|


المقدمة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ
الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه ، وافتتح
بالحمد كتابته ، وجعل الحمد أول محلّ نعمته ، وأخّر جزاء أهل طاعته ، وصلّ الله على محمد خير البريّة ، وعلى آله أئمة الرحمة ، ومعادن الحكمة ، حجج الله تعالى على خلقه. أما بعد ؛
إنّ من عظيم آلاء الله ونعمه على
البشريّة ، أن جعل الأشياء أزواجاً وجعل للإنسان زوجة يسكن اليها ويأنس بها ، كما قال في كتابه الكريم
وَمِنْ آياتِهِ
أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها
.
ورغّبهم في الإستفادة من هذه الغريزة الفطرية التي أودعها الله في الإنسان بقوله
وَأَنْكِحُوا
الأَيامى مِنْكُمْ وَالصّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ
إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ واسِعٌ
عَلِيمٌ .
فلو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية
محكمة ولا سنّة متّبعة ولا أثر مستفيض ، لكان في ما جعل الله من برّ القريب ، وتقريب البعيد ، وتشبيك الحقوق ، وتكثير العدد وتوفير الولد لنوائب الدّهر وحوادث الأمور ما يرغب في دونه العاقل اللّبيب ويسارع إليه الموفق المصيب ويحرص عليه الأديب الأريب ، فلذلك أمر أنبيائه في
ترغيب الناس على
بناء هذا الأمر المقدّس وجعل الأجر العظيم لمن حاول وسعى في هذا الأمر.
فكان صلىاللهعليهوآله
يتزوّج ويرغّب الشّباب على ذلك ، ولكن لمّا كانت طباع البشر ونفوسها مختلفة وبعضها غير ملائمه مع بعضها الأخر ؛ أمرنا بالتدقيق حول هذا الأمر المقدّس كي لا نقع في المهالك.
ونعني بذلك تحقيق الزّوج حول الزّوجة
التى تناسبه ، من الكفوية وغير ذلك ، وهكذا تحقيق الزّوجة حول الرجل الذي خطبها ووجدان بعض المؤهلات التي يفرضه الشرع المقدس عليه ، لئلا يضيّع رحمها كما في بعض الروايات والأحاديث المصرّحة بذلك.
وليعلما كلّ من الشّاب والفتاة ، إذا
أرادا أن يعيشا طول حياتهما عيشة راضية وحياة سعيدة ويطيب نسلهما فلا يتزوّجا إلا مع الكفو. فلهذا يجب على الزّوج أن ينظر أن يضع نفسه ، ومن يشركه في ماله و يطلعه في دينه وسرّه ، كما بيّن الصادق عليهالسلام
ذلك لإبراهيم الكرخي الذي همّ أن يتزوّج بالثانية بعد موت زوجته الأولي ، قائلاً له : أنظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرّك.
وعليه أيضاً أن يعرف تماماً أنّ المرأة
قلادة فلينظر إلى ما يتقلّده و هذا أيضاً صرّح به الإمام الصادق قائلاً : إنّما المرأة قلادة فانظر إلى ما تقلّده.
ولأجل ذلك رأينا من المناسب أن نقدّم
إلى الشّاب وإلى من يروم __________________
الزّواج ، ما يحتاجه
في البداية في بناء هذا الأمر المقدّس كي يصل إلى الكفو المناسب له وأخيراً أرجوا من الأعزاء أن يدقّقوا النظر في ما روي عن النبي والعترة الطاهرة في هذا المجال. سائلاً من المولى القدير ، أن يحفظ شبابنا من الفتن والزلاّت ويقدّر لهم الزّوجة الصالحة وأولاد صلحاء.
آمين يا رب العالمين
|
|
قم المقدسة
محمّد جواد الطّبسي
٢٠ / ج ٢ / ١٤٢٥
|
الحث على الزواج
حرّض النبى صلىاللهعليهوآله من خلال خطبه ولقاءاته
، الشّباب ببناء هذا الأمر المقدس وبيّن لهم منافع الزّواج وفوائده ومضار العزوبة ومفاسدها.
وأشار أيضا في ضمن خطبه ولقاءاته إلى أن
الزواج من سننه ، وأنّه أحسن بناء بني في الإسلام وأعمر شيء في عالم الكون. وهذه الأحاديث وإن كانت فوق حد الحضر والإحصاء ، لكن نكتفي في هذا المختصر بعدة أحاديث مما روي عنه صلىاللهعليهوآله.
١.
النّكاح سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال علي عليهالسلام
: تزوّجوا فإن التّزويج سنة رسول الله ، فإنه كان يقول : من كان يحب أن يتبع سنّتي ، فإن من سنّتي التزويج ، واطلبوا
الولد ، فإني مكاثر
بكم الأمم غدا وتوقوا على أولادكم من لبن البغي من النساء والمجنونة فإن اللبن يعدي.
٢.
من أحبّ فطرتي ...
وعن الصادق عليهالسلام قال : جاءت إمرأة
عثمان بن مظعون إلى النبي صلىاللهعليهوآله
فقالت : يا رسول الله إن عثمان يصوم النهار ويقوم الليل.
فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله مغضبا يحمل نعليه
حتى جاء إلى عثمان ، فوجده يصلي ، فانصرف عثمان حين رأى رسول الله.
فقال له : يا عثمان لم يرسلني الله
بالرّهبانيّة ولكن بعثني بالحنيفية السمحة ، أصوم واصلي وألمس أهلي ، فمن أحب فطرتي فليستن بسنتي ومن سنتي النكاح.
٣.
من رغب عن سنتي ...
وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال: إن ثلاث نسوة
أتين رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقالت إحداهن : إن زوجي لا يأكل اللحم ، وقالت الأخرى : إن زوجي لا يشم الطيب ، وقالت الأخرى : إن زوجي لا يقرب النساء.
فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله يجر رداءه حتى صعد
المنبر ، فحمد الله و أثنى عليه. ثم قال : ما بال أقوام من أصحابى لا يأكلون اللحم ولا __________________
يشمّون الطّيب ولا
يأتون النساء. أما أني آكل اللحم وأشمّ الطّيب وآتي النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
٤.
أحبّ بناء في الإسلام
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما بني في
الإسلام أحبّ إلى الله عزّوجل من التّزويج.
٥.
المحافظة على نصف الدين
وعن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: من تزوج أحرز نصف دينه.
٦.
أعمر بيت في الإسلام
وعنه عليهالسلام
عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
: تزوّجوا وزوّجوا ، ألا فمن حظ امرء مسلم إنفاق قيمة أيمة ، وما من شيء أحب إلى الله من بيت يعمر في الإسلام بالنكاح ، وما من شيىء أبغض إلى الله عزوجل من بيت يخرب في الإسلام بالفرقة يعنى الطلاق. ثم أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ الله عزوجل إنّما وكّد في الطلاق وكرر فيه القول من بغضه الفرقة.
__________________
٧.
فضل المتزوّج
وعنه عليهالسلام
عن أبيه الباقر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
إتخذوا الأهل فإنّه أرزق لكم.
وعن الصادق عليهالسلام أيضاً قال : ركعتان
يصليها المتزوّج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : أكثر أهل
النار العزّاب.
وعنه صلىاللهعليهوآله
من أحب أن يلقى الله طاهراً مطهراً فليلقه بزوجة.
٨.
الزواج في حداثة الشباب
لكلّ شيء وقت وأوان فكما أنّ للثمار وقت
للإقتطاف ، فإذا نضجب الثمرة ولم تقتطف سوف يعرض الفساد عليها فكذلك مسئلة الزّواج بالنسبة إلى الشّباب.
فإذا حان وقت الزّواج ولم يبادر إلى ذلك
، فهو بمنزلة فساد الثمرة على الشجرة.
وأما الفساد الذي يعرض على الشّاب إثر
عدم مبادرته في الوقت المناسب له ، فكثير منه الإبتلاء بالنظر إلى ما حرّم الله إليه من __________________
الأجنبيات وانسحابه
إلى شباك الشياطين ما قد يؤدي إلى أعمال سيئة وشنيعة ما يفتضح الشاب إثر ذلك.
ومنه قلّة الرّغبة إلى الزّواج مما يؤدى
إلى التفسد الأخلاقي من جانب آخر وحلول أضرار كثيرة بالمجتمع الإسلامي.
فإذا أردنا أن نستلذّ بالحياة الزّوجية
كما يستلذّ بالثمرة حين النضوج ، فعلينا المبادرة بالزواج في عنفوان الشباب وحداثة السّن عملاً بالفطرة السليمة الإنسانية وبالتوصيات الأكيدة الصادرة من النبي و العترة الطاهرة عليهمالسلام.
حيث أكد على ذلك حينما كان يلتقي ببعض
الشبان ويقول : يا معشر الشباب عليكم بالباه.
وعن الراوندي عن موسى بن جعفر عليهالسلام عن آبائه عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : ما من شابّ تزوّج في حداثة سنّة إلاّ عجّ شيطانه يا ويله يا ويله عصم منّي ثلثي دينه فليتقّ الله العبد في الثلث الآخر.
جولة قصيرة في ما مرّ
تعال معي أيها الشّاب لنعيش ولو لحظات
قصيرة في أجواء هذه الروايات التي قدمناها لك : بأنّ النّبي صلىاللهعليهوآله
وأهل بيته على أي شيء أصرّوا وهل كان الإصرار منهم ينفع الشباب أم يضرهم.
__________________
١. لو تأمّلنا قليلاً لرأينا أنّ النّبي
صلىاللهعليهوآله
أصرّ على أنّ الزّواج من سنّته ومن أراد أن يتّبع فليتأدّب بآدابه ويتخذ زوجة تأسياً بالنّبي الكريم.
فالإعراض عن سنّته واتّخاذ الرّهبانيّة
عمل غير مشروع في الشريعة الإسلامية.
٢. إنّه يتقرب بالزواج إلى الله لأنّ
الزّواج أمر محبوب لله تعالى.
٣. المتزوّج يحفظ نصف دينه ومعنى ذلك
إنّه إذا لم يتزوّج فقد ، فقد نصف دينه والنصف الباقي على وشك الذهاب والإفتقاد ، فمن أراد حفظ دينه فليتزوّج.
٤. إذا كان الشاب يروم الرزق وكسب المال
فعليه الزواج لأنّ الزّواج أمر يحبّه الله وإذا كان الشيء محبوب لله تعالى فسيهيِّأ أسبابه أولاً وآخر وبداية ونهاية.
٥. وامّا الحديث العاشر الذي روي عنه صلىاللهعليهوآله بأنّ أكثر أهل
النار العزّاب فنقول : العزوبة هي العلّة لكثير من المفاسد في المجتمع فلو عشنا مع العصاة قليلاً أو درسنا أوضاعهم لرأينا أنّ أكثرهم من طبقة العزّاب الذين فقدوا شعور المسؤولية وارتكبوا الجرائم.
* * *
السعي في زواج الشباب
صدرت أوامر من النبي والمعصومين إلى
المؤمنين على السعي في زواج الشباب المؤمن وأن يشتركوا في هذا الأمر المقدس ويبذلوا جهدهم حتى يجمعوا بين مؤمنين من حلال.
١. عن النبي أنه قال : ومن عمل في تزويج
بين مؤمنين حتى يجمع بينهما ، زوّجه الله عزوجل ألف إمرأة من الحور ، كل إمرأة من قصر من در وياقوت وكان له بكل خطوة خطاها، أو بكل كلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة قيام ليلها وصيام نهارها ومن عمل في فرقة بين امرأة وزوجها كان عليه غضب الله ولعنته في الدنيا والآخرة وكان حقا على الله أن يرضخه بألف صخرة من نار ، ومن مشى في فساد ما بينهما ولم يفرّق كان في سخط الله عزوجل ولعنته في الدنيا والآخرة ، و حرم الله عليه النظر إلى وجهه.
__________________
٢. وعن الصادق عليهالسلام قال قال
أميرالمؤمنين عليهالسلام
: أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما.
٣. وعن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام قال : ثلاثة
يستظلون بظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلاّ ظله ، رجل زوج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سراً.
٤. وعن إبراهيم بن محمد الهمداني قال :
كتبت إلى أبي جعفر عليهالسلام
في التزويج ، فأتاني كتابه بخطه ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه.
إِلاَّ
تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ .
٥. وعن الحسين بن بشار الواسطى ، قال :
كتبت إلى أبي جعفر عليهالسلام
أسأله عن النكاح فكتب الى : من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته فزوّجوه.
إِلاَّ
تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ
.
النّبي
يأمر عمرو بن ثقيف
روى النوري في المستدرك عن أنس بن مالك
قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
جالسا فدخل عليه أعرابي وقال : يا رسول الله أيمنع سوادي __________________
ودمامة وجهي من دخول
الجنة ؟
قال : لا ما كنت خائفا من الله ومؤمنا
برسوله.
فقال : يارسول الله والذي شرّفك بالنبوة
، إني قبل ذلك بثمانية أشهر أقررت بأن الله واحد وأنّك رسوله بالحق.
فقال : أنت من القوم ، لك ما لهم وعليك
ما عليهم.
قال : فلم خطبت من هؤلاء الحاضرين فلم
يجبني منهم أحد. ولا أرى مانعاً غير دمامة الوجه وسواد اللون ، وإلّا فأنا في قومي بني سليم ذو حسب ، وآبائي معروفون ولكن غلبني سواد أخوالي.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هاهنا عمرو بن
وهب وكان رجلاً من ثقيف صعب الجانب وفيه أنفة.
فقالوا : لا يا رسول الله.
فقال للأعرابي تعرف داره ؟
قال : نعم.
قال إذهب إلى داره ودقّ الباب دقاً
رقيقاً ، وإذا دخلت وقل إنّ رسول الله أعطاني بنتك. وكانت له بنت ذات جمال وعقل وعفاف.
فجاء ودقّ الباب ، فلما فتح ورأوا سواد
وجهه ودمامته إشمأزوا منه ، وأظهروا الكراهة.
فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أعطاني بنتك ،
فزجروه وردوه رداً قبيحاً.
فقام وخرج. فلما خرج قالت البنت لأبيها
: إذهب واستخبر الحال، فإن كان النبي صلىاللهعليهوآله
أعطانيه فإني راضية بما فعله رسول الله.
فذهب في إثر الرجل وأتى رسول الله وقد
كان الرجل شكاه إليه.
فقال له رسول الله : يا هذا أنت الذي
رددت رسولي ؟
فقال يا رسول الله : فعلت وبئس ما فعلت
، وأنا أستغفر الله ، وإنّما رددته لأنّه كان رجلاً من العرب ظننته يكذب والآن يا رسول الله فاحكم في نفوسنا وبيوتنا وأموالنا وإنّا نعوذ بالله من غضبه و غضب رسوله.
فقال صلىاللهعليهوآله
: قم يا أعرابي فإنّي أعطيتك بنته فاذهب إلى بيتها.
فقال الرجل : يا رسول الله ، أنا رجل من
العرب فقير وأستحيي أن أدخل بيت المرأ ويدي صفرة.
فقال صلىاللهعليهوآله
: أمرر على ثلاثة من الصحابة وخذ منهم ما تحتاج إليه : إذهب إلى عند علي وعند عثمان وعبدالرحمن بن عوف فأتى علياً فأعطاه مائة درهم وكذا عثمان وعبدالرحمن ... .
النّبي
يسعى في زواج جويبر
وعن أبي جعفر الباقر عليهالسلام في قصة جويبر وإرساله
النبي إلي بعض __________________
رؤساء القبائل وأمره
بتزويج إبنته من جويبر.
قال فيه : إنّ رجلاً كان من أهل اليمامة
يقال له جويبر: أتى رسول الله صلىاللهعليهوآله
منتجعاً للإسلام ، فأسلم وحسن إسلامه وكان رجلاً قصيراً دميماً محتاجاً عارياً وكان من قباح السودان إلى أن قال : وإن رسول الله نظر إلى جويبر ذات يوم برحمة له ورقة عليه فقال : لو تزوجت إمرأة فعفّت بها فرجك وإعانتك على دنياك وآخرتك.
فقال له جويبر : يا رسول الله بأبي أنت
وأمي من يرغب فيّ فو الله ما من حسب ولا نسب ولا مال ولا جمال ، فأيّة امرأة ترغب في ؟!
فقال له رسول الله : يا جويبر إن الله
قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية شريفاً ، وشرّف بالإسلام من كان في الجاهلية وضيعاً وأعزّ بالإسلام من كان في الجاهلية ذليلاً ، وأذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهيلة وتفاخرها بعشايرها وباسق أنسابها ، فالناس اليوم كلهم أبيضهم وأسودهم وقرشيّهم وعربيّهم وعجميّهم من آدم ، وأنّ آدم خلقه الله من طين وأن أحب الناس إلى الله أطوعهم له وأتقاهم وما أعلم يا جويبر لأحد من المسلمين عليك اليوم إلاّ لمن كان أتقى لله منك وأطوع.
ثم قال له : إنطلق يا جويبر إلى زياد بن
لبيد فإنّه من أشرف بني بياضة حسباً فيهم ، فقل له : إنّي رسول الله إليك وهو يقول لك : زوج جويبراً إبنتك الدلفاء.
قال : فانطلق جويبر برسالة رسول الله
إلى زياد بن لبيد وهو في منزله وجماعة من قومه عنده ، فاستاذن فأذن له ، وسلم عليه ، ثم قال : يا زياد بن لبيد ، إنّي رسول رسول الله إليك. في حاجة لي فأبوح بها أم أسرّها إليك ؟
فقال له زياد : لا بل بح بها ، فإنّ ذلك
شرف لي وفخر.
فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لك : زوّج
جويبر إبنتك الدلفاء.
فقال له زياد : أرسول الله أرسلك إليّ
بهذا يا جويبر ؟
فقال : نعم ، ما كنت لأكذب على رسول
الله صلىاللهعليهوآله.
فقال له زياد : إنّا لا نزوّج فتياننا ،
إلاّ أكفاءنا من الأنصار.
فانصرف جويبر وهو يقول : والله ما بهذا
نزل القرآن ولا بهذا ظهرت نبوة محمد صلىاللهعليهوآله.
فسمعت مقالته الدلفاء بنت زياد وهي في
خدرها ، فأرسلت إلى أبيها أن أدخل إلي ، فدخل إليها ، فقالت : يا أباه ما هذا الكلام الذي سمعته منك تحاور به جويبر ؟
فقال لها : ذكر لي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أرسله وقال : يقول
لك رسول الله صلىاللهعليهوآله
: زوّج جويبر إبنتك الدلفاء.
فقالت له : وما كان جويبر ليكذب على
رسول الله صلىاللهعليهوآله
بحضرته ، فابعث الآن رسولاً يرد عليك جويبراً ، فبعث زياد رسولاً فلحق جويبراً.
فقال له زياد : يا جويبر مرحبا بك إطمئن
حتى أعود إليك. ثم انطلق زياد إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال له : بأبي أنت وأمّي إنّ جويبراً أتاني برسالتك وقال : أنّ رسول الله يقول لك : زوّج جويبر إبنتك الدلفاء ، فلم ألن له في القول ورأيت لقاءك ، ونحن لا نزوج إلاّ أكفاءنا من الأنصار.
فقال له رسول الله : يا زياد جويبر مؤمن
والمؤمن كفؤ المؤمنة والمسلم كفؤ المسلمة ، فزوّجه يا زياد ولا ترغب عنه.
قال : فرجع زياد إلى منزله ودخل على
إبنته فقال لها : ما سمعه من رسول الله.
فقالت له : إنّك إن عصيت رسول الله كفرت.
فزوّج جويبر إبنته الدلفاء فخرج زياد فأخذه بيده جويبر ثم أخرجه إلى قومه فزوّجه لى سنة الله وسنة رسول الله وضمن صداقه.
قال : فجهّزها زياد وهيأها ، ثم أرسلوا
إلى جويبر فقالوا له : ألك منزل فيسوقها إليك ؟
فقال : والله ما لي من منزل.
قال : فهيّؤا لها منزلاً وهيّؤا فيه
فراشاً ومتاعاً وكسوا جويبر ثوبين و أدخلت الدلفاء في بيتها وأدخل جويبر عليها مغتمّاً ، فلما رأها نظر إلى بيت ومتاع وريح طيبة ، قام إلى زاوية البيت فلم يزل تالياً للقرآن
وراكعاً وساجداً حتى سمع النداء ، فخرج. فلما كانت الليلة التالية فعل مثل ذلك ، وأخفوا ذلك من زياد ، فلما كان اليوم الثالث فعل مثل ذلك وأخبر بذلك أبوها ، فانطلق الى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال له : بأبى أنت وأمي يا رسول الله ، أمرتني بتزويج جويبر ، ولا والله ما كان من مناكحنا ولكن طاعتك أوجبت علي تزويجه.
فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : فما الذي أنكرتم
منه ؟
فقال إنّا هيّأنا له بيتاً ومتاعاً
وأدخلت بنتي البيت وأدخل معها مغتمّاً فما كلمها ولا نظر إليها ولا دنا منها ، بل قام إلى زاوية البيت فلم يزل تالياً للقرآن راكعاً وساجداً حتى سمع النداء وخرج وفعل مثل ذلك في الليلة الثانية ومثل ذلك في الليلة الثالثة ، فلم يدنوا منها ولم يكلمها إلى أن جئتك وما نراه يريد النساء. فانظر في أمرنا.
فانصرف زياد ، وبعث رسول الله إلى جوبير
فقال له : أما تقرب النساء ؟ فقال له : جوبير بلى يا رسول الله إنّي لشبق منهم إلى نساء.
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله :قد خبّرت بخلاف ما
وصفت به نفسك وقد ذكر لي أنّهم هيوأ لك بيتاً وفرشاً ومتاعاً وأدخلت عليك فتاة حسناء عطرة وأتيت مغتمّاً فلم تنظر إليها ولم تكلمها ولم تدنوا منها ، فما دهاك إذاً ؟
فقال له جويبر يا رسول الله : أدخلت
بيتاً واسعاً ورأيت فراشاً ومتاعاً وفتاة حسناء عطرة ، فذكرت حالي التي كنت عليها وغربتي
وحاجتي ووضيعتي وكينونتي مع الغرباء والمساكين فأحببت إذ ولاّني الله ذلك أن أشكره على ما أعطانى ، وأتقرب إليه بحقيقة الشكر ، فنهضت إلى جانب البيت ، فلم أزل في الصلاة تالياً للقرآن راكعاً وساجداً أشكر الله تعالى حتى سمعت النداء ، فخرجت فلما أصبحت رأيت أن أصوم ذلك اليوم ففعلت ذلك ثلاثة أيام ولياليها ورأيت ذلك في جنب ما أعطاني الله عزوجل يسيراً ولكنيّ سأرضيه الليلة إن شاء الله تعالى ، فأرسل رسول الله إلى زياد فأتاه فأعلمه بما قال جويبر. فطابت أنفسهم.
قال : ووفى لهم جويبر بما قال.
ثم إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج في غزوة له
ومعه جويبر فاستشهد رحمه الله فما كان في الأنصار أيّم أنفق منها بعد جويبر.
لفت نظر
لا بأس أن نلفت نظر القارىء الكريم إلى
بعض النقاط التالية منها :
١. أن على الآباء وهكذا على كل مسلم
يشعر بالأخوة الإسلامية وخصوصاً على كل من يهمّه الأمر ، أن يسعى لزواج الشّبان ولا يتساهلون في هذا الموضوع المهم وهذا مما أضر عليه النبى الكريم طيلة حياته خصوصاً في المدينة المنورة بحيث كان دائما يحث على الزواج ويطلب من الشبان أن يتزوجوا.
__________________
٢. وعلى الآباء أن يتركوا الأفكار
الجاهلية ، من تزويج بناتهم لفئة خاصة أو قبيلة خاصة ، بل إذا جاء من يرضون دينه وتقواه وأخلاقه ، يفسحوا له المجال ولا يردوه بالحجج الواهية ، لأن في ذلك فتنة وفساد كبير كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه.
٣. من الأفضل إنّ المسلمين وخصوصاً والد
الزّوج والزّوجة إذا كان بمقدورهم أن يمدّوا الشاب المؤمن ما أمكنهم من المال لتهيئة البيت وأثاثه ومتاعه وهذا كما فعله زياد بن لبيد حينما سمع من جويبر أنه لم يكن ذا مال.
٤. وعلى الشاب الذي إذا رأى تتابع نعم
الله عليه أن يزيد في شكره ، كما قال الله :
لَئِنْ
شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدُ .
الإمام
الباقر وزواج منجح
قال أبوحمزة الثمالي : كنت عند أبي جعفر
عليهالسلام
قال له رجل : إنّي خطبت إلى مولاك فلان بن أبي رافع إبنته فلانة فردّني ورغب عني وازدراني لدمامتي وحاجتي وغربتي.
