَيْثاً
عَادِياً ، كَانَ لَايَلُومُ أَحَداً فِيمَا يَقَعُ الْعُذْرُ فِي
مِثْلِهِ حَتّى يَرَى اعْتِذَاراً ، كَانَ يَفْعَلُ مَا يَقُولُ ، وَيَفْعَلُ مَا لَايَقُولُ ، كَانَ
إِذَا ابْتَزَّهُ أَمْرَانِ لَايَدْرِي أَيُّهُمَا أَفْضَلُ ، نَظَرَ إِلى
أَقْرَبِهِمَا إِلَى الْهَوى فَخَالَفَهُ ، كَانَ لَايَشْكُو
وَجَعاً إِلاَّ عِنْدَ مَنْ يَرْجُو عِنْدَهُ الْبُرْءَ ، وَلَا يَسْتَشِيرُ
إِلاَّ مَنْ يَرْجُو عِنْدَهُ النَّصِيحَةَ ، كَانَ لَايَتَبَرَّمُ وَلَا
يَتَسَخَّطُ وَلَا يَتَشَكّى وَلَا يَتَشَهّى وَلَا يَنْتَقِمُ ، وَلَا يَغْفُلُ
عَنِ الْعَدُوِّ ؛ فَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ هذِهِ الْأَخْلَاقِ الْكَرِيمَةِ
__________________
إِنْ
أَطَقْتُمُوهَا ، فَإِنْ لَمْ تُطِيقُوهَا كُلَّهَا ، فَأَخْذُ
الْقَلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثِيرِ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ
بِاللهِ ».
٢٣٠٦ / ٢٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مِهْزَمٍ ؛ وَبَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَاهِلِيِّ ؛ وَأَبُو عَلِيٍّ
الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنِ الْعَبَّاسِ
بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ مِهْزَمٍ
الْأَسَدِيِّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا مِهْزَمُ ، شِيعَتُنَا مَنْ لَايَعْدُو صَوْتُهُ
سَمْعَهُ ، وَلَا شَحْنَاؤُهُ بَدَنَهُ ، وَلَا يَمْتَدِحُ بِنَا مُعْلِناً ، وَلَا يُجَالِسُ لَنَا عَائِباً ، وَلَا
يُخَاصِمُ لَنَا قَالِياً ؛ إِنْ لَقِيَ
__________________
مُؤْمِناً
أَكْرَمَهُ ، وَإِنْ لَقِيَ جَاهِلاً هَجَرَهُ ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ
فِدَاكَ ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِهؤُلَاءِ الْمُتَشَيِّعَةِ؟
قَالَ : « فِيهِمُ
التَّمْيِيزُ ، وَفِيهِمُ التَّبْدِيلُ ، وَفِيهِمُ التَّمْحِيصُ ، تَأْتِي عَلَيْهِمْ
سِنُونَ تُفْنِيهِمْ ، وَطَاعُونٌ يَقْتُلُهُمْ ، وَاخْتِلَافٌ
يُبَدِّدُهُمْ ؛ شِيعَتُنَا مَنْ لَايَهِرُّ هَرِيرَ الْكَلْبِ ، وَلَا يَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ ،
وَلَا يَسْأَلُ عَدُوَّنَا وَإِنْ مَاتَ جُوعاً ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ
فِدَاكَ ، فَأَيْنَ أَطْلُبُ هؤُلَاءِ؟
قَالَ : « فِي
أَطْرَافِ الْأَرْضِ ، أُولئِكَ الْخَفِيضُ عَيْشُهُمْ ، الْمُنْتَقِلَةُ دِيَارُهُمْ ؛
إِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا ، وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، وَ مِنَ الْمَوْتِ
لَايَجْزَعُونَ ، وَفِي الْقُبُورِ يَتَزَاوَرُونَ ، وَ إِنْ لَجَأَ
إِلَيْهِمْ ذُو حَاجَةٍ مِنْهُمْ رَحِمُوهُ ، لَنْ تَخْتَلِفَ قُلُوبُهُمْ
وَإِنِ اخْتَلَفَ بِهِمُ الدَّارُ ».
__________________
ثُمَّ قَالَ : «
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَنَا الْمَدِينَةُ وَعَلِيٌّ عليهالسلام الْبَابُ ، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَدْخُلُ
الْمَدِينَةَ لَامِنْ قِبَلِ الْبَابِ ، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي
وَيُبْغِضُ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ».
٢٣٠٧ / ٢٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « مَنْ عَامَلَ النَّاسَ فَلَمْ
يَظْلِمْهُمْ ، وَحَدَّثَهُمْ فَلَمْ يَكْذِبْهُمْ ، وَوَعَدَهُمْ فَلَمْ
يُخْلِفْهُمْ ، كَانَ مِمَّنْ حُرِّمَتْ غِيبَتُهُ ، وَكَمَلَتْ
مُرُوءَتُهُ ، وَظَهَرَ عَدْلُهُ ، وَوَجَبَتْ أُخُوَّتُهُ ».
٢٣٠٨ / ٢٩. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ،
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ :
__________________
عَنْ أُمِّهِ
فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَكْمَلَ خِصَالَ
الْإِيمَانِ : إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ ، وَإِذَا غَضِبَ لَمْ
يُخْرِجْهُ الْغَضَبُ مِنَ الْحَقِّ ، وَإِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَعَاطَ مَا لَيْسَ لَهُ
».
٢٣٠٩ / ٣٠. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ،
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : إِنَّ لِأَهْلِ الدِّينِ عَلَامَاتٍ
__________________
يُعْرَفُونَ بِهَا
: صِدْقَ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءَ الْأَمَانَةِ ، وَوَفَاءً بِالْعَهْدِ ، وَصِلَةَ
الْأَرْحَامِ ، وَرَحْمَةَ الضُّعَفَاءِ ، وَقِلَّةَ الْمُرَاقَبَةِ لِلنِّسَاءِ ـ أَوْ
قَالَ : قِلَّةَ الْمُوَاتَاةِ لِلنِّسَاءِ ـ وَبَذْلَ الْمَعْرُوفِ ، وَحُسْنَ الْخُلُقِ ، وَسَعَةَ
الْخُلُقِ ، وَاتِّبَاعَ الْعِلْمِ وَمَا يُقَرِّبُ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ زُلْفى ، طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ؛ وَطُوبى شَجَرَةٌ فِي
الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِي دَارِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَلَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَفِي دَارِهِ غُصْنٌ مِنْهَا ،
لَايَخْطُرُ عَلى قَلْبِهِ شَهْوَةُ شَيْءٍ إِلاَّ أَتَاهُ بِهِ ذلِكَ
، وَلَوْ أَنَّ رَاكِباً مُجِدّاً سَارَ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ ، مَا
خَرَجَ مِنْهُ ؛ وَلَوْ طَارَ مِنْ أَسْفَلِهَا غُرَابٌ ، مَا بَلَغَ
أَعْلَاهَا حَتّى يَسْقُطَ هَرِماً ، أَلَا فَفِي هذَا فَارْغَبُوا ، إِنَّ
الْمُؤْمِنَ مِنْ نَفْسِهِ
__________________
فِي شُغُلٍ
وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ ؛ إِذَا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ افْتَرَشَ
وَجْهَهُ ، وَسَجَدَ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِمَكَارِمِ بَدَنِهِ ، يُنَاجِي
الَّذِي خَلَقَهُ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِهِ ، أَلَا فَهكَذَا كُونُوا
».
٢٣١٠ / ٣١. عَنْهُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ
عَمِيرَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو النَّخَعِيِّ ؛ قَالَ : وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ سَيْفٍ ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ ، عَنْ
سُلَيْمَانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « سُئِلَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَنْ خِيَارِ الْعِبَادِ ، فَقَالَ : الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا
اسْتَبْشَرُوا ، وَإِذَا أَسَاؤُوا اسْتَغْفَرُوا ، وَإِذَا أُعْطُوا شَكَرُوا ،
وَإِذَا ابْتُلُوا صَبَرُوا ،
__________________
وَإِذَا غَضِبُوا
غَفَرُوا ».
٢٣١١ / ٣٢. وَبِإِسْنَادِهِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ خِيَارَكُمْ أُولُو النُّهى ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
وَمَنْ أُولُو النُّهى؟ قَالَ : هُمْ أُولُو الْأَخْلَاقِ
الْحَسَنَةِ ، وَالْأَحْلَامِ الرَّزِينَةِ ، وَصَلَةُ الْأَرْحَامِ ، وَالْبَرَرَةُ
بِالْأُمَّهَاتِ وَالْآبَاءِ ، وَالْمُتَعَاهِدُونَ لِلْفُقَرَاءِ وَ
الْجِيرَانِ وَالْيَتَامى ، وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ ، وَيُفْشُونَ السَّلَامَ فِي
الْعَالَمِ ، وَيُصَلُّونَ وَالنَّاسُ نِيَامٌ غَافِلُونَ ».
__________________
٢٣١٢ / ٣٣. عَنْهُ ، عَنِ الْهَيْثَمِ النَّهْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَيُّ الْخِصَالِ بِالْمَرْءِ أَجْمَلُ؟
فَقَالَ : «
وَقَارٌ بِلَا مَهَابَةٍ ، وَسَمَاحٌ بِلَا طَلَبِ مُكَافَأَةٍ ، وَتَشَاغُلٌ
بِغَيْرِ مَتَاعِ الدُّنْيَا ».
٢٣١٣ / ٣٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي وَلاَّدٍ الْحَنَّاطِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام يَقُولُ : إِنَّ الْمَعْرِفَةَ بِكَمَالِ دِينِ الْمُسْلِمِ تَرْكُهُ
الْكَلَامَ فِيمَا لَايَعْنِيهِ ، وَقِلَّةُ مِرَائِهِ ، وَحِلْمُهُ ،
وَصَبْرُهُ ، وَحُسْنُ خُلُقِهِ ».
٢٣١٤ / ٣٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشْبَهِكُمْ بِي؟ قَالُوا : بَلى
__________________
يَا رَسُولَ اللهِ
، قَالَ : أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً ، وَأَلْيَنُكُمْ كَنَفاً ، وَأَبَرُّكُمْ
بِقَرَابَتِهِ ، وَأَشَدُّكُمْ حُبّاًلِإِخْوَانِهِ فِي دِينِهِ ، وَأَصْبَرُكُمْ
عَلَى الْحَقِّ ، وَأَكْظَمُكُمْ لِلْغَيْظِ ، وَأَحْسَنُكُمْ عَفْواً ،
وَأَشَدُّكُمْ مِنْ نَفْسِهِ إِنْصَافاً فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ ».
٢٣١٥ / ٣٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِ الْإِنْفَاقُ عَلى
قَدْرِ الْإِقْتَارِ ، وَالتَّوَسُّعُ عَلى قَدْرِ التَّوَسُّعِ ، وَإِنْصَافُ النَّاسِ ، وَابْتِدَاؤُهُ
إِيَّاهُمْ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ ».
٢٣١٦ / ٣٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ أَصْلَبُ مِنَ الْجَبَلِ ،
الْجَبَلُ
__________________
يُسْتَقَلُّ مِنْهُ ،
وَالْمُؤْمِنُ لَايُسْتَقَلُّ مِنْ دِينِهِ شَيْءٌ ».
٢٣١٧ / ٣٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ حَسَنُ الْمَعُونَةِ ، خَفِيفُ
الْمَؤُونَةِ ، جَيِّدُ التَّدْبِيرِ لِمَعِيشَتِهِ ، لَايُلْسَعُ مِنْ جُحْرٍ
مَرَّتَيْنِ ».
٢٣١٨ / ٣٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَارِثِ :
__________________
عَنِ الدِّلْهَاثِ
مَوْلَى الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُ الرِّضَا عليهالسلام يَقُولُ : « لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتّى
يَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ : سُنَّةٌ مِنْ رَبِّهِ ، وَسُنَّةٌ
مِنْ نَبِيِّهِ ، وَسُنَّةٌ مِنْ وَلِيِّهِ.
فَأَمَّا السُّنَّةُ مِنْ رَبِّهِ ،
فَكِتْمَانُ سِرِّهِ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( عالِمُ
الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ )
وَأَمَّا
السُّنَّةُ مِنْ نَبِيِّهِ ، فَمُدَارَاةُ النَّاسِ ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ أَمَرَ نَبِيَّهُ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِمُدَارَاةِ النَّاسِ ، فَقَالَ : ( خُذِ
الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ )
وَأَمَّا
السُّنَّةُ مِنْ وَلِيِّهِ ، فَالصَّبْرُ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ ».
__________________
١٠٠ ـ بَابٌ فِي قِلَّةِ
عَدَدِ الْمُؤْمِنِينَ
٢٣١٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشى ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « الْمُؤْمِنَةُ أَعَزُّ مِنَ الْمُؤْمِنِ
، وَ الْمُؤْمِنُ أَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ ؛ فَمَنْ رَأى
مِنْكُمُ الْكِبْرِيتَ الْأَحْمَرَ؟ ».
٢٣٢٠ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنْ كَامِلٍ
التَّمَّارِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « النَّاسُ كُلُّهُمْ بَهَائِمُ ـ ثَلَاثاً ـ إِلاَّ
قَلِيلاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالْمُؤْمِنُ غَرِيبٌ ـ ثَلَاثَ
مَرَّاتٍ ـ ».
٢٣٢١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ
__________________
عَنِ ابْنِ رِئَابٍ
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ لِأَبِي بَصِيرٍ : « أَمَا وَاللهِ ، لَوْ أَنِّي
أَجِدُ مِنْكُمْ ثَلَاثَةَ مُؤْمِنِينَ يَكْتُمُونَ حَدِيثِي ، مَا اسْتَحْلَلْتُ
أَنْ أَكْتُمَهُمْ حَدِيثاً ».
٢٣٢٢ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقُلْتُ لَهُ : وَاللهِ مَا يَسَعُكَ
الْقُعُودُ ، فَقَالَ : « وَ لِمَ يَا سَدِيرُ؟ » قُلْتُ : لِكَثْرَةِ مَوَالِيكَ
وَشِيعَتِكَ وَأَنْصَارِكَ ؛ وَاللهِ لَوْ كَانَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام مَا لَكَ مِنَ الشِّيعَةِ وَالْأَنْصَارِ وَالْمَوَالِي ، مَا طَمِعَ فِيهِ
تَيْمٌ وَلَا عَدِيٌّ ، فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، وَكَمْ عَسى أَنْ يَكُونُوا »
قُلْتُ : مِائَةَ أَلْفٍ ، قَالَ : « مِائَةَ أَلْفٍ؟! » قُلْتُ : نَعَمْ ،
وَمِائَتَيْ أَلْفٍ ، قَالَ : « مِائَتَيْ أَلْفٍ؟! » قُلْتُ : نَعَمْ ، وَنِصْفَ
الدُّنْيَا.
قَالَ : فَسَكَتَ
عَنِّي ، ثُمَّ قَالَ : « يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ تَبْلُغَ مَعَنَا إِلى يَنْبُعَ؟
» قُلْتُ : نَعَمْ ، فَأَمَرَ بِحِمَارٍ وَبَغْلٍ أَنْ يُسْرَجَا ، فَبَادَرْتُ ،
فَرَكِبْتُ الْحِمَارَ ، فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ،
__________________
تَرى أَنْ تُؤْثِرَنِي
بِالْحِمَارِ؟ » قُلْتُ : الْبَغْلُ أَزْيَنُ وَأَنْبَلُ ، قَالَ : «
الْحِمَارُ أَرْفَقُ بِي ». فَنَزَلْتُ ، فَرَكِبَ الْحِمَارَ ، وَرَكِبْتُ الْبَغْلَ ،
فَمَضَيْنَا ، فَحَانَتِ الصَّلَاةُ ، فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، انْزِلْ بِنَا
نُصَلِّ ».
ثُمَّ قَالَ : «
هذِهِ أَرْضٌ سَبِخَةٌ لَاتَجُوزُ الصَّلَاةُ فِيهَا » فَسِرْنَا حَتّى صِرْنَا إِلى أَرْضٍ
حَمْرَاءَ ، وَنَظَرَ إِلى غُلَامٍ يَرْعى جِدَاءً ، فَقَالَ : « وَاللهِ يَا
سَدِيرُ ، لَوْ كَانَ لِي شِيعَةٌ بِعَدَدِ هذِهِ الْجِدَاءِ ، مَا
وَسِعَنِي الْقُعُودُ » وَنَزَلْنَا وَصَلَّيْنَا ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ
الصَّلَاةِ ، عَطَفْتُ عَلَى الْجِدَاءِ ، فَعَدَدْتُهَا ، فَإِذَا هِيَ سَبْعَةَ
عَشَرَ.
٢٣٢٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ
سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :
قَالَ لِي عَبْدٌ
صَالِحٌ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : « يَا سَمَاعَةُ ، أَمِنُوا عَلى فُرُشِهِمْ
وَأَخَافُونِي ، أَمَا وَاللهِ ، لَقَدْ كَانَتِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
إِلاَّ وَاحِدٌ يَعْبُدُ اللهَ ، وَلَوْ كَانَ مَعَهُ غَيْرُهُ لَأَضَافَهُ
اللهُ
__________________
ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ
إِلَيْهِ حَيْثُ يَقُولُ : ( إِنَّ إِبْراهِيمَ
كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) فَغَبَرَ بِذلِكَ مَا
شَاءَ اللهُ.
ثُمَّ إِنَّ اللهَ
آنَسَهُ بِإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ، فَصَارُوا ثَلَاثَةً ، أَمَا وَاللهِ ،
إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَقَلِيلٌ ، وَإِنَّ أَهْلَ الْكُفْرِ لَكَثِيرٌ ، أَتَدْرِي لِمَ
ذَاكَ ؟ » فَقُلْتُ : لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ : «
صُيِّرُوا أُنْساً لِلْمُؤْمِنِينَ ، يَبُثُّونَ إِلَيْهِمْ مَا فِي صُدُورِهِمْ
، فَيَسْتَرِيحُونَ إِلى ذلِكَ ، وَيَسْكُنُونَ إِلَيْهِ ».
٢٣٢٤ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنِ النَّضْرِ ، عَنْ يَحْيى ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ
الْقَمَّاطِ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
__________________
قُلْتُ لِأَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَقَلَّنَا؟! لَوِ اجْتَمَعْنَا
عَلى شَاةٍ مَا أَفْنَيْنَاهَا ، فَقَالَ : «أَلَا أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ
ذلِكَ؟ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ ذَهَبُوا إِلاَّ ـ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ
ـ ثَلَاثَةً».
قَالَ حُمْرَانُ :
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا حَالُ عَمَّارٍ؟
قَالَ : « رَحِمَ اللهُ
عَمَّاراً أَبَا الْيَقْظَانِ بَايَعَ وَقُتِلَ شَهِيداً ». فَقُلْتُ
فِي نَفْسِي : مَا شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنَ الشَّهَادَةِ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ،
فَقَالَ : « لَعَلَّكَ تَرى أَنَّهُ مِثْلُ الثَّلَاثَةِ ، أَيْهَاتَ أَيْهَاتَ ».
٢٣٢٥ / ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
جَعْفَرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
الْحَسَنِ عليهالسلام يَقُولُ : « لَيْسَ كُلُّ مَنْ قَالَ بِوَلَايَتِنَا
مُؤْمِناً ، وَلكِنْ جُعِلُوا أُنْساً لِلْمُؤْمِنِينَ ».
__________________
١٠١ ـ بَابُ الرِّضَا
بِمَوْهِبَةِ الْإِيمَانِ وَالصَّبْرِ عَلى كُلِّ شَيْءٍ بَعْدَهُ
٢٣٢٦ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ،
عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « يَا عَبْدَ الْوَاحِدِ ، مَا يَضُرُّ رَجُلاً ـ إِذَا
كَانَ عَلى ذَا الرَّأْيِ ـ مَا قَالَ النَّاسُ لَهُ وَلَوْ قَالُوا :
مَجْنُونٌ ؛ وَمَا يَضُرُّهُ وَلَوْ
كَانَ عَلى رَأْسِ جَبَلٍ يَعْبُدُ اللهَ حَتّى يَجِيئَهُ الْمَوْتُ ».
٢٣٢٧ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ
مُؤْمِنٌ وَاحِدٌ ، لَاسْتَغْنَيْتُ بِهِ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِي ، وَلَجَعَلْتُ لَهُ مِنْ إِيمَانِهِ
أُنْساً لَايَحْتَاجُ إِلى أَحَدٍ ».
٢٣٢٨ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
__________________
أَبِي نَصْرٍ ،
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسى ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا يُبَالِي مَنْ عَرَّفَهُ
اللهُ هذَا الْأَمْرَ أَنْ يَكُونَ عَلى قُلَّةِ جَبَلٍ يَأْكُلُ مِنْ نَبَاتِ
الْأَرْضِ حَتّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ ».
٢٣٢٩ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ
أَنْ يَسْتَوْحِشَ إِلى أَخِيهِ فَمَنْ دُونَهُ ، الْمُؤْمِنُ
عَزِيزٌ فِي دِينِهِ ».
٢٣٣٠ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
خَالِدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ وَسَيْفِ بْنِ
عَمِيرَةَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي مَرْضَةٍ مَرِضَهَا لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلاَّ
رَأْسُهُ عليهالسلام ، فَقَالَ : « يَا فُضَيْلُ ، إِنَّنِي كَثِيراً مَا
أَقُولُ : مَا عَلى رَجُلٍ عَرَّفَهُ اللهُ هذَا الْأَمْرَ لَوْ كَانَ فِي
__________________
رَأْسِ جَبَلٍ
حَتّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ.
يَا فُضَيْلَ بْنَ
يَسَارٍ ، إِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا يَمِيناً وَشِمَالاً ، وَإِنَّا وَشِيعَتَنَا
هُدِينَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ؛ يَا فُضَيْلَ بْنَ يَسَارٍ ،
إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَوْ أَصْبَحَ لَهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ،
كَانَ ذلِكَ خَيْراً لَهُ ، وَلَوْ أَصْبَحَ مُقَطَّعاً أَعْضَاؤُهُ ، كَانَ ذلِكَ
خَيْراً لَهُ.
يَا فُضَيْلَ بْنَ
يَسَارٍ ، إِنَّ اللهَ لَايَفْعَلُ بِالْمُؤْمِنِ إِلاَّ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ ؛
يَا فُضَيْلَ بْنَ يَسَارٍ ، لَوْ عَدَلَتِ الدُّنْيَا عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ
بَعُوضَةٍ ، مَا سَقى عَدُوَّهُ مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ ؛ يَا فُضَيْلَ بْنَ يَسَارٍ ، إِنَّهُ مَنْ
كَانَ هَمُّهُ هَمّاً وَاحِداً ، كَفَاهُ اللهُ هَمَّهُ ؛ وَمَنْ كَانَ هَمُّهُ فِي كُلِّ وَادٍ ، لَمْ
يُبَالِ اللهُ بِأَيِّ وَادٍ هَلَكَ ».
٢٣٣١ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ الصَّيْقَلِ
وَالْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَا :
__________________
سَمِعْنَا أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : مَا تَرَدَّدْتُ فِي شَيْءٍ
أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِي فِي مَوْتِ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّنِي لَأُحِبُّ
لِقَاءَهُ ، وَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ ، فَأَصْرِفُهُ عَنْهُ ؛
وَإِنَّهُ لَيَدْعُونِي ، فَأُجِيبُهُ ؛ وَإِنَّهُ لَيَسْأَلُنِي ،
فَأُعْطِيهِ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِي
مُؤْمِنٌ ، لَاسْتَغْنَيْتُ بِهِ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِي ، وَلَجَعَلْتُ لَهُ مِنْ
إِيمَانِهِ أُنْساً لَايَسْتَوْحِشُ إِلى أَحَدٍ ».
__________________
١٠٢ ـ بَابٌ فِي سُكُونِ الْمُؤْمِنِ إِلَى الْمُؤْمِنِ
٢٣٣٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَسْكُنُ إِلَى
الْمُؤْمِنِ ، كَمَا يَسْكُنُ الظَّمْآنُ إِلَى الْمَاءِ الْبَارِدِ ».
١٠٣ ـ بَابٌ فِيمَا يَدْفَعُ اللهُ بِالْمُؤْمِنِ
٢٣٣٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ
التَّيْمِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَارَةَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ لَيَدْفَعُ بِالْمُؤْمِنِ
الْوَاحِدِ عَنِ الْقَرْيَةِ الْفَنَاءَ ».
٢٣٣٤ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « لَا يُصِيبُ قَرْيَةً عَذَابٌ وَفِيهَا
سَبْعَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ».
٢٣٣٥ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قِيلَ لَهُ فِي الْعَذَابِ : إِذَا نَزَلَ
بِقَوْمٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، وَلكِنْ يَخْلُصُونَ بَعْدَهُ ».
١٠٤ ـ بَابٌ فِي أَنَّ الْمُؤْمِنَ صِنْفَانِ
٢٣٣٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ نُصَيْرٍ أَبِي الْحَكَمِ الْخَثْعَمِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنَانِ : فَمُؤْمِنٌ صَدَقَ بِعَهْدِ اللهِ ، وَوَفى
بِشَرْطِهِ ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : (
رِجالٌ
صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ
) فَذلِكَ الَّذِي لَا تُصِيبُهُ أَهْوَالُ الدُّنْيَا وَلَا أَهْوَالُ الْآخِرَةِ ،
وَذلِكَ مِمَّنْ يَشْفَعُ وَلَا يُشْفَعُ لَهُ ؛ وَمُؤْمِنٌ
__________________
كَخَامَةِ الزَّرْعِ
تَعْوَجُّ أَحْيَاناً ، وَتَقُومُ أَحْيَاناً ،
فَذلِكَ مِمَّنْ تُصِيبُهُ أَهْوَالُ الدُّنْيَا وَأَهْوَالُ الْآخِرَةِ ، وَذلِكَ
مِمَّنْ يُشْفَعُ لَهُ وَلَا يَشْفَعُ ».
