كشف الأستار

عن وجه الكتب والأسفار

تأليف

آية الله السيّد أحمد الحسيني الخوانساري

الشهير بـ « الصّفائي »

المتوفّى سنة ١٣٥٩ هـ

الجزء الأوّل

إعداد

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث



بسم الله الرّحمن الرّحيم



رسالة

كشف الأستار

عن حياة مؤلف كشف الأستار

لسماحة المرجع الديني الورع

آية الله العظمى السيّد شهاب الدين الحسينى المرعشي النجفي

دام ظلّة الوارف



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله بارئ النسم ، و خالق الوح والقلم ، و الصلاة والسلام على أشرف الأُمم ، وسيّد ولد آدم ، مولانا أبي القاسم محمَّد ، و على آله نبارس الظلم ، والمشاكي في الحوالك والبهم ، ما برق بارق ، و ذرّ شارق .

و بعد: لايخفى على من ألقى السمع و هو شهيد ، أنّ من الاُمور الهامة و المآرب الهمة ، الوقوف  علي اسماء الكتب ، سيما كتب أصحاب الإمامية ، فمن ثم قامت همم الرجال ، و فطاحل الفضل علي ساق الجلد والاجهّاد ، وركبوا نياق العظم والهمة  في هذا الشان بالتأليف و التصنيف ، فجادت اقلامهم بمئات بل اُلوف في الأعصار التمادية والقرون الخالية بتنسيق الزبر والأسفار ، فللّه درّهم و عليه أجرهم .

فمنهم:

١- علّامة الأدب والتاريخ : الشيخ ابي محمَّد أحمد بن طيفور البغدادي المتوفى سنة ٢٨٠ له كتابا : بلاغات النساء ، وأخبار المؤلفين و المؤلفات .

٢- شيخنا الثقة الأمين أبوالفرج محمَّد بن اسحاق الوراق الشهير بابن النديم  


البغدادي المتوفى سنة ٣٨٥ ، له كتاب الفوزالشهير بالفهرست ، ألفه في سنة ٣٧٧ وطبع مراراً .

٣- العلامة جمال السالكين وقدوة الزاهدين الناسكين، مولانا السيّد رضي الدين علي بن طاووس الحسني الداودي الحلي المتوفي سنة ٦٤٤ ، له كتاب:

الإبانة عما في الخزانة ، ذكر فيه أسماء الكتب التي كانت  في خزانة كتبه من مؤلفات علماء الاسلام مع الإشارة إلى المؤلفين و وفياتهم .

٤- العلّامة المؤرخ الشهير : أبوالحسن علي بن  أنجب البغدادي المتوفى سنة ٦٧٤ ، له كتابا : أخبار المنصفين ، و أسماء المنصفات .

٥- العلاّمة المتفنّن البحّاثة النّقاب : الشيخ مصطفى أفندي الشهير بالكاتب الچلبي ابن عبدالله أفندي الإسلامبولي المتوفى سنة ١٠٦٧ ، مؤلف كتاب: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ، فإنه جمع فيه أسماء عشرين ألف كتاب من مؤلفات الإسلام ، و قد طبع في أوربا و مصر والهند و بيروت و طهران ، و هو كتاب نافع جداً ، و من الأسف لم يذكر فيه من كتب أصحابنا الشيعه إلّا القليل .

٦- العلاّمة الملا عبداللطيف بن محمَّد بن مصطفى ، المتخلص بالطفي ، و فوائد أُخر .

٧- العلّامة الشيخ كمال الدين محمَّد أبوالفتوح بن مصطفى بن كمال الدين بن علي الصديقي نسباً الحنفي مذهباَ الخلوتي طريقة و مشرباَ ، له كتاب: المؤلفين والمؤلفات ، قد فرغ من تأليفة سنة ١١٨٠ .

٨- العلاّمة السيّد حسين العباسي النبهاني الجلبي المتوفي سنة ١٠٩٦ بحلب، له كتاب : التذكار الجامع للآثار .

٩- العلاّمة الشيخ محمَّد عؤتي أفندي المشهور « بوسنه زاده » الإسلامبولي المتوفى سنة ١٠٩٢ ، له ذيل كتاب كشف الظنون . 


١٠- العلاّمة الشيخ إسماعيل بن  عبدالرسول الأجيني من علماء الإسماعيلية المتوفى سنة ١١٨٣ أو ١١٨٤ ، له كتاب : فهرسة الكتب والرسائل ، و قد طبع بطهران سنة ١٣٤٤ الشمسية .

١١-  العلاّمة أحمد طاهر أفندي الشهير بحنفي زاده المتوفى سنة ١٢١٧ ، له ذيل لكتاب كشف الظنون سماه : بآثار نو .

١٢-  العلّامة الشيخ عارف حكمت بك شيخ الإسلام المتوفى سنة ١٢٧٥ صاحب المكتبة العامة النفيسة بالمدينة المنورة ، له ذيل للكشف لكنه لم يتم و وصل إلي حرف الجيم .

١٣-  العلّامة المولوي السيّد إعجاز حسين المتوفى سنة ١٢٨٦ ابن العلّامة السيّد محمَّدقلي المفتي ابن السيّد محمَّدحسين بن العلَّامة السيّد حامى حسين الأول ابن العلامة السيّد ؤين العابدين الموسوي النيسابوري الهنىي الكنتوري اللكنهوي ، له كتاب: كشف الحجب والأستار عن وجه الكتب والأسفار ، المطبوع بالهند ، والمؤلف أخوصاحب العبقات العلامة المير حامد حسين الثاني قدّس سرة .

١٤-  العلّامة المعاصر إسماعيل باشا ابن محمَّد أمين بن الأمير سليم الباباني البغدادي المتوفى سنة ١٣٣٩ ، له كتاب : إيضلح المكنون ، المطبوع بإسلامبول سنة ١٣٦٤ ، وأيضاً له: هدية العارفين ، و هو المطبوع بها ايضاً .

١٥- العلّامة الحجة الحاج ميرزاعلي آقا ثقة الإسلام بن موسى بن محمَّد شفيع بن محمَّدجعفر بن محمَّدرشفيع الخراساني  الأصل التبريزي المولد والمسكن ، المصلوب بتلك البلدة سنة ١٣٣٠ بيد جيش روسيا ، له كتاب: مرآة الكتب ، المطبوع في أربعة أجزاء سنة ١٤٠٤ .

١٦- الفاضل البحاثة المولى عبدالله الأفندي الأنصاري المعاصر ، له كتاب : جامع التصانيف المصريّة .

١٧- الفاضل المعاصر اليان سركيس الدمشقي ثم المصري ، له كتاب : معجم 


المطبوعات العربية و المعربّة ، المطبوع بالقاهرة سنة ١٣٤٦ ، و كتاب : جامع التصانيف الحديثة.

١٨-  المستشرق الفاضل الدكتور البطريق الفنديك ادوارد الهوندي الأصل الأمريكي المنشأ ، له كتاب في أسماء الكتب ، و قد ترجمة العلّامه السيد الببلاوي المصري و سماه : باكتفاه القنوع بما هو المطبوع ، طبع بالقاهرة سنة ١٣١٣ .

١٩-  الفاضل اغسطس مولر الجرمني ، له كتاب : وصف الكتب الشرقية ، طبع برلين عاصمة الجرمن في سبعة أجزاء سنة ١٣٣٧.

٢٠-  العلّامة المعاصر الشيخ محمَّد أفندي الأرض رومي المتوفى سنة١٣٤١ ، له كتاب : عثمانلي مؤلفري باللغة التركية ، و قد طبع بإسلامبول في ثلاثة أجزاء .

٢١-  مؤلفو كتاب : معجم المنصفين و هم عدة من الأفاضل ، و قد طبع في البيروت ينة ١٣٤٤ بأمر نظام شاه آصف  جاه الهندي .

٢٢-  العلّامة البحاثة الحجة الشيخ محمَّدمحسن الطهراني العسكري النجفي الشهير بالشيخ آقا بزرك له كتاب : الذريعة إلى  تصانيف الشيعة ، زهاء مجلدات ، طبع بالغري الشريف و الطهران .

٢٣-  الفاضل المؤرخ المعاصر عمر رضا كحالة الدمشقي ، له كتاب : معجم المؤلفين في تراجم المصنفي الكتب العربية ، المطبوع بدمشق في ١٥ جزءاً ، و كتاب : المستدرك على معجم المؤلفين ، المطبوع ، و كتاب : معجم مصنفي الكتب العريبة المطبوع أيضاً .

٢٤-  الفاضل المتتبع الميرزا خانبابا المشار الطهراني ، له كتاب : فهرست كتاب ها  چاپي عربي و فارسي في زهاء مجلدات ، طبع مرتين بطهران .

٢٥-  الفاضل المعاصر العراقي كوركيس عواد البغدادي ، له كتاب : معجم المؤلفين العراقيين ، طبع ببغداد في ثلاثة أجزاء .

٢٦-  المستشرق الفاضل كارل بروكلمان الجرمني ، له كتاب : تاريخ التراث     


العربي ، باللغة الجرمنية ، و قد طبع في الخمسة أجزاء .

٢٧-  و ذيلة للمستشرق التركي الفاضل المتتبع الدكتور فؤاد سزگین  ، و قد طبع و انتشر من هذا الذيل إلى الآن تسعة أجزاء ، و نقلة الى العربية عد ة من الأفضل بمصر ، و طبع في زهاء مجلدات بالقاهرة .

٢٨-  الفاضل المعاصر المتتبع حجة الإسلام السيّد أحمد الحسيني الشكوري ، له كتاب : مهذب الذريعة ، و كتاب : نعجن المؤلفات القرآنية في خمسة أجزاء ، و كتاب: مؤلفات الزيدية في ثمانية أجزاء ، و كتاب : مؤلفات الإمامية ، ة كتاب : دليل المخطوطات ، و قد طبع الجزء الأول منه .

٢٩-  الفاضل المعاصر البجاثة الحجة الإسلام الحاج الشيخ محمَّد الهادي الأميني النجفي ، له كتاب : معجم المطبوعات النجفية ، و قد طبع بالنجف الأشرف .

٣٠-  الفاضل المعاصر الحجة السيّد الديباجي الأصفهاني المستشهد في هذه الأزمنة ، له كتاب : تلخيص الذريعة ، وقى طبع من جزء الواحد .

٣١- الفاضل المعاصر المتتبع الشيخ علي الفاضل القايني النجفي ، له كتاب : معجم المؤلفي الشيعة ، و قى طبع بطهران .

و غيرها من رشحات أقلام الأعلام ، فلوأردنا سرد أسمائها لطال بنا الكلام ولملَّ المستفيدون .

٣٢-  و من أجل هذه الزبر ها هو كتاب « کشف الأستار عن وجه الكتب والأسفار » للعلامة الفقيه الأُصولي المحدث المفسر الرجالي الأديب الزاهد ، شيخنا في الرواية آية الله : الحاج السيد احمد الحسيني العبيدلي الأعرجي الخوانساري ، الشهير بالصفائي ، قدس الله لطيفه وأجزل تشريفه .

ولعمري و برب الراقصات إنه جمع فأوعى ، واشتمل أثره هذا علي فوائد نفيسة و عوائد هامة لم أجدها في غيره مما سيق في هذا الشأن ، مع فقدان الوسائل له وخلو يده من المؤلفات في هذا الموضوع ، كما نصّ عليه في كتاب كتبه إِلينا وهي بخطه


الشريف موجود عندنا ، وهذه جملة مما فيه :

« در فقره كتابي كه اشتغال بتأليف آن فعلاً دارم ىر ضبط اسامي كتب اماميه بترتيب حروف تهجى نظير كشف الظنون است با اشاره باسم مؤلف هركتاب و وثاقت آن و مشايخ ايشان و بعضى نوادر حالات بهر اندازه كه موفق به تحصيل آن بشوم ، و اشاره به طبقه و مواليد و وفيات ايشان اگر ميسر شود ، لكن بواسطه قلت اسباب و كتب متعلقه باين امر بزحمت فوق العاده بايد مرتب شود ، ومثلاً عمده اسباب مرتبطه باين كار ، رياض العلماء و جامع الرواة اردبيلى تلميذ علامه مجلسى و اؤ كتب قدما فهرست ابن النديم است كه حقير از زيارت آنها محروم هستم و تمكن تحصيل ندارم و ىر بلد هم شخص معين و مساعدى كه مضايقه اؤ دادن كتب و لو باعاره باشد يا بجهات اخرى وجود ندارد « ذهب الرجال الكرام المقتدى بفعالهم » چنانچه در مكتبه حضرت مستطاب عالى هر نحو از كتب موجود باشد اشاره باسامى آنها با مؤلفين بفرمائيد نهايت اعانت و كمال تشكر و امتنان دارم . لابد نور چشمی آقا مصطفى شرفياب خدمت ميشود اگرچه خیلی جسارت است احوال پرسی از لسان  احقر در عهده مرحمت حضرت سامی است ، والسلام عليكم ، الاحقر احمد بن محمدرضا الحسيني » .

ثم إِنه ألح علينا بعض الأفضل بتأليف رسالة في ترجمة حياة المؤلف ، و حيث لم أجد بداً من إسعاف مأمولة ، و إِنجاح مسؤوله ، مع ما بي من اعتوار الأسقام الجسمانية و الآلام الروحانية ، ألفت هذه الوجيزة إِحياة ً لذكره وعلو مقامه و درجته ، وسميتها : بكشف الأستار عن حياة مؤلف كشف الأستار ، فأقول مفهرساً :

*  *  *

اسمه و لقبه

هو العلامة الفقيه المحدث المفسر الرجالي : آية الله السيد أحمد بن محمد رضا الحسيني العبيدلي الأعرجي الخوانساري ، المشتهر بالصفائي .

نسبه الكريم

ينتهي عمود نسبه إلى شرفاء المدينة المنورة ، كالشريف عبدالواحد الحسيني المدني ، والقاضي المهنا بن سنان المدني صاحب المسائل عن مولانا العلامة الحلي ، و هم من ذرية عبيدالله الأعرج ابن الحسين الأصغر بن الإمام سيد الساجدين عليه السلام ، و بيته من أصح السادات نسباً وأكرمهم اصولاً ، و في بعض المخطوطات عبر عنهم بالسادات الشهدية أو المشهدية ، نبغ فيهم عدة فطاحل في مختلف العلوم والشعر و ألأدب ، أعلى الله درجاتهم وضاعف حسناتهم .

ميلاده

ولد في بلدة خوانسار سنة ١٢٩١ .

مشايخه في العلوم العقيلة و النقلية

أخذ و استفاد في خوانسار العلوم الأدبية عن :

العلامة الشيخ محمدحسين الخوانساري ، وانسطوح الأولية عند علماء هذا البلد ، والعلوم العقلية عن :

الحكيم المتأله الآخوند ملامحمدعلي الخوانساري و غيرة ، ثم انتقل سنة ١٣١٠ إلى أصفهان و حضر حلقة درس جهابذة تلك البلد .

كالعلامة الزاهد الآخوند ملامحمد الكاشي .


و العلّامة العارف جهانگیر خان بن محمدخان القشقائي الأصفهاني المتوفى سنة ١٣٢٨ .

والعلّامة الحاج ميرزا بديع الاصفهاني المتوفى ١٣١٨ صاحب الحاشية علي القوانين .

والعلّامة الحاج اقامنيرالدين البروجردي صاحب رسالة الفروق بين الفريضة والنافلة .

والعلّامةالحاج ميرزا محمدهاشم الچهارسوقي الأصفهاني المتوفى سنة ١٣١٨ صاحب كتاب : أُصول آل الرسول ، و كتاب الاستصحاب ، و كتاب تنبيه الحكماء الأبرار علي ما في كتاب الأسفار ، و كتاب مبادئ الاُصول .

والعلّامة الحاج الشيخ محمدتقي النجفي الشهير بآقا نجفي المسجد شاهي المتوفى سنة ١٣٣٢ صاحب كتاب أدلة الأحكام ، و كتاب المتاجر .

والعلّامة الحاج ميرزا أبي المعالي بن الميرزا إبراهيم الكرباسي الأصفهاني المتوفى سنة ١٣١٥ صاحب كتاب البشارات في أُصول الفقه ، و رسالة الاستخارات ، والرسائل الفقهية والأصولية والرجالية.

والعلّامة الآخوند ملا محمدباقر بن محمدجعفر الفشاركي الأصفهاني المتوفى سنة ١٣١٤ صاحب كتاب: عنوان الكلام ، وكتاب آداب الشريعة ، و كتاب أصول الدين.

والعلّامة الحاج السيد محمدباقر بن السيد مرتضى الدرچه الأصفهاني المتوفى سنة ١٣٤٢ صاحب الحاشية على المكاسب والرسائل ، ورسالة القبض في البيع وشرائطه.

والعلّامة الزاهد الميرؤا حسن النجفي بن الميرزا إبراهيم الأصفهاني إِمام مسجد


ذي الفقار المتوفى سنة ١٣٢٠ .

و غير هم .

ثم في سنة ١٣٢٢ انتقل إلى النجف الأشرف و حضر هناك في دروس الآيات الزاهرات .

صاحب العروة الوثقى المتوفى سنة ١٣٣٧ .

و صاحب الكفاية الأُصول المتوفى سنة ١٣٢٩ .

والعلّامة الحاج الميرزا فتح الله بن محمدجواد النمازي الشهير بشيخ الشريعة الأصفهاني المتوفى سنة ١٣٣٩ صاحب كتاب : إِنارة الحالك في قراءة ملك و مالك ، و كتاب إِفاضة القدير في حل العصير ، و كتاب ثمن العقار ، و كتاب أصالة الصحة .

و العلّامة المولى محمدعلي بن الحاج محمدحسن بن المولى محمدعلي الإمامي الخوانساري المتوفى سنة ١٣٣٢ صاحب كتاب : اُصول الفقه ، و كتاب شرح التبصرة ، و رسالة في المبادئ اللغوية ، و رسالة في مقدمة الواجب .

والعلّامة السيد أبي تراب بن أبي القاسم بن السيد مهدي الموسوي الخوانساري المتوفى سنة ١٣٤٦ صاحب كتاب : سبيل الرشاد في شرح نجاة العباد ، و كتاب قصد السبيل ، والمسائل البحرانية ، والمسائل الكاظمية .

والعلّامة الحاج ميرزا حسين بن الميرزا خليل بن علي بن إِبراهيم الطهراني النجفي المتوفى سنة ١٣٢٦ صاحب كتاب : ذريعة الوارد في منتخب نجاة العباد . و غيرهم .

و صدّق مقام اجتهاده و استنباطه أكثر المذكورين ، و كتبوا له شهادات علمية ، رأيتها بخطوطهم الشريفة عند هذا السيد الجليل .

*  *  *


مشايخه في الرواية

يروي عن جماعة و هم أكثر المذكورين في مشايخه ، و عن :

العلّامه آية الله الميرزا صادق آقا التبريزي المتوفى سنة ١٣٥١ صاحب كتاب :

المقالات الغروية في مباحث الألفاظ ، و كتاب شرح التبصرة ، و كتاب الصلاة ، و رسالة الاشتقاق ، و رسالة في الربا ، و رسالة في الفرق بين عقد الدوام و الانقطاع ، ورسالة في الفوائد المتفرقة في حل المسائل المعضلة ، و مناسك الحج .

والعلّامة المولى محمد البيدهندي الخوانساري .

و زعيم الشيعة السيد أبي الحسن بن محمد بن عبد الحميد الموسوي الأصفهاني المتوفى سنة ١٣٦٥ صاحب كتاب : الوسيلة .

والعلّامة آية الله الميرزا محمدحسين بن الشيخ عبدالرحيم الغروي النائيني المتوفى سنة ١٣٥٥ صاحب كتاب : تنبيه الاُمة .

وغيرهم .

الذين يروون عنه

يروي عنه جمع كثير منهم :

هذا العبد المستكين .

والعلّامة آية الله الحاج ميرزا محمدباقر الكرماني الزندي الأصفهاني ، نزيل أصفهان ، صاحب كتاب في بيان اعتبار المجامع الأربعة الحديثية للمشايخ الثلاثة و قد طبع بأصفهان .

و غيرهما .

و صورة إِجازته لنا هكذا :






آثارة العلمية

سمح وجاد قلمه الجوال و مكتابه السيال ويراعه القوية بعدة كتب و رسائل ، منها :

رسالة مبسوطة في حجية المظنة .

و رسالة في التعادل و التراجيح .

و رسالة في الخلل الواقعة في الصلاة .

و رسالة في الاحتياط والاشتغال .

ورسالة في الخيارات .

و رسالة في اقتداء المأموم المتطهر بالطهارة المائيه بالإمام المتطهر بالطهارة الترابية .

و رسالة في الولاية و أنواعها و مقدارها .

و رسالة في بيع العبد المسلم من الكافر .

و رسالة في العدالة .

و رسالة في بيع الوقف .

و رسالة في أحكام الأراضي الخراجية

ورسالة في عدم جواز بيع المصحف من الكافر .

و كتاب في تأريخ خوانسار .

و أكثر هذه التآليف موجودة عند والده الأكرم الآية الحجة الحاج السيد مصطفى ، بخطه المبارك ، و كذا عدة كثيرة من كتب القدماء قد استنسخها بخطه الشريف و كلها أيضاً موجودة عنده .

و كتاب : كشف الأستار عن وجه الكتب و الأسفار ، و ها هو بين يديك ، و من


و المأسوف عليه أن هذا السفر الجليل لم يطبع و لم ينشر إلى الآن ، و هو مذخور في خزانة كتب ولده المذكور إلى أن وفق الله آية الله السيد محمد علي بن الرضا من علماء بلدة خوانسار ، فأشار إلى طبعه و نشره ، فانتشر بحمد الله و المنة له على أحسن مايؤمل ويراد في هذا الباب ، حاوياً لما هو المراد لدى البارعين من الصحة و حسن الطبع و غيرها من اللطائف و المحسنات ، فجزاهم الله جزاء من أحسن عملاً ، و حباهم بالمثوبات مرة بعد اُخرى و كرة بعد الاُولى .

آثاره البنائية

و من آثاره بناء المسجد المشهور باسمه في محلة پايتخت من محلات خوانسار ، تقام فيها الجماعة و الحلقات الدينية ليلاً و نهاراً .

وفاته و مدفنه

توفي في ليلة ١٤ ذي قعدة الحرام سنة ١٣٥٩ ببلدة خوانسار و دفن قريباً من مسجده الواقع في محلة پايتخت من محلات تلك البلدة ، و رثاه جماعة من الاُدباء منهم الشاعر الأديب الميرزا جواد المتخلص بافسر الخوانساري بقوله :

از آسمان علم و عمل مهر تابناك                 كردى غروب از افق دهر زير خاك

احمد سمى حامى شرع و شراع دين             جسم و روان و اصل و نسب هر چهار پاك

آمد نداى ارجعيش دون بگوش روح             پیوسته گفت إن رضائى لقد رضاك

پرواز كرد طائر روحش بقرب حق              اى روح پاک آيت حق روحنا فداك

مجموعهْ فضائل و كشاف معضلات             شد گنج پاك گوهر دانش نهان بخاك

بر مرتبش بچشم حقيقت چه بنگریم             نورى به نور مهرسما كرده اصطكاك


روح القدس مؤيد «افسر» بلند گفت          تاريخ فوت حضرت او بى هراس و باك

سال هزار و سيصد و پنجاه و نه برفت      احمد چو جد خويش بمعراج در سماك

و هذه الأبيات مكتوبة على لوح قبره الشريف .

أعقابه و أنجاله الكرام

فإنه خلف عدة أولاد ، منهم : العالم الجليل المتتبع آية الله الحاج السيد مصطفى الحسيني الصفائي الخوانساري نزيل بلدة قم ، و هو أشهرهم و أجلهم شأناً وأفضلهم .

طريقنا إلى المؤلف في رواية الكتاب

و اعلم أنه قد جرى ديدن أسلافنا الصالحين برواية المؤلفات عن المؤلفين ، فمن ثم تأسياً بهم قدس الله أسرارهم ، إِني أروي هذا الكتاب المستطاب عن مؤلفه شفاهاً ، و كذا ماأشار إٍليه في آخر اجازته لنا ، فمن شاء أن يروي الكتاب فله أن يرويه عنّي عن المؤلف أعلى الله مقامه الشريف .


مصادر الترجمة

١- ريحانة الأدب للعلامة الميزا محمد علي الخياباني التبريزي المطبوع في زهاء مجلدات .

٢- علماء معاصرين للعلامة الحاج الملا علي الخياباني التبريزي .

٣- ما استفدت من مجالسه شفاهاً .

٤- ما كتبه إلى نجله الأكرم المذكور .

٥- و ما استفدته من إجازته الكريمة لنا .

٦- و كتاب معارف الرجال للعلامة الاُستاذ آية الله الشيخ محمد حرزالدين في ثلاثة أجزاء . و قد طبع في الغري الشريف .

هذا ما أتاحته الفرص ، و المرجو من إِخواني الكرام و أفاضل الإسلام أن لاينسوا المؤلف الجليل قدس سرّه و ناشر سفره المبارك من الدعاء في مظان الإجابة  و مآن الاستجابة .

أملاه الداعي المستكين خادم علوم أهل البيت عليهم السلام ، المنيخ مطيّته بأبوابهم ، المعرض عن كل وليجة دونهم و كل مطاع سواهم : أبوالمعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي ، حشره الله تحت لواء جىّه أميرالمؤمنين يوم لاينفع مال ولا بنون ، آمين آمين ، و كان الختام في منتصف ثاني الربيعين سنة ١٤٠٧ ببلدة قم المشرفة و حرم الأئمة الأطهار ، و عشّ آل محمد ، حامداً مصلياً مسلّماً مستغفراً .


مقدمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

من أفانين العلوم التي عني بها العلماء المسلمون علم الفهرسة ، و هو علم لا تخفى على أحد الحاجة إليه في ضبط ميراث الاُمّة ، و في نسبة الكتب إلى أصحابنا ، و في تحليل محتوياتها و التعريف بها ، و في تقريبها إلى طالبي معرفتها . .

و قد كان لهذا العلم في تراثنا سهم كبير و اهتمام خاص ، فقد نشأ مع نشأة العلوم الإسلامية ، و كان ابن النديم من الروّاد الأوائل في فهرسته لكتب المسلمين إلى زمانه . .

ثم تتابع فيه المؤلفون الّذين لم يدّخروا جهداً في الإحصاء ، و التعريف ، وتصحيح النسبة ، و تبيين المحتوى ، و قد ذاقوا الأمرّين من توزّع هذا الميراث الضخم في أقطار الأرض ، و من ضِنّه بعض أصحابه به ، حتى أنّ منهم من لا يسمح برؤية ما عنده  من كتب !

و مع هذا فإنّ قافلة المفهرسين لم تتوقّف ، و يستفاد منهم – من حيث المجموع – إحصائية وافية تضمّ تراثنا المفقود ز الموجود .

و قد نبغ من علماء شيعة آل محمد صلّى الله عليه و آله طائفة صرفت همّما إلى هذا


الفنّ من فنون العلم ، و يكفيك أنّ الشيخ الطوسي ( شيخ الطائفة ) على جلالته و كثرة مشاغله ، قد صرف عنان قلمه في هذا الميدان ، فأبقى لنا كتابه « الفهرست » فهرساً جمعاً للکتب التي رواها بسنده ، و أصبح  كتابه أحد الاُصول الأربعة الرجالية المعتمدة إلى اليوم .

و في هذا العصر نبغ في الشيعة مفهرسهم الأكبر العلامة الثبت الشيخ أغابزرك الطهراني صاحب « الذريعة إلى تصانيف الشيعة » التي تكفي شهرتها و ذيوعها في الخافقين عن الكلام عنها .

و من المعاصرين له الّذين وجّهوا همّتهم إلى هذا الفنّ ، صاحب الكتاب الذي نقدّم له ، سماحة آية الله السيد أحمد الحسيني الصفائي الخوانساري ، فجرّد لنا هذا الكتاب الذي يتميّز بميزة خاصة هي إفاضته في توثيق المؤلفين و سرد أدوار حياتهم ، و بذلك كان من العلماء الّذين لاينسى ذكرهم عند ذكر علماء هذا الفنّ .

و قد قامت مؤسسة آل البيت ( عليهم السلام ) لإحياء التراث بمهمة تصحيحه و نشره و اعداده و طبعه ، فظهر في أبهى حُلّة من الضبط و التخريج و الطباعة .

و قد قامت المؤسسة باعداده على نهجها الذي سارت عليه في بقية الكتب التي تقوم بنشرها ، فبعد أن صوّرت نسخته المخطوطة قامت بطباعتها بالآلة الكاتبة ، ثم بدأ العمل التحقيقي على هذه النسخة الجديدة ، و كان كالآتي :

١- لجنة المقابلة : و قد قامت هذه اللجنة بمقابلة النسخة المكتوبة بالآلة الكاتبة مع النسخة المخطوطة ، و قد قام بهذه المهمّة الإخوة الأماجد : الحاج عزّالدين عبدالملك ، و محمد حسين الجبوري ، و محمد عبدعلي .

٢- لجنة لتخريج الأحاديث الشريفة ، و النصوص التي نقلها المؤلف ، و التراجم الرجالية ، و قد شارك في هذه شارك في عمل هذه اللجنة الإخوة الأماجد : جواد التوسلي ، و مؤيد شبّر ، و آخرون .


٣- لجنة ضبط النصّ و تقويمه بالشكل المطلوب ، و كانت بعاتق الأخ الفاضل أسعد هاشم .

٤- وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .





بسم الله الرحمن الرحيم

و به ثقتي و اعتمادي

الحمدلله العليم الحكيم الذي خلق الإنسان ، و علّمه البيان ، وأرشده طريق الصواب والرضوان ، و جعل العالم منهم هادياً و قائداً و داعياً إلى الله المنّان .

و الصلاة و السلام على رسوله المبعوث إلى الإنس و الجان ، سيد بني عدنان ، و على أوصيائه الاثني عشر اُمناء الرحمن ، و خلفاء الله في جميع العوالم حتى ينتهي إلى عالم الإنسان ، ما دامت الأقلام جارية على وجوه الصحف بحمده و شكره و مجده و قدسه بأتم بيان و أكمل برهان .

و بعد : فقد كنت كثيراً ما يشوقني قلبي و تبعثي نفسي على جمع مصنّفات علماء الشيعة ، خاصّة الإثني عشرية منهم ، إحياءً لمآثرهم الخالدة ، و إبقاءً لآثارهم العائدة ، الدارسة في طول الأزمان و بُعد الأعصار ، و في ذلك – حسب ما اُلقي في روعي – فوائد جمّة و عوائد مهّمة لا تخفى على أرباب الفتوّة و المروّة ، و أرباب الدراية و المعرفة ، و من أقلّ فوائده اتعاظ المعتبر ، و انتباه المتفكر ، و فيه هدى وعظة و ذكرى للمتقين ( ١ ) .

_____

( ١ ) في وصية أميرالمؤمنين عليه السلام لولده الحسن عليه السلام : « إني و إن لم أكن قد عمّرت =    


فإنّهم كانوا من ابناء الزمان ، و عاشورا في هذا الدهر الخوّان ، و سلكوا مسالك الرحمن ، وافتتنوا بحوادث الأيام و نوائب الدوران ، و أصبحوا و أمسوا بعبادة ربّهم مدّة حياتهم ، ثم صاروا رهائن القبور ، و ضجائع التراب و الصخور ، فأصبحوا بنعمة إخواناً على سرر متقابلين ، و لم يبق لهم في هذه الحياة الدنيوية إلّا تلك الآثار المطهرة ، و المآثر المنوّرة ، فطوبي لهم و حسن مآب .

و طال تفكّري في هذا المرام أُقدم رِجلاً و أُؤخّر اُخرى ، لعلمي ببضاعتي المزجاة ، و أنّى لي و الفوز بذلك المقصد العالي من دون سُلّم و مرقاة ، مع فقد الأسباب و الكتب المعينة في هذا الباب ، و عدم الناصر و المعين ، و بُعد داري و بلدي من العلماء العالمين المبرزين في ذلك المضمار ، لأستفيد من بركاتهم و إفاداتهم ما هو كالمصباح في تلك الليلة الظماء .

فتوكّلت على الله تعالى و استخرت و تفاءلت بكلامه و كتابه العزيز ، حيث الآتي بهذه الآية الكريمة : () ( ١ ) في أول ما يرى ، فرأيت أنّ هذه الآية كأنّه وحي أوحي إلّي من السماء .

و شرعت في المقصود ، بعناية ربّي المقصود المعبود ، فأقول :

أعتذر إلى إخواني المؤمنين أن الإطلاع على أحوال العلماء و مصنّفاتهم أمر عسير ، لا يتيسر لكلّ احد فضلاً من هذا العبد الفقير الحقير ، لانتشارهم في كلّ قرن في مشارق الأرض و مغاربها ، و أقاصي البلاد و نواحيها ، و كثرة

_____

=عمر من كان قبلي ، فقد نظرت في أعمارهم و فكّرت في أخبارهم ، و سرت في آثارهم ، حتى عدت كأحدهم بل كأني بما انتهى إليّ من اُمورهم قد عمرت مع أولهم إلى آخرهم ، فعرفت صفو ذلك من كدره ، و نفعه من ضرره » إلى آخر الخبر . ( منه قده ) .

نهج البلاغه ٣ : ٤٦ خطبة ٣١ ، و فيه : نظرت في أعمالهم .

( ١ ) طه ٢٠ : ١٣ .


آثارهم و كتبهم ، بحيث يعد ذلك من المحلات العادية  بل العقلية ، فلا يبادر أحد إلى انتقادي و ملامتي في قصوري و تقصيري في مرحلة التتبّع و الإستقصاء ، و العفو منهم مأمول ، مع ابتلائي بكثرة الهموم ، و قلّة الحفظ ، و كثرة السهو .

يصدقني في ذلك القول : ما أفاده الشيخ في أول رجاله بما يفيد ذلك الاعتذار ، مع أنه من أهل القرن الرابع ( ١ ) ، و لم تكن دائرة المعارف و المؤلّفات بتلك السعة ، فكيف بهذه القرون المتتالية ، و تأليف الكتب الغير المتناهية ، التي لايعلم عدتها إلّا الله العلام الغيوب .

أما سمعت ما ذكر في مطاوي الكتب : إنّ في خزانة كتب المرتضى كانت ثمانين ألف مجلّداً ، و كتب اليافعي بلغت إلى مائة ألف و أربعين ألف مجلد ، و إنّ كتب الصاحب ابن عباد تحتاج إلى سبعمائة بعير لحملها .

و في كتاب نخب المناقب لحسين بن جبير ، أن حين تأليفه هذا الكتاب كان حاضراً عنده ألف كتاب من كتب الاُصول .

و في كتاب المناقب نقلًا عن أبي المعالي الجويني أنه يتعجب و يقول : شاهدت مجلداً ببغداد في يد صحاف ، فيه روايات غديرخم مكتوباً عليه : المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، و يتلوه في المجلدة التاسعة والعشرين .

و حكي عن قطب الروندي قال : سمعت بالحجاز من بعض العلماء يقول : رأيت بمصر مجموعاً من كلام علي عليه السلام في نيف و عشرين مجلداً ( ٢ ) .

_____

( ١ ) لايصطلح عليه أنه من أهل القرن الرابع ، بل هو من أهل القرن الخامس باعتبار أن ولادته سنة ٣٨٥ هـ ، و وفاته سنة ٤٦٠ هـ .

( ٢ ) الصراط المستقيم : ١ / ٢٢٢ .


فأين هذه الكتب ، و أين علومها و عالموها ، و مع ذلك كيف يمكن الإحاطة و الإحصاء ؟!

و يؤيد – أيضاً – هذا المقال  ما حكاه بعض الأعلام عن خط السيى صفي الدين بن معد الموسوي بالفارسية ما لفظه : عدد رجال و رواتي كه در فهرست نجاشي نقل شىه هزار و دويست و شصت و پنج نفر است ، كه أز جملة آنها دوزنست كه هريك أز دوزنرا كتاب مؤلفى است ، و عدد كتابها ئيكه أز أنها ىر اين فهرس اسم برده شده چهار هزار و ششصد و شصت و يك است ، و حال آنكه أز آنكسانيكه در اين فهرس اسم برده شده است كسى است كه كتاب و تأليفى نداشته ة نيست ، اين مؤلفات و تصانيف كه أنها را نجاشي ذكر كرده است در كتاب خود تمام تصانيف أشخاص صاحب تأليف مذكور در آنكتاب ، بلكه هر قدر كه نجاشي أز كتابهاي آنها دانسته  در فهرس اسم برده .

و ىر ميان آن جماعت كسي هست كه تقريباً مؤلفات اُو پانصد جلد ميرسد ، و مع ذلك نجاشي ده تاى أز آنمؤلفاترا اسم برده و اين نسبت مگر آنكه بهمان قدر كه در خزانه كتب اُو ياراويانى كه بحجة او گفته اند  واقف شده ، و مؤلفين أز إماميه منحصر باين أشخاص كه در فهرس نام برده شده نيست ، بلكه نسبت إيشان با جميع مؤلفين و مصنفين أز طائفه إماميه نيست مگر مثل نسبه قطره بدريا ، و نسبه لمعه أز فجر ، و نسبه شظيه أز قلم ، و نسبه يكنفر باطائفه أز عرب و عجم ، و أكر كسي احصاء مشار إليهم و عدد ضبط آنهارا و آنجه را كه تأليف نموده اند در اُمور دنيا و دين و مصالح آخرت و اولى قصد كند مثل كسي است كه رمال را قاصد شمردن باشد ، و يا جبال را طالب سنجيدن ، و يا تراب را شائق كيل كردن ، و يا أز سراب مائل آب أشاميدن ، و خدا توفيق دهند است مرانچه را كه موهبت فرموده است أز جنس هداية و أز جمله چیزهائيكه ميخندد بآن ثكلى قول بعضى أز خصوم طائفه إماميه است كه گفته : اين طائفه را تصنيف و تأليفي نيست مگرمصباح شيخ طوسى و أدعيه


چندی که آنهارا أز حضرت إمام جعفر صادق عليه السلام روايت كرده اند ، و فيما ذكرناه كفاية للمنصف القابل ، و العذر عنذ كرام الناس مقبول .