فقال أبو جعفر : إذهب فأنت رسولي إليه ،
فقل له : يقول لك محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زوج منجح بن رياح مولاي بنتك فلانة ولا ترده.
__________________
بذل
المال لزواح الشباب
ومن دلائل إهتمام النبي والعترة الطاهرة
على هذا البناء المقدس أنهم لم يكتفوا فقط بالحديث والكلام والترغيب على ذلك ، بل بذلوا الأموال في سبيل هذا الأمر وحرّضوا الشباب بإعطاءهم المال ولو قليلاً على الزواج.
قال الصادق عليهالسلام : جاء رجل إلى أبي عليهالسلام فقال له : هل لك من
زوجة ؟ قال : لا.
فقال أبي : ما أحبّ أن لي الدنيا وما
فيها وإنّي بت ليلة وليست لي زوجة. ثم قال : الركعتان يصليها رجل متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره ، ثم أعطاه أبي سبعة دنانير. ثم قال : تزوّج بهذه.
* * *
__________________
الزّواج مع من ...؟!
نرى كثيراً من الشّبان المؤمنين
على خوف وقلق من أمر الزواج ، لأسباب منها : إن بعضهم لمّا كان غير عارف بشرائط الزوجية تراه يرفض ذلك. ومنهم يريد الزواج مع بنات الأغنياء ومنهم يرغب أن تكون له زوجة حسناء وهكذا يرغب الآخر أن تكون زوجته ذات علم وكمال. ولمّا لم يصل إلى مطلوبه يعرض عن الحياة الزّوجية.
وفي الحقيقة كل ذلك لم يكن له أي دخل في
موضوع الزّواج وإنّما المهمّ في ذلك ما يلي :
١.
المؤمنة التقية
إن أول شرط يجب أن يراعيه الزّوج
لإنتخاب الزّوجة وبالعكس هو الإيمان والتقوى ، فلو أن شابّاً لم يكن متّقياً يخاف الله وهكذا
الزّوجة إذا لم تكن
مؤمنة ولا تخاف الله فأي ضمان على أنّهما لا يخون الآخر ولا يظلم أحدهما الآخر ، فالخوف من الله والتقوى هو السبب الوحيد بأن الزوج لا يظلم ولايخون زوجته وكذا الزوجة.
ولذلك تقول إذا أراد الزوج أن تكون عنده زوجة تحفظه وتحفظ أمواله وتحفظ أولاده وتحفظ ماء وجهه ، فعليه أن يراعي الإيمان والتقوى عند إنتخاب الزّوجة.
وهذا مّما أشار إليه النبي صلىاللهعليهوآله لزياد بن لبيد
قائلاً : يا زياد ، جويبر مؤمن والمؤمن كفؤ المؤمنة والمسلم كفؤ المسلمة ، فزوّجه يا زياد ولا ترغب عنه.
عليكم بذات الدين
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول
الله من تزوّج إمرأة لا يتزوّجها إلاّ لجمالها لم ير فيها ما يحبّ ومن تزوّجها لمالها لا يتزوّجها إلاّ له وكلّه إليه ، فعليكم بذات الدين.
وعنه قال : حدثني جابر بن عبد الله أن
النّبي قال : من تزوّج إمرأة لمالها وكّله الله إليه ومن تزوّجها لجمالها رأى فيها ما يكره ، ومن تزوّجها لدينها جمع الله له ذلك.
وفي الخرايج : أن رجلاً إستشار الحسين
بن علي عليهالسلام
في تزويج __________________
إمرأة ، فقال : لا
أحب ذلك وكانت كثيرة المال وكان الرجل أيضاً مكثراً ، فخالف الحسين عليهالسلام
وتزوّج بها ، فلم يلبث الرجل حتى إفتقر ، فقال له الحسين عليهالسلام
: قد أشرت عليك ، الآن فخل سبيلها ، فإنّ الله يعوّضك خيراً منها ثم قال : عليك بفلانة ، فتزوّجها فما مضى سنة حتى كثر ماله وولدت له ورأى منها ما يحب.
٢.
أن تكون وليدة
والأمر الآخر الذي يجب مراعات ذلك أنّ
من أراد الزواج فليتزوج بامرأة وليدة ويترك التي لا تلد وإن كانت حسناء.
قال الصادق عليهالسلام : جاء رجل إلى رسول
الله ، فقال : يا نبيّ الله إنّ لي إبنة عم قد رضيت جمالها وحسنها ودينها ولكنها عاقر.
فقال : لا تزوّجها ، إن يوسف بن يعقوب
لقى أخاه فقال : يا أخي كيف استطعت أن تزوج النساء بعدي ؟
فقال : إنّ أبي أمرني فقال : إن استطعت
أن تكون لك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح فافعل.
قال : وجاء رجل من الغد إلى النبي فقال
له مثل ذلك ؛ تزوّج سوداء ولوداً فإنّي مكاثر بكم الأمم يوم القيامة.
قال : فقلت لأبي عبد الله ما السوداء ؟
قال : القبيحة.
__________________
وعن إبراهيم الكرخي قال : قلت لأبي عبد
الله عليهالسلام
: إن صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة ، وقد هممت أن أتزوّج.
فقال لي : أنظر أين تضع ومن تشركه في
مالك وتطلعه على دينك وسرك ، فإن كنت لابد فاعلاً فبكراً تنسب إلى الخير وإلى حسن الخلق ، واعلم أنهنّ كما قال :
|
ألا إنّ النساء خلقن شتّى
|
|
فمنهنّ الغنيمة والغرام
|
|
ومنهنّ الهلال إذا تجلّى
|
|
لصاحبه ومنهنّ الظّلام
|
|
فمن يظفر بصالحهنّ يسعد
|
|
ومن يعثر فليس له انتقام
|
وهنّ ثلاث : فامرأة بكر ولود ، ودود
تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته ، ولا تعين الدهر عليه.
وامرأة عقيم لا ذات جمال ولا خلق ولا
تعين زوجها على خير.
وامرأة صخّابه ولاّجة همّازة تسقل
الكثير ولا تقبل اليسير.
٣.
المعينة لزوجها
إنّ من حسنات الدهر أن يظفر الإنسان
بالزّوجة الصالحة كي يعيش في ظلها عيشة راضية ويسعد بذلك في الدنيا والآخرة. وقد مر عليك قول الصادق عليهالسلام
لإبراهيم الكرخي ، بأن أحسنها المرأة البكر الولود الودود التى تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته.
__________________
وكما مرّ عليك في قصة زواج جويبر وما
قاله النّبي له يوماً وقد نظر إليه برحمة ورقّة قائلاً له : يا جويبر لو تزوجت إمرأة فعففت بها فرجك وأعانتك على دنياك وآخرتك.
٤.
القرشيات
ومن جملة توصيات المعصومين عليهمالسلام هو الزّواج مع
القرشيات ، والعلة في ذلك ، وجود الصفات الجميلة فيهن كإكرام الزّوج والرحمة والعطف بالأولاد وغير ذلك كما ستقرأ ما روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ روى الكليني بسنده عن الحارث الأعور قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : خير نساءكم قريش ، ألطفهنّ بأزواجهنّ وأرحمهنّ بأولادهنّ ، المجون لزوجها ، الحصان على غيره.
قلنا : وما المجون ؟
قال : التي لا تمنع.
٥.
الأبكار من النساء
ومن جملة ما وصّى به المعصومون عليهمالسلام التزويج مع الأبكار
والعلّة في ذلك هو ما روي عن الصادق عليهالسلام
عن النبي قال : تزوّجوا مع الأبكار فإنهنّ أطيب شيء أفواهاً.
__________________
وفي حديث آخر قال : وأنشفه أرحاماً وأدرّ
شيء أخلافاً ، وأفتح شيء أرحاماً ، أما علمت أنّي أباهي بكم الأمم يوم القيامة حتى بالسقط يظل محبنطئاً على باب الجنة فيقول الله عزوجل : أدخل.
فيقول لا أدخل حتى يدخل أبواي قبلي.
فيقول الله تبارك وتعالى لملك من
الملائكة : إئتني بأبويه فيأمر بهما إلى الجنة فيقول هذا بفضل رحمتي لك.
* * *
__________________
صفات الزوجة الصالحة
لقد وصفت الزوجة الصالحة في عدد من
الأحاديث مما يوجب التنبه على ذلك ليكون الإنتخاب والإصطفاء على أحسن ما يكون ومما يحصل منها :
١.
المحافظة على حقوق الزوج
من صفات المرأة الصالحة أن إذا رأت
زوجها مهموماً أو قلقاً لأمر مّا ، سعت لتخفيف الهمّ والثقل الذي حلّ بالزوج ، لأن لكلام الزّوجة في هذا الوقت أثراً بالغاً في تخفيف آلامه وسكونه.
جاء رجل إلى رسول الله فقال : إنّ لي
زوجة إذا دخلت تلقتني ، و إذا خرجت شيّعتني وإذا رأتني مهموماً قالت لي : ما يهمّك إن كنت تهتمّ لرزقك ، فقد تكفّل لك به غيرك ، وإن كنت تهتمّ لأمر آخرتك فزادك الله هماً.
فقال صلىاللهعليهوآله
: إنّ لله عمّالاً وهذه من عمّاله ، له نصف أجر الشهيد.
٢.
العفيفة العزيزة في أهلها
وعن أبي حمزة عن جابر بن عبد الله ، قال
سمعته يقول : كنا عند النبي فقال : إن خير نساءكم الولود الودود ، العفيفة العزيزة في أهلها ، الذليلة مع بعلها ، المتبرجة مع زوجها ، الحصان على غيره التي تسمع قوله وتطيع أمره ، وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها ولم تبذل كتبذل الرجل.
٣.
خلعت مع زوجها درع الحياء
وعن الصادق عليهالسلام قال : إنّ خير
نساءكم التي إذا خلعت مع زوجها خلعت له درع الحياء وإذا لبست ، لبست معه درع الحياء.
٤.
الهيّنة الليّنة
وعن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : قال أميرالمؤمنين : خير نساءكم الخمس.
قيل : وما الخمس ؟
قال : الهيّنة الليّنة المؤاتية ، التي
إذا غضبت زوجها لم تكتحل __________________
بغمض حتى يرضى ، وإذا
غاب عنها زوجها ، حفظته في غيبته ، فتلك عامل من عمّال الله وعامل الله لا يخيب.
٥.
الطيبة الريح
وروي ع أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : خير
نساءكم الطّيبة الريح ، الطّيبة الطبيخ ، التي إذا أنفقت ، أنفقت بمعروف وإن أمسكت ، أمسكت بمعروف ، فتلك عامل من عمال الله لا يخيب ولا يندم.
* * *
__________________
الزواج المنهي
جاء التصريح في عدة روايات عن النّبي
وأمير المؤمنين والإمام الباقر وهكذا عن الإمام الصادق عليهمالسلام
بالإبتعاد من بعض النساء منها :
١.
المرأة المجنونة
روى الكليني في الكافي عن محمد بن مسلم
عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : سأله بعض أصحابنا عن الرجل المسلم تعجبه المرأة الحسناء أيصلح له أن يتزوجها وهي مجنونة ؟ قال : لا.
٢.
الحمقاء
وعنه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : زوّجوا
الأحمق ولا تزوّجوا الحمقاء ، فإن الأحمق ينجب والحمقاء لا تنجب.
__________________
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : إياكم وتزويج
الحمقاء ، فإنّ صحبتها بلاء وولدها ضياع.
٣.
الناصبية
روى الفضيل بن اليسار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال له
الفضيل : أتزوّج الناصبية ؟ قال : لا ولا كرامة.
٤.
شرار النساء
ونهى النبي والعترة الطاهرة عن الزّواج
والعقد على شرار النساء التي طلقن الحياء والعفة والكرامة الإنسانية التي تميل إلى الشهوات واللذات الخارجة عن الحدود الشرعية والإسلامية والتي تستحل ما حرّم الله ولا تبالي عمّا ترتكب من الذنوب. فحذّرنا النبي صلىاللهعليهوآله من العقد على هذه المرأة الشريرة قائلاً :
شرار نساءكم المقفرة ، الدّنسة ،
اللّجوجة ، العاصية ، الذّليلة في قومها ، العزيزة في نفسها ، الحصان على زوجها ، الهلوك على غيره.
وعن أصبغ بن نباته ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : سمعته يقول :
يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة وهو شر الأزمنة ، نسوة كاشفات عاريات متبرّجات ، من الدين خارجات ، في الفتن __________________
داخلات ، مائلات إلى
الشهوات ، مسرعات إلى اللذات ، مستحلاّت المحرّمات ، في جهنم داخلات.
٥.
خضراء الدمن
وأمر أيضا بالإبتعاد عن الفتاة التي لم
تكن صالحة وإن كانت حسناء فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
نهى عن ذلك وقام يوماً خطيباً فقال : أيّها النّاس إياكم وخضراء الدّمن.
قيل يا رسول الله : وما خضراء الدّمن ؟
قال : المرأة الحسناء في منبت السوء.
* * *
__________________
الزواج مع الأقرباء
يحترز الكثير من الناس من الزواج بالأقرباء
لجهتين :
الأولى
: أخذاً بقول النبي صلىاللهعليهوآله حيث يقول : لا
تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاوياً
أي نحيفاً.
قال الفيض الكاشاني في المحجة : الثامنة
، أن لا تكون من القرابة القريبة فإن ذلك يقلل الشهوة وقال صلىاللهعليهوآله
: لا تنكحوا القرابة فإن الولد يخلق ضاوياً أي نحيفاً ، وذلك لتأثيره في تضعيف الشهوة ، فإن الشهوة إنما ينبعث بقوة الإحساس بالنظر واللمس وإنما يقوى الإحساس بالأمر الغريب الجديد ، فأما المعهود الذي دام النظر إليه مدة فإنه يضعف الحس عن تمام إدراكه والتأثر به فلا ينبعث به الشهوة.
__________________
الثانية
: عملا بقول بعض الأخصائيين ، فيظن هؤلاء
بأنّه لو تزوّج الإنسان مع أقاربه سوف يبتلى بأولاد مرضى وناقصي الخلقة. في حين أن هذه النظرية لم تثبت كلياً. فلا كل من تزوج بالأقارب إبتلي بأولاد ناقصي الخلقة ولا كل من تزوج مع الأجنبية أصبح عنده أولاد أصحاء وغير مرضى.
فالأفضل الإحتراز إذا كانت المسئلة حادة
وعلى الخصوص إذا كانت القرابة قريبة ، لأنّه لم يكن إصرار من هذه الناحية في هذه الحالة من قبل المعصومين على الزواج مع الأقرباء رغم كثرة هذه المصاهرات بينهم.
ـ منها زواج النبي صلىاللهعليهوآله مع زينب بنت جحش ،
إبنة عمته.
ـ ومنها زواج الإمام علي عليهالسلام مع فاطمة بنت رسول
الله التي كانت إبنة إبن عمه.
ـ ومنها زواج كثير بن عباس بن عبدالمطلب
مع أم كلثوم إبنة الإمام أمير المؤمنين.
ـ ومنها زواج مسلم بن عقيل مع ابنة عمه
بنت الامام أمير المؤمنين عليهالسلام.
ـ ومنها زواج قاسم بن محمد بن جعفر مع
أم كلثوم بنت زينب بنت علي بن أبي طالب عليهالسلام.
__________________
ـ ومنها زواج عبد الله بن الحسن مع إبنة
عمه سكينة بنت الحسين.
ـ ومنها زواج عبد الله بن جعفر مع زينب
، بنت عمّه.
ـ ومنها زواج الحسن المثنى مع فاطمة
إبنة عمه.
ـ ومنها زواج الإمام زين العابدين عليهالسلام مع إبنة عمه ، بنت
الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام.
وغير ذلك من هذه المصاهرات التي اتفقت بين المعصومين وأبناءهم.
وظنّي أنّ لذلك أسباباً أخر ، منها عدم
رعاية كل من الزّوج والزّوجة ما قرّره النبي والمعصومين حين إتخاذ الولد.
فمن أراد أن يسلم ولده من العمى والخرس
والسقط والخبل و النقص في الخلقة وغير ذلك فعليه بمراجعة بعض الكتب المخصصة في ذلك.
حيث لا فرق في ذلك بين الأجنبية والقرابة القريبة والبعيدة.
* * *
__________________
وحق الفتاة أيضاً
ومن حق الفتاة أيضاً ، أن تدرس مكانة
الشاب الذي يخطبها دراسة كاملة وشاملة تشمل أفكاره وأفعاله وأخلاقه وما يدين به ، فلا يحقّ لها أن تتزوّج مع كل شاب بمجرد رؤية بعض المؤهّلات فيه ، فمن المهمّ جداً أن الفتاة تتعرف على أخلاقيات الشاب وعلى إيمانه.
١.
الإيمان والتقوى
فأوّل شرط يجب أن تنظر فيه الفتاة أو من
يتعهّد ذلك من قبَلها هو إيمان الشاب وتقواه وخوفه من الله تبارك وتعالى.
فلو جمعت كلّ الصّفات الحسنة في شابّ
ولم يكن مؤمناً تقياً يخاف الله ، فليس بأهلٍ أن يزوّج. ولا يجوز للفتاة أن تتخذ هذا الشاب الذي لا يخاف من الله بعلاً لها كائناً من كان.
روى الطبرسي في مكارم الأخلاق عن الحسن عليهالسلام أنّه جاء رجل إليه يستشيره في تزويج إبنثه. فقال : زوّجها من رجل تقيّ ؛ فإن أحبّها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها.
٢.
أن يكون أميناً
ومن الموارد المهمّة التي يجب تحقيق ذلك
من ناحية الزّوجة أن تعرف أمانة الشاب الذي خطبها ، فلو لم يكن الشّاب أميناً ، معناه يكون خائناً والخائن لا يؤتمن حتّى على المال ، فكيف بالعرض ؟ لأنّ الزّوجة أمانة عنده ، فلو لم يكن أميناً ، لا يكون أهلاً لذلك.
روى الحسين بن بشار الواسطي ، قال :
كتبت إلى أبي جعفر عليهالسلام
أسأله عن النكاح فكتب الى : من خطب إليكم فريضتم دينه وأمانته فزوّجوه.
إِلاَّ
تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ
.
٣.
أن يكون عفيفاً
أكّد الإمام الصادق عليهالسلام على عفّة الشّاب
وبيّن أنّ ذلك من الكفويّة بحيث إذا لم يكن عفيفاً فليس بكفوٍ.
روى الصدوق في معاني الأخبار ، عن أبي
عبد الله عليهالسلام
، قال : الكفو أن يكون عفيفاً وعنده يسار.
والمقصود بالعفّة هي حصول __________________
حالة للنّفس تمنع
بها عن غلبة الشهوة.
قال القمي : ويطلق في الأخبار غالباً
على عفة البطن والفرج ، وكفّهما عن مشتهياتهما المحرّمة.
٣.
لا يكون سيّء الأخلاق
وعلى الشاب أيضاً أن يترك عاداته من عهد
الطفولة والحداثة ، ويترك الأخلاق السيئة والحدة والعصبية ، فلا شك أن الأخلاق الذميمة تح من قيمة الرجل تماماً.
وفي النهاية نقول : أنّه لا يتوقّع
الشاب أن يزوّجوه وهو سيّء الأخلاق لأنّ الشرع المقدّس منع الفتاة من الزّواج بهذا الشاب.
روى الصدوق بسنده عن إبن بشّار الواسطي
، قال : كتبت إلى أبي الحسن الرّضا عليهالسلام
أنّ لي قرابة قد خطب إلي وفي خلقه سوء.
قال : لا تزوّجه إن كان سيّء الخلق.
فلو تأمّلنا فيما قاله الرضا عليهالسلام لابن بشّار وما
ركّز عليه : أنّ العلّة في منعه زواج إبنته مع الشاب الذي كان من أقاربه هي الأخلاق السيئة التي مانت في هذا الشاب.
٤.
لا يكون شارب الخمر
ومن جملة المؤهلات التي يجب أن يتّصف
الشاب الذي يريد __________________
الزّواج هو الإبتعاد
عن كل ما يشينه ويسقطه عن أعين الناس.
فإنّ الشاب كل ما تقرب الى أفعال
الشيطان ومنوياته إبتعد عن الأخلاق الكريمة ؛
منها : إدمانه الخمر. فلذلك لا يحقّ
لأيّ والد مسلم مؤمن أن يزوّج كريمته شارب الخمر والمدمن عليه لأنّه ليس بأهل لذلك.
قال الصادق عليهالسلام : من زوّج كريمته
من شارب الخمر فقد قطع رحمها.
وعنه أيضاً قال :قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من شرب الخمر بعد
ما حرمها الله على لساني فليس بأهل أن يزوّج إذا خطب.
وعنه أيضاً قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : شارب الخمر لا
يزوّج إذا خطب.
٥.
لا يكون فاسقاً
وعنه صلىاللهعليهوآله
: من زوّج كريمته من فاسق نزل عليه كل يوم ألف لعنة.
قال الفيض الكاشاني : ويجب على الولي
أيضاً أن يراعي خصال __________________
الزّوج ، وينظر
لكريمته فلا يزوّجها ممن ساء خلقه أو خلقه أو ضعف دينه أو قصر عن القيام بحقها أو كان لا يكافيها في نسبها ، قال صلىاللهعليهوآله : النكاح رقّ فلينظر أحدكم أن يضع كريمته ، والإحتياط في حقها أهمّ لأنّها رقيقة بالنكاح لا مخلص لها ، فالزوج قادر على الطلاق بكل حال ، ومهما زوّج إبنته من ظالم أو فاسق أو مبتدع أو شارب خمر فقد جنى على دينه وتعرض لسخط الله بما قطع من الرحم بسوء الإختيار ، وقال صلىاللهعليهوآله
من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها.
* * *
__________________
علل ترك الزواج
لقد مرّ بنا سابقاً أنّ مسئلة الزواج
أمر مهمّ في حياتنا ومجتمعنا بحيث لا نجد لذّة العيش إلّا بهذا الأمر المقدس. والدليل على ذلك عدّه النبى من سننه وفرض على الراغب عن سنته بأنّه ليس منه. ومع ذلك نرى الكثير من الشبان لا يرغبون إلى الزّواج ، فلو فتشنا عن علة ذلك لوصلنا إلى هذه النتائج كما يلي :
١.
مخافة الفقر
إنّ من أهمّ العلل المؤدّية إلى عدم
رغبة الشباب إلى الزّواج ، هو مخافة الفقر وعدم اليسار في حين أن هذه الفكرة هي سوء الظن بالله عزوجل حيث يقول :
وَأَنْكِحُوا
الأَيامى مِنْكُمْ وَالصّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَ
إِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ
وَاللهُ واسِعٌ عَليِمٌ
.
__________________
ولا شك إنّ الذي يأمر بشيء سوف يهيأ
أسبابه ولوازمه ويبقى على الشاب أن يسعى لذلك. إذاً فلا يترك الزّواج مخافة الفقر لأنّ الله يضمن ذلك ولو كان فقيراً فإنّه سوف يصبح غنياً من أجل الخضوع لما يحبّه الله ، فكم من فقير أقدم على هذا الأمر فصار غنياً بفضل الله ورحمته.
قال الصادق عليهالسلام : من ترك التّزويج
مخافة العيلة فقد أساء ظنّه بالله عز وجل ، إنّ الله يقول :
إِنْ
يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ
.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من ترك
التّزويج مخافة العيلة فقد ساء ظنّه بالله ، انّ الله عزوجل يقول :
إِنْ
يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ
.
٢.
عدم اليسار
والعلّة الثانية هي عدم اليسار ونقصد
بذلك الفقر ، فنقول : فبعض الشباب يفضّل أن لا يقدم على هذا الأمر في حين أنّ الله يقول : إن يكونوا فقراء يغنهم الله ، يعني وإن كنت فقيراً ، فإقدم على الزّواج لأنّ في الزّواج بركة وتوسعة في الرزق من الله تعالى.
لذلك نرى إنّ النّبي أمر ذلك الشاب الذي
جاء يشكو حاجته ، أن يتزوّج ، كما رواه لنا الصادق عليهالسلام
قال : أتى رسول الله صلىاللهعليهوآله
شاب من الأنصار فشكا اليه الحاجة فقال له : تزوّج.
__________________
فقال الشاب : إنّي لأستحيي أن أعود إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فلحقه رجل من الأنصار ، فقال : إنّ لي
بنتاً وسيمة فزوّجها إيّاه.
قال : فوسّع الله عليه ، فأتى الشاب
النّبي فأخبره ، فقال رسول الله : يا معشر الشباب عليكم بالباه.