٢٣٣٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ خَالِدٍ الْعَمِّيِّ ، عَنْ خَضِرِ
بْنِ عَمْرٍو :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنَانِ
: مُؤْمِنٌ وَفى لِلّهِ بشُرُوطِهِ الَّتِي اشْتَرَطَهَا عَلَيْهِ ،
فَذلِكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ ، وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ، وَذلِكَ مِمَّنْ يَشْفَعُ وَلَا
يُشْفَعُ لَهُ ، وَذلِكَ مِمَّنْ لَاتُصِيبُهُ أَهْوَالُ الدُّنْيَا ، وَلَا أَهْوَالُ الْآخِرَةِ ؛
وَمُؤْمِنٌ زَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ ، فَذلِكَ كَخَامَةِ الزَّرْعِ ، كَيْفَمَا
كَفَأَتْهُ الرِّيحُ انْكَفَأَ ، وَذلِكَ مِمَّنْ تُصِيبُهُ أَهْوَالُ
الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، وَيُشْفَعُ لَهُ وَهُوَ عَلى خَيْرٍ ».
__________________
٢٣٣٨ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ،
عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيِّ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَامَ رَجُلٌ بِالْبَصْرَةِ إِلى أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَخْبِرْنَا
عَنِ الْإِخْوَانِ ، فَقَالَ عليهالسلام : الْإِخْوَانُ صِنْفَانِ : إِخْوَانُ الثِّقَةِ ،
وَإِخْوَانُ الْمُكَاشَرَةِ
فَأَمَّا
إِخْوَانُ الثِّقَةِ ، فَهُمُ : الْكَفُّ ، وَالْجَنَاحُ ، وَالْأَهْلُ ،
وَالْمَالُ ، فَإِذَا كُنْتَ مِنْ أَخِيكَ عَلى حَدِّ الثِّقَةِ ، فَابْذُلْ
لَهُ مَالَكَ وَبَدَنَكَ ، وَصَافِ مَنْ صَافَاهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ،
وَاكْتُمْ سِرَّهُ وَعَيْبَهُ ، وَأَظْهِرْ مِنْهُ الْحَسَنَ ، وَاعْلَمْ أَيُّهَا
السَّائِلُ أَنَّهُمْ أَقَلُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ.
وَأَمَّا
إِخْوَانُ الْمُكَاشَرَةِ ، فَإِنَّكَ تُصِيبُ لَذَّتَكَ مِنْهُمْ ، فَلَا
تَقْطَعَنَّ ذلِكَ مِنْهُمْ ، وَلَا تَطْلُبَنَّ مَا وَرَاءَ ذلِكَ مِنْ ضَمِيرِهِمْ ،
وَابْذُلْ لَهُمْ مَا بَذَلُوا لَكَ مِنْ طَلَاقَةِ الْوَجْهِ وَحَلَاوَةِ اللِّسَانِ ».
__________________
١٠٥ ـ بَابُ مَا أَخَذَهُ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِ مِنَ الصَّبْرِ عَلى مَا
يَلْحَقُهُ فِيمَا ابْتُلِيَ بِهِ
٢٣٣٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الْمُؤْمِنِ عَلى أَنْ
لَاتُصَدَّقَ مَقَالَتُهُ ، وَلَا يَنْتَصِفَ مِنْ عَدُوِّهِ ،
وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَشْفِي نَفْسَهُ إِلاَّ بِفَضِيحَتِهَا ؛ لِأَنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ
مُلْجَمٌ ».
٢٣٤٠ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛
وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ اللهَ أَخَذَ مِيثَاقَ الْمُؤْمِنِ عَلى بَلَايَا أَرْبَعٍ
أَيْسَرُهَا عَلَيْهِ مُؤْمِنٌ يَقُولُ بِقَوْلِهِ يَحْسُدُهُ ، أَوْ مُنَافِقٌ
يَقْفُو أَثَرَهُ ،
__________________
أَوْ شَيْطَانٌ
يُغْوِيهِ ، أَوْ كَافِرٌ يَرى جِهَادَهُ ، فَمَا بَقَاءُ
الْمُؤْمِنِ بَعْدَ هذَا؟ ».
٢٣٤١ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا أَفْلَتَ الْمُؤْمِنُ مِنْ
وَاحِدَةٍ مِنْ ثَلَاثٍ ـ وَلَرُبَّمَا اجْتَمَعَتِ الثَّلَاثُ عَلَيْهِ ـ :
إِمَّا بُغْضُ مَنْ يَكُونُ مَعَهُ فِي الدَّارِ يُغْلِقُ عَلَيْهِ
بَابَهُ يُؤْذِيهِ ، أَوْ جَارٌ يُؤْذِيهِ ، أَوْ مَنْ فِي طَرِيقِهِ إِلى حَوَائِجِهِ
يُؤْذِيهِ ؛ وَلَوْ أَنَّ مُؤْمِناً عَلى قُلَّةِ جَبَلٍ ، لَبَعَثَ اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ شَيْطَاناً يُؤْذِيهِ ، وَيَجْعَلُ اللهُ لَهُ مِنْ إِيمَانِهِ أُنْساً لَايَسْتَوْحِشُ
__________________
مَعَهُ إِلى
أَحَدٍ ».
٢٣٤٢ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « أَرْبَعٌ لَايَخْلُو مِنْهُنَّ الْمُؤْمِنُ ، أَوْ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ : مُؤْمِنٌ
يَحْسُدُهُ ـ وَهُوَ أَشَدُّهُنَّ عَلَيْهِ ـ وَمُنَافِقٌ يَقْفُو أَثَرَهُ ، أَوْ عَدُوٌّ
يُجَاهِدُهُ ، أَوْ شَيْطَانٌ يُغْوِيهِ ».
٢٣٤٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ
مِهْرَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جَعَلَ
وَلِيَّهُ فِي الدُّنْيَا غَرَضاً لِعَدُوِّهِ ».
٢٣٤٤ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ
__________________
مُحَمَّدِ بْنِ
عَجْلَانَ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَشَكَا إِلَيْهِ رَجُلٌ الْحَاجَةَ ، فَقَالَ لَهُ : « اصْبِرْ ؛
فَإِنَّ اللهَ سَيَجْعَلُ لَكَ فَرَجاً » قَالَ : ثُمَّ سَكَتَ
سَاعَةً ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الرَّجُلِ ، فَقَالَ : « أَخْبِرْنِي عَنْ سِجْنِ
الْكُوفَةِ ، كَيْفَ هُوَ؟ » فَقَالَ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، ضَيِّقٌ مُنْتِنٌ ،
وَأَهْلُهُ بِأَسْوَا حَالٍ ، قَالَ : « فَإِنَّمَا أَنْتَ فِي السِّجْنِ
فَتُرِيدُ أَنْ تَكُونَ فِيهِ فِي سَعَةٍ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ
الْمُؤْمِنِ ».
٢٣٤٥ / ٧. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
الْحَذَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَغِيرٍ ، عَنْ جَدِّهِ شُعَيْبٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ ، فَأَيُّ
سِجْنٍ جَاءَ مِنْهُ خَيْرٌ؟ ».
٢٣٤٦ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ
__________________
دَاوُدَ بْنِ
أَبِي يَزِيدَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ مُكَفَّرٌ ».
وَفِي رِوَايَةٍ
أُخْرى : « وَذلِكَ أَنَّ مَعْرُوفَهُ يَصْعَدُ إِلَى اللهِ ، فَلَا يُنْشَرُ فِي النَّاسِ ،
وَالْكَافِرُ مَشْكُورٌ ».
٢٣٤٧ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَقَدْ وَكَّلَ
اللهُ بِهِ أَرْبَعَةً : شَيْطَاناً يُغْوِيهِ يُرِيدُ أَنْ يُضِلَّهُ ، وَكَافِراً يَغْتَالُهُ ، وَمُؤْمِناً
يَحْسُدُهُ ـ وَهُوَ أَشَدُّهُمْ عَلَيْهِ ـ وَمُنَافِقاً يَتَتَبَّعُ عَثَرَاتِهِ ».
٢٣٤٨ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ
، خَلّى عَلى جِيرَانِهِ
__________________
مِنَ
الشَّيَاطِينِ عَدَدَ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ ، كَانُوا مُشْتَغِلِينَ بِهِ ».
٢٣٤٩ / ١١. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا كَانَ وَلَا يَكُونُ وَلَيْسَ بِكَائِنٍ
مُؤْمِنٌ إِلاَّ وَلَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ ، وَلَوْ أَنَّ مُؤْمِناً فِي جَزِيرَةٍ
مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ ، لَابْتَعَثَ اللهُ لَهُ مَنْ يُؤْذِيهِ ».
٢٣٥٠ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ إِسْحَاقَ
بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا كَانَ فِيمَا مَضى ، وَلَا فِيمَا بَقِيَ
، وَلَا فِيمَا أَنْتُمْ فِيهِ مُؤْمِنٌ إِلاَّ وَلَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ ».
٢٣٥١ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَا كَانَ وَلَا يَكُونُ
إِلى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ مُؤْمِنٌ إِلاَّ وَلَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ ».
__________________
١٠٦ ـ بَابُ شِدَّةِ ابْتِلَاءِ
الْمُؤْمِنِ
٢٣٥٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ ،
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ».
٢٣٥٣ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ
الْحَجَّاجِ ، قَالَ :
ذُكِرَ عِنْدَ
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام الْبَلَاءُ ، وَمَا يَخُصُّ اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ بِهِ الْمُؤْمِنَ ، فَقَالَ :
__________________
« سُئِلَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً فِي الدُّنْيَا؟ فَقَالَ عليهالسلام : النَّبِيُّونَ ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ، وَيُبْتَلَى
الْمُؤْمِنُ بَعْدُ عَلى قَدْرِ إِيمَانِهِ وَحُسْنِ أَعْمَالِهِ ؛ فَمَنْ صَحَّ
إِيمَانُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ، وَمَنْ سَخُفَ إِيمَانُهُ وَضَعُفَ
عَمَلُهُ قَلَّ بَلَاؤُهُ ».
٢٣٥٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ عَظِيمَ الْأَجْرِ لَمَعَ عَظِيمِ
الْبَلَاءِ ، وَمَا أَحَبَّ اللهُ قَوْماً إِلاَّ ابْتَلَاهُمْ ».
٢٣٥٥ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ ،
ثُمَّ الْأَوْصِيَاءُ ، ثُمَّ الْأَمَاثِلُ
__________________
فَالْأَمَاثِلُ ».
٢٣٥٦ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عِبَاداً فِي
الْأَرْضِ مِنْ خَالِصِ عِبَادِهِ ، مَا يُنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ
تُحْفَةً إِلَى الْأَرْضِ إِلاَّ صَرَفَهَا عَنْهُمْ إِلى
غَيْرِهِمْ ، وَلَا بَلِيَّةً إِلاَّ صَرَفَهَا إِلَيْهِمْ ».
٢٣٥٧ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : أَنَّهُ قَالَ ـ وَعِنْدَهُ سَدِيرٌ ـ : « إِنَّ اللهَ
إِذَا أَحَبَّ عَبْداً غَتَّهُ بِالْبَلَاءِ غَتّاً ، وَإِنَّا وَإِيَّاكُمْ يَا سَدِيرُ
، لَنُصْبِحُ بِهِ وَنُمْسِي ».
٢٣٥٨ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَلَا ، عَنْ
__________________
حَمَّادٍ ، عَنْ أَبِيهِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً
غَتَّهُ بِالْبَلَاءِ غَتّاً ، وَثَجَّهُ بِالْبَلَاءِ ثَجّاً ، فَإِذَا
دَعَاهُ ، قَالَ : لَبَّيْكَ عَبْدِي ، لَئِنْ عَجَّلْتُ لَكَ مَا سَأَلْتَ ،
إِنِّي عَلى ذلِكَ لَقَادِرٌ ؛ وَلَئِنِ ادَّخَرْتُ لَكَ ، فَمَا ادَّخَرْتُ لَكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ».
٢٣٥٩ / ٨. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ زَيْدٍ الزَّرَّادِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ عَظِيمَ الْبَلَاءِ يُكَافَأُ بِهِ عَظِيمُ
الْجَزَاءِ ، فَإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْداً ابْتَلَاهُ بِعَظِيمِ
الْبَلَاءِ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ عِنْدَ اللهِ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ الْبَلَاءَ فَلَهُ عِنْدَ
اللهِ السَّخَطُ ».
٢٣٦٠ / ٩. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ الْحُرِّ ، عَنْ
__________________
جَابِرِ بْنِ
يَزِيدَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّمَا يُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ فِي
الدُّنْيَا عَلى قَدْرِ دِينِهِ ـ أَوْ قَالَ ـ : عَلى حَسَبِ دِينِهِ ».
٢٣٦١ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى
الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُهْلُولِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ بِمَنْزِلَةِ كِفَّةِ الْمِيزَانِ ،
كُلَّمَا زِيدَ فِي إِيمَانِهِ زِيدَ فِي بَلَائِهِ ».
٢٣٦٢ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « الْمُؤْمِنُ لَايَمْضِي عَلَيْهِ
أَرْبَعُونَ لَيْلَةً إِلاَّ عَرَضَ لَهُ أَمْرٌ يَحْزُنُهُ ، يُذَكَّرُ بِهِ ».
٢٣٦٣ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ نَاجِيَةَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام : إِنَّ الْمُغِيرَةَ يَقُولُ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ
لَايُبْتَلى بِالْجُذَامِ ، وَلَا بِالْبَرَصِ ،
__________________
وَلَا بِكَذَا ،
وَلَا بِكَذَا ؟
فَقَالَ : « إِنْ
كَانَ لَغَافِلاً عَنْ صَاحِبِ يَاسِينَ إِنَّهُ كَانَ مُكَنَّعاً ». ثُمَّ رَدَّ
أَصَابِعَهُ ، فَقَالَ : « كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى تَكْنِيعِهِ أَتَاهُمْ ،
فَأَنْذَرَهُمْ ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِمْ مِنَ الْغَدِ ، فَقَتَلُوهُ ».
ثُمَّ قَالَ : «
إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُبْتَلى بِكُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَيَمُوتُ بِكُلِّ مِيتَةٍ إِلاَّ
أَنَّهُ لَايَقْتُلُ نَفْسَهُ ».
٢٣٦٤ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ
عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :
__________________
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ
ـ لَبِأَفْضَلِ مَكَانٍ ـ ثَلَاثاً ـ إِنَّهُ لَيَبْتَلِيهِ بِالْبَلَاءِ ، ثُمَّ
يَنْزِعُ نَفْسَهُ عُضْواً عُضْواً مِنْ جَسَدِهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللهَ عَلى
ذلِكَ ».
٢٣٦٥ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَايَبْلُغُهَا
عَبْدٌ إِلاَّ بِالِابْتِلَاءِ فِي جَسَدِهِ ».
٢٣٦٦ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ أَبِي
يَحْيَى الْحَنَّاطِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :
شَكَوْتُ إِلى
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام مَا أَلْقى مِنَ الْأَوْجَاعِ ـ وَكَانَ مِسْقَاماً ـ فَقَالَ لِي :
__________________
« يَا عَبْدَ
اللهِ ، لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا لَهُ مِنَ الْأَجْرِ فِي الْمَصَائِبِ
، لَتَمَنّى أَنَّهُ قُرِّضَ بِالْمَقَارِيضِ ».
٢٣٦٧ / ١٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ رِبَاطٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ أَهْلَ الْحَقِّ لَمْ يَزَالُوا مُنْذُ
كَانُوا فِي شِدَّةٍ ، أَمَا إِنَّ ذلِكَ إِلى مُدَّةٍ قَلِيلَةٍ ، وَعَافِيَةٍ
طَوِيلَةٍ ».
٢٣٦٨ / ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ
أَصْحَابِهِ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ
حُمْرَانَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَيَتَعَاهَدُ الْمُؤْمِنَ
بِالْبَلَاءِ ، كَمَا يَتَعَاهَدُ الرَّجُلُ أَهْلَهُ بِالْهَدِيَّةِ مِنَ
الْغَيْبَةِ ، وَيَحْمِيهِ الدُّنْيَا ، كَمَا يَحْمِي الطَّبِيبُ الْمَرِيضَ ».
٢٣٦٩ / ١٨. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ ،
__________________
عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ بُهْلُولٍ الْعَبْدِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « لَمْ يُؤْمِنِ اللهُ الْمُؤْمِنَ مِنْ
هَزَاهِزِ الدُّنْيَا ، وَلكِنَّهُ آمَنَهُ مِنَ الْعَمى فِيهَا
وَالشَّقَاءِ فِي الْآخِرَةِ ».
٢٣٧٠ / ١٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ ، عَنْ ذَرِيحٍ
الْمُحَارِبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام يَقُولُ : إِنِّي لَأَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يُعَافى فِي الدُّنْيَا ، فَلَا يُصِيبَهُ شَيْءٌ
مِنَ الْمَصَائِبِ ».
٢٣٧١ / ٢٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ
رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « دُعِيَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِلى طَعَامٍ ، فَلَمَّا دَخَلَ مَنْزِلَ
الرَّجُلِ ، نَظَرَ إِلى دَجَاجَةٍ فَوْقَ حَائِطٍ قَدْ بَاضَتْ ،
فَتَقَعُ الْبَيْضَةُ عَلى وَتِدٍ فِي حَائِطٍ ، فَثَبَتَتْ
عَلَيْهِ ،
__________________
وَلَمْ تَسْقُطْ ،
وَلَمْ تَنْكَسِرْ ، فَتَعَجَّبَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مِنْهَا ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : أَعَجِبْتَ مِنْ هذِهِ
الْبَيْضَةِ؟ فَوَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رُزِئْتُ شَيْئاً قَطُّ ».
قَالَ : « فَنَهَضَ
رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ طَعَامِهِ شَيْئاً ، وَقَالَ :
مَنْ لَمْ يُرْزَأْ فَمَا لِلّهِ فِيهِ مِنْ حَاجَةٍ ».
٢٣٧٢ / ٢١. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ
عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَأَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لَاحَاجَةَ لِلّهِ فِيمَنْ لَيْسَ لَهُ فِي
__________________
مَالِهِ
وَبَدَنِهِ نَصِيبٌ ».
٢٣٧٣ / ٢٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عُثْمَانَ النَّوَّاءِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَبْتَلِي
الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَيُمِيتُهُ بِكُلِّ مِيتَةٍ ، وَلَا يَبْتَلِيهِ
بِذَهَابِ عَقْلِهِ ، أَمَا تَرى أَيُّوبَ كَيْفَ سُلِّطَ إِبْلِيسُ عَلى مَالِهِ ، وَعَلى وُلْدِهِ ، وَعَلى
أَهْلِهِ ، وَعَلى كُلِّ شَيْءٍ مِنْهُ ،
__________________
وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلى عَقْلِهِ ،
تُرِكَ لَهُ لِيُوَحِّدَ اللهَ بِهِ؟ ».
٢٣٧٤ / ٢٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ
بْنِ خَالِدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّهُ لَيَكُونُ لِلْعَبْدِ مَنْزِلَةٌ
عِنْدَ اللهِ ، فَمَا يَنَالُهَا إِلاَّ بِإِحْدى خَصْلَتَيْنِ : إِمَّا بِذَهَابِ مَالِهِ ، أَوْ
بِبَلِيَّةٍ فِي جَسَدِهِ ».
٢٣٧٥ / ٢٤. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنْ
أَبِي أُسَامَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : لَوْ لَا أَنْ
يَجِدَ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنُ فِي قَلْبِهِ ، لَعَصَبْتُ رَأْسَ الْكَافِرِ بِعِصَابَةِ حَدِيدٍ لَايُصْدَعُ رَأْسُهُ أَبَداً
».
__________________
٢٣٧٦ / ٢٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ الزَّرْعِ تُكْفِئُهَا الرِّيَاحُ كَذَا وَكَذَا ، وَكَذلِكَ الْمُؤْمِنُ تُكْفِئُهُ
الْأَوْجَاعُ وَالْأَمْرَاضُ ؛ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الْإِرْزَبَّةِ الْمُسْتَقِيمَةِ
الَّتِي لَايُصِيبُهَا شَيْءٌ حَتّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ ، فَيَقْصِفَهُ قَصْفاً ».
٢٣٧٧ / ٢٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ
، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَوْماً لِأَصْحَابِهِ : مَلْعُونٌ كُلُّ مَالٍ لَا يُزَكّى ، مَلْعُونٌ
كُلُّ جَسَدٍ لَايُزَكّى وَلَوْ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْماً مَرَّةً ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَاللهِ
، أَمَّا زَكَاةُ الْمَالِ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا ، فَمَا زَكَاةُ
الْأَجْسَادِ ؟ فَقَالَ لَهُمْ : أَنْ تُصَابَ بِآفَةٍ ».
قَالَ : «
فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ سَمِعُوا ذلِكَ مِنْهُ ، فَلَمَّا رَآهُمْ قَدْ
تَغَيَّرَتْ أَلْوَانُهُمْ ، قَالَ لَهُمْ : أَتَدْرُونَ مَا عَنَيْتُ
بِقَوْلِي ؟ قَالُوا : لَايَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ :
__________________
بَلى ، الرَّجُلُ
يُخْدَشُ الْخَدْشَةَ ، وَيُنْكَبُ النَّكْبَةَ ، وَيَعْثُرُ
الْعَثْرَةَ ، وَيُمْرَضُ الْمَرْضَةَ ، وَيُشَاكُ الشَّوْكَةَ ، وَمَا أَشْبَهَ
هذَا ، حَتّى ذَكَرَ فِي حَدِيثِهِ اخْتِلَاجَ الْعَيْنِ ».
٢٣٧٨ / ٢٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَيُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ بِالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ وَأَشْبَاهِ هذَا؟
قَالَ : فَقَالَ : « وَهَلْ كُتِبَ الْبَلَاءُ إِلاَّ عَلَى الْمُؤْمِنِ؟ ».
__________________
٢٣٧٩ / ٢٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَكْرُمُ عَلَى اللهِ
حَتّى لَوْ سَأَلَهُ الْجَنَّةَ بِمَا فِيهَا ، أَعْطَاهُ ذلِكَ مِنْ غَيْرِ
أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ مُلْكِهِ شَيْئاً ؛ وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيَهُونُ عَلَى اللهِ حَتّى لَوْ سَأَلَهُ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا ،
أَعْطَاهُ ذلِكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ مُلْكِهِ
شَيْئاً ؛ وَإِنَّ اللهَ لَيَتَعَاهَدُ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ
بِالْبَلَاءِ ، كَمَا يَتَعَاهَدُ الْغَائِبُ أَهْلَهُ بِالطُّرَفِ ؛ وَإِنَّهُ لَيَحْمِيهِ الدُّنْيَا ، كَمَا يَحْمِي الطَّبِيبُ
الْمَرِيضَ ».
٢٣٨٠ / ٢٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليهالسلام : أَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلَاءً النَّبِيُّونَ ، ثُمَّ الْوَصِيُّونَ ،
ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ؛ وَإِنَّمَا يُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ عَلى قَدْرِ
أَعْمَالِهِ الْحَسَنَةِ ، فَمَنْ صَحَّ دِينُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ ، اشْتَدَّ
بَلَاؤُهُ ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمْ يَجْعَلِ الدُّنْيَا ثَوَاباً
__________________
لِمُؤْمِنٍ ، وَلَا
عُقُوبَةً لِكَافِرٍ ، وَمَنْ سَخُفَ دِينُهُ وَضَعُفَ عَمَلُهُ ،
قَلَّ بَلَاؤُهُ ؛ وَ أَنَّ الْبَلَاءَ أَسْرَعُ إِلَى الْمُؤْمِنِ التَّقِيِّ
مِنَ الْمَطَرِ إِلى قَرَارِ الْأَرْضِ ».
٢٣٨١ / ٣٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ
عَطِيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ هذَا الَّذِي ظَهَرَ بِوَجْهِي يَزْعُمُ النَّاسُ أَنَّ اللهَ لَمْ يَبْتَلِ بِهِ
عَبْداً لَهُ فِيهِ حَاجَةٌ ، قَالَ : فَقَالَ لِي : « لَقَدْ كَانَ مُؤْمِنُ آلِ
فِرْعَوْنَ مُكَنَّعَ الْأَصَابِعِ ،
__________________
فَكَانَ يَقُولُ
هكَذَا ، وَيَمُدُّ يَدَيْهِ ، وَيَقُولُ : ( يا قَوْمِ اتَّبِعُوا
الْمُرْسَلِينَ ) ».
ثُمَّ قَالَ لِي : « إِذَا كَانَ
الثُّلُثُ الْأَخِيرُ مِنَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِهِ ، فَتَوَضَّ ، وَ قُمْ إِلى
صَلَاتِكَ الَّتِي تُصَلِّيهَا ، فَإِذَا كُنْتَ فِي السَّجْدَةِ الْأَخِيرَةِ
مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ ، فَقُلْ ـ وَأَنْتَ سَاجِدٌ ـ : يَا عَلِيُّ ، يَا
عَظِيمُ ، يَا رَحْمَانُ ، يَا رَحِيمُ ، يَا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ ، يَا مُعْطِيَ
الْخَيْرَاتِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَعْطِنِي
مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي مِنْ
شَرِّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَاذْهَبْ عَنِّي بِهذَا الْوَجَعِ ـ وَتُسَمِّيهِ ـ فَإِنَّهُ قَدْ
غَاظَنِي وَأَحْزَنَنِي ؛ وَأَلِحَّ فِي الدُّعَاءِ ».