مقدمة : قال الأمير الكبير و الخبير البصير الشيد الحكيم الداماد – قدّس سرّه القدسي – في مقدمة تعليقته على الصحيفة الكاملة ، نقلاً عن معالم العلماء لابن شهر آشوب ، للاستشهاد على أنّ الصحيفة الكريمة الإلهية السجادية من جملة المصنفات المعلومات النسبة إلى مؤلفها بالنقل المتواتر عن أشياخ الطائفة الحقة المحقة ، و لكل منهم – قدس الله أسرارهم – طريق مخصوص إليها بمشيخته المعنية ، كما أن الأمر على هذا النهج في سائر المتواترات ، متعقباً ذلك المدعى بما هو كالنتيجة له ، بأن ذلك هو الغرض من ذكر الأسانيد في المتواترات لا إثباتها من تلك الطرق ، كما في المظنونات الثابتات من طرق أخبار الآحاد بهذه العبارة :

قال ابن شهر آشوب – رحمة الله تعالى – في معالم العلماء : قال الغزالي : أول كتاب صنف في الإسلام كتاب صنفه ابن جريج في الآثار و حروف التفاسير عن مجاهد و عطا بمكة ، ثم كتاب معمر بن راشد الصنعاني باليمن ، ثم كتاب الموطأ بالمدينة لمالك بن أنس ، ثم جامع سفيان الثوري . بل الصحيح أن أول من صنف فيه أميرالمؤمنين عليه السلام جمع كتاب الله جلّ جلاله ، ثم سلمان الفارسي رضي الله عنه ، ثم أبوذر الغفاري رحمة الله عليه ، ثم أصبغ بن نباتة ، ثم عبيدالله بن أبي رافع ، ثم الصحيفة الكاملة عن زين العابدين عليه السلام ( ١ ) . إنتهى ما هو المقصود من نقله .

_____

( ١ ) معالم العلماء : ٢ .

كشف الظنون : ١ / ٣٤ ، و اعلم أنه اختلف في أول من صنف في الإسلام ، فقيل : الإمام عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المتوفى سنة ١٥٥ ، و قيل : أبو النضر سعيد بن أبي عروبة =


و في ترجمة عبيدالله بن علي بن أبي شعبة الحلبي ، نقلاً عن خلاصة العلّامة ، بعد ذكر تجليل آل شعبة و الحكم بوثاقتهم جميعاً ، ما هذا لفظه : و كان عبيد الله كبيرهم و وجههم ، و صنف الكتاب المنسوب إليه ، و عرض على الصادق عليه السلام و صححه و استحمنه ، و قال عند قراءته : ليس لهؤلاء في الفقه مثله ، و هو أول كتاب صنّفه الشيعة ( ١ ) . و في رجال الميرزا بعد ترجمته نقلاً عن كتاب  البرقي : و كان متجره إلى حلب فغلب عليه هذا اللقب ، مولى ، ثقة ، صحيح ، له كتاب و هو أول ما صنفه الشيعة ( ٢ ) ، فليتفطن ( ٣ ) .

و نحن – بتوفيق الله و منّه – نبدأ بذكر القرآن العظيم ، تيمناً و تبركاً بتقدمته و مستضيئاً بنوره وضوئه ، تبعاً لكلام هذا المحدّث المتقدم العالي كلمته ، فإنه على ذلك هو أول كتاب جمعه مولانا و مولى المؤمنين و حجة الله على الخلق أجمعين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام .

فنقول : إن المستفاد من آثار أهل بيت العصمة في غير خبر ، أن القرآن المنزل على خاتم النبيين  صلّى الله عليه و آله أجمعين  لم يكن مجموعاً في دفتر و لا كتاب حسب ما أنزل الله تعالى على نبيه ، و لمّا أيتم الله

_____

= المتوفى سنة ١٥٦ ، ذكرهما الخطيب البغدادي ، و قيل : ربيع بن صبيح المتوفى سنة ١٦٠ ، قاله : أبو محمّد الرامهرمزي ، ثم صنّف سفيان بن عيينة و مالك بن أنس بالمدينة ، و عبد الله بم وهب بمصر ، و معمر و عبد الرزاق باليمن ، و سفيان الثوري و محمّد بن فضيل بن غزوان بالكوفة ، و حمّاد بن سلمة و روح بن عبادة بالبصرة ، و هشيم بواسط ، و عبدالله بن المبارك بخراسان ، و كان مطمع نظرهم في التدوين ضبط معاقد القرآن و الحديث و معانيهما ، ثم دونوا فيما هو كالوسيلة إليهما . ( منه قده ) .

أنظر كذلك التهذيب ٦ : ٣٥٧ .

( ١ ) رجال العلّامة ١١٢ / ٢ .

( ٢ ) رجال البرقي : ٢٣ .

( ٣ ) منهاج المقال : ٢١٨ .


تعالي الاٌمة بفقد الرسول ، و وقعت الداهية العظمى و المصيبة الكبرى من غصب الخلافة ممن كان أحق بها بنصّ رسوله ، جمع أمير المؤمنين كتال الله تعالى على حسب ما أُنزل ، و وضعه في أطراف ردائه و جاء إلى المسجد و دعا الناس إليه ، و قال الثاني من الخلفاء : حسبنا كتاب الله الذي بين أيدينا ، فقال عليه السلام : لن تروه إلى أن يظهر الله القائم من آل محمد ، و يملأ الله الأرض – بوجوده المسعود و طلعته الرشيدة – قسطاً و عدلًا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً .

و هذا أمر واضح لا ريب فيه ، و لايحتاج إلى بينة و برهان و أخبار الفريقين بذلك شاهدة مستفيضة لا نسوّد الأوراق بذكرها ، و من أرادها فليطلبها من مظانّها ، بل نشرع في ذكر ما هو الأهم ، و هو ذكر بعض الأخبار التي دلّت على فضل القرآن و فضل قراءته و تعلمه ، و فضل حامله ، و فضل البيت الّذي هو فيه ، و أنّ به ظهراً و بطناً ، وحدّاً و مطلعاً ، و أن الأئمة المسلمين هم العالمون بحقائقه .

و هذا و إن كان أمراً مفروغاً عنه بين علماء الإسلام ، و صنفوا مع ذلك كتباً عديدة و تفاسير شتّى ، أجزل الله تعالى برّهم و أسنى الله ذكرهم ، و نحن نقتفي آثارهم و نتبع أطوارهم ، لعلّ الله يتفضل عليّ بما هو خير لي في منقلبي و مثواي و دنياي و أخراي ، و لئلا تخلو هذه الصحيفة الجامعة من أخبارهم و آثارهم ، فإن علوم الأولين و الآخرين نقتبسة من مشكاة أنوارهم ، و صدورهم منشرحة بذكر أقوالهم و أفعالهم و أطوارهم .

و قد روى أقدم المحدثين و أنور الطالعين شيخ مشايخ علماء الأعلام في جامع الكافي في كتاب فضل القرآن ، بإسناده عن الصادق عليه السلام ، عن أبيه ، عن آبائه في دار هدنة ، و أنتم على ظهر سفر ، و السير بكم سريع ، و قد رأيتم الليل و النهار و الشمس و القمر يبليان كل جديد ، و يقربان كب بعيد ،


و يأتيان بكل موعود فأعدوا الجهاز لبعد المجاز . قال : فقام المقداد بن الأسود فقال : يا رسول الله و ما دار الهدنة ؟

فقال : دار بلاغ و انقطاع ، فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم ، فعليكم بالقرآن ، فإنه شافع مشفّع ، و ما حل مصدّق ، و من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، و من جعله خلفه ساقه إلى النار ، و هو الدليل و يدل على خير سبيل ، و هو كتاب فيه تفصيل و بيان و تحصيل ، و هو الفصل ليس بالهزل ، و له ظهر و بطن ، فظاهره حكم و باطنه علم ، ظاهره أنيق و باطنه عميق ، له تخوم و على تخومه تخوم ( ١ ) ، لا تحصى عجائبه ، و لا تبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى و منار الحكمة ، و دليل على المعرفة لمن عرف  به ( ٢ ) ، فليجل جال بصره ، و ليبلغ الصفة نظره ، ينج من عطب و يخلص من نشب ، فإنّ التفكر حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور ، فعليكم بحسن التخلص و قلّة التربص » ( ٣ ) إنتهى .

و هذا الخبر الشريف عظة لمن اتعظ ، و عبرة لمن اعتبر ، اللّهم أيقظنا من نوم الغفلة .

و في تفسير الإِمام الهمّام أبي محمد الزكي العسكري قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و آله : « إن هذا القرآن هو النور المبين ، و الحبل المتين ، و العروة الوثقى ، و الدرجة العليا ، و الشفاء الأشفى ، و الفضيلة الكبرى ، و السعادة العظمى ، من استضاء به نوّره الله ، و من عقد به أُموره عصمه الله ، و من تمسك به أنقذه الله ، و من لم يفارق أحكامه رفعه الله ، و من استشفى به شفاه الله ، و من آثره على ما سواه هداه الله ، و من طلب

_____

( ١ ) في المصدر : له نجوم و على نجومه نجوم .

( ٢ ) في المصدر : لمن عرف الصفة .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٤٣٨ / ٢ .


الهدى في غيره أضلّه الله ، و من جلعه شعاره و دثاره أسعد الله ، و من جعله إمامه الذي يقتدي به و معوّله الّذي ينتهي إليه أدّاه الله إلى جنات النعيم و العيش السليم » ( ١ ) .

و في الكافي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « القرآن عهد الله إلى خلقه ، فقد ينبغي للمرء أن ينظر في عهده ، و أن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية » ( ٢ ) .

و فيه – أيضاً بإسناده عن علي بن الحسين يقول : « آيات القرآن خزائن ، كلّما فتحت خزانة ينبغي لك  أن تنظر ما فيها » ( ٣ ) .

و عنه بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن أو أن يكون في تعليمه » ( ٤ ) ، بل ورد في خبر آخر : « إنّ لمتعلّمه بالمشقة أجران » ( ٥ ) .

و عنه بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « من قرأ القرآن و هو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه و دمه ، و جعله الله عزّ و جلّ مع السفرة الكرام البررة ، و كان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة ، يقول : يا رب إنّ كل عامل أصاب ( ٦ ) أجر عمله غير عاملي فبلغ به أكرم عطاءك ، قال : فيكسوه الله العزيز الجبار حلتين من حلل الجنة ، يوضع على رأسه تاج الكرامة ، ثم يقال له : هل أرضيناك فيه ؟ فيقول القرآن : يا رب قد كنت أرغب له فيها ما هو ( ٧ )

_____

( ١ ) تفسير الإمام العسكري عليه السلام : ١٨٢ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٤٤٦ / ١ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٤٤٦ / ٢ .

( ٤ ) الكافي ٢ : ٤٤٤ / ٣ .

( ٥ ) الكافي ٢ : ٤٤٣ / ١ و ٢ .

( ٦ ) في المصدر : قد أصاب .

( ٧ ) في المصدر : فيما هو .

أفضل من هذا ، فيعطي الأمن بيمينه و الخلد بيساره ، ثم يدخل الجنة فيقال له : إقرأ و اصعد ىرجة ، ثم يقال له : هل بلغنا به و أرضيناك ؟ فيقول : نعم ، قال : و من قرأه كثيراً أو تعاهده بمشقة من شدة حفظه أعطاه الله عزّ و جلّ أجر هذا مرتين » ( ١ ) .

و في الواسائل نقلاً عن ثواب الأعمال بسنده إلى علي بن الحسين عليه السلام أنه قال : « ليعجبني أن يكون في البيت مصحف يطرد الله – عزّ و جل – به الشياطين » ( ٢ ) .

و في الكافي بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : « البيت الّذي يقرأ فيه القرآن و يذكر الله عزّ و جل فيه تكثر بركته ، و تحضره الملائكة ، و تهجره الشياطين ، و يضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض و إنّ البيت الّذي لا يقرأ فيه القرآن و لايذكر الله عزّ و جلّ فيه ، تقل بركته و تهجره الملائكة و تحضره الشياطين ( ٣ ) .

و في الصافي نقلاً عن ( تفسير العياشي ) بعد سؤال جابر عن أبي جعفر عليه السلام عن تفسير القرآن مرتين ؟ و الجواب عنه في كل مرة بما هو يخالف الآخر ، فقال لي : « يا جابر إنّ للقرآن بطناً و للبطن بطن و ظهر ، و للظهر ظهر ( ٤ ) ، يا جابر : و ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، إنّ الآية ليكون أولها في شيء و آخرها في شيء ، و هو كلام متصل يتصرف على وجوه » ( ٥ ) .

( ١ ) الكافي ٢ : ٤٤١ / ٤ .

( ٢ ) وسائل الشيعة ٤ : ٨٥٥ / ١ ، و ثواب الأعمال : ١٢٩ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٤٤٦ / ٣ .

( ٤ ) في المصدر زيادة : و للبطن ظهر .

( ٥ ) تفسير الصافي ١ : ٢٧ ، و تفسير العياشي ١ : ١٢ / ٨ .


و في نهج البلاغة في آخر كلام له عليه السلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا : « ألا و أنّ القرآن ظاهره أنيق ، باطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ( و لا تنقضي غرائبه ) ( ١ ) و لا تكشف الظلمات إلّا به » ( ٢ ) .

و أما الأخبار الواردة في ذم تفسير القرآن بالرأي و وجوب أخذ حقائقه و معانيه ممن خوطب به و أُنزل في بيته ، فهي جم غفير و شيء كثير مذكورة في كتب المحدثين ، و مسطورة في زبر الأولين .

و أما الأخبار الواردة في ذم تفسير القرآن بالرأي و وجوب أخذ حقائقه و معانيه ممن خوطب و أُنزل في بيته ، فهي جم غفير و وشيء كثير مذكورة في كتب المحدثين ، و مسطورة في زبر الأولين .

و هذا مما تبركنا بذكره و طلبنا المثوبة من الله بثبته و نقله ، اللّهم حقق رجائي و لاتخيبني بفضلك و كرمك فإنك المتفضل على عبدك .

و ها أنا أشرع في ذكر ما هو المراد من التعرض لذكر أسامي كتب المصنفين ، و صحف المطهرين من الأولين الأقدمين ثم التالين من بعدهم في كل زمان  وعصر حتى يصل إلى زماننا المنكوس الذي كان الأثر فيه معكوساً ، فإن الدهر قد أتى بالخطب الجليل ، و الحدث الفادح ، فإن آثار العلم و علمائه مندرسة ، و أضواء شموسهم منطمسة ، و أنوار أقمارهم منخسفة ، و سيوف الأعداء المنتظرين للوقت منجلية .

اللّهم عجّل فرج محمد و آل محمد ، و أرغد عيشنا بظهور الدولة الحقة ، و أقر أعيننا بنور وجهه الكريم ، فإنه كاشف الكروب عن وجوه المؤمنين ، و الله بهم رؤوف رحيم .

والداعي على هذا الأمر الشريف ، من ترصيف أسامي الكتب من كل تصنيف ، الأخبار الواردة عنهم بحفظ كتب الأصحاب الذين كبروا في حجر تربيتهم ، و تعلموا العلم منهم ، و أعطوا الحكمة لأهلها فاستودعوها في

_____

( ١ ) ليس في المصدر .

( ٢ ) نهج البلاغة ١ : ٥١ / خطبة ١٧ .


أصولهم ، لكي يقتدي بها الغابرون من شيعتهم ، و يتعلمونها ويراجعونها في أحكام دينهم ، و قد حبس غبار النسيان على وجوه الاُصول المدونة في هذا زمان ، و أنسجت عناكب الدهر الخوان على مجمع علوم أئمة أهل الإيمان .

فشمرت ذيلي مع قصور باعي لذكر أسامي الكتب الإسلامية على ترتيب حروف الهجاء ، من باب الألف إلى أن ينتهي إلى باب الياء ، لعل الله أن يشمل التوفيق لأحد من الناس و يطلبها من أقطار البلاد ، و يجمعها من أصقاع الأرضين من العباد ، و يجمع شتاتها في محل واحد ، و يُنظم دُررها في حبل فارد ، فإنّ فيه إحياء آثار أهل البيت الطاهرين ، و الفوائد المتفرعة على ذلك لا تخفى على أحد من المسلمين ، و الله شهيد على أن نيّتي ليس إلّا ذلك متقرباً بذلك إلى الله وسائلاً منه المثوبة و الزلفى .

فقد روي السيد ابن طاووس في ( كشف المحجة ) بإسناده إلى ( جامع ابن الوليد ) عن مفضل بن عمر قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : « أُكتب وبث علمك في إخوانك ، فإن مت فوّرث كتبك بنيك ، فإنه يأتي على الناس زمان هرج ما يأنسون فيه إلّا بكتبهم » ( ١ ) .

و في البحار نقلاً عن كتاب عاصم بن حميد عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : « اكتبوا فإنكم لا تحفظون إلّا بالكتاب » ( ٢ ) .

و منه عن أبي بصير : قال دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال : « دخل عليّ أناس من أهل البصرة فسألوني عن أحاديث و كتبوها ، فما يمنعكم من الكتاب أما إنكم لن تحفظوا حتى تكتبوا » ( ٣ ) . . الخبر .

و فيهما كفاية عمّا نحن بصدد إثباته ، لكن لما كان بعض الكتب لم يسم

_____

( ١ ) كشف المحجة : ٣٥ .

( ٢ ) بحار الأنوار ٢ : ١٥٣ / ٤٦ .

( ٣ ) بحار الأنوار٢ : ١٥٣ / ٤٧ .


باسم مخصوص بل يطلق في كتب الرجال بأن فلاناً له كتاب أو أصل ، فذكرت هذا القسم من الكتب في باب الألف باعتبار أنه أصل من اُصول القدماء .

و إن تعرضوا الذكر الفرق بين الأصل و الكتاب بوجوه أسدها و أخصرها ما أفاده المحقق البهبهاني في فوائده الرجالية و تعليقاته على الرجال الكبير المسمى ( بمنهج المقال ) بهذه العبارة – بعد ذكر بعض الوجوه للفرق المذكور – : أقول : و يقرب في نظري أن الأصل هو الكتاب الذي جمع فيه مصنفه الأحاديث التي رواها عن المعصوم أو عن الراوي ، و الكتاب المصنف لو كان فيهما حديث معتمد معتبر لكان مأخوذاً من الأصل غالباً ، ثم قال : و إنما قيدنا بالغالب لأنه ربما كان بعض الروايات و قليلها يصل معنعناً و لا يؤخذ من أصل ، و بوجود مثل هذا فيه لايصير أصلًا ، فتدبر ( ١ ) . إنتهى .

لكن لما كان الأمر فيهما سهلًا أجملت و تعرضت لذكرهما في باب الألف ، بل قد يتفق أن نعبر عن الكتاب بالأصل في مفاتيح العناوين لتنسيق الباب و تنظيم الكتاب ، و الله يؤتي فضله من يشاء بغير حساب .

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ٧ .



باب ما أوله الألف من أسماء كتب الإِسلامين الإِماميين ، من صدر الإِسلام و المنتهية إلى زماننا ، و هو بعد مضي ثلاثمائة و ألف و عشرين من هجرة سيد المرسلين عليه صلوات المصلين إلى يوم الدين .

١- أصل آدم بن المتوكل بن الحسين بياع اللؤلؤ الكوفي : و هو من أصحاب أبئ عبد الله عليه السلام راوياً عنه ، و صرح النجاشي بأنه ثقة ، وله أصل ، ثم تعرض لذكر الطريق إليه ، و في فهرست الشيخ الطوسي بعد وصفه بأنه بيّاع اللؤلؤ : له كتاب ( ١ ) .

و هذا الكلام يستفاد منه من أن الأصل يطلق في كلامهم على الكتاب ، و لذا نعبر عنه بالأصل كما أشرنا إليه .

______

( ١ ) فهرست الشيخ : ١٦ / ٤٦ .


و الظاهر اتحاد صاحب الأصل مع آدم بن الحسين النخّاس – المضبوط بالخاء المعجمة المشددة و السين المهملة – المذكور بعده في كلام النجاشي بعد ثبت أنه كوفي ثقة له أصل ، و إن كان ظاهر الفهرست التعدد .

و قال بعض المحققين : إن الشيخ – رحمة الله – كان متى ما يرى رجلًا بعنوان ذكره فأوهم ذلك التعدد ، و قال في التعليقة السابقة الإشارة : قلت وقع ذلك من الشيخ مكرراً في الفهرست ، كما وقع في صالح القماط ، إلى أن قال : و الظاهر أن ذكره كذلك لأجل الثبت كما صدر عن النجاشي أيضاً منه ما سيجييء في الحسين بن محمد بن الفضل ، و ليس هذا غفلة منهم كما توهم بعض ( ١ ) ، إلى آخر كلامه .

ثم إن ضبطه النخاس بالنجاشي بالجحيم بعد النون والياء بعد الشين – كما وقع بخط السيد جمال الدين بن طاووس ، و أشار إليه الشهيد الثاني في تعليقته على الخلاصة – فهو سهو و غلط و نقل ما أثبتناه أولى .

٢- أصل أبان بن تغلب : بالتاء المثناة فوق المفتوحة و الغين  المعجمة الساكنة و الباء الموحدة بعد اللام المكسورة ، و هذا الشيخ من أكابر فقهاء الشيعة و ثقاتهم و محديثهم ، و لقد تعرض لذكره العامة و الخاصة و له تصانيف كثيرة ، سيّأتي إن شاء الله الرحمن الإشارة إليه و بعض أحواله في باب أُلتاء و الغين المعجمة . و كان من أصحاب علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد عليهم و السلام راوياً عنهم ، و هو الذي قال له أبو جعفر عليه السلام : « اجلس في مسجد المدينة و افت الناس ، فإني اُحب أن يرى في شيعتي مثلك »  و توفي سنة إحدى و أربعين و مائة ، في حياة أبي عبد الله ،

_____

تعليقة البهبهاني : ١٥ .


كما في فهرست الشيخ ( ١ ) .

٣- أصل أبان بن عمر الأسدي : ختن آل ميثم بن يحيى التمار ، و قد تعرض لذكر الطريق إلى كتابه النجاشي بعد وصفه بانه :  شيخ من أصحابنا ، ثقة ، لم يرو عنه إلّا عبيس من هشام الناشري ( ٢ ) .

٤- أصل أبان بن محمد : المكنى بأبي الفرج – كما في الإقبال – و هو المعروف بالسندي و اسمه أبان يكنى أبا بشير ، كما عن النجاشي . قال الشيخ في الفهرست : السندي بن محمّد ، له كتاب ( ٣ ) . و الظاهر أن هذا الكتاب غير كتاب النوادر الذي هو من هذا الرجل حديثاً يدل على أن الدعاة من بني الحسن عليه السلام ، و موافقين للأئمة عليهم السلام ، غير مخالفين لهم ، و لا بأس بذكر ألفاظه ، قال في بيان ذكر الحديث عن جده الطوسي ، إلى أن قال :

عن أبي الفرج أبان بن محمّد المعروف بالسندي نقلناه من أصله قال : كان أبو عبد الله عليه السلام في الحج – في السنة التي قدم فيها أبو عبد الله عليه السلام – تحت الميزاب و هو يدعو ، و عن يمينه عبد الله بن حسن ، و عن يساره حسن بن حسن ، و خلفه جعفر بن حسن ، قال : فجاءه عباد بن كثير البصري ، فقال له : يا أبا عبد الله ، قال : فسكت عنه حتى قالها ثلاثاً ، قال : ثم قال له : يا جعفر ، قال : فقال له : قل ما تشاء يا أبا كثير ، قال :

_____

( ١ ) فهرست الشيخ : ١٧ / ٥١ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٤ / ١٠ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٨١ / ٣٣١ .


إني وجدت في كتاب لي علم هذه النَبيّة ، رجل ينقضها حجراً حجراً . قال : فقال له : « كذب كتابك يا أبا كثير ، و لكني كأني و الله به ، أصف القدمين ، حمش الساقين ، ضخم البطن ، رقيق العنق ، ضخم الرأس ، على هذا الركن – و أشار بيده إلى الركن اليماني – يمنع الناس من الطواف حتى يتذعروا منه . قال : ثم يبعث الله له رجلًا مني – و أشار بيده إلى صدره – فيقتله قتل عاد و ثمود و فرعون ذي الأوتاد » قال : فقال له عند ذلك عبد الله بن الحسن : صدق و الله أبو عبد الله عليه السلام ، حتى صدَّقوه كلهم جميعاً ، إنتهى تعبير السيد رحمه الله عن الكتاب بالأصل يوافق مرادنا في الكتاب عليه ، فلا تكن في ذلك شاكاً و لا مرتاباً .

٥- أصل إبراهيم بن أبي البلاد : المسمى بيحيى بن سليم مولى بني غطفان ، بفتح الغين و الطاء المهملة . روى عن أبي عبد الله و أبي الحسن و الرضا عليهم السلام ، و كان اللرضا إليه رسالة ، و أثنى عليه ، و له كتاب ، و الطريق إلى كتابه مذكور في النجاشي . و قد تعرض لتوثيقه و صرح بتكنيته بأبي إسماعيل و العمل على روايته صدوق الطائفة في كتاب من لا يحضره الفقيه . و يظهر من بعض الأخبار ملاقاته لابن الرضا عليه السلام و أخذ الحديث عنه ، كما في حديث لصوق بطنه إلى بطنه عليه السلام ، فليراجع .

ثم اعلم أن في منهج المقال للاسترآبادي في ترجمة إبراهيم بن أبي سمال : بالسين المهملة و اللام و تخفيف الميم ، و منهم من شددها بفتح السين ، و الأول أصح ، أو الكاف كما عن بعض ، المكنى بأبي بكر ، الراوي هو و أخوه إسماعيل بن أبي سماك عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، و كانا من الواقفية ( ١ ) ، ثم نقل عن الخلاصة توثيق النجاشي له ، و ذكر عن الكشي

_____

( ١ ) منهاج المقال : ١٩ .


عنهما حديثاً شكاً و وقفاً عن القول بالوقف ، له كتاب نوادر . ثم نقل عن فهرست الطوسي : إبراهيم بن أبي بكر بن سمال له كتاب ، و نحن لما وقفنا على العبارتين احتملنا أن يكون الكتاب المذكور في عبارة الطوسي هو الكتاب المذكور في كلام الكشي ، فلذا عدلنا عن عقد الباب المخصوص لأصله ، و أشرنا مع ذلك إليه لئلّا أكون من النادمين و المفرطين في حقه .

تفريع على تفريع : اعلم أن المستفاد من كلام الأسترآبادي بعد فتح الباب بابن أبي سمال بهذه العبارة : واقفي لا يعتمد على روايته ، عدم قبوله لتوثيق النجاشي له ، و لعله لهذا حكم في المدارك بكونه مجهولاً ، و الشهيد الثاني في المسالك بكونه ضعيفاً ، مع إمكان توجيه كلام الشهيد ، و احتمال الغفلة عنهما ، و هذا الرجل هو الذي روي كتاب داود بن فرقد الثقة ، كما يظهر من كلام النجاشي ، و يحتمل منا الإِشارة إليه في جملة من يروي أصل داود عنه في ترجمته إن شاء الله .

٦- أصل إبراهيم بن أبي الكرام الجعفري : بفتح الكاف و تشديد الراء ، قال النجاشي :  كان اخيراً ، روي عن الرضا عليه السلام ، له كتاب ( ١ ) ، و هذا هو الذي احتمل أن يكون إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار ، و اُم علي بن عبد الله زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، و اُمها فاطمة بنت الرسول صلّى الله عليه و آله ، لكن في المناقب أنه محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، بخ بخ لهذا النسب الشامخ ، و الحسب الباذخ .

٧- أصل إبراهيم بن أبي محمود الخراساني : و قد صرح بتوثيقه

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٢١ / ٢٩ .


النجاشي وقال : روي عن الرضا عليه السلام ، وله كتاب احمد بن محمد ابن عيسى ( ١ ) ، وياتي إن شاء الله في باب الميم نقلاً عن رجال ابن داود ، أن لهذا الرجل مسائل ، وهو من أصحاب الكاظم عليه السلام ، و في خلاصة العلامة : إبراهيم بن أبي محمود الخراساني مولى ، روي عن الرضا عليه السلام ، ثقة ، اعتمد على روايته ( ٢ ) .

وفي تعليقات الشهيد الثاني : أن المولى يطلق على غير العربي الخالص ، وعلى الحليف ، وعلى المعتق ، والأكثر إرادة معنى الأول ، ولا يجوز إرادة كل من المعاني الثلاثة من الحديث المشهور عن النبي صلّى الله عليه و آله : « من كنت مولاه فعلي مولاه » ( ٣ ) و هذا أمر واضح ، وقيل في معناه : من أحبني و تولاني فليحبه وليتوله ، وقيل : أراد ولاء الإسلام ، كقوله تعالى : ‎﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ ‎‏﴾‏ ( ٤ ) وقول عمر : ( أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن و مؤمنة ) ( ٥ ) .

وفي معاني الأخبار : المولى في اللغة  يحتمل أن يكون مالك الرق ، كما يقال : مالك المولى عبده وله أن يبيعه أو يهبه ، و يحتمل أن يكون المعتَق من الرق ، وأن يكون المعتِق .

وهذه الثلاثة الأوجه مشهورة عند الخاصة والعامة ، فهي ساقطة في قول

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٢٥ / ٤٣ .

( ٢ ) رجال العلامة ٣ / ٣ .

( ٣ ) الحديث المشهور الذي جاوز حد التواتر ، و أُلفت فيه الكتب ، و قد سبق أن نقل المؤلف عن أبي المعالي الجويني أن جامعاً جمع طرقه في أكثر من ٢٨ مجلداً ، وفي عصرنا الحاضر ألف الشيخ عبد الحسين الأميني كتابه المعروف ( الغدير ) خصص المجلد الأول منه لإِحصاه طرقه ورواته ، فمن شاء فليراجعه .

( ٤ ) محمد ٤٧ : ١١ .

( ٥ ) فرائد السمطين ١ : ٦٥ / ذيل ح ٣١ .


   النبي صلّى الله عليه و آله ، لأنه لا يجوز أن يكون عنى « بمن كنت مولاه » واحدة منهن ، لأنه لا يملك بيع المسلمين ولا عتقهم من رق العبودية ولا أعتقوه ، ويحتمل أن يكون ابن العلم ، كما قال الشاعر :

مَهلاً بني عمّنا مهلاً موالينا                                  .................................

ويحتمل أن يكون المولى : العاقبة ، كما قال تعالى  :  ‎﴿ مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ ‎﴾ ( ١ ) أي عاقبتكم ، ويحتمل أن يكون لما يلي الشيء من خلفه و قّدامه ، قال الشاعر :

فغدت كلا الفرجين تحسب أنه                               مولى المخافة خلفها وأمامها

ولم يجز أيضاً شيء من هذه الأوجه ، لأنه لا يجوز أن يقال : من كنت ابن عمه فعلي ابن عمه ، لأن ذلك معروف و معلوم و تكريره على المسلمين عبث بلا فائدة ، و ليس يجوز في عاقبة أمرهم ، ولا خلف ولا قدام ، لأنه لا معنى ولا فائدة فيه .

ووجدنا اللّغة تجيز أن يقول الرجل : « فلان مولاي » إذا كان مالك طاعته ، فكان هذا هو المعنى في قول النبي صلّى الله عليه وآله ، ويؤيد ذلك مسبوقية كلام النبي صلّى الله عليه وآله بقوله : « ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم » ثم قال : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ( ٢ ) .

وليس كل من الاحتمالات المذكورة موجهاً في الآية كما لا يخفى على من له أدنى مسكة ، بل كيف يجوّز عاقل أن يكون الرسول الخاتم الذي كمّل الله جميع الصفات المحمودة له بحيث لا يشذ منها شيء ولا يبلغ أدنى درجة واحدة من صفاته أحد من الأولين و الآخرين ، يجمع الناس في هذا القفر

_____

( ١ ) الحديد ٥٧ : ١٥ .

( ٢ ) معاني الأخبار : ٦٨ باختلاف .


الموحش على شدة الحر ، وبين الأحجار الحامية الرمضاء ، ويبين لهم مع تأكيداته الأكيدة أن علياً عليه السلام مولاهم بهذه المعاني المذكورة ، كلّا و حاشا مرتبة صاحب النبوة أن يليق بذلك ، و تعالت درجة الرسالة أن يظهر منها أمثال هذه الأمور .

كيف ؟ ! ولو ظهر أشباه ذلك من أوساط الناس يعدونه العقلاء خارجاً عن الطريقة الوسطى المحمودة في كل الصفات ! إلّا أن العامة العمياء لما استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وقعوا في هذه التكلّفات الباردة ، ولو ردّوا الأمر إلى الله و إلى الرسول ودخلوا في باب علم المدينة الرسول لا هتدوا سبيلاً ، ولم يقعوا في تيه الحيرة والضلالة . ومن أراد حقيقة الأمر وينكشف له حاق الواقع فليرجع إلى كتاب الشافي للسيد الأجل المرتضى جزاه الله عن الإسلام و المسلمين خيراً جزيلاً .

ولنرجع إلى ما كنا فيه فنقول : ويظهر من بعض الروايات أن لصاحب العنوان الرواية عن أبي جعفر الجواد عليه الصلاة و السلام ، كما استخرجه الكشي عن حمدويه ، قال : حدثنا الحسن بن موسى الخشّاب ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي محمود ، قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام ومعي إليه كتب من أبيه ، فجعل يقرؤها ويضع كتاباً كثيراً على عينيه ، ويقول : « خط أبي والله » ويبكي حتى سالت دموعه على خديه ، فقلت له : جعلت فداك ، قد كان أبوك ربما قال لي في المجلس الواحد مرات : اسكنك الله الجنة ، أدخلك الله الجنة ، قال ، فقال : وأنا أقول : أدخلك الله  الجنة ، فقلت له : جعلت فداك تضمن لي على ربك أن يدخلني الجنة ، قال : نعم ، فأخذت رجله فقبلتها ( ١ ) .

وفي هذا الخبر الشريف دلالة على أن لخطوطهم عليهم السلام

_____

( ١ ) رجال الكشي ٢ : ٨٣٨ / ١٠٧٣ .      


احترامات خاصة من صنع الإمام بخط أبيه ، ويمكن تعميم هذا الحكم بالنسبة إلى عموم المؤمنين احتراماً لهم ، واحتمال أن يكون الكتاب الذي وصل إليه فيه دعاء ، أو يكون من الكتب التي أدعية أبيه فيها محفوظة ، أو يكون كلام الله من خطه خلاف الظاهر وبعيد عن سوق الحديث .

٨- أصل إبراهيم الأعجمي : من أهل نهاوند ، وقد تعرض لذكره الشيخ في فهرسته ، وفي باب من لم يرو عن المعصومين ، وفي الأول نسب إليه الكتاب ، وفي الثاني عدّه من مشايخ البرقي من غير تعرض لمدحه وذمه ، إلّا أن في تعليقات المحقق البهبهاني كلام يظهر منه حسن حاله وهذه عبارته : قرب بعض المحققين كونه الأحمر المتقدم ، وربما يأبى عنه ترحم الشيخ عليه في الفهرست ، وذكره على حدة فيمن لم يرو عن الأئمه عليهم السلام ، وإنّ ما ذكره فيه الأحمر ، ثم أن ترحم الشيخ عليه يدل على حسن حاله في الجملة ، فتدبره ( ١ ) إنتهى .

أقول : مراده بالأحمر المتقدم هو إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي الذي ضعفه ابن شهرآشوب في معالمه ، والنجاشي في رجاله ، والشيخ في فهرسته ، والعلامة في خلاصته ، ونسبه الأخير إلى ضعف الحديث ، والاتهام في الدين ، والارتفاع في المذهب ، واختلاط الأمر من دون اعتماد على شيء من رواياته ، ونسبوا إليه كتباً سأذكر – إن شاء الله – كلاً منها في بابه ، و أما ما يوجد في رجال الشيخ رجل مسمى بإبراهيم بن اسحاق في أصحاب الهادي عليه السلام موصوفاً بالثقة ، وقال البرقي : إنه شيخ لا بأس به ( ٢ ) ، فهو غير هذا الرجل ظاهراً ، وإن كان هو هذا فقد عرفت حاله.

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ٢١ .

( ٢ ) رجال البرقي : ٥٨ .


٩- أصل لإِبراهيم بن حماد : وقد صرح بذلك الرجل وكتابه النجاشي ، والشيخ في فهرسته ، وأسندا طريقهما إلى كتابه ، وفي كلام الأول أنه كوفي ( ١ ) .

١٠- أصل إبراهيم بن خالد العطار : وقد تعرض لذكره الشيخ في الفهرست وقال : له كتاب ( ٢ ) ، والنجاشي في رجاله ، وقال : العبدي يعرف بابن أبي ورد ( ٣ ) مليقة ، روي عن أبي عبد الله عليه السلام ذكره أصحابنا في الرجال ، له كتاب ( ٤ ) إلّا أن ضبط الإِيضاح على ما حكي عنه هكذا : العبدي بالموحدة بين مهملتين ، يعرف بابن أبي مليكة بضم الميم وفتح اللام وسكون المثناة من تحت وفتح الكاف .

١١- كتاب الإِيمان والكفر والتوبة : وهذا الكتاب لإِبراهيم بن رجاء الشيباني المكنى بأبي إسحاق المعروف بابن أبي هراسة بالراء والسين المهملتين ، قال العلامة في خلاصته : كان عامياً لا اعتمد على روايته ( ٥ ) ، وفي فهرست الشيخ إبراهيم بن هراسة له كتاب ، ثم أسند طريقه إليه ، وهذا الكلام مناسب لما قالوا : من أن هراسة اُمه ، إلّا أن الظاهر من كلام الشيخ : أن ابن هراسة المعروف بهذا اللقب غير الرجل الذي نسبنا إليه كتاب الإِيمان .

وإبراهيم بن رجاء له كتاب غير مسمى باسم في كلامهم ، كما ظهر كم العبارة المنقولة عن الفهرست ، بل كتاب الإِيمان للرجل المعروف بهذا اللقب ، وفي باب من لم يرو عنهم عليهم السلام : أحمد بن أبي نصر

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٢٤ / ٣٩ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ١٠ .

( ٣ ) ليس في المصدر .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٢٤ / ٤١

( ٥ ) رجال العلامة : ١٩٨ / ٥ .