وعن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبد
الله عليهالسلام
: الحديث الذي يرويه الناس حق ؛ أنّ رجلاً أتى النّبي صلىاللهعليهوآله
فشكا إليه الحاجة فأمره بالتّزويج ففعل ، ثم أتاه فشكا إليه الحاجة فأمره بالتّزويج حتى أمره ثلاث مرات ؟
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : نعم هو حق ثم قال
: الرّزق مع النساء والعيال.
* * *
__________________
معلومات عامة حول الزوجة
صدرت من النّبي صلىاللهعليهوآله والمعصومين عليهمالسلام وصاياً أخلاقية
هامة إلى المتزوّجين طيلة حياتهم الزّوجية ، ليعرف كل من الزّوجين مكانته في نظام العائلة ، ويحفظ كل منهما إثر قراءة هذه المعلومات والتوصيات كرامته ولا يضيّع حق الآخر ولا يستهين بكرامته. وإليك بعضها :
١.
الزوجة أمانة الله
جعل الله تبارك وتعالى بعض الأشياء
أمانة في الأرض وأراد من البشر الإحتفاظ بذلك وعدم تضييعه والخيانة به. منها الإمامة الكبرى كما جاء في تفسير الآية المباركة : إِنَّ اللهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤدُّوا الأمَانَاتِ إلَى أَهْلِهَا .
__________________
ومنها الزّوجة : فهي أيضاً وديعة الله
تعالى وأمانته عند الزوج لأنّه على كتابه تزوجها ، فعليه أن يحتفظ بها ولا يخون بهذه الوديعة الإلهية. كما صرّح النبي صلىاللهعليهوآله
بأنّها أمانة قائلاً : أخبرني جبرئيل ولم يزل يوصيني بالنساء حتى ظننت أن لا يحل لزوجها أن يقول لها أف. يا محمد : إتّقوا الله عزوجل في النساء فإنهنّ عوان بين أيديكم أخذتموهن على أمانات الله عزّ وجلّ
وصرّح الإمام أميرالمؤمنين عليهالسلام
بأنّها أمانة ، قائلاً : إنّ النساء عند الرجال لا يملكن لأنفسهن ضراً ولا نفعاً وأنهن أمانة الله عندكم ، فلا تضارّوهن ولا تعضلوهن.
وكما بيّن الصّادق ذلك لأبي بصير قائلاً
له : فإذا أدخلت عليه فليضع يده على ناصيتها ويقول : اللّهم على كتابك تزوجتها وفي أمانتك أخذتها ...
٢.
الزوجة من نعم الله
بيّن الأمام زين العابدين عليهالسلام في رسالته في
الحقوق ، جانباً من حقوق الزّوجة وأنّها من النعم الإلهية على الإنسان حيث قال : وأما حق الزّوجة فأن تعلم أن الله عزّوجل جعلها لك سكناً وأنساً ، فتعلم أنّ ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها.
__________________
٣.
الزوجة سكن للزوج
صرّح القرآن الكريم بالنسبة إلى بعض
الأشياء بأنّه سكن كآية اللّيل ؛ حيث يقول :
وَجَعَلَ
اللَّيْلَ سَكَناً ، أي يسكن فيه الناس
سكون راحة
أي يرتاح الناس في ظل الليل.
وجعل الله صلاة النّبي على المؤمنين
أيضاً سكن لهم. أي يجدون الناس الراحة والطمأنينة إثر دعاء الرسول لهم ، بقوله : وَصَلَّ عَلَيْهِمْ
إِنَّ صَلَوتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ
، أي دعواتك يسكنون إليها وتطمئنّ قلوبهم.
ولذلك قال الإمام الباقر عليهالسلام لميسّر : يا ميسّر
، تزوّج بالليل فإنّ الله جعله سكناً ولا تطلب حاجة بالليل فإنّ الليل مظلم.
وقال الرضا عليهالسلام : من السّنة
التزويج بالليل ، لأنّ الله جعل اللّيل سكناً والنساء إنّما هنّ سكنٌ.
٤.
الزوجة لباس الزوج
وليعلم الشاب المتزوّج أيضاً أنّ زوجته
هي لباس له كما أنّه هو لباس لها. فكما أنّ الإنسان لا يستر بدنه الاّ باللّباس ولا يتزيّن الرجل إلاّ به ؛ فكذلك الزوج والزوجة كل بالنسبة إلى الآخر حكمهما حكم اللّباس.
__________________
وعلى رغم ما فسّر اللّباس في الآية
الشريفة :
هُنَّ
لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ . وآية :
وَجَعَلْنَا
اللَّيْلَ لِبَاسَاً . بالسكن ، وقيل أي هنّ سكن لكم وأنتم سكن لهنّ.
ولكن للسيد الطباطبائي بيان جميل في ذيل هذه الأية ، قال : الجملتان من قبيل الإستعارة ، فإنّ كلاً من الزّوجين يمنع صاحبه عن إتباع الفجور وإشاعته بين أفراد النوع ، فكأنّ كلّ منهما لصاحبه لباساً يواري به سوأته ويستر به عورته.
٥.
الزوجة خير كنز
وهكذا روي عن النّبي صلىاللهعليهوآله حول الزّوجة
الصالحة من أنّها خير كنز يكنزه في حياته. قال : ألا أخبركم بخير ما يكنز ؟
المرأة الصالحة إذا نظر إليها تسرّه
وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته.
٦.
الزوجة الصالحة خير ربح
وروي عنه أيضاً حول أفضل ما يربحه
الإنسان بعد الإسلام قائلاً : ما استفاد امرء مسلم بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسرّه إذا نظر أليهما وتطيعه إذا أمرها وتحفظه عنها في نفسها وماله.
__________________
الإستشارة والإستخارة
كان من دأب النبي صلىاللهعليهوآله والعترة الطاهرة ـ أن
يستشيروا في مهامّ الأمور مع أنهم أكمل الخلق وأفضلهم وأعلمهم وليس هذا إلاّ للعمل بقول الله عزوجل في كتابه الكريم حيث يقول :
وَأَمْرُهُمْ
شُورَى بَيْنَهُمْ وقوله :
وَشَاوِرْهُمْ
فِي الأَمْرِ .
فإن قيل كيف يأمر الله نبيه صلىاللهعليهوآله بالمشورة مع أنه
أكمل الخلق بإتفاق أهل الملّة وأحسنهم رأياً وأوفرهم عقلاً وأحكمهم تدبيراً ، وكان المواد بينه وبين الله تعالى متصلة ، والملائكة تتواتر عليه والوحى ينزل ؟
قلنا : إن ذلك كان على وجه التطيب لنفوس
أصحابه والتآلف لهم __________________
والرفع من أقدارهم ،
وليقتدى به أمته في المشاورة ولا يرونها نقصاً وعيباً لهم وليمتحنهم ويتميّز الناصح من الغاش إلى غير ذلك من الأمور.
وكان النّبي أيضاً يستشير أصحابه في بعض حروبه كغزوة بدر وأحد والأحزاب وغيره.
واستشار الإمام أمير المؤمنين أصحابه في
المسير إلى صفين واستشار الرضا عليهالسلام
بعض خدمه كما روي عنه أنّه ربما شاور الأسود من سودانه ، فقيل له تشاور مثل هذا ؟
فقال : إن شاء الله تبارك وتعالى ربما
فتح على لسانه ...
واستشار الإمام علي عليهالسلام ، عقيلاً في
الزّواج بامرأة ولدته الشجعان فأشار إليه بفاطمة بنت حزام الكلابية.
فقال له أبغني إمرأة قد ولدتها الفحولة
من العرب لأتزوّجها فتلد لي غلاماً فراساً.
فقال له : أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن
خالد الكلابية فإنّه ليس في العرب أشجع من أباءها ولا أفرس.
وقد مرّ عليك إنّ رجلاً إستشار الحسين عليهالسلام في تزويج إمرأة
فنهاه الإمام ولكن خلف الحسين في ذلك فافتقر.
وهكذا استشار الكرخي الصادق عليهالسلام فأجابه بما قرأته
سابقاً.
__________________
المشورة
للزواج
تلخص ممّا سبق أنّ المشورة أمر مهمّ
جداً وبظل المشورة تكتمل عقول الرجال وتتبيّن الخفيات ومنها الشور في أمر الزواج. فإن قيل نحن لا ننكر أهميّة المشورة ولكن مع من نستشير ...؟!
قلنا : الروايات في هذا المجال بكثرة.
فإنّنا أمرنا بالإستشارة مع الرجال ذوي العقول والرأي ، ومع من إسمه محمد. ونهينا أيضاً من المشورة مع الفاسق الفاجر والجبان والحريص والبخيل وغير الورع فإن مضارّ إستشارتهم أكثر من منفعتها.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما من قوم كانت
لهم مشورة فحضر معهم من إسمه محمد أو حامد أو محمود أو أحمد فأدخلوه في مشورتهم إلاّ خيّر لهم.
وقال الصادق عليهالسلام : إستشر العاقل من
الرجال الورع فإنّه لا يأمر إلا بخير وإياك الخلاف فإنّ خلاف الورع العاقل مفسدة في الدين والدنيا.
وقال الصادق عليهالسلام إن المشورة لا يكون
إلا بحدودها فمن عرف بحدودها وإلا كانت مضرّتها على المستشير أكثر من منفعتها له ؛
فأوّلها
: أن يكون الذي يشاوره عاقلاً.
__________________
والثّانية
: أن يكون حراً متديّناً.
والثّالثة
: أن يكون صديقاً مواخياً.
والرابعة
: أن تطلعه على سرّك ، فيكون علمه به ،
كعلمك بنفسك ، ثم يستر ذلك ويكتمه. فإنّه إذا كان عاقلاً إنتفعت بمشورته ، وإذا كان حراً متديناً جهد نفسه في النصيحة لك ، وإذا كان صديقاً مواخياً كتم سرّك إذا أطلعته عليه ، وإذا أطلعته على سرك فكان علمه به كعلمك ، تمت المشورة وكملت النصيحة ...
الإستخارة
قبل الإستشارة
وليبدأ قبل المشورة بالإستخارة أي طلب
الخيرة من الله لأنّه العالم بالأسرار والخفايا. فعن الصادق عليهالسلام
: إذا أراد أحدكم أمراً فلا يشاور فيه أحداً حتى يبدأ فيشاور الله عزّوجل.
فقيل له ما مشاورة الله عزوجل.
قال يستخير الله فيه أولاً ثم يشاور فيه
، فإنّه إذا بدأ بالله أجرى الله تعالى له الخير على لسان من شاء من الخلق.
وعنه عليهالسلام
قال : يقول الله عزوجل من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال ولا يستخيرني.
__________________
وأما طريق الإستخارة فكثيرة وأشار إليها
المجلسي وغيره في كتبهم ، ونشير إلى بعضها ونحيل الباقي إلى هذه الكتب.
فمنها ما سئل عن الصادق فقال : إستخر
الله عزّوجل في آخر ركعة من صلاة الليل وأنت ساجد مأة مرة ومرة.
قال الراوي : قلت كيف أقول.
قال : تقول أستخير الله برحمته ، أستخير
الله برحمته.
وعنه أيضاً : أنه يسجد عقيب المكتوبة
ويقول اللهمّ خر لي مأة مرة ثم يتوسل بالنبي والأئمة عليهم السلام ويصلّي عليهم ويستشفع بهم وينظر ما يلهمه الله فيفعل فإنّ ذلك من الله تعالى.
* * *
__________________
الخطبة والإختيار
إنّ من موارد المهمّة التي لا بأس
بمراعاة ذلك هو الخطبة من ناحية الزّوج والإختيار من ناحية الزّوجة.
فإذا أراد الشّاب الزّواج مع بنت
فليخطبها وليظهر الرغبة في الزّواج معها ، كما هو المتعارف في زماننا هذا ، وهكذا في الأزمنة المتقدمة ومنها في عصر الرسالة فإنّ هذه العمليّة أوقع في نفس الزّوجة ولها أن تدرس الموضوع أوّلاً ثم تستخبر وتستشير وفي النهاية تختار أو تردّ من دون أي ضغط وإصرار من قبل الأب أو الأم أو غيرهما.
لأنّ الإسلام قد أبطل الأفكار الجاهلية
من سلب إختيار البنت في مسئلة الزّواج بل فسح لها المجال في هذه المسئلة بالذات ولم يضغط عليها على قبول من لا ترغب في الزّواج معه.
وقد تكررت هذه المسئلة عند ما خطبوا
الزهراء من النّبي صلىاللهعليهوآله
فكان يردّهم إثر ردّ الزهراء هذه الخطبة.
الزهراء
تختار علياً
روى الطوسي في الأمالي عن الضحاك بن
مزاحم قال : سمعت علي بن أبي طالب عليهالسلام
يقول وذكر حديث تزويج فاطمة عليهاالسلام
وأنه طلبها من رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : يا علي إنّه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها ، ولكن على رسلك حتى أخرج اليها ، فدخل عليها ، فأخبرها وقال : إنّ علياً قد ذكر من أمرك شيئا فما ترين ؟
فسكتت ولم تولّ وجهها ولم ير فيه رسول
الله كراهة ، فقام وهو يقول : الله أكبر سكوتها إقرارها ...
إختيار
شهر بانويه الحسين عليهالسلام
ويدلّ عليه أيضاً ما عمله الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام
في أسرى الفرس من أمرهنّ بالإختيار في الزّواج بأحد من المسلمين كما رواه لنا الطبري في تاريخه أنّه : لمّا ورد سبي فرس إلى المدينة أراد عمر بيع النساء وأن يجعل الرجال عبيداً.
فقال له علي عليهالسلام : إنّ رسول الله
قال : أكرموا كريم كلّ قوم.
__________________
فقال عمر : قد سمعته يقول : إذا أتاكم
كريم كلّ قوم فأكرموه وإن خالفكم.
فقال علي عليهالسلام
هؤلاء قد ألقوا إليكم السّلام ورغبوا في الإسلام ولا بد من أن يكون لهم فيه ذرّيّة ، وأنا أشهدكم أني قد أعتقت نصيبي منهم لوجه الله تعالى.
فقال جميع بني هاشم : قد وهبنا حقنا لك
يا أخا رسول الله.
فقال : اللهمّ اشهد أنّهم قد وهبوا إليّ
حقهم وقبلته ، وأشهدك أنّي أعتقتهم لوجهك.
فقال المهاجرون والأنصار : قد وهبنا
حقنا لك.
فقال عمر : لم نقضت على عزمي في الأعاجم
وما الذي رغبك عن رأيي فيهم ، فأعاد عليه ما قاله رسول الله صلىاللهعليهوآله
في إكرام الكرماء.
فقال عمر : قد وهبت الله لك يا أبالحسن
ما يخصّني وساير ما لم يوهب لك.
فقال علي عليهالسلام
: أللهمّ اشهد على ما قالوا وعلى عتقي إيّاهم.
فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : هؤلاء لا يكرهن
على ذلك ولكن يخيّرن ، فما اخترنه عمل به. فأشار إلى شهر بانويه بنت كسرى فخيرت وخوطبت من وراء الحجاب والجميع حضور ، فقيل لها : من تختارين ، وهل أنت ممن تريدين بعلاً ؟
فسكتت. فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام قد أرادت وبقي
الإختيار.
فقال عمر : وما علمك بإرادتها البعل ؟
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان إذا أتته كريمة
قوم لا وليّ لها وقد خطبت ، يأمر أن يقال لها : أنت راضية بالبعل ؟
فان استحيت وسكتت ، جعلت إذنها صماته
وأمر بتزويجها ، وإن قالت : لا لم تكره على ما تختاره. وإنّ شهربانويه أريت الخطاب ، فأومأت بيدها واختارت الحسين بن علي عليهالسلام
فأعيد القول عليها في التخيير ، فأشارت بيدها وقالت بلغتها : هذا ان كنت مخيّرة وجعلت علياً عليهالسلام
وليّها ...
* * *
__________________
جواز النظر إلى الخطيبة
ومن الموارد التي يجوز للزوج أن يقدم
على ذلك قبل العقد ، هو النظر إلى المرأة التي يريد أن يتزوّجها فمن حقه أن يراها بل يستحب له النظر كما ادعاه الفيض الكاشاني ناقلاً عن الغزالي قائلاً ولذلك استحبّ النظر قبل العقد.
ثم نقل عن الغزالي قوله : وكان بعض
الورعين لا ينكحون كرائمهم إلاّ بعد النظر إحترازاً من الغرور. وقال الأعمش : كل تزويج يقع على غير نظر فآخره همّ وغمّ ومعلوم أنّ النظر لا يعرف الخلق والدين والمال وإنّما يعرف الجمال والقبح ، والغرور يقع في الجمال والخلق جميعاً فيستحبّ إزالة الغرور في الجمال بالنّظر وفي الخلق بالوصف والإستيصاف فينبغي أن يقدم ذلك على النكاح ...
__________________
ومّما يدل على جواز النّظر لمن يريد
الزّواج بإمرأة ما أفرده لنا الحرّ العاملي في وسائل الشيعة بباب مستقل وقد جمع فيه ثلاثة عشر حديثاً عن علي والباقر والصادق عليهمالسلام
حيث أجازوا النظر إلى وجهها ويديها وشعرها ومحاسنها ، قاعدة وقائمة ، وأن يتأمّلها بغير تلذّذ وإليك بعضها رعاية للإختصار :
الف.
روى الكليني بسنده عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عن الرّجل يريد أن يتزوّج المرأة أينظر إليها ؟
قال : نعم ، إنّما يشتريها بأغلي الثّمن.
ب.
وعن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : لا بأس بأن ينظر إلى وجهها ومعاصمها إذا أراد أن يتزوّجها.
ج.
وعن الحسن بن السرّي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام
: الرجل يريد أن يتزوّج المرأة يتأمّلها ، وينظر إلى خلفها وإلى وجهها ؟
قال : نعم ، لا بأس ينظر الرّجل إلى
المرأة إذا أراد أن يتزوّجها ينظر إلى خلفها وإلى وجهها.
د.
وعن يونس بن يعقوب قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام
عن الرجل يريد أن يتزوّج المرأة وأحبّ أن ينظر إليها.
قال : تحتجز ، ثم لتعقد وليدخل فلينظر.
__________________
قال : قلت : تقوم حتى ينظر إليها ؟
قال : نعم.
قلت : فتمشي بين يديه ؟
قال : ما أحبّ أن تفعل.
ه.
وعن الصادق عليهالسلام
أيضاً قال : لا بأس بأن ينظر إلى وجهها ومعاصمها إذا أراد أن يتزوّجها.
فتحصّل من جميع ما ورد عنهم عليهمالسلام أنّهم أجازوا للّذي
يريد الزّواج أن ينظر إلى الخطيبة بشرط عدم الريبة.
* * *
__________________
حضور أكابر القوم في مجلس الخطبة
ومن أهم موارد السعي للزواج بين الشابين
المؤمنين هو الحضور فى مجلس الخطبة ، فهذا العمل من أكابر الاسرة أو من شخصية كبيرة محترمة ، له آثار ونتايج ايجابية حيث يعظم في عين الزّوج والزّوجة ، ويهتم الشاب فيما بعد بالتزامه بشؤون الزّوجية وتطمئنّ الزّوجة بهذا الحضور من نجاح هذا الزّواج في المستقبل. وقد صدر هذا الأمر من الإمامين الهمامين الرضا والهادي عليهما السلام وقبلهما من سيدنا أبي طالب رحمه الله.
١.حضور
الامام الرضا عليهالسلام
حضر الرضا عليهالسلام
لرغبة بعض من دعاه في الحضور في مجلس الخطبة والعقد تبركاً بقدومه ، فخطب عليهالسلام
خطبته المعروفة وعرف الشاب في ذلك المجلس ، بكمال عقله وفضله وصلاحه.
قال الطبرسي في المكارم : ويستحب أن
تخطب بخطبة الرضا عليهالسلام
تبرّكاً لأنها جامعة في معناها ، وهي :
ألحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه ،
وافتتح بالحمد كتابته ، وجعل الحمد أول محل نعمته ، وأخر جزاء أهل طاعته وصلى الله على محمد خير البريّة ، وعلى آله أئمة الرحمة ومعادن الحكمة ، و الحمد لله الذي كان في بيانه الصادق وكتابه الناطق ، أن من أحق الأسباب بالصلة وأولى الامور بالتقدمة ، سبباً أوجب نسباً ، وأمراً أعقب غنى ، فقال جل ثناوه : وهو
الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربّك قديراً وقال جل ثناوه : وأنكحوا الأيامى منكم
والصالحين من عبادكم وإمائكم وإن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم
ولو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية منزلة ولا سنة متبعة ، لكان ما جعل الله فيه من بر القريب وتألف البعيد ، ما رغب فيه العاقل اللبيب ، وسارع اليه الموفق المصيب ، فأولى الناس بالله من اتّبع أمره ، وأنفذ حكمه ، وأمضى قضاءه ، ورجا جزاءه ، ونحن نسأل الله تعالى أن يعزم لنا ولكم على أوفق الامور.
ثم إنّ فلان ، من قد عرفتم مروءته وعقله
وصلاحه ونيته وفضله ، وقد أحبّ شركتكم ، وخطب كريمتكم فلانة ، وبذل لها من الصداق كذا فشفّعوا شافعكم وانكحوا خاطبكم ، في يسر غير عسر ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
__________________
٢.
حضور الإمام الهادي عليهالسلام
طلب أحد الشباب أو أبيه من الإمام
الهادي عليهالسلام
للحضور في مجلس الخطبة ليشفع لهم في زواج الخاطب ، فلبىّ الإمام عليهالسلام دعوتهم وحضر المجلس معهم وخطب فيهم وطلب منهم أن يزوّجوا إبنتهم بعد أن أشار إلى محاسن ذلك الشاب. وأما الخطبة فرواها الكليني في الكافي عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عبدالعظيم بن عبدالله قال : سمعت أبا الحسن يخطب بهذه الخطبة : ألحمدلله العالم بما هو كائن من قبل أن يدين له من خلقه دائن فاطر السموات والأرض ، مؤلف الأسباب بما جرت به الأقلام ومضت به الأحتام من سابق علمه ومقدر حكمه ، أحمده على نعمه ، وأعوذ به من نقمه ، وأستهدي الله الهدى ، وأعوذ به من الضلالة والرّدى ، من يهده الله فقد اهتدى ، وسلك الطريقة المثلى وغنم الغنيمة العظمى ، ومن يضلّ الله فقد حار عن الهدى وهو إلى الردى.
أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك
له ، وأن محمداً عبده ورسوله المصطفى ، ووليه المرتضى وبعيثه بالهدى ، أرسله على حين فترة من الرسل واختلاف من الملل وانقطاع من السبل ودروس من الحكمة وطموس من أعلام الهدى والبينات ، فبلّغ رسالة ربّه ، وصدع بأمره ، وأدىّ الحق الذي عليه وتوفي فقيداً محموداً صلىاللهعليهوآله.
ثم إن هذه الامور كلّها بيد الله إلى
أسبابها ومقاديرها فأمر الله يجرى إلى قدره وقدره يجرى إلى أجله وأجله يجري إلى كتابه
ولكل أجل كتاب يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده امّ الكتاب أمّا بعد فإن الله جل وعزّ جعل الصهر مألفه للقلوب ونسبة المنسوب أوشج به الأرحام وجعله رأفة ورحمة إن في ذلك لآيات للعالمين ؛ وقال في محكم كتابه : وهو الذي
خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً
وقال : وأنكحوا
الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم
وإن فلان بن فلان ممّن قد عرفتم منصبه في الحسب ومذهبه في الأدب ، وقد رغب في مشاركتكم وأحبّ مصاهرتكم ، وأتاكم خاطباً فتاتكم فلانه بنت فلان وقد بذل لها من الصداق كذا وكذا ، العاجل منه كذا والآجل منه كذا ، فشفعّوا شافعنا وأنكحوا خاطبنا وردّوا ردّا جميلاً وقولوا قولاً حسناً ، وأستغفرالله لي ولكم ولجميع المسلمين.
٣.
حضور أبي طالب في مجلس الخطبة
وعن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام قال : صلىاللهعليهوآله لما أراد رسول الله
صلىاللهعليهوآله
أن يتزوّج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على ورقة بن نوفل عم خديجة.
فابتدء أبوطالب بالكلام ، فقال : ألحمد
لرب هذا البيت الذي جعلنا من زرع ابراهيم وذريّة اسماعيل ، وأنزلنا حرماً آمناً ، وجعلنا الحكّام على الناس وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه.
ثم إن ابن أخي هذا يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله ممن لا يوزن برجل
من __________________
قريش الاّ رجّح به ،
ولا يقاس به رجل الاّ عظم عنه ولا عدل له في الخلق وإن كان مقلاً في المال ، فإنّ المال رفد جار وظلّ نزائل ، وله في خديجة رغبة ولقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها والمهر عني في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله وله وربّ هذا البيت حظ عظيم ودين شايع ورأي كامل.