قَالَ : فَمَا وَصَلْتُ
إِلَى الْكُوفَةِ حَتّى أَذْهَبَ اللهُ بِهِ عَنِّي كُلَّهُ.
__________________
١٠٧ ـ بَابُ فَضْلِ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ
٢٣٨٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي
يَعْفُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُسْلِمِينَ يَتَقَلَّبُونَ فِي رِيَاضِ
الْجَنَّةِ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً ».
ثُمَّ قَالَ : «
سَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلَ ذلِكَ ، إِنَّمَا مَثَلُ ذلِكَ مَثَلُ سَفِينَتَيْنِ مُرَّ
بِهِمَا عَلى عَاشِرٍ ، فَنَظَرَ فِي إِحْدَاهُمَا ، فَلَمْ يَرَ فِيهَا شَيْئاً
، فَقَالَ : أَسْرِبُوهَا ، وَنَظَرَ فِي الْأُخْرى ،
__________________
فَإِذَا هِيَ
مَوْقُورَةٌ ، فَقَالَ : احْبِسُوهَا ».
٢٣٨٣ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعْدَانَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « الْمَصَائِبُ مِنَحٌ مِنَ اللهِ ،
وَالْفَقْرُ مَخْزُونٌ عِنْدَ اللهِ ».
٢٣٨٤ / ٣. وَعَنْهُ رَفَعَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَا عَلِيُّ ، إِنَّ اللهَ جَعَلَ الْفَقْرَ أَمَانَةً عِنْدَ خَلْقِهِ ،
فَمَنْ سَتَرَهُ ، أَعْطَاهُ اللهُ مِثْلَ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ؛ وَمَنْ أَفْشَاهُ
إِلى مَنْ يَقْدِرُ عَلى قَضَاءِ حَاجَتِهِ ، فَلَمْ يَفْعَلْ ، فَقَدْ قَتَلَهُ ،
أَمَا إِنَّهُ مَا قَتَلَهُ بِسَيْفٍ وَلَا رُمْحٍ ، وَلكِنَّهُ قَتَلَهُ بِمَا نَكى
__________________
مِنْ قَلْبِهِ ».
٢٣٨٥ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ دَاوُدَ الْحَذَّاءِ
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَغِيرٍ ، عَنْ جَدِّهِ شُعَيْبٍ ، عَنْ مُفَضَّلٍ ، قَالَ
:
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « كُلَّمَا ازْدَادَ الْعَبْدُ إِيمَاناً ، ازْدَادَ
ضِيقاً فِي مَعِيشَتِهِ ».
٢٣٨٦ / ٥. وَبِإِسْنَادِهِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « لَوْ لَا إِلْحَاحُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى اللهِ فِي
طَلَبِ الرِّزْقِ ، لَنَقَلَهُمْ مِنَ الْحَالِ الَّتِي هُمْ فِيهَا إِلى حَالٍ أَضْيَقَ مِنْهَا
».
٢٣٨٧ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :
__________________
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ
اعْتِبَاراً ، وَمَا زُوِيَ عَنْهُ إِلاَّ اخْتِبَاراً ».
٢٣٨٨ / ٧. عَنْهُ ، عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ وَأَبِي إِسْحَاقَ
الْخَفَّافِ ، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَيْسَ لِمُصَاصِ شِيعَتِنَا فِي
دَوْلَةِ الْبَاطِلِ إِلاَّ الْقُوتُ ، شَرِّقُوا إِنْ شِئْتُمْ أَوْ غَرِّبُوا
لَنْ تُرْزَقُوا إِلاَّ الْقُوتَ ».
٢٣٨٩ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ بَعْضِ مَشَايِخِهِ ، عَنْ
إِدْرِيسَ بْنِ عَبْدِ اللهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَا عَلِيُّ ، الْحَاجَةُ أَمَانَةُ اللهِ عِنْدَ خَلْقِهِ ؛ فَمَنْ كَتَمَهَا
عَلى نَفْسِهِ ، أَعْطَاهُ اللهُ ثَوَابَ مَنْ صَلّى ؛ وَمَنْ كَشَفَهَا إِلى مَنْ
يَقْدِرُ أَنْ يُفَرِّجَ عَنْهُ ، وَلَمْ يَفْعَلْ ، فَقَدْ قَتَلَهُ ، أَمَا
إِنَّهُ لَمْ يَقْتُلْهُ بِسَيْفٍ وَلَا سِنَانٍ وَلَا سَهْمٍ ،
وَلكِنْ قَتَلَهُ بِمَا نَكى مِنْ قَلْبِهِ ».
__________________
٢٣٩٠ / ٩. وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ،
عَنْ سَعْدَانَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَلْتَفِتُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ إِلى فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ شَبِيهاً بِالْمُعْتَذِرِ
إِلَيْهِمْ ، فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي ، مَا
أَفْقَرْتُكُمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ هَوَانٍ بِكُمْ عَلَيَّ ، وَلَتَرَوُنَّ مَا أَصْنَعُ بِكُمُ الْيَوْمَ
، فَمَنْ زَوَّدَ أَحَداً مِنْكُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ، فَخُذُوا
بِيَدِهِ ، فَأَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ ».
قَالَ : «
فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنْهُمْ : يَا رَبِّ ، إِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا تَنَافَسُوا فِي
دُنْيَاهُمْ ، فَنَكَحُوا النِّسَاءَ ، وَلَبِسُوا الثِّيَابَ اللَّيِّنَةَ ،
وَأَكَلُوا الطَّعَامَ ، وَسَكَنُوا الدُّورَ ، وَرَكِبُوا الْمَشْهُورَ مِنَ
الدَّوَابِّ ؛ فَأَعْطِنِي مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُمْ ، فَيَقُولُ تَبَارَكَ
وَتَعَالى : لَكَ وَلِكُلِّ عَبْدٍ مِنْكُمْ مِثْلُ مَا أَعْطَيْتُ أَهْلَ
الدُّنْيَا مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا إِلى أَنِ انْقَضَتِ الدُّنْيَا سَبْعُونَ
ضِعْفاً ».
٢٣٩١ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ وَإِسْمَاعِيلَ
بْنِ عَبَّادٍ جَمِيعاً يَرْفَعَانِهِ :
إِلى أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا كَانَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ مُؤْمِنٌ إِلاَّ
فَقِيراً ، وَلَا كَافِرٌ إِلاَّ غَنِيّاً حَتّى جَاءَ إِبْرَاهِيمُ عليهالسلام ، فَقَالَ : ( رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ
كَفَرُوا ) فَصَيَّرَ اللهُ فِي هؤُلَاءِ
__________________
أَمْوَالاً
وَحَاجَةً ، وَفِي هؤُلَاءِ أَمْوَالاً وَحَاجَةً ».
٢٣٩٢ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ مُوسِرٌ إِلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم نَقِيُّ الثَّوْبِ ، فَجَلَسَ إِلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَجَاءَ رَجُلٌ مُعْسِرٌ دَرِنُ الثَّوْبِ ،
فَجَلَسَ إِلى جَنْبِ الْمُوسِرِ ، فَقَبَضَ الْمُوسِرُ ثِيَابَهُ مِنْ تَحْتِ
فَخِذَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَخِفْتَ
__________________
أَنْ يَمَسَّكَ مِنْ فَقْرِهِ
شَيْءٌ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَخِفْتَ أَنْ يُصِيبَهُ مِنْ غِنَاكَ شَيْءٌ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ
: فَخِفْتَ أَنْ يُوَسِّخَ ثِيَابَكَ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَمَا حَمَلَكَ عَلى مَا
صَنَعْتَ؟
فَقَالَ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ لِي قَرِيناً يُزَيِّنُ لِي كُلَّ قَبِيحٍ ، وَيُقَبِّحُ لِي كُلَّ
حَسَنٍ ، وَقَدْ جَعَلْتُ لَهُ نِصْفَ مَالِي.
فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم لِلْمُعْسِرِ : أَتَقْبَلُ؟ قَالَ : لَا.
فَقَالَ لَهُ
الرَّجُلُ : وَلِمَ ؟ قَالَ : أَخَافُ أَنْ يَدْخُلَنِي مَا دَخَلَكَ ».
٢٣٩٣ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْقَاسَانِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « فِي مُنَاجَاةِ مُوسى عليهالسلام : يَا مُوسى ، إِذَا رَأَيْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلاً ، فَقُلْ : مَرْحَباً
بِشِعَارِ الصَّالِحِينَ ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْغِنى مُقْبِلاً ،
فَقُلْ : ذَنْبٌ عُجِّلَتْ عُقُوبَتُهُ ».
__________________
٢٣٩٤ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : طُوبى لِلْمَسَاكِينِ بِالصَّبْرِ ، وَ هُمُ الَّذِينَ يَرَوْنَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ ».
٢٣٩٥ / ١٤. وَبِإِسْنَادِهِ ، قَالَ :
« قَالَ
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَا مَعْشَرَ الْمَسَاكِينِ ، طِيبُوا نَفْساً ، وَأَعْطُوا اللهَ الرِّضَا مِنْ قُلُوبِكُمْ ؛
يُثِبْكُمُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلى فَقْرِكُمْ ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا
فَلَا ثَوَابَ لَكُمْ ».
٢٣٩٦ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ عِيسَى
الْفَرَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، أَمَرَ
اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ مُنَادِياً يُنَادِي بَيْنَ يَدَيْهِ : أَيْنَ
الْفُقَرَاءُ؟ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ كَثِيرٌ ، فَيَقُولُ : عِبَادِي ،
فَيَقُولُونَ : لَبَّيْكَ رَبَّنَا ، فَيَقُولُ : إِنِّي لَمْ أُفْقِرْكُمْ لِهَوَانٍ بِكُمْ
عَلَيَّ ، وَلكِنِّي إِنَّمَا اخْتَرْتُكُمْ لِمِثْلِ هذَا الْيَوْمِ ،
تَصَفَّحُوا وُجُوهَ النَّاسِ ، فَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفاً لَمْ
يَصْنَعْهُ إِلاَّ فِيَّ ، فَكَافُوهُ عَنِّي بِالْجَنَّةِ ».
٢٣٩٧ / ١٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْحَذَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَغِيرٍ ، عَنْ
جَدِّهِ شُعَيْبٍ ، عَنْ مُفَضَّلٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « لَوْ لَا إِلْحَاحُ هذِهِ الشِّيعَةِ عَلَى اللهِ فِي
طَلَبِ الرِّزْقِ ، لَنَقَلَهُمْ مِنَ الْحَالِ الَّتِي هُمْ فِيهَا إِلى مَا هُوَ
أَضْيَقُ مِنْهَا ».
٢٣٩٨ / ١٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ
كَثِيرٍ الْخَزَّازِ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « أَمَا تَدْخُلُ السُّوقَ؟ أَمَا تَرَى الْفَاكِهَةَ
تُبَاعُ وَالشَّيْءَ مِمَّا تَشْتَهِيهِ؟ » فَقُلْتُ : بَلى ، فَقَالَ : « أَمَا
إِنَّ لَكَ بِكُلِّ مَا تَرَاهُ فَلَا تَقْدِرُ عَلى شِرَائِهِ حَسَنَةً ».
٢٣٩٩ / ١٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، عَنْ مُفَضَّلِ
بْنِ عُمَرَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ـ لَيَعْتَذِرُ
إِلى عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ الْمُحْوِجِ فِي الدُّنْيَا ، كَمَا يَعْتَذِرُ الْأَخُ إِلى أَخِيهِ ، فَيَقُولُ :
وَعِزَّتِي وَجَلَالِي ، مَا أَحْوَجْتُكَ فِي الدُّنْيَا مِنْ هَوَانٍ كَانَ
بِكَ عَلَيَّ ، فَارْفَعْ هذَا السَّجْفَ ، فَانْظُرْ إِلى مَا عَوَّضْتُكَ مِنَ الدُّنْيَا » قَالَ : « فَيَرْفَعُ ، فَيَقُولُ :
مَا ضَرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي مَعَ مَا عَوَّضْتَنِي ».
٢٤٠٠ / ١٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، قَامَ
عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ حَتّى يَأْتُوا
__________________
بَابَ الْجَنَّةِ
، فَيَضْرِبُوا بَابَ الْجَنَّةِ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : نَحْنُ الْفُقَرَاءُ ، فَيُقَالُ
لَهُمْ : أَقَبْلَ الْحِسَابِ؟ فَيَقُولُونَ : مَا أَعْطَيْتُمُونَا شَيْئاً تُحَاسِبُونَّا
عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : صَدَقُوا ، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ».
٢٤٠١ / ٢٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُبَارَكٍ غُلَامِ شُعَيْبٍ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ :
إِنِّي لَمْ أُغْنِ الْغَنِيَّ لِكَرَامَةٍ بِهِ عَلَيَّ ، وَلَمْ أُفْقِرِ
الْفَقِيرَ لِهَوَانٍ بِهِ عَلَيَّ ، وَهُوَ مِمَّا ابْتَلَيْتُ بِهِ
الْأَغْنِيَاءَ بِالْفُقَرَاءِ ، وَلَوْ لَا الْفُقَرَاءُ لَمْ يَسْتَوْجِبِ
الْأَغْنِيَاءُ الْجَنَّةَ ».
٢٤٠٢ / ٢١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ
وَالْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَا :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَيَاسِيرُ شِيعَتِنَا أُمَنَاؤُنَا عَلى مَحَاوِيجِهِمْ ، فَاحْفَظُونَا
__________________
فِيهِمْ ؛
يَحْفَظْكُمُ اللهُ ».
٢٤٠٣ / ٢٢. عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : الْفَقْرُ أَزْيَنُ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْعِذَارِ عَلى خَدِّ الْفَرَسِ ».
٢٤٠٤ / ٢٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ عَلِيَّ
بْنَ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلَوْ لا
أَنْ يَكُونَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ) قَالَ : « عَنى بِذلِكَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَنْ يَكُونُوا عَلى دِينٍ وَاحِدٍ كُفَّاراً كُلَّهُمْ (
لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ ) وَلَوْ فَعَلَ
اللهُ ذلِكَ بِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم لَحَزِنَ الْمُؤْمِنُونَ ، وَغَمَّهُمْ ذلِكَ ، وَلَمْ
يُنَاكِحُوهُمْ وَلَمْ يُوَارِثُوهُمْ ».
__________________
١٠٨ ـ بَابٌ
٢٤٠٥ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي بَكْرٌ الْأَرْقَطُ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، أَوْ عَنْ شُعَيْبٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ وَاحِدٌ ، فَقَالَ لَهُ : أَصْلَحَكَ
اللهُ ، إِنِّي رَجُلٌ مُنْقَطِعٌ إِلَيْكُمْ بِمَوَدَّتِي ، وَقَدْ أَصَابَتْنِي حَاجَةٌ
شَدِيدَةٌ ، وَقَدْ تَقَرَّبْتُ بِذلِكَ إِلى أَهْلِ بَيْتِي وَقَوْمِي ، فَلَمْ
يَزِدْنِي بِذلِكَ مِنْهُمْ إِلاَّ بُعْداً.
قَالَ : « فَمَا
آتَاكَ اللهُ خَيْرٌ مِمَّا أَخَذَ مِنْكَ ».
قَالَ : جُعِلْتُ
فِدَاكَ ، ادْعُ اللهَ لِي أَنْ يُغْنِيَنِي عَنْ خَلْقِهِ.
قَالَ : « إِنَّ
اللهَ قَسَّمَ رِزْقَ مَنْ شَاءَ عَلى يَدَيْ مَنْ شَاءَ ، وَلكِنْ سَلِ اللهَ أَنْ
__________________
يُغْنِيَكَ عَنِ الْحَاجَةِ
الَّتِي تَضْطَرُّكَ إِلى لِئَامِ خَلْقِهِ ».
٢٤٠٦ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْفَقْرُ الْمَوْتُ الْأَحْمَرُ ». فَقُلْتُ
لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : الْفَقْرُ مِنَ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ؟ فَقَالَ : «
لَا ، وَلكِنْ مِنَ الدِّينِ ».
١٠٩ ـ بَابُ أَنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ يَنْفُثُ فِيهِمَا الْمَلَكُ
وَالشَّيْطَانُ
٢٤٠٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ قَلْبٍ إِلاَّ وَلَهُ أُذُنَانِ ،
عَلى إِحْدَاهُمَا مَلَكٌ مُرْشِدٌ ، وَعَلَى الْأُخْرى شَيْطَانٌ
مُفْتِنٌ ، هذَا يَأْمُرُهُ ، وَهذَا يَزْجُرُهُ ، الشَّيْطَانُ
يَأْمُرُهُ بِالْمَعَاصِي ، وَالْمَلَكُ يَزْجُرُهُ عَنْهَا ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ : ( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما
يَلْفِظُ مِنْ
__________________
قَوْلٍ
إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ».
٢٤٠٨ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ ، فَإِذَا هَمَّ
الْعَبْدُ بِذَنْبٍ ، قَالَ لَهُ رُوحُ الْإِيمَانِ : لَاتَفْعَلْ ، وَقَالَ لَهُ
الشَّيْطَانُ : افْعَلْ ، وَإِذَا كَانَ عَلى بَطْنِهَا نُزِعَ مِنْهُ رُوحُ الْإِيمَانِ ».
٢٤٠٩ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ
أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَلِقَلْبِهِ أُذُنَانِ
فِي جَوْفِهِ : أُذُنٌ يَنْفُثُ
__________________
فِيهَا
الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ ، وَأُذُنٌ يَنْفُثُ فِيهَا الْمَلَكُ ، فَيُؤَيِّدُ اللهُ
الْمُؤْمِنَ بِالْمَلَكِ ، فَذلِكَ قَوْلُهُ : ( وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ ) ».
١١٠ ـ بَابُ الرُّوحِ الَّذِي أُيِّدَ بِهِ الْمُؤْمِنُ
٢٤١٠ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى
جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سَالِمِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى
أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام ، فَقَالَ لِي : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَيَّدَ
الْمُؤْمِنَ بِرُوحٍ مِنْهُ ، تَحْضُرُهُ فِي كُلِّ وَقْتٍ يُحْسِنُ فِيهِ وَيَتَّقِي ، وَتَغِيبُ عَنْهُ فِي كُلِّ
وَقْتٍ
__________________
يُذْنِبُ فِيهِ
وَيَعْتَدِي ، فَهِيَ مَعَهُ تَهْتَزُّ سُرُوراً عِنْدَ إِحْسَانِهِ ، وَتَسِيخُ فِي الثَّرى عِنْدَ
إِسَاءَتِهِ ، فَتَعَاهَدُوا عِبَادَ اللهِ نِعَمَهُ بِإِصْلَاحِكُمْ أَنْفُسَكُمْ
؛ تَزْدَادُوا يَقِيناً ، وَتَرْبَحُوا نَفِيساً ثَمِيناً ؛ رَحِمَ اللهُ امْرَأً
هَمَّ بِخَيْرٍ فَعَمِلَهُ ، أَوْ هَمَّ بِشَرٍّ فَارْتَدَعَ عَنْهُ ». ثُمَّ
قَالَ : « نَحْنُ نُؤَيِّدُ الرُّوحَ بِالطَّاعَةِ لِلّهِ وَالْعَمَلِ لَهُ ».
__________________
١١١ ـ بَابُ الذُّنُوبِ
٢٤١١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِي عليهالسلام يَقُولُ : مَا مِنْ شَيْءٍ أَفْسَدَ لِلْقَلْبِ مِنْ
خَطِيئَةٍ ؛ إِنَّ الْقَلْبَ لَيُوَاقِعُ الْخَطِيئَةَ ، فَمَا
تَزَالُ بِهِ حَتّى تَغْلِبَ عَلَيْهِ ، فَيُصَيَّرَ أَعْلَاهُ
أَسْفَلَهُ ».
٢٤١٢ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ،
عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَما
أَصْبَرَهُمْ عَلَى النّارِ ) فَقَالَ : « مَا أَصْبَرَهُمْ عَلى فِعْلِ مَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ
يُصَيِّرُهُمْ
__________________
إِلَى النَّارِ! ».
٢٤١٣ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عِرْقٍ يَضْرِبُ ،
وَلَا نَكْبَةٍ ، وَلَا صُدَاعٍ ، وَلَا مَرَضٍ إِلاَّ بِذَنْبٍ ، وَذلِكَ قَوْلُ
اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي كِتَابِهِ : ( وَما أَصابَكُمْ مِنْ
مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) ». قَالَ : ثُمَّ
قَالَ : « وَ مَا يَعْفُو اللهُ أَكْثَرُ مِمَّا يُؤَاخِذُ بِهِ ».
٢٤١٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ
، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ نَكْبَةٍ تُصِيبُ الْعَبْدَ إِلاَّ بِذَنْبٍ ، وَمَا يَعْفُو اللهُ عَنْهُ أَكْثَرُ ».
٢٤١٥ / ٥. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ
السَّكُونِيِّ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام يَقُولُ : لَاتُبْدِيَنَّ عَنْ وَاضِحَةٍ وَقَدْ عَمِلْتَ
الْأَعْمَالَ الْفَاضِحَةَ ، وَلَا يَأْمَنِ الْبَيَاتَ مَنْ عَمِلَ السَّيِّئَاتِ ».
٢٤١٦ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « تَعَوَّذُوا بِاللهِ
مِنْ سَطَوَاتِ اللهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ». قَالَ : قُلْتُ لَهُ : وَمَا
سَطَوَاتُ اللهِ؟
__________________
قَالَ : «
الْأَخْذُ عَلَى الْمَعَاصِي ».
٢٤١٧ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « الذُّنُوبُ كُلُّهَا شَدِيدَةٌ ، وَأَشَدُّهَا
مَا نَبَتَ عَلَيْهِ اللَّحْمُ وَالدَّمُ ؛ لِأَنَّهُ إِمَّا مَرْحُومٌ ، وَإِمَّا
مُعَذَّبٌ ، وَالْجَنَّةُ لَايَدْخُلُهَا إِلاَّ طَيِّبٌ ».
٢٤١٨ / ٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ ،
فَيُزْوى عَنْهُ الرِّزْقُ ».
٢٤١٩ / ٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ
بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
__________________
النَّوْفَلِيِّ ،
عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مُخْتَارٍ ، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ عَبَدَ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ ، مَلْعُونٌ
مَلْعُونٌ مَنْ كَمَّهَ أَعْمى ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ نَكَحَ بَهِيمَةً ».
٢٤٢٠ / ١٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « اتَّقُوا
الْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ ؛ فَإِنَّ لَهَا طَالِباً يَقُولُ أَحَدُكُمْ :
أُذْنِبُ وَأَسْتَغْفِرُ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : « ( سنكتب )
__________________
ما
قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّها
إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي
السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) ».
٢٤٢١ / ١١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ طَرِيفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ الذَّنْبَ
يَحْرِمُ الْعَبْدَ الرِّزْقَ ».
٢٤٢٢ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ
:
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ ،
فَيُدْرَأُ عَنْهُ الرِّزْقُ » ، وَتَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( إِذْ
أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ فَطافَ عَلَيْها
طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ
__________________
نائِمُونَ
)
٢٤٢٣ / ١٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ
فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِذَا أَذْنَبَ الرَّجُلُ خَرَجَ فِي قَلْبِهِ
نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِنْ تَابَ انْمَحَتْ ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ
حَتّى تَغْلِبَ عَلى قَلْبِهِ ، فَلَا يُفْلِحُ بَعْدَهَا أَبَداً ».
٢٤٢٤ / ١٤. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ يَسْأَلُ اللهَ الْحَاجَةَ ،
فَيَكُونُ مِنْ شَأْنِهِ قَضَاؤُهَا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ ، أَوْ إِلى وَقْتٍ بَطِيءٍ ،
فَيُذْنِبُ الْعَبْدُ ذَنْباً ، فَيَقُولُ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لِلْمَلَكِ
: لَاتَقْضِ حَاجَتَهُ ، وَاحْرِمْهُ إِيَّاهَا ؛ فَإِنَّهُ
تَعَرَّضَ لِسَخَطِي ، وَاسْتَوْجَبَ الْحِرْمَانَ مِنِّي ».
__________________
٢٤٢٥ / ١٥. ابْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّهُ مَا مِنْ سَنَةٍ
أَقَلَّ مَطَراً مِنْ سَنَةٍ ، وَلكِنَّ اللهَ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ؛
إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا عَمِلَ قَوْمٌ بِالْمَعَاصِي ، صَرَفَ
عَنْهُمْ مَا كَانَ قَدَّرَ لَهُمْ مِنَ الْمَطَرِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ إِلى
غَيْرِهِمْ ، وَإِلَى الْفَيَافِي وَالْبِحَارِ وَالْجِبَالِ ، وَإِنَّ اللهَ لَيُعَذِّبُ
الْجُعَلَ فِي جُحْرِهَا بِحَبْسِ الْمَطَرِ عَنِ
الْأَرْضِ الَّتِي هِيَ بِمَحَلِّهَا بِخَطَايَا مَنْ بِحَضْرَتِهَا ، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لَهَا
السَّبِيلَ فِي مَسْلَكٍ سِوى مَحَلَّةِ أَهْلِ الْمَعَاصِي ».
قَالَ : ثُمَّ
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : ( فَاعْتَبِرُوا يا
أُولِي الْأَبْصارِ )
٢٤٢٦ / ١٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ يُذْنِبُ الذَّنْبَ ،
فَيُحْرَمُ صَلَاةَ اللَّيْلِ ، وَإِنَّ الْعَمَلَ السَّيِّئَ أَسْرَعُ فِي
صَاحِبِهِ مِنَ السِّكِّينِ فِي اللَّحْمِ ».