– إلى أن قال : – المعروف بابن أبي هراسة ( ١ ) ، ثم إن في القاموس : إبراهيم بن هراسة – كسحابة وهو متروك الحديث .

١٢-  كتاب إرم ذات العماد : وهذا الكتاب لأبي إسحاق إبراهيم بن سليمان بن عبدالله بن حيان بالحاء والياء المشددة المثناة والنون بعد الألف ، النهمي بكسر النون وإسكان الهاء ، بطن من همدان بإسكان الميم والدال المهملة ، الخزاز بالخاء والألف بين الزائين ، وهذا الرجل قد ضعفه ابن الغضائري ، وقال : في مذهبه ضعف ، ويروي عن الضعفاء ( ٢ ) ، إلّا أن النجاشي صرح بوثاقته ، وقال : ثقة في الحديث ، يسكن الكوفة في بني نِهم ، وسكن في بني تميم فقيل : تميمي ، وسكن في بني هلال ( ٣ ) .

وقال الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه الله : أنه كان ثقة في الحديث ( ٤ ) ، وقال في الخلاصة – بعد توثيق هذين الشيخين الجليلين – : وحينئذ يقوى عندي العمل بما يرويه ( ٥ ) ، فتضعيف الفضائري له ضعيف ، ثم إن في فهرست الشيخ يوجد بعض التغييرات في أسماء آبائه لم نتعرض لها ، لعدم وظيفة الأوراق لها ، وان لكل شيء أهلًا ، ولكل عقيلة فحلًا ، وكل ميسر لما خلق له ، وفهارس الرجاليين مشحونة بأمثال ذلك .

١٣-  كتاب أخبار ذي القرنين : وهذا الكتاب من جملة كتب إبراهيم الهمداني المتقدم على ما عدّه النجاشي وغيره .

ثم إن المناسب في المقام أن نطيل الكلام بذكر قبيلة همدان التي كانت من اليمن ولهم بطون كثيرة ، ونسبهم على ما أظهر السمعاني ينتهي إلى

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ٤٤٢ / ٣١ .

( ٢ ) مجمع الرجال ١ : ٤٥ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٨ / ٢٠ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٦ / ٨ .

( ٥ ) رجال العلامة : ٥ / ١١ .


قحطان ، قد نزلوا إلى الكوفة وكانوا مع أمير المؤمنين في وقعة صفين ، ولهم وقائع عظيمة في نصرته ، وصرح السمعاني أيضاً بتشيعهم وزهدهم وورعهم .

وفي كتاب سفر السعادة لمجد الدين الفيروز آبادي صاحب القاموس – على ما نسب إليه صاحب مجالس المؤمنين – نقلًا عن البيهقي ما هذه ترجمته : لما وصل كتاب أمير المؤمنين من اليمن إلى حضرة رسول رب العالمين وفيها قصة إسلام طائفة همدان ظهر منه صلّى الله عليه وآله غاية السرور وسجد لله شكراً ، وقال مكرراً : السلام على همدان ، السلام على همدان ( ١ ) .

وفي كتاب صفين لنصر بن مزاحم المنقري : وكان لهمدان بلاء عظيم في نصرة علي عليه السلام ، ومن الشعر الذي لا يشك أن قائله علي عليه السلام ، لكثرة الرواية له :

دعوتُ فلبّاني من القوم عصبةٌ                              فوارسُ من همدان غيرُ لئامِ

بكل ردينيٍّ وعضبٍ تخالُهُ                                  إذا اختلف الأقوام شعل ضرامِ

لهمدانَ أخلاقٌ كرامٌ يزينهم                                 وبأس إذا لاقوا وجدُّ خصامِ

وجدٌ وصدق في الحروب ونجدةٌ                           وقولٌ إذا قالوا بغير إثامِ

متى تأتهم في دارهم تستضيفهم                            تبت ناعماً في خدمةٍ وطعامِ

جزى الله همدانَ الجنانَ فإنها                               سهام العدى في كل يوم زحامِ

فلو كنت بواباً على باب جنةٍ                               لقلت لهمدان : ادخلوا بسلامِ ( ٢ )

وفي الديوان المنسوب إليه عليه السلام : روى هذه الأشعار بزيادات أُخر وتغييرات يسيرة ( ٣ ) ، أعرضنا عن ذكرها حذراً من التطويل ، ومن أرادها فليطلبها .

_____

( ١ ) مجالس المؤمنين : ١ / ١٢٩ .

( ٢ ) وقعة صفين : ٢٤٧ باختلاف .

( ٣ ) ديوان الإِمام علي عليه السلام : ١٢٨ / ٢٨٠ باختلاف .


وفي البحار نقلًا عن شارح ديوان الميبدي : روى ابن أعثم أن عمرو بن حصين السكوني أتى علياً علي السلام من عقبه ليغتاله بسنان رمحه ، فقتله سعيد بن قيس ، وقال :

ألا أبلغ معاويةَ بنَ صخرٍ                    ورجمُ الغيب يكشفُه الظنونُ

بأنا لا نزال لكم عدوّاً                        طوال الدهرِ ما سُمع الحنينُ

ألم تر أنّ والدنا عليّ                         أبو حسن ونحن له بنونُ

وإنا لا نريد به سواه                         وذاك الرشدُ والحظ السمينُ

فلما سمعه معاوية بعث ذا الكلاع مع كثير من القبائل وقال : اخرج واقصد بحربك همدان خاصة ، فلما رآهم علي عليه السلام  قال : يا همدان ، عليكم بهذه الخيل ، فإنّ معاوية قد قصدكم بها خاصة دون غيركم . فأقبل عليهم ابن قيس مع همدان فهزمهم ، فقال علي عليه السلام لهم : أنتم درعي ورمحي وسناني و جُنّتي ، والله لو كانت الجنة في يدي لأدخلنكم إيّاها خاصة يا معشر همدان ، وأنشأ الأبيات ( ١ ) .

وفي كتاب صفين المتقدم بعد نقل إعطاء معاوية العطايا والفرائض لقبيلة عك ، وإرسالهم نحو همدان ، وتجابه الفرقتين على القتال حتى أدركوا الليل ، وقول همدان : يا معشر عك إنا لا ننصرف والله حتى تنصرفوا ، وجواب عك لهم مثل ذلك ، وإرسال معاوية إلى عك وتحليفهم على الانصراف .

قال : ولما اشترطت عك والأشعرون على معاوية ما اشترطوا من الفريضة والعطاء فأعطاهم ، فلم يبق من أهل العراق أحد في قلبه مرض إلّا طمع في معاوية وشخص بصره إليه ، حتى فشا ذلك غي الناس ، وبلغ ذلك علياً فسأله ، وجاء المنذر بن أبي خميصة الأوزاعي ، وكان فارس همدان وشاعرهم ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ عكا والأشعريين طلبوا إلى معاوية

_____

( ١ ) بحار الأنوار ( حجري ) ٨ : ٤٩٦ .


الفرائض و العقار فأعطاهم ، فباعوا الدين بالدنيا ، وإنا رضينا بالآخره من الدنيا ، وبالعراق من الشام ، وبك من معاوية ، والله لآخرتنا خير من دنياهم ، ولعراقنا خير من شامهم ، ولإِمامنا أهدى من إمامهم ، فامنحنا بالصبر ( ١ ) ، واحملنا على الموت ، ثم نقل أشعاره التي قال في ذلك .

فقال علي عليه السلام : حسبك رحمك الله ، وأثنى عليه خيراً وعلى قومه ، وانتهى شعره إلى معاوية ، فقال معاوية : والله لأستملين بالأموال أهل ثقات علي عليه السلام ، ولأقسمنّ المال فيهم حتى تغلب دنياي آخرته ( ٢ ) .

أقول : ومن هذه القبيلة الجليلة حارث الهمداني المخاطب بمضمون الأبيات المشهورة :

يا حار همدان من يمت يرني                   من مؤمن أو منافق قبلا

وفي الاُمور المذكورة أقصى الدلالة على منتهى تصلبهم في أمر الدين ، واطمئنان نفوسهم بإمامة أمير المؤمنين ، بخلاف سائر من كان معه من القبائل الذين انخدعوا بعطيات معاوية ، وطمعوا في إمارات الولايات ، حبّاً للدنيا الدانية ، ورجعوا عن إمام المتقين ، فبئسما اشتروا به أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ، اللّهم اجعل محياي محيا محمّد و آل محمد ، واحشرني معهم بفضلك وكرمك ، فإنّك ذو الفضل العظيم .

١٤- كتاب أخبار جُرهم : لهذا الرجل المتقدم ، وأما ضبط جُرهُم على ما في المجمع بضم الجيم والهاء حي من اليمن ، وقد جاء في الحديث نقل أن جرهماً بين نتاج الملائكة وبنات آدم عليه السلام .

_____

( ١ ) في المصدر : فاستفتحنا بالحرب وثق منّا بالنصر .

( ٢ ) وقعة صفين : ٤٣٥ .


وعن الجاحظ : كان الملك من الملائكة إذا عصى ربه في السماء أُهبط إلى الأرض في صورة رجل – كما صنع في هاروت وماروت – فوقع بعض الملائكة على بنات آدم فولدت منه جرهما ، قيل : ومن هذا الضرب كانت بلقيس ملكة سبأ ، وكذلك ذو القرنين ، كانت اُمه آدمية وأبوه من الملائكة ولم يثبت ، إنتهى .

إلّا أن في كلام الجاحظ ما فيه ، فإنّ اعتقادنا أن الملائكة معصومون لا تصدر عنهم الذنوب والخطايا ، وهم مهتزون بعبادة الله غير مفترين ، فمنهم قائمون غير راكعين ، وبعضهم راكعون و بعضهم ساجدون ، كما يظهر من كلام أمير المؤمنين المذكور في نهج البلاغة في ضمن خطبته التي يذكر فيها خلق السماء والأرض :

ثم فتق ما بين السماوات العلى ، فملأهن أطواراً من ملائكته ، منهم سجود لا يركعون ، وركوع لا ينتصبون ، وصافون لا يتزايلون ، ومسبحون لا يسأمون ، لا يغشاهم نوم العيون ، ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ، ولا غفلة النسيان . . . إلى آخر كلامه ( ١ ) .

وفي جامع الكافي حديث شريف يدل على فضل همدان ، ويحرضني همي على كتابته ، وإن كانت أوصافهم كثيرة لا يسع هذا العبد الضئيل عادم الكتب وأسباب التحصيل استقصاءه وجمعه ، وحقيقة الأمر أنّ أمثال هذه الاُمور خارجة عن موضوع الكتاب ، لكن نطرز بعض العناوين ، ونذهب جملة من أسماء المصنفين بما يكون قرة ونوراً للعين لئلّا يمل الناظرين ، وما عزمي إلّا الإِحسان والله يحب المحسنين . قال الكليني : حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن محمد بن زياد بن عيسى ، عن

_____

( ١ ) نهج البلاغة ١ : ١٢ / ١ .


عبدالله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أن علياً عليه السلام قال : وهو على المنبر ، لا تزوجوا الحسن فإنه مطلاق ، فقام رجل من همدان ، فقال : بلى والله لنزوجنّه وهو ابن رسول الله وابن أمير المؤمنين ، فإن شاء أمسك وإن شاء طلّق ( ١ ) .

١٥-  اصل إبراهيم بن عبدالحميد الأسدي :الكوفي مولاهم البزاز ، وهو من أصحاب الكاظم عليه السلام وممن وقف عليه ، وأدرك الرضا عليه السلام ولم يسمع منه ، وله كتاب . وفي فهرست الشيخ : ابن عبدالحميد ثقة له أصل . وهذا الكلام يؤيد ما اصطلحنا عليه من إطلاق الأصل على الكتاب ، وبنينا هذا الباب من حروف التعجيم عليه فليتأمل .

وفي فهرست النجاشي بعد وصفه بالكوفي : أنماطي ، وهو أخو محمد بن عبدالله بن زرارة لأُمّه ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، وأخواه الصباح وإسماعيل ابنا عبدالحميد ( ٢ ) . ثم أنه لا منافاة بين كون الرجل ثقة وكونه واقفياً كما يظهر من كلام الشيخ أولًا ، وهكذا قال الفضل بن شاذان : أنه صالح .

فلا يعارض القولين كونه واقفياً ، لما تقرر في محله من أن الوثاقة ومراتب المدح لا يعارض مف فساد العقيدة وصحتها ، بلى قد يحصل الظن من قول المدح لا يعارض مع فساد العقيدة وصحتها ، بلى قد يحصل الظن  من قول غير الإِمامي لمكان صدقه وتحرزه من الكذب في قوله ، ولهذا يقبلون أحاديث من كان من أمثال هذا الرجل ، ولا يردون بمجرد كونه واقفياً أو غيره من سائر الفرق .

١٦-  أصل ابراهيم بن عثمان : المكنى أبا أيوب الخزاز الكوفي ، وهو كما فهرست الشيخ : ثقة ، له أصل ( ٣ ) . وفي رجال

______

( ١ ) الكافي ٦ : ٥٦ / ٤ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٢٠ / ٢٧ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٨ / ١٣ .   


النجاشي : إبراهيم بن عيسى أبو أيوب الخراز وقيل : إبراهيم بن عثمان ، روي عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، ذكر ذلك أبو العبّاس في كتابه ، ثقة كبير المنزلة ، له كتاب النوادر ، كثير الرواية عنه ( ١ ) ، ثم ذكر طريقه إليه بسنده الشريف ، والظاهر أن النوادر المذكور في كلامه هو الأصل المشار إليه في فهرست الشيخ ، وعلى هذا يجامع مع ما اصطلح في الأوراق عليه ، ثم أن الخزاز كما في الخلاصة : بالخاء المعجمة والراء بعدها والزاي بعد الألف ، وقيل : قبلها أيضاً ( ٢ ) .

ونقل العلامة البهبهاني عن جده العلامة : الخزاز بياع الخز ، أو الخزاز بياع الخزر أي الجواهر ، أو ما به من الجليل واليسير ( ٣ ) . وفي الرجال الكبير : في رواية صحيحة في قنوت الجمعة تصريح بأنه ابن عيسى ( ٤ ) . وهذا الرجل متحد مع إبراهيم بن زياد المعنون قبله في الرجال الكبير بهذه العبارة : إبراهيم بن زياد ، أبو أيوب الخزاز الكوفي من أصحاب الصادق ، وقيل : ابن عثمان ، وقيل : ابن عيسى ، ويأتي . إنتهى ( ٥ ) .

بل زياد المنتسب إليه بالبنوة هو جدّه ونسب إليه ، كما قال المحقق البحراني ، وقال : في آخر كتاب الرهون من التهذيب التصريح بما ذكرنا .

١٧- أصل إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني : ذكره الشيخ في الفهرست ونسب إليه الأصل . والنجاشي بعد ذكر نسبه : شيخ من أصحابنا ، ثقة روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ، ذكر ذلك أبو العباس

_____          

( ١ ) رجال النجاشي : ٢٠ / ٢٥ .

( ٢ ) رجال العلامة : ٥ / ١٣ .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ٢٤

( ٤ ) منهاج المقال : ٢٥ .

( ٥ ) منهاج المقال : ٢١ .


وغيره ، له كتاب ( ١ ) ، وطريقه إليه مذكورة في كلامه ، وعبارة العلامة في الخلاصة تقرب من ذلك بزيادة تضعيف  الغضائرى ، وتكنيه بأبي إسحاق ثم ترجيح روايته .

وفي المقام كلمات من جمع من الأعلام ، من أردها فليرجع الى مظانها من تقديم قول الجارح أو المعدل ، واحتمال اطلاع الجارح على ما لم يطلع عليه المعدِّل ، وكون الغضائري مسارعاً الى القدح كما صدر عنه ذلك بالنسبة الى الأجلاء الذين لا يناسب حالهم ذلك ، ومجال الكلام واسع ولسنا من أهله وفي مقامه ، لكن يؤيد التوثيق هنا رواية ابن أبي عمير عنه ولو بواسطة ، سيما وهو حماد بن عيسى ، فتدبر ( ٢ ) . كذا في منهج المقال .

١٨-  أصل إبراهيم بن قتيبة : وهو من مشايخ البرقي كما في رجال الشيخ ، وهو ممن لم يرو عنهم ، ومن أهل أصفهان ، ونسب الشيخان العظيمان الطوسي والنجاشي إليه الكتاب ، وذكرا طريقهما إليه .

١٩-  أصل إبراهيم بن المبارك : قال النجاشي : له كتاب ( ٣ ) .

٢٠-  أصل إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى : أبو اسحاق مولى أسلم بن أقّصى ، مدني ، وهو من رواة أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام كما ذكره النجاشي وقال : وكان خصيصاً بهما ، والعامّة لهذه العلّة تضعّفه ، وحكى بعض أصحابنا عن بعض المخالفين أنّ كتب الواقديّ وادّعاها ، وذكر بعض اصحابنا أنّ له كتاباً مبّوباً في الحلال الحرام عن أبي عبد الله عليه

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٢٠ / ٢٦ .

( ٢ ) منهاج المقال : ٢٥ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٢٤ / ٣٨ .


 السلام ( ١ ) ، ثم ذكر عن شيخه طريقه إليه ، وعبارة الفهرست تقرب من كلامه .

ثم إن أسلم – بالضم – قبيلة من الأزد – وبالفتح – قبيلة من قضاعة ، وأقصى بفتح الهمزة والقاف والصاد المهملة ، كذا في تعليقة البهبهاني نقلًا عن مشايخه . وقال بعد ذلك : ثم ما فيه من أن العامة تضعفه لذلك ، يشهد على ذلك ما نقل عن صاحب ميزان الاعتدال ( ٢ ) : هو كذّاب رافضي ( ٣ ) .

٢١-  أصل إبراهيم بن محمد الأشعري القمي : وصرح بتوثيقه النجاشي ، وهو من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام ، إلّا أن الكتاب الذي عبرنا عنه بالأصل كما استظهره النجاشي يكون مشتركاً بينه و بين الفضل أخيه ، وكلام المعالم والفهرست والخلاصة عين كلامه ، إلّا أن الأولين لم يتعرضوا للتوثيق ،  لكن من تعرض عرض لتوثيقه أيضاً هو لسيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب كشف المحجة ، على ما حكي عنه .

٢٢-  كتاب أخبار المختار : للشيخ المحدث المروج الصالح السديد أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بم سعيد ابن مسعود الثقفي الأصفهاني ، وقد عبر عن هذا الشيخ بالألفاظ المذكورة ، السيد السند الأيد الجامع المحقق المتتبع صاجب المقامات العالية مؤلف كتاب روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات في مفتتح كتابه ، ثم قال : صاحب كتاب الغارات الذي ينقل عنه في البحار كثيراً ، أصله كوفي ، وسعيد بن مسعود أخو أبي عبيد بن مسعود عم المختار ، ولّاه أمير المؤمنين

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٤ / ١٢ .

( ٢ ) وببالي أنه الذهبي المنحوس ، ويوجد بعض عبائر ميزانه في مجالس المؤمنين ( منه قده ) ميزان الاعتدال ١ : ٥٧ / ١٨٩ .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ٢٦ .


المدائن ، وهو الذي لجأ إليه الحسن عليه السلام يوم ساباط . وكان الشيخ أبو إسحاق المذكور في زمن الغيبة الصغرى ، وله في الحكم والآداب والتفسير والتاريخ والأحداث والخطب والأخبار وغير ذلك نحو من خمسين مؤلفاً لطيفاً ، فصلها الرجاليون في فهارسهم المعتبرة – إلى أن قال – وقد توفى رحمه الله في حدود ثلاث وثمانين ومائتين من الهجرة المقدسة النبوبة على صادعها ألف سلام وتحية ( ١ ) ، إنتهى ما أردنا نقله من كتاب السيد المحقق الخوانساري الأصفهاني الموطن والمآب ، جزاه الله خيراً في يوم نقاش الحساب .

كتاب الإِمامة لهذا الشيخ الجليل كبير ، وله أيضاً كتاب الإِمامة صغير ، وكتاب أخبار عمر ، وكتاب أخبار عثمان ، و كتاب الأحداث ، وكتاب الاستنفار والغارات ، وكتاب أخبار زيد ، وكتاب ابن الزبير ، وكتاب الأشربة الكبير والصغير . ونسب هذه الكتب إليه في الفهرست ( ٢ ) ، والنجاشي أيضاً عدّ هذه الكتب من جملة تصانيفه ، وزاد : أخبار يزيد ( ٣ ) ، إلّا أن الشيخ قال : كتاب يزيد وأخباره ، وكتاب أخبار محمد وإبراهيم ، وكتاب أخبار من قتل من آل أبي طالب ( ٤ ) ، والشيخ عبر عنهما : بكتاب محمد وإبراهيم ، وكتاب من قتل من آل محمد ، ويأتي إشارة مني إليهما في مقامه إن شاء الله .

وقال النجاشي أيضاً : وانتقل أبو إسحاق هذا إلى أصفهان وأقام بها ، وكان زيدياً ثمّ انتقل إلينا ، ويقال : أنّ جماعة من القمييّن كأحمد بن محمد ابن خالد ( ٥ ) وفدوا إليه وسألوه الإِنتقال إلى قم فأبي ( ٦ ) .

_____

( ١ ) روضات الجنات : ١ / ٤ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٤ / ٧ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٦ / ١٩ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٤ / ٧ .

( ٥ ) والمراد به البرقي من أجلّاه علماء الحديث صاحب كتاب المحاسن . ( منه قده ) .

( ٦ ) رجال النجاشي : ١٦ / ١٩ .


وفي تعليقات البهبهاني : يظهر حسنه من اُمور : وفد القميين إليه ، وسؤال الإِنتقال إلى قم ، وإشارة الكوفيين بعدم إخراج كتابه ، وكونه صاحب مصنفات كثيرة ، وملاحظة أسامي كتبه وما يظهر منها ، وترحم الشيخ عليه . وقال خالي العلامة رحمه الله : له مدائح كثيرة ، ووثقه ابن طاووس رحمه الله . إنتهي . ثمّ قال : قلت معاملة معه ربما يشير إلى الوثاقة ( ١ ) .

٢٣- أصل إبراهيم بن مهزم الأسدي : الكوفي المعروف بابن أبي بردة ، يروي عن الصادق والكاظم عليهما السلام ، وهو من بني نصر ، وقد طعن في عمره ، كذا يستفاد من النجاشي ، وقال : له كتاب ، وصرح أيضاً بتوثيقة ، وقال : ثقة ثقة ( ٢ ) . والشيخ في الفهرست : له أصل ( ٣ ) . وهذا مما يؤيد صحة ما جعلنا هذا الباب عليه من تعبير الكتاب بالأصل ، إلّا أن النجاشي قال : يروي عن أبي عبد الله وعن رجل عن أبي عبد الله ( ٤ ) ، وضبط العلامة في خلاصته مهزم بفتح الزاء ( ٥ ) .

٢٤- أصل إبراهيم بن نصر القعقاع الجعفي : قال النجاشي : كوفي يروي عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، ثقة صحيح الحديث . قال ابن سماعة : بجلي . وقال ابن عبدة : فزاري له كتاب ( ٦ ) ، ثم مد طريقه إليه وإلى كتابه ، ثم ان القعقاع بالقافين المعجمتين أولهما مفتوحة ، وبالعين المهملة مرتين ، والألف الواقع في البين ، وأسند الشيخ الكتاب إليه في فهرسته متلواً بطريقه .

_____   

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ٢٦ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٢٢ / ٣١ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٩ / ٢١ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٢٢ / ٣١ .

( ٥ ) رجال العلامة : ٦ / ١٩ .

( ٦ ) رجال النجاشي : ٢١ / ٢٨ .         


٢٥-  أصل إبراهيم بن نصير : بضم النون وفتح الصاد المهملة وسكون الياء المثناة كزبير . قال في منهج المقال : الكشي : ثقة مأمون كثير الرواية ، الخلاصة فيمن لم يرو عن الأئمة عليهم السلام غير الترجمة ، ثم في الخلاصة : لم يرو عن الأئمة عليهم السلام ، وفي الفهرست : ابن نصير ، له كتاب ( ١ ) ، ثم أسند طريقه المنتهي إلى جعفر بن بشير إليه .

وفي تعليقة البهبهاني : في رواية جعفر بن بشير عنه إشعار بوثاقته ، وأسند عنه إشعار إلى قوته ، مضافاً إلى كونه ذا كتاب ، والكل مضى الإِشارة إليه في صدر الرسالة ( ٢ ) . إنتهى . فإنه عدّ من جملة أمارات المدح الاُمورالمذكورة في فوائده ، التي مهدها في أول التعليقة .

وعلى هذا الأصل ، كل الرجال المذكورة في هذا الكتاب تكون داخلة في جملة الممدوحين ، لو لم نقل بكونهم من الموثقين ، والله أعلم بحقيقة أمر المسلمين .

٢٦- أصل أبو الصباح : إبراهيم بن نعيم – كزبير – العبدي الكناني ، ينسب إلى بني كنانة لأنه نزل فيهم . قال النجاشي : كان أبو عبد الله عليه السلام يسمّيه الميزان لثقته ، ذكره أبو العبّاس في الرجال ، رأى أبا جعفر وروى عن أبي إبراهيم عليه السلام ، له كتاب . إنتهى ( ٣ ) . وبعد ذلك تعرض لذكر طريقه .

والظاهر من كلامه أن المراد بأبي جعفر هو الباقر عليه السلام لا الجواد عليه السلام كما في الخلاصة ، نظراً إلى عدم ذكر الشيخ له في أصحاب

_____

( ١ ) منهاج المقال : ٢٨ .

( ٢ ) تعليقة البهباني : ٢٨ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٩ / ٢٤ .


الجواد عليه السلام ، لكن في أصحاب الصادق عليه السلام ، وفي أصحاب الباقر عليه السلام : ابن نعيم العبدي ، يكنى أبا الصباح ، كان يسمى الميزان من ثقته . وقال له الصادق : أنت ميزان لا عين فيه ، له أصل ( ١ ) . ثم ذكر جملة ممن رواه . وفي فهرسته بعد ذكر كنيته : قال ابن عقدة : إسمه إبراهيم بن نعيم ، له كتاب ( ٢ ) . إنتهى . وهذا يؤيد أيضاً ما سلف منا الإِشارة إليه غير مرّة فليتأمّل .

وفي الكشي بسنده عن بعض الأصحاب ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لأبي الصباح الكناني : أنت ميزان . فقلت له : جعلت فداك إن الميزان ربما كان فيه عين ، قال : أنت ميزان لا عين فيه .

وبسنده عن بريد العجلي ، قال : كنت أنا وأبو الصباح الكناني عند أبي عبد الله عليه السلام ، فقال : كان أصحاب أبي والله خيراً منكم ، كان أصحاب أبي ورقاً لا شوك فيه ، وأنتم اليوم شوك لا ورق فيه . فقال أبو الصباح الكناني : جعلت فداك فنحن أصحاب أبيك ، قال : كنتم يومئذٍ خيراً منكم اليوم ( ٣ ) .

وفي هذا الخبر تصريح بأنه من أصحاب الباقر عليه السلام أيضاً ، فله الرواية عنه وعن أبي عبد الله وعن أبي إبراهيم الكاظم [ عليهم السلام ] ولم يدرك عصر أبي جعفر الجواد ، فما في الخلاصة الظاهر أنه سهو واشتباه ، والله العالم بحقائق الأشياء .

وفي تعليقة الرجال : فيه مضافاً إلى ما ذكر أنه عدّه المفيد رحمه الله في رسالته في الرد على الصدوق وأصحاب العدد : من فقهاء أصحابهم صلوات

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ١٠٢ / ٢ ، ٤٤ / ٣٣ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ١٨٥ / ٨١٦ .

( ٣ ) رجال الكشي ٢ : ٦٣٩ / ٦٥٤ ، ٦٥٥ .


الله عليهم ، والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام  والفتيا والأحكام ، وسنشير إلى عبارته في زياد بن المنذر فلاحظه .

وفي كشف الغمة عنه ، قال : صرت يوماً إلى باب الباقر عليه السلام ( فقرعت إليّ وصيفته ناهد ) ( ١ ) فضربت بيدي على ثديها ، وقلت لها : قولي لمولاك إني بالباب ، فصاح من داخل الدار : أدخل لا أُم لك ، فدخلت وقلت : يا مولاي ما قصدت ريبة ولكن أردت زيادة ما في نفسي ، فقال : صدقت لئن ظننتم أنّ هذه الجدران تحجب أبصارنا كما تحجب أبصاركم ، إذاً فلا فرق بيننا وبينكم ، فإياك أن تعاود لمثلها ( ٢ ) .

وهذا على تقدير الصحة غير مضر لوثاقته كما هو ظاهر ، إنتهى ( ٣ ) .

٢٧- أصل إبراهيم بن يزيد : قال النجاشي : إبراهيم بن يزيد المكفوف ، ضعيف ، يقال أن في مذهبه ارتفاعاً ، وله كتاب ( ٤ ) . وفي خلاصة العلامة : لا أعمل على روايته ( ٥ ) .

٢٨-  أصل إبراهيم بن يوسف الكندي الطحان : وهو من أصحاب الكاظم عليه السلام ( ٦ ) ثقة ، كذا قال العلامة ( ٧ ) . وفي فهرست الشيخ : له كتاب . وفي نسختي من النجاشي : له كتاب نوادر . فعلى هذا كان  المناسب أن نذكره في باب النون ، إلّا أنّ عي عبائر المنقول عنه اقتصر

_____

( ١ ) في المصدر : فقرعت الباب فخرجت إلّى وصيفة ناهد .

( ٢ ) كشف الغمّة ٢ : ١٤١ باختلاف يسير .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ٢٨ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٢٤ / ٤٠ .

( ٥ ) رجال العلامة : ١٩٨ / ٧ .

( ٦ ) في المصدر : روي عن الكاظم عليه السلام .

( ٧ ) رجال العلامة : ٦ / ٢٢ .



على ذكر  الكتاب فقط من دون ذكر نوادر ، فتأسيت بهم ذكره في هذا الباب .

٢٩-  كتاب اختصار بستان الحاضر والنديم : وهو للشيخ الأجل تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمّد بن صالح بن إسماعيل ، الكفعمي مولداً ، واللويزي محتداً ، والجبعي أباً ، والحارثي نسباً والتقي لقباً ، والإِمامي مذهباً .

قال في الرياض على ما حكي عنه : العالم الفاضل الفقيه الكامل المعروف بالكفعمي ، من أجّلة علماء الأصحاب ، وكان عصره متصلًا بزمن خروج الغازي في سبيل الله شاه إسماعيل الماضي الصفوي ، ويروي الكفعمي رحمه الله عن جماعة منهم والده ، ثم له عفى الله عنه يد طولى في أنواع العلوم ، سيّما العربية والأدب ، جامع حافل ، كثير التتبع في الكتب وكان عنده كتب كثيرة جداً واكثرها من الكتب الغربية اللطيفة المعتبرة . وسماعي أنه قدس سره ورد المشهد الغروي ، وأقام به وطالع في كتب خزانة الحضرة الغروية ، ومن تلك الكتب ألّف كتبه الكثيرة في أنواع العلوم ، ومن تلك الكتب مؤلّفاته ، وليس له هذه المؤلّفات الصفات المشتملة على غرائب الأخبار ، وبذلك صرح في بعض مجاميعه التي رأيتها بخطه رضي الله عنه ، وأنه كان معاصراً للشيخ زين الدين البياضي العاملي صاحب كتاب الصراط المستقيم بل كان من تلامذته ، قال في كتاب أمل الآمل : كان ثقة فاضلًا أدبياً شاعراً عابداً زاهداً ورعاً ، له كتاب منها المصباح والبلد الأمين ، وله شعر كثير ورسائل متعدّدة . إنتهى ( ١ ) . وعدّ سائر مؤلّفاته .

٣٠-  كتاب اختصار الغربيين : للهروي ، له قدس سره . في الرياض أيضاً : له مجموعة كبيرة كثيرة الفوائد مشتملة على مؤلّفات عديدة ، رأيتها بخطه في

_____  

( ١ ) رياض العلماء ١ : ٢١ باختلاف .


بلدة إيروان من بلدة آذربيجان ، وكان تأريخ إتمام كتابة بعضها في سنة ثمان وأربعين ثمانمائه لخمسٍ بقين من شهر رمضان ، وتأريخ بعضها سنة تسع و أربعين وثمانمائه ، وتأريخ بعضها سنة اثنين وخمسين ، وكان فيها عدّه كتب من مؤلّفاته أيضاً ، منها : كتاب اختصار الغربين للهروي .

٣١-  كتاب اختصار مغرب اللغة : للمطرزي ، عده أيضاً من جملة مؤلّفاته التي رآها بخطه في تلك المجموعة .

٣٢-  كتاب اختصار غريب القرآن : لمحمد بن عزيز السجستاني ، له أيضاً .

٣٣-  كتاب اختصار جوامع الجامع : للشيخ الطبرسي .

٣٤-  كتاب اختصار تفسير علي بن ابراهيم : له .

٣٥-  كتاب اختصار زبدة البيان : لليشخ زين الدين البياضي .

٣٦-  كتاب اختصار مجمع البيان : للطبرسي ، وهو الذي سماه : قراضة النضير في التفسير .

٣٧-  كتاب اختصار علل الشرائع : للصدوق رحمه الله .

٣٨-  كتاب اختصار القواعد الشهيدية :

٣٩-  كتاب اختصار كتاب المجازات النبوية : للسيد الرضي .

٤٠-  كتاب اختصار كتاب الحدود والحقائق : في تفسير الألفاظ المتداولة في الشرع وتعريفها ( ١ ) .

كل تلك المختصرات من جملة مؤلّفاته المندرجة في المجموعة المشار

_____

( ١ ) رياض العلماء ١ : ٢٢ .


إليها التي كانت بخطه .

٤١-  كتاب اختصار نزهة الألباء : في طبقات الأدباء ، تأليف كمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن سعيد الأنباري ، له أيضاً ، نسبه إليه في الرياض أيضاً ( ١ ) .

قال المحقّق البحراني : اللويزي بضم اللام وفتح الواو وسكون الياء المثناة التحتانية والزاي ، نسبة إلى لويزة قرية من جبع وهي الآن خربة ، ولكن جبع معمورة ، هكذا وجدته بخط الشيخ علي سبط الشهيد الثاني .

والجبعي بضم الجيم وسكون الباء الموحدة والعين المهملة أيضاً ، لنسبته إلى جبع ، وهي على ما قيل : قرية من قرى جبل عامل ، وقيل : أبو هذه القبيلة من أهل جبل عامل ، فلاحظ ، ويؤيد الأخير قول : الكفعمي الجبعي أباً . ويقال أيضاً : الجباعي من باب زيادات النسب .

والحارثي لنسبته إلى حارث همدان الذي كان من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام ، المخاطب بالأبيات المشهورة .

وله من الأشعار والنظم كثير في أنحاء فنون الشعر ، ولا سيما فيما يتعلق بصناعة البديع ، وكذا نثره وخطه ورسائله فإنها أيضاً غزيرة في الغاية ، وكلها في نهاية الحسن واللطافة والطرافة ، يشهد بذلك تتبع مؤلفاته ولا سيما مطاوي كتاب فرج الكرب وفرح القلب . وله من منظوماته قصائد في مدح النبي صلّى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام ، وفي مقتل الحسين عليه السلام ، ومن جملتها أرجوزة مشتملة على ألف بيت في مقتل الحسين عليه السلام وأصحابه ومن قتل معه من أهل بيته بأسمائهم وأشعارهم .

قال في كتاب فرج الكرب المشار إليه : أنه لم يصنف مثل تلك الأُرجوزة

_____

( ١ ) رياض العلماء ١ : ٢٣ .


في معناها ، مأخوذة من كتب متعددة ومظان متبددة ( ١ ) ، انتهى ( ٢ ) .

وفي الروضات حكاية عجيبة و قصة غريبة مدهشة في ترجمة هذا الشيخ نقلها موجب لتذكر أهل الإِيمان و الإِستعداد للنشأة الباقية ، قال : وحكى لي بعض أفاضل الثقات من سادات جبل عامل متعنا الله بدوام عمره وأفضاله عن بعض ثقات تلك النواحي من عجيب ما اتفق فيهم قريباً من هذه الأعصار ، أنّ حرّاثاً منهم كان يكرب الأرض بثوره فاتفق أن اتصل رأس جارّته حين الكراب بصخرة عظيمة اقتلعها من الأرض ، فإذا هو من تحتها بجثمان مكفون قد رفع رأسه من التراب كالمتحير الفرق المستوحش ينظر مرة عن يمينه واُخرى عن شماله ، ويسأل من كان عنده : هل قامت القيامة ؟ ثم سقط على وجهه في موضعه ، فاُغمي على الرائي من عظم الواقعة ، فلما أفاق من غشيته وجعل يبحث عن حقيقة الأمر رأي مكتوباً على وجه تلك الصخرة صفة صاحب العنوان ، هذا إبراهيم بن علي الكفعمي رحمه الله ( ٣ ) .

وأما شرح سائر مصنّفاته الجياد وتأليفاته السداد فموكول بيانها الى الأبواب الآتية فانتظرها إن شاء الله تعالى .

٤٢-  أصل أبان بن عثمان الأحمر البجلي : وهذا الرجل هو الشيخ الفقيه المعظم المقدم من كبراء أصحاب الصادق والكاظم  عليهما السلام ، ذكره الرجاليون في فهارسهم وكتبهم ، فالأولى أن نثبت مأخذ ما نسبناه إليه من هذا الأصل الأصيل .

قال الشيخ في الفهرست : وله أصل ، أخبرنا به عدة من أصحابنا ، عن أبي المفضل محمّد بن عبيد الله الشيباني ، عن أبي جعفر محمد بن بطة ،

_____

( ١ ) في المصدر : مقيدة .

( ٢ ) كشكول البحراني ١ : ٢٩٦ .

( ٣ ) روضات الجنات ١ : ٢٢ .


عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محسن بن أحمد عن أبان . انتهى ( ١ ) .

وهذا الأصل غير كتاب جامعه الآخر المنصوص عليه في الرجال ، فإنه – كما يظهر من الشيخين الجليلين النجاشي والطوسي قدس سرهما – كتاب كبير حسن يجمع المبتدأ والمبعث والمغازي والوفاة والسيقفة والردة .

