بْسم الله الرَّحْمنِ
الَّرحِيمِ
« وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادي عَنَيِّ فَاِّني
قَريبٌ أُجيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعَانِ »
أمَّن يجيبُ
المضطَّر إذا دَعَاهُ وَيَكْشفُ السوءَ « وَإذَا مَسَّ الانْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا
لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعداً أوْ قَائِماً »
« وإذا مَسَّ الانسان
ضُرِّ دعا ربه منيباً إليه » « وَإذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرِّ دَعوْا رَبَّهُمْ
مُنيِبيِنَ إلَيْه » .
__________________
تقريظ آية الله العظمى السيد عبد الاعلى
السبزواري دامت بركاته.
بْسم الله الرَّحْمنِ
الَّرحِيمِ
الحمدُ لله ربِّ العالمين ، والصَلاةُ
والسَلامُ على خير خلقه ، محمد وآله الطَيِّبينَ الطاهرينَ. وبعد ، فإنَّ من قضاء
الله تعالى وقدره الحتميِّين ، أنه جلَّ جلاله ، يختار في كل قرنٍ رجالاً ، هم
صفوة الناس ، بهم ، يثير دفائن العقول ، ويذكِّرهم منسيُّ الفطرة إتماماً للحجة ،
وإيضاحاً للحجَّة ، وممَّن اختاره الله تعالى ، لهذه الموهبة العظمى ، الامام
الهمام ، ووصيُّ مَن هو للانبياء شرفٌ وختام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي
بن ابي طالب : ، الذي يروي
عن أجداده عن رسول الله 9
، عن جبرائيل ، عن الله جلَّت عظمته ، جميعَ المعارف التكوينية والتشريعية ، فهو 7 ، لسانُ خاتم النبيِّين ، بل جميع
الانبياء ومِّمن أخذ قطرة من هذا البحر ، الذي لا ساحلَ له ، علم الاعلام ،
الحجَّة قرة المتتبِّعين العظام ، الشيخ باقر شريف القرشي ، فانه دامت معاليه ،
أشار إلى حقيقة ، تقصر عن معرفتها إفهام ذوي العقول ، وورد ساحة تزلُّ دونها أقدام
الفحول ، فهو المثل الاعلى ، علماً وعملاً ، وصار أهلاً لان تكون له هذه « الصحيفة
الصادقية » الغراء التي يحق أن يقال فيها أنها من تجليات المدعو في الداعي ،
وتفاني الداعي في مرضاة المدعو ، عند التوجه والثناء ، فرفع الله
تعالى في الدارين شأنه ، وجعل أفئدة
الناس ، تهوى إلى مؤلفَاتهِ الشريفةِ ، ونفعهم من ثمرات علمه وعمله ، انه سميع
مجيب.
|
٩ شعبان عام ١٤٠٨ ه
عبد الاعلى الموسوي
السبزواري
|
تقديم
ـ ١ ـ
الدعاء ، سمو في الروح ، وإشراق في
النفس ، يربط الانسان بربه خالق الكون ، وواهب الحياة ، من بيده مجريات الاحداث ،
وهو بكل شيء محيط.
إن علاقة الانسان بربه ، علاقة ذاتية ،
ومتأصلة في نفس الانسان ، فهو يفزع إليه ، أذا دهمته كارثة من كوارث الدهر ، أو
ألمت به محنة من محن الايام .. إنه يدعو ربه ضارعاً منكسراً ، لا يجد أحداً يلجأ
إليه ، ولا يكشف عنه الضر والشقاء سوى الله تعالى اللطيف بعباده ، وقد تحدث القرآن
الكريم ، عن هذه الظاهرة ، في كثير من آياته ، قال تعالى : « وَإذَا مَسَّ
الانْسَانَ الضُرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً ، فَلَمّا
كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إلى ضُرٍّ مَسَّهُ »
وقال تعالى
: « وَإذَا
مَسَّ النَاسَ ضُرِّ دَعُوا رَبَّهُم مُنِيبينَ إليْه ، ثُمَّ إذا إذاقَهُمْ
مِنْهُ رَحْمَةً ، إذَا فَريقٌ مِنْهُمْ بِرَّبهمْ يُشْرِكوُنَ »
إن الالتجاء
إلى الله تعالى ، والفزع إليه ، في وقت المحنة والازمات ، أمر ذاتي للانسان ، مهما
كانت اتجاهاته وميوله ، وقد قرأت في بعض الكتب ، أو الصحف ، أن شخصاً
__________________
كان في طائرة ،
وفيها جماعة من الماركسيين وغيرهم ، ممن لا دين لهم ، فاصاب الطائرة عطب ، وهي في
الجو ، ففزعوا جميعا إلى الله تعالى ، ببكاء لينقذهم من هذه الكارثة ، فاستجاب
الله دعاءهم ، ونجاهم مما هم فيه ، وعقب الشخص قائلا : إني لا أصدق بعد ذلك ، أن
هناك من يجحد الله تعالى ولا يؤمن به ، فإنه إن جحده بلسانه ، فان قلبه مطمئن به.
ـ ٢ ـ
إن من ثمرات الدعاء ، ومعطياته ، إزالة
ما ران على القلوب ، من غشاوات وجفاء ، ورفع المرء إلى البشرية المثالية ،
والانسانية الكريمة ، إنه ـ من دون شك ـ يهذب النفوس ، ويحسن الطباع ، وينمي
النزعات الخيرة ، ويبعث على الاقتداء بآداب المتيقن والصالحين ، الذين هم سادات
المجتمع وقادته ، ويحذر من شرار الخلق ، الذين يؤثرون الباطل على الحق ، ويفضلون
الشر على الخير ، وهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وأي ثمرة يظفر بها
الانسان أهم وأغلى من هذه الثمرة؟.
ـ ٣ ـ
أما الدعاء إلى الله ، والابتهال إليه ،
فانه من أبرز القيم ، الرفيعة الماثلة عند الانبياء :
، فقد كان ابتهالهم إلى الله ، ومناجاتهم له من أهم المتع عندهم ، ولنستمع إلى
خليل الله إبراهيم وإبنه إسماعيل وهما يرفعان أسس البيت الحرام ، فكانا مع كل لبنة
يضعانها في بناء البيت المعظم ، يشفعانها بالدعاء إلى رب البيت قائلين :
« ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم .. »
.
ويدعوان أيضا قائلين :
« ربنا واجعلنا مسلمين لك ، ومن ذريتنا أمة
مسلمة لك ، وأرنا
__________________
مناسكنا
، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .. »
.
إن دعاء إبراهيم ، ودعاء ولده إسماعيل ،
إنما هو دعوة إلى التكامل الانساني ، ودعوة إلى التحرر ، من النزعات الشريرة ،
ودعوة للظفر بالخير ، بجميع صورة ومفاهيمه.
ـ ٤ ـ
واهتم أئمة أهل البيت : ، بالادعية إهتماما باغلا ، لانها بلسم
للنفوس الحائرة في متاهات هذا الكون ، كما أنها في نفس الوقت ، خير ضمان لردع
النفوس ، عن غيها وطيشها.
وبلغ من اهتمام أئمة الهدى : ، بهذا التراث الروحي ، أنهم خلفوا
ثروة هائلة ، من الادعية النفيسة ، فقد ذكر السيد الجليل ، نادرة زمانه ، السيد
ابن طاووس ، ان خزانة مكتبته تحتوي على ثماني مائة كتاب من الادعية ، أثرت عن
الائمة الطاهرين .
ومن الطبيعي ، أن هذا الزخم من الادعية
، ينم عن معرفتهم الكاملة بالله تعالى ، فقد أبصروه بقلوبهم المشرفة ، وعقولهم
النيرة .. تدبروا في آيات الله ، وأمعنوا النظر في عجائب هذا الكون ، وتأملوا في
خلق هذا الانسان ، فآمنوا بالله إيمانا لا يخامره أدنى شك ، وكان من مظاهر إيمانهم
الوثيق ، أنهم إذا قاموا للصلاة بين يدي الله تعالى ، ترتعد فرائصهم ، وتتغير الوانهم
، وقد قيل للامام الحسن سبط رسول الله 9
، وريحانته في ذلك ، فأجاب سلام الله عليه : « حق على من وقف بين يدي رب العرش ،
ان ترتعد فرائصه ، ويصفر لونه .
__________________
لقد اتجهوا بقلوبهم ، وعواطفهم نحو الله
، الذي يعلم دقائق النفوس ، وخواطر القلوب ، فعبدوه ، واخلصوا في عبادته وطاعته ،
كأعظم ما يكون الاخلاص.
وكان أول من فتح باب الادعية ، من
الائمة الطاهرين ، سيد العترة الطاهرة ، الامام أمير المؤمنين 7 ، فقد حفلت كتب الادعية ، بالشئ الكثير
من أدعيته ، كدعاء كميل ، ودعاء الصباح وغيرهما من الادعية ، التي تمثل جوهر
الايمان ، وحقيقة العبودية المطلقة لله تعالى ، وهكذا كانت أدعية ولده الامام ،
السبط الشهيد الحسين 7
، فإن أدعيته في عرفات ، وفي كربلاء ، تعتبر صرحا من صروح الايمان بالله تعالى ،
يتزود بها الداعي ، ويتسلح بها الذاكر ، ويتبصر بها المؤمن ، وأما أدعية ولده
الامام زين العابدين 7
، التي سميت بالصحيفة السجادية ، فهي انجيل آل محمد 9
، وهي من أجل الثروات الروحية في الاسلام ، وقد اهتم بها علماء المسلمين وغيرهم ،
لانها من مناجم الفكر ومن ذخائر التراث الانساني.
لقد حفلت سيرة أئمة أهل البيت : ، بالابتهال والتضرع إليه ، فلا تقرأ
سيرة أحد منهم ، إلا وتجد صفحات مشرقة من أدعيتهم ، ومناجاتهم لله تعالى ، الامر
الذي يدل ـ بوضوح ـ على عميق أتصالهم بالله ، وأنقطاعهم إليه.
ـ ٦ ـ
إن أدعية أئمة أهل البيت : نفحة من رحمات الله ، تهدي الحائر ،
وتضئ الطريق ، وتوضح القصد إلى الله ، وقد امتازت عن بقية أدعية الصالحين والمتقين
بما يلي :
أولا
: ـ إنما تمثل انقطاعهم الكامل ،
واتصالهم الوثيق بالله تعالى ، استمعوا إلى ما يقوله الحسين 7 ، في بعض أدعيته مخاطبا الله :
« ماذا وجد من فقدك ، وماذا فقد من وجدك؟؟.
»
أرأيتم هذا الايمان الذي تجاوز حدود
الزمان والمكان؟ لقد تفاعل مع عواطف أبي الاحرار ومشاعره ، حتى صار من عناصره
ومقوماته.
ثانياً
: ـ إنها لم تقتصر على التضرع إلى الله
تعالى ، فقد احتوت على أمور بالغة الاهمية كان منها :
أ ـ التوحيد ، والنبوة ، والامامة.
ب ـ الاخلاق.
ج ـ السياسة.
د ـ الاجتماع.
ه ـ الاقتصاد.
وأدعيتهم ، مليئة بهذه الامور ، كما دعت
إلى النشاط الفكري ، والعمل الجاد ، في مختلف جوانب الحياة.
ثالثا
: ـ إن أدعيتهم ، تمتاز بأساليبها
الرائعة ، فقد بلغت الذروة ، في بلاغتها ، وفصاحتها ، فليس في أي بند من بنودها ،
أو فقرة من فقراتها ، جملة أو كلمة ، يمجها الطبع ، وينفر منها الذوق ، فقد نظمت
في أرقي أسلاك البلاغة والفصاحة ، وتعد من مناجم الادب العربي.
رابعا
: ـ إنها تدعو إلى صفاء النفوس ، من
أدران الحياة ، المليئة باللهو والمغريات ، وتحليتها بالآداب والفضائل .. هذا مجمل
ما أمتازت به أدعية الائمة الطاهرين :
من الخصائص.
ـ ٧ ـ
والشئ المحقق الذي لا يخالجه شك ، أنه
لا يمكن بأي حال من
الاحوال ، أن تتحقق
الاهداف النبيلة ، التي يصبوا إليها الانسان ، من الحرية ، والكرامة والامن ،
والاخاء ، إلا إذا ساد الايمان بالله تعالى ، بين أمم العالم ، وشعوب الارض ،
وارتبط الانسان بخالقه ، وآمن بأنه مسؤول أمام الله عما يعمله ، وعما يقترفه من
إثم أو ذنب ، في حق نفسه ، أو في حق مجتمعه ، كما أنه من المؤكد أنه لا يجدي شيئا
، ما تعمله هيئة الامم المتحدة ، بمنظماتها المختلفة ، وما يجاهد في سبيله فلاسفة
العصر ، وقادة الفكر والسياسة ، في العالم ، من العمل على تقدم الانسان ، وتطوير
حياته ، وإنقاذه من ويلات الحروب ، ودمارها ، وإزالة الحواجز ، التي أحدثها اختلاف
الجنسيات والقوميات ، واختلاف الالوان والمذاهب الاقتصادية ، من الرأسمالية
والشيوعية ، فإنه بالرغم مما بذلته من جهود مكثفة ، في سبيل الاصلاح الاجتماعي ،
فانها لم تستطع تحقيق ذلك ، وبقيت مقرراتها حبرا على ورق .. إن الذي يغير مجرى
تأريخ البشرية إلى الافضل ، ويفتح لها آفاقا مشرقة ، من العزة والكرامة ، إنما هو
الايمان بالله تعالى لا غيره ، من الوسائل المادية ، ومما لا شك فيه ، أنه سيظل
الانسان يطارده الخوف والفزع ، كلما بعد عن الله تعالى ...
ـ ٨ ـ
ونعود للحديث عن أدعية الامام أبي
عبدالله الصادق 7
، فانها قبس من نور الاسلام ، ومشاعل مضيئة ، من هدي القرآن ، وهي ـ من دون شك ـ
من انجع الوسائل التربوية ، في إقامة الاخلاق ، وتهذيب الطباع ، وهي من ذخائر
الارصدة الروحية في الاسلام. ومن الجدير بالذكر ، أن أدعية الامام 7 ، قد شملت جميع أعماله ، فلم يقم بأي
عمل إلا وشفعه بالدعاء ، والتضرع إلى الله ، وهذا مما يؤكد ما قاله مالك بن أنس من
أن الامام 7 ، كان في
جميع أوقاته مشغولا بذكر الله تعالى ، والانابة إليه.
وبحثت جهد ما توصل إليه تتبعي في مصادر
الادعية والحديث ، عن
أدعية الامام الصادق
7 ، فظفرت
بمجموعة كبيرة من أدعيته ، أسميتها « الصحيفة الصادقية » وجعلتها إحدى حلقات «
حياة الامام الصادق 7
». وهي تلقي الاضواء ، على روحانية هذا الامام العظيم ، الذي ملا الدنيا بعلومه ،
ـ على حد تعبير الجاحظ ، ومنه تعالى نستمد التوفيق والعون ، لاكمال هذه الموسوعة ،
وابرازها إلى عالم النشر ، ورأيت أن أقدم هذا الجزء إلى القراء ، نظرا لاهميته ،
فإنه من تراثه الروحي الذي يحتاج إليه الناس أبدا في كل زمان ومكان! ..
أحاديث الامام
الصادق (ع) في الدعاء
وأولى الامام الصادق 7 ، المزيد من الاهتمام ، في الدعاء
والابتهال إلى الله ، لانه من أنجع الوسائل وأعمقها ، في تهذيب النفوس ، واتصالها
بالله تعالى ، وقد أثرت عنه كوكبة من الاحاديث ، في فضل الدعاء وآدابه ، وأوقات
استجابته ، وغير ذلك مما يرتبط بالموضوع ، ويتصل به ، وفي ما يلي ذلك.
فصل الدعاء :
أشاد الامام الصادق 7 بفضل الدعاء ، وأهاب بالمسلمين أن لا
يتركوه في جميع أمورهم ، صغيرها وكبيرها ، وأن يكونوا على اتصال دائم بالله ، الذي
بيده جميع مجريات الاحداث ، وكان من بعض ما قاله فيه :
أ ـ : قال 7
: « عليكم بالدعاء ، فإنكم لا تقربون بمثله ، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا
بها ، إن صاحب الصغار هو صاحب الكبار » .
ب ـ واوصى الامام 7 ، صاحبه ميسر بن عبد العزيز ، بملازمة
الدعاء في جميع الاحوال ، قال له :
__________________
« يا ميسر ادع ، ولا تقل إن الامر قد
فرغ منه ، أن عند الله عزوجل ، منزلة لا تنال إلا بمسألة ، ولو أن عبدا سد فاه ،
ولم يسأل ، لم يعط شيئا ، فسل تعط ، يا ميسر ، إنه ليس من باب يقرع ، إلا يوشك أن
يفتح لصاحبه .. » .
إن الامام 7
اراد من الانسان المسلم ، أن يرتبط بخالقه ، في جميع شوؤنه وأحواله ، فبيده تعالى
، العطاء والحرمان ، ومن فاز بالاتصال به فقد فاز بخير عميم.
الدعاء عبادة :
واعتبر الامام الصادق 7 ، الدعاء ضربا من ضروب العبادة ، ونوعا
من أنواعها فقال :
« الدعاء هو العبادة ، التي قال الله
عزوجل : « إن الذين
يستكبرون عن عبادتي » ، أدع الله عزوجل ، ولا تقل ، إن الامر
قد فرغ منه ، فان الدعاء هو العبادة.
وعلق الفقيه الكبير زرارة على الجملة
الاخيرة ، من كلام الامام. قال : إنما يعني لا يمنعك ايمانك بالقضاء والقدر ، أن
تبالغ بالدعاء ، وتجهد فيه .
الدعاء يدفع القضاء :
وحث الامام الصادق 7 ، على الدعاء ، لانه من جملة الاسباب ،
التي يستدفع بها البلاء ، وقد أدلى 7
بذلك ، بمجموعة
__________________
من الاحاديث من
بينها :
أ ـ قال 7
: « إن الدعاء يرد القضاء ، ينقضه كما ينقض السلك ، وقد أبرم إبراما. » .
ب ـ قال 7
: « إن الله عزوجل ، ليدفع بالدعاء الامر الذي علمه ، أن يدعي له فيستجيب ، ولولا
ما وفق العبد من ذلك الدعاء ، لاصابه ما يجتثه من جديد الارض. » .
ج : ـ قال 7 : « الدعاء يرد القضاء ، بعدما أبرم
إبراما ، فاكثروا من الدعاء ، فانه مفتاح كل رحمة ، ونجاح كل حاجة ، ولا ينال ما
عند الله عزوجل إلا بالدعاء ، وإنه ليس باب يكثر قرعه ألا يوشك أن يفتح لصاحبه ..
» .
وحكت هذه الاحاديث غن أهمية الدعاء ،
وأنه من الاسباب الفعالة في دفع البلاء المبرم.
الدعاء شفاء من الداء :
إن الدعاء وصفة روحية ، وهو من أوكد
الاسباب في ازالة الامراض ، فإن له تأثيرا بالغا في الشفاء من كل داء ، وقد قررت
البحوث الطبية الحديثة ذلك ، واكدت ان الطب الروحي ، من أهم الاسباب في إزالة
الامراض المستعصية ، خصوصا الامراض النفسية ، وقد اكتشف الامام الصادق 7 ، هذه الظاهرة ، فقال للعلاء بن كامل :
« عليك بالدعاء فانه شفاء من كل داء ..
» .
__________________
آداب الدعاء :
وضع الامام الصادق 7 ، منهجا خاصا لآداب الدعاء ، فعلى
المسلم السير على ضوئه ، يقول 7
:
« إحفظ أدب الدعاء ، وانظر من تدعو ،
وكيف تدعو ، وحقق عظمة الله وكبرياءه ، وعاين بقلبك علمه ، بما في ضميرك ، وإطلاعه
على سرك ، وما تكون فيه من الحق والباطل ، واعرف طرق نجاتك وهلاكك ، كي تدعو الله
بشيء فيه هلاكك ، وأنت تظن أن فيه نجاتك ، قال الله تعالى : « وَيَدْعُو الانسَانُ
بِالشرِّ دُعَاءَهُ بالخَيْرِ ، وكان الانسَانُ عَجُولاً »
وتفكر : ماذا تسأل؟ وكم تسأل؟ ولماذا تسأل؟!.
والدعاء : إستجابة الكل منك للحق ،
وتذويب المهجة في مشاهدة الرب ، وترك الاختيار جميعا ، وتسليم الامور كلها ، ظاهرا
وباطنا ، إلى الله تعالى فإن لم تأت بشرط الدعاء فلا تنتظر الاجابة ، فانه يعلم
السر وأخفى ، فلعلك تدعوه بشيء ، قد علم من سرك خلاف ذلك .. » .
ووضع الامام 7 في هذا الحديث ، المناهج لآداب الدعاء
، التي منها أن يتأمل الداعي ، ويفكر بوعي في عظمة من يدعوه ، ويرجو منه أن يفيض عليه
بقضاء حوائجه ، وعليه أن يعرف ، أنه يدعو خالق الكون ، العالم بخفايا النفوس ،
وأسرار القلوب ، كما أن على السائل ، أن يمعن في مسألته ، وينظر في أبعادها ، لكي
لا يدعو بما فيه هلاكه ، وكذلك عليه ، أن يسلم جميع أموره ، ظاهرها وباطنها لله
تعالى ، من بيده العطاء والحرمان ، وعلى الداعي أن يراعي بدقة هذه الآداب ، فان
أهملها فلا ينتظر الاجابة من الله.
__________________
إستجابة الدعاء :
أدلى الامام الصادق 7 ، بكوكبة من الاحاديث ، أعرب فيها ، عن
الاسباب الموجبة لاستجابة الدعاء ، وهذه بعضها :
أ ـ الاقبال على الله :
من أهم الاسباب في استجابة الدعاء ، أن
يقبل الداعي على الله تعالى بقلبه ، وأن لا يكون دعاؤه بلسانه ، وقلبه مشغولا
بشؤون الدنيا ، وقد أعلن الامام الصادق 7
ذلك بقوله :
« إن الله عزوجل لا يستجيب دعاء بظهر
قلب ساه. فإذا دعوت فاقبل بقلبك ، ثم استيقن الاجابة .. » .
وقال 7
لبعض اصحابه :
« إذا دعوت فاقبل بقلبك ، وظن حاجتك
بالباب .. » .
إن اتجاه الانسان بقلبه وعواطفه ، في
حال دعائه ، شرط أساسي ، في نجاح دعائه.
ب ـ التضرع إلى الله
من الشروط في إجابة الدعاء : إبتهال
الداعي ، وتضرعه أمام الله تعالى ، وقد ذم الله الذين لا يتضرعون إليه ، قال تعالى
: « ولقد
أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ».
وقد سئل
الامام الصادق 7
، عن كيفية الابتهال إلى الله في أثناء الدعاء ، فقال : الابتهال رفع
__________________
اليدين ، ومدهما
وذلك عند الدمعة ، ثم أدع. .
جـ ـ الثناء على الله :
وينبغي للداعي ، قبل أن يشرع في دعائه ،
أن يمجد الله ، ويذكر الطافه ، ونعمه عليه ، ثم بعد ذلك يدعو ، وقد أثرت عن الامام
الصادق 7 ، في ذلك ،
مجموعة من الاحاديث منها :
١
ـ قال 7 :
إذا طلب أحدكم الحاجة ، فليثن على ربه ، وليمدحه ، فان الرجل ، إذا طلب الحاجة من
السلطان ، هيأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه ، فإذا طلبتم الحاجة ، فمجدوا الله
العزيز الجبار ، وامدحوه ، وأثنوا عليه تقول :
« يا أجْوَدَ مَنْ أعْطَى ، وياخَيْرَ
مَنْ سُئِلَ ، يا أَرْحَمَ مَنْ استًرْحِمَ ، يا أَحَدُ ، يا صَمَدُ ، يا مَنْ لم
يَلِدْ ، ولم يُولَدْ ، ولم يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ، يا مَنْ لم يَتَّخِدْ
صَاحبةً ولا وَلَداً ، يا مَنْ يَفْعَلُ ما يَشَاءُ ، وَيَحْكُمُ ما يُرِيد ،
وَيَقْضِي ما أَحَب ، يا مَنْ يَحُولُ بَبْنَ المَرءِ وَقلْبِهِ ، يا مَنْ هُوَ
بالمنْظَرِ الأعلََى ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، يا سَمِيعُ يا بَصِيرُ.
ثم أوصى الامام ، بالاكثار من ذكر أسماء
الله تعالى ، والصلاة على النبي وآله ، وبعد ذلك أمر بالقول :
اَلْلّهُمَ ، أَوسِعْ عَلَيَّ مِن
رِزْقِكِ الحَلاَلِ ، ما أَكُفُّ بِهِ وَجْهِي ، وأَؤدي بِهِ أَمانَتي ، وَأَصِلُ
بِهِ رَحِمي ، وَيَكُونُ عَوْناً لي في الحَجِّ وَالعُمْرَةِ .. » .
__________________
٢
ـ قال 7 :
« اياكم ، إذا أراد أحدكم ، أن يسأل ربه شيئا من حوائج الدنيا والآخرة ، حتى يبدأ
بالثناء على الله عزوجل ، والمدح له ، والصلاة على النبي 9 ، ثم يسأل الله حوائجه .. » .
٣
ـ روى الفقيه الكبير محمد بن مسلم قال :
قال أبو عبد الله 7
: إن في كتاب الامام أمير المؤمنين 7
: ان المدحة قبل المسألة ، فإذا دعوت الله عزوجل فمجده ، قلت : كيف أمجده؟ قال :
تقول :
« يَاَ مَنْ هُوَ أَقرَبُ إليَّ مِن
حَبْلِ الوَرِيدِ ، يا فَعَّالاً لِمَا يُرِيدُ ، يا مَنْ يَحُولُ بَين المَرْءِ
وَقَلْبِهِ ، ويا مَنْ هُوَ بالمَنْظَرِ الاَعْلى ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شيْءٌ .. » .
٤
ـ قال 7 :
« إذا إردت أن تدعو فمجد الله عزوجل ، وأحمده ، وسبحه ، وهلله ، وأثن عليه ، وصلى
على محمد 9 ، ثم سل تعط
.. » .
د ـ الالحاح في الدعاء :
من الامور ، التي لها الاثر في إجابة
الدعاء ، الالحاح في الدعاء ، وكثرة السؤال من الله وقد أعلن ذلك الامام الصادق 7 بقوله :
« إن الله عزوجل ، كره إلحاح الناس
بعضهم على بعض في المسألة ، وأحب ذلك لنفسه ، إن الله عزوجل يحب أن يسأل ، ويطلب
ما عنده .. » .
__________________
هـ ـ اجتماع المسلمين :
من الاسباب المؤدية لاستجابة الدعاء ،
إجتماع المسلمين في دعائهم ، وتضرعهم إلى الله تعالى ، وقد أعلن ذلك الامام الصادق
7 بقوله :
« ما من رهط أربعين رجلا ، إجتمعوا
فدعوا الله عزوجل في أمر ، إلا إستجاب لهم ، فان لم يكونوا أربعين فأربعة ، يدعون
الله عزوجل ، عشر مرات ، إلا استجاب لهم ، فإن لم يكونوا أربعة فواحد يدعو الله
أربعين مرة ، فيستجيب الله العزيز الجبار له .. » إن إجتماع المسلمين له موضوعية في نجاح
الدعاء واستجابته ، وقد أكد الامام الصادق 7
ذلك ، في كثير من أحاديثه ، وقد قال : كان أبي ، إذا أحزنه أمر ، جمع النساء
والصبيان ، ثم دعا ، وأمنوا .
و ـ الصلاة على النبي وآله :
وأعلن الامام الصادق 7 ، أن من موجبات إستجابة الدعاء ،
ونجاحه ، الصلاة على النبي وآله ، قال 7
:
« لا يزال الدعاء محجوبا ، حتى يصلي على
محمد وآل محمد. » .
وقال 7
: من دعا ولم يذكر النبي 9
، رفرف الدعاء على رأسه ، فإذا ذكر النبي 9
، رفع الدعاء
لقد جعل الله تعالى الصلاة على نبيه العظيم ، من الوسائل الفعالة ، في استجابة
الدعاء.
__________________
ز ـ تسمية الحاجة :
وينبغي للداعي ، أن يذكر حاجته ، في
إطار دعائه ، قال الامام الصادق 7
: « إن الله تبارك وتعالى ، يعلم ما يريد العبد إذا دعاه ، ولكنه يحب أن تبث إليه
الحوائج ، فإذا دعوت فسم حاجتك .. » .
ح ـ أوقات الدعاء :
وأدلى الامام الصادق 7 ، بمجموعة من الاحاديث ، عن الاوقات
التي يرجى فيها إجابة الدعاء ، وهي :
١
ـ قال 7 :
« أطلبوا الدعاء ، في أربع ساعات : عند هبوب الرياح ، وزوال الافياء ، ونزول القطر ، وأول قطرة من دم
القتيل المؤمن ، فان أبواب السماء تفتح ، عند هذه الاشياء .
٢
ـ قال 7 :
يستجاب الدعاء في أربعة مواطن : في الوتر ، وبعد الفجر ، وبعد الظهر ، وبعد المغرب
.
٣
ـ قال 7 :
قال أمير المؤمنين 7
: إغتنموا الدعاء عند أربع : عند قراءة القرآن ، وعند الاذان ، وعند نزول الغيث ،
وعند إلتقاء الصفين للشهادة .
٤
ـ قال 7 :
قال رسول الله 9
: خير وقت دعوتم الله عزوجل فيه الاسحار ، وتلا هذه الآية في قول يعقوب : « سوف
__________________
أستغفر
لكم ربي » قال : « أخرهم إلى السحر » .
٥
ـ قال 7 :
كان أبي ، أذا طلب الحاجة ، طلبها عند زوال الشمس ، فإذا أراد ذلك ، قدم شيئا
فتصدق به ، وشم شيئا من طيب ، وراح إلى المسجد ، ودعا في حاجته بما شاء الله .
٦
ـ قال 7 :
« إن في الليل لساعة ، ما يوافقها عبد مسلم ، ثم يصلي ، ويدعو الله عزوجل فيها ،
إلا استجاب له في كل ليلة ، فقال عمر بن أذينة : أصلحك الله ، وأي ساعة هي من
الليل؟ قال 7 : إذا مضى
نصف الليل ، وهي السدس الاول من أول النصف .
٧
ـ روى عبدالله بن سنان ، قال :
سألت أبا عبدالله 7
، عن الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة. قال : ما بين فراغ الامام من
الخطبة ، إلى أن تستوي الصفوف بالناس ، وساعة أخرى من آخر النهار ، إلى غروب الشمس
.
هذه هي الاوقات ، التي يؤمل فيها
استجابة الدعاء ، فينبغي للداعي مراعاتها.
الدعاء للاخوان :
وحث الامام الصادق 7 على الدعاء للاخوان ، بظهر الغيب ، لان
في ذلك إيجادا للتضامن الاسلامي ، ونشرا للمودة والمحبة بين المسلمين ، قال 7 : « دعاء المرء لاخيه ، بظهر الغيب ،
يدر
__________________
الرزق ، ويدفع
المكروه .. » .
وحكى الامام 7 لاصحابه ، ما قاله جده الرسول 9 ، في فضل دعاء المسلم ، لاخوانه المسلمين.
قال 7 :
« قال رسول الله 9 ، ما من مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمنات ،
إلا رد الله عزوجل عليه ، مثل الذي دعا لهم به ، من كل مؤمن ومؤمنة ، مضى من أول
الدهر ، أو هو آت إلى يوم القيامة ، إن العبد ليؤمر به إلى النار يوم القيامة
فيسحب ، فيقول المؤمنون والمؤمنات : يا رب ، هذا الذي كان يدعو لنا ، فشفعنا فيه ،
فيشفعهم الله عزوجل فيه ، فينجو » .
دعوات مستجابة :
وأدلى الامام الصادق 7 ، في بعض أحاديثه ، عن الدعوات
المستجابة وفي ما يلي ذلك :
١
ـ قال 7 :
كان أبي يقول :« خمس دعوات ، لا يحجبن عن الرب تبارك وتعالى : دعوة الامام المقسط
، ودعوة المظلوم ، يقول الله عز وجل : « لانتقمن لك ، ولو بعد حين » ودعوة الولد
الصالح لوالديه ، ودعوة الوالد الصالح لولده ، ودعوة المؤمن لاخيه بظهر الغيب ،
فيقول : ولك مثله .. » .
٢
ـ قال 7 :
كان أبي يقول : إتقوا الظلم ، فان دعوة المظلوم تصعد إلى السماء .
__________________
٣
ـ قال 7 :
قال رسول الله 9
: أربعة لا ترد لهم دعوة ، حتى تفتح لهم أبواب السماء ، أو يصير إلى العرش : الوالد
لولده ، والمظلوم على من ظلمه ، والمعتمر حتى يرجع ، والصائم حتى يفطر .
٤
ـ قال 7 :
قال رسول الله 9
: ليس شيء أسرع إجابة من دعوة غائب لغائب .
٥
ـ قال 7 :
قال رسول الله 9
: إياكم ، ودعوة المظلوم ، فانها ترفع فوق السحاب ، حتى ينظر الله عزوجل إليها ،
فيقول : إدفعوها حتى استجيب له ، وإياكم ودعوة الوالد فإنها أحد من السيف .
٦
ـ قال 7 :
ثلاثة دعوتهم مستجابة : الحاج ، فانظروا كيف تخلفونه ، والغازي في سبيل الله ،
فانظروا كيف تخلفونه ، والمريض ، فلا تغيظوه ولا يضجروه .
هؤلاء هم الاصناف الذين يستجيب الله
دعاءهم ، وقد أكد الامام 7
، بصورة خاصة ، على دعوة المظلوم الذي لا يجد ناصرا إلا الله ، فإنها لا ترد ، وإن
الله تعالى لابد أن ينتقم من ظالمه ولو بعد حين.
دعوات لا تستجاب :
وأعلن الامام الصادق 7 ، في بعض أحاديثه ، عن الاشخاص الذين
لا يستجاب دعاؤهم ، وهم.
__________________
أ
ـ : قال 7 :
أربعة لا تستجاب لهم دعوة :
رجل جالس في بيته. يقول : الهم ارزقني ،
فيقال له : ألم آمرك بالطلب؟
ورجل كانت له امرأة فدعا عليها ، فيقال
له : ألم أجعل أمرها إليك؟
ورجل كان له مال فأفسده ، فيقول :
اللهم ارزقني ، فيقال له : ألم آمرك
بالاقتصاد؟ ألم آمرك بالاصلاح؟
ثم تلا قوله تعالى : « والذين إذا أنفقوا لم
يسرفوا ولن يقتروا وكان بين ذلك قواما »
ورجل كان له
مال ، أدانه بغير بينة ، فيقال له ألم آمرك بالشهادة؟ .
ب
ـ قال 7 :
ثلاثة ترد عليهم دعوتهم : رجل رزقه الله مالا فأنفقه في غير وجهه ، ثم قال : يا رب
ارزقني. فيقال له : ألم أرزقك؟ ورجل دعا على امرأته ، وهو لها ظالم ، فيقال له :
ألم أجعل أمرها بيدك؟ ورجل جالس في بيته ، وقال : يا رب ارزقني ، فيقال له : الم
أجعل لك السبيل إلى طلب الرزق؟ .
وحكت هذه الاحاديث ، بعض المعالم في
الاقتصاد الاسلامي ، فقد دعت إلى العمل ، الذي هو الركيزة الاولى في تنمية اقتصاد
الامة ، وازدهار الرخاء فيها ، كما نهت عن الكسل والخمول ، وان الله تعالى ، لا
يستجيب دعاء العاطلين عن العمل ، مع قدرتهم عليه ، وفي ذلك دعوة خلاقة إلى
العمل ، وعدم تجميد
طاقة الانسان ، وهو من الاسس القويمة في بناء الاقتصاد العالمي.
ومنعت هذه الاحاديث ، تبذير المال ،
والاسراف في إنفاقه فإنهما الاساس في فقر الفرد ، وانهيار ثروته.
وبهذا ينتهي بنا المطاف حول بعض أحاديث
الامام 7 ، التي القت
الاضواء على الدعاء ، وبينت مدى أهميته البالغة في قضاء مهمات الناس.
القسم الاول :
من أدعيته في الصباح والمساء
أما أدعية الامام الصادق 7 ، فإنها تكشف جانبا مشرقا ، من
روحانيته المقدسة ، وتدلل على إنابته ، وانقطاعه إلى الله ، في جميع شؤونه وأموره
.. وكان يجد في دعائه مع الله ، متعة روحية لا تعادلها أية متعة ، من متع الحياة ،
ونعرض في هذا المقطع بعض أدعيته ، وفي ما يلي ذلك :
١ ـ أدعيته في الصباح والمساء :
أثرت عن الامام الصادق 7 ، كوكبة من الادعية الجليلة ، كان يدعو
بها في صباحه ومسائه ، وهذه بعضها :
أ ـ روى فرات بن حمزة ، هذا الدعاء
الجليل ، عن الامام 7
، وقد أوصاه بالمواظبة عليه ، وهذا نصه :
« اَللَّهُمَّ ، إني أَصْبَحْتُ
أَسْتَغْفِرُكَ في هَذَا الصَّبَاحِ ، وَفي هَذَا اليَوْمِ ، وَأَبْرَأُ إلَيْكَ
مِنْ أَهْلِ لَعْنَتِكَ. اَلْلّهُمَّ ، إني أَصْبَحْتُ أَبْرَأُ إلَيْكَ في هَذَا
اليَوْمِ وَفي هَذَا الصَّبَاحِ ، مِمَّنْ نَحْنُ بَيْنِ ظَهْرَانِيهِمْ مِنَ
المُشْرِكِينَ ، وَمِمَّا كَانُوا يَعْبدُونَ ، إنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ
فَاسِقِينَ.
اَلّلُهَّم ، إجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ
مِنَ السَّمَاءِ إلى اَلَأرْضِ ، في هَذَا
الصَّبَاحِ ، وَفي
هَذَا اليَوْمِ ، بَرَكَةً على أَوْليَائِكَ ، وَعِقَاباً عَلى أَعْدَائِكَ ،
اَلّلهُمَّ ، وَالِ مَنْ وَالاَكَ ، وعَادِ مَنْ عَاَدَاكَ ، اللّهُمَّ ، أُختمْ
لي بِالامنِ وَاَلايمَان ، كُلَّمَا طَلَعَتْ شَمْسٌ أَوْ غَرُبَتْ ، اللّهُمَ ،
اغْفِرْ لي وَلِوَالِدَيَّ ، وَارْحَمْهُمَا ، كَمَا رَبَّيّاني صَغِيراً.
اللّهُمَّ ، أغْفِرْ لِلمُؤْمِنينَ وَاَلمُؤْمِنَاتِ ، وَالْمُسْلِمينَ
وَاَلْمُسْلِمَات ، اَلاحيَاءِ مِنْهُمْ وَاَلَامْوَاتِ ، اللّهُمَّ ، إنَّكَ
تَعْلَمُ مُتَقَلَّبَهُمْ وَمَثْوَاهُمْ.
اَلْلَّهُمَّ ، إحْفَظْ إمَامَ
المُسلِمينَ ، بِحِفْظِ الايمَانِ ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزِيزاً ، وافتَحْ لَهُ
فَتحاً يَسيرَاً ، واَجْعَلْ لَهُ وَلَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً .. اللّهُمَّ
إلْعَنْ .. وَالفِرَقَ المُخْتَلِفَةَ على رَسولِكَ ، وَوُلاِةِِ اَلامْرِ بَعْدَ
رَسولِكَ واَلَائِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ وَشِيعتِهِمْ ، وَأَسْأَلُكَ اَلْزِّيَادَةَ
مِنْ فَضْلِكَ ، واَلاقْرَارَ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِكَ ، وَالتَسْلِيمَ لأمْرِكَ
، وَالمْحَافَظَةَ لِمَا أَمَرْتَ بِهِ ، لا أَبْتَغِي بِهِ بَدَلاً ، ولا
أَشْتَرِي بِهِ ثَمناً قليلاً.
اَلْلّهُمَّ ، إهدِنِي فِيمنْ هَدَيْتَ
، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ، إنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَي عَلَيْكَ ، وَلا
يُذَلُ مَنْ وَالَيْتَ ، تَبَارَكْتَ وتَعالَيْتَ ، سُبحَانَكَ رَبَّ البَيْتِ ،
تَقَبَّلْ مِني دُعَائي ، وَمَا تَقَّربْتُ بِهِ إليْكَ ، فَضَاعِفْهُ لي
أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً كَثيِرَةً ، وَآتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ، وَأَجْراً
عَظِيماً ، رَبِّ ، ما أَحْسَنَ ما ابْتَلَيْتَنِي ، وَأَعَظَمَ مَا أَعْطَيْتَني
، وأَطوَلَ مَا عَافَيْتَني ، وَأكْثَرَ مَا سَتَرْتَ عَليَّ فَلَكَ اَلْحمْدُ يا
إلهي ، كَثيراً طَيِّباً مُبَارَكاً عَلَيْهِ ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ ، وَمِلْءَ
اَلَأرْضِ وَمِلْءَ مَا شَاَء رَبِّي كَما يُحبُ وَيَرْضَى ، وَكَما يَنْبَغِي
لِوَجْهِ رَبِّي ذَي الجَلالِ وَالإكْرَامِ .. » .
__________________
حكى المقطع الاول من دعاء الامام 7 ، براءته من المشركين ، الذين يعبدون
غير الله. كما حكى عن نقمته البالغة ، على أئمة الظلم والجور في عصره ، الذين
سلبوا حرية الامة ، ونهبوا ثرواتها ، واستبدوا في شؤونها ، فقد دعا عليهم بالهلاك
والدمار ، لانقاذ المجتمع الاسلامي ، من ظلمهم وجورهم .. كما دعا لائمة الهدى
بالنصر والفتح ، وهم الذين يشيعون العدل بين الناس ، وهذا الدعاء ، من الادعية
السياسية ، التي كان يدعو بها الامام ، لاقرار الامن والرخاء بين الناس.
وختم الامام دعاءه ، بالدعاء لنفسه ،
ملجئا جميع أموره إلى الله تعالى ، طالبا منه ، أن يضاعف له الخير ، وأن يسدي إليه
بنعمه وألطافه.
ب ـ طلب صفوان من الامام الصادق 7 ، أن يزوده بدعاء ، يقرأه في الصباح
والمساء ، ليتسلح به من طوارق الزمان ، فعلمه الامام 7
هذا الدعاء :
« اَلْحَمْدُ للِه ، الذي يَفْعَلُ ما
يَشَاءُ ، وَلا يَفْعَلُ ما يَشَاءُ غَيْرُهُ ، اَلْحَمْدُ للِه ، كَمَا يُحبُّ
الله أَنْ يُحْمَدَ ، اَلْحَمْدُ للِه كَمَا هُوَ أَهْلُهُ ، اَلْلَّهُمَّ ،
أدخِلّني في كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فيه مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَأََخْرجْني
مِنْ كُلِّ سُوءٍ أخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، وَصَلَّى اَلله
على مُحَمَّدٍ وَآلَ مُحَمَّدٍ .. » .
أناط هذا الدعاء الشريف ، جميع الامور ،
بقدرة الله ومشيئته ، فهو وحده يفعل ما يشاء ، ولا يشاركه أحد في ذلك ، فالحمد
والمجد له ، لا لغيره تبارك وتعالى ، وطلب الامام في هذا الدعاء من الله ، أن يفيض
عليه من كل خير أفاضه على نبيه العظيم 9
، وأن ينقذه من كل سوء أنقذ منه نبيه 9
وآله ، وما أثمن هذا الطلب وأجله!
__________________
ج ـ ومن الادعية الجليلة التي كان يدعو
بها الامام 7 ، في الصباح
هذا الدعاء :
« الحمد لله الذي أصبحنا ، والملك له ،
وأصبحت عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك في قبضتك ، اللهم ، ارزقني من فضلك رزقا من
حيث احتسب ، ومن حيث لا أحتسب ، واحفظني من حيث أحتفظ ومن حيث لا أحتفظ.
اللّهُمَّ ، ارْزُقْني مِنْ فَضْلِكَ ،
وَلا تَجْعَلْ لي حَاجَةً ، إلى أَحَدٍ منْ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ ، ألبِسْني
العَافِيَةَ ، وَارْزُقْني عَلَيْهِا اَلْشُكْرَ ، يا وَاحِدُ ، يا أَحَدُ يا
صَمَدُ ، يا اللهُ الذي لَمْ يَلِدْ ، ولَمْ يُولَدْ ، ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْواً
أَحَدٌ ، يا اللهُ يا رَحْمنُ يا رِحِيمُ ، يا مَالِكَ المُلْكِ ، وَرَبَّ
الأرْبَابِ ، وَسَيِّدَ السَادَاتِ ، يا الله لا إلهَ إلَّا أنْتَ ، إشْفِني
بِشِفَائِكَ ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسُقْمٍ ، فَإني عَبْدُكَ ، وَأبْنُ عَبْدِكَ ،
أتَقَلَّبُ في قَبْضَتِكَ .. » .
وحكى هذا الدعاء ، إقرار الامام 7 ، بالعبودية المطلقة لله تعالى ، الملك
العدل ، الذي بيده جميع مجريات الاحداث ، كما حكى إنقطاع الامام ، والتجاءه إلى
الله في جميع أموره ، التي منها رزقه وحفظه وعافيته.
د ـ ومن أدعية الامام الجليلة هذا
الدعاء ، وكان يدعو به في الصباح ، وقد رواه الفقيه الثقة ، معاوية بن عمار ، وهذا
نصه :
« اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ ، أَحْمَدُكَ
، وأَسْتَعِيُنكَ ، وَأَنْتَ رَبيِّ ، وَأَنا عَبْدُكَ ، أَصْبَحْتُ على عَهْدِكَ
وَوَعْدِكَ ، أو منُ بِوَعْدِكَ ، وَأوفي بِعَهْدِكَ ما
__________________
اسْتَطَعْتُ ، ولا
حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا باللهِ وَحْدَهُ ، لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَصْبَحْتُ على فِطْرَةِ الإسْلامِ ،
وَكَلِمَةِ الإخلاصِ ، وَمِلَّةَ إبْرَاهيمَ ، وَدِينِ مُحَمَّدٍ 9 ، على ذلِكَ أحْيَا وَأَموتُ ، إنْ
شَاءَ اللهُ ...
اللّهُمَّ ، أَحْيِنِي ما أحْيَيْتَني
بِهِ ، وَأَمِتْني إذَا أمَتَّني على ذلِكَ ، وابْعَثْني إذا بَعَثْتَني على ذلِكَ
، أَبْتَغِي بِذلِكَ رِضْوَانَكَ ، وَاتِباع سَبيلِكَ ، إلَيْكَ ألْجَأتُ ظَهْري ،
وَإلََيْكَ فَوَّضْتُ أمري ، آلُ مُحَمَّدٍ 9
أَئِمَّتي لَيْسَ لِي أَئِمَةٌ غَيْرَهمْ ، بِهِمْ أَئْتَمُّ ، وَإيَاهُمْ أَتَوَلَّى
، وَبِهِمْ أَقْتَدِي ، اللّهُمَّ إجْعَلْهمْ إوليائي في الدُّنْيا وَاَلآخِرَةِ ،
وَاجْعَلْني أُوَالي أَوْلِيَاءَهُمْ ، وَأُعَادي أَعْدَاءَهُمْ ، في الدُّنْيا
والآخِرَةِ ، وَأَلْحِقْني بالصَّالِحين وَآبائي مَعَهُمْ ... » .
ولقد أعرب الامام 7 ، في هذا الدعاء ، عن التزامه الكامل
بحرفية الاسلام ، من الوفاء بعهد الله ، ووعده ، والشهادة له بالواحدانية ،
والايمان برسالة رسوله العظيم 9
، الذي غير مجرى الحياة ، وأضاءها برسالته المشرقة ، كما أعرب الامام 7 ، عن تفويض جميع أموره ، وشؤونه إلى
الله ، وتمسكه الوثيق بأئمة الهدى ، من آبائه الذين هم سفن النجاة ، وأمن العباد ،
وفي ذلك ارشاد إلى المسلمين بضرورة ولائهم ، والاخلاص لهم في المودة.
ه : ـ وكان الامام الصادق 7 ، يدعو بهذا الدعاء الجليل ، إذا إنبثق
نور الصبح ، وهذا نصه بعد البسملة :
« أصْبَحْتُ بِالله مُمْتَنِعاً ،
وَبِعِزَّتِهِ مُحْتَجِباً ، وَبِأَسْمَائِهِ عَائِذاً ، مِنْ شَرِّ
__________________
الشيْطَانِ
وَالسُّلْطَانِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَاَبَّةٍ ، رَبِّي أَخِذٌ بِنَاَصِيَتِهَا ،
إنَّ رَبِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. فَإِنْ تَوَلَوْا فَقُلْ : حَسْبِيَ اللهُ ،
لا إلهَ إلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ ،
فَسَيَكْفيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ ، اللهُ خَيْرٌ خَبِيْرٍ
حَافِظاً ، وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ ، إنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّموَاتِ
وَاَلأرْضَ أَنْ تَزُولَا ، وَلَئِنْ زَالَتا ، إنْ أمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ
بَعْدِهِ ، إنَّهُ كَاَنَ حَليماً غَفُوراً.
اَلْحَمْدُ للهِ ، الذي أَذْهَبَ
اللَّيْلَ بِقُدْرَتِهِ ، وَجَاءَ بِالنَّهَارِ بِرَحْمَتِهِ ، خَلْقاً جَدِيداً ،
وَنَحْنُ في عَافِيَةٍ ، بِمَنِّهِ وَجُودِهِ وَكَرَمِهِ ، مَرْحَباً
بِالحَافِظِينَ ، ..
وكان يلتفت عن يمينه ، ويقول : حياكما
الله من كاتبين ، ثم يلتفت عن شماله ، ويقول : أكتبا رحمكما الله :
بِسْمِ اللهِ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ
إلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً ، عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ ، وَأَشْهدُ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيةٌ لا رَيْبَ فِيهَا ، وَأَنَّ الله
يَبْعَثُ مَنْ في القُبُورِ ، على ذلِكَ أَحْيَا وَعَلَيْهِ أَمُوتُ ، وَعَلَيْهِ
أُبْعَثُ إنْ شَاءَ اللهُ ، أَقْرِئَا مُحَمَّداً 9
مِني السَّلامُ.
أصْبَحْتُ في جِوَارِ الله ، الذي لا
يُضَامُ ، وَفي كَنَفِ اللهِ ، الذي لا يُرَامُ ، وَفي سُلْطَانِهِ الذي لا
يُسْتَطَاعُ ، وفي ذِمَّةِ الله التي لا تُخْفَرُ ، وَفي عِزَّ الله الذي لا
يُقْهَرُ ، وفي حَرَمِ الله المَنيعِ ، وَفي وَدَايِعِ اللهِ التي لا تَضِيعُ ،
وَمَنْ أَصْبَحَ للهِ جَاراً فَهُوَ آمِنُ مَحْفوظً.
أَصْبَحْتُ وَاْلمُلْكُ والمَلَكُوتُ ،
وَالعَظَمَةُ وَالجَبَروتُ ، وَالجَلالُ وَاَلاكْرَامُ ، والنَّقْضُ وَالابْرَامُ
، وَالعِزَّةُ وَالسُّلْطَانُ ، وَالحُجَّةُ وَالبُرْهَانُ ،
وَالكِبْرِيَاءُ وَالرُّبُوبَيَّةُ
، وَالقُدْرَةُ ، وَالهَيْبَةُ ، وَالمِنْعَةُ ، وَالسَّطْوَةُ ، وَالرَّأْفَةُ
وَالرَّحْمَةُ ، وَالعَفْوُ وَالعَافِيَةُ ، وَالسَّلَامَةُ ، وَالطَّولُ
وَالآلآءُ ، وَالفَضْلُ وَالنَّعْمَاءُ ، وَالنُورُ وَالضِيَاءُ ، وَالَامْنُ ،
وَخَزائِنُ الدُّنْيا وَالآخِرةِ ، لله رَبِّ العَالَمينَ الوَاحِدِ ، القَهَّارِ
، المَلِكِ الجَبَّارِ ، العَزِيزِ الغَفَّارِ.
أَصْحَبْتُ لا أُشْرِكُ بِاللهِ ، وَلا
أتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلياً ، وَلا أَدْعو مَعَهُ إلهاً ، إنّي لَنْ يُجِيرَنِي
مِنَ الله أَحَدٌ ، وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ، اللهُ ربّي حَقّاً ،
لا أُشرِك بِالله شَيْئاً ، الله أعَزُّ وَأَكْبَرُ ، وَأَعْلى وَأقْدَرُ ، مِما
أَخَافُ وَأَحْذَرُ وَلا حوْلَ وَلا قُوَةَ إلَّا بِاللهِ العَليِّ العَظِيم.
اللّهُمَّ ، كَمَا أذْهَبْتَ
بِاللَّيْلِ ، وَأَقْبَلتَ بِالنَّهَاَرِ ، خَلْقَاً جَديداً مِنْ خَلْقِكَ ،
وآيةً بَيِنَهً مِنْ آيِاتِكَ ، فَصَلِّ على مْحَمَّدٍ ، وَأذْهِبْ عَنَّي كُلَّ
غَمٍّ وَهَمٍّ ، وَحُزْنٍ وَمَكرْوهٍ ، وَبَلِيَّةٍ وَمِحْنَةٍ ، وَمُلِمَّةٍ ،
وَأقْبِلْ إليَّ بِالعَافِيَةِ ، وَأمْنُنْ عليَّ بِالرَّحْمَةِ ، وَالعَفْوِ
وَالتَّوْبَةِ ، وَادْفَع عَني كُلَّ مَعَرَّةٍ وَمَضَرَّةٍ ، بِحَوْلِكَ ،
وَقُوَّتِكَ ، وَجُودِكَ ، وَكَرَمِكَ ، أعوذُ بالله ، بِمَا عَاذَتْ بِهِ
مَلائِكَتُهُ ، وَرُسُلُهُ ، مِنْ شَرِّ هَذَا اليَومِ ، وَما يَأتي بَعْدَهُ ،
وَمِنَ الشيْطَانِ وَالسُّلطَانِ ، وَرُكوب الحَرَامِ وَالآثَامِ ، وَمِنْ شَرِّ
السَامَّةِ والهَامَّةِ ، وَالعَيْنِ اَلْلَّامَّةِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابةٍ ،
رَبِّي آخِذٌ بَنَاصِيَتِهَا ، إنَّ رَبِّي على صِرَاطٍ مُسْتَقيمٍ ، أعوذُ بالله
، وَبِكَلِمَاتِهِ وَعَظَمَتِهِ ، وَحَوْلهِ وَقُوَّتِهِ ، وَقُدْرَتِهِ مِنْ
غَضَبِِهِ وَسُخْطِهِ وَعِقَابِهِ ، وَأَخْذَهِ وَبَأْسِهِ ، وَسَطْوَتِهِ
وَنَقْمَتِهِ ، مِنْ جَميعِ مَكَارِهِ الدُّنْيا وَالآخِرَة ، وامْتَنَعتُ
بِحَوْلِ الله وَقُوَّتِهِ ، مِنْ حَوْلِ خَلْقِهِ جَميعاً ، وقُوَّتهمْ ،
وَبِرَبِّ اَلفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ، وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إذا وَقَبَ ،
وَمنْ شَرِّ النفَّاثَاتِ في العُقَدِ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذا حَسَدَ ،
وَبِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إلهِ النَّاسِ ، مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ ،
الخَنَّاسِ ،
الذي يُوَسْوِسُ في
صُدورِ النَّاس ، مِنَ الجِنَّةِ والنَّاسِ ، فَإنْ تَوَلَّوا فَقُل : حَسْبِيَ
اللهُ ، لا إله إلا هُوَ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيم
،
بِالله أَسْتَفْتِحُ ، وَبِالله
اَسْتَنْجِحُ ، وَعلى اللهِ أَتَوَكَّلُ ، وَبِاللهِ اَعْتَصِمُ ، وَأسْتَعينُ ،
وَأسْتَجيرُ ، بَسْمِ اللهِ خَيْرِ الَاسْماءِ ، بِسْمِ اللهِ ، الذي لا يَضُرُّ
مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الارْض ، وَلا في السَّمَاءِ ، وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ
، رَبّي إني تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ ، رَبِّي إنّي فَوَّضْتُ أَمْري إلَيْكَ ،
رَبِّي إنّي ألْجَاْتُ ضَعْفَ رُكْني إلى قُوَّةٍ رُكْنِكَ ، مستعيناً بِكَ على
ذَوي التَعَزُّزِ عَلىَّ ، وَالقَهْرِ لي ، وَالقُدْرَةِ على ضَيْمي ، والاقْدَامِ
على ظُلْمي ، أَنا وَأْهلي وَوَلَدي في جوارِكَ ، وَكَنَفِكَ ، رَبِّ ، لا ضَعْفَ
مَعَكَ ، وَلا ضَيْمَ على جَارِكَ ، رَبِّ ، فاقْهَرْ قَاهِري بِعِزَّتِكَ ،
وَأوهِنْ مُسْتَوْهِني بِقُدْرَتِكَ ، وَاقْصِمْ ضَائِمي بِبَطْشِكَ ، وَخُذْ لي
مِنْ ظَالمي بِعَدْلِكَ ، وَأَعِذْني مِنْهُ بِعِيَاذِكَ ، وَأَسْبِلْ عليَّ
سِتْرَكَ ، فَإنَّ مَنْ سَتَرْتَهُ آمِنٌ مَحْفُوظٌ ، وَلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ
إلَّا بِاللهِ العَليّ العَظيمِ.
يَا حَسَنَ البَلاءِ ، يا إلهَ مَنْ في
الَارْض ، وَمَنْ في السَّماءِ ، يا مَنْ لا غِنى لِشَيْءٍ عَنْهُ ، وَلا بُدَّ
لِشَيْءٍ مِنْهُ ، يا مَنْ مَصيرُ كُلِّ شَيْءٍ إليهِ ، وَوُرُودُهُ إليهِ ،
وَرِزْقُهُ عَلَيْهِ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَتِوَلَّني ، وَلا تَولِني
أَحَداً مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ ، كَمَا خَلَقْتَني ، وَغَذيْتَني ، وَرَحِمْتَني ،
فَلا تُضَيِّعْني ، يا مَنْ جودُهُ وَسِيلَةُ كُلِ سَائِلٍ ، وَكَرَمُهُ شَفيعُ
كُلِّ آمِلٍ ، يا مَنْ هُوَ بالجودِ مَوْصوفٌ ، إرْحَمْ مَنْ هُوَ بِاْلإِسَاءَة
مَعْروفٌ ، يا كَنْزَ الفُقَرَاءِ ، يا مُعِينَ الضُعَفَاءِ.
اللّهُمَّ : إنّي أدْعوكَ ، لِهَمّ لا
يُفَرِّجْهُ غَيرُكَ ، وَلِرَحْمَةٍ ، لا تُنَالُ إلَّا مِنْكَ ، وَلِحَاجَةٍ لا
يَقْضيهِِا إلَّا أَنْتَ ، اللّهُمَّ كَمَا كَانَ مِنْ شَأنِكَ ، ما أرَدْتني
بِهِ مِنْ ذِكرِكَ ،
وَالْهَمْتَنيهِ مِنْ شُكْركَ ، وَدُعائِكَ ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأنِكَ
اَلْإستجابةُ لي فيما دَعَوْتُكَ بِهِ ، وَالنَّجَاةُ لي فِي ما فَزِعتُ إلَيكَ
مِنْهُ ، فَإنْ لَمْ أكُنْ أهْلاً أنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ ، فإنَّ ، رَحْمَتَكَ
أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَني ، وَتَسَعَني فَإنَّهَا وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ ، وَأنا
شَيءٍ فَلتَسَعْني رَحْمَتُكَ يا مَوْلايَ.
اللّهُمَّ ، صَلَّ على مُحَمَّدً وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَامْنُنْ عَليَّ ، وَأعْطِنْي فكاكَ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ ،
وَأوجِبْ لي الجَنَّة بِرَحْمَتِكَ ، وَزَوِّجْني مِنَ الحورِ العينِ بِفَضْلِكَ ،
وَأجِرْني مِنْ غَضَبِكَ ، وَوَفِّقْني لما يُرْضِيكَ عَني ، وَاعْصِمْني مِمَّا
يُسْخِطُكَ عَليَّ ، وَاَرْضِني بما قَسَمْتَ لي ، وَبَارِكْ لي فيما أَعْطَيْتَني
، واجْعَلْني شَاكِراً لِنِعْمَتِكَ ، وَارْزُقْني حُبَّكَ ، وَحُبَّ كُلَّ مَنْ
أحَبَّكَ ، وَحُبَّ كُلَّ عَمَلٍ يقَرِّبُني إلى حُبِّكَ ، وَامْنُنْ عليَّ
بالتَوَكُّلِ عَلَيكَ ، وَالتَفْويضِ إلَيْكَ ، وَالرِّضَا بِقَضائِكَ ،
وَالتَسْليِمِ لَأمْرِكَ ، حَتَّى لا أُحِبَّ تَعْجيلَ ما أَخَّرْتَ ، وَلا
تَأْخيرَ ما عَجَّلتَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، وَصلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ ، آمين يا رَبَّ العَالمينَ.
اللّهُمَّ ، أَنْتَ لِكُلِّ عَظيمَةٍ ،
وَلِكُلِّ نَازِلَةٍ ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَدٍ ، وَاكْفني كُلَّ
مَؤونةٍ وَبَلاءٍ ، يا قَديمُ. العَفوَ عَنّي ، يا مَنْ رِزْقُ كلِّ شَيْء
ٍعَلَيْهِ ، ..
وكان 7
، يشير بإصبعه ، على من يخاف شره وكيده ويقرأ :
وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ
سَدّاً ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَداً ، فَأَغْشَيْناهُم ، فَهُمْ لا يُبْصِرونَ ،
إنّا جَعَلّنا على قُلوبِهِم أكِنَّةٌ إنْ يَفْقَهوهُ ، وَفي آذَانِهِم وَقْراً ،
وَإنْ تَدْعُهُمْ إلى الهُدى فلَنْ يَهْتَدوا إذاً أَبَداً ، أُولئكَ الَّذِينَ
طَبَعَ اللهُ على قُلوبِهِم ، وَسَمْعِهِمْ ، وَأَبْصَارِهِمْ ، وَاولئِكَ هُمُ
الغَافِلونَ ، أَفَرَأَيْتَ مَنِ
اتَّخَذَ إلهَهُ
هَوَاهُ ، وَأَضَلَّهُ الله على عِلمٍ ، وَخَتَمَ على سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ،
وَجَعَلَ على بَصَرِهِ غِشَاوَةً ، فَمَنْ يَهْديهِ مِنْ بَعْدِ الله أَفَلا
تَذَكَّرُونَ. وَإذا قَرَأْتَ القُرْآنَ ، جَعَلْنَا بَيْنَكَ ، وَبَيْنَ الذين لا
يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ ، حِجَاباً مَسْتوراً ، وَجَعَلْنا على قُلُوبِهِمْ
أَكِنَّةٌ أَنْ يَفْقَهوهُ ، وَفي آذَاَنِهِمْ وَقْراً ، وَإذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ
في القُرآن وَحْدَهُ ، وَلّوا على أدْبَارِهِمْ نُفُوراً ، الحَمْدُ للهِ رَبِّ
العَالمينَ اللّهُمَّ ، إنّي أَسْأَلُكَ ، بِاْسمِكَ الذي بِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ
، وَبِِهِ تَقُومُ اَلَارضُ ، وَبِهِ تُفَرِّقُ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ ،
وَبِهِ تَجْمَعُ بَيْنَ المُتَفَرِّقِ ، وَبِهِ تُفَرِّقُ بَيْنَ المُجْتَمِعِ ،
وَبِهِ أحْصَيْتَ عَدَدَ الرِّمَالِ ، وَزِنَةَ الجِبَالِ ، وَكَيْلَ البِحَاِر ،
أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَنْ تَجْعَلَ لي مِنْ أَمْري فَرَجَاً
، إنَكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ... » .
لقد علمنا الامام 7 كيف ندعو الله وكيف نتوسل إليه وكيف
نناجيه.
أرأيتم ، كيف خاطب الامام ربه ، بهذا الدعاء
الحافل ، بجميع ألوان الادب والخضوع؟! ومن الطبيعي ، أنه ناشئ عن معرفته الكاملة ،
بالله تعالى ، مصدر الفيض لجميع الكائنات.
وحكى هذا الدعاء ، التجاء الامام 7 إلى الله ، وشكواه إليه ، ممن بغى عليه
من حكام عصره ، الذين جهدوا على ظلمه ، وقهره ، وفي طليعتهم المنصور الدوانيقي ،
العدو الاول للاسرة النبوية ، الذي تجاوز ببطشه لهم ما اقترفه الامويون من إثم
وظلم.
__________________
٢ ـ ادعية قبل طلوع الشمس وغروبها :
أ ـ كان الامام الصادق 7 ، يدعو قبل شروق الشمس وغروبها ، بهذا
الدعاء المبارك ، وقد منحه تلميذه محمد بن مروان وهذا نصه :
« أَسْتَعِيذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ
الرَّجيم ، وَاعوُذُ باللهِ أنْ يَحْضُرونِ ، إنَّ اللهَ هُوَ السَّميعُ العَليمُ
، لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لا شَريِكَ لَهُ ، يُحْيي وَيُميتُ ، وَهُوَ على
كُلَّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. ».
وكان يقرأ هذا الدعاء عشر مرات ، وقد حث
على قراءته ، وقال : من نسيه فليقضه .
ب ـ ومن أدعيته ، قبل شروق الشمس
وغروبها ، هذا الدعاء ، وأعتبره من السنن الاسلامية ، وهذا نصه :
« لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لا
شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ ، وَلَهُ الحَمد ُ، يُحْيي وَيُمِيتُ ، وَهُوَ حَيٌّ
لا يَمُوتُ ، بيَدِهِ الخَيْرُ ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ..
وكان يقرأ ذلك عشر مرات ، ثم يقول :
« أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ العَليمِ
، مِنْ هَمَزَاتِ الشِّيَاطِينِ ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُروُنِ ، إنَّ
اللهَ هُوَ السِّميعُ العَليمُ .. »
وكان يقول : ذلك عشر مرات ، وأوصى 7 ، بملازمة هذا الدعاء. وقال : من نسي
ذلك فليقضه ، كما تقضي الصلاة إذا نسيها .
__________________
٣ ـ دعاؤه بعد الغداة :
كان الامام الصادق 7 ، يدعو بهذا الدعاء المبارك بعد
الغداة. وقال للعلاء بن كامل : إن من الدعاء ما ينبغي لصاحبه إذا نسيه أن يقضيه.
وهو :
« لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ ، لا
شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ ، وَلَهُ الحَمْدُ ، يُحْيي وَيُميتُ ، وَيُميتُ
وَيُحْيي ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ ، بِيَدِِهِ الخَيْرُ كُلُّهُ ، وَهُوَ على
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ..
وكان يقول ذلك عشر مرات ، ثم يقول :
« أعوذ بالله السميع العليم .. »
يقول ذلك عشر مرات لقد كان الامام 7 لهجا بذكر الله تعالى في جميع أحواله.
٤ ـ ادعيته عند خروجه من منزله :
لقد اعتصم الامام 7 بالله ، والتجأ إليه ، وكان لهجا بذكره
، ودعائه ، في جميع آناء زمانه ، والتي منها فيما يقول الرواة ، أنه إذا خرج من
منزله إلى الجامع النبوي ، الذي هو مقر بحوثه ودروسه ، كان يدعو بما يلي :
أ ـ روى أبو حمزة قال : رأيت الامام أبا
عبدالله 7 ، يحرك
شفتيه حين أراد أن يخرج ، وهو قائم على الباب ، فقلت : إني رأيتك تحرك شفتيك حين
خرجت ، فهل قلت شيئا؟ قال : نعم ، إن الانسان إذا خرج من منزله يقول حين يخرج :
الله أكبر الله أكبر ثلاثا ، ثم يقول : بالله أخرج ، وبالله أدخل ، وعلى الله
أتوكل ، يقول ذلك ثلاثا ، ثم يقول :
اللّهُمَّ افْتَحْ لي في وَجْهي هََذَا
بِخَيْرٍ ، وَاخْتُمْ لي بِخَيْرٍ ، وَقِني شرَّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ أخِذٌ
بِنَاصِيَتِها ، إنَّ رَبِّي على صِرَاطٍ مُسْتَقيمٍ .. فَإذَا قَاَل ذَلِكَ ،
فَإنَّهُ لَمْ يَزَلْ في ضَمَانِ الله عَزَّوَجَلْ ، حَتَّى يَرُدَّهُ إلى
المَكَانِ الذي كَانَ فِيهِ .
ب ـ روى أبو خديجة قال : كان الامام أبو
عبد الله 7 إذا خرج
يقول :
« اللّهُمَّ بِكَ خَرَجْتُ ، وَلَكَ
أسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، اللّهُمَّ بَارِكْ لي في
يَوْمي هَذَا ، وَارْزُقْني فَوْزَهُ وَفَتْحَهُ ، وَنَصْرَهُ ، وَطَهُورَهُ ،
وَهدَاهُ ، وَبَرَكَتَهُ ، وَاصْرِفْ عَنيِّ شَرَّهُ ، وَشَرَّ ما فِيهِ ، بِسْمِ
اللهِ ، وَباللهِ ، وَالله أكْبَرُ ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ ،
اللّهُمَّ إني قَدْ خَرَجْتُ فَبَارِكْ لي في خُرُوجي ، وَانفعني بِهِ .. »
قال ابو خديجة : وكان 7 إذا دخل إلى منزله ، قال مثل ذلك .
٥ ـ ادعيته عند النوم :
وتعلق قلب الامام 7 بالله تعالى ، وهام بحبه ، فلم يترك
ذكره في كل لحظة من حياته ، حتى إذا آوى إلى فراشه ، وأراد النوم ، دعا ربه وقد
أثرت عنه مجموعة من الادعية منحها بعض اصحابه هذه بعضها :
أ ـ روى بكر بن محمد ، عن الامام الصادق
7 ، أنه قال :
من أراد أن يأخذ مضجعه ، فليقل ثلاث مرات : الحَمْدُ لله الَّذي عَلَا فَقَهَرَ ،
والحمدُ لله الذي بَطُنَ فَخَبِرَ ، والحَمْدُ لله الَّذي مَلَكَ فَقَدَرَ ،
__________________
والحمدُ لله الذي
يُحْيِي المَوتَى وَيُميتُ الَاحْيَاَءَ ، وَهَوَ عَلى كلِّ شيءٍ قديرٌ ... » .
ب ـ قال 7
: إذا أوى أحدكم إلى فراشه ، فليقل : الَّلهُمَّ ، إني أَحْتَسِبُ نَفْسِي
عِنْدَكَ ، فاحْتَسِبْها في محلِّ رِضْوَانِكَ ، وَمَغْفِرَتِكَ ، وإنْ
رَدَدْتَهَا ، فَأْرُددْهَا مُؤمِنَةً ، عَارِفَةً بِحَقِّ أَوْلِيائِكَ حَتَّى
تَتَوفَّاهَا عَلى ذلِكَ.. .
ج ـ روى يحيى بن أبي العلاء ، أن الامام
الصادق 7 ، كان يقول
عند منامه :
آمنْتُ بالله ، وَكَفَرْتُ بِالطَاغوُتِ
، اللّهُمَّ احْفَظْني في مَنامي ، وَفي يَقْظَتي ... .
د ـ روى معاوية بن وهب ، أن أحد أبناء
الامام الصادق 7
قال لابيه : يا أبت إني إريد أن أنام ، فقال له : يا بني قل :
« أَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا الله ،
وَأَنَّ مُحَمَّداً 9
عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَعوذُ بِعَظَمَةِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِِعِزَّةِ الله ،
وَأعَوذُ بِقُدْرَةِِ الله ، وَأَعُوذُ بِجَلَالِ اللهِ ، وَأعَوذُ بِسُلْطَانِ
اللهِ ، إنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ ، وَأَعوذُ بِعَفْو اللهِ ، وَأَعوذُ
بِغُفرانِ الله ، وَأَعُوذُ بِرَحْمَةِ اللهِ مِنْ شَرِّ السَامةِ وَالَهامَّةِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ
صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِِيرَةٍ ، بِليْلٍ أَوْ نَهَارٍ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ
الجِنِّ
__________________
وَالانْسِ ، وَمِنْ
شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وَمِنْ شَرِّ الصَّوَاعِقِ وَالبَرْدِ ..
اللّهُمَّ صَلَّ على مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ .. ».
ويقول معاوية : إن الصبي كان يقول عند
ذكر النبي 9 : الطيب
المبارك ، فقال له الامام : نعم يا بني الطيب المبارك .
ه ـ قال الامام 7 ، لتلميذه العالم ابن عمر : إن
اسْتَطَعْتَ أَن لا تبيتَ ، حتى تتعوذَ بِأَحَدَ عَشَرَ حَرْفاً ، فَافْعَلْ. فقال
المفضل أخبرني بها قال 7
: قلْ :
« أَعُوذُ بِعِزَّةِ الله ، وَأَعُوذُ
بِجَلَال الله ، وَأَعوذُ بِسُلْطَانِ اللهِ ، وِأَعُوذُ بِجَمَالِ اللهِ ،
وَأَعوذُ بِدَفْعِ الله ، وَأَعُوذُ بِمَنعِ الله ، وَأَعوذُ بِجَمعِ الله ،
وَأَعوذُ بِمُلْكِ اللهِ ، وَأَعوذُ بِوَجْهِ الله ، وأَعوذُ بِرَسولِ اللهِ 9 مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ وَبَرَأَ ،
وَذَرَأَ .. » .
و ـ روى خالد بن نجيح قال : كان الامام
الصادق 7 يقول : إذا
أويت إلى فراشك ، فقل :
بِسْمِ اللهِ ، وَضَعْتُ جَنْبِي
اَلَأيْمَنَ على مِلَّةِ إبْرَهِيم ، حَنِيفاً لله مُسْلِماً ، وَمَا أَنا مِنَ
المُشْرِكينَ .
وَحَكَت هَذهِ الأدْعِيَةُ ، مَدى
ارْتِبَاط الإمام ، وتَعَلُّقِهِِ بِاللهِ تَعَالَى ، فَهُوَ دَائِبٌ في ذِكْرِهِ
، وَمُنَاجَاتِهِ ، في يَقْظَتِهِ وَمَنَامِهِ ، قَدْ تَعَلَّقتْ رُوحُهُ بِهِ ،
فَهُوَ لا يَرَى غَيْرَهُ.
__________________
٦ : ـ ادعيته عند الانتباه من النوم :
كان الامام الصادق 7 ، إذا انتبه من النوم سارع إلى ذكر
الله ، والثناء عليه ، وقد وردت عنه بعض الادعية في ذلك كان منها ما يلي :
أ ـ قال 7
: إذا قام أحدكم من الليل ، فليقل :
« سُبْحَانَ رَبِّ النَّبِيِّينَ ،
وَإلهِ المُرْسَلِينَ ، وَرَبِّ المُسْتَضْعَفِينَ وَاَلْحَمْدُ للهِ الذي يُحْيي
المَوْتى ، وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. » .
ب ـ روى عبدالرحمن بن الحجاج قال : كان
الامام أبو عبد الله 7
، إذا قام آخر الليل ، يرفع صوته حتى يسمع أهل الدار ، ويقول :
« اللّهُمَّ أعِنِّي على هَوْلِ
المَطْلَعِ ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ ضِيقَ المَضْجَعِ ، وَارْزُقْني خَيْرَ ما قَبْلَ
المَوْتِ ، وَارْزُقْني خَيْرَ ما بَعْدَ المَوْتِ .. » .
وهكذا ارتبط الامام 7 بالله تعالى ، وتعلق به نفسيا وفكريا ،
فلا يخلو ذكره من ضميره ولسانه ، فهو يدعوه في خلواته ، ويناجيه في يقظته وعند
منامه ، بل وفي جميع أحواله .. وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض أدعيته في هذا
القسم.
__________________
القسم الثاني
:
من أدعيته في
الوقاية من الكوارث والاخطار
كان الامام الصادق 7 ، يفزع إلى الله تعالى ، ويلتجئ إليه
من طوارق الزمن ، وحوادث الايام ، ودفع كل ما يحذر ويخاف منه ، حتى العلل والاسقام
، كما كان يتعوذ بالله من شر أعدائه ، والحاقدين عليه ، خصوصا حكام عصره ، الذين
كانوا يبغون له الغوائل ، ويكيدونه في غلس الليل ، وفي وضح النهار ، خصوصا المنصور
الدوانيقي ، العدو الاول لآل النبي 9
، فقد صفاهم جسديا ، ونكل بهم كأفضع ما يكون التنكيل ، وكان يتربص بالامام ، ويبغي
له الغوائل ، مع علمه بأنه لم يشترك بأي عمل إيجابي ضد حكومته ، ولكنه كان يتميز
غيظا منه ، لما يراه من إجماع المسلمين ، على تعظيم الامام وتقديسه ، فأقض ذلك
مضجعه ، واتخذ جميع الاجراءات القاسية ضده ، كما سنوضحه في بعض حلقات هذا الكتاب.
وعلى أي حال ، فإنا نعرض بعض الادعية ،
التي أثرت عنه في هذه الامور.
١ ـ دعاؤه في الوقاية من الكوراث :
كان الامام 7 ، يتسلح بهذا الدعاء ، إذا خاف من بلية
، أو كارثة تنزل به ، وكان يدعو به ساجدا أو قائما ، وهذا نصه :
« اللّهُمَّ ، إنّي أَحْتَجِبُ بِنُورِ
وَجْهِكَ الْكَرِيم ، الجَليلِ ، اَلْقَدِيمِ ، اَلْرَفِيعِ اَلْعَظِيمِ ،
اَلْعَليِّ اَلْرَحِيمِ ، اَلْقَائِمِ بِالْقِسطِ ، لا إلهَ إلَّا أَنْتَ
اَلْعَزِيزُ الحَكيِمُ ، وبِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ
وَعَلَيْهِمْ ، وَبأولِى اَلْعَزْمِ مِنَ المُرْسَلينَ ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ
أَجْمَعينَ ، وَببَيْتِكَ اَلْمَعْمُورِ ، وَاَلَسَّبعِ المَثَاني ، وَاَلْقُرآنِ
اَلْعَظِيمُ ، وَبِكُلِّ مَنْ يُكْرَمُ عَلَيْكَ ، مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ
أجْمَعِينَ .. لِأنْفُسِ أَهْلِ بَيْتِْ نَبِيِّكَ ، مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ
عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ، وَلَأوليَائِهمْ ، وَلِجَميعِ مَا مَلَّكْتَهُمْ ،
وَتَتَفَضَّلُ بِهِ عَلَيْهِمْ وَلَأنْفُسِنَا ، وَلِجَميعِ مَا مَلَّكْتَنَا ،
وَتَتَفَضَّلُ بِهِ عَلَيْنَا ، مِنْ شُرُورِ جَميعِ ما قَضَيْتَ ، وَقَدَرْتَ ، وَخَلَقْتَ
، وَمِنْ شُرُورِ جَميعِ ما تَقْضِي وَتَقْدُرُ وَتَخْلُقُ ، ما أَحْيَيْتَنَا ،
وَبَعْدَ وَفَاتِنَا ، بِسْمِ اللهِ اَلْرَّحْمنِ اَلْرَّحِيمِ :
ثم يقرأ سورة التوحيد ثلاثا ، ويقول :
كذلك الله ربنا ، ثلاثا ثم يقول : من فوقهم ، ومن فوقنا ، ويقرأ سورة التوحيد
ثلاثا .
إن الله تعالى هو الملجأ العزيز
للمنيبين والمتقين ، فمن اعتصم به كفاه ما أهمه ، وخاف منه.
٢ ـ دعاؤه في الحجب من الاعداء :
كان الامام الصادق 7 ، يدعو بهذا الدعاء الجليل ، ويتسلح به
عن أعدائه. وهذا نصه :
« يا مَنْ إذَا اسْتَعَدْتُ بِهِ أَعَاذَني
، وَإذَا اسْتَجَرْتُ بِهِ عِنْدَ اَلْشَّدَائِدِ أَجَارَني ، وَإذَا اسْتَغَثْتُ
بِهِ عِنْدَ اَلْنَوَائِبِ ، أَغَاثَنيِ ، وَإذَا اسْتَنْصَرْتُ بِهِ على عَدُوِّي
نَصَرَني وَأَغَاثَني.
__________________
اَلْلّهُمَّ إلَيْكَ اَلْمَفْزَعُ ،
وَأَنْتَ اَلْثّقَةُ ، فَاقْمَعْ عَنْيَ مَنْ أَرَادَني ، وَاغْلُبْ لي مَنْ
كَادَني ، يامَنْ قَاَل : « إنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ، يا
مَنْ نَجَّى نُوحاً مِنَ اَلْقَومِ الظَالِمينَ ، يا مَنْ نَجَّى لُوطاً مِنَ
القَوْمِ الفَاسِقينَ ، يا مَنْ نَجَّى هُوداً مِنَ القَوْمَ العَادِينَ ، يا مَنْ
نَجَّى مُحَمَداً 9
مِنَ القَوْمِ الكَافِرينَ ، نَجِّني مِنْ أعْدَائي ، وَأَعْدَائِك ،
بِأَسْمَائِكَ ، يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ ، لا سَبِيلَ لَهُمْ عَلَى مَنْ تَعَوَّذَ
بِالقُرآنِ ، واسْتَجَارَ بالرَّحِيم الرَّحْمنِ ، اَلْرَّحْمنُ عَلَى اَلْعَرْشِ
اسْتَوى ، إنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدُ ، إنَّهُ هُوَ يُبْدىءُ وَيُعِيد ،
وَهُوَ اَلْغَفُورُ اَلْوَدُودُ ، ذُو العَرْشِ المَجِيدِِ ، فَعِّالٌ لما يُريدُ
، فَإنْ تَوَلَّوْا ، فَقُلْ : حَسْبِيَ الله ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيم ... » .
وحكى هذا الدعاء ، مدى ما كان يعانيه
الامام 7 ، من المحن
والآلام ، من أعدائه البغاة ، الذين كانوا يبغون له الغوائل ، ويحيكون المؤمرات
للفتك به ، وهؤلاء من الاسرة العباسية ، التي ناصبت اهل البيت : ، العداء حينما تسلمت قيادة الحكم ،
وقد أسرفت إلى حد بعيد في ظلمهم وقهرهم.
٣ ـ الدعاء الذي يعوذ به نفسه :
وكان الامام الصادق 7 ، يعيذ نفسه من شرور القوم الظالمين ،
بهذا الدعاء الجليل ، وقد جعله حرزا لولده الامام الكاظم 7 وهذا نصه بعد البسملة.