٢٤٢٧ / ١٧. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَا يَعْمَلْهَا ، فَإِنَّهُ
رُبَّمَا عَمِلَ الْعَبْدُ السَّيِّئَةَ ، فَيَرَاهُ الرَّبُّ ـ تَبَارَكَ
وَتَعَالى ـ فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي ، لَا أَغْفِرُ لَكَ بَعْدَ ذلِكَ أَبَداً ».
٢٤٢٨ / ١٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ،
__________________
عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ عليهالسلام ، قَالَ : « حَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ لَايُعْصى فِي دَارٍ
إِلاَّ أَضْحَاهَا لِلشَّمْسِ حَتّى تُطَهِّرَهَا ».
٢٤٢٩ / ١٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ ، عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْبَسُ عَلى ذَنْبٍ مِنْ ذُنُوبِهِ مِائَةَ عَامٍ ، وَإِنَّهُ
لَيَنْظُرُ إِلى أَزْوَاجِهِ فِي الْجَنَّةِ يَتَنَعَّمْنَ ».
٢٤٣٠ / ٢٠. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَيُّوبَ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنِ ابْنِ
بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ وَفِي قَلْبِهِ
نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، فَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً ، خَرَجَ فِي النُّكْتَةِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ؛
فَإِنْ تَابَ ذَهَبَ ذلِكَ السَّوَادُ ، وَإِنْ تَمَادى فِي
__________________
الذُّنُوبِ زَادَ
ذلِكَ السَّوَادُ حَتّى يُغَطِّيَ الْبَيَاضَ ، فَإِذَا غُطِّيَ الْبَيَاضُ لَمْ يرْجِعْ
صَاحِبُهُ إِلى خَيْرٍ أَبَداً ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( كَلاّ
بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ) ».
٢٤٣١ / ٢١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : لَاتُبْدِيَنَّ عَنْ وَاضِحَةٍ وَقَدْ عَمِلْتَ الْأَعْمَالَ الْفَاضِحَةَ ، وَلَاتَأْمَنِ الْبَيَاتَ
وَقَدْ عَمِلْتَ السَّيِّئَاتِ ».
٢٤٣٢ / ٢٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ،
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ
حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْمَدَائِنِيِّ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « كَانَ أَبِي عليهالسلام يَقُولُ : إِنَّ اللهَ قَضى قَضَاءً حَتْماً أَلاَّ يُنْعِمَ عَلَى الْعَبْدِ
بِنِعْمَةٍ فَيَسْلُبَهَا إِيَّاهُ ، حَتّى يُحْدِثَ الْعَبْدُ
ذَنْباً يَسْتَحِقُّ بِذلِكَ النَّقِمَةَ ».
٢٤٣٣ / ٢٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ سَدِيرٍ ، قَالَ :
سَأَلَ رَجُلٌ
أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( رَبَّنا
باعِدْ بَيْنَ
أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ) الْآيَةَ ، فَقَالَ : « هؤُلَاءِ قَوْمٌ كَانَتْ لَهُمْ قُرًى
مُتَّصِلَةٌ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ ، وَأَنْهَارٌ جَارِيَةٌ ، وَأَمْوَالٌ
ظَاهِرَةٌ ، فَكَفَرُوا نِعَمَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَغَيَّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
مِنْ عَافِيَةِ اللهِ ، فَغَيَّرَ اللهُ مَا بِهِمْ مِنْ نِعْمَةٍ ، وَ ( إِنَّ
اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ ) فَأَرْسَلَ اللهُ
عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ ، فَغَرَّقَ قُرَاهُمْ ، وَخَرَّبَ
دِيَارَهُمْ ، وَأَذْهَبَ أَمْوَالَهُمْ ، وَأَبْدَلَهُمْ مَكَانَ جَنَّاتِهِمْ جَنَّتَيْنِ
ذَوَاتَيْ أُكُلٍ
__________________
خَمْطٍ وَأَثْلٍ ، وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ، ثُمَّ قَالَ : ( ذلِكَ
جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ ) ».
٢٤٣٤ / ٢٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلى عَبْدٍ نِعْمَةً
فَسَلَبَهَا إِيَّاهُ ، حَتّى يُذْنِبَ ذَنْباً يَسْتَحِقُّ بِذلِكَ
السَّلْبَ ».
٢٤٣٥ / ٢٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛
وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ،
عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ الْجَزَرِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَعَثَ
نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَائِهِ إِلى
__________________
قَوْمِهِ ، وَأَوْحى إِلَيْهِ : أَنْ
قُلْ لِقَوْمِكَ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ وَلَا أُنَاسٍ كَانُوا عَلى
طَاعَتِي ، فَأَصَابَهُمْ فِيهَا سَرَّاءُ ، فَتَحَوَّلُوا عَمَّا أُحِبُّ إِلى مَا أَكْرَهُ ، إِلاَّ تَحَوَّلْتُ
لَهُمْ عَمَّا يُحِبُّونَ إِلى مَا يَكْرَهُونَ ؛ وَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ
وَلَا أَهْلِ بَيْتٍ كَانُوا عَلى مَعْصِيَتِي ، فَأَصَابَهُمْ فِيهَا ضَرَّاءُ ، فَتَحَوَّلُوا
عَمَّا أَكْرَهُ إِلى مَا أُحِبُّ ، إِلاَّ تَحَوَّلْتُ لَهُمْ عَمَّا
يَكْرَهُونَ إِلى مَا يُحِبُّونَ ، وَقُلْ لَهُمْ : إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ
غَضَبِي ؛ فَلَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَتِي ؛ فَإِنَّهُ لَا يَتَعَاظَمُ عِنْدِي ذَنْبٌ أَغْفِرُهُ ؛
وَقُلْ لَهُمْ : لَايَتَعَرَّضُوا مُعَانِدِينَ لِسَخَطِي ، وَلَا يَسْتَخِفُّوا
بِأَوْلِيَائِي ؛ فَإِنَّ لِي سَطَوَاتٍ عِنْدَ غَضَبِي لَايَقُومُ لَهَا شَيْءٌ
مِنْ خَلْقِي ».
٢٤٣٦ / ٢٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ ، عَنْ جَدِّهِ
مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ
__________________
اللهِ ، عَنْ
سُلَيَمانَ الْجَعْفَرِيِّ :
عَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى نَبِيٍّ مِنَ
الْأَنْبِيَاءِ : إِذَا أُطِعْتُ رَضِيتُ ، وَإِذَا رَضِيتُ بَارَكْتُ ، وَلَيْسَ
لِبَرَكَتِي نِهَايَةٌ ، وَإِذَا عُصِيتُ غَضِبْتُ ، وَإِذَا غَضِبْتُ لَعَنْتُ ؛
وَلَعْنَتِي تَبْلُغُ السَّابِعَ مِنَ الْوَرَاءِ ».
٢٤٣٧ / ٢٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ
عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : أَنَّهُ قَالَ : « إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَكْثُرُ
__________________
بِهِ الْخَوْفُ مِنَ
السُّلْطَانِ ، وَمَا ذلِكَ إِلاَّ بِالذُّنُوبِ ، فَتَوَقَّوْهَا مَا
اسْتَطَعْتُمْ ، وَلَاتَمَادَوْا فِيهَا ».
٢٤٣٨ / ٢٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : « لَا وَجَعَ أَوْجَعُ لِلْقُلُوبِ مِنَ الذُّنُوبِ ،
وَلَاخَوْفَ أَشَدُّ مِنَ الْمَوْتِ ، وَكَفى بِمَا سَلَفَ تَفَكُّراً ، وَكَفى
بِالْمَوْتِ وَاعِظاً ».
٢٤٣٩ / ٢٩. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هِلَالٍ الشَّامِيِّ ـ مَوْلىً
لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام ـ قَالَ :
سَمِعْتُ الرِّضَا
عليهالسلام يَقُولُ : « كُلَّمَا أَحْدَثَ الْعِبَادُ مِنَ الذُّنُوبِ
مَا لَمْ يَكُونُوا يَعْمَلُونَ ، أَحْدَثَ اللهُ لَهُمْ مِنَ
الْبَلَاءِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ ».
__________________
٢٤٤٠ / ٣٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِذَا عَصَانِي
مَنْ عَرَفَنِي ، سَلَّطْتُ عَلَيْهِ مَنْ لَايَعْرِفُنِي ».
٢٤٤١ / ٣١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ ابْنِ عَرَفَةَ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي كُلِّ
يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مُنَادِياً يُنَادِي :
مَهْلاً مَهْلاً
عِبَادَ اللهِ عَنْ مَعَاصِي اللهِ ، فَلَوْ لَابَهَائِمُ رُتَّعٌ ، وَصِبْيَةٌ
رُضَّعٌ ، وَشُيُوخٌ رُكَّعٌ ، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبّاً ، تُرَضُّونَ
بِهِ رَضّاً ».
١١٢ ـ بَابُ الْكَبَائِرِ
٢٤٤٢ / ١. عِدَّةٌ مِنْ
أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي
جَمِيلَةَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنْ
تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ
__________________
سَيِّئاتِكُمْ
وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً ) قَالَ : « الْكَبَائِرُ ، الَّتِي أَوْجَبَ اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ عَلَيْهَا النَّارَ ».
٢٤٤٣ / ٢. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، قَالَ :
كَتَبَ مَعِي بَعْضُ
أَصْحَابِنَا إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام يَسْأَلُهُ عَنِ الْكَبَائِرِ : كَمْ هِيَ؟ وَمَا هِيَ؟
فَكَتَبَ : « الْكَبَائِرُ : مَنِ اجْتَنَبَ مَا وَعَدَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ ، كَفَّرَ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ
إِذَا كَانَ مُؤْمِناً ، وَالسَّبْعُ الْمُوجِبَاتُ : قَتْلُ
النَّفْسِ الْحَرَامِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ،
__________________
وَالتَّعَرُّبُ
بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ ، وَأَكْلُ مَالِ
الْيَتِيمِ ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ ».
٢٤٤٤ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْكَبَائِرُ
سَبْعٌ : قَتْلُ الْمُؤْمِنِ مُتَعَمِّداً ، وَقَذْفُ الُمحْصَنَةِ ، وَالْفِرَارُ
مِنَ الزَّحْفِ ، وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ
ظُلْماً ، وَأَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ ، وَكُلُّ مَا
أَوْجَبَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ ».
٢٤٤٥ / ٤. يُونُسُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
__________________
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ مِنَ الْكَبَائِرِ عُقُوقَ
الْوَالِدَيْنِ ، وَالْيَأْسَ مِنْ رَوْحِ اللهِ ، وَالْأَمْنَ لِمَكْرِ اللهِ ».
٢٤٤٦ / ٥. وَقَدْ رُوِيَ : « أَنَّ أَكْبَرَ
الْكَبَائِرِ الشِّرْكُ بِاللهِ ».
٢٤٤٧ / ٦. يُونُسُ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ نُعْمَانَ الرَّازِيِّ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ زَنى خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَمَنْ
شَرِبَ الْخَمْرَ خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَمَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ
رَمَضَانَ مُتَعَمِّداً خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ ».
٢٤٤٨ / ٧. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَةَ ، قَالَ :
__________________
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَيَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ؟
قَالَ : « لَا ؛ إِذَا كَانَ
عَلى بَطْنِهَا سُلِبَ الْإِيمَانَ ، فَإِذَا قَامَ رُدَّ إِلَيْهِ ، فَإِنْ عَادَ سُلِبَ ».
قُلْتُ :
فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَعُودَ؟
فَقَالَ : « مَا
أَكْثَرَ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَعُودَ ، فَلَا يَعُودُ إِلَيْهِ أَبَداً ».
٢٤٤٩ / ٨. يُونُسُ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( الَّذِينَ
يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ ) قَالَ : «
الْفَوَاحِشُ : الزِّنى وَالسَّرِقَةُ ؛ وَاللَّمَمُ : الرَّجُلُ يُلِمُّ
بِالذَّنْبِ فَيَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهُ ».
قُلْتُ : بَيْنَ
الضَّلَالِ وَالْكُفْرِ مَنْزِلَةٌ؟
__________________
فَقَالَ : « مَا
أَكْثَرَ عُرَى الْإِيمَانِ ».
٢٤٥٠ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ
زُرَارَةَ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنِ الْكَبَائِرِ ، فَقَالَ : « هُنَّ فِي كِتَابِ
عَلِيٍّ عليهالسلام سَبْعٌ : الْكُفْرُ بِاللهِ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ ،
وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَأَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ ، وَأَكْلُ
مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ ، وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ
الْهِجْرَةِ ».
قَالَ : قُلْتُ : فَهذَا أَكْبَرُ
الْمَعَاصِي؟ قَالَ : « نَعَمْ ». قُلْتُ : فَأَكْلُ دِرْهَمٍ مِنْ مَالِ
الْيَتِيمِ ظُلْماً أَكْبَرُ أَمْ تَرْكُ الصَّلَاةِ؟ قَالَ : « تَرْكُ
الصَّلَاةِ ».
قُلْتُ : فَمَا
عَدَدْتَ تَرْكَ الصَّلَاةِ فِي الْكَبَائِرِ؟ فَقَالَ : « أَيُّ شَيْءٍ أَوَّلُ
مَا قُلْتُ لَكَ؟ » قَالَ : قُلْتَ : الْكُفْرُ ، قَالَ : « فَإِنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ
كَافِرٌ » يَعْنِي مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ.
__________________
٢٤٥١ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : مَا مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ
وَعَلَيْهِ أَرْبَعُونَ جُنَّةً حَتّى يَعْمَلَ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً ، فَإِذَا
عَمِلَ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً انْكَشَفَتْ عَنْهُ الْجُنَنُ ، فَيُوحِي اللهُ إِلَيْهِمْ : أَنِ اسْتُرُوا عَبْدِي
بِأَجْنِحَتِكُمْ ،
__________________
فَتَسْتُرُهُ الْمَلَائِكَةُ
بِأَجْنِحَتِهَا ».
قَالَ : « فَمَا
يَدَعُ شَيْئاً مِنَ الْقَبِيحِ إِلاَّ قَارَفَهُ حَتّى يَمْتَدِحَ إِلَى النَّاسِ
بِفِعْلِهِ الْقَبِيحِ ، فَيَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : يَا رَبِّ ، هذَا عَبْدُكَ مَا يَدَعُ
شَيْئاً إِلاَّ رَكِبَهُ ، وَإِنَّا لَنَسْتَحْيِي مِمَّا يَصْنَعُ ،
فَيُوحِي اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِمْ : أَنِ ارْفَعُوا
أَجْنِحَتَكُمْ عَنْهُ ؛ فَإِذَا فُعِلَ ذلِكَ أَخَذَ فِي بُغْضِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَعِنْدَ ذلِكَ
يَنْهَتِكُ سِتْرُهُ فِي السَّمَاءِ وَسِتْرُهُ فِي الْأَرْضِ ،
فَيَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : يَا رَبِّ ، هذَا عَبْدُكَ قَدْ بَقِيَ
مَهْتُوكَ السِّتْرِ ، فَيُوحِي اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِمْ : لَوْ
كَانَتْ لِلّهِ فِيهِ حَاجَةٌ ، مَا أَمَرَكُمْ أَنْ تَرْفَعُوا
أَجْنِحَتَكُمْ عَنْهُ ».
__________________
وَرَوَاهُ ابْنُ فَضَّالٍ ،
عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ.
٢٤٥٢ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ
، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « الْكَبَائِرُ : الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ
اللهِ ، وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ ، وَالْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ ، وَقَتْلُ
النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَأَكْلُ مَالِ
الْيَتِيمِ ظُلْماً ، وَأَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ ، وَالتَّعَرُّبُ
بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ ».
فَقِيلَ لَهُ : أَرَأَيْتَ
، الْمُرْتَكِبُ لِلْكَبِيرَةِ يَمُوتُ عَلَيْهَا ، أَتُخْرِجُهُ مِنَ الْإِيمَانِ؟
وَإِنْ عُذِّبَ بِهَا فَيَكُونُ عَذَابُهُ كَعَذَابِ الْمُشْرِكِينَ ، أَوْ لَهُ انْقِطَاعٌ؟
قَالَ : «
يَخْرُجُ مِنَ الْإِسْلَامِ إِذَا زَعَمَ أَنَّهَا حَلَالٌ وَلِذلِكَ يُعَذَّبُ
أَشَدَّ الْعَذَابِ ، وَإِنْ كَانَ مُعْتَرِفاً بِأَنَّهَا
كَبِيرَةٌ وَهِيَ عَلَيْهِ حَرَامٌ ، وَ أَنَّهُ يُعَذَّبُ عَلَيْهَا ، وَأَنَّهَا غَيْرُ حَلَالٍ ، فَإِنَّهُ
مُعَذَّبٌ عَلَيْهَا ، وَهُوَ أَهْوَنُ عَذَاباً مِنَ الْأَوَّلِ ، وَيُخْرِجُهُ مِنَ الْإِيمَانِ
،
__________________
وَلَايُخْرِجُهُ مِنَ الْإِسْلَامِ ».
٢٤٥٣ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام : فِي قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إِذَا زَنَى الرَّجُلُ فَارَقَهُ رُوحُ الْإِيمَانِ »؟
قَالَ : « هُوَ قَوْلُهُ : ( وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ ) ذَاكَ الَّذِي يُفَارِقُهُ ».
__________________
٢٤٥٤ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ
، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنِ الْفُضَيْلِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « يُسْلَبُ مِنْهُ رُوحُ الْإِيمَانِ مَا دَامَ
عَلى بَطْنِهَا ؛ فَإِذَا نَزَلَ ، عَادَ الْإِيمَانُ ».
قَالَ : قُلْتُ
لَهُ : أَرَأَيْتَ إِنْ هَمَّ؟ قَالَ : « لَا ، أَرَأَيْتَ إِنْ هَمَّ أَنْ يَسْرِقَ أَتُقْطَعُ يَدُهُ؟ ».
٢٤٥٥ / ١٤. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ صَبَّاحِ بْنِ سَيَابَةَ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ : يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ
مُؤْمِنٌ؟ قَالَ : « لَا ، إِذَا كَانَ عَلى بَطْنِهَا سُلِبَ الْإِيمَانُ مِنْهُ
، فَإِذَا قَامَ رُدَّ عَلَيْهِ ».
قُلْتُ :
فَإِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ؟ قَالَ : « مَا أَكْثَرَ مَا يَهُمُّ
أَنْ يَعُودَ ، ثُمَّ لَايَعُودُ ».
٢٤٥٦ / ١٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ
__________________
أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْكَبَائِرُ سَبْعَةٌ : مِنْهَا :
قَتْلُ النَّفْسِ مُتَعَمِّداً ، وَالشِّرْكُ بِاللهِ الْعَظِيمِ ، وَقَذْفُ
الْمُحْصَنَةِ ، وَأَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ ، وَالْفِرَارُ مِنَ
الزَّحْفِ ، وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ،
وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً ».
قَالَ : «
وَالتَّعَرُّبُ وَالشِّرْكُ وَاحِدٌ ».
٢٤٥٧ / ١٦. أَبَانٌ ، عَنْ زِيَادٍ الْكُنَاسِيِّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « وَالَّذِي إِذَا دَعَاهُ أَبُوهُ لَعَنَ أَبَاهُ ، وَالَّذِي إِذَا
أَجَابَهُ ابْنُهُ يَضْرِبُهُ ».
٢٤٥٨ / ١٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْغَنَوِيِّ
، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلى
أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
، إِنَّ نَاساً زَعَمُوا أَنَّ الْعَبْدَ لَايَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ،
وَلَايَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَايَشْرَبُ الْخَمْرَ وَهُوَ
__________________
مُؤْمِنٌ ، وَلَايَأْكُلُ الرِّبَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَايَسْفِكُ
الدَّمَ الْحَرَامَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، فَقَدْ ثَقُلَ عَلَيَّ هذَا وَحَرِجَ مِنْهُ صَدْرِي
حِينَ أَزْعُمُ أَنَّ هذَا الْعَبْدَ يُصَلِّي صَلَاتِي ، وَيَدْعُو دُعَائِي ،
وَيُنَاكِحُنِي وَأُنَاكِحُهُ ، وَيُوَارِثُنِي وَأُوَارِثُهُ ، وَقَدْ خَرَجَ
مِنَ الْإِيمَانِ مِنْ أَجْلِ ذَنْبٍ يَسِيرٍ أَصَابَهُ؟
فَقَالَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : « صَدَقْتَ ، سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَقُولُ : وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ كِتَابُ اللهِ ،
خَلَقَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ النَّاسَ عَلى ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ ، وَأَنْزَلَهُمْ
ثَلَاثَ مَنَازِلَ ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي الْكِتَابِ : ( أَصْحابُ
الْمَيْمَنَةِ ) ، ( وَأَصْحابُ
الْمَشْئَمَةِ ) ، ( وَالسّابِقُونَ ).
فَأَمَّا مَا
ذَكَرَ مِنْ أَمْرِ السَّابِقِينَ ، فَإِنَّهُمْ أَنْبِيَاءُ
مُرْسَلُونَ وَغَيْرُ مُرْسَلِينَ ، جَعَلَ اللهُ فِيهِمْ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ :
رُوحَ الْقُدُسِ ، وَرُوحَ الْإِيمَانِ ، وَرُوحَ الْقُوَّةِ ، وَرُوحَ
الشَّهْوَةِ ، وَرُوحَ الْبَدَنِ ؛ فَبِرُوحِ الْقُدُسِ بُعِثُوا أَنْبِيَاءَ
مُرْسَلِينَ وَغَيْرَ مُرْسَلِينَ ، وَبِهَا عَلِمُوا الْأَشْيَاءَ ؛
وَبِرُوحِ الْإِيمَانِ عَبَدُوا اللهَ ، وَلَمْ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ؛ وَبِرُوحِ
الْقُوَّةِ جَاهَدُوا عَدُوَّهُمْ ، وَعَالَجُوا مَعَاشَهُمْ ؛ وَبِرُوحِ
الشَّهْوَةِ أَصَابُوا لَذِيذَ الطَّعَامِ ، وَنَكَحُوا الْحَلَالَ مِنْ شَبَابِ
__________________
النِّسَاءِ ؛ وَبِرُوحِ
الْبَدَنِ دَبُّوا وَدَرَجُوا ؛ فَهؤُلَاءِ مَغْفُورٌ لَهُمْ ، مَصْفُوحٌ عَنْ
ذُنُوبِهِمْ ».
ثُمَّ قَالَ : «
قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( تِلْكَ الرُّسُلُ
فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ
بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ
بِرُوحِ الْقُدُسِ ) ثُمَّ قَالَ فِي جَمَاعَتِهِمْ : ( وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ ) يَقُولُ : أَكْرَمَهُمْ بِهَا ، فَفَضَّلَهُمْ عَلى مَنْ
سِوَاهُمْ ؛ فَهؤُلَاءِ مَغْفُورٌ لَهُمْ ، مَصْفُوحٌ عَنْ ذُنُوبِهِمْ.
ثُمَّ ذَكَرَ
أَصْحَابَ الْمَيْمَنَةِ ـ وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً ـ بِأَعْيَانِهِمْ
، جَعَلَ اللهُ فِيهِمْ أَرْبَعَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْإِيمَانِ ، وَرُوحَ
الْقُوَّةِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، وَرُوحَ الْبَدَنِ ؛ فَلَا يَزَالُ الْعَبْدُ
٢ / ٢٨٣
يَسْتَكْمِلُ هذِهِ
الْأَرْوَاحَ الْأَرْبَعَةَ حَتّى تَأْتِيَ عَلَيْهِ حَالَاتٌ ».
فَقَالَ الرَّجُلُ
: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا هذِهِ الْحَالَاتُ؟
فَقَالَ : «
أَمَّا أُولَاهُنَّ ، فَهُوَ كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمِنْكُمْ
مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ
بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً
) فَهذَا يَنْتَقِصُ مِنْهُ جَمِيعُ الْأَرْوَاحِ ، وَلَيْسَ بِالَّذِي
يَخْرُجُ مِنْ دِينِ اللهِ ؛ لِأَنَّ الْفَاعِلَ بِهِ رَدَّهُ إِلى أَرْذَلِ
عُمُرِهِ ، فَهُوَ لَايَعْرِفُ لِلصَّلَاةِ وَقْتاً ،
__________________
وَ لَايَسْتَطِيعُ
التَّهَجُّدَ بِاللَّيْلِ وَلَابِالنَّهَارِ ، وَلَا الْقِيَامَ
فِي الصَّفِّ مَعَ النَّاسِ ؛ فَهذَا نُقْصَانٌ مِنْ رُوحِ الْإِيمَانِ ، وَلَيْسَ
يَضُرُّهُ شَيْئاً.
وَمِنْهُمْ : مَنْ
يَنْتَقِصُ مِنْهُ رُوحُ الْقُوَّةِ ، فَلَا يَسْتَطِيعُ جِهَادَ عَدُوِّهِ
، وَلَايَسْتَطِيعُ طَلَبَ الْمَعِيشَةِ
وَمِنْهُمْ : مَنْ
يَنْتَقِصُ مِنْهُ رُوحُ الشَّهْوَةِ ، فَلَوْ مَرَّتْ بِهِ أَصْبَحُ بَنَاتِ آدَمَ
لَمْ يَحِنَّ إِلَيْهَا ، وَلَمْ يَقُمْ ، وَتَبْقى رُوحُ الْبَدَنِ
فِيهِ ، فَهُوَ يَدِبُّ وَيَدْرُجُ حَتّى يَأْتِيَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، فَهذَا
الْحَالُ خَيْرٌ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ هُوَ الْفَاعِلُ بِهِ ، وَقَدْ تَأْتِي
عَلَيْهِ حَالَاتٌ فِي قُوَّتِهِ وَشَبَابِهِ ، فَيَهُمُّ
بِالْخَطِيئَةِ ، فَيُشَجِّعُهُ رُوحُ الْقُوَّةِ ، وَيُزَيِّنُ لَهُ رُوحُ
الشَّهْوَةِ ، وَيَقُودُهُ رُوحُ الْبَدَنِ حَتّى
__________________
تُوْقِعَهُ فِي الْخَطِيئَةِ
، فَإِذَا لَامَسَهَا نَقَصَ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَتَفَصّى مِنْهُ ،
فَلَيْسَ يَعُودُ فِيهِ حَتّى يَتُوبَ ، فَإِذَا تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ
، وَإِنْ عَادَ أَدْخَلَهُ اللهُ نَارَ جَهَنَّمَ.