ولما اختلفت كلمات أرباب هذا الفن في شأن الرجل ، وتوثيقة وفساد مذهبه ، فبالحري أن ننقل كلام النجاشي الضابط الأضبط في ترجمته أولاً ، ثم نشير إلى أنه من أجلّاء مشايخ فقهاء الإِمامية ، ولا ريب في ساحة جلاله بشيء يشبه الذم أصلًا على أنه من الطبقات الثانية ، ممن انعقد إجماع العصابة المهتدية على تصحيح رواياتهم .

قال رحمه الله : أبان بن عثمان الأحمر البجليّ مولاهم ، أصله كوفيّ كان يسكنها تارةً ، وقد أخذ عنه أهلها أبو عبيدة معمر بن المثنّى وأبو عبد الله محمّد بن سلّام ، وأكثروا الحكاية عنه في أخبار الشعراء والنسب والأيّام . روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى عليهما السلام ، له كتاب حسن كبير يجمع المبتدأ والمغازي والوفاة والردّة ( ٢ ) ، ثم ذكر طرقه الجليلة إليه . وأما أنه من الفقهاء ومعدود من المشايخ ، فيظهر من عبارة الكشي المحكي عنه في أصحاب الإِجماع في الخلاصة حيث قال : إن أبا عمرو الكشي قال : إن العصابة أجمعت على تصحيح ما يصح عن أبان بن عثمان والإِقرار له بالفقه ( ٣ ) . إنتهى .

وأما ما نسبوه إليه من كونه من الناووسية ، فشيء ضعيف لا يعبأ به أصلًا لوجوه :

_____

( ١ ) فهرست الشيخ : ١٨ / ٥٢ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٣ / ٨ .

( ٣ ) رجال الكشي ٢ : ٦٧٣ / ٧٠٥ ، رجال العلامة : ٢١ / ٣ .


الأول : أنّ المحكي عن كتاب الفصول للشيخ السديد الشيخ محمد بن النعمان المفيد ، أن الناووسي هو من وقف على جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام ، ولم يقل بإمامة من كان بعده من أولاده الطاهرين ، ولا بأس بنقل ألفاظه الشريفة .

قال الشيخ : ثم لم تزل الإِمامية على القول بنظام الإِمامة حتى افترقت كلمتها بعد وفاة أبي عبد الله عليه السلام حي لم يمت ولا يموت حتى يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلًا كما ملئت ظلماً وجوراً لأنه القائم المهدي ، وتعلقوا بحديث رواه رجل يقال له عنبسة بن مصعب ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : إن جاء كم من يخبركم عني بأنه غسلني وكفنني ودفنني فلا تصدقوه . وهذه المقالة رجل من أهل البصرة يقال له : عبد الله  بن ناووس ، انتهى ( ١ ) .

ومن البيّن الواضح أن الرجل الواقف على الصادق عليه السلام بحيث يعتقد القائمية والمهدوية فيه لا يروي عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام قطعاً ، وقد عرفت في ترجمة النجاشي له ما هو حق للمنصف الخبير .

الثاني : أن النجاشي الشيخ المعظم في هذا الفن لم يعترض لذكر هذه النسبة أصلاً ، وهذا دليل قوي على عدم صحة هذه النسبة لما صرحوا في ترجمة  هذا الشيخ ، بأنه مقدم كل الرجاليين في الضبط والتبحر وشدة الاطلاع ونهاية الإِضطلاع بحيث يقدمون كلامه على سائر الكلمات ويستندون إليه عند الشبهات ، وكتابي الشيخ أيضاً ساذجين ( ٢ ) عن هذه النسبة خالصين عن تلك التهمة .

_____

( ١ ) الفصول المختارة : ٢٤٧ .

( ٢ ) يقصد بها المؤلف : صافيين خاليين .


الثالث : أنّ أول من نسب هذا الشيخ المعظم والفقيه المقدّم إلى هذه النسبة الرديئة – كما يظهر من كلام الكشي – هو علي بن الحسن بن فضال الفطحي ، وهذا لا يعارض الإِجماع المنقول في حقّه ، ولا سائر كلمات أرباب الرجال ، على أنّ إثبات الجرح بكلام من هو مجروح أيضاً من الغرائب ، ولا يقدم على ذلك أحد من أهل الردود ، وهذا كما قيل : ويل لمن كفّره نمرود .

وقال الشيخ المحقّق شيخ سليمان في المعراج : قول علي بن الحسن لا يوجب جرحه ، لأنه فطحي لا يقبل جرحه لمثل هذا الثقة الجليل ( ١ ) . وفي المعالم : وما جرح به لم يثبت ، لأنّ الأصل فيه علي بن الحسن ، والمتقرر في كلام الأصحاب أنه من الفطحية ، فلو قبل طعنه في أبان لم يتجه المنع من قبول رواية أبان ، إذ الجرح ليس إلّا بفساد المذهب ، وهو مشترك ، بين الجارح والمجروح ، إنتهى ( ٢ ) .

الرابع : أنّ المحقّق الأردبيلي أظهر في شرحه على الإِرشاد أنّ مبنى ذلك الكلام مصحّف فيه ووقع تحريف عجيب فيه ، حيث قال : غير واضح كونه ناووسيّاً ، بل قيل : وكان ناووسيّاً . وفي الكشي الذي كان عندي : قيل كان قادسيّاً ، أي من القادسية ، فكأنه تصحيف ، إنتهى ( ٣ ) . فبمجرد هذا الاحتمال يسقط الكلام عن أهلية الإِستدلال .

الخامس : ما يظهر عن الشيخ الثقة ثاني الصدوقين في كتابي الأمالي والخصال ، حيث عدّ الرجل من المشايخ ، مقدماً له على سائر أقرانه ، ونقل عنهم حديثاً على أن عدد الأئّمة إثنى عشر ، حيث روي عن أبي عمير في

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ١٧ ( بتوسط ) .

( ٢ ) تعليقة البهبهاني : ١٧ ( « ) .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ١٧ ( « ) .


الصحيح ، قال : حدثني جماعة من مشايخنا منهم أبان بن عثمان وهشام بن سالم ومحمد بن حمران . . . الحديث ( ١ ) .

وفي التعليقات ، وفيه شهادة على وثاقته بل وجلالته أيضاً ، حيث عدّه من جملة مشايخه وذكره في عدادهم ، بل وقدّمه عليهم ، ثم ذكر جملة من مؤيدات وثاقته وأمارات عدالته بروايات الأجلاء الثبت الثقات عنه .

وقال في الروضات في مقام المتقلبين بالأحمر : أولهم أبان بن عثمان الأحمر البجلي الكوفي الؤلؤي ، الذي هو من أكابر رجال الشيعة  وفقهاء أصحاب جعفر بن محمد الصادق ( ٢ ) . . . إلى آخر ما قال ، وقريب ، عمّا قدمناه  في المقال .

فظهر من ذلك كلّه أن الطريق إلى ذلك الرجل يكون من الصحاح ، ومعدود في القسم الأول من أقسام الحديث ، الذي يعبّر فيه ، ولهذا عُدّ في بعض المقامات طريق الصدوق إلى أبي مريم الأنصاري وعلاء بن سيابة مع أنّ أبان بن عثمان فيه من الأصحاء ، واعتراض البعض على ذلك مزيف مردود بما فيه كفاية للألبّاء وليس ذلك إلّا لكون أبان من جملة المشايخ الأجلّاء .

٤٣- كتاب الأشربة ما حلل منها وما حرّم : وهذا الكتاب للشيخ الجليل أحمد بن إبراهيم أبي رافع بن عبيد بن عازب ، أخي البراء بن عازب الأنصاري . قال النجاشي في حقه : أصله كوفي سكن بغداد ، وكان ثقة في الحديث صحيح الاعتقاد ( ٣ ) . وعدّ من كتبه هذا الكتاب . وفي تعليق الرجال ربما يشير إلى وثاقته كونه من مشايخ الإِجازة ، وكذا رواية الأعاظم الثقات

_____

( ١ ) أمالي الصدوق : ١٥ / ٢ ، الخصال : ٢١٨ / ٤٣ .

( ٢ ) روضات الجنات ٣ : ٢٨١ / ٢٩١ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٨٤ / ٢٠٣ .


عنه ، كما ذكره فيمن لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام . إنتهى .

وأما عبارة المعالم فهكذا : إبراهيم بن أبي رافع الصيمري ( ١ ) ، منه ( ٢ ) . يكنى أبا عبد الله روى عنه التلعكبري ، وقال : كنا نجتمع ونتذاكر ، وروى عني ورويت عنه ، وأجاز لي جميع رواياته ، وأخبرنا عنه الحسين بن عبيد الله ومحمد بن محمّد بن النعمان وأحمد بن عبدون وابن عزور ( ٣ ) .

أقول : وفي رسالة الفيض القدسي في أحوالات المجلسي بعد ذكر رواية السيد علي خان شارح الصحيفة عن العلامة ، [ المجلسي ] وهكذا صاحل الوسائل ، وقد تقدم أن العلامة المجلسي رحمه الله أيضاً يروي عنهما ، وهذا القسم من الرواية يسميه أهل الدراية بالمُدَبَّج – بضم الميم وفتح الدال المهملة وتشديد الباء الموحدة والجيم أخيراً – مأخوذ من ديباجة الوجه ، كأن كل واحد يبذل ديباجة وجهه للآخر ويروي عنه ، وقد وقع ذلك للقدماء كثيراً ، توسعاً في الطرق ، وتفنناً في النقل ، وضماً لبعض الأسانيد إلى بعض . إنتهى .

٤٤- كتاب أخبار صاحب الزنج : وهو لأحمد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلى ، كذا في منهج المقال ( ٤ ) ، وفي نسختي من النجاشي : أحمد ابن محمد بن إبراهيم بن أحمد . . إلى آخر نسبه ، يكنى أبا بشر بصره – إلى أن قال : –               

_____

( ١ ) معالم العلماء : ١٩ / ٨٧ .

( ٢ ) أقول : الصيمر : بفتح الصاد المهملة وسكون الياء التحتانية وضم الميم وبعدها راء ، كذا في الخلاصة [ ١٧ / ٢٤ ] وفي بعض المواضع المعتبرة : « الصيمر كلحيدر ، وقد تضم ميمه – كما في القاموس – [ ٢: ٧٢ ] بلد بين خوزستان الأهواز وبلاد الجبل » التي هي واقعة بين آذربيجان وعراق العرب وخوزستان ، وفارس وبلاد الديلم ، وقاعدتها دار السلطنة أصفهان . وعن رجال ابن داود [ ٣٥ / ٥١ ] أنّ الصيمر بفتح الميم بلدة من أرض مهرجان على خمس مراحل من الدينور ، والصيمر أيضاً بالبصرة على فم نهر هذا . إنتهى . ( منه قده ) .

( ٣ ) رجال الشيخ : ٤٥٥ / ٤١ .

( ٤ ) منهاج المقال : ٣٠ .


وكان ثقة في حديثه ، حسن التصنيف ، وأكثر الرواية عن عامة الأخباريين ، وكان جدّه المعلّى من أصحاب صاحب الزنج والمختصين به ، وروى عنه وعن عمّه أخبار صاحب الزنج ، ثم عدّ من كتبه الكتاب ، وله أيضاً كتاب يناسب الباب وهو :

٤٥-  كتاب أخبار السيد : ( ١ ) أي السيد الحميري الشاعر الجليل الناصر للأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ، ثم إنّ في المهنج : وكان ابن محمد سهو في الخلاصة كما هو محتمل في ابن أحمد في الباقي أيضاً ، وقد عرفت ما فيه ( ٢ ) .

٤٦-  كتاب أسماء الجبال والمياء والاودية : وهذا الكتاب لأحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود بن محدون ، قال النجاشي بعد ذكر نسبه : الكتاب النديم ، شيخ أهل اللغة ووجههم ، اُستاذ أبي العبّاس قرأ عليه قبل ابن الأعرابي ، وكان خصيصاً بسيّدنا أبي محمّد العسكري عليه السلام وأبي الحسن عليه السلام قبله ( ٣ ) ، إنتهى ، وعبارة العلامة قريبة منه بزيادة ثعلب بعد أبي العباس ، وبعد الأعرابي : وتخرج من يده ( ٤ ) ، والفهرست هكذا إلّا بزيادة : وله معه مسائل وأخبار بعد ابن الأعرابي ( ٥ ) .

٤٧-  كتاب أشعار بني قرّه بن همام : بالميم ، كذا في نسختي التي لاتخلو عن اعتبار ، وهذا أيضاً للشيخ أبو عبد الله المتقدم صاحب كتاب أسماء الجبال ، وعدّ من جملة كتبه شيخنا النجاشي ( ٦ ) دون سائر أصحاب

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٩٦ / ٢٣٩ باختلاف .

( ٢ ) منهاج المقال : ٣٠ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٩٣ / ٢٣٠ .

( ٤ ) رجال العلامة : ١٦ / ١٥ .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ٢٧ / ٧٣ .

( ٦ ) رجال النجاشي : ٩٣ / ٢٣٠ .


الفهرستات . وممن تعرض لذكره الجميل سيدنا المتأخر ، وفقيهنا المتحبر ، أفضل المتتبعين ، وأكمل الجامعين ، آية الله في الخلق أجمعين ، صاحب روضات الجنّات في الباب الثاني من الباب الأول من المجلّد الأول ، في جملة الأحامدة من فضلاء الفريقين ، وكلامه قدس سره قريب مما ذكرنا ( ١ ) .

وفي تعليق الرجال : والمراد بأبي العباس المذكور في كلام النجاشي أحمد بن يحيى النحوي المعروف بثعلب ، ويمكن كونه المبرد ، فإنه يكنّى أبا العباس أيضاً ، واسمه محمّد بن يزيد ، إلّا أن المصرّح به في الخلاصة هو الأول ، كذا في المعراج . إنتهى .

٤٨-  كتاب أحاديث الشمس والقمر : وهذا الكتاب لأحمد بن أبي زاهر ، واسم أبي زاهر ، موسى أبو جعفر الأشعري القمي ، مولى ، كان وجهاً بقم ، وحديثه ليس بذالك النقي ، وكان محمد بن يحيى العطّار أخصّ أصحابه به وصنّف كتباً ، ثم عدّ منها هذا الكتاب – إلى أن قال : – أجازنا ابن شاذان عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عن أبيه بجميع كتبه ، كذا قال النجاشي ( ٢ ) . وتعرض أيضاً لذكره الشيخ في الفهرست في باب من لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام ، مع اختلاف قليل .

ثم إن من الفوائد المناسبة للمقام التي كثيراً ما نحتاج إليها في تضاعيف أحوال الرجال ما ذكره المحقّق البهبهاني في فوائده ، التي رتبها على تعليقة الرجال في ضمن أمارات المدح التي صدرت من الرجاليين ، قال بهذه العبارة  : ومنها قولهم :  مضطرب الحديث ، ومختلط الحديث ، وليس بنقي الحديث – إلى أن قال :  – وليس حديثه بذاك النقي ، وهذه وأمثالها ليست بظاهرة في القدح في العدالة لما مرّ في قولهم ضعيف – إلى أن قال – : فليست من

_____

( ١ ) روضات الجنات ١ : ١٩٥ / ٥١ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٨٨ / ٢١٥ .


أسباب الجرح وضعف الحديث على رواية المتأخرين ، نعم هي أسباب المرجوحية معتبرة في مقامها كما أشرنا في الفائدة الاُولى ، ثم لا يخفى أن بينها تفاوتاً في المرجوحية فالأول أشد بالقياس إلى الثاني وهكذا ( ١ ) .

وقال أيضاً – في قولهم ضعيف – : وترى الأكثر يفهمون منه القدح في نفس الرجل ويحكمون به بسببه ، ولا يخلو عن ضعف ، لما سنذكر في داود ابن كثير وسهل بن زياد وأحمد بن محمّد بن خالد ، ( ٢ ) جعل كثرة الإِرسال ذمّاً وقدحاً ، وفي جعفر بن محمَد بن مالك الرواية عن الضعفاء والمجاهيل من عيوب الضعفاء – إلى أن قال : – وبالجملة كما أن تصحيحهم غير مقصور على العدالة فكذا تضعيفهم غير مقصور على الفسق ، وهذا غير خفي على من تتيع وتأمل .

وقال جدي رحمه الله : نراهم يطلقون الضعيف على من يروي عن الضعفاء ويرسل الأخبار . إنتهي .

ولعل من أسباب الضعف عندهم ، قلّة الحافظة ، وسوء الضبط ، والراوية من غير إجازة ، والرواية عمّن لم يلقه ، واضطراب ألفاظ الرواية ، وإيراد الرواية التي ظاهرها الغلو أو الجبر أو التشبيه وغير ذلك ، كما هو في كتبنا المعتبرة – إلى أن قال : – وكذا من أسبابه رواية فاسدي العقيدة عنه ، وعكسه ، بل وربما كان مثل الرواية بالمعنى ونظائره سبباً ، وبالجملة أسباب قدح القدماء كثيرة ، وسنشير إلى بعضها ، وغير خفي أنّ أمثال ما ذكر ليس منافياً للعدالة ( ٣ ) ، إنتهى ما أردنا نقله .

فظهر من مجموع ما ذكر أن صاحب الكتاب الذي قال في حقه

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ٩ .

( ٢ ) في المصدر زيادة : وفي إبراهيم بن يزيد .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ٨ .


النجاشي : وحديثه ليس بذاك النقي ( ١ ) ، ليس معدوداً من جملة الضعفاء ، بل سبب ذلك الكلام إنما يكون أحد الاُمور المعدودة التي لا تنافي العدالة ، بل كلامه قبل ذلك : كان وجهاً بقم ، يشعر بالتوثيق ، فإنً جلالة قدر القميين وعظم شأنهم لايخفى على أحد ، ولا يكون فيها أحد وجهاً إلامن كان موصوفاً بالعدالة والثقة ، على أنّ اختصاص محمّد بن يحيى العطار به من بين أصحابه يؤيد التوثيق ، فإنه كما قال النجاشي في ترجمته : شيخ أصحابنا في زمانه ، ثقة عين كثير الحديث ، وله كتب ( ٢ ) ، سيجيء إن شاء الله منا الإِشارة إليها ، وهو من مشايخ الكليني صاحب جامع الكافي ، وكفاه هذا شأناً وجلالةً وتوثيقاً ورفعةً ، اللّهم ارزقنا التوفيق وحسن العاقبة بحق محمّد وعترته الطاهرة .

٤٩- كتاب الأمثال : وهو لأحمد بن إسماعيل بن عبد الله أبو علي ، بجلي عربي من أهل قم ، الملقب بسمكة . قال النجاشي : كان من أهل الفضل والأدب والعلم ، ويقال : إن عليه قراً أبو الفضل محمّد بن الحسين بن العميد ، وله عدّة كتب لم يصنّف مثلها . وكان إسماعيل بن عبد الله من غلمان أحمد بن أبي عبد الله البرقي – إلى أن قال : – له كتاب الأمثال كتاب حسن مستوفى ( ٣ ) .

وذكره في الخلاصة ، والشيخ في فهرسته ، وقال الأول : هذا خلاصة ما وصل إلينا في معناه ، ولم ينص علماؤنا عليه بتعديل ، ولم  يرد فيه جرح ، فالأقوى قبول روايته لسلامتها عن المعارض ( ٤ ) . وفي المقام كلمات ، لبعض الأعلام تركناها لمقامٍ آخر إن وقفنا الله تعالى بوصوله .

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٨٨ / ٢١٥ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٣٥٣ / ٩٤٦ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٩٧ / ٢٤٢ .

( ٤ ) رجال العلامة : ١٦ / ٢١ .


٥٠-  كتاب الإِمامة : لأحمد بن إسماعيل الفقيه ، قال الشيخ في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام : أحمد بن إسماعيل الفقيه صاحب كتاب الإِمامة من تصنيف علي بن محمّد الجعفري ، روي عنه التلعكبري إجازة ( ١ ) ، إنتهى .

وفي تعليقة الرجال : الوصف بالفقيه يشعر إلى الوثاقة ، وكذا كونه شيخ إجازة ، كما مرّ في الفائدة الثالثة . ونحن ننقل ما أفاده في الفوائد أداءً لحق الرجل الجليل ، قال في مقام عدّ أمارات الوثاقة والمدح والقوة : منها كون الرجل من مشايخ الإِجازة ، والمتعارف عدّه من أسباب الحسن ، وربما يظهر من جدّي رحمه الله دلالته على الوثاقة ، وكذا من المصنف في ترجمة الحسن  ابن علي بن زياد ، وقال المحقق البحراني : مشايخ الإِجازة في أعلي درجات الوثاقة والجلالة ( ٢ ) . . . إلى آخر ما أفاده قدّس سرّه .

وفي روضات المحقق الخوانساري في ضمن أحوال الصدوق ، ونقل الأقوال في توثيقة نقلًا عن دراية الشهيد بهذه العبارة : ولنعم ما أفاده الشهيد رحمه الله في شرح درايته في مثل هذا المقام ، من أن مشايخ الإِجازات لا يحتاجون الى التنصيص على تزكيتهم لما اشتهر في كل عصرٍ من ثقتهم وورعهم ( ٣ ) ، إنتهى .

ووضوح هذا الأمر غير خفي على أحد ، فلا فائدة مهمة في الاشتغال بتوثيق مشايخ الإِجازات من كل دهور ، والله عالم بحقائق الاُمور .

٥١-  أصل أحمد بن الحارث : قال النجاشي في حقه  : كوفي ، غمز أصحابنا فيه ، وكان من أصحاب المفضّل بن عمر ، أبوه روى عن أبي

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ٤٤٦ / ٥٠ .

( ٢ ) تعليقة البهبهاني : ٩ الفائدة / ٣ .

( ٣ ) روضات الجنات ٦ : ١٣٢ / ٥٧٤ .


 عبد الله عليه السلام ، له كتاب ( ١ ) . وفي خلاصة العلامة : أحمد بن الحارث الأنماطي من أصحاب الكاظم واقفي ( ٢ ) ، وصرح الكشي أيضاً بوقفه ، وفي رجال الشيخ ، مذكور بعنوان ( ابن الحارث الأنماطي ) من رجال الكاظم تارةً و اُخرى احمد بن الحارث واقفي ( ٣ ) ، وفي الفهرست نسب إليه الكتاب .

٥٢-  كتاب الأمالي : وهذا الكتاب كما ذكره الشيخ منتجب الدين القمي في فهرسته : للشيخ الثقة النقي أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي نزيل الري ، والد الشيخ الحافظ عبد الرحمن ، عدل ديّن عين ، قرأ على السيدين المرتضى والرضي والشيخ أبي جعفر رحمهم الله ، له الأمالي في الأخبار أربع مجلدات – إلى أن قال : – أخبرنا بها الشيخ أبو جعفر الإِمام السعيد ترجمان كلام الله تعالى جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي بن محمّد بن أحمد الخزاعي الرازي النيسابوري ، عن والده ، عن جدّه عنه ( ٤ ) . إنتهى . وممن تعرض لذكره الشريف نقلاً عن هذا الفهرست اللطيف صاحب الرجال الكبير ، ومن المتأخرين صاحب أمل الآمل في القسم الثاني منه .

٥٣-  كتاب الاحتجاج : لأبي جعفر الأهوازي ، وهو كما ذكره النجاشي : أحمد بن الحسين بن سعيد بن حمّاد بن سعيد بن مهران – مولى علي بن الحسين عليه السلام – أبو جعفر الأهوازي الملقّب دندان ، روى عن جميع شيوخ أبيه إلّا حمّاد بن عيسى فيما زعم أصحابنا القميّون ، وضعّفوه وقالوا : هو غالٍ ، وحديثه يعرف ويُنكر ، له كتاب الإِحتجاج ( ٥ ) . ثم عدّ

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٩٩ / ٢٤٧ .

( ٢ ) رجال العلامة : ٢٠٢ / ٥ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ٣٤٣ / ١٩ ، ٣٤٤ / ٣٢ .

( ٤ ) فهرست منتجب الدين : ٧ / ١ باختلاف .

( ٥ ) رجال النجاشي : ٧٧ / ١٨٣ .



ذلك من أقوى أمارات وثاقته ، وأقصى علامات ديانته ، والله أعلم بسريرته وعلانيّته .

٥٤ – كتاب الأنبياء : وهذا الكتاب أيضاً لهذا الرجل المقدّم الجليل الذي كثر فيه القال والقيل ، ونسب إليه النجاشي في فهرسته هذا الأصل الأصيل ، وهو لنا وللرجاليين نعم الدليل الإراءة الطريق و إهداء السبيل ، والله عالم بما في سرنا ، وهو حسبي ونعم الوكيل .

٥٥ – كتاب الأوائل : لأبي يحيى أحمد بن داود بن سعيد الفزاري الجرجاني ، ذكره النجاشي في آخر كتابه في باب الكنى ، قال : قال الكشي : كان من أجلّ أصحاب الحديث ، ورزقه الله هذا الأمر، وصنّف من الردّ على الحَشوِيّة تصنيفاً كثيراً( ۱ ) ، وعدّ من كتبه ذلك . وفي فهرست الشيخ على ما حكي عنه بعد ذكر اسمه : ( وكان من أجلّة أصحاب الحديث )( ۲ ) من العامة ، رزقه الله هذا الأمر ، وله تصنيفات كثيرة في فنون الاحتجاجات ( ۳ ) .

٥٦ ـ كتاب إستنباط الحَشوِيّة : وهو أيضاً لصاحب العنوان المقدم ، نسب إليه النجاشي والكشي أيضاً ذلك الكتاب ، وفي كلام الكشي مثل ما تقدم وزاد : ألف من فنون الاحتجاجات كتباً ملاحا ( ٤ ) ، ثم ذكر حكاية ابتلائه وسعاية بعض له تركناها لمحل آخر .

٥٧ – أصل أحمد بن رباح بن أبي نصر السكوني : مولى ، روى عن الرجال ، له كتاب ، كذا في كلام النجاشي ، متلو بذكر طريقه

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٤٥٤ / ١٢٣١ .

(۲) في المصدر : وكان من جملة أصحاب الحديث .

(۳) فهرست الشيخ : ٣٣ / ٩٠

(٤) رجال الكشي ٢ : ٨١٣ / ١٠١٦ .


المنتهى إلى ( علي بن الحسن الطاطري ) ( ۱ ) عنه ( ۲ ) . وفي فهرست الشيخ : ابن رباح ، له كتاب يرويه عنه جماعة . وفي حاشية الرجال : أقول : في رواية الطاطري عنه إشعار بوثاقته ، وفي رواية الجماعة عنه إشعار بالاعتماد به ، وكذا في روايته عن الجماعة ، والكل مرّ الإِشارة إليه الفائدة الثالثة ( ٣ ) ، إنتهى .

٥٨ ـ أصل أحمد بن رزق الغُشماني : وهو بضم والشين المعجمة والنون بعد الألف ، قال النجاشي : بجلي ، ثقة ، له كتاب يرويه عنه جماعة ( ٤ ) ، وطريقه مذكورة إليه بعده .

٥٩ – كتاب إثبات الوصية : وهو على ما في معالم شهر آشوب لأحمد بن رميح ، وله كتاب آخر يأتي إن شاء الله ذكره في باب الـذال

المعجمة .

٦٠ – أصل أحمد بن سليمان الحَجّال : ذكره النجاشي وقال : له كتاب ( ٥ ) ، وأرقى طريقه إليه من دون تعرضٍ للمدح والذم . وفي منهج الرجال : واقفي لم يرو عنه البرقي ، وفي فهرست الشيخ : له كتاب أخبرنا به عدّة من أصحابنا ( ٦ ) ، إلى آخر الطريق ، وفي هذا الكلام إشعار ، بوثاقته كما سبق نقله في أحمد بن رباح في رواية الجماعة عنه .

٦١ – أصل أحمد بن عائذ : بالذال المعجمة ، قال النجاشي : أحمد بن عائذ بن حبيب الأحمسي الكوفي البجلي ، مولىً ، ثقة ، كان

_____

( ١ ) في المخطوط : حسن بن علي الطاطري .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٩٩ / ٢٤٩ .

( ٣ ) تعليقة البههاني : ٣٦ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٩٨ / ٢٤٣ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ١٠٠ / ٢٥١ .

( ٦ ) منهاج المقال : ٣٧ .

صحب أبا خديجة سالم بن مُكرم ، وأخذ عنه وعرف به ، وكان حلّالًا ، له کتاب ( ١ ) وعن الكشي : قال محمد بن مسعود : سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضّال ، عن أحمد بن عائذ ، كيف هو ؟ قال : صالح ، كان يسكن بغداد ، وقال أبو الحسن : أنا لم ألقه ( ٢ ) . بقي معنى كان حلّالاً ، قال في مجمع البحرين : الحَلّ بالتشديد : دهن السمسم ومنه الحَلّال بالتشديد أيضاً ( ٣ ) .

٦٢ – كتاب أنساب نصر بن قعين وأيامهم وأشعارهم : للشيخ الضابط الثقة الجليل أبو الحسين ، أو أبو العباس ، أو أبو الخير ، أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي الأسدي ، المعروف بابن الكوفي ، واشتهار الرجل بين الطائفة الحقة كالشمس في رابعة النهار ، ووثّقه العلامة وغيره ، وقرأ على المفيد والسيد ، وتوفي سنة خمسين وأربعمائة .

وهذا الشيخ عقد لنفسه في كتابه ترجمتين ، يفهم منهما غير العارف بأحواله التعدد ، وليس كذلك ، بل كليهما عنوان لنفسه ، ففي الأول منهما مد شجرته الشريفة إلى النجاشي المالك للأهواز الذي كتب إليه أبو عبد الله رسالته المشهورة ، وفي الثاني ذكر نفسه منتسباً إلى جدّه عباس ، وعـدّ مصنفاته جزاه الله تعالى جزاء المحسنين بحق محمد وآله أجمعين .

٦٣ – كتاب الأربعين في فضائل الزهراء عليها السلام . وهذا الكتاب على ما قاله محمّد بن شهر آشوب لأبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن ، وهو عامي ( ٤ ) .

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٩٨ / ٢٤٦ .

( ٢ ) رجال الكشي ٢ : ٦٥٣ / ٦٧١ .

( ٣ ) مجمع البحرين ٥ : ٣٥٣ .

( ٤ ) معالم العلماء : ٢٥ / ١٢٤ .


٦٤ – كتاب أخبار السيد بن محمد : وهو للشيخ أبي عبد الله أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز . قال النجاشي : شيخنا المعروف بابن عبدون ، له كتب ، منها : أخبار السيد بن محمد – إلى أن قال : . – أخبرنا بسائرها ، وكان قويّاً في الأدب ، قد قرأ كتب الأدب على شيوخ أهل الأدب ، وكان قد لقي أبا الحسن علي بن محمد القرشي المعروف بابن الزبير ، وكان علواً في الوقت ( ۱ ) ، إنتهى .

وفي كلام العلامة نقلاً عن شيخ الطائفة : يعرف بابن الحاشر ( ٢ ) ، وهو كثير السماع والرواية ، سمعنا منه وأجاز لنا جميع ما رواه ، مات سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة .

وممن تعرض لذكره أيضاً من المتأخرين صاحب لؤلؤة البحرين ، وعده من مشايخ الشيخ الطوسي، ونقل عبارة النجاشي المقدم ، وكلاماً عن الشيخ عبد النبي الجزائري، وله ترديدات واحتمالات في معنى كلام النجاشي ، والكل في غير موضعه كما يظهر للمتأمّل في كلامه .

ونحن نقول : إنّ في كلامي النجاشي والطوسي دلالات على توثيقه .

أحدها : تعبير النجاشي عنه بشيخنا .

وثانيها : كونه من مشايخ الإجازة .

ثالثها : كونه كثير السماع والرواية ، وفي كليهما دلالة .

ورابعها : سماع الشيخ عنه ، وإجازته له ، وفيه ما فيه كفاية لأولي العقل والدراية .

وفي تعليق الرجال : ومن المؤيدات استناد النجاشي واعتماده عليه كما

_____

( ١ ) رجال النجاشي ٨٧ / ٢١١ .

( ٢ ) رجال العلامة : ٢٠ / ٤٧ .


في داود بن كثير الرقي ، ويستند إليه الشيخ ويذكره مترحماً ( ١ ) ، وفي أصل الرجال : ويستفاد من كلام العلامة في بيان طرق الشيخ في كتابيه توثيقه في مواضع ( ٢ ) .

٦٥ – أصل أحمد بن عبيد : وهو من أهل بغداد ، وله كتاب ، كما نسب إليه في الفهرست .

٦٦ – كتاب الاعتقاد في الأدعية : وهو كما في فهرست النجاشي ، لأحمد بن علوية الأصفهاني ، مخبراً عن مشايخه بهذا الكتاب ، وهذا الرجل كما عن رجال الشيخ : معروف بابن الأسود الكاتب ، وروى عن إبراهيم بن محمد الثقفي كتبه كلّها ، وله دعاء الاعتقاد وتصنيفه ( ٣ ) .

وقد قدمنا ذكر هذا الشيخ الثقفي مع جملة كتبه المبدوأة بالهمزة في الصفحات السابقة فليراجع ، وسيأتي ذكره –  إن شاء الله –  في الباب المناسب وفي تعليق الرجال ، نقلاً عن الإيضاح : ضبطه العلوية بفتح العين المهملة وكذا اللام وكسر الواو وتشديد الياء المنقطة المثناة ، له كتاب الاعتقاد الأدعية ، وله النونية المسماة بالألفية ، والمجمرة وهي ثمانمائة وثلاثون بيتاً ، وقد عرضت على أبي حاتم السجستاني فقال : يا أهل البصرة غلبكم والله شاعر أصفهان في هذه القصيدة وفي إحكامها وكثرة فوائدها ، إنتهى . ولعله أخا الحسن الثقة ، وما في باب من لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام من أن له دعاء الاعتقاد ، إنتهى . قال جدي رحمه الله : لعلّه دعاء العديلة ( ٤ ) . إنتهى كلامه رفع في الخلد مقامه .

٦٧ ـ كتاب الألفية : وهي النونية المتقدمة في كلام الإيضاح لابن

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ٣٨ .

( ٢ ) منهاج المقال : ٣٨ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ٤٤٧ / ٥٦ .

( ٤ ) تعليقة البهبهاني : ٣٨ .


الأسود الكاتب .

٦٨ – كتاب الآداب : وهو كما في الفهرست لأبي العباس أحمد بن علي الإِيادي ، وقيل في كنيته : أبو علي الرازي الخضيب الإِيادي ، لم يكن بذلك الثقة في الحديث ويتهم بالغلو –  إلى أن قال :  –  في عداد كتبه : كتـاب الآداب ( ١ ) ، ثمّ أعلى طريقه إليه . وفي الخلاصة : استحسنه الشيخ الطوسي . وفي فهرست النجاشي بعد اسمه وكنيته ونسبته بما قدمناه ونقلناه عن الشيخ : قال أصحابنا : لم يكن بذلك ، وقيل : فيه غلوّ وتـرفّع ، ثم نسب الكتاب إليه ( ٢ ) ، ثم ذكر طريقه إلى كتبه .

أقول : اعتماد النجاشي عليه وعلى كتبه ونسبته الغلو والترفع إلى القيل ربما يشعر إلى التوثيق والتعديل ، على أن رواية الشيخ الجليل هارون بن موسى التلعكبري كما وقع في فهرست الشيخ في ذكر طريقه عنه من أقوى أمارات الاعتماد والتعويل ، وقد وقع الإشارة منّا في ترجمة أحمد بن الحسين الأهوازي بما هو النافع في المقام ، ويظهر صحة ذلك بعد المراجعة لذوي الأفهام من الأعلام .

٦٩ ـ كتاب الأمالي : وهو للشيخ الفقيه أحمد بن علي بن الحسن ابن شاذان أبو العباس القاضي ( ٣ ) القمي ، قال النجاشي : شيخنا الفقيه . حسن المعرفة ، صنف كتابين–   إلى أن قال : –  كتاب الأمالي ، أخبرني بهما ابنه

____

( ١ ) فهرست الشيخ : ٣٠ / ٨١ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٩٧ / ٢٤٠ .

( ٣ ) وفي الرجال الكبير [ منهاج المقال : ٣٩ ] : والذي في الإِيضاح : الفامي بالفاء والميم بعد الألف ، وكذا في عامة نسخ النجاشي حتى بخط ابن طاووس نقلاً عنه ، وفي بعض نسخ ( لم ) فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام : ابن علي بن الحسن بن شاذان القمي الفامي أبو العباس ، والد أبي الحسن محمد بن أحمد ، ونسختي من النجاشي كما ذكره الإِيضاح ، فليتأملّ . ( منه قده ) .


أبو الحسن رحمه الله ( ١ ) .

٧٠ – أصل أحمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي : قال الشيخ النجاشي : ثقة ، روى عن أبي الحسن الرضا وعن أبيه من قبل ، ثم بين نسبته إلى الحلبيين الثقات الأجلّاء ، وقال : روى أبوهم عن أبي عبد الله عليـه ، وكانوا ثقات ، ولأحمد كتاب يرويه عنه جماعة ( ٢ ) ، ثم إنّ في رجال الكشي حديثاً شريفاً في حق الرجل ، وبشارةً لكل أوليائهم بأبي خاطري إلّا ذكره به تزييناً للكتاب ، فإنه من محاسن الآثار لذوي الألباب :

روی بسنده عن أحمد بن عمر الحلبي ، قال : دخلت على الرضا عليه السلام بمنى ، فقلت : جعلت فداك ، كنا أهل بيت عطية وسرور ونعمة من الله تعالى ، وإن الله قد أذهب ذلك كلّه احتجنا إلى من كان يحتاج إلينا ، فقال لي : يا أحمد ، ما أحسن حالك يا أحمد بن عمر ! فقلت له : جعلت فداك ، حالي ما أخبرتك . فقال لي : يا أحمد ، أيسرك أنك على بعض ما عليه هؤلاء الجبارون ولك الدنيا مملوءة ذهباً ؟ فقلت له : لا والله يا ابن رسول الله ، فضحك ثم قال : ترجع من هذا إلى خلف ، فمن أحسن حالاً منك وبيدك بضاعةً لا تبيعها بملء الأرض ذهباً ، ألا أبشرك ؟ قلت : نعم فقد سرنّي الله بك وبآبائك .