« بِسْمِ اللهِ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ
أَبَداً حَقّاً ، حَقّاً ، لا إلهَ إلَّا اللهُ إيماناً
__________________
وَصِدْقاً ، لا إلهَ
إلَّا الله تَعَبُداً وَرِقّاً ، لا إلهَ إلَّا الله تَلَطُفاً وَرِفْقاً ، لا
إلهَ إلَّا اللهُ ، بِسْمِ اللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ ، إعْتَصَمْتُ بِاللهِ ،
وألْجَأْتُ ظَهْري إلى اللهِ ، ما شَاءَ اللهُ ، وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ ،
وَمَا تَوْفِيقي إلَّا بِاللهِ ، وَنِعْمَ القَادِرُ الله وَنِعْمَ المَولَى اللهُ
، وَنِعْمَ النصِيرُ اللهُ ، وَلا يَأَتي بِالحَسَنَاتِ إلَّا اللهُ ، وَلَا
يَصْرِفُ السيِّئاتِ إلَّا الله ، وَمَا بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ،
وَإنَّ اَلَأمْرَ كُلَّهُ للهِ وَأَسْتَكْفي بِاللهِ ، وَأَسْتَعينُ بِاللهِ ،
وَأسْتَقِيلُ اللهَ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ ، وَأَسْتَغِيثُ اللهَ ، وَصَلَّى
اللهُ على مُحَمَدٍ رَسُولَ الله 9
، وَعلى أَنْبِيَاءِ اللهِ ، وَعلى مَلائِكَةِ اللهِ ، وَعلى الصَّالِحينَ مِنْ
عِبَادِ الله « إنَّهُ
مِنْ سُلَيْمَانَ ، وَإنَّه بِسْمِ الله اَلْرَّحْمن اَلْرَّّحِيم أَلَّا تَعْلوا
عَلَيَّ وَاْتُونِي مُسْلِمينَ »
كَتب الله
لَأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلي ، إنَّ اللهَ قَوِيٌ عَزِيزٌ ، لا يَضُرُكُمْ
كَيْدُهُمْ إنَّ اللهَ بِما يَعْلَمُون مُحيطٌ ، وَاجْعَلْ لي مِنْ لَدُنْكَ
سُلطَاناً نَصِيراً. إذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إلَيْكُمْ أَيْدِيَهْم ،
فَكَفَّ أَيدِيَهمْ عَنْكُمْ ، وَاتَّقُوا اللهَ وُعَلى اللهِ فَلْيَتَوكَّلِ
اَلْمُؤْمِنُونَ ، وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَاسِ ، إنَّ اللهَ لا يَهْدِي
القَوْمَ اَلكَافِرينَ ، كلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ
، وَيَسْعَونَ في اَلأرْضِ فَسَاداً ، وَاللهُ لا يُحِبُّ المُفْسِدينَ ، قُلْنَا
يا نَارُ كُوني بَرْداً وَسَلَاماً على إبرَاهِمَ ، وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً
فَجَعَلْنَاهُمُ اَلَأخْسَرينَ ، وَزَادَكُمْ في الخَلْقِ بَسْطَةً ، وَاذْكُرُوا
آلاءَ الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، لَهُ مُعْقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ،
وَمِنْ خَلْفِهِ ، يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ. رَبِّ أَدْخِلْني مُدْخَلَ
صِدْقٍ ، وَأَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدْقٍ ، وَاجْعَلْ لي منْ لَدُنْكَ سًلْطَاناً
نَصيراً ، وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً ، وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلياً ، سَيَجْعَلُ
لَهُمُ الرَّحْمنُ وَدّاً ، وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ، وَلِتُصْنعَ
على عَيْني ، إذْ تَمشي أُخْتُكَ فَتَقولُ : هَلْ أَدُلُّكُمْ على مَنْ يَكْفَلُهُ
، فَرَجَعْنَاكَ إلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ
__________________
عَيْنُها وَلا
تَحْزَنَ ، وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ اَلْغَمِّ ، وَفَتَنّاكَ
فُتُوناً ، لا تَخَفْ إنَّكَ مِنَ اَلآمِنِينَ ، لا تَخَفْ إنَّكَ أَنْتَ
اَلَأعْلى ، لا تَخَاف دَرَكاً وَلا تَخْشَى ، لا تَخَفْ ، نَجَوْتَ مِنَ القَوُمَ
الظَالِمينَ ، لا تَخَفْ إنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ ، لا تَخَافَا إنَّنِي
مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ، وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزيزاً ، وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ على اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ، إنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ ، قَدْ
جَعَلَ اللهُ لِكُلَّ شَىْءٍ قَدُراً ، فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ اَلْيَوْمِ
، وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ، وَيَنْقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْروُراً ،
وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرِكَ ، وَيُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ ، وَالذينَ آمَنوا
أَشَدُّ حُبّاً لله ، رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً ، وَثَبِّتْ
أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا على القَوْمِ الكَافِرِينَ ، الذِينَ قَالَ لَهُمُ
النَّاسُ : إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ ، فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ
إيمَاناً ، فَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْْمَ الوَكِيلِ ، فَانْقَلَبُوا
بِنِعْمَةِ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ ، لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ، وَاتَّبَعَوا
رِضْوَانَ اللهِ ، وَاللهُ ذو فَضْلٍ عَظِيمٍ ، أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتاً
فَأَحْيَيْنَاهُ ، وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً ، يَمْشي بِهِ في النَّاسِ ، هُوَ الذي
أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ ، وَبِالمُؤْمِنينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، وَلكِنَّ
اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأخَيكَ ،
وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً ، فلا يَصلُونَ إلَيْكُمَا بِآيآتِنَا أَنْتُمَا
وَمَنْ تَبِعَكُمَا الغَالَبُونَ ، على اللهِ تَوَكَّلْنَا ، رَبَّنَا افْتَحْ
بَيْنَنَا ، وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتِحِينَ ، إنِّي
تَوَكَّلْتُ على اللهِ ، رَبِّي ، وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إلَّا هُوَ آخِذٌ
بِنَاصِيَتِهَا ، إنَّ رَبِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، فَسَتَذْكُرُونَ ما
أَقُولُ لَكُمْ ، وَأُفَوِّضُ أَمْري إلى اللهِ ، إنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ
، فَأِنْ تَوَلَّوْا ، فَقُلْ : حَسبيَ اللهُ لا إلهَ إلَّا هُو ، عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ ألْعَرِِش اَلَعَظِيم ، رَبِّ مَسَّنيَ اَلْضُرُّ ،
وََأَنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. لا إلهَ إلَّا أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ
مِنَ الظَالِمينَ ، آلم ، ذلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ،
الذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ ، وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ ، ومِما رَزَقْنَاهُمْ
يُنْفِقُونَ. اللهُ لا إلهَ إلَّا
هُوَ ، عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ ، وعَنَتِ الوُجُوهُ لَلْحَيِّ
القَيُّومِ ، وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظلماً ، فَتَعَالى اللهُ اَلْمَلِكُ
اَلْحَقُّ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ ، فَلِلّهِ الحَمْدُ ،
رَبِّ السَّمَواتُ ، وَرَبِّ الَأرْضِ وَرَبِّ العَالَمِينَ ، وَلَهُ الكِبْريَاءُ
في السَّمَواتِ وَالأرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، وَإذَا قَرَأْتَ
اَلْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَذِينَ لا يُؤْمنُونَ بَالآخِرَة
حِجَاباً مَسْتوُراً ، وَجَعَلْنَا على قُلُوبِهِم أكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ،
وَفي آَذَانِهِمْ وَقْراً ، وَإذَا ذَكَرْتَ رَبِّكَ في القُرْآنِ وَحْدَهُ ،
وَلَّوا على أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً ، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلهَهُ هَوَاهُ
، وَأَضَلَّهُ اللهُ على عِلمٍ ، وَخَتَمَ على سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ، وَجَعَلَ على
بَصَرِهِ غِشَاوَةٌ ، فَمَنْ يَهْدِيهِ بَعْدَ اللهِ أفَلا تَذَكَّرُونَ ،
وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنَ أَيْدِيِهْم سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً
فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرونَ ، وَمَا تَوْفِيقي إلَّا بالله ، عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ ، وَإلَيهِ أُنِيبُ ، إنَّ اللهَ مَعَ الذِينَ اتَّقُوا والذِينَ هُمْ
مُحْسِنُونَ ، وَقَالَ المَلِكُ أئْتُوني بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسي ،
فَلَمَّاَ كَلَّمَهُ قَاَلَ : إنَّكَ اَلْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينُ ،
وَخَشَعَتِ اَلَأصْوَاتُ لِلْرَّحْمنِ ، فَلَا تَسْمَعُ إلَّا هَمْسَاً ،
فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ الَّسِميعُ العَليمُ. لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا
القُرْآنَ عَلى جَبَلٍ ، لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ
، وَتِلْكَ الَأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلْنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. هُوَ
اللهُ الذي لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَهَادَةِ ، هُوَ الرحْمنُ
الرَّحِيمُ ، هُوَ اللهُ لا إلهَ إلَّا هُوَ ، المَلِكُ ، القُدُّوس ، السَّلَامُ
، المُؤمِنُ ، اَلْمُهَيْمِنُ ، اَلْعَزِيزُ ، اَلْجَبَّارُ ، اَلْمُتَكَبَّرُ ،
سُبْحَانَ اللهُ عَمَّا يُشْرِكوُنَ ، هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارىءُ ،
المُصَوِّرُ ، لَهُ الَأسْمَاءُ الحُسْنَى ، يُسَبِّحُ لَهُ مَا في السَّمَواَتِ
وَاَلأرْضِ وَهُوَ الَعِزيزُ الحَكِيمُ ، رَبَّنَاَ ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا ، وَإنْ
َلم تَغْفِر لَنَا ، وَتَرحَمْنَا ، لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرينَ ، رَبَّنَا ،
اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ، إنَّ عَذَاَبَهَا كَاَن غَرَاماً ، رَبَّنَا ،
ما خَلَقْتَ
هَذَا بَاطِلاً
سُبْحَانَكَ ، فَقِنَا عَذَابَ النَارِ ، وَقُلْ : الحَمْدُ لله ، الذي لَمْ
يَتَّخِذْ وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيِكُ في المُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ
لَهُ وَليٌّ مِنَ الذُلِّ ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ، وَمَا لَنَا أنْ لا
نَتَوَكَّلَ على اللهِ وَقَدْ هَدَاناَ سُبُلَنَا ، وَلَنَصْبِرَنَّ على ما
آَذَيْتُمُونَا ، وَعلى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكٍّلُونَ ، إنَّما أَمْرُهُ
إذَا أَرَادَ شَيْئاً ، أَنْ يَقُولَ لَهُ : كُنْ فَيَكُونُ ، فَسُبْحَانَ الذي
بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإلَيْهِ تُرْجَعُونَ.
اَلْلّهُمَ ، مَنْ أَرَادَنِي ،
وَأَهْلِي ، وَوَلَدِي ، وَأَهْلَ حُزَانَتي بِشَرٍ أَوْ ضُرٍّ فَاقْمَعْ رَأْسَهُ
، وَاعْقُلْ لِسَانَهُ ، وَاُلْجُمْ فَاهَهُ ، وَحُلْ بَينِي وَبَيْنَهُ كَيْفَ
شِئْتَ ، وَأَنىَّ شِئْتَ ، إجْعَلْنَا مِنهُ وَمِنْ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ
بِنَاصِيَتِهَا إِنَّكَ على صِراطٍ مُسْتَقيمٍ ، في حِجَابِكَ الذي لا يُرَامُ ،
وَفي سُلْطَانِكَ الذي لا يُسْتَضَامُ ، فَإنَّ حِجَابَكَ مَنيعٌ ، وَجَارَكَ
عَزِيزٌ ، وَأَمْرَكَ غَالِبٌ ، وَسُلْطَانَكَ قَاهِرٌ ، وأَنْتَ على كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدْ ، أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ على أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، وَصَلِّ على
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كما هَدَيْتَنَا بِهِ مِنَ الضَّلَالَةٍ ، وَاغْفِرْ
لَنَا ، وَلآبَائِنَا ، وَلُأمَّهَاتِنَا ، وَلِجَميعِ المُؤْمِنينَ ،
والمُؤْمَناتِ ، وَتَابِعْ بَيْنَنَا وَبَيْنِهِمْ بِالخَيْراتِ ، إنَّكَ مُجِيِبُ
الدَّعَوَاتِ ، وَأَنتَ على كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ.
اَلْلّهُمَّ ، إنَّي أَسْتَوْدِعُكَ
نَفْسي ، وَدِينِي وَأَهْلي ، وَمَالي ، وَعِيَالِي ، وَأَهْلَ حُزَانَتي
وَخَوَاتِيمَ عَمَلي ، وَجَميعَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَليَّ ، مِنْ أَمْرَ
َدُنْيَايَ ، وَآخِرَتي ، فَإنَّهُ لا يَضِيعُ مَحْفُوظُكَ ، وَلا تُرْزَأُ
وَدَائِعُكَ ، قُلْ : إنِّي لَنْ يُجِيرَني ، مِنَ اللهِ أَحَدٌ ، وَلَنْ أَجِدُ
مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ،
اللّهُمَّ ، رَبنَا آتِنَا في
الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ،
وَصَلىَّ اللهُ على مُحَمَّدٍ وَآلَ مُحَمَّدٍ أَجْمَعِينَ .. »
أرأيتم ، هذا الايمان العميق ، الذي
انفجر كالبركان ، في مناجاة الامام ودعائه مع الله تعالى؟!
أرأيتم ، هذا الترابط البديع ، بين بنود
هذا الدعاء ، الذي رصعه بآيات من الذكر الحكيم ، من سور مختلفه ، ومضامين متحدة ،
يلمس في كل فصل من فصولها ، الاعتصام الوثيق بالله ، الذي بيده جميع مجريات
الاحداث؟!
أرأيتم ، كيف تسلح الامام 7 ، واحتجب بهذا الدعاء ، ليجيره الله من
أعدائه ، والباغين عليه؟!
إن هذا الدعاء ، صفحة مشرقة ، من صفحات
الايمان ، الذي تفاعل مع عواطف الامام ، ومشاعره ، فكان لا يرى إلا الله ، يرجوه
ويلوذ به ، ويستجير به.
٤ ـ دعاؤه في الوقاية من السلطان :
كان الامام الصادق 7 ، إذا خاف أن يدهمه شر السلطان ، أو
يمسه سوء من عدوه ، أو حاسد ، صام ثلاثة إيام آخرها يوم الجمعة ، ويدعو في عشيتها
بهذا الدعاء :
« أيّ رَبَّاهُ ، أيْ سَيِّدَاهُ ، أيْ
أمَلَاهُ ، أيْ رَجَاءَاهُ ، أيْ عِمَادَاه ، أيْ كَهْفَاهُ إيْ حِصْنَاهُ ، أيْ
حِرْزَاهُ ، أيْ فَخْراهُ ، بِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، وَعَلْيَكَ
تَوَكَّلْتُ ، وَبَابَكَ قَرَعْتُ ، وَبِفَنَائِكَ نَزَلْتُ ، وَبِحَبْلِكَ
اعْتَصَمْتُ ، وَبِكَ اسْتَعَنْتُ ، وَبِكَ أَعُوذُ ، وَبِكَ أَلوذُ ، وَعَلَيْكَ
أَتَوَكَّلُ ، وَإلَيْكَ أَلْجَأُ
__________________
وَأَعْتَصِمُ ،
وَبِكَ أَسْتَجِيرُ في جَميعِ أُمُوري ، وَأَنْتَ غِيَاثي ، وَعِمادِي ، وَأَنْتَ
عِصْمَتي وَرَجَائِي ، وَأَنْتَ ، اللهَ رَبِّي لا إلهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ
وَبِحَمْدِكَ ، عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسي ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآل
مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لي في لَيْلي وَنَهَارِي ، وَمَسَائِي وَصَبَاحِي ،
وَمَقَامي ، وَسَفَري ، يا أَجْوَدَ الَأجْوَدِينَ ، وَيا أَكْرَمَ الَأكْرَمِينَ
، وَيا أَعْدَلَ الفَاصِلينَ ، وَيا إلهَ اَلَأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، ويا
ماَلِكَ يَوْمِ الدِّينِ ، وَيا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ،
يا حَيُّ يا قَيُّوم ُ، يا حَيُّ لا
يَمُوتُ ، لا إلهَ إلَّا أَنْتَ ، بمُحَمَّدٍ يا اللهُ ، بِعَلِيٍّ يا اللهُ ،
بِالحَسَنَ ، يا اللهُ ، بالحسين يا الله ...
وكان يتوسل إلى الله ، بالبقية ، من
أئمة أهل البيت :
، ثم يقول :
صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ،
وَخُذْ بِنَاصِيَةِ مَنْ أَخَافَه
ـ وكان يسميه بأسمه ـ
وَذَلِّلْ لي صَعْبَهُ ، وَسَهِّلْ لي
قِيَادَهُ ، وَرُدَّ عَنِّي نَافِرَةَ قَلْبِهِ ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ ، وَاصْرِفُ
عَنيِّ شَرَّهُ ، فَإنِّي بِكَ أَعُوذُ وَأَلوُذُ ، وَبِكَ أثِقُ ، وَعَلَيْكَ
أَعْتَمِدُ وَأَتَوَكَّلُ ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاصْرِفْهُ
عَنِّي فَإنَّكَ غَيَاثُ المُسْتَغِيثِينَ ، ومُجِيرُ المُسْتَجِيرينَ ،
وَمَلْجَأُ اللاجِئِينَ ، وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .. »
وهكذا ، كان الامام 7 ، يفزع إلى الله ، ويلجأ إليه ، في كل
ما يَحْذَرُ ، وَيَخَافُ مِنْهُ ، سَوَاء أَكَانَتِ السُّلْطَةُ أَمْ غَيْرُهَا ،
وَمِنَ الطَّبِيعِيِّ ، أَنَّ الفَزَعَ إلى اللهِ في كُلِّ شَيْءٍ هُوَ مُنْتَهَى
اَلايمَان.
٥ ـ دعاؤه في دفع ما يحذر منه :
كان الامام الصادق 7 ، أذا خاف شيئا ، دعا بهذا الدعاء
الشريف ، للسلامة والنجاة منه ، وهذا نصه :
« أعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ ، وَأَعُوذُ
بِقُدْرَةِ الله ، وَأَعوُذُ بِجَلَالَ اللهِ ، وَأعَوذُ بِعَظَمَةِ اللهِ ،
وَأَعُوذُ بِعَفْو اللهِ ، وَأَعُوذُ بِمْغفِرَةِ الله ، وَأعُوذُ بِرَحْمَةِ الله
، وَأَعُوذُ بِسُلْطَانِ اللهِ ، الذي هُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَأَعُوذُ
بِكَرَمِ الله ، وَأَعُوذُ بِجَمْعِ اللهِ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ،
وَكُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ، وَشَرِّ كُلِّ قَرِيبٍ ، أَوْ بَعِيدٍ ، أَوْ ضَعِيفٍ
، أَوْ شَدِيدٍ ، وَمنْ شَرِّ السَامَّةِ ، وَالهَامَّةِ ، وَاللَّامَّةِ ، وَمِنْ
شَرِّ كُلِّ دَابِّةِ ، صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ ، بِلَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ ، وَمِنْ
شَرِّ فُسَّاقِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ اَلْجِنِّ وَالأنْسِ
.. » .
لقد تضرع الامام 7 ، أن يقيه من شر الجبابرة ، والطغاة ،
وينجيه من شر القريب والبعيد ، ويسلمه من إعتداء الفساق ، الذين لا يرجون لله
وقارا.
٦ ـ ادعيته في الوقاية من الخوف والهم :
أما الخوف والهم ، فإنهما من أسوأ
الكوارث ، التي يمنى بها الانسان ، فيشيعان في نفسه القلق والاضطراب ، ويجعلانه
يعيش في شقاء ، وقد أثرت عن الامام الصادق 7
، بعض الادعية للتخلص منهما ، وفيما يلي بعضها :
أ ـ روى سعيد بن يسار قال : قلت لابي
عبدالله 7 : يدخلني
الغم ، فقال : أكثر من قول :
__________________
« اللهُ ، اللهُ رَبِّي ، لا أُشْرِكُ
بِهِ شَيْئاً ،
فإذا خفت وسوسة ، أو حديث نفس ، فقل :
« اَلْلّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ ، وَأبْنَ
عَبْدِكَ ، وَابنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتي بِيَدِكَ ، عَدْلٌ فيَّ حُكْمُكَ ، مَاضٍ في
قَضَاؤُكَ ، اللُّهُمَ أِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، أَنْزَلْتَهُ
في كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمتَهُ أَحَدَاً من خَلْقِكَ ، أَوْ أسْتَأثَرْتُ بِهِ في
عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ
تَجْعَلَ القُرْآنَ نُوُرَ بَصَرِي ، وَرَبِيعَ قَلْبِي ، وَجَلاءَ حُزْني ،
وَذَهَابَ هَمِّي ، اللهُ ، اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً .. .
ب ـ وروى إسماعيل بن جابر ، عن الامام
الصادق 7 ، في إزالة
الهم عن النفس ، قال : تغتسل ، وتصلي ركعتين ثم تقول :
« يا فَارِجَ الهَمِّ ، يا كَاشِفَ
الغَمِّ ، يا رَحْمنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَرَحِيمَهُمَا ، فَرِّجْ هَمِّي ،
وَاكْشِفْ غَمِّي ، يا اللهُ اَلْوَاحِدُ ، اَلَأحَدُ ، اَلْصَمَدُ ، الذي لَمْ
يَلِدْ ، وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ ، إعْصِمْني ،
وَطهِّرْنِي ، وأَذْهِبْ بِبَلِيِّتي ...
واقرأ آية الكرسي والمعوذتين .
ج ـ روى سماعة عن الامام الصادق 7 أنه قال : إذا خفت أمرا فقل :
« اللُّهُمَّ ، إنَّكَ لا يَكْفي مِنْكَ
أَحَدٌ ، وَأَنْتَ تَكْفِي مِنْ كُلِّ أَحَدٍ ، مِنْ
__________________
خَلْقِكَ ،
فَاكْفِنِي ما أَهِمَّني ، ( وَتَذْكُرُ مَا أَهَمَّكَ ) ...
وفي رواية أخرى أنه قال : تقول :
« يا كَافِياً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وَلا
يَكْفي مِنْكَ شَيْءٌ في السموَاتِ وَاَلْأرضِ إكْفِنِي ما أَهَمَّني مِنْ أَمْرِ
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ .. »
إن هذه الادعية الجليلة ، من الادعية
الروحية ، التي أثبتت البحوث النفسية الحديثة أنها من أنجع الوسائل في علاج الامراض
النفسية.
٧ ـ أدعيته في التحرز من المنصور :
لم يمر على العلويين دور أسوأ ، ولا
أبشع ، من عهد المنصور الدوانيقي ، فقد جهد هذا الطاغية السفاك في ظلمهم ،
والتنكيل بهم ، وقد صب جام غضبه ، على الصغير والكبير ، ولم تسلم من شره ، حتى
السيدات ، من العلويات ، وقد حاول عدة مرات ، الفتك بالامام ، ولكن الله أنجاه من
شره ، ببركة أدعية الامام 7
، وفي ما يلي تلك الادعية :
أ ـ سافر المنصور الدوانيقي ، إلى بيت
الله الحرام ، فلما انتهى إلى يثرب ، أمر حاجبه الربيع ، بإحضار الامام الصادق 7 ، لاغتياله ، ولما مثل عنده عرف قصده ،
وما بيته له من الشر ، فدعا الله تعالى ، بهذا الدعاء الجليل ، فأنجاه منه ، وهذا
نصه :
« اللّهُمَّ إنّي أَسْأَلُكَ يا
مُدْرِكَ الهَارِبينَ ، ويا مَلْجَأَ الخَائِفِينَ ، وَيا صَرِيخَ
المُسْتَصْرِخينَ ، ويا غِيَاثَ المُسْتَغِْيثِينَ ، وَيَا مُنْتَهَى غَايَةِ
السَّائِلينَ ، وَيَا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرينَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
، يا حَقُ ، يا مُبِينُ ، يَا ذَا
__________________
الكَيْد المَتينِ ،
يا مُنْصِفَ المَظْلُومِينَ مِنَ الظَّالِمينَ ، يا مُؤْمِنَ أَوْلِيَائِهِ مِنَ
العَذَابِ المُهِينِ ، يا مَنْ يَعْلَمُ خَافِيَاتِ الَأعْيُنِ ، وَخَافِيَاتِ
لَحْظِ الجُفُونِ ، وسَرَائِرَ القُلُوبِ ، وَمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ ، يا رَبِّ
السَّموَاتِ وَالأرَضَينِ ، وَالَملآئِكَةِ المُقْرَّبِينَ ، وَاَلَأنْبِيَاءِ
وَالمُرْسَلِينَ ، وَرَبَّ الإنْسِ وَالجِنِّ أجْمَعينَ ، يا شَاهِداً لا يَغِيبُ
، يَا غَالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ ، يا مَنْ هُوَ على كُلِّ شَيْءٍ رَقيبٌ ، وَعلى
كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبٌ ، وَمِنْ كُلِّ عَبْدٍ رَقِيبٌ ،ْ وَلِكُلِّ دَعْوَةٍ
مُسْتَجِيبٌ ، يا إلهَ المَاضِينَ ، وَالغَابِرِينَ ،ِ وَالجَاحِدِينَ ، وإلهَ
الصَامِتِين ، وَالنَّاطِقِينَ ، ورَبَّ الَأخْيَارِ المُنِيبينَ.
يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا عَزِيزُ ،
يا حَكِيمُ ، يا غَفُورُ ، يا رَحيمُ ، يا أَوَّلُ ، يا قَدِيمُ يَا شَكُورُ ، يَا
قَاهِرُ ، يَا عَلِيمُ ، يا سَميعُ ، يا بَصِيرُ ، يا لَطِيفُ ، يا خَبِيرُ ، يا
عَالِمُ ، يا قَدِيرُ ، يا قَهَّارُ ، يا غَفَّارُ ، يا جَبَّارُ ، يا خَالِقُ ،
يا رَاَّزقُ ، يا فَاتِقُ ، يا وَاثِقُ ، يا صَادِقُ ، يا أَحَدُ ، يا مَاجِدُ ،
يا صَمَدُ يا رَحْمنُ ، يا فرْدُ ، يا حنَّانُ ، يا مَنَّانُ ، يا سُبُّوحُ ، يا
قُدُّوسُ ، يا رَؤوُفُ ، يا مُهَيْمِنُ ، يا حَمِيدُ ، يا مَجيدُ ، يا مُبْدِىءُ
يا مُعِيدُ ، ياوَليُّ ، يا عَلِيُّ ، يا غَنِيُّ ، ياقَوِيُّ ، يا بَارِىءُ ، يا
مُصَوِّرُ ، يا مُقْتَدِرُ ، يا بَاعِثُ ، يا وَارِثُ ، يا مُتَكَبِّرُ ، يا
عَظِيمُ ، يا بَاسِطُ ، يا سَلَامُ ، يا مؤمِنُ ، ياوَتْرُ ، يا مُعْطي ، يا
مَانِعُ ، يا ضَارُّ ، يا نَافِعُ ، يا مُفَرِّقُ يا جَامِعُ ، يا حَقُّ ، يا
مُبِينُ ، يا حَيُّ ، يا قَيُّومُ ، يا وَدُودُ ، يا مُعيدُ ، يا طَالبُ ، يا
غَالِبُ ، يا مُدْرِكُ ، يا جَلِيلُ ، يا مُفْضِلُ ، يا كَرِيمُ ، يا مُتَفَضِّلُ
، يا مُتَطَوِّلُ ، يا أوَّابُ ، ياسَمْحُ ، يا فَارِجَ الهمِّ ، يا كَاشِفَ
الغّمَ ، يا مُنْزِلَ الحَقَّ ، يا قَائِلَ الصِّدْقُ ، يا فَاطِرَ السَّموَاتِ
وَالَأرْضِ ، يا عِمَادَ السَّموَاتِ وَالأرّضِ ، يا مُمْسِكَ السَّموَاتِ
وَالَأرْضِ ، يا ذَا البَلَاءِ الجَمِيلِ ، وَالطَّوْلِ العَظِيمِ ، ياَ
ذا السُّلْطَان الذي
لا يُذَلُّ ، وَالعِزّ الذي لا يُضَامُ ، يا مَعْرُوفاً بِالإحْسَان ، يا
مَوْصُوفاً بالإمْتِنَانِ ، يا ظَاهِراً بِلا مُشَافَهَةٍ ، يا باطِناً بِلا
مُلامَسَةٍ ، يا سَابِقَ الأشْيَاءِ بِنَفْسِهِ ، يا أَوَّلاً بِلَا غَايَةٍ ، يا
آخِراً بِلا نِهَايةٍ ، يا قَائِماً بِلا انْتِصَابٍ ، يا عَالِماً بِلا
اكْتِسَابٍ ، يا ذَا الَأسْمَاءِ الحُسْنى ، والصِفَاتِ المُثلىَ ، والمَثَلِ
الأعْلَى ، يا مَنْ قَصُرَتْ عَنْ وَصْفِهِ أَلْسُنُ الوَاصِفِينَ ، وَانْقَطَعَتْ
عَنْهُ أَفْكاَرُ المُتَفَكِّرِينَ ، وَعَلا وَتَكَبَّر عَنْ صِفَاتِ
المُلْحِدِينَ ، وَجَلَّ وَعَزَّ عَنْ عَيْبِ العَائِبينَ ، وَتَبَارَكَ
وَتَعَالىَ عَنْ كَذِبَ الكَاذِبينَ ، وَأَبَاطِيلِ المُبْطِليِنَ ، وَأَقَاَوِيلِ
العَادلينَ ، يا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ ، وَظَهَرَ فَقَدَرَ ، وَأَعْطَى فَشَكَرَ ،
وَعَلَا فَقَهَرَ ، يا رَبَّ العَيْنِ وَالأثَرِ ، وَالجِنِّ وَالبَشَرِ ،
وَالُأنْثى وَالذَّكَر ، وَالبَحْثِ وَالنَظَرِ ، وَالقَطَرِ وَالمَطَرِ ،
وَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ ، وَشَاهِدَ النَّجْوى ، وَكَاشِفَ الغَمِّ ، وَدَافِعَ
البَلْوَى ، وَغَايَة كُلِّ شَكْوَىَ ، يانِعْمَ النَّصِيرِ ، وَالمَوْلَى ، يا
مَنْ هُوْ على العَرْش ِاستَوَى ، لَهُ ما في السَّموَاتِ ، وَمَا في الَأرْضِ ،
وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ، يا مُنْعِمُ ، يا مُحْسِنُ ، يا
مُجْمِلُ ، يا كَافِي يا شَاَفِي ، يا مُحْيي يا مُمِيتُ ، يا مَنْ يَرَى ، وَلا
يُرىَ ، وَلا يَسْتَعِينُ بِسَناءِ الضِياءِ ، يا مُحْصِي عَدَدَ الَأشْيَاءِ ، يا
عَاليَ الجَدِّ ، يا غَالبَ الجُنْدِ ، يا مَنْ لَهُ على كُلِّ شَيْءٍ يَدٌ ، وَفي
كُلِّ شَيْءٍ كَيْدٌ ، يا مَنْ لا يُشْغِلُهُ صَغِيرٌ عَنْ كَبِيرٍ ، وَلا حَقِيرٌ
عَنْ خَطِيرٍ ، وَلَا يَسِيرٌ عَنْ عَسِيرٍ ، يا فَاعِلُ بِغَيْر مُبَاشَرَةٍ ، يا
عَالِمُ مِنْ غَيْرِ مُعَلِّمِ ، يا مَنْ بَدَأَ بِالنِّعْمَةِ قَبْلَ
استِحقَاقِهَا ، وَالفَضِيلَةِ قَبْلَ اسْتيجَابِها ، يا مَنْ أَنْعَمَ على
المُؤْمِنِ وَالكَافِرِ ، وَاسْتَصْلَحَ الفَاسِدِ وَالصَالِحَ عَلَيْهِ ،
وَوَدَدَ المُعَانِدَ وَالشَّارِدَ عَنْهُ ، يا مَنْ أَهَلَكَ بَعْدَ البَيِّنَةِ
، وَأَخَذَ بَعْدَ قَطْعِ المَعْذِرَةِ ، وَأَقَامَ الحُجَّةَ ، وَدَرَأَ عَنِ
القُلُوبِ الشُبْهَةَ ، وَأَقَامَ الدَّلاَلَةَ ، وَقَادَ إلى مُعَايَنَةِ الآيَةِ
، يا بَارِىءَ الجَسَدِ ، وَمُوسِعَ البَلَدِ ، وَمُجْرِيَ
القُوتِ ،
وَمُنْشِرَ العِظَامِ بَعْدَ المَوْتِ ، وَمُنْزِلَ الغَيْثِ ، يا سَامِعَ
الصَّوْتِ ، وَسَابِقَ الفَوْتِ ، يا رَبِّ اَلآيَاتِ ، وَالمُعْجِزَاتِ ، مِنْ
مَطَرٍ وَنَبَاتٍ ، وَآبَاءٍ وَأُمَّهَاتٍ ، وَبَنِينَ وَبَنَاتٍ ، وَذَاهِبٍ
وَآتٍ ، وَلَيْلٍ دَاجٍ ، وَسَماءٍ ذَاتِ أَبْرَاجٍ ، وَسِرَاجٍ وَهَّاجٍ ،
وَبَحرٍ عُجَاجٍ ، وَنُجُومٍ تًموُرُ ، وَمِيَاهٍ تَغُورُ ، وَمِهَادٍ مَوْضُوعٍ ،
وَسِترٍ مَرْفوُعٍ ، وَرِيَاحٍ تَهُبُّ ، وَبَلَاءٍ مَدَفُوعٍ ، وَكَلامٍ
مَسْمُوعٍ ، وَيَقَظَةٍ وَمَنَامٍ ، وَسِبَاعٍ وَأنَعْامٍ ، وَدَوَابٍّ وَهَوَامٍّ
، وَغَمَامٍ وَأَكْمَامٍ ، وَأُموُرٍ ذاتِ نِظَامٍ ، مِنْ شِتَاءٍ وَصَيْفٍ ،
وَرَبِيعٍ وَخَرِيفٍ ، أَنْتَ يا رَبِّ خَلَقْتَ هَذَا ، فَأحْسَنْتَ ،
وَقَدَّرْتَ فَأَتْقَنْتَ ، وَسَوَّيْتَ فَأَحْكَمْتَ ، وَنَبهْتَ على الفِكْرَةِ
، فَأَنْعَمْتَ ، وَنَادَيْتَ الأحْيَاءَ فَأَفْهَمْتَ ، فَلَمْ يَبْقَ عَلَيَّ
إلَّا الشُكْرُ لَكَ ، وَالذِّكْرُ لِمَحَامِدِكَ ، وَالإنْقِيَادُ لِطَاعَتِكَ ،
وَالإسْتِمَاعُ لْلداعِي إلَيْكَ ، فَإنْ عَصَيْتُكَ فَلَكَ الحُجَّةُ ، وَإنْ
أَطَعْتُكَ فَلَكَ المِنَّةُ ، يا مَنْ يُمْهِلْ فَلا يُعْجِلْ وَيَعْلَمُ فلا
يَجْهَلُ ، وَيُعْطِي فَلَا يَبْخَلُ ، يا أَحَقَّ مَنْ عُبِدَ ، وَحُمْدَ
وَسُئِلَ ، وَرُجِيَ وَاعْتُمِدَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ مُقَدَّسٍ ،
مُطَهَّرٍ ، مَكْنُونٍ اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ ، وَكُلِّ ثَنَاءٍ عَالٍ رَفِيعٍ ،
كَريمٍ رَضِيتَ بِهِ مِدَحَةً لَكَ ، وَبِحَقِّ كُلِّ مَلَكٍ قَرُبَتْ
مَنْزِلَتُهُ عِنْدَكَ ، وَبِحَقِّ كُلِّ نَبِيٍ أرْسَلْتَهُ إلى عِبَادِكَ ،
وَبِكُلِّ شَيْءٍ جَعَلْتَهُ مُصَدِّقاً لِرُسُلِكَ ، وَبِكُلِّ كِتَابٍ
فَضَّلْتَهُ وَفَصَّلْتَهُ ، وَبَيَّنْتَهُ وَأَحْكَمْتَهُ ، وَشَرَعْتَهُ ،
وَنَسَخْتَهُ ، وَبِكُلِّ دُعَاءٍ سَمِعْتَهُ فَأَحْبَبْتَهُ ، وَعَمَلٍ
رَفَعْتَهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ مَنْ عَظَّمْتَ حَقَّهُ ، وَأعْلَيْتَ قَدْرَهُ
، وَشَرَّفْتَ بُنْيَانَهُ ، مِمَّنْ أَسْمَعْتَنَا ذِكْرَهُ ، وَعَرَّفْتَنَا
أَمْرَهُ ، وَمِمَّنْ لَمْ تُعَّرِفْنَا مَقَامَهُ ، وَلَمْ تُظْهِرْ لَنَا
شَأْنَهُ مِمَّنْ خَلَْتَهُ ، مِنْ أَوَّلَِ ما ابْتَدَأْتَ بِهِ خَلْقَكَ ،
وَمِمَّنْ تَخْلُقُهَ إلى انْقضَاءِ الدهْرِ ، وَأَسْأَلُكَ بِتَوْحِيدِكَ الذي
فُطِرَتْ عَلَيْهِ العُقُولُ ، وَأُخِذَتْ بِهِ المَوَاثِيقُ ، وَأُرْسِلَتْ بِهِ
الرُسُلُ وَأُنٍزِلَتْ عَلَيْهِ الكُتُبُ ، وَجَعَلْتَهُ أَوَّلَ
فُرُوضِكَ ،
وَنِهَايَة طَاعَتِكَ ، فَلََمْ تَقْبَلْ حَسَنةً إلَّا مَعَهَا ، وَلَمْ تَغْفِرْ
سَيِّئَةً إلَّا بَعْدَها ، وَأَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِجُودِكَ ، وَكَرَمِكَ ،
وَعِزِّكَ وَجَلالِكَ ، وَعَفْوِكَ وَإمْنِتَانِكَ ، وَتَطَوُّلِكَ ، وَبِحَقِّكَ
وَمَجْدِكَ الذي هُوَ أَعْظَمُ مِنْ حُقُوقِ خَلْقِكَ ، وَأَسْأَلُكَ يا اللهُ ،
يا اللهُ يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا رَبَّاهُ ..
وَأَرْغَبُ إلَيْكَ خَاصِّاً وَعَاماً ، وأَوَّلاً وَآخِراً ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ
9 ، الَأمِينِ
رَسُولِكَ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ ، وَنَبِيِّكَ إمَامِ المُتّقِينَ ،
وَبِالرِّسَالَةِ التي أدَّاهَاَ ، وَالعِبَادَةِ التي اجْتَهَدَ فِيهَا ،
وَالمِحْنَةِ التي صَبَرَ عَلَيْهَا ، وَالمَغْفِرةِ التي دَعَا إلَيْهَا ،
وَالدِّيَانَةِ التي حَضَّ عَلَيْهَا ، مُنْذُ وَقْتِ رِسَالَتِكَ إياهُ إلى أَنْ
تَوَفَيّتَهُ ، وَبِمَا بَيْنَ ذلِكَ مِنْ أقوَاَلِهِ الحَكِيمَةِ ، وَأَفْعَالِهِ
الكَرِيمَةِ ، وَمَقَامَاتِهِ المَشْهُودَةِ ، وَسَاعَاتِهِ المَعْدُودَةِ أَنْ
تُصَلّيَ عَلَيْهُ كَمَا وَعَدْتَهُ مِنْ نَفْسِكَ ، وَتَعْطِيَهُ أَفْْضَلَ ما
أَمِلَ مِنْ ثَوابِكَ ، وَتُزْلِفْ لَدَيْكَ مَنْزِلَتَهُ وُتُعْلِي عِنْدَكَ
دَرَجَتَهُ ، وَتَبْعَثَهُ المَقَامَ المَحْمُودَ ، وَتُورِدَهُ حَوْضَ الكَرَمَ
وَالجُودِ ، وَتُبَارِكَ عَلَيْهِ بَرَكَةً عَامَّةً ، خَاصَّةً نَامِيَةً ،
زَاكِيَةً عَالِيَةً دَائمةً ، لا انْقِطَاعَ لِدَوَامِهَا ، وَلا نَِقيصَةً في
كَمَالِهَا ، وَلا مَزِيدَ إلَّا في قُدْرَتِكَ عَلَيْهَا ، وَتَزِيد بَعْدَ ذلِكَ
مِمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ ، وَأقُدَرُ عََلْيِه ، وَأَوْسَعُ ُلَهُ ،
وَتُؤْتِيَ ذلِكَ ، حَتى يَزْدَادَ في الإيِمان بِهِ بَصِيرَةً ، وَفي مَحَبتِهِ
ثَبَاتاً وَحُجَّةٍ ، وَعلى آلِهِ الطَّيبينَ الَأخْيَارِ ، المُنْتَجَبِينَ
الَأبْرَارِ ، وَعلى ِجْبَرائيلَ وَمِيكَائِيلَ وَالمَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ ،
وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ أَجْمَعِينَ ، وَعلى جَميعِ النَّبِيِيّنَ ، وَالصدِّيقِينَ
،وَالشُّهَدَاءِ ، وَالصَّالِحِينَ ، وَعَلَيْهِ وَعَلْيهِمُ السلامُ وَرَحْمَةُ
اللهِ وَبَرَكاتُهِ.
اللّهُمَّ ، إنَّي أَصْبَحْتُ لا
أَمْلِكُ لِنَفْسِي ، ضُراً وَلا نَفْعاً ، وَلا مَوْتاً وَلا حَيَاةً ، وَلا
نُشُوراً قَدْ دَنا مَصْرَعي ، وَانْقَطَعَ عُذْري ، وَذَهَبَتْ مَسْأَلَتي
وَذُلَّ نَاصِريِ ، وَأسْلَمَني أَهْلِي ، وَوَلَدِي ، بَعْدَ قِيَامِ حُجَّتِكَ
َعَليَّ ،
وَظُهُورِ
بَرَاهِينَكَ عِنْدَي ، وَوُضُوحِ دَلَائِلَكَ لَدَيَّ.
اللّهُمَّ ، إنَّهُ قَدْ أَكَدَّ
الطَلَبُ ، وَأَعْيَتِ الحِيَلُ إلا عِنْدَكَ ، وَانْغَلَقَتِ الطُرُقُ ،
وَضَاقَتِ المَذَاهِبُ ، إلَّا إلَيْكَ ، وَدَرَسَتِ اَلآمَالُ ، وَانْقَطَعَ
الرَجَّاءُ ، إلَّا مِنْكَ ، وَكَذَبَ الظَّنُ ، وَأَخْلَفَتَ العِدَاتُ إلَّا
عدَّتُكّ
اللّهُمَّ ، إنَّ مَنَاهِلَ الرَجَاءِ
لِفَضْلِكَ مُتُرَعَةٌ ، وَأَبْوَابَ الدُّعَاءِ لِمَنْ دَعَاكَ مُفْتَّحَةٌ ،
وَالإسْتِغَاثَةَ لِمَنْ اسْتَغَاثَ بِكَ مُبَاحَةٌ ، وَأَنْتَ لِدَاعِيكَ
مَوْضِعُ إجَابَةٍ ، وَلِلْصَارِخِ إلَيْكَ وَلِيُّ الإغَاثَةِ ، وَالقَاصِدِ
إلَيْكَ يا رَبُّ قَرِيبُ المَسَافَةِ ، وَأَنْتَ لا تََحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ ، إلَّا
أَنْ تَحْجُبَهُمُ الَأعْمَالُ السَيِّئةُ دُونَكَ ، وَما أُبَرِّىءُ نَفْسِي
مِنْهَا ، وَلا أَرْفَعُ قَدْرِي عَنْهَا ، إنِّي لِنَفْسي يا سَيدِي لَظَلُومُ ،
وَبِقَدْرِي لَجَهُولُ ، إلَّا أَنْ تَرْحَمَني ، وَتَعوُدَ بِفَضْلِكَ عَليَّ ،
وَتَدْرَأَ عِقَابَكَ عَنِّي ، وَتَرْحَمَني ، وَتَلْحَظَني بِالعَيْنِ ، التي
أَنْقَذْتَني بِهَا مِنْ حِيَرةِ الشَّكِّ ، وَرَفَعْتَني مِنْ هُوَّةِ الكُفْرِ ،
وَأَنْعَشْتَني مِنْ مِيتَةِ الجَهَالَةِ ، وَهَدَيْتَنيِ بِهَا مِنْ الَأنْهَاجِ
الجَائِرَةِ.
اللّهُمَّ ، وَقَد عَلَمْتَ أَنَّ
أَفْضَلَ زَادِ الرَّاحِلِ إلَيْكَ عَزْمُ إرَادَةٍ ، وإخلاصُ نِيَّةٍ ، وَقَدْ
دَعَوْتُكَ بِعَزْم إرَادَتي ، وَإخْلاصِ طَوِيَّتي ، وَصَادِقِ نِيَّتي ، فَهَا
أنَا ذَا مِسْكِينُكَ ، بَِائِسُكَ ، أَسِيرُكَ ، فَقِيرُكَ ، سَائِلُكَ ، مُنِيخٌ
بِفِنَائِكَ ، قَارِعٌ بَابَ رَجَائِكَ ، وَأَنْتَ أُنْسُ الآنِسِين
لَأوْلِيَائِكَ ، وَأَحْرَى بِكفَايةِ المُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ ، وَأَوْلَى
بِنَصْرِ الوَاثِقِ بِكَ ، وَأَحَقُ بِرِعَاَيَةِ المُنْقَطِعِ إلَيْكَ ، سِرِّي
إلَيْكَ مَكْشُوفٌ ، وَأَنَا إلَيْكَ مَلْهُوفٌ ، أَنَا عَاجِزٌ ، وَأَنْتَ
قَدِيرُ ، وَأَنَا صَغِيرٌ وَأَنْتَ كَبِيرٌ ، وَأَنَا ضَعِيفٌ وَأَنْتَ قَوِيُّ ،
وَأَنَا فَقِيرٌ وَأَنْتَ غَنِيُّ ، إذَا أَوْحَشَتْني الغُرْبَةُ ، أنْسي
ذِكْرُكَ ، وإذَا صَعُبَتْ عَلَيَّ الُأمُورُ اسْتَجَرْتُ بِكَ ، وإذَا
تَلَاحَقَتْ عَلَيَّ الشدَائِدُ أمَّلتُكَ ، وَأَيْن يُذْهَبُ بِي
عَنْكَ ، وأَنْتَ
أَقْرَبُ مِنْ وَرِيدِي ، وَاحصَنُ مِنْ عَدِيدي وَاوُجَدُ في مَكَاني وَأَصحُّ في
مَعْقُولِي ، وَأَزِمَّةُ اَلُأمُورِ كُلُّهَا بِيَدِكَ ، صَادِرَةٌ عَنْ
قَضَائِكَ ، مُذْعِنَةٌ بِالخُضُوعِ لِقُدْرَتِكَ ، فَقِيرَةٌ إلى عَفْوِكَ ،
ذَاتُ فَاقَةٍ إلى قَارِب مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَقَدْ مَسَّنيَ الفَقْرُ وَنَالَنيَ
الضُرُّ ، وَشَمَلَتْنيَ الخَصَاصَةُ ، وَأَغْرَّتني الحَاجَةُ ، وَتَوَسَّمْتُ
بِالذِلَّةِ ، وَعَلَتْنيَ المَسْكَنَةُ ، وَحَقَّتْ عَلَيَّ الكَلِمَةُ ،
وَأَحَاطَتْ بيَ الخَطِيئَةُ ، وَهَذَا الوَقْتُ الذي وَعَدْتَ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ
فِيهِ الإِجَابَةَ ، فَامْسَحْ مَا بِي بِيَمينِكَ الشَّافِيَةِ ، وَانْظُرْ لي
بِعَيْنِكَ الرَّاحِمَةِ ، وَأَدْخِلْني في رَحْمَتِكَ الوَاسِعَةِ ، وَأقْبِلْ
عَلَيَّ بِوَجْهِكَ ذي الجَلَالَ وَالإكْرَامِ ، فَإنَّكَ إذَا أَقْبَلْتَ على
أَسِيرٍ فَكَكَتَهُ ، وَعلى ضَالٍ هَدَيْتَهُ ، وَعلى حَائِر آوَيْتَهُ ، وَعلى
ضَعِيفٍ قَوَّيْتَهُ ، وعلى خَائِفٍ آمَنْتَهُ. اللّهُمَّ ، إنَّكَ أَنْعَمْتَ
عَلَيَّ فَلَمْ أَشْكُرْ ، وَابْتَلَيْتَني فَلَمْ أَصْبِرْ ، فَلَمْ يُوجِبُ
عَجْزِي عَنِ شُكْرِكَ مَنْعَ المُؤمَّل مِنْ فَضْلِكَ ، وَأَوْجَبَ عَجْزِي عَنِ
الصَّبْرَ عَلىَ بِلَائِكَ كَشْفَ ضُرِّكَ ، وَأِنْزَالَ رََحْمَتِكَ ، فَيَا مَنْ
قَُلَّ عِنْدَ بَلائِهِ صَبْري فَعَافَاني ، وَعِنْدَ نَعْمَائِهِ شُكْرِي
فَأَعْطَاني ، أَسْأَلُكَ المَزِيدَ مِنْ فَضْلِكَ ، وَالإيِزَاعَ لِشُكْرِكَ ،
وَاَلإعْتِدَادَ بِنَعْمَائِكَ في أعْفى العَافِيَةِ ، وَأسبَغِ النِّعْمَةِ
إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
اللّهُمَّ ، لا تُخْلِني مِنْ يَدِكَ ،
وَلا تَتْرُكْني لَقَاءاً لِعَدُوِّكَ ، وَلا لِعَدُوِّي ، وَلا تَوُحِشْني مِنْ
لَطَائِفِكَ الخَفِيَّةِ ، وَكِفَايَتِكَ الجَمِيِلَةِ ، وَإنْ شَرَدْتُ عَنْكَ
فَارْدُدْنِي إلَيْكَ ، وَإنْ فَسَدْتُ عَلَيْكَ فَأَصْلِحْنيِ لَكَ ، فإنَّكَ
تَرُدُّ الشَّارِدَ ، وَتُصْلِحُ الفَاسِدَ ، وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
اللّهُمَّ ، هَذَا مَقَامُ العَائِذِ
بِكَ ، اللّهُمَّ ، لُذْني بِعَفْوِكَ ، المُسْتَجِيرُ بِعِزِّ جَلالِكَ ، قَدْ
رَأَى أعْلَامَ قُدْرَتِكَ ، فَأَرِهِ آثَارَ رَحْمَتِكَ ، فَإنَّكَ تُبْدِىءُ
الخَلقَ ثُمَّ تُعِيدُهُ ، وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْكَ ، وَلَكَ المَثَلُ الأعلى في
السَّموَاتِ وَالَأرْضِ
وَأَنْتَ العَزِيزُ
الحَكِيمُ.
اللّهُمَّ ، فَتَوَلَّني وِلَايَةً
تُغْنِيِني بِهَا ، عَنْ سِوَاهَا ، وَأَعْطِني عَطِيةً لا أَحْتَاجُ إلى غَيْرِكَ
مَعَهَا ، فَأِنَّهَا ليْسَتْ بِبِدَعٍ مِنْ وِلَايَتِكَ ، وَلا بِنُكْرٍ مِنْ
عَطيَّتِكَ ، وَلا بِأُوْلَى مِنْ كِفَايَتِكَ ، إدْفَعِ الصَّرْعَةَ ، وَأنْعْشِ
السَّقْطَةَ ، وَتَجَاوَزْ عَنِ الزَلَّةِ ، وَأقْبَلِ التَّوْبَةَ ، وَارْحَم
الهَفْوَةَ ، وَنَجِّ مِنَ الوَرْطَةِ ، وَأَقِلِ العَثْرَةَ ، يا مُنْتَهَى
الرَّغْبَةِ ، وَغِيَاثَ الكَرْبَةِ ، وَوَليَّ النِّعْمَةِ ، وصَاحِبي في
الشِّدَّةِ ، وَرَحْمنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِِ ، أنْتَ الرَّحيمُ فإلى مَنْ
تَكِلْني؟ إلى بَعِيدٍ يَتَجَهَمُني ، أَوْ عَدُوٍّ يَمْلِكُ أَمْري ، إنْ لَمْ
تَكُ عَلَيَّ سَاخِطاً فَمَا أُبَالي ، غَيْرَ أَنَّ عَفْوَكَ لا يَضِيْقُ عَني ،
وَرِضَاكَ يَنْفَعُني ، وَكَنَفَكَ يَسَعُني ، وَيَدَكَ البَاسِطَةَ تَدْفَعُ عَني
، فَخُذْ بِيَدِي مِنْ دَحْضِ المَزَلَّةِ فَقَدْ كَبَوْتُ ، وَثَبِّتْني على
الصِراطَ اُلْمُسْتَقِيمِ ، وَاهْدِنِي وَإلَّا غَوَيْتُ ، يا هَادِيَ الطَّرِيقِ
، يا فَارِجَ المَضِيقِ ، يا إلهي بالتحْقِيقِ ، يا جَاِري اللَّصِيقَ ، يا رُكْني
الوَثِيقَ ، يا كَنْزِي العَتِيقَ ، أَحْلُلْ عَني المَضِيقَ وَاكْفِني شَرَّ ما
أُطِيقُ ، وَمَا لا أُطِيقُ ، إنَّكَ حَقِيقٌ ، وَبِكُلِّ خَيْرٍ خَلّيقٌ ، يا
أَهْلَ التقْوَى وَأَهْلَ المَغْفِرَةِ ، وَذَا العِزِّ وَالقُدْرَةِ ، وَالآلاءِ
وَالعَظَمَةِ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَخَيْرَ الغَافِرِينَ ، وَأَكْرَمَ
اَلْأكْرَمِينَ ، وَأَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، وَرَبَّ العَالَمِينَ ، لا تَقْطَعْ
مِنْكَ رَجَائِي ، وَلا تُخَيبْ دُعَائي ، وَلا تُجْهِدْ بَلائي ، وَلا تَجْعَلِ
النَّارَ مَأْوَايَ ، وَاجْعَلِ الجَنَّةَ مَثْوَايَ ، وَأعْطِني مِنَ الدُّنْيَا
سُؤلي وَمُنَايَ ، وَبَلِّغْني مِنَ الآخِرَةِ أَمَلي وَرِضَايَ ، وَآتِنَا في
الدًُّنْيَا حَسَنةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ يا
أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيِرٌ ، وَبِكُلِّ شَيْءٍ
مُحِيطٌ ، وَأَنْتَ حَسْبِيَ ، وَنِعْمَ الوَكِيلُ وَالمُعِينُ .. » .
__________________
وأنت ، إذا وضعت يدك ، على أية فقرة من
هذا الدعاء العظيم ، وجدت فيه قبل جمال الالفاظ ، روعة الايمان ، فهو يمثل تمثيلا
صادقا ، انقطاع الامام إلى الله وتمسكه به ، وإلتجائه إليه في جميع أحواله وشؤونه
، بالاضافة إلى تعظيمه الله تعالى ، وتبجيله ، فلم يبق كلمة فيها تقديس لله إلا
حفل بها هذا الدعاء الذي هو من ذخائر أدعية أهل البيت :.
وحكى هذا الدعاء ، مدى فزع الامام 7 ، من المنصور الطاغية الجلاد ، فقد
أستجار الامام ، من شره بهذا الدعاء ، وقد وقاه الله وأنجاه منه ، وصرف عنه كيده ،
فلم يتعرض له بمكروه.
ب ـ ولم يكن المنصور طيب النفس ، وإنما
غليظ النفس حقودا ، فقد أترعت نفسه الشريرة ، بالبغض والعداء للامام الصادق 7 ، وقد عزم على قتله حينما رجع من الحج
، فقد أوعز إلى حاجبه الربيع باحضاره ، وهو يرعد ويبرق ، ويتهدد ويتوعد ولما مثل
الامام عنده ، قابله بحفاوة وتكريم ، ثم انصرف عنه فبهر الربيع ، وقال للامام :
بأبي أنت وأمي ، يا ابن رسول الله 9
إني لم أشك فيه ساعة دخولك عليه ، أن يقتلك ، ورأيتك تحرك شفتيك ، فما الذي قلت؟
قال 7 إني قلت :
« حَسْبِيَ الخَالِقُ مِنَ
المَخْلُوقِينَ ، حَسْبِيَ مِنْ لَمْ يَزلْ حَسْبِي ، حَسْبِيَ اللهُ الذي لَمْ
يَزَلْ حَسْبِي ، حَسْبِيَ اللهُ وَنِعمَ الوَكِيِلُ. اللّهُمَّ ، أُحْرُسْني
بِعَيْنِكَ التي لا تَنَامُ ، وَأكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الذي لا يُرَامُ ،
وَاحْفَظْني بِعِزِّكَ ، وَاكْفِنِي شَرهُ بِقُدْرَتِكَ ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ
، وَإلَّا هَلَكْتُ وَأَنْتَ رَبِّي ، اللّهُمَّ ، إنَّكَ أَجَلُّ وَأَخْيَرُ مِما
أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَدْرَأُ بِكَ في نَحْرِهِ ، وَأَعوذُ
بِكَ مِنْ شَرِّهِ ، وَأَسْتَكْفيكَ إياهُ ، يا كَافِيَ مُوسَى فِرْعَوْنَ ،
وَمُحَمَّداً 9
الَأحْزَابَ ، الذين قَالَ لَهُمُ النَّاسُ انَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ
فَاخْشَوْهُمْ ، فَزَادَهُمْ إيمَاناً. وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ
الوَكِيلُ ،
وَأُولئِكَ الذين
طَبَعَ اللهُ على قُلُوبِهِم ، وَسَمْعِهِمْ ، وَأَبْصَارِهِم ، وَأُولئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ
، لا جَرَمَ أَنهُمْ في الآخِرَةِ هُمُ اَلَأخَسَرُونَ ، وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ
أَيْدِيِهمْ سَدَّاً ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدَّاً ، فَأَغْشَيْنَاهُمْ ، فَهُمْ لا
يُبْصِروُنَ .
وصرف الله عنه ، كيد المنصور ببركة هذا
الدعاء ، وقد روي أنه دعا بدعاء آخر أسماه : دعاء الجيب ، وهو يقي من حمله البلية
والخوف وهذا نصه :
« اللّهُمَّ ، احْرُسْني بِعَيْنِكَ
التي لا تَنَامُ ، وَاَكْنِفْنِي بِرُكْنِكَ الذي لا يُرَامُ ، وَارْحَمْني
بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ، أَنْتَ ثِقَتي وَرَجَائي ، رَبِّ ، كَمْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ
بِهَا عَلَيَّ ، قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي ، وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ
ابْتَلَيْتَنيِ بِهَا ، قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي ، فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ
نِعْمَتِهِ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْني ، وَيَا مَنْ قَلَّ عِندَ بَلائِهِ صَبْرِي
فَلَمْ يَخْذُلْني ، وَيَا مَنْ رَآني ، على الخَطَايَا ، فَلَمْ يَفْضَحْني ، يا
ذَا المَعْرُوفِ الذي لا يَنْقَضِي أَبَداً ، ويا ذا النّعَمِ التي لا تُحْصَى
عَدَداً ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ على
إبرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللّهُمَّ ، إنَهُ عَبْدٌ مِنَ عِبَادِكَ ،
أَلْقَيْتَ عَلَيْهِ سُلطَاناً مِنْ سُلْطَانِكَ ، فَخُذْ سَمْعَهُ ، وَبَصَرَهُ ،
وَقَلْبَهُ ، إلى ما فِيهِ صَلاحُ أَمْرِي ، وَبِكَ أَدْرَأُ في نَحْرِهِ
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ ،
اللّهُمَ ، أَعِنِّي بِدِينِي على
دُنْيَايَ ، وَعلى آخِرَتي بِالتَّقْوَى ، وَاحْفَظْني فِيما غِبْتَ عَنْهُ ، وَلا
تَكِلْني إلى نَفْسِي فِيمَا حَضَرْتُهُ ، يا مَنْ لا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ ، وَلا
تَنْقُصُهُ المَغْفِرَةُ ، إغْفِرْ لي ما لا يَضُرُكَ ، وَأَعْطِني ما لا
يَنْقُصُكَ ، إنَّكَ أَنْتَ الوَهابُ ، يا إلهِي أَسْأَلُكَ فَرَجاً قَرِيَباً ،
وَرِزْقاً وَاسِعاً ،
__________________
وَأَسْأَلُكَ
العَافِيَةَ مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَأَسْأَلُكَ الشُّكْرَ على العَافِيَةِ ،
وَدَوَامَ العَافِيَةِ ، وَأَسْأَسلُكَ الغِنَى عَنِ النَّاس ، وَلا حَوْلَ وَلا
قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ .. »
قال الربيع فكتبته فها هو في جيبي ،
وقال طاش كسرى : وأنا الفقير الحقير تراب أقدام الفقراء ، كتبته ، وقد رأيت له
أثرا ظاهرا وانتفعت به مدة ، فعليك أن تنخرط في هذا المسلك بشرط الاعتقاد الصحيح .
ج ـ وورم أنف المنصور ، وتميز غيظا لما
يراه ، ويسمعه ، من إجماع المسلمين ، على تعظيم الامام الصادق 7 ، والاعتراف له بالفضل ، فأخذ يبغي له
الغوائل لاغتياله ، ولكن الله صرف عنه كيده ، ولما قفل من يثرب ، أقام بالربذة ،
التي دفن بها الثائر العظيم في الاسلام ، أبو ذر الغفاري ، وكان فيها الامام
الصادق 7 ، فأوعز
المنصور إلى إبراهيم ابن جبلة. يإحضار الامام ، فأسرع إليه ، وفزع منه الامام ،
ودفع يديه بالدعاء إلى الله تعالى قائلا :
« اللّهُمَّ ، أَنْتَ ثِقَتي في كْلِّ
كَرْبٍ ، وَرَجَائي في كُلِّّ شِدَّةِ ، وَأَنْتَ لي في كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بي
ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ
الحِيلَةُ ، وَيَخْذُلُ فِيهِ القَرِيبُ ، وَيَشْمَتُ بِهِ العَدوّ ، وَتُعْيِيني
فِيهِ الُأمُورُ ، أَنْزَلَتُهُ بِكَ ، وَشَكْوْتُهُ إلَيْكَ ، رَغْبَةً فِيهِ
إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ، فَفَرَّجْتَهُ ، وَكَشَفْتَهُ ، وَكَفَيْتَنِيهِ ،
فَأَنْتَ وَلِيًّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وَمُنْتَهىَ كُلِّ
حَاجَةٍ ، فَلَكَ الحَمْدُ كَثِيراً ، وَلَكَ المَنُّ فَاضِلاً .. »
وحينما دخل على الطاعية السفاك دعا الله
قائلا :
__________________
« يا إلهَ جِبْرَائِيلَ ، وَإسْرَافِيلَ
، وَإلهَ أبْرَاهِيمَ ، وَإسمَاعِيلَ ، وَإسحَاقَ ، وَيَعْقُوبَ ، وَمُحَمَدٍ 9 ، تَوَلَّنِي في هذِهِ الغَدَاةِ ،
وَعَافِني وَلا تسَلِّطْ عليَّ أَحَداً من خَلْقِكَ بِشَيْءٍ لا طَاقَةَ لي بِهِ
... »
وصاح الطاغية بالامام ، متهما له بأنه
ينازعه في سلطانه ، قائلا : « أما والله لأقتلنك .. ».
فقال له الامام برفق :
« ما فعلت؟ فَأَرْفِقْ فوالله لقلَّما
أصحبك .. ».
وخلى المنصور سبيله ، إلا أنه أوجس في
نفسه خيفة من قوله : « فوالله لقلما أصحبك » وخاف أنه قد عناه بذلك ، فأوعز إلى
عيسى بن علي يسأله عن ذلك ، فأجابه : إنه عنى نفسه ، وأنه هو الذي ، يفارق الحياة
عما قريب .. قال إبراهيم بن جبلة : فخرجت ، فوجدت الامام 7 جالسا ينتظرني ليشكرني على ما قدمته له
من خدمات ، وكان يدعو الله بهذا الدعاء :
« الحَمْدُ للهِ الذي أَدْعُوهُ
فَيُجِيبُني ، وَإنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِينَ يَدْعُوني ، وَالَحَمْدُ للهِ الذي
أَسْأَلُهُ فَيُعْطِيني ، وَإنْ كُنْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْتَقْرضُني ، وَالحَمْدُ
للهِ الذي أسْتَوْجَبَ الشُّكْرَ عليَّ بِفَضْلِهِ ، وَإنْ كُنْتُ قَليلاً
شُكْرِيِ ، وَالحَمْدُ للهِ الذي وَكَلَني إلَيْهِ فَأَكْرَمَني ، وَلَمْ يَكِلْني
إلى النَاسِ يُهينونَني ، فَرَضِيتُ بِلُطْفِكَ يا رَبُّ لُطْفاً ،
وَبِكِفَايَتِكَ خُلْفاً ، اللّهُمَّ ، يا رَبُّ ما أَعْطَيْتَني مِمَّا أُحِبُّ ،
فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لي فِيمَا تُحِبُ ، اللّهُمَّ ، وَمَا زَوَيْتَ عَني مِمَّا
أُحِبُّ ، فَاجْعَلْهُ قِوَاماً ، اللّهُمَّ ، إعْطِني ما أُحِبُّ ، وَاجْعَلْهُ
خَيْراً لي ، اللّهُمَّ ، ما غَيَّبْتَ عَني مِنَ الُأمُورِ ، فَلا تُغَيِّبْني
عَنْ حِفْظِكَ ، وَمَا فَقَدْتُ ، فَلا أفْقِدُ عَوْنَكَ ، وَمَا نَسِيتُ ، فَلا
أنْسَى ذِكْرَكَ ، وَمَا مَلَلْتُ فَلا أَمَلُّ
شُكْرَكَ ، عَلَيْكَ
تُوَكَّلْتُ حَسْبِيَ اللهُ وَنعْمَ الوَكيلُ ... » .
د ـ وثقل الامام الصادق 7 ، على المنصور ، وذلك لذيوع فضله ،
وانتشار علومه ، فأوعز إلى إبراهيم بن جبلة بإشخاصه من يثرب إليه ، ومضى إبراهيم
في مهمته ، يقطع البيداء ، حتى انتهى إلى الامام 7
، فعرفه بالامر ، فتسلح 7
بالادعية ، والتضرع إلى الله ، أن يصرف عنه كيد المنصور ، وينجيه من شره ، وكان من
أدعيته التي رواها إبراهيم ما يلي :
١ ـ روى إبراهيم بن جبلة قال : لما
بلغته برسالة المنصور ، سمعته يدعو بهذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، أَنْتَ ثِقَتي في كُل
كَرْبٍ ، وَرَجَائي في كُل شِدِّةٍ ، وَإتِكالي في كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بي ،
عَلَيْكَ ثِقَتي ، وَبِكَ عُدَِّتي ، كمْ مِنْ كَرْبٍ تَضْعُفُ فِيهِ القُوَى ،
وَتَقِلُّ فِيهِ الحِيْلَةُ ، وَيَخْذُلُ فِيهِ القَرِيبُ ، وَيَشْمَتُ فِيهِ
العَدُوُّ ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ ، رَاغِباً فِيهِ إلَيْكَ ،
عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ ، وَكَشَفْتَهُ ، فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ
، وَمُنْتَهى كُلِّ حَاجَةٍ ، لَكَ الحَمْدُ كَثيراً ، وَلَكَ المَنُّ فَاضِلاً
... »
٢ ـ قال إبراهيم : ولما قدمت للامام
راحلته ليركب ، سمعته يدعو بهذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، بِكَ أَسْتَفْتِحُ ،
وَبِكَ أَسْتَنْجِحُ ، وَبِمُحَمَدٍ 9
أَتَوَجَّهُ ، اللّهُمَّ ، أذْلِلْ لي حُزُونَتَهُ وَكُلِّ حُزُونَةٍ ، وَسَهِّلْ
لي صُعُوبَتَهُ وَكُلِّ صُعُوبَةٍ ، وَارْزُقُني ، مِنَ الخَيْرِ فَوْقَ ما
أَرْجُو ، وَاصْرِفْ عَني مِن الشَّرِ فَوُقَ ما أَحْذَرُ ، فَإنَّكَ تَمْحو ما
تَشَاءُ ، وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أمُّ
__________________
الكِتَابِ .. »
٣ ـ قال إبراهيم : ولما دخلنا الكوفة ،
صلى ركعتين ، ورفع يديه إلى السماء ، ودعا بهذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، رَبَّ السَّمواتِ ، وَمَا
أَظَلَّتْ ، وَرَبَّ الَأرَضينَ السَّبْعِ ، وَمَا أقَلَّتْ ، وَالرِّيَاحِ وَمَا
ذَرَتْ ، وَالشَّياطِينِ وَمَا أَظَلَّتْ ، وَالمَلائِكَةِ وَمَا عَمِلَتْ ،
أَسْأَلُكَ أَنْ تصَلِّي عَلى مُحَمَدٍ وآلِ مُحَمَدٍ ، وَأَنْ تَرْزُقَني خَيْرَ
هذِهِ البَلْدَةِ ، وَخْيرَ مَا فِيهَا ، وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَخَيرَ ما
قَدِمْتُ لَهُ ، وَأَنْ تَصْرِفَ عَني شَرَّهَا ، وَشَر ما فِيهَا ، وَشَرَّ
أَهْلِهَا ، وَشَرَّ مَا قَدِمْتُ لَهُ .. » .
وَبِبَرَكَةِ هَذِهِ الأدْعِيَةِ ،
وَشِدَّةِ الإِنْقِطَاعِ إلى اللهِ ، صَرَفَ اللهُ عَنْهُ ، بِغَيِ الَمْنصورِ
وَكَيْدَهُ ، فَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ بِسوُءٍ ، بَعْدَ مَا كَانَ مُصَمِّماً عَلى
قَتْلِهِ ،
ه ـ وصمم المنصور ، على إغتيال الامام
الصادق 7 ، فأشخصه من
يثرب إلى بغداد ، وأمر حاجبه الربيع ، أن يأتي به في غلس الليل على الحالة التي
يجده فيها ، فأوعز الربيع ، إلى ولده وكان فظا غليظا بمداهمة الامام ، وحمله على
ما هو عليه إلى المنصور ، وسارع في مهمته ، فوجد الامام ماثلا أمام الله يصلي ،
وعليه قميص ، ومنديل قد أئتزر به ، فحمله إلى المنصور ، فلما رآه انتهره ، وقابله
، بأقسى القول ومره ، وانتضى سيفا كان معه أراد قتله ، والامام يعتذر منه ، وقد
دعا الامام 7 بهذا الدعاء
:
« اللّهُمَّ ، احْرُسْني ، بِعَيْنِكَ
التي لا تَنَامُ ، وَاكْنُفْني ، بِرُكْنِكَ الذي لا يُضَامُ ، وَاغْفِرْ لي
بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ، رَبِّ لا أَهْلَكُ ، وَأَنْتَ الرَّجَاُء ،
__________________
اللّهُمَّ ، أَنْتَ
أَعَزُّ وَأَكْبَرُ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، بِالله أَسْتَفْتِحُ ، وَباللهِ
أَسْتَنْجِحُ ، وَبِمُحَمَدٍ رَسُولَ اللهِ 9
أَتَوَجَّهُ ، يا كَافِيَ إبْرَاهِيمَ نَمْرُودَ ، وَمُوسى فِرْعَونَ ، إكْفِني ما
أَنَا فِيهِ ، اللهُ ، اللهُ رَبِّي ، لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، حَسْبِيَ
الرَبُّ مِنَ المرْبُوبينَ ، حَسْبِيَ الخَالِقُ مِنَ المَخْلُوقِينَ ، حَسْبِيَ
المَانِعُ مِنَ المَمْنُوعِينَ ، حَبْسِيَ مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبِيَ ، حَسْبِيَ
اللهُ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ
العَظِيمِ .. »
وافرج المنصور ، عن الامام 7 ، وبهر الربيع مما رأى ، فتبع الامام 7 ، وطلب منه أن يعلمه الدعاء الذي نجا
به ، من شر المنصور فعلمه هذا الدعاء .
و ـ لما استشهد البطل العظيم ، ذو النفس
الزكية ، سعى بعض المرتزقة ، من باعة الضمير إلى المنصور ، فأخبروه بأن الامام
الصادق 7 ، كان يبعث
مولاه المعلى بن خنيس ، بجباية الاموال من شيعته ، وكان يمد بها ذا النفس الزكية ،
ليواصل حربه للمنصور ، فتميز الطاغية غيظا ، وورم أنفه ، وكتب إلى عمه داوود بن
علي ، عامله على يثرب ، بإشخاص الامام إليه ، ولا يتأخر في ذلك ، ولما انتهت إليه
الرسالة ، استدعى الامام وعرفه بالحال ، فنهض الامام 7
، إلى مسجد جده رسول الله 9
، فصلى ركعات ودعا بهذا الدعاء :
« يا مَنْ لَيْسَ لَهُ إِبْتِداء ، وَلا
إنْتِهاءٌ ، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ أَمَدٌ ، وَلا نِهَايَةُ ، ولا مِيقَاتُ ، ولا
غَايَةٌ ، يا ذا العَرْشِ المجيدِ ، وَالبَطْشِ الشَّدِيدِ ، يا مَنْ هُوَ
فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ، يا مَنْ لا تَخْفَىٍ عَلَيْهُ اللُّغَاتُ ، وَلا
تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الَأصْواتُ ، يا مَنْ قَامَتْ بِجَبَرُوتِهِ الَأرْضُ
والسَّمواتُ ، يا حَسَنَ الصُّحَبَةِ ،
__________________
يا وَاسِعَ
المَغْفِرَةِ ، يا كَرِيمَ العَفْوَ ، صَلِّ على مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدٍ ،
وَاحْرُسني في سَفَري وَمَقَامي ، وَانتِقَالي بِعَيْنِكَ التي لا تَنَامُ ،
وَاكْنِفْنيِ بِرُكْنِكَ الذي لا يُضَامُ.
اللّهُمَّ ، إني أَتَوَجَّهُ في سَفَري
هَذَا ، بِلا ثِقَةٍ مِني لِغَيْرِكَ ، وَلا رَجَاءٍ يَأْوِي بي إلَّا إلَيْكَ ،
ولا قُوَّةٍ لي أتَّكِلُ عَلَيْهَا ، ولا حِيلَةٍ أَلْجَأُ إلَيْهَا ، إلَّا إبْتِغَاءَ
فَضْلِكَ ، وَإلتِمَاسَ عَافِيَتِكَ ، وَطَلَبَ فَضْلِكَ ، وَإجْرَاءَكَ لي على
أفْضَل عَوَائِدِكَ عِنْدي.
اللّهُمَّ ، وَأنْتَ أعْلَمُ بِمَا
سَبَقَ لي ، في سَفَري ، هَذَا ، مِمَّا أُحِبُّ وَأكْرَهُ ، فَمَهْمَا أَوْقَعْتَ
عَلَيْهِ قَدَرَكَ ، فَمَحْمُودٌ فِيهِ بَلَاؤكَ ، مُنْتَصَحُ فيهِ قَضَاؤكَ ،
وَأَنْتَ تَمْحو ما تَشَاءُ وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتَابِ. اللُّهُمَّ
، فَاصْرِفْ عَنِّي مَقَادِيرَ كُلِّ بلاءٍ ، وَمَقْضِيَّ كُلِّ لأوَاءٍ ،
وَابْسُطْ عليَّ كَنَفاً مِنَ رَحْمَتِكَ ، وَلُطْفاً مِنْ عَفْوِكَ ، وَتَمَاماً
مِنْ نِعْمَتِكَ ، حَتى تَحْفَظَني فِيهِ ، بِأحَسَنِ ما حَفِظْتَ بِهِ غَائِباً
مِنَ المُؤْمِنِينَ ، وَخَلصْتَهُ مِنْ سَتْرِ كُل عَوْرَةٍ ، وَكِفَايَةِ كُلِّ
مَضَرَّةٍ ، وَصَرْفِ كُلِّ مَحْذُورٍ ، وَهَبْ لي فِيهِ ، أَمناً وَإيمَاناً ، وَعَافِيَةً
، وَيُسْراً ، وَصَبْراً وَشُكْراً ، وأَرْجِعْني فِيهِ سَالِماً إلى سَّالمِيِنَ
بِرَحْمَتِكَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .. »
وتسلح الامام 7 بهذا الدعاء ، وسافر إلى بغداد ،
فالتقى بالطاغية المنصور ، وصرف عنه كيده ، وسلمه من شره .
ز ـ وأجمع رأي المنصور ، على قتل الامام
7 ، وقد أعرب
عن عزمه ، إلى صاحب سره محمد بن عبدالله الاسكندري ، فقد قال
__________________
له : يا محمد هلك من
أولاد فاطمة 3 مقدار مائة
أو يزيدون
وقد بقي سيدهم ، وإمامهم ، فقال له محمد :
« من ذلك؟ .. »
« جعفر بن محمد الصادق .. » فعدله محمد
عن فكرته ، وقال له :
« يا أمير المؤمنين إنه رجل أنحلته
العبادة ، واشتغل بالله عن طلب الملك والخلافة ... »
فنهره المنصور ، وقال له :
« علمت أنك تقول : بإمامته ، ولكن الملك
عقيم ، وقد آليت على نفسي إن لا أمسي عشيتي هذه ، أو أفرغ منه .. ».
ودعا أحد جلاديه ، وأمره بقتل الامام 7 إذا حضر عنده ، ثم أحضر الامام 7 ، وقد احتجب ، وتسلح بهذا الدعاء
الشريف ، الذي هو من ذخائر أدعية أئمة أهل البيت :
، فصرف الله عنه كيده ، وأنجاه منه ، وهذا نصه :
« لا إلهَ إلَّا اللهُ أَبَداً حَقاً ،
لا إلهَ إلا اللهُ إيمَاناً وَصِدْقاً ، لا إلهَ إلا اللهُ تَلَطُفاً وَرِفْقاً ،
لا إلهَ إلَّا اللهُ حَقّاً حَقّاً ، لا إله إلا اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ 6.
أُعِيذُ نَفْسِي وَشَعْري ، وبشري ،
وَدِيني ، وَأَهْلي وَمَالي وَوَلَدي ، وَذُرِيتي ، وَدُنْيَايَ ، وَجَميعَ مِنْ
أَمْرُهُ يَعْنِينِي ، مِنْ شَرِّ كُلِّ مَنْ يُؤْذِيِني ، أعِيذُ نَفْسي ،
وَجَميعَ ما رَزَقَني رَبِّي ، وَما أَغْلَقْتُ عَلَيْهِ أَبْوَابي ، وَأحَاطَت
__________________
بِهِ جُدْرَاني ،
وَجَميعَ ما أَتَقَلَّبُ فِيهِ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ وَإحْسَانِهِ ،
وَجَميعَ أُخْوَاني ، وَأَخَوَاتي مِنَ المُؤْمِنيِن وَالمؤْمِنَاتِ باللهِ
العَلِيِّ العَظيمِ ، وَبِأَسَمَائِهِ التامَّةِ الكَامِلَةِ ، المُتَعَالِيَةِ ،
المُنِيفَةِ الشَّرِيفَةِ ، الشَافِيَةِ الكَرِيمَةِ ، الطَيِّبَةِ الفَاضِلَةِ ،
المُبَارَكَةِ الطَّاهِرَةِ ، المُطّهرَةِ ، العَظيمَةِ ، المَخْزُونَةِ ،
المَكْنُونَةِ ، التي لا يُجَاوِزُهُن بِرٌ وَلا فَاجِرُ ، وَبِأُمِّ الكِتَابِ ،
وَفَاتِحَتِهِ وَخَاتِمَتِهِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ سَوُرٍ شَرِيفَةٍ ،
وَآيَاتِ مُحْكَمَاتٍ ، وَشِفَاءٍ وَرَحْمَةٍ ، وَعَوْذَةٍ وَبَرَكَةٍ ،
وَبِالتَوْرَاةِ ، وَالإنجيلِ ، وَالزَّبُورِ ، وَالقُرْآنِ العَظِيمِ ،
وَبِصُحُفِ إبرَاهِيمَ وَموُسى ، وَبِكُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللهُ عَزَّوَجَلَّ
، وَكُلِّ رَسَولٍ أرْسَلَهُ إلَيْهِ ، وَبِكُلِّ بُرْهَانٍ أَظْهَرَهُ اللهُ
عَزَّوَجَلَّ ، وَبِألاءِ اللهِ وَعِزَّةِ اللهِ ، وَقُدْرَةِ اللهِ ، وَجَلالِ
اللهِ ، وَقُوَّةِ اللهِ ، وَعَظَمَةِ الله ، وَسُلْطَانِ اللهِ ، وَمِنْعَةِ
اللهِ ، وَمَنِّ الله ، وَحُلْمِ اللهِ ، وَعَفْوِ اللهِ ، وغُفْرَانِ اللهِ ،
وَمَلائكَةِ اللهِ ، وَكُتُبِ اللهِ ، وَأَنْبيَاِء الله ، وَرُسُلِ اللهِ ،
وَمُحَمَدٍ رَسُولِهِ 9
، وَأعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَعِقَابِهِ ، وَسُخْطِ اللهِ وَنَكَالِهِ ،
وَمِنْ نِقْمَتِهِ ، وَإعْرَاضِهِ ، وَصُدُودِهِ ، وَخُذْلانِهِ ، وَمِنَ الكُفْرِ
وَالنِفَاقِ ، والحَيْرَةِ وَالشِّرْكِ ، في دِينِ اللهِ ، وَمِنَ شَرِّ يَوْمِ
الحَشْرِ وَالنُّشُورِ ، وَالمَوْقِفِ وِالحِسَابِ ، وَمنِ شَرِّ كُلِّ كِتَابٍ
سَبَقَ ، وَمِنْ زَوَالِ النِّعْمَةِ ، وَحُلُولِ النِّقْمَةِ ، وَتَحَوُّلِ
العَافِيَةِ ، وَمُوجِبَاتِ الهَلَكَةِ ، وَمَوَاقِفِ الخِزْيِ ، وَالفَضِيحَةِ ،
في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَأَعُوذُ بِاللهِ العَظيمِ ، مِنْ هَوَى مُرِدٍ ،
وَقَرينِ سُوءٍ مُكْدٍ ، وَجَارٍ مُؤْذٍ ، وَغِنىً مُطْغٍ ، وَفَقْرٍ مُنْسٍ ،
وَأَعُوذُ باللهِ العَظيمِ مِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ ، وَدُعَاءٍ لا يُسْمَعُ ،
وَعَيْنٍ لا تَدْمَعُ ، وَبَطْنٍ لا يَشْبَعُ ، وَمِنْ نَصَبٍ وَإجْتِهَادٍ
يُوجِبَانِ العَذَابَ ، وَمِنَ مَرَدٍّ إلى النَّارِ ، وَسُوءِ المَنْظَرِ ، في
النَفْسِ ، والأهْلِ ، وَالمَالِ ، وَالوَلَدِ ، وَعِنْدَ مُعَايَنَةِ مَلَكِ
المَوْتِ 7 ، وَأعوذُ بِاللهِ العَظيمِ ، مِنْ
شَرِّ كُلِّ دَابَّّةٍ ، هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتها ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرِّ ،
وَمِنْ شَرِّ ما أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ
، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإنْسِ وَالشَّيَاطِينِ ، وَمِنْ شَرِّ
إبْليسَ ، وَجُنُودِهِ ، وَأشْيَاعِهِ ، وَأَتْبَاعِهِ ، وَمِنْ شَرِّ السلاطِينِ
وَأَتْبَاعِهِمْ ، وَمِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ ، وَمَا يَعْرُجُ
فِيهَا ، وَمِنْ شَرِّ ما يَلِجُ في الأرْضِ ، وَمَا يَخرُجُ مِنْهَا ، وَمِنْ
كُلِّ سُقْمٍ وَآفَةٍ ، وَغَمٍّ وَفَاقَةٍ وَعَدَمٍ ، وَمِنْ شَرِّ مَا في البَرِّ
وَالبَحْرِ ، وَمِن شَرِّ الفُسَّاقِ ، وَالفُجَّارِ ، وَالدُّعَّارِ ، وَالحُسادِ
، وَالَأشْرَارِ وَالسُرَّاقِ ، وَاللُّصُوصِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ هُوَ
آخِذٌ بِنَاصِيَتِها إنَّ رَبِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.