فَأَمَّا أَصْحَابُ
الْمَشْأَمَةِ ، فَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارى ؛ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( الَّذِينَ
آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ ) يَعْرِفُونَ
مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم وَالْوَلَايَةَ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ، كَمَا
يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ ( وَإِنَّ فَرِيقاً
مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ) : أَنَّكَ الرَّسُولُ
إِلَيْهِمْ ( فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) فَلَمَّا
جَحَدُوا مَا عَرَفُوا ، ابْتَلَاهُمُ اللهُ بِذلِكَ ، فَسَلَبَهُمْ رُوحَ الْإِيمَانِ ، وَأَسْكَنَ
أَبْدَانَهُمْ ثَلَاثَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْقُوَّةِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ،
وَرُوحَ الْبَدَنِ.
ثُمَّ أَضَافَهُمْ
إِلَى الْأَنْعَامِ ، فَقَالَ : ( إِنْ هُمْ إِلاّ
كَالْأَنْعامِ ) لِأَنَّ الدَّابَّةَ إِنَّمَا تَحْمِلُ بِرُوحِ الْقُوَّةِ
، وَتَعْتَلِفُ بِرُوحِ الشَّهْوَةِ ، وَتَسِيرُ بِرُوحِ الْبَدَنِ ».
فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ : أَحْيَيْتَ
قَلْبِي بِإِذْنِ اللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
__________________
٢٤٥٩ / ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ دَاوُدَ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إِذَا زَنَى الرَّجُلُ فَارَقَهُ رُوحُ
الْإِيمَانِ » ، قَالَ : فَقَالَ : « هُوَ مِثْلُ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلا
تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ) ».
ثُمَّ قَالَ : «
غَيْرُ هذَا أَبْيَنُ مِنْهُ ، ذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ ) هُوَ الَّذِي فَارَقَهُ ».
٢٤٦٠ / ١٩. يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « ( إِنَّ اللهَ لا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ) الْكَبَائِرَ
فَمَا سِوَاهَا ». قَالَ : قُلْتُ : دَخَلَتِ الْكَبَائِرُ فِي الِاسْتِثْنَاءِ ؟ قَالَ : «
نَعَمْ ».
__________________
٢٤٦١ / ٢٠. يُونُسُ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : الْكَبَائِرُ فِيهَا اسْتِثْنَاءُ أَنْ يَغْفِرَ لِمَنْ يَشَاءُ؟
قَالَ : « نَعَمْ ».
٢٤٦٢ / ٢١. يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : ( وَمَنْ
يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) قَالَ : «
مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ عليهالسلام ، وَاجْتِنَابُ الْكَبَائِرِ الَّتِي أَوْجَبَ اللهُ
عَلَيْهَا النَّارَ ».
٢٤٦٣ / ٢٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
الْحَسَنِ عليهالسلام : الْكَبَائِرُ تُخْرِجُ مِنَ الْإِيمَانِ؟
فَقَالَ : « نَعَمْ ،
وَمَا دُونَ الْكَبَائِرِ ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لَايَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَايَسْرِقُ
السَّارِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ».
__________________
٢٤٦٤ / ٢٣. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيٍّ الزَّيَّاتِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :
دَخَلَ ابْنُ
قَيْسٍ الْمَاصِرِ وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ ـ وَأَظُنُّ مَعَهُمَا أَبُو
حَنِيفَةَ ـ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، فَتَكَلَّمَ ابْنُ قَيْسٍ الْمَاصِرِ ، فَقَالَ : إِنَّا
لَانُخْرِجُ أَهْلَ دَعْوَتِنَا وَأَهْلَ مِلَّتِنَا مِنَ الْإِيمَانِ فِي
الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ.
قَالَ : فَقَالَ
لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « يَا ابْنَ قَيْسٍ ، أَمَّا رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَدْ قَالَ : لَايَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ،
وَلَايَسْرِقُ السَّارِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ؛ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ
حَيْثُ شِئْتَ ».
٢٤٦٥ / ٢٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
__________________
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنِ الرَّجُلِ يَرْتَكِبُ الْكَبِيرَةَ مِنَ الْكَبَائِرِ
فَيَمُوتُ ، هَلْ يُخْرِجُهُ ذلِكَ مِنَ الْإِسْلَامِ؟ وَإِنْ عُذِّبَ ، كَانَ
عَذَابُهُ كَعَذَابِ الْمُشْرِكِينَ ، أَمْ لَهُ مُدَّةٌ وَانْقِطَاعٌ؟
فَقَالَ : « مَنِ
ارْتَكَبَ كَبِيرَةً مِنَ الْكَبَائِرِ ، فَزَعَمَ أَنَّهَا حَلَالٌ ،
أَخْرَجَهُ ذلِكَ مِنَ الْإِسْلَامِ ، وَعُذِّبَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ؛ وَإِنْ
كَانَ مُعْتَرِفاً أَنَّهُ ذَنْبٌ وَمَاتَ عَلَيْهَا ، أَخْرَجَهُ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَلَمْ يُخْرِجْهُ مِنَ الْإِسْلَامِ ،
وَكَانَ عَذَابُهُ أَهْوَنَ مِنْ عَذَابِ الْأَوَّلِ ».
٢٤٦٦ / ٢٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِي صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، قَالَ :
« سَمِعْتُ أَبِي عليهالسلام يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : دَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلى أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، فَلَمَّا سَلَّمَ وَجَلَسَ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( الَّذِينَ
يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ ) ثُمَّ أَمْسَكَ ،
فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : مَا أَسْكَتَكَ؟ قَالَ : أُحِبُّ أَنْ
أَعْرِفَ الْكَبَائِرَ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
فَقَالَ : نَعَمْ
يَا عَمْرُو ، أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الْإِشْرَاكُ بِاللهِ ؛ يَقُولُ اللهُ : ( مَنْ
يُشْرِكْ بِاللهِ
فَقَدْ
__________________
حَرَّمَ
اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ) .
وَبَعْدَهُ
الْإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ
: ( إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلاَّ
الْقَوْمُ الْكافِرُونَ ) .
ثُمَّ الْأَمْنُ
لِمَكْرِ اللهِ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( فَلا
يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ )
وَمِنْهَا عُقُوقُ
الْوَالِدَيْنِ ؛ لِأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الْعَاقَّ ( جَبّاراً
شَقِيًّا ) .
وَقَتْلُ
النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ
خالِداً فِيها ) إِلى آخِرِ الْآيَةِ.
وَقَذْفُ
الْمُحْصَنَةِ ، لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( لُعِنُوا
فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ )
وَأَكْلُ مَالِ
الْيَتِيمِ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ / عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( إِنَّما
يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) .
وَالْفِرَارُ مِنَ
الزَّحْفِ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( وَمَنْ
يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً
إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ
الْمَصِيرُ ) .
وَأَكْلُ الرِّبَا
؛ لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( الَّذِينَ
يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ
الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ )
__________________
وَالسِّحْرُ ؛
لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( وَلَقَدْ عَلِمُوا
لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) .
وَالزِّنى ؛
لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( وَمَنْ يَفْعَلْ
ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ
فِيهِ مُهاناً ) .
وَالْيَمِينُ
الْغَمُوسُ الْفَاجِرَةُ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ :
( إِنَّ
الَّذِينَ يَشْتَرُونَ
بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي
الْآخِرَةِ ) .
وَالْغُلُولُ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ
/ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( وَمَنْ يَغْلُلْ
يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ) .
وَمَنْعُ
الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( فَتُكْوى
بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ) .
وَشَهَادَةُ
الزُّورِ ، وَكِتْمَانُ الشَّهَادَةِ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ :
( وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ) .
وَشُرْبُ
الْخَمْرِ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ / عَزَّ وَجَلَّ ـ نَهى عَنْهَا ، كَمَا نَهى عَنْ
عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ .
__________________
وَتَرْكُ الصَّلَاةِ
مُتَعَمِّداً ، أَوْ شَيْئاً مِمَّا فَرَضَ اللهُ ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم قَالَ : مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّداً ، فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ
اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وَنَقْضُ
الْعَهْدِ وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( أُولئِكَ
لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدّارِ ) » .
قَالَ : «
فَخَرَجَ عَمْرٌو ـ وَلَهُ صُرَاخٌ مِنْ بُكَائِهِ ـ وَهُوَ يَقُولُ : هَلَكَ
مَنْ قَالَ بِرَأْيِهِ ، وَنَازَعَكُمْ فِي الْفَضْلِ وَالْعِلْمِ ».
١١٣ ـ بَابُ اسْتِصْغَارِ الذَّنْبِ
٢٤٦٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي
عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ
زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « اتَّقُوا الْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ ؛
فَإِنَّهَا لَاتُغْفَرُ ». قُلْتُ :
__________________
وَمَا
الْمُحَقَّرَاتُ؟ قَالَ : « الرَّجُلُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ ، فَيَقُولُ :
طُوبى لِي لَوْ لَمْ يَكُنْ لِي غَيْرُ ذلِكَ ».
٢٤٦٨ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
الْحَسَنِ عليهالسلام يَقُولُ : « لَا تَسْتَكْثِرُوا كَثِيرَ الْخَيْرِ ،
وَلَاتَسْتَقِلُّوا قَلِيلَ الذُّنُوبِ ؛ فَإِنَّ قَلِيلَ الذُّنُوبِ يَجْتَمِعُ حَتّى يَكُونَ كَثِيراً ، وَخَافُوا
اللهَ فِي السِّرِّ حَتّى ٢ / ٢٨٨
تُعْطُوا مِنْ
أَنْفُسِكُمُ النَّصَفَ ».
٢٤٦٩ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ وَالْحَجَّالِ جَمِيعاً ، عَنْ
ثَعْلَبَةَ ، عَنْ زِيَادٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم نَزَلَ بِأَرْضٍ قَرْعَاءَ ، فَقَالَ
لِأَصْحَابِهِ : ائْتُوا
__________________
بِحَطَبٍ ،
فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، نَحْنُ بِأَرْضٍ قَرْعَاءَ ، مَا بِهَا مِنْ
حَطَبٍ ، قَالَ : فَلْيَأْتِ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا قَدَرَ عَلَيْهِ ،
فَجَاؤُوا بِهِ حَتّى رَمَوْا بَيْنَ يَدَيْهِ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : هكَذَا تَجْتَمِعُ الذُّنُوبُ.
ثُمَّ قَالَ :
إِيَّاكُمْ وَالْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ طَالِباً
، أَلَا وَإِنَّ طَالِبَهَا يَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ ،
وَكُلَّ
شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ
».
١١٤ ـ بَابُ الْإِصْرَارِ عَلَى الذَّنْبِ
٢٤٧٠ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّهِيكِيِّ ، عَنْ عَمَّارِ
بْنِ مَرْوَانَ الْقَنْدِيِّ ،
__________________
عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَا صَغِيرَةَ مَعَ الْإِصْرَارِ ، وَلَاكَبِيرَةَ
مَعَ الِاسْتِغْفَارِ ».
٢٤٧١ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سَالِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ
جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلَمْ
يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) قَالَ : «
الْإِصْرَارُ أَنْ يُذْنِبَ الذَّنْبَ ، فَلَا
يَسْتَغْفِرَ اللهَ ، وَلَايُحَدِّثَ نَفْسَهُ بِتَوْبَةٍ ؛ فَذلِكَ
الْإِصْرَارُ ».
__________________
٢٤٧٢ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « لَا وَاللهِ ، لَايَقْبَلُ اللهُ شَيْئاً
مِنْ طَاعَتِهِ عَلَى الْإِصْرَارِ عَلى شَيْءٍ مِنْ مَعَاصِيهِ ».
١١٥ ـ بَابٌ فِي أُصُولِ الْكُفْرِ وَأَرْكَانِهِ
٢٤٧٣ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
إِسْحَاقَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أُصُولُ الْكُفْرِ ثَلَاثَةٌ : الْحِرْصُ ، وَالِاسْتِكْبَارُ ، وَالْحَسَدُ
؛ فَأَمَّا الْحِرْصُ ، فَإِنَّ آدَمَ عليهالسلام حِينَ نُهِيَ عَنِ الشَّجَرَةِ حَمَلَهُ الْحِرْصُ عَلى
أَنْ أَكَلَ مِنْهَا ؛ وَأَمَّا الِاسْتِكْبَارُ ، فَإِبْلِيسُ حَيْثُ أُمِرَ
بِالسُّجُودِ لآِدَمَ ، فَأَبَى ؛ وَأَمَّا الْحَسَدُ ، فَابْنَا آدَمَ
__________________
حَيْثُ قَتَلَ
أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ».
٢٤٧٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَرْكَانُ الْكُفْرِ أَرْبَعَةٌ : الرَّغْبَةُ ، وَالرَّهْبَةُ ،
وَالسَّخَطُ ، وَالْغَضَبُ ».
٢٤٧٥ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الدِّهْقَانِ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ أَوَّلَ مَا عُصِيَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ
__________________
بِهِ سِتٌّ : حُبُّ
الدُّنْيَا ، وَحُبُّ الرِّئَاسَةِ ، وَحُبُّ الطَّعَامِ ، وَحُبُّ النَّوْمِ ،
وَحُبُّ الرَّاحَةِ ، وَحُبُّ النِّسَاءِ ».
٢٤٧٦ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « أَنَّ رَجُلاً مِنْ خَثْعَمٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَبْغَضُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ
: الشِّرْكُ بِاللهِ ، قَالَ : ثُمَّ مَا ذَا؟ قَالَ : قَطِيعَةُ الرَّحِمِ ، قَالَ :
ثُمَّ مَا ذَا؟
قَالَ : الْأَمْرُ بِالْمُنْكَرِ ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمَعْرُوفِ ».
٢٤٧٧ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ يَزِيدَ الصَّائِغِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : رَجُلٌ عَلى هذَا الْأَمْرِ إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ ،
وَإِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِنِ ائْتُمِنَ خَانَ ، مَا مَنْزِلَتُهُ؟
__________________
قَالَ : « هِيَ
أَدْنَى الْمَنَازِلِ مِنَ الْكُفْرِ وَلَيْسَ بِكَافِرٍ ».
٢٤٧٨ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مِنْ عَلَامَاتِ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَيْنِ ، وَقَسْوَةُ
الْقَلْبِ ، وَشِدَّةُ الْحِرْصِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا ، وَالْإِصْرَارُ
عَلَى الذَّنْبِ ».
٢٤٧٩ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم النَّاسَ ، فَقَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ قَالُوا :
بَلى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الَّذِي يَمْنَعُ رِفْدَهُ ، وَيَضْرِبُ
عَبْدَهُ ، وَيَتَزَوَّدُ وَحْدَهُ ؛ فَظَنُّوا أَنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْ خَلْقاً
هُوَ شَرٌّ مِنْ هذَا.
__________________
ثُمَّ قَالَ :
أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْ ذلِكَ؟ قَالُوا : بَلى يَا رَسُولَ
اللهِ ، قَالَ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الَّذِي لَا يُرْجى خَيْرُهُ ، وَلَايُؤْمَنُ شَرُّهُ ؛
فَظَنُّوا أَنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْ خَلْقاً هُوَ شَرٌّ مِنْ هذَا.
ثُمَّ قَالَ : أَلَا
أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْ ذلِكَ ؟ قَالُوا : بَلى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
الْمُتَفَحِّشُ
اللَّعَّانُ ، الَّذِي إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ الْمُؤْمِنُونَ لَعَنَهُمْ ، وَإِذَا
ذَكَرُوهُ لَعَنُوهُ ».
٢٤٨٠ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ ، كَانَ مُنَافِقاً ـ وَإِنْ صَامَ وَصَلّى ،
وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ـ : مَنْ إِذَا ائْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ
كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَالَ فِي كِتَابِهِ : ( إِنَّ
اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ ) وَقَالَ : ( أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ
عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) وَفِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ
إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا ) ».
٢٤٨١ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَبْعَدِكُمْ مِنِّي شَبَهاً ؟ قَالُوا : بَلى
يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الْفَاحِشُ الْمُتَفَحِّشُ الْبَذِيءُ الْبَخِيلُ
الْمُخْتَالُ ، الْحَقُودُ الْحَسُودُ ، الْقَاسِي الْقَلْبِ ، الْبَعِيدُ مِنْ كُلِّ
خَيْرٍ يُرْجى ، غَيْرُ الْمَأْمُونِ مِنْ كُلِّ شَرٍّ يُتَّقى ».
٢٤٨٢ / ١٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ
رَفَعَهُ إِلى سَلْمَانَ ، قَالَ :
إِذَا أَرَادَ
اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ هَلَاكَ عَبْدٍ ، نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ ، فَإِذَا نَزَعَ مِنْهُ
الْحَيَاءَ ، لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ خَائِناً مَخُوناً ، فَإِذَا كَانَ خَائِناً
مَخُوناً ، نُزِعَتْ مِنْهُ الْأَمَانَةُ ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ
الْأَمَانَةُ ، لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ فَظّاً غَلِيظاً ، فَإِذَا كَانَ فَظّاً غَلِيظاً ، نُزِعَتْ
مِنْهُ رِبْقَةُ الْإِيمَانِ ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ
__________________
رِبْقَةُ
الْإِيمَانِ ، لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ شَيْطَاناً مَلْعُوناً
٢٤٨٣ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ الْكَرْخِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ثَلَاثٌ مَلْعُونَاتٌ مَلْعُونٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ : الْمُتَغَوِّطُ فِي
ظِلِّ النُّزَّالِ ، وَالْمَانِعُ الْمَاءَ الْمُنْتَابَ ، وَالسَّادُّ
الطَّرِيقَ الْمُعْرَبَةَ ».
٢٤٨٤ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ثَلَاثٌ مَلْعُونٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ : الْمُتَغَوِّطُ فِي ظِلِّ النُّزَّالِ ، وَالْمَانِعُ
الْمَاءَ الْمُنْتَابَ ،
__________________
وَالسَّادُّ الطَّرِيقَ
الْمَسْلُوكَ ».
٢٤٨٥ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛
وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ،
عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ،
قَالَ :
قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِ رِجَالِكُمْ؟ ». قُلْنَا
: بَلى يَا رَسُولَ اللهِ.
فَقَالَ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إِنَّ مِنْ شِرَارِ رِجَالِكُمُ الْبَهَّاتَ الْجَرِيءَ الْفَحَّاشَ ،
الْآكِلَ وَحْدَهُ ، وَ الْمَانِعَ رِفْدَهُ ، وَالضَّارِبَ عَبْدَهُ ،
وَالْمُلْجِئَ عِيَالَهُ إِلى غَيْرِهِ ».
٢٤٨٦ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُيَسِّرٍ ، عَنْ أَبِيهِ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : خَمْسَةٌ لَعَنْتُهُمْ وَكُلُّ نَبِيٍّ مُجَابٍ : الزَّائِدُ فِي
كِتَابِ اللهِ ، وَالتَّارِكُ لِسُنَّتِي ، وَالْمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللهِ ،
وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي مَا حَرَّمَ اللهُ ، وَالْمُسْتَأْثِرُ بِالْفَيْءِ
وَالْمُسْتَحِلُّ لَهُ ».
١١٦ ـ بَابُ الرِّيَاءِ
٢٤٨٧ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ
__________________
ابْنِ الْقَدَّاحِ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : أَنَّهُ قَالَ لِعَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ الْبَصْرِيِّ فِي
الْمَسْجِدِ : « وَيْلَكَ يَا عَبَّادُ ، إِيَّاكَ وَالرِّيَاءَ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ
عَمِلَ لِغَيْرِ اللهِ وَكَلَهُ اللهُ إِلى مَنْ عَمِلَ لَهُ ».
٢٤٨٨ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ هذَا لِلّهِ ،
وَلَاتَجْعَلُوهُ لِلنَّاسِ ؛ فَإِنَّهُ مَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ لِلّهِ ، وَمَا
كَانَ لِلنَّاسِ فَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللهِ ».
٢٤٨٩ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَلِيفَةَ ، قَالَ
:
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « كُلُّ رِيَاءٍ شِرْكٌ ؛ إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِلنَّاسِ
كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى النَّاسِ ،
__________________
وَمَنْ عَمِلَ
لِلّهِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى اللهِ ».
٢٤٩٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ،
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَمَنْ
كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ
بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) قَالَ : « الرَّجُلُ يَعْمَلُ شَيْئاً مِنَ الثَّوَابِ لَايَطْلُبُ بِهِ
وَجْهَ اللهِ ، إِنَّمَا يَطْلُبُ تَزْكِيَةَ النَّاسِ يَشْتَهِي أَنْ يُسْمِعَ بِهِ
النَّاسَ ، فَهذَا الَّذِي أَشْرَكَ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ ».
ثُمَّ قَالَ : «
مَا مِنْ عَبْدٍ أَسَرَّ خَيْراً فَذَهَبَتِ الْأَيَّامُ أَبَداً حَتّى يُظْهِرَ اللهُ لَهُ خَيْراً ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ
يُسِرُّ شَرّاً فَذَهَبَتِ الْأَيَّامُ حَتّى يُظْهِرَ اللهُ لَهُ شَرّاً ».
٢٤٩١ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ ، قَالَ :
__________________
قَالَ لِيَ الرِّضَا عليهالسلام : « وَيْحَكَ ، يَا ابْنَ عَرَفَةَ ، اعْمَلُوا لِغَيْرِ رِيَاءٍ
وَلَاسُمْعَةٍ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِغَيْرِ اللهِ وَكَلَهُ اللهُ إِلى مَا
عَمِلَ ؛ وَيْحَكَ ، مَا عَمِلَ أَحَدٌ عَمَلاً إِلاَّ رَدَّاهُ اللهُ ، إِنْ خَيْراً
فَخَيْرٌ ، وَإِنْ شَرّاً فَشَرٌّ ».
٢٤٩٢ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :
إِنِّي
لَأَتَعَشَّى مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام إِذْ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( بَلِ الْإِنْسانُ
عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ ) : « يَا أَبَا
حَفْصٍ ، مَا يَصْنَعُ الْإِنْسَانُ أَنْ يَتَقَرَّبَ إِلَى اللهِ
ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِخِلَافِ مَا يَعْلَمُ اللهُ تَعَالى؟! إِنَّ رَسُولَ
اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم كَانَ يَقُولُ : مَنْ أَسَرَّ سَرِيرَةً رَدَّاهُ اللهُ رِدَاءَهَا ،
إِنْ خَيْراً فَخَيْرٌ ، وَإِنْ شَرّاً فَشَرٌّ ».
__________________
٢٤٩٣ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ الْمَلَكَ لَيَصْعَدُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجاً بِهِ ، فَإِذَا
صَعِدَ بِحَسَنَاتِهِ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : اجْعَلُوهَا فِي سِجِّينٍ ،
إِنَّهُ لَيْسَ إِيَّايَ أَرَادَ بِهَا ».
٢٤٩٤ / ٨. وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ :
« قَالَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ لِلْمُرَائِي : يَنْشَطُ إِذَا رَأَى
النَّاسَ ، وَيَكْسَلُ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ ، وَيُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ فِي جَمِيعِ
أُمُورِهِ ».
٢٤٩٥ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا خَيْرُ
شَرِيكٍ ، مَنْ أَشْرَكَ مَعِي
__________________
غَيْرِي فِي
عَمَلٍ عَمِلَهُ لَمْ أَقْبَلْهُ ، إِلاَّ مَا كَانَ لِي خَالِصاً ».
٢٤٩٦ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَظْهَرَ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ اللهُ ،
وَبَارَزَ اللهَ بِمَا كَرِهَهُ ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ مَاقِتٌ لَهُ ».
٢٤٩٧ / ١١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ فُضَيْلٍ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا يَصْنَعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُظْهِرَ
حَسَناً وَيُسِرَّ سَيِّئاً ، أَلَيْسَ يَرْجِعُ إِلى نَفْسِهِ ، فَيَعْلَمَ
أَنَّ ذلِكَ لَيْسَ كَذلِكَ؟ وَاللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( بَلِ
الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) إِنَّ السَّرِيرَةَ إِذَا صَحَّتْ ، قَوِيَتِ
الْعَلَانِيَةُ ».
الْحُسَيْنُ بْنُ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ
فَضَالَةَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْفَضْلِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، مِثْلَهُ.
٢٤٩٨ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ،
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا مِنْ عَبْدٍ يُسِرُّ خَيْراً إِلاَّ لَمْ تَذْهَبِ
الْأَيَّامُ حَتّى يُظْهِرَ اللهُ لَهُ خَيْراً ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يُسِرُّ
شَرّاً إِلاَّ لَمْ تَذْهَبِ الْأَيَّامُ حَتّى يُظْهِرَ اللهُ لَهُ شَرّاً ».
٢٤٩٩ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ
أَبِيهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَرَادَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِالْقَلِيلِ
مِنْ عَمَلِهِ ، أَظْهَرَ اللهُ لَهُ أَكْثَرَ مِمَّا أَرَادَ ؛ وَمَنْ أَرَادَ
النَّاسَ بِالْكَثِيرِ مِنْ عَمَلِهِ فِي تَعَبٍ مِنْ بَدَنِهِ وَسَهَرٍ
__________________
مِنْ لَيْلِهِ ، أَبَى اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ إِلاَّ أَنْ يُقَلِّلَهُ فِي عَيْنِ مَنْ سَمِعَهُ ».