فقال لي أبو جعفر ( ٣ ) عليه السلام : قول الله تعالى عزّ وجلّ : ‎﴿ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا ﴾ ( ٤ ) لوح من ذهب فيه مكتوب :

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٨٤ / ٢٠٤ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٩٨ / ٢٤٥

( ٣ ) المراد بأبي جعفر على ما أظهره بعض الأعلام هو الجواد عليه السلام ، فيكون راوياً عن ثلاثةٍ من أئمّة أهل الإِسلام . (منه قده)

( ٤ ) الكهف ١٨ : ٨٢ .


بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلّا الله محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ؟ ! ومن يرى الدنيا وتغيّرها بأهلها كيف يركن إليها ؟ ! وينبغي لمن عقل عن الله لا يستبطىء الله في رزقه ولا يتّهمه في قضائه ، ثم قال : رضيت يا احمد ؟ قلت : عن الله وعنكم أهل البيت ( ١ ) . وفي آخر الحديث عظة مفجعة لغير القلوب القاسية .

٧١ - أصل أحمد بن عمر الحلّال : وهو بالحاء المهملة واللّام المشددة ، كان بياع الحَلّ – وهو الشيرج – ثقة ، قاله الشيخ الطوسي ، وقال : إنه روى الأصل ، فعندي توقف في قبول روايته لقوله هذا ، وكان كوفياً أنماطياً من أصحاب الرضا عليه السلام . كذا في الخلاصة ( ٢ ) . وفي الفهرست : أحمد بن عمر الحلّال ، له كتاب . ثم عقب ذلك بذكر طريقه إليه ، وقال أضبط الجماعة – وفي الحقيقة هو مرجع لكل الرجاليين – الشيخ الثقة النجاشي : أحمد بن عمر بياع الحلّال يعني الشيرج ، روى عن الرضا عليه السلام ، وله عنه مسائل ( ٣ ) ، تالياً لذلك طريقه الدارج إليه .

وأما معنى كلام الطوسي أنه روى الأصل ، فهو كما في التعليق : الظاهر أنّ حكمه بالرداءة من أنّ في أصله أغلاطاً كثيرة لعلها من النسّاخ ، من التحريف والتصحيف وسقط وغيرها ، أو غير ذلك على قياس ما ذكروه بالنسبة إلى الكشي ، وسيجيء ترجمته ، وكذا ما يشاهد من كتابه ، وصرح المحققون أيضاً ، فظهر وجه إيراد الخلاصة إيّاه في القسم الأول مع توقفٍ في قبول روايته ، من حيث احتمال كونها من أصله بل لعله الراجح ، وإن كان هو في نفسه معتمداً مقبول القول ، فاندفع عنه ما أورده عليه . وقيل : مراده من الرداءة عدم الاعتماد عليه لانتفاء القرائن الموجبة للإِعتماد على ما هو عادة

________

( ١ ) رجال الكشي ٢ : ٨٥٩ / ١١١٦ باختلاف .

( ٢ ) رجال العلامة : ١٤ / ٤ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٩٩ / ٢٤٨ .


المتقدمين في العمل بالاُصول ، ولا يخلو عن بعد .

وقيل : يحتمل المراد منها عدم استقامة الترتيب ، أو جمعه للصحيح والضعيف ، وهما أيضاً لا يخلوان عن بعد ، يظهر الكل للممارس مضافاً إلى لزوم اعتراضه على الخلاصة في توقفه ، ويحتمل أن يراد أنّ في أصله اُموراً وأحاديث لا يرضى بها ، فتأمّل .

وفي المعراج : يحتمل أن يراد به غير شريف النسب ، ويقربه بأن المذكور في الفهرست أن له كتاباً لا أصلاً ، فلو أراد رداءة كتابه لوجب أن يقول : رديء ولا يخفى ما فيه ( ١ ) ، إنتهى .

والغرض من هذا التطويل أنه إذا رأيت من أحدٍ كلاماً يفهم منه الذمّ في بادي النظر ، لا تكن مسارعاً إلى القدح ، خصوصاً إذا كان الكلام ذا وجوه عديدة ، بل يجب التفتيش التام والتتبع الشديد بحيث يظهر لك المراد ، على أن النجاشي لم يذكر في حق الرجل ذلك ، وهو دليل على عدم شيء يكون فيه سبباً للقدح ، ومجرد كون الأصل أو الكتاب فيه شيء يوجب الرداءة لا يستلزم عدم الإِعتماد على صاحبه ، لاحتمال أن يكون الكلام المذكور فيه موجباً للرداءة عند بعض دون بعض آخر كما مرّ منا ذكره مراراً ، كما أن يكون مثلا بعض الأحاديث التي تظهر منه ثبوت بعض الخوارق للأئمة ، وهذا عند القميين بحسب اعتقادهم يكون غلوّاً وسبباً للتهمـة أن أمثالها عند غيرهم موجب للجلالة والرفعة .

۷۲ – كتاب إيمان أبي طالب : وهو كما ذكره النجاشي لأحمد بن القاسم ، وقال في حقه : رجل من أصحابنا ، رأينا بخط الحسين بن عبيد الله كتاباً له إيمان أبي طالب ( ٢ ) ، وسيأتي إن شاء الله أن للسيد الجليل فخار بن

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ٣٩ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٩٥ / ٢٣٤ .


معد الموسوي أيضاً كتاب في إيمان أبي طالب . ثم أن في فهرست النجاشي :

كتاباً آخر في إيمان أبي طالب ، وهو لأحمد بن محمّد بن أحمد بن طرخان الكندي أبو الحسن الجرجاني ( ١ ) الكاتب ، ثقة ، وكان صديقنا ، قتله إنسان يعرف بابن أبي العباس زعم أنه علوي ، أنكر عليه نكرة ، رحمه الله ، وله كتاب إيمان أبي طالب ( ٢ ) .

فتباً للعامة العمياء حيث زعموا أنه ممن لم يؤمن بالله والرّسول ، وسحقاً لهم ، فإنهم من أصحاب السعير حيث ظنّوا هذا الظن بهذا السيد الكبير.

٧٣ – كتاب أخبار فاطمة عليها السلام : وهو كما قال الشيخ في الفهرست : كتاب كبير لأبي علي الصولي أحمد بن محمد بن جعفر ( ٣ ) . وقال النجاشي : بصري ، صحب الجلودي – بفتح الجيم وسكون اللام وفتح الواو ، وقيل : بضم الجيم وسكون الواو والدال غير المعجمة بعد الواو – عمره ، وقدم بغداد سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ، وسمع الناس منه ، وكان في حديثه مسكوناً إلى روايته ، غير أنه قيل : يروي عن الضعفاء ( ٤ ) ، ونسب إليه الكتاب مع من يرويه .

أقول : ويظهر من نسبته الرواية عن الضعفاء إلى القيل عدم الاعتماد عليه ، فلا يكون فيه ما يوجب القدح أصلاً ، على أن الشيخ الأجل السديد المفيد يروي عنه ، وهو نور على نور .

٧٤ – كتاب الإِيضاح : وهو لأحمد بن محمد بن الحسين بن

_____

( ١ ) في نسخة السيد الزنجاني : الجرجرائي ، وفي النسخة الحجرية : الجرجاني ص ٦٣ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٨٧ / ٢١٠ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٣٢ / ٨٥ .

(٤) رجال النجاشي : ٨٤ / ٢٠٢ .


الحسن بن دُوْل القمي ، قال النجاشي : له مائة كتاب – إلى أن قال – ووفاته

سنة خمسين وثلاثمائة . ومن جملة كتبه التي تناسب الباب :

٧٥– كتاب الاجازات.

٧٦ – كتاب الإخوان.

٧٧ – كتاب الأغذية.

٧٨ – كتاب الأدوية.

٧٩ – كتاب الأشربة.

٨٠ – كتاب الأطعمة: كذا في نسختي النجاشي ( ١ )

وفي الرجال الكبير : خصائص الأطعمة ( ٢ ) ، وفي حاشية الرجال : الظاهر مما ذكر هنا كونه ممدوحاً ، سيما بعد ملاحظة ما ذكرنا إليه في الفوائد ، فلاحظ ( ٣ ) .

۸۱ – کتاب آيات الأحكام : وهو لأحمد بن محمد الأردبيلي . وهذا الشيخ مذكور في جميع فهارس المتأخرين ، وأمره أعلى من أن يخفى على أحدٍ من الكاملين ، لكن نذكر ما قاله في حقه السيد مصطفى لكون كلامه أخصر وأحق وهو بمكتوباتنا أليَق ، فقال : أمره في الجلالة والدراية والأمانة أشهر من أن يذكر ، كان متكلماً فقيهاً عظيم الشأن جليل القدر رفيع المنزلة ، أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم ، وله مصنفات منها كتاب آيات الأحكام ، توفي سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة في المشهد المقدس الغروي ( ٤ ) . إنتهى .

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٨٩ / ٢٢٣ .

( ٢ ) منهاج المقال : ٤٢ .

( ٣ ) تعليقة البهباني : ٤٣ .

(٤) نقد الرجال : ٢٩ / ١٢٦ باختلاف يسير .

وهذا الكتاب كان مسمّى بزبدة البيان في شرح آيات أحكام القرآن ، لكن لمّا سمّاه بهذا الاسم هذا الشيخ الجليل ، وهكذا في السنة أصحاب العلم الذين لا يكون لهم عديل ولا بديل ، أوردناه في هذا الباب تبعاً للكاملين في الأصحاب .

وحكاية مساءلته لصاحب الزمان عليه السلام ، بعد أمره من قبل أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة مذكور مشهور ، في ألسنة الخاص والعام من الإِناث والذكور ، وكفى ذلك فيه من الفضل المأثور ، والله بعباده رحيم غفور .

وحكاية رؤياه بعد موته بعض المجتهدين في زي حسن وخروجه من الروضة الغروية العلوية ، وسؤاله عن سبب بلوغه بهذا الحال من أي شيء من الأعمال ، وجوابه بأن سوق الأعمال يكون كاسداً ولا نفعنا إلا صاحب هذا القبر ومحبته مشهور مذكور في الروضات التي لهم فيها ما يشاؤون ، والإِتيان بمثلها ما منتهى ما يأمله الآملون ، فبذلك فليعمل العاملون ، عظم الله أجره في ديوان الحسنات ويثقل ميزانه بها في يوم يبدّل السيئات بالحسنات ، ويجعله القاطنين في جوار الأئمّة السادات في الجنان العاليات ، واستجب دعوتنا يا مالك ناصية الموجودين في الأرضين والسموات .

٨٢ – كتاب الاحتجاج : وهذا الكتاب للعالم الفقيه الفاضل المحدّث الثقة أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي ، قال في أمل الآمل : له كتاب الاحتجاج على أهل اللّجاج حسن كثير الفوائد ( ١ ) . وفي روضات الجنات : فهذا الرجل من أجلّاء أصحابنا المتقدمين ومن جملة من بروي عنه تلميذه المتقدم – يعني بذلك صاحب معالم العلماء – إلى أن قال : – كتاب الاحتجاج ، كتاب معتبر معروف بين الطائفة ، مشتمل على كل ما اطلع عليه

_____

( ١ ) أمل الآمل ٢ : ١٧ / ٣٦


من احتجاجات النبي والأئمّة ، بل كثير من أصحابهم الأمجاد مع جملة من الأشقياء والمخالفين ، وفي خواتيمه أيضاً توقيعات كثيرة خرجت من الناحية المقدسة إلى بعض أكابر الشيعة .

وقد غلط صاحب الغوالي والأمين الاُسترآبادي غلطاً فاحشاً يبعد عن مثلهما غاية البعد في نسبته إلى الشيخ أبي علي الطبرسي صاحب التفسير أن بينهما بوناً بعيداً ، وتصريح جمهور الأصحاب وإسنادهم عنه وإليه على خلاف ذلك جدّاً ، إنتهى ( ١ ) .

وأشار إلى إشتباه هذه النسبة إلى أبي علي العلامة المجلسي في مقدّمات بحاره ، معتمداً على ذلك بكلامي ابن طاووس في كشف المحجّة وابن شهر آشوب الذي كبر في حجر تربيته والمطّلع قطعاً على تأليف شيخه في معالم العلماء .

۸۳ – كتاب أخبار الأُمم : وهذا الكتاب للشيخ المحدّث الأقـدم احمد بن محمّد بن خالد البرقي ، المكنى بأبي جعفر ، قال في الروضات : محمد هو من أجلّاء أصحابنا المشاهير مصرح بتوثيقه في عبارات كثير من أصحابنا ذكره الشيخ في رجال الجواد والهادي عليهما السلام ، وممّن يروي عنه الصفار صاحب بصائر الدرجات ، إلّا أنه كان يروي عن الضعفاء ، ويعتمد المراسيل –  إلى أن قال :  – وتوفي في حدود سنة أربع وسبعين ومائتين كما عن تأريخ ابن الغضائري ، أو بإسقاط الأربع كما عن غيره ، وكان رحمه الله ماهراً في العربية وعلوم الأدب جدّاً ... إلى آخر ما ذكره ( ٢ ) .

أقول : الظاهر من كلام القوم أنّ هذا الكتاب ليس من أجزاء المحاسن ، ولهذا أفردته وجعلت له عقداً مخصوصاً ، وأما توثيقه وتعديله

_____

( ١ ) روضات الجنات ١ : ٦٤ / ٦٤

( ٢ ) روضات الجنات ١ : ٤٤ / ٩


فالظاهر أنه مما لا ريب فيه لاعتماد كثير من كبراء المحدثين على كتبه ، مثل الكليني و من تأخّر عنه ، بل يعدونه من جملة مشيختهم في كتاب الإِجازات وهذا من أقوى الأمارات والعلامات ، وقد أتمّ الكلام في حاله المحقق البهبهاني في فوائده، ومن أراد حقيقة الحال فليرجع إلى كلام هذا المفضال ، فإنّ كلامه فوق كل كلام من أرباب الرجال ، أحسن الله جزاءه في يوم جزاء الأعمال .

٨٤ ـ كتاب أسماء الرجال : لأحمد بن محمّد بن سعيد ، المنتهي نسبه بسعيد بن قيس السبيعي الهمداني الكوفي ، وهو المعروف بابن عقدة ، يكنّى أبا عباس ، جليل القدر عظيم المنزلة ، وهذا الكتاب في أسماء الرجال الذين رووا عن الصادق عليه السلام ، أربعة آلاف رجل خرج فيه لكل رجل الحديث الذي رواه .

قال الشيخ في مقدمة رجاله : إن رواة الحديث لا ينضبطون ، ولا يمكن حصرهم لكثرتهم وانتشارهم في البلدان شرقاً وغرباً غير أني أرجو أنه لا يشذ عنه إلّا النادر وليس على الإِنسان إلا ما تسعه قدرته وتناله طاقته ، ولم أجد لأصحابنا كتاباً جامعاً في هذا المعنى إلاّ مختصرات قد ذكر كل إنسان منهم طرفاً ، إلا ما ذكره ابن عقدة من رجال الصادق عليه السلام فإنه قد بلغ الغاية في ذلك ، إنتهى ( ١ ) .

وقال في باب ( من لم يرو عنهم ) بعد تسميته وتكنيته : له تصانيف كثيرة ذكرناها في الفهرست، وكان زيديّاً جارودياً ، إلا أنه روى جميع كتب أصحابنا وصنف لهم وذكر أصولهم وكان حُفَظَة ، سمعت جماعة يحكون أنه قال : أحفظ مائة وعشرين ألف حديث بأسانيدها ، وأذاكر بثلاثمائة ألف

_____

 ( ٢ ) رجال الشيخ : ٢ .


حديث ، روى عنه التلعكبري من شيوخنا وغيره ، وسمعنا من ابن المهدي و من أحمد بن محمد المعروف بابن الصلت رويا عنه ، وأجاز لنا ابن الصلت ومن رواياته ، ومولده سنة تسع وأربعين ومائتين ، ومات سنة اثنين وثلاثين وثلاثمائة ، إنتهى ( ١ ) .

وقال النجاشي في حقه : هذا رجل جليل في أصحاب الحديث ، مشهور بالحفظ ، والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه ( ٢ ) ، ثم إن من جملة كتبه التي تناسب الباب .

٨٥ – كتاب الذي سماه بكتاب الآداب : قال الشيخ في فهرسته : وهو كتاب كبير يشتمل على كتب كثيرة مثل كتاب المحاسن ( ٣ ) ، وقال النجاشي : وسمعت أصحابنا يصفون هذا الكتاب ( ٤ ) ، والله أعلم بالصواب .

٨٦ – وكتاب أخبار أبي حنيفة ومسنده : كما نسبا إليه ، وعداه في كتبه الشيخين الجليلين اللذين هما كفرسي رهان ورضيعي لبان ، الأجل الطوسي والجليل النجاشي .

۸۷ – كتاب الافضال : للشيخ الجليل الحسيب النسيب أبي غالب أحمد بن محمد بن سليمان ، المرتفع نسبه إلى أعين بن سُنْسُنْ بالسين مرتين مضمومتين والنونين الساكنتين ، المشتهر بأبي غالب الزراري ، وأمر الرجل أشهر من أن يذكر ، وكتب القوم وفهارسهم قرينة بذكره ، لكن ننقل كلام العلّامة المجلسي في حقه في مقدّمات بحاره ، قال : وهذا الرجل كان من

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ٤٤١ / ٣٠ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٩٤ / ٢٣٣ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٢٨ / ٧٦ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٩٤ / ٢٣٣ .


أفاضل الثقات والمحدثين. وكان اُستاذ الأفاضل الأعلام : كالشيخ المفيد وابن الغضائري وابن عبدون قدس الله أسرارهم ( ١ ) إلى آخر ما نقله فيه ، وهذه منقبة شافية وفضيلة كافية .

وفي فهرست الشيخ في جملة عدّ كتبه كتاب أدعية السفر ، وهو أيضاً يليق أن يكون مكتوباً في الباب إلا أنّ سهيمه الجليل عبر عنه بكتاب دعاء السفر ، والمقطوع اتحاد الكتابين كما يظهر لمن رأى الكلامين ، وإن وفقني الله تعالى بكتابة هذه الأوراق ووصلنا إلى باب الدال أشرنا إليه إن شاء الله تعالى ، وهو الموفق المعين ، وما توفيقي إلّا به وعليه توكلت وإليه اُنيب .

وفي المعراج : حكاية عن الشيخ الجليل الحسين بن عبيد الله الغضائرى ما نصّه : وتوفي أحمد بن محمّد الزراري الشيخ الصالح رضي الله عنه في جمادى الاُولى سنة ثمان وستين وثلاثمائة وتوليت جهازه ، وحملته إلى مقابر قريش على صاحبها السلام ثم إلى الكوفة ، ونفذت ما أوصى بإنقاذه ، وأعانني على ذلك هلال بن محمّد رضي الله عنه ( ٢ ) .

۸۸ – كتاب الأغسال : وهذا الكتاب لأبي عبد الله أحمد بن محمد ابن عبيد الله الحسن بن عياش بن إبراهيم بن أيوب الجوهري ( ٣ ) ، والظاهر أنه في جمع الأغسال المسنونة ، يوجد النقل عنه في كتب ابن طاووس ، وعدّه الكفعمي في آخر جنته المشتهر بالمصباح من جملة الكتب المنقول عنها

_____

( ١ ) بحار الأنوار ١ : ٣٩ .

( ٢ ) تعليقه البهبهاني : ٤٥ ( بتوسط )

( ٣ ) وهذا الرجل من معاصري شيخنا الطوسي ، وله مؤلفات اُخر نشير إليها إن شاء الله في المواضع اللائقة بها ، وقد عد صاحب الوسائل هذا الكتاب من جملة الكتب الغير المعتمدة كما نقل عن حاشية المجلد الثالث من وسائله ، وقد صرّح بذلك فخر الأوائل والأواخر الأميرزا محمد باقر في ترجمة الشيخ عبد اللطيف العاملي ، ولا يبعد أن يكون ذلك لما ذكرناه من النجاشي في المتن فليتأمل . (منه قده) .


كتابه ، ويوجد النقل أيضاً عنه في صلاة البحار نقلًا عن الإِقبال ، وذكر حديثاً يتضمن فيه الغسل الأول ليلة رمضان . فليراجع . قال النجاشي : كان سمع الحديث فأكثر واضطرب في آخر عمره ، وكان جدّه وأبوه من وجوه أهل بغداد أيام آل حمّاد والقاضي أبي . عمر، وله أيضاً:

٨٩ – كتاب الاشتمال على معرفة الرجال.

٩٠ – كتاب أخبار أبي هاشم ( ١ ) : داود بن القاسم الجعفري( ٢ ) ، وهذا الرجل الجليل ينتهي نسبه الأصيل إلى جعفر ابن أبي طالب ، وهو من أهل بغداد ، جليل القدر عظيم المنزلة عند الأئمّة ، قد شاهد الجواد والهادي والعسكري – كما في الخلاصة ( ٣ ) – والرضا وصاحب الأمر عليهم السلام ، وقد روى عنهم كلّهم ، وكان مقدّماً عند السلطان كما في الفهرست ( ٤ ) .

وفي ربيع الشيعة أنه السفراء والأبواب المعروفين الذين لا يختلف القائلون بإمامة الحسن بن علي فيهم ، كما في تلخيص المقال ( ٥ ) . ثم أنّ أحاديث هذا الكتاب متفرقة في أبواب ( المناقب ، وإعلام الورى ) في أحوال العسكريين ، من طلبها وجدها .

٩١ – كتاب أخبار جابر الجعفي: وهو أيضاً لصاحب العنوان .

_____

( ١ ) ثم اعلم أن هذا الكتاب قد أشار إليه العلّامة البحار [ ١٠٧ : ١١٠ ] في إجازته لبني زهرة وهو معدود من جملة الكتب التي أجاز لهم روايتها ، قال فيها بهذه العبارة : ومن ذلك كتاب أخبار السيد أبي هاشم داود بن القاسم ( بن إسحاق ) بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وما شاهد من دلائل الأئمّة عليهم السلام مما عني بجمعه أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسن بن عياش رحمه الله ، ثمّ تعرض لذكر المشايخ الذين هم من رواة الكتاب المنتهي بإسنادهم إلى مؤلّفه بلا ارتياب وهو أعلم بالصواب . ( منه قده ) .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٨٥ / ٢٠٧ .

( ٣ ) رجال العلامة : ٦٨ / ٣ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٦٧ / ٢٦٦ .

( ٥  منهاج المقال ) : ١٣٦ باختلاف .


٩٢ – كتاب أخبار السيد : والظاهر أن هذا الكتاب في أحوال السيد الحميري مادح آل الرسول ، وشاعر أهل بيت البتول .

٩٣ – كتاب أخبار وكلاء الأئمّة الأربعة : ونسب النجاشي إليه هذا الكتاب ثمّ قال : رأيت هذا الشيخ ، وكان صديقاً لي ولوالدي شيئاً كثيراً ، ورأيت شيوخنا يضعّفونه، فلم أرو عنه شيئاً وتجنّبته ، وكان من أهل العلم والأدب القوي وطيب الشعر وحسن الخط ، رحمه الله وسامحه ، ومات سنة إحدى وأربعمائة ( ١ ) .

وفي رجال الشيخ بعد تسميته وتكنيته قال : إنه كثير الرواية إلّا أنه أخبل عمره ( ٢ ) ، ثم أن للمحقق الداماد كلاماً في آخر هذا المقام ، لا يخلو إيراده عن الفائدة ، قال في خاتمة الراشحة الرابعة والعشرين من رواشحه بعد إيراد ما ذكرنا عن الشيخ : أخبل على بناء الأفعال من الخبال بالخاء المعجمة المفتوحة والباء الموحدة وهمزة القطع للصيرورة – يعني صار ذا خبال ـ أي ذا فساد في عقله أو في روايته ، والخبال في الأصل بمعنى الفساد ، وأكثر ما يستعمل في العقول والحواس والأبدان والأعضاء ، وفي التنزيل الكريم ﴿ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا ﴾ (۳) فجماهير المصحفين من ضعف التحصيل وقلّة البضاعة بدّلوه إلى اختل بالتاء المثناة من فوق وتشديد اللام من الإختلال ( ٤ ) . إنتهى ما أردنا نقله فليغتنم .

وله كتب اُخر نشير إليها كلاَّ في موضعه إن شاء الله .

ثمّ إن تلقبه بالجوهري ليس مخصوصاً به بل له شركاء في هذا اللقب ، منهم صاحب السقيفة الشيخ المتقدم البارع أحمد بن عبد العزيز الجوهري ،

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٨٥ / ٢٠٧ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٤٤٩ / ٦٤ .

( ٣ ) آل عمران ٣ : ١١٨ .

( ٤ ) الرواشح السماوية : ٨٢ .

ويوجد النقل عن كتابه في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ؛ ومنهم الشاعر الأديب الماهر المشهور أبو الحسن علي بن أحمد الجرجاني صاحب القصائد الفاخرة الكثيرة في مناقب أهل البيت ومصائب شهدائهم الأبرار صلوات الله عليهم ، ومنهم إمام أئمّة اللغة إسماعيل بن حمّاد الجوهري الفارابي صاحب صحاح اللغة ؛ ومنهم أيضاً في هذه الأواخر من الفارسيين الأعاجم الميرزا محمد باقر الجوهري الهروي الأصل القزويني المسكن صاحب كتاب طوفان البكاء في مقاتل الشهداء ، نقل ذلك ملخّصاً من الروضات ( ١ ) .

٩٤ – كتاب أخبار الوكلاء الأربعة : الأحمد بن علي بن العباس ابن نوح السيرافي ، نزيل البصرة ، الفقيه البصير بالحديث والرواية ، المتقن لما يرويه ، الثقة في حديثه ، قال النجاشي : هو شيخنا واُستاذنا ومن استفدنا منه ( ٢ ) ، وفي تعليق الرجال : وسيجيء أيضاً في ترجمة الكليني مـا يـظـهـر جلالته ، وكان من المشايخ الأجلّة ( ٣ ) ، إنتهى .

٩٥ – كتاب أخبار آباء النبي صلّى الله عليه وآله وفضائلهم و إيمانهم : وهذا الكتاب للشيخ الجليل الثقة أحمد بن  محمد عمّار أبو  علي الكوفي ، المصرح بوثاقته في كلام الأصحاب ، قال النجاشي في حقّه : ثقة جليل من أصحابنا ( ٤ ) ، وفي المنقول عن الخلاصة والفهرست ، هو : شيخ أصحابنا ، ثقة ، جليل القدر ، كثير الحديث والاُصول ( ٥ ) ، وفي رجال الشيخ في باب من لم يرو عنهم : أحمد بن محمد بن عمار ، كوفي ثقة ، روى عنه ابن

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ٤٤ / ذيل ترجمة ١٣٢ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٨٦ / ٢٠٩ .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ٣٩ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٩٥ / ٢٣٦ .

( ٥ ) رجال العلامة : ١٦ / ١٨ ، فهرست الشيخ : ٢٩ / ٧٨ .


داود ( ١ ) .

وفي الرجال الكبير صحيح رواية ابن داود عنه دون ابن حاتم القزويني كما أظره في الخلاصة ، ونسبه في ذلك إلى السهو والاشتباه ، مؤيداً ذلك المدعي بما قاله الشيخ عقيب ترجمة الرجل ما هذا لفظه : أحمد بن علي ، ثقة روى عنه ابن حاتم القزويني ، وعلى كل حال توفي القائدي القزويني كما في فهرست الشيخ : سنة ست وأربعين وثلاثمائة .

٩٦ ـ كتاب إيمان أبي طالب : وهو أيضاً لهذا الشيخ الجليل كما يستفاد من فهارس الأصحاب من النجاشي والشيخ .

وقد تقدّم منا الإِشارة إلى كتب ثلاثة في إيمان والد أبي السبطين خليفة رسول رب العالمين ، ويظهر من تضاعيف أحوال كثير من الأصحاب أنّ لهم كتباً في هذا الباب رغماً لأنف العامة العمياء ، حيث صرح بعضهم بأنّ هذا السيد الهاشمي وكذا آباء النبي ممن ماتوا على الكفر ، وهم من أصحاب النار ، وبعضهم توقفوا في إسلامه كابن أبي الحديد ، حيث نقل في شرح النهج ما هذا حاصله أنّ بعض العلويين صنّف كتاباً في ذلك وأرسل إليّ فلم أقدر على رده لأني من المتوقفين في ذلك ، وقلت أشعاراً في مدح أبي طالب وأرسلت إليه .

وأما نحن فبحمد الله لسنا على غير بصيرة في ذلك لإِرشادنا الأئمة المعصومين المنزّهين عن كل القبائح في غير أثر من آثارهم الصحيحة والزيارات الواردة عنهم ، بأنّ هذا السيد المطاع وآباء النبي صلّى الله عليه وآله من المؤمنين الكاملين في أعلى درجة الإيمان ، المصدّقين الرسالة سيد الإِنس والجان عليه آلاف التحية والثناء من الرحمن .

ولولا خوف الإِطالة والملالة لأوردت بعض الآثار الواردة من أهل بيت .

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ٤٥٤ / ٩٨ .


الرسالة الذين هم سادات الدنيا والآخرة ، لكن في اخبارهم شفاء الصدور وحياة القلوب وتفريج الكروب وتيسير كل عسير ، فإنهم هداة الاُمم وسادات العرب والعجم ، من أنوارهم يهتدى وبأطوارهم يقتدى ، فنحن نزيّن الكتاب بحديث شريف منهم ، لينجلي به أفئدة اُولي الألباب ، ويستضيء عيون الأحباب والأصحاب ، الصادر عن معدن العصمة في هذا الباب .

ففي البحار في المجلد التاسع منه نقلاً من كتاب السيد السعيد شمس الدين أبو علي فخار بن معد الموسوي الذي ألّفه في إثبات إيمان أبي طالب بسنده العلي الأعلى : عن علي بن حسان ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : نزل جبرئيل على رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : يا محمد ، ربك يُقرئك السلام ويقول لك : إني قد حرمت النار على صلب أنزلك وعلى بطن حملك كفلك ، فقال جبرئيل : أمّا الصلب الذي أنزلك فصلب عبد الله بن عبد المطّلب ، وأمّا البطن الذي حملك فآمنة بنت وهب ، وأمّا الحجر الذي كفلك فعبد مناف بن عبد المطلب وفاطمة بنت أسد ( ١ ) .

وأقول : عبد مناف اسم لأبي طالب ، وفي رواية ضعيفة عـامية اسمه عمران .

وقال العلامة المجلسي : قد أجمعت الشيعة على إسلامه وأنه قد آمن بالنبي صلّى الله عليه وآله في أول الأمر ولم يعبد صنماً ، بل كان من أوصياء إبراهيم عليه السلام ، واشتهر إسلامه من مذهب الشيعة حتى أنّ المخالفين كلّهم نسبوا ذلك إليهم ، وتواترت الأخبار من طرق الخاصة والعامة في علمائنا ومحدثينا كتاباً مفرداً في ذلك كما لا يخفى من تتبّع كتب الرجال ( ٢ ) .

_____

( ١ ) بحار الأنوار ٣٥ : ١٠٩ / ٣٧ .

( ٢ ) بحار الأنوار ٣٥ : ١٣٨ .


ثم إنّ للطبرسي كلاماً جليلاً أعلى من كلام هذا المحدث العلامة قدس الله سرّه القدسي ، قال : قد ثبت إجماع أهل البيت على إيمان أبي طالب ، وإجماعهم حجّة لأنهم أحد الثقلين اللذين أمر النبي صلّى الله عليه وآله بالتمسك بهما ( ١ ) ، إنتهى .

ولما أشرنا إلى كلامي هذين العميدين ، فالأولى أن نعززه بثالث ليكون أحلى وأذوق في البين وأجلى وأشرق في رفع المين ، نقلاً عن كتاب السيد فخار أطعمه الله مناهل الأبرار وأسكنه الله مواطن الأخيار جزاء لنصرته عمّ الرسول المختار .

قال : لقد حكى الشيخ أبو الحسن علي بن أبي المجد الواعظ الواسطي بها في شهر رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة عن والده ، قال : كنت أروي أبيات أبي طالب هذه القافية ، وأنشد قوله فيها :

بكف الذي قام في جنته ( ٢ )                                                              إلى الـصــابــر الصـادق المتقّي

فرأيت في نومي ذات ليلة رسول الله صلّى الله عليه وآله جالساً على كرسي ، وإلى جانبه شيخ عليه من البهاء ما يأخذ بمجامع القلب ، فدنوت من النبي صلّى الله عليه وآله ، فقلت : السلام عليك يا رسول الله – صلى الله عليه وآله –  فردّ عليّ السلام ، ثمّ أشار إلى الشيخ وقال : اُدن من عمي فسلم عليه ، فقلت : أي أعمامك هذا يا رسول الله – صلّى الله عليه وآله – ؟ فقال : هذا عمّي أبو طالب، فدنوت منه وسلّمت عليه ، ثم قلت له : يا عم رسول الله ، إني أروى أبياتك هذه القافية فاُحب أن تسمعها منّي ، فقال : هاتها ، فأنشدته إيّاها إلى أن بلغت :

_____

( ١ ) بحار الأنوار ٣٥ : ١٣٩ ( بتوسط ) .

( ٢ ) في نسخة : في حينه ( منه قده ) .


بكف الذي قام في حينه                                                                                       إلى الصائـن الصادق المتّقي فقال : قلت أنا : إلى الصابر الصادق المتقي بالراء ولم أقل بالنون ، ثم استيقظت ، إنتهى .

والقافية المروية مذكورة في الديوان المنسوب إلى مولانا أمير المؤمنين ، وإنما أنشدها حين جاء أبو جهل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ساجد ، وبيده حجر يريد أن يرضخ به رأسه الشريف ، فلصق الحجر بكفيه فلم يستطع ما أراد ، فقال أبو طالب هذه القافية في هذه الوقعة العظيمة .

ولقد خرج عنان القلم عن يدي هذا العبد فلم أقدر على قبضه كـأنه يشتاق إلى رواية الأقاصيص الواردة في شأن هذا السيد المطاع ، الذي هو والد لمن هو لمدينة العلم باب إن هذا لشيء عجاب .

٩٧ – كتاب الأنواع : وهذا الكتاب لأحمد بن محمد بن عمر ، أو عمران بن موسى بن الجراح أبو الحسن ، وهو المعروف بابن الجندي كمـا يظهر من النجاشي قال : أستاذنا رحمه الله ألحقنا بالشيوخ في زمانه ، له كتب ، منها : كتاب الأنواع كتاب كبير جداً سمعت بعضه يقرأ عليه ( ١ ) . وقال العلّامة بعد نقل هذه العبارة : وليس هذا نصاً في تعديله ( ٢ ) . وفي تعليق الرجال : ظاهره – أي كلام العلّامة – أنه – أي كلام النجاشي – ظاهر فيه وهو كذلك فتأمل ، والنجاشي ينقل عنه مكرراً ويعتمد عليه ، منه في أحمد بن الله عامر ، وسيجيء في ابنه عبد الله أحمد أنه أجازه ، وبالجملة لا شبهة في بن أنه شيخ إجازته بل ومن أجلائهم ، ومضى في الفوائد أنه يشير إلى الوثاقة فتأمل ( ٣ ) . إنتهى کلامه .

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٨٥ / ٢٠٦ .

( ٢ ) رجال العلامة : ١٩ / ٤٣ .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ٤٥ .


٩٨ – كتاب الأظلة : وهذا الكتاب للشيخ أبي جعفر أحمد بن محمّد عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري القمي ، قال النجاشي : أول من سكن قم من آبائه مالك بن الأحوص ، وكان السائب بن مالك وفد إلى النبي صلّى الله عليه وآله ، وأسلم وهاجر إلى الكوفة وأقام بها ( ١ ) .

ثمّ نقل من بعض النسّابين أنّ أبا عامر الأشعري – جــد أعلى هذا الشيخ – اسمه عبيد وله صحبة ، وقد روي أنه لما هزمت هوازن يوم حنين عقد رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي عامر الأشعري على خيل فقتل، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله : « اللهم اعطِ عُبيدك عُبَيداً أبا عامر واجعله في الأكثرين القيامة » – إلى أن قال : – وأبو جعفر شيخ القميين ، ووجههم وفقيههم غير مدافع ، وكان أيضاً الرئيس الذي يلقى السلطان بها ، ولقي الــرضـا عليـه السلام ، وله كتب ، ولقي أبا جعفر الثاني عليه السلام وأبا الحسن العسكري ( ٢ ) . ثم شرع في عدّ كتبه ونسب الكتاب إليه ، ثم ذكر طريقه الشريف بمشيخته الجليلة إلى كتبه ، إنتهى ملخّصاً .

وبالجملة انّ بيت الأشعريين بيت جليل في المحدثين ، وهم وجوه أجلّة رواة الحديث ، مذكور في الرجال منهم هذا الشيخ ، ومحمّد أبـوه وعيسى جدّه وعمران عمّه وإدريس بن عبد الله وأولاد أعمامه زكريا بن آدم وزكريا بن آدم بن إسحاق وغيرهم، وستأتي الإشارة منا إلى بعض أحوالهم في مقامه إن شاء الله .

وصرح العلامة في الخلاصة بتوثيقه ، وقبله الشيخ في باب رجال الرضا

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٨١ / ١٩٨ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٨١ / ١٩٨ باختلاف .


عليه السلام ، وكلام النجاشي ظاهر في التوثيق كما يستفاد من قوله : وجههم وفقيههم . وفي تعليق الرجال : لعله اكتفى بذلك عن التوثيق لدلالتهما عليه كما مرت الإِشارة إليه في الفوائد ، ويحتمل كونه متأملاً فيه ، وفي بعض المواضع ينقل عنه كلاماً ويظهر منه تكذيبه ، ثم استشهد بتغميزه لعلي بن محمّد بن شيره  – إلى أن قال :  – والظاهر عدم تأمل المشايخ في علّو شأنه ووثاقته ، وديدنهم الاستناد إليه والاعتداد به ، وفي أول الإِكمال لصدوق الطائفة ما هذا لفظه : وكان أحمد بن محمّد بن عيسى في فضله وجلاله يروي عن أبي طالب عبد الله بن الصلت ( ١ ) ، إنتهى .

وفي الراشحة التي عقدها السيد السند العماد المحقّق الـدامـاد في رواشحه لتعيين الاُصول والمصنّفات ، ما هذا لفظه : قال الشيخ في الفهرست : إنّ أحمد محمد بن بن عيسى ، روى عن محمد بن أبي عمير كتب مائة رجل من رجال أبي عبد الله عليه السلام ، وفي طائفة من نسخ الفهرست روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى أنه كتب عن مائة رجل من رجال أبي عبد الله ( ٢ ) ، انتهى .