اللّهُمَّ ، إنّي أحْتَجِزُ بِكَ ، مِنْ
شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْتَهُ ، وَأَحْتَرِسُ بِكَ مِنْهُمْ. وَأَعُوذُ بِاللهِ
العَظيمِ مِنْ الحَرَقِ ، وَالغَرَقِ وَالشَرَقِ ، وَالهَدْمِ ، وَالخَسْفِ ،
وَالمَسْخِ وَالجُنُونِ ، وَالحِجَارَةِ ، وَالصَّيْحَةِ ، وَالزَلازِلِ ،
وَالفِتَن ، وَالعَينِ ، وَالصَواعِقِ ، وَالجُذَامِ ، وَالبَرَصِ ، وَالآفَاتِ ،
وَالعَاهَاتِ ، وَأكْلِ السَبُعِ وَمِيتَةِ السُوءِ ، وَجَميعِ أنْوَاعِ البَلايَا
، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَأعوُذُ باللهِ العَظيِمِ ، مِنْ شَرِّ ما
اسْتَعَاذَ مِنْهُ المَلائِكَةُ المُقَرَّبُون وَالأنبيَاءُ المُرْسَلونَ ،
وَخَاصَّةً مِمَّا إسْتَعَاذَ بِهِ رَسُولُكَ مُحَمَدٌ 9 ، وَسَلَّمَ ، أَسْأَلَكَ أَنْ
تُعْطِيَنِي ، مِنْ خَيْرِ ما سَأَلوا ، وَأنْ تُعِيذَني مِنْ شَرِّ ما
اسْتَعَاذُوا ، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الخَيْر كُلِّهِ ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، ما
عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، بِسْمِ الله ، وَبِاللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ
، وَاعْتَصَمْتُ بِاللهِ ، وَأَلجَأْتُ ظَهْري إلى اللهِ ، وَمَا تَوْفِيقي إلَّا
باللهِ ، وَمَا شَاَءَ اللهُ ، وَأُفَوِّضَ أَمْرِي إلى اللهِ ، وَمَا النَّصْرُ
إلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَمَا صَبْري إلَّا بِاللهِ ، وَنِعْمَ القَادِرُ اللهُ
، وَنِعْمَ النَصِيُر اللهُ ، وَلا يَأتي بِالحَسَنَاتِ إلَّا اللهُ ، وَمَا
يَصْرِفُ السيِّئَاتِ إلا
اللهُ ، وَلا
يَسُوقُ الخْيْرَ إلَّا اللهُ ، وَإنَّ الَأمْرَ كُلَّهُ بِيَدِ اللهِ ،
وَأسْتَكْفِي بِاللهِ ، وَأَسْتَعِينُ بِاللهِ ، وَأَسْتَقِيلُ اللهَ ،
وَأسْتَغِيثُ باللهَ ، وَصَلَّىَ اللهُ على مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَعلى
أَنْبِيَاءِ اللهِ ، وَعلى رُسُلِ اللهِ ، وَمَلائكَةِ اللهِ ، وَعلى
الصَّالِحِينَ ، مِنْ عِبَادِ اللهِ ، إنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإنَّهُ بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتوني مُسلِمينَ ، كَتَبَ
اللهُ لَأغْلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي ، إنَّ اللهَ قَوِيُّ عَزِيزٌ ، لا يَضُرُكُمْ
كَيْدُهُمْ شَيْئاً ، إنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ، وَاجْعَلْ لَنَا
مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً ، وَاجْعَلْ لَنَا مِنَ لَدُنْكَ نَصيراً ، إذْ هَمَّ
قُوْمٌ أنْ يَبْسُطوا إلَيْكَ أَيْدِيَهمْ فَكَفَّ أيْدِيَهمْ عَنْكُمْ ، وَاللهُ
يعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ، إنَّ الله لا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرينَ ، كُلَّمَا
أَوْقَدُوا نَاراً لِلحَرْبِ أَطفَأَهَا اللهُ ، قُلْنَا يا نَارُ كُونِي بَرْداً
وَسَلاماً عَلى إبرَاهِيمَ ، وَزَادَكُمْ في الخَلْقِ بَسْطَةً ، لَهُ
مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، وَمِنْ خَلْفِهِ ، يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ
اللهِ ، رَبِّ أَدْخِلْني مُدْخَلَ صِدقٍ ، وَأَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدقٍ ،
وَأجْعَلْ لي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نصيراً ، وَقَرَّبْنَاُه نَجِياً ،
وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً ، سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمنُ وُدّاً ،
وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ، وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْني ، إذْ تَمْشي
أُخْتُكَ فَتَقُولُ : هَلْ أَدُلُّكُمْ على مَنْ يِكْفَلُهُ ، فَرَجَعْناكَ إلى
أُمِّكَ ، كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ ، وَقَتَلْتَ نَفْساً
فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الغَمِّ ، وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً ، لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ
القَوْمِ الظَّالِمْينَ ، لا تَخَفْ إنَّكَ مِنَ الآمِنينَ ، لا تَخَفْ إنَّكَ
أَنْتَ الأعْلَى ، لا تَخَافْ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى ، لا تَخَافا إنَّني مَعَكُمَا
أَسْمَعُ وَأَرَى ، لا تَخَفْ إنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ ، وَيَنْصُرَكَ اللهُ
نَصْراً عَزِيزاً ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ على اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ، إنَّ الله
بالِغُ أَمْرِهِ ، قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ، فَوَقَاهُمُ اللهُ
شَرَّ ذلِكَ اليَوْمِ ، وَلَقَّاهُمْ نَصْرَةً وَسُرُوراً ، وَيَنْقَلِبُ إلى
أَهْلِهِ مَسْروراً ، وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ، يُحِبُونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ ،
وَالذينَ آمَنوا أَشَدُّ حُباً للهِ. رَبَّنَا أَفْرغْ
عَلَيْنا صَبْراً ،
وَثَبَّتْ أَقْدَامَنَا ، وَانْصُرْنا على القَومِ الكَافِرينَ ، الذينَ قَالَ
لَهُمُ النَّاسُ ، إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشُوهُمْ ، فَزَادَهُمُ
إيماناً ، وَقَالوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيْلُ ، فَانْقَلَبُوا
بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ ، لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ، رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنَا
، وَإنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا ، وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرينَ ،
رَبَّناَ اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ، إنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً ،
إنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمَقَاماً ، رَبَّنَا ما خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً ،
سُبْحَانَكَ ، فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، وَقُلْ الحَمْدُ للهِ الذي لمٍ
يَتَّخِذْ صَاحِبَةً ولا وَلَداً ، وَلَمَ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ في المُلْكِ ،
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذُّلِّ ، وَكَبِّرهْ تَكْبِيراً ، وَمَا لَنَا
ألَّا نَتَوَكَّلُ على اللهِ ، وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنا ، وَلَنَصْبِرَنَّ على
مَا آذَيْتُمُونا ، وَعلى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلونَ ، إنَّمَا
أَمْرُهُ ، إذَا أَرَادَ شَيْئاً ، أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ،
فَسُبْحَانَ الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيءٍ ، وَإلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، أَو
مَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ ، وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً ، يَمْشي بِهِ في
النَّاسِ ، هُوَ الذي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ ، وَبِالمُؤْمِنينَ ، وَأَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِهِمْ ، لَوْ أَنْفَقْتَ ما في الأرْضِ جَميعاً مَاَ أَلَّفْتَ بَيْنَ
قُلُوبِهِمْ ، وَلكِنَّ اللهَ ألَّفَ بَيْنَهُمْ ، إنَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ.
سَنَشُدَّ عَضُدَكَ بِأخِيكَ ، وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ
إلَيْكُمَا ، بآيَاتِنَا ، أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الغَالِبونَ ، على اللهِ
تَوَكَّلْنا رَبَّنا اْفَتْح بَيْنَنا وبَيْنَ قَوْمِنا بِالحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ
الفَاتِحِينَ ، إنَّي تَوَكَّلْتُ على اللهِ ، رَبِّي وَرَبِّكُمْ ، ما مِنَ
دَابَّةٍ إلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إنَّ رَبِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ،
فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ ، وَأفَوِّضُ أَمْرِي إلى اللهِ ، إنَّ اللهَ
بَصيرٌ بِالعِبَادِ ، حَسْبِيَ اللهُ. لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَلَْهِ تَوَكَّلْتُ ،
وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ ، رَبِّ مَسَّني الضُرُّ ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ
الرَّاحِمينَ. لا إلهَ إلَّا أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ ، إني كُنْتُ مِنَ
الظَالِمِينَ.
بِسْمِ اللهِ الرَحْمنِ الرَّحِيمِ. آلم
، اللهُ لا إلهَ إلَّا هُوَ ، الحَيُّ
القَيُّومُ ، آلم ،
ذلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ ، هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ ، الذِينَ يُؤْمِنونَ
بِالغَيْبِ ، وَيُقيمُونَ الصَّلاةَ ، وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ، اللهُ
لا إلَهَ إلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُومُ ، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ، وَلا نَوْمٌ ،
لَهُ ما في السَّموَاتِ ، وما في الأرْضِ ، مَنْ ذَا الذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ ،
إلَّا بِإذْنِهِ ، يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا
يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ ، إلَّا بِمَا شَاءَ ، وَسِعَ كُرْسِيهُ
السَّموَاتِ والأرْضَ ، وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا ، وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ.
لا إكْرَاهَ في الدِّين ، قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ ، فَمَنْ
يَكْفُرْ بِالطَاغُوتِ ، وَيُؤمِنْ باللهِ ، فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بالعُرْوَةِ
الوُثْقى ، لا انفِصَامَ لَهَا ، وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ ، شَهِدَ اللهُ ، أنَّهُ
لا إلهَ إلَّا هُوَ ، وَالمَلائِكَةُ ، وَأوُلو العِلمِ ، قَائِماً بالقِسْطِ. لا
إلهَ إلا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، إنَّ الدِّينَ عِنْدِ اللهَ الإسْلامُ ، قُلْ
: اللّهُمَّ ، مَالِكَ المُلْكَ تُؤْتي المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ
مِمَّنْ تَشَاءُ ، وَتُعِزُّ تَشَاءْ ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ، بِيَدِكَ
الخَيْرُ ، إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ ، تُولِجُ اللَّيْلَ في النّهَارِ ،
وَتُولِجُ النهَّاَرِ في اللَّيْلِ ، وَتُخْرِجُ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ ،
وَتُخْرِجُ المَيِّتَ ، مِنَ الحَيِّ ، وَتَزْرُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
، رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا ، بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا ، وَهَبْ لَنَا مِنْ
لَدُنْكَ رَحْمَةً ، إنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ ، لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ ، عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتَّمُ ، حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالمُؤْمِنِنَ رَؤُوُفٌ رَحِيمٌ فَإنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ ، لا
إلهَ إلَّا هُوَ عَلَيْهُ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ ، الحَمْدُ
للهِ الذي نَجَّانَا مِنَ القَوْمَ الظَالِمينَ ، الحَمْدُ للهِ الذي أَذْهَبَ
عَنَّا الحَزَنَ ، إنَّ رَبَّنَا لِغَفُورٌ شَكُورٌ ، الذي أَدْخَلَنَا دَارَ
المُقَامَةِ ، مِنْ فَضْلِهِ ، لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ ، وَلا يَمَسُّنَا
فِيها لُغوُبٌ ، الحَمْدُ للهِ الذي هَدَانَا لِهَذا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لولا
أَنْ هَدَانا اللهُ ، أَلحَمدُ للهِ الذي فَضَّلَنَا على كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ
المُؤْمِنِينَ ، فَقُطِعَ دَابِرُ ُالقَوْمَ الذِينَ ظَلَمُوا ، وَالحَمْدُ لله
رَبِّ
العَالَمِينَ ،
فَللهِ الحَمْدُ ، رَبِّ السَّمواتِ وَالأرْضِ ، رَبِّ العَالَمِينَ ، وَلَهُ الكِبْرِيَاءُ
في السَّموَاتِ والَأرْضِ ، وَهُوَ العَزِيزُ الحَكيمُ ، فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ
تُمْسُونَ ، وَحِينَ تُصْبِحوُنَ ، وَلَهُ الحَمْدُ في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ،
وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظهِرونَ ، يُخْرِجُ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ ، وَيُخْرِجُ
المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ، وَيُحْييِ الَأرْضَ ، بَعْدَ مَوْتِها ، وَكَذَلِكَ
تُخْرَجُونَ ، فَسُبْحَانَ الذي بِيَدِهِ مَلَكوتُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَإلَيْهِ
تُرْجَعُونَ ، إنَّ رَبَّكُمُ اللهُ ، الذي خَلَقَ السَّموَاتِ وَالَأرْضَ ، في
سِتَّةِ أيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى على العَرْشِ. يُغْشِى اللَّيْلَ النَّهَارَ ،
يَطْلُبُهُ حَثِيثاً ، وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ ، وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ
بِأَمْرهِ أَلَا لَهُ الخَلَقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ ،
أُدْعوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً ، وَخِيفَةً ، إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ ،
وَلا تُفْسِدُوا في الأرضِ بَعْدَ إصْلَاحِهِا ، وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ،
إنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَريبٌٌ مِنَ المُحْسِنِينَ ، الذي خَلَقَني ، فَهُوَ
يَهْدِين ، وَالَّذي هُوَ يَطْعِمُني ، وَيَسْقينِ ، وَإذَا مَرِضْتُ فَهُوَ
يَشْفِين ، وَالذي يُمِيتُني ثُمَّ يُحْيينِ ، وَالذي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لي
خَطِيئَتي يَوْمَ الدِّينِ ، رَبِّ هَبْ لي حُكْماً وَأَلْحِقْنيِ بِالصَّالِحِينَ
، وَاجْعَلْ لي لِسَانَ صِدْقٍ في الآخِرَين ، وَاجْعَلْني مِنْ وَرَثَةِ جَنَّة
ِالنَّعِيمِ ، وَاغْفِرْ لَأبي إنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ، وَلا تُخْزِني
يَوْمَ يُبْعَثُونَ ، يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ ، إلَّا مَنْ أَتَى
اللهَ بِقَلْبٍ سَليمٍ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. أَلحَمْدُ للهِ الذي
خَلَقَ السَّموَاتِ وَالَأرْضَ ، وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ ، وَالنُّوُرَ ، ثُمَّ
الذين كَفَروا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلونَ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالصَّافَّاتِ صَفّاً ، فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً ، فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً ،
إنَّ إلهَكُمْ لَوَاحِدٌ ، رَبُّ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا ،
وَرَبُّ المَشَارِقِ ، إنَّا زَيَّنا السَّمَاءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الكَوَاكِبِ
، وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ ، لا يَسَّمَّعُونَ إلى المَلأِ
الَأعْلَى ، وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُل جَانِبٍ دُحُوراً ،
وَلَهُمْ عَذَابٌ
وَاصِبٌ ، إلَّا مَنْ خَطِفَ الخَطْفةَ ، فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ، يا
مَعْشَرَ الجِنَّ وَالإِنْسِ ، إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقطْارِ
السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، فَأنْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إلا بِسُلْطَانٍ. فَبِأَيِِّ
آلاءِ رَبِّكُمَا تُكذِّبانِ. يُرْسَلُ عَلَيْكُماَ شُوَاظٌ مِن نَارٍ ، وَنُحَاسٌ
، فَلا تَنْتَصِرَانِ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمَ. ألحَمْدُ للهِ ،
فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، جَاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً ، أُولي
أَجْنِحَةٍ ، مَثْنَى وَثُلاثَ ، وَرُبَاعَ ، يَزِيدُ في الخَلْقِ ، مَا يَشَاءُ ،
إنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، ما يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ ، مِنْ رَحْمَةٍ
فَلا مُمْسِكَ لَهَا ، وَمَا يَمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ، وَهُوَ
العَزِيزُ الحَكِيمُ ، إنَّ الفَضلِ بِيَدِ اللهِ ، يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ،
وَاللهُ وَاسِعٌ عَليمٌ ، يَخْتَصُّ بِِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَاللهُ ذو
الفَضلِ العَظِيمِ ، وَنُنَزَّلُ مِنَ القُرْآنِ ، ما هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ
لِلْمُؤْمِنينَ ، وَإذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذِينَ
لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتوُراً ، وَجَعْلْنَا على قُلُوبِهِمْ
أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفي آذَانِهِمْ وَقْراً ، وَإذا ذَكَرْتَ رَبِّكَ في
القُرْآنِ وَحْدَهُ وَلّوا على أَدْبَارِهِمْ نُقُوراً. أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ
إلهَهُ هَوَاهُ ، وَأَضَلَّهُ اللهُ على عِلْمٍ ، وَخَتَمَ على سَمْعِهِ
وَقَلْبِهِ ، وَجَعَلَ على بَصَرِهِ غِشَاوَةً ، فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ
اللهِ ، أَفَلا تَذَكَّرونَ ، أُولئكَ الذين طَبَعَ اللهُ على قُلُوبِهِمْ ،
وَسَمْعِهِمْ ، وَأَبْصَارِهِمْ ، وَأُولئِكَ هُمُ الغَافِلونَ ، وَجَعَلْنا مِنْ
بَيْنِ أَيْدِيِهمْ سَدّاً ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً ، فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ
لا يُبصِروُنَ ، وَمَا تَوْفِيقِي إلَّا بِاللهِ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ،
وَإلَيْهُ أُنِيبُ ، وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ، وَلا تَكُ في ضَيقٍ مِمَّا
يَمْكُرُونَ. إنَّ اللهَ مَعَ الذينَ اتَّقَوا ، وَالذينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ،
وَقَالَ المَلِكُ : إْئتونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي. فَلَمَّا كَلَّمَهُ
قَالَ : إنَّكَ اليَوْمَ لَدَيْنَا مَكينٌ أَمِينٌ ، وَخَشَعِت اَلأصَوَاتُ
لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إلَّا هَمْساً ، فَيَسَكْفِيكَهُمُ اللهُ ، وَهُوَ
السَّمِيعُ العَليمٌ ، إنَّي تَوَكَّلْتُ ، على اللهِ
رَبِّي ،
وَرَبِّكُمْ ، مَا مِنْ دَابَّةٍ إلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِها إنَّ ربِّي على
صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَإلهُكُمْ إلهٌ وَاحِدٌ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، الرَّحْمنُ
الرَّحِيمُ ، ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيءٍ ، فَأعْبُدُوهُ ،
وَهُوَ على كُلِّ شَيْيٍ وَكِيلٌ ، قُلْ هُوَ رَبِّي ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ،
عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيِهِ مَآبِ ، يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا ،
نِعْمَةَ اللهِ عَليكُم هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ ، يَرْزُقُكُمْ مِنَ
السَّمَاءِ والَأرْضِ لا إلهَ إلَّا هُوَ ، فَأَنَّى تُؤْفَكُون؟ ذَلِكُمُ اللهُ
رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمينَ. هْوَ الحَيُّ لا إلهَ إلَّا هُوَ
فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.
الحَمْدُ للهِ رَبُّ العَالَمِينَ ،
رَبُّ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً.
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً ، وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ، وَانْصَرْنا على
القَوْمَ الكَافِرينَ ، لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القُرآن على جَبَلٍ ، لَرَأَيْتَهُ
خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خِشْيَةِ اللهِ ، وَتِلْكَ الَأمْثَالُ نَضْرِبُهَا
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّروُنَ ، هُوَ اللهُ الذي لا إلهَ هُوَ عَالِمُ
الغَيْبِ وَالشهَادَةِ ، هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، هُوَ اللهُ ، لا إلهَ إلَّا
هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ ، السَّلامُ ، المُؤْمِنُ ، المُهَيْمِنُ ، العَزِيزُ
الجَبَّارُ ، المُتَكَبِّرُ ، سُبْحَاَن اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ اللهُ ،
الخَالِقُ ، البَاِرىءُ ، المُصَوِّرُ ، لَهُ الَأسْمَاءُ الحُسْنَى ، يُسَبَِّحُ
لَهُ ما في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدٌ ، لَمْ يَلِدْ ،
وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُن لَهُ كُفواً أَحَدٌ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ ، مِنْ شَرِّ مَا خَلقَ ، وَمِنْ شَرِّ
غَاسِقٍ إذَا وَقَبَ ، ومِنْ شَرِّ النَّفَاثَاتِ في العُقَدِ ، وَمِنْ شَرِّ
حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إلهِ النَّاسِ ، مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ
، الذي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ.
اللّهُمَّ ، مَنْ أَرَادَ بي شَرّاً ،
وَبِأهْلي شَرّاً ، وَبَأساً ، وَضُرّاً ، فَاقْمَعْ رَأْسَهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي
سُوءَهُ ، وَمَكْرُوهَهُ ، وَاعْقُدْ لِسَانَهُ ، وَاحْبِسْ كَيْدَهُ ، وَارْدُدْ
عَنَّي إرَادَتَهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدٍ ، كَمَا
هَدَيْتَنَا بِهِ مِنَ الكُفْرِ ، أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ ، على أَحَدٍ مِنْ
خَلْقِكَ. وَصَلِّ على مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدٍ ، كَمَا ذَكَرَكَ الذَّاكِروُنَ ،
وَاغْفِرْ لَنَا ، وَلآبَائِنَا ، وَلُأمَّهَاتِنا ، وَذُريَّاتِنَاا ، وَجَميعِ
المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، وَالمُسْلِمينَ وَالمُسْلِمَاتِ ، الَأحْيَاءِ
مِنْهُمْ وَالَأموَاتِ ، وَتَابِعْ بَيْنَنَا ، وَبَيْنَهُمْ بِالخَيْرَاتِ ،
إنَّكَ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ ، وَمُنْزِلُ البَرَكَاتِ ، وَدَافِعُ السيِّئَاتِ ،
إنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْتَودِعُكَ ،
دِيني وَدُنْيَايَ ، وَأَهْلي ، وَأَوْلَادِي ، وَعِيَالي ، وَأَمَانَتِي ،
وَجَمِيعَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، فَإنَّهُ لا
يَضِيعُ صَنَايِعُكَ ، وَلا تَضِيعُ وَدَايِعُكَ ، وَلا يُجيرُني مِنْكَ أَحَدٌ ،
اللّهُمَّ ، رَبَّنا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنةً ، وَفي الآخِرَةِ حَسَنةً ،
وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .. » .
لقد احتجب الامام 7 ، وتسلح بهذا الدعاء الشريف ، لحمايته
من فرعون هذه الامة ، الذي جهد في ظلم عترة النبي 9
، والتنكيل بهم ، وببركة هذا الدعاء ، صرف الله عن الامام ، بغي المنصور وكيده ،
ومن الجدير بالذكر ، أن هذا الدعاء ، من أجل أدعية أهل البيت : ، وقد قال فيه الشيخ إبن الفضل بن محمد
: إن هذا الدعاء ، من أسنى التحف ، وأجل الهبات ، فمن وفقه الله عزوجل لقراءته ،
صبيحة كل يوم ، حفظه الله ، من جميع البلايا ، وأعاذه من شر مردة الجن ، والانس ،
والشياطين ، والسلطان الجائر ، ومن شر الامراض والآفات ، والعاهات كلها ،
__________________
وهو مجرب بشرط أن
يخلص لله عزوجل .
٨ ـ : دعاؤه عند الشدائد :
كان الامام الصادق 7 ، إذا المت به شدة ، أو محنة فزع إلى
الله ، وتضرع إليه ، وكشف عن ذراعيه ، وانتحب باكيا ، ودعا بهذا الدعاء الجليل :
« اللّهُمِّ ، لَوْلا أَنْ أُلْقِيَ
بِيَدِي ، وَأَعِينَ عَلى نَفْسِي وَأُخَالِفَ كِتَابَكَ ، وَقَدْ قُلْتَ :
« أُدْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ فَإنِّي قَرِيبٌ
، أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ »
لَمَا
انْشَرَحَ قَلْبِي وَلِسَاني لِدُعَائِكَ ، وَالطَلَبِ مِنْكَ ، وَقَدْ عَلِمتُ
مِنْ نَفْسي ، فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَا عَرَفْتُ ، الّلهُمَّ ، مَنْ
أَعْظَمُ جُرْماً مِنّي ، وَقَدْ سَاوَرَتُ مَعْصِيَتَكَ ، التي زَجَرْتَني
عَنْهَا بِنَهيِكَ إيَّايَ ، وَكَاثَرْتُ العَظِيمَ مِنْها التي أَوْجَبَتِ
النَّارَ لِمَنْ عَمَلَهَا مِنْ خَلْقِكَ ، وَكُلَّ ذلِكَ على نَفْسي جَنَيْتُ ،
وَإيَّاهَا أَوْبَقْتُ ، إلهِي فَتَدَارَكْنِي بِرَحْمَتِكَ ، التي بِهَا تَجْمَعُ
الخَيْراتِ لَأوْلِيَائِكَ ، وَبِهَا تَصْرِفُ السَّيِئَاتِ عَنْ أحِبَّائِكَ .
اللّهُمَّ ، أنَّي أَسْأَلُكَ
التَّوْبَةَ النَّصُوحَ ، فَاسْتَجِبْ دُعَائِي ، وَارْحَمْ عَبْرَتي وَأقِلْني
عِثْرَتي ، اللّهُمَّ ، لَوْْلا رَجَائِي لِعَفْوِكَ لَصَمُتُّ عَنِ الدُّعَاءِ ،
وَلكِنَّكَ على كُلِّ حَالٍ ، يا إلهي غَايَةُ الطَّالِبِينَ ، وَمُنْتَهَى
رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ ، وَاسْتِعَاذَةٍ العَائِذِينَ ، اللّهُمَّ فَأَنا
أَسْتَعِيذُكَ مِنْ غَضَبِكَ ، وَسُوءِ سُخْطِكَ ،
__________________
وَعِقَابِكَ
وَنَقْمَتِكَ ، وَمِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَشَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ
مِنْ جَميعِ الذُّنُوبِ ، وَأَسْأَلُكَ الغَنِيمَةَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْري ،
ِبالعَافِيَةِ أَبَداً ما أَبْقَيْتَني ، وَأَسْأَلُكَ الفَوْزَ وَالرَّحْمَةَ
إذَا تَوَفَيْتَني ، فَإنَّكَ بِذلكَ لَطِيفٌ ، وَعَلَيْهِ قَادِرٌ. اللّهُمَّ ،
إنِّي أشْكو إلَيْكَ كُلَّ حَاجَةٍ ، لا يُجِيرُني مِنْهَا إلاَّ أَنْتَ ، يا مَنْ
هُوَ عُدَّتي في كُلِّ عُسْرٍ وَيُسْرٍ ، يا مَنْ هُوَ حَسَنُ البَلاءِ عِنْدِي ،
يا قَدِيمَ العَفْوِ عَنِّي ، إنَّني لا أرْجُو غَيْرَكَ ، وَلا أَدْعو سِوَاكَ ،
إذَا لَمْ تُجِبْني ، اللّهُمَّ فلا تَحْرِمْني لِقِلَّةِ شُكْرِي ، ولا
تُؤْيِسْني لِكَثْرَةِ ذُنُوبَي ، فَإنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَى ، وَأَهْلُ
المَغْفِرَةِ.
إلهي : أَنَا مَنْ قَدْ عَرَفْتَ ،
بِئِسَ العَبْدُ أَنَا ، وَخَيرُ المَوْلى أَنْتَ ، فَيَا مَخْشِيَّ الإنْتِقَامِ
، وَيَا مَرْهُوبَ البَطْشِ ، يا مَعْرُوفاً بِالمَعْروفِ ، إنّي لَيْسَ أَخَافُ
مِنكَ إلَّا عَدْلَكَ ، وَلا أرْجُو الفَضْلَ وَالعَفْوَ ، إلَّا مِنْ عِنْدِكَ ،
وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَلا عَبْدَ لَكَ أحَقُ بِاسْتِيِجَابِ جَمِيعِ العُقُوبَةِ
مِنَّي ، وَلكِنَّي وَسِعَني عَفْوُكَ ، وَحِلَمُكَ ، وَأَخَّرْتَنِي إلى اليَوْمِ
، فَلَيْتَ شِعْري ، يا إلهي لأزْدَادَ إثْماً ، أَمْ لِيَتِمَّ رَجَائِي مِنْكَ ،
وَيَتَحَقَّقَ حُسْنُ ظَني بِكَ ، فَأَمَّا بِعَمَلي ، فَقَدْ أَعْلَمْتُكَ ، يا
إلهِي أَنَّني مُسْتَحِقٌ ، لِجَميعِ عُقُوبَتِكَ ، بَذُنُوبي ، غَيْرَ أَنَّكَ
أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، وَأَنتَ بِي أَعْلَمُ مِنْ نَفْسِي ، وَعَنْدِي أَنْتَ
أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَيَا أَرحَمَ الرَّاحِمينَ ، لا تُشَوِّهْ خَلْقِي
بِالنَّارِ ، وَلا تَقْطَعْ عَصَبِي بِالنَّارِ ، يا اللهُ ، وَلا تَفْلِقْ قُحْفَ
رَأسِي بِالنَّارِ ، يا رَحْمنُ ، ولا تُفَرِّقْ بَيْنَ أوْصَالي بِالنَّارِ ، يا
كَرِيمُ ، وَلا تُهَشِّمْ عِظَامِي بِالنَّارِ ، يا غَفُورُ ، لا تُصْلِ شَيْئاً
مِنْ جَسَدِي بِالنَّارِ ، يا رَحْمنُ عَفْوَكَ ، عَفْوَكَ ثُمَّ عَفْوَكَ
عَفْوَكَ ، فإنَّهُ لا يَقْدِرُ على ذلِكَ غَيرُكَ ، وَأَنْتَ على كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ ، يا مُحِيطاً بِمَلَكوُتِ السَّموَاتِ وَالأرْضِ ، ومُدَبِّرَ
أُمُورِهِمَا ، أَوَّلِهِمَا وَأخِرِهِمَا ، أَصْلِحْ لي
دُنْيَايَ وَآخِرَتي
، وَأَصْلِحْ لي نَفْسِي ، وَمَا لي ، وَمَا خَوَّلْتَني ، يا اللهُ خَلِّصْني
مِنَ الخَطَايَا ، يا أللهُ مُنَّ عَلَيَّ بِتَرْكِ الخَطَايَا ، يا رَحِيمُ ،
تَحَنَّنْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ ، يا عَفُوّ تَفَضَّلْ عَلَيَّ ، يا حَنَّانُ ، جُدْ
عَلَيَّ بِسَعَةِ عَافِيَتِكَ ، يا مَنَّانُُ ، أمْنُنْ عَلَيَّ بِالعِتْقِ مِنَ
النَّارِ ، ياذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، أوْجِبْ لي الجَنَّةَ ، التي حَشْوُهَا
رَحْمَتُكَ ، وَسُكَّانُهَا مَلائِكَتُكَ ، يا ذا الجَلالِ ، وَالإِكْرَامِ ، أَكْرِمْني
، وَلا تَجْعَلْ لَأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، عَلَيَّ سَبيلاً أَبَدَاً ، ما
أَبْقَيْتَني ، فإنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ ، وَأَنْتَ على كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ ، سُبْحَانَكَ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، رَبَّ العَرْشِ العَظيِم ،
لَكَ الأسْمَاء الحُسْنى ، وَأَنْتَ عَليِمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ .
أَرَأَيْتُمْ ، تَضَرُّعَ الإمَامِ 7 ، وَتَذَلُّلَهُ أَمَامَ الخَالِقِ
العَظِيمِ؟!
أَرَأَيْتُمْ ، كَيْفَ يَذُوبُ الإمَامُ
7 خَوْفاً
وَرَهْبَةً مِنَ اللهِ؟!
أَرَأَيْتُمْ ، كَيْفَ اعْتَصَمَ
الإمَامُ باللهِ ، فَقَدْ تَمَسَّكَ بِهِ ، وَأَلْجَأَ جَمِيعَ شُؤُونِهِ
وَأُمُورِهِ إلَيْهِ؟
حَقّاً ، هَذَا هُوَ جَوْهَرُ الإيمَانِ
، الذي انطَبَعَ في قُلُوبِ إَئِمةِ أَهْلِ البَيْتِ :
، فَكَأَنوا مَعْدَنِهُ وَحَقِيقَتَهُ.
٩ ـ دعاؤه في الوقاية من طوارق الزمن
وكان الامام الصادق 7 ، يحتجب بهذا الدعاء ، من طوارق الزمن
وشرور الاعداء ، وهذا نصه بعد البسملة :
« وَإذا قَرأْتَ القُرْآنَ ، جَعَلْنا
بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ
__________________
حِجَاباً مَسْتُوراً
، وَجَعَلْنا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ، وَفي آذَانِهِمْ
وَقْراً ، وَإذَا ذَكَرْتَ رَبِّكَ في القُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوا على
أَدْبَارِهِمْ نُفوُراً.
اللّهُمَّ ، إني أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ
الذي بِهِ تُحْيِيِ وَتُميتُ ، وَتَزْرُقُ وَتُعْطيِ ، يا ذَا الجَلَالِ
وَالإكْرَامِ ، اللّهُمَّ ، مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ مِنْ جَمِيَعِ خَلْقِكَ ،
فَأَعْمِ عَنَّا عَيْنَهُ ، وَأَصْمِمْ عَنَّا سَمْعَهُ ، وَأَشْغِلْ عَنَّا
قَلبَهُ ، وَاغْلُلْ عَنَّا يَدَهُ ، وَأَصْرِفْ عَنَّا كَيْدَهُ ، وَخُذْهُ مِنْ
بَينَ يَدَيْهِ ، وَمِنْ خَلْفِهِ ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ، وَمِنْ
تَحْتِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ ، يا ذا الجَلالِ وَالإِكرامِ ... »
وعلق الامام الصادق 7 على هذا الدعاء فقال إنه دعاء الحجاب
من جميع الاعداء .
__________________
القسم الثالث
من أدعيته في
الايام المباركة
إعتنى الامام الصادق 7 ، عناية بالغة ، بالايام المباركة ، في
الاسلام فكان يحييها بالعبادة ، وبالابتهال ، والدعاء ، إلى الله تعالى ، وقد اثرت
عنه فيها مجموعة من الادعية ، كان من بينها ما يلي :
١ ـ دعاؤه في يوم الجمعة
أما يوم الجمعة ، فهو من أفضل الايام ،
وأجلها شأنا ، ففيه تقام صلاة الجمعة ، التي هي من أهم العبادات في الاسلام ، وذلك
لما لها من الاثر الايجابي في يقظة المسلمين ، وتنمية وعيهم ، وتطوير حياتهم
السياسية ، والاجتماعية ، وذلك لما يلقيه إمام الجمعة ، من الخطب قبل الصلاة ، وهو
ملزم بأن يوصي الناس بتقوى الله وطاعته ، ويعرض لما أهمهم من الاحداث ، والشؤون
الاجتماعية.
وعلى أي حال ، فإن الامام الصادق 7 ، كان يستقبل يوم الجمعة بذكر الله
تعالى ، وبالدعاء ، وكان مما يدعو به هذا الدعاء الجليل ، وكان يسقبل القبلة قائما
في حال دعائه ، وهذا نصه :
يا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمُهُ
العِبَادُ ، وَيا مَنْ يَقْبَلُ مَنْ لا تَقْبَلُهُ البِلادُ ، وَيا مَنْ لا
يَحتَقِرُ أَهْلَ الحَاجَةِ إليْهِ ، ويا مَنْ لا يُخِيبُ المُلِحِّينَ عَلَيْهِ ،
ويا
مَنْ لا يَجُبَهُ
بِالرَدِّ ، أَهْلَ الدَّالَةِ عَلَيْهِ ، وَيا مَنْ يَجْتَبي صَغِيرَ ما يُتْحَفُ
بِهِ وَيْشكُر يسير ما يُعمل له ، ويا من يُشْكَرُ بالقليل ، ويجازي بالجليل ، ويا
من يُدْنِي مَنْ دَنَا مِنْهُ ، وَيا مَنْ يَدْعُو إلى نَفسِهِ مَنْ أَدْبَرَ
عَنهْ ُ، وَيا مَنْ لا يُغَيَّرُ النِّعْمَةَ ، وَلا يُبَادِرُ بِالنَّقْمَةِ ،
وَيا مَنْ يُثْمِرُ الحَسَنةَ حَتىَّ يُنْمِيَها ، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ السَيِّئَةِ
حَتى يُعْفِيهَا ، إنْصَرَفَتِ الآمَالُ دُونَ مَدَى كَرَمِكَ بِالحَاجَاتِ ،
وَامْتَلَأتْ بِفَيْضِ جُودِكَ أَوُعِيَةُ الطَّلَبَاتِ ، وَتَفَتَّحَتْ دُونَ
بُلُوغِ نَعْتِكَ الصِفَاتُ ، فَلَكَ العُلُوُّ الَأعْلَى ، فَوْقَ كُلِّ عَالٍ ،
وَالجَلالُ الأمْجَدُ ، فَوْقَ كُلِّ جَلالٍ ، كُلُّ جَلالٍ عِنْدَكَ صَغِيرٌ ،
وَكُلُّ شَرِيفٍ في جَنْبِ شَرَفِكَ حَقِيرٌ ، خَابَ الوَافِدُونَ على غَيْرِكَ ،
وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إلاَّ لَكَ ، وَضَاعَ المُلِمُّونَ إلاَّ بِكَ ،
وَأَجْدَبَ المُنْتَجِعُونَ إلاَّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ ، بَابُكَ مَفْتُوحٌ
لِلرَّاغِبِينَ ، وَجُودُكَ مُبَاحٌ لِلسَّائِلينَ ، وَإغَاثَتُكَ قَرِيبَةُ مِنَ
المُسْتَغِيثِينَ ، لا يَخِيبُ مِنْكَ الآمِلُونَ ، ولا يَيَأسُ مِنْ عَطَائِكَ
المُتَعَرِّضُونَ ، ولا يَشْقى بِنَقْمَتِكَ المُسْتَغْفِروٌنَ ، رِزْقُكَ
مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ ، وَحِلْمُكَ مُتَعَرِّضٌ لِمَنْ نَاوَأكَ ، عَادَتُكَ
الإحْسَانُ إلى المُسْيئِينَ وَسُنَّتُكَ الإِبْقَاءُ على المُعْتَدِينَ ، حَتىَّ
لَقْد غَرَّتْهُمْ أَنَاتُكَ عَنِ الرُجُوعِ ، وَصَدَّهُمْ إمْهَالُكَ عَنِ
النُّزُوعِ ، وَإنَّما تَأَنَّيْتَ بِهِمْ لِيَفِيئوا إلى أَمْرِكَ ،
وَأَمْهَلْتَهُمْ ثِقَةً بِدَوَامِ مُلْكِكَ ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلَ
السَّعَادَةِ خَتَمْتَ لَهُ بِهَا ، وَمَنْ كَانَ مِنَ أَهْلَ الشَّقَاوَةِ
خَذَلْتَهُ بِهَا ، كُلُّهُمْ صَائِروُنَ إلى حُكْمِكَ ، وَأُمُورُهُم آيلِةٌ إلى
أَمْرِكَ ، لَمْ يَهُنْ على طُولِ مُدتِهِمْ سُلْطَانُكَ ، وَلَمْ يُدْحَضْ
لِتَرْكِ مُعَاجَلَتِهِمْ بُرْهَانُكَ ، حُجَّتُكَ قَائِمَةٌ لا تُدْحَضُ ،
وَسُلْطَانُكَ ثَابِتٌ لا يَزولُ ، فَالوَيْلُ الدَّائِمُ لِمَنْ جَنَحَ عَنْكَ ،
وَالخَيْبَةُ الخَاذِلَةُ لِمَنْ خَابَ مِنْكَ ، وَالشَّقَاءُ الَأشْقَى لِمَنْ
اغْتَرَّ بِكَ ، ما أَكْثَرَ تَصَرُّفَهُ في عَذَابِكَ ، وما أَطْوَلَ تَرَدُّدَهُ
في عِقَابِكَ ، وَما أَبْعَدَ
غَايَتَهُ مِنَ
الفَرَجِ ، وما اقْنَطَهُ مِنْ سُهُولَةِ المَخْرَجِ ، عَدْلاً مِنْ قَضَائِكَ لا
تَجوُرُ فِيِهِ ، وَإنصَافاً مِنْ حُكْمِكَ لا تَحِيفُ عَلَيهِ ، فَقَد ظَاهَرْتَ
الحُجَجَ ، وَأَبْلَيْتَ اَلإِعْذَارَ ، وَقَدْ تَقَدَّمْتَ بِالوَعِيدِ ،
وَتَلَطَّفْتَ في التَّرْغِيبِ ، وَضَرَبْتَ الأمْثَالَ ، وَأَطَلْتَ اَلإمْهَالَ
، وَأَخرْتَ ، وَأَنْتَ مُسْتَطِيعٌ بِالمُعَاجَلَةِ ، وَتَأَنَّيْتَ وَأَنْتَ
مَليءٌ بِالمُبَادَرَةِ ، وَلَمْ تَكُنْ أناتُكَ عَجْزاً ، ولا إمْهَالُكَ وَهْناً
، وَلا إمْسَاكُكَ غَفْلَةً ، وَلا انْتِظَارُكَ مَدَارَاةً ، بَلْ لِتَكُونَ
حُجَتُكَ أبْلَغَ ، وَكَرَمُكَ اَكْمَلَ ، وَإحْسَانُكَ أَوْفَى ، وَنِعْمَتُكَ
أَتَمَ ، كُلُّ ذلِكَ ، كَاَنَ ؛ وَلَمْ تَزَلْ ، وَهُوَ كَائِنٌ ، وَلا تَزَالُ ،
وَحُجَّتُكَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ تُوصَفَ بِكُلِّهَا ، وَمَجْدُكَ أَرفَعُ مِنْ أَنْ
يُحَدَّ بِكُنْهِهِ ، وَنِعْمَتُكَ أكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى بِأَسْرِها ،
وَإحْسَانُكَ أكْثَرُ ، مِنْ أَنْ تُشْكَرَ على أَقَلِهِ ، وَقَدْ قَصُرَ بي
السُّكُوتُ ، عَنْ تَحْمِيدِكَ ، وَفَهَهَني الإمْسَاكُ عَنْ تَمْجِيدِكَ ،
وَقُصَارَى الأقْرَارِ بِالحُسُورِ ، لا رَغْبَةَ يا إلهي ، بَلْ عَجْزاً ، فَهَا
أَنا ذَا أَرومُكَ بِالوِفَادَةِ ، وَأَسأَلُكَ حُسْنَ الرِفَادَةِ ، فَصَلِّ على
مُحَمَدً وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاسْمَعْ نَجْوَايَ وَاسْتَجِبْ دُعَائِي ، وَلا
تَخْتُمْ يَوْمي بِخَيْبَتِي ، وَلا تَجْبَهْني بالرَدِّ في مَسْأَلَتَي ،
وَأَكْرِمْ مِنْ عِنْدَكَ مُنْصَرَفي ، وَإلَيْكَ مُنْقَلَبي ، إنَّكَ غَيْرُ
ضَائِقٍ بِمَا تُرِيدُ ، وَلا عَاجِزٌ عَمَّا تُسْأَلُ ، وَأَنْتَ على كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ...
» .
لقد أخلص الامام الصادق 7 ، في دعائه لله تعالى ، كأعظم ما يكون
الاخلاص ، فقد دعاه بقلب متفتح بنور التوحيد ، وناجاه بعقل مشرق بنور الايمان ،
وقد حفل دعاؤه ، بجميع آداب الدعاء ، من الخضوع والتذلل ، والانقياد إلى الله تعالى.
__________________
لقد أشاع الامام الادق 7 ، بأدعيته روح التقوى والطاعة لله بين
المسلمين ، فقد أرشدهم إلى الاعتصام بالله الذي بيده جميع مجريات الاحداث والامور.
٢ ـ دعاؤه في يوم المباهلة
من الايام الخالدة في دنيا الاسلام ،
يوم المباهلة ، وهو اليوم الذي خفت فيه الطلائع العلمية والدينية ، من النصارى ،
إلى الرسول الاعظم 9
، لتباهله أمام الله تعالى ، على أن ينصر المحق ، ويهلك المبطل منهما :
وتطلعت النصارى ، والجماهير الحاشدة من
المسلمين ، إلى من يخرج مع النبي 9
للمباهلة ، وباتفاق المؤرخين أن النبي 9
أخرج معه خيرة أهل الارض ، وأعزهم عند الله ، وهم : وصيه ، وبابا مدينة علمه ،
وبضعته الطاهرة سيدة نساء العالمين ، فاطمة الزهراء 3
، وسيدا شباب أهل الجنة ، الامامان : الحسن والحسين 8
، ولم يخرج معه صنو أبيه العباس بن عبدالمطلب ، ولا إحدى السيدات من نسائه ، ولا
أحد من خيرة أصحابه ، من المهاجرين والانصار ، فقد اقتصر على أهل بيت العصمة ،
ومعدن الفضل والكرامة ،
واضطرب المسيحيون ، حينما رأوا تلك
الوجوه المشرقة ، وأيقنوا بالهلاك ، والدمار ، إن باهلوا النبي 9 ، وصاح بعضهم : « إني أرى مع محمد 9 وجوها ، لو سئل الله بها أن يزيل جبلا
عن محله لازاله ... »
__________________
وانسحبوا عن المباهلة ، واستجابوا لما
أملاه عليهم النبي 9
من شروط ، ولهذا اليوم العظيم ، شأن كبير ، في الاسلام فيستحب الغسل فيه وإحياؤه
بالعبادة والدعاء ، وكان الامام الصادق 7
يدعو فيه بهذا الدعاء الجليل :
الّلهُمَّ ، إنِّي أسْألُكَ مِنْ
بَهَائِكَ بِأَبْهَاهُ ، وَكُلِّ بَهَائِكَ بَهيُّ ، الّلُهّم ، إني أَسْأَلُكَ
بِبَهَائِكَ كُلِّهْ ، الّلهُمّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ جَلالِكَ بِأَجَلِّهِ ،
وَكُلُّ جَلالِكَ جَلِيلٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِجَلالِكَ كُلِّهْ ،
اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ جَمَالِكَ بِأَجْمَلِهِ ، وَكُلُّ جَمَالِكَ
جَمِيلٌ ، اللّهُمَّ إني أسْأَلُكَ بِجَمَالِكَ كُلِّهْ ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ
كَمَا أمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ
عَظَمَتِكَ بِأَعْظَمِهَا ، وَكُلُّ عَظَمَتِكَ عَظِيمَةٌ ، اللّهُمَّ إني
أَسْأَلُكَ بِعَظَمَتِكَ كُلِّهَا ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ نُورِكَ
بِأَنْوَرِهِ وَكُلُّ نُورِكَ نَيِّرٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ
كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِأَوْسَعِهَا ، وَكُلُّ
رَحْمَتِكَ وَاسِعَةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ برَحْمَتِكَ كُلِّها ، اللّهُمَّ
إني أدْعُوكَ كَمَا أمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني
أَسْأَلُكَ مِنْ كَمَالِكَ بِأَكْمَلِهِ ، وَكُلُّ كَمَالِكَ كَامِلٌ ، اللّهُمَّ
إني أَسْأَلُكَ بِكَمَالِكَ كُلَّهِ ، اللّهُمَّ إني أسْأَلُكَ مِنْ كَلِمَاتِكَ
بِأَتَمِّهَا وَكُلُّ كَلِمَاتِكَ تَامَّةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ
بِكَلِمَاتِكَ كُلِّهَا ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ أسْمَائِكَ بِأَكْبَرِها
، وَكُلٌّ أَسْمَائِكَ كَبِيرَةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِأَسْمَاِئَك
كُلِّهَا ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاْسَتِجْب لي كَمَا
وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ عِزَّتِكَ بِأعَزَّهَا وَكُلُّ
عِزَّتِكَ عَزيزَةُ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ كُلِّهَا ، اللّهُمَّ
إني أَسْأَلُكَ مِنْ مَشيئَتِكَ بِأَمْضَاهَا وَكُلُّ مَشِيئَتِكَ مَاضِيَةٌ ،
اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِمْشيِئَتِكَ كُلِّها ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ
بِقُدْرَتِكَ التي اسْتَطَلْت بِها على كُلِّ شَيءٍ ، وَكُلُّ قُدْرَتِكَ
مُسْتَطيلَةٌ ، اللّهُمَّ
إني أَسْأَلُكَ
بِقُدْرَتِكَ كُلِّها ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجبْ لي
كِمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ عِلْمِكَ بِأَنْفَذِهِ وَكُلُّ
عِلْمِكَ نَافِذٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني
أَسْأَلُكَ مِنْ قَوْلِكَ بِأَرْضَاهُ وَكُلُّ قَوْلِكَ رَضِيٌ ، اللّهُمَّ إني
أَسْأَلُكَ بِقُوْلِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ مَسَائِلِكَ
بِأحَبِّهَا وَكُلُّهَا إلَيْكَ حَبِيبَةٍ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ
بِمَسَائِلِكَ كُلِّهَا ، اللّهُمَّ إني أَدْعوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي
كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ شَرَفِكَ بِأَشْرَفِهِ وَكْلُّ
شَرَفِكَ شَرِيفٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِشَرَفِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني
أَسْأَلُكَ مِنْ سُلْطانِكَ بِأَدْوَمِهِ وَكُلُّ سُلْطَانِكَ دَائِمٌ ، اللّهُمَّ
إني أَسْأَلُكَ بِسُلْطَانِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ مِلْكُكَ
بِأَفْخَرِهِ ، وَكُلُّ مُلْكِكَ فَاخِرٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِمُلْكِِكَ
كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا
وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ عَلَائِكَ بِأَعلَاهُ ، وَكُلِّ
عَلائِكَ عَالٍ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِعَلائِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني
أَسْأَلُكَ مِنْ آيَاتِكَ بِأعْجَبِهَا وَكُلِّ آياتِكَ عَجِيبَةٌ ، اللّهُمَّ إني
أَسْأَلُكَ بآيَاتِكَ كُلِّها ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ مَنِّكَ
بِأَقْدَمِهِ وَكُلُّ مِنِّكَ قَدِيمٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِمَنِّكَ
كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا
وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِما أَنْتَ فِيهِ مِنَ الشَأْنِ
وَالجَبَروُتِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِكُلِّ شَأنٍ وكلِ جَبَروُتٍ.
اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِمَا
تُجِيبُني حِينَ أَسْأَلُكَ ، يا اللهُ ، يا لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، أَسْأَلُكَ
بِبَهَاءِ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، يالا إلهَ إلاَّ أَنْتَ أَسْأَلُكَ ، بِجَلَالِ
لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ أَسْأَلُكَ ، بِلا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، اللّهُمَّ إني
أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني ، فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني
أَسْأَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ بِأَعَمِّهِ وَكُلُّ رِزْقِكَ عَامِ ، اللّهُمَّ إني
أَسْأَلُكَ بِرِزْقِكَ كُلَّهُ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ عَطَائِكَ
بِأَهْنَئِهِ
وَكُلُّ عَطَائِكَ
هَنِيئٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِعَطَائِكَ كُلِّهُ ، اللّهُمَّ إني
أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِكَ بِأعْجَلِهِ ، وَكُلُّ خَيْرِكَ عَاجِلٌ ، اللّهُمَّ إني
أَسْأَلُكَ بِخَيْرِكَ كُلِّهُ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ
بِأَفْضَلِهِ ، وَكُلُّ فَضْلِكَ فَاضِلٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ
كُلِّهُ ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا
وَعَدْتَني.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدْ ، وَابْعَثْني على الإيمَانِ بِكَ ، وَالتَصْدِيقِ بِرَسُولِكَ عَلَيْهِ
وَعلى آلِهِ السَّلامُ ، وَالوِلَايَةِ لِعَليٍّ بنُ أَبي طَالِب ، وَالبَرَاءَةِ
مِنْ عَدُوِّهِ ، وَالإِئتِمَامِ بِالَأئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمٍَّد ، عَلَيْهِمُ
السَّلامُ ، فَإني قَدْ رَضِيتُ بِذلِكَ يا رَبُّ.
اللّهُمَّ صَلِّ على مُحّمَّدٍ ،
عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ في الَأوَّلينَ ، وَصَلِّ على مُحّمَّدٍ في الآخِرينَ ،
وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ في المَلَاءِ الَأعْلَى إلى يَوْمِ الدِّينِ ، وَصَلِّ على
مُحَمَّدٍ في المُرْسَلِينَ ، اللّهُمَّ إعْطِ مُحَمَداً 9 ، الوَسِيلَةَ ، وَالشَّرَفَ ،
وَالدَّرَجَةَ اَلكَبِيرَةَ ، اللّهُمَّ وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
وَأَقْنِعْني بِمَا رَزَقْتَني ، وَبَارِكْ لي في ما أَعْطَيْتَني ، وَاحْفَظْني
في غَيْبَتِي ، وَفي كُلِّ غَائِب هُوَ لي ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ الخَيْرِ رِضْوَانَكَ وَالجَنَّةَ ، وَأَعُوذُ بِكَ
مِنْ شَرِّ الشَرِّ ، سُخْطِكَ وَالنَّارِ ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَاحْفَظْني مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَمِنْ
كُلِّ عُقُوبَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ بَلَاءٍ وَمِنْ كُلِّ
شَرِّ ، وَمِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ ، وَمِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ
آفَةٍ نَزَلَتْ ، أوْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إلى الَأرْضِ ، في هَذِهِ
السَّاعَةِ ، وَفي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، وَفي هَذَا اليَوْمِ ، وَفي هَذَا
الشَّهْرِ ، وَفي هذِهِ السَّنَةِ.
اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَاقْسِمْ لي مِنْ كُلِّ سَرُورٍ ،
وَمِن كُلِّ
بَهْجَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ اسْتِقَامَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ فَرَحٍ ، وِمِنْ كُلِّ
عَافِيَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ سَلَامَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ رِزْقٍ وَاسِعٍ حَلَالٍ
طَيِّبٍ ، وَمِنْ كُلِّ نِعْمَةٍ ، ومِنْ كُلِّ سِعَةٍ ، نَزَلَتْ أوْ تَنْزِلُ
مِنْْ السَّمَاءِ إلى الَأرْضِ في هذِهِ السَّاعَةِ ، وَفي هذِهِ اللَّيْلَةِ ،
وَفي هَذَا اليَوْمِ ، وَفي هَذَا الشَّهْرِ وَفي هذِهِ السَّنَةِ.
اللّهُمَّ إنْ كَانَتْ ذُنُوبِي قَدْ
أَخْلَقَتْ وَجْهِي ، وَحَالَتْ بَيني وبَيْنَكَ ، وَغَيَّرْتَ حَالِي عِنْدَكَ ،
فَإني أسْأَلُكَ بِنْوُرِ وَجْهِكَ ، الذي لا يُطْفَأُ ، وَبِوَجْهِ مُحَمَّدٍ 9 ، حَبِيبِكَ المُصْطَفَى ، وَبِوَجْهِ
وَليِّكَ عَلِيٍّ المُرْتَضَى ، وَبِحَقِّ أَوْلِيَائِكَ ، الذِينَ
أنْتَجَبْتَهُمْ ، أنْ تُصَليَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَغْفِرَ
لي مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِي ، وَأَنْ تَعْصِمَني فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِي ،
وَأَعُوذُ بِكَ من كُلِّ شَيْءٍ مِنْ مَعَاصِيكَ أَبَداً ، ما أَبْقَيْتَني حَتَّى
تَتَوَفَّاني ، وَأنَا لَكَ مُطِيعٌ ، وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ ، وَأَنْ تَخْتِمَ لي
عَمَلي بِأَحْسَنِهِ ، وَتَجْعَلَ لي ثَوَابَهُ الجَّنَةِ ، وَأَنْ تَفَعَلَ بي ما
أَنْتَ أَهْلُهُ ، يا أَهْلَ التَّقْوىَ والمَغْفِرَةِ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَارْحَمْني بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِنَ .. » .
ولقد احتوى ، هذا الدعاء ، على أسمى صور
التعظيم والتبجيل لله تعالى ، الذي ما عرفه حقا ، سوى أئمة أهل البيت : ، سدنة علوم النبي 9 وخزنة حكمه وآدابه.
٣ ـ دعاؤه في عيد الغدير
أما عيد الغدير فهو من أهم الاعياد شأنا
، ومن أسماها منزلة ، فقد كمل فيه الدين ، وتمت النعمة الكبرى على المسلمين ، فقد
قلدت السماء الامام ،
__________________
أمير المؤمنين 7 ، قيادة ، روحية وزمنية ، ونصبته خليفة
للنبي 9 من بعده ،
وجعلته ، رائدا للعدالة الاجتماعية في الاسلام ، يقيم إعوجاج الدين ، ويصلح ما فسد
من أمور المسلمين.
وحيث كان هذا اليوم المبارك ، من أعظم
الاعياد في الاسلام ، فقد ندب الامام الصادق 7
، إحياءه بذكر الله ، من الصلاة والصوم ، والتصدق على الفقراء والمساكين ، كما حض
على استحباب مصافحة المسلمين ، بعضهم لبعض ، وان يقول كل منهما لصاحبه ،
« الحَمْدُ للهِ الذي أَكْرَمَنا
بِهَذَا اليَوْمِ ، وَجَعَلنا مِنَ المُؤْمِنِينَ بِعَهْدِهِ ، الذي عَهِدَهُ
إلَيْنَا ، وَمِيثَاقِهِ الذي وَاثَقَنَا بِهِ مِنْ ولايَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ ،
وَالقِيَامِ بِقِسْطِهِ ، وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الجَاحِدِينَ ، وَالمُكَذِبِينَ
بِيَوْمِ الدّين .. » .
وكان الامام الصادق 7 ، يدعو بهذا الدعاء ، وحث شيعته على
تلاوته وهذا نصه :
« رَبَّنَا ، إنَّنَا سَمعْنا مُنادياً
، يُنَادِي للإيمان ، أن آمِنُوا بِرَبِّكم ، فَآمنَّا ، رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا
ذُنُوبَنَا ، وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا ، وَتَوَفَّنا مَعَ الَأبْرَارِ
رَبَّنا وآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ ، وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ
القِيَامَةِ ، إنَّكَ لاَ تُخْلِفُ المِيعَادَ.
اللّهُمَّ إني أُشْهِدُكَ ، وَكَفى بِكَ
شَهِيداً ، وَأُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ ، وَسُكَّانَ
سَموَاتِكَ ، وَأَرْضِكَ ، بِأَنَّكَ اللهُ ، الذي لا إلهِ إلاَّ أَنْتَ ،
المَعْبُودُ الذي لَيْسَ مِنْ لَدُنْ عَرْشِكَ ، إلى قَرَارِ أَرْضِكَ مَعْبُودٌ
سِوَاكَ إلاَّ بَاطِلٌ مُضْمَحِلُّ غَيْرَ وَجْهِكَ الكَرِيمِ ، لا إلهَ ألاَّ
أَنْتَ المَعْبُودُ ، لا مَعْبُودَ سِوَاكَ ، تَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ
الظَالِمونَ عُلُواً كَبيراً ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَداً عَبْدُكَ
__________________
وَرَسُولُكَ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً أمِيرَ المُؤمِنِينَ ، وَلِيُّهُمْ وَمَوْلاهُمْ
وَمَوْلايَ ،
رَبَّنا ، إنَّننا سَمعْنَا ،
النِّدَاءَ ، وَصَدَّقْنَا المُنَادِي ، رَسُولَكَ 9
، إذْ نَادَى نِدَاءً عَنْكَ بِالذي أَمَرْتَهُ أَنْ يُبَلِّغَ عَنْكَ ، ما
أنزَلْتَ إلَيْهِ مِنْ مُوَالَاةِ وَلِيِّ المُؤْمِنِينَ ، وَحَذَّرْتَهُ ، وَأَنْذَرْتَهُ
إنْ لَمْ يُبَلِّغْ ، أَنْ تَسْخَطَ عَلَيْهِ ، وَأَنَّهُ إذَا بَلَّغَ عَصَمْتَهُ
مِنَ النَّاسِ ، فَنَادَى مُبَلِّغاً وَحْيَكَ وَرِسَالَاتِكَ : أَلَا مَنْ كُنْتُ
مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، وَمَنْ كُنْتُ نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أَمِيرُه ، رَبَّنَا
قَدْ أَجَبْنَا دَاعِيَاكَ النَّذِيرَ ، المُنْذِرَ مُحَمَّداً عَبْدَكَ الذي
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ، وَجَعْلَتَهُ مَثَلاً لِبَني إسْرَائيلَ.
رَبَّنَا ، آمَنَّا وَاتّبَعْنَا
مَوْلانَا ، وَهَادِيَنَا ، وَدَاعِيَنَا ، وَدَاعيَ الَأنَامِ ، وَصِراطَكَ
السَّويَّ المُسْتَقِيمَ ، وَمَحَجَّتَكَ البَيْضَاءَ ، وَسَبِيلَكَ الدَّاعِي
إلَيْكَ ، على بَصِرَيِتٍه هُوَ وَمَنْ اتَّبَعَهُ ، وَسُْحَانَ الله عَمَّا
يُشْرِكُونَ بِوِلَايَتِهِ وَبِأمْرِ رَبِّهِمْ ، وَبِاِتّخَاذِ الوَلَايجِ مِنْ
دُونِهِ .. فَاشْهَدْ يا إلهي أَن الإمَامَ الهَادِيَ ، المُرْشِدَ ، الرَّشِيدَ
عَلِيَّا بنَ أبي طَاَلِبٍ ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ ، أميرُ المُؤْمِنِينَ الذي
ذَكَرْتَهُ في كِتَابِكَ ، فَقُلْتَ : « وَإنَّهُ في أُمِّ الكِتَابِ لَعَلِيٍّ
حَكيمٌ » اللّهُمَّ فَإنَّا نَشهَدُ بِأَنَّهُ عَبْدُكَ ، الهَادِي مِنْ بَعْدِ
نَبِيِّكَ ، النَذِيرُ المُنْذِرُ ، وَالصِرَاطُ المُسْتَقِيمُ ، وَإمَامُ
المُؤْمِنِينَ ، وَقَائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلينَ ، وَحُجَّتُكَ البَالِغَةُ ،
وَلِسَانُكَ المُعَبِّرُ عَنْكَ في خَلْقِكَ ، وَالقَائِمُ بِالقِسْطِ بَعْدَ
نَبِيِّكَ ، وَخَازِنُ عِلْمِكَ ، وَعَيْبَةُ وَحْيِكَ وَعَبْدُكَ ، وَأَمِيِنُكَ
المَأمُوُنُ ، المَأْخُوذُ مِيَثَاقُهُ مَعَ مِيثَاقِكَ ، وَمِيثَاقِ رُسُلِكَ
مِنْ خَلْقِكَ وَبَرِيَّتِكَ ، بِالشَّهَادَةِ وَالإخْلاصِ بِالوِحْدَانِيَّةِ ،
أِنَّكَ أَنْتَ الله لا إلهَ أِلا أَنْتَ ، وَمُحَمَدٌ ، عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ
وَعَليٌّ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ ، وَجَعَلْتَ الإقْرَارَ بِولايَتِهِ تَمَامَ
تَوْحِيدِكَ ، وَالإِخلاصَ لَكَ بِوِحْدَانِيَّتِكَ ، وَإكْمَال دِينِكَ ،
وَتَمَامِ نِعْمَتِكَ على جَمِيعِ
خَلْقِكَ ، فَقُلْتَ
وَقَوْلُكَ الحَقُّ : « اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ، وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلامَ دِيناً » فَلَكَ الحَمْدُ ، على
مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَيْنَا ، مِنَ الإِخْلاصِ لَكَ بِوَحْدانِيًّتِكَ ، وَجُدْتَ
عَلَيْنَا بِمُوالاةِ وَلِيِّكَ الهَادِي ، مِنْ بَعْدِ نَبِيَّكَ النَّذِيرِ
المُنْذِرِ ، وَرَضَيتَ لَنَا الإسْلامَ دِيناً ، بِمَوْلَانَا ، وَأَتْمَمْتَ
عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ ، بِالذي جَدَّدْتَ عَهْدَكَ ، وَمِيثَاقَكَ ،
وَذَكَّرْتَنَا ذلِكَ ، وَجَعْلْتَنَا مِنْ أَهْل الإِخْلاصِ ، وَالتَصَدِيقِ لِعَهْدِكَ
، وَمِيثَاقِكَ ، وَمِنْ أهْل الوَفَاءِ بِذلِكِ َ، وَلَمْ تَجْعَلْنَا مِنَ
النَاكِثِينَ ، وَالمُكَذِّبِينَ ، الذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ،
وَلَمْ تَجْعَلْنَا مِنَ المُغِيِّرِينَ ، والمُبَدِّلِينَ ، والمُحَرِّفِينَ ،
وَالمُبتِّكِينَ آذانَ الأنعامِ ، وَالمُغَيِّرِينَ خَلْقَ اللهِ ، الذينَ
اسْتَخْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ ، فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ ، وَصَدَّهُمْ
عَنْ السَّبِيلِ وَالصِراطَ المُسْتَقِيم. اللّهُمَّ الْعَنِ الجَاحِدينَ
وَالنَّاكِثِينَ ، وَالمُغَيِّرِينَ ، وَالمُبَدِّلِينَ ، وَالمُكَذِّبينَ بيوم
الدين من الاولين والآخرين.
اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ على نِعْمَتِكَ
عَلَيْنَا ، بِالذِي هَدَيْتَنَا إلى مُوَالآةِ وُلَاةِ أمْرِكَ مِنْ بَعْدِ
نَبِيِّكَ ، وَالأئِمَّةِ الهَادِينَ ، الذِينَ جَعَلْتَهُمْ أَرْكَاناً
لِتَوْحِيدِكَ ، وَأعْلامَ الهُدَى ، وَمَنَارَ التَّقُوَى ، وَالعُرْوَةَ
الوُثْقَى ، وَكَمَالَ دِينِكَ ، وَتَمَامَ نِعْمَتِكَ ، وَمَنْ بِهِمُ ،
وَبِمُوَالَاتِهِمْ ، رَضَيِتَ لَنَا الإِسلامَ دِيناً ، رَبَّنا فَلَكَ الحَمْدُ
، آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقُنَا نَبِيَّكَ الرَسُولَ النَذِيرَ المُنْذِرَ ،
وَأتَّبَعْنَا الهَادِيَ مِنْ بَعْدِ النَّذِيِرِ المُنْذِرِ ، وَالَيْنَا
وَلِيَّهمْ ، وَعَادَيْنَا عَدُوَّهُمْ ، وَبَرِئْنَا مِنَ الجَاحِدِينَ
وَالنَاكِثِينَ وَالمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ ،
اللّهُمَّ فَكَمَا كَاَن مِنْ شَأنِكَ
يا صَادِقَ الوَعْدِ ، يا مَنْ لا يُخَلِفُ المِيعَادَ ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ
يَوْمٍ في شَأَنٍ ، أنْ أَتْمَمْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ بِمُوَالاةِ
أَوْلِيَائِكَ ، المَسْؤولِ عَنْهُم عِبَادُكَ ، فَإنَّكَ قُلْتَ : « وَلَتُسْأَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ
النَّعِيمِ
» ، وَقُلْتَ : « وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ
مَسْؤلُونَ » وَمَنَنْتَ
بِشَهَادَةِ الإِخْلاصِ لَكَ بِوِلَايَةِ أوْلِيَائِكَ ، الهُدَاةِ ، مِنْ بَعْدِ
النَّذِيرِ السِّرَاجِ المُنِيرِ ، وَأَكْمَلْتَ لَنَا الدّيِنَ ، بِمُوالَاتِهِم
، وَالبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوهِمْ ، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْنَا النِعَمَ ، بِالذي
جَدَّدْتَ لَنَا عَهْدَكَ ، وَذَكَرْتَنَا مِيثَاقَكَ ، المَأخُوذَ مِنَّا في
أبْتِدَاءِ خَلْقِكَ إيَّانَا ، وَجَعْلْتَنَا مِنْ أهْلِ الإِجَابَةِ ،
وَذَكَّرْتَنَا العَهْدَ وَالميثَاقَ ، وَلَمْ تُنسْنِاَ ذكْرَكَ ، فَإنَّكَ
قُلْتَ : « وَإذْ
أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَني آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ وَذُرِّيَّتَهُمْ »
وَأَشهَدَهُمْ على أَنْفُسِهمْ قَالُوا : بَلى ، شَهِدْنَا « بمَنّكَ بِأَنَّكَ
أَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ رَبُّنَا ، وَأَنَّ مُحَمَداً عَبْدَكَ
وَرَسُولَكَ نبِيُنا ، وَأنَّ عَلياً أميرَ المُؤْمِنِينَ ولِيّنا ، وَمَوْلَانَا
، وَشَهِدْنَا بِالوِلَايَةِ لِوَلِيِّنَا ، وَمَولانَا مِنْ ذُرِيَّةِ نَبِيِّكَ
مِنْ صُلْبِ وَليِّنا عَلِيٍّ بنِ أبي طَالِبٍ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ ،
الذي أنْعَمْتَ عَلَيْهِ ، وَجَعَلْتَهُ آيةً لِنَبِّيكَ ، وَآيَةً مِنْ آيَاتِكَ
الكُبْرَى ، وَالنَّبَأَ العَظِيمَ ، الذي هُكْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ، وَعَنْهُ
يَوْمَ القِيَامَةِ مسؤولون ، اللّهُمَّ فَكَمَا كَاَنَ مِن شَأْنِكَ ، مَا
أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا بِالهِدَايَة إلى مَعْرِفَتِهِمْ ، فَليَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ
تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تُبَارِكَ لَنَا في يَوْمنَا
هَذَا الذي ذَكَّرْتَنَا فِيهِ عَهْدَكَ ، وَمِيثَاقَكَ ، وَأَكْمَلْتَ عَلَيْنَا
نِعْمَتَكَ ، وجعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الإِجَابَةِ وَالإخْلَاصِ بِوِحْدَانِيَتِكَ
، وَمِنْ أَهْلَ الإيمَانِ وَالتَصْدِيقِ بِوِلَايَةِ أوْلِيَائِكَ ،
وَالبَرَاءَةِ مِن أعْدَائِكَ وَأعَدَاءِ أوْلِيَائِكَ ، الجَاحِدِينَ ،
المُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّين ، فأَسْأَلُكَ يا رَبُّ تَمَامَ ما أَنْعَمْتَ
عَلَيْنَا ، وَلا تَجْعَلْنَا مِنَ المُعَانِدِينَ ، ولَا تُلْحِقْنَا
بِالمُكَذِبِّينَ بِيَوْمِ الدِّين ، وَاجْعَلْ لَنَا قَدَمِ صِدْقٍ مَعَ
المُتَّقِينَ ، وَاجْعَل لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ، وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ
المُتَّقِينَ إمَاماً يَوُمَ يُدْعَى كُلِّ أنَاسٍ بِإمَامِهِمْ ، وَاجْعَلْنَا في
ظِلِّ القَوْمِ المُتَّقِينَ الهُدَاةِ ، بَعْدِ النَذِيرِ المُنْذِرِ وَالبَشِيرِ
وَالأئمَّةِ ، الدُّعَاةِ إلى الهُدَى ، وَلا تَجْعَلَنَاَ مِنْ المُكْذِّبِينَ ،
الدُّعَاةِ إلى النارِ ، وَالَّذين هُمْ يَوْمَ
القِيَامَةٍ
وَأوْلِيَاؤهُمْ مِنَ المَقْبُوحِينَ. رَبَّنا فَاحْشُرْنا في زَمْرَةِ الهَادِي
المهْدِي وَأَحْيِنَا ما أَحْييْتَنَا على الوَفَاءِ بِعَهْدِكَ وَمِيثَاقِكَ ،
المأخُوذِ مِنَّا على مُوالاةِ أوْلِيائِكَ وَالبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ
المُكَذِّبِينَ بِيَوّمِ الدِّينِ ، وَالنَّاكِثِينَ لِميثَاقِكَ ، وَتَوَفَّنَا
على ذَلِكَ.
وَاجْعَلْ لَنا مَعَ الرَّسُولِ
سَبِيلاً ، وَثَبِّتَ لَنا قَدَمَ صِدقٍ في الهِجْرَةِ إلَيْهِمْ ، وَاجْعَلْ
مَحْيَانَا خَيْرَ المَحْيَا ، وَمَمَاتَنَا خَيْرَ المَمَاتِ ، وَمُنْقَلَبَنَا
خَيْرَ المُنْقَلَبِ ، على مولاةِ أوْلِيَائِكَ ، والبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ
اللّهُمَّ حَتَّى تَتَوَفَّانَا ، وَأَنْت عَنَّا رَاضٍ ، قَدْ أوْجَبْتَ لَنا
الخُلُودَ في جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ ، وَالمَثْوَى في جِواركَ ، وَالإنَابَةَ إلى
دَارِ المقَامَة ، مِنْ فَضَلِكَ ، لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ ، وَلا يَمَسُّنَا
فِيهَا لُغُوبٌ ، رَبَّنا إنَكَ أمَرْتَنَا بِطَاعَةِ وُلاةِ أَمرِكَ ،
وَأَمْرْتَنَا أَنْ نَكُونَ مَعَ الصَّادِقِينَ ، فَقُلْتَ : « أَطِيعُوا اللهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأوُلِي الأمْرِ مِنْكُمْ »
وقلت : « يَا أَيَّها الذينَ آمَنوُ اتَّقُوا اللهَ وَكُونوا مَعَ الصَّادِقِينَ ،
رَبَّنَا سَمِعْنا وَأطَعْنَا ، رَبَّنَا ثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ
الَأبْرَارِ ، مُسْلِمينَ ، مُصَدِّقينَ لَأوْلِيَائِكَ ، وَلا تُزِغْ قُلُوبَنَا
بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا ، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أَنْتَ
الوَهَّابُ.
رَبَّنَا آمَنَّا بِكَ ، وَصَدَّقْنَا
نَبِيَّكَ ، وَوَالَيْنَا وَلِيَّكَ ، وَاَلَأوْلِيَاءَ مِنْ بَعْدِ نَبِيَِّكَ ،
وَوَلِيُّكَ مَوْلَى المُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بنُ أبي طَالِبٍ صَلَوَاتُ الله
عَلَيْهِ ، وَالإِمَامُ الهَادِي مِنْ بَعْدَ الرَّسُولِ ، النَذِيرِ المُنِذرِ ،
السِّرَاجِ المُنِيرِ ، رَبَّنَا فَكَمَا كَانَ مِنْ شَأنِكَ ، أَنْ جَعَلْتَنَا
مِنْ أَهْلِ الوَفَاءِ بِعَهْدِكَ ، وَبِمِّنكَ عَلَيْنَا ، وَلُطْفِكَ بِنَا ،
فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ ، أنْ تَغْفِرَ لَنَا ذُنُوبَنَا ، وَتُكَفِّرَ عَنَّا
سَيِّئاتِنَا ، وَتَوَفَّنا مَعَ الَأبْرَارِ ، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا
على رُسُلِكَ ، وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ القِيَامَةِ ، إنَّكَ لا تُخْلِفُ
المِيعَادَ ، رَبَّنَا آمَنَّا بِكَ ، وَوَفَّينَا بِعَهْدِكَ ، وَصَدَّقْنَا
رُسُلَكَ ،
وَاتَّبَعْنَا وُلاةَ الَأمْرِ مِنْ بَعْدِ رُسُلِكَ ، وَوَالَيْنَا أوْلِيَاءَكَ
، وَعَادَيْنَا أعْدَاءَكَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ، وَاحْشُرْنا مَعَ
الَأئِمَّةِ الهُدَاةِ ، مِنْ آلِ مُحَمّدٍ (ص) البَشِيرِ النَّذِيرِ ، آمَنَّا يا
ربُّ بِسِرِّهِمْ وَعَلَانِيَتِهِمْ وَشَاهِدِهِمْ وَغَائِبِهِمْ .. وَرَضِينَا
بِهِمْ أَئِمَّةً ، وَسَادَةً ، وَقَادَةً لا نَبْتَغِي بِهِمْ بَدَلاً ، وَلا
نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلائِجَ أَبَداً ، رَبَّنَا فأَحْيِنَا ما
أَحْيَيْتَنَا على مُوالاتِهِمْ وَالبَرَاءَةِ مِنْ أعْدَائِهِمْ ، وَالتَسْلِيمِ
لَهُمْ ، وَالرَدِّ إلَيْهِمْ ، وَتَوَفَّنَا ، إذَا تَوَفَيْتَنَا على الوَفَاءِ
لَكَ ، وَلَهُمْ ، بِالعَهْدِ وَالمِيثَاقِ ، والمُوالاةِ لَهُمْ وَالتَصْْدِيقِ ،
والتَسْلِيمِ لَهُمْ غَيْرَ جَاحِدِينَ ولا نَاكِثينَ ولا مُكَذِّبينَ.
اللّهُمَّ ، إني أَسألُكَ بِالحَقِّ ،
الذي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ ، وَبِالذِي فَضَّلْتُهُمْ بِهِ على العَالَمينَ
جَمِيعاً ، أنْ تُبَارِكَ لَنَا في يَوْمِنَا هَذَا الذي كَرَّمْتَنَا فِيهِ
بِالوَفَاءِ لِعَهْدِكَ ، الذي عَهِدْتَ إلَيْنَا ، وَالمِيثَاقِ الذي
وَاثَقْتَنَا بِهِ مِنْ مُوَالَاةِ أوْلِيَائِكَ والبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ ،
وَتَمُنَّ عَلَيْنَا بِنِعْمَتِكَ ، وَتَجْعَلَهُ عِنْدَنا مُسْتَقَرّاً ثَابِتاً
، ولا تَسْلُبْنَاهُ أَبَداً ، وَلا تَجْعَلْهُ عِنْدَنا مُسْتَوْدَعاً فَإنَّكَ
قُلْتَ : « فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ » فَاجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً ثَابِتَاً ،
وَارْزَقُنَا نَصْرَ دِينِكَ مَعَ ولِي هَادٍ مِنَ أهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ،
قَائِماً ، رَشِيداً ، هَادِياً ، مَهْدِياً مِنَ الضَّلالَةِ إلى الهُدَى ،
تَحْتَ رَايَتِهِ ، وَفي زُمْرَتِهِ ، شُهَدَاءَ ، صَادِقينَ ، مُقْتُولينَ في
سَبيلِكَ وعلى نُصْرَةِ دِينِكَ .. »
وانتهى هذا الدعاء الشريف ، وكان الامام
بعد الفراغ يسأل من الله قضاء حوائجه ، ثم يزور جده ، الامام أمير المؤمنين 7 بالزيارة التالية :
« اللّهُمَّ صَلِّ على وَلِيِّكَ ،
وَأَخي نَبِيِّكَ ، وَوَزيرِهِ وَحَبِيبِهِ ، وَخَلِيلِهِ وَمَوضِعِ سِرِّهِ ،
وَخِيرَتِهِ مِنْ أُسْرَتِهِ ، وَوَصِيِّهِ وَصَفْوَتِهِ ، وَخَالِصَتِهِ ،
وَأَمِينِهِ ، وَوَلِيِّهِ ، وَأَشَرَفِ عِترَتِهِ ، الذينَ آمَنوُا بِهِ ،
وَأَبَي ذُرِيَّتِهِ وَبَابِ
حِكْمَتِهِ ،
وَالنَّاطِقِ بِحُجَتِهِ ، وَالدَّاعِي إلى شَرِيعَتِهِ ، وَالمَاضِي على
سُنَّتِهِ ، وَخَلِيفَتِهِ على أُمَّتِهِ ، سَيّدِ المُسْلِمينَ ، وَأمِير
المُؤمِنينَ ، وَقَائِدِ الغُرِّ المُحَجِّلِينَ ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ على
أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، وَأَصْفِيَائِكَ ، وَأَوْصيَاءِ نَبِيِّكَ.
اللّهُمَّ إني أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ
بَلَّغَ عَنْ نَبِيِّكَ 9
مَا حَمَلَ ، وَرَعَى مَا اْسُتْحِفَظ ، وَحَفِظَ مَا اسْتُوْدِعَ ، وَحَلَّل
حَلالَكَ ، وَحَرَّمَ حَرَامَكَ ، وَأَقَامَ أَحْكَامَكَ ، وَدَعَا إلى سَبِيلِكَ
، وَوَاليَ أوْلِيَاءَكَ ، وَعَادَي أَعْدَاءَكَ ، وَجَاهَد النَّاكِثِينَ في
سَبِيلِكَ ، وَالقَاسِطِينَ وَالمَارِقِينَ عَنْ أَمْرِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً ،
غَيْرَ مُدْبِرٍ ، لا تَأْخُذُهُ في اللهِ لِوْمَةُ لائِمٍ ، حَتىَّ بَلَغَ في
ذلِكَ الرِّضَا ، وَسَلَّمَ إلَيْكَ القَضَاءَ ، وَعَبَدَكَ مُخْلِصاً ، وَنَصَحَ
لَكَ مُجْتَهِداً ، حَتَّى أَتَاهُ اليَقِينَ ، فَقَبَضْتَهُ إلَيْكَ شَهِيداً
سَعِيداً ، وَعلِيَّاً تَقِيَّاً ، وَصِِيَّاً زَكِيّاً ، هَادِياً ، مَهْدِيّاً ،
اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَدٍ وآلِ مُحَمَدٍ ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ على أَحَدٍ
مِنْ أنْبِيائِكَ وَأصْفِيَائِكَ يا رَبَّ العَالَمِينَ .. » .
لقد ألمت هذه الزيارة ، ببعض الصفات
الماثلة ، في الامام أمير المؤمنين 7
عملاق الفكر الاسلامي ، ورائد العدالة الاجتماعية في الارض ، الذي جمع جميع الصفات
الخيرة في الدنيا ، والذي فاق بمواهبه وعبقرياته ، جميع عظماء البشر ، على امتداد
التاريخ ، نظراً لما يتمتع به من سمو الذات ، والتفوق الكامل في الفضل والعلم
والعدالة ونكران الذات ، والتزامه بحرفية الاسلام ، فقد رشحته السماء لقيادة
المسلمين بعد النبي 9
، وحتمت عليه بأن يأخذ له البيعة من عموم من كان معه من الحجاج في « غدير خم » فأخذ
له البيعة حتى من نسائه ، وبذلك فقد كان هذا اليوم الخالد من أهم الاعياد ، ومن
أكثرها قدسية في الاسلام.
__________________
٤ ـ دعاؤه في رجب
من الاشهر المعظمة في الاسلام ، شهر رجب
، وقد طلب محمد السجاد من الامام الصادق 7
، أن يتفضل عليه بدعاء يقرأه في هذا الشهر المبارك ، فعلمه هذا الدعاء ، وأمره أن
يقرأه عقيب كل صلاة ، وهذا نصه :
« يا مَنْ أرْجُوهُ لِكلَّ خَيْرٍ ،
وَآَمَنُ سُخْطَهُ مِنْ كُل شَرٍّ ، يا مَنْ يُعْطِي الكَثِيرَ بِالقَلِيلِ ، يا
مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ ، وَمَنْ لَمْ
يَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً ، إعْطِنِي بِمَسْأَلَتي إيَّاكَ جَمِيعَ
خَيْرِ الدُّنْيَا ، وَجَمِيعَ خَيْرِ الآخِرَةِ ، وَاصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتي
إيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيَا ، وَجَمِيعَ شَرِّ الآخِرَةِ ، فَإنَّهُ غَيْرُ
مَنْقُوصٍ ما أَعْطَيْتَ ، وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ يا كَرِيمُ .. »
وأمره الامام 7 ، أن يضع يده على كريمته ، ويلوح
بسبابته ويقول :
« يا ذََا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ ، يا
ذا النَّعْمَاءِ وَالجُودِ ، يا ذا المَنِّ وَالطَّولِ حَرِّمْ شَبَابِي
وَشَيْبَتي عَلى النَّارِ .. » .
وحكى هذا الدعاء الجليل بعض فيوضات الله
الواسعة ، ورحمته الشاملة على جميع عباده ، مؤمنين وكافرين ، فإنه تعالى مصدر
اللطف على جميع الخلق ، فلا يخص برحمته السائلين والعارفين ، وإنما هي شاملة
للجميع.
٥ ـ دعاؤه في ليلة النصف من شعبان
من الليالي المعظمة في الاسلام ، ليلة
النصف من شهر شعبان ، وهي
__________________
أفضل ليلة بعد ليلة
القدر ، وقد روى الامام الصادق 7
، أنه سئل أبوه عن فضل ليلة النصف من شعبان ، فقال 7
، هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر ، فيها يمنح الله العباد فضله ، ويغفر لهم بمنه
، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها ، فإنها ليلة آلى الله عزوجل على نفسه ،
أن لا يرد سائلا فيها ما لم يسأل الله المعصية ، وإنها الليلة التي جعلها الله لنا
، أهل البيت ، بإزاء ما جعل ليلة القدر ، لنبينا 7
، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى والثناء عليه وقد
ولد في هذه الليلة المباركة ، المصلح العظيم ، الذي يقيم اعوجاج الدنيا ويغير منهج
الحياة إلى ما هو الافضل ، ويملا الارض بالقسط والعدل ، إنه قائم آل محمد 9 ومهديهم الامام المهدي صلوات الله عليه
، وفي هذه الليلة العظيمة ، الزيارة المخصوصة ، لريحانة رسول الله 9 وسيد شباب أهل الجنة : الامام الحسين 7 ،
وقد خف أبويحي ، إلى الامام الصادق 7 ، فسأله عن بعض العبادات ، والادعية ،
التي يأتي بها ج فقال (ع) له ، إذا أنت صليت العشاء الآخيرة ، فصل ركعتين ، تقرأ
في الاولى الحمد ، وسورة الجحد ، وهي « قل يا أيها الكافرون »
وإذا فرغت منها فتقول : سبحان الله ، ثلاثا وثلاثين ، والحمد لله ثلاثا وثلاثين
والله أكبر أربعا وثلاثين ، ثم تقول :
« يا مَنْ إلَيْهِ مَلْجَأُ العِبَادِ
في المُهِمَاتِ ، وإليهِ يَفْزَعُ الخَلْقُ في المُلِمَّاتِ ، يا عَالِمَ الجَهْرِ
وَالخَفِيَّاتِ ، وَيا مَنْ لا يَخْفَى عَلَيهِ خَوَاطِرُ الَأوْهَامِ ،
وَتَصَرُّفِ الخَطَرَاتِ ، يا رَبِّ الخَلَائِقِ وَالبَريَّاتِ ، يا مَنْ بِيَدِهِ
مَلَكُوتُ الَأرْضِينَ وَالسَّموَاتِ ، أَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ،
أَمُتُّ إلَيْكَ بِلا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، فَيَا لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، إجْعَلْني
في هذِهِ اللَّيْلةِ ، مِمَّنْ نَظَرْتَ إلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ ، وَسَمِعْتَ
دُعَاءَهُ فَأَجَبْتَهُ ، وَعَلِمْتَ اسْتقَالَتَهُ فَأَقَلْتَهُ ، وَتَجَاَوْزَت
عَنْ
__________________
سَالِفِ خَطِيئَتِهِ
، وَعَظيمِ جَرِيرَتِهِ ، فَقَدِ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ ذُنُوبِي وَلَجَأْتُ
إلَيْكَ في سَتْرِ عُيُوبِيِ.
اللّهُمَّ فًجُدْ عَلَىَّ بِكَرَمِكَ ،
وَفَضْلِكَ ، وَاحْطُطْ خَطَايَايَ بِحِلْمِكَ وَعَفْوِكَ ، وَتَغَمَّدْني في
هذِهِ اللَّيْلَةِ بِسَابِغِ كَرَامَتِكَ ، وَاْجَعْلني فِيهَا مِنْ أَوْلِيَائِكَ
، الذِينَ اجْتَبَيْتَهُمْ لِطَاعَتِكَ ، وَاخْتَرْتَهُمْ لِعِبَادَتَِك ،
وَجَعَلْتَهُمْ خِالِصَتَكَ وَصَفْوَتَكَ.