ثم سكت أبو طالب فتكم عمها وتلجلج وقصر
عن جواب أبي طالب وأدركه القطع والبهر ، وكان رجلاً من القسّيسين.
فقالت خديجة مبتدئة : يا عماه إنّك وإن
كنت أولى بنفسي مني في الشهود ، فلست أولى بي من نفسي ، قد زوّجتك يا محمد نفسي مني والمهر على في مالي فأمر عمك فلينحر ناقة فليولم بها وادخل على أهلك.
فقال أبوطالب : إشهدوا عليها بقولها
محمداً صلىاللهعليهوآله
وضمانها المهر في مالها.
فقال بعض قريش يا عجباه المهر على
النساء للرجال. فغضب أبو طالب غضباً شديداً وقام على قديمه وكان ممن يهابه الرجال ويكره غضبه.
فقال : إذا كانوا مثل ابن اخي هذا طلبت
الرجال بأغلى الثمن وأعظم المهر ، وإذا كانوا أمثالكم لم يزوّجوا إلاّ بالمهر الغالى.
ونحر أبوطالب ناقة ودخل رسول الله صلىاللهعليهوآله بأهله.
فقال رجل يقال له أبوعبد الله بن غنم :
|
هنيئاً مريئاً يا خديجة قد جرت
|
|
|
|
لك الطير فيما كان منك بأسعد
|
|
تزوجت من خير البريّة كلها
|
|
|
|
ومن ذا الذي في الناس مثل محمد
|
|
وبشر به البرّان عيسى بن مريم
|
|
|
|
وموسى بن عمران فيا قرب موعد
|
|
أقرّت به الكتاب قدماً بأنه
|
|
|
|
رسول من البطحاء هاد ومهتد
|
| |
|
|
* * *
__________________
قراءة الخطبة قبل العقد
ومن السنن المستحبة الأكيدة قبل العقد ،
قرائة خطبة تشتمل على الحثّ على الزوّاج وعلى سنّة النبيّ الكريم. كما ورد عنه أنه قال : كل نكاح لا خطبة فيه ، فهو كاليد الجذّاء
والذي يتعهد قراءتها إمّا الزّوج الخاطب وإمّا العاقد وإمّا أحد الجلساء من كبار السن كما خطب حذيفة بن اليمان وكان يومئذ كبير القوم وكان حاضراً في المجلس الذي ادخل فيه سبي الفرس فأمره الإمام بالخطبة قبل العقد على شهربانويه ، فقال عليهالسلام
:اخطب يا حذيفه. فخطب وزوّجت من الحسين عليهالسلام.
فلاشك ان في
قراءة هذه الخطبة بركات ما لا يحصى عدّها.
ومنشأ هذا الإستحباب إمّا أمر النبي صلىاللهعليهوآله الامام علي عليهالسلام بقراءة __________________
الخطبة أو خطبته صلىاللهعليهوآله قبل عقد فاطمة أو
خطبة الإمام الرضا عليهالسلام
أو خطبة الجواد عليهالسلام
قبل العقد على ام الفضل إبنة المأمون.
ويستحب أيضاً قراءة خطبة الرضا عليهالسلام قبل العقد كما ورد
ذلك وإليك بعض الخطب الواردة وعليك التأمل فيما ورد :
خطبة
النبي صلىاللهعليهوآله قبل عقد فاطمة عليهاالسلام
نقل ابن الصباغ المالكي عن الشيخ أبي
على ، الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان بسنده عن أنس ، قال : كنت عند رسول الله صلىاللهعليهوآله فغشيه الوحي ، فلما أفاق قال لي يا أنس أتدري ما جائني به جبرئيل من صاحب العرش جلّ وعلا ؟
قلت بأبي أنت وامي ما جاءك به جبرئيل ؟
قال : قال لي : إن الله تبارك وتعالى
يأمرك أن تزوّج فاطمة من علي عليهالسلام
فانطلق فادع لي أبابكر وعمر وطلحة والزبير وبعدتهم من الأنصار.
قال : فانطلقت فدعوتهم ، فلما أخذوا
مجالسهم ، قال رسول الله :
ألحمد لله المحمود بنعمته المعبود
بقدرته المطاع بسلطانه ، الموهوب إليه من عذابه النافذ أمره وأرضه في سماءه ، الذي خلق الخلق بقدرته وميّزهم بأحكامه وأعزّهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد صلىاللهعليهوآله
، إن الله جعل المصاهرة نسباً لاحقاً وأمراً مفترضاً وحكماً عدلاً وخيراً جامعاً ، وشج بها الأرحام وألزمها الأنام ، فقال عزّ وجلّ :
وهو
الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً
، وأمر الله يجري إلى قضائه وقضاؤه يجري إلى قدره ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل كتاب : يمحو الله
ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب
، ثم إن الله أمرني أن أزوّج فاطمة من علي وأشهدكم أني زوّجت فاطمة من عليّ على أربعمائة مثقال فضّة إن رضى بذلك على السنّة القائمة والفريضة الواجبة ، فجمع الله شملهما وأطاب نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمناء الأمة. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ... .
خطبة
إلامام علي عليهالسلام بأمر النبي صلىاللهعليهوآله
قال الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره
: ثم جلس النبي صلىاللهعليهوآله
وقال : يا علي قم واخطب لنفسك ، فقام أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، وخطب بهذه الخطبة : ألحمد لله الذي قرب من حامديه ، ودنا من سائليه ، ووعد الجنة من يتقيه ، وأنذر بالناس من يعصيه ، نحمده على قديم أحسانه وأياديه ، حمد من يعلم أنه خالقه وباريه ، ومميته ومحييه ، وسائله عن مساويه ، ونستعينه ونستهديه ، ونؤمن به ونستكفيه ، ونشهد ان لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، شهادة تبلغه وترضيه ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، صلاة تزلفه وتجليه ، وترفعه وتصطفيه ، إنّ خير ما أفتتح به وأختتم قول الله تعالى : وأنكحوا الأيامى منكم والصّالحين من عبادكم وإمائكم ...
__________________
ثم قال : وهذا رسول الله زوّجني إبنته
على خمسمائة درهم وقد رضيت فاسألوه واشهدوا.
خطبة
الإمام الجواد عليهالسلام
روى الطبرسي في الإحتجاج في زواج الإمام
الجواد عليهالسلام
: ثم أقبل ـ المأمون ـ إلى أبي جعفر ، فقال له : أتخطب يا أبا جعفر ؟ قال : نعم يا أميرالمؤمنين. فقال له : أتخطب لنفسك جعلت فداك ، فقد رضيتك لنفسي وأنا مزوّجك ام الفضل إبنتي وان رغم أنوف قوم لذلك.
فقال أبوجعفر : ألحمد لله إقراراً
بنعمته ، ولا إله إلاّ الله إخلاصاً لوحدانيّته ، وصلى الله على سيد بريّته ، والأصفياء من عترته.
أمّا بعد ، فقد كان من فضل الله على
الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام فقال سبحانه : وأنكحوا
الأيامى منكم والصّالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم
ثم إنّ محمد
بن علي بن موسى يخطب ام الفضل بنت عبد الله المأمون وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله
وهو خمسمائة درهم جياداً فهل زوّجته يا أميرالمؤمنين بها على هذا الصداق المذكور فقال المأمون : نعم قد زوجتك ياأباجعفر ام الفضل إبنتي على الصداق المذكور فهل قبل النكاح ؟ قال أبوجعفر عليهالسلام
: نعم قد قبلت ذلك ورضيت به.
__________________
تعيين المَهر والصداق
ويأتي دور المهر بعد قبول الزوجة ،
الزّواج مع الذي خطبها.
فبعد الكلام والحديث حول المهر ومقداره
، يتعهّد الزّوج ضمن العقد الشرعي ما اتفقا على ذلك قل أو كثر.
وبعد إجراء الصيغة الشرعية مبنياً على
المهر المعلوم ، يجعل الشرع المقدّس على ذمّة الزّوج وجوباً ذلك المهر الذي تعهّد به.
فلو قال وكيل الزّوجة لوكيل الزوج :
زوّجت موكّلتي موكّلك على الصّداق المعلوم ( وكان قدره مثلاً ألف دينار ) وقال وكيل الزّوج قبلت لموكّلي على الصّداق المعلوم إستقرّ على ذمة الزّوج المهر ووجب أن يؤدي ذلك متى طالبته زوجته.
هذا بالنسبة إلى أصل المهر وأما بالنسبة
إلى المقدار فلم يجبر الرجل على مقدار معيّن في الشريعة المقدسة ، بل هذا بحسب الإتفاق
بينهما قلّ أو كثر ويفهم من قوله تعالى :
وَإِنْ
أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا
مِنْهُ شَيْئاً أنّه لا حدّ للمهر من ناحية القلة ولا من ناحية الكثرة ، فإنه يصحّ أن يعقد عليها بتعليم سورة من سور القرآن أو يعطيها قنطاراً من الذّهب.
وجاء التأييد على ذلك من قبل الإمام
الصادق عليهالسلام
حيث يقول : الصداق كلّ شيء تراضى عليه الناس قلّ أو كثر.
وأجاب الكناني أيضاً حينما سئله عن
المهر ما هو ؟ قال عليهالسلام
: ما تراضى عليه الناس.
استحباب
تخفيف المهر
نعم فضل النبى الكريم بأن يكون مهم
المرأة ، أخف ما يكون والأفضل أن يكون كمهر بناته وأزواجه. كما روي عن الصادق عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : أفضل نساء اُمّتي أصبحهن وجهاً ، وأقلهن مهراً. وقال عليهالسلام
: من بركة المرأة خفة مؤنتها وتيسير ولدها ...
وقال الصدوق : وروى أن من بركة المرأة
قلة مهرها ومن شومها كثرة مهرها.
__________________
مقدار
مهر أزواج النبي
كان من سنة النبي صلىاللهعليهوآله أن يتزوّج ويزوّج
بناته بإثني عشر أوقية ونش وهو الذي يساوي خمسمأة درهم ويسمى بمهر السنة.
قال إبن خالد : قلت لأبى الحسن عليهالسلام جعلت فداك كيف صار
مهر النساء خمسمائة درهم ، إثنى عشرة أوقية ونش ؟
قال : إن الله تبارك وتعالى أوجب على
نفسه أن لا يكبره مؤمن مأة تكبيرة وسبحه مأة تسبيحة ويحمده مأة تمحيده ويهلله مأة تهليلة ويصلي على محمد وآله مأة مرة ثم يقول : أللهم زوجني من الحور العين إلا زوجه الله عز وجل ، فمن ثم جعل مهر النساء خمسمائة درهم وأيما مؤمن خطب إلى أخيه حرته وبذل له خمسمائة درهم فلم يزوجه فقد عقه واستحق من الله عزوجل أن لا يزوّجه حوراء.
وعن الصّادق عن أبيه عليهماالسلام قال : ما زوج رسول
الله شيئاً من بناته ولا تزوج شيئاً من نسائه على أكثر من إثنى عشر أوقية ونش ، يعنى نصف أوقية.
كيفية
دفع المهر
يجب أن يدفع الزوج كل المهر إلى الزّوجة
بعد أن بنى بها إن __________________
طالبته ، ولها أيضاً
أن تطالب بعض المهر لشراء ما تحتاجها إليه في البيت خصوصاً إذا تزوّج الرجل على صداق منه عاجل ومنه آجل. فلها أن تمتنع حتى يوفى العاجل من المهر إليها. بل لها الإمتناع حتى تأخذ كل المهر.
كما طلب النبى من الإمام أميرالمؤمنين عليهالسلام حين خطب منه فاطمة عليهاالسلام
أن يقدّم المهر كي يشتري بها ما تحتاجها فاطمة من لوازم المنزل.
روى علي بن عيسى الاربلي عن مجاهد ، عن
على عليهالسلام
قال ، خطبت فاطمة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال : فهل عندك من شيء تستحلّها به ؟
قلت : لا والله يا رسول الله.
فقال : ما فعلت بالدرع التى سلّحتكها ؟
فقلت : عندي ، والذي نفسي بيده إنّها
لحطميّة ما ثمنها أربعمائة درهم.
قال : قد زوّجتكها ، فابعث بها ، فإن
كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله عليهالسلام.
* * *
__________________
ليلة الزفاف
وردت عن النبي والمعصومين ، روايات
كثيرة تشير إلى مستحبات ومكروهات مؤكدة على من يريد أن يدخل على زوجته أن يراعى كل هذه التوصيات وإليك بعضها :
الف.
رعاية المستحبات
ويستجب للزوج مراعات بعض ما ورد في ليلة
الزفاف منها :
١. الوليمة
من المستحب المؤكد للذي يريد أن يدخل
بزوجته أن يولم لذلك كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: لا وليمة إلا في خمس ، في عرس أو خرس أو عذار ، أو وكار ، أو ركاز. فأما العرس التزويج والخرس النفاس
بالولد والعذار الختان ، والوكار الرجل يشتري الدار ، والركاز الذي يقدم من مكه.
وكما قال : إن من سنن المرسلين الإطعام
عند التزويج.
ولم يكتفي النبي صلىاللهعليهوآله
بالحث پفقط بل أولم على نساءه منها زينب بنت جحش فإنه ذبح شاة وأطعم الناس الخبز واللحم.
وروي أنّه صلىاللهعليهوآله
لما تزوّج ميمونة بنت الحرث أولم عليها وأطعم الناس الحيس.
والوليمة كما قيل هي طعام العرس والولم
الحبل ، والوليمة مشتقة من ذلك لأن فيها الوصلة واجتماع الشمل.
والهدف من ذلك هو إجتماع جمع من المؤمنين لإظهار فرحهم والدعاء له ولزوجته بالخير والسعادة.
٢. التزويج بالليل
روى عن الإمام أبي الحسن الرضا عليهالسلام أنه قال : من
السنّة التزويج بالليل ، لأن الله جعل الليل سكناً والنساء إنّما هنّ سكن.
٣. إستحباب الوضوء لكلّ منهما
يستحب لكل من الزوجين في ليلة الزفاف أن
يكونا في حالة __________________
الوضوء والطهارة وأن
يصلي ويدعو بالماثور ، فإن ذلك خير له.
قال أبو بصير : سمعت رجلاً وهو يقول
لأبي جعفر عليهالسلام
: إني رجل قد أسننت ، وقد تزوجت إمرأة بكراً صغيرة ولم أدخل بها وأنا أخاف إذا دخلت عليّ فرأتني أن تكرهني لخضابي وكبري.
فقال أبو جعفر عليهالسلام إذا دخلت فمرهم قبل
أن تصل اليك أن تكون متوضية ، ثم أنت لا تصلّ إليها حتى توضأ وصلّ ركعتين ، ثم مجّد الله وصلّ على محمد ، ثم ادع الله ومر من معها أن يؤمنوا على دعائك وقل : اللّهم الرزقني إلفها وودها ورضاها ، وارضني بها ، واجمع بيننا بأحسن اجتماع وانس ايتلاف ، فإنّك تحبّ الحلال وتكره الحرام.
٤. الإبتهال إلى الله
وعن علي بن إبراهيم بسنده عن أبي بصير
عن أبى عبدالله عليهالسلام
قال : إذا دخلت بأهلك فخذ بناصيتها واستقبل القبلة وقل :
« أللهم بأمانتك أخذتها وبكلماتك
استحللتها فإن قضيت لي منها ولداً فاجعله مباركاً تقياً من شيعة آل محمد ولا تجعل للشيطان فيه شريكاً ولا نصيباً ».
٥. وصية النبي لعلي
روى الصدوق في الفقيه باسناده عن أبي
سعيد الخدري قال : __________________
أوصى رسول الله صلىاللهعليهوآله علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : يا علي إذا
دخلت العروس بيتك ، فاخلع خفّيها حين تجلس واغتسل رجليها وصّب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك ، فأنك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين ألف لون من الفقر ، وأدخل فيها سبعين ألف لون من البركة ، وأنزل عليك سبعين ألف رحمة ترفرف على رأس العروس حتى تنال بركتها كل زاوية في بيتك ، وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص أن يصيبها ما دامت في تلك الدار.
ب.
إجتناب المكروهات
١. الدخول والقمر في العقرب
نهى الصادق عليهالسلام من دخول الرجل
بإمرأته والقمر في العقرب وفي محاق الشهر وعللّ ذلك بأنّه لم ير الحسنى أو لم يسلم الولد من السقط. فقال : من تزوّج إمرأة والقمر في العقرب لم ير الحسنى.
وفي العيون والعلل بسنده عن علي بن محمد
العسكري عليهالسلام
عن آباءه في حديث قال : من تزوّج والقمر في العقرب لم ير الحسنى. وقال : من تزوّج في محاق الشهر ، فليسلم لسقط الولد.
٢. الدخول في ساعة حارة
عقد الحر العاملي في كتابه باباً ، حول
كراهة التزويج في ساعة __________________
حارة ، وإن لم يحرم
عليه ذلك. فروى عن ضريس بن عبد الملك قال : بلغ أبا جعفر عليهالسلام
أن رجلاً تزوّج في ساعة حارة عند نصف النهار ، فقال أبو جعفر عليهالسلام
: ما أراهما يتّفقان فافترقا.
وروي عن زرارة عن أبي جعفر أيضاً : أنّه
أراد أن يتزوّج إمرأة فكره ذلك أبوه.
قال : فمضيت فتزوّجتها حتى إذا كان بعد
ذلك زرتها فنظرت فلم أر ما يعجبني ، فقمت أنصرف ، فبادرتني القيمة الباب لتغلقه عليّ. فقلت : لا تغلقيه ، لك الذي تريدين ، فلما رجعت إلى أبي أخبرته بالأمر كيف كان.
فقال : يا بني إنه ليس عليك إلاّ نصف
المهر ، وقال : أنت تزوّجتها في ساعة حارة.
٣. الدخول ليلة الأربعاء
روى الكليني بسنده عن عبيد بن زرارة
وأبي العباس قالا : قال أبو عبد الله عليهالسلام
ليس للرجل أن يدخل بإمرأته ليلة الأربعاء.
* * *
__________________
طلب الولد
حرّض النّبي الكريم والعترة الطاهرة عليهم
السلام ، الشاب المتزوّج أن يطلب الولد ، لأنّه زينة الحياة الدنيا ، وقرة عين له وعضده وريحانته في الدنيا.
فلذلك نقرأ في القرآن الكريم إن زكريّا
طلب من الله جل وعلا أن يرزقه ولداً ولا يجعله فرداً. فاستجاب الله دعاءه ، فوهب له يحيى ، فقال عزّ من قائل : وزكرّيا
إذ نادى ربّه ربّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين ، فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين.
فلمّا كان الولد الصالح هو السعادة
الأبديّة للإنسان في الدنيا __________________
والآخرة ، استحب
طلبه من الله جل وعلا ، وإن كان فقيراً لا مال له ، فالله هو رازقهم. وإليك بعض الروايات كما نقلها الحر العاملي في الوسائل :
١. وعن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن
عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إنّ فلاناً ـ رجل سماه ـ قال : إنّي كنت زاهداً في الولد ، حتى وقفت بعرفة ، فإذا إلى جنبي غلام شاب يدعو ويبكي ويقول : يا ربّ والدي والدي ، فرغّبني في الولد حين سمعت ذلك.
٢. وعن ابن مسكان عن بعض أصحابه قال :
قال علي بن الحسين عليهالسلام
: من سعادة الرجل أن يكون له ولد يستعين بهم.
٣. قال الصدوق : وروي أنّ من مات بلا
خلف فكأن لم يكن في الناس ، ومن مات وله خلف فكأنّه لم يمت.
٤. وعن الكليني بسنده عن بكر بن صالح ،
قال : كتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام
إنّي اجتنبت طلب الولد منذ خمس سنين ، وذلك أنّ أهلي كرهت ذلك ، وقالت : إنّه يشتد عليّ تربيتهم لقلّة الشيء ، فما ترى ؟
فكتبت إليّ : اطلب الولد فإنّ الله يرزقهم.
__________________
٥. وعن الرواندي عن علي بن إبراهيم عن
أبيه ، عن عيسى بن صبيح ، قال : دخل العسكري عليهالسلام
علينا الحبس وكنت به عارفاً.
فقال لي : لك خمس وستون سنة وشهر ويومان
، وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي وإنّي نظرت فيه فكان كما قال.
ثم قال : هل رزقت من ولد ؟ قلت : لا.
قال اللّهمّ ارزقه ولداً يكون له عضداً
، فنعم العضد الولد. ثم قال :
|
من كان ذا ولد يدرك ضلامته
|
|
إنّ الذليل الذي ليس له ولد
|
لا
فرق بين الإبن والبنت
إنّ من أخبث عادات الجاهلية التي تركت
آثاراً سيئة في نفوس بعض المسلمين ، هو إكرام الإبن وإكراه البنت. حتى أنّ بعضهم كان يغضب شديداً ويسوّد وجهه حينما كان يسمع بولادة بنت له.
فنهاهم النبي عن ذلك وبيّن لهم أنّه لا
فرق بين الأولاد ، ذكراً كان أم أنثى ، فكلاهما رزق من الله وكلاهما ريحانة. إذاً فلماذا نفرّق بينهما ونثير العداوة والبغضاء.
لاتدرون
أيّهم أقرب لكم نفعاً
روى الكليني بسنده عن إبراهيم الكرخي عن
ثقة حدثه من __________________
أصحابنا ، قال
تزوّجت بالمدينة ، فقال لي أبوعبدالله عليهالسلام
: كيف رأيت ؟
فقلت : ما أرى رجل من خير في امرأة إلاّ
وقد رأيته فيها ، ولكن خانتنى. فقال : وما هو ؟
قلت :ولدت لي جارية.
فقال : لعلّك كرهتها ، إنّ الله عزّوجل
يقول : آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً.
الأرض تقلّها والسماء تظلّها.
وعنه بسنده عن حمزة بن حمران رفعه قال :
أتى رجل وهو عند النبي صلىاللهعليهوآله
فأخبر بمولود أصابه ، فتغيّر وجه الرجل ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : ما لك ؟ فقال : خير.
فقال : قل.
قال : خرجت والمرأة تمخض فأخبرت أنها
ولدت جارية.
فقال النبي صلىاللهعليهوآله : الأرض تقلّها
والسماء ، تظلّها والله يرزقها ، وهي ريحانة تشمها ...
أختار
لك أو تختار لنفسك
وعنه بسنده عن الحسين بن سعيد اللحمي ،
قال : ولد لرجل من __________________
أصحابنا جارية فدخل
على أبي عبدالله عليهالسلام
فرآه متسخّطاً ، فقال له : أرأيت لو أن الله أوحى إليك أن أختار لك أو تحتار لنفسك ، ما كنت تقول ؟
قال : كنت أقول : يارب تختار لي.
قال : فإنّ الله عزّوجل قد اختار لك. ثم
قال : إنّ الغلام الذي قتله العالم الذي كان مع موسى عليهالسلام
وهو قول الله عزوجل : فأردنا
أن يبدلهما ربّهما خيراً منه زكوة وأقرب رحماً
، أبدلهما الله عزّوجل به جارية ولدت سبعين نبياً.
مالكم
ريحانة أشمها
وعن الصدوق قال : بشّر النبي صلىاللهعليهوآله بإبنة فنظر إلى
وجوه أصحابه فرأى الكراهة فيهم ، فقال : مالكم ؟ ريحانة أشمها ورزقها على الله عزّوجل وكان صلىاللهعليهوآله
أبا بنات.
يا
سكوني ما غمّك ؟
وعن الكليني أيضاً بسنده عن السكوني قال
: دخلت على أبي عبدالله عليهالسلام
وأنا مغموم مكروب.
فقال لي : يا سكوني ما غمّك ؟
__________________
فقلت : ولدت لي إبنة.
فقال : يا سكوني على الأرض ثقلها وعلى
الله رزقها ، تعيش في غير أجلك ، وتأكل من غير رزقك. فسرى والله عنّي.
فقال : ما سمّيتها ؟
قلت : فاطمة.
قال : آه آه آه ، ثم وضع يده على جبهته
.. ثم قال : أما إذا سمّيتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها.
فالزّوج الموفق هو الذي يستقبل ما اختار
الله له ويشتدّ فرحه بذلك ويبتعد عن الأخلاق الجاهلية وليعتبر بما مر عليه من الأحاديث الإسلامية في حياته الزوجية ليهنأ بالعيش ، فإنّ البنت حسنة وهي حجاب له من النار في يوم الحساب ومن موجبات دخول الجنة.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من عال ثلاث بنات
أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة.
فقيل له : يا رسول الله وإثنتين ؟
فقال : وإثنتين.
فقيل : يا رسول الله وواحدة ؟
فقال : وواحدة.
__________________
وعن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوآله : قال من كنّ له
ثلاث بنات فصبر على لأواهن وضرائهن وسرائهن كن له حجاباً يوم القيامة.