وفيه من الإِشارة إلى جلالة قدره ما لا يخفى ، فإنّ تكثير الرواية أحد أمارات الوثاقة فتأمل ، على أنّ الشيخ قد صرح بوثاقته في باب أصحاب الرضا بهذه العبارة : أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي ، ثقة ، له كتب ( ٣ ) . إنتهى .

فإن قلت : إنّ توثيق الرجل كما هو المأثور من هؤلاء المشايخ الأجلّاء ينافي المروي في إرشاد المفيد وكافي الكليني في باب الإِشارة والنص على أبي الحسن الثالث ، من أنه : كتم الرسالة المعهودة بينه وبين الخيراني خادم

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ٤٦ .

( ٢ ) الرواشح السماوية : ٩٨ / ٢٩

( ٣ ) رجال الشيخ : ٣٣٦ / ٣ .


ابن الرضا عليه السلام ، من أنّ أبي جعفر أمره بالرجوع إلى أبي الحسن ابنه عليه السلام ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى ممن سمع هذه الرسالة، فلما سأله الناس توقف عن الشهادة حتى أدّاها بعد دعائه إلى المباهلة وخوفه منها ، فإنّ مضمون الرواية مما تنفر منه النفوس ، ويخالف ما قدمناه من النصوص .

قلت : قد تصدى لدفع هذه المقالة المحقّق الأكمل في تعليقاته حيث قال : ولعله كانت زلّة صدرت فتاب ، أو يكون له وجه صحيح مخفي علينا والله أعلم ( ١ ) ، إنتهى . ويحتمل أن يكون ذلك الكتمان أولاً لما هو المركوز في طباع الناس من عدم تصديقهم لكل خبر وأثر ، خصوصاً إذا كان فيه الأمر بالرجوع إلى ولي الأمر ، كما ظهر منهم ذلك بالنسبة إلى الخيراني ، حتى احتاج في تصديقه إلى مشاهدة أبي جعفر الأشعري ، ولكن لمّا أخبرهم بعد تشديد الأمر وثقل الخطب من المباهلة ، يكون ذلك أشد تأثيراً في طباعهم وأوقع في نفوسهم فلا يحتملون فيه الكذب ، وتكون الحجّة عليهم أتم والدلالة لهم أكمل ، والله العالم بكلّ خفي من خفيات الاُمم .

٩٩ – كتاب أخبار الأبواب : وهذا الكتاب كما يستفاد من فهرست الشيخ : لأحمد بن محمّد بن نوح السيرافي ، المكنى بأبي العباس البصري ، وهو من مشايخ النجاشي ، ويوجد في تضاعيف كتابه النقل عنه غير مرة ، وصرّح الشيخ بتوثيقه في باب من لم يرو عنهم ، والعلّامة في الخلاصة ، إلّا أنه زاد : غير أنّه حكى عنه مذاهب فاسدة في الاُصول ، مثل القول بارؤية وغيرها ( ٢ ) .

ونحن بمنّ الله وتوفيقه نبين عدم صحة هذه الحكاية أولاً : عن كلام بعض الأعلام ، وثانياً : على فرض الصحة فإنها لا : تصير سبباً للجرح ، كما

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ٤٦ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٣٧ / ١٠٧ .


يتبادر في الذهن بدواً ، وإن كان نقل ذلك يوجب التطويل ، إلّا أن نفعه جليل وفائدته جميلة ، ولا يُتّهمون الكبراء من المشايخ بأمثال ذلك، وما هو يقال أو قيل .

فنقول : قال في الرجال الكبير : إن حكاية المذاهب الفاسدة كأنها لم تصح عنه ، وإلّا لم يخف على النجاشي ، ولهذا لم يذكر شيء منها ، ولم ينبه عليها فتدبر ( ١ ) ، إنتهى . كيف لا ، وهو صرّح بوثاقته كما سبق منـا الإِشارة إلى كلامه في بيان نقل كتاب أخبار الوكلاء ، فليتدبر ، فاحتمال التعدد منفي بنسبته تارة إلى محمد ، واُخرى إلى علي بن نوح ، فإنّ أمثال هذه الاُمور في الأنساب في كلام الرجاليين كثير ، ولا يخفى ذلك على من له أدنى تتبّع ، وهو بكل شيء خبير .

وأما ما قلنا من أن حكاية المذاهب الفاسدة في الاُصول مثل القول بالرؤية ، لا تكون من أسباب الوهن ، لأنّ لكثير من المشايخ السالفين أمثال هذه الحكايات ، وهي موجودة في كتبهم ، أو منسوبة ما هي أعظم منهـا إليهم ، ومع ذلك إجماع الطائفة الحقّة على جلالتهم وعلو مرتبتهم ، ولا ينافي ذلك شرف درجتهم ، وتفصيل ذلك موقوف إلى نقل كلام المحقّق البهبهاني قدس سرّه فيهم ، ولا بدّ لنا الآن نقله لما يترتب عليه من الفـوائد الكثيرة والعوائد الشريفة :

فنقول : قال قدّس سرّه – نقلاً عن المعراج الذي هو شرح للفهرست للشيخ المحقق شيخ سليمان – : إنّ الشيخ رحمه الله حكى في الخلاصة : أنّه كان يذهب الى الوعيدية ، وهو وشيخه المفيد ، إلى أنه تعالى لا يقدر على غير مقدور العبد ، كما هو مذهب الجبّائي ، والسيد المرتضى إلى مذهب البهشمية :

من أنّ إرادته عرض لا في محل ؛ والشيخ الجليل إبراهيم بن نوبخت

_____

( ١ ) منهاج المقال : ٤٧ .


إلى جواز اللذة العقلية عليه سبحانه ، وأنّ ماهيته تعالى معلومة كوجوده ، وأنّ ماهيته الوجود ، وأنّ المخالفين يخرجون من النار ولا يدخلون الجنة ؛ والصدوق وشيخه ابن الوليد والطبرسي : إلى جواز السهو عن النبي صلّى الله عليه وآله ؛ ومحمّد بن أبي عبد الله الأسدي إلى الجبر والتشبيه . وغير ذلك مما يطول تعداده ، والحكم بعدم عدالة هؤلاء لا يلتزمه أحد يؤمن بالله .

والذي ظهر لي من كلمات أصحابنا المتقدمين وسيرة أساطين المحدثين ، أنّ المخالفة في غير الاُصول الخمسة لا فسقاً ، إلا أن يوجب يستلزم إنكاراً في ضروري الدين ، كالتجسيم بالحقيقة لا بالتسمية ، وكذا القول بالرؤية بالانطباع أو الانعكاس ، وأما القول بها لا معهما فلا لأنه لا يبعد حملها على إرادة اليقين التام والانكشاف العلمي ؛ وأما تجويز السهو عليـه صلّى الله عليه وآله ، وإدراك اللذة العقلية عليه تعالى مع تفسيـرهـا بـإدراك الكمال من حيث أنه كمال لا يوجب فسقاً ، وأما الجبر والتشبيه فالبحث في ذلك عريض أفردنا له رسالة لطيفة ، إنتهى .

ثم قال : ونسب ابن طاووس ونصير الدين الطوسي وابن فهد والشهيد الثاني وجدي العلّامة وغيرهم من إلى التصوّف ، وغير خفي أنّ ضرر التصوّف إنما هو فساد الاعتقاد ، من القول بالحلول ، أو الوحدة في الوجود أو الاتحاد ، أو فساد الأعمال ، أو الأعمال المخالفة للشرع التي يرتكبها كثير من المتصوفة في مقام الرياضة أو العبادة ، وغير خفي على المطلع بأحوال هؤلاء قطعاً الأجلّة من كتبهم وغيرها أنهم منزّهون من كلتا المفسدتين قطعاً .

ونسب جدّي الفاضل الربّاني والمقدّس الصمداني ، مولانا محمّد صالح المازندراني باشتراك اللفظ وفيه أيضاً ما أشرنا إليه ؛ ونسب المحمدّون الثلاثة والطبرسي رضي الله عنهم إلى القول بتجويز السهو على النبي صلّي الله عليه وآله ، كابن الوليد والصدوق أيضاً منكر السهو عليه إلى الغلو، وبالجملة أكثر الأجلّة ليسوا بخالصين عمّا أشير إليه ، ومن هذا يظهر التأمل


في ثبوت الغلو وفساد المذهب بمجرد رمي علماء الرجال إليهما من دون ظهور الحال ، كما أشرنا إليه في الفوائد ( ١ ) . إنتهى .

وبالجملة قد حصل من مجموع ما ذكر ، أنّ أحمد محمّد بن نوح ممّن لا ريب في ثقته وجلالته ، وجرحه غير معلوم ، مضافاً إلى ما قدّمنا من عدم ظهور النسبة المحكية ، بل ربما يظهر من الفهرست عدم ثبوت الحكاية عنه ، والنجاشي صرح بوثاقته ، وأنه اُستاذه وشيخه واستفاد منه ، وهذا يدل على معاشرته معه وخلطته به وكـونـه عنده مدة واشتغاله عنده بالدرس والاستفادة ، والمشير إلى كونه مفيداً لجماعة ، مرجعاً لهم ، وعظّمه غاية التعظيم ، ولم يشر إلى فسادٍ في عقيدته أو حزازةٍ في رأيه ، وهذا ينادي على عدم صحة الحكاية ، ويؤيد ذلك كثرة استناد من هو من الأعاظم إلى قوله ، والبناء على أمره ورأيه ، وسبق الإِشارة إلى تصريح الشيخ بوثاقته .

وقال العلامة المجلسي الأول قدّس سرّه : الظاهر أنّ الحاكين رأوا في كتبه هذه الأخبار بدون التأويل ، فنسبوها إلى اعتقاده كما صرح جماعة عن جماعة من القميين هذه الاعتقادات لجمعها في كتبهم ( ٢ ) . إنتهى .

أقول : يؤيد هذا الكلام ما قاله الصدوق في توحيده في باب الرؤية في حال كتاب أحمد بن عيسى المتقدّم بهذه العبارة : والأخبار التي رويت في هذا المعنى وأخرجها مشايخنا رضي الله عنهم في مصنّفاتهم عندي صحيحة ، وإنما تركت إيرادها في هذا الباب خشية أن يقرأها جاهل بمعانيها فيكذب بها فيكفر بالله عزّ وجلّ وهو لا يعلم .

والأخبار التي ذكرها أحمد بن محمّد بن عيسى في نوادره ، والتي أوردها محمّد بن أحمد بن يحيى في جامعه في معنى الرؤية صحيحة ، لا يرد

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ٤٧ .

( ٢ ) روضة المتقين : ١٤ / ٣٣٢ .


بها إلّا مكذب بالحق ، أو جاهل به ، وألفاظها ألفاظ القرآن ، ولكل خبرٍ معنى ينفي التشبيه والتعطيل ويثبت التوحيد ، وقد أمرنا الأئمة صلوات الله عليهم أن لا نكلّم الناس إلا على قدر عقولهم .

ومعنى الرؤية الواردة في الأخبار : العلم ، وذلك أنّ الدنيا دار شكوك وارتياب وخطرات ، فإذا كان يوم القيامة كشف للعباد من آيات الله وأموره في ثوابه وعقابه ، ما يزول به الشكوك ، ويعلم حقيقة قدرة الله عزّ وجلّ ، وتصديق ذلك في كتاب الله عزّ وجلّ : ﴿ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ ( ١ ) فمعنى ما روي في الحديث أنه عزّ وجلّ يرى – أي يعلم علماً يقيناً – كقوله عزّ وجل : ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ ﴾ ( ٢ ) وأمثال ذلك من رؤية القلب ، وليست من رؤية العين ( ٣ ) ، إلى آخر ما قال، إنتهى .

وقد خرجنا بهذه الإِطالة عما نحن بصدده ، وفي الحقيقة خارج ذلك من وضع الكتاب إلّا أن العذر في ذلك ما أشرنا إليه في أول المقال ، وما قصدي من ذلك إلّا تقديس ساحة الكبراء السالفين والمشايخ المكرّمين من أمثال هذه الأمور ، وما توفيقي إلّا بالله الذي إليه مرجع الأمور ، ثم إنّ هذا الكتاب لهذا الشيخ المستطاب من جملة الكتب التي لم تخرج عن المسودة ، وبقي في زاوية الخفاء ولم يؤخذ منه شيء ، كما يظهر ذلك من فهرست الشيخ رحمة الله عليه في المبدأ والمآب .

١٠٠ – کتاب الاختيار في أدعية الليل والنهار : وهذا التأليف الجليل من مصنّفات السيد الطاهر الإِمام المعظم فقيه أهل البيت جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى طاووس العلوى الحسني ، وهذا السيد الجليل وأخوه رضي الدين صاحب الكرامات الباهرة والمؤلفات الفاخرة ، من مشايخ

_____

( ١ ) ق ٥٠ : ٢٢ .

( ٢ ) الفرقان ٢٥ : ٤٥

( ٣ ) التوحيد : ١١٩ .


آية الله العلامة الحلّي، كما يستفاد من فهارس الأصحاب ، وقد تتلمذ على احمد بن موسى الشيخ تقي الدين بن داود صاحب الرجال ، وأطهر من فضائله في رجاله أشياء كثيرة ، وعد الكتاب من مصنفاته – إلى أن قال : – وله غير ذلك تمام اثنين وثمانين مجلداً من أحسن التصانيف واحقها ، وحقق الرجال والرواية والتفسير تحقيقاً لا مزيد عليه ، رباني وعلمني وأحسن إلي وأكثر فوائد هذا الكتاب ونكته من إشاراته وتحقيقاته ، جزاء الله تعالى عني أفضل جزاء المحسنين ( ١ ) ، ثم إنّ من جملة كتبه المبدوأة بالألف المفتتح به حروف الجمل الكبار .

١٠١ – كتاب الأزهار في شرح لاميّة مهيار : مجلّدان ، وهذا الكتاب كما احتمل صاحب المجالس في شرح قصيدة لاميّة توجد قطعة منها في كتاب كشف الغمة ، وهي هذه الأبيات :

ما لقريش ما ذقتك عهدها                                                                                   وداً محبتك وودها على دخل وطالبتك بقديم حقدها                                                                                           بعد أحبك بالتراث والذحل وكيف ضموا أمرهم واجتمعوا                                                                            واشتوروا الرأي وأنت منعزل وليس منهم قادح بريبة                                                                                  قبل ولا قاض عليك بوهل ( ٢ )

ومنها كما في المناقب لابن شهر آشوب رحمه الله :

واسألهم يوم خم بعدما عقدوا                                                                               له الولاية لم خانوا ولم خلعوا قول صحيح ونيّات بها دغل                                                                              لا ينفع السيف صقل تحته طبع إنكارهم بأمير المؤمنين لها                                                                                   بعد اعترافهم عادية أدرعوا ونكثهم بك ميلاً عن وصيتّه                                                                       شرع العمرك ثان بعدما شرعوا ( ٣ )

_____

( ١ ) رجال ابن داود : ٤٥ / ١٤٠ .

( ٢ ) كشف الغمة ٢ : ٥١٦ باختلاف .

( ٣ ) مناقب ابن شهرآشوب ٣ : ٢٧ باختلاف .

ثمّ إنّ صاحب القصيدة هو من غلمان السيد الشريف نقيب العلويين رضي الموسوي صاحب نهج البلاغة ، وأسلم على يديه بعد أن كان مجوسياً ، وينتهي نسبه إلى الملك العادل أنوشيروان ، وشعره حسن يشتمل ، وحسبه شرفاً تصنيف السيد هذا الكتاب على القدح في الخلفاء السالفين ، وحسبه شرفاً تصنيف السيد هذا الكتاب فر شرح قصيدته .

وفي معالم العلماء : أبو القاسم ( ١ ) بن مهيار بن برزويه الديلمي ثم البغدادي ، من غلمان الشريف اَلرضي رضي الله عنه ، جمع بين فصاحة العرب ومعاني العجم ، وقال له أبو القاسم بن برهان : انتقلت بإسلامك إلى النار ، قال : كيف ذلك ؟ قال : لأنك كنت مجوسياً فأسلمت فصرت تسب السلف في شعرك ، قال : لا أسب إلّا من سبّه الله ورسوله ( ٢ ) إنتهى ، وببالي أنّ بعض أشعاره يوجد في المناقب ، فليراجع ( ٣ ) .

وبالجملة إنّ لهذا السيد الجليل مقامات عالية وتصنيفات غالية نشير إليها إن شاء الله في مواضعها ، ومات سنة ثلاث وسبعين وستمائة حشره الله أجداده الطاهرين ، وفي لؤلؤة البحرين : قبـره الآن في الحلّة مزار مشهور ، وقد ظهر في السنين الأخيرة برؤيا رآها بعض الصالحين ( ٤ ) .

_____

( ١ ) في المصدر : أبو الحسين .

( ٢ ) معالم العلماء : ١٤٨ .

( ٣ ) مناقب ابن شهر آشوب ذ : ٢٧٢ .

منها هذه القطعة الشريفة في مخاطبته لأمير البررة في تركه مقاتلة الكفرة الفجرة :

تركت أمراً ولو طالبته لدرت * معاطس راغمته كيف تجتدع صبرت تحفظ أمر الله ما اطرحوا

ذباً عن الدين فاستيقظت إذ هجعوا

ليشرقنّ بحلو اليوم مُرّ غدٍ * إذا حصدت لهم في الحشر ما زرعوا

لكاتبه عني عنه : ( منه قده) .

( ٤ ) لؤلؤة البحرين : ٢٤٢ .

ويستفاد من كتب الأنساب أنّ أبناء طاووس بين العلماء رجال عدّة ( ١ ) ، وهم سادات نقباء معظمون ، مذكورون في كتاب عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب ( ٢ ) كما أشار إلى ذلك بعض الأعلام ، لكن بعض المتأخرين من الأعلام من أصحاب الأعاجم ذكر في بعض التراجم أنهم جماعة كثيرون وأشهرهم خمسة :

الأول : وهو الأشهر من بينهم السيد الجليل رضي الدين علي بن موسى صاحب المقامات المعروفة والكتب الشائعة بين الشيعة ، وكلما يطلق في كتب الأدعية والزيارات والفضائل ابن طاووس فهو المراد .

الثاني : العالم النبيل أحمد بن موسى ، أخو علي بن موسى من أب وأُم ، وأ ، وأُمهما بنت ورّام بن أبي فراس ، وهذا وحيد عصره في الفقه والرجال ، والمطلق في الكتب الرجالية والفقهية هذا لا أخوه المتقدم .

والثالث : ابنه عبد الكريم بن أحمد بن موسى ، وهو صاحب كتاب فرحة الغري ، وهو من أجلّة العلماء ووحيد دهره في الحفظ وجودة الفهم .

والرابع : ابن السيد عبد الكريم بن أحمد ، رضي الدين أبو القاسم علي بن عبد الكريم .

والخامس : السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن السيد رضي الدين علي بن طاووس صاحب كتاب زوائد الفوائد، وهو في الاسم والكنية سهيم أبيه وشريك والده الوجيه . وقد يطلق ابن طاووس على أخيه السيد جلال

_____

( ١ ) في المخطوط : عديدة .

( ٢ ) وكتاب عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب من مؤلفات السيد الرشيد المتبحر النسابة والسيد العلّامة أحمد بن علي بن الحسين الحسني ، وهو من تلامذة السيد العالم الفاضل الفقيه الحاسب النسابة السيد محمد بن السيد أبي جعفر القاسم بن معية الحلّي الحسني الديباجي ، وهو من مشيخة الإِجازات وشيوخهم ( منه قده) .


الدين محمّد الذي لأجله صنّف أبوه كتاب كشف المحجّة .

وفي حكاية ورود هولاكو واستيلائه على بغداد، أنّ السيد مجد الدين ابن طاووس ، وسديد الدين والد العلّامة ، ذهبوا إليه وطلبوا الأمان للحلّة ، فآمنهم .

وفي رياض العُلماء –  نقلاً عن بعض التواريخ ـ أنّ السيد مجد الدين محمد بن حسن بن طاووس الحلّي ، وسديد الدين يوسف بن المطهر ، أرسلوا كتاباً إلى هولاكو وأظهروا الطاعة والانقياد ، وقالوا : إنّا وجدنا في أخبار أمير المؤمنين عليه السلام وملاحمه استيلاءك على البلاد، وذكروا الخبر المروي عنه عليه السلام له ، فأكرمهم وآمنهم وسلّم بلادهم من النهب والغارة .

ثمّ قال : إنّ الفاضل المؤرخ المعاصر صاحب ناسخ التواريخ ذكر في جملة أبناء طاووس ، وعدّ منهم : السيد مجد الدين صاحب كتاب البشارة ، وفيه الأخبار والآثار الواردة على غلبة المغول على العراق ، وانقراض بني العباس . . إلى آخره، لكن الشيخ حسن بن سليمان الحلّي تلميذ الشهيد الأول نسب كتاب البشارة في منتخب البصائر إلى السيد علي بن طاووس والله أعلم ، إنتهى .

والمستفاد من عمدة الطالب أنّ السيد مجد الدين هو ابن أخ للسيدين المعظمين علي وأحمد ، حيث قال : إنّ السيد الزاهد سعد الدين أبي إبراهيم موسى بن جعفر الطاووسي كان له أربعة بنين : شرف الدّين محمّد ، وعز الدّين حسن ، وجمال الدّين أبو الفضائل أحمد الزاهد المنيف ، ورضي الدّين أبو القاسم علي السيد الزاهد العابد صاحب الكرامات نقيب النقباء بالعراق .

درج شرف الدّين، وأعقب عز الدين مجدَ الدّين محمّداً السيد الجليل ، خرج إلى السلطان هولاكو خان ، وسلّم الحلّة والكــوفــة والنيل والمشهدين الشريفين من القتل والنهب ، وردّ إليه حكم نقابة البلاد الفراتية ، وحكم في ذلك قليلاً ثم مات ، وأجاز أخاه السيد قوام الدين أحمد أمير الحاج


درج أيضاً ، وانقرض السيد عزّ الدين ( ١ ) ، إنتهى . وباقي شرائف أحوالهم وجلالة مراتبهم يأتي عند ذكر أسمائهم الشريفة – إن شاء الله تعالى ـ في الأوراق اللّاحقة .

١٠٢ – أصل أبي الحسن أحمد بن النضر : – بالنون والضاد المعجمة – الجعفي . وهو كما صرح في الخلاصة : مولى كوفي ثقة ( ٢ ) .

وفي فهرست النجاشي بعد ذكره والحكم بوثاقته ، قال : من ولده أبو الحسين أحمد بن علي بن عبد الله النضري ، روى عنه أبو العباس بن عقدة ، لـه کتاب يرويه جماعة ( ٣ ) ، ثمّ أخبر طريقه إليه وإلى كتابه بمشايخه الجليلة ، والشيخ في فهرسته أيضاً نسب الكتاب إليه ، ويرويه تارة عن مشايخه عن محمد بن يحيى الخارقي عنه ، واُخرى عنهم عن محمد بن سالم عنه .

وفي مشتركات الكاظمي الموسومة بهداية المحدثين إلى طريقة المحمدين في باب الأحامدة : ويمكن استعلام أنه ابن النضر برواية محمد بن يحيى الخارقي عنه ، ورواية أحمد بن محمد بن عيسى عنه ، ومحمد بن خالد عنه ومحمد بن سالم عنه ( ٤ ) ، إنتهى .

ويظهر من الكشي أنه من أصحاب أبي الحسن الثاني عـلـيـه السلام ، وله الرواية عنه ، حيث روى في كتابه : محمد بن مسعود قال : حدّثني أبو جعفر حمدان بن أحمد ، قال : حدّثني معاوية بن حكيم ، أحمد بن النصر ( ٥ ) قال : كنت عند أبي الحسن الثاني عليه السلام ،

_____

( ١ ) عمدة الطالب : ١٩٠ .

( ٢ ) رجال العلامة : ٢٠ / ٤٩ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٩٨ / ٢٤٤ .

( ٤ ) هداية المحدثين : ١٥ باختلاف يسير .

( ٥ ) ويظهر من غير موضع من الكتب المعتبرة أنّ صاحب هذه الفضيلة هو أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، المعروف في السنة المحدثين وحماة الملّة والدين بالبزنطي صاحب كتاب الجامع ، وهو من ثقاة أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام كما يظهر من مناقب ابن شهر آشوب ، =


 قال : ولا أعلم إلّا قال : ونفض الفراش بيده ، ثم قال لي : يا أحمد إنّ أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان في مرضه ، فقال : يا صعصعة لا تتخذ عيادتى لك ابهة على قومك . قال : فلما قال أمير المؤمنين عليه لصعصعة هذه المقالة ، قال صعصعة : بلى – والله – أعدّها منّهً من الله عليّ وفنملاً ، قال : فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : إن كنت على ما علمتك لخفيف المؤونة حسن المعونة ، قال : فقال صعصعة : وأنت والله – يا أمير المؤمنين – على ما علمتك بالله عليماً ، وبالمؤمنين رؤفاً رحيما ( ١ ) .

وفي هذا الخبر الشريف من النهي عن المباهاة على الأقران والأقوام ، خصوصاً لمجالسة الملوك والأمراء ، ومعرفة صعصعة لأمير المؤمنين وفضل نفسه شيء كثير ، اللّهم احفظنا . أنفسنا ، واجعلنا من الخاشعين الداخرين ، بحق إمام الأنبياء وأوصيائه الطاهرين المعصومين آمين .

١٠٣ – كتاب الآيات الناسخة والمنسوخة : وهو للشيخ فخر الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتّوج البحراني ، قال في اللؤلؤة نقلاً عن كتاب بعض أفاضل متأخري المتأخرين وتكنيته تارة بجمال الدين ، وأُخرى بفخر الدين ، ومرّة بشهاب الدین : فاضل عالم نبيه ، وهو المجتهد المشهور بابن المتّوج . وقوله في كتب متأخري الأصحاب مذكور ، كان من تلامذة الشيخ فخر الدين ولد العلّامة ، وروى عنه الشيخ شهاب الدين أحمد بن فهد ابن إدريس الأحسائي المعروف بابن ( ٢ ) فهد – إلى أن قال – وله من المؤلّفات

_____

= لا من نسبنا إليه الواقعة نقلاً عن فهرست الكشي ، وإن كان صدور تلك الرأفة منه عليه السلام بالنسبة إليهما غير بعيد ، فإنهم عليهم السلام أدلّاء الرشاد من الله تعالى على العباد ، والله العالم . ( منه قده ) .

( ١ ) رجال الكشي ١ : ٢٨٤ / ١٢١ .

( ٢ ) وقبر هذا الشيخ كما في لؤلؤة اليوسفي [ ١٨٠ ] معروف بجزيرة اُكُل بضم الأولين وهي المشهورة الآن بجزيرة النبي الصالح من بلاد البحرين حماها الله تعالى من الشين . ( منه قده ) .


رسالة في الآيات الناسخة والمنسوخة ، وله أيضاً كتاب تفسير القرآن على ما صرّح به في أول تلك الرسالة .

وقال : إنه تكلم في ذلك التفسير على وجوه الآيات الناسخة والمنسوخة  أيضاً ، ولكن أفرد منه تلك الرسالة لتسهيل الأمر على الطلّاب ( ١ ) ، إنتهى .

ولا يخفى أنّ هذا الكتاب أدرجناه في باب الألف من الأبواب تبعاً لمـا نقلناه عن صاحب الكتاب ، وإلّا فهو الكتاب الذي عبّر عنه في الروضات : برسالة الناسخ والمنسوخ ( ٢ ) فيما عدّ له من المصنفات .

١٠٤ ـ كتاب أشعار المراثي لأهل البيت عليهم السلام : وهو أيضاً لصاحب العنوان يجمعه عشرون ألف بيت في مجلدتين( ٣ ) ، وصرح بذلك في الروضات من جهة الوجـاديات ، إلا أنه – رحمة الله عليه – نسب ذلك أولاً إلى والد هذا الشيخ الشيخ عبد الله بن سعيد المشهور أيضاً بابن المتّوج كما اشتبه الأمر فيهما في الأخرى من المؤلفّات ، والله أعلم بما هو الواقع من المسفورات وأسأله كشف الضر ورفع النقاب عن وجوه هؤلاء المخبيات .

١٠٥ – كتاب الأنوار العلويّة : وهو لتلميذ هذا الشيخ المقدّم في محمد أول العنوان وسمّية ، ومساهمه في الكنية ، الشيخ فخر الدّين أحمد بن محمّد ابن عبد الله ، المرتقي نسبه إلى سالم بن رفاعة السبعي ، وهذا الكتاب كما في رياض الأفندي في شرح ألفيّة الشهيد ( ٤ ) : وهو شرح الروضات نقلاً . عن مبسوط كتبه لبعض أبناء سادات ولاة الهند في تلك البلاد ، وسماه بالأنوار العلويّة إشارةً إلى أسم ذلك، السيد الأمير ، ولم أقف إلى الآن فيما وقفت عليه

_____

( ١ ) لؤلؤة البحرين : ١٧٧ / ٧١ .

( ٢ ) روضات الجنات ١ : ٦٩ / ١٦

( ٣ ) روضات الجنات ١ : ٧٠ / ١٦

( ٤ ) إشارة إلى بعض شروح الألفيّة ، وإن هذا الشرح أكمل شروحها فائدة وأتمّها عائدة. ( منه قده ) .


من شروحها المشهورة مثل شرح الشيخ علي المحقّق ، وشرح الشيخ إبراهيم ، القطيفي ، وشرح الشهيد الثاني ، وشرح الشيخ محمد بن أبي جمهور الأحسائي ، وشرح الشيخ محمّد بن نظام الدين الاسترآبادي ، على شرح أتم منه وأجمع للأصول والفروع بمعنيَيهما وللفوائد الخارجة الكثيرة منه ، وعندنا منه نسخة عتيقة ، هكذا صورة خط الشارح في آخرها :

فرغ من تسويد بياضه والخروج من لجّة غياضه ، مصنفه التراجي من ربّه غفران ما تقدم وما تأخّر من ذنبه ، أحمد بن محمد السبعي ، ببلاد الهندي ومنها بمهندري في أوقات مكدرة للنفوس ، من تراكم الدهر العبوس ، آخرها عصر السبت الثاني عشر من جمادى الأُولى أحد شهور سنة ثلاث وخمسين وتسعمائه .

وفي بعض حواشيه أيضاً نسبة شرحٍ أكبر منه إليه والله العالم ( ١ ) .

ويوجد في منتخب الطريحي جملة من مراثي هذين العميدين المسمّيين بأحمدين ، أنشداها في مراثي أبي عبد الله الحسين أحد سيد شباب أهل الجنة أجمعين وللثاني منهما قصيدة المعاجز ، التي تنوف على سبعين بيتاً في الموازنة بين محامد صفات محمّد وعلي ومعالي بيّناتهما ومعجزاتهما الباهرات ، نقل جملة منها المحقّق الخبير في كتاب روضات الجنات عليه رحمة إله البريّات .

١٠٦ – كتاب شرح الإِرشاد : وهذا الكتاب للشيخ العارف الجليل جمال الدين أبي العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الأسدي ،

ويعجبني ما ذكره في وصفه فر الروضات : الشيخ العالم العامل العارف الملي ، وكاشف أسرار الفضائل بالفهم الجِبِلّي – إلى أن قال – الساكن بالحلّة السيفية والحائر الشريف حياً وميّتاً ، له من الاشتهار بالفضل والإِتقان ،

_____

( ١ ) روضات الجنات ١ : ٦٨ / ١٦ .


والذوق والعرفان ، والزهد والأخلاق ، والخوف والإِشفاق، وغير أُولئك. جميل السياق ما يكفينا مؤونة التعريف ، ويغنينا عن مرارة التوصيف ، وقد جمع بين المعقول والمنقول ، والفروع والاُصول ، والقشر واللب ، واللفظ والمعنى ، والظاهر والباطن ، والعلم والعمل بأحسن ما كان يجمع ويكمل ( ١ ) ، إنتهى .

وهذا الكتاب في شرح إرشاد العلّامة ، وقد تصدى لشرحه جماعة من الأعلام ، أما مزجاً وأما تعليقاً ، وسوف نشير إليـه –  إن شاء الله – فـي مـقـامه وهذا الشيخ لـه الرواية والإِجازة عن جماعة من الأجلّاء ، كالشيخ مقداد السيوري ، وابن خازن الحائري ، وابن المتّوج المتقدم ، والسيد النقيب النسابة علي بن عبد الحميد النيلي ، ولجماعة من الأعلام الرواية عنه بالقراءة عليه والإِجازة عنه كابن هلال ، وابن العشرة ، وابن فياض الحلّي ، وابن فلاح الموسوي المشعشعي ، وألّف له رسالة مشتملة على وصايا ، وذكر فيها ظهور السلطان إسماعيل الموسوي الصفوي ، حيث أخبر أمير المؤمنين يــوم حرب صفين بعد قتل عمّار بن ياسر ببعض الملاحم ، وكل ذلك خارج عن موضوع الكتاب لا نطيل أزيد من ذلك في الباب .

١٠٧ –  کتاب شرح الألفية للشهيد : وهذا أيضاً غيــر الشـرح المتقدم ، يكون لهذا الشيخ المفخّم، وعدّ ذلك في تعداد مصنفاته صاحب أمل الآمل عامله الله بأحسن ما يعامل العباد من الوسائل ، ثم من أعجب العجاب مشاركة هذا الشيخ مع العلّامة النحرير شهاب الدين أحمد بن فهد بن حسن بن إدريس الأحسائي في الاسم والعصر والنسبة إلى فهد والرواية عن ابن المتّوج – كما سبق منّا الإشارة إليه –  والمساهمة في شرح الكتاب ، يعني أنّ لكلٍ منهما شرح على إرشاد العلّامة ، ولهذا قد يشتبه الأمر فيهما وفي

_____

( ١ ) روضات الجنات ١ : ٧١ / ١٧ .


شرحيهما ، إلّا أنّ شرح الشهاب يسمّى بخلاصة التنقيح في مذهب الحق الصحيح ، وتأريخ الفراغ منه كما نقل في اليوم الثالث والعشرين من رمضان من سنة ست وثمانمائة هجرية . فليتفطن .

١٠٨ – كتاب آيات الأحكام : وهذا للشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري ، المجاور بالنجف حيّاً وميّتاً ، وهو كما في اللؤلؤة : كان فاضلاً محققاً مدققاً له جملة من التصانيف ، منها كتاب آيات الأحكام ، جيد نفيس راعى فيه الأخذ بالروايات ( ١ ) .

والظاهر أنه في جمع جملة من الآيات القرآنية التي هي مدارك للأحكام الإِلهية ومبان للشريعة النبويّة ، وجمّ غفير من المتقدمين والمتأخرين سلكوا هذا المنهاج الذي لا عوج فيه ولا فجاج ، وصنفوا كتباً شريفة في تلك الباب كابن المتّوج المقدّم .

وشاركه في العصر شيخ مقداد المعظم ، وسميه الرجالي المهدي بهدية الصاحب في الطواف الأعظم ، وسميه الآخر الأردبيلي صاحب المقامات والكرامات التي يعرفها العرب والعجم ، وغيرهم من الأشياخ المعظمين والبدور المفخمين ، حتى أنّ غواص بحار أخبار الأئّمة ومستخرج كنوز الدلائل من آثار المعصومين للأُمة ، قد عقد باباً لاستنباط الأحكام من الآيات في القرآن ، وهي تقرب من خمسمائه آية .

وفي تعداد مؤلفات الرجل رسالتان يمكن إدراجهما في هذا الباب :

١٠٩ – أحداهما : رسالة الارتداد وما يحصل به وتفصيل بعض أحكامه .

١١٠ – وثانيّهما : رسالة اشتراط إقامة المسافر في البلدان ، وعدم

_____

( ١ ) لؤلؤة البحرين : ١١١ / ٤٣ .


خروجه عن محل الترخص ، أو يحال على العرف ، أو يكفي عدم السفر وقصد المسافة .

وهذا الشيخ يروي عن جماعة كثيرة المصرح بأسمائهم الشريفة في إجازته لولده الفاضل محمد بن أحمد ، منهم خاتمة المجتهدين العلّامة المجلسي قدس سرّه القدسي .

١١١ – کتاب استقلال الأب بولاية البكر البالغ الرشيد : وهذا من جملة مصنفات كشّاف دقائق المعاني ، الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن يوسف الخطي البحراني ، وهذا الشيخ قد عدّه فخر الأوائل والأواخر العلّامة النوري من جملة تلامذة العلّامة المجلسي ، المعمولة في وصفه رسالة الفيض القدسي ، وذكر جملة مما وصفه به العلامة في إجازته له .

وفي اللؤلؤة بعد ذكر شطر من مناقبه بعباراته الرائقة ، ونقل بعض عبارات الإِجازة المذكورة بهذه الصورة : فوجدته بحراً زاخـراً في العلم لا يساجل ، وألفيته حبراً ماهراً في الفضل لا يناضل ( ١ ) . وذكر جملة من مصنّفاته ، نسب الرسالة المذكورة إليه والظاهر أنه في هذه الرسالة قد خالف ذلك الفقهاء الكاملين في إجماعاتهم المحققة والمنقولة ، وشق عصاهم في ولا غرو في ذلك فإنّ أدلّة المسألة متعارضة ، ولعلّه رجح في نظره الدليل الدال على استقلال الأب بالولاية .

وفي أمل الآمل بعد نسبه : عالم فاضل محقّق معاصر شاعر أديب ( ٢ ) . ووفاته كما في اللؤلؤة إنما هي مع وفاة أخيه الشيخ يوسف وأخ آخر بالطاعون السنة الثانية بعد المائة والألف ، واستراحوا في جوار الكاظمين .

_____

( ١ ) لؤلؤة البحرين : ۳۸ .

( ٢ ) أمل الأمل ٢ : ٢٨ / ٧٦ .


١١٢ – كتاب إزالة الأوهام في جواب ينابيع الإِسلام : لعبد المسيح المسيحي : لآية الله في الأنام العالم المسدد المؤيد الشيخ الشاهرودي –  قدّس سرّه  – المتوفي في العشر الخامس من المائة الرابعة من الألف الثاني ، والمدفون في جوار الحضرة المعصومة في بلدة قم .