اللّهُمَّ اجْعَلْني مِمَّن سَعُدَ
جَدُّهُ ، وَتَوَفَّرَ مِنَ الخَيْرَاتِ حَظُّهُ ، وَاجْعَلْني ممَّنْ سَلِمَ
فَنَعِمَ ، وَفَازَ فَغَنِمَ ، وَاْكِفني شَرِّ ما أسْلَفْتَ ، واعْصِمْني مِنَ
الإِزْدِيَادِ في مَعْصِيَتِكَ ، وَحَبِّبْ إلَيَّ طَاعَتَكَ ، وَمَا يُقَرِّبُني
لَدَيْكَ ، وَمَا يُزْلِفُني عَنْدَكَ ، سَيدِي إلَيْكَ يَلْجَأُ الهَارِبُ ،
وَمِنْكَ يَلْتَمِسُ الطَّالِبُ ، وَعلى كَرَمِكَ يَعَوِّلُ المُسْتَقِيلُ
التَّائِبُ ، أَدَّبْتَ عِبَادَكَ بِالتَّكَرُّمِ ، وَأَنْتَ أكَرَمُ الأكْرَمِينَ
وَاَمَرْتَ بِالَعَفوِ عِبَادَكَ ، وَأَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
اللّهُمَّ فَلَا تَحْرِمْني مَا
رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ ، وَلا تُؤْيِسْني مِنْ سَابغِ نِعَمِكَ ، ولا تُخَيِّبْني
مِنْ جَزِيل قِسَمِكَ ، في هذِهِ اللَّيْلَةِ لَأهْلِ طَاعَتِكَ ، وَاجْعَلْني في
جُنَّةٍ مِنْ شِرَارِ بَرِيَّتِكَ ، رَبِّ إنْ لِمْ أَكُنْ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ
فَأَنْتَ أَهْلُ الكَرَمِِ وَالعَفْوِ وَالمَغْفِرَةِ ، جُدْ عَلَيَّ بِمَا أَنْتَ
أَهْلُهُ ، لا بِمَا أَسْتَحِقُّهُ فَقَدْ حَسُنَ ظَنِّي بِكَ ، وَتَحَقَّقَ
رِجَائِي لَكَ ، وَعَلِقَتْ نَفْسِي بِكَرَمِكَ ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاِحِمينَ
، وَأَكْرَمُ الَأكْرَمِينَ.
اللّهُمَّ وَاخْصُصْني مِنْ كَرَمِكَ
بِجَزِيلِ قِسَمِكَ ، وَأَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَاغْفِرْ لي
الذَّنْبَ الذي يِحَبِسُ عَنَّي الخَلْقَ ، وَيُضَيِّقُ عَلَيَّ الرِّزْقَ حَتَّى
أَقُومَ بِصَالِحَ رِضَاكَ ، وَأَنْعَمَ بِجَزِيلِ عَطَايَاكَ ، وَأَسْعَدَ
بِسَابِغِ
نَعْمَائِكَ ،
فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ ، وَتَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ ، وَاسْتَعَذْتُ بِعَفْوِكَ
مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَمِنْ حِلْمِكَ بِغَضَبِكَ ، فَجُدْ بِمَا سَأَلْتُكَ ،
وَأنِلُ مَا الْتَمَسْتُ مِنْكَ ، أَسْأَلُكَ بِكَ ، لا شَيْءَ هُوَ أعظَمُ مِنْكَ
...
ثم أمره بالسجود ، وقول عشرين مرة : يا
رب ، وسبع مرات يا الله ، وسبع مرات لا حول ولا قوة إلا بالله ، وما شاء الله لا
قوة إلا بالله سبع مرات ، وعشر مرات لا قوة إلا بالله ، ثم يصلي على النبي وآله ،
ويسأل الله تعالى قضاء حاجته.
__________________
القسم الرابع
من أدعيته في
رمضان
يحتل شهر رمضان المبارك ، موقعا متميزا
، في نفوس أئمة أهل البيت :
، فهم ينظرون إليه ، نظرة تقديس ، وتعظيم ، فيحيون لياليه وأيامه بالعبادة ، وقراءة
الذكر الحكيم ، ويقومون بجميع ألوان البر والاحسان إلى الفقراء والمحرومين ،
ويعتقون العبيد ، ويطعمون الطعام ، ويعملون كل ما يقربهم إلى الله زلفى ، وكان
الامام الصادق 7
، يتفرغ للطاعة والعبادة ، في شهر رمضان وقد أثرت عنه كوكبة من الادعية ، وفي ما
يلي بعضها :
١ ـ دعاؤه عند رؤية هلال رمضان
كان الامام الصادق 7 ، إذا رأى هلال رمضان ، فرح واستبشر ،
ودعا الله تعالى بهذا الدعاء :
« اللّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا
بِالَأمْنِ وَالإيمانِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإسلامِ ، وَالمُسَارَعَةِ إلى مَا
تُحِبُّ ، وَتَرْضَى ، اللّهُمَّ بَارِكُ لَنَا في شَهْرِنَا هذا ، وَارْزُقْنَا
خََيْرَهُ وَعَوْنَهُ ، وَاصْرِفْ عَنَّا ضُرَّهُ وَشَرَّهُ وَبَلَاءَهُ
وَفِتْنَتَهُ ... »
__________________
لقد طلب الامام 7 ، أجل وأثمن ما في هذه الحياة ، فقد
طلب من الله الامن والايمان ، والسلامة ، والاسلام والمسارعة إلى ما يحبه تعالى
ويرضاه ، وهذه الامور أسمى متطلبات الحياة عند الاولياء.
٢ ـ دعاؤه في أول ليلة من رمضان
كان الامام الصادق 7 ، يستقبل شهر رمضان المبارك بسرور بالغ
، ويدعو في أول ليلة منه بهذا الدعاء المبارك :
« اللّهُمَّ إنَّ هِذَا الشَّهْرَ
المُبَارَكَ ، الذي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ ، وَجَعَلْتَهُ هُدىً لِلنَّاسِ ،
وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرقَانِ ، قَدْ حَضَرَ فَسَلَّمْنَا فِيهِ ،
وَسَلِّمْْنا مِنْهُ ، وَسَلِّمْهُ لَنَا ، وَتَسلَّمْهُ مِنَّا في يُسْرٍ مِنْكَ
وَعَافِيَةٍ ، يا مَنْ أَخَذَ القَلِيلَ وَشَكَرَهُ ، وَسَتَرَ الكَثِيرَ
وَغَفَرَهُ ، إغْفِرْ لي الكَثِيرَ مِنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَأقْبَلْ مِنَّي
اليَسِيرَ مِنْ طَاعَتِكَ ،
اللّهُمَّ إنَّي أَسْأَلُكَ ، أَنْ
تَجْعَلَ لي إلى كُلِّ خِيْرٍ سَبِيلاً ، وَمِنْ كُلِّ ما لا تُحِبُ مَانِعاً ، يا
أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا مَنْ عَفَا عَنِّي ، وَعَمَّا خَلَوْتُ بِهِ مِنْ
السَّيِّئَاتِ ، يا مَنْ لا يُؤاخِذُني بارْتِكَابِ المَعَاصِي ، عَفْوَكَ ،
عَفْوَكَ ، يا كَرِيمُ ، إلهي وَعَظْتَني فَلَمْ أَتَعِظْ ، وَزَجَرْتَني عَنِ
المَعَاصِي فَلَمْ أَنْزَجِرْ ، فَمَا عُذْرِي؟ فَاعْفُ عَنيِّ يا كَرِيمُ ،
عَفْوَكَ ، عَفْوَكَ.
اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ
عِنْدَ المَوْتِ ، وَالعَفْوَ عِنْدَ الحِسَابِ ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ
، فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ ، يا أَهْلَ التَّقْوَى وَيَا أَهْلَ
المَغْفِرَةِ ، عَفْوِكَ ، عَفْوَكَ.
اللّهُمَّ إني عَبْدُكَ ، وَابْنُ
عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، ضَعِيفٌ فَقِيرٌ إلى رَحْمَتِكَ ، وَأَنْتَ
مُنْزِلُ الغِنىَ وَالبَرَكَةِ على العِبَادِ ، قَاهِرٌ ، قَادِرٌ ، مُقْتَدِرٌ ،
أَحَصَيْتَ
أَعْمَالَهُمْ ، وَقَسَّمْتَ أَرْزَاقَهُمْ ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً
أَلْسِنَتُهُم ، وَأَلْوَانُهُم خَلْقاً بَعَدَ خَلْقٍ.
اللّهُمَّ لا يَعْلَمُ العِبَادُ
عِلْمَكَ ، وَلا يُقَدِّرُ العِبَادُ قَدْرَكَ ، وَكُلُّنَا فَقِيرٌ إلى
رَحْمَتِكَ فَلا تَصْرِفْ وَجْهَكَ عَنِّي ، اجْعَلْني مِنْ صَالِحِ خَلْقِكَ ، في
العَمَلِ وَاَلَأمَلِ ، وَالقَضَاِء وَالقَدَرِ.
اللّهُمَّ ابْقِني خَيْرَ البَقَاءِ ،
وَاَفْنِني خَيْرَ الفَنَاءِ على مُوَالَاةِ أَوْلِيَائِكَ ، وَمُعَادَاةِ
أَعْدَائِكَ ، وَالرَّغْبَةِ إلَيْكَ ، وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ ، وَالخُشُوعِ ،
وَالوَقَارِ وَالتَسْلِيمِ لَكَ ، وَالتَّصْدِيقِ بِكتَابِكَ ، وَاتِّبَاعِ
سُنَّةِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ.
اللّهُمَّ ما كَانِ في قَلْبِي مِنْ
شَكِّ ، أَوْ رِيبَةٍ أَوْ جُحُودٍ ، أَوْ قُنُوطٍ أَوْ فَرَحٍ أَوْ مَرَحٍ ، أَوْ
بَذْخٍ ، أَوْ بَطَرٍ ، أَوْ فَخْرٍ ، أَوُ خُيَلَاءَ ، أَوْ رِيَاءَ ، أَوْ
سُمْعَةٍ ، أَوْ شِقَاقٍ ، أَوْ نِفَاقٍ ، أَوْ كِبَرٍ ، أَوْ فُسُوقٍ ، أَوْ
عِصْيَانٍ أَوْ عَظَمَةٍ ، أَوْ شَيْءٍ لا تُحِبُّ ، فَأَسْأَلُكَ يا رَبُّ أَنْ
تُبَدِّلَنِي مَكَانَهُ إيمَاناً بِوَعْدِكَ ، وَوَفَاءً بِعَهْدِكَ ، وَرِضاً
بِقَضَائِكَ ، وَزُهْداً في الدُّنْيَا وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَكَ ، وَأَثَرَةً ،
وَطُمَاْنِينَةً ، وَتَوْبَةً نَصُوحاً ، أَسْأَلُكَ ذلِكَ ، يا رَبِّ بِمَنِّكَ
وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ، وَيَا رَبِّ العَالَمِينَ. إلهي : أَنْتَ
مِنْ حِلْمِكَ تُعْصَى ، فَكَأَنَّكَ لَمْ تُرَ ، وَمِنْ كَرَمِكَ وَجُودِكَ
تُطَاعُ فَكَأَنَّكَ لَمْ تُعْصَ ، وَأَنَا وَمَنْ لَمْ يَعْصِكَ مَنْ سُكَّانِ
أَرْضِكَ ، فَكُنْ عَلَيْنَا بِالفَضْلِ جَوَّاداً ، وبَالخَيْرِ عوَّاداً ، يا
أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَدٍ وَآلِهِ صَلَاةً دَاِئَمةً
لا تُحْصَى ، وَلا تُعَدُّ ، ولا يُقَدِّرُ قَدْرَهَا غَيْرُكَ ، يا أَرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ ... »
__________________
وهذا الدعاء الجليل ، من ذخائر أدعية
الامام 7 ، فقد حكى
الطاف الله تعالى الدائمة وفيوضاته المتصلة على عباده ، وعفوه عنهم ، كما حكى
ظاهرة من قدرة الله وبدائع صنعه ، وهي اختلاف السنة الناس ، واختلاف ألوانهم فان
المليارات منهم لا يشبه بعضهم بعضا ، في الشكل والصورة ، منذ بدء الخليقة حتى يرث
الله الارض ومن عليها ، وتلك آية من آيات الله ، ومثل من أمثلة توحيده فتبارك الله
أحسن الخالقين.
وطلب الامام 7 ، من الله تعالى ، في هذا الدعاء أن
ينزهه من جميع النزعات والصفات الشريرة ، التي خلقت مع الانسان ، وتكونت في دخائل
النفوس ، وأعماق القلوب ، من الشك ، والريبة ، والجحود ، والبذخ ، وغير ذلك من
الصفات التي تبعد الانسان عن ربه ، طالبا منه تعالى أن تحل مكانها الصفات الخيرة
من الايمان والوفاء ، والرضا بقضاء الله ، والزهد في الدنيا ، وغير ذلك من الصفات
التي ترفع مستوى الانسان.
٣ ـ دعاء آخر في الليلة الاولى
ومن الادعية الجليلة ، التي كان يدعو
بها الامام الصادق 7
، في أول ليلة من شهر رمضان المبارك ، هذا الدعاء العظيم :
« اللّهُمَّ ، رَبَّ شَهْرِ رَمَضَانَ
مُنَزِّلَ القُرْآنِ .. هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ ،
وَجَعَلْتَ فِيهِ بَيِِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ ، اللّهُمَّ ،
ارْزُقْنَا صِيَامَهَ ، وَأَعِنَّا على قِيَامِهِ ، اللّهُمَّ سَلَّمْهُ لَنَا ،
وَسَلِّمْنَا فِيهِ وَتَسَّلمْهُ مِنَّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ ،
وَّاجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي ، وَتُقَدِّرُ مِنَ الَأمْرِ الحَكِيمِ ، في لَيْلَةِ
القَدْرِ مِنَ القَضَاءِ المُبْرَمِ ، الذي لا يُرَدُّ ، وَلَا يُبَدَّلُ ، أَنْ
تَكْتُبَني مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرَامِ ، والمَبْرُورِ حَجُهُمْ ،
المَشْكُورِ سَعْيُهُمْ ، المَغْفُورَةِ ذُنُوبُهُمْ ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ
سَيِّئَاتُهُمْ ، وَاجْعَلْ فِيمَا تَقضِي ، وَتُقَّدِّرُ أَنْ تُطِيلَ
عُمْرِي ،
وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الحَلَالِ .. » .
طلب الامام 7 ، في هذا الدعاء من الله تعالى أن
يعينه في هذا الشهر المبارك ، على ما يقربه إليه زلفى ، من التمكن من صيامه ،
والقدرة على القيام بطاعته ، وأن يكتبه من حجاج بيته الحرام ، المبرور حجهم ،
المشكور سعيهم ، المغفورة ذنوبهم ، وهذه الامور من أهم متطلبات العارفين والمتقين.
٤ ـ دعاؤه عند الإفطار
كان الامام الصادق 7 ، يدعو الله تعالى عند إفطاره ، بهذا
الدعاء وقد علمه إلى تلميذه الفقيه العالم أبي بصير ، وهذا نصه :
« الحَمْدُ لله الذي أَعَانَنَا
فَصُمْنَا ، وَزَرَقَنَا فَأَفْطَرْنَا ، اللّهُمَّ تَقَبَّلْهُ منا ، وَأَعِنَّا
عَلَيْهِ ، وَسَلِّمْنَا فِيهِ ، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا في يُسْرٍ مِنْكَ
وَعَافِيَةٍ ، الحَمْدُ للهِ الذي قَضَى عَنِّي يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ..
» .
٥ ـ دعاؤه عند حضور رمضان
كان الامام الصادق 7 ، يدعو في أوائل رمضان ، بهذا الدعاء
الجليل ، وهذا نصه :
« اللّهُمَّ ، هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ
المُبَارَكَ ، الذي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ ، وَجَعَلْتَهُ هُدىً لِلنَّاسِ ،
وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ ، قَدْ حَضَرَ فَسَلِّمْنَا فِيهِ ،
وَسَلِّمْهُ لَنَا ، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ ،
وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ أَنْ تَغْفِرَ
__________________
لي في شَهْرِي هَذَا
، وَتَرْحَمَنِي فِيهِ ، وَتَعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَتُعْطِيَني فِيهِ
خَيْرَ ما أَعْطَيْتَ أَحَداً منْ خَلْقِكَ ، وَخَيْرَ ما أَنْتَ مُعْطِيهِ ، وَلا
تَجَعَلْهُ آَخِرَ شَهْرِ رَمَضَانَ صُمْتُهُ لَكَ ، مُنْذُ أَنْ أَسْكَنْتَني
أَرْضَكَ إلى يَوْمِي هَذَا ، وَاجْعَلْهُ عَلَى أتِمِّهِ نِعْمَةً ، وَأََمِّهِ
عَافِيَةً ، وَأَوْسَعِهِ رِزْقَاً وَأَجَزَلَهُ وَأَهْنَأَهُ.
اللّهُمَّ ، إني أَعُوذُ بِكَ ،
وَبِوَجْهِكَ الكَرِيمِ ، وَمُلْكِكَ العَظِيمِ ، أَنْ تَغرْبُ َالشَّمْسُ مِنْ
يَوْمي هَذَا ، أَوْ يَنْقَضِي بَقِيَّةً هَذَا اليَوْمِ ، أَوْ يَطْلَعَ الفَجْرُ
مِنَ لَيْلَتي هذِهِ ، أوَ ْيخَرْجُ َهذَاَ الشَّهْرُ وَلَكَ قِبَلِيْ مَعَهُ
تَبِعَةُ ، أَوْ ذَنْبٌ ، أَوْ خَطِيئَةٌ ، تُرِيدُ أَنْ تُقَابِلَني بِهَا ، أَوْ
تُؤَاخِذَني ، أَوْ تُوقِفَني مَوْقِفَ خِزْيٍ ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، أَوْ
تُعَذِّبَني بِهَا يَوْمَ القَاكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ ، فَكَمَا كَاَنَ مِنْ
شَأْنِكَ ، ما أَرَدْتَني بِهِ مِنْ مَسْأَلَتِكَ ، وَرَحِمْتَني بِهِ مِنْ
ذِكْرِكَ ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ سَيدِي الإِجَابَةُ فِيمَا دَعَوْتُكَ ،
وَالنَّجَاةُ فِيمَا قَدْ فَزَعْتَ إلَيْكَ مِنْهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ على
مُحَمِّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافْتَحْ لي مِنْ خَزَائِن رَحْمَتِكَ ، رَحْمَةً لا
تُعَذِّبُني بَعْدَهَا أَبَداً ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَارْزُقْنِي مِنْ
فَضْلِكَ الوَاسِعِ ، رِزْقَاً حَلَالاً طَيِّباً ، لا تُفْقِرُني بَعْدَهُُ إلى
أَحَدٍ سِوَاكَ أَبَداً ، تَزِيدُني بِذلِكَ لََك شُكْراً ، وَإلَيْكَ فَاقَةً
وَبِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ غِنَيً ، وَتَعَفُّفاً.
اللّهُمَّ ، إني أَعُوُذُ بِكَ أَنْ
يَكُوْنَ جَزَاءَ إحْسَانِكَ ، اَلإِسَاءَةُ مِنِّي ، اللّهُمَّ ، إني أَعُوُذُ
بِكَ أَنْ أُصْلِحَ عَمَلِي فِيمَا بَيْني وَبَيْنَ النَّاسِ ، وَأُفْسِدَهُ
فِيمَا بيْنِي وَبَيْنَكَ ، اللّهُمَّ ، إني أَعُوُذُ بِكَ أَنْ تَحُوْلَ
سَرِيرَتي بَيْنِي وَبَينَكَ أَوْ تَكُونَ مُخَالِفَةً لَِطَاعَتِكَ.
اللّهُمَّ ، إني أَعُوُذُ بِكَ أَنْ
تَكُوَنَ شَيْءٌ مِنَ الَأشْيَاءِ ، آثَرَ َعنْدِي مِنْ
طَاعَتِكَ ،
اللّهُمَّ ، إني أَعُوُذُ بِكَ أَنْ أَعْمَلَ عَمَلاً مِنْ طَاعَتِكَ قَلِيلاً
أَوْ كَثِيراً أُرِيدُ بِهِ أَحَداً غَيْرَكَ ، أَوْ أَعْمَلَ عَمَلاً يُخَالِطُهُ
رِيَاءٌ ، اللّهُمَّ ، إني أَعُوْذُ بِكَ مِنْ هَوىً يُرْدِي مَنْ رَكِبَهُ ،
اللّهُمَّ ، أني أَعُوْذُ بِكَ أَنْ أَجَعَلَ شَيْئاً مِنْ شُكْرِي فِي مَا
أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ لِغَيْرِكَ ، أَطْلُبُ بِهِ رِضَا خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ ،
إني أَعُوْذُ بِكَ أَنْ أَتَعَدَّى حَدّاً مِنْ حُدُودِكَ ، أَتَزَيَّنُ بِذلِكَ
لِلنَّاسِ وَأَرْكُنُ بِهِ لِلدُّنْيَا.
اللّهُمَّ ، إني أَعُوْذُ بعَفْوِكَ ،
وَأَعُوْذُ بِرِضَاكَ مِنْ سُخْطِكَ ، وَأَعُوذُ بِطَاعَتِكَ مِنْ مَعْصِيَتِكَ
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ جَلَّ ثَنَاؤكَ وَوَجْهُكَ ، لا أُحْصِي الثَّنَاءَ
عَلَيْكَ وَلَوْ حَرِصْتُ ، وَأَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ على نَفْسِكَ سُبْحَانَكَ
وَبِحَمْدِكَ.
اللّهُمَّ ، إني أَسْتَغْفِرُكَ ،
وَأَتُوبُ إلَيْكَ ، مِنْ مَظَالِمَ كَثِيرَةِ لِعِبَادِكَ عِنْدِي ، فَأيُّ
عَبْدٍ مِنْ عِبَادِكَ ، أَوْ أَمَةٍ مِنْ إمَائِكَ ، كَانَتْ لَهُ قِبَلي
مَظْلُمَةً ظَلَمْتُهُ إيَّاهَا في مَالِه ، أَوْ بَدَنِهِ ، أَوْ عِرْضِهِ ، لا
أَسْتَطِيُع أَدَاءَ ذَلِكَ إلَيْهِ ، وَلا أَتَحَلَّلُهَا مِنْهُ ، فَصَلِّ على
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَرْضِهِ أنتَ عَنِّي بِمَا شِئْتَ ، وَكَيْفَ
شِئْتَ ، وَهَبْهَا لي ، وَمَا تَصْنَعُ يا سَيِّدِي بِعَذَابِي ، وَقَدْ وَسِعَتْ
رَحْمَتُكَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَمَا عَلَيْكَ يَا رَبُّ أَنْ تُكَرِمَني بِرَحْمَتِكَ
، وَلا تُهِينَنِي بِعَذَابِكَ ، وَلا يَنْقُصُكَ يَا رَبُّ أَنْ تَفعَلَ بِي ما
سَأَلْتُكَ ، وَأَنْتَ وَاجِدٌ لِكُلِّ شَيْءٍ.
اللّهُمَّ إنِّي أَسْتَغْفِرُكَ ،
وَأَتُوبُ إلَيْكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ تُبْتُ إلَيْكَ مِنْهُ ، ثُمَّ عُدْتُ فِيهِ
، وَمِمَّا ضَيَّعْتُ مِنْ فَرَائِضِكَ وَأَدَاءِ حَقِّكَ مِنَ الصَّلاةِ ،
وَالزَكَاةِ ، وَالصِّيَامِ وَالجِهَادِ ، وَالحَجِّ وَالعمْرَةِ ، وَإسْبَاغِ
الوُضُوءِ ، وَالغُسْلِ مِنَ الجَنَابَةِ ، وَقِيَامِ اللَّيْلِ ، وَكَثْرَةِ
الذِّكْرِ ، وَكَفَّارَةِ اليَمِينِ ، وَالإسْتِرْجَاعِ في المَعْصِيَةِ ،
وَالصُدُودِ ، وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَصَّرْتُ فِيهِ ، مِنْ فَرِيضَةٍ ، أَوْ
سُنَّةٍ
فإنَّي
أَسْتَغْفِرُكَ ، وَأَتُوبُ إلَيْكَ مِنْهُ ، وَمِمَّا رَكِبْتُ مِنَ الكَبَائِرِ
، وَأَتَيْتُ مِنَ المَعَاصِي ، وَعَمِلْتُ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَاجْتَرَحْتُ مِنَ
السَّيِئاتِ ، وَأَصَبْتُ مِنَ الشَّهَوَاتِ ، وَبَاشَرْتُ مِنَ الخَطَايَا مِمَّا
عَمِلْتُهُ مِنْ ذَلِكَ عَمْداً أَوْ خَطَأً ، سِرَّاً أَوْ عَلَانِيَةً ، فَإنِّي
أَتُوبُ إلَيْكَ مِنْهُ ، وَمِنْ سَفْكِ الدَّمِ ، وَعُقُوقِ الوَالِدَيْنِ
وَقَطيعَةِ الرَّحِمِ ، وَالفَرَارِ مِنَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفِ المُحْصَنَاتِ ،
وَأَكْلِ أَمْوَالِ اليَتَامَى ظُلْماً ، وَشَهَادَةِ الزُّورِ ، وَكُتْماَنِ
الشَّهَادَةِ ، وَأَنْ أَشْتَرِي بِعَهْدِكَ في نَفْسِي ثَمَناً قَلِيلاٍ ،
وَأَكْلِ الرِّيَاءِ ، وَالغُلُولِ ، وَالسِحْتِ وَالسِحْرِ ، وَاَلإكْتِهَاِن ،
وَالطَّيَرَةِ ، وَالشِّرْكِ ، وَالرِّيَاءِ ، وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الخَمْرِ ،
وَنَقْصِ المِكْيَالِ ، وَبَخْسِ المِيَزانِ ، وَالشِّقَاقِ ، وَالنِفَاقِ ،
وَنَقْضِ العَهْدِ ، وَالفِرْيَةِ وَالخِيَانَةِ ، وَالغَدْرِ ، وَإخْفَارِ
الذّمَةِ ، وَالحَلْفِ ، وَالغَيْبَةِ وَالنَّمِيمَةِ ، وَالبُهْتَانِ ،
وَالهَمْزِ وَاللَّمْزِ ، وَالتَنَابُزِ بِالَألْقَابِ ، وَأذَى الجَارِ ،
وَدُخُولِ بَيْتٍ بِغَيْرِ إذْنٍ ، وَالفَخْرِ ، وَالكِبَرِ ، وَالإِشْرَاكِ ،
وَالإِصْرَارِ ، وَالإِسْتِكْبَارِ ، وَالمَشْيِ في الَأرْضِ مَرَحاً ، وَالجَوْرِ
في الحُكْمِ ، وَالإِعْتِدَاءِ في الغَضَبِ ، وَرُكُوبِ الحَمِيَّةِ ، وَعَضْدِ
الظَّالِمِ ، وَالعَوْدِ على الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ ، وَقِلَّةِ العَدَدِ في
الَأهْلِ وَالوَلَدِ ، وَرُكُوبِ الظَّنِ ، وَاتِّبَاعِ الهَوَى ، وَالعَمَلِ
بِالشَّهْوَةِ ، وَعَدَمِ الَأمْرِ بِالمْعرُوفِ ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَر ،
وَالفَسَادِ في الَأرْضِ ، وَجُحُودِ الحَقِّ ، وَالإدْلاءِ إلى الحُكَّامِ
بِغَيْرِ حَقِّ ، وَالمكْرِ وَالخَدِيعَةِ ، وَالقَوْلِ فِيمَا لا أْعَلُم ،
وَأَكْلِ المَيْتَةِ وَالدَّمِ ، وَلَحْمِ الخِنْزِيرِ ، وَمَا أُهِلَّ بِهِ
لِغَيْرِ اللهِ ، وَالحَسَدَ ، وَالبَغْيِ وَالدُّعَاءِ إلى الفَاحِشَةِ ،
وَالتَمَنِّي بِمَا فَضَّلَ اللهُ ، وَالإعْجَابِ بِالَنْفِس ، وَالمَنِّ
بِالعَطِيَّةِ ، وَارْتِكَابِ الظُلْمِ ، وَجُحُودِ القُرْآنِ ، وَقَهْرِ اليَتْيم
، وَإنْتِهَارِ السَّائِلِ ، وَالحَنْثِ في والإِيمَانِ ، وَكُلِّ يَميِنٍ
كَاذِبِةٍ فَاجِرَةٍ ، وَظُلْمِ أَحَدٍ مِنْ
خَلْقِكَ في
أمْوَالِهِمْ ، وَأَشْعَارِهِمْ ، وَأَعْرَاضِهِمُ وَأَبْشَاِرِهِمْ ، وَمَا رَآهُ
بَصَرِي ، وَسَمِعَهُ سَمْعِي ، وَنَطَقَ بِهِ لِسَانِي ، وَبَسَطْتُ إلَيْهِ
يَدِي ، وَنَقَلْتُ إلِيْهِ قَدَمِي ، وَبِاشَرَهْ جِلْدِي وَحَدَّثْتُ بِهِ
نَفْسِي ، مِمَّا هُوَ لَكَ مَعْصِيَةً ، وَكُلِّ يَمِينٍ زُورٍ ، وَمِنْ كُلِّ
فَاحِشَةٍ وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ ، عَمِلْتُهَا في سَوَادِ اللَّيْلِ وَبَيَاضِ
النَّهَارِ في مَلَاءٍ أَوْ خَلَاءٍ ، مِمَّا عَلِمْتَهُ أَوْ لَمْ أَعْلَمْهُ ،
ذَكَرْتُهُ أَمْ لَمْ أَذْكُرْهُ ، سَمِعْتُهُ أَمْ لَمْ أَسْمَعْهُ ، عَصَيْتُكَ
فِيهِ رَبِّي طَرْفَةَ عَينٍ ، وَمَا سِوَاهَا ، مِنْ حِلٍّ أَوْ حَرَامٍ ،
تَعَدَّيْتُ فِيهِ أَوْ قَصَّرْتُ عَنْهُ ، مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتَنِي إلى أَنْ
جَلَسْتُ مَجْلسِي هَذَا ، فَإنّي أَتُوبُ إلَيْكَ مِنْهُ ، وَأَنْتَ يا كَرِيمُ
تَوَّابٌ رَحِيمٌ.
اللّهُمَّ ، يا ذَا المَنِّ وَالفَضْلِ
، وَالمَحَامِدِ التي لا تُحْصَى ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ،
وَاقْبَلْ تَوْبَتِي ، وَلا تَرُدَّهَا لِكَثْرَةِ ذُنُوبِي ، وَمَا أَسْرَفْتُ
على نَفْسِي حَتَّى لا أَرْجَعَ في ذَنْبٍ تُبْتُ إلَيْكَ مِنْهُ ، فَاجْعَلْهَا
يا عَزِيزُ تَوْبَةً نَصُوحاً صَادِقَةً مَبْرورَةً لَدَيْكَ مَقْبُوَلًة ،
مَرْفُوعَةً عِنْدَكَ ، في خَزَائِنِكَ التي ذَخَرْتَهَا لَأولِيَائِكَ حِينَ
قَبِلْتَهَا مِنْهُمْ ، وَرَضِيتَ بِهَا عَنْهُمْ ،
اللّهُمَّ ، إنَّ هذِهِ النَّفْسَ
نَفْسُ عَبْدِكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ ْتُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ،
وَأَنْ تَجْعَلَهَا في حِصْنٍ حَصِينٍ مَنِيعٍ لا يَصِلُ إليْهَا ذَنْبٌ ، وَلا
خَطِيئَةٌ ، وَلا يُفْسِدُهَا عَيْبٌ وَلا مَعْصِيَةً حَتَّى أَلْقَاكَ يَوْمَ
القِيَامَةِ ، وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ ، وَأَنَا مَسْروُرٌ تَغْبِطُني مَلائِكَتُكَ
، وَأَنْبِيَاؤُكَ وَجَميعُ خَلْقِكَ ، وَقَد قَبِلْتَنِي وَجَعَلْتَني تَائِباً طَاهِراً
زَاكِياً عِنْدَكَ مِنَ الصَّادِقِينَ.
اللّهُمَّ ، إنَّي أَعْتَرِفُ لَكَ
بِذُنُوبِي ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْهَا ذُنُوباً لا
تُظْهِرهَا لَأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، يا غَفَّارَ الذُنُوبِ ، يا أَرْحَمَ
الرَّاِحمِيَن ، سُبْحَانَكَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ
نَفْسِي ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لي إنَّكَ أَنْتَ
الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
اللّهُمَّ ، إنْ كَانَ مِنْ عَطَائِكَ ،
وَفَضْلِكَ ، وَفي عِلْمِكَ وَقَضَائِكَ ، أَنْ تَرْزُقَني التَّوْبَةَ ، فَصَلِّ
على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاعْصِمْني بَقِيَّة عُمْرِي ، وَأَحْسِنْ مَعْونَتي في
الجِدِّ ، وَالإِجْتِهَادِ ، وَالمُسَارَعَةِ إلى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَىَ ،
وَالنَّشَاطِ وَالفَرَحِ وَالصْحَّةِ حَتَّى أبْلُغَ في عِبَادَتِكَ ، وَطَاعَتِكَ
التي يَحِقُّ لَكَ عَلَيَّ رِضَاكَ ، وَأَنْ تَرْزُقَني بِرَحْمَتِكَ ، ما أُقِيمُ
بِهِ حُدُودَ دِينِكَ ، وَحَتَّى أَعْمَلَ في ذَلِكَ بِسُنَنِ نَبِيِّكَ ،
صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَافْعَلْ ذلِكَ بِجَميعِ المُؤْمِنِينَ
وَالمُؤْمِنَاتِ في مَشَارِقِ الأرْضِ وَمَغَارِبِهَا .. اللّهُمَّ إنَّكَ
تَشْكُرُ اليَسِيرَ ، وَتَغْفِرُ الكَثِيرَ وَأَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ..
وكان يكرر ذلك ثلاث مرات.
اللّهُمَّ إقْسِمْ لي كُلِّ مَا
تُطْفِىءُ بِهِ عَنِّي ، نَائِرَةَ كُلِّ جَاهِلٍ ، وَتُخْمِدُ عَنِّي شُعْلَةَ
كُلِّ قَائِلٍ ، وَأعْطِنِي هُدًى عَنْ كُلِّ ضَلَالَةٍ ، وَغِنىً مِنْ كُلِّ
فَقْرٍ ، وَقُوَّةً مِنْ كُلِّ ضَعْفٍ ، وَعِزاً مِنْ كُلِّ ذُلٍ ، وَرِفْعَةً
مِنْ كُلِّ ضِعَةٍ ، وَأَمْناً مِنْ كُلِّ خَوْفِ ، وَعَافِيَةً مِنْ كُلِّ
بَلَاءٍ ،
اللّهُمَّ ، ارْزُقْني عَمَلاً يَفْتَحُ
لي بَابَ كُلِّ يَقِين ، وَيَقِيناً يَسُدُّ عَنِّي بَابَ كُلِّ شُبْهَةٍ ،
وَدُعاءً تَبْسُطُ لي فِيهِ الإِجَابَةَ ، وَخَوْفاً يَتَيَسَّرُ لي بِهِ كُلُّ
رَحْمَةٍ ، وَعِصْمَةً تَحوُلُ بَيْنِي وَبَيْنَ الذُنُوبِ ، بِرَحْمَتِكَ يا
أَرْحَمَ الرَّاِحِمينَ .. » .
ويعتبر هذا الدعاء من أمهات أدعية
الامام الصادق 7
، وذلك لما حواه من المضامين العظيمة ، والمطالب الجليلة ، التي كان منها عظيم
إخلاصه في طاعة الله تعالى ، إخلاصا لا حدود له ، كما حفل هذا الدعاء
__________________
بالتحذير من اقتراف
الجرائم والذنوب ، التي تمسخ الانسان ، وتهبط به إلى مستوى سحيق ما له من قرار ،
وقد ذكر سجلا منها ، وحذر كأشد ما يكون التحذير منها ، وبذلك فقد اعطى منهجا
متكاملا للحياة الاسلامية المتطورة ، التي تسود بمناهجها الرائعة ، جميع مجتمعات
العالم ، حقا لقد كان هذا الدعاء من ذخائر أدعية أئمة أهل البيت : ومن مناجم ثرواتهم الفكرية.
٦ ـ دعاؤه في ليالي رمضان
كان الامام الصادق 7 ، يدعو في ليالي رمضان بعد صلاة المغرب
بهذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، مَنْ طَلَبَ حَاجَتَهُ
إلى أَحَدٍ مِنَ المَخْلُوقِينَ ، فَإني لا أطْلُبُ حَاجَتِي إلاَّ مِنْكَ ،
أَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ ، وَرِضْوَانِكَ ، أَنْ تُصَلّي على مُحَمَّدٍ وُّآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَجَعَلَ لي مِنْ عَامِي هَذَا ، إلى بَيْتِكَ الحَرَامِ سَبِيلاً
، حِجَّةً مًبْرُورَةً ، مَقْبُولَةً زَاكِيَةً ، خَالِصَةً لَكَ تُقِرُّ بِهَا
عَيْنِي ، وَتَرْفَعُ بِهَا دَرَجْتي ، وَتَرْزُقَني أَنْ أَغُضَ بَصَرِي ، وَأَنْ
أَحْفَظَ فَرْجِي ، وَأَنْ أكُفَّ عَنْ جَمِيعِ مَحَارِمِكَ ، حَتَّى لا يَكُونَ
شَيْءٍ آثَرَ عِنْدِي مِنْ طَاعَتِكَ وَخَشْيَتِكَ ، وَالعَمَلَ بِمَا أَحْبَبْتَ
، وَالتَّرْكَ لِمَا كَرِهْتَ ، وَنَهَيْتَ عَنْهُ وَاجْعَلْ ذَلِكَ في يُسْرٍ
وَيَسَارٍ مِنْكَ ، وَعَافِيَة ، وَأَوْزِعْني شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ
.. اللّهُمَّ اجْعَلْ لي مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ... » .
وكان حقا هذا هو التبتل والاعتصام بالله
، فهو لا يرجو قضاء أي حاجة من حوائجه إلا من الله ، ولا يرجو أي أحد من المخلوقين
الذين هم فقراء إلى الله ، وقد كان أعز طلباته منه تعالى هو أن يرزقه حج بيته
الحرام ، فإنه من أغلى
__________________
أمانيه ، كما سأل
منه تعالى الكف عن جميع ما لا يرضيه والتوفيق لطاعته وعبادته.
٧ ـ دعاؤه في أيام رمضان
كان الامام الصادق 7 ، يدعو بهذا الدعاء الجليل ، في أيام
شهر رمضان المبارك ، وهذا نصه :
« اللّهُمَّ ، إني أَسْأَلُكَ
بِبَهَائِكَ ، وَجَلالِكَ ، وَجَمَالِكَ ، وَعَظَمَتِكَ وَنُورِكَ ، وَسَعَةِ
رَحْمَتِكَ ، وَبِأَسْمَائِكَ ، وَعِزَّتِكَ ، وَقُدْرَتِكَ ، وَمَشِيئَتِكَ ،
وَنَفَاذِ أَمْرِكَ ، وَمُنْتَهَى رِضَاكَ ، وَشَرَفِكَ ، وَدَوَامِ عِزِّكَ ،
وَسُلْطَانِكَ وَفَخْرِكَ ، وَعُلُوِّ شَأْنِكَ ، وَقَدِيمِ مَنِّكَ ، وَعَجِيبِ
آيَاتِكَ ، وَفَضْلِكَ وَجُودِكَ ، وَعُمُومِ رِزْقِكَ ، وَعَطَائِكَ وَخَيْرِكَ
وَإحْسَانِكَ ، وَتَفَضُلِكَ وَامْتِنَانِكَ ، وَشَأْنِكَ ، وَجَبَرُوتِكَ ،
وَأَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ مَسَائِلِكَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
، وَتُنَجِّيَني مِنَ النَّارِ ، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِالجَنَّةِ ، وَتُوَسِّعُ
عَلّيَّ مِنَ الرِّزْقِ الحَلَالِ الطَيِّبِ ، وَتَدْرَأَ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ
العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وَتَمْنَعَ لِسَانِي مِنَ الكَذِبِ ، وَقَلْبِي مِنَ
الحَسَدِ ، وَعَيْنِي مِنَ الخِيَانَةِ ، فَّأِنَّكَ تَعْلَمُ خَائِنَةَ
الَأعْيُنِ ، وَمَا تُخْفي الصُّدُورُ ، وَتَرْزُقَني في عَامِي هَذَا ، وَفي
كُلِّ عَامٍ ، الحَجَّ وَالعُمْرَةَ ، وَتَغُضَّ بَصَرِي وَتُحْصِنَ فَرْجي ،
وَتُوَسِّعَ رِزْقِي ، وَتَْصِمَني مِنْ كُلِّ سوءٍ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ...
» .
لقد سأل الامام الصادق 7 في هذا الدعاء الليل جميع ألوان الخير
، وجميع ما يقربه إلى الله تعالى زلفى.
__________________
٨ ـ دعاؤه في رمضان
من أدعية الامام الصادق 7 ، في شهر رمضان هذا الدعاء ، وكان يدعو
به ، بعد أن يصلي ركعتين نافلة :
« الحَمْدُ لله الذي عَلَا فَقَهَرَ ،
والحَمْدُ لله الذي مَلَكَ فَقَدَرَ ، والحَمْدُ لله الذي بَطَنَ فَخَبَرَ ،
والحَمْدُ لله الذي يُحْيي المَوْتَى ، وَيُمِيتُ الَأحّيَاءَ وَهُوَ على كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ ، والحَمْدُ لله الذي تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِعظَمَتَهِ ِ،
وَالحَمْدُ لله الذي ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ ، وَالحَمْدُ لله الذي
اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ ، وَالحَمْدُ لله الذي خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ
لِمَمْلَكَتِهِ ، وَالحَمْدُ لله الذي يَفْعَلُ ما يَشَاءُ ، وَلا يَفْعَلُ ما
يشَاءُ غَيْرُهُ ، اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَدْخِلْني
في كُلِّ خَيْرٍ ، أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَأَخْرِجْني مِنْ
كُلِّ سُوءٍ ، أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَعَلَيْهِِمْ ، وَالسَّلَامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ، وَرَحَمْةُ اللهِ
وَبَرَكَاتُهُ ، وَسَلمْ تَسْليمَاً كَثِيراً ... » .
وأنت ترى في هذا الدعاء مدى تذلل الامام
7 للخالق
العظيم ، وتضرعه إليه وخشيته منه ورجائه له.
٩ ـ من ادعيته في رمضان
ومن أدعية الامام الصادق 7 ، في شهر رمضان المعظم ، هذا الدعاء
وكان يدعو به ، عقب ركعتين من الصلاة ، وهذا نصه :
« اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ
بِمَعَانِي جَميعِ ما دَعَاكَ بِهِ عِبَادُكَ الذين
__________________
اصْطَفَيْتَهُمْ
لِنَفْسِكَ ، المَأْمُونُونَ على سِرِّكَ ، المُحْتَجِبُونَ بِغَيبِكَ ،
المُسْتَتِرُونَ بِدِينِكَ المُعْلَنونَ بِهِ ، الوَاصِفُوُنَ لِعَظَمَتِكَ ،
المُنَزِّهُونَ عَنْ مَعَاصِيكَ ، الدَّاعُونَ إلى سَبِيلِكَ ، السَّابِقُونَ في
عِلْمِكَ ، الفَائِزُوُنَ بِكَرَاَمَتِكَ ، أَدْعُوكَ على مَوَاضِعِ حْدُودِكَ ،
وَكَمَالِ طَاعَتِكَ ، وَمَا يَدْعُوكَ بِهِ وُلاَةُ أَمْرِكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ
على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَفْعَلَ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَلَا
تَفْعَلَ بي ما أنَتْ َأَهْلُهُ ، وَلَا تَفْعَلَ بي مَا أَنَا أَهْلُهُ .. » .
وتوسل الامام 7 إلى الله تعالى بعباده الصالحين
المتحرجين في دينهم أن يقضي مهامه وحوائجه.
١٠ ـ من أدعيته في رمضان
كان الامام الصادق 7 ، في شهر رمضان المبارك ، يدعو بهذا
الدعاء بعد صلاة ركعتين :
« يَاذَا المَنَّ لا يُمَنُّ عَلَيْكَ ،
يا ذَا الطًّولِ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، أَنْتَ ظَهْرُ اللَاجِئِينَ ، وَمَأَمَنُ
الخَائِفِينَ ، وَجَارُ المُسْتَجيِريِنَ ، إنْ كَاَنَ عِنْدِكَ في أُمِّ
الكِتَابِ ، أَنَّي شَقِيٌ أَوُ مَحْروُمٌ ، أَوْ مُقَتَّر عَلَيَّ رِزْقِي ،
فَامْحُ مِنْ أُمِّ الكِتَابِ شَقَائِي وَحِرْمَانِي ، وَإقْتَاَر رِزْقِي ،
وََاكْتُبْني عِنْدَكَ سَعِيداً مُوَفَّقاً لِلْخَيْرِ ، مُوسَعاً عَلَيَّ في
رِزْقِكَ ، فَإنَّكَ قُلْتَ في كِتَابِكَ المُنْزَلِ ، على لِسَانِ نَبِيِّكَ
المُرْسَلِ صَلَوَاتَكَ عَلَيْهِ : « يَمْحوُ الله ما يَشَاءُ وَيُثْبِتُ
وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ » وَقُلْتَ : « رَحْمَتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ »
فَلْتَسعَنْي رَحْمَتُكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحمين ، وَصَلِّ عَلى سَيِّدِنَا
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ... »
__________________
وكان يدعو بعد هذا الدعاء لنجاح ما أهمه
.
١١ ـ من أدعيته في رمضان من
من الادعية الجليلة ، التي كان يدعو بها
الامام الصادق 7
، في شهر رمضان المبارك ، هذا الدعاء ، وكان يدعو به عقيب صلاة ركعتين :
« اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ
بِعَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ ، وَبِوَاجِبِ رَحمَتِكَ السَلَامَةَ مِنْ كُلِّ إثْمٍ ،
وَالغَنِيمَةَ مِنْ كْلِّ بِرّ ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ ، وَالنَّجَاةَ مِنَ
النَّارِ ، اللّهُمَّ دَعَاكَ الدَّاعُونَ وَدَعَوْتُكَ وَسَأَلَكَ السَّائِلوُنَ
، وَسَأَلْتُكَ ، وَطَلَبَكَ الطَّالِبُونَ ، وَطَلَبْتُكَ ،
اللّهُمَّ ،أَنْتَ الثِّقَةُ وَالرَّجَاءُ
، وَإلَيْكَ مُنْتَهَى الرًَّغَبَةِ وَالدُّعَاءِ ، في الشِدَّةِ وَالرَخَاء ،
اللّهُمَّ فَصَلِّ على مُحَمَّدً وَآلِ مُحَمَّدٍ ، واجْعَلِ اليَقينَ في قَلْبِي
، وَالنَّورَ في بَصَرِي ، وَالنَصِيحَةَ في صَدْرِي ، وَذِكْرَكَ بِاللَّيل
وَالنَّهَارِ عَلى لِسَانِي ، وَرِزْقاً وَاِسعاً غَيرَ مَمْنُوعٍ وَلَا مَمْنُونٍ
، وَلَا محْْظُورٍ ، فَارْزُقْني ، وَبَارِكْ لي فِي مَا رَزَقْتَني ، وَاجْعَلْ
غِنَايَ في نَفْسِي ، وَرَغْبَتي في مَا عِنْدَكَ ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ
الرَّحِمِينَ .. » .
لقد علمنا سليل النبوة كيف نسأل الله
تعالى نتضرع إليه في قضاءِ حوائجنا واعطانا بهذا الدعاء منهجاَ مشرقاً لذلك.
١٢ ـ من ادعيته في رمضان
ومن أدعية الامام الصادق 7 ، هذا الدعاء وقد وجده العلامة
__________________
إبن طاووس ، بخط شيخ
الطائفة ، وزعيمها العظيم الشيخ الطوسي ;
وهذا نصه :
« اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ وَفَرِّغْني لِمَا خَلَقْتَني لَهُ ، وَلا تُشْغِلْني بِمَا قَدْ
تَكَفَّلْتُ لي بِهِ ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ إيمَاناً لا يَرْتَدُّ ،
وَنَعِيماً لا يَنْفَذُ ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ
وِآلِهِ في أَعْلى جَنَّةٍ الخُلْدِ.
اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ رِزْقَ
يَوْمٍ بِيَوْمٍ ، لا قَلِيلاً فَأَشْقَى ، وَلا كَثِيراً فَأَطْغَى ، اللّهُمَّ ،
صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْني مِنْ فَضلِكَ ، ما تَرْزُقُني
بِهِ الحَجَّ وَالعُمْرَةَ في عَامِي هَذَا ، وَتُقَوِّيِني على الصَّوْمِ ،
وَالصَّلاةِ ، فَأَْتَ رَبِّي وَرَجَائِي ، وَعِصْمَتي لَيْسَ لي مُعْتَصَمٌ إلاَّ
أَنْتَ ، وَلا رَجَاءَ غَيْرُكَ ، ولا مَلْجَأَ لي ، وَلا مُنْجى مِنْكَ إلَا
إلَيْكَ ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ ، وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآتِنِي في الدُّنْيَا
حَسَنَةً ، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِني عَذَابَ النَّارِ ... » .
١٣ ـ من أدعيته في رمضان
من أدعية الامام الصادق 7 ، في شهر رمضان المبارك ، هذا الدعاء :
« اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ
العَافِيَةَ مِنْ جُهْدِ البَلَاءِ ، وَشمَاتَةِ الَأعْدَاءِ ، وَسُوءِ القَضَاءِ
، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَمِنَ الضَّرَرِ في المَعِيشَةِ ، وأن لا تَبْتَلِيَني
بِمَا لا طَاقَةِ لي بِهِ ، أَوْ تُسَلطَ عَلَيَّ طَاغِياً ، أَوْ تَهْتِكَ لي
سِتراً ، أَوْ تُبْدِيَ لي عَوْرَةً ، أَوْ تُحَاسِبَني يَوْمَ القِيَامَةِ
مُنَاقِشاً ، أَحوَجَ ما أَكُونُ إلى عَفْوِكَ ، وَتَجَاوُزِكَ عَنِّي فيمَا
سَلَفَ.
__________________
اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ
الكَرِيمِ ، وَكَلِمَاتِكَ التَامَّةِ أَنْ تُصلَيِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَجْعَلَني مِنْ عُتَقَائِكَ وَطُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ ... »
.
لقد طلب الامام 7 ، في هذا الدعاء من الله تعالى أمورا ،
هي أسمى وأجل ما في هذه الحياة ، فقد طلب خير الدنيا وخير الآخرة ، وبذلك فقد
علمنا كيف نسأل ونطلب من الخالق العظيم.
١٤ ـ من ادعيته في رمضان
كان الامام الصادق 7 ، يدعو بهذا الدعاء ، في أيام رمضان
وهذا نصه :
« يا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى ،
وَياخَيْرَ مَنْ سُئِلَ ، ويا أَرْحَمَ منَ ْاسْتُرْحِمَ ، يا وَاحِدُ يا أَحَدُ ،
يا صَمَدُ ، يامَنْ لَمْ يِلدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَم يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ
، يا مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً ، وَلا وَلَداً ، يا مَنْ يَفْعَلُ ما يَشاءُ
، وَيَحْكُمُ بِمَا يُرِيدُ ، وَيقْضِي بِمَا أَحَبَّ ، يا مَنْ يَحوُلُ بَيْنَ
المَرْءِ وَقَلْبِهِ ، يا مَنْ هُوَ بِالمَنْظَرِ الَأعْلَى ، يا مَنْ لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٍ ، يا حَكِيمُ ، يا سَمِيعُ ، يا بَصيِرُ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ
وَآلِهِ ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الحَلَالِ ، ما أكْفي بِهِ وَجْهِي ،
وَأُؤَدِّي بِهِ عَني أَمَانَتِي ، وَأَصِلُ بِهِ رَحِمي ، وَيَكُونُ عَوْناً لي
على الحَجِّ وَالعُمْرَةِ .. » .
لقد سأل الامام 7 ، من الله تعالى في هذا الدعاء ، السعة
في
__________________
حياته الاقتصادية ،
ليستعين بها على فعل الخير ، من صلة الرحم ، وحج بيت الله الحرام.
١٥ ـ من أدعيته في رمضان
من الادعية الجليلة ، التي كان يدعو بها
سليل النبوة ، ومعدن العلم والحكمة ، في أيام شهر رمضان المبارك ، هذا الدعاء :
« يا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ ،
وَسَتَرَ القَبِيحَ ، يا مَنْ لَمْ يَهْتِكِ السِّترَ ، وَلَمْ يَأْخُذْ بِالجَرِيرَةِ
، يا عَظِيمَ العَفْوِ ، يا حَسَنَ التَجَاوُزِ ، يا وَاسِعَ المَغْفِرَةِ ، يا
بَاسِطَ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ ، يا صَاحِبِ كُلِّ نَجْوَى ، وَمُنْتَهَى كُلِّ
شَكْوَى ، يا مُقِيلَ العَثَرَاتِ ، يا كَرِيمَ الصَّفحِ ، يا عَظِيمَ المَنِّ ،
يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ ، قَبْلَ اسْتِحقَاقِهَا ، يا رَبَّاهُ يا سَيِّدَاهُ
، يا أَمَلَاهُ ، يا غَايَةَ رَغْبَتَاهُ ، أَسْأَلُكَ بِكَ يا اللهُ ، لا
تُشَوِّه خَلْقِي بِالنَّارِ ، وَأَنْ تَقْضِيَ حَوَائِجَ آخِرَتِي ، وَدُنْيَايَ
، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
وكان 7
، بعد هذا الدعاء ، يصلي ركعتين ، ثم يستمر في دعائه قائلا :
اللّهُمَّ ، خَلَقْتَني فَأَمَرْتَني ،
وَنَهَيْتَني ، وَرَغَّبْتَني في ثَوَابِ ما بِهِ أَمَرْتَني ، وَرَهَّبْتَني
عِقَابَ ما عَنْهُ نَهَيْتَني ، وَجَعَلْتَ لي عَدُواً يَكَيدُني ، وَسَلَّطْتَهُ
عَلَيَّ ، على ما لَمْ تُسَلِّطْني عَلَيْهِ مِنْهُ ، فَأَسْكَنْتَهُ صَدْرِي ،
وَأَجْرَيْتَهُ مَجْرَى الَّدمِ مِنِّي ، لا يَغْفَلُ إنْ غَفِلْتُ ، وَلا يَنْسَى
إنْ نَسِيتُ ، يُؤْمِنُني عَذَابَكَ ، وَيُخَوِّفُني بِغَيْرِكَ ، إنْ هَمَمْتُ
بِفَاحِشَةٍ شَجَّعَني ، وَإنْ هَمَمْتُ بِصَالِحِ ثَبَّطَني ، يَنْصُبُ لي
بِالشَّهَوَاتِ ، وَيَعْرِضُ لي بِهَا ، أنْ وَعَدَني كَذَبَني ، وَإنْ مَنَّانِي
أَقْنَطَني ، وَإنْ اتَّبَعْتُ هَوَاهُ أضَلَّني ، وَالاَّ تَصْرِفُ عَنيِّ
كَيْدَهُ
يَسْتَزِلُّني ، وَإلاَّ تُفْلِتْني مِنْ حَبَائِلِهِ يَصُدُّني ، وَإلاُّ
تَعْصِمْني مِنْهُ يَفْتِنِّي ، اللّهُمَّ ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ،
وَاقْهَرْ سَلْطَانَهُ عَلَيَّ ، بِسُلْطَانِكَ عَلَيْهِ ، حَتَّى تَحْبِسَهُ
عَنِّي بِكَثْرَةِ الدُّعَاءِ لَكَ مِنِّي ، فَأَفُوزَ في المَعْصُومِينَ مِنْهُ
بِكَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ ... » .
حكى المقطع الاول ، من هذا الدعاء ،
الطاف الله التي لا تحصى على عباده ، والتي كان من إظهاره ، وإشاعته لجميل ما يصدر
عنهم ، وستره لقبيح أعمالهم ، التي لو شاعت عنهم لسقطوا من أعين الناس ، إلى غير
ذلك ، من فيوضاته تعالى عليهم .. وحكى المقطع الثاني ، من هذا الدعاء الالتجاء إلى
الله تعالى ، في الاستعاذة من الشيطان الرجيم ، الذي ينفذ إلى أعماق النفس ، والذي
يحبب لها كل معصية وموبقة ، ويبغض لها كل طاعة لله ، فقد استعان به تعالى للوقاية
، من غروره وشروره.
١٦ ـ من أدعيته في رمضان
كان الامام الصادق 7 ، يدعو بهذا الدعاء الجليل ، في شهر
رمضان وقد نقله السيد إبن طاووس عن جده لامه شيخ الطائفة ، وزعيمها الاعلى الشيخ
الطوسي ; ، وهذا نصه
:
اللّهُمَّ ، بِكَ الحَمْدُ كُلُّهُ ،
وَلَكَ المُلْكُ كُلُّهُ ، وَبِيَدِكَ الخَيْرُ كُلُّهُ ، وَإلَيْكَ يَرْجِعُ
الَأمْرُ كُلُّهُ ، عَلَانِيَتُهُ وِسِرُّهُ ، وَأَنْتَ مُنْتَهَى الشَأْنِ
كُلُّهُ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ
الخَيْرِ كُلُّهُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الَشرِّ كُلُّهِ ، اللّهُمَّ ، صلِّ على
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأرْضِنِي بِقَضَائِكَ ، وَبَارِك لي في قَدْرِكَ ،
حَتَّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أَخَّرْتَ وَلا تَأخِيرَ ما عَجَّلْتَ.
__________________
اللّهُمَّ ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ
فَضْلِكَ ، وَارْزُقْني بَرَكَتَكَ ، وَاسْتَعْمِلْني في طَاعَتِكَ ، وَتَوَفَّني
عِنْدَ انْقِضَاءِ أَجَلي على سَبِيلِكَ ، وَلا تُوَلِّ أَمْري غَيْرِكَ ، وَلا
تُزغْ قَلْبِيَ بَعْدَ إذْ هَدَيْتَني ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ، إنَكَ
أَنْتَ الوَهَّابُ ... » .
١٧ ـ دعاؤه في كل ليلة من رمضان
وأثر عن الامام الصادق 7 ، هذا الدعاء ، وكان يدعو به في كل
ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك :
« اللّهُمَّ ، أنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ
تَجْعَلَ فِيمَا تَقْضِي ، وَتُقْدِّرُ ، مِنَ الَأمْر المَحْتُومِ ، في الَأمْرِ
الحَكِيم ، في القَضَاءِ الذي لا يُرَدُ ، وَلا يُبَدَّلُ ، أَنْ تَكْتُبَني مِنْ
حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرَامِ المَبْروُرِ حَجُّهُمْ ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمْ ،
المَغْفُورَةِ ذُنُوبُهُمْ ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ ، وَأَنْ
تَجْعَلَ فيمَا تَقضِي ، وَتُقَدِّرُ ، أَنْ تُطِيلَ عُمُرِي ، في خَيْرٍ
وَعَافِيَةٍ ، وَتُوَسِّعَ في رِزْقِي ، وَتَجْعَلنَي مِمَّنْ تَنْتَصِرُ به
لِدِينِكَ ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بي غَيْري ... » .
وحكى هذا الدعاء ، مدى تعلق الامام 7 بالحج ، ورغبته الملحة في أداء مناسك
الحج ، والوقوق بتلك المشاهد الكريمة التي يحبها الله.
١٨ ـ دعاؤه في وداع رمضان
كان الامام الصادق 7 يودع شهر رمضان المبارك ، بالتضرع إلى
__________________
الله تعالى ،
والابتهال إليه ، وكان يدعو أن يجزل الله له المزيد من الاجر ، ويضاعف حسناته ،
ويتقبل مبراته ، وإحسانه ، إلى الفقراء ، وكان مما يدعو به هذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، إنَّكَ قُلْتَ : في
كِتَابِكَ المُنْزَلِ ، على لِسَانِ نَبِيِّكَ المُرْسَلِ ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَقَوُلُكَ حَقٌ : «
شَهْرُ رَمَضَانَ ، الذي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ ، هُدَىً لِلْنَّاسِ ، وَبَينَاتٍ
مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ » ، وَهَذَا
شَهْرُ رَمَضَانَ قَدْ تَصَرَّمَ ، فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ ،
وَكَلِمَاتِكَ التَامَّةِ ، وَجَمَالِكَ وَبَهَائِكَ ، وَعُلُوِّكَ وَارْتِفَاعِكَ
، فَوْقَ عَرْشِكَ ، أَنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَإنْ كَانَ
قَدْ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنْبٌ لَمْ تَغْفِرْهُ لي ، أَوْ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَني
عَلَيْهِ ، أَوْ تُحَاسِبَني عَلَيهِ ، أَنْ يَطْلَعَ فَجْرُ هَذِهِ اللَّيْلَةِ ،
أَوْ يَنْصَرِمَ هَذَا الشَّهْرُ ، إلاَّ وَقَدْ غَفَرْتَهُ لي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ ، لَكَ الحَمْدُ ،
بِمَحَامِدِكَ كُلِّهَا ، أَوَّلِهَا وَآخِرِهَا ، ما قُلْتَهُ لِنَفْسِكَ مِنهَا
، وَمَا قَاَلَ لَكَ الخَلَائِقُ : الحَامِدُونَ ، المُتَهَجِّدُونَ ،
المُعَدِّدونَ ، المُؤثِرُونَ في ذِكْرِكَ وَالشُّكْرِ لَكَ ، أَعَنْتَهُمْ على
اَدَاءِ حَقِّكَ مِنْ أَصَنْاَف ِخَلْقِكَ ، مِنَ المَلَائِكَةِ المُقَرَّبِينَ ،
وَالنَبِيِّينَ ، وَالمُرْسَلِينَ ، وَأَصْنَافِ النَّاطِقِينَ ، المُسَبِّحِينَ
لَكَ مِنْ جَمِيعِ العَالَمِينَ ، عَلى أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَنَا شَهْرَ
رَمَضَانَ ، وَعَلَيْنَا مِنْ نِعَمِكَ ، وَعِنْدَنَا مِنْ قِسَمِكَ ،
وَإحْسَانِكَ ، وَتَظَاهُرِ امْتِنَانِكَ ، فَبِذلِكَ لَكَ الحَمْدُ الخَالِدُ ،
الدَّائِمُ ، المُخَلَّدُ ، السَّرْمَدُ ، الذي لا يَنْفُذُ طُولَ الَأبَدِ ،
جَلَّ ثَنَاؤُكَ ، وَأَعَنْتَنَا عَلَيْهِ ، حَتَّى قَضَيْتَ عَنَّا صِيَامَهُ ،
وَقِيَامَهُ ، مِنَ صَلَاةَ ، وَمَا كَاَنَ فِيهِ مِنْ بِرٍّ أو شُكْرٍ ، أَوْ
ذِكْرٍ.
اللّهُمَّ ، فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا
بِأَحْسَنِ قَبُولِكَ ، وَتَجَاوُزِكَ ، وَعَفْوِكَ ، وَصَفْحِكَ
وَغُفْرَانِكَ ،
وَحَقِيقَةِ رِضْوَانِكَ ، حَتَّى تُظْفِرَنَا فِيهِ ، بِكُلِّ خَيْرٍ مَطْلُوبٍ
وَجَزِيلِ عَطَاءٍ مَوهُوبٍ ، وَتُؤْمِنَنَا فِيهِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ مَرهُوبٍ ،
وَذَنْبٍ مَكْسوبٍ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظِيم
مَا سَأَلَكَ أَحَدٌ ، مِنْ خَلْقِكَ ، مِنْ كَرِيمِ أَسْمَائِكَ ، وَجَزِيلِ ثَنَائِكَ
، وَخَاصَّةِ دُعَائِكَ أَنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ
تَجْعَلَ شَهْرَنَا هَذَا ، أَعْظَمَ شَهْرِ رَمَضَانَ مَرَّ عَلَيْنا ، مُنْذُ
أَنْزَلْتَنَا إلى الدُّنْيَا ، في عِصْمَةِ دِينِي ، وَخَلاِصِ نَفْسِي ،
وَقَضَاءِ حَاجَتي ، وَتُشَفِّعَني في مَسَائِلي ، وَتَمَامِ النِعْمَةِ عَلَيَّ ،
وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي ، وَلِبَاسِ العَافِيَةِ لي ، وَأَنْ تُجْعَلَني
بِرَحْمَتِكَ ، مِمَّنْ حُزْتَ لَهُ لِيْلَةَ القَدْرِ ، وَجَعَلْتَها لَهُ
خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرِ ، في أَعْظَمِ الَأجْرِ ، وَكَرَائِمِ الذُّخْرِ ،
وَطُولِ العُمْرِ ، وَحُسْنِ الشُّكْرِ ، وَدَوَامَ اليُسْرِ.
اللّهُمَّ ، وَأَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ
، وَطَولِكَ ، وَعَفْوِكَ ، وَنَعْمَائِكَ ، وَجَلَالِكَ وَقَدِيمِ إحْسَانِكَ ،
وَامْتِنَانِكَ ، أَنْ لا تَجْعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِنَّا ، لِشَهْرِ رَمَضَانَ
، حَتَّى تُبَلِّغَنَا مِنْ قَابِلٍ على أَحْسَنِ حَالٍ ، وَتُعَرِّفَني هِلَالَهُ
، مَعَ النَّاظِرِيِنَ إلَيْهِ ، وَالمْتَعَرِّفِينَ لَهُ ، في أَعْفى عَافِيَتِكَ
، وَأَتَمِّ نِعْمَتِكَ ، وَأَوْسَعِ رَحْمَتِكَ ، وَأَجْزَلِ قِسَمِكَ ، اللّهُمَّ
، يا ربِّ الذي لَيْسَ لي غَيْرُهُ ، أَسْأَلُكَ أَنْ لا يَكُونَ هَذَا الوَدَاعُ
مِنِّي ، وَدَاعَ فَنَاءٍ ، وَلَا آخِرَ العَهْدِ مِنَ اللِّقَاءِ ، حَتَّى
تُرِينيهِ مِنْ قَابِلِ في أَسْبَغِ النِّعَمِ ، وَأَفْضَلِ الرَّخَاءِ ، وَأَنَا
لَكَ على أَحْسَنِ الوَفَاءِ ، إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء.
اللّهُمَّ اسْمَعْ دُعَائِي ، وَارْحَمْ
تَضَرُعِي ، وَتَذَلُّلي لَكَ ، وَاسْتِكَانَتِي
لَكَ ، وَتَوْكُّلِي
عَلَيْكَ ، وَأَنَا لَكَ سِلِمٌ
لا أرَجْوُ نَجَاحاً ، وَلا مُعَافَاةً ، وَلا تَشْرِيفاً ، وَلا تَبْلِيغاً إلاَّ
بِكَ وَفِيْكَ ، فَامْنُنْ عَلَيَّ جَلَّ ثَنَاؤُكَ ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ ،
بِتَبْلِيغِي شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَأَنَا مُعَافَى مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ ،
وَمَحْذُورٍ ومِنْ جَمِيعِ البَوَائِقِ.
الحَمْدُ لله ، الذي أَعَانَنَا ، على
صِيَامِ هَذَا الشَّهْرِ وَقِيَامِهِ ، حَتَّى بَلَغَنَا آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْهُ ،
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِأَحَبِّ ما دُعِيتَ بِهِ ، وَأَرْضَى مَا رَضَيتَ
بِهِ عَنْ مُحَمَّدٍ 9
، أنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلا تَجْعَلْ وَدَاعِي شَهْرَ
رَمَضَانَ ، وَدَاعَ خُرُوجِي مِنَ الدُّّنْيَا ، وَلا وَدَاعَ آخِرَ عِبَادَتِكَ
فِيهِ ، وَلا آخِرَ صَوْمي لَكَ ، وَأرْزُقْني العَوْدَ فِيهِ ، ثُمَ العَوْدَ
فِيهِ ، بِرَحْمَتِكَ يا وَلِيِّ المُؤْمِنِينَ ، وَوَفِّقْني فِيهِ لِلَيْلَةِ
القَدْرِ ، وَاجْعَلْهَا لي خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، رَبِّ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ ، وَالجِبَالِ وَالبِحَارِ ، وَالظُلَمِ وَالَأنْوَارِ ، وَالَأرْضِ
وَالسَّمَاءِ ، يَا بَارِئُ ، يا مُصَوِّرُ ، يا حَنَّانُ ، يا مَنَّانُ ، يا
اللهُ ، يا رَحْمنُ يا قَيُّومُ ، يا بَدِيعُ ، لَكَ الَأسمَاءُ الحُسْنَى ، وَالكِبْرِيَاءُ
وَاَلآلاءُ ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، أنْ
تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي ، في هَذِهِ
اللَّيْلَةِ ، في السُّعَدَاءِ وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ ، وَإحْسَانِي في
عِلِّيِّيْنَ ، وَإسَاءَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لي يَقِيناً تُبَاشِرُ
بِهِ قَلْبِي ، وَإيمَاناً لا يَشُوبُهُ شَكٌّ ، وَرِضَىً بِمَا قَسَمْتَ لي ،
وَأَنْ تُؤْتِيَني ، فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَأَنْ
تَقِيَني عَذَابَ النَّارِ ،
اللّهُمَّ ، أجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي
وَتُقَدِّرُ ، مِنَ الَأمْرِ المَحْتُومِ ، وَفِيمَا تُفْرُقُ
__________________
مِنَ الَأمْر
الحَكِيمِ ، في لَيْلَةِ القَدْرِ ، مِنَ القَضَاءِ الذي لا يُرَدُّ ، وَلا
يُبَدَّلُ ، وَلا يُغَيَّرُ أَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجَّاجَ بَيْتِكَ الحَرَامِ ،
المَبْرُورِ حَجُّهُمْ ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمْ ، المَغْفُورَةِ ذُنُوبُهُمْ ،
المُكَّفِر عَنْهُمْ سَيِّئَاتُهُم ، وَاجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ ، أَنْ
تَعْتِقَ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ وَلَمْ
يَسْأَلِ العِبَادُ مِثْلَكَ جُوداً وَكَرَماً ، وَأَرْغَبُ إلَيْكَ ، وَلَمْ
يُرْغَبْ إلى مِثْلِكَ ، أَنْتَ مَوْضِعُ مَسْأَلَةِ السَّائِلِينَ ، وَمُنْتَهَى
رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ ، أَسْأَلُكَ يا عَظِيمَ المَسَائِلِ كُلِّهَا ،
وَأَنْجَحِهَا ، التي يَنْبَغِي لِلْعِبَادِ أَنْ يَسْأَلُوكَ بِهَا ، يا اللهُ ،
يا رَحْمنُ ، وَبِأَسْمَائِكَ ما عَلِمْتُ مِنْهَا ، وَماَ لَمْ أَعْلَمْ ،
وَيِأَسْمَائِكَ الحُسْنَى ، وَأَمْثَالِكَ العُلْيَا ، وَنِعَمِكَ التي لا
تُحْصَى ، وَبِأَكْرَمِ أَسْمَائِكَ عَلَيْكَ ، وَأَحَبِّهَا وَأَشْرَفِهَا
عِنْدَكَ مَنْزِلَةً ، وَأَقرَبِهَا مِنْكَ وَسِيلَةً ، وَأجَزْ َلِهَا مِنْكَ
ثَوَاباً ، وَأَسْرَعِهَا لَدَيْكَ إِجَابَةً ، وَبِاسْمِكَ المَكْنُونِ
المَخزُونِ ، الحَيِّ ، القَيُّومِ ، الَأكْبَرِ ، الَأجَلِّ ، الذي تُحِبُّهُ
وَتَهْوَاهُ ، وَتَرْضَى عَمَّنْ دَعَاكَ بِهِ ، وَتَسْتَجِيبُ لَهُ دَعَاءَهُ ،
وَحَقَّ عَلَيْكَ يا رَبُّ ، أنْ لا تُخيِّبَ سَائِلَكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ
اسْمٍ ، هُوَ لَكَ في التَوْرَاةِ ، وَالإِنْجِيلِ ، وَالزَّبُورِ ، وَالقُرْآنِ ،
وَبِكُلِّ اسْمٍ دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ ، وَمَلَائِكَةُ سَموَاتِكَ ،
وَجَمِيعُ الَأصْنَافِ مِنْ خَلْقِكَ ، مِنْ نَبِيٍّ ، أَوْ صِدِّيقٍ أَوْ شَهِيدٍ
، وَبِحَقِّ الرَّاغِبِينَ إلَيْكَ ، القَرِيبِينَ مِنْكَ ، المُتَعَوِّذِينَ بِكَ
وَبِحَقِّ مُجَاوِرِي بَيْتِكَ الحَرَامِ ، حُجَّاجاً وَمُعْتَمِرِينَ ،
وَمُقَدِّسِينَ ، وَالمُجَاهِدِينَ في سَبِيلِكَ ، وَبِحَقِّ كُلِّ عَبْدٍ
مُتَعَبِّدٍ لَكَ في بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ ، أَوْ سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ ، أَدْعوُكَ
دُعَاءَ مَنْ قَدِ اشْتَدَّتُ فَاقَتُهُ ، وَكَثُرَتْ ذُنُوبُهُ ، وَعَظُمَ
جُرْمُهُ ، وَضَعُفَ كَدْحُهُ ، دُعَاءِ مَنْ لا يَجِدُ لِنَفْسِهِ سَادّاً ، وَلا
لِضَعْفِهِ مُقَوِّياً ، وَلا لِذَنْبِهِ غَافِراً غَيْرَكَ ، هَارِباً إلَيْكَ ،
مُتَعَوِّذاً بِكَ ، غَيْرَ مُسْتَكْبِرٍ وَلا مُسْتَنْكِفٍ ، خَائِفاً ،
بَائساً ، فَقِيراً
، مُسْتَجيراً بِكَ ، أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَعَظَمَتِكَ ، وَجَبَرُوتِكَ ،
وَسُلْطَانِكَ ، وَبِمُلْكِكَ ، وَبَهَائِكَ وَجُودِكَ ، وَكَرَمِكَ ، وَبِآلآئِكَ
وَحُسْنِكَ ، وَجَمَالِكَ ، وَبِقُوَّتِكَ على ما أَرَدْتَ مِنْ خَلْقِكَ ،
أَدْعُوكَ يا رَبِّ خَوْفاً ، وَطَمَعاً ، وَرَهْبَةً ، وَرَغْبَةً ، وَتَخَشُّعاً
، وَتََمَلُّقاً ، وَتَضَرُّعاً ، وَإلْحَاحاً ، خَاضِعاً لَكَ لا إلهَ إلاَّ
أَنْتَ ، وَحْدَكَ ، لا شَرِيكَ لَكَ.
يا قُدُّوسُ ، يا قُدُّوسُ ، يا
قُدُّوسُ.
يا الله ، يا الله ، يا الله.
يا رَحْمنُ ، يا رَحْمنُ ، يا رَحْمنُ.
يا رَحِيمُ ، يا رَحِيمُ ، يا رَحِيمُ.
يا رَبُّ ، يا رَبُّ ، يا رَبُّ.
أَعُوذُ بِكَ ، يا اللهُ ، الوَاحِدُ ،
الَأحَدُ ، الصَّمَدُ ، الوَتْرُ ، المُتَكَبِّرُ ، المُتَعَالِ. وَأَسْأَلُكَ
بِجَمِيعِ ما دَعَوْتُكَ بِهِ ، وَبِأَسْمَائِكَ التي تَمْلُا أَرْكَانَكَ
كُلَّهَا ، أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لي ذَنْبِي ،
وَارْحَمْني ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي
شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَصِيَامَهُ ، وَقِيَامَهُ ، وَفَرْضَهُ ، وَنَوَافِلَهُ ،
وَاغْفِرْ لي ، وَارْحَمْني ، وَاعْفُ عَنِّي ، وَلا تَجْعَلْهُ آخرِ َشَهْرِ
رَمَضَانَ صُمْتُهُ لَكَ ، وَعَبَدْتُكَ فِيهِ ، وَلا تَجْعَلْ وَدَاعِي إيَّاهُ
وَدَاعَ خُرُوجِي مِنَ الدًّنْيَا.
أللّهُمَّ ، أَوُجِبْ لي مِنْ
رَحْمَتِكَ ، وَمَغْفِرَتِكَ ، وَرِضْوَانِكَ ، وَخِشْيَتِكَ ، أَفْضَلَ ما
أَعْطْيتَ أَحَداً مِمَّنْ عَبَدَكَ فِيهِ ، أللّهُمَّ لا تَجْعَلْني آخِرَ مَنْ
سَأَلَكَ فِيهِ ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ أَعْتَقْتَهُ ، في هَذَا الشَّهْرِ مِنَ
النَّارِ ، وَغَفَرْتَ
لَهُ مِنْ ذَنْبِهِ
، ما تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ ، وَأَوجَبْتَ لِهُ أَفْضَلَ ما رَجَاكَ
وَأَمِلَهُ مِنْكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ ، ارزُقْني الَعَوْدَ في
صِيامِهِ لَكَ ، وَعِبَادَتِكَ فِيهِ ، وَاجعَلنِي مِمَّنْ كَتَبْتَهُ ، في هَذَا
الشَّهْرِ ، مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الحَرَامِ ، المَبْرُورِ حَجُّهُمْ ،
المَغْفُورِ لَهُمْ ذَنْبُهُمْ المُتَقَبَّلِ عَمَلُهُمْ آمينَ ، آمين ، آمين ، يا
ربَّ العَالَمِينَ.
اللّهُمَّ ، لا تَدَعْ لي فِيهِ ذَنْباً
إلَّا غَفَرْتَهُ ، وَلا خَطِيَئَةً إلَّا مَحَوْتَهَا ، وَلا عَثْرَةً إلَّا
أَقَلْتَهَا ، وَلا دَيْناً إلَّا قَضَيْتَهُ ، وَلا عَيْلَةً إلَّا أَغْنَيْتَهَا
، وَلا هَمّاً إلَّا فَرَّجْتَهُ ، وَلا فَاقَةً إلَّا سَدَدْتَهَا ، وَلا
عِرْيَاناً إلَّا كَسَوْتَهُ ، وَلا مَرِيضَاً إلَّا شَفَيْتَهُ ، وَلا دَاءاً
إلَّا أذْهَبْتَهُ ، وَلا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا ، وَالآخِرَةِ ،
إلَّا قَضَيْتَهَا ، على أَفْضَلِ أَمَلِي وَرَجَائِي فِيكَ يا أَرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ ، لا تُزِغْ قُلُوبَنَا
بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا ، وَلا تُذلَّنَا بَعْدَ أِذْ عَزَّزْتَنَا ، وَلا
تَضَعْنَا بَعْدَ إذْ رَفَعْتَنَا ، وَلا تُهِنَّا بَعْدَ إذْ أكْرَمْتَنَا ، وَلا
تُفْقِرْنَا بَعْدَ إذْ أَغْنَيْتَنَا وَلا تَمْنَعْنَا بَعْدَ إذْ أَعْطَيْتَنَا
، وَلا تَحْرِمْنَا بَعْدَ إذْ رَزَقْتَنَا ، وَلا تُغَيِّرْ شَيْئَاً مِنْ
نِعْمَتِكَ عَلَيْنا ، وَإحْسَانِكَ إلَيْنا ، لشَيءٍ كَانَ مَنْ ذُنُوبِنَا ،
وَلا لِمَا هُوَ كَائِنٌ مِنَّا ، فَإنَّ في كَرَمِكَ ، وَعَفْوِكَ ، وَفَضْلَكَ ،
وَمَغْفِرَتِكَ ، سَعَةً لِمَغْفِرَةِ ذُنُوبِنَا ، فَاغْفِر لنا وَتَجَاوَزْ
عَنَّا ، وَلا تُعَاقِبْنَا يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ ، أكْرِمْني في مَجْلِسِي
هَذَا ، كَرَامَةً لا تُهِنّيِ بَعْدَهَا أَبَداً ، وَأَعِزَّني عِزّاً لا
تُذِلُّني بَعْدَهُ أَبَداً ، وَعَافِني عَافِيَةً لا تَبْتَلِيني بَعْدَهَا
أَبَداً ، وَارْفَعْنِي رَفَعَةً لا تَضَعُني بَعْدَهَا أَبَداً ، وَاصرِفْ عَنَّي
شَرَّ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ، وَشَرَّ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، وَشَرَّ كُلِّ
قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ ، وَشَرَّ كُلَّ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ ،
وَشَرَّ كُلِّ
دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إنَّ رَبِّي على صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
اللّهُمَّ ، ما كَانَ في قَلْبي مِنْ
شَكٍّ أَوْ رِيبَةٍ ، أَوْ جُحُودٍ ، أَوْ قُنُوطٍ ، أَوْ فَرَحٍ ، أَوْ مَرَحٍ ،
أَوْ بَطَرٍ ، أَوْ بَذْخٍ ، أَوْ خُيَلاءَ ، أَوْ رِيَاءَ ، أَوْ سِمْعَةٍ ، أَوْ
شِقَاقٍ ، أَوْ نِفَاقٍ أَوْ كُفْرٍ ، أَوْ فُسُوقٍ ، أَوْ مَعْصيَةٍ ، أَوْ
شَيْءٍ لا تُحِبُّ عََلَيْهِ وَلِّياً لَكَ ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَصَلِّيَ على
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَمْحُوَهُ مِنْ قَلْبِي ، وَتُبَدِّلَني
مَكَانَهُ إيمَاناً بِوَعْدِكَ ، وَرِضَاً بِقَضَائِكَ ، وَوَفَاءً بِعَهْدِكَ ،
وَوَجَلاً مِنْكَ ، وَزُهْداً في الدُّنْيَا ، وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَكَ ،
وَثِقَةً بِكَ ، وَطُمَأنِينَةً إلَيْكَ ، وَتُوْبَةً نَصوُحاً إلَيْكَ.
اللّهُمَّ ، إنْ كُنْتَ بَلَّغْتَنَاهُ
، وَإلاَّ فَأَخِّر آَجَالَنَا إلى قَابِلٍ حَتَّى تُبَلَّغَنَاهُ في يُسْرٍ
مِنْكَ وَعَافِيَةٍ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ
وَآلِهِ كَثيراً وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ ، الحَمْدُ لله الذي بَلَّغَنَا
شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَأَعَانَنَا على صِيَامِهِ وَقِيامِهِ حَتَّى انْقَضَتْ آخِرُ
لَيْلَةٍ مِنْهُ ، وَلَمْ يَبْتَلِنَا فِيهِ بِارْتِكَابِ حَرَامٍ ، ولا
انْتِهَاكِ حُرْمَةٍ ، وَلا بِأَكْلِ رِباً ، وَلا بِعُقُوقٍ لِوَالِدَينِ ، وَلا
قَطْعِ رَحِمٍ ، وَلا بِشَيْءٍ مِنَ البَوَائِقِ ، وَالكَبَائِر ، وَأَنْوَاعِ
البَلَايَا التي قَدْ بُلِيَ بِهَا مِنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي.
اللّهُمَّ ، فَلَكَ الحَمْدُ شُكْراً ،
على ما عَافيتَني ، وَحُسْنِ ما ابْتَلَيْتَني ، إلهي أُثْني عَلَيْكَ ، أَحْسَنَ
الثَّنَاءِ ، لَأنَّ بَلَاءَكَ عَنْدِي أَحْسَنُ البَلَاءِ أَوْقَرْتَني نِعَماً ،
وَأَوْقَرْتُ نَفْسيِ ذُنُوباً ، كَمْ مِنْ نِعْمَةِ لَكَ يا سَيدِي ،
أَسْبَغْتَهَا عَلَيَّ لَمْ أُؤَدِّ شُكْرَهَا ، وَكَمْ مِنْ خَطِيئَةٍ ،
أَحْصَيْتَهَا عَلَيَّ أَسْتَحْيِيْ مِنْ ذِكْرِهَا ، وَأَخَافُ خِزْيَهَا ،
وَأَحذَرُ مَعْرَّتَّهَا ، إنْ لَمْ تَعْفُ عَنِّي أَكُنْ مِنَ الخَاسِرِينَ.
إلهيِ : فَإنَّي أعَتَرِفُ لَكَ بِذُنُوبي ، وَأَذْكُرُ لَكَ حَاجَتي ،
وَأَشكُو إلَيْكَ
مَسْكَنَتي ، وَفَاقَتي ، وَقَسْوَةَ قَلْبِي ، وَمَيْلَ نَفْسِي ، فَإنَّكَ
قُلْتَ : « فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ » وَهَا أَنَا :
قَدْ اسْتَجَرْتُ بِكَ ، وَقَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ مِسْكِينًا مُتِضَرِّعاً ،
رَاجِياً ، لِمَا أُرِيدُ مِنَ الثَّوَابِ ، بِصِيَامِي وَصَلاتي ، وَقَدْ
عَرَفْتُ حَاجَتي وَمَسكَنَتي ، إلى رَحْمَتِكَ وَالثَبَاتَ على هُدَاكَ ، وَقَدْ
هَرَبْتُ إلَيْكَ هَرَبَ العَبْدَ السُّوءِ إلى المَوْلَى الكَرِيمِ.
يا مَوْلايَ ، وَتَقَرَّبْتُ إلَيْكَ ،
فَأَسْأَلُكَ بِوِحْدَانِيَّتِكَ لَمَّا صَلَيَّتَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
صَلاةً كَثِرَةً ، كَرِيمَةً ، شَرِيفَةً ، تُوجِبُ لي بِهَا شَفَاعَتَهُمْ ،
وَالقِيَامَةَ عِنْدَكَ ، وَصَلَّيْتَ على مَلَائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ ،
وَأَنْبِيَائِكَ المُرْسَلِينَ ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ،
لَمَّا غَفَرْتَ لي في هَذَا اليَوْمِ ، مَغْفِرَةً لا أشْقَى بَعْدَهَا أَبَداً ،
إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرُ ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثِيراً
، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ... » .
وحكى هذا الدعاء ، الشريف عن أنابة
الامام 7 ، لله تعالى
، وإعتصامه به ، وقد تجاوز بذلك حدود الزمان والمكان.