وعن ابن فهد قال : قال عليهالسلام : من عال ثلاث بنات
أو مثلهنّ من الأخوات وصبر على لأوائهن حتى يبنّ إلى أزواجهن أو يمتن فيصرن إلى القبور كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ـ وأشار بالسبابة والوسطى. فقيل يا رسول الله وإثنتين ؟
قال : وإثنتين.
قيل : وواحدة ؟
قال : وواحدة.
مستحبات
أخرى لطلب الولد
أوصى العترة الطاهرة عليهمالسلام بوصايا أخرى إلى من
أراد الولد أو أبطأ عنه ، فمنها ما ورد في الدعاء بالمأثور ، ومنها الإستغفار والتسبيح قبل ذلك ، أو رفع الصوت بالأذان في المنزل ، أو تسمية الولد بمحمد أو علي قبل الولادة ومستحبات أخرى نشير إلى بعضها تتميماً للفائدة.
١. استحباب الدعاء بالمأثور
وعن أبي بصير ، قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام إذا أبطأ على أحدكم
__________________
الولد ، فليقل :
اللّهم لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين ، وحيداً وحشاً فيقصر شكري عن تفكري ، بل هب لي عاقبة صدق ذكوراً وإناثاً آنس بهم من الوحشة ، وأسكن إليهم من الوحدة ، وأشكرك عند تمام النعمة ، يا وهاب يا عظيم ، ثم اعطني في كل عافية شكراً حتى تبلغني منها رضوانك في صدق الحديث ، وأداء الأمانة ووفاء بالعهد.
٢. الاستغفار والتسبيح
قال الإمام زين العابدين عليهالسلام لبعض أصحابه ، قل
في طلب الولد : ربّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين واجعل لي من لدنك ولياً يرثنى في حياتي ويستغفر لي بعد موتي ، واجعله خلفاً سوياً ولا تجعل للشيطان فيه نصيباً ، أللّهم إنّي أستغفرك وأتوب إليك إنّك أنت الغفور الرّحيم. سبعين مرة ، فإنّه من أكثر من هذا القول رزقه الله ما تمنى من مال وولد من خير الدنيا والاخرة. فانه يقول : استغفروا ربكم إنّه كان غفّاراً * يرسل السّماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً
وعن الكليني بسنده ، قال : شكا الأبرش
الكليني إلى أبي جعفر عليهالسلام
أنه لا يولد له وقال له : علمني شيئاً فقال له : إستغفر الله في كل يوم وفي كل ليلة مائة مرة ، فإنّ الله عزّوجل يقول : إستغفروا ربّكم إنّه كان غفّاراً ...
__________________
وعنه بسنده عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام في حديث أنه علم حاجب هشام وكان لا يولد له. فقال له : قل كل يوم إذا أصبحت وأمسيت : سبحان الله سبعين مرة ، وتستغفر الله عشر مرات وتسبح تسع مرات وتختم العاشرة بالإستغفار ، يقول الله عزّوجل : إستغفروا ربكم إنّه كان غفّاراً يرسل عيكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهاراً.
فقال الحاجب : فرزق ذرية كثيرة وكان بعد
ذلك يصل أبا جعفر وأبا عبدالله عليهما السلام.
٣. رفع الصوت بالأذان في المنزل
وشكى هشام بن ابراهيم إلى أبي الحسن عليهالسلام سقمه وعدم الولد ، فأمره الإمام عليهالسلام
برفع الصوت بالأذان في المنزل.
قال : ففعلت فأذهب الله عني سقمي وكثر
ولدي.
٤. تسمية الولد بمحمّد أو علي
وعن محمد بن عمر في حديث أنه قال لأبي
الحسن عليهالسلام
: ولد لي غلام. فقال : سمّيته ؟
قلت : لا.
قال : سمّه علياً فإنّ أبي كان إذا
أبطأت عليه جارية من جواريه قال لها : يا فلانة إنوي علياً فلا تلبث أن تحمل فتلد غلاماً.
__________________
تكثير الاولاد
إنّ على الزوج الموفق أن لا يكتفى
بالولد الواحد فقط ، بل يستحب له أن يستمر في طلبه للأولاد ، ليكونوا له عزاً وفخراً وعضداً وزينة في الحياة الدنيا وليستعين بهم في أمر الاخرة.
ويفهم من النصوص الاتية المروية عن
النبي والعترة الطاهرة أن تكثير الأولاد أمر مستحب رغم صعوبة العيش وقلة المال.
فطلب من الرسول صلىاللهعليهوآله أن نزيد في الأولاد
ليزداد أمته. وقبل منا ذلك حتى ولو كان سقطاً ، ليباهى بهم الامم في يوم القيامة أمام سائر الامم.
كما جاء الترغيب بذلك ضمن الدعاء لبعض
الأصحاب أو في ذكر خواص بعض الاشياء. وإليك ما نقل عنهم.
كثرة
الولد عن لسان النبي والعترة
روى محمد بن مسلم أو غيره عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: تزوّجوا فإنى مكاثر بكم الامم غداً في القيامة حتى أن السقط يقف محبنطاءً على باب الجنة فيقال له : ادخل ، فيقول لا حتى يدخل أبواي قبلى.
وأضاف الشيخ الطوسي : فيقول الله تعالى لملك من الملائكة ائتنى بأبويه فيأمر بهما إلى الجنة ، فيقول هذا بفضل رحمتي.
وصدر أمره أيضاً بكثرة الولد كما نقله الصادق عليهالسلام
قال : أكثروا الولد ، اكاثر بكم الامم غداً.
وهكذا ورد عن لسان الباقر والصادق
والرضا والهادي والعسكري عليهمالسلام
ما يدل على ذلك وسنذكر أقوالهم ان شاء الله.
الدعاء
للاخرين بكثرة الولد
جاء في الصحيفة السجادية ضمن أدعية
الإمام السجاد عليهالسلام
الدعاء له ولأولاده ، بكثرة الولد حيث قال : اللّهم اشدد بهم عضدي وأقم بهم أودي ، وكثّر بهم عددي ، وزيّن بهم محضري ، وأحي بهم ذكري ... وهب لي من لدنك معهم أولاداً ذكوراً واجعل ذلك خيراً لي واجعلهم لي عوناً على ما سألتك وأعذني وذرّيتي من الشيطان الرجيم.
__________________
وورد إضافة على ذلك عن النبي صلىاللهعليهوآله والإمام الهادي
والعسكري الدعاء لبعض الأصحاب بكثرة المال والولد.
دعاء
النبي صلىاللهعليهوآله لانس بن مالك
روى القطب الراوندي في الخرائج : انه
دعا لأنس لما قالت امه ام سليم ادع له فهو خادمك.
فقال : اللّهم أكثر ماله وولده وبارك له
فيما أعطيته.
فقال أنس : أخبرني بعض ولدي أنّه دفن من
ولده أكثر من مائة.
دعاء
الامام الهادي للرجل الاصفهاني
قال المجلسي : حدث جماعة من أهل اصفهان
منهم أبوالعباس أحمد بن النضر وأبو جعفر محمد بن علويه قالوا : كان باصفهان رجل يقال له عبدالرحمن وكان شيعياً قيل له ما السبب الذي أوجب عليك القول بإمامة علي النقي دون غيره من أهل الزمان ؟
قال : شاهدت ما أوجب عليّ وعلى ذلك ،
أني كنت رجلاً فقيراً وكان لي لسان وجرأة ، فأخرجني أهل اصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلمين ، فكنّا بباب المتوكل يوماً إذ خرج الأمر بإحضار علي بن محمد بن الرضا عليهالسلام
، فقلت لبعض من حضر من هذا الرجل الذي قد اُمر بإحضاره ؟
__________________
فقيل هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته.
ثم قال : ويقدر أن المتوكل يحضره للقتل
، فقلت لا أبرح من ها هنا حتى أنظر إلى هذا الرجل ، أيّ رجل هو ؟
قال : فأقبل راكباً على فرس وقد قام
الناس يمنة الطريق ويسرها صفين ينظرون إليه ، فلما رأيته وقع حبّه في قلبي ، فجعلت أدعو في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل ، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابته لا ينظر يمنته ولا يسرة أنا دائم الدعاء ، فلمّا صار إليّ أقبل بوجهه إليّ وقال : إستجاب الله دعاءك وطوّل عمرك وكثّر مالك وولدك.
قال : فارتعدت ووقعت بين أصحابي ،
فسألوني وهم يقولون : ما شأنك ؟
فقلت خير. ولم أخبر بذلك ، فانصرفنا بعد
ذلك إلى أصفهان ، ففتح الله علي وجوهاً من المال حتى أنا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم ، سوى مالي خارج داري ، ورُزقت عشرة من الأولاد ، وقد بلغت الآن من عمري نيفاً وسبعين سنة وأنا أقول بإمامة الرجل الذي علم ما في قلبى واستجاب الله دعاءه فيّ.
دعاء
العسكري عليهالسلام لمحمد بن علي
روى القطب الراوندي عن محمد بن علي بن
إبراهيم الهمداني ، __________________
قال : كتبت إلى أبي
محمد عليهالسلام
أسأله التبرك بأن يدعو أن أرزق ولداً من بنت عم لي.
فوّقع : رزقك الله ذكراناً ، فولد لي
أربعة.
دعاء
الإمام عليهالسلام لمحمد بن أحمد
وعن الطوسي في الثاقب بسنده عن حمزة بن
محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام
قال : كان أبي يبكي بالثكل وضاق صدره ، فقال : لأقصدنّ هذا الذي يزعم الإماميّة أنّه إمام يعني الحسن بن علي عليهالسلام
فأكريت دابّة وارتحلت نحو سر من رأى فوافيتها وكان يوم ركوب الخليفة إلى الصيد ، فلما ركب الخليفة ركب معه الحسن بن علي عليهالسلام
فلما أظهروا واشتغل الخليفة باللهو وطلب الصيد إعتزل أبو محمد وألقى له غلام الغاشية فجلس عليها فجئت إلى خرابة بالقرب منه فشددت دابتي وقصدت نحوه ، فناداني يا أبا محمد لا تدن مني فإنّ علي عيوناً وأنت أيضاً خائف.
قال : فقلت في نفسي هذا أيضاً من مخاريق
الإمامية ما يدري ما حاجتي قال : فجائنى غلامه ومعه صرة فيها ثلاثمائة دينار فقال : يقول لك مولاي جئت تبكي بالثكل وأنا ادعو الله بقضاء حاجتك كثر الله ولدك وجعل فيكم أبراراً.
__________________
توصيات
أخرى لتكثير الأولاد
رغّب العترة الطاهرة بطرق شتى صريحة
وغير صريحة على تكثير الأولاد كأكل ما سقط من الخوان أو نقش ما شاء الله على الخاتم من عقيق ، أو أكل الهندباء وغير ذلك.
١. روى البرقي في المحاسن عن معاوية بن
وهب عن أبيه ، قال : أكلنا عند أبي عبد الله عليهالسلام
فلمّا رفع الخوان لفظ ما وقع ، فأكله ثم قال : إنّه ينفى الفقر ويكثر الولد.
٢. وعنه عليهالسلام
قال : من أراد أن يكثر ماله وولده ويوسّع رزقه عليه فليتخذ فصاً من عقيق ولينقش عليه ما شاء الله لا قوة إلاّ بالله ، إن ترن أنا أقل منك مالاً وولداً ويقرأ واستغفروا ربكم إنّه كان غفّاراً.
٣. وعن عمر بن أبي حسنة الجمال قال :
شكوت إلى أبي الحسن عليهالسلام
قلة الولد. فقال لي : إستغفر الله وكل البيض بالبصل.
٤. وعن الباقر عليهالسلام قال : من عدم الولد
فليأكل البيضة وليكثر منه فإنّه يكثر النسل.
٥. وعن الصادق عليهالسلام قال : من أحبّ أن
يكثر ماله وولده فليكثر الهندباء.
__________________
٦. وعن الرضا عليهالسلام قال : عليكم بأكل
بقلة الهندباء فإنها تزيد في المال والولد.
٧. وعن أبي بصير عن الصادق عليهالسلام قال : النهدباء
يقطر عليه قطرات من الجنة وهو يزيد في الولد.
* * *
__________________
التوسعة على العيال
وليعلم الزوج المؤمن أن عليه حقوقاً
واجبة ومستحبة تجاه الزّوجة.
فالواجبة منها : إعطاء النفقة ، وهذا
مما أمر الله في كتابه الكريم حيث يقول وَمَن
قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ
وقد بيّن
أئمتنا عليهمالسلام
حدود هذه النفقة الواجبة ، بما يقيم ظهرها ويشبع بطنها ، ويكسوها.
فروي عن أبى عبدالله عليهالسلام في قوله تعالى : ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله ، قال : إن أنفق
عليها ما يقيم ظهرها مع كسوة ، وإلاّ فرّق بينهما.
__________________
وسئل شهاب بن عبد ربّه الامام الصادق عليهالسلام عن مقدار النفقة الواجبة على الزوج وما حقها عليه ؟
فأجابه قائلاً : يسدّ جوعتها ، ويستر
عورتها ، ولا يقبح لها وجهاً ، فإذا فعل ذلك فقد والله أدىّ إليها حقها.
قلت : فالدهن.
قال : غباً يوم ويوم لا.
قلت : فاللحم.
قال : في كل ثلاثة ، فيكون في الشّهر
عشر مرات لا أكثر من ذلك. والصبغ في كل ستة أشهر ويكسوها في كل سنة أربعة أثواب : ثوبين للشتاء وثوبين للصيف ، ولا ينبغي أن يفقر بيته من ثلاثة أشياء ، دهن الرأس والخل والزيت ، ويقوتهنّ بالمد ، فإنّي أقوت به نفسي ، وليقدّر لكل انسان منهم قوته ، فإن شاء أكله وإن شاء وهبه وإن شاء تصدق به ، ولا تكون فاكهة إلاّ أطعم عياله منها ...
وأما المستحبة فكثيرة أيضاً منها
إستحباب التوسعة على الأهل إذا وسّع الله عليه في الرزق. وهذا هو القدر الزائد على الواجب الذي أوصى الزّوج بذلك فهو مستحب أكيداً وقد أوصى بذلك العترة الطاهرة عليهمالسلام
في كثير من الروايات الصادرة عنهم وعللوا ذلك بأنّ الزّوجة عيال وعيال الرجل اسراءه أو أنه صاحب النعمة أو __________________
لئلا يتمنوا موته أو
إن لم يوسع على عياله اوشك أن تزول النعمة منه وغير ذلك ممّا ستقرأ إن شاء الله.
١.روى الكليني بسنده عن معمر بن خلاد عن
أبي الحسن عليهالسلام
قال : ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته وتلا هذه الاية ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ، قال : الأسير عيال الرجل ، ينبغى إذا زيد في النعمة أن يزيد أسراءه في السعة عليهم.
٢. وعنه بسنده عن أبي حمزة عن علي بن
الحسين عليهالسلام
قال : أرضاكم عند الله أسبغكم « أوسعكم » على عياله.
٣. وعنه أيضاً بسنده عن ابن أبي نصر عن
الرضا عليهالسلام
قال قال : صاحب النعمة يجب عليه التوسعة على عياله.
٤. وعنه أيضاً بسنده عن عمرو بن يزيد عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
إنّ المؤمن يأخذ بآداب الله إذا وسّع عليه إتّسع وإذا أمسك عنه أمسك.
٥. وعن الصدوق بسنده عن مسعدة قال قال
لي أبو الحسن إنّ عيال الرجل اسراؤه فمن أنعم الله عليه بنعمة فليوسّع على اسرائه فإن لم يفعل اوشك أن تزول النعمة.
__________________
تلخص مما سبق إن الزوج الموفق هو الذي
إذا وسّع الله عليه لم يضيق على عياله وأولاده ، فالله إذا وسّع على عبده ، فعلى العبد أن يوسّع على عياله لأنّ الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم إليهم.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله عيال الرجل اسراؤه
وأحبّ العباد إلى الله عزوجل أحسنهم صنعاً إلى اسرائه.
فالأفضل أن يأخذ بآداب الله كما روي عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأن يقدمهم على الاخرين ويكفيهم في جميع ما يحتاجونه ، كما فضّل الإمام الباقر عليهالسلام
أن ينفق الرجل ما كان بيده عليهم.
فعن محمد بن مسلم قال : قال رجل لأبي
جعفر عليهالسلام
: إنّ لي ضيعة بالجبل أشتغلها في كل سنة ثلاثة آلاف درهم ، فانفق على عيالي منها ألفي درهم ، وأتصدق منها بألف درهم في كل سنة.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : إن كانت الألفان
تكفيهم في جميع ما يحتاجون إليه لسنتهم فقد نظرت لنفسك ، ووفقت لرشدك وأجريت نفسك في حياتك بمنزلة ما يوصى به الحي عند موته.
فالظاهر إنّ الباقر أراد أن يرشده ان
هذا العمل يثاب عليه فيما إذا كفاهم ماصرفت عليهم وإلاّ فعليك أن تصرف الباقى عليهم لأنّهم أولى من غيرهم.
__________________
ويمكن أن يوسّع على العيال بشكل آخر ،
وهو أن يعطي مبلغاً من مهر زوجته المسمى بالعاجل في أوّل الزواج ، أو إذا طالبته فيما بعد كي تصرفها في ما تحتاجها في البيت.
الصبر
على إعسار الزوج
قلنا فيما سبق إنّ الله طلب من الزوّج
أن يوسّع على عياله ولا يبخل فيما آتاه الله من النعم ، لعلل قدمناها لك.
ولكن كل ذلك فيما إذا كان الزوج موسراً
وأما إذا كان معسراً من أول زواجه أو عرض عليه الإعسار فيما بعد ، فعلى الزوجة أن تصبر على الضراء وتدعو له بالفرج بعد الشدة والإيسار بعد الإعسار.
والزوجة المؤمنة هي التى تصبر على مكاره
الدنيا ومرارة العيش ولا توقع زوجها في الحرام للحصول على حياة أفضل ، فلو ساعدت زوجها لرفع هذا الحالة الطارءة بالصبر والقناعة والدعاء له لنظر الله عزوجل إليهما بلطفه وكرمه ووسّع عليهما إن شاء الله.
قال أبو جعفر الباقر عليهالسلام : إيّاك أن يطمح
بصرك إلى من هو فوقك فكفى بما قال الله عزوجل : ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم وقال : ولا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا ، فإن دخلك شيء فاذكر عيش رسول الله فإنّما كان قوته الشعير وحلوة التمر ووقوده السعف إذا وجده.
__________________
فالأمر هنا وإن كان متوجهاً إلى الرجال
ولكن في الحقيقة هذا أمر مشترك بينهما ، فلو أن المرأة لم تطمح نظرها إلى من هو فوقها في الامور الدنيوية لم تجبر زوجها في أيام العسرة أن يوسع عليها.
فعليها أن تصبر حتّى لا تشملها قول رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يأتي زمان على الناس يكون هلاك الرجل على يد زوجته وأبويه ، يعيرونه بالفقر ويكلفونه مالا يطيق فيه ، فيدخل المداخل التي يذهب فيها دينه فيهلك.
* * *
__________________
الحفاظ على سلامة الزوجة
إنّ من أهمّ وظائف الزّوج تجاه الزّوجة
هو المحافظة الشديدة على سلامتها وصونها من الإنحراف والتفسّد الأخلاقي.
فالواجب عليه أن يحفظ ويحفظ أولاده
وبناته من كل شيء يضربهم. فلا جزاف إن قلنا إنهّ بحكم الجندي الذي يحرس البلاد من تسلل أي انسان خائن يريد الإضرار بشعبه وأبناء بلده ، وإليك هذه الطرق بنحو الإجمال :
١.
الغيرة على أهله
لقد مرّ بنا إجمالاً بأنهّ يجب أن يكون
الزوج غيوراً ، لأنّ الغيرة من علائم الايمان في الرجل المؤمن.
قال إبن منظور في توضيح لغة الغيرة :
الغيرة بالفتح ، المصدر من
قولك غار الرجل على أهله ... وهى الحمية والأنفة.
فمن إهتمام النبي بهذه المسئلة للمحافظة
على سلامة النساء ، أطلق أسيراً من بين الاسارى ولم يقتله ، فلمّا سئله عن ذلك أجابه النبي أن فيك صفات حسنة منها الغيرة الشديدة على حرمك.
فروي الباقر عليهالسلام أنه أتى النبي
باسارى فأمر بقتلهم وخلا رجل من بينهم.
فقال الرجل : كيف أطلقت عني ؟
فقال : أخبرني جبرئيل عن الله أن فيك
خمس خصال يحبها الله ورسوله ، الغيرة الشديدة على حرمك والسخاء ، وحسن الخلق وصدق اللسان والشجاعة.
فلما سمعها الرجل أسلم وحسن إسلامه
وقاتل مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى استشهد.
واهتمّ الائمة عليهم السلام بهذه
المسئلة تأسياً برسول الله ، ومن شدة اهتمامهم أنهم فرضوا على الرجل بالتزام ثلاثة أوصاف في منزله. قال الصادق عليهالسلام
: إنّ المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وإن لم يكن في طبعه ذلك ، معاشرة جميلة وسعة بتقدير وغيرة بتحصين ...
ولكن على الزّوج أن يعرف موارد إعمال الغيرة حتى لا تكون النتيجة بعكس مايريد.
__________________
وهذا مّما أوصاه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام إلى ولده الحسن المجتبى عليهالسلام
قائلاً له : إياكّ والتغاير في غير موضع الغيرة فإنّ ذلك يدعو الصحبة منهنّ إلى السقم ولكن أحكم أمرهن ، فإن رأيت عيباً فعجل على النكير على الصغير والكبير ، بأن تعاتب منهم البرية فيعظم الذنب ويهون العتب.
فعلى المرأة أن تقدم الشكر إلى الله جل
وعلا حيث جعل لها عيناً ومحافظاً ليحرسها ليلاً ونهاراً من كيد الأعداء ، وكما ورد في الروايات والأحاديث الإسلامية ، عليها أن تصبر على غيرة زوجها فإنّ رسول الله قال : جهاد المرأة أن تصبر على ماترى من أذى زوجها وغيرته.
٢.
ترك الرّهبانيّة
تعاهد بعض المسلمين في زمن الرسول صلىاللهعليهوآله مع بعض بأن يجتهدوا في العبادة ليلا ونهاراً ، ويتركوا الدنيا وزينتها ، فمنهم من ترك الأهل والأولاد وأقبل يصوم نهاره ويصلي ليله كعثمان بن مظعون ، ومنهم من ترك اللحم ، ومنهم من فعل غير ذلك. فشكت زوجة أحدهم النبي صلىاللهعليهوآله
حالته وتجنبه عن النساء وإليك نص الشكوى وموقف النبي : روى عن الصادق عليهالسلام
أنه : دخلت امرأة عثمان على عائشة وكانت امرأة جميلة ، فقالت عائشة : مالي أراك متعطلة ؟
__________________
فقالت : ولمن أتزيّن ؟ فوالله ما قربني
زوجي منذ كذا وكذا ، فإنهّ قد ترهّب ولبس المسوح وزهد في الدنيا ، فلما دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبرته عائشة بذلك ، فخرج فنادى الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما بال أقوام يحرّمون على أنفسهم الطيبات ، ألا إنّي أنام بالليل وأنكح ، وأفطر بالنهار ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ...
وعن عروة قال : دخلت خولة إبنة حكيم
امرأة عثمان بن مظعون على عائشة وهي بادية الهيئة ، فسألها ما شأنك ؟
فقالت : زوجي يقوم الليل ويصوم النهار ،
فدخل النبي صلىاللهعليهوآله
على عائشة فذكرت ذلك له.
فلقى النبي عثمان فقال : يا عثمان إنّ
الرّهبانيّة لم تكتب علينا ، أفمالك فيّ أسوة حسنة ، فوالله إنّ أخشاكم وأحفظكم لحدوده لأنا.
ويفهم من هذا الموقف تجاه هذه الفكرة ،
أنه لا يجوز للزوج أن يبتعد عن الزوجة بحجة الإلتزام بالشريعة الإسلامية ، فالزّوج مسئول عن الحفاظ على الحياة الزوجية والإلتزام بذلك من وظائفه. فلهذا أكد النبي في المسجد ، أو حينما التقى بعثمان ، أنه أحفظهم لحدود الشريعة وأخشاهم. إذاً فكل ما فعله عثمان هو ترك للسنة النبوية لا __________________
الإلتزام بذلك.
فلاشك ان هذه الفكرة تهيأ الأجواء
لانحراف الزوجة ، وانجذابها إلى شباك الشياطين ، إذا بقي الزّوج مستمراً على هذه الحالة.
٣.