١١٣ – كتاب إيقاظ النائمين : في رد البهائية – خذلهم الله ـ له أيضاً ، وكلاهما – مطبوعان .

١١٤ – رسالة الاستخارة : وهي للشيخ الزاهد العابد الصالح الشيخ أحمد بن صالح الدرازي البحراني ، وجمل أحواله يستفاد من اللؤلؤة الخارجة من صدف البحرين ، جزاه الله تعالى خيراً في الدارين .

١١٥ – كتاب أسرار الصلاة : للشيخ العارف الكاشف أحمد بن زين الدين الأحسائي البحراني ، وهو من أجلاء العلماء الحقة الإِمامية ، تنسب إليه الفرقة المعروفة بالشيخية ، وبذلك انتقص قدره ووضع ظهره ، وإلا فهو من مشايخ إجازات علمائنا الأخيار كصاحب الإِشارات ، وتنتهي أيضاً إجازته إلى أركان هذه الملة القويمة وعمد الطريقة المستقيمة كصاحب الرياض السيد الفقيه الأوحد ، والشيخ جعفر الأفقه الأفخر المدعو بالشيخ الأكبر ، والأميرزا مهدي الشهرستاني ، وجماعة كثيرة من علماء القطيف والبحرين .

وقد تعرض لذكره المحدث النيسابوري في رجاله ، فقال بعد ذكره : فقيه محدّث عارف وحيد في معرفة الاُصول الدينية ، له رسائل وثيقة ، اجتمعنا معه في مشهد الحسين عليه السلام ، لا شك في ثقته وجلالته إن شاء الله ( ١ ) ، إنتهى .

وقد ذكره أيضاً قطب الرجاليين من الأوائل والأواخر الخبير المحقّق

_____

( ١ ) رجال المحَدث النيسابوري : مخطوط .


الماهر الأقا ميرزا محمّد باقر بعباراتٍ أصفى من الماء الزلال وأحلى من كلّ ما قيل فيه أو يقال ، قال : ترجمان الحكماء المتألّهين ولسان العرفاء الكاملين ، غرة الدهر ، وفيلسوف العصر ، العالم بأسرار المباني والمعاني ، شيخنا أحمد بن الشيخ زين الدين بن الشيخ إبراهيم الاحسائي البحراني لم يعهد في هذه الأواخر مثله في المعرفة والفهم ، والمكرمة والحزم ، وجودة السليقة ، وحسن الطريقة . وكثرة المعنوية ، والعلم بالعربية ، والأخلاق السنية ، والشيم المرضية ، والحكم العلمّية والعمليّة التعبير وحسن تعبير والفصاحة ولطف التقرير والملاحة ، وخلوص المحبّة والوداد لأهل بيت الرسول الأمجاد ، بحيث يرمى عند بعض علماء الظاهر بالإِفراط والغلو ، مع أنه لا شك من أهل الجلالة والعلو ، وقد رأيت صورة إجازة سيدنا صاحب الدرة ـ أجزل الله تعالى بره ـ لأجله ، مفصحة عن غاية جلالته وفضله ونبله ( ١ ) إنتهى ، وله مؤلفات أخرى مبدوءات بالهمزات يناسب إدخالها في هذا الباب منها :

١١٦ – كتاب أحكام الكفار بأقسامهم ، قبل الإِسلام وبعده .

١١٧ – ورسالة الاجتهاد والتقليد وتحقيق القول فيهما ، وبعض مسائل الفقه .

١١٨ – ورسالة في معنى الإِمكان ، والعلم والمشية وغيرها .

١١٩ – ورسالة اُخرى ، في شرح أبيات الشيخ علي بن عبد الله ابن فارس في علم الصناعة .

١٢٠ – ورسالة في تحقيق إياك نعبد وإياك نستعين : وكيفية قصد المخاطب، وبيان أنّ المخاطب بهما وبغيرهما من الضمائر الراجعة

_____

( ١ ) روضات الجنات ١ :  ٨٨ / ٢٢ .


إليه تعالى ، إنّما هو ذاته الأقدس لاغير ، وهي في جواب سؤال بعض العارفين عنه ذلك .

١٢١ – ورسالة الإِجماع وحجيته ، وحجية أحكامه السبعة ، وحجية الشهرة .

١٢٢ – ورسالة أصول الدين : بالفارسية ، بل يظهر تلاميذه أنّ له من المسائل والرسائل ما يقرب من مائة رسالة منفردة .

ثم لما أنجـر الكلام إلى هذا المقام، لا بأس بالإِشارة إلى بعض مصنفات تلميذه القائم مقامه ، والنائب في الاُمور منابـه ، وحليفه في شدائده ومحنه ، وأليفه في مصائبه وفتنه ، قدوة أرباب الفهم والتمييز ، بل قرة عينه الزاهرة ، وقوة قلبه الباهرة ، السيد كاظم الرشتي الجيلاني بما يناسب الكتاب في هذا الباب ، وعذر ذلك ظاهر عند أولي الألباب فمنها :

١٢٣ – كتاب أسرار الشهادة .

١٢٤ ـ وكتاب أسرار العبادات .

١٢٥ – وكتاب أجوبة المسائل : التي أتت إليه من بعض العلماء في التوحيد .

اللهم إنا لا نعلم منهما إلّا خيراً وأنت أعلم بهما منا ، اللّهم اجعلهما في غرفات جنانك وبيوتات إحسانك ، فإنك وليّ الإِعطاء والقادر على ما تشاء ، ومجازي العباد على أعمالهم ونياتهم في السرّاء والضرّاء ، واحشرهما مع نبيك نبي الرحمة في مستقر النور ومقعد الكرامة .

١٢٦ – كتاب أساس الأحكام : وهذا الكتاب من مصنفات فحل الفحول وفخر أهل المعقول والمنقول ، الحاج مولانا أحمد بن مهدي بن أبي ذر النراقي الكاشاني ، قال في الروضات بعد ذكره ما وصفناه في شرفه : كان


بحراً موّاجاً ، ويمّاً عجاجاً ، واُستاذاً ماهراً ، وعماداً كابراً ، وأديباً شاعراً ، كبراء اء الدين وعظماء المجتهدين ، وقد صار بالعلم مليّاً ، واُوتي الحكم صبيّاً ، وكان له جامعية لأكثر العلوم ، وخصوصاً الأصول والفقه والرياضي والنجوم ( ١ ) ، إنتهى .

كيف لا وهو صاحب كتاب العوائد والمستند ، وهو أعلى من كل من به يعتمد ، وهذا الكتاب العالي الأساس في تنقيح عمد مسائل الاُصول بالأحكام من دون وهم وقياس ، وسائر المصنفات يذكر إن شاء الله في مقامه أجزل الله تعالى أعماله ، كما أرفع الله شأنه، وحسن خاتمته بـوفـوده إلى باب أميـر المؤمنين ، ونزوله في جانب الصحن المطهر من خلف الحضرة ، وذلك في حدود أربع وأربعين ومائتين [ وألف ] .

١٢٧ – أصل أحمد بن يحيى العطار : نقل عنه السيد ابن طاووس في فلاح السائل ، كما في المستدرك في باب تعقيب كلّ فريضة ، ولم أره في كتب الرجال إلّا في رجال الشيخ في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام : أحمد بن يحيى ، يكنى أبا نصر ، من غلمان العياشي ( ٢ )

١٢٨ – كتاب الاستقصاء : هو لأبي صالح أحمد بن يحيى بن إسحاق ، في الإمامة كما يستفاد ذلك من فهرست ابن شهر آشوب في المعالم ( ٣ ) ، ولم يتبين لنا حاله أزيد من ذلك ، والعجب من صاحب المنهج وأمل الآمل ، كيف أهملوا ذكره ، مع بنائهما لاستقصاء ما في كتـاب المعالم ، والله العالم .

١٢٩ – كتاب شرح أُرجوزة المواريث وهذا الكتاب للشيخ

_____

( ١ ) روضات الجنات ١ : ٩٥ / ٢٣ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٤٣٩ / ١٣

( ٣ ) معالم العلماء : ٢٤ / ١١٩ .


أحمد بن الحسن بن محمّد علي الحر العاملي ، وهو ابن اُخت صاحب الوسائل وابن ابن عمّه ، قال في الأمل : فاضل ماهر محقق عارف بالعقليات والنقليات خصوصاً الرياضيات ، صالح ورع فقيه محدث ثقة من المعاصرين ( ١ ) ، وهو في شرح خلاصة الأبحاث ، وهي منظومة المواريث لصاحب الأمل .

١٣٠ – كتاب الاُرجوزة : وهي في شرح الياقوت في الكلام ، للشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ شرف الدين أبي عبد الله الحسين العودي العاملي الجزيني ، فاضل عالم علامة شاعر أديب ( ٢ ) ، كذا في أمل الآمل .

١٣١ – كتاب إثبات الواجب : وهو صغير وكبير ووسيط ، وكلّها للسيد الجليل نظام الدين أحمد بن سلام الله بن عماد الدّين مسعود بن منصور الحسيني ، قال في الأمل : كان يلقب سلطان الحكماء وسيد العلماء ، كان عالماً فاضلاً – إلى أن قال : –  ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد في سلافة العصر ، وأثنى عليه كثيراً ، وذكر أنه جدّه ( ٣ ) ، إنتهى .

١٣٢ – كتاب شرح الإِرشاد في الفقه : للشيخ أحمد بن سلامة الجزائري ، فاضل صالح فقيه معاصر، كان قاضي حيدر آباد ( ٤ ) ، كذا في الأمل .

١٣٣ – أصل أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي : وهذا الأصل قد أشار الشيخ النجاشي إليه في ترجمة جميل بن دراج ، حيث قال في ذكر مصنّفات جميل : له كتاب اشترك هو ومحمّد بن حمران فيه ، رواه

____

( ١ ) أمل الآمل ١ : ٣٢ / ١٥ .

( ٢ ) أمل الآمل ١ : ٤١ / ٣١

( ٣ ) أمل الآمل ۲ : ٩ / ١٣ .  

( ٤ ) أمل الآمل ۲ : ١٥ / ٢٩ .


الحسن بن علي بن بنت إلياس عنهما . أخبرنا محمد بن جعفر التميمي ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، عن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي من كتابه وأصله في رجب سنة تسع ومائتين ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن بنت إلياس عنهما ( ١ ) ، إنتهى .

ثم إنّ هذا الكلام يؤيد مصطلحنا في الأوراق ، من إطلاق الأصل على الكتاب ، وليس ذلك منا خارجاً عن الصواب ، بل سبقنا إلى ذلك جمّة وعدّة من الأصحاب .

وأمّا يوسف بن يعقوب الجعفي ، مذكور في الرجـال ـ وهو يروي عن أبي عبد الله ، وجابر – معدود من الضعفاء وأمّا صاحب الأصل فهو يروي عن محمّد بن إسماعيل الزعفراني ، وفيه إشعار بوثاقته ، ويؤيد ذلك كونه معدوداً من المشايخ في الطريق المذكور ، والله أعلم بما في الصدور .

١٣٤ – كتاب في الأخلاق : وهو للشيخ أحمد بن نصير الدين علي التنوي السندي ، ذكره الشهيد الثالث صاحب إحقاق الحق في المجالس ، وذكر في خاتمة الباب الخامس منها أنّ أباه من علماء الحنفيّة ، وقد شمل التوفيق حال ابنه واستبصر من عماه ، ووصل إلى الحق اليقين من متابعة أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين، والبراءة من لصوص الاُمة ، غاصبي حقوق الأئمة ، وأثنى عليه ثناءً بليغاً ، وسبب هدايته ، وبعض لطائفه منها : قال أبو حنيفة : يجوز النكاح بغير ولي، خلافاً للنبي صلى الله عليه وآله ، حيث قال : لا نكاح بغير ولي . وقال الشافعي : يجوز الأكل لكل متروك التسمية عامداً ، خلافاً لله تعالى ، حيث قال : ( وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٢٦ / ٣٢٨ .


وَاِنّهُ لَفِسْقُ ) ( ١ ) ثم ذكر ما هو تأييد لكلام الشيخ نقلاً من ربيع الأبرار ( ٢ ) ، وهو أيضاً لا يخلو عن لطف ، تركناه ، خوف الإِطالة ، والإِيجاز ليس موجباً للملالة

١٣٥ – كتاب أسرار الحروف ورموز الأعداد على طبق كتاب المفاحص : وهو أيضاً لهذا الشيخ الموفق المؤيد بالشهادة في الخاتمة في دار الخلافة لاهور ، البسه الله لباس النور ، وأسكنـه مـع الـحـــور في أعلى القصور ، وأورده مناهل الأبرار في دار السرور .

١٣٦ – أصل إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري : وهو من أصحاب الرضا عليه السلام يروي عنه ، واتفقت كلمتي النجاشي والعلّامة بوجاهته ، إلا أن الأول قال : كان وجهاً ( ۳ ) ، وفي الخلاصة : كان وجيها ( ٤ ) . وطرق الشيخ والنجاشي إلى كتابه مذكورة في فهرستهما .

۱۳۷– كتاب الأدب : وهو من جملة مؤلّفات أبي الفضل ، إدريس بن الفضل الخولاني ، الواقفي : الكوفي ، وصرح النجاشي بوثاقته .

١٣٨ – أصل أديم – كزبير – بن الحر الجعفي : قال النجاشي : مولاهم كوفي ، ثقة له أصل ( ٥ ) ، إنتهى ، وهو المكنّى بأبي الحسن ، المشهور بالحّذاء ، صاحب أبي عبد الله عليه السلام . وفي الكشي : يروي نيفاً وأربعين حديثاً عن أبي عبد الله عليه السلام ( ٦ ) .

_____

( ١ ) الأنعام ٦ : ۱۲۱ .

( ٢ ) مجالس المؤمنين ١ : ٥٩٠ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٠٤ / ٢٥٩ .

( ٤ ) رجال العلامة : ١٣ / ٣ ، وفيه : وجهاً .

( ٥ ) رجال النجاشي : ١٠٦ / ٢٦٧

( ٦ ) رجال الكشي ٢ : ٦٣٦ / ٦٤٥ .


 ١٣٩– أصل أرطأة بن حبيب الأسدي : وهو كما في رجال النجاشي : كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، ذكره أبو العباس ، له كتاب ( ١ ) . . ثم ذكر طريقه إليه بمشيخته الجليلة .

١٤٠ – أصل أسباط بن سالم : بياع الزُطي أبو علي ، قال النجاشي : مولى بني عدي من كندة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، ذكره أبو العباس وغيره في الرجال ، له كتاب ( ٢ ) . ثم عدّ طريقه إليه بتوسط العدّة من الأصحاب . وفي فهرست الشيخ : ابن سالم بيّاع ، له كتاب أصل ، ثم ذكر طريقه المنتهي إلى ابن أبي عمير عنه تارة ، وإلى قاسم بن إسماعيل القرشي عنه ( ٣ ) اُخرى .

ثم إنّ هذين الشيخين الأجلّين لم يتعرضــا لـه بمـدح ولا ذم ، لكن المستفاد من كلام بعض الأعلام أن دأب النجاشي في كتابه إنما هو ذكر المدح والذم في الرجل ، أما في ترجمته أو ترجمة غيره ، وإذا لم يتعرض لأحدٍ بشيء من المدح والذم فهو عنده سالم مما يوجب القدح ، وليس فيه من أمارات الضعف شيء، على أن رواية ابن أبي عمير عن الرجل كما نبهناك عليه عن طريق الشيخ من دلالات الوثاقة ، فإنّ إجماع العصابة وقع على تصحيح روايته من حيث أنه لم يرو إلّا عن الثقة ، ولهذا حكموا بأنّ مراسيله کالمسانيد .

ومع ذلك كلّه يظهر من ترجمة يعقوب بن سالم الثقة – أخ الرجل – أن ومع . أسباط أعرف منه ، حيث قالوا في ترجمته كما في الخلاصة : يعقوب بن سالم الأحمر ، أخو أسباط ، ثقة ، من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ( ٤ ) .

( ١ ) رجال النجاشي : ١٠٧ / ٢٧٠ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٠٦ / ٢٦٨ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٣٨ / ١١٢ ، وفيه : له أصل .

( ٤ ) رجال العلامة : ١٨٦ / ٢ .


وفي تعليقة الشهيد عليها : قلت : قوله : أخو أسباط ، يقتضي كون أسباط أشهر منه ، مع إنه لم يذكره في القسمين ، ولا غيره ، مع أنه كثير الرواية ، خصوصاً بواسطة ولده علي بن أسباط ( ۱ ) ، إنتهى ( ٢ ) . وذكره الشيخ في رجاله بهذه العبارة : يعقوب بن سالم أخو أسباط العليم السراج ( ٣ ) . وفي منهج المقال کتاب ابن طاووس مسنداً إلى النجاشي : يعقوب بن سالم الأحمر أخو أسباط بن سالم ، ثقة من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ، إنتهى .

إلّا أن لسان نسختي من النجاشي – التى لا تخلو عن اعتبار – ساكنة عن ذلك ، وساحة جلاله ساذجة وبريئة من هذه النسبة ، والله العالم . وعلى أي حال كل ذلك من العبارات دالة على جلالة الرجل ونبالة شأنه ، خصوصاً كونه كثير الرواية ، ودخوله في عدة مشايخ الأجلّاء ، وشهرته بين الأصحاب التي به يعرف غيره ، فالروايات الصادرة عنه معدودة من الصحاح كما اتضح لك الحق

الصراح .

ثم أنّ الزطيّ كما في الإيضاح : بضم الزاي وكسر الطاء المهملة المخفّفة وتشديد الياء ، وسمعت من السيد السعيد جمال الدين أحمد بن

_____

( ١ ) تعليقة الشهيد : ۸۸ ب .

( ٢ ) يؤيد كلام الشهيد ، من أنّ الرجل أعرف وأشهر من أخيه يعقوب ، حتى أنّ يعقوب أخاه به يعرف ، ما جرت سنة البلغاء والعقلاء في كل الأعصار تعريف المجاهيل بالمعاريف ، أما بمصاحبتهم لهم ، أو انتسابهم إليهم نسباً أو سبباً وغير ذلك ، ولو عكس الأمر ويعرف المعلوم بالمجهول ، لكان التعريف خارجاً عن قانون الفصاحة ، وعادلاً عن سنن البلاغة ، أ ، أليس الأعشى المستشهد بشعره في الخطبة الشقشقية :

شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر قد عاب حيان في تعريفة بأخيه ، واعتذر بأن القافية قد جرته إلى ذلك ، فلم يقبل ذلك ، حيث أنّ حيان كان صاحب الحصن باليمامة سيداً مطاعاً ، يصله كسرى في كلّ سنة ، وكان في نعمةٍ ورفاهية ، هذا . ( منه قده ) .

( ٣ ) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٥

( ٤ ) منهاج المقال : ٣٧٤ .


طاووس رحمه الله بضم الزاي وفتح الطاء المهملة المخفّفة مقصوراً ( ١ ) ، إنتهى .

وفي المجمع : في حديث علي عليه السلام لما فرغ من قتال البصرة أتاه سبعون رجلاً من الزّط فكلموه بلسانهم فكلّمهم ، وقالوا لعنهم الله : بل أنت أنت . الزطّ بضم الزاي وتشديد المهملة : جنس من السودان والهنود الواحدة زُطّي ، مثل : زنج وزنجي ، ومنه ميسر بياع الزطي ، رجل من رواة الحديث . وفي القاموس : الزُطّ – بالضم – جيل من الهند معرّب جت بالفتح ، الواحد زطّي ( ٢ ) ، إنتهى . فعلى ذلك أما أن يكون بياعاً لهم ، أو لثيابهم كما قيل ، وفي المعالم : أسباط بن سالم بيّاع الزطّي له أصل ( ٣ )

١٤١ – أصل إسحاق بن آدم الأشعري القمي : وهو كما قال النجاشي : روى عن الرضا عليه السلام ، له كتاب ( ٤ ) ، ثم أسنـد عنـه ، ويقرب عن ذلك كلام الشيخ وابن شهر آشوب ، ولا يخفى عليك أن الرجل أخو زكريا بن آدم ، المأمون على الدين والدنيا ، ويظهر من عموم الروايات الواردة في القميين أيضاً نباهة شأنه ووجاهة مكانه .

١٤٢ – أصل إسحاق بن بريد : بالباء الموحدة والراء المهملة ، ابن يعقوب الطائي الكوفي ، قال النجاشي : مولى كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، وروى أبوه عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ، له كتاب يرويه جماعة ( ٥ ) . ولا نكبر الكتاب بذكر طريقه إليه ، وعبارة العلامة هكذا في الخلاصة ، بل هي هي بعينها ، إلّا أنّ الشيخ عدّ الرجل في كتاب الرجال من

_____

( ١ ) ايضاح الاشتباه : ٢ .

( ٢ ) مجمع البحرين ٤ : ٢٥٠ (زطط).

( ٣ ) معالم العلماء : ٢٨ / ١٤٢

( ٤ ) جال النجاشي : ٧٣ / ١٧٦

( ٥ ) رجال النجاشي : ٧٢ / ١٧٢ .


أصحاب الباقر والصادق معاً ، والله أعلم .

١٤٣ – أصل أبي حذيفة الكاهلي : إسحاق بن بشر الخراساني ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام، وهو من العامة ، وكان ثقة  ذكروه في رجال أبي عبد الله عليه السلام ، له كتاب . هكذا في فهرست النجاشي ( ١ ) ثم أسند عنه ، والشيخ قد عدّه أيضاً من رجال الصادق عليه السلام .

١٤٤ ـ أصل إسحاق بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي : وهو كما في رجال الشيخ : من أصحاب الكاظم والصادق عليهما السلام ، واقفي ( ٢ ) ، وفي فهرست النجاشي : أبو يعقوب ، ثقة، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، ذكر ذلك أبو العباس ، له كتاب يرويه عنه جماعة ( ٣ ) . ثم ذكر طريقه المنتهي إلى محمد بن أبي عمير بكتابه ، وفي فهرست الشيخ : ابن جرير ، له أصل ( ٤ ) ، ثم أسند عنه .

وفي هذا الكلام دلالة على ما ناديت مراراً بأعلى صوتي، من إطلاق الكتاب على الأصل ، وبنيت كلامي عليه في هذه الأوراق ، ولا توهم من الكلامين تعدد الكتابين المعبر عنهما تارة بالكتاب ومرة أخرى بالأصل ، كيف لا ؟ ! وقد صرح بذلك الخرّيت في هذه الصناعة ، والمنطيق في هذه البضاعة ، الاُستاذ الأكبر الأكمل في فوائده الرجالية حيث قال : اعلم أنّ الكتاب مستعمل في كلامهم في معناه المتعارف ، وهو أعم مطلقاً الأصل والنوادر ، فإنه يطلق على الأصل كثيراً منها ما سيجيء في ترجمة أحمد بن الحسين المفلس ، وأحمد بن محمد بن عمار ، وأحمد بن ميثم ، وإسحاق

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٧٢ / ١٧١ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٣٤٣ / ٢٤ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٧١ / ١٧٠ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ١٥ / ٥٣ .


ابن جریر ، والحسين بن أبي العلاء ، وبشار بن يسار ، وبشير بن سلمة ، والحسن بن رباط وغيرهم ( ١ ) إنتهى ما أردنا نقله مما يوافق المقصود .

ولست أمنع من إطلاق الكتاب في مقابل الأصل، فإنه قليل وليس بكثير الورود ، كما في ترجمة هشام بن الحكم ، ومعاوية بن الحكيم ، بل ربما يطلق أيضاً على النوادر ، وهو كثير ، منها قولهم : له كتاب النوادر ، وربما يطلق النوادر في مقابل الكتاب، كما في ترجمة ابن أبي عمير ، لكن ما استقر عليه دأبي وجرت عليه سنتي إطلاق الأصل على الكتاب ، ولا بأس به عند الأصحاب ، ومن الأمثال الدائرات الشائعات أنه لا مشاحّة في الاصطلاحات ، فتأمّل .

ثم إن العجب من العلّامة في الخلاصة التوقف في الرواية المتفرد بها الرجل ، وقد عرفت من النجاشي الحكم بتوثيقه وعدم التعرض لوقفه ، مع رواية ابن أبي عمیر المجمع على جلالته عن كتابه ، ورواية حسن بن محبوب في طريق الشيخ إليه عنه . بل الظاهر من عبارة المفيد ، أنـه أصحابهم عليهم السلام والرؤساء الأعلام ، حيث قال في رسالته ( ٢ ) في الرد على أصحاب العدد : وأما رواة الحديث بأنّ شهر رمضان يكون تسعاً وعشرين يوماً ويكون ثلاثين، فهم فقهاء أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ، والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، الذين لا مطعن عليهم ، ولا طريق إلى ذم واحد منهم ، وهم أصحاب الأصول المدونة والمصنفات المشهورة ( ٣ ) . ثم شرع في ذكرهم وذكر رواياتهم ، وعدّ منهم : إسحاق بن جرير ، ثم أثبت أنّ شهر رمضان يجوز

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ٧

( ٢ ) والظاهر أن هذه الرسالة هي المسّماة بمصابيح النور في أنّ شهر رمضان له اُسوة بالشهور . ( منه قده ) .

( ٣ ) الدر المنثور ١ : ١٢٨ .


عليه النقصان ، كما أن الأمر في سائر الشهور كذلك في الأزمان .

ونحن بحمد الله وتوفيقه إن ساعدنا الدهر وأمهلنا الأجل نشير إلى أسماء جماعة قد حكموا بأنّ شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين أبداً ، ومصنفاتهم في ذلك في المواضع اللائقة بها ، وبالجملة لا مطعن في الرجل ولا غميزة في روايته أصلاً ، وقد حكي عن المنتهى الحكم بصحة روايته ، فليغتنم ذلك .

١٤٥ – أصل إسحاق بن جندب : أبو إسماعيل الفرائضي ، وهو كما في رجال النجاشي : ثقة ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، كما ذكره أصحابنا في الرجال ، له كتاب رواه عنه عُبَيس ( ١ ) ، ثم ذكر طريقه إليه . ولا تظنن أيها الأخ أنّ لفظ ثقة ثقة المذكور في كلام الرجاليين يكون من باب التأكيد للأول ، بل هذا – كما صرح السيد المضطلع الداماد في الرواشح – عبارة عن رواية الرجل الثقة عن رجل آخر ، الذي هو مساهم لنفسه في الوثاقة ، فمعنى هذه اللفظة أنّ الرجل في نفسه يكون من الثقات ، ولا يروي عن الثقات ، حيث قال في ثالث الأقوال الذي هو مختاره : أنه إن علم من عادته أنه لا إلّا یروی. عن عدل ، فهو تعديل وإلّا فلا ، وثقة ثقة صحيح الحديث في اصطلاح أئمّة التوثيق والتوهين من أصحابنا رضوان الله تعالى عليهم ، تعبير عن هذا المعنى ( ٢ ) ، إنتهى .

ثم إن جُندب بضم الأول وسكون الثاني وفتح الثالث المهملة ( ٣ ) ، كما في الخلاصة ، والفرائضي بالفاء والضاد المعجمة ، والمعروف من أهل العربية أن يقال في النسبة إلى الفرائض فرضي بردّه إلى المفرد ، وقال الجاربردي : وفيه أيضاً خطأ .

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٧٣ / ١٧٥

( ٢ ) الرواشح السماوية : ١٠٤ / ٣٣

( ٣ ) رجال العلامة : ٣٦ / ١ .


١٤٦ – أصل إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري : قال النجاشي : ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام وأبي الحسن عليهما السلام ، وابنه أحمد بن إسحاق مشهور ( ١ ) . ولم يتعرض لكتابه ، لكنا تبعنا الشيخ في الفهرست في نسبة الكتاب إليه ، حيث قال : إسحاق القمي ، له كتاب ( ٢ ) ، ثم ذكر عن شيخه المعروف بابن الحاشر طريقه إليه . وفي رجال الشيخ : إسحاق القمي معدود في جملة أصحاب الباقر عليه السلام ، وفي أصحاب الصادق بهذه الصورة : إسحاق بن عبد الله الأشعري القمي ( ٣ ) ، فظهر من ذلك كله أنّ له الصحبة للأئمة الثلاثة لو لم يحمل تعدد العنوان على مغايرة المعنون .

وفي معالم رشيد الدين : إسحاق القمي ، له كتاب ( ٤ ) . وأما قول النجاشي : ابنه أحمد بن إسحاق مشهور ( ٥ ) ، قلت : يريد بذلك أنه من الوكلاء المعروفين ، قال الشيخ في كتاب الغيبة : وقد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من أحمد الأصل ، ومنهم بن إسحاق وجماعة خرج التوقيع في مدحهم ( ٦ ) . وفي إكمال الدين : أن أحمد بن إسحاق توفى بحلوان في منصرفهم من عند أبي محمّد عليه السلام ، وأنه كان أخبره بقرب وفاته .

١٤٧ ـ أصل إسحاق بن عمار الساباطي : قال الشيخ في

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٧٣ / ١٧٤ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ١٦ / ٤٥ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ١٠٧ / ٤٧ ، ١٤٩ / ١٤٢ .

( ٤ ) معالم العلماء : ٢٧ / ١٣٦ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ٧٣ / ١٧٤ .

( ٦ ) غيبة الطوسي : ٢٥٧ .


الفهرست : له أصل ، وكان فطحياً ، إلّا أنه ثقة ، وأصله معتمد عليه ( ١ ) .

وذكر طريقه إليه ، وفي رجاله فى أصحاب الكاظم : إسحاق بن عمار ، ثقة ، له کتاب ( ٢ ) .

ثمّ اعلم أنّ في المقام اختلافاً كثيراً في : تعیین ابن عمّار ، هل هو اسحاق بن عمّار الصيرفي بن حيان التغلبي ، او هو رجل آخر معروف بالفطحيّة ، وظاهر كلام الميرزا في المنهج هو اتحاد الرجلين ، لكن المحقق البهبهاني ذكر وجوهاً عديدة لمغايرتهما ( ٣ ) ، وحاصل كلامه أن ابن إسحاق ابن عمار بن حيان الكوفي الصيرفي التغلبي هو من أصحاب الصادق عليه السلام ، وكان ثقة ، والوثاقة ، وهو واخوته الأربعة بيت كبير من الشيعة ، وأبناء أخيه أيضاً من وجوه رواة الحديث ، منسوباً إليه كتاب نوادر .

وأمّا ابن عمار الساباطي فهو رجل آخر من أصحاب الكاظم معروف بالفطحية ، ومنشأ توهم الاتحاد ، أنّ النجاشي لم يذكر ابن موسى الساباطي ، والشيخ لم يذكر ابن حيان الصيرفي ، والحكم به بمجرد ذلك مشكل ( ٤ ) . ومن أراد التوضيح أزيد من ذا فعليه بتمام ما ذكره قدّس سرّه .

١٤٨ – أصل إسحاق بن غالب الأسدي : ذكره الشيخ في أصحاب

_____

( ١ ) فهرست الشيخ : ٥٢ / ١٥ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٣ .

(۳) ثم إنه ممن شيد هذا القول السديد ، وهذبه حق التهذيب ، هو السيد المحقق العلّامة المتأخر الأقاميرزا محمد هاشم في الرسالة الاستصحابية ، فإنه أوصل الكلام في المقام إلى منتهى المراد ، وأيد المدعي بوجوه عديدة سديدة ، ولله دره فيما أفاد ، ومن أرادها فليطلبها منها فإنيا هديناه وأرشدناه حق الرشاد : ( منه قده ) .

( ٤ ) تعليقة البهبهاني : ٥٢ .


الصادق عليه السلام وقال : كوفي ( ١ ) ، وفي النجاشي بعد الأسدي : والِبّي عربّي صليب ، ثقة وأخوه عبد الله كانا شاعرين ، رويا عن أبي عبد الله عليه السلام ، ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ( ٢ ) ، ثم أسند عنه .

١٤٩ – كتاب أخبار السيد : وهذا الكتاب لإسحاق بن محمد بن أبان ، المذكور في كلام النجاشي : أنه معدن التخليط ، له كتب في التخليط ، وله كتاب أخبار السيد ( ٣ ) ، مخبراً عنه عن مشايخه ، والظاهر اتحاد الرجل مع إسحاق بن محمد البصري ، المرمي بالغلو في رجال الشيخ ( ٤ ) عند ذكر أصحاب الهادي علي بن محمّد عليهما السلام ، والمكنى بأبي يعقوب في أصحاب العسكري عليه السلام ( ٥ ) ، وصريح كلام الكشي نقـلا عن العياشي أيضاً هو رميه بالغلو .

وفي كلام البهبهاني أنّ منشأ هذا الطعن ظاهراً هو اعتقاده بالمفضّل ، وروايته الحديث في جلالة المفضل ، واعتناؤه بما ورد عنه في التفويض ، مثل أنّ الأئمّة عليهم السلام يقدر من أرزاق العباد ، ومثل هذا في أمثال زماننا لا يعدونه من الغلو ، والظاهر أنّ كثيراً من القدماء كانوا يعدّون هذا وأدون منه من الغلو ، مثل نفي السهو عنهم عليهم السلام ، هذا وروايـانـه الصريحة في خلاف الغلو من الكثرة بمكان ( ٦ ) ، إنتهى . وقد سبق منا في سوابق الكلمات الإشارة إلى ذلك فليراجع ، والظاهر اشتباه ما في الخلاصة من عدّ الرجل من أصحاب الجواد عليه السلام ( ٧ ) لما قدمناه ، فتأمل .

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ١٤٩ / ١٤٤ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٧٢ / ١٧٣ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٧٣ / ١٧٧ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ٤١١ / ٢٤ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ٢٤٨ / ١١ .

( ٦ ) تعليقة البهبهاني : ٥٤ .

( ٧ ) رجال العلامة : ١١ / ١ ، وفيه : أنه من أصحاب الكاظم عليه السلام .

١٥٠ – كتاب أخبار صاحب الزنج : وهذا الكتاب كما في منهج المقال الأسد بن معلّى بن أسد العمي ( ١ ) البصري ، وقال في حقه : رجل من أصحابنا أخباري ، بصري، وهو ممّن لم يرو عنهم عليهم السلام ( ٢ ) . ولم أجده في رجال الشيخ بعد التأمّل التام ، إلّا أن تكون نسخ الرجال مختلفة ، و مذكور في رجال النجاشي في خاتمة باب الألف فى باب الأحاديات من الأسماء .

ثمّ ينبغي في المقام إشارةً مـا إلــى نسب صاحب الزنج ، الذي الملاحم التي أخبر بها مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، كما يظهر من كتابه الشريف نهج البلاغة ، حيث قال السيد قدّس سرّه : ومن خطبةٍ لـه عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم في البصرة : « يا أحنف ، كأَنّي به وقد سارَ بالجيشِ ، الذي لا يَكونُ لَهُ غُبارٌ، ولا لَجَبٌ ، وَلَا قَعقَعَةُ لُجُمٍ ، ولا حَمْحَمَةُ خَيْلٍ ، يُثيرونَ الأرضَ بأقدامِهِم كأنّها أقدامُ النًّعامِ – يؤمي بذلك إلى صاحب الزّنج ، ثم قال عليه السلام – : ويلٌ لِسِكَكِكُمْ العامِرَةِ ، والدُّورِ المُزخِرَفَةِ الَّتِي لَهَا أَجْنِحَة كأجنِحَةِ النُّسُورِ ، وَخَراطِيُم كَخَراطِيمِ الفِيَلَةِ ، مِنْ أُولئِكَ الَّذِينَ لا يُندَبُ قَتِيلُهُمْ ، وَلَا يُفْتَقَدُ غائِبُهُمْ ، أنا كَابُّ الدُّنيا لِوَجهِهَا ، وقادِرهُا بِقَدْرِهَا ، ونَاظِرُها بِعَينِها » ( ٣ ) .

قال السيد الكبير المحقّق الجليل الأميرزا علاء الدين في شرحه ( بهجة الحدائق ) على نهج البلاغة : صاحب الزنج اسمه علي ، وكان يدّعي أنّه علي بن محمّد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وأكثر أرباب السير قدحوا في نسبه ، خصوصاً الطالبيـون ، وجمهور النسابين اتفقوا على أنه من عبد القيس ، وأنه علي بن محمّد بن

_____

( ١ ) في نسخة : القمّي . (منه قده) .

( ٢ ) منهاج المقال : ٥٤.

( ٣ ) نهج البلاغة ٢ : ١٣ / ١٢٤ .


عبد الرحيم ، جده محمّد بن حكيم الأسدي، أحد الخارجين مع زيد بن علي عليه السلام على هشام بن عبد الملك .

وفي بعض الأخبار أن ارتفاع أمره كان قريباً من وفاة سيدنا أبي محمّد الحسن العسكري عليه السلام ، وبعض الناس يرمونه بالزندقة والإِلحاد وكان يقتل الرجال والنساء والأطفال والشيخ الفاني المريض ، وكان أكثر أتباعه في أول أمره عبيد الدهاقين بالبصرة ، استمالهم إلى نفسه بـالـمـواعـيـد ، واستنقاذهم من أيدي ساداتهم ، وحلف بالأيمان الغليظة أنه يملّكهم الأموال والضياع ، ويجعلهم حكاماً على السادة ، وكانوا مشاة حفاة أقدامهم ، عراض غلاظ ، وقصّته مذكورة في شرح الفاضل ابن أبي الحديد ( ١ ) ، إنتهى .

والظاهر أن هذه الكلمات أكثرها مأخوذة من شرح الفاضل المذكور ، وفيه نقلاً عن كتاب مروج الذهب : أنّ أفعال علي بن محمّد صاحب الزنج تدل على أنه لم يكن طالبيّاً ، وتصدق ما رمي به من دعوته في النسب ، لأن ظاهر حاله كان ذهابه إلى مذهب الأزارقة في قتل النساء ـ إلى أن قال : – وكان يرى الذنوب كلّها شركاً ، ومن الناس من يطعن في دينه ، ويـرميـه بالزندقة والإلحاد ، وهذا هو الظاهر من أمره ، لأنه كان متشاغلا في بدايته بالتنجيم والسحر والإصطرلابات ، إنتهى .