لقد ودع الامام 7 ، بهذا الدعاء ، شهر رمضان المبارك ،
وقد ألم بمدى تعظيمه ، وتقدسيه ، لهذا الشهر ، الذي هو شهر الطاعة ، وشهر التقوى
وشهر الانابة إلى الله تعالى.
١٩ ـ دعاء أخر في وداع رمضان
كان الامام الصادق 7 ، يودع شهر رمضان ، بهذا الدعاء ، وكان
يقرأه في العشر الاواخر منه :
« أَعُوذُ بِجَلَالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ
، أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضَانَ ، أَوْ
__________________
يَطْلَعُ الفَجْرُ
مِنْ لَيْلَتي هَذِهِ ، وَلَكَ عِنْدِي تَبِعَةٌ ، أَوْ ذَنْبٌ ، تُعَذِّبُني
عَلَيْهِ يَوْمَ أَلْقَاكَ ... » .
حقا هذا هو التبتل الحقيقي ، إلى الله
تعالى الذي هو معقل الرجاء والامل للعارفين والمتقين.
هذه بعض الادعية ، التي أثرت عن عملاق
الفكر الاسلامي ، الامام الصادق 7
، في شهر رمضان المبارك ، وبهذا ينتهي بنا الحديث عن أدعية رمضان.
__________________
القسم الخامس
في أدعية الحج
كان الامام الصادق 7 ، يستقبل السفر إلى حج بيت الله الحرام
، بشوق بالغ ، ورغبة ملحة ، وذلك لما يترتب على هذه العبادة من الثمرات والفوائد ،
البالغة الاهمية ، فإن الحج ، أهم مؤتمر إسلامي ، يلتقي فيه المسلمون ، من شتى
أقطار الارض لاداء فريضة الحج ، وعرض قضاياهم المصيرية ، وما ألم بهم من أحداث
وشؤون.
وكان الامام الصادق 7 ، بحسب مركزه الروحي ، الزعيم الاعلى
للعالم الاسلامي فكانت وفود بيت الله الحرام ، تتشرف بلقياه ، لانه بقية النبوة
والامامة فتأخذ منه معالم دينها ، ومناسك حجها ، وقد قام 7 بدور إيجابي ، في بيان أكثر مسائل الحج
وفروعه ، ويقول الرواة : أنه لولاه ولولا أبو الامام الباقر 7 من قبل لما عرف المسلمون مناسك حجهم ،
وقد دونت تلك المسائل ، في كتب الحديث ، وموسوعات الفقه الاستدلالي ، وبالاضافة
لذلك ، فقد قام الامام 7
بدور مهم في تفسيد وإبطال ، أوهام الملحدين ، الذين كانوا يفدون إلى بيت الله
الحرام ، في موسم الحج ، لافساد عقائد المسلمين ، أمثال عبد الكريم بن أبي العوجاء
، وجماعته ، فقد تصدى لهم الامام وأبطل جميع شبههم ، وأوهامهم ، وقد عرضنا إلى
تفصيل ذلك كل في بحوث هذا الكتاب.
وعلى أي حال ، فقد أثرت عن الامام
الصادق 7 ، كوكبة
مشرقة من الادعية الجليلة ، في حال سفره من بيته إلى حال فراغه من مناسك الحج ،
وفي ما يلي تلك الادعية.
١ ـ دعاؤه في الخروج إلى السفر
كان الامام الصادق 7 ، إذا اراد الخروج إلى السفر ، لبيت
الله الحرام دعا ، بهذا الدعاء ، وقد علمه إلى أبي سعيد المكاري ، وهذا نصه
« اللّهُمَّ ، إنِّي خَرَجْتُ في
وَجْهِي هَذَا ، بِلا ثِقَةٍ مِنِّي لِغَيْرِكَ ، وَلا رَجَاءٍ آوِي إلَيهِ إلاَّ
إلَيْكَ ، وَلا قُوَّةٍ أَتَّكِلُ عَلَيْهَا ، ولا حيلَةٍ أَلْجَأ إلَيْهَا إلاَّ
طَلَبَ فَضْلِكَ ، وَإبْتِغَاءَ رِزْقِكَ ، وَتَعَرُّضاً لِرَحْمَتِكَ ،
وَسُكُوناً إلى حُسْنِ عَادَتِكَ ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا سَبَقَ لي ، في
عِلْمِكَ في سَفَري هَذَا ، مِمَّا أُحِبُّ أَوْ أَكْرَهُ ، فَإنَّ ما وَقَعْتُ
عَلَيْهِ ، يا رَبُّ ، مِنْ قََدَرِكَ فَمَحْمُودٌ فِيهِ بِلَاؤُكَ ، وَمُتَّضِحٌ
عِنْدِي فِيهِ قَضَاؤُكَ ، وَأَنْتَ تَمْحُو ما تَشَاءُ ، وتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ
أُمُّ الكِتَابِ.
اللّهُمَّ ، فَاصْرِفْ عَنِّي
مَقَادِيرَ كُلِّ بَلَاءٍ ، وَمَقْضِيَّ كُلِّ لْأوَاءٍ ، وَابْسطْ عَلَيَّ
كَنَفاً مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَلُطْفاً مِنْ عَفْوِكَ ، وَسَعَةً مِنْ رِزْقِكَ ،
وَتَمَاماً مِنْ نِعْمَتِكَ ، وَجُمَاعاً مِنَ مُعَافَاتِكَ ، وَأَوْقِعْ عَلَيَّ
فِيهِ جَميَعَ قَضَائِكَ ، على مُوَافَقَةِ جَميعِ هَوَايَ ، في حَقِيقَةِ
أَحْسَنِ عَمَلي ، وَدَفعِ ما أَحْذَرُ فِيهِ ، وَمَا لا أَحْذَرُ على نَفْسي ،
وَدِيني ، وَمَالِي ، مِمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، وَاجْعَلْ ذلِكَ
خَيْراً لآخِرَتي ، وَدُنْيَايَ ، مَعَ ما أَسْأَلُكَ ، يا رَبُّ أَنْ تَحْفَظَنِي
، فِيمَا خَلَّفْتُ وَرَائي ، مِنْ أَهْلي ، وَوَلَدِي ، وَمَا لي وَمَعِيشَتي ،
وَحُزَانَتي ، وَقَرَابَتي ، وَإخْوَاني ، بأحَسَنِ ما خَلَّفْتَ بِهِ غَائِباً
مِنَ المُؤمِنِينَ في تَحْصِينِ كُلِّ عَوْرَةٍ ، وَحِفْظٍ مِنْ كُلِّ مَضْيَعَةٍ
، وَتَمَامِ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَكِفَايَةِ كُلِّ
مَكْرُوهٍ ،
وَسَتْرِ كُلِّ سَيِّئَةٍ ، وَصَرْفِ كُلِّ مَحْذُورٍ ، وَكَمَالِ كُلِّ ما
يَجْمَعُ لِيَ الرِّضا وَالسُّرور في جَميعِ أُمُوري ، وَأفْعَلْ ذلِكَ بِيَ ،
بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ ، وَالسَّلَامُ
عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَركَاتُهُ .. » .
ويمثل هذا الدعاء الجليل ، صرحا من صروح
الايمان ، الذي أقامه سليل النبوة ، للمتقين والمنيبين ، فقد أرشدهم إلى التمسك ،
والاعتصام بالله في جميع شؤونهم ، وأمورهم ، وان غير الله وهم وسراب ، ومن الجدير
بالذكر أن هذا الدعاء يدعي به في كل سفر سواء ، إلى بيت الله الحرام أو غيره.
٢ ـ دعاء آخر في السفر لبيت الله
وأوصى الامام الصادق 7 ، تلميذه ، الفقيه معاوية بن عمار ، أن
يدعو بهذا الدعاء إذا أراد السفر للحج والعمرة ، وهذا نصه :
« لا إلهَ إلاَّ اللهُ ، الحَلِيمُ
الكَرِيمُ ، لا إلهَ إلاَّ اللهُ العَلِيُّ العَظِيم ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ
السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَرَبِّ الَأرْضِينَ السَّبْعِ ، وَرَبِّ العَرْشِ
العَظِيم ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين.
اللّهُمَّ ، كُنْ لي جَاراً ، مِن كُلِّ
جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، وَمِنْ كُلِّ شَيْطَان رَجِيمٍ مريد.
بِسْمِ اللهِ دَخَلْتُ ، وَبِسْمِ الله
خَرَجْتُ وَفي سَبِيلِ اللهِ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أُقْدِّمُ بَيْنَ يَدَيَّ ،
نِسْيَانِي وَعَجَلَتي ، بِسْمِ الله ، مَا شَاَءَ اللهُ ، في سَفَرِي هَذَا
ذَكَرْتُهُ ، أَوْ نَسِيتُهُ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ المُسْتَعَانُ على الأمورِ
كُلِّهَا ، وَأَنْتَ
__________________
الصَّاحِبُ في
السَفَرِ ، وَالخَليفَةُ في الَأهْلِ ، اللّهُمَّ ، هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا ،
وَاطْوِ لَنا الَأرْض ، وَسَيِّرْنا فِهَا بِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ ،
اللّهُمَّ ، أصْلِحْ لَنَا ظَهْرَنَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا ،
وَقِنَا عَذَابَ النَّار.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَعْوذُ بِكَ ، مِنَ
وَعْثَاءِ السَفَرِ ، وَكآبَةِ المُنْقَلَبِ ، وَسُوْءِ المُنْظَرِ في الَأهْلِ
وَالمَالِ وَالوَلَدِ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ عَضُدِي ، وَنَاصِري ، بِكَ أَحِلُّ وَبِكَ
أَسِيرُ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ في سَفَرِي هَذَا : السُّرُورَ وَالعَمَلَ
، لِمَا يُرْضِيكَ عَني ، اللّهُمَّ ، إقْطَعْ عَني بُعْدَهُ وَمَشَقَّتَهُ ،
وَاصْبَحْني فِيهِ ، وَأَخْلِفْني في أَهْلِي بِخَيْرٍ ، وَلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ
إلاَّ بالله العلِّي العَظِيم ،
اللّهُمَّ ، إنِّي عَبْدُكَ ، وَهذه
جمالاتُكَ ، والوَجْهُ وَجْهُكَ ، والسَفَرُ إلَيْكَ ، وقَدْ اطََّلَعْتَ على مَا
لَمْ يطَّلِعُ عَلَيْهِ أَحَدٌ غَيْرُكَ ، فَاجْعَلْ سَفَرِي هَذَا كَفَّارَةً ،
لِمَا قَبْلَهُ ، مِنْ ذُنُوبي ، وَكُنْ عَوْنا لي عَلَيْهِ ، وَاكْفِنيِ وَعَثَهُ
وَمشقَّتهُ ، وَلَقِنِّي مِنَ القَوْلِ وَالعَمَلِ رِضاكَ فإنَّما أَنَا عَبْدُكَ
، وَبِكَ وَلَكَ. .
وحفل هذا الدعاء بتوحيد الله والثناء
عليه ، بما هو أهله ، وبالاستعاذة به تعالى من كل جبار عنيد ، وشيطان رجيم ، كما
حفل بالطلب من الله العون والمساعدة على وعثاء السفر ، ومشقة الطريق ، وأن يرزقه
رضاه وعفوه ، وغفرانه.
٣ ـ دعاؤه عند ركوب راحلته
كان الامام الصادق 7 ، إذا اعتلى راحلته للسفر ، إلى بيت
الله الحرام ، دعا بهذا الدعاء :
__________________
« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ،
بِسْمِ اللهِ ، وَالله أَكْبَرُ .. وَإذَا اسْتَوىَ على رَاحِلَتِهِ. قَالَ :
الحَمْدُ للهِ الذي هَدَانَا لِلاسْلامِ ، وَعَلَّمَنَا القُرْآنَ ، وَمَنَّ
عَلَيْنَا بِمُحَمَّدٍ (ص) ، سُبْحَانَ الله ، سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هَذَا
، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ، وَإنّا إلى رَبنَا لَمُنْقَلِبونَ ، وَالحَمْدُ
للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ الحَامِلُ عَلَى الظَّهْرِ ،
وَالمُسْتَعَانُ عَلَى الَأمْرِ ، اللّهُمَّ ، لا طَيرَ إلاَّ طَيْرُكَ ، وَلا
خَيْرَ إلاَ خَيْرُكَ ، وَلا حَافِظَ غَيْرُكَ ... » .
٤ ـ دعاؤه في اثناء المسير
كان الامام الصادق 7 ، في أثناء مسيره في السفر ، إلى بيت
الله الحرام ، يمجد الله ، ويلهج بذكره ، وكان فيما يدعو به هذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، أنِّي أَسْأَلُكَ
لِنَفْسِي ، اليَقِينَ ، وَالعَفْوَ ، وَالعَافِيَةَ ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ
، اللّهُمَّ ، أَنْتَ ثِقَتي وَرَجَائِي ، وَأَنْتَ عَضُدِي ، وَأَنْتَ نَاصِرِي ،
بِكَ أَحِلُّ وَبِكَ أَسِيرُ .. » .
حكى هذا الدعاء ، مدى اعتصام الامام 7 بالله تعالى ، وإلتجائه إليه في جميع
شؤونه.
٥ ـ دعاؤه عند باب المسجد الحرام
وكان الامام الصادق 7 ، إذا انتهى إلى مكة المكرمة ، قصد
البيت الحرام ، ليطوف حول الكعبة ، وكان يقف عند باب البيت المعظم ،
__________________
ويدعو بهذا الدعاء ،
وقد رواه عنه الثقة أبو بصير ، وهذا نصه :
« بِسْمِ الله ، وَبِاللهِ ، وَمِنَ
اللهِ ، وَمَا شَاءَ اللهُ ، وَعلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ (ص) وَخَيْرُ الَأسمَاءِ
للهِ ، وَالحَمْدُ للهِ ، والسَّلَامُ على رَسُولِ الله ، السَّلَامُ على
مُحَمَّدٍ بنُ عَبْدِاللهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ ، أَيُّهَا النَّبِيُّ
وَرَحْمَةً اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلَامُ على أَنْبِيَاءِ اللهِ وَرُسُلِهِ ،
السَّلَامُ على إبْرَاهِيمَ خَليلِ الرَّحْمنِ ، السَّلَامُ على المُرْسَلِينَ ،
وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَميِنَ ، السَّلَامُ عَلَيْنَا ، وَعلى عِبَادِ اللهِ
الصَّالِحِينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ ، عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَعلى
إبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ ، وَعلى أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ ،
وَسَلَامٌ على المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ.
اللّهُمَّ ، إفْتَحْ لي أَبْوَابَ
رَحْمَتِكَ ، وَاسْتَعْمِلْني في طَاعَتِكَ ، وَاحْفَظْني بِحِفْظِ الإِيمَانِ ،
أَبَداً ، ما أبْقَيْتَني ، جَلَّ ثَنَاءُ وَجْهِكَ ، الحَمْدُ للهِ الذي جَعَلَني
مِنْ وَفْدِهِ وَزُوَّارِهِ ، وَجَعَلَني مِمَّنْ يُعمِّرُ مَسَاجِدَهُ ، وَجَعَلَني
مِمَّن يُنَاجِيهِ.
اللّهُمَّ ، إني عَبْدُكَ ، وَزَائِرُكَ
في بَيْتِكَ ، وَعلى كُلِّ مَأْتِيٍّ حَقٌّ لِمَنْ أَتَاهُ وَزَارَهُ ، وَأَنْتَ
خَيْرُ مَأْتي ، وَأَكْرَمُ مَزُورٍ ، فَأَسْأَلُكَ ، يا اللهُ ، يا رَحْمنُ
وَبِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ،
وَبِأَنَّكَ وِاحِدٌ صَمَدٌ ، لَمْ تَلِدْ ، وَلَمْ تُولَد ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ
كُفْواً أَحَدٌ ، وَأَنَّ مُحَمَداً 9
عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، وَعلى أَهْلِ بَيْتِهِ. يا جَوَادُ يا كَرِيمٌ ، أَسْأَلُكَ
أَنْ
__________________
تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ
إيَّايَ ، بِزِيَارَتِي إيَّاكَ ، أَوَّلَ شَيْءٍ تُعْطِيني فَكَاكَ رَقَبَتي مِنَ
النَّارِ ،
اللّهُمَّ ، فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ
النَّارِ
كان يقول ذلك ثلاثا
وَأَوسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ
الحَلَالِ الطَيِّبِ ، وَادْرَأْ عَنِّى شَرَّ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالجنَّ ،
وَشَرَّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ .. » .
٦ ـ دعاؤه عند دخول المسجد الحرام
كان الامام الصادق 7 ، إذا دخل البيت الحرام ، دخله بسكينة
، وخشوع ، ووقار ، وقد أوصى بذلك تلميذه الفقيه معاوية بن عمار ، وقال له : من
دخله ـ البيت الحرام ـ بخشوع غفر الله له ، فقال له عمار : ما الخشوع؟ قال 7 : السكينة ، لا تدخل بتكبر ، وأمره
بالدعاء التالي عند باب المسجد :
« السَّلَامُ عَلَيْكَ إَيُّها
النَّبِيُّ وَرَحْمَةً اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، بِسْمِ الله ، وَبِاللهِ ، وَمِنَ
اللهِ ، وَمَا شَاءَ اللهُ ، وَالسَّلَامُ على أَنبْيَاءِ الله وَرُسُلِهِ ،
وَالسَّلَامُ على رَسُولِ اللهِ (ص) وَالسَّلَامُ على إبراهيمَ خَليلِ اللهِ ،
وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ ».
وقال له : إذا دخلت المسجد ، فارفع يديك
، واستقبل البيت ، وقل :
« اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ في
مَقَامِي هِذا ، في أَوَّلِ مَنَاسِكِي ، أَنْ تَقْبَلَ تَوْبَتي ، وَأَنْ
تَتَجَاوَزَ عَنْ خَطيئتي ، وَتَضَعَ عَنْي وِزْرِي ، الحَمْدُ للهِ الذي
__________________
بَلَّغَني بَيْتَهُ
الحَرَامَ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَشْهَدُ ، أَنَّ
هَذَا بَيْتَكَ الحَرَامَ ، الذي جَعَلْتَهُ مَثَابَةً لِلْنَّاسِ وَأَمْناً
وَمُبَارَكاً ، وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ ،
اللّهُمَّ ، أنِّي عَبْدُكَ ،
وَالبَلَدُ بَلَدُكَ ، وَالبَيْتُ بَيْتُكَ ، جَئْتُ أَطْلُبُ رَحْمَتَكَ ،
وَأَرُومُ طَاعَتَكَ ، مُطِيعاً لإمْرِكَ ، رَاضِياً بِقَدَرِكَ ، أَسْألُكَ
مَسْأَلَةَ المُضْطَرِ إلَيْكَ ، الخَائِفِ لِعُقُوبَتِكَ ، اللّهُمَّ ، إفْتَحْ
لي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ، وَاسْتَعْمِلْني بِطَاعَتِكَ وَمَرْضَاتِكَ .. » .
ويمثل هذا الدعاء مدى إنابته إلى الله ،
وانقطاعه إليه ، فهو الذي وضع المناهج العليا لمناسك الحج ، وأرشد المسلمين إلى أفضل
الطرق في أداء هذه العبادة.
٧ ـ دعاؤه حول الكعبة
كان الامام الصادق 7 ، يستقبل الكعبة المعظمة بالخشوع ،
وذكر الله وقد روى ذريح ، ما شاهده من الامام ، وما سمعه من دعائه قال : رأيت
الامام في الكعبة ، وهو ساجد ، يقول :
« لا يَرُدُ غَضَبَكَ إلا حِلْمُكَ ،
وَلَا يُجِيرُ مِنْ عَذَابِكَ إلاَّ رَحْمَتُكَ ، وَلا يُنْجِي مِنْكَ إلاَّ
التَضَرُعُ إلَيْكَ ، فَهَبْ لي ، يا إلهي ، فَرَجاً بِالقُدْرَةِ التي بِهَا
تُحْيِي أَمْوَاتَ العِبَادِ ، وَبِهَا تَنْشُرُ مَيْتَ البِلَادِ ، وَلا
تُهْلِكْنِي ، يا إلهي حَتَّى تَسْتَجِيبَ لي دُعَائِي وَتُعَرِّفَني الإِجَابَةَ.
اللّهُمَّ ، ارْزُقْني العَافِيَةِ إلى
مُنْتَهى أَجَلِي ، وَلا تَشْمِتْ بي عَدُوِّي ،
__________________
وَلا تُمَكِّنْهُ
مِنْ عُنُقِي ، مَنْ ذا الذي يَرفَعُني إنْ وَضَعْتني؟ وَمَنْ ذا الذي يَضِعُني
إنْ رَفَعْتني؟ وَإنْ أَهْلَكْتَني فَمنْ ذَا الذي يَعْرِضْ لَكَ في عَبْدِكَ ،
أَوْ يَسْألُكَ عَنْ أَمْرِهِ ، فَقَدْ عَلِمْتُ يا إلهي ، أَنَّهُ لَيْسَ في
حُكْمِكَ ظَلْمُ ، وَلَا في نقْمَتك عجَلَةٌ ، إنَّما يَعْجَلُ مَنْ يَخَافُ
الفَوْتَ ، وَيَحْتَاجُ إلى الظُلْمِ الضعيفُ ، وَقَدْ تعالَيْتَ يا إلهي عَنْ
ذلِكَ.
إلهي فَلَا تَجْعَلْني لِلْبَلَاءِ غَرَضاً
، وَلَا لِنَقْمَتِكَ نَصَباً ، وَأمْهِلْني وَنَفْسِي ، وَأَقلني عَثْرَتي ،
وَلَا تَرُدَّ يَدِي في نَحْرِي ، وَلَا تُتْبِعْني بِبَلاءٍ ، فَقَدْ تَرَى
ضَعْفِي ، وَتَضَرُعي إلَيْكَ ، وَوَحْشتِي مِنَ النَّاسِ ، وَأُنْسِي بِكَ ،
أَعُوذُ بِكَ اليَوْمَ فأعِذْني ، وَأَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْني ، وَأَسْتَعينُ
بِكَ عَلَى الضَرَّاءِ فَأَعِنِّي ، وَأَسْتَنْصِرُكَ فَانْصُرني ، وَأَتوكَّلُ
عَلَيْكَ فَاكْفني ، وأُومنُ بِكَ فَآمِنِّي ، وَأَسْتَهْدِي بِكَ فَاهْدِني ،
وَأسْتَرْحِمُكَ فَارْحَمْني ، وَأسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تَعْلَمُ فَاغْفِر لي ،
وَأَسْتَرْزِقُكَ مِنْ فَضْلِكَ الواسِعِ ، فارْزُقْني ، ولا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ
إلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ... » .
لقد إتجه الامام 7 ، بمشاعره وعواطفه نحو الله تعالى ،
وناجاه بإيمان لا حدود له ، وقد طلب منه أجل وأسمى ما يطلبه المتقون ، والعارفون ،
فقد طلب منه خير الدنيا وخير الآخرة.
٨ ـ دعاؤه عند دخول الكعبة
كان الامام الصادق 7 ، يهتم إهتماما بالغا ، في الدخول إلى
الكعبة المعظمة ، وقد عهد إلى تلميذه الفقيه ، معاوية بن عمار ، أن لا يدخلها
بحذائه ، ويقول عند الدخول : اللهم : إنك قلت :« ومن دخله كان آمنا »
__________________
فَآمِنِّي مِنْ
عَذَابِ النار ، كما أمره بالصلاة ركعتين بين الاسطوانتين على الحمراء ، ويقرأ في
الركعة الاولى ( حم السجدة ) وفي الثانية عدد آياتها من القرآن ويصلي في زواياه
ويقول :
« اللّهُمَّ ، مَنْ تَهَيَّأَ ، أَوْ
تَعَبَّأَ ، أَوْ أسْتَعَدَّ ، أَوْ اسْتَعَدَّ لِوَفَادَةِ إلى مَخْلُوقٍ رَجَاءَ
رِفْدِهِ وَجَائِزَتَهِ ِ، وَنَوَافِلِهِ وَفَواضِلِهِ ، فَإلَيْكَ يا سَيِّدي ،
تَهْيِئَتي ، وَتَعْبِئَتي ، وَاسْتِعْدَادِي ، رَجَاءَ رَفْدِكَ ، وَنَوَافِلِكَ
، وَجَائِزَتِكَ ، فَلا تُخَيِّب اليَوْمَ رَجَائِي ، يا مَنْ لا يَخِيبُ
سَائِلُهُ ، وَلا يَنْقُصُ نَائِلُهُ ، فَإنِّي ، لَمْ آتِكَ اليَوْمَ ، بَعَمَلٍ
صَالِحٍ قَدَّمْتُهُ ، وَلا شَفَاعَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ ، وَلكِني أَتَيْتُكَ
مُقِرّاً بِالذُّنُوبِ وَالإٍسَاءَةِ على نَفْسي ، فَإنَّهًُ لا حُجَّةَ لي ، وَلا
عُذْرَ ، فَأَسْأَلُكَ يا مَنْ هُوَ كَذلِكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ
وَآلِهِ ، وَتُعْطِيَني مَسْأَلَتِي ، وَتُقِيلَني عَثْرَتِي ، وَتَقْبَلَني
بِرَغْبَتي ، وَلا تَرُدَّني مَجْبُوهاً مَمْنُوعاً ، وَلا خَائِباً ، يا عَظِيمُ
، يا عَظِيمُ ، يا عَظِيمُ ، اَرْجْوكَ يَا عَظيمُ ، أَسْأَلُكَ يَا عَظِيمُ أَنْ
تَغْفِرَ لي الذَّنْبَ العَظِيمَ ، يا عَظِيمُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ .. » .
أرأيتم سيد العارفين والمتقين ، كيف
يتذلل أمام الخالق العظيم؟ لقد علمنا كيف نخاطب الله تعالى؟ وكيف ندعوه ونتوسل
إليه؟
٩ ـ دعاؤه عند الحجر الاسود
أما بداية الطواف حول البيت المعظم ،
فمن الحجر الاسود ، وقد أثرت عن الامام الصادق 7
، بعض الادعية ، التي كان يدعو بها حول هذا الحجر المقدس ، وهي :
أ ـ روى الفقيه ، معاوية بن عمار ، عن
الامام الصادق 7
، أنه
__________________
قال له : إذا دنوت
من الحجر الاسود ، فارفع يديك ، واحمد الله ، وثن عليه ، وصل على النبي 9 واسأل الله أن يتقبل منك ، ثم استلم
الحجر وقبله ، فإن لم تستطع تقبله ، فاستلمه بيدك ، فام لم تستطع إن تستلمه بيدك
فأشر إليه ، وقل :
« اللّهُمَّ ، إَمَانَتِي أَدَّيْتُهَا
، وَمِيثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لي بِالمُوَافَاةِ ، اللّهُمَّ ،
تَصْدِيقاً بِكِتَابِكَ ، وَعَلَى سُنَّةِ نَبِيِّكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ
الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ،
آمَنْتُ بِالله ، وَكَفَرْتُ بِالجِبْتِ وَالطَاغُوتِ ، وَبِالَّاتِ وَالعُزَّى ،
وَعِبَادَةِ الشَّيْطَانِ ، وَعِبَادَةِ كُلِّ نِدٍّ يُدْعَى مِنْ دُونِ اللهِ ...
»
وأضاف الامام 7 قائلا : فإن لم تستطع أن تقول هذا كله
فبعضه ، وقل :
« اللّهُمَّ ، إلَيْكَ بَسَطْتُ يَدِي ،
وَفِيمَا عِنْدَكَ عَظُمَتْ رَغْبَتِي ، فَاقْبَلْ مَسْحَتي ، وَاغْفِرْ لي
وَارْحَمْني ، اللّهُمَّ ، إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الكُفْرِ وَالفَقْرِ ،
وَمَوَاقِفِ الخَزْيِ ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .. » .
ب ـ روى أبو بصير الثقة الجليل عن
الامام الصادق 7
أنه قال : إذا دخلت المسجد الحرام ، فامش حتى تدنوا من الحجر الاسود ، فتستلمه ،
وتقول :
« الحَمْدُ للهِ الذي هَدَانَا لِهَذَا
، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا الله ، سُبْحَانَ اللهِ ،
وَالحَمْدُ للهِ ، وَلَا إلهَ إلاَّ اللهِ ، وَاللهُ أكْبَرُ ، أكْبَرُ مِنْ
خَلْقِهِ ، وَأَكْبَرُ مِمَّنْ أَخْشَى وَأحْذَرُ ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ ،
وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ
__________________
المُلْكُ ، وَلَهُ
الحَمْدُ يُحْيى وَيُمِيتُ ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي بِيَدِهِ الخَيْرُ ، وَهُوَ على
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. ».
ثم امره بالصلاة على النبي وأله ،
والسلام على المرسلين ، والقول بعد ذلك :
« إنِّي أَومِنُ بِوَعْدِكَ ، وَأوُفي
بِعَهْدِكَ .. » .
١٠ ـ دعاؤه عند الطواف
وعلِّم الامام الصادق 7 ، تلميذه الفقيه معاوية بن عمار ،
الدعاء الذي يدعو به في حال طوافه ، قائلا : طف بالبيت سبعة أشواط ، وتقول في
الطواف :
« اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ
بِاسْمِكَ الذي يُمْشَي بِهِ على ظُلَلِ المَاءِ ، كَمَا يُمْشَي بِهِ على جَدَد
الَأرْضِ ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ ، الذي يَهْتَزُّ لَهُ عَرْشُكَ ، وَأَسْأَلُكَ
بِاسْمِكَ ، الذي تَهْتَزُ لَهُ أَقْدَامُ مَلَائِكَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ
، الذي دَعَاكَ بِهِ مُوسَى مِنْ جَانِبِ الطُّورِ ، فَاسْتَجْبْتَ لَهُ ، وَأَلْقَيْتُ
عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ ، الذي غَفَرْتَ بِهِ
لِمُحَمَّدٍ ، ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ ..
ثم تسأل حاجتك .. وكلما انتهيت إلى باب
الكعبة فصل على النبي 9
وتقول فيما بين الركن اليماني والحجر الاسود :
« رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا
حَسَنَةً وَفي الَآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ».
وقل في الطواف :
__________________
« اللّهُمَّ ، إنِّي إلَيْكَ فَقِيرٌ ،
وَإني خَائفٌ مُسْتَجِيرٌ ، فَلَا تُغَيِّرَ جِسْمي ، وَلَا تُبَدِّلَ إسْمِي ...
» .
١١ ـ دعاؤه عند الصفا
روى الفقيه الجليل ، معاوية بن عمار ،
عن الامام الصادق 7
، الدعاء الذي يدعو به عند الصفا ، فقد قال : فاصعد على الصفا حتى تنظر إلى البيت
، وتستقبل الركن الذي فيه الحجر الاسود ، فاحمد الله عزوجل وأثن عليه ، ثم اذكر من
آلائه ، وبلائه وحسن ما صنع إليك ما قدرت على ذكره ، ثم كبر الله سبعا ، واحمده
سبعا وقل :
« لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا
شَرِيكَ لَهُ ، له المُلْكُ ، وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَهُوَ حَيٌّ
لا يَمُوُتُ بِيَدهِ الخَيْرُ وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ،
تقول ذلك ثلاث مرات ثم صل على النبي
وآله وقل :
اللهُ أكْبَرُ ، الحَمْدُ للهِ على مَا
هَدَانَا ، الحَمْدُ للهِ على مَا أَوْلَانَا ، الحَمْدُ للهِ الحَيِّ القَيُّومِ
، وَالحَمْدُ للهِ الحَيِّ الدَائِمِ ، ثلاث مرات ـ وقل : أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ
إلاَّ اللهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، لا نَعْبُدُ
إلاَّ إيَّاهُ ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكوُنَ ـ ثلاث
مرات ـ ثم تقول : اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةِ ،
وَاليَقِينَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ـ ثلاث مرات ـ اللّهُمَّ ، آتِنَا في
الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذَابَ النَّارِ ـ ثلاث
مرات ـ ثُمَّ تُكَبِّرُ اللهَ مَائَةَ مَرَّةٍ ، وَتُهَلِّلُهُ مَائَةَ مَرَّةٍ ،
وَتَحْمَدُهُ مَائَةَ مَرَّةٍ ، وَتُسَبِّحُهُ مَائَةَ مَرَّةٍ ، ثم تقول :
__________________
لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَه وَحْدَه ،
أَنّجَزَ وَعْدَهْ ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ ، وَغَلَبَ الَأحْزَاب وَحْدَه ، فَلَهُ
المُلْكُ ، وَلَهُ الحَمْدُ وَحْدَهُ ، وَحْدَهُ ، اللّهُمَّ ، بَاركْ لي في
المَوْتِ ، وَفِيمَا بَعْدَ المَوْتِ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ
ظُلْمَةِ القَبْرِ وَوَحْشَتِهِ ، اللّهُمَّ ، أَظِلَّني في طِل عَرْشِكَ ، يَوْمَ
لا ظِلَّ إلاَّ ظِلُّكَ ...
وأمره بالاستكثار من القول في استيداع
دينه ، ونفسه وأهله ، عند الله عز وجل ، ثم القول :
أَسْتَوْدِعُ اللهَ الرَّحْمنَ
الرَّحِيمَ ، الذي لا تَضِيعُ ودائعُهُ دِيني ، وَنَفْسِي ، وَأَهْلي ، اللّهُمَّ
، اسْتَعْمِلْني على كِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبيِّكَ ، وَتَوَفَّني على مِلَّتِه ،
وَأَعِذْني مِنْ الفِتْنَةِ.
ثم تكبر ثلاثا ، ثم تكبر واحدة ، ثم
تعيدها فإن لم تستطع فبعضه
ومثلت هذه الادعية ، وهذا الذكر روحانية
الاسلام ، الذي يسمو بالانسان إلى مستوى رفيع ، يجعله جديرا بأن يكون خليفة لله في
أرضه.
١٢ ـ دعاؤه عند الصفا والمروة
سأل جميل الامام الصادق 7 ، أن يعلمه دعاءا مؤقتا يقوله على
الصفا والمروة ، فعلمه الامام 7
هذا الدعاء :
« لا إلهَ إلاَّ اللهَ ، وَحْدَهُ لا
شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ ، وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَيُمِيتُ
وَيُحيي ، وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ .. » .
__________________
١٣ ـ دعاؤه في عشية عرفة
كان الامام الصادق 7 ، يستقبل عشية عرفة ، بالدعاء ،
والابتهال إلى الله تعالى ، وكان يحيي تلك الليلة المباركة ، بالعبادة والطاعة ،
وكان مما يدعو به هذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، هَذِه الَأيَّامُ التي
فَضَّلْتَهَا على غَيْرِهَا مِنَ الَأيَّامِ ، وَشَرَّفْتَهَا ، وَقَدْ
بَلَّغْتَنِيهَا بِمَنِّكَ ، وَرَحْمَتِكَ ، فَأَنْزلَ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ
، وَأسْبغْ عَلَيْنَا فِيهَا مِنْ نَعْمَائِكَ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ
أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَهْدِينَا فِيهَا سبيل
الهُدَى ، وَتَرْزُقَنَا فِيهَا التَقْوَى ، وَالعَفَافَ ، وَالغِنَى ، وَالعَمَلَ
بِمَا تُحبُ وَتُرْضَىْ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ ، يا
مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوَى ، وَيا سَامِعَ كُلِّ نَجْوَى ، وَيَا شَاهِدَ كُلِّ
مَلَاءٍ ، وَيَا عَالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ ، أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ ، وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَكْشِفَ عَنَّا فِيهَا البَلَاءَ ، وَتَسْتَجيبَ لَنَا فِيهَا
الدُّعَاءَ ، وَتُقَوِّيَنَا فِيها ، وَتُعِينَنَا ، وَتُوَفِقَنَا فِيها ، رَبَّنَا
، لِمَا تُحِبُ وَتُرْضَى ، وَعلى ما افَتَرَضْتَ عَلَيْنَا مِنْ طَاعَتِكَ ،
وَطَاعَةِ رَسُولِكَ ، وَأَهْلِ وِلَايَتِكَ ،
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ يا
أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أَنْ تُصَليَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ
تَهَبَ لَنَا فِيهَا الرِّضَا ، إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ، وَلا تَحْرِمْنَا
خَيْرَ مَا نَزَلَ فِيهَا مِنَ السَّمَاءِ ، وَطَهِّرْنَا مِنَ الذُّنُوبِ يا
عَلَّامَ الغُيُوبِ ، وَأَوْجِبْ لَنَا فِيها دَارَ الخُلُودِ ، اللّهُمَّ صَلِّ
على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلَا تَتْرُكْ لَنَا فِيهَا ذَنْباً إلاَّ
غَفَرْتَهُ ، وَلا هَمًّا إلاَّ فَرَجْتَهُ ، وَلا دَيْناً إلاَّ قَضَيْتَهُ ،
وَلا غَائِباً إلاَّ أَدْنَيْتَهُ ، وَلا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ إلاَّ سَهَّلْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
اللّهُمَّ ، يا عَالِمَ الخَفِيَّاتِ ،
وَيا رَاحِمَ العَبَرَاتِ ، يا مُجِيبَ الدَعَوَاتِ ، يا رَبِّ الَأرَضِينِ
وَالسَّموَاتِ ، يا مَنْ لا تَتَشَابَهُ عَلَيْهِ الَأصْوَاتُ ، صَلِّ على
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنَا فِيهَا مِنْ عُتَقَائِكَ وَطُلَقَائِكَ
مِنَ النَّارِ ، وَالفَائِزِينَ بِجَنَّتِكَ ، النَّاجِينَ بِرَحْمَتِكَ يا
أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أجْمَعِينَ ،
وَسَلَّمْ تَسْليماً .. ».
وانتهى هذا الدعاء الشريف ، وكان الامام
7 ، يقرأه
أيضا بعد صلاة الصبح ، وقبل المغرب إلى ليلة المزدلفة. .
١٤ ـ دعاؤه الاول في يوم عرفة
إن يوم عرفة من الايام المعظمة في
الاسلام ، ففيه ، وقوف حجاج بيت الله الحرام في ذلك المكان المقدس ، من الزوال إلى
الغروب ، ويستحب إحياء تلك الفترة بالدعاء والصلاة ، وذكر الله ، وكان الامام
الصادق 7 ، بعد أداء
صلاة الظهر ، والعصر يكبر الله مائة مرة ، ويحمده مائة مرة ، ويسبحه مائة مرة ،
ويقرأ سورة التوحيد مائة مرة ، ثم يقرأ هذا الدعاء الجليل :
« لا إلهَ إلاَّ اللهُ الحَلِيمُ ،
الكَرِيمُ ، لا إلهَ إلاَّ اللهُ العَلِيُّ العَظِيمُ ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ
السَّموَاتِ ، وَرَبِّ الَأرْضِينَ السَّبْعِ وَمَا فِيهِنَّ ، وَمَا بَيْنَهُنَّ
، وَرَبِّ العَرْشِ العَظِم. وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، اللّهُمَّ ،
إيَّاكَ أَعْبُدُ ، وَإيَّاكَ أَسْتَعِينُ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أُرِيدُ أَنْ
أُثْنِيَ عَلَيْكَ ، وَمَا عَسَى أَنْ أَبْلُغَ مِنْ مَدْحِكَ مَعَ قِلَّةِ عَمَلي
، وَقِصَرِ رَأيي وَأَنْتَ الخَالِقُ ، وَأَنَا المَخْلُوقُ ، وَأَنْتَ المَالِكُ
، وَأَنَا المَمْلُوكُ ، وَأَنْتَ الرَبِّ ، وَأَنَا العَبْدُ ، وَأَنْتَ
العَزِيزُ وَأَنَا الذَّليلُ ، وَأَنْتَ القَوِيُّ ، وَأَنَا الضَّعِيفُ ،
وَأَنْتَ الغَنيُّ وَأَنَا الفَقِيرُ ، وَأَنْتَ
__________________
المُعْطِي وَأَنَا
السَّائِلُ ، وَأَنْتَ الغَفُورُ وَأَنَا الخَاطِىءُ ، وَأَنْتَ الحَيُّ الذي لا
يَمُوتُ ، وَأَنَا مَخْلُوقٌ أَمُوتُ.
اللّهُمَّ ، أَنْتَ اللهُ رَبُّ
العَالَمِينَ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَزيزُ الحَكيمُ ، وَأَنْتَ
اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَلِيُّ العَظِيمُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إله إلاَّ
أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، مَالِكُ
يَوْمِ الدِّينِ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، مُبْدِىءُ كُلِّ شَىْءٍ
وَإلَيْكَ يَعُودُ ، وَأَنْتَ اللهُ خَالِقُ الخَيْرِ وَالشَرِّ ، وَأَنْتَ اللهُ
لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الوَاحِدُ ، الَأحَدُ ، الصَمَدُ ، لَمْ تَلِدْ وَلَمْ
تُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفْواً أَحَدٌ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ
أَنْتَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَهَادَة ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ
المَلِكُ القُدُّوسُ ، السَّلَامُ ، المُؤْمِنُ ، المُهَيْمِنُ ، العَزِيزُ ،
الجَبَّارُ ، المُتَكَبِّرًُ ، سُبْحَانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ ، وَأَنْتَ
اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الخَالِقُ ، البَارِىءُ المُصَوِّرُ ، يُسَبِّحًُ لَكَ
ما في السماواتِ وَالَأرْضِ ، وَأَنْتَ العَزِيزُ الَحَكِيمُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا
إلهَ إلاَّ أَنْتَ الكَبِيرُ ، وَالكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُكَ. اللّهُمَّ ، أَنْتَ
سَابِغُ النَّعْمَاءِ حَسَنُ البَلَاءِ ، جَزِيلُ العَطَاء ، مُسْقِطُ القَضَاءِ ،
بَاسِطُ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ ، نَفَّاعُ بِالخَيْرَاتِ ، كَاشِفُ الكِرْبَاتِ
، رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ، مُنَزِّلُ الَآيَاتِ ، مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَموَاتِ ،
عَظِيمُ البَرَكَاتِ ، مُخْرِجٌ مِنَ النُّورِ إلى الظُّلُمَاتِ ، مُبَدِّلُ
السَيِّئَاتُ حَسَنَاتِ ، وَجَاعِلٌ الحَسَنَاتِ دَرَجَاتِ.
اللّهُمَّ ، إنَّكَ دَنَوْتَ في
عُلُوِّكَ ، وَعَلَوْتَ في دُنُوِّكَ ، فَدَنَوْتَ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ ،
وَارْتَفَعْتَ فَلَيْسَ فَوْقِكَ شَيْءٍ ، تَرَى وَلا تُرَى ، وَأَنْتَ
بِالمَنْظَرِ اَلَأعْلَى ،فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى ، لَكَ ما في السَّمَاوَاتِ
العُلَى ، وَلَكَ الكِبْرِيَاءُ في الَآخِرَةِ وَاَلُأولَى ،
اللّهُمَّ ، إنَّكَ غَافِرُ الذَّنْبِ
وَقَابِلُ التَّوْبِ ، شَدِيدُ العِقَابِ ، ذو
الطَّوِل ، لا إلهَ
إلاَّ أَنْتَ إلَيْكَ المَصِيرُ ، وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ كُلَّ شَيْءٍ ، وَبَلَّغْتَ
حُجَّتَكَ ، وَلا مُعَقِّبِ لِحُكْمِكَ ، وَأَنْتَ تُجِيبُ سَائِلكَ ، أَنْتَ الذي
لا رَافِعَ لِمَا وَضَعْتَ ، وَلا وَاضِعَ لِمَا رَفَعْتَ ، أَنْتَ الذي ثَبَتَ
كُلِّ شَيْءٍ بِحُكْمِكَ ، وَلا يَفُوتُكَ شَيْءٌ بِعِلْمِكَ ، وَلا يَمْتَنِعُ
عَنْكَ شَيْءٌ ، أَنْتَ الذي لا يُعْجِزُكَ هَارِبُكَ ، وَلا يَرْتَفِعُ صَرِيعَكَ
وَلا يُحْيَا قَتِيلُكَ ، أَنْتَ عَلَوْتَ فَقَهَرْتَ ، وَمَلَكْتَ فَقَدَرْتَ ،
وَبَطَنْتَ فَخَبَرْتَ ، وَعلى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرْتَ ، عَلِمْتَ خَائِنَةَ
الَأعْيُنِ ، وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ، وَتَعْلَمُ مَا تُحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى
وَمَا تَضَعُ ، وَمَا تَغِيضُ الَأرْحَامُ ، وَمَا تَزْدَادُ ، وكُلُّ شَيْءٍ
عِنْدَكَ بِمقْدَارٍ ، أَنْتَ الذي لا تَنْسَى مَنْ ذَكَرَكَ ، وَلا تُضِيعُ مَنْ
تَوَكَّلَ عَلَيْكَ ، أَنْتَ الذي لا يُشْغِلُكَ ما في جَوِّ أَرْضِكَ عَمَّا في
جَوِّ سَمَائِكَ ، وَلَا يُشْغِلُكَ مَا في جَوِّ سَمَاوَاتِكَ عَمَّا في جَوِّ
أَرْضِكَ ، أَنْتَ الذي تَعَزَّزْتَ في مُلْكِكَ ، وَلَمْ يُشْرِكْكَ أَحَدٌ في
جَبَروتِكَ ، أَنْتَ الذي عَلَا كُلَّ شَيْءٍ ، وَمَلَكَ كُلِّ شَيْءٍ أَمْرُكَ ،
أَنْتَ الذي مَلَكْتَ المُلُوكَ بِقُدْرَِتَك ، وَاسْتَعْبَدْتَ الَأرْبَابَ
بِعِزَّتِكَ ، وَأَنْتَ الذي قَهَرْتَ كُلَّ شَيْءٍ بِعِزَّتِكَ ، وَعَلَوْتَ
كُلِّ شَيْءٍ بِفَضْلِكَ ، أَنْتَ الذي لا يَسْتَطَاعُ كُنْهُ وَصْفِكَ ، وَلا
مُنْتَهَى لِمَا عِنْدَكَ ، أَنْتَ الذي لا يَصِفُ الوَاصفُونَ عَظَمَتَكَ ، وَلا
يَسْتَطِيعُ المْزَائلونَ تَحْوِيلَكَ ، أَنْتَ شِفَاءٌ لِمَا في الصُّدُورِ ،
وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ، أَنْتَ الذي لا يُحيفُكَ سَائِلٌ ، وَلا
يَنْقِصُكَ نِائِلٌ ، وَلا يَبْلُغُ مِدْحَتَكَ مَادِحٌ ، وَلا قَائِلٌ ، أَنْتَ
الكَائِنُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَالمُكَوِّنُ لِكُلِّ شَيْءٍ ، وَالكَائِنُ
بِعلَّةِ كُلِّ شَيْءٍ ، أَنْتَ الوَاحِدُ الصَّمَدُ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ ، وَلَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً ،
السَّموَاتُ وَمَنْ فِيهِنَّ لَكَ ، وَاَلَأرْضُونَ وَمَنْ فِيهنَّ لَكَ ، وَمَا
بَيْنَهُنَّ ، وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ، أَحْصَيْتَ كُلِّ شَيْءٍ ( عَدَداً ) ،
وَأَحَطْتَ بِهِ
عِلْماً ، وَأَنْتَ
تَزِيدُ في الخَلْقِ مَا تَشَاءُ ، وَأَنْتَ الذي لا تُسْأَلُ عَمَّا تَفْعَلُ ،
وَهُمْ يَسْأَلوُنَ ، وَأَنْتَ الفَعَّالُ لِمَا تُرِيدُ ، وَأَنْتَ القَرِيبُ
وَأَنْتَ البَعِيدُ ، وَأَنْتَ السَّمِيعُ ، وَأَنْتَ البَصِيرُ ، وَأَنْتَ المَاجِدُ
وَأَنْتَ الوَاحِدُ ، وَأَنْتَ العَلِيمُ ، وَأَنْتَ الكَرِيمُ ، وَأَنْتَ
البَارُّ وَأَنْتَ الرَّحِيمُ ، وَأَنْتَ القَادِرُ ، وَأَنْتَ القَاهِرُ ، لَكَ
الَأسْمَاءُ الحُسْنَى كُلُّهَا ، وَأَنْتَ الجَوُادُ الذي لا يَبْخَلُ ، وَأَنْتَ
العَزِيزُ الذي لا يُذَلُّ ، وَأَنْتَ مُمْتَنِعٌ لا يَرَامُ ، يُسَبِّحُ لَكَ ما
في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، وَأَنْتَ بِالخَيْرِ أَجْوَدُ مِنْكَ بِالشرِّ ،
رَبِّي وَرَبَّ َآَبائي الَأوَّلِينَ ، أَنْتَ تُجِيبُ المُضْطَرَّ إذَا دَعَاكَ ،
وَأَنْتَ نَجَّيْتَ نُوحاً مِن الغَرَقِ ، وَأَنْتَ الذي غفرْت لِدَاوودَ ذَنْبَهُ
، وَأَنْتَ الذي نفَّسْتَ عَنْ ذِي النُّونِ كَرْبَهُ ، وَأَنْتَ الذي كَشَفْتَ
عَنْ أَيُّوب ضُرَّهُ ، وَأَنْتَ الذي رَدَدْتَ مُوسَى على أُمَّه ، وَصَرَفْتَ
قُلُوبَ السَّحَرَةِ إلَيْكَ. حَتَّى قَالُوا : آمَنَّا بِرَبِّ العَالَمِينَ ،
وَأْنَتَ وَليُّ نِعْمَةِ الصَّالِحِينَ ، لا يُذْكَرُ مِنْكَ إلاَّ الحَسَنُ
الجَمِيلُ ، وَمَا لا يُذْكَرُ أَكثَرُهُ ، لَكَ الآلَاءُ وَالنَّعمَاءُ ،
وَأَنْتَ الجَمِيلُ لا تُبْلَغُ مَدْحَتُكَ وَلا الثَّنَاءُ عَلَيْكَ ، أَنْتَ
كَمَا أَثْنَيتَ على نَفْسِكَ ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، تَبَارَكت أَسْمَاؤُكَ
، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ ، ما أَعْظَمَ شَأْنَكَ ، وَأَجَلَّ مَكَانَكَ ، وَمَا
أَقْرَبَكَ مِنْ عِبَادِكَ ، وَأَلْطَفَكَ بِخَلْقِكَ ، وَأَمْنَعَكَ بِقُوَّتِكَ
، أَنْتَ أعَزُّ وَأَجَلُّ ، وَأَسْمَعُ وَأَبْصَرُ وأَعَلْىَ وَأَكْبَرُ
وَأَظْهَرُ ، وَأَشْكُرُ ، وَأَقْدَرُ ، وَأَعْلَمُ ، وَأَجْبَرُ وَأَكْبَرُ ،
وَأَعْظَمُ وَأَقْرَبُ ، وَأَمْلَكُ ، وَأَوْسَعُ ، وَأَصْنَعُ ، وَأَعْطَى ،
وَأَحْكَمُ ، وَأَفْضَلُ ، وَأَحْمَدُ ُِمَن أَنْ تُدْرِكُ العَيْنانِ عَظَمَتَكَ
، أَوْ يَصِفُ الوَاصِفُون ( جَلَالَكَ ) أَوْ يَبْلُغوا غَايَتَكَ.
اللّهُمَّ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ
إلاَّ أنَتْ َأَجَلُّ مِنْ ذُكِرَ ، وَأَشْكَرُ مَنْ عُبِدَ ، وَأَرْأَفُ من
مَلَكَ ، وَأَجْوَدُ مَنْ سُئِلَ ، وَأَوْسَعُ مَنْ أَعْطَى ، تَحْلُمُ بَعْدَ ما
تَعْلَمُ ،
وَتَعْفُو وَتَغْفِرُ مَا تُقَدِّرُ ، لَمْ تُطَعُ إلاَّ بِإذْنِكَ ، وَلَمْ
تُعْصَ قَطُّ إلاَّ بِقُدْرَتِكَ ، تُطَاعُ رَبَّنَا فَتُشْكَرُ ، وَتُعْصَى
رَبَّنَا فَتَغْفِرُ.
اللّهُمَّ ، أَنْتَ أَقْرَبُ حَفِيظٍ ،
وَأَدْنَى شَهِيدٍ ، حُلْتَ بَيْنَ القُلُوبِ ، وَأَخَذْتَ بِالنَوَاصِي ،
وَأَحْصَيْتَ الَأعْمَالَ ، وَعَلِمْتَ الأخْبَارَ ، وَبِيَدِكَ المَقَادِيرُ ،
وَالقْلُوبُ إلَيْكَ مُقْصِدَةٌ ، وَالسِرُّ عِنْدَكَ عَلَانِيَةٌ ، وَالمُهْتَدِي
مَنْ هَدَيْتَ ، وَالحَلَالُ ما حَلَّلْتَ ، وَالحَرامُ مَا حَرَّمْتَ ،
وَالدِّينُ مَا شَرَعْتَ ، وَالأمْرُ ما قَضَيْتَ ، تَقْضِي ، وَلا يُقْضَىَ
عَلَيْكَ.
اللّهُمَّ ، أَنْتَ الَأوَّلُ فَلَيْسَ
قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ
البَاطِنُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٍ ، اللّهُمَّ ، بِيَدِكَ مَقَادِيرُ النَصْرِ
وَالخُذلَانِ ، وَبِيَدِكَ مَقَادِيرُ الخَيْرِ وَالشَرِّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لي كُل ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ في ظُلْمةِ اللَّيْلِ
وَضَوْءِ النَّهَارِ ، عَمْداً أَوْ خَطَأً ، سِرّاً أَوْْ عَلَانِيَةً ، إنَّكَ على
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَهُوَ عَلْيْكَ يَسِيرٌ. وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ
بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أُثْنِي عَلَيْكَ
بِأَحْسَنِ ما أقَدْرِ ُعَلَيْهِ ، وَأَشْكُرُكَ بِمَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ ،
وَعَلَّمْتَني مِنْ شُكْرَِك ، اللّهُمَّ ، فَلَكَ الحَمْدُ بِمَحَامِدِكَ
كُلِّهَا ، على نَعْمَائِكَ كُلِّها ، وَعلى جَمِيعِ خَلْقِكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ
الحَمْدُ ، إلى مَا تُحِبُّ رَبَّنَا وَتَرْضَى ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَدَدَ
ما خَلَقْتَ ، وَعَدَدَ مَا ذَرَأْتَ ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ مَا بَرَأْتَ ،
وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما أَحْصَيْتَ ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ مَا في
السَّموَاتِ وَالَأرْضِينَ ، وَلَكَ الحَمْدُ ملء الدُّنْيَا والآخِرَةِ.
وكان يقول : بعد هذا الدعاء عشر مرات :
لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وله الحمد يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت بيده
الخير وهو على كل شيء قدير.
ثم يقول عشرا :
أسْتَغْفِرُ اللهُ الذي لا إلهَ إلاَّ
هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ ، وَأَتُوب إلَيْهِ.
ويقول عشرا ما يلي :
أ ـ يا رَحْمنُ ، يا رَحْمنُ.
ب ـ يا رَحِيمُ ، يا رَحِيمُ.
ج ـ يا بَدِيعَ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ.
د ـ يا ذَا الجَلَالِ وَالإكْرَامِ.
ه ـ يا حَنَّانُ ، يا مَنَّانُ.
و ـ يا حَيُّ ، يا قَيٌّومْ.
ز ـ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ.
ح ـ اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ.
اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ ، يا وَلِيَّ
الحَمْدُ ، وَمْنْتَهَى الحَمْدُ ، وَفيَّ الحَمْدُ ، عَزِيِزَ الجْنْدِ ،
قَدِيِمَ المَجْدِ ، الحَمْدُ للهِ الذي كَانَ عَرْشَهُ على المَاءِ ، حِينَ لا
شَمْسٌ تُضِىءُ ، وَلا قَمرٌ يَسْرِي ، وَلا بَحْرٌ يَجْرِي ، وَلا رِيَاحٌ
تَذْرِي ، وَلا سَمْاءٌ مَبْنِيَّةٌ ، وَلا أَرْضٌ مَدْحُوَّةٌ ، وَلا لَيْلٌ
يَجِنُّ ، وَلا نَهَارٌ يَكِنُّ ، وَلا عَيْنٌ تَنْبَعُ ، وَلا صَوْتُ يُسْمَعُ ،
وَلا جَبَلٌ مَرْسُوٌّ ، وَلا سَحَابٌ مُنْشَأُ ، وَلا إْنسٌ مُبْرَأُ ، وَلا
جِنٌّ مُذْرَأُ ، وَلا مَلَكٌ كَرِيمٌ ، وَلا شَيْطَانٌ رَجِيمٌ ، وَلا ظِلٌّ مَمْدُودٌ
، وَلا شَيْءٌ مَعْدُودٌ ، الحَمْدُ للهِ الذي اسْتُحْمِدَ ، إلى مَنْ
اسْتَحْمِدُهُ مِنْ أَهْلِ مَحَامِدِهِ ، لِيَحْمُدُوهُ على مَابَذَلَ مِنْ
نَوَافِلِهِ ، التي فَاقَ مَدْحَ المُادِحِينَ ، مَآثِرُ مَحَامِدِهِ ، وَعَدَا
وَصْفَ الوَاصِفِينَ هَيْبَةُ جَلَالِهِ ، وَهُوَ أَهْلٌ
لِكُلِّ حَمْدٍ ،
وَمُنََْتهى كُلِّ رَغٍَْبة ، الوَاحِدُ الذي لا بَدْءَ لَهُ المَلِكُ الذي لا
زَوَالَ لَهُ ، الرَّفِيعُ الذي لَيْسَ فَوْقَهُ نَاظِرٌ ، ذو المَغِْفَرة
وَالرَّحْمَةِ ، المَحْمُودُ لِبَذْلِ نَوَائِلِهِ ، المَعْبُودُ بهَيْبَةِ
جَلَالِهِ ، المَذْكُورُ بِحُسنِ آلائِهِ ، المَنَّانُ بِسَعَةِ فَوَاضِلِهِ ،
المَرْغُوبُ إلَيْهِ في إتْمَامِ المَوَاهِبِ ، مِنْ خَزَائِنِهِ ، العَظِيمُ
الشَّأْنِ ، الكَرِيمُ في سُلْطَانِهِ ، العَلِيُّ في مَكَانِهِ ، المُحسنُ في
امْتِنَانِهِ ، الجَوادُ في فَوَاضِلِهِ.
الحَمْدُ للهِ ، بَاِرىءِ خَِْلق
الَخْلُوقِينَ بِعِلْمِهِ ، وَمُصَوِر أَجْسَادُ العِبَادِ بِقُدْرَتهِ ،
وَمُخَالِفِ صُوَر ِمَنْ خَلَقَ مِنْ خلْقِهِ ، وَنَافِخِ الَأرَْواحِ في خَلْقِهِ
بِعِلْمِهِ ، وَمُعَلِّمِ مَنْ خَلَقَ مِنْ عِِبَادِهِ اسْمَهُ ، وَمُدَبِّرِ
خَلْقِ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ بِعَظَمَتِه ، الذي وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَ
كُرْسِيِّهِ ، وَعَلَا بِعَظَمَتِهِ فَوْقَ الأعْلِينَ ، وَقَهَرَ المُلُوكَ
بِجَبَرُوتِهِ ، الجَبَّارِ الَأعْلَى ، المَعْبُودِ في سُلْطَانِهِ ،
المُتَسَلِّطِ بِقُوَّتِهِ ، المُتَعَالي في دُنُوهِ ، المُتَدَانِي في
ارْتِفَاعِهِ ، الذي نَفَذَ بَصَرُهُ في خَلْقِهِ ، وَحَارَتِ الَأبْصارُ
بِشُعَاعِ نُورِهِ.
الحَمْدُ للهِ الحَلِيمِ الرَّشِيدِ ،
القَوِيِ الشَّدِيدِ ، المُبْدِىءِ المُعِيدِ ، الفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ ، الحَمْدُ
للهِ مُنْزِلُ الآيَاتِ ، وَكَاشِفِ الكَرْبَاتِ ، وَبَاني السَّموَاتِ. الحَمْدُ
للهِ في كُلِّ زَمَانٍ ، وَفي كُلِّ مَكَانٍ ، وَفي كُلِّ أَوَانٍ ، الحَمْدُ للهِ
الذي لا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ وَلا يُخِيبُ مَنْ دَعَاهُ ، وَلا يُذَلُّ مَنْ
وَالَاهُ ، الذي يُجْزِي بِالإِحْسَانِ إحْسَاناً ، وَبِالصَّبْرِ نَجَاةً ،
الحَمْدُ للهِ الذي لَهُ مَا في السَّموَاتِ وَمَا في الَأرْضِ ، وَلَهُ الحَمْدُ
في الآخِرَةِ ، وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ ، الحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّموَاتِ
وَالَأرْضِ ، جَاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً ، أولِى أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ
وَرُبَاعَ ، يَزِيدُ في الخَلْقِ مَا يَشَاءُ ، إنَّ اللهَ على كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرُ ، سُبْحَانَ اللهُ وَالحَمْدُ للهِ ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ ، وَاللهُ
أَكْبَرُ ، وَلا حَوْلَ وَلا
قُوَّةَ إلاَّ
بِاللهِ ، وَسُبْحَانَ اللهُ حِينَ تُمْسُونَ ، وَحِينَ تُظْهرُونَ ، وَسُبْحَانَ
اللهُ آنَاءَ اللَّيْلِ ، وَأَطرَافَ النَّهَارِ ، وَسُبْحَانَ اللهٌ بِالغُدُوِّ
، وَالآصَالِ ، وَسُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُوُنَ ،
وَسَلَامٌ على المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، وَالحَمْدُ
للهِ كَمَا يُحِبُ رَبُّنَا ، وَكَمَا يَرْضَى ، حَمّداً كَثِيراً ، طَِّيباً ،
كُلَّمَا سَبَّحَ اللهُ شَيْءٌ ، وَكَمَا يُحِبُ اللهُ أَنْ يُسَبَّحَ ،
وَالحَمْدُ للهِ كُلَّمَا حَمَدَ اللهُ شَيْىٌ ، وَكَمَا يُحِبُ اللهُ أَنْ
يُحْمَدُ ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ كُلَّمَا هَلَّلَ الله شَيْءٌ وَكَمَا يُحِبُّ
الله أَنْ يُهَلَّلَ ، وَاللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا كَبَّرَ اللهُ شَيْءٌ وَكَمَا
يُحِبٌّ اللهُ أَنْ يُكَبَّرَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ العَلِّي
العَظِيم ... » .
وقدم الامام 7 ، في هذا الدعاء الجليل ، جميع ما في
قاموس الثناء ، والتمجيد ، من كلمات مشرقة ، إلى الله تعالى ، كما أبدى جميع صنوف
التذلل والعبودية.
وقد ذكر الامام 7 ، في هذا الدعاء ، ألطاف الله البالغة
على أنبيائه ، ورسله ، والصالحين من عباده ، الذين أنقذهم من ويلات الطغاة وشرورهم
١٥ ـ دعاؤه الثاني في يوم عرفة
من ذخائر أدعية الامام الصادق 7 ، هذا الدعاء الجليل ، فقد حفل بمطالب
جليلة ومضامين عالية ، وكان 7
، يدعو به في يوم عرفة ، قبل الشروع فيه ، كان يكبر الله تعالى مائة مرة ، ويهلله
مائة مرة ، ويسبحه مائة مرة ، ويقدسه مائة مرة ، ويقرأ آية الكرسي مائة مرة ،
ويصلي على النبي وآله مائة مرة ثم يقرأ هذا الدعاء :
__________________
« إلهي ، وَسَيِّدِي ، وَعِزَّتِكَ
وَجَلَالِكَ ، مَا أَرَدْتُ بِمَعْصِيَتي لَكَ ، مُخَالَفَةَ أَمْرِكَ ، بَلْ عَصَيْتُ
إذْ عَصَيْتُكَ ، وَمَا أَنَا بِنِكَالِكَ جَاهِلٌ ، وَلا لِعُقُوبَتِكَ
مُتَعَرَّضٌ ، وَلكِنْ سَوَّلْتْ لي نَفْسِي وَغَلَبَتْ عَلَيَّ شِقْوَتي ،
وَأَعَانَنِي عَلَيْهِ عَدُوُّكَ ، وَعَدُوِّي ، وَغَرَّنِي سِتْرُكَ المُسْبَلِ
عَلَيَّ فَعَصَيْتُكَ بِجَهْلي ، وَخَالَفْتُكَ بِجُهْدِي ، فَالآنَ مِنْ
عَذَابِكَ مَنْ يُنْقِذُني؟ وَبِحَبْلِ مَنْ أَتَّصِلُ ، إنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ
عَنِّي؟ أَنَا الغَرِيقُ المُبْتَلى فَمَنْ سَمِعَ بِمِثْلي ، أَوْ رَأى مِثْلَ
جَهْلي؟ لا رَبِّ غَيْرُكَ يُنَجِّيني ، وَلا عَشيرَةَ تَكْفِيني ، وَلا مَالَ
يَفْدِيني ، فَوَعِزَّتِكَ يا سَيِّدِي لَأطْلُبَنَّ إلَيْكَ ، وَعِزَّتِكَ يا
مَوْلايَ لَأتْضَرَّعَنَ إلَيْكَ .. وَعِزَّتِِكَ يا إلهي لأبْتَهِلَنَّ إلَيْكَ ،
وَعِزَّتِكَ يا رَجَائِي لأمُدَّنَ يَدَيَّ مَعَ جُرْمِهِما إلَيْكَ.
إلهي : مَنْ لي يا مَوْلاي؟ بِمَنْ
أَلُوذُ يا سَيِّدي؟ فَبِمَنْ أَعُوذُ يا أَمَلي؟ فَمَنْ أَرْجُو؟ أَنْتَ ، أَنْتَ
، إنْقَطَعَ الرَّجَاءُ إلاَّ مِنْكَ ، وَحْدَكَ ، لا شَرِيكَ لَكَ ، يا أَحَدَ
مَنْ لا أَحَدَ لَهُ ، يا أَكْرَمَ مَنْ أُقِرُّ لَهُ بِالذَّنْبِ ، يا أَْعَّز
مَنْ أَخْضَعُ لَهُ بِذُلٍّ ، يا أَرْحَمَ مَنْ أَعْتَرِفُ لَهُ بِجُرْمٍ ،
لِكَرَمِكَ أَقْرَرْتُ بِذُنُوبِي ، وَلِعِزَّتِكَ خَضَعْتُ بِذِلَّتي ، فَمَا
صَانِعٌ يا مَوْلَايَ؟ وَلِرَحْمَتِكَ اعْتَرَفْتُ بِجُرْمِي ، فَمَا أَنْتَ
فَاعِلٌ سَيِّدي لِمُقِرٍّ لَكَ بِذَنْبِهِ ، خَاضِعٍ لَكَ بِذُلِّهِ ، مُعْتَرِفٍ
لَكَ بِجُرْمِهِ؟
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَاسْمَعِ ـ اللّهُمَّ ـ دُعَائِي ، إذَا دَعَوْتُكَ ، نِدَائي إذَا
نَادَيْتُكَ ، وَأقْبِلْ عَلَيَّ إذَا نَاجْيْتُكَ ، فَإنِّي أُقِرُّ لَكَ
بِذُنُوبي وَأَعْتَرِفُ ، وَأَشْكو إلَيْكَ مَسْكَنَتِي وَفَاقَتي ، وَقَسَاوَةَ
قَلْبِي ، وَضُري ، وَحَاجَتي ياخَيْرَ مَنْ أَنِسَتْ بِهِ وَحْدَتِي ،
وَنَاجَيْتُهُ بِسِرِّي ، يا أَكْرَمَ مَنْ بَسَطْتُ إلَيْهَ يَدِي ، وَيَا
أَرْحَمَ مَنْ مَدَدْتُ إلَيْهِ عُنُقِي ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ
وَآلِهِ ، وَاغْفِرْ
لي ذُنُوبِي ، التي نَظََرْت َإلَيْهَا عَيْنَايَ ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ
وَآلِهِ ، وَاَغْفِرْ لي ذُنُوبِي التي اكْتَسَبَتْهَا يَدَايَ ، وَاغْفِرْ لي
ذُنُوبِي التي بَاشَرَهَا جِلْدِي ، وَاغْفِرْ لي ، اللّهُمَّ ، الذُّنُوبَ التي
احْتَطَبْتَ بِهَا على بَدَنِي ، وَاغْفِرْ اللّهُمَّ ، الذُّنُوبِ التي
قَدَّمَتْهَا يَدَايَ ، وَاغْفِرْ اللّهُمَّ ذُنُوبِي التي أحصَاهَا كِتَابُكَ ،
وَاغْفِرْ اللّهُمَّ ذُنُوبي التي سَتَرْتَهَا مِنَ المَخْلُوقِينَ ، وَلَمْ
أَسْتُرْهَا مِنْكَ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي ، أَوَّلَّهَا وَآخِرَهَا ، صَغِيرَهَا
وَكَبِيرَهَا ، دَقِيقَهَا وَجَلِيلَهَا ، ما عَرَفْتُ مِنْهَا ، وَمَا لَمْ
أَعْرِفْ ، مَوْلَايَ عَظُمَتْ ذُنُوبِي ، وَجَلَّتْ ، وَهِيَ صَغيرَةٌ في جَنْبَ
عَفْوِكَ ، فَاعْفُ عَنِّي ، فقد قَيَّدَتْنِي ، وَأشْتَهَرَتْ عُيُوبِي ،
وَغرَّقَتْنِي خَطَايَايَ ، وَأَسْلَمَتْنِي نَفْسِي إلَيْكَ ، بَعْدَمَا لَمْ
أَجِدْ مَلْجَأً ، وَلا مَنْجىً مِنْكَ إلاَّ إلَيْكَ ، مَوْلَايَ ، إسْتَوْجَبْتُ
أَنْ أَكُونَ لِعُقُوبَتِكَ غَرَضاً ، وَلِنَقْمَتِكَ مُسْتَحِقّاً.
إلهي : قَدْ غُرَّ عَقْلي فِيمَا
وَجِلْتُ مِنْ مُبَاشَرَةِ عِصْيَانِكَ ، وَبَقِيتُ حَيْرَانَ ، مُتَعَلّقاً
بِعَمُودِ عَفْوِكَ ، فَاقْبَلْنِي يَا مَوْلَايَ وَإلهي بِالإٍعْتِرَافِ ، فَهَا
أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ عَبْدٌ ذَلِيلٌ ، خَاضِعٌ ، دَاخِرٌ رَاغِمٌ ، إنْ تَرْحَمْنِي فَقَدِيماً
شَمَلَنِي عَفْوُكَ ، وَأَلْبَسْتَني عَافِيَتِكَ ، وَإنْ تُعَذِّبْنِي فَإنِي
لِذلِكَ أََهْلٌ ، وَهُوَ مِنْكَ يَا رَبِّ عَدْلٌ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ
بِالَمَخْزُونِ مِنْ أَسْمَائِكَ ، وَمَا وَارَتِ الحُُُجُبُ مِنْ بَهَائِكَ ،
أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَتَرْحَمَ هذِهِ النَّْفسِ الجَزُوعَةَ ،
وَهَذا البَدَنَ الهَلُوعَ ، وَالجِلْدَ الرَّقِيقَ ، وَالعَظْمَ الدَّقِيقَ.
__________________
وكان 7
يقول : مائة مرة :
« مولاي عفوك »
اللّهُمَّ ، قَدْ غَرَّقَتْني
الذُّنُوبُ ، وَغَمَرَتْني النِّعَمُ ، وَقَلَّ شُكْرِي ، وَضَعَُف عَمَلي ،
وَلَيْسَ لي مَا أَرْجُوهُ إلاَّ رَحْمَتكَ فَاعْفُ عَنِّي ، فَإني أُمْرُؤُ
حَقِيرٌ ، وَخَطَرِي يَسيرٌ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ
تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَنْ تَعْفُوَ عَنِّي ، فَإنَّ عَفْوَكَ
عَنِّي أَرْجَى مِنْ عَمَلِي ، وَإنْ تَرْحَمَني فَإنَّ رَحْمَتَكَ أَوْسَعُ مِنْ
ذُنُوبي ، وَأَنْتَ الذي لا تُخِيبَ السَائِلَ ، ياخَيْرَ مَسْؤُولٍ ، وَأَكْرَمَ
مَأَمُولٍ.
وكان يقول مائة مرة ما يلي :
« هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ
النَّارِ .. »
« هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ
النَّارِ .. »
هَذَا مَقَامُ الذَّليِلِ ، هَذَا
مَقَامُ البَائِسِ الفَقِيرِ ، هَذَا مَقَامُ المُسْتَجِيرِ ، هَذَا مَقَامُ مَنْ
لا أَمَلَ لَهُ سِوَاكَ ، هَذَا مَقَامُ مَنْ لا يُفَرِّجُ كَرْبَهُ سِوَاكَ ..
الحَمْدًُ للهِ الذي هَدَانَا ، وَمَا كُنَّا لَنْهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا
اللهُ ، لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالحَقِّ.
اللّهُمَّ ، لَكَ الحَمْدُ على مَا
رَزَقْتَنِي ، وَلَكَ الحَمْدُ على ما مَنَحْتَنيِ ، وَلَكَ الحَمْدُ على ما
أَلْهَمْتَنيِ وَلَكَ الحَمْدُ على ما وَفَّقتَني ، وَلَكَ الحَمْدُ على على ما
شَفَيْتَني ، وَلَكَ الحَمْدُ على مَا عَافَيْتَنِي ، وَلَكَ الحَمْدُ على ما
هَدَيْتَنِي ، وَلَكَ الحَمْدُ على السَرَّاءِ وَالضَرَّاءِ ، وَلَكَ الحَمْدُ على
ذَلِكَ كُلِّهِ ، وَلَكَ الحَمْدُ على كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ،
ظَاهِرَةٍ وَبَاطِنَةٍ ،
حَمْداً كَثِيراً
دَائِمَاً ، سَرْمَداً لا يَنْقَطِعُ وَلا يَفْنَى أَبَداً ، حَمْداً تَرْضَى
بِحمْدِكَ عَنَّا ، حَمْداً يَصْعَدُ أَوَّلُهُ ، وَلا يَفْنَى آخِرُهُ حَمْداً
يَزِيدُ وَلا يَبِيدُ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْتَغْفِرُكَ ،
مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ قَوِيَ عَلَيْهِ بَدَني بِعَافِيَتِكَ ، أوَ ْنَالَتْهُ
قُدْرَتِي بِفَضْلِ نِعْمَتِكَ ، أَوْ بَسَطْتُ إلَيْهِ يَدِي بِسَابغِ رِزْقِكَ ،
أَوْ نَكَلْتُ عِنْدَ خَوْفي مِنْهُ على أَنَاتِكَ ، أَوْ وَثِقْتُ فِيهِ
بِحَوْلِكَ ، أَو عَوَّلْتُ فِيهِ على كَرِيم عَفْوِكَ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْتَغْفِرُكَ ،
مِنَ كُلِّ ذَنْبٍ خُنْتُ فِيهِ أَمَانَتي ، أَوْ بَخَسْتُ بِفِعْلِهِ نَفْسِي ،
أَوْ احْتَطَبْتُ بِهِ على بَدَنِي ، أَوْ قَدَّمْتُ فِيهِ لَذتِي ، أَوْ آثَرْتُ
فِيهِ شَهَوَاتي ، أَوْ سَعَيْتُ فِيهِ لِغَيْري ، أَوْ اسْتَغْوَيْتُ فِيهِ مِنْ
تَبعَتي ، أَوْ غَلَبْتُ عَلَيْهِ بِفَضَلِ حِيلَتي ، أَوْ احْتَلْتُ عَلَيْكَ
فِيهِ ، موْلَايَ فَلمْ تَغْلِبْني على فِعْلي إذْ كُنْتُ كَارِهاً لِمَعْصِيَتي ،
لكِنْ سَبَقَ عِلْمُكَ في فِعْلي فَحَلُمْتَ عَنِّي ، لَمْ تُدْخِلْني فِيهِ يا
رَبُّ جَبْراً ، َوَلْم تَحْمِلْني عَلَيْهِ قَهْراً ، وَلَمْ تَظْلِمْني فِيِه
شَيْئاً ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ غََمَرْتُه مَسَاغِبُ الإِسَاءَةِ
، فَأَيْقَنَ مِنْ إلههِ بِالمُجَازَاةِ ، أَسَْتغْفِرُ اللهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ
تَهَوَّرَ تَهَوُراً في الغَيَاهِبِ ، وَتَدَاحَضَ لِلْشَّقْوَةِ في أَوْدَاءِ
المَذَاهِبِ ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ أَوْرَطَهُ الإِفْراطُ في مَآثِمِهِ
، وَأَوُثَقَهُ الإِرْتِبَاكُ في لُجَجِ جَرَائِمِهِ ، أَسْتَغْفرُ اللهَ
اسْتِغْفارَ مَنْ أَنَافَ
على المَهَالِكِ بِمَا اجْتَرَمَ
أَسْتَغْفِرُ اللهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ أَوْحَدَتْهُ المَنِيَةُ في حُفْرَتِهِ ،
فَأُوْحَشَ بِمَا اقْتَرَفَ مَنْ ذَنْبٍ ، إسْتَكْفَفَ ، فاسْتَرْحَمَ هُنَالِكَ
رَبَّهُ ، وَاسْتَعْطَفَ ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ اسْتِغْفَارِ مَنْ لَمْ يَتَزَوَّدْ
لِبُعْدِ سَفَرِهِ زَاداً ، وَلَمْ يُعِدُّ لِظَاعِن تَرْحَالِهِ إعْدَاداً
أَسْتَغْفِرُ اللهَ اسْتِغْفارَ مَنْ شَسُعتْ شقَّتْهُ ، وَقَلَّتْ
__________________
عُدَّتُهُ ،
فَعَشيَتُهُ هُنَالِكَ كُرْبَتُهُ ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ لَمْ
يَعْلَمْ على أيَّةِ مَنْزِلَةٍ هَاجِمٌ : أفي النَّارِ يَصَلى أَمْ في الجَنَّةِ
ناعِماً يَحْيا؟ أَسْتَغْفِرُ اللهَ اسْتِغْفارَ مَنْ غَرِقَ في لُجَجِ المَآثِمِ
وَتَقَلَّبَ في أَضَالِيلِ مَقْتِ المَحَارِم ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ اسْتِغْفارَ
مَنْ عَنْدَ عَنْ لَوَائِحِ حَق المَنْهَجِ ، وَسَلَكَ سَوَادِفَ السُبُلِ
المُرْتَجِّ ، أَسْتَفْفِرُ اللهَ اسْتِغْفارَ مَنْ لَمْ يُنْجِهِ المَفرُّ مِنْ
مُعَانَاةِ ضَنَكِ المُنْقَلَبِ ، وَلَمْ يَنْجِهِ المَهْرَبُ مِنْ أَهْْل وَيْلِ
عِبْءِ المَكْسَبِ ، أَسْتَغْفِرُ الله اسْتِغْفَارَ مَنْ تَمَرَّدَ في
طُغْيَانِهِ عَدُوَّاً ، وَبَارَزَهُ في الخَطِيئَةِ عُتُوّاً ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ
اسْتِغْفَارَ مَنْ أَحْصَى عَلَيْهِ كُرُورَ لَوَافِظِ ألْسِنَتِهِ ، أَسْتَغْفِرُ
اللهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ لا يَرْجُو سِوَاهُ ، أَسْتَغْفِرُ الله الذي لا إلهَ
إلاَّ هُوَ ، الحَيُّ القَيُّومُ ، مِمَّا أَحصَاهُ العُقُولُ ، وَالقَلْبُ
الجَهُولُ ، وَاقْتَرَفتَهُ الجَوَارِحُ الخَاطِئَةُ ، وَاكْتَسَبَتْهُ اليَدُ
البَاغِيَةُ ، أسْتَغْفِرُ اللهَ الذي لا إلهَ إلاَّ هُوَ ( مَا لا يُحْصَى )
بِمقْدَارٍ وَمقْيَاسٍ ، وَمِكْيَالٍ ، وَمَبْلَغَ ما أَحْصَي ، وَعَددَ َما
خَلَقَ ، وَذَرَأَ ، وَبَرَأَ ، وَأَنْشَأَ ، وَصَوَّرَ ، وَدَوَّنَ ،
أَسْتَغْفِرُ اللهَ أَضْعَافَ ذَلِكَ كُلَّهُ ، وَأَضْعَافاً مُضَاعَفَةً ،
وَأَمْثَالاً مُمَثَّلَةُ حَتَّى أَبْلُغَ رِضَا اللهِ ، وَأَفُوزَ بِعَفْوِهِ ،
وَالحَمْدُ لله الذي هَدَانَا لِدِينِهِ الذي لا يَقْبَلُ عَمَلاً إلاَّ بِهِ ،
وَلا يَغْفِرَ ذَنْباً إلاَّ لَأهْلِهِ ، وَالحَمْدُ للهِ الذي جَعَلَني مُسْلِماً
لَهُ وَلِرَسُولِهِ ، 9
، فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ ، وَالحَمْدُ للهِ الذي لَمْ يَجْعَلْني
أَعْبُدُ شَيْئاً غَيْرَهُ ، وَلَمْ يُكْرِمْ بِهَوَانِي أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ ،
وَالحَمْدُ للهِ على ما صَرَفَ عَنِّي أَنْوَاعَ البَلَاءِ في نَفْسِي ، وَأَهْلِي
، وَمَالِي ، وَوَلَدي ، وَأَهْلِ حُزَانَتِي ، وَأَهْلِ حُزَانَتِي ، وَالحَمْدُ
للهِ رَبِّ العَالَمِينَ على كُلِّ حَالٍ ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ المَلِكُ ،
الرَّحْمنُ ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ المُتَفَضِّلُ المَنَّانُ ، وَلا إلهَ إلاَّ
اللهُ الَأوَّلُ وَالآخِرُ ، ولا إلهَ إلاَّ اللهُ ذو الطَّولِ ، وَإلَيْهِ
المَصيرُ ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ الظَاهِرُ البَاطِنُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ مِدَادَ
كَلِمَاتِهِ ، وَاللهُ أَكْبَرُ
مِلْءَ عَرْشِهِ ،
وَاللهُ أَكْبَرُ عَدَدُ ما أَحْصَى كِتَابُهُ ، وَسُبْحَانَ اللهِ الحَليمِ
الكَرِيمِ ، وَسُبحَانَ اللهِ الغَفُورِ الرَّحِيمِِ ، وَسُبْحَانَ اللهِ الذي لا
يَنْبَغي التَسْبِيحُ إلاَّ لَهُ ، وَسُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا
يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ على المُرْسَلِينَ ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ،
وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ،
الذين أَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهيراً.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ
عَبْدِكَ ، وَرَسُولِكَ ، وَنَبِيِّكَ ، وَصَفِيِّكَ ، وَحَبِيبِكَ ، وَخِيرَتِكَ
مِنْ خَلْقِكَ ، والمُبَلِّغِ رِسَالَتَكَ ، فَإنَّهُ قَدْ أَدَّى الَأمَانَةَ ،
وَمَنَحَ النَّصيحَةَ ، وَحَمََل على المَحَجَّةِ ، وَكَابَدَ العُسْرَةَ ،
اللّهُمَّ ، إعْطِهِ بِكُلِّ مَنْقُبٍَة مِنْ مَنَاقِبِهِ مَنْزِلَةً مِْن
مَنَازِلِهِ ، وَبِكُلَّ حَالٍ مِنْ أحْوَالِهِ خَصَائِصَ مِنْ عَطَائِكَ ،
وَفَضَائِلِ مِنْ حَبَائِكَ ، تُسرُّ بِهَا نَفْسُهُ ، وَتُكَرِّمُ بِهَا وَجهَهَ
، وَتَرْفَعُ بِهَا مَقَامَهُ ، وَتُعلي بِهَا شَرَفَهُ ، على القَوَّامِينَ
بِقسْطِكَ وَالذَّابِّينَ عَنْ حَرَمَكَ ، اللّهُمَّ ، وَارْدُدْ عَلَيْهِ ،
ذُرِّيَّتَهُ ، وَأَزْوَاجَهُ ، وَأَهْلَ بَيْتِهِ ، وَأَصْحَابه ، وما تَقُرُّ
بِهِ عَيْنُهُ ، وَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ وَمِمَّنْ تَسْقِيِهِ بِكَأْسِهِ ،
وَتُورِدُهُ حَوْضَهُ ، وَتَحْشُرُنَا في زُمْرَتِهِ وَتَحْتَ لِوَائِهِ ،
وَتُدْخِلُنَا في كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
اللّهُمَّ ، اجْعَلْني مَعَهُمْ في
كُلِّ شِدَّةِ وَرَخَاءٍ ، وَفي كُلِّ عَافِيَةٍ وَبَلَاءٍ ، وَفي كُلِّ أَمْنٍ
وَخَوْفٍ ، وَفي كُلِّ مَثْوَى وَمُنْقَلَب ، اللّهُمَّ ، أَحْيِني مَحْيَاهُمْ ،
وَأَمِتْنِي مَمَاتَهُم ، وَاجْعَلْني في المَوَاطِنِ كُلِّهَا ، وَلَا تُفَرِّقْ
بَيْني وَبَيْنَهُمْ أَبَداً ، إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
اللّهُمَّ ، أَفْنِنِي خَيْرَ الفَنَاءِ
إذَا أَفْنَيْتَني على مُوْالَاتِكَ وَمُوَالَاةِ أَوْلِيَائِكَ ، وَمُعَادَاةِ
أعْدَائِكَ ، وَالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ إلَيْكَ ، وَالوفَاءِ بِعَهْدِكَ ،
وَالتَصْدِِيق
بِكِتَابِكَ ،
وَالإتِّبَاعِ لِسُنَّةِ نَبيِّكَ 9
، وَتُدْخِلُني مَعَهُمْ في كُلِّ خَيْرٍ ، وَتُنَجِيني بهمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ
وَآلِهِ وَاغْفِرْ ذَنْبِي ، وَوَسِّعْ رِزْقي ، وَطَيِّبْ كَسْبِي ، وَقَنِّعْني
بِمَا رَزَقْتَني ، ولا تُذْهِبْ نَفْسِي إلى شَيْءٍ صَرَفْتَهُ عَنِّي ،
اللّهُمَّ ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ النِّسْيَانِ وَالكَسَلِ ، وَالتَوَانِي في
طَاعَتِكَ ، وَمِنْ عِقَابِكَ ألَأدْنَى ، وَعَذَابِكَ الَأكْبَرِ ، وَأَعُوذُ
بِكَ مِنْ دُنْيَا تَمْنَعُ الَآخِرَةَ ، وَمَنْ حَيَاةٍ تَمْنَعُ خَيْْرَ
المَمَاتِ ، وَمِنْ أَمَلَ يَمْنَعُ خَيْرَ العَمَلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْس
لا تَشْبَعُ ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ ، وَمِنْ دُعَاءٍ لا يُرْفَعُ ، وَمِنْ
صَلَاةٍ لا تُقْبَلُ ، اللّهُمَّ ، إفْتَحْ مَسَامِعَ قَلْبي لِذِكْرِكَ ، حَتَّى
أَتَبعَ كِتَابَكَ ، وَأُصَدِّقًُ رَسُولَكَ ، وَأُومِنُ بِوَعْدِكَ ، وَأُوفِى
بِعَهْدِكَ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ،
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ
وَآلِهِ ، وَأَسْأَلُكَ الصَّبْرِ على طَاعَتِكَ ، وَالصْبرَ لِحُكْمِكَ ،
وَأَسْأَلُكَ ، اللّهُمَّ ، حَقَائِقَ الإيمَانِ ، وَالصِدْقَ في المَوَاطِنِ
كُلِّهَا ، وَالعَفْوِ وَالمَُاَفاَة َ، وَاليَقِينَ وَالكَرَامَةَ ، في
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَالشُّكْرَ ، وَالنَظَرَ إلى وَجْهِكَ الكَرِيمِ ،
فَإنَّ بِنْعمَتك تَتُمُّ الصَّالِحَاتُ.