التزيين للزوجة
ومن الطرق المهمة لصيانة الزوجة ، هو
التهيئة والتزيين لها ، لأنّه كما يحب أن تزيين له ، فكذلك هي تحب أن ترى زوجها كما يريد.
قال الباقر عليهالسلام : النساء يحببن أن
يرين الرجل في مثل ما يحب الرجل أن يرى فيه النساء من الزينة.
ولقد أشار الرضا عليهالسلام إلى أن هذه الحالة
من الزّوج مما يزيد فى عفّة الزوّجة وتحصينها.
قال الحسن بن جهم : رأيت أباالحسن ـ الثانى
ـ عليهالسلام
إختضب ، فقلت جعلت فداك إختضبت ؟
فقال : نعم إنّ التهيئة مما يزيد في عفّة
النساء ، ولقد ترك النساء العفّة بترك أزواجهنّ التهيئة. ثم قال : أيسرك أن تراها على ماتراك عليه إذا كنت على غير تهيئة ؟
قال : لا.
__________________
قال : فهو ذاك. ثم قال : من أخلاق
الأنبياء التنظّف والتطيّب وحلق الشعر.
تزيين الإمام الباقر عليهالسلام لزوجته
روى الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن
محمد ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن ميسرة ، عن الحكم بن عتيبة ، قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام
وهو في بيت منجد وعليه قميص رطب وملحفة مصبوغة قد أثر الصبغ على عاتقه ، فجعلت أنظر إلى البيت ، وأنظر في هيئته ، فقال لي : يا حكم وما تقول في هذا ؟
فقلت : ما عسيت أن أقول وأنا أراه عليك.
فأما عندنا فأنّما يفعله الشاب المرهق.
فقال : يا حكم من حرّم زينة الله التي
أخرج لعباده ؟ فأما البيت الذى ترى فهو بيت المرأة ، وأنا قريب العهد بالعرس ، وبيتي الذي تعرف.
وفيه أيضاً بسنده عن الحسن الزيّات
البصري قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام
أنا وصاحب لي فإذا هو في بيت منجد ، وعليه ملحفة وردية وقد حفّ ـ خفّف ـ
لحيته واكتحل ، فسألنا عن مسائل ، فلمّا __________________
قمنا قال لي : يا
حسن. قلت : لبيك.
قال : إذا كان غداً فأتني أنت وصاحبك.
فقلت : نعم جعلت فداك ، فلمّا كان من
الغد دخلت عليه ، وإذا هو في بيت ليس فيه إلاّ حصير ، وإذا عليه قميص غليظ ثم أقبل على صاحبي فقال : يا أخا البصرة إنكّ دخلت علي أمس وأنا في بيت المرأة وكان أمس يومها والبيت بيتها والمتاع متاعها ، فتزينت لي ، على أن أتزين لهل كما تزينت لي ...
٤.
منعها من الجلوس في جمع الأصدقاء
ومن موارد التحصين أيضاً أن يمنع الزّوج
زوجته من الجلوس في مجلس أصدقاءه إن دخلوا عليه في بيته ، فلا شك إنّ هذا الجلوس يؤدي في النهاية إلى انحراف الزّوجة وهجرة الحياء منها. فلا كل من كان صديقاً للزوج كان أميناً ولا كل من دخل بيته حفظ عينه من المحارم. فكم من امرأة جلست في هذه المجالس وتحدثت معهم وضحكت بوجههم إلاّ ارتفع الحياء منها وأبدت زينتها ، ثم امور اخرى والعياذ بالله !!
فلذلك أغلق النبي صلىاللهعليهوآله هذا الباب عليهنّ
ومنعهنّ من الجلوس حفظاً عليهن ، كما منع عائشة وحفصة من الجلوس في مجلس إبن ام مكتوم حينما دخل عليه.
__________________
فقال لهما قوما فادخلا البيت ،
فقالتا : إنّه أعمى.
فقال : إن لم يكن يركما فإنّكما تريانه.
* * *
__________________
تقسيم العمل والتعاون مع
الأهل
من الأفضل أن يبرمج الزّوج في أول زواجه
منهج الحياة على أساس العدل ورضى الرب جل وعلا ويعين ما كان عليه وما كان عليها ، حتى يعرف كل منهما حدود وظائفه الشّرعيّة كي لا يتخلف عنها.
كما تقاضى علي وفاطمة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله في الخدمة ، فقضى على فاطمة بخدمة ما دون الباب وقضى على علي بما خلفه. فكانت فاطمة فرحة مسرورة من هذا الأمر وتقول : فلا يعلم ما داخلنى من السرور إلاّ الله بإكفائى رسول الله من تحمّل رقاب الرجال.
فليعلم الزّوج أنه ربّ العيال وصاحب
البيت ، فالواجب عليه أن __________________
يجلب الرزق لأهله
ويطلب الحلال ، وأن لا يضيع من يعول ويعلم أن الكاد لعياله كالمجاهد في سبيل الله ، فلا يقل إعالة أهله من الجهاد في سبيل الله.
ويحمل كل ما تحتاجه الأهل إلى المنزل
كما كان هذا دأب الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام
من الكدّ لعيالهم وحمل ذلك إليهم.
فكان أميرالمؤمنين عليهالسلام يحمل التمر والملح
بيده ولا يرضى أن يحمله غيره لإيصاله إلى المنزل.
روى ابن شهر اشوب عن الإبانة عن ابن بطة
عن أحمد انه اشترى عليهالسلام
تمراً بالكوفة فحمله في طرف ردائه فتبادر الناس الى حمله وقالوا ياأميرالمؤمنين ، نحن نحمله.
فقال : رب العيال أحق بحمله.
وفى قوت القلوب عن أبي طالب المكي : كان
علي عليهالسلام
يحمل التمر والملح بيده ويقول :
|
لا ينقص الكامل من كماله
|
|
ما جر من نفع إلى عياله
|
وكان الإمام زين العابدين يدخل السوق
ويشتري اللحم لأهله.
روى الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه
، عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة ، عن أبي حمزة ، قال : قال علي بن الحسين عليهالسلام لان
__________________
أدخل السوق ومعي
درهم أبتاع به لحماً لعيالي وقد قرموا إليه أحب إليّ من أن أعتق نسمة.
وعلى الزوجة أيضاً أن تعلم أنه لا
استنكاف في خدمة ولا الأولاد ، كما لم تستنكف السيدة فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
الخدمة في البيت بل فرحت من تقسيم العمل الذي فرضه النبي عليهما في داخل البيت وخارجه.
ووصف الإمام أميرالمؤمنين لابن ام عبد
خدمة الزهراء في البيت قائلاً له : الا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وكانت أحب أهله إليه ، وكانت عندي فجرّت بالرّحا حتى أثّرت في يدها واستقت بالقربة حتى أثّرت في نحرها وقمّت البيت حتى اغبرّت ثيابها وأصابها من ذلك ضرر.
وعنه أيضا قال لرجل من بني سعد : إنّها
استقت بالقربة حتى أثّرت في صدرها وطحنت بالرحا حتى مجلت يداها وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها وأوقدت النار حتى دكنت ثيابها ، فأصابها من ذلك ضرر شديد.
فتلخّص أن خدمة الزّوجة لزوجها شرف لها
بل سبب لمحو خطاياها وموجب لدخولها الجنة إن شاء الله.
__________________
كما قال الصادق عليهالسلام : الإمرأة الصالحة
خير من ألف رجل غير صالح ، وأيّما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق الله عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيّها شاءت.
وقال عليهالسلام
: ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلاّ كان خيراً لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها ويبني الله لها بكل شربة تسقي زوجها مدينة في الجنة وغفر لها ستين خطيئة.
وعنه أيضاً : سألت أم سلمة رسول الله صلىاللهعليهوآله عن فضل النساء في خدمة أزواجهن.
فقال صلىاللهعليهوآله
: أيما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً إلاّ نظر الله إليها ومن نظر الله إليه لم يعذّبه.
التعاون
مع الأهل
وأما التعاون مع الأهل في المنزل فأمر
مهم جداً لأنّه يسبب الألفة والمحبة الشديدة بينهما. فكان النبي صلىاللهعليهوآله
على ما نقل عن الصادق عليهالسلام
: أنه كان يحلب عنز أهله.
وجاء في أخلاق النبي : أنه كان يخدم في
مهنة أهله ، ويقطع اللحم معهن.
__________________
وفيه أيضاً : وكان صلىاللهعليهوآله يصنع في بيته مع
أهله في حاجتهم.
وكان أميرالمؤمنين عليهالسلام يحطب ( يحتطب )
ويستقي ويكنس وكانت فاطمة عليهاالسلام
تطحن وتعجن وتخبز.
وصايا النبي صلىاللهعليهوآله
لأميرالمؤمنين عليهالسلام
وعن الصادق عليهالسلام عن علي قال : دخل
علينا رسول الله عليهالسلام
وفاطمة جالسة عند القدر وأنا أنقّي العدس.
قال عليهالسلام
: قال صلىاللهعليهوآله
: يا أبالحسن.
قلت : لبيك يا رسول الله.
قال : اسمع منّي وما أقول إلاّ من أمر
ربي : ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلاّ كان له بكلّ شعرة على بدنه عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها وأعطاه الله من الثواب ما أعطاه الصابرين : داود النبي ويعقوب وعيسى.
يا علي ، من كان في خدمة العيال في
البيت ولم يأنف كتب الله اسمه في ديوان الشهداء وكتب له بكلّ يوم وليلة ثواب ألف شهيد وكتب له بكلّ قدم ثواب حجّة وعمرة ، وأعطاه الله بكلّ عرق في جسده مدينة في الجنة.
__________________
يا علي ، ساعة في خدمة البيت خير من
عبادة ألف سنة وألف حجّه وعمرة وخير من عتق ألف رقبة وألف غزوة وألف مريض عاده وألف جمعة وألف جائع يشبعهم وألف عارٍ يكسوهم وألف فرس يوجهه في سبيل الله وخير له من ألف دينار يتصدّق بها على المساكين وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ومن ألف أسير أسّر فأعتقهم وخير له من ألف بدنه يعطي للمساكين ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة.
يا علي ، من لم يأنف من خدمة فهو كفّارة
للكبائر ويطفىء غضب الرّب ومهور حور العين وتزيد في الحسنات.
يا علي ، لا يخدم العيال إلاّ صديق أو
شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة.
فعلى الزّوج أن يتأسّى بالنبي صلىاللهعليهوآله والإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام
في التعاون مع الأهل في داخل المنزل كما على الزّوجة التأسي بالزهراء عليهاالسلام
في خدمة الزّوج.
* * *
__________________
المشورة مع الأهل
إنّ من أحسن الصفات الإنسانيّة وأعلى
مراتب الكمالات الأخلاقية في الإنسان هو الإهتمام بأمر الشور والإستشارة وضمّ آراء الآخرين إلى رأيه والعمل بأحسنه وأفضله ، كما بيّنا ذلك في فضل الإستشارة قبل الزّواج ، وما ورد من إهتمام النبي صلىاللهعليهوآله
والعترة عليهمالسلام
بهذا الأمر.
وأما المشورة بالنّسبة إلى الزّوجين
فيما بعد الزّواج وفي نطاق الحياة الزوجيّة فأيضاً أمر مشروع وممدوح وقد مدح الله المؤمنين في كتابه العزيز ، بتمشية أمورهم عن طريق الشورى بينهم ، فقال في كتابه : وَأَمْرُهُمْ
شُورَى بَيْنَهُمْ.
قال الفيض الكاشاني في ذيل هذه الآية
الشريفة : ولا ينفردون __________________
برأي حتى
يتشاوروا ويجتمعوا عليه وذلك من فرط تيقّظهم في الأمور.
ثم إنّه جل وعلا طلب من نبيّه بالشور مع
أصحابه بقوله : وَشَاوِرْهُمْ
فِي الأَمْرِ. فقال الطّبرسي في ذيل هذه الآية : وفي
هذه الآية ترغيب للمؤمنين في العفو عن المسىء وحثّهم على الإستغفار لمن يذنب منهم وعلى مشاورة بعضهم بعضاً فيما يعرض لهم من الأمور.
معالجة
الروايات الناهية
فما جاء في بعض الروايات عن الصادق عليهالسلام من انّه قال :
إياكم ومشاورة النساء ،
أو فشاوروهن وخالفوهن ،
فبعد الفراغ عن صحة إسناد هذه الروايات ، يحتمل أن يقال : إنّه نهى النبي صلىاللهعليهوآله أن يشاورْن في مهامّ الأمور كالحرب مع الأعداء والدفاع عن الدين والكرامة الإنسانية فلا شك بما أنهنّ إمرأة والذى يغلب على المرأة هو الإحساس والعاطفة ، ربما منعت الزوج من الإقدام على أمر الجهاد والدفاع خوفاً عليه من القتل والأسر وغير ذلك.
فيمكن حمل هذه الروايات على هذا النوع
من المشاورة معهنّ ، __________________
كما نقل عن النبي صلىاللهعليهوآله من أنه إذا أراد
الحرب دعا نساءه فاستشارهن ثم خالفهن.
وثانياً : انه كما ورد ، ان النبي صلىاللهعليهوآله إستشار نساءه في أمر
الحرب ، فخالفهن لا مطلق المشاورة. فيحكم بعدم الأخذ بقولهن في أمر الجهاد فقط إن وقع الشّور معهنّ.
وثالثاً : إنه شاور نساءه لا مطلق
النساء ، فمن المحتمل إن شاور غير نساءه وأبدين نظرهنّ وكان مطابقاً لمصلحة الإسلام لم يخالفهن.
ورابعاً : من المحتمل وقع خلط والتباس
بين روايات المشورة والإطاعة ، فشّدد بعض الأمر على عدم المشورة معهنّ في حين أنه وقع التأكيد من النبي والعترة على عدم طاعة الرجل من المرأة لأن في طاعتهن ندامة كما ورد الحديث بذلك عن النبي صلىاللهعليهوآله
: طاعة المرأة ندامة.
والسبب في ذلك لأنه يؤدّي في النهاية
إلى تلبية الطّلبات المحرّمة إن سلب الإختيار عنه.
كما قال النبي لعلي : يا علي من أطاع
إمرأته أكبّه الله على وجهه في النار.
وقال : يا علي من أطاع إمرأته في أربعة
أشياء أكبه الله على __________________
منخرية في النار.
قيل : وما هي.
قال : في الثياب الرقاق ، والحمامات
والعرائس والنائحات.
إذاً فالمنهي عنه هو الإطاعة لا المشورة
بقصد الإطلاع على آراء الاخرين والعمل بأحسنه. فإنه لا مانع فيه.
١. الأمر بالمشورة لفصال الولد
ويدّل على ما نقول ، أمر الله تبارك
وتعالى الأزواج بالمشورة فيما بينهم إذا أرادا فصال الولد عن الرضاعة حفظاً على سلامة الولد.
فقال في سورة البقرة : فَإِنْ أَرَادَا
فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا. فقال المفسرون ومنهم الطبرسي في ذيل
هذه الاية : عن تراض منهما ، أي من الأب والام وتشاور يعني اتفاق ومشاورة وإنما بشرط تراضيهما وتشاورهما مصلحة للولد ، لأن الوالدة تعلم من تربية الصبي ما لا يعلمه الوالد ، فلو لم يتفكروا ويتشاورا في ذلك أدي الى ضرر الصبي.
٢. المشورة مع الأم في زواج البنت
والمورد الثاني الذي ورد في الروايات
والأحاديث الإسلامية على __________________
حث الشور والإستشارة
بين الزّوج والزّوجة ، هو ما ورد في زواج البنت. فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: إئتمروا النساء في بناتهنّ
فلو كانت مطلق المشاورة معهن أمر منهي
فلماذا أمر النبي صلىاللهعليهوآله
بالشّور معهنّ.
وهنا موارد أخر تبيّن شرعية الشّور مع
النساء كقول صلىاللهعليهوآله
: إذا أراد أحدكم أن يزوّج ابنته فليستأمرها.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يستشير الزهراء
فاطمة عليهاالسلام
في أمر زواجها.
وغير ذلك.
فتلخّص من جميع ذلك أن الله جلّ وعلا
رغّب المؤمنين وحثّهم على المشورة فيما بينهم ولا شك أن من جملة من يشملهم هذا الحثّ والترغيب الزّوج والزّوجة ، فعليهما أن يشاورا في الأمور ولاحرج في ذلك.
خصوصاً اذا كانت المرأة ممّن جرّبت
بكمال العقل كما أرشدنا الإمام بذلك قائلاً : إيّاك ومشاورة النساء إلاّ من جرّبت بكمال عقل.
نعم ! لا يجوز للزّوج أن يطيع زوجته
عملاً بمفاد روايات كثير تدلّ على ذلك.
__________________
وصايا هامة إلى الزوجين
الف.
وصايا النبي إلى الزوج
١. إمنع زوجتك في أسبوعها الأول
عن أبي سعيد الخدري في وصية النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام أنه قال : وامنع العروس في إسبوعك من الألبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض ، من هذه الأربعة الأشياء.
فقال علي : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله : لأي شيء أمنعها
من هذه الأشياء الأربعة ؟
قال : لأن الرحم يعقم ويبرد من هذه
الأشياء الأربعة عن الولد ، ولحصير في ناحية البيت خير من إمرأة لا تلد.
فقال علي : يا رسول الله ما بال الخل
تمنع منه ؟
قال : إذا حاضت على الخل لم تطهر أبداً
بتمام ، والكزبرة تثير الحيض في بطنها وتشدد عليها الولادة ، والتفاح الحامض يقطع حيضها فيصير داءاً عليها.
٢. كن نظيفاً كما ...
عن الحسن بن الجهم قال : رأيت أبالحسن عليهالسلام إختضب ، فقلت جعلت فداك إختضبت ؟
فقال : نعم ، إن التهيئة ممّا يزيد في
عفّة النساء ولقد ترك النساء العفة بترك أزواجهن التهيئة ، ثم قال : أيسرك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة ؟
قلت : لا.
قال : فهو ذاك ، ثم قال : من أخلاق
الأنبياء التنظف والتطيب وحلق الشعر ...
وعن الباقر عليهالسلام قال : النساء يحببن
أن يرين الرجل في مثل ما يحب الرجل أن يرى فيه النساء من الزينة.
وروى عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : ليتهياً
أحدكم لزوجته كما يحب أن تتهيأ له. قل جعفر عليهالسلام
يعنى التنظف.
__________________
روى العباس بن موسى الوراق عن أبي الحسن
عليهالسلام
قال : دخل قوم على أبي جعفر عليهالسلام
فرأوه مختضباً بالسواد فسألوه.
فقال : إني رجل أحب النساء فأنا أتصنع
لهن.
٣. لا تدخل البربط في بيتك
وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن شيطاناً
يقال له القفندر ، إذا ضرب في منزل الرجل أربعين صباحاً بالبرط ودخل عليه الرجال ، وضع ذلك الشيطان كل عضو منه على مثله من صاحب البيت ثم نفخ فيه نفخة فلا يغار بعد هذا حتى تؤتى نساؤه فلا يغار.
وقفة قصيرة
إن من جملة موارد تركيز الشيطان وإصراره
إشاعة الفساد في كل مكان من طريق الموسيقى والأغاني وجميع آلات اللهو الذي يبعد الإنسان من الله وينجذب إلى الشيطان المغري.
والبربط نوع من آلات اللهو ويقال له
العود.
فإذا ضرب هذا العود في منزل أحد وصار
ذلك البيت مدخل الفسقة والفجرة عبث الشيطان بصاحب البيت حتى جعله لا يغار على زوجته. فحفظا على حرمة البيت ومن يسكنه وحفظا على حرمة __________________
الزّوجة من الإنحراف
والتفسد الأخلاقي لنبعد هذه الآلات المحرمة عن البيت.
فالبربط مثال لابتعاد كل ما يفسد الزوجة
من البيت وإلا فالأمر شامل لكل أنواع آلات الطرب والموسيقي ومنها رؤية الأفلام الخلاعية وغير ذلك. لأن الإستماع إلى الموسيقي والأغاني إستماع إلى الشيطان.
قال الإمام الجواد عليهالسلام : ومن أصغى إلى
ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس.
فمن عبد الشيطان فقد صار مثله وحيث أنّ
الشيطان لا يغار على شيء فيكون هذا الإنسان مثله.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كان إبراهيم أبي
غيوراً وأنا أغير منه وأرغم الله أنف من لا يغار من المؤمنين.
وقال الصادق عليهالسلام : إن الله غيور ،
يحبّ كل غيور ولغيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
فمن أراد أن يكون مؤمنا ويكون كأبراهيم.
وكخالق إبراهيم غيوراً فليعمل بما قاله النبي وأهل البيت عليهمالسلام.
__________________
٤. أحسن إليها واعفوا عن ذنبها
الإحسان من كل محسن إلى كل أحد حسن ولكن
من الزّوج إلى زوجته أحسن وهكذا العفو من ذنب كل مخطىء جميل وأما العفو من هفوات الزوجة وخطاياها أجمل وأفضل.
ومن مصاديق إلاحسان إلى الزّوجة أن
يحترمها ويحسن المقال إليها ويشبعها ويكسوها.
قال : علي عليهالسلام
في جواب من شكى نساءه : فداروهن على كل حال ، وأحسنوا لهن المقال ، لعلهن يحسن الفعال.
وعن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبد
الله عليهالسلام
ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسنا ؟
قال : يشبعها ويكسوها وإن جهلت غفر لها.
وعنه أيضاً قال : جاءت إمرأة إلى النبي صلىاللهعليهوآله فسألته عن حق الزوح على المرأة فخبرها. ثم قالت : فما حقها عليه ؟
قال : يكسوها من العرى ويطعمها من الجوع
، وإذا أذنبت غفر لها.
قالت : فليس لها عليه شيء غير هذا ؟
قال : لا.
قالت : لا والله لاتزوجت أبداً ثم ولت.
__________________
فقال النّبي صلىاللهعليهوآله ارجعي ، فرجعت فقال
: إنّ الله عزّ وجلّ يقول : وان
يستعففن خير لهن.
٥. العشرة الجميلة مع الزوجة
ومن أبرز مصاديق الإحسان إليها هي
المعاشرة الجميلة التى أمرنا الله تبارك وتعالى بذلك مع النساء حيث يقول :
وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالمَعْرُوفِ . أي خالطوهن من العشرة التي هي المصاحبة
بما أمركم الله به من أداء حقوقهن التي هي النصفة في القسم والنفقة والإجمال في القول والفعل وقيل المعروف أن لا يضربها ولا يسيء القول فيها ويكون منبسط الوجه معها ، وقيل : هو أن يتصنع لها كما تتصنع له.
وعلى الزّوج أن يترك الأخلاق السيئة
ويحسن أخلاقه مع زوجته كما يكون بشر الوجه مع الآخرين.
وهذا مما أوصى به النّبي صلىاللهعليهوآله لعلي قائلاً له :
يا علي أحسن خلقك مع أهلك وجيرانك ومن تعاشر وتصاحب مع الناس ، تكتب عند الله في الدرجات العلى.
وقال صلىاللهعليهوآله
: أحسن إيماناً ، أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله ، وأنا ألطفكم بأهلي.
__________________
وكان صلىاللهعليهوآله
: من أحسن الناس خلقاً مع أزواجه رغم عدم رعاية بعض زوجاته مكانة النبي صلىاللهعليهوآله
وحرمته. ولا شك ان سيء الخلق لا يعذب إلا نفسه.
وسوف يبتلى بالضمة والضغط في القبر نتيجة أخلاقه السيئة مع أهله ، كما ابتلي الصحابي الجليل سعد بن معاذ بالضمة في القبر. مع أنه صلىاللهعليهوآله
حضر جنازته وترحم عليه وأخبر بأشياء ، ما تعجب منه من شيع جنازته من المسلمين ، حيث أخبر بأنه حضر جنازة سعد تسعون ألف ملك فيهم جبرئيل.
ومع كل ذلك أخبر أيضاً بأنه سيصيبه ضمة
في القبر لأنه كان في خلقه مع أهله سوء.
٦. أكرم زوجتك ولا تضربها
إن من الموارد الصعبة التى تمرّ على
الزّوجة ، لما ترى ان زوجها لا يكرمها بل يؤذيها ويستهين بكرامتها ، بل يرفع يده عليها ويضربها من دون أي دليل ومبرر شرعى لذلك. رغم ما أمره بالإمساك بالمعروف.
فلو قيل ما معنى الإمساك بالمعروف ؟
قلنا : فسّره الرضا عليهالسلام بكفّ الأذى وإحياء
النفقه كما سئله أبوالقاسم الفارسى قال : قلت للرضا عليهالسلام
جعلت فداك إن الله يقول في كتابه : فَإِمْسَاكٌ
بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ
، وما يعنى بذلك ؟
__________________
فقال : أما الإمساك بالمعروف ، فكفّ
الأذى وإحياء النفقه ، وأما التسريح بإحسان فالطلاق على ما نزل به الكتاب.