٢٥٠٠ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَخْبُثُ فِيهِ سَرَائِرُهُمْ ، وَتَحْسُنُ فِيهِ عَلَانِيَتُهُمْ
طَمَعاً فِي الدُّنْيَا ، لَا يُرِيدُونَ بِهِ مَا عِنْدَ رَبِّهِمْ ، يَكُونُ
دِينُهُمْ رِيَاءً ، لَايُخَالِطُهُمْ خَوْفٌ ، يَعُمُّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ ،
فَيَدْعُونَهُ دُعَاءَ الْغَرِيقِ ، فَلَا يَسْتَجِيبُ لَهُمْ ».
٢٥٠١ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :
إِنِّي
لَأَتَعَشّى مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام إِذْ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( بَلِ الْإِنْسانُ
عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ ) : « يَا أَبَا
حَفْصٍ ، مَا يَصْنَعُ الْإِنْسَانُ أَنْ يَعْتَذِرَ إِلَى النَّاسِ بِخِلَافِ مَا
يَعْلَمُ اللهُ مِنْهُ ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم كَانَ يَقُولُ : مَنْ أَسَرَّ سَرِيرَةً أَلْبَسَهُ اللهُ
رِدَاءَهَا ، إِنْ
__________________
خَيْراً فَخَيْرٌ
، وَإِنْ شَرّاً فَشَرٌّ ».
٢٥٠٢ / ١٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام : أَنَّهُ قَالَ : « الْإِبْقَاءُ عَلَى الْعَمَلِ أَشَدُّ مِنَ
الْعَمَلِ ». قَالَ : وَمَا الْإِبْقَاءُ عَلَى الْعَمَلِ؟ قَالَ : « يَصِلُ
الرَّجُلُ بِصِلَةٍ ، وَيُنْفِقُ نَفَقَةً لِلّهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ،
فَكُتِبَ لَهُ سِرّاً ، ثُمَّ يَذْكُرُهَا فَتُمْحى ، فَتُكْتَبُ لَهُ عَلَانِيَةً
، ثُمَّ يَذْكُرُهَا فَتُمْحى ، وَتُكْتَبُ لَهُ رِيَاءً ».
٢٥٠٣ / ١٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِ : اخْشَوُا اللهَ خَشْيَةً لَيْسَتْ بِتَعْذِيرٍ ، وَاعْمَلُوا
لِلّهِ فِي غَيْرِ رِيَاءٍ وَلَاسُمْعَةٍ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ عَمِلَ
لِغَيْرِ اللهِ وَكَلَهُ اللهُ إِلى عَمَلِهِ ».
٢٥٠٤ / ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ
عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَعْمَلُ الشَّيْءَ
مِنَ الْخَيْرِ ، فَيَرَاهُ إِنْسَانٌ ، فَيَسُرُّهُ ذلِكَ؟ فَقَالَ : « لَا بَأْسَ ،
مَا مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَظْهَرَ لَهُ فِي
النَّاسِ الْخَيْرُ ، إِذَا لَمْ يَكُنْ صَنَعَ ذلِكَ لِذلِكَ ».
١١٧ ـ بَابُ طَلَبِ الرِّئَاسَةِ
٢٥٠٥ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ عليهالسلام : أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلاً ، فَقَالَ : « إِنَّهُ
يُحِبُّ الرِّئَاسَةَ ». فَقَالَ : « مَا ذِئْبَانِ
__________________
ضَارِيَانِ فِي غَنَمٍ قَدْ
تَفَرَّقَ رِعَاؤُهَا بِأَضَرَّ فِي دِينِ الْمُسْلِمِ مِنَ الرِّئَاسَةِ ».
٢٥٠٦ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَنَاحٍ ،
عَنْ أَخِيهِ أَبِي عَامِرٍ ، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ طَلَبَ الرِّئَاسَةَ هَلَكَ ».
٢٥٠٧ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِيَّاكُمْ وَهؤُلَاءِ الرُّؤَسَاءَ الَّذِينَ
يَتَرَأَّسُونَ ، فَوَ اللهِ مَا خَفَقَتِ النِّعَالُ
خَلْفَ رَجُلٍ إِلاَّ
__________________
هَلَكَ وَأَهْلَكَ ».
٢٥٠٨ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ
وَغَيْرِهِ رَفَعُوهُ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَلْعُونٌ مَنْ تَرَأَّسَ ، مَلْعُونٌ مَنْ هَمَّ بِهَا
، مَلْعُونٌ مَنْ حَدَّثَ بِهَا نَفْسَهُ ».
٢٥٠٩ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي عَقِيلَةَ
الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا كَرَّامٌ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ
الثُّمَالِيِّ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « إِيَّاكَ وَالرِّئَاسَةَ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَطَأَ أَعْقَابَ
الرِّجَالِ ».
قَالَ : قُلْتُ :
جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَمَّا الرِّئَاسَةُ فَقَدْ عَرَفْتُهَا ؛ وَأَمَّا أَنْ
أَطَأَ أَعْقَابَ الرِّجَالِ ،
__________________
فَمَا ثُلُثَا مَا فِي يَدِي إِلاَّ مِمَّا
وَطِئْتُ أَعْقَابَ الرِّجَالِ ؟
فَقَالَ لِي : « لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ ، إِيَّاكَ أَنْ تَنْصِبَ
رَجُلاً دُونَ الْحُجَّةِ ، فَتُصَدِّقَهُ فِي كُلِّ مَا قَالَ ».
٢٥١٠ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الشَّامِيِّ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ
عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « وَيْحَكَ يَا أَبَا
الرَّبِيعِ ، لَاتَطْلُبَنَّ الرِّئَاسَةَ ، وَلَا تَكُنْ ذِئْباً ، وَلَاتَأْكُلْ
بِنَا النَّاسَ ؛ فَيُفْقِرَكَ اللهُ ، وَلَاتَقُلْ فِينَا مَا لَانَقُولُ فِي أَنْفُسِنَا ؛ فَإِنَّكَ
مَوْقُوفٌ وَمَسْؤُولٌ لَامَحَالَةَ ، فَإِنْ كُنْتَ صَادِقاً
صَدَّقْنَاكَ ، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِباً كَذَّبْنَاكَ ».
٢٥١١ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنِ ابْنِمَيَّاحٍ ،
__________________
عَنْ أَبِيهِ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ أَرَادَ الرِّئَاسَةَ هَلَكَ ».
٢٥١٢ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « أَتَرى لَا أَعْرِفُ خِيَارَكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ؟ بَلى وَاللهِ ، وَإِنَّ
شِرَارَكُمْ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوطَأَ عَقِبُهُ ، إِنَّهُ
لَابُدَّ مِنْ كَذَّابٍ ، أَوْ عَاجِزِ الرَّأْيِ ».
١١٨ ـ بَابُ اخْتِتَالِ الدُّنْيَا
بِالدِّينِ
٢٥١٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ يُونُسَ
بْنِ ظَبْيَانَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ :
__________________
وَيْلٌ لِلَّذِينَ
يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ ، وَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ
يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ ، وَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَسِيرُ الْمُؤْمِنُ
فِيهِمْ بِالتَّقِيَّةِ ، أَبِي يَغْتَرُّونَ ، أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ فَبِي حَلَفْتُ لَأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً
تَتْرُكُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانَ ».
١١٩ ـ بَابُ مَنْ وَصَفَ عَدْلاً وَعَمِلَ بِغَيْرِهِ
٢٥١٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ يُوسُفَ الْبَزَّازِ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ
وَصَفَ
__________________
عَدْلاً ، ثُمَّ عَمِلَ
بِغَيْرِهِ ».
٢٥١٥ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشى :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : أَنَّهُ قَالَ : « مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ
وَصَفَ عَدْلاً ، وَعَمِلَ بِغَيْرِهِ ».
٢٥١٦ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ
النَّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلاً ، ثُمَّ خَالَفَهُ إِلى
غَيْرِهِ ».
٢٥١٧ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ
__________________
عَبْدِ اللهِ بْنِ
يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : (
فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ ) قَالَ : « يَا أَبَا بَصِيرٍ ، هُمْ قَوْمٌ وَصَفُوا عَدْلاً
بِأَلْسِنَتِهِمْ ، ثُمَّ خَالَفُوهُ إِلى غَيْرِهِ ».
٢٥١٨ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ
خَيْثَمَةَ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « أَبْلِغْ شِيعَتَنَا أَنَّهُ لَنْ يُنَالَ مَا عِنْدَ اللهِ
إِلاَّ بِعَمَلٍ ، وَأَبْلِغْ شِيعَتَنَا أَنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ حَسْرَةً
يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلاً ، ثُمَّ يُخَالِفُهُ إِلى غَيْرِهِ ».
١٢٠ ـ بَابُ الْمِرَاءِ وَالْخُصُومَةِ وَمُعَادَاةِ
الرِّجَالِ
٢٥١٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ
، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : إِيَّاكُمْ وَالْمِرَاءَ وَالْخُصُومَةَ ؛ فَإِنَّهُمَا يُمْرِضَانِ الْقُلُوبَ عَلَى
الْإِخْوَانِ ، وَيَنْبُتُ عَلَيْهِمَا النِّفَاقُ ».
٢٥٢٠ / ٢. وَبِإِسْنَادِهِ ، قَالَ :
« قَالَ
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ثَلَاثٌ مَنْ لَقِيَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِنْ
أَيِّ بَابٍ شَاءَ : مَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ ، وَخَشِيَ اللهَ فِي الْمَغِيبِ وَالْمَحْضَرِ ،
وَتَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقّاً ».
٢٥٢١ / ٣. وَبِإِسْنَادِهِ ، قَالَ :
« مَنْ نَصَبَ
اللهَ غَرَضاً لِلْخُصُومَاتِ ، أَوْشَكَ أَنْ يُكْثِرَ
الِانْتِقَالَ ».
٢٥٢٢ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ
__________________
مَرْوَانَ ، قَالَ
:
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « لَا تُمَارِيَنَّ حَلِيماً وَلَاسَفِيهاً ؛ فَإِنَّ
الْحَلِيمَ يَقْلِيكَ ، وَالسَّفِيهَ يُؤْذِيكَ ».
٢٥٢٣ / ٥. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَا كَادَ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام يَأْتِينِي إِلاَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، اتَّقِ
شَحْنَاءَ الرِّجَالِ وَعَدَاوَتَهُمْ ».
٢٥٢٤ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْكِنْدِيِّ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام لِلنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِيَّاكَ وَمُلَاحَاةَ الرِّجَالِ ».
٢٥٢٥ / ٧. عَنْهُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ
بْنِ سَيَابَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِيَّاكُمْ وَالْمُشَارَّةَ ، فَإِنَّهَا
تُورِثُ الْمَعَرَّةَ ، وَتُظْهِرُ الْمُعْوِرَةَ ».
٢٥٢٦ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِيَّاكُمْ وَالْخُصُومَةَ ؛ فَإِنَّهَا
تَشْغَلُ الْقَلْبَ ، وَتُورِثُ النِّفَاقَ ، وَتَكْسِبُ الضَّغَائِنَ ».
٢٥٢٧ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَا كَادَ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام يَأْتِينِي إِلاَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، اتَّقِ
شَحْنَاءَ الرِّجَالِ وَعَدَاوَتَهُمْ ».
٢٥٢٨ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَا أَتَانِي جَبْرَئِيلُ عليهالسلام قَطُّ إِلاَّ وَعَظَنِي ، فَآخِرُ قَوْلِهِ لِي : إِيَّاكَ
وَمُشَارَّةَ النَّاسِ ؛ فَإِنَّهَا تَكْشِفُ الْعَوْرَةَ ، وَتَذْهَبُ
بِالْعِزِّ ».
__________________
٢٥٢٩ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي
عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ
صَبِيحٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَا عَهِدَ إِلَيَّ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام فِي شَيْءٍ مَا عَهِدَ إِلَيَّ فِي مُعَادَاةِ الرِّجَالِ ».
٢٥٣٠ / ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَنْ زَرَعَ الْعَدَاوَةَ ، حَصَدَ مَا بَذَرَ ».
١٢١ ـ بَابُ الْغَضَبِ
٢٥٣١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الْغَضَبُ يُفْسِدُ الْإِيمَانَ ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ ».
__________________
٢٥٣٢ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ مُيَسِّرٍ ، قَالَ :
ذُكِرَ الْغَضَبُ
عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، فَقَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيَغْضَبُ ، فَمَا يَرْضى
أَبَداً حَتّى يَدْخُلَ النَّارَ ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ غَضِبَ عَلى قَوْمٍ ـ وَهُوَ
قَائِمٌ ـ فَلْيَجْلِسْ مِنْ فَوْرِهِ ذلِكَ ؛ فَإِنَّهُ سَيَذْهَبُ عَنْهُ رِجْزُ الشَّيْطَانِ ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ غَضِبَ عَلى ذِي رَحِمٍ ،
فَلْيَدْنُ مِنْهُ ، فَلْيَمَسَّهُ ، فَإِنَّ الرَّحِمَ إِذَا مُسَّتْ سَكَنَتْ ».
__________________
٢٥٣٣ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « الْغَضَبُ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ ».
٢٥٣٤ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ
بْنِ سُلَيْمَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « سَمِعْتُ أَبِي عليهالسلام يَقُولُ : أَتى رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم رَجُلٌ بَدَوِيٌّ ، فَقَالَ : إِنِّي أَسْكُنُ الْبَادِيَةَ ، فَعَلِّمْنِي
جَوَامِعَ الْكَلَامِ ، فَقَالَ : آمُرُكَ أَنْ لَاتَغْضَبَ ، فَأَعَادَ
عَلَيْهِ الْأَعْرَابِيُّ الْمَسْأَلَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتّى رَجَعَ الرَّجُلُ إِلى نَفْسِهِ ،
فَقَالَ : لَا أَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَ هذَا ، مَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِلاَّ بِالْخَيْرِ ».
قَالَ : « وَكَانَ
أَبِي عليهالسلام يَقُولُ : أَيُّ شَيْءٍ أَشَدُّ مِنَ الْغَضَبِ؟ إِنَّ
الرَّجُلَ لَيَغْضَبُ ، فَيَقْتُلُ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ ،
وَيَقْذِفُ الْمُحْصَنَةَ ».
٢٥٣٥ / ٥. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى ،
__________________
قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : عَلِّمْنِي عِظَةً أَتَّعِظُ بِهَا ، فَقَالَ : « إِنَّ
رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ لَهُ : يَا رَسُولَ
اللهِ ، عَلِّمْنِي عِظَةً أَتَّعِظُ بِهَا ، فَقَالَ لَهُ : انْطَلِقْ
وَلَاتَغْضَبْ ، ثُمَّ أَعَادَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : انْطَلِقْ
وَلَاتَغْضَبْ ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ».
٢٥٣٦ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ
عَمِيرَةَ :
عَمَّنْ سَمِعَ
أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ ، سَتَرَ اللهُ
عَوْرَتَهُ ».
٢٥٣٧ / ٧. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ،
عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ فِيمَا نَاجَى
اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ مُوسى عليهالسلام : يَا مُوسى ، أَمْسِكْ غَضَبَكَ عَمَّنْ
مَلَّكْتُكَ عَلَيْهِ ؛ أَكُفَّ عَنْكَ غَضَبِي ».
__________________
٢٥٣٨ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ
: يَا ابْنَ آدَمَ ، اذْكُرْنِي فِي غَضَبِكَ ؛ أَذْكُرْكَ فِي غَضَبِي ، لَا أَمْحَقْكَ
فِيمَنْ أَمْحَقُ ، وَارْضَ بِي مُنْتَصِراً ؛ فَإِنَّ انْتِصَارِي لَكَ خَيْرٌ
مِنِ انْتِصَارِكَ لِنَفْسِكَ ».
٢٥٣٩ / ٩. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام مِثْلَهُ ، وَزَادَ فِيهِ : « وَإِذَا
ظُلِمْتَ بِمَظْلِمَةٍ فَارْضَ بِانْتِصَارِي لَكَ ، فَإِنَّ
انْتِصَارِي لَكَ خَيْرٌ مِنِ انْتِصَارِكَ لِنَفْسِكَ ».
٢٥٤٠ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
__________________
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوباً : يَا ابْنَ آدَمَ ،
اذْكُرْنِي حِينَ تَغْضَبُ ؛ أَذْكُرْكَ عِنْدَ غَضَبِي ، فَلَا
أَمْحَقْكَ فِيمَنْ أَمْحَقُ ، وَإِذَا ظُلِمْتَ بِمَظْلِمَةٍ فَارْضَ بِانْتِصَارِي لَكَ ؛ فَإِنَّ انْتِصَارِي لَكَ
خَيْرٌ مِنِ انْتِصَارِكَ لِنَفْسِكَ ».
٢٥٤١ / ١١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ
جَمِيعاً ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ
، عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي ، قَالَ : اذْهَبْ
وَلَاتَغْضَبْ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : قَدْ اكْتَفَيْتُ بِذَاكَ ، فَمَضى إِلى
أَهْلِهِ ، فَإِذَا بَيْنَ قَوْمِهِ حَرْبٌ قَدْ
قَامُوا صُفُوفاً ، وَلَبِسُوا السِّلَاحَ ، فَلَمَّا رَأى ذلِكَ لَبِسَ سِلَاحَهُ
، ثُمَّ قَامَ مَعَهُمْ ، ثُمَّ ذَكَرَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لَاتَغْضَبْ ، فَرَمَى السِّلَاحَ ، ثُمَّ جَاءَ يَمْشِي إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ هُمْ
عَدُوُّ قَوْمِهِ ، فَقَالَ : يَا هؤُلَاءِ ، مَا كَانَتْ لَكُمْ مِنْ جِرَاحَةٍ أَوْ قَتْلٍ أَوْ
ضَرْبٍ لَيْسَ فِيهِ أَثَرٌ ، فَعَلَيَّ فِي مَالِي أَنَا
__________________
أُوفِيكُمُوهُ ، فَقَالَ
الْقَوْمُ : فَمَا كَانَ فَهُوَ لَكُمْ ، نَحْنُ أَوْلى بِذلِكَ مِنْكُمْ ».
قَالَ : «
فَاصْطَلَحَ الْقَوْمُ ، وَذَهَبَ الْغَضَبُ ».
٢٥٤٢ / ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛
وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ،
عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ هذَا الْغَضَبَ جَمْرَةٌ مِنَ
الشَّيْطَانِ ، تُوقَدُ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا غَضِبَ احْمَرَّتْ
عَيْنَاهُ ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ ، وَدَخَلَ
الشَّيْطَانُ فِيهِ ، فَإِذَا خَافَ أَحَدُكُمْ ذلِكَ مِنْ نَفْسِهِ ،
فَلْيَلْزَمِ الْأَرْضَ ، فَإِنَّ رِجْزَ الشَّيْطَانِ لَيَذْهَبُ عَنْهُ عِنْدَ ذلِكَ ».
٢٥٤٣ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :
__________________
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « الْغَضَبُ مَمْحَقَةٌ لِقَلْبِ
الْحَكِيمِ ». وَقَالَ : « مَنْ لَمْ يَمْلِكْ غَضَبَهُ ، لَمْ
يَمْلِكْ عَقْلَهُ ».
٢٥٤٤ / ١٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ
أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ كَفَّ نَفْسَهُ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ ، أَقَالَ اللهُ نَفْسَهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ عَنِ النَّاسِ ، كَفَّ اللهُ ـ تَبَارَكَ
وَتَعَالى ـ عَنْهُ عَذَابَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».
٢٥٤٥ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ عَنِ النَّاسِ ، كَفَّ
اللهُ عَنْهُ عَذَابَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».
__________________
١٢٢ ـ بَابُ الْحَسَدِ
٢٥٤٦
/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ
بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ عليهالسلام : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي بِأَيِّ بَادِرَةٍ فَيَكْفُرُ ، وَإِنَّ
الْحَسَدَ لَيَأْكُلُ الْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ
الْحَطَبَ ».
٢٥٤٧ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْإِيمَانَ ،
كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ ».
٢٥٤٨ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :
__________________
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « اتَّقُوا اللهَ ، وَلَايَحْسُدْ بَعْضُكُمْ
بَعْضاً ؛ إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ كَانَ مِنْ شَرَائِعِهِ
السَّيْحُ فِي الْبِلَادِ ، فَخَرَجَ فِي بَعْضِ سَيْحِهِ وَمَعَهُ رَجُلٌ
مِنْ أَصْحَابِهِ قَصِيرٌ ، وَكَانَ كَثِيرَ اللُّزُومِ لِعِيسى عليهالسلام ، فَلَمَّا انْتَهى عِيسى إِلَى الْبَحْرِ ، قَالَ : بِسْمِ اللهِ بِصِحَّةِ
يَقِينٍ مِنْهُ ، فَمَشى عَلى ظَهْرِ الْمَاءِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ الْقَصِيرُ ـ حِينَ
نَظَرَ إِلى عِيسى عليهالسلام جَازَهُ ـ : بِسْمِ اللهِ بِصِحَّةِ يَقِينٍ مِنْهُ ، فَمَشى عَلَى الْمَاءِ ،
وَلَحِقَ بِعِيسى عليهالسلام ، فَدَخَلَهُ الْعُجْبُ بِنَفْسِهِ ، فَقَالَ : هذَا عِيسى رُوحُ اللهِ يَمْشِي
عَلَى الْمَاءِ ، وَأَنَا أَمْشِي عَلَى الْمَاءِ ، فَمَا فَضْلُهُ عَلَيَّ؟ »
قَالَ : «
فَرُمِسَ فِي الْمَاءِ ، فَاسْتَغَاثَ بِعِيسى ، فَتَنَاوَلَهُ مِنَ
الْمَاءِ ، فَأَخْرَجَهُ.
ثُمَّ قَالَ لَهُ : مَا قُلْتَ يَا
قَصِيرُ؟ قَالَ : قُلْتُ : هذَا رُوحُ اللهِ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ ، وَأَنَا
أَمْشِي عَلَى الْمَاءِ ، فَدَخَلَنِي مِنْ ذلِكَ عُجْبٌ
فَقَالَ لَهُ
عِيسى : لَقَدْ وَضَعْتَ نَفْسَكَ فِي غَيْرِ الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَكَ اللهُ
فِيهِ ، فَمَقَتَكَ اللهُ عَلى مَا قُلْتَ ، فَتُبْ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ
مِمَّا قُلْتَ ».
__________________
قَالَ : « فَتَابَ
الرَّجُلُ ، وَعَادَ إِلى مَرْتَبَتِهِ الَّتِي وَضَعَهُ اللهُ فِيهَا ؛ فَاتَّقُوا اللهَ ، وَلَا
يَحْسُدَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ».
٢٥٤٩ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : كَادَ الْفَقْرُ أَنْ يَكُونَ كُفْراً ، وَكَادَ الْحَسَدُ أَنْ يَغْلِبَ
الْقَدَرَ ».
٢٥٥٠ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « آفَةُ الدِّينِ : الْحَسَدُ ، وَالْعُجْبُ ،
وَالْفَخْرُ ».
٢٥٥١ / ٦. يُونُسُ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عليهالسلام : يَا ابْنَ عِمْرَانَ ، لَاتَحْسُدَنَّ النَّاسَ عَلى
__________________
مَا آتَيْتُهُمْ مِنْ فَضْلِي ،
وَلَاتَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ذلِكَ ، وَلَاتُتْبِعْهُ نَفْسَكَ ؛
فَإِنَّ الْحَاسِدَ سَاخِطٌ لِنِعَمِي ، صَادٌّ لِقَسْمِيَ الَّذِي قَسَمْتُ بَيْنَ عِبَادِي ، وَمَنْ يَكُ كَذلِكَ ،
فَلَسْتُ مِنْهُ ، وَلَيْسَ مِنِّي ».
٢٥٥٢ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغْبِطُ وَلَايَحْسُدُ ،
وَالْمُنَافِقَ يَحْسُدُ وَلَا يَغْبِطُ ».
١٢٣ ـ بَابُ الْعَصَبِيَّةِ
٢٥٥٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ ،
عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ تَعَصَّبَ أَوْ تُعُصِّبَ لَهُ ، فَقَدْ
خَلَعَ رِبْقَةَ
__________________
الْإِيمَانِ مِنْ عُنُقِهِ ».
٢٥٥٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَدُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ تَعَصَّبَ أَوْ تُعُصِّبَ لَهُ ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَ الْإِيمَانِ مِنْ عُنُقِهِ ».
٢٥٥٥ / ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ
:
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةٌ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ عَصَبِيَّةٍ ، بَعَثَهُ اللهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ أَعْرَابِ الْجَاهِلِيَّةِ ».
٢٥٥٦ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ
__________________
خَضِرٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ تَعَصَّبَ ، عَصَبَهُ اللهُ
بِعِصَابَةٍ مِنْ نَارٍ ».
٢٥٥٧ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ،
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ
أَبِي ثَابِتٍ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « لَمْ يُدْخِلِ الْجَنَّةَ
حَمِيَّةٌ غَيْرُ حَمِيَّةِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَذلِكَ
حِينَ أَسْلَمَ غَضَباً لِلنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فِي حَدِيثِ السَّلَى الَّذِي أُلْقِيَ عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
٢٥٥٨ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
فَرْقَدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانُوا يَحْسَبُونَ
أَنَّ إِبْلِيسَ مِنْهُمْ ، وَكَانَ
__________________
فِي عِلْمِ اللهِ
أَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُمْ ، فَاسْتَخْرَجَ مَا فِي نَفْسِهِ بِالْحَمِيَّةِ
وَالْغَضَبِ ، فَقَالَ : ( خَلَقْتَنِي مِنْ
نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) ».