اللّهُمَّ ، أَنْتَ تُنْزِلُ الغِنَى
وَالبَرَكَةَ ، مِنَ الرَّفِيعِ الأعْلَى ، على العِبَادِ قَاهِراً مُقْتَدِاراَ ،
أَحْصَيْتَ أَعْمَالَهُمْ ، وَقَسَّمْتَ أَرْزَاقَهُمْ ، وسَمَّيْتَ آَجَالَهُمْ ،
وَكَتَبْتَ آثَارَهُمْ ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً أَلْسِنَتُهُمْ ،
وَأَلْوَانُهُمْ ، خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ، لا يَعُلَمُ العِبَادُ عِلْمَكَ ،
وَكُلُّنَا فُقَرَاءُ إلَيْكَ ، فَلا تَصْرِفِ اللّهُمَّ عَنِّي وَجْهَكَ ، وَلا
تَمْنَعْني فَضْلِكَ ، وَلا تُمْنَعْني طَولَكَ وَعَفْوَكَ ، وَاجْعَلْني أُوَالِي
أوْلِيَاءَكَ ، وَأُعَادِي أَعْدَاءَكَ ، وَارْزُقْني الرَّغْبَةَ ، وَالرَّهْبَةَ
، وَالخُشُوعَ ، وَالوَفَاء ، وَالتَّسْليَم ، وَالتَصْدِيقَ بِكِتَابِكَ ،
وَاتبَاعَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ 9.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ
وَآلِهِ ، وَاكْفنِي ما أَهَمَّني ، وَغَمَّني ، وَلا تَكِلْني إلى نَفْسِي ،
وَأَعذْني مِنْ شَرِّ ما خَلَقْتَ ، وَذرأْتَ وَبَرَأْتَ ، وَأَلْبِسْني دِرْعَكَ
الحَصينَةَ ، مِنْ شَرِّ جَمِيعِ خَلْقك ، وَاقْض عنّي دَيْني ، وَوَفَّقْني لِما
يُرْضِيكَ عَنِّي ، وَاحْرُسْني وَذُريَّتي وَأهْلي ، وقرَابتي وَجَمِيعَ إخْواني
وَأَهْلَ حُزَانَتي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، وَمِنْ شرِّ فَسَقَةِ العَرَب
وَالعَجَمِ ، وَشَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالجِنِّ ، وَانْصُرْني على مَنْ ظَلَمني ،
وَتَوَفَّني مُسْلِماً وَأَلْحِقْني بِالصَّالِحِينَ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظِيمِ
مَا سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ ، مِنْ كَرِيمِ أَسْمَائِكَ ، وَجَمِيلِ
ثَنَائِكَ ، وَخَاصَّةِ دُعَائِكَ ، أَنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
، وَأَنْ تَجْعَلَ عَشِيَّتي هَذِهِ ، أَعْظَمَ عَشِيَّةِ مَرَّتْ عَلَيَّ ،
مُنْذُ أَنْ أَخْرَجْتَني ، إلى الدُّنْيَا بَرَكَةً في عِصْمَةٍ مِنْ دِيني ،
وَخَلَاصَ نَفْسِي ، وََقَضَاءِ حَاجَتي ، وَتَشْفِيعِي في مَسْأَلَتي ، وَتَمَامِ
النِّعْمَةِ عَلَيَّ وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي ، وَلِبَاسِ العَافِيَةِ ، وَأَنْ
تَجْعَلَني مِمَّنْ نَظَرْتَ إلَيْهِ في هَذِهِ العَشْيَّةِ بِرَحْمَتِكَ ، إنَّكَ
جَوَادٌ كَرِيمٌ.
اللّهُمَّ ، إنْ كُنْتَ لَمْ تَكْتُبْني
في حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرَامِ ، أَوْ حَرَمْتَني الحُضُورَ مَعَهُمْ ، في هذِهِ
العَشِيَّةِ فَلَا تَحْرِمْني شِرْكَتَهُمْ في دُعَائِهِمْ ، وَانْظُر إليَّ
بِنَظَراتِكَ الرَّحِيمَةِ لَهُمْ ، وَأعْطِني مِنْ خَيْرِ ما تُعْطِي
أَوْلِيَاءَكَ ، وَأَهْلَ طَاعَتِكَ ، اللّهُمَّ ، صَلَّى على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَلا تَجْعَلَ هَذِهِ العَشِيَّةَ ، آَخِرَ العَهْدِ مِنِّي حَتَّى
تُبَلِّغَنِيها ، مِنْ قَابِلِ مَعَ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرَامِ ، وَزُوَارِ
قَبْرِ نَبِيَّكَ 7
، في أَعْفَى عَافِيتِكَ ، وَأَعَمِّ نِعْمَتِكَ ، وَأَوْسَعِ رَحْمَتِكَ ، وَأَجْزَلِ
قِسَمِكَ ، وَأَسْبَغِ رِزْقِكَ ، وَأَفْضَلِ رَجَائِكَ ، وَأَتَمِّ رَأْفَتِكَ
إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ
وَآلِهِ ، وَاسْمَعْ دُعَائِي ، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي ، وَتَذَلُّلِي
وَأَسْتِكَانَتي ، وَتَوَكُّلِي عَلَيْكَ ، فَأَنَا مُسلِّمٌ لَأمْرِكَ ، لا
أَرْجُو نَجَاحاً ولا مُعافاةَ ، وَلا تَشْرِيفاً إلاَّ بِكَ وَمِنْكَ ، فَامْنُنْ
عَلَيَّ بِتَبْلِيغي هَذِهِ العَشِيَّةَ مِنْ قَابِلٍ ، وَأَنا مُعَافىً مِنْ
كُلِّ مَكرُوهٍ وَمَحْذُورٍ ، وَمِنْ جَمِيعِ البَوَائِقِ ، وَمَحْذُورَاتِ
الطَوَارِقِ ، اللّهُمَّ ، أَعِنِّي على طَاعَتِكَ ، وَطَاعَةِ أَوْلِيَائِكَ ،
الذِينَ إصْطَفَيْتَهُمْ ، مِنْ خَلْقِكَ لِخَلْقِكَ ، وَالقِيَامِ فِيهِمْ
بِدِينِكَ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ
وَآلِهِ ، وَسَلِّمْ لي دِيني ، وَزِدْ في أَجَلِي ، وَأَصِحَّ لي جِسْمي ،
وَأَقِرَّ بِشُكْرِ نِعْمَتِكَ عَيْني ، وَآمِنْ رَوْعَتي ، وَأَعْطِني سُؤْلي ،
إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ،
وَأتْمِمْ وَلَاءَكَ عَلَيَّ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِي ، وَتَوَفَّني إذَا
تَوَفَيْتَني ، وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ ، اللّهُمَّ ، صَلَّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ
، وَثَبِّتْني على مِلَّةِ الإِسْلَامِ ، فَإنِّي بِحَبْلِكَ اعْتَصَمْتُ فَلَا
تَكِلْني في جَمِيعِ الُأمُورِ إلاَّ إلَيْكَ ، اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ
وَآلِهِ ، وَامْلْأ قَلْبِي رَهْبَةً مِنْكَ ، وَرَغْبَةً إلَيْكَ ، وَخِشْيَةً
مِنْكَ ، وَغِنَىً بِكَ وعَلَمِّنْي ما يَنْفَعُني ، وَاسْتَعْمِلْني ما
عَلَّمْتَني.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ
مَسْأَلَةَ المُضْطَرِّ إلَيْكَ ، المُشْفِقِ مِنْ عَذَابِكَ ، الخَائِفِ مِنْ
عُقُوبَتِكَ ، أَنْ تُغْنِيَني بِعَفْوِكَ ، وَتُجِيرَني بِعِزَّتِكَ ،
وَتَتَحَنَّنَ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ وَتُؤَدِّيَ عَنِّي فَرَائِضَكَ ،
وَتَسْتَجِيبَ لي فِيمَا سَأَلْتُكَ ، وَتُغْنِيَنِي عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ ..
وَتَقِيَني مِنَ النَّارِ ، وَمَا قَرُبْتُ إلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ،
وَتَغْفِرَ لِيَ وَلِوَالِدَّيَ وَلِلْمُؤمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ يا ذَا
الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ... »
__________________
وهذا الدعاء الجليل ، وحيد في مضامينه ،
فريد في معطياته ، فقد حوى جميع الوان التضرع ، والتذلل ، والعبودية المطلقة لله ،
الواحد القهار ، مدبر الاكوان ومبدع الاشياء.
لقد كشف هذا الدعاء ، عن انقطاع الامام 7 ، لله تعالى ، واعتصامه به ، وهذا مما
يدلل على مدى معرفته به تعالى ، وهذا ليس غريبا ولا بعيدا عن الامام 7 ، فهو من معادن التوحيد ، ومن مراكز
الدعوة إلى الله.
١٦ ـ دعاؤه الثالث في يوم عرفة
ومن أدعية الامام الصادق 7 ، في يوم عرفة ، هذا الدعاء الجليل ،
وهو ينم عن أهمية هذا اليوم ، وعظيم مكانته ، عند الامام 7 وهذا نصه :
اللّهُمَّ ، أَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ
أَنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَزِيِزُ
الحَكِيمُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَلِيُ العَظِيمُ ، وَأَنْتَ
اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ
أَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ مَالِكُ
يَوْمِ الدِّينِ ، بَدْءُ كُلَّ شَيْءٍ ، وَإلَيْكَ يَعُودُ كُلِّ شَيْءٍ لَمْ
تَزَلْ وَلا تَزَالُ. المَلِكُ القُدُّوسُ ، السَّلَامُ المُؤْمِنُ ، المُهَيْمِنُ
، العَزِيزُ الجَبَّارُ ، المُتَكَبِّرُ ، الكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُكَ ، سَابِغُ
النَّعْمَاءِ ، جَزِيلُ العَطَاءِ ، بِاسِطُ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ ، نَفَّاحُ
الخَيْرَاتِ ، كَاشِفُ الكُربَاتِ ، مُنْزِلُ الآيَاتِ ، مُبَدِّلُ السَيئَاتِ ،
جَاعِلُ الحَسَنَاتِ دَرَجَاتٍ ، دَنَوْتَ في عُلُوِّكَ ، وَعَلَوْتَ في دُنُوِّكَ
، دَنَوْتَ فَلَا شَيْءٍ دُونَكَ ، وَعَلَوْتَ فَلَا شَيْءٍ فَوْقَكَ ، تَرَى ،
وَلَا تُرىَ ، وَأَنْتَ بِالمَنْظَرِ الَأعْلَى ، خَالِقُ الحَبِّ وَالنَوَى ،
لَكَ مَا في السَّموَاتِ العُلَى ، وَلَكَ الكِبْرِيَاءُ في الآخِرَةِ وَالُأولَى
، غَاِفُر الذَّنْبِ ، وَقَابِلُ
التَّوْب ، شَدِيدُ
العِقابِ ، ذو الطُّولِ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ إلَيْكَ المَأْوَى وَإلَيْكَ
المَصِيرُ ، وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ كُلَّ شَيْءٍ ، وَبلَغَتْ حُجَتُكَ ، وَلَا
مُعَقِّبَ لِحُكْمِكَ ، وَلا يَخِيبُ سَائِلُكَ ، كُلَّ شَيْءٍ بِعِلْمِكَ ،
وَأَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ، وَجَعَلْتَ لِكُلِّ شَيْءٍ أَمَداً ،
وَقَدَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَقْدِيراً ، بَلَوْتَ فَقَهَرْتَ وَنَظَرْتَ فَخَبَرْتَ
، وَبَطنْتَ وَعَلِمْتَ فَسَتَرْتَ ، وَعَلى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرْتَ ، تَعْلَمُ
خَائِنَةَ الَأعْيُنِ ، وَمَا تُخفي الصُّدورُ ، وَلَا تَنْسَى مَنْ ذَكَرَكَ ،
وَلا تُخِيبُ مَنْ سَأَلَكَ ، وَلَا تُضِيعُ مِنْ تَوَكْلَ عَلَيْكَ ، أَنْتَ الذي
لا يُشْغِلُكَ ما في جَوِّ سَموَاتِكَ عَمَّا في جَوِّ أَرْضِكَ ، تَعَزَّزْتَ في
مُلْكِكَ ، وَتَقَوَّيْتَ في سُلْطَانِكَ ، وَغَلَبَ على كُلِّ شَيْءٍ قَضَاؤُكَ ،
وَمَلَكَ كُلَّ شَيْءٍ أَمْرُكَ ، وَقَهَرَتْ كُلِّ شَيْءٍ قُدْرَتُكَ ، لا
يُسْتَطَاعُ وَصْفُكَ ، وَلَا يُحَاطُ بِعلْمك ، وَلا ينتْهِي ما عنْدَكَ ، وَلا
تَصِفُ العُقُولُ صِفَةَ ذَاتِكَ ، عَجِزَتِ الَأوْهَامُ عَنْ كيْفيَّتك ، وَلَا تُدْرِكُ
الَأبْصَارُ مَوْضِعَ أيْنِيَّتِك ، وَلَا تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً ، ولا
تُمَثَّلْ فَتَكُوُنَ مَوْجُوداً ، وَلا تَلِدُ فَتَكُونَ مُوْلوُداً ، أَنْتَ
الذي لا ضِدَّ معك ، فيُعانِدُكَ ، وَلَا عَدِيلَ لَكَ فَيُكَاثِرُكَ ، وَلَا
نِدَّ لَكَ فَيُعَارِضُكَ ، أَنْتَ ابْتَدعْت واخْترَعْتَ ، وَاسْتَحْدَثْتَ ،
فَمَا أَحْسَنَ ما صَنَعْتَ ، سُبْحَانَكَ ما أَجَلَّ ثناءك ، وَأسْنى في
الَأمَاكِنِ مَكَانَكَ ، وَأَصْدَعَ بِالحَقِّ فُرْقَانَكَ ، سُبْحَانَكَ منْ لطيف
ما أَلْطَفَكَ ، وَحَكِيمٍ مَا أَعْرَفَكَ ، وَمَلِيكٍ ما أَسْمَحَكَ ، بسطت
بالخَيْرَاتِ يَدَاكَ ، وَعُرِفَتِ الهِدَايَةُ مِنْ عِنْدِكَ ، وَخَضَعَ لَكَ
كُلُّ شَيْءٍ ، وَانْقَاد للْتَّسْلِيمِ لَكَ كُلُّ شَيْءٍ ، سَبِيلُكَ جَدَدٌ ،
وَأَمْرُكَ رَشدٌ ، وَأَنْتَ حي صمدٌ ، وأَنْتَ المَاجدُ الجَوَادُ ، الوَاحِدُ الَأحَدُ
، العَليمُ الكرِيمُ ، القَدِيمُ ، القرِيبُ ، المُجِيبُ ، تَبَارَكْتَ
وَتَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَالِمُونَ ، عُلُوا كَبيراً ، تَقَدَّسَتْ
أَسْمَاؤُكَ وَجَلَّ ثنَاؤُكَ ، فَصَلَّ على مُحَمَّدٍ عَبْدِك ، ورَسُولك الذي
صَدَعَ
بِأَمْرِكَ ،
وَبَالَغَ في إظْهَارِ دِينكَ وَأَكَّدَ مِيثَاقَكَ ، وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ ،
وَبَذَلَ جُهْدَهُ في مَرْضَاتِكَ. اللّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيَانَهُ ، وَعَظِّمْ
بُرْهَانَهُ. اللّهُمَّ ، وَصَلّ على وُلَاةِ الَأمْرِ بَعْدَ نَبِيِّكَ
تَرَاجِمَةِ وَحْيِكَ ، وَخُزَّانِ عِلْمِكَ ، وَأُمَنائِكَ في بِلَادِكَ ،
الذِينَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ ، وَفَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ ، على بَرِيَّتِكَ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ عَلَيْهِمَ صَلَاةً دَائِمَةً بَاقِيَةً ، اللّهُمَّ ، وَصَلِّ
على السُيَّاحِ وَالعُبَّادُ ، وَأَهْلِ الجِدِّ وَالإِجْتِهَادِ ، وَاجْعَلْني في
هذِهِ العَشِيَّةِ ، مِمَّنْ نَظَرْتَ إلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ ، وَسَمِعْتَ
دُعَاءَهُ فَأَجَبْتَهُ ، وَآمَنَ بِكَ فَهَدَيْتَهُ ، وَسَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ
، وَرَغِبَ إلَيْكَ فَأَرْضَيْتَهُ ، وَهَبْ لي ، في يَوْمي هَذَا ، صَلَاحاً
لِقَلْبِي وَدِيني وَدُنْيَايَ ، وَمَغْفِرَة ًلِذُنُوبي يا أَرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ ، أَسْأَلُكَ الرَّحْمَةَ يا سَيِّدي وَمَوْلَايَ ، وَثِقَتي ، يا
رَجَائِي ، وَمُعْتَمَدِي ، وَمَلْجَأِي ، وَذُخْرِي ، وَظَهْرِي ، وَعُدَّتِي ،
وَأَمَلَي ، وَغَايَتي ، وَأَسْأَلُكَ ، بِنُورِ وَجْهِكَ الذي أَشْرَقَتْ لَهُ
السَّموَاتِ وََالأرْضُ ، أَنْ تَغْفِرَ لي ذُنُوبي وَعُيُوبي ، وَإسَاءَتي
وَظُلْمِي وَجُرْمي ، وَإسْرَافِي على نَفْسِي ، فَهذَا مَقَامُ الهَارِبِ إلَيْكَ
مِنَ النَّارِ.
اللّهُمَّ ، وَهَذَا يَوْمِ عَرَفَةَ ،
كَرَّمْتَهُ وَشَرَّفْتَهُ ، وَعَظَّمْتَهُ ، نَشَرْتَ فِيهِ رَحْمَتَكَ ،
وَمَنَنْتَ فِيهِ بِعَفْوِكَ ، وَأَجْزَلْتَ فِيهِ عَطِيَّتَكَ ، وَتَفَضَّلْتَ
فِيهِ على عِبَادِكَ ، اللّهُمَّ ، وَهذِهِ العَشِيَّةُ مِنْ عَشَايَا رَحْمَتِكَ
وَمِنَحِكَ ، وَإحْدَى أَيَّامِ زُلْفَتِكَ ، وَلَيْلَةُ عِيدٍ مِنْ أَعْيَادِكَ ،
فِيهَا يُفْضي إلَيْكَ ، بِالحَوَائِج مَنْ قَصَدَك مِنْ قَصْدِكَ ، مُؤْمِلاً
رَاجِياً فَضْلَكَ ، طَالِباً مَعْرُوفَكَ الذي تَمُنُّ بِهِ على مَنْ تَشَاءُ
مِنْ خَلْقِكَ ، وَأَنْتَ فِيهَا بِكُلَِّ لِسَانٍ تَدْعى ، وَلِكُلِّ خَيْرٍ تُبْتَغَي
وَتُرْجَى ، وَلَكَ فِيهَا جَوَائِزُ وَمَوَاهِبُ ، وَعَطَايا تَمُنُّ بِهَا على
مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبَادِكَ ، وَتَشْمَلُ بِها أَهْلَ العِنَايَةِ فِيْكَ ،
وَقَدْ قَصَدْنَاكَ مُؤْمِلينَ رَاجِينَ ،
وَأَتَيْنَاكَ
طَالِبِينَ ، نَرْجُو ما لا خُلْفَ لَهُ مِنْ وَعْدِكَ ، وَلا مُتْرك لَهُ مِنْ
عَظِيمِ أَجْرِكَ ، قَدْ أَبْرَزْتَ ذَوُو الآمَالِ إلَيْكَ وَجوهَهَا المَصُونَةَ
، وَمَدُّوا إلَيْكَ أَكُفَّهُمْ طَلَباً لِمَا عِنْدَكَ ، لِيُدْرِكُوا بِذلِكَ
رِضْوَانَكَ ، يا غَفَّارُ ، يا مُسْتَغَاثُ مِنْ فَضْلِهِ ، يا مَلِكُ في
عظَمتِهِ ، يا جَبَّارُ في قُوَّتِهِ ، يالَطِيفُ في قُدْرَتِهِ ، يا مُتَكَفِّلُ
يا رَزَّاقَ النَعَّابِ في عُشِّهِ
يا أَكْرَمَ مَسْؤولٍ ، ويا خَيْرَ مَأْمُولٍ ، ويا أَجْوَدَ مَنْ نَزَلَتْ
بِفَنَائِهِ الرَكَائِبُ ، وَيُطْلَبُ عِنْدَهُ نَيْلُ الرَغَائِبِ ، وَأَنَاخَتْ
بِهِ الوُفُودُ يا ذَا الجُودِ ، يا أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ مَقْصُودٍ ، أَنَا
عَبْدُكَ الذي أَمَرْتَني ، فَلَمْ أأتَمِرْ ، وَنَهَيْتَني عَنْ مَعْصِيَتِكَ
فَلَمْ أَنْزَجِرْ ، فَخَالَفْتُ أَمْرَكَ وَنَهْيَكَ ، لا مُعَانَدَةً لَكَ ،
وَلا اسْتِكْبَاراً عَلَيْكَ ، بَلْ دَعَانِي هَوَايَ ، وَاسْتَزَلَّني عَدُوُّكَ
وَعَدُوي ، فَأَقْدَمْتُ على مَا فَعَلْتُ ، عَارِفَاً بِوَعِيدِكَ ، رَاجِيَاً
لِعَفْوِكَ ، وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ وَصَفْحِكَ ، فَيَا أكْرَمَ مَنْ أُقِرَّ
لَهُ بِالذَّنًوبِ ، هَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ صَاغِراً ذَلِيلاً خَاِضعاً ،
خَاشِعاً ، خَائِفاً مُعْتَرِفاً ، بِعَظِيمِ ذُنُوبي وَخَطَايَايَ ، فَمَا
أَعْظَمَ ذُنُوبي التي تَحَمَّلْتُهَا وَأَوْزَارِي التي إجْتَرَمْتُها ،
مُسْتَجِيراً فِيها بِصَفحِكَ ، لائِذاً بِرَحْمَتِك ، مُوقِناً أَنَّهُ لا
يُجيرُني مِنْكَ مُجِيرٌ ، وَلا يَمْنَعُني مِنكَ مَانِعٌ ، فَعُدْ عَلَيّ بِمَا
تَعُودُ بِهِ على مَنْ اقْتَرَفَ عَنْ تَعَمُّدٍ ، وجُدْ عَلَيَّ بِمَا تَجُودُ
ِبِه على مَنْ ألْقَى بِيَدِهِ إلَيْكَ مَنْ عِبَادِكَ ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِمَا
لا يَتَعَاظَمُكَ أنْ تمُنَّ بِهِ على مَنْ أَمَلَكَ مِنْ غفْرَانِكَ لَهُ ، يا
كَرِيمُ ، إرْحَمْ صَوْتَ حَزِينٍ يُخفي ما ستَرْتَ عَنْ خَلْقِكَ مِنْ
مَسَاوِئِهِ ، يَسْأَلُكَ في هذِهِ العَشِيَّةِ رَحْمَةً تُنْجيه مِنْ كَرَب
مَوْقِفِ المَسْأَلَةِ ، وَمَكْروُهِ يَوْمِ المُعَايَنَةِ ، حِينَ يُفْرِدُهُ
عَمَلُهُ ، وَيُشْغلُهُ عَنْ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ ، فَارْحَمْ عَبْدَكَ الضَعيفَ
عَمَلاً ، الجسيم أَمَلاً ، خَرَجَتْ مِنْ يَدَيَّ أَسْبَابُ الوَصَلَاتِ إلاَّ
مَا وَصَلَتْهُ
__________________
رَحَمَتُكَ ، وَتَقَطَّعَتْ
عَنِّي عِصَمُ الآمَالِ إلاَّ مَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِكَ ، قَلَّ عِنْدِي
مَا أَعْتَدُّ بِهِ مِنْ طَاعَتِكَ ، وَكَبُرَ عَلَيَّ ما أَبُوءُ بِهِ مِنْ
مَعْصِيَتِكَ ، وَلَنْ يَضِيقَ عَفْوُكَ عَنْ عَبْدِكَ ، وَإنْ أَسَاءَ فَاعْفُ
عَنِّي ، فَقَدْ أشَرَفَ على خَفَايَا الَأعْمَارِ عِلْمُكَ ، وَانْكَشَفَ كُلُّ
مَسْتُورٍ عِنْدَ خُبْرِكَ ، وَلا تَنْطوي عَلَيْكَ دِقَاقَ الُأمُورِ ، وَلا
يَعْرُبُ عَنْكَ غَيْبَاتُ السَّرَائِرٍ ، وَقَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيَّ عَدُوُّكَ ،
الذِي اسْتَنْظَرَ فَأَنْظَرْتَهُ ، وَاسْتَمْهَلَكَ إلى يَوْمِ الدِّين ،
لإِضْلالي فَأَمْهَلْتَهُ وَأَوْقَعَني بِصَغَائِرِ ذُنُوبٍ مُوبِقَةٍ ، وَكِبَارِ
أَعْمَالٍ مُرْدِيَةٍ ، حَتَّى إذَا فَارْقْتُ مَعْصِيَتِكَ ، وَأسْتَوْحَشْتُ
بِسُوءِ سَعْيي سُخْطَكَ تَوَلَّى عَنْ عُذْرِ غَدْرِهِ ، وَتَلَقَّاني بِكَلِمَةٍ
كُفْرهِ ، وَتَوَلَّى البَرَاءَةَ مِنِّي ، وَأَدْبَرَ مُوَلِياٍ عَنِّي ،
فَأَصْحَرَنِي لِغَضَبِكَ فَرِيداً ، وَأَخْرَجَني إلى فِنَاءِ نِعْمَتِكَ طَريداً
، لا شَفِيعَ يَشْفَعُ لي إلَيْكَ ، وَلا خَفِيرَ يَقِيني مِنْكَ ، وَلا حِصْنَ
يَحْجُبُني عَنْكَ ، وَلا مَلَاذَ ألْجَأُ إلَيْهِ مِنْكَ ، فَهَذَا مَقَامُ
العَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ ، وَمَحَلُّ المُعْتَرِفِ لَكَ ، فلا يَضِيقَنَّ
عَنِّي فَضَلُكَ ، وَلا يَقْصُرَنَّ دُونِي عَفْوُكَ ، ولا أَكُونَنَّ أَخْيَبَ
عِبَادِكَ التَّائِبِينَ ، وَلا أَقْنَطَ وُفُودِكَ الآمِلِينَ.
اللّهُمَّ ، إغْفِرْ لي ، إنَّكَ
أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَطَالَمَا أغْفَلْتَ مِنْ وَظَائِفِ فُرُوضِكَ ،
وَتَعَدَّيْتُ عَنْ مَقَامِ حُدُودِكَ ، فَهَذَا مَقَامُ مَنِ اسْتَحيْا
لِنَفْسِهِ مِنْكَ وَسَخِطَ عَلَيْهَا ، وَرَضِيَ عَنْكَ ، فَتَلَقَّاكَ بِنَفْسٍ
خَاشِعَةٍ ، وَرَقَبَةٍ خَاضِعَةٍ ، وَظَهْرٍ مُثْقَلٍ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَاقِفاً
بَيْنَ الرَّغْبَةِ إلَيْكَ ، وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ ، فَأَنْتَ أَوْلَى مَنْ
وَثِقَ بِهِ مِمَّنْ رَجَاهُ ، وَأَمِنَ مِنْ خِشْيَتِهِ وَاتَّقَاهُ ، اللّهُمَّ
، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَعْطِنِي مَا رَجَوْتُ وَآمِنِّي مِمَّا
حَذِرْتَ ، وَعُدْ عَلَيَّ بِعَائِدَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ. اللّهُمَّ ، وَإذْ
سَتَرْتَنِي بِفَضْلِكَ ، وَتَغَمَّدتَنِي بِعَفْوِكَ ، في دَارِ الحَيَاةِ ،
وَالفَنَاءِ ، بِحَضْرَةِ الأكْفَاءِ ، فَأَجِرْني مِنْ فَضِيحَاتِ
دَارِ البَقَاءِ ،
عِنْدَ مَوَاقِفِ الإشْهِاَد ِ، مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ ، وَالرُسُلِ
المُكْرَمِينَ ، وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، فَحَقَّقْ رَجَائِي يا أَصْدقَ
القَائِلِينَ : « يا عِبَادِي الذِينَ أَسْرَفُوا على أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا
مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ».
اللّهُمَّ ، إنِّي سَائِلُكَ القَاصِدُ
وَمِسْكينُكَ المُسْتَجِيرُ الوَافِدٌ ، وَضَعِيفُكَ الفَقِيرُ ، نَاصِيَتي
بِيَدِكَ ، وَأَجَلي بِعِلْمِكَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُوَفِقَني ، لِمَا يُرْضيكَ
عَنِّي ، وَأَنْ تُبَارِكَ لي في يَوْمي هذا ، الذي فَزِعَتْ فِيهِ إلَيْكَ
الَأصْوَاتُ ، وَتَقَرَّبَ إلَيْكَ عِبَادُكَ بِالقُرُبَاتِ ، أَسْأَلُكَ
بِعَظِيمِ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِيمِ أَسْمائِكَ ،
وَجَمِيلِ ثَنَائِكَ ، وَخَاصَةِ دُعَائِكَ بِآلآئِكَ ، أَنْ تُصَلِّي على
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَنْ تَجْعَلَ يَوْمي هَذَا ، أَعْظَمَ يَوْمَ مَرَّ
عَلَيَّ مُنْذُ أَنْزَلْتَنِي إلى الدُّنْيَا ، بَرَكَةً في عِصْمَة دِيِني ،
وَخَاصَّةِ نَفْسِي ، وَقَضَاءِ حَاجَتي ، وَتَشْفِيِعي في مَسْأَلَتِي ،
وَإتمَامِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ ، وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي. يا أَرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ ، إفْتَحْ عَلَيَّ أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ، وَأَرْضِنِي بِعَادِلِ
قَسْمِكَ ، وَاسْتَعْمِلْني بِخَالِصِ طَاعَتِكَ ، يا أَمَلي وَيَارَجَائِي ،
حَاجَتي التي إنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّني ما مَنَعْتَني ، وَإنْ
مَنَعْتَهَا لَمْ يَنْفَعْني ما أَعْطَيْتَني فِكَاكُ رَقْبَتي مِنَ النَّارِ.
إلهي لا تَقْطَعْ رَجَائِي ، وَلا
تُخَيِّبْ دَعَائِي ، يا مَنَّانُ ، مُنَّ عَلَيَّ بِالجَنَّةِ ، يا عَفُوُّ ،
أَعْفُ عَنِّي ، يا تَوَّابُ ، تُبْ عَلَيَّ ، وَتَجَاوَزْ عَنِّي ، وَاصْفَحْ
عَنْ ذُنُوبي ، يا مَنْ رَضِيَ لِنَفْسِهِ العَفْوِ ، يا مَنْ أمَرَ َبِالعَفْوِ ،
يا مِنْ يَجْزِي على العَفْوِ ، يا مَنْ اسْتَحْسَنَ العَفْوُ ، أَسْأَلُكَ
اليَوْمَ « العَفْوَ العَفْوَ » وَكَانَ يَقُوُلُ ذلِكَ : عَشَرَ مَرَّاتٍ.
أَنْتَ ، أَنْتَ ، لا ينقطعُ الرَّجَاءُ
إلاَّ مِنْكَ ، وَلا تَخيبُ الآمَالُ إلاَّ
فِيْكَ ، فلا
تَقْطَعْ رَجائِي يا مَوْلايَ ، إنَّ لَكَ في هذِهِ اللًّيْلَةِ أضْيَافاً
فَاجْعلني مِنْ أَضْيَافِكَ ، فَقَدْ نَزَلْتُ بِفنائك ، راجياً معْروفك ، يا ذَا
المَعْرُفِ الدَّائِمِ الذي لا يَنْقَضي دَائِماً ، يا ذَا النَّعماء التي لا
تُحْصَى عَدَداً.
اللّهُمَّ ، إنَّ لَكَ حُقُوقاً
فَتَصَدَّقْ بِهَا عَلَيَّ ، وَلِلْنَّاسِ قِبَلِي تَبِعاتٍ ، فَتَحَمَّلْهَا
عَنِي ، وَقَدْ أَوْجَبْت ، يا ربُّ ، لِكُلِّ ضَيْفٍ قِرىً ، وَأَنَا ضَيْفُكَ
فَاجْعَلْ قِرَايَ الجَنَّةَ ، يا وَهَّابَ الجَنَّةِ ، يا وَهَّابَ المَغْفِرَةِ
إقْبَلْني مُفْلِحاً ، مُنْجحاً ، مُسْتَجَابَاً لي ، مَرْحُوماً صَوتِي ،
مَغْفُوراً ذَنْبِي ، بِأَفْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ اليَوْمَ أَحَدٌ مِنْ وَفْدك
، وَزُوَّارِكَ .. » .
وانتهى هذا الدعاء الشريف ، وهو يمثل
روعة الايمان ، وحقيقة التمسك بالله تعالى ، وكان ذلك هو السمت البارز ، في سيرة
الامام 7 ، الذي آمن
بالله بعواطفه ومشاعره. وبهذا الدعاء ينتهي بنا الحديث عن أدعية الامام 7 في حجه لبيت الله الحرام.
__________________
القسم السادس
من أدعيته قي
وضوئه وصلاته
الصلاة من أهم العبادات ، ومن أعظمها
شأنا في الاسلام ، وهي من أوثق الروابط ، التي تربط الانسان بخالقه العظيم ، وفي
نفس الوقت ، تعود على الانسان بأجل الفوائد فهي تنفي من أعماق نفسه ، ودخائل ذاته
، الاكتئاب ، والهلع ، واليأس ، وتمده بقوة نفسية ، يواجه بها الازمات ، فهي تعرفه
بالخالق العظيم ، الذي بيده جميع مجريات الاحداث ، وإن مشاكل الانسان الخاصة ، لا
مفر لها ، ولا كاشف لها إلا الله ، وبذلك فهي تدفعه إلى الامل ، وعدم التشاؤم ،
الذي هو من أقسى الامراض النفسية.
لقد أهتم الاسلام ، بالصلاة اهتماما
بالغا ، فهي إن قبلت قبل ما سواها ، وإن ردت رد ما سواها ـ كما في الحديث ـ ومعنى
ذلك ، ان الانسان أول ما يحاسب عليه ، عند الله تعالى ، الصلاة ، فإن كانت مقبولة
وصحيحة نظر في أعماله الاخرى ، وإن لم تقبل ، لم ينظر في شيء من أعماله ، صحيحا
كان أو باطلا ، ومن الطبيعي ، أن اهتمام الشارع بها ، ليس لمصلحة تعود إليه ،
وإنما المصالح ، والفوائد ، والثمرات كلها ، تعود على المكلف ، فهي من أهم الاسباب
في تهذيب النفوس ، وإقامة الاخلاق ، وهي الصلة الوثيقة لعروج النفس واتصالها
وتشرفها ، بالصانع الحكيم المبدع لهذه الاكوان.
وعلى أي حال ، فإن في الصلاة ، من
المعاني الروحية ما لا يحصى ،
وقد ركز الامام
الصادق 7 ، عنايته
واهتمامه بها ، وقد أثرت عنه كوكبة من الادعية ، في حال وضوئه وصلاته ، وفي ما يلي
بعضها :
أ ـ أدعيته في الوضوء
وأول مقدمات الصلاة ، وأكثرها أهمية
الوضوء ، وفي الحديث الشريف « لا صلاة إلا بطهور » وبالاضافة إلى روحانيته ، فإنه
تترتب عليه فوائد صحية هائلة ، يقول الامام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء نضر
الله مثواه : « أنظر أولا ، إلى أول مقدمة من مقدمات الصلاة ، وهي النظافة ،
والطهارة ، ولما كان الصانع الحكيم قد جعل لهذا البدن غشاء ، يستر لحمه ، وعورته
وأعصابه ، وجميع مقوماته وهو الجلد ، الذي هو لهذا الهيكل الجسماني كالدرع الحصين
، يقيه من العوارض الكونية من حر أو برد ، أو غبار ، أو هوام ، ونحو ذلك ، وجعله ذا
مسام لتكميل به منفعة الجسد ، فيخرج منه البخار والعرق وسائر الفضلات ، التي
يستريح الجسم بخروجها منه ، ويستطيع كل عضو منه ، بل كل ذرة وطاقة على أداء
وظيفتها التي كونت من أجلها كانت تلك المسام التي لا يزال يخرج العرق منها والبخار
المتكون من الحرارة الغريزية الداخلية ، أو العوامل الخارجية ، معرضة للانسداد ،
والالحتام ، بما يتراكم عليها ، من تلك الفضلات فانسدادها ، مما يوجب تخلف القسم
الكبير منها داخل البدن ، وكلما تزايدت عليه الاقذار من تراكم الغبار ، والهواء ،
والبهاء ، من الخارج ، والعرق والبخار من الداخل ، من الخلايا القرنية ، والمواد
الدهنية ، بعد تبخر مائها وزواله ، إنسدت تلك المسام الجلدية ، التي ربما تعد
بالملايين ، ولم تقدر على أداء وظيفتها من إفراز الضار ، وجذب النافع فيخل ذلك
وبسائر الاعضاء ، وتعوقها أجمع عن القيام بوظائفها ، حتى الرئيسيين : القلب والرئة
، وحتى الرئيس الاعظم ، وهو الدماغ ، وتحدث الامراض العصبية في شتى الجهات من
البدن ، وتحدث في طليعتها الحكة ، والالتهاب ، وإنتشار الروائح الكريهة ، والانفاس
المتعفنة
المخمرة بجراثيم
الجلد ، وجذوره الفاسدة ، تلك الروائح التي قد يشمها الجليس ، فيشمئز منها ويتقزز
...
وأضاف يقول : أفليس من الحكمة البالغة
حينئذ ومن الدليل على سعة علم الشارع الحكيم ، وإحاطة تشريع النظافة والطهارة
مقدمة للصلاة؟ .
إن تشريع الوضوء ، مقدمة للصلاة له
أهميته البالغة ، وقد كان الامام الصادق 7
، يدعو في جميع بنود الوضوء وهذه بعض أدعيته :
١ ـ دعاؤه عند
الوضوء
وكان الامام الصادق 7 يدعو عند الوضوء ، بهذا الدعاء :
« بِسْمِ اللهِ ، وَعلى مِلَّةِ رَسُولِ
اللهِ (ص) أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .. »
٢ ـ دعاؤه عند غسل
يديه
وكان 7
، يدعو بهذا الدعاء ، عند غسل يديه مقدمة للوضوء :
« بِسْمِ اللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ الذي
جَعَلَ المَاءَ طَهُوراً ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ نَجِساً .. »
٣ ـ دعاؤه عند
المضمضة
من مقدمات الوضوء ، المضمضة ، وهي عبارة
عن تنظيف الفم ، والاسنان ، وكان 7
يقول :
« اللّهُمَّ ، لَقنِّي حُجَّتي يَوْمَ
أَلْقَاكَ ، وَأَطْلِقْ لِسَاني بِذِكْرِكَ »
__________________
وفي رواية أخرى : كان يقول :
« اللّهُمَّ ، أَنْطِقْ لِسَاني
بِذِكْرِكَ .. »
٤ ـ دعاؤه عند
الاستنشاق
من مستحبات الوضوء ، إستنشاق الماء ،
وتترتب عليه أعظم الثمرات الصحية ، وقد كتب بعض الاطباء ، بحوثا ممتعة عن فوائده ،
وكان الامام الصادق 7
، يقول عند الاستنشاق :
« اللّهُمَّ ، لا تُحَرِّمْ عَلَيَّ
رِيحَ الجَنَّةِ وَاجْعَلَني مِمَّنْ يَشُمُّ رِيحَهَا وَرَوحَهَا وَطِيبَهَا .. »
٥ ـ دعاؤه عند غسل
الوجه
وكان الامام 7 يدعو بهذا الدعاء عند غسل وجهه الشريف
في الوضوء.
« اللّهُمَّ ، بَيِّضْ وَجْهِي يَوْمَ
تَسْوَدُّ الوُجُوهُ ، وَلا تُسَوِّدُ وَجْهي يَوْمَ تَبْيَضُّ فِيهِ الوُجُوهُ ..
»
٦ ـ دعاؤه عند غسل
يده اليمنى
وكان الامام 7 عند غسل يده اليمنى ، يدعو بهذا الدعاء
:
« اللّهُمَّ ، أَعْطِني كِتَابي
بِيَمِني ، وَالخُلْدَ في الجِنَانِ بِيَسَاري ، وَلا تُحَاسِبْني حِسَاباً
عَسِيراً .. »
٧ ـ دعاؤه عند غسل
يده اليسرى
وكان الامام 7 يدعو بهذا الدعاء عند غسل يده اليسرى :
« اللّهُمَّ ، لا تُعْطِني كِتَابي
بِشِمَالِي ، وَلا تَجْعَلْهَا مَغْلُولَةً إلى عُنُقي ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ
مُقْطَعَاتِ النِيرَانِ .. »
٨ ـ دعاؤه عند مسح
الرأس
وكان الامام 7 يدعو بهذا الدعاء عند مسح رأسه الشريف
:
« اللّهُمَّ ، غَشِّني بِرَحْمَتِكَ وَبَرَكَاتِكَ
.. ».
٩ ـ دعاؤه عند مسح
الرجلين
وكان 7
يدعو بهذا الدعاء عند مسح الرجلين :
« اللّهُمَّ ، ثَبِّتْ قَدَمَيَّ على
الصِرَاطِ ، يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الَأقْدَامُ ، وَاجْعَلْ سَعْيِِي فِيمَا
يُرْضِيكَ عَنِّي .. » .
الوضوء نور ـ كما في الحديث ـ وكان
الامام 7 يدعو بهذه
الادعية الجليلة في جميع فصوله ، لتستكمل بذلك روحانية الوضوء
ب ـ أدعيته في الصلاة
وأثرت عن الامام الصادق 7 كوكبة من الادعية الجليلة في الصلاة ،
وهذه بعضها :
١ ـ دعاؤه قبل
الصلاة
كان الامام الصادق 7 ، يستقبل الصلاة بخضوع وخشوع ويتوجه
إلى الله تعالى بقلبه وعواطفه ، وكان يدعو بهذا الدعاء قبل أن يشرع في الصلاة
قائلا :
__________________
« اللّهُمَّ ، لا تُؤْيِسُنِي مِنْ
رَوْحكَ ، وَلا تُقْنِطْني مِنْ رَحْمَتِك ، وَلا تُؤْمِنِّي مَكْرَكَ ، فإنَّهًُ
لا يَأَمَنُ مَكُرَ اللهِ إلاَّ القَوْمُ الخَاسِرُونَ .. ».
وكان صفوان الجمال حاضرا بخدمة الامام 7 ، فلما سمع هذا الدعاء أنبرى قائلا :
« جعلت فداك ، ما سمعت بهذا من أحد قبلك
.. »
فالتفت إليه الامام قائلا :
« من اكبر الكبائر عند الله ، اليأس من
روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والامن من مكر الله .. » .
ودل هذا الدعاء على مدى رجاء الامام 7 ، برحمة الله ، تلك الرحمة الواسعة
التي تشمل جميع عباده ، والتي يطمع فيها العاصون ، والمنحرفون عن الطريق القويم.
٢ ـ دعاؤه في السجود
وكان الامام 7 ، يدعو في سجوده في الصلاة بهذا الدعاء
الجليل :
« سَجَدَ لَكَ وَجْهِي تَعَبُّداً
وَرِقًّا ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ حَقّاً ، حَقّاً ، الأوُّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ
وَالآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ، هَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ ، نَاصِيَتي
بِيَدِكَ ، فَاغْفِرْ لي ، إنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ العِظَامَ غَيْرُكَ ،
فَاغْفِرْ لي ، فَإنِّي مُقِرٌّ بِذُنُوبِي على نَفْسِي ، وَلا يَدْفَعُ الذَّنْبَ
العَظِيمَ غَيْرُكَ .. » .
__________________
٣ ـ دعاؤه بعد
السجود
وكان الامام ، إذا رفع رأسه من السجود ،
واستوى جالسا دعا بهذا الدعاء ،
« اللّهُمَّ ، أَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ
كَرْبٍ ، وَرَجَائِي في كُلَّ شِدَّةٍ ، وَأَنْتَ لي في كُلِّ أَمْرٍ ، نَزَلَ بي
ثِقَةٌ وعُدَّةٌ ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ
الحِيلَةُ ، وَيَخْذُلُ فيه الصَّدِيقُ ، وَيشَمْتَ ُبِهِ العَدُّوُّ ،
وَتُعْيِيني فِيهِ الُأمُورُ ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكوْتُهُ إلَيْكَ ،
فَأَنْتَ وَليُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَاجَةٍ ، وَمُنْتَهَى كُلِّ
رَغْبَةٍ ، لَكَ الحَمْدُ كَثِيراً ، وَلَكَ المَنُّ فَاضِلاً .. » .
ومثل هذا الدعاء ، وما قبله ، مدى
إعتصام الامام 7
بالله ، وإلتجائه إليه ، في جميع شؤونه وأحواله ، وأقواله ، ومن الطبيعي أن ذلك
ناشئ ، عن معرفته الكاملة بالله تعالى ، وإيمانه العميق به.
٤ ـ دعاؤه الاول في
القنوت
كان الامام الصادق 7 ، يدعو بهذا الدعاء الجليل في قنوت
صلاته ، وهو يمثل الجانب السياسي من أدعيته ، فقد دعا به على عدوه الماكر اللئيم ،
وأغلب الظن ، أنه المنصور الدوانيقي ، وهو من الملوك الذين لا يعرفون الرحمة ، ولا
يؤمنون بالقيم الكريمة ، وكان من ألد أعداء الاسرة النبوية ، ومن أبغض الناس لآل
البيت : ، وهذا نص
دعاء الامام :
« يا مَنْ سَبَقَ عِلْمُهُ ، وَنَفَذَ
حُكْمُهُ ، وَشَمَلَ حِلْمُهُ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَزِلْ حِلْمَكَ
عَنْ ظَالِمي ، وَبَادِرْهُ بِالنَّقْمَةِ ، وَعَاجِلْهُ بِالإِسْتِيصَالِ ،
__________________
وكُبَّهُ لمنْخره ،
واغْصُصْهُ بِرِيقِهِ ، وَارْدُدْ كَيْدَهُ في نَحْرِهِ ، وحُل بَيْنَهُ وَبيْنِي
، بِشُغْلٍ شاغلٍ مُؤْلِمٍ ، وَسُقْمٍ دَائِمٍ ، وَامْنَعْهُ التَّوْبَةَ ، وَحُلْ
بَيْنَهُ وَبَيْنَ الإِنَابَةِ ، وَاسْلُبْه روح الرَّاحَةِ ، وَاشْدُدْ عَلَيْهِ
الوَطَأَةَ ، وَخُذْ مِنْهُ بِالمِخْنَقِ ، وَحَشْرَجَةٍ في صَدْرِهِ ، وَلا
تُثْبِّتْ لَهُ قَدَماً ، وَأَثْكِلْهُ ، وَأَجْتَثَّهُ ، وَأسْتَأْصِلْهُ ،
وَجُبَّهُ ، وَجُبَّ نِعْمَتَكَ عَنْهُ ، وَأَلْبِسْهُ الصَّغَارَ ، وَاجْعَلْ
عُقْبَاهُ النَّارَ ، بَعْدَ مَحْوِ آثَارِهِ ، وَسَلْبِ قَرَارِهِ وَإجهَارِ
قَبِيحِ آصَارِهِ ، وَأَسْكِنْهُ دَارَ بَوَارِهِ ، وَلا تُبْقِ لِهُ ذكراً ، وَلا
تُعْقِبْهُ مِنْ مُسْتَخْلَفٍ آَخَرَ.
وكان يقول ما يلي ثلاثا :
أ ـ اللّهُمَّ بَادِرْهُ.
ب ـ اللّهُمَّ عَاجِلْهُ.
ج ـ اللّهُمَّ خُذْهُ.
د ـ اللّهُمَّ اسْلِبْهُ التَّوفِيقَ.
اللّهُمَّ ، لا تُمْهِلْهُ ، اللّهُمَّ
، لا تُرَيِّثْهُ ، اللّهُمَّ لا تُؤَخِّرْهُ اللّهُمَّ عَلَيْكَ بِهِ ، اللّهُمَّ
أُشْدُدْ قَبْضَتَكَ عَلَيْهِ ، اللّهُمَّ بِكَ أَعْتَصَمْتُ عَلَيْهِ ، وَبِكَ
اسْتَجَرْتُ مِنْهُ ، وَبِكَ تَوَارَيْتَ عَنْهُ ، وَبِكَ اسْتَكْهَفْتُ دُونَهُ ،
وَبِكَ اسْتَتَرْتَ مِنْ ضَرَّائِهِ ، اللّهُمَّ احْرُسْني بِحِرَاسَتِكَ مِنْهُ
وَمِنْ عَذَابِكَ ، وَاكْفِني بِكَافِيَتِكَ ، كَدَّهُ ، وَكُدَّ بُغَاتَكَ ،
اللّهُمَّ احْفَظْني بِحِفْظِ الإِيمَانِ ، وَأَسْبِلْ عَلَيَّ سِتْرَكَ الذي
سَتَرْتَ بِهِ رُسُلَكَ مِنَ الطَّوَاغِيتِ ، وَحَصِّني بِحِصْنِكَ ، الذي
وَقَيْتَهُمُ بِهِ مِنَ الجَوَابِيتِ ، اللّهُمَّ أَيِّدْني بِنَصْرٍ لا يَنْفَكُّ
، وَعَزِيمَةِ صِدْقٍ لا تُحَلُّ ، وَجَلٍّلْني بِنُورِكَ ، وَاجْعَلْني
مُدَرَّعاٍ بِدِرْعِكَ الوَاقِيَةِ ، وَاكْلْأني بِكَلَاءَتِكَ الكَافِيَةِ ،
إنَّكَ وَاسِعٌ لِمَا تَشَاءُ ، وَوَلِيُّ مَنْ لَكَ تَوَالَى ،
وَنَاصِرُ مَنْ
إلَيْك أَوَى ، وَمعينُ مَنْ بِكَ اسْتَعْدَى ، وَكاَفي مَنْ بِكَ اسْتَكْفَى ،
أَنْتَ العَزِيزُ الذي لا تُمَانَعُ عَمَّا تَشَاءُ ، وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ
وَهُوَ حَسْبي ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ .. » .
وكشف هذا الدعاء ، عما كان يعانيه
الامام 7 من المحن
والخطوب ، من خصمه الارهابي الظالم ، فقد دعا عليه الامام ، بهذا الدعاء الشديد ،
مع العلم أنه ليس من سيرة أئمة أهل البيت :
الانتقام من الظالمين لهم ، وإنما كانوا يقابلونهم بالصفح والاحسان ، ولكن هذا
الظالم قد بالغ في إرهاق الامام ، ولم يترك لونا من ألوان الاعتداء إلا جابهه به ،
فلذا دعا الامام 7
عليه بهذا الدعاء.
٥ ـ دعاؤه الثاني في
القنوت
كان الامام 7 يدعو بدعاء آخر في قنوته ، وقد دعا فيه
على ظالم له ، وهذا نصه :
« يا مَأْمَنَ الخَائِفِ ، وَكَهْفَ
اللَّائِفِ ، وَجُنَّةَ العَائِذِ ، وَغَوْثَ اللائِذِ ، خَابَ مَنِ اعْتَمَدَ على
سِوَاكَ ، وَخَسِرَ مِنْ لَجَأَ إلى دُونِكَ ، وَذَلَّ مَنِ اعْتَزَّ بِغَيْرِكَ ،
وَافْتَقَرَ مَنِ اسْتَغْنَى عَنْكَ ، اللّهُمَّ ، المَهْرَبُ مِنْكَ ، اللّهُمَّ
، المَطْلَبُ مِنْكَ ، اللّهُمَّ ، وَقَدْ تَعْلَمُ عَقْدَ ضَمِيِري عِنْدَ
مُنَاجَاتِكَ ، وَحَقِيقَةَ سَرِيرَتي عِنْدَ دُعَائِكَ ، وَصِدْقَ خَاِلصَتي
بِاللُّجُوءِ إلَيْكَ ، فَأَفْزِعْني إذَا فَزِعْتُ إلَيْكَ ، وَلا تَخْذُلْني
إذَا اعْتَمْدتُ عَلَيْكَ ، وَبَادِرْني بِكِفَايَتِكَ ، وَلا تَسْلُبْني رِفْقَ
عِنَايَتِكَ ، وَخُذْ ضَالَّتي السَّاعَةَ ، السَّاعَةَ ، أَخْذَ عَزِيزٍ
مُقْتَدِرٍ عَلَيْهِ ، مُسْتِأْصِلٍ شَأْفَتَهُ ، مُجْتَثٍّ قَائِمَتَهُ ، حَاطٍّ
دَعَامَتَهُ ، مُتَبِّرٍ لَهُ ، مُدَمرٍ عَلَيْهِ.
__________________
اللّهُمَّ ، بَادِرْهُ قَبْلَ أَذِيَّتي
، وَاسْبِقْهُ بِكِفَايَتي كَيْدَهُ ، وَشَرَّهُ وَمَكْرَهُ ، وَغَمْزَهُ وَسُوءَ
عَقْدِهِ وَقَصْدِهِ.
إلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي ، وَبِكَ
تَحَصَّنْتُ مِنْهُ ، وَمِنْ كُلِّ مَنْ يَتَعَمَّدُني بِمَكْرُوهِهِ ،
وَيَتَرَصَّدُ لي بِأَذِيَّتِهِ ، وَيُصَلِّتَ ضَبَاتِهِ ، وَيَسْعَى إلَيَّ
بِمَكَائِدِهِ ، اللّهُمَّ ، كِدْ لي وَلَا تَكِدْ عَلَيَّ ، وَامْكُرْ لي ، وَلا
تَمْكُر بي ، وَأَرِني الثَّأْرَ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ أَوْ مَكَّارٍ ، لا يَضُرَّني
ضَارُّ وَأَنْتَ وَليِّي ، وَلا يَغْلِبُني غَالِبٌ وَأَنْتَ عَضُدِي ، وَلا
تَجْري عَلَيَّ مَسَاءَةٌ وَأَنْتَ كَنَفِي ، اللّهُمَّ ، بِكَ اسْتَدْرَعْتُ ،
وَاعْتَصَمْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَلا قُوَّةَ لي وَلا حَوْلَ إلاَّ بِكَ
... » .
وحكى هذا الدعاء الآلام المريرة التي
كان يتجرعها الامام 7
، من ظالمه الباغي اللئيم الذي هو ـ في أكبر الظن ـ المنصور الدوانيقي ، الذي ضيق
الدنيا ، على عترة رسول الله 9
، وسن ظلمهم لملوك الاسرة العباسية ، فجهدوا في قهرهم والتنكيل بهم ، وفعلوا معهم
ما لم يفعله الامويون معهم.
٦ ـ دعاؤه بعد
الصلاة
وكان الامام الصادق 7 ، إذا فرغ من صلاته ، دعا بهذا الدعاء
الجليل :
« اللّهُمَّ ، إنِّي أُدِينُكَ
بِطَاعَتِكَ ، وَوِلَايَتِكَ ، وَوِلَايَةِ اَلأئِمَّةِ مِنْ أَوَّلِهِمُ إلى
آخِرِهِمْ ، أُديِنُكَ بِطَاعَتِهِمْ وَوِلَايَتِهِمْ بِمَا فَضَّلْتَهُمْ بِهِ
غَيْر مُنْكِرٍ ، وَلا مُسْتَكْبِرٍ ، على مَعْنى ما أَنْزَلْتَ في كِتَابِكَ ،
على حُدْودِ ما أَتَانا فِيهِ ، وَمَا لَمْ يَأْتِنَا ، مُؤْمِنٌ ، مُقِرٌّ
بِذلِكَ ، مُسْلِمٌ ، رَاضٍ بِمَا رَضِيْتَ بِهِ يا رَبُّ ، أُرِيدُ بِهِ
__________________
وَجْهَكَ ،
وَالدَّارَ الآخِرَةَ ، مَرْهُوباً وَمَرْغُوباً إلَيْكَ فِيهِ ، فَأَحْيني ما
أَحْيَيْتَني عَلَيْهِ ، وَابْعَثْني إذَا بَعَثْتَني عَلَيْهِ ، وَإنْ كَاَنَ
مِنِّي تَقْصيرٌ فِيمَا مَضَى ، فَإنِّي أَتُوبُ ، إلَيْكَ مِنْهُ ، وَأَرْغَبُ
إلَيْكَ فِيمَا عِنْدِكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْصِمَني مِنْ مَعَاصيكَ ، وَلا
تَكِلْني إلى نَفْسِي ، طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، ما أَحيَيْتَني لا أَقَلَّ مِنْ
ذَلِكَ ، وَلا أَكْثَرَ ، إنْ النَّفْسَ لَأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ، إلاَّ مَا
رَحِمْتَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْصِمَني بِطَاعَتِكَ
، حَتَّى تَتَوَفَّاني عَلَيْهَا ، وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ ، وَأَنْ تَخْتِمَ لي
بِالسَّعَادَةِ ، وَلا تُحَوِّلْني عَنْهَا أَبَداً ، وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ ..
» .
وحمل هذا الدعاء الجليل تعظيم الامام 7 ، لآبائه أئمة أهل البيت : ، هداة هذه الامة ، وقادتها وسفن
نجاتها ، وعدلاء القرآن الكريم كما أعلن النبي 9
ذلك.
٧ ـ دعاؤه بعد صلاة
الظهر
روى الفقيه الكبير ، معاوية بن عمار ،
أن الامام الصادق 7
، كان إذا فرغ من صلاة الظهر دعا بهذا الدعاء :
« يا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ ، وَيَا
أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، ويا أَسْرَعَ الحَاسِبِينَ ، وَيا أَجْودَ الَأجْوَدِينَ
، ويا أَكْرَمَ الَأكْرَمِينَ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفْضَلِ
وَأَجْزَلِ وَأَوْفَى ، وَأَحْسَنِ ، وَأَجْمَلِ ، وَأَكْمَلِ ، وَأَطْهَرِ ،
وَأَزْكَى وَأَنْوَرِ ، وَأَعْلى ، وَأَبْهَى ، وَأَسْنَى ، وَأَنْمَى ،
وَأَدْوَمِ ، وَأَعَمِّ ، وَأَبْقَى ما صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَمَنَنْتَ ،
وَسَلَّمْتَ وَتَرْحَّمْتَ على إبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ
مَجِيدٌ.
__________________
اللّهُمَّ ، أُمْنُنْ على مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا مَنَنْتَ على مُوسى وَهَارُونَ ، وَسَلِّمْ على مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا سَلَّمْتَ على نُوحٍ في العَالَمِينَ ، اللّهُمَّ ،
وَأَوْرِدْ عَلَيْهِ مِنْ ذُرِيَّتِهِ ، وَأَزْوَاجِهِ ، وَأَهْل بَيْتِهِ ،
وَأَصْحَابِهِ ، وَأَتْبَاعِهِ ، مَنْ تقرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ ، وَاجْعَلْنَا
مِنْهُمْ ، وَمِمَّنْ تَسْقِيِهِ بكأسِهِ ، وَتُورِدُهُ حَوْضَهُ ، وَاحْشُرْنَا
في زُمْرَتِهِ ، وَاجْعَلْنا تَحْتَ لِوَائه ، وَأَدْخِلْنَا في كُل خَيْرٍ ، أَدْخَلْتَ
فِيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، وَأَخْرِجْنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، أَخْرَجْتَ
مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَلا أَقَلَّ مِنْ ذلِكَ ، وَلَا
أَكْثَرَ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ عَافِيَةٍ وَبَلَاءٍ ، وَأجْعَلْني
مَعَهُمْ في كُلِّ شِدَّةٍ وَرَخَاءٍ ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ أَمْنٍ
وَخَوْفٍ ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ مَثْوىَ وَمُنْقَلَبٍ ، اللّهُمَّ ،
أحْيني مَحْيَاهُمْ ، وَأَمِتْني مِمَاتَهُمْ ، وَأجْعَلْني مَعَهُمْ في
المَوَاقِفِ كُلِّهَا وَأجْعَلْني بِهِمْ ، عِنْدَكَ وَجِيهاً في الدُّنْيا
وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ
وَآلِهِ ، وَاكْشِفْ عَنِّي بِهِمْ كُلِّ كَرْبٍ ، ونفِّسْ عنِّي بِهمْ كُلَّ
هَمٍّ ، وَفَرِّجْ عَنِّي بِهِمْ كُلَّ غَمٍّ ، وَاكْفِنِي بِهمْ كُلَّ خوْف ،
واصْرِفْ عَنِّي بِهِمْ مَقَادِيرَ كُلِّ بَلَاءٍ ، وَسُوءَ القَضَاءِ ، وَدَرَك
الشَّقَاءِ وَشماتةَ الأعْدَاءِ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ
، وَاغْفِر لي ذَنْبي ، وَطيِّبْ لي كَسْبِي ، وَقَنِّعْني بِمَا رَزَقْتَني ،
وَبَارِكْ لي فِيهِ ، وَلا تُذْهِبْ بِنَفْسِي إلى شَيْءٍ صَرَفْتَهُ عَنِّي ،
اللّهُمَّ ، إني أَعُوذُ بِكَ مِنْ دُيْنَا تَمْنَعُ خَيْرَ الآخِرَةِ ، وَمِنْ
عَاجِلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ الآجِلِ ، وَحَيَاةٍ تَمْنَعُ خَيْرَ المَمَاتِ ،
وَأَمَلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ
العَمَلِ ،
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْر على طَاعَتِكَ ، وَالصَّبْرَ عَنْ
مَعْصِيَتِكَ ، وَالقِيَام بِحَقِكَ ، وَأَسْأَلُكَ حَقَائِقَ الإِيمَانِ ،
وَصِدْقَ اليَقِين في المَوَاطِنِ كُلِّهَا ، وَأَسْأَلُكَ العَفْوَ ،
وَالعَافِيَة ، والمُعافَاة في الدُّنْيَا والآخِرَةِ ، عَافِيَةَ الدُّنْيَا مِنَ
البَلَاءِ ، وَعَافِيَةَ الآخِرَةِ مِنَ الشَّقَاءِ ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ
الفَوْزَ ، وَالسَّلَامَةَ ، وَحُلُولَ دَارِ الكَرَامَةِ.
اللّهُمَّ ، أنِّي أَسْأَلُكَ
العَافِيَةِ ، وَتَمَامَ العَافِيَةِ ، وَالشُّكرَ على العَافِيَةِ يا وَلِيَّ
العَافِيَةِ.
اللّهُمَّ ، إجْعَلْ لي في صَلَاتي ،
وَدُعَائِي ، رَهْبَةً مِنْكَ ، وَرَغْبَةً إلَيْكَ ، وَرَاحَةً تَمُنُّ بِهَا
عَلَيَّ .. اللّهُمَّ ، لا تَحْرمْني سِعَةَ رَحْمتكَ ، وَسُبُوغَ نِعْمَتِكَ ،
وشُمُول عافِيَتِكَ ، وَجزيلَ عَطاياكَ ، وَمنْح موَاهِبِكَ ، لسُوءِ ما عِنْدِي ،
وَلا تُجازِني بِقَبِيحِ عَمَلِي ، وَلا تَصْرفْ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ عنِّي ،
اللّهُمَّ ، لا تَحْرِمْني وَأَنَا أَدْعُوكَ ، وَلا تُخَيِّبْني وَأَنَا
أَرْجُوكَ ، وَلا تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَلا إلى أَحَدٍ
مِنْ خَلْقك فَيَحْرمْني ويسَتْأَثِرُ علي ، اللّهُمَّ ، إنَّكَ تَمْحُو مَا
تَشَاءُ ، وَتُثْبتُ ، وعنْدَكَ أُمُّ الكتَاب ، أَسْأَلُكَ بِآلِ « يَس » خِيرتِكَ
مِنْ خَلْقِكَ ، وَصَفْوَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ ، وَأُقدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ
حَاجَتي وَرغْبَتي إلَيْكَ.
اللّهُمَّ ، إنْ كُنْتَ كَتَبْتني
عِنْدَكَ ، في أُمِّ الكِتَابِ شقِيَّاً مَحْروُماً ، مُقَتَّراً عَلَيَّ في
الرِّزْق ، فامْحُ مِنْ أُمِّ الكتابِ شقائي ، وَحرْماني ، وإقْتار رِزْقي ،
وَثَبِّتْني عِنْدَكَ سَعيداً مَرْزُوقاً ، فَإنَّك تَمْحُو ما تَشَاءُ ،
وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتَابِ.
اللّهُمَّ ، إنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ
إلَيَّ مِنْ خَيْرِ فَقِيرُ ، وَأَنَا مِنْكَ خَائِفٌ ، وَبِكَ
مُسْتَجيرٌ ،
وَأَنَا حقِيرٌ مِسْكِينٌ ، أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني ، فَاسْتَجِبْ لي كَمَا
وَعَدْتَني ، إنَّكَ لا تُخْلفُ الميعادُ. يا مَنْ قَالَ: « أُدْعُوني أَسْتَجِبْ
لَكُمْ » نعْم المُجِيبُ أنْتَ ، يا سَيِّدي ، وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، وَنِعْمَ
الرَبُّ ، وَنِعْمَ المَوْلَى ، وَبِئِسَ العَبْدُ أَنَا ، وَهَذا مَقَامُ
العَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ ، يا فَارِجَ الهمِّ ، يا كَاشِفَ الغَمِّ ، وَيا
مُجيبَ دَعْوَةَ المُضْطَرِّ ، وَرَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَرَحيمَهُمَا
إرْحَمْني رَحْمَةً تُغْنِينِي عَنْ رَحْمَةٍ مَنْ سوَاكَ ، وَادْخِلْني
بِرَحْمَتِكَ ، في عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ، الحَمْدُ لله الذي قَضَى عَنِّي
صَلَاتي فَإنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ على المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً .. » .
لقد اعتصم الامام 7 بالله ، وأناب إليه ، فدعاه بإخلاص ،
وناجاه بمعرفة وإيمان ، شأنه في ذلك ، شأن آبائه ، الائمة الطاهرين ، الذين أضاؤا
الحياة الاسلامية ، بما نشروه من كنوز التوحيد ، والايمان.
٨ ـ دعاؤه بعد صلاة
المغرب
روى سعيد بن يسار ، عن الامام الصادق 7 ، أنه قال : إذا صليت المغرب فامرر
يديك على جبهتك ، وقل :
« بِسْمِ اللهِ الذي لا إلهَ إلاَّ هُوَ
، عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ »
وقل ثلاثا :
« اللّهُمَّ ، أَذْهِبْ عَنِّي الهَمَّ
وَالحُزْنَ .. » .
وبهذا الدعاء الموجز ، ينتهي بنا الحديث
عن بعض أدعيته في الصلاة التي هي من أهم العبادات في الاسلام.
__________________
القسم السابع
دعاؤه للنبي 9 ولآله وشيعتهم
ونقل الرواة ، كوكبة من أدعية الامام
الصادق 7 ، دعا
ببعضها لجده ، الرسول الاعظم 9
، مفجر العلو والوعي في الارض ، كما دعا ببعضها لخزنة علمه ، وحملة مشعل الفكر
والهداية ، الائمة الطاهرين من ذريته ، ودعا ببعضها لشيعتهم ، الذين ساروا على
منهجهم ، وتمسكوا بمحبتهم وولائهم ، وفي ما يلي ذلك :
١ ـ دعاؤه للنبي
من أدعية الامام الصادق 7 ، هذا الدعاء الجليل ، وقد أدلى به بما
تميز به جده الرسول العظيم 9
، من سمو المنزلة ، وعظيم المكانة عند الله عزوجل ، وهذا نصه :
« اللّهُمَّ ، إنَّ مُحَمَّداً 9 ، كَمَا وَصَفْتَهُ في كِتَابِكَ
حَيْثُ قُلْتَ : ـ وَقَوْلُكَ الحَقُّ ـ « لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
، عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عِنِتُّمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ .. »
فَأَشْهَدُ
أَنَّهُ كَذلِكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَأْمُرْنَا بالصَّلَاةِ عَلَيْهِ
إلاَّ بَعْدَ أَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ أَنْتَ وَمَلَائِكَتُكَ ،
__________________
فَأَنْزَلْتَ في
فُرْقَانِكَ الحَكِيمِ : «
إنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبيّ يا أيُّهَا الذِينَ آمَنوُا
صَلُوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليِمَا »
لا
لِحَاجَةِ بِهِ إلى صَلَاةِ أَحَدٍ مِنَ الخَلْق بَعْدَ صَلَوَاتِكَ عَلَيْهِ ،
وَلا إلى تَزْكِيَتِهِمْ إيَّاهُ بَعْدَ تَزْكِيَتِكَ ، بَلِ الخَلْقُ جَمِيعاً ،
هُمُ المُحَتَاجُونَ إلى ذلِكَ إلاَّ أَنَّكَ جَعَلْتَهُ بَابَكَ الذي لا يُقْبَلُ
إلاَّ مَنْ أَتَاكَ مِنْهُ ، وَجَعَلْتَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ قُرْبَةً مِنْكَ ،
وَوَسِيلَةً إلَيْكَ ، وَزُلْفَةً عِنْدَكَ ، وَدَلَلْتَ المُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ ،
وَأَمَرْتَهُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ ، لِيَزْدادُوا بِهَا إثْرَةً لَدَيْكَ ،
وَكَرَامَةً عَلَيْكَ ، وَوَكَّلْتَ بِالمُصَلِّينَ عَلَيْهِ مَلَائِكَتُكَ
يُصَلُّوَن عَلَيْهِ ، وَيُبَلِّغُونَهُ بِصَلَاتِهِمْ وَتَسْلِيمِهِمْ.
اللّهُمَّ ، رَبَّ مُحَمَّدٍ 9 ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِمَا عَظَّمْتَ
بِهِ مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدٍ 9
، وَأَوْجَبْتَ مِنْ حَقِّهِ ، أَنْ تُطْلقَ بِهِ لساني مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ
بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ، وَبِمَا لَمْ تُطْلِقْ بِهِ لسان أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ،
وَلْم تُعَلِّمْهُ إيَّاهُ ، ثُمَّ تُؤْتِيني على ذلِكَ مُرافقتهُ ، حَيْثُ
أحْلَلْتهُ ، مِن مَحَلِ قُدْسِكَ ، وَجَنَّاتِ فِرْدَوْسِكَ ، وَلا تُفَرقْ
بَيْني وَبَيْنَهُ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَبْدَأُ
بِالشَّهَادَةِ ، ثُمَّ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ ، وَأنْ كُنْتُ لا أَبْلُغُ مِنْ
ذلِكَ رِضَى نَفْسِي ، وَلا يُعَبِّرُ لِسَانِي عَنْ ضَمِيرِي ، وَلا أُلَامُ على
التَّقْصِيرِ مِنِّي ، لِعَجْزِ قُدْرَتي عَنْ بُلُوغِ الوَاجِبِ عَلَيَّ مِنْهُ ،
لَأنَّهُ خُطَّ عَلَيَّ ، وَحُقَّ عَلَيَّ لِمَا أَوْجَبْتَ لَهُ في عُنُقِي ،
إنَّهُ قَدْ بَلَّغَ رِسَالَتَكَ غَيْرَ مُفَرِّطٍ فِيمَا أَمَرْتَ ، وَلا
مُجَاوِزٍ لِمَا نَهَيْتَ ، وَلا مُقَصِّرٍ فِيمَا أَرَدْتَ ، وَلا مُتَعَدٍّ
لِمَا أَوْصَيْتَ .. وَتَلَا آيَاتِكَ على ما أَنْزَلْتَ إلَيْهِ مِنْ وَحْيِكَ ،
وَجَاهَدَ في سَبِيِلِكَ ، مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ ، وَوَفَّى بِعَهْدِكَ ،
وَصَدّقَ وَعْدَكَ ، وَصَدَعَ
__________________
بِأَمْرِكَ ، لا
يَخَافُ فِيكَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، وَبَاعَدَ فِيكَ الأقْرَبِينَ ، وَقَرَّبَ فِيكَ
الأبْعَدِينَ ، وَأَمَرَ بِطَاعَتِكَ ، وَأئَتَمَرَ بِهَا سِرّاً وَعَلَانِيَةً ،
وَنَهَى عَنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَأنْتَهَى عَنْهَا سِرَّاً وَعَلَانِيَةً ،
مَرْضِيّاً عِنْدَكَ ، وَدَلَّ على مَحَاسِنِ الَأخْلَاقِ وَأَخَذَ بِهَا ،
وَنَهَى عَنْ مَسَاوِىءِ الَأخْلَاقِ وَرَغِبَ عَنْهَا ، وَوَالَى أَوْلِيَاءَكَ
الذِينَ تُحِبُّ أَنْ يُوَالَوا قَوْلاً وَعَمَلاً ، وَدَعَا إلى سَبِيِلِكَ
بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَعَبَدَكَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاهُ
اليَقِينُ ، فَقَبَضْتَهُ إلَيْكَ ، نَقِيّاً تَقِيّاً زَكِيّاً ، قَدْ أَكْلَمْتَ
بِهِ الدِّينَ ، وَأَتْمَمْتَ بِهِ النِعْمَه ، وَظَاهَرْتَ بِهِ الحُجَجَ ،
وَشَرَعْتَ بِهِ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ ، وَفَصَّلْتَ بِهِ الحَلَالَ وَالحَرَامَ
، وَنَهَجْتَ بِهِ لِخَلْقِكَ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ ، وَبَنَيْتَ بِهِ
العَلَامَاتِ وَالنُّجُومَ ، التي بِهَا يَهْتَدُونَ وَلَمْ تَدَعْهُمْ بَعْدَهُ في
عَمْيَاءَ يَعْمَهُونَ ، وَلا شُبْهَةٍ يَتيهُونَ ، وَلَمْ تَكِلْهُمْ إلى
النَظَرِ لَأنْفُسِهِمْ ، في دِينِهِمْ بِآرائِهِمْ ، وَلا التَّخَيُّرِ مِنْهُمْ
بِأَهْوَائِهِمْ ، فَيَتَشَعَّبُونَ في مُدْلَهِمَّاتِ البِدَعِ ،
وَيَتَحَيَّروُنَ في مُطْبِقَاتِ الظُّلَمِ ، وَتَتَفَرَّقُ بِهِمُ السُّبُلُ ،
فِيمَا يَعْلَمُونَ ، وَفِيمَا لا يَعْلَمُونَ.
وَأَشْهَدُ ،
أَنَّهُ تَوَلَّى مِنَ الدُّنْيَا رَاضِياً عِنْدَكَ ، مَرْضياً عِنْدَكَ ،
مَحْمُوداً عِنْدَ مَلَائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ ، وَأَنْبِيَائِكَ المُرْسَلِينَ
، وَعِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ، وَأَنَّهُ كَانَ غَيْرَ لَئِيمٍ ، وَلا ذَمِيمٍ ،
وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَاحِراً ، وَلا يُسْحَرُ لَهُ ، وَلا شَاعِراً ، وَلا
يُشْعَرْ لَهُ ، وَلا كَاهِناً ، وًلا يُكْهَنُ لَهُ ، وَلا مَجْنُونًا ، وَلا
كَذَّاباً ، وَأَنَّهُ كَانَ رَسُولَ اللهٌ 9
، وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ، وَسَيِّدَ المُرْسَلِينَ.
وَأَشْهَدُ ، أَنَّ الذِينَ كَذَّبُوهُ
ذائقُوا العَذَابِ الأَليِم ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ بِهِ
تُعَاقِبُ ، وَبِهِ
تُثيبُ ، وَأَنَّ ما أَتَانَا بِهِ مِنَ عِنْدَكَ ، هُوَ الحَقُّ المُبِينُ ، لا
رَيْبَ فِيهِ ، مِنْ رَبِّ العَالَمينَ ، اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ عَبْدكَ
وَرَسُولِكَ وَأَمِينِكَ ، وَنَجِيبِكَ ، وَصَفْوتِكَ ، وَصَفِيِّكَ ، وَدَلِيلِكَ
مِنْ خَلْقِكَ الذي انْتَجْبْتَهُ لِرِسَالَاتِكَ ، وَاسْتَخْلَصْتَهُ لِدِينِكَ ،
وَاسْتَرْعَيَْتُه عِبَادَكَ ، وَائْتَمَنْتَهُ على وَحْيِكَ ، وَجَعْلَتُه عَلَمَ
الهُدَى ، وَبَابَ التُّقَى ، وَالحُجَّةَ الكُبْرَى ، وَالعُرْوَةَ الوُثْقَى ،
فِيمِا بَينَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ ، وَالشَّاهِدَ لَهُمْ ، وَالمُهَيْمِنَ
عَلَيْهِمْ ، أَشْرَفَ وَأَزْكَى ، وَأَطْهَرَ ، وَأَطْيَبَ ، وَأَرْضَى ما
صَلَّيْتَ على أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ ، وَأَصْفِيَائِكَ ،
وَاجْعَلْ صَلَوَاتَكَ وَغُفْرَانَكَ وَبَرَكَاتِكَ ، وَرِضْوَانَكَ ،
وَتَشْرِيفَكَ ، وَإعْصَامَكَ ، وَصَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ ،
وَأَنْبِيَائِكَ المُرْسَلِينَ ، وَعِبَادِكَ الصَّالِحينَ ، مِنَ الشُهَدَاءِ ،
وَالصِّدِّيقِينَ وَحَسُنَ أولئِكَ رَفِيقاً ، وَأَهْلِ السَّموَاتِ وَالَأرْضِين
وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَمَا فِيهِمَا ، وَمَا بَيْنَ الخَافِقَينِ ، وَمَا في
الهَوَاءِ وَالشَّمْسِ ، وَالقَمَرِ ، وَالنُّجُومِ ، وَالجِبَالِ ، وَالشَجَرِ ،
وَالدَّوَابِّ ، وَمَا سَبَّحَ لَكَ في البَرِّ وَالبَحْرِ ، وَالظُلْمَةِ ،
وَالضِّيَاءِ ، بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ ، في آنَاءِ اللَّيْلَ ، وَسَاعَاتِ
النهَارِ ، على مُحَمَّدٍ بنِ عَبْدِاللهِ ، سَيِّدِ المُرْسَلينَ ، وَخَاتَمِ
النَّبِيِّينَ ، وَإمَامِ المُتَّقِينَ ، وَمَوْلَى المُؤْمِنينَ ، وَوَلِيِّ
المُسْلِمِينَ ، وَقَائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلينَ ، الشَّاهِدِ ، البَشِيرِ
النَّذِيرِ ، الْأمينِ ، الدَّاعي إلَيْكَ بِإذْنِكَ السَّرَاجِ المُنِيرِ ،
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ في الَأوَّلِينَ ، وَصَلّ على مُحَمَّدٍ في
الآخِرِينَ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ يَوْمَ الدِّين ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ
لِرَبِّ العَاَلِمينَ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ كَمَا ثَبَّتَّنَا بِهِ ، وَصَلِّ على
مُحَمَّدٍ كَمَا رَحِمْتَنَا بِهِ وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ كَمَا فَضَّلْتَنَا بِهِ
، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ كَمَا كَرَّمْتَنَا بِهِ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ كَمَا
كَثَّرْتَنَا بِهِ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ كَمَا عَصَمْتَنَا بِهِ ، وَصَلِّ على
مُحَمَّدٍ ، كَمَا
أَنْعَشْتَنَا بِهِ وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ كَمَا أَعْزَزْتَنَا بِهِ.
اللّهُمَّ ، وَاجْزِ مُحَمَّداً
أَفْضَلَ ما أَنْتَ جَازِيِهِ يَوْمَ القِيَامَةَ عَنْ أُمَّتِهِ رَسُولاً عَمَّا
أَرْسَلْتَ إلَيْها. اللّهُمَّ ، وَأخْصُصْ مُحَمَداً بِأَفْضَلِ الفَضَائِلِ ،
وَأَبْلِغْهُ أَشْرَفَ مَحَلِ المُكَرَّمِينَ ، مِنَ الدَّرَجَاتِ العُلى ، في
أَعْلى عِلِّيينَ ، في جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ، في مُقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ
مُقْتَدِرٍ ، وَاعطِهِ حَتَّى يَرْضَى ، وَزِدْهُ بَعْدَ الرِّضَى ، وَاجْعَلْهُ
أَقْرَبَ خَلْقِكَ مَجْلِساً ، وَأَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ جَاهاً ، وَأَوُفَرَهُمْ
عِنْدَكَ نَصِيباً ، وَأَجْزَلَهُمْ عِنْدَكَ حَظاً في كُلِّ خَيْرٍ أَنْتَ
قَاسِمُهُ بَيْنَهُمْ.
اللّهُمَّ ، أَوْرِدْ عَلَيْهِ مِنْ
ذُرِّيَتِهِ ، وَقَرَابَتِهِ ، وَأَزْوَاجِهِ ، وَأُمَّتِهِ ، ما تَقُرُّ بِهِ
عَيْنُهُ ، وَتَقُرُّ عُيُونُنَا بِرُؤْيَتِهِ ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنَنَا
وَبَيْنَه ، اللّهُمَّ ، إعْطِهِ الوَسيلَةَ وَالفَضيلَةَ ، وَالشَّرَفَ
وَالكَرَامَةَ ، يَوْمَ القِيَامَةِ ، ما يَغْبِطُهُ بِهِ المَلَائِكَةُ
المُقَرَّبُونَ وَالنَّبِيُّونَ وَالخَلْقُ أَجْمَعُونَ.
اللّهُمَّ ، بَيِّضْ وَجْهَهُ ،
وَأَعْلِ كَعْبَهُ ، وَثَبِّتْ حُجَّتَهُ ، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ وَأَظْهِرْ
قَدْرَهُ ، وَابْعَثْهُ المَقَامَ المَحْمُودَ الذي وَعَدْتَهُ ، وَكَرِّمْ
زُلْفَتَهُ ، وَأَحْسِنْ عَطِيَّتَهُ ، وَتَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ ، وَأَعْطِهِ
سُؤْلِهُ ، وَشَرِّف بُنْيَانَهُ ، وَعَظِّمْ بُرْهَانَهُ ، وَأَتِمَّ نُورَهُ ،
وَأَوْرِدْنَا حَوْضَهُ ، وَاسْقِنَا بِكَأسِهِ ، وَتَقَبَّلْ صَلَوَاتِ أُمَّتِهِ
عَلَيْهِ ، وَاقْصُصْ بِنَا أَثَرَه ، وَاسْلُك بِنَا سُبُلَهُ ، وَاسْتَعْمِلْنَا
بِسُنَّتِهِ ، وَتَوَفَّنَا على مِلَّتِهِ ، وَابْعَثْنَا على مِنْهَاجِهِ ،
وَاجْعَلْنَا مِنْ شِيعَتِهِ وَمَوَالِيهِ ، وَأَوْلِيَائِهِ وَأَحِبَّائِهِ ،
وَخَيَارِ أُمَّتِهِ وَمَقَدَّمِ زُمْرَتِهِ وَتَحْتَ لِوَائِهِ.