إذاً فيستفاد من هذه الآية وبعض
الروايات الواردة في المقام أنه لا يجوز للزّوج أن يستهين الزّوجة ولا يحق له أن يضربها أو يؤذيها ، والأمر يشمل الزّوجة أيضاً إذا استهانت بكرامة الزّوج أو آذته أو ضربته.
روى الصدوق في عقاب الأعمال عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : من كانت له إمرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ، ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه ، وإن صامت الدهر ، وقامت أعتقت الرقاب ، وأنفقت الأموال في سبيل الله ، وكانت أول من ترد النار.
ثم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى الرجال مثل
ذلك الوزر والعذاب إذا كان لها مؤذياً ظالماً.
دفاع الإمام عن إمرأة مظلومة
وفي الإختصاص قال : ذكر الكوفيون أن
سعيد بن القيس الهمداني رآه يوماً في شدة الحر في فناء حائط. فقال : يا أمير المؤمنين بهذه الساعة ؟!
قال : ما خرجت إلاّ لأعين مظلوماً أو
أغيث ملهوفاً ، فبينا هو __________________
كذلك إذ أتته امرأة
قد خلع قلبها لا تدري أين تأخذ من الدنيا حتى وقفت عليه فقالت : يا أمير المؤمنين ظلمني زوجي وتعدّى علي وحلف ليضربني فاذهب معي إليه ، فطـأطأ رأسه ثم رفعه وهو يقول : لا والله حتى يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع وأين منزلك ؟
قالت : في موضع كذا وكذا ، فانطلق معها
حتى انتهت إلى منزلها ، فقالت : هذا منزلي.
قال : فسلم فخرج شاب عليه أزار ملونة.
فقال : إتق الله فقد أخفت زوجتك.
فقال : وما أنت وذاك ، والله لأحرقنّها
بالنار لكلامك.
قال : وكان إذا ذهب إلى مكان أخذ
الدّرّة بيده والسيف معلق تحت يده ، فمن حل عليه حكم بالدرة ضربه ، ومن حل عليه حكم بالسيف عاجله ، فلم يعلم الشاب إلّا وقد أصلت السيف ، وقال له : آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر ، وترد المعروف ؟ تب وإلا قتلتك.
قال : وأقبل الناس من السكك يسألون عن
أمير المؤمنين عليهالسلام
حتى وقفوا عليه ، قال : فأسقط في يد الشاب وقال : ياأميرالمؤمنين اعف عني عفى الله عنك ، والله لأكونن أرضاً تطأنى ، فأمرها بالدخول إلى منزلها وانكفأ وهو يقول : لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً.
__________________
إذا فإيذاء الزّوجة أمر غير مطلوب بل
مرغوب عنه في الشريعة المقدسة وخصوصاً إذا أدى هذا الإيذاء إلى الضرب والشتم.
فقد روى عنهم عليهم السلام ، فيمن ضرب
امرأته ، روايات تدل على حقارة هذا الإنسان وإبتعاده عن واقع الإسلام.
وإليك ما ورد في هذا المجال :
١.قال رسول الله صلىاللهعليهوآله فأي رجل لطم إمرأته
لطمة أمر الله عزوجل مالك خازن النيران فليلطمه سبعين لطمة في نار جهنم.
٢. وقال صلىاللهعليهوآله
: ألا أخبركم بشرّ رجالكم ، فقلنا : بلى.
فقال : إنّ من شرّ رجالكم ... الضارب
أهله وعبده.
٣. وقال صلىاللهعليهوآله
: إني أتعجب ممن يضرب إمرأته وهو بالضرب أولى منها ، لا تضربوا نساءكم بالخشب فإن فيه القصاص ...
٤. وقال صلىاللهعليهوآله
أيما رجل ضرب إمرأته فوق ثلاث ، أقامه الله يوم القيامة على رؤس الخلائق فيفضحه فضيحة ينظر إليه الأوّلون والآخرون.
٥. وروي عن الباقر عليهالسلام أيضرب أحدكم المرأة
ثم يظل معانقها.
__________________
وحكم الفقهاء على الذي يؤذي زوجته أو
يضربها من دون أيّ دليل ومبرر ، بالتعزير ، إن لم يرفع يد الضرب عنها.
قال الشهيد في اللمعة الدمشقية : فإن
أساء خلقه وإذاها بضرب وغيره بلا سبب صحيح ، نهاه ـ الحاكم ـ عن ذلك فإن عاد إليه عزّره بما يراه ...
٧. رضا الرّب في تعليم الزوجة
ومن الوصايا المهمّة التي وصّى النبي صلىاللهعليهوآله الزّوج هو الإهتمام
بتعليم الزوجة معالم دينها وهي المسائل الدينية والأخلاقية والأحكام الشرعية وغير ذلك.
منها ما روي عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : إنّ الله
عزّوجل خلق آدم من طين ثم ابتدع له حواء ... فقال آدم : ياربّ ما هذا الخلق الحسن فقد آنسني قربه والنظر إليه. فقال الله : يا آدم هذه أمتي حواء أفتحبّ أن تكون معك تؤنسك وتحدثك وتكون تبعاً لأمرك؟
فقال : نعم يا ربّ ولك بذلك عليّ الحمد
والشكر ما بقيت ، فقال الله عزّ وجلّ : فاخطبها إليّ ، فانّها أمتي وقد تصلح لك أيضاً زوجة للشهوة وألقى الله عليه الشهوة وقد علمّه قبل ذلك المعرفة بكلّ شيء.
فقال : يا ربّ فإني أخطبها إليك ، فما
رضاك لذلك ؟
فقال الله عزوجل : رضاي أن تعلمها معالم
ديني.
__________________
فقال : ذلك لك عليّ يا رب إن شئت ذلك لي.
فقال الله عزّوجل : وقد شئت ذلك وقد
زوّجتكها فضمّها إليك.
٨. وقاية الزوجة من النار
أمر الله جل وعلا في كتابه الكريم ،
الأزواج بحفظ الأهل والأولاد من غضب الجبار ومن ناره وعذابه. فقال :
يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ
عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصَونَ الله ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ
قال الصادق عليهالسلام : لما نزلت هذه
الآية ، جلس رجل من المسلمين يبكي وقال : أنا عجزت عن نفسي كلّفت أهلي.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : حسبك أن تأمرهم
بما تأمر به نفسك وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك.
٩. أمر الزوجة بالصلاة والزكاة
وشكر الله جلّ وعلا في كتابه ، نبيّه
إسماعيل على أمره أهله بالصلاة والزكاة قائلا :
وَاذْكُرْ
فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ
الْوَعْدِ وَ كانَ رَسُولاً نَبِيًّا وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ
وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا
قال الطبرسي : وقيل إنّه كان يأمر أهله
بصلاة الليل __________________
وصدقة النهار.
قال أبو سعيد الخدري : لما نزلت آية : وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأتي باب فاطمة
وعلى تسعة أشهر عند كل صلاة فيقول الصلاة رحمكم الله
إِنَّما
يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
ب.
وصايا النبي إلى الزوجة
لقد مر بنا كثير من وصايا النّبي صلىاللهعليهوآله إلى الزّوج من حفظ
الزّوجة والإحسان إليها وحسن المعاشرة معها وعدم إيذاءها إلى غير ذلك من الوصايا الأخلاقية إليه ، ووصى الزّوجة أيضاً بوصايا للحفاظ على كرامة الزّوج والإعتناء بشؤن الزّوجية من دون أي تساهل وتسامح.
١. أعظم الناس حقاً على الزوجة
ولتعرف الزّوجة إن حق زوجها أعظم عليها
من حقها عليه.
روى الكليني عن محمد بن مسلم ، عن أبي
جعفر عليهالسلام
قال : جائت إمرأة إلى النّبي صلىاللهعليهوآله
فقالت : يا رسول الله ما حق الزّوج على المرأة ؟
فقال لها : أن تطيعه ولا تعصيه ، ولا
تصدق عن بيته إلا بإذنه ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه __________________
وإن خرجت بغير إذنه
لعنتها ملائكة السماء وملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى ترجع إلى بيتها.
فقالت : يارسول الله : من أعظم الناس
حقاً على الرجل ؟
قال : والداه.
قالت : فمن أعظم الناس حقاً على المرأة ؟
قال : زوجها.
قالت : فما لي عليه من الحق مثل ما له
عليّ ؟
قال : لا ولا عن كل مائة واحدة ...
٢. لو جاز السجود لبشر ، لأمرت
ولتعلم الزّوجة أيضاً إن الله أوصاها
بالزّوج كما أوصى الزّوج.
قال السيد الإصفهانى : لكل واحد من
الزّوجين حق على صاحبه ، يجب عليه القيام به ، وإن كان حق الزّوج أعظم حتى أنه قد ورد عن سيد البشر : لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ، ولو صلح لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ...
٣. أوّل ما تسئل المرأة
وعن أنس بن مالك عن رسول الله قال :
أوّل ما تسئل المرأة يوم القيامة عن صلاتها ثم عن بعلها كيف عملت إليه.
__________________
٤. لا تؤدي حق ربّها حتى ...
وعن عبد الله بن أبي أوفى عنه صلىاللهعليهوآله قال : والذي نفس
محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربّها حتى تؤدي حق زوجها كلّه.
٥. لا تخرجي بغير إذن زوجك
ونهى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن تخرج المرأة من
بيتها بغير إذن زوجها فإن خرجت لعنها كل ملك في السماء وكل شيء تمرّ عليه من الجنّ والإنس حتى ترجع إلى بيتها.
٦. لا تتزيّنى لغير زوجك
ونهى أيضاً أن تتزيّن الزّوجة لغير
زوجها وقال : فإن فعلت كان حق على الله أن يحرقها بالنار.
وعن أبى عبد الله عليهالسلام قال ، قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
أي امرأة تتطيب ثم خرجت من بيتها فهى تلعن حتى ترجع إلى بيتها متى رجعت.
وعنه أيضاً : أيّما امرأة تطيّبت لغير
زوجها ، لم يقبل الله منها صلاة حتى تغتسل من طيبها كغسلها من جنابتها.
__________________
٧. لا تحملي على زوجك ما لا يطيق
وقال صلىاللهعليهوآله
: ومن كانت له إمرأة ولم توافقه ولم تصبر على ما رزقه الله وشقت عليه وحملته ما لم يقدر ، لم يقبل الله لها حسنة تتقي بها الناس وغضب الله عليها ما دامت كذلك.
٨. لا تؤذي زوجك ولا تسخطيه
روى الدّيلمي في إعلام الدّين عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : من كان له
إمرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها ، حتى تعينه وترضيه ، وإن صامت الدهر وقامت وأعتقت الرقاب وأنفقت الأموال في سبيل الله وكانت أوّل من ترد النار ...
٩. أطيعي زوجك
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ رجلاً من
الأنصار على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله
خرج في بعض حوائجه فعهد على إمرأته أن لا تخرج من بيتها حتى يقدم قال : وأنّ أباها قد مرض فبعثت المرأة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
تستأذنه أن تعوده.
فقال : لا إجلسي في بيتك وأطيعي زوجك.
فمات أبوها فبعثت إليه ، إنّ أبي قد مات
فتأمرني أن أصلّي عليه ؟
فقال : لا اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك.
__________________
قال : فدفن الرجل فبعث إليها رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ الله قد غفر
لك ولأبيك بطاعتك لزوجك.
١٠. ما أحسن شيء للنساء ؟!
وعن علي عليهالسلام
قال : كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : أخبروني أي شيء خير للنساء ؟ فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا. فرجعت إلى فاطمة فأخبرتها بالذي قال لنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
وليس أحد منّا علمه وعرفه.
فقالت : ولكني أعرفه ؛ خير للنساء أن لا
يرين الرجال ولا يراهن الرجال.
فرجعت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقلت : يا رسول
الله صلىاللهعليهوآله
سألتنا عن أي شيء خير للنساء ؛ خير لهنّ أن لا يرين الرجال ولا يراهنّ الرجال.
فقال : من أخبرك ؟ فلم تعلمه أنت عندي.
فقلت : فاطمة.
فأعجب ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : إنّ فاطمة
بضعة منّي.
وصايا
النّبي لحولاء العطارة
وقد رأينا من المناسب أن نختم البحث في
الوصايا النّبي إلى الزّوجة ما أوصى به حولاء العطارة :
روى النوري في المستدرك قصة امرأة كانت
تُسمى حولاء __________________
وكانت عطارة لآل
الرسول. فأمرها زوجها يوماً فأنترته ، فأمسى وهو ساخط عليها. فلما عرفت أنه ساخط عليها ، لطمت وجهها وعفّرت خدّها وبكت بكاءاً شديداً ورجفت نفسها مخافة رب العالمين وخوفاً من نار جهنّم يوم وضع الموازين.
قلم تذق تلك الليلة نوماً وكانت أطول
عليها من يوم الحساب لسخط زوجها عليها وما أوجب الله عليها من الحق.
ولمّا كانت هذه القصة طويلة اقتطفنا
منها بعض الفقرات رعاية للإختصار :
قال : فلمّا أصبح الصباح تبرقعت وأخذت
على رأسها رداء وخرجت سائرة إلى دار رسول الله صلىاللهعليهوآله
فلمّا وصلت أنشأت تنادي : ألسلام عليكم يا آل بيت النبوة ومعدن العلم والرسالة ومختلف الملائكة أتأذنوا لي بالدخول عليكم ، رحمكم الله.
فسمعت أمّ سلمة كلامها فعرفتها فقالت
لجاريتها : أخرجي فافتحي لها الباب ، ففتحه لها فدخلت.
فقالت أم سلمة : ما شأنك يا حولاء ؟
وكانت من أحسن أهل زمانها.
فقالت : يا ستّي خائفة من عذاب ربّ
العالمين ، غضب زوجي علي فخشيت أن أكون مبغضة.
فقالت لها أم سلمة : اقعدي لا تبرحي حتى
يجى رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فجلست حولاء تتحدّث مع أم سلمة ، فدخل
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : إنّي لأجد الحولاء عندكم ، فهل طيّبتكم منها بطيب ؟
فقالوا : لا والله يا نبي الله صلى الله
عليك وعلى أهل بيتك الطاهرين ، بل جاءت سائلة عن حق زوجها.
ثم قصّت له القصّة ، فقال صلىاللهعليهوآله :
١ ـ ما من إمرأة ترفع عينها إلى زوجها
بالغضب إلا كحّلت برماد من نار جهنّم.
٢ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق نبياً
ورسولاً ، ما من إمرأة ترد على زوجها وعلّقت يوم القيامة بلسانها وسمّرت بمسامير من نار.
٣ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق نبياً
، ما من امرأة تمدّ يدها تريد أخذ شعرة من زوجها أو شقّ ثوبه ، إلاّ سمر الله كفّيها بمسامير من نار.
٤ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق نبياً
ما من امرأة تخرج من بيتها بغير إذن زوجها تحضر عرساً إلا أنزل الله عليها أربعين لعنة عن يمينها، وأربعين لعنة عن شمالها ، وترد اللعنة عليها من قدامها ، فتغمرها حتى تغرق في لعنه الله من فوق رأسها إلى قدمها ويكتب الله عليها بكل خطوة أربعين سنة ، فإن أتت أربعين سنة كان عليها بعدد من سمع صوتها وكلامها ، ثم لا يستجاب لها دعاء حتى يستغفر لها زوجها بعدد دعائها له وإلا كانت تلك اللعنة إلى يوم تموت وتبعث.
٥ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق نبياً
ورسولاً ، ما من امرأة تثقل على زوجها المهر ، إلا ثقل الله عليها سلاسل من نار جهنم.
٦ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق نبياً
ورسولاً ، ما من امرأة تصوم بغير إذن زوجها تطوعاً لا لغرض شهر رمضان وغيره من النذر ، إلا كانت منت الآثمين.
٧ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق نبياً
ورسولاً لا ينبغي للمرأة أن تتصدق بشيء من بيت زوجها إلا بإذنها ، فان فعلت كان له الأجر وعليها الوزر.
٨ ـ يا حولاء : ما من امرأة صلت صلاتها
ولزمت بيتها وأطاعت زوجها ، إلا غفر الله لها ذنوبها ما قدمت وما أخرت.
٩ ـ يا حولاء : لا يحل للمرأة أن تكلف
زوجها فوق طاقته ، ولا تشكوه إلى أحد من خلق الله لا قريب ولا بعيد.
١٠ ـ يا حولاء : يجب على المرأة أن تصبر
على زوجها على الضر والنفع وتصبر على الشدة والرخاء كما صبرت زوجة أيوب المبتلى ، صبرت على خدمته ثمانية عشر سنة ، تحمله على عاتقها مع الحاملين وتطحن مع الطاحنين وتغسل مع الغاسلين ، وتأتيه بكسرة يأكلها ويحمد الله عزوجل ، وكانت تلقيه في الكساء وتحمله على عاتقها ، شفقة وإحساناً إلى الله وتقرباً إليه عزوجل.
١١ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق
نبياً ورسولاً كل امرأة صبرت
على زوجها في الشدة والرخاء وكانت مطيعة له ولأمره ، حشرها الله تعالى مع إمرأة أيوب.
١٢ ـ يا حولاء : لا تحل لامرأة أن تظهر
معصمها وقدمها لرجل غير بعلها وإذا فعلت ذلك لم تزل في لعنة الله وسخطه وغضب الله عليها ولعنتها ملائكة الله ، وأعد لها عذاباً أليماً.
١٣ ـ يا حولاء : للمرأة على زوجها أن
يشبع بطنها ، ويكسو ظهرها ويعلمها الصلاة والصوم والزكاة ، إن كان في مالها حق ولا تخالفه في ذلك.
١٤ ـ يا حولاء : من كانت منكنّ تؤمن
بالله واليوم الآخر ، لا تجعل زينتها لغير زوجها ولا تبدى خمارها ومعصمها ، وأيما امرأة جعلت شيئاً من ذلك لغير زوجها فقد أفسدت دينها وأسخطت ربّها عليها.
١٥ ـ يا حولاء : لا تحلّ لامرأة أن تدخل
بيتها من قد بلغ الحلم ولا تملأ عينها منه ، ولا عينه منها ، ولا تأكل معه ، ولا تشرب إلاّ أن يكون محرماً عليها وذلك بحضرة زوجها.
١٦ ـ يا حولاء : ما من امرأة تستخرج ما
طيبت لزوجها إلاّ خلق الله في الجنة من لون فيقول لها : كلي واشربي بما أسلفت في الأيام الخالية.
( وكأنّه صلىاللهعليهوآله
أشار إلى آية ٢٤ من سورة الحاقة )
١٧ ـ يا حولاء : ما من امرأة تحمل من
زوجها كلمة إلاّ كتب الله لها من الأجر ما للصائم والمجاهد في سبيل الله.
١٨ ـ يا حولاء : ما من امرأة تشتكي
زوجها ، إلاّ غضب الله عليها ، وما من امرأة تكسو زوجها إلاّ كساها الله يوم القيامة سبعين خلعة من الجنّة. كلّ خلعة منها مثل شقايق النعمان والريحان وتعطى يوم القيامة أربعين جارية تخدمها من الحور العين.
١٩ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق
نبياً ورسولاً ومبشراً ونذيراً ، ما من امرأة تحمل من زوجها ولداً إلاّ كانت في ظل الله عزّ وجلّ حتى يصيبها طلق ، يكون لها بكلّ طلقة عتق رقبة مؤمنة ، فإذا وضعت حملها وأخذت في رضاعه ، فما يمصّ الولد مصة من لبن أمّه إلاّ كان بين يديها نوراً ساطعاً يوم القيامة ، يعجب من رآها من الأولين والآخرين وكتبت صائمة قائمة وإن كانت مفطرة ، كتب لها صيام الدهر كله وقيامه ، فإذا فطمت ولدها قال الله جلّ ذكره : يا أيّتها المرأة قد غفرت لك ما تقدّم من الذنوب فاستأنفي العمل رحمك الله.
فقالت الحولاء : يا رسول الله ، صلى
الله عليك ، هذا كلّه يعود للرجل ؟
قال صلىاللهعليهوآله
: نعم.
قالت : فما للنساء على الرجال ؟
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أخبرني جبرئيل
ولم يزل يوصيني بالنساء حتى ظننت أن لا يحلّ لزوجها أن يقول بها أف. يا محمد : إتقوا الله في النساء فإنهنّ عوان بين أيديكم ، أخذتموهنّ على أمانات الله
عزوجل ، لما
استحللتم من فروجهنّ بكلمة الله وكتابه من فريضتي وسنتي وشريعة محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله
فإنّ لهنّ عليكم حقّاً واجباً لمّا استحللتم أجسامهنّ وبما واصلتم من أبدانهنّ ويحملن أولادكم في أحشائهنّ حتى أخذهنّ الطلق من ذلك ، فأشفقوا عليهنّ وطيّبوا قلوبهنّ حتى تقفن معكم ولا تكرهوا النساء ولا تسخطوا بهنّ ولا تأخذوا ممّا آتيتموهنّ شيئاً إلا برضاهنّ وإذنهنّ ... .
وصايا
الفزاري لإبنته
ولقد أجاد أسماء بن خارجة الفزّاري حيث
قال لإبنته عند التزويج : إنّك خرجت من العش الذي فيه درجت وصرت إلى فراش لم تعرفيه ، وقرين لم تألفيه ، فكوني له أرضاً يكون لك سماءاً ، وكوني له مهاداً يكون لك عماداً ، وكوني له أمة يكون لك عبداً ، لا تلحقي به فيقلاك
ولا تباعدي عنه فينساك ، إن دنا فاقربي منه ، وإن نأى فابعدي عنه ، واحفظي أنفه وسمعه وعينه ، لا يشمّ منك إلاّ طيباً ، ولا يسمع إلاّ حسناً.
وقال رجل لزوجته :
|
خذي العفو مني تستديمي مودتي
|
|
|
|
ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
|
| |
|
|
__________________
|
ولا تنقريني نقرك الدف مرة
|
|
|
|
فإنك لا تدرين كيف المغيب
|
|
فاني رأيت الحب في القلب والأذى
|
|
|
|
إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
|
|
فيذهب ما لا تستطيعين رده
|
|
|
|
كما لا يطاق الصدع في الصخر يشعب
|
| |
|
|
وفي الختام أسئل الله جلّ وعلا أن يحفظ
شبابنا ويمنّ عليهم بزوجة صالحة تعينها في أمر الدنيا والاخرة. إنّه سميع مجيب.