٢٥٥٩ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ
مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ الْمِنْقَرِيِّ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :
سُئِلَ عَلِيُّ
بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام عَنِ الْعَصَبِيَّةِ ، فَقَالَ : « الْعَصَبِيَّةُ ـ الَّتِي
يَأْثَمُ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا ـ أَنْ يَرَى الرَّجُلُ شِرَارَ قَوْمِهِ
خَيْراً مِنْ خِيَارِ قَوْمٍ آخَرِينَ ، وَلَيْسَ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ
يُحِبَّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ ، وَلكِنْ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ
يُعِينَ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ ».
١٢٤ ـ بَابُ الْكِبْرِ
٢٥٦٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ حُكَيْمٍ ، قَالَ :
__________________
سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ أَدْنَى الْإِلْحَادِ ، فَقَالَ : « إِنَّ
الْكِبْرَ أَدْنَاهُ ».
٢٥٦١ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي
الْعَلَاءِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْكِبْرُ قَدْ يَكُونُ فِي
شِرَارِ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جِنْسٍ ، وَالْكِبْرُ رِدَاءُ اللهِ ؛ فَمَنْ نَازَعَ
اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ رِدَاءَهُ ، لَمْ يَزِدْهُ اللهُ إِلاَّ سَفَالاً ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم مَرَّ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ
وَسَوْدَاءُ تَلْقُطُ السِّرْقِينَ ، فَقِيلَ لَهَا : تَنَحَّيْ عَنْ طَرِيقِ
رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَتْ : إِنَّ الطَّرِيقَ لَمُعْرَضٌ ، فَهَمَّ بِهَا
بَعْضُ الْقَوْمِ أَنْ يَتَنَاوَلَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : دَعُوهَا ؛ فَإِنَّهَا جَبَّارَةٌ ».
__________________
٢٥٦٢ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَيْلِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : الْعِزُّ رِدَاءُ اللهِ ، وَالْكِبْرُ إِزَارُهُ ، فَمَنْ تَنَاوَلَ شَيْئاً مِنْهُ ، أَكَبَّهُ
اللهُ فِي جَهَنَّمَ ».
٢٥٦٣ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ
عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « الْكِبْرُ رِدَاءُ اللهِ ، وَالْمُتَكَبِّرُ
يُنَازِعُ اللهَ رِدَاءَهُ ».
٢٥٦٤ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ لَيْثٍ
الْمُرَادِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْكِبْرُ رِدَاءُ اللهِ ؛ فَمَنْ نَازَعَ اللهَ شَيْئاً مِنْ
ذلِكَ ، أَكَبَّهُ اللهُ فِي النَّارِ ».
__________________
٢٥٦٥ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام ، قَالَا : « لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ
ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ».
٢٥٦٦ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام ، قَالَ : « لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ
حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنَ الْكِبْرِ ». قَالَ : فَاسْتَرْجَعْتُ ، فَقَالَ : « مَا
لَكَ تَسْتَرْجِعُ؟ » قُلْتُ : لِمَا سَمِعْتُ مِنْكَ ، فَقَالَ : « لَيْسَ حَيْثُ
تَذْهَبُ ، إِنَّمَا أَعْنِي الْجُحُودَ ، إِنَّمَا هُوَ الْجُحُودُ ».
٢٥٦٧ / ٨. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
__________________
عُقْبَةَ ، عَنْ
أَيُّوبَ بْنِ حُرٍّ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْكِبْرُ أَنْ تَغْمِصَ النَّاسَ ،
وَتَسْفَهَ الْحَقَّ ».
٢٥٦٨ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ عَبْدِ
الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ أَعْظَمَ الْكِبْرِ غَمْصُ الْخَلْقِ ، وَسَفَهُ
الْحَقِّ ».
قَالَ : قُلْتُ : وَ مَا غَمْصُ
الْخَلْقِ ، وَسَفَهُ الْحَقِّ؟
قَالَ : «
يَجْهَلُ الْحَقَّ ، وَيَطْعُنُ عَلى أَهْلِهِ ؛ فَمَنْ فَعَلَ ذلِكَ
__________________
فَقَدْ نَازَعَ اللهَ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ رِدَاءَهُ ».
٢٥٦٩ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَوَادِياً
لِلْمُتَكَبِّرِينَ يُقَالُ لَهُ : سَقَرُ ، شَكَا إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ شِدَّةَ
حَرِّهِ ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ أَنْ يَتَنَفَّسَ ، فَتَنَفَّسَ ،
فَأَحْرَقَ جَهَنَّمَ ».
٢٥٧٠ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ
أَخِيهِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ الْمُتَكَبِّرِينَ يُجْعَلُونَ فِي
صُوَرِ الذَّرِّ ، يَتَوَطَّؤُهُمُ النَّاسُ حَتّى
يَفْرُغَ اللهُ مِنَ الْحِسَابِ ».
__________________
٢٥٧١ / ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ عَمِّهِ
يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا الْكِبْرُ؟ فَقَالَ : «
أَعْظَمُ الْكِبْرِ أَنْ تَسْفَهَ الْحَقَّ ، وَتَغْمِصَ النَّاسَ ».
قُلْتُ : وَمَا
سَفَهُ الْحَقِّ ؟ قَالَ : « تَجْهَلُ الْحَقَّ ، وَتَطْعُنُ عَلى أَهْلِهِ ».
٢٥٧٢ / ١٣. عَنْهُ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّنِي آكُلُ الطَّعَامَ الطَّيِّبَ ، وَأَشَمُّ الرِّيحَ الطَّيِّبَةَ ،
وَأَرْكَبُ الدَّابَّةَ الْفَارِهَةَ ، وَيَتْبَعُنِي الْغُلَامُ ، فَتَرى فِي هذَا شَيْئاً مِنَ
التَّجَبُّرِ ؛ فَلَا أَفْعَلَهُ ؟
فَأَطْرَقَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّمَا الْجَبَّارُ الْمَلْعُونُ مَنْ غَمَصَ
النَّاسَ ، وَجَهِلَ الْحَقَّ ».
قَالَ عُمَرُ :
فَقُلْتُ : أَمَّا الْحَقُّ فَلَا أَجْهَلُهُ ، وَ الْغَمْصُ لَا أَدْرِي
مَا هُوَ.
__________________
قَالَ : « مَنْ
حَقَّرَ النَّاسَ وَتَجَبَّرَ عَلَيْهِمْ ، فَذلِكَ الْجَبَّارُ ».
٢٥٧٣ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الْحَمِيدِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ثَلَاثَةٌ لَايُكَلِّمُهُمُ اللهُ ، وَلَايَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ، وَلَايُزَكِّيهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : شَيْخٌ زَانٍ ،
وَمَلِكٌ جَبَّارٌ ، وَمُقِلٌّ مُخْتَالٌ ».
٢٥٧٤ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
، عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :
عَنْ أَبِي
عَبْدِاللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ يُوسُفَ عليهالسلام لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ الشَّيْخُ يَعْقُوبُ عليهالسلام ، دَخَلَهُ عِزُّ الْمُلْكِ ، فَلَمْ يَنْزِلْ إِلَيْهِ ، فَهَبَطَ
عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام ، فَقَالَ : يَا يُوسُفُ ، ابْسُطْ رَاحَتَكَ ،
__________________
فَخَرَجَ مِنْهَا
نُورٌ سَاطِعٌ ، فَصَارَ فِي جَوِّ السَّمَاءِ ، فَقَالَ يُوسُفُ : يَا
جَبْرَئِيلُ ، مَا هذَا النُّورُ الَّذِي خَرَجَ مِنْ رَاحَتِي؟
فَقَالَ : نُزِعَتِ النُّبُوَّةُ مِنْ عَقِبِكَ
عُقُوبَةً ؛ لِمَا لَمْ تَنْزِلْ إِلَى الشَّيْخِ يَعْقُوبَ ، فَلَا يَكُونُ مِنْ عَقِبِكَ نَبِيٌّ ».
٢٥٧٥ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ وَفِي رَأْسِهِ حَكَمَةٌ وَمَلَكٌ
يُمْسِكُهَا ، فَإِذَا تَكَبَّرَ ، قَالَ لَهُ : اتَّضِعْ ، وَضَعَكَ اللهُ ،
فَلَا يَزَالُ أَعْظَمَ النَّاسِ فِي نَفْسِهِ ، وَ أَصْغَرَ
النَّاسِ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ ؛ وَإِذَا تَوَاضَعَ رَفَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : انْتَعِشْ
نَعَشَكَ اللهُ ، فَلَا يَزَالُ أَصْغَرَ النَّاسِ فِي نَفْسِهِ ،
وَأَرْفَعَ النَّاسِ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ ».
٢٥٧٦ / ١٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ بَعْضِ
أَصْحَابِهِ ، عَنِ النَّهْدِيِّ ،
__________________
عَنْ يَزِيدَ بْنِ
إِسْحَاقَ شَعِرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
بُكَيْرٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا مِنْ أَحَدٍ يَتِيهُ إِلاَّ مِنْ
ذِلَّةٍ يَجِدُهَا فِي نَفْسِهِ ».
٢٥٧٧ / ١٨. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ رَجُلٍ تَكَبَّرَ أَوْ تَجَبَّرَ إِلاَّ لِذِلَّةٍ
وَجَدَهَا فِي نَفْسِهِ ».
١٢٥ ـ بَابُ الْعُجْبِ
٢٥٧٨ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ـ مِنْ
أَهْلِ خُرَاسَانَ مِنْ وُلْدِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَيَّارٍ ـ يَرْفَعُهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ عَلِمَ أَنَّ الذَّنْبَ خَيْرٌ
لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْعُجْبِ ، وَلَوْ لَا ذلِكَ مَا ابْتُلِيَ مُؤْمِنٌ بِذَنْبٍ أَبَداً
».
__________________
٢٥٧٩ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَنَاحٍ ، عَنْ أَخِيهِ أَبِي عَامِرٍ
، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ دَخَلَهُ الْعُجْبُ هَلَكَ ».
٢٥٨٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلاَّلِ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ سُوَيْدٍ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْعُجْبِ الَّذِي يُفْسِدُ
الْعَمَلَ ، فَقَالَ : « الْعُجْبُ دَرَجَاتٌ : مِنْهَا أَنْ يُزَيَّنَ لِلْعَبْدِ
سُوءُ عَمَلِهِ ، فَيَرَاهُ حَسَناً ، فَيُعْجِبَهُ ، وَيَحْسَبَ أَنَّهُ يُحْسِنُ
صُنْعاً ؛ وَمِنْهَا أَنْ يُؤْمِنَ الْعَبْدُ بِرَبِّهِ ، فَيَمُنَّ عَلَى اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ ، وَلِلّهِ عَلَيْهِ فِيهِ الْمَنُّ ».
٢٥٨١ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ ،
فَيَنْدَمُ عَلَيْهِ ، وَيَعْمَلُ الْعَمَلَ ،
__________________
فَيَسُرُّهُ ذلِكَ
، فَيَتَرَاخى عَنْ حَالِهِ تِلْكَ ، فَلَأَنْ يَكُونَ عَلى حَالِهِ تِلْكَ خَيْرٌ لَهُ مِمَّا دَخَلَ
فِيهِ ».
٢٥٨٢ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ نَضْرِ بْنِ قِرْوَاشٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَتى
عَالِمٌ عَابِداً ، فَقَالَ لَهُ : كَيْفَ صَلَاتُكَ؟ فَقَالَ : مِثْلِي يُسْأَلُ
عَنْ صَلَاتِهِ وَأَنَا أَعْبُدُ اللهَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا؟! قَالَ :
فَكَيْفَ بُكَاؤُكَ؟ قَالَ : أَبْكِي حَتّى تَجْرِيَ دُمُوعِي ،
فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ : فَإِنَّ ضَحِكَكَ ـ وَأَنْتَ خَائِفٌ ـ أَفْضَلُ مِنْ بُكَائِكَ
وَأَنْتَ مُدِلٌّ ؛ إِنَّ الْمُدِلَّ لَايَصْعَدُ مِنْ عَمَلِهِ شَيْءٌ ».
٢٥٨٣ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ
بْنِ أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام ، قَالَ : « دَخَلَ رَجُلَانِ الْمَسْجِدَ : أَحَدُهُمَا
عَابِدٌ ، وَالْآخَرُ فَاسِقٌ ،
__________________
فَخَرَجَا مِنَ
الْمَسْجِدِ وَالْفَاسِقُ صِدِّيقٌ ، وَالْعَابِدُ فَاسِقٌ ، وَذلِكَ أَنَّهُ يَدْخُلُ
الْعَابِدُ الْمَسْجِدَ مُدِلًّا بِعِبَادَتِهِ يُدِلُّ بِهَا ، فَتَكُونُ فِكْرَتُهُ فِي
ذلِكَ ، وَتَكُونُ فِكْرَةُ الْفَاسِقِ فِي التَّنَدُّمِ عَلى فِسْقِهِ ،
وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِمَّا صَنَعَ مِنَ الذُّنُوبِ
».
٢٥٨٤ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ وَهُوَ خَائِفٌ مُشْفِقٌ ،
ثُمَّ يَعْمَلُ شَيْئاً مِنَ الْبِرِّ ، فَيَدْخُلُهُ شِبْهُ الْعُجْبِ بِهِ ، فَقَالَ : «
هُوَ فِي حَالِهِ الْأُولى ـ وَهُوَ خَائِفٌ ـ أَحْسَنُ حَالاً مِنْهُ فِي حَالِ
عُجْبِهِ ».
٢٥٨٥ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : بَيْنَمَا مُوسى عليهالسلام جَالِسٌ إِذْ أَقْبَلَ
__________________
إِبْلِيسُ
وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ ذُو أَلْوَانٍ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ مُوسى عليهالسلام خَلَعَ الْبُرْنُسَ ، وَقَامَ إِلى مُوسى ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ
لَهُ مُوسى : مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ : أَنَا إِبْلِيسُ ، قَالَ : أَنْتَ؟! فَلَا
قَرَّبَ اللهُ دَارَكَ ، قَالَ : إِنِّي إِنَّمَا جِئْتُ لِأُسَلِّمَ
عَلَيْكَ ؛ لِمَكَانِكَ مِنَ اللهِ ».
قَالَ : « فَقَالَ
لَهُ مُوسى عليهالسلام : فَمَا هذَا الْبُرْنُسُ؟ قَالَ : بِهِ أَخْتَطِفُ قُلُوبَ بَنِي
آدَمَ ، فَقَالَ مُوسى : فَأَخْبِرْنِي بِالذَّنْبِ الَّذِي إِذَا أَذْنَبَهُ ابْنُ آدَمَ ،
اسْتَحْوَذْتَ عَلَيْهِ قَالَ : إِذَا أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ ، وَاسْتَكْثَرَ عَمَلَهُ ،
وَصَغُرَ فِي عَيْنِهِ ذَنْبُهُ ».
وَقَالَ : « قَالَ
اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِدَاوُدَ عليهالسلام : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ ، وَأَنْذِرِ
الصِّدِّيقِينَ ، قَالَ : كَيْفَ أُبَشِّرُ الْمُذْنِبِينَ وَأُنْذِرُ الصِّدِّيقِينَ؟
قَالَ : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ أَنِّي أَقْبَلُ التَّوْبَةَ ،
وَأَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ ، وَأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ أَلاَّ يُعْجَبُوا بِأَعْمَالِهِمْ
؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ
__________________
أَنْصِبُهُ لِلْحِسَابِ
إِلاَّ هَلَكَ ».
١٢٦ ـ بَابُ حُبِّ الدُّنْيَا وَالْحِرْصِ عَلَيْهَا
٢٥٨٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ؛ وَ هِشَامٍ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ :
« رَأْسُ كُلِّ
خَطِيئَةٍ حُبُّ الدُّنْيَا ».
__________________
٢٥٨٧ / ٢. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ
بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ فِي غَنَمٍ قَدْ
فَارَقَهَا رِعَاؤُهَا ـ أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَا ، وَالْآخَرُ فِي آخِرِهَا ـ
بِأَفْسَدَ فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ وَالشَّرَفِ فِي دِينِ
الْمُسْلِمِ ».
٢٥٨٨ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ
أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ فِي غَنَمٍ لَيْسَ
لَهَا رَاعٍ ـ هذَا فِي أَوَّلِهَا ، وَهذَا فِي آخِرِهَا ـ بِأَسْرَعَ فِيهَا
مِنْ حُبِّ الْمَالِ وَالشَّرَفِ فِي دِينِ الْمُؤْمِنِ ».
٢٥٨٩ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى
__________________
الْخَزَّازِ ، عَنْ غِيَاثِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الشَّيْطَانَ يُدِيرُ ابْنَ آدَمَ فِي
كُلِّ شَيْءٍ ، فَإِذَا أَعْيَاهُ ، جَثَمَ لَهُ عِنْدَ الْمَالِ ، فَأَخَذَ بِرَقَبَتِهِ ».
٢٥٩٠ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللهِ ، تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ حَسَرَاتٍ عَلَى الدُّنْيَا ؛
وَمَنْ أَتْبَعَ بَصَرَهُ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ ، كَثُرَ هَمُّهُ ، وَلَمْ
يَشْفِ غَيْظَهُ ؛ وَمَنْ لَمْ يَرَ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَيْهِ نِعْمَةً إِلاَّ
فِي مَطْعَمٍ أَوْ مَشْرَبٍ أَوْ مَلْبَسٍ ، فَقَدْ قَصَرَ عَمَلُهُ ،
__________________
وَدَنَا عَذَابُهُ
».
٢٥٩١ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يزِيدَ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ
أَبِي وَكِيعٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ
الْأَعْوَرِ :
عَنْ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ أَهْلَكَا مَنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ ».
٢٥٩٢ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقْبَةَ الْأَزْدِيِّ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : مَثَلُ الْحَرِيصِ عَلَى الدُّنْيَا مَثَلُ دُودَةِ الْقَزِّ
، كُلَّمَا ازْدَادَتْ مِنَ الْقَزِّ عَلى نَفْسِهَا لَفّاً ، كَانَ أَبْعَدَ لَهَا مِنَ الْخُرُوجِ
حَتّى تَمُوتَ غَمّاً ».
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « أَغْنَى الْغِنى مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلْحِرْصِ أَسِيراً
».
وَقَالَ : « لَا
تُشْعِرُوا قُلُوبَكُمُ الِاشْتِغَالَ بِمَا قَدْ فَاتَ ؛
فَتَشْغَلُوا أَذْهَانَكُمْ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ لِمَا لَمْ يَأْتِ ».
٢٥٩٣ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ
مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ
الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ
رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، قَالَ :
سُئِلَ عَلِيُّ
بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ ؟
قَالَ : « مَا مِنْ
عَمَلٍ بَعْدَ مَعْرِفَةِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَمَعْرِفَةِ
__________________
رَسُولِهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَفْضَلَ مِنْ بُغْضِ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ لِذلِكَ
لَشُعَباً كَثِيرَةً ، وَلِلْمَعَاصِي شُعَبٌ :
فَأَوَّلُ مَا
عُصِيَ اللهُ بِهِ الْكِبْرُ ، مَعْصِيَةُ إِبْلِيسَ حِينَ ( أَبى
وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ )
ثُمَّ الْحِرْصُ ،
وَهِيَ مَعْصِيَةُ آدَمَ وَحَوَّاءَ عليهماالسلام حِينَ قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُمَا : ( فَكُلا
مِنْ حَيْثُ شِئْتُما
وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَ ) فَأَخَذَا مَا
لَاحَاجَةَ بِهِمَا إِلَيْهِ ، فَدَخَلَ ذلِكَ عَلى ذُرِّيَّتِهِمَا إِلى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ ، وَذلِكَ أَنَّ أَكْثَرَ مَا يَطْلُبُ ابْنُ آدَمَ مَا لَا حَاجَةَ
بِهِ إِلَيْهِ.
ثُمَّ الْحَسَدُ ،
وَهِيَ مَعْصِيَةُ ابْنِ آدَمَ حَيْثُ حَسَدَ أَخَاهُ ، فَقَتَلَهُ ، فَتَشَعَّبَ
مِنْ ذلِكَ : حُبُّ النِّسَاءِ ، وَحُبُّ الدُّنْيَا ، وَحُبُّ الرِّئَاسَةِ ،
وَحُبُّ الرَّاحَةِ ، وَحُبُّ الْكَلَامِ ، وَحُبُّ الْعُلُوِّ وَالثَّرْوَةِ ؛
فَصِرْنَ سَبْعَ خِصَالٍ ، فَاجْتَمَعْنَ كُلُّهُنَّ فِي حُبِّ الدُّنْيَا ،
فَقَالَتِ الْأَنْبِيَاءُ وَالْعُلَمَاءُ بَعْدَ مَعْرِفَةِ ذلِكَ :
حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ ؛ وَالدُّنْيَا دُنْيَاءَانِ : دُنْيَا
بَلَاغٍ ،
__________________
وَدُنْيَا
مَلْعُونَةٍ ».
٢٥٩٤ / ٩. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ
حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « فِي مُنَاجَاةِ مُوسى عليهالسلام : يَا مُوسى ، إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ عُقُوبَةٍ ، عَاقَبْتُ فِيهَا آدَمَ عِنْدَ
خَطِيئَتِهِ ، وَجَعَلْتُهَا مَلْعُونَةً ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا
إِلاَّ مَا كَانَ فِيهَا لِي ؛ يَا مُوسى ، إِنَّ عِبَادِيَ الصَّالِحِينَ
زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا بِقَدْرِ عِلْمِهِمْ ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ رَغِبُوا
فِيهَا بِقَدْرِ جَهْلِهِمْ ؛ وَمَا مِنْ أَحَدٍ عَظَّمَهَا فَقَرَّتْ عَيْنَاهُ فِيهَا ، وَلَمْ
يُحَقِّرْهَا أَحَدٌ إِلاَّ انْتَفَعَ بِهَا ».
٢٥٩٥ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ فِي غَنَمٍ قَدْ
فَارَقَهَا رِعَاؤُهَا ـ وَاحِدٌ فِي أَوَّلِهَا ، وَهذَا فِي آخِرِهَا ـ بِأَفْسَدَ
فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ وَالشَّرَفِ فِي دِينِ الْمُسْلِمِ ».
__________________
٢٥٩٦ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَنَاحٍ ،
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَلِيٍّ
الْكُوفِيِّ ، عَنْ مُهَاجِرٍ الْأَسَدِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَرَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عليهالسلام عَلى قَرْيَةٍ قَدْ مَاتَ أَهْلُهَا وَطَيْرُهَا وَدَوَابُّهَا ، فَقَالَ :
أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَمُوتُوا إِلاَّ بِسَخْطَةٍ ، وَلَوْ مَاتُوا
مُتَفَرِّقِينَ لَتَدَافَنُوا.
فَقَالَ
الْحَوَارِيُّونَ : يَا رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُحْيِيَهُمْ
لَنَا ، فَيُخْبِرُونَا مَا كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ؟ فَنَجْتَنِبَهَا
فَدَعَا عِيسى عليهالسلام رَبَّهُ ، فَنُودِيَ مِنَ الْجَوِّ : أَنْ نَادِهِمْ ، فَقَامَ
عِيسى عليهالسلام بِاللَّيْلِ عَلى شَرَفٍ مِنَ الْأَرْضِ ، فَقَالَ : يَا
أَهْلَ هذِهِ الْقَرْيَةِ ، فَأَجَابَهُ مِنْهُمْ مُجِيبٌ : لَبَّيْكَ
يَا رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ ، فَقَالَ : وَيْحَكُمْ ، مَا كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ؟
قَالَ : عِبَادَةَ الطَّاغُوتِ ، وَحُبَّ الدُّنْيَا مَعَ خَوْفٍ قَلِيلٍ ،
وَأَمَلٍ بَعِيدٍ ، وَغَفْلَةٍ فِي لَهْوٍ وَلَعِبٍ.
فَقَالَ : كَيْفَ
كَانَ حُبُّكُمْ لِلدُّنْيَا ؟ قَالَ : كَحُبِّ الصَّبِيِّ لِأُمِّهِ ، إِذَا أَقْبَلَتْ
عَلَيْنَا فَرِحْنَا وَسُرِرْنَا ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنَّا بَكَيْنَا
وَحَزِنَّا.
قَالَ : كَيْفَ كَانَتْ عِبَادَتُكُمْ
لِلطَّاغُوتِ؟ قَالَ : الطَّاعَةُ لِأَهْلِ الْمَعَاصِي.
__________________
قَالَ : كَيْفَ
كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِكُمْ؟ قَالَ : بِتْنَا لَيْلَةً فِي عَافِيَةٍ ،
وَأَصْبَحْنَا فِي الْهَاوِيَةِ ، فَقَالَ : وَمَا الْهَاوِيَةُ؟ فَقَالَ : سِجِّينٌ
قَالَ : وَمَا سِجِّينٌ ؟ قَالَ : جِبَالٌ
مِنْ جَمْرٍ تُوقَدُ عَلَيْنَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
قَالَ : فَمَا
قُلْتُمْ ، وَمَا قِيلَ لَكُمْ؟ قَالَ : قُلْنَا : رُدَّنَا إِلَى الدُّنْيَا
فَنَزْهَدَ فِيهَا ، قِيلَ لَنَا :
كَذَبْتُمْ
قَالَ : وَيْحَكَ
، كَيْفَ لَمْ يُكَلِّمْنِي غَيْرُكَ مِنْ بَيْنِهِمْ؟ قَالَ : يَا
رُوحَ اللهِ ، إِنَّهُمْ مُلْجَمُونَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ بِأَيْدِي مَلَائِكَةٍ غِلَاظٍ شِدَادٍ ،
وَإِنِّي كُنْتُ فِيهِمْ وَلَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ ، فَلَمَّا
نَزَلَ الْعَذَابُ عَمَّنِي مَعَهُمْ ، فَأَنَا مُعَلَّقٌ بِشَعْرَةٍ عَلى شَفِيرِ
جَهَنَّمَ لَا أَدْرِي أُكَبْكَبُ فِيهَا ، أَمْ
أَنْجُو مِنْهَا؟
فَالْتَفَتَ عِيسى
عليهالسلام إِلَى الْحَوَارِيِّينَ ، فَقَالَ : يَا أَوْلِيَاءَ اللهِ
، أَكْلُ الْخُبْزِ الْيَابِسِ بِالْمِلْحِ
__________________
الْجَرِيشِ ، وَالنَّوْمُ
عَلَى الْمَزَابِلِ خَيْرٌ كَثِيرٌ مَعَ عَافِيَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ».