اللّهُمَّ ، إجْعَلْنَا نَدِينُ
بِدِينِهِ ، وَنَهْتَدِي بِهُدَاهُ ، وَنَقْتَدِي بِسُنَّتِهِ ، وَنُوالِي
وَلِيَّهُ ، وَنُعَادِي عَدَوَّهُ ، حَتَّى تُورِدَنَا بعْدَ المَمَاتِ مَوْرِدَهُ
، غَيْرَ خزايا ، وَلا نَادِمِينَ ، وَلا نَاكِثينَ ، وَلا جَدِلِينَ.
اللّهُمَّ ، إعْطِ مُحَمَداً ، مَعَ
كُلِّ زُلْفَةٍ زُلْفَةً ، وَمَعَ كُلِّ قُرْبَةٍ قُرْبَةً ، وَمَعَ كُلِّ
فَضِيلَةٍ فَضِيلَةً ، وَمَعَ كُلِّ وَسِيلَةٍ وَسِيلَةً ، وَمَعَ كُلِّ شَفَاعَةٍ
شَفَاعَةً ، وَمَعَ كُلِّ كَرَامَةٍ كَرَامَةً ، وَمَعَ كُلِّ خَيْرٍ خَيْرَاً ،
وَمَعَ كُلِّ شَرَفٍ شَرَفاً ، وَاشْفَعْهُ في كُلِّ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ مِنْ
أُمَّتِهِ ، وَمِنْ سِوَاهُمْ مِنَ الُأمَمِ ، حَتَّى لا تُعْطِيَ مَلَكاً
مُقَرَّباً وَلا نَبِيَّاً مُرْسَلاً ، وَلا عَبْداً مُصْطَفَى إلاَّ دُونَ ما
أَنْتَ مُعْطيهِ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ. اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَبَارِكْ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ على
إبْرَاهِيَم وَآلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللّهُمَّ ، وَسَلِّمْ
على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا سَلَّمْتَ على نُوحٍ في العَالَمِينَ ،
وَعلى أَزْوَاجِهِ وَذُرِيَّتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَيِّبينَ الطَّاهِرِينَ ،
الهُدَاةِ المُهْدِيِّينَ ، غَيْرِ الضَّالِّينَ وَلا المُضِلِّينَ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، الذينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ ، وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً ،
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ في الَأوَّلِينَ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ في
الآخِرِينَ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في العَالَمِينَ ، وَصَلِّ
على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في الرَّفِيقِ الَأعْلَى ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ أَبَدَ الآبِدِينَ ، صَلَاةً لا مُنْتَهَى لَهَا وَلا أَمَدَ ،
آمِينَ يا رَبَّ العَالَمِينَ .. » .
لقد حمل هذا الدعاء ، التقييم الكامل
للنبي العظيم ، 9
، مفجر العلم ، وباعث النهضة الفكرية للانسان ، والمحرر لشعوب العالم ، من ربقة
الجهل ، والباني لصروح الفضيلة ، والاخلاق في الارض ، كما حمل هذا الدعاء الثناء
العاطر ، على أئمة أهل البيت :
،
__________________
الذين هم أعلام هذه الامة
، وسفن نجاتها في الدارين.
٢ ـ دعاؤه لاهل البيت (ع)
من أدعية الامام الصادق 7 ، دعاؤه لاهل البيت : ، الذين هم مركز الوعي الاجتماعي في
الاسلام ، وقد أعرب الامام 7
، عن مدى أهميتهم ، وسمو مكانتهم في الامة ، وهذه بعض فصول دعائه :
« اللُّيُوثُ الَأبطَالُ ، عِصْمَةٌ
لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ ، وَأجَارَةٌ لِمَنْ اسْتَجَارَ بِهِمْ ، وَالكُهُفُ
الحَصِينَةُ ، وَالفُلُكُ الجَارِيَةُ ، في اللُّجَجِ الغَامِرَةِ ، الرَّاغِبُ
عَنْهُمْ مَارِقٌ ، واَلمُتَأَخِّرٌ عَنْهُمْ زَاهِقٌ ، وَاللَّازِمُ لَهُمْ
لَاحِقٌ ، رِمَاحُكَ في أَرْضِكَ ، وَصَلٌ على عِبَادِكَ ، في أَرْضِكَ ، الذِينَ
أَنْقَذْتَ بِهِمْ مِنَ الهَلَكَةِ ، وَأَنَرْتَ بِهِمُ الظُلْمَةَ ، شَجَرَةِ
النُّبُوَّةِ ، وَمُوْضِعِ الرِّسَالَةِ ، وَمُخْتَلَفِ المَلَائِكَةِ ،
وَمَعْدِنِ العِلْمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ آمِينَ ،
آمِينَ يا رَبَّ العَالَمِينَ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ
مَسْأَلَةَ المِسْكِينِ ، وَأَبْتَغِي إليْكَ ، إبْتِغَاءَ البَائِسِ الفَقِير ؛
وَأَتَضَرَّعُ إلَيْكَ ، تَضَرُعَ الضَعِيفِ الضَّرِيرِ ، وَأبْتَهِلُ إلَيْكَ ،
إبْتِهَالَ المُذنِبِ الخَاطِىءِ ، مَسْأَلَةَ مَنْ خَضَعَتْ لَكَ نَفْسُهُ ،
وَرَغَمَ لَكَ أَنْفُهُ ، وسفعتْ لَكَ نَاصِيَتُهُ وَانْهَمَلَتْ لَكَ دُمُوعُهُ ،
وَفَاضَتْ لَكَ عَبْرَتُهُ ، وَاعْتَرَفَ لَكَ بِخَطِيئَتِهِ ، وَقَلَّتْ عَنْهُ
حِيلَتُهُ ، وَأَسْلَمَتْهُ ذُنُوبُهُ ، أَسْأَلُكَ الصَّلَاةَ على مُحَمَّدٍ
وَآلِهِ أَوَّلاً وَآخِراً ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ المَعيشَةِ ما أَبْقَيْتَني ،
مَعِيشَةً أَقْوَى بهَا في جَمِيعِ حَالَاتِي ، وَأَتَوصَّلُ بِهَا في الحَيَاةِ
الدُّنْيَا إلى آخِرَتِي ، عَفْواً لا تُتْرِفْني فَأَطْغَى ، وَلا تُقَتَّرْ
عَلَيَّ فأَشْقَى ، أَعْطِنِي مِن ذلِكَ غِنىً عَنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ ،
وَبَلَّغْهُ إلى رِضَاكَ ، وَلا تَجْعَل الدُّنْيَا عَلَيَّ سِجْناً ، وَلا
تَجْعَلْ
فِرَاقَهَا عَلَيَّ
حُزْناً ، أخْرجْني منْها ، ومنْ فتْنَتها مَرْضياً عَني ، مَقْبُولاً فِيهَا
عَمَلي إلى دَار الحياة ، ومَسَاكن الأخْيَار.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ
إنْزَالِها وَزِلْزَالِها ، وَسَطَوَاتِ سُلْطَانِهَا ، وَسَلَاطِينِهَا ، وَشَرِّ
شَيَاطينِهَا ، وَبَغْي مَنْ بَغَى عَلَيَّ فِيهَا ، اللّهُمَّ ، مَنْ
أَرَادَنِيَّ فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ ، وَافقأ عُيُونَ الكُفْرِ ،
وَاعْصِمْني مِنْ ذلِكَ بِالسَّكِينَةِ ، وَأَلْبِسْني دِرْعَكَ الحَصِينَةَ ،
وَاجْعَلْني في سِتْرِكَ الوَاقِي ، وَأَصْلِحْ لي حَالِي ، وَبارِكْ في أَهْلي ،
وَمَالِي ، وَوَلَدِي ، وَحُزَانَتِي وَمَنْ أَحْبَبْتُ فِيكَ ، وَمَنْ أَحَبَّني.
اللّهُمَّ ، إغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ ،
وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَعْلَنْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ ، وَمَا نَسِيتُ ، وَمَا
تَعَمَّدْتُ ، اللّهُمَّ ، إنَّكَ خَلَقْتَني كَمَا أَرَدْتَ ، فَاجْعَلْني كَمَا
تُحِبُّ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .. » .
وقدم الامام 7 ، في هذا الدعاء ، أروع صنوف التعظيم
والتبجيل ، لآل البيت :
، الذين هم مصدر الشرف والكرامة في الاسلام ، كما طلب من الله تعالى ، أن تفيض
عليه ، بنعمه وألطافه ، وأن يخرجه من هذه الدنيا مقبولا عنده راضيا عنه.
٣ ـ دعاؤه لشيعته
كان الامام الصادق 7 يكن لشيعته أعمق الود ، وخالص الحب ،
وقد دعا لهم بالمغفرة ، والرضوان ، في كثير من أدعيته ، ومنها هذا الدعاء :
« يا دَيَّانُ غَيْرَ مُتَوَانٍ ، يا
أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، إجْعَلْ لِشِيعَتِي مِنَ النَّار
__________________
وَقَاءاً ،
وَعِنْدكَ رِضَى ، وَاغْفِرْ ذُنُوبَهُمْ ، وَيَسِّرْ أُمُورَهُمْ ، وَاقْضِ
دُيُونهُمْ ، وَاسْتُر عَوْرَاتِهِمْ ، وَهَبْ لَهُمُ الكَبَائر التي بَيْنك
وَبَيْنهُمْ ، يا مَنْ لا يخافُ الضَّيْمَ ، وَلا تَّأْخُذَهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ
، إجْعلْ لي مِنْ كُلِّ غَمٍّ فَرَجَاُ وَمَخْرَجَاً .. » .
وحكى هذا الدعاء ، مدى تعاطف الامام 7 ، مع شيعته ، فقد دعا لهم بجميع مفاهيم
الخير في دنياهم وآخرتهم.
__________________
القسم الثامن
من أدعيته
عند تلاوته
للقرآن وغيره من الادعية الجامعة
ونقل الرواة ، مجموعة من أدعية الامام
الصادق 7 ، يتعلق
بعضها ، عند تلاوته للقرآن الكريم ، وبعضها بعد فراغه ، من قراءة القرآن المجيد ،
كما نقلوا عنه بعض الادعية الجامعة التي حفلت بمهام الامور ، والتي تعد من ذخائر
التراث الروحي في الاسلام ، وفيما يلي ذلك :
١ ـ دعاؤه الاول عند تلاوته للقرآن
وقبل أن يقرأ الامام الصادق 7 ، القرآن الكريم ، يدعو بهذا الدعاء
الجليل : الذي ينم عن نظراته العميقة ، وتأملاته الواعية ، لكتاب الله العظيم ،
فمعجزة الاسلام الخالدة ، وفي ما يلي دعاؤه :
« اللّهُمَّ ، رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ ،
أَنْتَ المُتَوَحِّدُ بِالقُدْرَةِ ، وَالسُّلْطَانِ المَتِين ، وَلَكَ الحَمْدُ
أَنْتَ المُتَعَالي ، بِالعِزِّ وَالكِبْرِيَاءِ ، وَفَوْقَ السَّمَاوَاتِ
وَالعَرْشِ العَظِيمِ ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ ، أَنْتَ المُكْتَفِي بِعِلْمِكَ
، وَالمُحْتَاجُ إلَيْكَ ، كُلُّ ذي عِلْمٍ ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ يا
مُنْزِّلَ الآيَاتِ ، وَالذِّكْرِ العَظِيمِ ، رَبَّنَا ، فَلَكَ الحَمْْدُ بِمَا
عَلَّمْتَنَا ، مِنَ الحِكْمَةِ وَالقُرْآنِ العَظِيمِ المُبِين.
اللّهُمَّ ، أَنْتَ عَلَّمْتَناَ قَبْلَ
رَغْبَتِنَا في تَعَلُّمِهِ ، وَاخْتَصَصْتَنَا بِهِ قَبْلَ رَغْبَتِنَا
بِنَفْعِهِ ،
اللّهُمَّ ، فَإذَا كَانَ مَنًّا مِنْكَ وَفَضْلاً وَجُوداً ، وَلُطْفاً بِنَا ،
وَرَحْمَةً لَنَا ، وَامْتِنَاناً عَلَيْنَا ، مِنْ غَيْرِ حَوْلِنَا وَلا
حِيلَتِنَا وَلا قُوَّتِنَا ، اللّهُمَّ ، فَحَبِّبْ إلَيْنَا حُسْنَ تِلَاوَتِهِ
، وَحِفْظَ آيَاتِهِ ، وَإيمَاناً بِمُتَشَابِهِهِ ، وَعَمَلاً بِمُحْكَمِهِ ،
وَسَبَباً في تَأْوِيلِهِ ، وَهُدىً في تَدَبُّرِهِ ، وَبَصيرَةً بِنُورِهِ ،
اللّهُمَّ ، وَكَمَا أَنْزَلْتَهُ شِفَاءٌ لأوْلِيَائِكَ ، وَشَقَاءً على
أَعْدَائِكَ ، وَعَمىً على أَهْلَ مَعْصِيَتِكَ ، وَنُوراَ لَأهْلِ طَاعَتِكَ ،
فَاجْعَلْهُ لَنَا حِصْناً مِنْ عَذَابِكَ ، وَحِرْزاً مِنْ غَضَبِكَ ، وَحَاجِزاً
عَنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَعِصْمَةً مِنْ سُخْطِكَ ، وَدَلِيلاً على طَاعَتِكَ ،
وَنُوراً يَوْمَ نَلْقَاكَ ، نَسْتَضِىءُ بِهِ في خَلْقِكَ ، وَنَجُوزُ بِهِ على
صِرَاطِكَ ، وَنَهْتَدِي بِهِ إلى جَنَّتِكَ ، اللّهُمَّ ، إنَّا نَعُوذُ بِكَ
مِنَ الشَّقْوَةِ في حَمْلِهِ ، وَالعَمَى عَنْ عَمَلِهِ ، وَالجَوْرِ عَنْ حُكْمِهِ
، وَالغُلُوِّ عَنْ قَصْدِهِ ، وَالتَقْصِيرِ دُونَ حقِّهِ ، اللّهُمَّ ، إحْمِلْ
عَنَّا ثِقْلَهُ ، وَأَوْجِبْ لَنَا أجَرْهَُ ، وَأَوْزِعْنَا شُكْرَهُ ،
وَاجْعَلْنَا نُرَاعِيهِ وَنَحْفَظُهُ.
اللّهُمَّ إجْعَلْنَا نَتَّبعُ
حَلَالَهُ ، وَنَجْتَنِبُ حَرَامَهُ ، وَنُقِيمُ حُدُودَهُ ، وَنُؤَدِّي
فَرائِضَهُ ، اللّهُمَّ ارْزُقْنَا حَلَاوةً في تِلَاوَتِهِ ، وَنَشَاطاً في
قِيَامِهِ
وَوَجَلاً في تَرْتِيلِهِ ، وَقُوَّةً في اسْتِعْمَالِهِ ، في آنَاءِ الليْلِ
وَأَطْرَافِ النَّهَارِ ، اللّهُمَّ ، وَاسْقِنَا مِنَ النَّوْمِ بِاليَسِير وَأَيْقِظْنا في سَاعَةِ اللَّيْلِ ،
مِنْ رُقَادِ الرَّاقِدِينَ ، وَنَبِّهْنَا عند الَأحَائِينَ التي يُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ من
سُنَّةِ الوَسْنَانِينَ
__________________
اللّهُمَّ ، اجْعَلْ لِقُلُوبِنَا
ذَكَاءاً عِنْدَ عَجَائِبِهِ ، التي لا تَنْقَضِي ، وَلَذَاذَةُ عِنْدَ
تَرْدِيدِهِ ، وَعَبْرَةًَ تَرْجِيعِهِ ، وَنَفْعاً بَينِّاً عِنْدَ
اسْتِفْهَامِهِ ، اللّهُمَّ ، إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ تَخَلُّفِهِ في قُلُوبِنَا
، وَتَوَسُّدِهِ عِنْدَ رُقَادِنَا ، وَنَبْذِهِ وَرَاءَ ظُهُورِنَا ، وَنَعُوذُ بِكَ
مِنْ قَسَاوَةِ قُلُوبِنَا ، لِمَا بِهِ وَعَظْتَنَا ، اللّهُمَّ انْفَعْنَا بِمَا
صَرَّفْتَ فِيهِ مِنَ الآيَاتِ ، وَذَكِّرْنَا بِمَا ضَرَبْتَ فِيهِ مِنَ
المُثُلاتِ ، وَكَفِّرْ عَنَّا بِتَأْوِيلِهِ السَيِّئَاتِ ، وَضَاعِف لِنَا بِهِ
جَزَاءاً في الحَسَنَاتِ ، وَارْفَعْنا بِهِ ثَوَاباً في الدَّرَجَاتٍ ،
وَلَقِّنَا بِهِ البُشْرَى بَعْدَ المَمَاتِ.
اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا زَاداً ،
تَقَوِّينَا بِهِ في المَوْقِفِ وَفي الوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَطَريقاً
وَاضِحاً نَسْلُكُ بِهِ إلَيْكَ ، وَعِلْماً نَافِعاً نَشْكُرُ بِهِ نَعْمَاءَكَ ،
وَتَخَشُّعاً صَادِقاً نُسَبِّحْ بِهِ أسْمَاءَكَ ، اللّهُمَّ ، فَإنَّكَ
اتَّخَذْتَ بِهِ عَلَيْنَا حُجَّةً قَطَعْتَ بِهِ عُذْرَنَا ، وَاصْطَنَعْتَ بِهِ
عِنْدَنَا قَصُر عَنْهَا شُكْرُنَا.
اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا وَلِيَّاً
يُثَبِّتُنَا مِنَ الزَّلَلِ ، وَدَلِيلاً يَهْدِينَا لِصَالِحِ العَمَلِ ،
وَعَوْناً وَهَادِياً يُقَوِّمُنَا مِنَ المَلَلِ ، حَتَّى يَبْلُغَ بِنَا
أَفْضَلَ الَأمَلِ .. اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا شَافِعاً يَوْمَ اللِّقَاءِ ،
وَسِلَاحاً يَوْمَ الَأرْتِقَاءِ ، وَحَجِيجاً يَوْمَ القَضَاءِ ، وَنُوراً يَوْمَ
الظَلْمَاءِ ، يَوْمَ لا أَرْضَ وَلا سَمَاءَ ، يَوْمَ يُجْزَي كُلِّ سَاعٍ بِمَا
سَعَى.
اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا رياَّ يَوْمَ
الظَّمأ ، وَنُوراً يَوْمَ الجَزَاءِ ، مَنْ نَارٍ حَامِيَةٍ قَلِيلَةِ البَقْياء على مَنِ اصْطَلَى ، وَبِحَرِّهَا
تَلْظَّى. اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا بُرْهَاناً على رُؤوسِ المَلأ ، يَوْمَ
يُجْمَعُ فِيهِ أَهْلُ الَأرْضِ ، وَأَهْلُ السَّمَاءِ ، اللّهُمَّ
__________________
ارْزُقْنَا
مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ ، وَعَيْشَ السُّعَدَاءِ ، وَمُرَافَقَةَ اَلَأنْبِيَاءِ. .
أرأيتم ، هذا التقييم الكامل ، لكتاب
الله العزيز ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟
أرأيتم ، هذا الثناء العاطر ، على
القرآن المجيد ، الذي هو أعظم ثروة فكرية في الارض؟
إنه لا يعرف قيمته ، ولا يثمن جواهره ،
إلا أئمة أهل البيت :
، الذين هم تراجمته ، وحملته ودعاته.
٢ ـ دعاؤه الثاني عند تلاوته للقرآن
وأثر عن الامام الصادق 7 ، هذا الدعاء الثاني عند تلاوته للقرآن
الحكيم وهذا نصه :
« اللّهُمَّ ، إنِّي أَشْهَدُ أَنَّ
هَذَا كِتَابُكَ ، المُنَزَّلُ مِنْ عِنْدِكَ ، عَلى رَسُولِكَ ، مُحَمَّدٍ بنُ
عَبْدِالله 9 ،
وَكتِاَبكُ َالنَّاطِقُ ، على لِسَانِ رَسُولِكَ ، وَفِيهِ حِكَمُكَ ، وَشَرَائِعُ
دِينِكَ ، أَنْزَلْتَهُ على نَبِيِّكَ ، وَجَعَلْتَهُ عَهْداً مِنْكَ ، إلى
خَلْقِكَ ، وَحَبْلاً مُتَّصِلاً ، فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِكَ.
اللّهُمَّ إنِّي نَشَرْتُ عَهْدَكَ
وَكِتَابَكَ ، اللّهُمَّ فَاجْعَلْ نَظَرِي فِيهِ عِبَادَةً ، وِقِرَاءَتي
تَفَكُّراً ، وَفِكْرَتي اعْتِبَاراً ، وَاجْعَلْني مِمَّن اتَّعَظَ ، بِبَيَانِ
مَوَاعِظِكَ فِيهِ ، وَاجْتَنَبَ مَعَاصِيَكَ ، وَلا تَطْبَعْ عِنْدَ قِرَاءَتِي
كِتَابَكَ عَلى قَلْبِي ، وَلا على سَمْعي ، وَلا تَجْعَلْ على بَصَري غِشَاوَةً ،
وَلا تَجْعَلْ قِرَاءَتِي ، قِرَاءَةً لا تَدَبُّرَ فِيهَا ، بَلْ اجْعَلْني
أَتَدَبَّرُ آياتِهِ ، وَأَحْكَامَهُ ، آخِذاً بِشَرَائِعِ دِينِكَ ، وَلا
__________________
تَجْعَلْ نَظَرِي
فِيهِ غَفْلَةً ، وَلا قِرَاءَتي هَذْرَمَةً
إنَكَ أَنْتَ الرَّؤوفُ الرَّحِيمِ .. » .
لقد كان الامام الصادق 7 ، يقرأ القرآن الكريم ، بعمق وتأمل ،
فيستخرج كنوزه ، وجواهره ، ويفيضها على تلاميذه ، وقد حفلت موسوعات التفسير ،
بالشئ الكثير من آرائه القيمة ، في الكشف عن حقائق الكتاب العظيم.
والشئ الملفت للنظر ، في هذا الدعاء ،
هو قوله 7 :
« اللّهُمَّ ، إنِّي نَشَرْتُ عَهْدَكَ
وَكِتَابَكَ »
فقد أشار 7
، إلى ما قام به من دور ايجابي ، في نشر معارف الاسلام ، وإذاعة أحكامه وتعاليمه ،
ويعتبر العقل المبدع الصانع للحضارة الاسلامية.
٣ ـ دعاؤه عند الفراغ من تلاوة القرآن
وكان الامام الصادق 7 ، إذا فرغ ، من تلاوة القرآن الكريم ،
دعا بهذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، إنِّي قَرَأتُ ، بَعْضَ
ما قَضَيْتَ لي ، مِنْ كِتَابِكَ ، الذي أَنْزَلْتَهُ على نَبِيِّكَ ، مُحَمَّدٍ
صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ ، وَرَحْمَتُكَ ، فَلَكَ الحَمْدُ رَبَّنَا وَلَكَ الشُكْرُ
، وَالمِنَّةُ على مَا قَدَّرْتَ وَوَفَّقْتَ.
اللّهُمَّ اجْعَلْني مِمَّنْ يُحَلِّلُ
حَلَالَكَ ، وَيُحَرِّمُ حَرَامَكَ ، وَيُتَجَنَّبُ مَعَاصيَكَ ، وَيُؤْمِنْ
بِمُحْكَمِهِ وَمُتَشَابَهِهِ ، وَنَاسِخِهِ وَمَنْسُوخِهِ ، وَاجْعَلْهُ لي
__________________
شِفَاءً وَرَحْمَةً
، وَحِرْزاً ، وَذُخْراً ،
اللّهُمَّ ، اجْعَلْهُ أنِيْساً لي في
قَبْرِي ، وَارْفَعْ لي ، بِكُلِّ حَرْفٍ ، دَرَسْتُهُ دَرَجَةً في أَعْلَى
عِلِّيينَ آمينَ يا رَبَّ العَالَمِينَ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ
نَبِيِّكَ وَصَفِيِّكَ ، وَنَجِيِّكَ ، وَدَلِيلِكَ ، وَالدَّاعِي إلى سَبِيِلِكَ
، وَعلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَلِيِّكَ ، وَخَلِيفَتِكَ ، مِنْ بَعْدِ رَسُولِكَ
، وَعَلى أَوْصِيَائِهِمَا المُسْتَحْفَظِينَ دِينَكَ ، المُسْتَوْعِبِينَ حَقَّكَ
، المُسْتَرْعِينَ خَلْقَكَ ، وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ
وَبَرَكَاتُهُ .. » .
ودل هذا الدعاء ، على مدى سروره ،
بتلاوته للقرآن الكريم ، فقد حمد الله وشكره ، على ذلك ، وسأله أن يجعله ، شفاء
ورحمة وحرزا له في الدنيا ، وأن يجعله أنسا له في قبره يلقى الله.
٤ ـ دعاؤه لحفظ
القرآن
من أدعية الامام الصادق 7 ، هذا الدعاء الجليل ، وهو مما يساعد
على حفظ القرآن الكريم ، وقد رواه عنه ، العالم الجليل أبان بن تغلب ، وهذا نصه :
« اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ وَلَمْ
يَسْأَلِ ، العِبَادُ مِثْلَكَ ، أَسْأَلُكَ بِحَقِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ
وَرَسُولِكَ ، وَإبْراهِيمَ خَلِيِلكَ ، وَصَفِيِّكَ ، وَمُوسى كَلِيمِكَ ،
وَنَجِيِّكَ ، وَعِيسَى كَلِمَتِكَ ، وَرُوحِكَ ، أَسْأَلُكَ بِصُحُفِ إبْرَاهِيمَ
، وَتَوْرَاةِ مُوسَى ، وَزَبُورِ دَاوودَ ، وَإنْجيلِ عِيسَى ، وَقُرْآنِ
مُحَمَّدٍ 9 ، وَبِكُلِّ
وَحْيٍ أَوْحَيْتَهُ ، وَقَضَاءٍ أَمْضَيْتَهُ ، وَحَقِّ قَضَيْتَهُ ، وَغَنِيٍّ
أَغْنَيْتَهُ ، وَضَالٍّ هَدَيْتَهُ ، وَسَائِلٍ أَعْطَيْتَهُُ ، وَأَسْأَلُكَ ،
بِاسْمِكَ الذي وَضَعْتَهُ
على اللَّيْلَ ،
فَأَظْلَمَ ، وَوَضَعْتَهُ على النَّهار فَاسْتَنَارَ ، وَبِاسْمِكَ الذي
وَضَعْتَهُ على الَأرْضِ ، فَاسْتَقَرَّتْ ، ودعَمْتَ بِهِ السَّمَاوَاتِ
فَاسْتَعْلَتْ ، وَوَضَعْتَهُ على الجِبَالِ فَرَسَتْ ، وَبِاسْمِكَ الذي بَثَثْتَ
بِهِ الَأرْزَاقَ ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الذي تُحْيي بِهِ المَوْتَى ،
وَأَسْأَلُكَ بِمَعاَقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ
كِتَابِكَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ
تَرْزُقَني ، حِفْظَ القُرْآنِ ، وَأصْنَافَ الِعْلِم ، وَأَنْ تُثْبِتَهَا في
قَلْبي ، وَسَمْعي ، وَبَصَرِي ، وَأَنْ تُخَالِطَ بِهَا لَحْمي ، وَدَمِي ،
وَعِظَامِي ، وَتَسْتَعْمِلَ بِهَا لَيْلي ، وَنَهَارِي ، بِرَحْمَتِكَ
وَقُدْرَتِكَ ، فَإنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ يا حَيُّ يا قَيُّومُ
.. ».
وأضافت بعض الروايات إلى ذلك :
وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ ، الذي دَعَاكَ
بِهِ عِبَادُكَ ، الذين اسْتَجْبْتَ لَهُمْ ، وَأَنْبِيَاؤُكَ فَغَفَرْتَ لَهُمْ
وَرَحِمْتَهُمْ ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ أَنْزَلْتَهُ في كُتُبِكَ ،
وَبِاسْمِكَ الذي اسْتَقَرَّ بِهِ عَرْشُكَ ، وَبِاسمِكَ الوَاحِدِ ، الَأحَدِ ،
الفَرْدِ ، الوَتْرِ ، الصَمدِ ، الذي يَمْلُا الَأرْكَانَ كُلَّهَا ، الطَّاهِرِ
، الطُهْرِ ، المُبَارَكِ ، المُقَدَّسِ ، الحَيِ القَيُّومِ ، نُورِ السَّموَاتِ
وَالَأرْضِ ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، الكَبِيرِ ، المُتَعَالِ ، وُكِتَابِكَ
المُنْزَلِ بِالحَقِّ ، وَكَلِمَاتِكَ التَامَاتِ ، وَنُورِكَ التَّامِ ،
وَبِعَظَمَتِكَ وَأَرْكَانِكَ ... » .
وهذا الدعاء الشريف ، مما يعين على حفظ
القرآن الكريم ، الذي هو رحمة للعالمين ، وذخر للانسان المسلم ، وقد أقسم سليل
النبوة على الله بجميع قدراته وأسمائه ، على الاعانة ، لحفظ كتابه ، ومن الطبيعي
أن للدعاء أثرا في تحقيق ذلك.
__________________
أدعيته الجامعة
وأثرت عن الامام الصادق 7 ، كوكبة من الادعية الجامعة ، وقد حفلت
بكل ما يسعد به الانسان المسلم في أمر آخرته ، ودنياه ، وفي ما يلي ذلك :
١ ـ الدعاء الجامع
من أدعية الامام الصادق 7 ، هذا الدعاء الجليل ، وقد سماه
بالدعاء الجامع وذلك ، لما يحتويه من المضامين ، وجاء فيه بعد البسملة :
« أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ ،
وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَداً عَبْدُهُ وَرَسُولَهُ ،
آمَنْتُ بِاللهِ ، وَبِجَمِيعِ رُسُلِ اللهِ ، وَبِجَمِيعِ مَا أَتى بِهِ جَمِيعُ
رُسُلِ اللهِ ، وَأَنْ وَعْدَ اللهِ حَقُّ ، وَلِقَاءَهُ حَقُّ ، وَصَدَقَ اللهُ ،
وَبَلَّغَ المُرْسَلُونَ ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، وَسُبْحَانَ
اللهِ ، كُلَّمَا سَبَّحَ اللهَ شَيْءٌ ، وَكَمَا يُحِبَّ اللهُ أَنْ يُسَبَّحَ ،
وَالحَمْدُ للهِ كُلَّمَا حَمِدَ اللهَ شَيْءٌ ، وَكَمَا يُحِبَّ اللهُ أَنْ
يُحْمَدَ ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ كُلَّمَا هَلَّلَ اللهَ شَيْءٌ ، وَكَمَا
يُحِبُّ اللهُ أِنْ يُهَلَّلَ ، وَاللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا كَبَّرَ اللهُ شَيْءٌ ،
وَكَمَا يُحِبُّ اللهُ أَنْ يُكَبَّرَ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ
مَفَاتِيحَ الخَيْرِ وَخَوَاتِيمَهُ ، سَوَابِغَهُ وَفَوَايِدَهُ ، وَبَرَكَاتِهِ
، مِمَّا بَلَغَ عِلْمُهُ عِلْمي ، وَمَا قَصَّرَ عَنْ إحْصَائِهِ حِفْظِي ،
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَانْهَجْ لي أَسْبَابَ
مَعْرِفَتِهِ ، وَافْتَحْ لي أَبوَابَهُ ، وَغْشِّنِي بِبَرَكَاتِ رَحْمَتِكَ ،
وَمُنَّ عَلَيَّ بِعِصْمَةٍ عَنْ الإزَالَةِ عَنْ دِينِكَ ، وَطَهِّرْ قَلْبي مِنَ
الشَكِّ ، وَلا تُشْغِلْ قَلْبِي بِدُنْيَايَ ، وَعَاجِلَ مَعَاشِي عَنْ آجِلِ
ثَوَابِ آخِرَتي ، وَاشْغِلْ قَلْبِي ، بِحِفْظِ ما لا تَقَبَلُ مِنِّي جَهْلَهُ ،
وَذَلِّلْ لِكُلِّ
خَيْرٍ لِسَانِي ، وَطَهِّرْ قَلْبِي مِنَ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ ، وَلَا
تُجْرِهِماَ في مَفَاصِلِي ، وَاجْعَلْ عَمَلي خَالِصاً لَكَ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ
الشَرِّ ، وَأَنْوَاعِ الفَوَاحِشِ كُلِّها ظَاهِرِهَا وَبَاطِنِهَا ،
وَغَفلَاتِهَا ، وَجَمِيعِ مَا يُرِيدُنِي بِهِ الشَّيْطَانُ الرَّجِيمُ ، وَمَا
يُرِيدُنِي بِهِ السُّلْطَانُ العَنِيدُ ، مِمَّا اَحَطْتَ بِعِلْمِهِ ، وَأَنْتَ
القَادِرُ على صَرْفِهِ عَنِّي ، اللّهُمَّ ، أنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ طَوَارِقِ
الجِنِّ وَالإِنْسِ ، وَزَوَابِعِهِمْ ، وَبَوَائِقِهِمْ ، وَمَكَائِدِهِمْ ،
وَمَشَاهِدِ الفَسَقَةِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ ، وَأَنْ اسْتَزَلَّ عَنْ دِيني ،
فَتَفْسُدَ عَلَيَّ آخِرَتي ، وَأَنْ يَكُونَ ذلِكَ ضَرَراً عَلَيَّ في مَعَاشِي ،
أَوْ تَعَرُّضَ بَلَاءٍ يُصِيبُني ، وَلَا صَبْرَ لي على إحْتِمَالِهِ ، فَلَا
تَبْتَلني يا إلهِي ، بِمُقَاسَاتِهِ ، فَيَمْنَعَني ذلِكَ عَنْ ذِكْرِكَ ،
وَيُشْغِلَني عَنْ عِبَادَتِكَ ، أَنْتَ العَاصِمُ ، المَانِعُ ، وَالدَّافِعُ
الوَاقِي مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ.
أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ ، الرَّفَاهِيَةَ
في مَعِيشَتِي ما أَبْقَيْتَني ، مَعيشَةً أَقْوى بِهَا على طَاعَتِكَ ، وَأبْلُغُ
بِهَا رِضْوَانَكَ ، وَأَصِيرُ بِهَا بِمَنِّكَ إلى دَارِ الحَيَوَانِ غَداً ،
وَلا تَرْزُقْني رِزْقاً يُطْغِيني ، وَلَا تَبْتَلِني بِفَقْرٍ أَشْقَى بِهِ ،
مُضَيِّقاً عَلَيَّ ، إعْطِني حَظّاً وَافِراً في آخِرَتي ، وَمَعَاشاً وَاسِعاً
هَنِيئاً مَرِيئاً في دُنْيَايَ ، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيا عَلَيَّ سِجْناً ،
وَلا تَجْعَلْ فِرَاقَهَا عَلَيَّ حُزْناً ، أَجِرْنِي مِنْ فِتْنَتِهَا سَلِيماً
، وَأجْعَلْ عَمَلِي فِيهَا مَقْبُولاً ، وَسَعْيي فِيهَا مَشْكُوراً.
اللّهُمَّ ، مَنْ أَرَادَني بِسُوءٍ
فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ كَادَني فَكِدْهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ
عَلَيَّ هَمَّهُ ، وَامْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِي ، فَإنَّكَ خَيْرُ المَاكِرِينَ ،
وَافْقَأ عَنِّي عُيُونَ الكَفَرَةِ الظَّلَمَةِ ، الطُّغَاةِ ، الحَسَدَةِ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْكَ سَكِينَةً ،
وَأَلْبِسْني
دِرْعَكَ الحَصِينَةَ ، وَاحْفَظني بِسِتْرِكَ الوَاقِي ، وَجَلِّلْنِي
عَافِيَتَكَ النَّافِعَةَ ، وَصَدِّقْ قَوْلي ، وَفِعَالي ، وَبَارِكْ لي في
أَهْلي ، وَمَالي ، وَوَلَدي ، وَمَا قَدَّمْتُ ، وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا
أَغْفَلْتُ ، وَمَا تَعَمَّدْتُ ، وَمَا تَوَانَيْتُ ، وَمَا أَعْلَنْتُ ، وَمَا
أَسْرَرْتُ ، فَاغْفِرْ لي ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلِّ على مًُحَمَّدٍ
وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ ، الطَّيِّبِينَ ، كَمَا أَنْتَ أَهْلَهُ يا وَلِيَّ
المُؤْمِنِينَ ... » .
حقا ، لقد كان هذا الدعاء الجليل ،
جامعا لما يسمو به الانسان من مكارم الاخلاق ، ومحاسن الصفات ، وملما بما يقرب
الانسان من ربه ، وبما يبعده عن نزعات الهوى والغرور.
٢ ـ دعاؤه الجامع
لالطاف الله على انبيائه
من أدعية الامام الصادق 7 ، هذا الدعاء الجامع ، وقد ذكر فيه
ألطاف الله ، على أنبيائه ، ورسله ، كما ذكر فيه النقم التي أنزلها ، على أعداء الحق
، وخصوم الانبياء ، كما احتوى على الثناء والتعظيم لخالق الكون ، وبيان بعض قدراته
اللامتناهية ، وهذا نصه :
« اللّهُمَّ ، يا رَبَّ السَّموَاتِ
السَبْعِ وَمَنْ فِيهنَّ ، وَمُجْرِيَ البحار السَّبْعَ ، وَرَازق منْ فِيهنَّ ،
وَمُسخِّرَ السَّحَاب ، وَمُجْريَ الفُلْك ، وَجَاعِلَ الشَّمْس ضياءً ، وَالقَمرِ
نُوراً ، وَخَالِقَ آدَمَ ، وَمُنْشِىءَ الأنْبِيَاءِ مِنْ ذُرِّيَتِهِ ،
وَحَامِلَ نُوح من الغَرَق ، وَمُعَلِّمَ إدْرِيسَ النُّجُومَ ، وَرَافِعَهُ إلى
المَلَكُوت ، وَمُنْجِّيَ إبْراهيم ، وجاعل النَّار عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلَاماً ،
وَمُكَلِّم مُوسى ، وَجَاعِلَ عَصَاهُ ثُعْبانا ، وَمُنزِّلَ التَّوْرَاةِ في
الألْوَاَح ، وفادي أسمَاعِل من الذَّبْح ،
__________________
وَمُبْتَليَ
يَعْقُوبَ بِفَقْدِ ابْنِهِ ، وَرَادَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ بعْدَ إبْيِضَاضِ
عَيْنَيْهِ ، وَرَازِقَ زَكَرِيَّا يَحْيَى بَعْدَ اليَأسِ وَالكِبَرِ ،
وَمُخْرِجَ النَّاقَةِ لِصَالِحَ مِنْ صَخْرَةٍ ، وَمُرْسِلَ الرِّيحِ على قَوْمَ
هُودٍ ، وَكَاشِفَ البَلَاءِ عَنْ أَيُّوبَ ، وَمُنْزِلَ العَذَابِ على قَوْمَ
شُعَيْبَ ، وَمُنَجِّيَ لُوطاً مِنَ القَوْمِ الفَاسِقِينَ ، وَوَاهِبَ الحِكْمَةِ
لِلُقْمَانَ ، وَمُلَيِّنَ الحَدِيدِ لِدَاوودَ ، وَمُسَخِّرَ الجِنِّ
لِسُلَيْمَانَ ، وَمُخْرِجَ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الحُوتِ ، وَمُلْقِيَ رُوحِ
القُدُسِ إلى مَرْيَمَ ، وَمُخْرِجَ عِيسَى مِنَ العَذْرَاءِ البَتُولِ ،
وَمُحْييَ المَوْتَى ، وَمُرْسِلَ مُحَمَّدٍ 9
رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ، وَخَاتَماً لِلْنَبِيّينَ بِدِينِكَ القَدِيمِ ،
وَمِلَّةِ خَليلِكَ إبْرَاهِيمَ 7
، وَإظْهَارِ دِينِهِ ، وَإعْلَاءِ كَلِمَتِهِ ، وَبِوَصِيِّهِ وَمُؤَيِّدِهِ ،
وَسِبْطَيْهِ ، وَوَلَدَيْهِ ، وَالسَجَّادِ وَالبَاقِرِ وَالصَّادِقِ وَالكَاظِمِ
، وَالرِّضَا ، وَالتَقيِّ وَالنَقِيِّ ، وَالزَكِيِّ وَالمَهْدِيِّ يا ذا
الجَلَالَ ، وَالإِكْرَامِ ، وَالعِزَّةِ ، وَالسُّلطَانِ ، يا مَنْ لا تَأْخُذُهُ
سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ، يا أَحَدُ ، يا صَمَدُ ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يولَدْ
، يا قَادِرُ يا ظَاهِرُ ، يا ذَا الجَبَرُوتِ وَالكِبْرِيَاءِ ، وَالمَلَكُوتِ ،
يا حَيُّ لا يَمُوتُ ، يا عَلِيُّ ، يا وَفِيُّ يا قَرِيبُ ، يا مُجِيبُ ، يا
مُبْدِىءُ ، يا مُعِيدُ ، يا فَعَّالاُ لِمَا يُرِيدُ ، يا دَائِمُ ، يا كَرِيمُ ،
يا رَحِيمُ ، يا عَظِيمُ ، يا غَفُورُ يا شَكُورُ ، يا رَحْمنُ ، يا حَنَّانُ ، يا
مَنَّانُ ، يا رَؤُوفُ ، يا عَطُوفُ ، يا مُنْعِمُ ، يا مُطْعِمُ ، يا شَافِي ، يا
كَافِي ، يا مُعَافِي ، يا عَلِيمُ ، يا حَلِيمُ ، يا سَمِيعُ ، يا بَصِيرُ ، يا
مُحْيي ، يا سَلَامُ ، يا مُؤْمِنُ ، يا مُهَيْمِنُ ، يا عَزِيزُ ، يا جَبَّارُ ،
يا مُتَكَبِّرُ ، يا خَالِقُ ، يا بَارِيُ ، يا مُصَوِّرُ ، يا مُقْتَدِرُ ، يا
قَاهِرُ ، يا أَوَّابُ ، يا وَهَّابُ ، يا خَبِيرُ يا كَبِيرُ ، يا ذا الطَّولِ ،
يا ذَا المَعَارِجِ ، يا مَنْ بَانَ مِنَ الَأشْيَاءِ ، وَبَانَتْ الَأشْيَاءُ
مِنْهُ ، بِقَهْرِهِ لَهَا ، وَخُضُوعِهَا لِهُ ، يا مَنْ خَلَقَ البِحَارَ ،
وَأَجْرَى الَأنْهَارَ ، وَأَنْبَتَ الَأشْجَارَ ، وَأَخْرَجَ مِنْهَا الثَّمَارَ
، مِنَ البَارِدِ
وَالحَارِّ ، يا
فَالِقَ البِحَارِ بِإذْنِهِ وَمُغْرِقَ فِرْعَوْنَ عَدُوِّه ، وَمُهْلِكَ ثَمُودَ
، وَمُدَمِّرَ الظَّالِمِينَ ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الذي إذَا دُعِيتَ بِهِ ،
اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُكَ ، وَسَرَتْ بِهِ مَلائِكَتُكَ ، يا اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ
أَنْتَ ، الوَاحِدُ القَدِيمُ ، الفَرْدُ ، خَالِقُ النَّسْمَةِ ، وَبَارِىءُ
النَوَى وَالحبَّةِ ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَزِيزِ ، الكَبِيِر ، الجَلِيلِ ،
الرَّفِيعِ ، العَظِيمِ ، القَويِّ ، الشَدِيدِ ، وَبِالإسْمِ الذي يَنْفُخُ بِهِ
عَبْدُكَ إسْرَافِيلُ ، في الصُّورِ ، فَيَقُومُ بِهِ أَهْلُ القُبُورِ ،
لِلْبَعْثِ وَالنُّشُورِ سِرَاعاً ، إلى أَمْرِكَ يَنْسِلُونَ ، وَبِاسْمِكَ الذي
رَفَعْتَ بِهِ السَّموَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ ، وَدَحَوْتَ بِهِ الَأرْضِينَ على
المَاءِ ، وَجَعَلْتَ الجِبَالَ فِيهَا أَوْتَاداً ، وَبِالإسْمِ الذي حَبَسْتَ بِهِ
المَاءِ ، وَأَرْسَلْتَ بِهِ الرِّيحَ ، وَبِاسْمِكَ الذي جَعَلْتَ بِهِ
الَأرْضِينَ على الحُوتِ ، وَأَجْرَيْتَ بِهِ الشَّمْسِ ، وَالقَمَرَ ، كُلاٍّ في
فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ، وَبِالإسْمِ الذي أِذَا دُعِيتَ بِهِ ، أَنْزَلْتَ أَرْزَاقَ
خَلْقِكَ ، مِنْ سَكَّانِ سَمَوَاتِكَ وَأَرَاضِيكَ ، وَالهَوَامِّ وَالحَيتَانِ ،
وَالطَّيْرِ وَالدَّوَابِّ ، وَالجِنِّ وَالإنْسِ ، وَالشَّيَاطينِ ، وَكُلِّ
دَابَّةٍ أَنْتَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ، إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ،
وَبِاسْمِكَ الذي جَعَلْتَ بِهِ ، لِجَعْفَرَ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا ، مَعَ
مَلَائِكَتِكَ ، وَجَعَلْتَ المَلَائِكَةَ رُسُلاً ، أُولي أَجْنِحَةٍ ، مَثْنَىْ
وَثُلَاثَ وَرْبَاعَ ، يَزِيدُ في الخَلْقِ مَا يَشَاءُ ، وَبِالإسْمِ الذي
دَعَاكَ بِهِ ، عَبْدُكَ يُونُسَ ، فَأَخْرَجْتَهُ مِنَ اليَمِّ ، وَأَنْبَتَّ
عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يقطِينَ ، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ ، وَكَشَفْتَ عَنْهُ
البَلَاءَ.
وَأَنَا يا رَبُّ عَبْدُكَ ، وَابْنُ
عَبْدَيْكَ ، وَمِنْ عِتْرَةِ نَبِيِّكَ ، وَصَفِيِّكَ وَنَجيِّكَ ، الذي
بَارَكْتُ عَلَيْهِمْ ، وَرَحِمْتَهُمْ ، وَصَلّيتَ عَلَيْهِمْ ، وَزَكَّيْتَهُمْ
، كَمَا صَلَّيْتَ ، وَبَارَكْتَ ، وَرَحِمْتَ ، وَزَكَّيْتَ ، إبْرَاهِيمَ ،
وَآلِ إبْرَاهِيمَ ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، أَسْأَلُكَ بِمَجْدِكَ ، وَجُودِكَ
، وَسُؤْدَدِكَ ، وَسَخَائِكَ ،
وَبَهَائِكَ ،
وَعِزِّكَ ، وَثَنَائِكَ ، وَكَرَمِكَ ، ووفائك ، وطوْلِك ، وَحَوْلِكَ ،
وَعَظَمَتِكَ ، وَقُدْرَتِكَ يا رَبَّاهُ ، يا سَيِّدَاهُ ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ ،
عَبْدِكَ ، وَرَسُولِكَ ، وَصَفِيِّكَ ، وَنَجِيِّكَ ، وَخِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ
، وَبِحَقِّكَ على نَفْسِكَ. وَبِكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ ، وَآيَاتِكَ
المُرْسَلَاتِ ، وَكُتُبِكَ الطَاهِرةِ ، وَبِحَقِّ مَلَائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ
، وَأَنْبِيَائِكَ المُرْسَلِينَ ، وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ المُقَدَّسِينَ ،
وَأَوْلِيَائِكَ المُؤْمِنِينَ ، إلاَّ صَلَّيْتَ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ،
وَانْتَقَمْتَ لِنَفْسِك مِنْ عَدُوِّكَ ، وَغَضِبْتَ لِنَبِيِّكَ ، وَوَلِيِّكَ ،
الذي افْتَرضْتَ طَاعتَهُ على عِبَادِكَ المُوَحِّدِينَ. وَطَهَّرْتَ أَرْضَكَ ،
مِنَ العُتَاةِ الظَّالِمِين ، الجَبَابِرَةِ المُعْتَدِينَ ، وَوَلَّيْتَ
أَرْضَكَ ، أَفْضَلَ عِبَادِكَ عنْدَكَ مَنْزِلَةً ، وَأَشْرَفَهُمْ لَدَيْكَ
مَزِيَّةً ، وَأَعْظَمَهُمْ عِنْدَكَ قَدْراً ، وَأَطْوَعَهُمْ لَكَ أَمْراً ،
وَأَكْثَرَهُمْ لَكَ ذِكْراً ، وَأَعْمَلَهُمْ في عِبَادِكَ ، وَبِلَادِكَ
بِطَاعَتِكَ ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ ، وَأَقْوَمَهُمْ بِشَرَائِع دِينِكَ ،
وَآيَاتِ كِتَابِكَ ، يا رَبِّ السَّموَاتِ وَالَأرْضِينَ ، وَمَنْ فِيهِمَا ، يا
مُدَبِّرَ الَأوَّلِينَ ، وَالآخِرِينَ ، أَدْعُوكَ دُعَاءَ مُوقِنٍ بِالإجَابَةِ
، مُقِرٍ بِالرَّحْمَةِ ، مُتَوَقِّعٌ لِلْفَرَجِ ، رَاجٍ لِلْفَضْلِ ، خَائِفٍ
مِنَ العِقَابِ ، وَجِلٍ مِنَ العَذَابِ ، رَاكِنٍ إلى عَفْوِكَ ، مُسَلِّمٍ
لِقَضَائِكَ ، رَاضٍ بِحُكْمِكَ ، مُفَوِّضٍ ( أَمره ) إلَيْكَ ، فَأَجِبْ دُعَائي
، وَحَقِّقْ أَمَلِي ، يا عُدَّتِي عِنْدَ شِدَّتي ، وَيا غِيَاثي في كُرْبَتي ،
وَيَا وَلِيِّ نِعْمَتي ، وَيَا غَافِرَ خَطِيئَتي ، وَيا كَاشِفَ مِحْنَتي ،
بِعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ ، وَقُدْرَتِكَ ، وَكَمَالِكَ وَعَظَمَتِكَ ، وَبَهَائِكَ
، وَنُورِكَ ، وَسَنَائِكَ ، إنَّكَ فَعَالٌ لِمَا تُرِيدُ ... »
وبعد ما ذكر الامام 7 ، في هذا الدعاء الشريف ، نعم الله
__________________
والطافه على انبيائه
ورسله ، قدم جميع كلمات الثناء ، والتعظيم ، للخالق الحكيم ، سائلا اياه ، أن يطهر
الارض من الحكام المجرمين ، والعتاة الظالمين الذي صادروا حريات الناس ، ونهبوا
ثرواتهم ، واستبدوا في أمورهم ، وطلب من الله تعالى ، ان يمن على الامة بحكام
عادلين ، يضعون المصلحة العامة ، فوق الاعتبارات ، ويعملون بكتاب الله ، وسنة نبيه
، لقد كان المقطع الاخير من هذا الدعاء ، سياسيا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
٣ ـ دعاؤه الجامع
لمهام الامور
هذه أدعية الامام الصادق 7 ، الجامعة لمهام الامور.
هذا الدعاء الجليل ، وقد علمه تلميذه
نوحا أبا اليقظان وهذا نصه :
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ
بِرَحْمَتِكَ التي لا تُنَالُ مِنْكَ إلَا بِرِضَاكَ ، الخُروُجَ مِنْ جَمِيعِ
مَعَاصِيكَ ، وَالدُّخُولَ في كُلِّ ما يُرْضِيكَ ، وَالنَّجَاةَ مِنْ كُلِّ
وَرْطَةٍ ، وَالمُخْرَجَ مِنْ كُلِّ كَبِيرَةٍ ، أُتِيَ بِهَا مِنِّي عَمْداً ،
وَزُلَّ بِهَا مِنيِّ خَطَأً ، وَخَطَرَتْ بِهَا عَلَىَّ خَطَرَاتُ الشَّيْطَانِ ،
أَسْأَلُكَ خَوْفاً تُوقِفُني بِهِ على حُدُودِكَ ، وَرِضَاكَ ، وَاشْعَبْ بِهِ
عَنِّي كُلِّ شَهْوَةٍ خَطَرَ بِهَا هَوَايَ ، وَاسْتَزَلَّ بِهَا رَأْيي ،
لِيُجَاوِزَ حُدُودَ جَلَالِكَ ، أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ الَأخْذَ بِأَحْسَنِ مَا
تَعْلَمُ ، وَتَرْكِ سَيِّءِ كُلِّ ما تَعْلَمُ ، من خطَأي حَيْثُ لا أَعْلَمُ ،
أَوْ مِنْ حَيْثُ أَعْلَمُ ، أَسْأَلُكَ السَّعَةَ في الرِّزْقِ ، وَالزُّهْدَ في
الكَفَافِ ، وَالمَخْرَجَ بِالبَيَانِ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ ، وَالصَّوَابَ في
كُلِّ حُجَّةٍ ، وَالصِّدْقَ في جَمِيعِ مَوَاطِنِ السُّخْطِ وَالرِّضَا ،
وَتَرْكَ قَلِيلِ البَغْيِ ، وَكَثِيرِهِ ، في القَوْلِ مِني وَالفِعلِ ،
وَتَمَامَ نِعْمَتِكَ في جَمِيعِ الأشْيَاءِ ، وَالشُكْرَ لَكَ عَلَيْهَا ، لِكَيْ
تُرْضِيَني وَبَعْدَ الرِضَا ، وَأَسْأَلُكَ الخِيَرَةَ في كُلِّ ما يَكُونُ فِيهِ
الخِيَرةُ بِمَيْسُورِ الُأمُورِ
كُلِّهَا ، لا
بِمَعْسُورِهَا ، يا كَرِيمُ ، يا كَرِيمُ ، وِافْتَحْ لي بَابَ الامْر الذي فِيهِ
، العَافِيَةُ وَالفَرَجُ ، وَافْتَحْ لي بابَهُ ، وَيَسِّرْ لي مَخْرَجَهُ ،
وَمَنْ قَدَّرَتْ لَهُ عَلَيَّ مَقْدِرَةً مِنْ خَلْقِكَ ، فَخُذْ مِنِّي
بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَخُذْهُ عَنْ يَمِيِنِهِ ، وَعَنْ
يَسَارِهِ ، وَمِنْ خَلْفِهِ ، وِمِنْ قُدَّامِهِ ، وَامْنَعْهُ أَنْ يَصِلَ لي
بِسُوءٍ ، عَزَّ جَارُكَ ، وَجَلَّ ثَنَاءُ وَجْهِكَ ، وَلا إلهَ غَيْرُكَ ،
أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ.
اللّهُمَّ ، أَنْتَ رَجَائِي في كُلِّ
كَرْبَةٍ ، وَأَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ شِدَّةٍ ، وَأَنْتَ لي في كُلِّ أَمْرٍ
نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الفُؤَادُ ،
وَتَقِلُّ فِيهِ الحِيلَةُ ، وَيَشْمَتُ فِيهِ العَدُوُّ ، وَتُعْيِيني فِيهِ
الأمُورُ ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ ، رَاغِباً فِيهِ إلَيْكَ ،
عَمَّنْ سِوَاكَ ، قَدْ فَرَّجْتَهُ وَكَفَيْتَهُ ، فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ
نِعْمَةٍ وَصَاحِبُ كُلِّ حَاجَةٍ ، وَمُنْتَهَى كُلِّ رَغْبَةٍ ، فَلَكَ الحَمْدُ
كَثِيراً وَلَكَ المَنُّ فَاضِلاً ... » .
سأل الامام 7 ، من الله تعالى في هذا الدعاء الشريف
، أن يوفقه لكل ما يقربه ، إليه زلفى ، وأن يبعده ، عن كل طريق منحرف ، لا يوصله
إلى الحق ، ولا إلى طريق مستقيم.
لقد كان هذا الدعاء ، جامعا لمهام أمور
الدين والدنيا ، وملما بجميع وسائل الخير ..
٤ ـ دعاؤه الجامع
لوسائل الخير
من أدعية الامام الصادق 7 ، الجامعة لوسائل الخير هذا الدعاء
الجليل :
__________________
« اللّهُمَّ ، إمْلْأ قَلْبي حُبَّاً
لَكَ ، وَخِشْيَةً مِنْكَ ، وَتَصْدِيقاً وَإيمَاناً بِكَ ، وَفَرجاً مِنْكَ
وَشَوقاً إلَيْكَ ، يا ذا الجَلَالَ وَالإِكرَامِ ، اللّهُمَّ ، حَبِّبْ إلَيَّ لِقَاءَكَ
، وَاجْعَلْ لي في لِقَائِكَ خَيْرَ الرَّحْمَةِ وَالبَرَكَةِ ، وَأَلْحِقْني
بِالصَّالِحِينَ ، وَلا تُخْزِنَي مَعَ الأشْرَارِ ، وَأَلْحِقْني بِصَالِحِ مَنْ
مَضَى ، وَاجْعَلْني مِنَ صَالِحِ مَنْ بَقِيَ ، وَخُذْ بي في سَبيلِ
الصَّالِحِينَ ، وَأَعِنِّي على نَفْسِي ، بِمَا تُعِينُ بِهِ الصَّالِحِينَ على
أَنْفُسِهِمْ ، وَلا تَرُدَّنِي في سَوءٍ إسْتَنْقَذْتَني مِنْهُ يا رَبَّ
العَالَمِينَ ، أَسْأَلُكَ إيمَاناً لا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقَائِكَ ، تُحْيِيني
وَتُمِيتُني عَلَيْهِ ، وَتَبْعَثُني عَلَيْهِ ، إذَا بَعَثْتَني ، وَأَبْرِىءْ
قَلْبي مِنَ الرِّيَاءِ ، وَالسُّمْعَةِ ، وَالشَكَّ في دِينِكَ.
اللّهُمَّ ، أَعْطِني نَصْراً في
دِينِكَ ، وَقُوَّةً في عِبَادَتِكَ ، وَفَهْْمَاً في خَلْقِكَ ، وَاكْفَلْني في
رَحْمَتِكَ ، وَبَيِّضْ وَجْهي بِنُورِكَ ، وَاجْعَلْ رَغْبَتي فِيمَا عِنْدَكَ ،
وَتَوَفني في سَبِيلِكَ على مِلَّتِكَ وَمِلَّةِ رَسُولِكَ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ
الكَسَلِ وَالهَمِّ ، وَالجُبْنَ ، وَالبُخْلِ ، وَالقَسْوَةِ ، وَالفَتْرَةِ ،
وَالمَسْكَنَةِ ، أَعُوذُ بِكَ يا رَبِّ مِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ ، وَمِنْ قَلْبٍ
لا يَخْشَعُ ، وَمِنْ دُعَاءٍ لا يُسْمَعُ ، وَمِنْ صَلَاةٍ لا تُرْفَعُ ،
وَأُعيذُ بِكَ نَفْسِي ، وَأَهْلي ، وَذُرِّيَتي ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ،
اللّهُمَّ لا يُجِيرُني مِنْكَ أَحَدٌ ، وَلا أَجِدُ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً ،
فَلَا تَخْذُلْني ولا تَرُدَّني في هَلَكَةِ ، وَلا تُرْدِني بِعَذَابِ ،
أَسْأَلُكَ الثَبَّاتَ على دِينِكَ ، وَالتَصْدِيقَ بِكِتَابِكَ وَتَقَبَّلْ
مِنِّي ، وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ ، إنِّي إلَيْكَ رَاغِبٌ ، اللّهُمَّ ، إجْعَلْ
ثَوَابَ مَنْطِقي ، وَثَوَابَ مَجْلِسي ، رِضَاكَ عَنِّي ، وَاجْعَلْ عَمَلي ،
وَدُعَائي خَالِصاً
لَكَ ، وَاجْعَلْ
ثَوَابِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ، وَاجْمَعْ لي جَمِيعَ ما سَأَلْتُكَ ، وَزِدْني
مِنْ فَضْلِكَ إنِّي إلَيْكَ رَاغِبٌ.
اللّهُمَّ ، غَارَتِ النُّجُومُ ،
وَنَامَتِ العُيُونُ ، وَأَنْتَ الحَيُّ القَيُّومُ ، لا يُوَارَي مِنْكَ لَيْلٌ
سَاجٍ ، وَلا سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجِ ، وَلَا أَرْضٌ ذَاتُ مِهَادٍ ، وَلا بَحْرٌ
لُجِّيُّ وَلا ظُلُمَاتٌ بعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ، تُدْلِجُ الرَحْمَةَ على مَنْ
تَشَاءُ مِنْ خَلْقِكَ ، تَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ ، وَماَ تُخْفي الصُّدُورُ
، أَشْهَدُ بِمَا شَهِدْتَ بِهِ على نَفْسِكَ ، وَشَهِدْتُ مَلَائِكَتُكَ ،
وَأُولُو العِلْمِ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، وَمَنْ لَمْ
يَشْهَدْ على ما شَهِدْتَ بِهِ على نَفْسِكَ ، وَشَهِدَتْ مَلَائِكَتُكَ وَأُولُو
الِعْلِم ، فَاكْتُبْ شَهَادَتي مَكَانَ شَهَادَتِهِ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ
السَّلَامُ ، وَمِنْكَ السَّلَامُ يا ذَا الجَلَالِ وَالإكْرَامِ أسالك أنْ
تَفُكَّ رَقَبَتيِ مِنَ النَّارِ .. » .
وحفل هذا الدعاء الجليل ، بجميع وسائل
الخير ، التي يسمو بها الانسان ، وترفع مستواه ، إلى أرقي درجات المنيبين والمتقين
، فما من وسيلة من وسائل الخير إلا سألها الامام 7
، من الله تعالى ، أن يمنحه اياها ، ويوفقه إلى العمل بها.
٥ ـ دعاؤه الجامع
للخضوع والخشوع لله
من أدعية الامام الصادق 7 ، الجامعة للخضوع والخشوع ، لله تعالى
، هذا الدعاء الجليل ، وقد أعطاه إلى عبدالرحمن بن سيابة ، وهذا نصه :
__________________
« الحَمْدُ للهِ وَليِّ الحَمْدُ ،
وَأَهْلِه وَمُنْتَهاهُ وَمَحِلِّه ، أَخْلَصَ مَنْ وَحَّدَهُ ، وَاهْتَدَى مَنْ
عَبَدَهُ ، وَفَازَ مَنْ أَطَاعَهُ ، وَأَمِنَ المُعْتَصِمُ بِهِ.
اللّهُمَّ ، يا ذَا الجُودِ وَالمَجْدِ
، وَالثَّنَاءِ الجَمِيلِ وَالحَمْدِ ، أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ مَنْ خَضَعَ لَكَ ،
بِرَقَبَتِهِ ، وَرَغِمَ لَكَ أَنْفُهُ ، وَعَفَّرَ لَكَ وَجْهَهُ ، وَذَلَّلَ
لَكَ نَفْسَهُ ، وَفَاضَتْ مِنْ خَوْفِك دُمُوعُهُ ، وَتَرَدَّدَتْ عَبْرَتُهُ ،
وَاعْتَرَفَ لَكَ بِذُنُوبِهِ ، وَفَضَحَتْهُ عِنْدِكَ خَطِيئَتُهُ ، وَشَانَتْهُ
عِنْدَكَ جَرِيرَتُهُ ، وَضَعُفَتْ عِنْدَ ذَلِكَ قُوَّتُهُ ، وَقَلَّتْ حيلَتُهُ
، وَأنْقَطَعَتْ عَنْهُ أَسْبَابُ خَدائِعِهِ ، وَأَضْمَحَلَّ عَنْهُ كُلُّ
بَاطِلِ ، وَأَلْجَأَتْهُ ذُنُوبُهُ إلى ذُلِّ مَقَامِهِ بَيْنَ يَدَيْكَ ،
وَخُضُوعِهِ لَدَيْكَ ، وَابْتِهَالِهِ إلَيْكَ ، أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ ، سُؤَالَ
مَنْ هُوَ بِمَنْزِلَتِهِ ، أَرْغَبُ إلَيْكَ كَرَغْبَتِهِ وَأَتَضَرَّعُ إلَيْكَ
كَتَضَرُّعِهِ ، وَاْبَتِهُل إلَيْكَ كَأَشَدِّ ابْتِهَالِهِ.
اللّهُمَّ ، فَارْحَمِ اِستِكَانَةَ
مَنْطِقي ، وَذُلَّ مَقَامي وَمَجْلِسِي ، وَخُضُوعِي إلَيْكَ بِرَقَبَتي ،
أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ الهُدَى مِنَ الضَّلَالَةِ ، وَالبَصِيرَةَ مِنَ العَمَى ،
وَالرُشْدَ مِنَ الغِوَايَةِ ، وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ ، أَكْثَرَ الحَمْدُ عِنْدَ
الرِضَاءِ ، وَأَجْمَلَ الصَّبْرِ عِنْدَ المُصيبَةِ ، وَأَفْضَلَ الشُّكْرِ
عِنْدَ مَوْضعِ ِالشُّكْرِ ، وَالتَسْلِيمَ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ ، وَأَسْأَلُكَ
القُوَّةَ في طَاعَتِكَ ، وَالضَعْفَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَالهَرَبَ إلَيْكَ
مِنْكَ ، وَالتَقَرُّبَ إلَيْكَ رَبِّي لِتَرْضَى ، وَالتّحري لِكُلِّ ما يُرْضيكَ
عَني ، في إسْخَاطِ خَلْقِكَ ، إلْتِمَاسًا لِرَضَاكَ ، رَبِّ مَنْ أَرْجُوهُ إنْ
لَمْ تَرْحَمْني ، أَوْ مَنْ يَعُودُ عَلَيَّ إنْ أَقْصَيْتَني ، أَوْ مَنْ
يَنْفَعُني عَفْوُهُ إنْ عَاقَبْتَني ، أَوْ مَنْ آمُلُ عَطَايَاهُ إنْ حَرَمْتَني
، أَوْ مَنْ يَمْلِكُ كَرَامَتي إنْ أَهَنْتَني ، أَوْ مَنْ يَضُرُّني هَوَانُهُ
إنْ أَكْرَمْتَني ، رَبِّ ما أَسْوَأ فِعْلي ، وَأَقْبَحَ عَمَلي ، وَأَقْسَ قَلْبِي
، وَأَطْوَلَ أَمَلِي ، وَأَقْصَرَ أَجَلِي ، وَأَجْرَأَني على عِصْيَانِ مَنْ
خَلَقَني ، رَبِّ ما أَحْسَنَ بَلَاءَكَ عِنْدِي ، وَأَظْهَرَ نَعْمَاءَكَ عَلَيَّ
،
كَثُرتْ عَلَيَّ
مِنْكَ النِعَمُ فَمَا أُحْصيهَا ، وَقَلَّ مِني الشَّكْرُ فِيمَا أَوْلَيْتِنِيهُ
، فَبَطِرْتُ بِالنِعَمِ ، وَتَعَرَّضْتُ لِلْنِّقَمِ ، وَسَهَوْتُ عَنِ الذِكْرِ
، وَرَكِبْتُ الجَهْلَ بَعْدَ العِلْمِ ، وَجُزْتُ مِنَ العَدْلِ إلى الظُلْمِ ،
وَجَاوَزْتُ البِرِّ إلى الإثْمِ ، وَصِرْتُ إلى الهَرَبِ مِنَ الخَوْفِ
وَالُحُزْنِ ، فَمَا أَصْغَرَ حَسَنَاتي ، وَأَقَلَّهَا في كَثْرَةِ ذُنُوبِي ،
وَأَعْظَمَهَا على قَدْرِ صِغَرِ خَلْقي ، وَضَعْفِ رُكْني ، رَبِّ وَمَا أَطْوَلَ
أَمَلي في قِصَرِ أَجَلي في بُعْدِ أَمَلي ، وَمَا أَقْبَحَ سَرِيرَتي في
عَلَانِيَتِي ، رَبِّ لا حُجَّةَ لي إنِ احْتَجَجتُ ، وَلا عُذْرَ لي إن
اعْتَذَرْتُ ، وَلا شُكْرَ عِنْدِي إنْ أَبْلَيْتَ وَأَوْلَيْتَ ، إنْ لَمْ
تُعِنِّي على شكرِ ما أَوْلَيْتَ ، رَبِّ ما أَخَفَّ مِيزَاني غَداً إنْ لَمْ
تُرْجِحْهُ ، وَأَزَلَّ لِسَاني إنْ لَمْ تُثْبِّتْهُ ، وَأَسْوَدَ وَجْهِي إنْ
لَمْ تُبَيِّضهُ ، رَبِّ كَيْفَ لي بِذُنُوبي التي سَلَفَتْ مِنِّي ، قَدْ هُدَّتْ
لَهَا أَرْكَانِي ، رَبِّ كَيْفَ أَطْلُبُ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا ، وَأَبْكي على
خَيْبَتي مِنْهَا ، وَلَا أَبْكي وَتَشْتَدُّ حَسَرَاتي على عِصْيَاني ،
وَتَفْرِيطِي ، رَبِّ دَعَتْني دَوَاعي الدُّنْيَا فَأَجَبْتُهَا سَرِيعاً ،
وَرَكَنْتُ إلَيْهَا طَائِعاً ، وَدَعَتْني دَوَاعي الآخِرَةِ فَثَبِطْتُ عَنْهَا
، وَأَبْطَأْتُ في الإجَابَةِ وَالمُسَارَعَةِ إلَيْهَا ، كَمَا سَارَعْتَ إلى
دَوَاعي الدُّنْيَا وَحُطَامِهَا الهَامِدِ ، وَهَشِيمِهَا البَائِدِ وَسَرَابِهَا
الذَاهِبِ ، رَبِّ خَوَّفْتَني وَشَوَّقْتَني ، وَاحْتَجَجْتُ عَلَيَّ بِرِقِّي ،
وَكَفِلْتَ لي بِرَزْقي ، فَأمِنْتَ مِنْ خَوْفِكَ ، وَتَثَبَطْتُ عَنْ
تَشْوِيقِكَ ، وَلَمْ أَتَّكِلْ على ضَمَانِكَ ، وَتَهَاوَنْتَ بِاحْتِجَاجِكَ ،
اللّهُمَّ ، فَاجْعَلْ أَمْني مِنْكَ في هَذِهِ الدُّنْيَا خَوْفاً ، وَحَوِّلْ
تَثْبِيطِي شُوْقاً ، وَتَهاوُني بِحُجَّتِكَ فَرَقاً مِنْكَ ، ثُمَّ إرضِني بِمَا
قَسَمْتَ لي مِنْ رِزْقِكَ يا كَرِيمُ ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ رِضَاكَ
عنْدَ السَّخْطَةِ ، وَالفَرْجَةَ عِنْدَ الكُرْبَةِ ، وَالنُّورَ عِنْدَ
الظُلْمَةِ ، وَالبَصيِرَةَ عِنْدَ تَشْبِيهِ الفِتْنَةِ ، رَبِّ اجْعَلْ جُنَّتي
مِنْ خَطَايَايَ حَصِينَةٌ ، وَدَرَجَاتي في الجِنَانِ رَفِيعَةٌ ، وَأَعْمَالي
كُلَّهَا
مُتَقَبِّلَةٌ ،
وَحَسَنَاتي مُضَاعَفَةٌ زَاكِيَةٌ ، أَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ كُلِّهَا ، ما
ظَهَرَ مِنْهَا وَما بَطَنَ ، وَمِنْ رَفِيعِ المَطْعَمِ وَالمَشْرَبِ ، وَمِنْ
شَرِّ ما أَعْلَمُ ، وَمِنْ شَرِّ ما لا أَعْلَمُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ
أَشْتَريَ الجَهْلَ بِالعِلْمِ ، وَالجَفَاءَ بِالحِلْمِ ، وَالجَوْرَ بِالعَدْلِ
، وَالقَطِيعَةَ بِالبِرِّ ، وَالجَزَعَ بِالصَبْرِ ، وَالهُدَى بِالضَلَالَةِ ،
وَالكُفْرَ بِالإيمَانِ .. »
لقد احتوى هذا الدعاء الجليل على جميع
ألوان الخضوع والخشوع ، لله تعالى ، خالق الكون وواهب الحياة ، الذي آمن له كأعظم
ما يكون الايمان ، أئمة أهل البيت :
، الذين رفعوا مشعل التوحيد ، ونشروا حقيقة الايمان بسلوكهم وأدعيتهم ، ومناجاتهم
مع الله.
٦ ـ دعاؤه الجامع
لتوحيد الله
من أدعية الامام الصادق 7 ، هذا الدعاء الجامع ، لتوحيد الله
تعالى ، وقد أملاه ، على عمرو بن أبي المقدام ، وهذا نصه :
« اللّهُمَّ ، أَنْتَ الله لا إلهَ
إلاَّ أَنْتَ ، الحليمُ الكريمُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ،
العَزِيزُ الحَكيمُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الوَاحِدُ القَهَّارُ ،
وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، المَلِكُ الجَبَّارُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ
إلاَّ أَنْتَ ، الرَّحِيمُ الغَفَّارُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ،
الشَّدِيدُ المِحَالُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الكَبِيرُ
المُتَعَالِ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، السّمِيعُ البَّصِيرُ ،
وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، المَنِيعُ القَدِيرُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا
إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الغَفُورُ الشَكُورُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ،
الحَمِيدُ المَجِيدُ ، وَأَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الغَفُورُ
الوَدُودُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الحَنَّانُ المَنَّانُ ،
وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الحَلِيمُ الدَيَّانُ ، وَأَنْتَ الله ، لا
إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الجَوَادُ
__________________
المَاجِدُ ، وَأَنْت
الله ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الوَاحِدُ الَأحدُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ
أَنْتَ ، الغَائِبُ الشَّاهِدُ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الظاهِرُ
الباطنُ ، وَأَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، بِكُلِّ شيْءٍ عليمٌ.
تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ ، وَبَسَطْتَ
يَدَكَ فَأَعْطَيْتَ ، رَبَّنَا وَجْهُكَ أَكْرَمُ الوُجُوهِ ، وَجِهَتُكَ خَيْرُ
الجِهَاتِ ، وَعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ العَطَايَا ، وَأَهْنَأْهَا ، تُطاعُ رَبَّنَا
فَتُشْكَرَ ، وَتُعْصَى رَبَّنَا فَتَغْفِرُ لِمَنْ شِئْتَ ، تُجِيبُ
المُضْطَرِّينَ ، وَتكْشفُ السُوءَ ، وَتَقْبَلُ التَّوْبَةَ ، وَتَعْفُو عَنِ
الذُنُوبِ ، لا تُجَارَي آيَاديك ، ولا تُحْصَى نِعَمُكَ ، وَلَا يبْلُغُ
مِدْحَتُكَ قَوْلَ قَائِلٍ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ ، وَرَوحَهُمْ ، وَرَاحَتَهُمْ ، وَسُرُورَهُمْ
، وَأَذِقْني طَعْمَ فَرَجِهِمْ ، وَأهْلكْ أَعْدَاءَهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ
، وَآتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ
النَّارِ ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذِينَ لا خوْفُ عَلَيْهِمْ ، وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ ، وَعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، وَثَبِّتْني بِالقَوْلِ الثَّابِتِ
، في الحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وفي الآخِرَةِ ، وَبَارِكْ لي في المَحْيَا ،
وَالمَمَاتِ وَالمَوْقِفِ وَالنُشُورِ وَالحسَابِ وَالمِيزَانِ ، وَأَهْوَالِ
يَوْمَ القِيَامَةِ ، وَسَلِّمْني على الصِرَاطِ ، وَأَجِزْني عَلَيْهِ ،
وَارْزُقْني عِلْماً نَافِعاً ، وَيَقِيناً صَادِقاً وَتُقىً وَبِرّاً ، وَوَرَعاً
وَخَوْفاً مِنْكَ ، وَفَرَقاً يُبَلِّغُني مِنْكَ زُلْفَى ، وَلا يُبَاعِدُني
مِنْكَ ، وَأَحْببْني وَلا تَبْغُضْني ، وَتَوَلَّني ، وَلا تَخْذُلْني ،
وَأَعَطِني مِنْ جَمِيعِ خَيْرٍ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، ما عَلَمْتُ مِنْهُ ،
وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، وَأَجِرْني مِنَ السُوءِ كُلِّهِ ، بِحَذَافِيرِهِ ، ما
عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ .. »
قدم الامام 7 ، أجمل عبارات التوحيد ، وأبدعها ، لله
تعالى ، الذي خلق جميع الكائنات ، ومما لا شبهة فيه ، إن الامام 7 ، هو سيد الموحدين ، وإمام المتقين ،
فقد رفع كلمة التوحيد ، بإبطاله لشبه الملحدين ، وأوهامهم ، وبهذه الادعية العظيمة
، التي هي غذاء للؤمنين والمتقين.
٧ ـ دعاؤه الجامع في
طلب الامن والسلامة
من أدعية الامام الصادق 7 ، الجامعة ، لطلب الامن والسلامة ،
وغيرها ، من معالي الامور ، هذا الدعاء الجليل :
« اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ أَمْناً
وَإيمَاناً ، وَسَلَامَةً وَإسْلَاماً ، وَرِزْقاً وَغِنىً ، وَمَغْفِرَةً لا
تُغَادِرُ ذَنْباً ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُقَى ،
وَالعِفَّةَ وَالغِنَى ، يا خَيْرَ مَنْ نُودِيَ فَأَجَابَ ، وَيَا خَيْرَ مَنْ
دُعِيَ فَاسْتَجَابَ وَيا خَيْرَ مَنْ عُبِدَ فَأَثَابَ ، با جَلِيسَ كُلِّ
مُتَوَحِّدٍ مَعَكَ ، وَيَا أَنِيسَ كُلِّ مُتَقَرِّبٍ يَخْلُو بِكَ ، يا مَنِ
الكرِمُ مِنْ صِفَةِ أَفْعَالِهِ ، وَالكَرِيمُ مِنْ أَجَلِّ أَسْمَائِهِ ،
أَعِذْني وَأَجِرني يا كَرِيم.
اللّهُمَّ ، أَجِرْني مِنَ النَّارِ ،
وَارْزُقْني صُحْبَةَ الَأخْيَارِ ، وَاجْعَلْني يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ
الَأبْرَارِ ، إنَّكَ وَاحِدٌ قَهَّارٌ ، مَلِكُ جَبَّارٌ ، عَزِيزٌ غَفَّارٌ.
اللّهُمَّ ، إنِّي مُسْتَجِيرُكَ
فَأَجِرْني ، وَمُسْتَعِيذُكَ فَأَعِذْني ، وَمُسْتَغِيثُكَ فَأَغِثْني ،
وَمُستَعِينُكَ فَأَعِني ، وَمُسْتَنقِذُكَ فَأَنْقِذني ، وَمُسْتَنصِرُكَ
فَانصُرني ، وَمُسْتَرْزِقُكَ فَارْزُقْني ، وَمُسْتَرْشِدُكَ فَأرْشِدْني ،
وَمُسْتَعْصِمُكَ فَاعْصِمني ، وَمُسْتَهْدِيكَ فَاهْدِني ، وَمُسْتَكْفِيكَ
فَاكْفِني ، وَمُسْتَرْحِمُكَ فَارْحَمْنِي ، وَمُسْتَتيبُكَ فَتُبْ عَلَيَّ ،
وَمُسْتَغْفِرُكَ فَاغْفِرْ لي ذُنُوبي ، إنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُنُوبَ ،
إلاَّ أَنْتَ ، يا
مَنْ لا تَضُرُكَ المَعْصيةُ ، وَلا تُنْقِصُك المغْفرةُ ، اغْفِرْ لي ما لا
يَضُرُّكَ ، وهبني لي مَا لا يُنْقِصُكَ .. » .
أرأيتم ، هذا التذلل والتضرع أمام الله؟
أرأيتم كيف أناب إلى الله تعالى؟ وكيف سأله؟ لقد أناب سليل النبوة إلى الله بقلبه
وعواطفه ، وسأله خير ما في الدنيا والآخيرة.
٨ ـ دعاؤه الجامع
لتمجيد الله
من أدعية الامام الصادق 7 الجامعة ، لتمجيد الله تعالى ، والثناء
عليه ، هذا الدعاء :
أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ
رَبُ العَالَمِينَ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ،
أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الكَبِيرً ، أَنْتَ اللهُ ، لا
إلهَ إلاَّ أَنْتَ مَالِكُ يَوْمَ الدِّينِ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ
الغَفُورُ الرَّحِيمُ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ
، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ مِنْكَ بَدَأَ الخَلْقِ ، وَإلَيْكَ
يَعُودُ ، أَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ لَمْ تَزَلْ ، وَلا تَزَالُ ، أَنْتَ
اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ خَالِقُ الخَيْرِ وَالشَرِّ ، أَنْتَ اللهُ ، لا
إلهَ إلاَّ أَنْتَ خَالِقُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ
أَنْتَ أَحَدٌ ، صَمَدٌ ، لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
كُفُواً أَحَدٌ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ المَلِكُ القُدُّوسُ ،
السَّلَامُ المُؤْمِنُ ، المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ ، المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ
الله عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ اللهُ ، الخَالِقُ البَارِىءُ ، المُصَوِّرُ ،
لَهُ الَأسْمَاءُ الحُسْنَى ، يُسَبِّحُ لَهُ ما في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ،
وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ
__________________
وَالكِبْرِيَاءُ
ردَاؤُكَ .. » .
وحكى هذا الدعاء ، مدى انطباع حب الله
تعالى ، في قلب الامام 7
، فقد أخلص في حبه ، وأخلص في توحيده ، وأناب إليه كأعظم ما تكون الانابة.
٩ ـ دعاؤه الجامع
لامور الدنيا والآخرة
ومن أدعية الامام الصادق 7 ، الجامعة ، لامور الدنيا والآخرة ،
هذا الدعاء الجليل ، رواه عنه الفقيه أبو بصير ، وهذا نصه :
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ ثَوَابَ
الشَّاكِرِينَ ، وَمَنْزلة المُقَرَّبين ، وَمُرَافَقة النَّبِيِّينَ ، اللّهُمَّ
، إنِّي أَسْأَلُكَ خَوْفَ العَاملِينَ لَكَ ، وَعَمَلَ الخَائِفينَ مِنْكَ ،
وَخُشُوعَ العَابِدِينَ لَكَ ، وَيَقينَ المُتَوَكِّلِين عَلَيْكَ ، وَتَوَكُّلَ
المُؤْمِنينَ بِكَ.
اللّهُمَّ ، إنَّكَ بِحَاجَتي عَالِمٌ
غَيْرُ مُعَلَّمٍ ، وَأَنْت لهَا وَاسِعٌ غَيْرُ مُتَكَلِّفٍ ، أَنْتَ الذي لا
يُحْيفك سَائِلُ ، ولا يَنْقصنك نَائِلٌ ، ولا يَبْلُغ مِدْحَتَكَ قَوْلَ قائلٍ ،
اللّهُمَّ إجْعَلْ لي فَرجاً قَريباً وأَجْراً عَظيماً وَسِتْراً جَمِيلاً.
اللّهُمَّ ، إنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي على
ظُلْمي لِنَفْْسِي ، وَاسْرَافي عليْها ، لَمْ أَتَّخِذُ لك ضدّاً ، ولَا نِدّاً
وَلا صَاحبةً وَلا ولَدا ، يا مَنْ لا تَغْلِطُهُ المَسَائِلُ ، يا مَنْ لا
يُشْغِلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ ، وَلا سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ ، وَلَا بَصَرٌ عَنْ
بَصَرٍ ، وَلَا يُبْرمْهُ إلْحاحُ المُلِحِّينَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُفَرِّجَ
عَنِّي ، في سَاعَتي هَذِهِ ، مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ ، وَمِنْ حَيْثُ لا
أَحْتَسِبُ ، إنَّكَ تُحْيي العِظَامَ
__________________
وَهِيَ رَمِيمٌ ،
وَإنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، يا مَنْ قَلَّ شُكْرِي فَلَمْ يُمْرِضْني ،
وَعَظُمَتْ خَطِيئَتي فَلَمْ يَفْضَحْني ، وَرَآنِي على المَعَاصِي فَلَمْ
يَجْبَهْني ، وَخَلَقَني لِلْذِي خَلَقَني لَهُ ، فَصَنَعْتُ غَيْرَ الذي صُنِعْتُ
لَهُ ، فَنِعْمَ المَوْلَى أَنْتَ يا سَيِّدي ، وَبِئْسَ العَبْدُ أَنَا
وَجَدْتَني ، وَنِعْمَ الطَّالِبُ أَنْتَ رَبِّي ، وَبِئْس المَطْلُوبُ أَنَا أَلْفَيْتَني
، عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، بَيْنَ يَدَيْكَ ، ما شِئْتَ
صَنَعْتَ بي.
اللّهُمَّ ، هَدَأَتِ الَأصْوَاتُ ،
وَسَكَنَت الحَرَكَاتُ ، وَخَلَا كُلِّ حَبِيبٍ بِحَبِيبِه ، وَخَلَوتْ ُبِكَ ،
أَنْتَ المَحْبُوبُ ، إلَيَّ ، فَاجْعلْ خَلْوَتي مِنَكَ اللَّيْلَةَ ، العَتْقَ
مِنَ النَّار ، يا مَنْ ليْسَتْ لِعَالِمٍ فَوْقَهُ صِفَةٌ ، يا مَنْ لَيْسَ
لِمَخْلُوقٍ دُونَهُ مِنْعَةُ ، يا أَوَّلَ ، قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَيَا آخِرُ ،
بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ عُنْصُرٌ ، وَيَا مَنْ يَفقَهُ بِكُلِّ
لُغَةً يُدْعَى بِهَا ، وَيَا مَنْ عَفْوُهُ قَدِيمٌ ، وَبَِطْشُهُ شَدِيدٌ ،
وَمُلْكُهُ مُسْتَقِيمٌ ، أَسْأَلُكَ ، بِاسْمِكَ الذي شافَهَكَ بِهِ مُوسَى ، يا
اللهُ ، يا رَحْمنُ ، يا رَحِيمُ ، يا لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ
الصَّمَدُ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي ، على مُحَمَّدٍ وَعلى آلِ مُحَمَّدٍ ،
وَأنْ تُدْخِلَني الجَنَّةَ بِرَحْمَتكَ ..