* * *
تم الكتاب والحمد لله
|
|
ملاحظة : نرجوا من القارىء الكريم إن كان
لديه أي سؤال أو إقتراح في هذا الموضوع فليرسل
ذلك بالعنوان التالي :
J-TABASI٢٠٠٠@YAHOO.COM
|
|
__________________
الفهارس العامة
١) فهرست الآيات
وَمِنْ آياتِهِ
أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوجاً
............................. ٥
وَأَنْكِحُوا الأَيامى
مِنْكُمْ وَالصّالِحِينَ
............ ٥ ، ٥١ ، ٧٤ ، ٧٦ ، ٨٢
إِلاَّ تَفْعَلُوهُ
تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ
.................... ١٦ ، ٤٦
لَئِنْ شَكَرْتُمْ
لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئنْ كَفَرْتُمْ
................................... ٢٤
إِنَّ اللهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤدُّوا الأمَانَاتِ إلَى أَهْلِهَا
.......................... ٥٥
وَجَعَلَ اللَّيْلَ
سَكَناً
................................................. ٥٧
وَصَلَّ عَلَيْهِمْ
إِنَّ صَلَوتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ
.................................. ٥٧
هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ
وَأنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ...................................... ٥٨
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ
لِبَاسَاً
................................................. ٥٨
وَأمْرُهُمْ
شُورَى بَيْنَهَمْ ....................................... ٥٩ ، ١٣١
وَشَاوِرْهُمْ فِي
الأَمْرِ
......................................... ٥٩ ، ١٣٢
وَهُوَ الَّذي خَلَقَ
مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً
................ ٧٤ ، ٧٦ ، ٨٠
يَمْحُو اللهُ مَا
يَشَاءَ وَيثبت وعنده أم الكتاب
........................... ٨١
وَإِنْ أَرَدْتُمُ
اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ
................................ ٨٤
وَذَكرّيا إذ نادى
ربّه ربّ لا تذرني فرداً ....................... ٩٣ ، ١٠٠
فأردنا أن يبدلهما
ربّهما خيراً منه زكوة وأقرب رحماً
................... ٩٧
استغفروا ربكم إنّه
كان غفّاراً ............................. ١٠٠ ، ١٠١
ومن قدر عليه رزقه
فلينفق مما آتاه الله .............................. ١١١
فإذا أرادا فصالاً عن
تراض منهما وتشاور .......................... ١٣٤
وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالمَعْرُوفِ .............................................. ١٤٢
فإمساك بمعروف أو تسريح
بإحسان
................................ ١٤٣
يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ
.................................... ١٤٨
وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها
................................. ١٤٩
إِنَّما
يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ
................................ ١٤٩
كلي واشربي بما أسلفت
في الأيام الخالية ............................ ١٥٧
٢) فهرس اول
الحديث
|
ائتمروا النساء في ، ١٣٥
إتخذوا الأهل فإنّه أرزق لكم ، ١٢
اخطب يا حذيفه ، ٧٩
إذا أبطأ على أحدكم الولد ، ٩٩
إذا أراد الحرب دعا ، ١٣٣
إذا أراد أحدكم أمراً ، ٦٢
إذا أراد أحدكم أن يزوج ، ١٣٥
إذا جاءكم من ترضون خلقه ، ١٦
إذا دخلت بأهلك فخذ ، ٨٩
إذا دخلت فمرهم قبل ، ٨٩
إذهب فأنت رسولي إليه ، ٢٤
إستجاب الله دعاءك وطول ، ١٠٦
إستخر الله عزّوجل في آخر ، ٦٣
إستشر العاقل من الرجال ، ٦١
إستغفر الله في كل يوم ، ١٠٠
إستغفر الله وكل البيض بالبصل ، ١٠٨
اطلب الولد فإنّ الله يرزقهم ، ٩٤
الإمرأة الصالحة خير من ألف ، ١٢٨
الصلاة رحمكم الله ، ١٤٩
الكفو أن يكون عفيفاً ، ٤٦
|
النساء يحببن أن يرين ، ١٢١ ، ١٣٨
النكاح رق فلينظر أحدكم ، ٤٩
الهندباء يقطر عليه قطرات ، ١٠٩
إن التهيئة ممّا يزيد في ، ١٢١ ، ١٣٨
إنّ الرّهبانيّة لم تكتب علينا ، ١٢٠
إن الله تبارك وتعالى أوجب ، ٨٥
إن الله عزوجل إنما وكد ، ١١
إنّ الله عزّوجل خلق آدم من ، ١٤٧
إن الله غيور ، ١٤٠
إنّ المرء يحتاج في منزله ، ١١٨
إن المشورة لا يكون إلا ، ٦١
إن المؤمن يأخذ بآداب الله ، ١١٣
إن النساء عند الرجال ، ٥٦
إن أنفق عليها ما يقيم ظهرها ، ١١١
إن خير نساءكم التي ، ٣٤
إن خير نساءكم الولود ، ٣٤
إن رجلاً كان من أهل اليمامة ، ١٩
إنّ رجلاً من الأنصار ، ١٥٢
إنّ رسول الله قال : أكرموا ، ٦٦
إن شاء الله تبارك وتعالى ، ٦٠
|
|
إن شيطاناً يقال له القفندر ، ١٣٩
انظر أين تضع نفسك ، ٦ ، ٣٠
إن عيال الرجل اسراؤه ، ١١٣
إنّ فلاناً ـ رجل سماه ـ ، ٩٤
إن كانت الألفان تكفيهم ، ١١٤
إنّ لله عمّالاً وهذه من عمّاله ، ٣٤
إن من سنن المرسلين ، ٨٨
إنها استقت بالقربة حتى ، ١٢٧
إني أتعجب ممن يضرب ، ١٤٦
إني رجل أحب النساء فأنا ، ١٣٩
إني لأجد الحولاء عندكم ، ١٥٥
إياك أن يطمح بصرك الى ، ١١٥
إياكم وتزويج الحمقاء ، ٣٨
إياكم ومشاورة النساء ، ١٣٢
إياك والتغاير في غير ، ١١٩
أيها الناس إياكم وخضراء ، ٣٩
أبغني إمرأة قد ولدتها ، ٦٠
أتى رسول الله شاب من الأنصار ، ٥٢
أحسن الناس إيماناً ، ١٤٢
أخبرني جبرئيل عن الله ، ١١٨
أخبرني جبرئيل ولم يزل ، ٥٦ ، ١٥٨
أرأيت لو أن الله أوحى اليك ، ٩٧
أفضل الشفاعات أن تشفع ، ١٦
أفضل نساء امتي أصبحهن ، ٨٤
أكثر أهل النار العزاب ، ١٢ ، ١٤
|
أكثروا الولد ، اكاثر بكم ، ١٠٤
ألا أحدثك عني وعن فاطمة ، ١٢٧
ألا أخبركم بخير ما يكنز ، ٥٨
ألا أخبركم بشرّ رجالكم ، ١٤٦
ألحمدلله الذي حمد في ، ٥ ، ٧٤
ألحمد لله العالم بما هو كائن ، ٧٥
أللهم اشدد بهم عضدي ، ١٠٤
أللهم أكثر ماله وولده ، ١٠٥
أما الإمساك بالمعروف ، ١٤٤
أنه كان يحلب عنز أهله ، ١٢٨
أنه يسجد عقيب المكتوبة ، ٦٣
أول ما تسئل المرأة يوم ، ١٥٠
أي إمرأة تتطيب ثم ، ١٥١
أيضرب أحدكم المرأة ثم ، ١٤٦
أيما امرأة تطيبت ، ١٥١
أيما امرأة رفعت من بيت ، ١٢٨
تحتجز ، ثم لتقعد ، ٧٠
تزوج سوداء ولوداً ، ٢٩
تزوجوا فإن التزويج ، ٩
تزوجوا فإني مكاثر بكم ، ١٠٤
تزوجوا مع الأبكار فإنهن ، ٣١
تزوّجوا وزوّجوا ، ألا فمن ، ١١
ثلاث نسوة أتين رسول الله ، ١٠
ثلاثة يستظلون بظل العرش ، ١٦
جئت تبكي بالثكل ، ١٠٧
|
|
جائت إمرأة الى النبى ، ١٤٩
جاء رجل إلى أبي فقال له ، ٢٥
جاء رجل الى رسول الله فقال ، ٣٣
خير نساءكم الخمس ، ٣٤
خير نساءكم الطيبة الريح ، ٣٥
خير نساءكم قريش ، ٣١
دخلت إمرأة عثمان على ، ١١٩
دخل علينا رسول الله وفاطمة ، ١٢٩
رب العيال أحق بحمله ، ١٢٦
رزقك الله ذكراناً ، ١٠٧
ركعتان يصليها المتزوج ، ١٢
زوّجوا الأحمق ولا تزوّجوا الحمقاء ، ٣٧
زوجها من رجل تقى ، ٤٦
سمّه علياً فإن أبي ، ١٠١
شارب الخمر لا يزوّج ، ٤٨
شرار نساءكم المقفرة ، ٣٨
طاعة المرأة ندامة ، ١٣٣
عليكم بأكل بقلة الهندباء ، ١٠٩
عيال الرجل اسراؤه ، ١١٣ ، ١١٤
فإذا ادخلت عليه فليضع ، ٥٦
فأي رجل لطم إمرأته ، ١٤٦
فداروهن على كل حال ، ١٤١
فلا يعلم ما داخلنى من السرور ، ١٢٥
قل كل يوم إذا
أصبحت و ، ١٠١
|
قوما فادخلا البيت ، ١٢٤
كان إبراهيم أبي غيوراً ، ١٤٠
كلّ نكاح لا خطبة فيه ، ٧٩
كنا عند رسول الله ، ١٥٣
كيف رأيت ، ٩٦
لا تزوجه إن كان سيء ، ٤٧
لا تنكحوا القرابة القريبة ، ٤١
لا ما كنت خائفاً ، ١٧
لأن أدخل السوق ومعي درهم ، ١٢٦
لا ولا كرامة ، ٣٨
لا وليمة الا في خمس ، ٨٧
لا ينقص الكامل من كماله ، ١٢٦
لك خمس وستون سنة ، ٩٥
لما أراد رسول الله ٩ أن يتزوّج ، ٧٦
لما نزلت هذه الآية ، ١٤٨
ليتهيأ أحدكم لزوجته كما ، ١٣٨
ليس للرجل أن يدخل بإمرأته ، ٩١
ما استفاد امرء مسلم بعد ، ٥٨
ما أراهما يتفقان ، ٩١
ما بني في الإسلام أحبّ إلى الله ، ١١
ما خرجت الا لأعين مظلوماً ، ١٤٤
ما زوج رسول الله شيئاً من ، ٨٥
ما لك ؟ فقال : خير ، ٩٦
ما من إمرأة تسقى زوجها ، ١٢٨
ما من شاب تزوج في حداثة ، ١٣
|
|
من السنة التزويج بالليل ، ٥٧ ، ٨٨
من أحب أن يكثر ماله ، ١٠٨
من أحب أن يلقى الله طاهراً ، ١٢
من أحسن الناس خلقاً ، ١٤٣
من أراد أن يكثر ماله ، ١٠٨
من بركة المرأة قلة مهرها ، ٨٤
من ترك التزويج مخافة ، ٥٢
من تزوج إمرأة لا يتزوجها ، ٢٨
من تزوج إمرأة لمالها ، ٢٨
من تزوج إمرأة والقمر في ، ٩٠
من تزوج أحرز نصف دينه ، ١١
من تزوج في محاق الشهر ، ٩٠
من خطب إليكم فرضيتم ، ١٦ ، ٤٦
من زوج كريمته من شارب ، ٤٨
من زوج كريمته من فاسق ، ٤٨ ، ٤٩
من سعادة الرجل أن يكون له ، ٩٤
من شرب الخمر بعد ما حرمها ، ٤٨
من شقاء عبدي أن يعمل ، ٦٢
من عال ثلاث بنات أو ، ٩٨ ، ٩٩
من عدم الولد فليأكل البيضة ، ١٠٨
من عمل في تزويج بين مؤمنين ، ١٥
من كانت له إمرأة تؤذيه ، ١٤٤
من كانت له إمرأة ولم ، ١٥٢
من كن له ثلاث بنات فصبر ، ٩٩
من مات بلا خلف فكان لم ، ٩٤
|
نعم ، إنّما يشتريها بأغلي ، ٧٠
نعم ، لا بأس أن ينظر الرجل ، ٧٠
نعم هو حق ثم قال ، ٥٣
نعم يا أميرالمؤمنين ، ٨٢
والذى نفس محمد بيده ، ١٥١
وامنع العروس في اسبوعك ، ١٣٧
وأما حق الزوجة فأن تعلم ، ٥٦
ومن أصغى الى ناطق فقد ، ١٤٠
يا بني إنه ليس عليك إلاّ ، ٩١
يا حسن. قلت : لبيك ، ١٢٣
يا حكم وما تقول في هذا ، ١٢٢
يا علي إذا دخلت عروس ، ٩٠
يا علي إنّه قد ذكرها قبلك ، ٦٦
يا علي أحسن خلقك مع أهلك ، ١٤٢
يا علي قم واخطب لنفسك ، ٨١
يا علي من أطاع إمرأته ، ١٣٣
يا معشر الشباب عليكم ، ١٣
يا ميسّر ، تزوّج بالليل ، ٥٧
يأتي زمان على الناس يكون ، ١١٦
يسدّ جوعتها ، ويستر عورتها ، ١١٢
يشبعها ويكسوها وان جهلت ، ١٤١
يظهر في آخر الزمان واقتراب ، ٣٨
يكسوها من العرى ، ١٤١
ينبغي للرجل أن يوسع على ، ١١٣
|
٣) مصادر الكتاب
١
ـ الإحتجاج ................................................. فضل بن الحسن الطبرسي
٢
ـ الإختصاص ............................................................. شيخ المفيد
٣
ـ إبصار العين .................................................. الشيخ محمد السماوي
٤
ـ إرشاد القلوب ........................................ الحسن بن أبي الحسن الديلمي
٥
ـ اعلام الدين ........................................... الحسن بن أبي الحسن الديلمي
٦
ـ بحار الأنوار ....................................................... محمد باقر المجلسي
٧
ـ تحف العقول ................................................ الحسن بن شعبة الحراني
٨
ـ تفسير الصافي ...................................................... الف. يض الكاشاني
٩
ـ تهذيب الأحكام ............................................. محمد بن علي بن بابويه
١٠
ـ الثاقب في المناقب .......................................... محمد بن حمزة الطوسي
١١
ـ جامع الأخبار ........................................................... الشعيري
١٢
ـ حياة الإمام العسكري ........................................ محمد جواد الطبسي
١٣
ـ حياة الصديقة فاطمة .......................................... محمد جواد الطبسي
١٤
ـ الخرائج والجرائح ................................................ القطب الراوندي
١٥
ـ الخصال ................................................... محمد بن علي بن بابويه
١٦
ـ دعائم الإسلام ..................................................... القاضى نعمان
١٧
ـ ذخائر العقبى ................................................. محب الدين الطبرسي
١٨
ـ ذرايع البيان .................................................... محمد رضا الطبسي
١٩
ـ روضة المتقين ................................................... محمد تقي المجلسي
٢٠
ـ روضة الواعظين .............................. محمد بن أحمد بن الفتال النيسابوري
٢١
ـ سفينة البحار .................................................. الشيخ عباس القمي
٢٢
ـ عقاب الأعمال ............................................ محمد بن علي بن بابويه
٢٣
ـ علل الشرايع .............................................. محمد بن علي بن بابويه
٢٤
ـ عوالي اللئالي ............................................ ابن أبي جمهور الأحسائي
٢٥
ـ عيون أخبار الرضا ........................................ محمد بن علي بن بابويه
٢٦
ـ الفصول المهمة ................................................. ابن الصباغ المالكي
٢٧
ـ الكافي .................................................... محمد بن يعقوب الكليني
٢٨
ـ كشف الغمة .............................................. علي بن عيسى الاربلي
٢٩
ـ كنز العمال .......................................................... المتقي الهندي
٣٠
ـ لسان العرب ........................................................... ابن منظور
٣١
ـ اللمعة الدمشقية ..................................................... الشهيد الأول
٣٢
ـ مجمع البحرين ................................................. فخر الدين الطريحي
٣٣
ـ مجمع البيان ............................................ الفضل بن الحسن الطبرسي
٣٤
ـ المحجة البيضاء ............................................... المولى محسن الكاشاني
٣٥
ـ المقنعة ............................................................... الشيخ المفيد
٣٦
ـ مستدرك الوسائل ............................................ ميرزا حسين النوري
٣٧
ـ مشكاة الأنوار ........................................... علي بن الحسن الطبرسي
٣٨
ـ مسند الإمام العسكري ........................................ عزيز الله العطاردي
٣٩
ـ المحاسن ............................................. أحمد بن محمد بن الخالد البرقي
٤٠
ـ مناقب آل أبي طالب ................................ محمد بن علي بن شهر أشوب
٤١
ـ معاني الأخبار ............................................. محمد بن علي بن بابويه
٤٢
ـ مكارم الأخلاق ........................................ الحسن بن الفضل الطبرسي
٤٣
ـ من لا يحضره الفقيه ....................................... محمد بن علي بن بابويه
٤٤
ـ الميزان في تفسير القرآن ................................... محمد حسين الطباطبائي
٤٥
ـ نهج الفصاحة ..................................................... ابوالقاسم پاينده
٤٦
ـ وسائل الشيعة ........................................ محمد بن الحسن الحر العاملي
٤٧
ـ الوسيلة الكبرى ....................................... السيد أبو الحسن الإصفهاني
٤٨
ـ وسيلة النجاة ............................................ حاشية السيد الگلپايگاني
* * *
٤) فهرس الموضوعات
المقدمة .................................................................................. ٥
الحث
على الزواج
١. النّكاح سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ............................................................ ٩
٢. من أحبّ فطرتي ..................................................................... ١٠
٣. من رغب سنتي ...................................................................... ١٠
٤. أحبّ بناء في الإسلام ................................................................. ١١
٥. المحافظة على نصف الدين ............................................................. ١١
٦. أعمر بيت في الإسلام ................................................................. ١١
٧. فضل المتزوّج ........................................................................ ١٢
٨. الزواج في حداثة الشباب .............................................................. ١٢
جولة قصيرة في ما مرّ .............................................................. ١٣
السعي
في زواج الشباب
النّبي يأمر عمرو بن ثقيف ................................................................. ١٦
النّبي يسعى في زواج جويبر ............................................................... ١٨
لفت نظر ........................................................................ ٢٣
الإمام الباقر وزواج منجح ................................................................ ٢٤
بذل المال لزواج الشباب ................................................................. ٢٥
الزّواج
مع من …؟!
١. المؤمنة التقية.......................................................................... ٢٧
عليكم بذات الدين................................................................ ٢٨
٢. أن تكون وليدة ...................................................................... ٢٩
٣. المعينة لزوجها ....................................................................... ٣٠
٤. القرشيات ........................................................................... ٣١
٥. الأبكار من النساء ................................................................... ٣١
صفات
الزوجة الصالحة
١. محافظة على حقوق الزوج ............................................................. ٣٣
٢. العفيفة العزيزة في أهلها ............................................................... ٣٤
٣. خلعت مع زوجها درع الحياء ......................................................... ٣٤
٤. الهيّنة الليّنة .......................................................................... ٣٤
٥. الطيبة الريح ......................................................................... ٣٥
الزواج
المنهي
١. المرأة المجنونة ......................................................................... ٣٧
٢. الحمقاء ............................................................................. ٣٧
٣. الناصبية ............................................................................ ٣٨
٤. شرار النساء ......................................................................... ٣٨
٥. خضراء الدمن ....................................................................... ٣٩
الزواج
مع الأقرباء
الزواج مع الأقرباء ...................................................................... ٤١
وحق
الفتاة أيضاً
١. الإيمان والتقوى ...................................................................... ٤٥
٢. أن يكون أميناً ....................................................................... ٤٦
٣. أن يكون عفيفاً ...................................................................... ٤٦
٣. لا يكون سيّء الأخلاق ............................................................... ٤٧
٤. لا يكون شارب الخمر ................................................................ ٤٧
٥. لايكون فاسقاً ....................................................................... ٤٨
علل
ترك الزواج
١. مخافة الفقر .......................................................................... ٥١
٢. عدم اليسار ......................................................................... ٥٢
معلومات
عامة حول الزوجة
١. الزوجة أمانة الله ..................................................................... ٥٥
٢. الزوجة من نعم الله ................................................................... ٥٦
٣. الزوجة سكن للزوج ................................................................. ٥٧
٤. الزوجة لباس الزوج .................................................................. ٥٧
٥. الزوجة خير كنز ..................................................................... ٥٨
٦. الزوجة الصالحة خير ربح ............................................................. ٥٨
الإستشارة
والإستخارة
المشورة للزواج .......................................................................... ٦١
الإستخارة قبل الإستشارة ................................................................ ٦٢
الخطبة
والإختيار
الزهراء تختار علياً ........................................................................ ٦٦
إختيار شهربانويه الحسين عليهالسلام ............................................................ ٦٦
جواز
النظر إلى الخطيبة
جواز النظر إلى الخطيبة .................................................................. ٦٩
حضور
أكابر القوم في مجلس الخطبة
١. حضور الامام الرضا عليهالسلام ............................................................ ٧٣
٢. حضور الإمام الهادي عليهالسلام ............................................................ ٧٥
٣. حضور أبي طالب في مجلس الخطبة ..................................................... ٧٦
قراءة
الخطبة قبل العقد
خطبة النبي صلىاللهعليهوآله قبل عقد فاطمة عليهاالسلام .................................................... ٨٠
خطبة إلامام علي عليهالسلام بأمر النبي صلىاللهعليهوآله ..................................................... ٨١
خطبة الإمام الجواد عليهالسلام ................................................................. ٨٢
تعيين
المَهر والصداق
استحباب تخفيف المهر ................................................................... ٨٤
مقدار مهر أزواج النبي صلىاللهعليهوآله ............................................................. ٨٥
كيفية دفع المهر ......................................................................... ٨٥
ليلة
الزفاف
الف. رعاية المستحبات ................................................................... ٨٧
١. الوليمة ....................................................................... ٨٧
٢. التزويج بالليل ................................................................. ٨٨
٣. إستحباب الوضوء
لكلّ منهما ................................................... ٨٨
٤. الإبتهال إلى الله ............................................................... ٨٩
٥. وصية النبي لعلي ............................................................... ٨٩
ب. إجتناب المكروهات ................................................................. ٩٠
١. الدخول والقمر في
العقرب ..................................................... ٩٠
٢. الدخول في ساعة
حارة ........................................................ ٩٠
٣. الدخول ليلة
الأربعاء .......................................................... ٩١
طلب
الولد
لا فرق بين الإبن والبنت ................................................................. ٩٥
لا تدرون أيّهم أقرب لكم نفعاً ............................................................ ٩٥
أختار لك أو تختار لنفسك ............................................................... ٩٦
مالكم ريحانة أشمها ...................................................................... ٩٧
يا سكونى ما غمك ؟..................................................................... ٩٧
مستحبات أخرى لطلب الولد ............................................................ ٩٩
١. استحباب الدعاء
بالمأثور ....................................................... ٩٩
٢. الاستغفار والتسبيح
.......................................................... ١٠٠
٣. رفع
الصوت بالأذان في المنزل ................................................. ١٠١
٤. تسمية الولد بمحمّد
أو علي ................................................... ١٠١
تكثير
الاولاد
كثرة الولد عن لسان النبي والعترة عليهمالسلام .................................................. ١٠٤
الدعاء للاخرين بكثرة الولد ............................................................. ١٠٤
دعاء النبي صلىاللهعليهوآله لانس بن مالك ......................................................... ١٠٥
دعاء الامام الهادي للرجل الاصفهاني ..................................................... ١٠٥
دعاء العسكري عليهالسلام لمحمد بن علي ...................................................... ١٠٦
دعاء الإمام عليهالسلام لمحمد بن أحمد ......................................................... ١٠٧
توصيات أخرى لتكثير الأولاد ........................................................... ١٠٨
التوسعة
على العيال
الصبر على إعسار الزوج ................................................................ ١١٥
الحفاظ
على سلامة الزوجة
١. الغيرة على أهله ..................................................................... ١١٧
٢. ترك الرّهبانيّة....................................................................... ١١٩
٣. التزيين للزوجة ..................................................................... ١٢١
تزيين الإمام الباقر عليهالسلام
لزوجته ................................................... ١٢٢
٤. منعها من الجلوس في جمع الأصدقاء ................................................... ١٢٣
تقسيم
العمل والتعاون مع الأهل
التعاون من الأهل ...................................................................... ١٢٨
وصايا النبي صلىاللهعليهوآله
لأمير المؤمنين عليهالسلام
.............................................. ١٢٩
المشورة
مع الأهل
معالجة الروايات الناهية ................................................................. ١٣٢
١. الأمر بالمشورة
لفصال الولد ................................................... ١٣٤
٢. المشورة مع الأم
في زواج البنت ................................................ ١٣٤
وصايا
هامة إلى الزوجين
الف وصايا النبي إلى الزوج ............................................................. ١٣٧
١. إمنع زوجتك في إسبوعها الأول ...................................................... ١٣٧
٢. كن نظيفاً كما ..................................................................... ١٣٨
٣. لا تدخل البربط في بيتك ............................................................ ١٣٩
وقفة قصيرة ..................................................................... ١٣٩
٤. أحسن إليها واعفو عن ذنبها ......................................................... ١٤١
٥. العشرة الجميلة مع الزوجة ........................................................... ١٤٢
٦. أكرم زوجتك ولا تضربها ........................................................... ١٤٣
دفاع الإمام عن إمرأة
مظلومة ..................................................... ١٤٤
٧. رضا الرّب في تعليم الزوجة .......................................................... ١٤٧
٨. وقاية الزوجة من النار .............................................................. ١٤٨
٩. أمر الزوجة بالصلاة والزكاة ......................................................... ١٤٨
ب. وصايا النبي إلى الزوجة ............................................................. ١٤٩
١. أعظم الناس حقاً على الزوجة ........................................................ ١٤٩
٢. لو جاز السجود لبشر ، لأمرت ...................................................... ١٥٠
٣. أوّل ما تسئل المرأة .................................................................. ١٥٠
٤. لا تؤدي حق ربّها حتى ............................................................. ١٥١
٥. لا تخرجي بغير إذن زوجك .......................................................... ١٥١
٦. لا تتزيّنى لغير زوجك ............................................................... ١٥١
٧. لا تحملي على زوجك ما لا يطيق .................................................... ١٥٢
٨. لا تؤذي زوجك ولا تسخطيه ....................................................... ١٥٢
٩. أطيعي زوجك ..................................................................... ١٥٢
١٠. أحسن شيء للنساء ؟! ............................................................ ١٥٣
وصايا النّبي لحولاء العطارة ............................................................. ١٥٣
فهرس
الآيات ........................................................................ ١٦٢
مصادر
الكتاب ...................................................................... ١٦٤
|