٢٥٩٧ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا فَتَحَ اللهُ عَلى
عَبْدٍ بَاباً مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ مِنَ
الْحِرْصِ مِثْلَهُ ».
٢٥٩٨ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِ : تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا وَأَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ عَمَلٍ
، وَلَاتَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ وَأَنْتُمْ لَاتُرْزَقُونَ فِيهَا إِلاَّ
بِالْعَمَلِ ، وَيْلَكُمْ عُلَمَاءَ سَوْءٍ ، الْأَجْرَ تَأْخُذُونَ ، وَالْعَمَلَ
تُضَيِّعُونَ ، يُوشِكُ رَبُّ الْعَمَلِ أَنْ يُقْبَلَ
__________________
عَمَلُهُ ،
وَيُوشِكُ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا إِلى ظُلْمَةِ الْقَبْرِ ، كَيْفَ
يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ هُوَ فِي مَسِيرِهِ إِلى آخِرَتِهِ وَهُوَ
مُقْبِلٌ عَلى دُنْيَاهُ ، وَمَا يَضُرُّهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِمَّا يَنْفَعُهُ؟!
».
٢٥٩٩ / ١٤. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ـ فِيمَا
أَعْلَمُ ـ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَذَّاءِ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ
وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَبْعَدُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ : إِذَا لَمْ يُهِمَّهُ إِلاَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ ».
٢٦٠٠ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ
الْعَبْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسى وَالدُّنْيَا
أَكْبَرُ هَمِّهِ ، جَعَلَ اللهُ تَعَالَى الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ،
وَشَتَّتَ أَمْرَهُ ، وَلَمْ يَنَلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُسِمَ لَهُ ؛ وَمَنْ
أَصْبَحَ وَأَمْسى وَالْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ ، جَعَلَ اللهُ الْغِنى فِي قَلْبِهِ ،
وَجَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ ».
__________________
٢٦٠١ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ كَثُرَ اشْتِبَاكُهُ بِالدُّنْيَا ، كَانَ أَشَدَّ
لِحَسْرَتِهِ عِنْدَ فِرَاقِهَا ».
٢٦٠٢ / ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ،
قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِالدُّنْيَا تَعَلَّقَ
قَلْبُهُ بِثَلَاثِ خِصَالٍ : هَمٍّ لَايَفْنى ، وَأَمَلٍ
لَايُدْرَكُ ، وَرَجَاءٍ لَايُنَالُ ».
__________________
١٢٧ ـ بَابُ الطَّمَعِ
٢٦٠٣ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا أَقْبَحَ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ تَكُونَ لَهُ رَغْبَةٌ
تُذِلُّهُ ».
٢٦٠٤ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ :
عَمَّنْ ذَكَرَهُ
بَلَغَ بِهِ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ طَمَعٌ
يَقُودُهُ ، وَبِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ رَغْبَةٌ تُذِلُّهُ ».
٢٦٠٥ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ
، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :
قَالَ عَلِيُّ بْنُ
الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : « رَأَيْتُ الْخَيْرَ كُلَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ فِي قَطْعِ
الطَّمَعِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ ».
__________________
٢٦٠٦ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ رُشَيْدٍ ، عَنْ مُوسَى
بْنِ سَلاَّمٍ ، عَنْ سَعْدَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا الَّذِي يُثْبِتُ
الْإِيمَانَ فِي الْعَبْدِ؟ قَالَ : « الْوَرَعُ ». وَالَّذِي يُخْرِجُهُ مِنْهُ؟ قَالَ : « الطَّمَعُ ».
١٢٨ ـ بَابُ الْخُرْقِ
٢٦٠٧ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى :
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ قُسِمَ لَهُ الْخُرْقُ ، حُجِبَ عَنْهُ
الْإِيمَانُ ».
٢٦٠٨ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ
جَابِرٍ :
__________________
عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لَوْ كَانَ الْخُرْقُ خَلْقاً يُرى ، مَا كَانَ شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللهُ أَقْبَحَ
مِنْهُ ».
١٢٩ ـ بَابُ سُوءِ الْخُلُقِ
٢٦٠٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ ،
كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ ».
٢٦١٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَبَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِصَاحِبِ الْخُلُقِ
السَّيِّئِ بِالتَّوْبَةِ ، قِيلَ : وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ
اللهِ؟ قَالَ : لِأَنَّهُ إِذَا تَابَ مِنْ ذَنْبٍ ، وَقَعَ فِي ذَنْبٍ أَعْظَمَ
مِنْهُ ».
٢٦١١ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ،
عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ الْإِيمَانَ ،
كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ
__________________
الْعَسَلَ ».
٢٦١٢ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ إِسْحَاقَ
بْنِ غَالِبٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ ،
عَذَّبَ نَفْسَهُ ».
٢٦١٣
/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ
أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ
، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى بَعْضِ
أَنْبِيَائِهِ : الْخُلُقُ السَّيِّئُ يُفْسِدُ الْعَمَلَ ، كَمَا يُفْسِدُ
الْخَلُّ الْعَسَلَ ».
__________________
١٣٠ ـ بَابُ السَّفَهِ
٢٦١٤ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ شَرِيفِ بْنِ سَابِقٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي
قُرَّةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ السَّفَهَ خُلُقُ لَئِيمٍ ، يَسْتَطِيلُ عَلى مَنْ هُوَ دُونَهُ ،
وَيَخْضَعُ لِمَنْ هُوَ فَوْقَهُ ».
٢٦١٥ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، عَنِ
الْحَلَبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَا تَسْفَهُوا ؛ فَإِنَّ
أَئِمَّتَكُمْ لَيْسُوا بِسُفَهَاءَ ».
__________________
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام : « مَنْ كَافَأَ السَّفِيهَ بِالسَّفَهِ ، فَقَدْ رَضِيَ بِمَا أَتى إِلَيْهِ حَيْثُ احْتَذى مِثَالَهُ ».
٢٦١٦ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :
عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام فِي رَجُلَيْنِ يَتَسَابَّانِ ، فَقَالَ : « الْبَادِئُ
مِنْهُمَا أَظْلَمُ ، وَوِزْرُهُ وَوِزْرُ صَاحِبِهِ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَتَعَدَّ
الْمَظْلُومُ ».
٢٦١٧ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ :
__________________
عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ أَبْغَضَ خَلْقِ اللهِ عَبْدٌ اتَّقَى
النَّاسُ لِسَانَهُ ».
[ تَمَّ
الْمُجَلَّدُ الثَّالِثُ مِنْ هذهِ الطَّبْعَةِ ، وَيَليْهِ الْمُجَلَّدُ
الرَّابِعِ إنْ شَاءَ الله تَعَالى ، وَفِيهِ ]
[ تَتِمَّةُ
كِتَابِ الْإيمَانِ وَالْكُفْرِ وَكِتابُ الدُّعَاءِ وَفَضْلِ الْقُرآنِ
وَالْعِشْرَةِ ]
__________________
فهرس
الموضوعات
|
رقم
الصفحة
|
عدد
الأحاديث
|
الأحاديث الضمنية
|
كِتَابُ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ
|
٧
|
|
٠
|
١ ـ بَابُ طِينَةِ الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ
|
٧
|
٧
|
٠
|
٢ ـ بَابٌ آخَرُ مِنْهُ ، وَفِيهِ زِيَادَةُ وُقُوعِ التَّكْلِيفِ
الْأَوَّلِ
|
١٩
|
٣
|
٠
|
٣ ـ بَابٌ آخَرُ مِنْهُ
|
٢٣
|
٣
|
٠
|
٤ ـ بَابُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَوَّلُ مَنْ أَجَابَ وَأَقَرَّ لِلّهِ
عَزَّ وَجَلَّ بِالرُّبُوبِيَّةِ
|
٢٩
|
٣
|
٠
|
٥ ـ بَابُ كَيْفَ أَجَابُوا وَهُمْ ذَرٌّ
|
٣٣
|
١
|
٠
|
٦ ـ بَابُ فِطْرَةِ الْخَلْقِ عَلَى التَّوْحِيدِ
|
٣٤
|
٥
|
٠
|
٧ ـ بَابُ كَوْنِ الْمُؤْمِنِ فِي صُلْبِ الْكَافِرِ
|
٣٦
|
٢
|
٠
|
٨ ـ بَابُ إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الْمُؤْمِنَ
|
٣٨
|
١
|
٠
|
٩ ـ بَابٌ فِي أَنَّ الصِّبْغَةَ هِيَ الْإِسْلَامُ
|
٤٠
|
٣
|
٠
|
١٠ ـ بَابٌ فِي أَنَّ السَّكِينَةَ هِيَ الْإِيمَانُ
|
٤٢
|
٥
|
٠
|
١١ ـ بَابُ الْإِخْلَاصِ
|
٤٤
|
٦
|
٠
|
١٢ ـ بَابُ الشَّرَائِعِ
|
٤٨
|
٢
|
٠
|
١٣ ـ بَابُ دَعَائِمِ الْإِسْلَامِ
|
٥١
|
١٥
|
١
|
١٤ ـ بَابُ أَنَّ الْإِسْلَامَ يُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ وَأَنَّ الثَّوَابَ عَلَى الْإِيمَانِ
|
٦٨
|
٦
|
٠
|
١٥ ـ بَابُ أَنَّ الْإِيمَانَ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامَ
لَايَشْرَكُ الْإِيمَانَ
|
٧٢
|
٥
|
٠
|
١٦ ـ بَابٌ آخَرُ مِنْهُ وَفِيهِ أَنَّ الْإِسْلَامَ قَبْلَ الْإِيمَانِ
|
٧٦
|
٢
|
٠
|
١٧ ـ بَابٌ
|
٧٩
|
٣
|
٠
|
١٨ ـ بَابٌ فِي أَنَّ الْإِيمَانَ مَبْثُوثٌ لِجَوَارِحِ
الْبَدَنِ
كُلِّهَا
|
٩٠
|
٨
|
٠
|
١٩ ـ بَابُ السَّبْقِ إِلَى الْإِيمَانِ
|
١٠٥
|
١
|
٠
|
٢٠ ـ بَابُ دَرَجَاتِ الْإِيمَانِ
|
١٠٩
|
٢
|
٠
|
٢١ ـ بَابٌ آخَرُ مِنْهُ
|
١١٣
|
٤
|
٠
|
٢٢ ـ بَابُ نِسْبَةِ الْإِسْلَامِ
|
١١٧
|
٣
|
١
|
٢٣ ـ بَابٌ
|
١٢٠
|
٤
|
٠
|
٢٤ ـ بَابٌ
|
١٢٦
|
١
|
٠
|
٢٥ ـ بَابُ صِفَةِ الْإِيمَانِ
|
١٣٠
|
١
|
٠
|
٢٦ ـ بَابُ فَضْلِ الْإِيمَانِ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالْيَقِينِ عَلَى
الْإِيمَانِ
|
١٣٣
|
٦
|
٠
|
٢٧ ـ بَابُ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ
|
١٣٥
|
٤
|
١
|
٢٨ ـ بَابُ التَّفَكُّرِ
|
١٤٠
|
٥
|
٠
|
٢٩ ـ بَابُ الْمَكَارِمِ
|
١٤٢
|
٧
|
٠
|
٣٠ ـ بَابُ فَضْلِ الْيَقِينِ
|
١٤٨
|
١١
|
٠
|
٣١ ـ بَابُ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ
|
١٥٥
|
١٣
|
٠
|
٣٢ ـ بَابُ التَّفْوِيضِ إِلَى اللهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ
|
١٦٤
|
٨
|
٢
|
٣٣ ـ بَابُ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ
|
١٧٣
|
١٣
|
٠
|
٣٤ ـ بَابُ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ
|
١٨٢
|
٤
|
٠
|
٣٥ ـ بَابُ الِاعْتِرَافِ
بِالتَّقْصِيرِ
|
١٨٥
|
٤
|
٠
|
٣٦ ـ بَابُ الطَّاعَةِ وَالتَّقْوى
|
١٨٧
|
٨
|
٠
|
٣٧ ـ بَابُ الْوَرَعِ
|
١٩٥
|
١٥
|
٠
|
٣٨ ـ بَابُ الْعِفَّةِ
|
٢٠٣
|
٨
|
٠
|
٣٩ ـ بَابُ اجْتِنَابِ الْمَحَارِمِ
|
٢٠٦
|
٦
|
٠
|
٤٠ ـ بَابُ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ
|
٢٠٩
|
٥
|
١
|
٤١ ـ بَابُ اسْتِوَاءِ الْعَمَلِ وَالْمُدَاوَمَةِ عَلَيْهِ
|
٢١١
|
٦
|
٠
|
٤٢ ـ بَابُ الْعِبَادَةِ
|
٢١٤
|
٧
|
٠
|
٤٣ ـ بَابُ النِّيَّةِ
|
٢١٨
|
٥
|
٠
|
٤٤ ـ بَابٌ
|
٢٢١
|
٢
|
٠
|
٤٥ ـ بَابُ الِاقْتِصَادِ فِي الْعِبَادَةِ
|
٢٢٢
|
٦
|
١
|
٤٦ ـ بَابُ مَنْ بَلَغَهُ ثَوَابٌ مِنَ اللهِ عَلى عَمَلٍ
|
٢٢٥
|
٢
|
٠
|
٤٧ ـ بَابُ الصَّبْرِ
|
٢٢٥
|
٢٥
|
١
|
٤٨ ـ بَابُ الشُّكْرِ
|
٢٤٢
|
٣٠
|
٠
|
٤٩ ـ بَابُ حُسْنِ الْخُلُقِ
|
٢٥٥
|
١٨
|
١
|
٥٠ ـ بَابُ حُسْنِ الْبِشْرِ
|
٢٦٦
|
٦
|
١
|
٥١ ـ بَابُ الصِّدْقِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ
|
٢٦٩
|
١٢
|
٠
|
٥٢ ـ بَابُ الْحَيَاءِ
|
٢٧٤
|
٧
|
٠
|
٥٣ ـ بَابُ الْعَفْوِ
|
٢٧٧
|
١٠
|
٠
|
٥٤ ـ بَابُ كَظْمِ الْغَيْظِ
|
٢٨٢
|
١٣
|
٠
|
٥٥ ـ بَابُ الْحِلْمِ
|
٢٨٨
|
٩
|
٠
|
٥٦ ـ بَابُ الصَّمْتِ وَحِفْظِ اللِّسَانِ
|
٢٩٢
|
٢١
|
٠
|
٥٧ ـ بَابُ الْمُدَارَاةِ
|
٣٠٢
|
٦
|
٠
|
٥٨ ـ بَابُ الرِّفْقِ
|
٣٠٦
|
١٦
|
٠
|
٥٩ ـ بَابُ التَّوَاضُعِ
|
٣١٣
|
١٤
|
٠
|
٦٠ ـ بَابُ الْحُبِّ فِي اللهِ وَالْبُغْضِ فِي اللهِ
|
٣٢٢
|
١٦
|
٠
|
٦١ ـ بَابُ ذَمِّ الدُّنْيَا وَالزُّهْدِ فِيهَا
|
٣٣١
|
٢٥
|
٠
|
٦٢ ـ بَابٌ
|
٣٥٣
|
٢
|
٠
|
٦٣ ـ بَابُ الْقَنَاعَةِ
|
٣٥٤
|
١١
|
٠
|
٦٤ ـ بَابُ الْكَفَافِ
|
٣٦١
|
٦
|
٠
|
٦٥ ـ بَابُ تَعْجِيلِ فِعْلِ الْخَيْرِ
|
٣٦٥
|
١٠
|
٠
|
٦٦ ـ بَابُ الْإِنْصَافِ وَالْعَدْلِ
|
٣٦٩
|
٢٠
|
٠
|
٦٧ ـ بَابُ الِاسْتِغْنَاءِ عَنِ النَّاسِ
|
٣٨١
|
٧
|
١
|
٦٨ ـ بَابُ صِلَةِ الرَّحِمِ
|
٣٨٥
|
٣٣
|
١
|
٦٩ ـ بَابُ الْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ
|
٤٠٣
|
٢١
|
٠
|
٧٠ ـ بَابُ الِاهْتِمَامِ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِينَ
وَالنَّصِيحَةِ لَهُمْ وَنَفْعِهِمْ
|
٤١٧
|
١١
|
٠
|
٧١ ـ بَابُ إِجْلَالِ الْكَبِيرِ
|
٤٢١
|
٣
|
٠
|
٧٢ ـ بَابُ أُخُوَّةِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ
|
٤٢٣
|
١١
|
٠
|
٧٣ ـ بَابٌ فِيمَا يُوجِبُ الْحَقَّ لِمَنِ انْتَحَلَ الْإِيمَانَ
وَيَنْقُضُهُ
|
٤٣٠
|
١
|
٠
|
٧٤ ـ بَابٌ فِي أَنَّ التَّوَاخِيَ لَمْ يَقَعْ عَلَى الدِّينِ وَإِنَّمَا
هُوَ التَّعَارُفُ
|
٤٣١
|
٢
|
٠
|
٧٥ ـ بَابُ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلى أَخِيهِ وَأَدَاءِ حَقِّهِ
|
٤٣٢
|
١٦
|
١
|
٧٦ ـ بَابُ التَّرَاحُمِ
وَالتَّعَاطُفِ
|
٤٤٨
|
٤
|
٠
|
٧٧ ـ بَابُ زِيَارَةِ الْإِخْوَانِ
|
٤٤٩
|
١٦
|
٠
|
٧٨ ـ بَابُ الْمُصَافَحَةِ
|
٤٥٨
|
٢١
|
٠
|
٧٩ ـ بَابُ الْمُعَانَقَةِ
|
٤٦٩
|
٢
|
٠
|
٨٠ ـ بَابُ التَّقْبِيلِ
|
٤٧٢
|
٦
|
٠
|
٨١ ـ بَابُ تَذَاكُرِ
الْإِخْوَانِ
|
٤٧٥
|
٧
|
٠
|
٨٢ ـ بَابُ إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ
|
٤٨١
|
١٦
|
١
|
٨٣ ـ بَابُ قَضَاءِ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ
|
٤٩٢
|
١٤
|
١
|
٨٤ ـ بَابُ السَّعْيِ فِي حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ
|
٥٠٢
|
١١
|
٠
|
٨٥ ـ بَابُ تَفْرِيجِ كَرْبِ الْمُؤْمِنِ
|
٥٠٨
|
٥
|
٠
|
٨٦ ـ بَابُ إِطْعَامِ الْمُؤْمِنِ
|
٥١١
|
٢٠
|
٠
|
٨٧ ـ بَابُ مَنْ كَسَا مُؤْمِناً
|
٥٢١
|
٥
|
١
|
٨٨ ـ بَابٌ فِي إِلْطَافِ الْمُؤْمِنِ وَإِكْرَامِهِ
|
٥٢٤
|
٩
|
٠
|
٨٩ ـ بَابٌ فِي خِدْمَتِهِ
|
٥٢٩
|
١
|
٠
|
٩٠ ـ بَابُ نَصِيحَةِ الْمُؤْمِنِ
|
٥٢٩
|
٦
|
٠
|
٩١ ـ بَابُ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ
|
٥٣١
|
٧
|
١
|
٩٢ ـ بَابٌ فِي إِحْيَاءِ الْمُؤْمِنِ
|
٥٣٤
|
٣
|
١
|
٩٣ ـ بَابٌ فِي الدُّعَاءِ لِلْأَهْلِ إِلَى
الْإِيمَانِ
|
٥٣٦
|
١
|
٠
|
٩٤ ـ بَابٌ فِي تَرْكِ دُعَاءِ النَّاسِ
|
٥٣٧
|
٧
|
٠
|
٩٥ ـ بَابُ أَنَّ اللهَ إِنَّمَا يُعْطِي الدِّينَ مَنْ يُحِبُّهُ
|
٥٤٣
|
٤
|
٠
|
٩٦ ـ بَابُ سَلَامَةِ الدِّينِ
|
٥٤٥
|
٤
|
١
|
٩٧ ـ بَابُ التَّقِيَّةِ
|
٥٤٨
|
٢٣
|
٠
|
٩٨ ـ بَابُ الْكِتْمَانِ
|
٥٦١
|
١٦
|
٠
|
٩٩ ـ بَابُ الْمُؤْمِنِ وَعَلَامَاتِهِ وَصِفَاتِهِ
|
٥٧٣
|
٣٩
|
٠
|
١٠٠ ـ بَابٌ فِي قِلَّةِ عَدَدِ الْمُؤْمِنِينَ
|
٦١٤
|
٧
|
٠
|
١٠١ ـ بَابُ الرِّضَا بِمَوْهِبَةِ الْإِيمَانِ وَالصَّبْرِ
عَلى كُلِّ شَيْءٍ بَعْدَهُ
|
٦١٩
|
٦
|
٠
|
١٠٢ ـ بَابٌ فِي سُكُونِ الْمُؤْمِنِ إِلَى الْمُؤْمِنِ
|
٦٢٣
|
١
|
٠
|
١٠٣ ـ بَابٌ فِيمَا يَدْفَعُ اللهُ بِالْمُؤْمِنِ
|
٦٢٣
|
٣
|
٠
|
١٠٤ ـ بَابٌ فِي أَنَّ الْمُؤْمِنَ صِنْفَانِ
|
٦٢٤
|
٣
|
٠
|
١٠٥ ـ بَابُ مَا أَخَذَهُ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِ مِنَ الصَّبْرِ عَلى مَا
يَلْحَقُهُ فِيمَا ابْتُلِيَ بِهِ
|
٦٢٧
|
١٣
|
١
|
١٠٦ ـ بَابُ شِدَّةِ
ابْتِلَاءِ الْمُؤْمِنِ
|
٦٣٣
|
٣٠
|
٠
|
١٠٧ ـ بَابُ فَضْلِ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ
|
٦٥٠
|
٢٣
|
٠
|
١٠٨ ـ بَابٌ
|
٦٦٢
|
٢
|
٠
|
١٠٩ ـ بَابُ أَنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ يَنْفُثُ فِيهِمَا الْمَلَكُ
وَالشَّيْطَانُ
|
٦٦٣
|
٣
|
٠
|
١١٠ ـ بَابُ الرُّوحِ الَّذِي أُيِّدَ بِهِ الْمُؤْمِنُ
|
٦٦٥
|
١
|
٠
|
١١١ ـ بَابُ الذُّنُوبِ
|
٦٦٧
|
٣١
|
٠
|
١١٢ ـ بَابُ الْكَبَائِرِ
|
٦٨٣
|
٢٥
|
١
|
١١٣ ـ بَابُ اسْتِصْغَارِ الذَّنْبِ
|
٧٠٥
|
٣
|
٠
|
١١٤ ـ بَابُ الْإِصْرَارِ عَلَى الذَّنْبِ
|
٧٠٧
|
٣
|
٠
|
١١٥ ـ بَابٌ فِي أُصُولِ الْكُفْرِ وَأَرْكَانِهِ
|
٧٠٩
|
١٤
|
٠
|
١١٦ ـ بَابُ الرِّيَاءِ
|
٧١٧
|
١٨
|
١
|
١١٧ ـ بَابُ طَلَبِ الرِّئَاسَةِ
|
٧٢٦
|
٨
|
٠
|
١١٨ ـ بَابُ اخْتِتَالِ
الدُّنْيَا
بِالدِّينِ
|
٧٣٠
|
١
|
٠
|
١١٩ ـ بَابُ مَنْ وَصَفَ عَدْلاً وَعَمِلَ بِغَيْرِهِ
|
٧٣١
|
٥
|
٠
|
١٢٠ ـ بَابُ الْمِرَاءِ وَالْخُصُومَةِ وَمُعَادَاةِ الرِّجَالِ
|
٧٣٣
|
١٢
|
٠
|
١٢١ ـ بَابُ الْغَضَبِ
|
٧٣٨
|
١٥
|
٠
|
١٢٢ ـ بَابُ الْحَسَدِ
|
٧٤٦
|
٧
|
٠
|
١٢٣ ـ بَابُ الْعَصَبِيَّةِ
|
٧٤٩
|
٧
|
٠
|
١٢٤ ـ بَابُ الْكِبْرِ
|
٧٥٢
|
١٨
|
٠
|
١٢٥ ـ بَابُ الْعُجْبِ
|
٧٦١
|
٨
|
٠
|
١٢٦ ـ بَابُ حُبِّ الدُّنْيَا وَالْحِرْصِ عَلَيْهَا
|
٧٦٦
|
١٧
|
٠
|
١٢٧ ـ بَابُ الطَّمَعِ
|
٧٧٨
|
٤
|
٠
|
١٢٨ ـ بَابُ الْخُرْقِ
|
٧٧٩
|
٢
|
٠
|
١٢٩ ـ بَابُ سُوءِ الْخُلُقِ
|
٧٨٠
|
٥
|
٠
|
١٣٠ ـ بَابُ السَّفَهِ
|
٧٨٢
|
٤
|
١
|
|