وهذا الدعاء ، من غرر أدعية الامام
الصادق 7 ، وذلك لما
حواه من المطالب الجليلة ، والمضامين العالية ، ولو لم يكن له من أدعية ، إلا هذا
الدعاء الشريف ، لكفى في التدليل على سمو تراثه الروحي.
__________________
١٠ ـ دعاؤه الفلسفي
الذي علمه لجابر
من الادعية الفلسفية الجامعة ، للامام
الصادق 7 ، هذا
الدعاء الجليل وقد علمه لتلميذه العظيم ، مفخرة الشرق ، جابر بن حيان ، وهو مما
يستعان به على تلقي العلوم ، وحفظها ، والابداع فيها ، ولنترك الحديث لجابر فهو
يحدثنا عن كيفية هذا الدعاء قال ما نصه :
« إني كنت ألفت سيدي ـ يعني الامام
الصادق ـ صلوات الله عليه كثيرا ، وكنت لهجا بالادعية ، وبخاصة ما كان يدعو به
الفلاسفة ، وكنت أعرضه عليه وكان منها ما استحسنه ، ومنها ما يقول عنه : الناس
كلهم يدعون بهذا ، وليس فيه خاصية ، فلما كثرت عليه علمني هذا الدعاء ، وهو من جنس
دعاء الفلاسفة بل إنه لا فرق بيه ، وبين ما يدعو به الفلاسفة ، فإنه قد اختار من
دعاء الفلاسفة ، أجزاء وأضاف إليها أجزاء ، وقال لي: لا يتم لك الامر إلا به ،
وعندي أنه لا يتم لاحد ممن قرأ كتبي خاصة به أن أزال صورة الشيطان عن قلبه ، وترك
اللجاج ، واستعمل محض الاسلام ، والدين ، والنية الجميلة ، وأما ما دام الشيطان
يلعب به ، وينزله قصدا ، فليس ينفعه شيء ، وذلك أن اللجاج ليس هو من الشيطان وحده
، إنما هو من فساد النية ، فاتق الله يا هذا في نفسك ، واعمد إلى ما أوصيك به ،
وهذه هي الوصية :
إبدأ بالطهر ، بأن تفيض على بدنك ، ماء
نظيفا ، في موضع نظيف ، ثم تلبس ثيابا طاهرة ، لا تمسها أمرأة حائض ، ثم تستخير
الله ألف مرة
وتقول في استخارتك :
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْتَخِيرُكَ في
قَصْدِي ، فَوَفِّقْني ، وَأَزغِ الشَّيْطَانَ عَنِّي ، أِنَّكَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ
، وَلا يَقْدِرُ عَلَيْكَ.
__________________
فإذا قلت ذلك ألف مرة ، عمدت إلى موضع
طاهر نظيف ، وابتدأت فكبرت الله ، وقرأت الحمد ، وقل هو الله أحد مائة مرة ، وركعت
، وسجدت ، ثم قمت ، وصليت مثل ذلك ، ثم تشهدت ، وسلمت ، ثم قرأت في الركعتين
الثانيتين مائة مرة : إذا جاء نصر الله والفتح ، وإذا سلمت أعدت مثل الركعتين
الاوليين ، وقرأت : قل هو الله أحد مائة مرة ، ثم أعدت اثنتين بإذا جاء نصر الله
والفتح ، ثم صليت ركعتين أخريين ، وهذا تمام العشر ، وقرأت سورة ، سورة ، ثم أتممت
صلاتك ، وإياك أن تكلم احدا في خلال ذلك ، ويشغلك شاغل ، وأحرى المواضع بك ،
الصحاري الخالية ، حتى لا يكلمك أحد البتة ، ثم إجلس ، وقل بعد أن تمد يديك إلى
الله تعالى :
اللّهُمَّ ، إنِّي قَدْ مَدَدْتُهُمَا
إلَيْكَ طَالِباً مَرْضَاتَكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ لا تَرُدَّهُمَا خَائِبَتَينِ ،
وَتَبْدَأُ وَتَقُولُ :
« اللّهُمَّ ، أَنْتَ ، أَنْتَ ، يا
مَنْ هُوَ هُوَ ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ ما هُوَ إلاَّ هُوَ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ
خَالِقُ الكُلِّ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ خَالِقُ العَقْل ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ
وَاهِبُ النَفْسِ الإِنْسَانِيََّةِ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ خَالِقُ العِلَّةِ ،
اللّهُمَّ ، أَنْتَ خَالِقُ الرُّوحِ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ قَبْلَ الزَّمَانِ ،
وَالمَكَانِ ، وَخَالِقُهُمَا ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ فَاعِلُ الخَلْقِ بِالحَرَكَةِ
وَالسُّكُونَ وَخَالِقُهُمَا.
اللّهُمَّ ، إنِّي قَصَدْتُكَ ،
فَتَفَضَّلْ عَلَيَّ ، بِمَوْهِبَةِ العَقْلِ الرَّصِينِ ، وَإرْشَادِي في
مَسْلَكي إلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ.
اللّهُمَّ ، بِكَ ، فَلَا شَيْءٍ
أَعْظَمُ مِنْكَ ، نَوِّرْ قَلْبِي ، وَأَوْضِحْ لي سَبيلَ القَصْدُ إلى
مَرْضَاتِكَ ..
اللّهُمَّ ، أنِّي قَصَدْتُكَ ،
وَنَازَعَتْني نَفْسَايَ: نَفْسِي النَّفْسَانِيَّةُ ، نَازَعَتْني إلَيْكَ ،
وَنَفْسِي الحَيَوَانِيَّةُ ، نَازَعْتَني إلى طَلَبِ الدُّنْيَا.
اللّهُمَّ ، فيك ، لا أَعْظمَ مِنْكَ ،
يا فاعل الكُلّ ؛ صَلِّ على مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولك ، وعلى آلِهِ وَأَصحابِه
المُنْتَجبين ، وَاهْدِ نَفْسي النَّفْسانيَّة ، إلى ما أَنْتَ أَعْلَمُ به ، مِنْ
مُرادهَا مِنْهَا ، وَبَلِّغْ نَفْسِي الحيَوَانِيَّة مِنْك غاية آمَالِها ،
فَتَكُونَ عِنْدَكَ ، إذَا بَلَّغْتَهَا ذَلِكَ ، فَقَدْ بَلَّغْتَهَا الدُّنْيَا
وَالآخِرَة ، إنَّهُ سَهْلٌ عَلَيْكَ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ لا
تَخَافُ خَلَلاً ، وَلا نُقْصَاناً يُوهِنُكَ ، بِرَحمَتِكَ ، وَكَرَمِكَ ، هَبْ
لي ما سَأَلْتُكَ مِنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، اللّهُم ، يا وَاهِبَ الكُلِّ ،
فَاجْعَلْ ذَلِكَ في مَرْضَاتِكَ ، وَلا تَجْعَلْهُ فِيمَا يُسْخِطُكَ ،
اللّهُمَّ ، وَاجْعَلْ ما تَرْزُقُني ،
عَوْناً على أَدَاءِ حُقُوقِكَ ، وَشَاهِداً لي عِنْدَكَ ، وَلا تَجْعَلْهُ
شَاهِداً عَلَيَّ ، وَلا عَوْناً عَلَىَّ طَلَبِ ما يُعْرِضُكَ عَنّي.
اللّهُمَّ ، يا خَالِقَ الكُلِّ ،
أَنْتَ خَلَقْتَ قَلْبِي ، وَخَلَقْتَ الشَّيْطَانَ وَلَعَنْتَهُ ، بِمَا
أَسْتَحَقَّهُ ، وَأَمَرْتَنَا أَنْ نَلْعَنَهُ ، فَاصْرِفْهُ عَنْ قَلْبِ
وَليِّكَ ، وَأَعِنِّي على ما أَقْصِدُ لَهُ .. »
ثم تذكر حاجتك ، فإذا فرغت عن سائر ما
تريد ، فعفر خديك على الارض ، ثم قل في تعفيرك عشر مرات :
« خَضَعَ وَجْهِيَ الذَّّلِيلُ الفَانِي
لِوَجْهِكَ العَزِيزِ البَاقي .. »
ثم اجلس مليا ، وقم فتوجه ، وكبر ،
واقرأ الحمد ، وسورة ألم نشرح لك صدرك ، واقرأها في الركعة الثانية فإذا سلمت قل :
« يا سَيِّدِي ، ما اهْتَدَيْتُ إلاَّ
بِكَ ، وَلا عَلِمْتَ إلاَّ بِكَ ، وَلا قَصَدْتُ إلاَّ إلَيْكَ ، وَلا أَقْصِدُ
وَلا أَرْجُو غَيْرَكَ ، اللّهُمَّ ، لا تُضِيعُ زِمَامَ قَصْدِي وَرَجَائي ،
إنَّكَ لا تُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ ، وَانَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ
،
قد وعدت الصابرين
خير الجزاء منك ، ولاصبرن فيك كما خففت عني ، وصيرتني على امتحانك.
اللّهُمَّ ، إنَّكَ قَدْ وَعَدْتَ
بَعْدَ العُسْر يُسْراً ، اللّهُمَّ ، فامْحْ أوْقَاتَ العُسْر وَاجْعَلْهَا
زِيَادَةً في أَوْقَاتِ اليُسْرِ ، وَاجْعَلْ ذلِكَ حظّاً مِنَ الدُّنْيَا ،
وَخُظُوظاً مِنَ الآخِرَةِ.
اللّهُمَّ ، إنَّ وَسِيلَتي إلَيْكَ
مُحَمَداً ، وَصَفْوَةَ أَهْلِ بَيْتِهِ آمِين ، آمِينَ ، آمِينَ »
قال لي سيدي في ذلك ، : إن الله عزوجل ،
أكرم من أن يتوسل إليه إنسان ، بنبيه فيرده خائبا ، فإذا أتممت ذلك ، فتصدق في
أثره درهمين وثلثين ، واجعله أربعة أقسام ، كل قسم أربعة دوانق ، فأول من يلقاك ،
ممن يقبل الصدقة ، فاعطه ، وكذلك الثاني والثالث والرابع ، فان الله تعالى يحمدك
العاقبة في سائر أمورك ، ويزجر الشيطان عن وجهك ، واقصد لما أنت تشتهيه ، فإنك ترى
فيه الرشد ، ويرزقك الله قريبا ... » .
وعلق الدكتور زكي نجيب محمود على هذا الدعاء ، بقوله : أتريد أن تكون باحثا عالما؟
فخذ وصية جابر ، فإنها كبيرة النفع ، للسالكين في سبيل العلم ، علم الموازين ،
وتركيب الطبائع ، على الجوهر تركيبا ، من شأنه أن ينتج لنا كل ما أردناه من كائنات
.
__________________
القسم التاسع
مناجاته ،
وأدعيته القصار
وأثرت عن سليل النبوة ، الامام الصادق 7 ، بعض المناجيات ، ومجموعة من الادعية
القصار ، وهي من بدائع التراث الروحي في الاسلام ، وهي في نفس الوقت ، تمثل جانبا
كبيرا من إنابته ، وتقواه ، وانقطاعه الكامل ، إلى الله تعالى ، وفي ما يلي ذلك
مناجياته :
ولم أعثر من مناجيات
الامام الصادق 7
، سوى هذه المناجاة التي تلقي الاضواء على عميق اتصاله بالله ، وتمسكه به ، وهذا
نصها :
« يا وَدُودُ ، يا وَدُودُ ، يا
مُبْدىءُ ، يا مُعِيدُ ، يا فَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ ، يا ذَا العَرْشِ المَجِيدِ.
اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِنُورِ
وَجْهِكَ ، الذي مَلَأ أَرْكَانَ عَرْشِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ التي
اقْتَدَرْتَ بِهَا على خَلْقِكَ ، وَبِرَحْمَتِكَ التي وَسِعَتْ كُلِّ شَيْءٍ ، لا
إلهَ إلاَّ أَنْتَ يا مُغِيثُ أَغِثْني.
الحَمْدُ للهِ ، الذي صَدَقَ وَعْدَهُ ،
وَنَصَر عَبْدَهُ ، وَهَزَمَ الَأحْزَابَ وَحْدَهُ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَصْبَحْتُ
وَامْسَيْتُ ، أَسْتَوْدِعُكَ ، وَأَسْلِمُ إلَيْكَ
نَفْسِي ، وَمَالِي
، وَأَهْلِي ، وَوَلَدِي ، وَمَا خَوَّلْتَني ، اللّهُمَّ ، وَأَسْتَرْعِيكَ ،
وَأسْتَحْفِظُكَ نَفْسِي.
اللّهُمَّ ، كُنْ لي وَمَعِي في قَاطِنِ
دَارِي ، وَحِلِّي ، وَارْتِحَالي ، وَلَيْلي ، وَنَهَارِي ، وَإقْبَالي ،
وَإدْبَارِي ، وَسُكُونِي ، وَحَرَكَتي ، وَنَوْمِي وَيَقْظَتي ، وَذِهْني ،
وَعَقْلي ، وَاجْعَلِ اللّهُمَّ ، عَافِيَتَكَ لي شِعَاراً ، وَاسْمَكَ وَذِكْرَكَ
لي جُنَّةً وَدِثَاراً ، وَارْزُقْني خَيْرَ القَدَرَ ، وَخَيْرَ السَّفَرِ
وَخَيْرَ الحَضَرِ ، وَخَيْرَ الغِيَابِ ، وَخَيْرَ الإِيَابِ ، وَخَيْرَ ما
نَطَقَتْ بِهِ أُمُّ الكِتَابِ.
اللّهُمَّ ، مَنْ أَرَادَني بِسُوءٍ ،
في لَيْلَ ، أَوْ نَهارٍ ، فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ كَادَني فَكِدْهُ ، وَمَنْ بَغَى
عَلَيَّ فَأَهْلِكهُ وَاجْعَلِ اللّهُمَّ ، عِزَّهُ ذَلِيلاً ، وَمُلْكًهُ ضَئيلاً
، وَحَدَّهُ فَلِيلاً ، وَكَثْرَتَهُ قَلِيلاً ، وَقُوَّتَهُ كَلِيلَةً ، وَيَدَهُ
غَليلةً وَجِسْمَهُ عَلِيلاً ، اللّهُمَّ ، فُلَّ عَنِّي مَنْ نَصَبَ لي حَدَّهُ ،
وَاطْفِ عَنِّي نَارَ مَنْ شَبَّ لي وَقْدَهُ ، وَاكْفِني ، اللّهُمَّ ، هَمَّ
مَنْ أَدْخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ ، وَاجْعَلْني اللّهُمَّ ، في دِرْعِكَ الحَصِينَةِ
، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ وقايتك وَالسَّكِينَةَ ، وَكُنْ لي اللّهُمَّ ، دُونَ
عَدُوِّي بِالمرْصَاد ، اللّهُمَّ ، وَاجْعَلْني ، مِمَّنْ هَرَبَ إلَيْكَ
فَآوَيْتَهُ ، وَتَشَفَّع إلَيْكَ فشَفَعْتَهُ ، وَفَزعَ إلى نُصْرَتِكَ
فَضَمِنْتَهُ ، وَفي عِيَاذِكَ ، وَحِمَاكَ ، وَكنَفِكَ ، وَأمْنكَ ، وَجِوَارِكَ
، كَنِفْتَهُ ، وَاجْعَلْني اللّهُمَّ ، في ذِمَّتِكَ التي لا تُخْفَرُ ،
وَخُصَّني بِدِلاصكَ التي لا تُفْقَرُ ، وَاحْمِنِي بِحمَاكَ الذي لا يُسْتبَاحُ ،
وَاكْنُفْني بِمَعَاقِلِكَ التي إلَيْهَا يُرَاحُ ، وَأَعِنِّي بِنَصْرِكَ الذي لا
يُغْلَبُ ، فإنَّك مُعْتمديِ وَعَلَيْكَ مُعَوَّلي يا ذا الجَلَالِ وَالإِكرْاَمِ
.. » .
__________________
لقد كان الامام 7 ، يناجي ربه ، في غلس الليل البهيم ،
ويدعوه بإخلاص أن يقربه إليه زلفى ، ويمنحه أعلى درجات المقربين والمنيبين.
أدعيته القصار
أما أدعية الامام 7 القصار ، فهي بالاضافة ، إلى جمال
ألفاظها ، وبديع بلاغتها ، فانها تمثل انقطاع ، الامام إلى الله تعالى ، وإلتجاءه
إليه ، في جميع شؤونه ، وأحواله ، وفي ما يلي كوكبة منها :
١ ـ دعاؤه في حمد
الله
من أدعية الامام الصادق 7 ، في حمد الله تعالى هذا الدعاء :
« الحَمْدُ للهِ بِمَحَامِدِهِ كُلِّهَا
، على نِعَمِهِ كُلِّهَا ، حَتَّى يَنْتهي إلى ما يُحِبُّ رَبِّي ، وَيَرْضَى ،
الحَمْدُ للهِ على عِلْمِهِ ، وَالحَمْدُ للهِ على فضْله عَلَيْنَا ، وَعلى
جَمِيعِ خَلْقِهِ .. » .
٢ ـ دعاؤه
بالوحدانية لله
ومن أدعيته الجليلة ، دعاؤه بالوحدانية
، لله تعالى ، وهذا نصه :
« اللّهُمَّ ، إنِّي أُشْهِدُكَ كَمَا
تَقُولُ: وَفَوْقَ ما يَقُولُ القَائِلُونَ: وَأَشْهدُ أَنَّكَ كَمَا شَهِدْتَ
لِنَفْسِكَ ، وَشَهِدَتْ لَكَ مَلَائِكَتُكَ ، وَأَوُلُو العِلمِ بِأَنَّك قَائمٌ
بِالقِسْطِ ، لا إله إلاَّ أَنْتَ ، وَكَمَا أَثْنَيْتَ على نَفْسِكَ سُبْحَانَكَ
، وَبِحَمْدِكَ .. »
__________________
٣ ـ دعاؤه في
التوحيد
ومن أدعيته 7 ، في التوحيد ، هذا الدعاء : وكان يدعو
به قبل أن يسأل الله حاجته :
« يا وَاحِدُ ، يا مَاجِدُ ، يا أَحَدٌ
، يا صَمَدٌ ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يُولَدُ ، وَلَمْ يَكنْ لَهُ كُفْواً
أَحَدٌ ، يا عَزِيزٌ ، يا كَرِيمٌ ، يا حَنَّانُ ، يا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ ، يا
أَجْوَدَ مَنْ سُئِلَ ، وَيَاخَيْرَ مَنْ أَعْطَى ، يا الله ، يا الله ، يا الله ،
وَلَقَدْ نَادانا نُوحٌ ، فَلَنِعْم المُجِيبُونَ ، نِعْمَ المُجِيبُ أَنْتَ ،
وَنِعْمَ المَدْعُو ، أَسْأَلُكَ بِمَلَكُوتِكَ وَدَرْعك الحَصينَةِ ، وَبجَمْعكَ
، وَأرْكَانِكَ كُلَّهَا ، وَبِحقِّ مُحَمَّدً ، وَبِحَقِّ اَلأوْصيَاءِ بَعْدَ
مُحَمَّدِ ، أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ .. » .
٤ ـ دعاؤه للتمكن من
صلة الفقراء
ومن أدعيته الجليلة ، هذا الدعاء ، وكان
يدعو به للتمكن من صلة الفقراء ، وإسعاف الضعفاء ، وهذا نصه :
اللّهُمَّ ، أَعِزْنِي بطَاعَتِك ، وَلا
تُخْزِنِي بِمَعْصِيِتَكَ ، اللّهُمَّ ، أَرْزُقْني مُوَاسَاة مَنْْ قتَّرْت
عَلَيْهِ رِزْقَهُ ، بِمَا وَسَّعْت عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ .. »
وعرض أبو معاوية ـ يعني غسان ـ هذا
الدعاء على سعيد بن سالم ، فقال هذا دعاء الاشراف .
٥ ـ أدعيته في طلب
الرزق
وأثرت عن الامام الصادق 7 ، مجموعة من الادعية ، لطلب الرزق ،
والسعة ، في الحياة الاقتصادية ، وفي ما يلي بعضها :
أ ـ روى العالم الفقيه معاوية بن عمار
قال : سألت أبا عبدالله 7
، أن يعلمني دعاء للرزق ، فعلمني دعاء ، ما رأيت أجلب للرزق منه ، وهو :
« اللّهُمَّ ارْزقْني مِنْ فَضْلِكَ
الوَاسِعِ ، الحَلَالِ الطَّيِّبِ ، رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالاً طَيِّباً ،
بَلَاغاً لِلدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، صَبّاً صَبّاً هَنيئاً مَرِيئاً ، مِنْ غَيْرِ كَدٍ ،
وَلَا مَنٍّ مِنْ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، إلاَّ سَعَةً مِنْ فَضلِكَ الوَاسِعِ ،
فَإنَّكَ قُلْتَ : «
وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ »
مِنْ فَضْلِكَ أَسْأَلُ ، وَمِنْ عَطِيَّتِكَ أَسْأَلُ ، وَمِنْ يَدِكَ المَلَأى
أَسْأَلُ .. » .
ب ـ رَوَى الفَقِيهُ أَبو بَصِيرٍ قال :
شَكَوْتُ إلى أَبي عَبْدِ اللهِ 7
، الحَاجَةَ وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُعَلّمَني دُعَاءً ، في طَلَبِ الرِّزْقِ ،
فَعَلَّمَني دُعَاءً ، ما احْتَجْتُ مُنْذُ دَعَوْتَهُ بِهِ ، قَالَ : قُلْ في
صَلَاةِ اللَّيْلِ وَأَنْتَ سَاجِدً :
« يا خَيْرَ مَدْعُوٍّ ، وَيا خَيْرَ
مَسْؤُولٍ ، وَيا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطَى ، وَيا خَيْرَ مُرْتَجَى ، أُرْزِقْني ،
وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ ، وَسَبِّبْ لي رِزْقاً مِنْ قِبَلِكَ إنَّكَ
على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. »
ج ـ روى الفضل بن مرثد ، عن الامام أبي
عبدالله 7 ، هذا
__________________
الدعاء في طلب الرزق
وهو :
« اللّهُمَّ ، أَوْسِعْ عَلَيَّ في
رِزْقِي ، وَامْدُدْ لي في عُمْري ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ
لِدِينِكَ ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بي غَيْري .. » .
د ـ روى أبو بصير قال : قلت لابي
عبدالله 7 : إنا قد
استبطأنا الرزق ، فغضب ، ثم قال : قل :
« اللّهُمَّ ، إنَّكَ قَدْ تَكَفَّلْتَ
بِرِزْقِي ، وَرِزْقِ كُلِّ دَابَّةٍ ، فَيَا خَيْرَ مَنْ دُعِيَ ، وَيَا خَيْرَ
مَنْ سُئِلَ ، وَيَا خَيْرَ مَنْ أَعْطَى ، وَيَا أَفْضَلَ مُرْتَجَى .. »
وبعد هذا الدعاء أمر برفع حاجته إلى
الله تعالى
ه : ـ من أدعيته 7 ، إذا جاء الرزق بعد انقطاع ، هذا
الدعاء :
الحَمْدُ للهِ الذي نِعْمَتُهُ تَغْدُو
وَتَرُوحُ ، وَنَظِلُّ بِهَا نَهَارنا ، وَنَبِيتُ فِيهَا لَيْلَتَنَا ، فَنُصْبحُ
فِيهَا بِرَحْمَتِهِ مُسْلِمِيِنَ ، وَنُمْسِي فِيهَا بِمَنِّهِ مُؤْمِنِينَ مِنَ
البَلْوَى ، مُعَافينَ ، الحَمْدُ للهِ المُنْعِمِ ، المُتَفَضلِ ، المُحْسِنِ ،
المُجْمِلِ ، ذي الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ ، ذي الفَوَاضِلِ وَالنِعَمِ ،
وَالحَمْدُ للهِ الذي لَمْ يَخْذُلْنَا عِنْدَ شِدَّةٍ ، وَلَمْ يَفْضَحْنَا
عِنْدَ سَرِيرَةٍ ، وَلَمْ يُسْلِمْنَا بِجَرِيرَةٍ ... »
وتمثل هده الادعية ، مدى اعتصام ،
الامام 7 ، بالله
تعالى ، واعتقاده الجازم ، بأن أرزاق العباد ، بيد الله عزوجل ، ولا شأن لارادتهم
فيه.
__________________
٦ ـ دعاؤه في الحمد
على الطاعة
من أدعية الامام 7 ، هذا الدعاء ، وكان يدعو به ، عند
طاعته ، لله تعالى :
اللّهُمَّ ، لَكَ الحَمْدُ إنْ
أَطَعْتُكَ ، وَلَكَ الحُجَّةُ إنْ عَصَيْتُكَ ، لا صَنِيعَ لي ، ولا لِغَيْرِي ،
في إحْسَانٍ ، وَلا حُجَّةَ لي ، وَلا لِغَيْرِي في إسَاءَةِ .. » .
أما طاعة الانسان لخالقه ، فإنما هي لطف
من الله تعالى إن وفقه لذلك ، وأما معصيته له ، فإنما هي بإرادته ، وله تعالى الحجة
عليه ، بعد أن منحه الاختيار ، ولم يجبره على الطاعة ولا على المعصية.
٧ ـ دعاؤه في الحمد
على فضل الله
من أدعية الامام 7 ، هذا الدعاء ، وكان يدعو به ، على فضل
الله تعالى ، على أهل البيت :
:
الحَمْدُ للهِ على عِلْمِهِ ،
وَالحَمْدُ للهِ على فَضْلِهِ عَلَيْنَا ، وَعلى جَميعِ خَلْقِهِ ، وَكَانَ بِهِ
أَكْرَمُ الفَضْل في ذلِكَ .. » .
٨ ـ دعاؤه في طلب
العفو من الله
من أدعية الامام 7 ، هذا الدعاء ، وكان يدعو به ، لطلب
العفو ، من الله عزوجل ، وهذا نصه :
« اللّهُمَّ ، إنِّكَ بِمَا أَنْتَ
أَهْلٌ لَهُ مِنَ العَفْوِ ، أَوْلَى بِمَا أَنَا أَهْلٌ لَهُ مِنَ
__________________
العُقُوبَةِ .. » .
إن الله تعالى ، الذي هو مصدر الفيض ،
والاحسان ، على عباده ، الذي لا حول لهم ولا قوة ، فهو تعالى أولى وأجدر بالعفو عن
العقوبة والاساءة.
٩ ـ دعاؤه لقضاء
الحوائج
كان الامام الصادق 7 ، يأمر من كانت له حاجة ، يريد قضاءها
، بقراءة سورة الانعام ، وصلاة أربع ركع ، يقرأ فيها سورة الحمد ، والانعام ، وإذا
فرغ من صلاته فليقرأ هذا الدعاء :
« يا كَرِيمُ ، يا كَرِيمُ ، يا عَظِيمُ
، يا عَظِيمُ مِنْ كُلِّ عَظِيمٍ ، يا سَمِيعَ الدُّعَاءِ ، يا مَنْ لا
تُغَيِّرُهُ اَلَأيَّامُ وَاللَّيَالِي ، صَلِّ على مًُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ،
وَارْحَمْ ضَعْفِي ، وَفَقْرِي ، وَفَاقَتي ، وَمَسْكَنَتي ، وَمَسْأَلَتي ،
فَإنَّكَ أَعْلَمُ بِحَاجَتي ، يا مَنْ رَحِمَ الشَّيْخَ الكَبِيرَ يَعْقُوبَ ،
حَتَّى رَدَّ عَلَيْهِ يُوسُفَ ، وَأَقَرَّ عَيْنَهُ ، يا مَنْ رَحِمَ أَيُوبَ
بَعْدَ طُولِ بَلَاءٍ ، يا مَنْ رَحِمَ مُحَمَداً 9
، وَفي اليُتْمِ آوَاهُ ، وَنَصَرَهُ على جَبَابِرَةِ قُرَيْشٍ ، وَطَوَاغِيتِهَا
، وَأمْكَنَهُ مِنْهُمْ ، يا مُغِيثُ ، يا مُغِيثُ .. »
وأضاف الامام 7 ، قائلا: فوالذي نفسي بيده ، لو دعوت
به ، بعدما تصلي هذه الصلاة ، لقضيت جميع حوائجك .
١٠ ـ ادعيته في دفع
الامراض
ونقل الرواة ، مجموعة من الادعية ، عن
الامام الصادق 7
،
__________________
كان يتسلح بها ، في
دفع العلل والامراض عنه ، وكان يعلمها لاصحابه ، ويرشدهم لقراءتها ، وهذه بعضها :
إ ـ كان الامام الصادق 7 ، إذا ألم به المرض ، دعا بهذا الدعاء
الجليل :
اللّهُمَّ ، إنَّكَ عَيَّرْتَ
أَقْوَاماً ، فَقُلْتَ : «
قُلْ ادْعُوا الذِين زَعَمْتُمْ ، مِنْ دُونِهِ ، فَلَا يَمْلِكُوُنَ كَشْفَ
الضُرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلا .. »
فَيَا مَنْ
لا يَمْلِكُ كَشْفَ ضُرِّي ، وَلا تَحْويلَهُ عَنِّي غَيْرُهُ ، صَلِّ مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاكْشِفْ ضُرِّيَ ، وَحَوِّلْهُ إلى مَنْ يَدْعُو مَعَكَ
اِلَهآ آخَرَ ، لا إلهَ غَيْرُكَ ... » .
ب ـ روى داوود بن رزين قال : مرضت
بالمدينة ، مرضا شديدا فبلغ ذلك ، أبا عبدالله 7
، فكتب إلي: قد بلغني علتك فاشتر صاعا من بر ، ثم استلق على قفاك ، وانثره على
صدرك كيفما انتثر وقل :
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ
، الذي إذَا سَأَلَكَ بِهِ المُضْطَرُ ، كَشَفْتَ ما بِهِ مِنْ ضُرِّ ،
وَمَكَّنْتُ لَهُ في الَأرْضِ ، وَجَعَلْتَهُ على خَلِيفَتَكَ على خَلْقِكَ ، أَنْ
تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُعَافِيني مِنْ عِلَّتي .. »
ثم إستو جالسا ، واجمع البر من حولك ،
وأقسمه مدا مدا لكل مسكين ، قال داوود: فعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال ، وقد فعله
غير واحد فانتفع به .
__________________
ج: ـ روى يونس بن عمار ، قال : قلت لابي
عبدالله 7 ، جعلت فداك
، هذا الذي ، ظهر بوجهي ، يزعم الناس ، أن الله عزوجل ، لم يبتل به عبدا له فيه
حاجة ، فقال لي: لقد كان مؤمن آل فرعون مكنع الاصابع فكان يقول : هكذا ويمد يده ـ ويقول : «
يا قوم اتبعوا المرسلين » ثم قال : إذا كان الثلث الاخير من الليل ، ففي أوله توضأ
، وقم إلى صلاتك التي تصليها ، فإذا كنت في السجدة الاخيرة من الركعتين الاوليين ،
فقل وأنت ساجد :
« يا عَلِيٌّ ، يا عَظِيمُ ، يا رَحْمنُ
، يا رَحِيمُ ، يا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ ، وَيا مُعْطِيَ الخَيْرَاتِ ، صَلِّ على
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاعْطِني مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، ما
أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي من شَرِّ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، ما أَنْتَ
أَهْلُهُ ، وَأَذهِبْ عَنِّي هَذَا الوَجَعَ ـ وتذكر اسمه ، فَإنَّهُ قَدْ غَاظَني
وَأَحْزَنَني .. »
وامره بالاكثار من الدعاء ، قال يونس:
فما وصلت إلى الكوفة ، حتى أذهب الله به عني كله .
د : شكا بعض أصحاب الامام الصادق 7 إليه ، وجعا ألم به ، فقال 7 له قل : بسم الله ، ثم امسح يدك عليه ،
وقل
« أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ ، وَأَعُوذُ
بِقُدْرَةِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِجَلَالِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَةِ اللهِ ،
وَأَعُوذُ بِجَمعِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِرَسُولِ اللهِ (ص) وَأَعُوذُ بِأَسْمَاءِ
اللهِ مِنْ شَر ما أَحْذَرُ ، وَمِنْ شَرِّ ما أَخَافُ على نَفْسِي »
__________________
وأمره بأن يقرأ هذا الدعاء سبع مرات ،
ففعل ، فذهب عنه ما كان يجد من ألم .
ه ـ روى عبدالله بن سنان: عن الامام الصادق
7 ، أنه قال :
إذا أصابك وجع ، فضع يدك عليه ، وقل :
« بِسْمِ اللهِ ، وَبِاللهِ ، مُحَمَدٌ
رَسُولُ اللهِ (ص) لا حَوْلَ وَلا قُوَّةِ إلاَّ بِاللهِ ، اللّهُمَّ ، إمْسَحْ
عَنِّي ما أُجِدُهُ ، وَتَمْسَحُ مُوْضِعَ الوَجَعِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .
و ـ روى حسين الخباز الخراساني ، قال :
شكوت إلى الامام أبي عبد الله 7
، وجعا بي ، فقال 7
: إذا صليت فضع يدك موضع سجودك ، ثم قل
« بِسْمِ اللهِ ، مُحَمَدٌ رَسُولُ
اللهِ 9 ، إشْفِني
يا شَافي ، شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يَغَادِرُ سُقْماً ، شفَاءٌ مِنْ كُلِّ داءٍ
وَسُقْمٍ .
ز ـ روى معاوية بن عمار ، عن الامام أبي
عبدالله 7 ، قال : تضع
يدك على موضع الوجع ، وتقول :
« اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ
القُرْآنِ العَظِيمِ ، الذي نَزَلَ بِهِ الروُحُ الَأمِينُ ، وَهُوَ عِنْدَكَ في
أُمِّ الكِتَابِ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ، أَنْ تُشْفيَني بِشِفَائِكَ ، وَتُدَاويَني
بِدَوَائِكَ ، وَتُعَافِيَني مِنْ بَلَائِكَ .. »
__________________
تقول ذلك: ثلاث مرات ، وتصلي على محمد
وآله .
ح ـ روى الحسين بن نعيم ، عن الامام الصادق
7 ، أن بعض
أولاده ، اشتكى علة ، فقال 7
له : يا بني قل :
« اللّهُمَّ ، إشْفِني بِشِفَائِكَ ،
وَدَاوِني بَدَوَائِكَ ، وَعَافِني مِنْ بَلَائِكَ ، فَإنّي عَبْدُكَ وَأبْنُ
عَبْدِكَ .
ط ـ روى داوود بن رزين ، عن الامام
الصادق 7 ، أنه قال :
تضع يدك على الوجع ، وتقول : ثلاث مرات :
اللهُ ، اللهُ رَبِّي حَقّاً ، لا
أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ لَهَا وَلِكُلِّ عَظِيمَةِ
فَفَرِّجْهَا عني .
ي ـ وكان الامام الصادق 7 ، إذا دهمته بعض الامراض ، قال :
« اللّهُمَّ ، إجْعَلْهُ أَدَباً لا
غَضَباً »
إن هذه الادعية ، التي وصفها سليل
النبوة ، لمعالجة بعض الامراض من الوصفات الروحية ، التي أثبتت الفحوص الطبية ،
أنها من أنجع الوسائل ، لمعالجة بعض الامراض المستعصية ، كما أنها في نفس الوقت ،
تشيع في آفاق النقس ، روح الطمأنينة بالله الذي بيده جميع مجريات الاحداث.
__________________
١١ ـ دعاؤه عند
المصيبة
وكان الامام الصادق 7 ، إذا ألمت به مصيبة ، أو خطب ، دعا
بهذا الدعاء :
« الحَمْدُ للهِ ، الذي لَمْ يَجْعَلْ
مُصِيبَتي في دِيني ، وَالحَمْدُ للهِ الذي لَوْ شَاءَ أَنْ تَكُونَ مُصِيبَتي
أَعْظَمَ مِمَّا كَانَتْ لَكَانَتْ ، وَالحَمْدُ للهِ على الَأمْرِ الذي شَاءَ
أَنْ يَكُونَ .. » .
لقد فوض الامام 7 ، جميع أموره ، وشؤونه ، إلى الله
تعالى ، فهو في الضراء ، والسراء يشكره ، ويرفع له آيات الحمد ، والرضا بما قسم
وقدر.
١٢ ـ دعاؤه عند
اجابة دعائه
وكان الامام 7 ، إذا دعا الله تعالى ، واستجاب له
دعاءه ، حمده ودعا بهذا الدعاء :
« يا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى ، وَيَا
خَيْرَ مَنْ سُئِلَ ، وَيَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتَرْحِمَ ، يا أَحَدٌ ، يا صَمَدٌ ،
يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ ، يا
مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً ، يا مَنْ يَفْعَلُ ما يَشَاءُ ،
وَيَحْكُمُ ما يُرِيدُ ، وَيَقْضِي ما أَحَبِّ ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ
وَقَلْبِهِ ، يا مَنْ هُوَ بِالمَنْظَرِ الَأعْلَى ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْىٌ يا سَمِيعٌ يا بَصِيرٌ .. »
١٣ ـ دعاؤه للتوسعة
عليه
وكان 7
، يدعو بهذا الدعاء ، للتوسعة عليه في الرزق ، وهذا
__________________
نصه :
« اللّهُمَّ ، أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ
رِزْقِكَ الحَلَالِ ، ما أَكْفِي بِهِ وَجْهِي ، وَاُؤدِّي بِهِ عَنِّي أَمَانَتِي
، وَأَصِلُ بِهِ رَحِمي ، وَيَكُونُ عَوْناً لي في الحَجِّ وَالعُمْرَةِ .. »
١٤ ـ دعاؤه إذا أهمه
أمر
وكان الامام الصادق 7 ، إذا أهمه أمر ، دعا بهذا الدعا :
« اللّهُمَّ ، إنَّكَ لا يَكْفِي مِنْكَ
أَحَدٌ ، وَأَنْتَ تَكْفِي مِنْ كُلِّ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَاكْفِني »
ثم يذكر ما أهمه .
١٥ ـ دعاؤه في طلب
المغفرة
ومن أدعية الامام الصادق 7 ، في طلب المغفرة ، من الله تعالى ،
هذا الدعاء :
« سَائِلٌ بِبَابِكَ ، مَضَتْ
أَيَّامُهُ ، وَبَقِيَتْ آثَامُهُ ، وَانْقَضَتْ شهْوَتُهُ ، وَبَقِيَتْ
تَبِعَتُهُ ، فَارْضَ عَنْهُ ، وَإنْ لَمْ تَرْضَ عَنْهُ فَاعْفُ عَنْهُ ، فَقَدْ
يَعْفُو السَيِّدُ عَنْ عَبْدِهِ ، وَهُوَ غَيْرُ رَاضٍ عَنْهُ »
١٦ ـ دعاؤه لتعجيل
الدين
روى الوليد بن صبيح ، قال : شكوت إلى
الامام أبي عبدالله عليه
__________________
السلام ، دينا لي
على أناس ، فقال : قل :
« اللّهُمَّ ، لَحْظَةً مِنْ
لَحَظَاتِكَ ، تَيَسِّرًُ على غُرَمَائي بِهَا القَضَاءَ ، وَتُيَسِّرُ لي بِهَا
الإِقْتِضَاءَ إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. » .
١٧ ـ دعاؤه في مهام
الامور
ومن أدعيته 7 ، هذا الدعاء الجليل ، وقد حفل بمهام
أمور الدنيا والآخرة.
« اللّهُمَّ احرسِني بِعَينكَ التي لا
تنام ، وَاكْنُفْني بِرُكْنِكَ الذي لا يُرَامُ ، وَاغْفِرْ لي ، بِقُدْرَتِكَ
حَتَّى لا أَهْلَكَ ، وَأَنْتَ رَجَائي ، رَبِّ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ
بِهَا عَلَيَّ ، قُلَّّ عِنْدَهَا شُكْرِي ، وَكَمْ مِنْ بَلِيََّةٍ ابْتَلَيْتَني
بِهَا ، قُلْ عِنْدَهَا صَبْرِي ، فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِي
فَلَمْ يَحْرِمْني ، وَيَا مَنْ رَآنِي على المَعَاصِي فَلَمْ يَفْضَحْني ، يا ذا
المَعْرُوفِ الذي لا يَنْقَضِي مَعْرُوفُهُ أَبَداً ، وَيا ذا النَّعْمَاءِ التي
لا تُحْصَى عَدَداً ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ،
وَبِكَ أَدْرَأُ في نُحُورِ الَأعْدَاءِ وَالجَبَّارِينَ ، اللّهُمَّ ، أعِنِّي
على دِيني بِالدُّنْيَا ، وعلى آخِرَتي بِالتَّقْوَى ، وَاحْفَظْني فِيمَا
غَيَّبْتَ عَنِّي ، وَلا تَكِلْني إلى نَفْسِي فِيمَا حَظَّرْتَهُ عَلَيَّ ، يا
مَنْ لا تَضُرُّهُ الذُنُوبُ ، وَلا تُنْقِصُهُ المَغْفِرَةُ اغْفِرْ لي ما لا
يَضُرُّكَ ، وَأعْطِني ما لا يُنْقِصُكَ ، إنَّكَ وَهَّابٌ أَسَأَلُكَ فَرَجاً
وَصَبْراً عَاجِلاً وَزِرْقاً وَاِسعاً وَالعَافِيَةَ مِنْ جَمِيعِ البَلَايَا يا
أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .. .
__________________
القسم العاشر
فيما يرويه من
الادعية عن آبائه
ونقل الرواة كوكبة ، من الادعية ، التي
رواها ، الامام الصادق 7
، عن آبائه العظام ، عليهم السلام ، دعاة الله في أرضه ، وحججه على عباده ، وهي
لوحات من النور ، تجذب العقول ، وتنمي الافكار ، وتهدي الحائر ، وترشد الضال ،
وتدفع الانسان لما يسمو به من المثل العليا ، والصفات الكريمة ، ونعرض لبعضها.
١ ـ أدعية النبي 9
وروى الامام الصادق 7 ، مجموعة من الادعية ، كان يدعو بها
جده الرسول الاعظم 9
، مفجر العلم ، والنور في الارض ، وهذه بعضها :
١ ـ قال 7
: كان من دعاء النبي 9
هذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، ارْحَمْني بِتَرْكِ
مَعَاصيكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَني ، وَارْزُقْني حُسْنَ النَظَرِ فِيمَا
يُرْضِيكَ عَني ، وَأَلْزِمْ قَلْبي حِفْظَ كِتَابِكَ عَلَّمْتَني ، وَاجْعَلْني
أَتْلُوهُ على النَّحْوِ الذي يُرْضِيكَ عَنَّي ، اللّهُمَّ ، نُوِّرْ بِكِتَابِكَ
بَصَرِي ،
وَاشْرَحْ بِهِ
صَدْرِي ، وَأَفْرِحْ بِهِ قَلْبي ، وَأَطْلِق بِهِ لِسَاني ، وَاسْتَعْمِلُ بِهِ
بَدَني ، وَقَوِّنِي على ذلِكَ ، فَإنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ .. »
.
نظر هذا الدعاء الشريف إلى كتاب الله
العظيم ، الذي هو من بركات الله ، على عباده ، ومن ألطافه عليهم ، وقد سأل النبي 9 من الله تعالى ، أن يمن عليه بحفظه ،
والتأمل في آياته ، وأن يشرح به صدره ، ويفرح به قلبه ، ويطلق به لسانه ، ومن
الطبيعي أن في ذلك إرشاد للامة ، ليهتموا بالقرآن العظيم ، ويطبقوا أحكامه
وتعاليمه على واقع حياتهم.
٢ ـ قال 7
: ما من نبي إلا وخلف في أهل بيته دعوة مجابة ، وقد خلف فينا رسول الله 9 ، دعوتين مجابتين: أما الواحدة
فلشدائدنا ، وأما الاخرى فلحوائجنا.
أما التي لشدائدنا :
« يا كَائِنُ دائماً لَمْ يَزَلْ ، يا
إلهي ، يا إلهَ آبَائي ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، إجْعَلْني لَكَ مُخْلِصاً .. »
وأما التي لحوائجنا :
« يا مَنْ يَكْفي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ،
وَلَا يَكْفَى مِنْهُ شَيْءٌ: يا اللهُ يا رَبِّ مُحَمَّدٍ 9 .. » .
٣ ـ روى الامام 7 ، عن جده ، رسول الله 9 هذا الدعاء :
__________________
« يا رَازِقَ المُقِلِّينَ يا رَاحِمَ المَسَاكِينَ ، يَا وَلِيَ
المُؤْمِنين ، يا ذا القُوَّةِ المَتِين ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ
، وَارْزُقْني ، وَعَافِنِي ، وَاكْفني ما أَهَمَّني .. » .
٤ ـ قال الامام الصادق 7 : أتى النبي 9 رجل ، فقال : يا نبي الله : الغالب علي
الدين ووسوسة الصدر ، فقال له النبي 9
: قل :
« تَوَكْلتُ على الحَيِّ الذي لا يَمُوتُ
، الحَمْدُ للهِ الذي لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
شَرِيكٌ في المُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُلِّ ، وَكَبِّرْهُ
تَكْبِيراً ».
فصبر الرجل مدة ثم مر على النبي 9 فقال له : ما صنعت؟ فقال : يا رسول
الله قضى الله ديني وأذهب وسوسة صدري .
٥ ـ : قال 7
: جاء رجل إلى النبي 9
، فقال : يا رسول الله : قد لقيت شدة من وسوسة الصدر ، وأنت رجل مدين معيل ، محوج
، فقال له : كرر هذه الكلمات :
« تَوَكْلتُ على الحَيِّ الذي لا
يَمُوتُ ، الحَمْدُ للهِ الذي لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً ، وَلَمْ
يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ في المُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُلِّ ،
وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ».
فلم يلبث أن جاءه فقال : أذهب الله عني
وسوسة صدري ، وقضى عني
__________________
ديني ، ووسع علي
رزقي .
إن وسوسة الصدر ، من الامراض النفسية ،
التي تشيع في النفس ، القلق والاضطراب ، وخير وصفة لدفعها ، أدعية أئمة أهل البيت : ، وذكر الله تعالى والاستعاذة به من
الشيطان الرجيم.
٢ ـ داعية الامام أمير المؤمنين (ع)
روى الامام الصادق عليه ، مجموعة من
الادعية الجليلة ، عن جده الامام أمير المؤمنين ، 7
، باب مدينة علم النبي 9
ومن كان منه بمنزلة هارون من موسى وهذا بعض ما رواه عنه :
١ ـ قال 7
: إن عليا صلوات الله عليه وآله كان يقول : إذا أصبح :
« سُبْحَانَ اللهِ المَلِكِ القُدُّوسِ
ـ كان يقول ذلك ثلاثاً. اللّهُمَّ ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ،
وَمِنْ تَحْوِيلِ عَافِيَتِكَ ، وَمِنْ فجْأَة نَقْمتكَ ، وَمِنْ دَرَكِ
الشَّقَاءِ ، وَمِنْ شَرِّ ما سَبَقَ في اللَّيْلَ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ
بعِزَّةِ مُلْكِكَ ، وَشِدَّةِ قُوَّتِكَ ، وَتَعْظِيمِ سُلْطَانِكَ ،
وَبِقُدْرَتِكَ على خَلْقِكَ .. » .
لقد استعاذ الامام أمير المؤمنين ،
بالله العظيم ، من زوال النعمة ، وتحويل العافية ، وفجأة النقمة ، فبانعدام هذه
الامور تعود الحياة قاسية ، ولا تطاق.
٢ ـ قال 7
، كان الامام أمير المؤمنين 7
يقول : من قال هذا القول كان مع محمد وآل محمد ، إذا قام قبل أن يستفتح الصلاة :
__________________
« اللّهُمَّ ، إنِّي أَتوَجَهُ إلَيْكَ
بِمُحَمَدً وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأُقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ صَلَاتي ،
وَأَتَقَرَّبُ بِهِمْ إلَيْكَ ، فَاجْعَلْني بِهِمْ وَجِيهاً ، في الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ ، وَمِنَ المُقَرَّبِينَ ، اللّهُمَّ ، إنَّكَ مَنَنْتُ عَلَيَّ
بِمَعْرِفَتِهِمْ ، فَاخْتُمْ لي بِطَاعَتِهِمْ ، وَمَعْرَفتِهِمْ ،
وَوِلَايَتِهِمْ فَإنَّهَا السَّعَادَةُ وَاْخُتْم لي بِهَا فَإنَّكَ على كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ .. »
ثم تصلي ، فإذا إنصرفت قلت :
« اللّهُمَّ ، إجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ عَافِيَةٍ وَبَلَاءٍ ، وَاجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ في كُلِّ مَثْوَى ، وَمُتَقَلَّبٍ اللّهُمَّ ، إجْعَلْ مَحْيَايَ
مَحْيَاهُمْ ، وَمَمَاتي مَمَاتَهُمْ ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في المَوَاطِنِ
كُلِّهَا ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
.. » .
وعرض هذا الدعاء الشريف ، بجميع بنوده ،
إلى أهمية آل النبي 9
، دعاة العدل الاجتماعي في الارض ، وحملة مشعل التوحيد ، الذين ناضلوا كأشد ما
يكون النضال ، في محاربة الظلم والاستبداد وتوطيد أركان العدل بين الناس.
٣ ـ قال 7
: كان الامام أمير المؤمنين ، صلوات الله عليه ، يقول إذا فرغ من الزوال ،
« اللّهُمَّ ، إنِّي أَتَقَرَّبً
إلَيَْكَ بِجُودِكَ ، وَكَرَمِكَ ، وَأَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ
وَرَسُولِكَ ، وَأَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِمَلَائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ ،
وَأَنْبِيَائِكَ المُرْسَلِينَ ، وَبِكَ.
اللّهُمَّ ، أَنْتَ الغَنِّى عَنِّي ،
وَبي الفَاقَةُ إلَيْكَ ، وَأَنْتَ الغَنِيُ ، وَأَنَا
__________________
الفقيرُ إلَيْكَ
أقلْتني مِنْ عَثْرَتي ، وَسَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوبي ، فَاقْضِ اليَوْمَ حاجتي ،
ولا تُعَذّبْني بِقَبِيحِ ما تَعْلَمُ مِنِّي ، بَلْ عَفْوُكَ وَجُودُكَ يَسَعُني
.. »
ثم يخر ساجدا ويقول :
« يا أَهْلَ التَقْوَى ، وَيَا أَهْلَ
المَغْفِرَةِ ، يا بِرُّ يا رَحِيمُ ، أَنْتَ أَبرُّ بي مِنْ أَبي ، وَأُمِّي ،
وَمِنْ جَمِيعِ الخَلَائِقِ ، إقْبَلْني بِقَضَاءِ حَاجَتي ، مُجَاباً دُعَائي ، مَرْحُوماً
صَوْتي ، قَدْ كَشَفْتَ أَنْوَاعَ البَلَاءِ عَنِّي .. »
ويلمس في هذا الدعاء ، مدى إنابة سيد
المتقين ، والموحدين إلى الله تعالى ، فمن المقطوع به إنه ما عرف الله حق معرفته ،
وآمن به كاشد ما يكون الايمان ، سوى الامام أمير المؤمنين ، وأبنائه الائمة
الطاهرين :.
٤ ـ روى معاوية بن عمار قال : قال لي
أبو عبد الله 7
، أبتداء منه : يا معاوية أما علمت أن رجلا أتى الامام أمير المؤمنين 7 فشكا الابطاء عليه في الجواب في دعائه
، فقال له : ـ
« أين أنت عن الدعاء السريع الاجابة؟ ..
»
ـ « فقال الرجل : ما هو؟.
ـ قال قل :
« اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ
بِاسْمِكَ العَظِيمِ الَأعْظَمِ ، الَأجَلِّ الَأكْرَمِ ، المَخْزُونِ ،
المَكْنُونِ ، النُّورِ الحَقِّ ، البُرْهَانِ المُبِينِ ، الذي هُوَ نُورٌ مَعَ
نُورٍ ، نُورٌ مَنْ نُورً ، وَنُورٌ في نُورٍ ، وَنُورٌ على نُورٍ ، وَنُورٌ
فَوْقَ كُلِّ نُورٍ ، وَنُورٌ يُضِييءُ بِهِ كُلِّ ظُلْمَةٍ ، وَيَكْسِرُ بِهِ
كُلِّ شِدَّةٍ ، وَكُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ، وَكُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، وَلا
تَقِرُّ بِهِ أَرْضٌ ، وَلا تَقُومُ بِهِ سَمَاءٌ ، وَيَا مَنْ يَأمنُ بِهِ كُلُّ
__________________
خَائِفِ ،
وَيَبْطُلُ بِهِ سِحْرُ كُلِّ سَاحِرٍ ، وَبَغْيُ كُلِّ بَاغٍ ، وَحَسَدُ كُلِّ
حَاسِدٍ ، وَيَتَصَدَّعُ لِعَظَمَتِهِ البَرُّ وَالبَحْرُ ، وَتَسْتَقِلُّ بِهِ
الفُلْكَ حِينَ يَتَكلَّمُ بِهِ المُلْكُ ، فَلَا يَكُونُ لِلْمَوْجِ عَلَيْهِ
سَبِيلٌ ، وَهُوَ إسْمُكَ الَأعْظَمُ ، الَأعْظَمُ ، الَأجَلُّ ، الَأجَلُّ ،
النٌّورٌ الَأكْبَرُ ، الذي سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسُكَ ، وَاسْتَوَيْتَ بِهِ على
عَرْشِكَ ، وَاَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، أَسْأَلُكَ
بِكَ وَبِهِمْ ، أَنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .. »
ثم تذكر حاجتك التي تريد قضاءها .
٥ ـ روى الامام الصادق ، 7 ، أن رجلا ، أتى الامام أمير المؤمنين 7 ، فقال له : يا أمير المؤمنين كان لي
مال ورثته ، ولم أنفق منه درهما في طاعة الله ، ثم أكتسبت منه مالا فلم أنفق منه
درهما في طاعة الله ، فعلمني داء يخلف علي ما مضى ، ويغفر لي ما عملت : أو عملا
أعمله ، قال 7 :
قل .. »
« وأي شيء أقول؟. »
قل :
« يا نُورِي في كُلِّ ظُلْمَةٍ ، وَيَا
أُنْسِي في كُلِّ وَحْشَةٍ ، وَيَا رَجَائي في كُلِّ كَرْبَةٍ ، ويا ثِقَتي في
كُُلِّ شِدَّةٍ ، وَيَا دَلِيلي في الضَّلَالَةِ ، أَنْتَ دَلِيلي إذَا
انْقَطَعَتْ دَلَالَةُ الَأدِلَّاءُ : فَإِنَّ دَلَالَتَكَ لا تَنْقَطِعُ ، وَلَا
يَضِلُّ مَنْ هَدَيْتَ ، أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَأسْبَغْتَ ، وَرَزَقْتَني
فَوَفَرْتَ ، وَغَذَّيْتَني فَأَحْسَنْتَ غِذَائِي ، وَأَعْطَيْتَني فَأَجْزَلْتَ
، بِلَا اسْتِحْقَاقٍ لِذلِكَ بِفَضْلٍ مِنِّي ، وَلكِن إبْتِدَاءً مِنْكَ
__________________
لكرمك ، وجُودك ،
فتقوُيْتَ بكرمك على معاصيك ، وتقويْتُ برزْقك على سُخْطك ، وأَفْنيْتُ عُمْرِي
فيما لا ُتحِبُّ ، فلمْ تمْنعْك جُرْأتي عليْك ، وَرُكُوبي لِمَا نهَيْتَني عنْهُ
، وَدُخُولي فيما حَرَّمْت علي ، أنْ عُدْتَ عليَّ بِفَضْلِكَ ، وَلَمْ يَمْنَعْني
حِلْمُك عني ، وَعَوْدُكَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ ، انْ عُدْتُ في مَعَاصيكَ ،
فَأَنْتَ العَوَّادُ بِالفَضْلِ ، وَأَنَا العوَّادُ بِالمَعَاصِي ، فيا أكْرمَ
مَنْ أُقرَّ لَهُ بِذَنْبٍ ، وَأَعَزَّ مَنْ خُضِعَ لَهُ بِذُلِّ ، لِكَرَمِكَ
أَقْرَرْتَ بِذَنْبي ، وَلِعِزِّكَ خَضَعْتُ بِذُلِّي ، فَمَا أَنْتَ صَانِعٌ بي
في كَرَمِكَ وَإقْرَارِي بِذَنْبي ، وَعزِّكَ وَخُضُوعي بِذُلِّي إفْعَلْ بي ما
أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَلَا تَفْعَلْ بي ما أنَا أَهْلُهُ .. »
وحكى هذا الدعاء النعم التي أنعمها الله
على عباده ، والالطاف التي أسداها عليهم ، ولجهلهم قابلوها بالتمرد والعصيان له ،
وهو مع ذلك يفيض عليهم بعطائه وإحسانه.
٦ ـ قال 7
: يقول في دعائه ، وهو ساجد :
« اللّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ
تَبْتَلِيَني بِبَلِيَّةٍ ، تَدْْْعُوني ضُرُورتُهَا على أَنْ أَتَعَّرضَ لِشَيْءٍ
مِنَ مَعَاصِيكَ.
اللّهُمَّ ، لا تَجْعَلْ بي حَاجَةً إلى
أَحَدٍ مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَلِئَامِهِمْ ، فَإنْ جَعَلْتَ لي حَاجَةً إلى
أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، فَاجْعَلْهَا إلى أَحْسَنِهِمْ وَجْهاً وَخَلْقاً ،
وَخُلُقاً ، وَأَسْخَاهُمْ بهِاَ نَفْساً ، وَأَطْلَقَهُمْ بِهَا لِسَاناً ،
وَأَسْمَحَهُمْ بِهَا كَفّاُ ، وَأَقَلَّهُمْ بِهَا عَلَيَّ امْتِنَاناً. »
__________________
٣ ـ الادعية التي
يرويها عن الامام زين العابدين
وروى الامام الصادق 7 ، بعض الادعية ، عن جده الامام زين
العابدين ، وسيد الساجدين 7
، وهي تكشف عن جانب من روحانية ، هذا الامام العظيم ، الذي عطر الدنيا بأدعيته ،
التي تمثل صفاء النفس ، وسمو الذات ، وفي ما يلي بعض تلك الادعية :
١ ـ قال 7
: كان علي بن الحسين 7
، يدعو بهذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ حُسْنَ
المَعِيشَةِ ، مَعِيشَةً أَتَقَوَّى بِهَا على جَمِيعِ حَوَائِجي وَأَتَوَصَّلُ
بِهَا في الحَيَاةِ إلى آخِرَتي ، مِنْ غَيْرَ أَنْ تُتْرِفَني فِيهَا فَأَطْغى ،
أَوْ تُقَتَّرَ بِهَا عَلَيَّ فَأَشْقَى ، أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ حَلَالِ رِزْقِكَ
، وَأَفْضِلْ عَلَيَّ مِنْ سَيْبِ فَضْلِكَ ، نِعْمَةً مِنْكَ سَابِغَةً ،
وَعَطَاءاً غَيْرَ مَمْنُونٍ ، ثُمَّ لا تُشْغِلْني عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ ،
بِإكْثَارٍ مِنْهَا تُلْهِيني بَهْجَتُهُ ، وَتَفْتِنيِّ زَهَراتُ زَهْوَتِهِ ،
ولا بِإقْلَالٍ عَلَيَّ مِنْهَا يَقْصُرُ بِعَمَلي كَدُّهُ ، وَيَمْلُأ صَدْرِي
هَمُّهُ ، أَعْطِني مِنْ ذلِكَ يا إلهي غِنى عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ ، وَبَلَاغاً
أَنَالُ بِهِ رِضْوَانَكَ وَأَعُوذُ بِكَ يا إلهي مِنْ شَرِّ الدُّنْيَا ، وَشَرِّ
ما فِيهَا ، وَلا تَجْعَلْ عَلَيَ الدُّنْيَا سِجْناً ، وَلَا فِراقَهَا عَلَيَّ
حُزْناً ، أَخْرِجْني مِنْ فِتْنَتِهَا مَرْضيا عنِّي ، مَقْبُولاً فِيهَا عَمَلي
إلى دَارِ الحَيَوَانِ ، وَمَسْاكِنِ الَأخْيَارِ ، وَأَبْدِلْني بِالدُّنْيا
الفَانِيَةِ نَعِيمَ الدَّارِ البَاقِيَةِ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن
أَزَلِّها
وَزِلْزَالِهَا ، وَسَطَوَاتِ شَيَاطِينِهَا ، وَسَلَاطِينِهَا ، وَنَكاَلِهَا ،
وَمِنْ بَغْيِ مَنْ بَغَى عَلَيَّ فِيهَا ، اللّهُمَّ ، مَنْ كَاَدَني
__________________
فَكِدْهُ ، وَمَنْ
أَرَادَني فَأَرِدْهُ ، وَفُلَّ عَنِّي حَدَّ مَنْ نَصَبَ لي حَدَّهُ ، وَأَطفِ
عَنِّي نَارَ مَنْ شَبَّ لي وَقْدَهُ ، واكْفِني مَكْرَ المَكْرَةِ ، وَافْقَاْ
عَنِّي عُيُونِ الكَفَرَةِ ، وَاكْفِني هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ ،
وَادْفَعْ عَني شَرَّ الحَسَدَةِ ، وَاعْصِمْني مِنْ ذَلكِ َبِالسَكِينَةِ
وَأَلْبِسْني دِرْعَكَ الحَصِينَةَ ، وَأَخْبِئْني في سِتْرِكَ الوَاقِي ، وَأَصْلِحْ
لي حَالِي ، وَصَدِّقْ قَوْليِ بِفعَالِي ، وَبَارِكْ لي في أَهْلِي وَمَالِي .. »
إن في أدعية الامام ، زين العابدين 7 ، منهجا كاملا ، للحياة الرفيعة ،
ودستورا شاملا ، لكل ما يسمو به الانسان من شرف وكرامة.
لقد حفل هذا الدعاء الشريف ، بجميع
متطلبات الحياة الكريمة ، التي لا ضيق فيها ولا عسر ، ولا ترف موجب للطغيان ، وأن
يجعله الله دوما يلهج بذكره وشكر نعمته ، ويكفيه شرار خلقه الذين جبلوا على
الاعتداء والاساءة إلى الناس.
٢ ـ قال 7
: كان علي بن الحسين 7
يقول : ما أبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الانس والجن ، وهي :
« بِسْمِ اللهِ ، وَبِاللهِ ، وَمِنَ
اللهِ ، وَالى اللهِ ، وَفي سَبِيلِ اللهِ ، وَعلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ 9 ، اللّهُمَّ إلَيْكَ أَسْلَمْتُ
نَفْسِي ، وَإليْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي ، وَإلَيْكَ اَلْجَأْتُ ظَهْرِي ، وَإلَيْكَ
فَوَّضْتُ أَمْرِي ، اللّهُمَّ إحْفَظْني ، بِحِفْظِ الإِيمَانِ مِنْ بَيْنِ
يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفي ، وَعَنْ يَميني ، وَشِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقي ، وَمِنْ
تَحْتي ، وَمِنْ قِبَلي ، وَادْفَعْ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ، فَإنَّهُ لا
حَوْلَ ، وَلَا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ .. » .
__________________
إن في قراءة هذه الادعية صيانة للانسان
، ووقاية له من طوارق الزمن وحوادث الايام ، فإن الله تعالى ، يصرف عمن دعاه بها ،
جميع شرور الدنيا وفجائعها.
٣ ـ قال 7
: إن علي بن الحسين ، صلوات الله عليه ، كان إذا أصبح قال : أبتدئ يومي بين يدي
نسياني وعجلتي ، بسم الله وما شاء الله .
هذه بعض الادعية ، التي رواها الامام
الصادق 7 عن جده
الامام زين العابدين 7.
٤ ـ أدعية الامام
الباقر
وروى الامام الصادق 7 ، مجموعة من أدعية أبيه الامام محمد
الباقر 7 ، وفي ما
يلي بعضها :
١ ـ قال 7
: كان أبي إذا أصبح يقول :
« بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَالى اللهِ ،
وَفي سَبِيلِ اللهِ ، وَعلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ 9
، اللّهُمَّ ، إلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي ، وَإلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي ،
وَعَلَيْكَ تَوَكَلْتُ يا ربِّ العَالَمِينَ ، اللّهُمَّ ، إحْفَظْني بِحِفْظِ
الإِيمَانِ
مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفهي ، وَعَنْ يَمِيني وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ
فَوْقي ، وَمِنْ تَحْتي ، وَمِنْ قِبَلْي ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، لا حَوْلَ وَلا
قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ ، نَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةِ ، مِنْ كُلِّ سُوءٍ ،
وَشَرِّ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
اللّهُمَّ ؛ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ
عَذَابِ القَبْرِ ، وَمِنْ ضَغْطَةِ القَبْرِ ، وَمِنْ
__________________
ضِيقِ القَبْرِ ،
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سَطَوَاتِ اللّيْلَ وَالنَّهَارِ ، اللّهُمَّ ، رَبَّ
المَشْعَرِ الحَرَامِ ، وَرَبَّ ِالبَلَدِ الحَرَامِ ، وَرَبِّ الحِلِّ وَالحَرَمِ
، أَبْلِغْ مُحَمَّداً وِآلِ مُحَمَّدٍ عَنِّي السَّلَامُ.
اللّهُمَّ ، أنِّي أَعُوذُ بِدَرْعِكَ
الحَصِينَةِ ، وَأَعُوذُ بِجَمْعِكَ أَنْ لا تُمِيتَني غَرَقاً أَوْ حَرْقاً ،
أَوْ شَرَقاً ، أَوْ قَوَداً ، أَوْ صَبْراً ، أَوْ مُسَماً ، أَوْ تَرَدِياً في
بِئْرٍ ، أَوْ أَكِيلَ سَبُعَ ، أَوْ مَوْتَ الفُجْأَةِ ، أَوْ بِشَيْءٍ مِنْ
مِيتَاتِ السُوءِ ، وَلكِنْ أَمِتْني على فِرَاشِي في طَاعَتِكَ ، وَطَاعَةِ
رَسُوُلِكَ 9 ، مُصِيباً
لِلْحَقِّ غَيْرَ مُخْطِىءٍ أَوْ في الصَّفِِّ الذي نَعتَّهُمْ في كِتَابِكَ « كَأَنَّهُمْ
بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ » أُعِيذُ نَفْسِي ،
وَوَلَدي ، وَمَا رَزَقَني رَبِّي ، بِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ـ وَكَانَ
يَقْرَأُ السُّورَةَ ـ الحَمْدُ للهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ ، وَالحَمْدُ للهِ
زِنَةَ عَرْشِهِ ، وَالحَمْدُ للهِ رِضَا نَفْسِهِ ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ
الحَلِيمُ الكَرِيمُ ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ العَلِيُّ العَظِيمِ ، سُبْحَانَ
اللهِ رَبِّ السَّموَاتِ وَالَأرَضِينَ ، وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبِّ العَرْشِ
العَظِيمِ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ
دَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَمِنْ شَمَاتَةِ الَأعْدَاءِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْرِ
وَالوَقْرِ
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ المَنْظَرِ ، في الَأهْلِ وَالمَالِ وَالوَلَدِ .. »
وكان أبو جعفر 7 ، يصلي على النبي وآله عشر مرات بعد
هذا الدعاء .
ويلمس في هذا الدعاء الشريف ، مدى
اعتصام الامام أبي جعفر عليه
__________________
السلام بالله تعالى
، وإلتجائه إليه ، وقد سأل من الله عزوجل أن يميته ميتة كريمة في طاعة الله وطاعة
رسوله مصيبا للحق غير مخطئ ولا منحرف عنه.
٢ ـ قال 7
: كان أبي يقول وهو ساجد :
« يا ثِقَتي وَرَجَائي ، في شِدَّتي
وَرَخَائي : صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَألْطَفْ بي في جَمِيعِ
أَحْوَالي ، فَإنَّكَ تَلْطُفُ بِمَنْ تَشَاءُ ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ
العَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ ،
وَسَلَّمْ تَسْليماً كَثِيراً .. » .
٣ ـ قال 7
: كان أبي يقول في دعائه :
« رَبِّ أصْلِحْ نَفْسِي ، فَإنَّهَا
أَهَمُّ اَلَأنْفُسِ إلَيَّ ، رَبِّ أَصْلِحْ لي ذُرِّيَتي فإنَّهُمْ يَدِي
وَعَضُدِي ، رَبِّ أَصْلِحْ لي أَهْلَ بَيْتي فَإنَّهُمْ لَحْمي وَدَمي ، رَبِّ
أَصْلِحْ لي جَمَاعَةَ إخْوَاني ، وَأَخَوَاتي ، وَمُحِبِيَّ فَإنَّ صَلَاحَهُمْ
صَلَاحِي .. »
إن أدعية أئمة أهل البيت : ، بلسم للقلوب ، وضياء للنفوس ، وهي من
أهم الثروات الروحية ، التي يملكها المسلمون.
٤ ـ قال 7
: كان من دعاء أبي في الامر الذي يحدث :
« اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لي ، وَارْحَمْني ، وَزَكِّ عَمَلِي ، وَيَسِّرْ مُنْقَلَبي
، وَاهْدِ قَلْبِي ، وَآمِنْ خَوْفي ، وَعَافِني في عُمْري كُلِّهِ ، وَثَبِّتْ
حُجَّتي ، وَاغْفِرْ خَطَايَايَ ، وَبَيِّضْ وَجْهِي ، وَاعْصِمْني في دِيني ،
وَسَهِّلْ مَطْلَبي ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ في رِزْقي ، فَإنِّي ضَعِيفٌ ،
وَتَجَاوَزْ
__________________
عَن سَيِّئَةِ ما
عِنْدي بِحُسْنِ مَا عِنْدَكَ ، وَلا تَفْجَعْني بِنَفْسي ، وَلا تَفْجَعْ لي
حَمِيماً ، وَهَبْ لي يا إلهي لَحْظَةً مِنْ لحَظَاتِكَ ، تَكْشِفُ عَنِّي جَمِيعَ
ما بِهِ ابْتَلَيْتَني ، وَتَرُدُّ بِهَا عَلَيَّ ما هُوَ أَحْسَنُ عَادَتِكَ
عِنْدِي ، فَقَدْ ضَعُفَتْ قُوَّتِي ، وَقَلَّتْ حِيلَتي ، وَانْقَطَعَ مِنْ
خَلْقِكَ رَجَائي ، وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ رجَاؤُك وَتَوَكُّلي عَلَيْكَ ، وَقُدْرَتُكَ
عَلَيَّ ، يا رَبُّ إنْ تَرْحَمْني وَتُعَافِنِي كَقُدْرَتِكَ عَلَيّ إنْ
تُعَذَّبْني ، وَتَبْتَلِني.
إلهي : ذِكْرُ عَوَائِدِكَ يُؤْنِسُني ،
وَالرَجَاءُ لإِتْمَامِهَا يُقَوِّيَني ، وَلَمْ أَخْلُ مِنْ نِعَمِكَ مُنْذُ
خَلَقْتَني ، وَأَنْتَ رَبِّي ، وَسَيِّدي ، وَمُفْزَعي وَمَلْجَئي ، وَالحَافِظُ
لي ، وَالذَّابُ عَنِّي ، وَالرَّحِيمُ بي ، وَالمُتَكَفّلُ بِرِزْقي ، وَفي
قَضَائِكَ وَقُدْرَتِكَ ، كُلَّ ما أَنَا فِيهِ ، فَليَكُنْ يا سَيِّدي
وَمَوْلَايَ في ما قَضَيْتَ ، وَقَدَرْتَ ، وَحَتَمْتَ تَعْجِيلَ خَلَاصِي مِمَّا
أَنَا فِيهِ جَمِيعِهِ ، وَالعَافِيَةِ لي ، فَإني لا أَجِدُ لِدَفْعَ ذلِكَ
أَحَداً غَيْرَكَ ، وَلَا أَعْتَمِدُ فِيهِ إلاَّ عَلَيْكَ ، فَكُنْ يا ذَا
الجَلَالِ عَنْدَ أَحْسَنِ ظَني بِكَ ، وَرَجَائي لَكَ ، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي
وَاسْتِكَانَتِي ، وَضَعْفَ رُكْنِي ، وَامْنُنْ بِذلِكَ عَلَيَّ ، وَعلى كُلِّ
دَاعِ دَعَاكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ
... »
٥ : ـ قال 7
: كان أبي يقول :
« اللّهُمَّ ، أَلْبِسْني العَافِيَةَ
حَتَّى تُهْنِئَني المَعِشَةَ ، وَارْزُقْني مِنْ فَضْلِكَ ما تُغْنِينِي بِهِ
عَنْ سَائِرِ خَلْقِكَ ، وَلا أَشْتَغِلُ عَنْ طَاعَتِكَ لِبَشَرٍ سِوَاكَ .. »
وطلب الامام 7 ، في هذا الدعاء ، من الله تعالى ، أن
يمنحه
__________________
العافية ، وهي من
أثمن ما يتطلبه الانسان في هذه الحياة ، كما سأل فيه أن يفيض عليه ، من رزقه ،
والسعة في عيشه ، حتى يكون حرا فلا يشتغل عن طاعة الله عزوجل ، بالخضوع لغيره من
المخلوقين.
٦ ـ قال 7
: كان أبي يقول في سجوده :
« اللّهُمَّ إنْ ظَنَّ النّاسِ بي
حَسَنٌ ، فَاغْفِرْ لي مَا لا يَعْلَمُونَ ، وَلَا تُؤَاخِذْني بِمَا يَقُولُونَ ،
وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ .. »
٧ ـ : قال 7
: كان أبي يصلي في جوف النهار ، فيسجد السجدة ، فيطيل حتى يقال : إنه راقد ، فما
يصحو فيها إلا وهو يقول :
« لا إلهَ إلاَّ اللهُ حَقّاً ، حَقّاً
، سَجَدْتُ لَكَ يا رَبِّي تَعَبُداً وَرِقّاً ، وَإيمَاناً وَتَصْدِيقاً ،
وَإخْلَاصاً ، يا عَظِيمُ ، يا عَظِيمُ ، إنَّ عَمَلِي ضَعِيفُ فَضَاعِفْهُ لي
فَإنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ ، يا مَنَانَ اغْفِرْ لي ذُنُوبِي وَجُرْمي ،
وَتَقَبَّلْ مِنِّي عَمَلي ، يا جَبَّارُ ، يا كَرِيمُ ، اللّهُمَّ ، إنِّي
أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَخَيبَ أَوْ أَعْمَلَ ظُلْمَاً ... »
وبهذا ينتهي بنا المطاف ، عما يرويه ،
من أدعية آبائه :
، وهي نماذح يسيرة ، عما يرويه عنهم ، من هذا التراث الروحي ، كما أن ما ذكرناه من
أدعيته الشريفة ، لا يُلِّمُ بجميع ما أثر عنه فإن هناك طائفة أخرى ، من أدعيته ،
ذكرت في كتب الادعية ، والحديث ، وقبل أن أقفل هذا الكتاب ، أتقدم بالشكر الجزيل
والثناء العاطر والدعاء الخالص الى سماحة الحجة أخي العلامة الكبير الشيخ هادي
شريف القرشي علي ما تفضل به من مراجعة
__________________
الكتاب ، وأبداء
كثير من الملاحظات القيمة فيه ، سائلا من الله تعالى أن يكتب له المزيد من الاجر ،
ويجزيه عني أفضل ما يجزي أخا عن أخيه.
مواضيع الكتاب
آيات من الذكر الحكيم. ٥
تقريظ سماحة الإمام السبزواري.. ٧
تقديم. ٩
أحاديث الامام الصادق (ع) في الدعاء
فصل الدعاء: ١٩
الدعاء عبادة ٢٠
الدعاء يدفع القضاء ٢٠
الدعاء شفاء من الداء ٢١
آداب الدعاء ٢٢
إستجابة الدعاء ٢٣
أ ـ الاقبال على الله ٢٣
ب ـ التضرع إلى الله. ٢٣
جـ ـ الثناء على الله : ٢٤
د ـ الالحاح في الدعاء : ٢٥
هـ ـ اجتماع المسلمين ٢٦
و ـ الصلاة على النبي وآله ٢٦
ز ـ تسمية الحاجة ٢٧
ح ـ أوقات الدعاء: ٢٧
الدعاء للاخوان ٢٨
دعوات مستجابة ٢٩
دعوات لا تستجاب ٣٠
القسم الاول
من أدعيته في الصباح والمساء
١ ـ أدعيته في الصباح والمساء ٣٥
٢ ـ ادعية قبل طلوع الشمس وغروبها ٤٥
٣ ـ دعاؤه بعد الغداة ٤٦
٤ ـ ادعيته عند خروجه من منزله ٤٦
٥ ـ ادعيته عند النوم ٤٧
٦ : ـ ادعيته عند الانتباه من النوم ٥٠
القسم الثاني
من أدعيته في الوقاية من الكوارث والاخطار
١ ـ دعاؤه في الوقاية من الكوراث : ٥٣
٢ ـ دعاؤه في الحجب من الاعداء : ٥٤
٣ ـ الدعاء الذي يعوذ به نفسه : ٥٥
٤ ـ دعاؤه في الوقاية من السلطان : ٦٠
٥ ـ دعاؤه في دفع ما يحذر منه : ٦٢
٦ ـ ادعيته في الوقاية من الخوف والهم : ٦٢
٧ ـ أدعيته في التحرز من المنصور : ٦٤
٨ ـ : دعاؤه عند الشدائد : ٩٠
٩ ـ دعاؤه في الوقاية من طوارق الزمن. ٩٢
القسم الثالث
من أدعيته في الايام المباركة
١ ـ دعاؤه في يوم الجمعة ٩٧
٢ ـ دعاؤه في يوم المباهلة ١٠٠
٣ ـ دعاؤه في عيد الغدير ١٠٤
٤ ـ دعاؤه في رجب.. ١١٢
٥ ـ دعاؤه في ليلة النصف من شعبان. ١١٢
القسم الرابع
من أدعيته في رمضان
١ ـ دعاؤه عند رؤية هلال رمضان. ١١٩
٢ ـ دعاؤه في أول ليلة من رمضان. ١٢٠
٣ ـ دعاء آخر في الليلة الاولى. ١٢٢
٤ ـ دعاؤه عند الإفطار ١٢٣
٥ ـ دعاؤه عند حضور رمضان. ١٢٣
٦ ـ دعاؤه في ليالي رمضان. ١٢٩
٧ ـ دعاؤه في أيام رمضان. ١٣٠
٨ ـ دعاؤه في رمضان. ١٣١
٩ ـ من ادعيته في رمضان. ١٣١
١٠ ـ من أدعيته في رمضان. ١٣٢
١١ ـ من أدعيته في رمضان من. ١٣٣
١٢ ـ من ادعيته في رمضان. ١٣٣
١٣ ـ من أدعيته في رمضان. ١٣٤
١٤ ـ من ادعيته في رمضان. ١٣٥
١٥ ـ من أدعيته في رمضان. ١٣٦
١٦ ـ من أدعيته في رمضان. ١٣٧
١٧ ـ دعاؤه في كل ليلة من رمضان. ١٣٨
١٨ ـ دعاؤه في وداع رمضان. ١٣٨
١٩ ـ دعاء أخر في وداع رمضان. ١٤٦
القسم الخامس
في أدعية الحج
١ ـ دعاؤه في الخروج إلى السفر ١٥٢
٢ ـ دعاء آخر في السفر لبيت الله. ١٥٣
٣ ـ دعاؤه عند ركوب راحلته ١٥٤
٤ ـ دعاؤه في اثناء المسير. ١٥٥
٥ ـ دعاؤه عند باب المسجد الحرام ١٥٥
٦ ـ دعاؤه عند دخول المسجد الحرام ١٥٧
٧ ـ دعاؤه حول الكعبة ١٥٨
٨ ـ دعاؤه عند دخول الكعبة ١٥٩
٩ ـ دعاؤه عند الحجر الاسود ١٦٠
١٠ ـ دعاؤه عند الطواف.. ١٦٢
١١ ـ دعاؤه عند الصفا ١٦٣
١٢ ـ دعاؤه عند الصفا والمروة ١٦٤
١٣ ـ دعاؤه في عشية عرفة ١٦٥
١٤ ـ دعاؤه الاول في يوم عرفة ١٦٦
١٥ ـ دعاؤه الثاني في يوم عرفة ١٧٣
١٦ ـ دعاؤه الثالث في يوم عرفة ١٨٣
القسم السادس
من أدعيته قي وضوئه وصلاته
أ ـ أدعيته في الوضوء ١٩٤
١ ـ دعاؤه عند الوضوء ١٩٥
٢ ـ دعاؤه عند غسل يديه ١٩٥
٣ ـ دعاؤه عند المضمضة ١٩٥
٤ ـ دعاؤه عند الاستنشاق. ١٩٦
٥ ـ دعاؤه عند غسل الوجه ١٩٦
٦ ـ دعاؤه عند غسل يده اليمنى. ١٩٦
٧ ـ دعاؤه عند غسل يده اليسرى. ١٩٦
٨ ـ دعاؤه عند مسح الرأس. ١٩٧
٩ ـ دعاؤه عند مسح الرجلين. ١٩٧
ب ـ أدعيته في الصلاة ١٩٧
١ ـ دعاؤه قبل الصلاة ١٩٧
٢ ـ دعاؤه في السجود ١٩٨
٣ ـ دعاؤه بعد السجود ١٩٩
٤ ـ دعاؤه الاول في القنوت.. ١٩٩
٥ ـ دعاؤه الثاني في القنوت.. ٢٠١
٦ ـ دعاؤه بعد الصلاة ٢٠٢
٧ ـ دعاؤه بعد صلاة الظهر ٢٠٣
٨ ـ دعاؤه بعد صلاة المغرب.. ٢٠٦
القسم السابع
دعاؤه للنبي (ص) ولآله وشيعتهم
١ ـ دعاؤه للنبي. ٢٠٩
٢ ـ دعاؤه لاهل البيت (ع) ٢١٥
٣ ـ دعاؤه لشيعته ٢١٦
القسم الثامن
من أدعيته عند تلاوته للقرآن وغيره من الادعية
الجامعة
١ ـ دعاؤه الاول عند تلاوته للقرآن. ٢٢١
٢ ـ دعاؤه الثاني عند تلاوته للقرآن. ٢٢٤
٣ ـ دعاؤه عند الفراغ من تلاوة القرآن. ٢٢٥
٤ ـ دعاؤه لحفظ القرآن. ٢٢٦
أدعيته الجامعة ٢٢٨
١ ـ الدعاء الجامع. ٢٢٨
٢ ـ دعاؤه الجامع لالطاف الله على انبيائه ٢٣٠
٣ ـ دعاؤه الجامع لمهام الامور ٢٣٤
٤ ـ دعاؤه الجامع لوسائل الخير. ٢٣٥
٥ ـ دعاؤه الجامع للخضوع والخشوع لله. ٢٣٧
٦ ـ دعاؤه الجامع لتوحيد الله. ٢٤٠
٧ ـ دعاؤه الجامع في طلب الامن والسلامة ٢٤٢
٨ ـ دعاؤه الجامع لتمجيد الله. ٢٤٣
٩ ـ دعاؤه الجامع لامور الدنيا والآخرة ٢٤٤
١٠ ـ دعاؤه الفلسفي الذي علمه لجابر ٢٤٦
القسم التاسع مناجاته وأدعيته القصار
مناجاته
أدعيته القصار ٢٥٥
١ ـ دعاؤه في حمد الله. ٢٥٥
٢ ـ دعاؤه بالوحدانية لله. ٢٥٥
٣ ـ دعاؤه في التوحيد. ٢٥٦
٤ ـ دعاؤه للتمكن من صلة الفقراء ٢٥٦
٥ ـ أدعيته في طلب الرزق. ٢٥٧
٦ ـ دعاؤه في الحمد على الطاعة ٢٥٩
٧ ـ دعاؤه في الحمد على فضل الله. ٢٥٩
٨ ـ دعاؤه في طلب العفو من الله. ٢٥٩
٩ ـ دعاؤه لقضاء الحوائج. ٢٦٠
١٠ ـ ادعيته في دفع الامراض.. ٢٦٠
١١ ـ دعاؤه عند المصيبة ٢٦٥
١٢ ـ دعاؤه عند اجابة دعائه ٢٦٥
١٣ ـ دعاؤه للتوسعة عليه ٢٦٥
١٤ ـ دعاؤه إذا أهمه أمر ٢٦٦
١٥ ـ دعاؤه في طلب المغفرة ٢٦٦
١٦ ـ دعاؤه لتعجيل الدين. ٢٦٦
١٧ ـ دعاؤه في مهام الامور ٢٦٧
القسم العاشر
فيما يرويه من الادعية عن آبائه
١ ـ أدعية النبي (ص). ٢٧١
٢ ـ داعية الامام أمير المؤمنين (ع) ٢٧٤
٣ ـ الادعية التي يرويها عن الامام زين العابدين. ٢٧٩
٤ ـ أدعية الامام الباقر ٢٨١
|