أقول : المستفاد من الحديث القدسي المروي في إكمال الصدوق ، أنّ نسب الرجل خال عن الريبة ، وهو معدود من الذرية الطاهرة ، فعلى ذلك قول المؤرخين لا اعتداد به ، حيث أخبر الله تعالى نبيّه في ليلة الإِسراء بهذه الملحمة العظيمة وعدّ الرجل من ذرية نبيه ، ومن علائم خروج المهدي الذي يصلي في خلفه عيسى بن مريم ، وهذه عبارة الحديث بعد ذكر جملة

_____

( ١ ) نهج البلاغة ٨ : ١٢٦ .


من علامات القائم عليه السلام : وخراب البصرة على يد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج ( ١ ) ، إلى آخر الحديث .

وقال العلّامة المجلسي في شرحه : وقوله تعالى ، وخراب البصرة ، إشارة إلى قصّة صاحب الزنج الذي خرج في البصرة سنة ست أو خمسين ومائتين ، ووعد كلّ من أنى إليه من السودان أن يعتقهم ويكرمهم ، فاجتمع إليه منهم خلق كثير بذلك علا أمره ، ولذا لقّب بصاحب الزنج ، وكان يزعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين – ثم ذكر ما نقلناه سابقاً عن ابن أبي الحديد ، ثم قال – ويظهر من الخبر أنّ نسبه كان صحيحاً .

ثم اعلم أن هذه العلامات لا يلزم كونها مقارنة لظهوره عليه السلام ، إذ الغرض بيان أن قبل ظهوره عليه السلام تكون هذه الحوادث ، كما أنّ كثيراً من أشراط الساعة التي روتها العامة والخاصة ظهرت قبل ذلك بدهور وأعوام ، وقصّة صاحب الزنج كانت مقارنة لولادته عليه السلام ، ومن هذا الوقت ابتدأت علاماته عليه السلام إلى أن يظهر ، على أنه يحتمل أن يكون الغرض علامات ولادته لكنها بعيدة ( ٢ ) ، إنتهى .

فقوله حق وصدق ، تعالى عن كل ما يصفه الواصفون وينتحله المبطلون ، ولقد كتبت في بعض معلّقاتي الفقهية في سوابق الأيام نقلاً عن بعض المشايخ الأعلام : أنّ قول أهل التأريخ لا يزيد إلّا وهماً ولم يحصل منه . ظنّاً ، فلنرجع عن أمثال تلك الأمور بما هو أعم وأهم ، والله العالم بعواقب الأشياء وخفيات الاُمور في الأعوام والدهور .

١٥١ – أصل إسماعيل بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري :

_____

( ١ ) اكمال الدين : ٢٥١ .

( ٢ ) بحار الأنوار ٥١ : ٧١ .


نسب النجاشي إليه هذا الكتاب بعد قوله : وجه من القميين ثقة ( ١ ) ، ثم ذكر طريقه إليه . وهذا أيضاً أخو زكريا بن آدم الذي أشرنا إلى جلالته في ترجمة إسحاق المقدّم .

١٥٢ – أصل إسماعيل بن أبان : قال الشيخ في فهرسته في ترجمتين : إن له كتاب ( ٢ ) ، وذكر النجاشي مخبراً عن شيخه أبي العباس أحمد بن نوح عن مشايخه بكتابه ( ٣ ) ، وفي رجال الشيخ في أصحاب الصادق مذكور بهذه الصورة : إسماعيل بن أبان الحناط ( ٤ ) ، والظاهر إتحاده مع الرجل، كما أنّ الظاهر من منهج المقال أيضاً اتحاده . مع إسماعيل بن عمر بن أبان الكلبي ، المذكور في رجال النجاشي في ترجمة اُخرى ، المقول في حقه :  واقف. روى أبوه عن أبي عبد الله عليه السلام وأبي الحسن عليه السلام ، وروى هو عن أبيه وعن خالد بن نجيح وعبد الرحمن بن الحجاج(٥) . واحتمل أن يكون ابن عمر قد سقط من العنوان ، وقد تعرض لذكر الرجل الذهبي في مختصره ، وابن حجر في تقريبه من العامة ، مصرحين بوثاقته ، وذكرا وفاته في مائتين وستة عشر ، وعدّه الثاني من التاسعة .

١٥٣ – كتاب أخبار علي بن النعمان : وهذا أيضاً من مؤلفات ابن أيان هذا ، كما ظهر من فهرست النجاشي ، وفي نسختي من هذا الأصل الأصيل في ترجمة الرجل ، وقع بين السطور بهذه الصورة : له أصل . ولكن لما رأيت ذلك من تصرف الناسخ أو المصحح أو أن يكون ذلك  في بعض النسخ ، ومع ذلك لم ينسب الأصل إليه في تعداد مؤلّفاته أحد الناقلين عن

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٢٧ / ٥٢ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ١٤ / ٤٠ و ٤٤ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٣٢ / ٧٠ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ١٥٤ / ٢٤٣ وفيه : الخياط .

( ٥ ) رجال النجاشي : ٢٨ / ٥٥ .


نسب النجاشي إليه هذا الكتاب بعد قوله : ، وجه من القميين ثقة ( ١ ) ، ثم ذكر طريقة إليه . وهذا أيضاً أخو زكريا بن آدم الذي أشرنا إلى جلالته في ترجمة إسحاق المقدّم .

١٥٢ – أصل إسماعيل بن أبان : قال الشيخ في فهرسته في ترجمتين : إن له كتاب ( ٢ ) ، وذكر النجاشي مخبراً عن شيخه أبي العباس أحمد بن نوح عن مشايخه بكتابه ( ٣ ) ، وفي رجال الشيخ في أصحاب الصادق مذكور بهذه الصورة : إسماعيل بن أبان الحناط ( ٤ ) ، والظاهر إتحاده مع الرجل، كما أن الظاهر من منهج المقال أيضاً اتحاده . مع إسماعيل بن عمر بن أ الكلبي ، المذكور في رجال النجاشي في ترجمة اُخرى ، المقول في حقه :  واقف روى أبوه عن أبي عبد الله عليه السلام وأبي الحسن عليه السلام ، وروى هو عن أبيه وعن خالد بن نجيح وعبد الرحمن بن الحجاج ( ٥ ) . واحتمل أن يكون ابن عمر قد سقط من العنوان ، وقد تعرض لذكر الرجل الذهبي في مختصره ، وابن حجر في تقريبه من العامة ، مصرحين بوثاقته ، وذكرا وفاته في مائتين وستة عشر ، وعدّه الثاني من التاسعة .

١٥٣ – كتاب أخبار علي بن النعمان : وهذا أيضاً من مؤلفات ابن أبان هذا ، كما ظهر من فهرست النجاشي ، وفي نسختي من هذا الأصل الأصيل في ترجمة الرجل ، وقع بين السطور بهذه الصورة : له أصل . ولكن لما رأيت ذلك من تصرف الناسخ أو المصحح أو أن يكون ذلك في بعض النسخ ، ومع ذلك لم ينسب الأصل إليه في تعداد مؤلّفاته أحد الناقلين عن

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٢٧ / ٥٢ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ١٤ / ٤٠ و ٤٤ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٣٢ / ٧٠ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ١٥٤ / ٢٤٣ وفيه : الخياط .

( ٥ ) رجال النجاشي : ٢٨ / ٥٥ .


النجاشي ، لم أحسن ذكره في عنوان مستقل ، ولا يخفى عليك أنّ هذا ليس الأصل الذي نسبته إليه في صدر الترجمة ، لما أشرنا مراراً من أنّ ذلك من باب ما استقر عليه الكتاب ، كما ظهر لك من العبارات المستشهدة لتلك النسبة في هذا الباب ، وفي فهرست رشيد الدين : إسماعيل بن ایمان ، له أصل ( ١ ) ، إنتهى . ويبالي أنّ هذا أيضاً . هو المذكور بعنوان الكتاب في فهرست الشيخ ، والله أعلم .

١٥٤ – أصل إسماعيل القصير : قال الشيخ في الفهرست : له كتاب ( ٢ ) ، مخبراً عن مشايخه الأجلّاء عنه ، وهو من أصحاب الصادق كما يظهر من رجاله ، حيث قال في عدّ أصحابه : إسماعيل بن إبراهيم بن بزّة القصير كوفي ( ٣ ) ، وقد تبعه في هذه النسبة أيضاً معالم العلماء ، إلّا أن المذكور في النجاشي بهذه الصورة : إسماعيل القصير بن إبراهيم بن بزّ ، كوفي ثقة ( ٤ ) ، والبزة بفتح الباء الموحدة وتشديد الزاي ، كما يظهر من كلام الشهيد الثاني نقلاً عن نسخة الشهيد، وفي نسخة اُخرى : بضم الموحدة وتشديد المهملة أيضاً من نقله ، وفي الايضاح : بالباء المفردة والراء المخففة ، وفي رجال ابن داود : بفتح الباء المفردة والراء المهملة ( ٥ ) ، قال في المنهج وكأن الهاء سقط من قلم ناسخ نسخة النجاشي التي نقلنا عنها كل الكتاب ، والله أعلم ( ٦ ) .

١٥٥ – أصل الكبير : الإِسماعيل بن أبي زياد السكوني

_____

( ١ ) معالم العلماء : ٩ / ٤٠ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ١٤ / ٤٥ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ١٤٧ / ٩٦ وفيه : بن برّة .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٣٠ / ٦١ وفيه : لدينا بن بزة .

( ٥ ) رجال ابن داود : ٤٩ / ۱۷۳ .

( ٦ ) منهاج المقال : ٥٥ .


الشعيري ، واتفقت كلمات الأعلام من الشيخ والنجاشي والمعالم على ذلك ، ويظهر من الشيخ أنه من أصحاب الصادق عليه السلام ، حيث أورده في رجاله بهذه الصورة : إسماعيل بن مسلم ، وهو ابن أبي زياد السكوني الكوفي ( ١ ) . وأما نسبته إلى الشعيري فهو موضع ببلاد هذيل ، وهذا هو المراد في المقام لا الشعير الذي هو محلة ببغداد ، ومنها الشيخ عبد الكريم بن الحسن بن علي ، ولا ما هو إقليم بالأندلس ، كما يظهر من بعض الأعلام .

ثمّ اعلم أنّ كلمات أئمّة التعديل والتوهين في هذا الباب مختلفة ، فإنّ العلّامة قد أورده في القسم الثاني من كتابه في تراجم الضعفاء ، وقال : كان عامياً ( ٢ ) . ويؤيده ما في مختصر الذهبي وتقريب ابن حجر من أنه : قاضي الموصل متروك كذّبوه من الثامنة ( ٣ ) . ويظهر ذلك من كتاب الميراث من السرائر لا بن إدريس في فصل ميراث المجوسي ، وهذه كلماته : السكوني – بفتح السين – منسوب الى قبيلة من عرب اليمن ، وهو عامي المذهب بلا خلاف ، وشيخنا أبو جعفر موافق على ذلك ( ٤ ) ، إنتهى . ويؤيد ذلك أيضاً أسلوب رواياته فإنّها عن جعفر عن أبيه عن آبائه ، وإن احتمل أن يكون ذلك التعبير للاتّقاء من العامة .

. وفي تعليق الرجال : والظاهر أن تضعيف العامة إياه لذلك ، قال جدي رحمه الله : والذي يغلب في الظن أنه كان إماميّاً ، لكن كان مشتهراً بين العامة ، قلت : ومختلطاً بهم أيضاً لكونه من قضاتهم ، وكان يتقي منهم لأنه روى عنه عليه السلام في جميع. الأبواب ، وكان عليه السلام لا يتقي منه ، وكان يروي عنه عليه السلام جلّ ما يخالف العامة ، قلت : وتكاثرت رواياته ،

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ١٤٧ / ٩٢ .

( ٢ ) رجال العلامة : ١٩٩ / ٣ .

( ٣ ) تقريب التهذيب ١ : ٦٩ / ٥١٢ .

( ٤ ) السرائر : ٤٠٩ .


وعامتها متلقاة بالقبول عند الفحول ، بل وربما ترجيح روايته على روايات العدول ، منها في باب التيمم في طلب فاقد الماء علوة مهم أو سهمين : إلى غير ذلك ، ومما ذكر لا يبعد كونه من الثقات ، لكن المشهور ضعفه –  إلى أن قال : –  بل وأولى من روايات كثيرٍ من الثقات ، ورواية إبراهيم كتابه ، واكثاره يشير إلى العدالة ( ١ ) ، انتهى .

وممن صرح بوثاقة الرجل وأصرّ على ذلك هو السيد العماد الداماد . فإنه عقد راشحة جليلة في رواشحه في هذا الباب أعظم الله مشوبته في يوم التناد ، وهذا صريح ألفاظه : لقد ملأ الأفواه والأسماع وبلغ الأرباع والأصقاع أن السكوني – بفتح السين – نسبة إلى حي من اليمن ، الشعيري الكوفي : وهو إسماعيل بن أبي زياد ، واسم أبي زياد مسلم ، ضعيف ، والحديث من جهته مطروح غير مقبول لأنه كان عامياً ، حتى صار من المثل السائر في المحاورات الرواية سكونية ، وذلك غلط من مشهورات الأغاليط ، والصحيح أنّ الرجل ثقة والرواية من جهته موثّقة .

وشيخ الطائفة في كتاب  كتاب العدّة في الاُصول قد عدّ جماعة قد انعقد الإِجماع على ثقتهم ، وقبول روايتهم وتصديقهم وتوثيقهم ، منهم السكوني الشعيري وإن كان عامياً ، وعمار الساباطي وإن كان فطحيّاً ، وفي كتاب الرجال أورده في أصحاب الصادق عليه السلام من غير تضعيف وذم أصلاً وكذلك في الفهرست ذكره وذكر كتابه النوادر وكتابه الكبير ثم سنده عنه في رواياته ، والنجاشي أيضاً في كتابه على هذا السبيل ؛ والمحقّق نجم الدين أبو القاسم جعفر بن سعيد الحلّي في : نكت النهاية ، قال مسألة انعتاق الحمل بعتق أمة : هذه رواها السكوني عن جعفر عن أبيه عليه السلام في رجل أعتق أمة وهي حبلى ، واستثنى ما في بطنها ، قال : الأمة حرّة وما في

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ٥٥ .


بطنها حرّ ، لأن ما في بطنها منها ، ولا أعمل بما يختص بالسكوني ، لكن الشيخ رحمه الله يستعمل أحاديثه وثوقاً بما عرف من ثقته – إلى أن قال : – وقال شيخنا أبو جعفر رحمه الله في مواضع من كتبه : إن الإِمامية مجمعة على العمل بما يرويه السكوني وعمار ومن مسائلهما من الثقات ، ولم يقدح بالمذهب في الرواية مع اشتهار الصدق ، وكتب أصحابنا مملوءة من الفتاوى المستندة إلى نقله – ثم نقل عن المعتبر ما سبق نقله من إجماع الشيخ على العمل بروايته وقال : –  ولذلك تراه في المعتبر كثيراً ما يحتج برواية السكوني ، مع تبالغه في الطعن في الروايات بالضعف – ثم استدل على قبول خبر العدل الواحد بصحيحة أبي بصير ووجـه دلالتها وقال ـ وبالجملة لم يبلغني من أئمة التوثيق والتوهين في الرجال رمي السكوني بالضعف ، وقد نقلوا إجماع الإِماميّة على تصديق ثقته والعمل بروايته ، فإذن مروياته ليست ضعافاً ، بل هي من الموثقات المعمول بها ، والطعن فيها بالضعف من ضعف التمهّر وقصور التتبّع ( ١ ) ، إنتهى كلامه .

وأما اعتراض بعض المحققين بأنّ دعوى الإِجماع على العمل بالرواية لا يقتضي التوثيق ، مدفوع بما قيل من أنّ الأصحاب لا يجمعون على العمل برواية غير الثقة ، فاغتنم ذلك وخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين .

١٥٦ – أصل إسماعيل بن بكير : بالياء بين الكاف والراء ، كمـا في فهرست الشيخ ومعالم ابن شهر آشوب ، وبدونها كما في كتاب النجاشي ، قال : إسماعيل بن بكر ، ثقة ، كوفي ، له كتاب ( ٢ ) ، وأسند إليه ، وفي المعالم ، وفهرست الشيخ : إسماعيل بن دينار وإسماعيل بن بكير لهمـا أصلان ( ۳ ) ، وذكر الشيخ طريقه إليه ، وفي المنهج بعد ذكر كلام المعالم :

_____

( ١ ) الرواشح السماوية : ٥٦ / ٩ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٢٩ / ٥٧ .

( ٣ ) معالم العلماء: ١٠ / ٤٤ ، ٤٥ ، فهرست الشيخ : ١٤ / ٤٣ ، وفيه : بكر


ولعلهما صحيحان ، والله أعلم ( ١ ) .

١٥٧ – أصل إسماعيل بن جابر الجعفي : قال النجاشي بعد الجعفى : روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ، وهو الذي روى حديث الأذان ، له كتاب ذكره محمّد بن الحسن بن الوليد في فهرسته ، ثم أخبر عن مشايخه عن صفوان بن يحيى عنه ( ٢ ) ، وفي الخلاصة : إسماعيل ابن جابر الجعفي الكوفي ، ثقة ممدوح – إلى أن قال : –  وحديثه أعتمد عليه ( ٣ ) . والشيخ في فهرسته نسب الكتاب إليه .

ولا يخفى عليك أنّ هذا . المذكور في رجال الشيخ في أصحاب الباقر عليه السلام بعنوان : إسماعيل بن جابر الخثعمي الكوفي ، ثقة ممدوح ، له اُصول رواها عنه صفوان بن يحيى . وفي أصحاب الصادق عليه السلام : إسماعيل بن جابر الخثعمي الكوفي ، وفي أصحاب الكاظم عليه السلام : إسماعيل بن جابر روى عنهما عليهما السلام أيضاً ( ٤ ) . والكل واحد كما قال في المنهج أنّ الجعفي أصح ، وأبوه جابر مشهور به معروف ( ٥ ) ، بل وربما يقال أنّ الخثعمي تصحيف الجعفي ، ولا يخلو عن بعد يظهر على المتأمل ، وقال في تعليق الرجال في ترجمة الخثعمي : والظاهر أنه إسماعيل این جابر المتقدم – أي الجعفي – وكان يقال له الخثعمي أيضاً ( ٦ ) .

١٥٨ – أصل آخر لهذا الرجل الثقة : يستفاد ذلك من كلام

_____

( ١ ) منهاج المقال : ٥٦ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٣٢ / ٧١ .

( ٣ ) رجال العلامة : ٨ / ٢ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ۱۰٥ / ۱۸ ، ١٤۷ / ٩٣ وفيه لم يرد الكوفي ، ٣٤٣ / ١٣ .

( ٥ ) منهاج المقال : ٥٦ .

( ٦ ) تعليقة البهبهاني : ٥٨ .


المعالم حيث قال : إسماعيل بن جابر ، له كتاب ، وله أصل ( ١ ) ، انتهى . وأقول : قد عبّرنا عن الأول أيضاً بالأصل ، لمّا مرّ مراراً فلا نعيده .

١٥٩ – أصل إسماعيل بن الحكم الرافعي : قال النجاشي : من ولد أبي رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله ، له كتاب ( ٢ ) ، ثم اسند عنه ، وصرح الشيخ أيضاً بذلك في الفهرست .

١٦٠ – أصل إسماعيل بن دينار : قال الشيخ النجاشي : كوفي ثقة ، له كتاب ( ٣ ) ، والشيخ هكذا ، إلّا أنه لم يذكر أنه كوفي وثقة ، وقد سبق قبيل ذلك عبارة المعالم والفهرست .

١٦١ – أصل إسماعيل بن سهل الدهقان : قال النجاشي : ضعّفه أصحابنا ، له كتاب ( ٤ ) ، مسنداً عنه . وفي فهرست الشيخ : إسماعيل ابن سهل ، له كتاب ( ٥ ) ، ولم يردفه بمدح ولا ذم ، ويظهر من ترجمة فضل بن شاذان أنّ الرجل يكون معدوداً في مشايخه والفضل يروي عنه ، وهذا يعطي كونه من أصحابنا المعروفين ، وإن كان المذكور هنالك مع الياء ، والظاهر اتحادهما والله أعلم .

١٦٢ – أصل إسماعيل بن عبد الخالق بن عبد ربه : مولى بني أسد ، يظهر من العلامة والنجاشي جلالة الرجل وعظمة قدره بما لا مزيد عليه ، وأنه من الفقهاء الأجلّاء ، وبيته معروف في الشيعة، وهو وجه من وجوههم، وعمومته كلهم ثقات ، وسنذكر قول النجاشي في ترجمته عند

_____

( ١ ) معالم العلماء : ١٠ / ٤٢ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٢٨ / ٥٣ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٢٩ / ٥٩

( ٤ ) رجال النجاشي : ٢٨ / ٥٦ .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ١٤ / ٤٦ .


إثبات وثاقته ، بل المستفاد من قول الرجاليين حيث عدّوه من الفقهاء الأجلّاء المعروف البيت من الشيعة هو الوثاقة ، لما الظاهر هو

من اصطلاحهم ، والمعهود من ديدنهم أنّ تعدادهم الرجل من الفقهاء الأصحاب ليس إلا في مادة رجل يكون في عليا درجة الوثاقة وفي قصيا مرتبة العدالة بل المأخوذ في الفقاهة ليس إلا الوثاقة ، على أنّ معروفية الرجل في أهل بيته بحيث أنهم يعرفون به يفيد مدحاً باذخاً وفضلاً شامخاً ، وعدّ الشيخ هذا الرجل في رجاله من أصحاب علي بن الحسين حيث قال : إسماعيل بن عبد الخالق ، لحقه وعاش إلى أيام أبي عبد الله عليه السلام ( ١ ) ، وقال في أصحاب الباقر عليه السلام بهذه العبارة : إسماعيل بن عبد الخالق  الجعفي ( ٢ ) .

والظاهر من هذا الكلام اتحاد هذا الرجل الجعفي مع الأسدي المعنون له الباب ، لما هو المعلوم من فهارس الرجاليين ، أنهم يـذكـرون للرجل الواحد عناوين متعددة ، ينسبونه في كل منها إلى قبيلة أو طائفة يتراءى منها التغاير والتعدد ، وعند التأمّل التام يظهر الاتحاد ، أما لانشعاب الطائفة في الطبقات النازلة واتصالها في الآباء العالية ، وأما لظهور شيء يعرف الرجل به مما لا يعرف بغيره في حقه ، كما إنّ الأمر في باب الكنى وذكر الأنساب يكون على هذا المنوال ، وهذا أمر غير يسير .

وإن شئت توضيح ذلك المدعى فارجع إلى أحوال أبي بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي ، فإنهم قد يعبرون عنه تارة في عنوان : بالأسدي ، واُخرى بالأزدي ، ومرة يعرفون عنه بالضرير ، واُخرى بالمكفوف ، وهكذا الأمر في تكنيته ، فإنهم قد يكنونه بأبي بصير ، واُخرى بأبي محمّد ، والمراد

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ۸۳ / ۱۸ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١٠٥ / ٢٢ .


من كل ذلك ليس إلّا الرجل الواحد ، ولا ينافي ذلك الإِتحاد لما قلنا من انتسابهم الرجل إلى طائفة أو طائفتين أو طوائف .

ومما يؤيد المدعى ما ذكره الشيخ في حق الرجل في باب أصحاب الصادق عليه السلام ، وهذا لفظه : إسماعيل بن عبد الخالق الأسدي الكوفي ( ١ ) . ويظهر من فهرست النجاشي أن الرجل يكون من رواة أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن الكاظم عليهما السلام ، وهذه كلماته بعد ذكر نسبه : هو وجه من وجوه أصحابنا وفقيه من فقهائنا ، وهو من بيت الشيعة – إلى أن قال : –وإسماعيل نفسه روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليها السلام ، له كتاب رواه عنه جماعة ( ٢ ) ، ثم ذكر طريقه إلى كتابه ، إنتهى .

ويستفاد من رواية الجماعة عن كتابه أن كتابه كان في الأعصار السالفة من الاُصول المشهورة المسلّمة ، وهذا أيضاً يفيد المدح العالي بل التوثيق ، فتأمّل .

١٦٣ - كتاب الاستيفاء : وهو للشيخ الجليل أبي سهل إسماعيل بن إسحاق بن أبي سهل النوبختي ، وهذا الكتاب في الإِمامة ، وقد عدّه السيد المحدّث البحراني في بداية كتاب مدينة المعاجز من جملة الكتب المصنّفة في الإِمامة ، وله أيضاً كتب اُخر في الإِمامة ستأتي الإِشارة إليها في هذه الوريقات إن منّ الله تعالى عليّ بكتابتها في الأبواب الآتيات .

وقد تعرض لذكر هذا الشيخ صاحب كتاب روضات الجنّات وقال في ترجمته ما هو عين ألفاظه الرائقات : كان شيخ المتكلّمين من أصحابنا ببغداد ووجههم ، ومتقدّم بني نوبخت في زمانه ، وكان له جلالة في الدين والدنيا يجري مجرى الوزراء . وقد صنّف في الإِمامة والردّ على الملاحدة والغُلاة

______

( ١ ) رجال الشيخ : ١٤٧ / ٨٩ ، ولم يرد فيه الكوفي .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٢٧ / ٥٠ .


وسائر المبطلين ، وتواريخ الأئمّة ، ما يزيد على ثلاثين مجلداً . فصّلها أصحاب الرجال في فهارسهم .

وفي كتاب علي بن يونس العاملي في الإِمامة ، قال في ذيل كلام له : والشيخ الطوسي أخذ عن السيد الأجل علم الهدى أبي القاسم علي بن الحسين ، عن الشيخ أبي عبد الله المفيد ، وأخذ المفيد عن أبي الجيش المظفر بن محمد البلخي ، وهو أخذ عن شيخ المتكلّمين أبي سهل إسماعيل ابن علي النوبختي خال الحسن بن موسى ، وهو لقي البحر الزاخر أبا محمد الحسن العسكري عليه السلام فتأمل ( ١ ) ، إنتهى .

ثم نقل رحمه الله من كتاب غيبة شيخنا الطوسي حكاية طريفة في حلج قطن الحلّاج في سوق الغواية ، وكشف فضيحته في ميدان العماية بما فيه نهاية ، عن هذا الشيخ الذي هو من مشايخ أصحاب الروايـة والدرايـة ، من أرادها فليرجع إليها فانها لا تخلو عن حلاوة .

ويظهر من باب من رآه عليه السلام ، أنه أيضاً . من جملة الفائزين بتلك النعمة ، وعبارة الشيخ النجاشي في ترجمة الرجل قريبة ممّا قدّمناه بل هي عينها ، ثم شرع في تعداد مصنفاته وعدّ منها ذلك الكتاب وبعده : كتاب التنبيه في الإمامة ، وقال : قرأته على شيخنا أبي عبد الله المفيد رحمه الله ( ٢ )

ثم إنه قد وقع في المقام لصاحب المجالس الإِمام المتبحر القاضي ثور الله التستري نحو اشتباه في ترجمته كلام النجاشي في مجالسه حيث قال بعد ذكر الكتابين ما هذه عربيته : وقد قرأت هذين الكتابين على شيخي أبي عبد الله ( ٣ ) ، وقد علمت أن مرجع ضمير كلام النجاشي هو كتاب التنبيه

_____

( ١ ) روضات الجنات ١ : ١١١ / ٢٩ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٣١ / ٦٨ .

( ٣ ) مجالس المؤمنين ١ : ٤٢٦ .


لقربه ، وعلى فرض رجوعه إلى الإِستيفاء لا تحتمل العبارة هذه الترجمة لإِفراد الضمير الموجود في قراءته في نسختي المصححة من النجاشي ، ويؤيد التصحيح أيضاً ما نقله الفاضل الأستر آبادي عنه بعينها بلفظ قـراءتـه لا قراءتهما ، والظاهر أن نسخته كانت مغلوطة ، أو وقع ذلك من سهو قلمه ، هذا وله رحمه الله أيضاً مؤلّفات جياد مبدوءات بالهمزات يناسب إدراجها في خلال المزادات منها :

١٦٤ – كتاب الإِنسان والرد على ابن الراوندي : ولم يظهر لنا أنه في أي فن من الأفنان .

ومنها : ١٦٥ ـ كتاب الأنوار في تواريخ الأئمة الأطهار .

ومنها : ١٦٦ – كتاب الأرجاء .

ومنها : ١٦٧ – كتاب استحالة رؤية القديم تعالى .

ومنها : ١٦٨ – كتاب الاحتجاج لنبوة النبّي صلى الله عليه وآله ، وقد نص على تمام ذلك الشيخ النجاشي في فهرسته .

ومنها : ١٦٩ – كتاب إثبات الإِمامة ، زاده ابن شهر آشوب في معالمه .

١٧٠ – أصل إسماعيل بن عثمان بن أبان : ذكره الشيخ في فهرسته ونسب الأصل إليه ، وروى عنه بتوسط شيخه ابن عبدون المعروف بابن الحاشر ( ١ ) .

١٧١ – أصل إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين عليهم السلام : وهذا السيد الجليل من

_____

( ١ ) فهرست الشيخ : ١٥ / ٥١ .


سلالة النبوّة وشجرة الفتّوة وأغصان الإِمامة ، روى – بصريح النجاشي والعلّامة – عن جدّه إسحاق بن جعفر وعن عم أبيه علي بن جعفر ( ١ ) ، الذي قال الشيخ المفيد في حقه في إرشاده : وكان علي بن جعفر رضي الله عنه راويةَ للحديث ، سديد الطريق ، شديد الورع ، كثير الفضل ، ولزم أخاه موسى عليه السلام وروى عنه شيئاً كثيراً ( ٢ ) ، وهو صاحب كتاب المسائل وصرحا بوثاقته ، إلّا أن الأول زاد : له كتاب ، وذكر طريق مشيخته إليه .

ويعجبني نقل كلام للمحقق الداماد ، يناسب جلالة هذا السيد العماد ، فإنه قال في ترجمة عبد العظيم الحسني صاحب النسب الظاهـر والشـرف الباهر ، ما هذا لفظه : إذ ليس سلالة النبّوة والطهارة كأحدٍ من الناس إذا ما آمن واتقّى وكان عند آبائه الطاهرين مرضياً مشكوراً ( ٣ ) ، إنتهى ، ومستند هذا الكلام ما رواه الكشي عن مولانا الرضا عليه السلام : إنّ ولد علي وفاطمة إذا عرفهم الله هذا الأمر لم يكونوا كالناس ( ٤ ) ، فاغتنم ذلك وكن من الشاكرين .

۱۷۲ ـ كتاب الإِمامة : وهو لأبي محمد إسماعيل بن محمد بن إسماعيل هلال المخزومي ، المعروف بالقنبرة بفتح القاف والهاء ، ذكره العلامة في التوضيح والخلاصة والنجاشي والشيخ في كتبهم ، وصرحوا بوثاقته ، وبالجملة جلالة الرجل وعدالته مما لا ريب فيه ، على أن العلامة ( ٥ ) . والنجاشي ( ٦ ) ذكرا في حقه بعد قدومه العراق سماع الأصحاب منه .

وقد نادينا بأعلى صوتنا مراراً أن سماع الأصحاب ورواياتهم عن الرجل

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٢٩ / ٦٠ ، رجال العلامة : ١٠ / ١٧ .

( ٢ ) الإِرشاد : ۲۸۷ .

( ٣ ) الرواشح السماوية : ٥٠ .

( ٤ ) رجال الكشي ٢ : ٨٥٧ / ١١٠٩ .

( ٥ ) رجال العلامة : ٩ / ٩ .

( ٦ ) رجال النجاشي : ٣١ / ٦٧ .


من أمارات الإعتماد ، ومن دلالات الرشاد لمن يروي عنه بالإستناد . خصوصاً إذا كان الراوي عنه من الأجلاء الثقات ، نحو علي بن  فضّال ومن مائله من أجلّاء الرواة ، فإنه بلا شك من المقويات ، والأمر في المقام كذلك ، فكن في ذلك على بصيرة لئلّا ياتبس النور بالظلمات ، والظاهر بل المقطوع أن هذا الكتاب هو الذي يعبر عنه في المعالم ( ١ ) في مقام عدّ كتب الرجل بإثبات الإمامة ، والله العالم .

۱۷۳ – كتاب الإِهليلجة : وهذا الكتاب لأبي يعقوب إسماعيل بن مهران بن أبي نصر السكوني ، قال النجاشي : كوفّي يكّنى أبا يعقوب ، ثقة معتمد عليه ، روى عن جماعة من أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، ذكره أبو عمرو في أصحاب الرضا عليه السلام ، صنف كتباً – ثم قال : – ولــه کتاب الاهليلجة ( ٢ ) ، ونسب طريقه إليه بتوسط شيخه الجليل حسين بن عبيد الله الغضائري ، العارف بالرجال والأحاديث ، وهو أيضاً من مشايخ الطوسي ، وهذا ابن الغضائري المشهور المسمّى بأحمد صاحب كتاب الرجال المسارع إلى جرح الرواة في كل حال ، حتى قال السيد الداماد في حقه : فأما ابن الغضائري فمسارع إلى الجرح حرداً مبادر إلى التضعين شططاً ( ٣ ) ، وبالجملة أقوال الرجاليين مطبقة وكلماتهم متفقة على وثاقة الرجل وجلالته وكونه من رواة الرضا عليه السلام ، صاحب المصنفات كما عرفت من عبارة النجاشي .

ويظهر من الفهرست والخلاصة وليس فيه ما ينافي المدح ، إلّا ما يظهر عن ابن الغضائري أحمد بن الحسين صاحب الرجال الجراح ، فإنه قال في ترجمته : أنه يكنّى أبا محمد ليس حديثه بالنفي ، يضطرب تارة ويصلح

_____

( ١ ) معالم العلماء : ٨ / ٣٥ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٢٦ / ٤٩ .

( ٣ ) الرواشح السماوية : ٥٩ .


اُخرى ، روى عن الضعفاء كثيراً ، ويجوز أن يخرج شاهداً ( ١ ) ، إلى  آخر ما قال . فإنّ ضعف كلامه ظاهر مع أنه أيضا لم يقدح في نفسه حتى في مقابل النجاشي والشيخ .

وأما ما نقل عن بعضهم من رميهم الرجل بالغلو فهو ايضا ليس بشيء ، لما أشرنا مراراً من أن الغلو المنسوب إليه بعض الرواة ليس مما ينافي عدالنهم ويخالف جلالتهم ، لما استقر ديدن الرجاليين من القميين من نسبتهم إلى أحاديثهم من نقل العجائب وخوارق العادات ، أو الغلو بمحض أن رأوا في الإغراق في شأن الأئمّة عليهم السلام ، وإظهار كثير قدرة لهم ، وذكر علمهم يمكنونات السماء والأرض، لما كانوا يعتقدون للأئمة عليهم السلام منزلة خاصة ودرجة رفيعة يعدّون التجاوز عنها غلواً وارتفاعاً .

وأما نحن – فيحمد الله ومنّه ومعرفتنا بالإِمام المفترض طاعته علينا – كلما رأينا الأحاديث الدالة على المناقب الجليلة والفضائل العظيمة بحيث لا تصل إلى حد ما ورد النهي عنهم ، من قولهم : « نزهونا عن الربوبية وقولوا فينا ما شئتم » نحمل ذلك على زيادة معرفة راوي الحديث ، وكمال عرفانه للإِمام عليه السلام .

ويؤيد ذلك المدعى ما ورد عنهم عليهم السلام : « اعرفوا منازل الرجال على قدر رواياتهم عنّا » فكما إنّ قدر الرواية في الحديث يحتمل الكمية في الحديث ، يمكن أن يحمل على كيفية المساءلة وتحمله الرواية ، ولا يخفى ذلك على اُولي النهاية .

على أن الغضائري أيضاً لم ينسبه إلى الغلو ، وهذا دليل ، على عدم الغلو، لأن الرجل المكثار في القدح والمبالغ فيه يتشبث بكل حشيش ، وكلامه في المقام خال عن هذا التحريش ، ثم أن مِهران هـو بكسر الميم

_____

( ١ ) رجال العلامة : ٨ / ٦ .


وسكون الهاء كما صححه العلّامة في الخلاصة ( ١ ) ، هو ابن محمّد بن أبي نصر وهو من ولد السكوني المتقدّم ذكره ، فكن على بصيرة في ذلك .

وزاد الشيخ في فهرسته والمعالم في عداد مصنفاته أصلاً آخر ، وأسند الشيخ طريقه إليه ، وننقل لإِثبات ذلك كلام المعالم بلفظه : إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني ، ثقة كوفي مولى ، لقي الرضا عليه السلام مصنفاته النوادر – إلى أن قال : – وله أصل ( ٢ ) ، إنتهى .

من ثم لا يخفى عليك أن هذا الكتاب غير كتاب الإِهليلَجة الذي رواه في البحار في المجلد الأول منه بتمامه، فإنه من مرويات المفضّل بن عمر ، وكلّة  في توحيد الله ومعرفته عزّ وجلّ ، نظير كتابه الآخر المفضّل المشتهر في الأزمنة بتوحيد المفضّل ، وهو كما يظهر من كتاب أمان الأخطار كتاب مناظرة الصادق عليه السلام للهندي في معرفة الله جلّ جلاله بطرق عجيبة غريبة ضرورية حتى أقر الهندي بالألوهية والوحدانية .

١٧٤ – أصل أبي همّام : إسماعيل بن همّام بن عبد الرحمن بن ميمون البصري ، مولى كندة ، وهذا الرجل كما ذكره النجاشي من الرضا، وصرح بتوثيقه وتوثيق أبيه وجدّه ، وقال : له كتاب ( ٣ ) ، وذكره الشيخ في أصحاب الرضا من رجاله قال : إسماعيل بن همّام مولى لكندة ، وهو أبو همّام ( ٤ ) .

١٧٥ – أصل إسماعيل بن يسار الهاشمي : ذكره النجاشي وقال في حقه : ذكره أصحابنا بالضعف ، له كتاب ( ٥ ) ، ثم ذكر طريقه إلى كتابه ،

_____

( ١ ) رجال العلامة : ٨ / ٦ .

( ٢ ) معالم العلماء : ٨ / ٣٢ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٣٠ / ٦٢ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ٣٦٨ / ١٥ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ٢٩ / ٥٨ .


إنتهى ملخصاً ، ونسبته الضعف إلى الأصحاب يشعر بأن الرجل عنده سليم عن ذلك ، وتبعه العلامة في الخلاصة في هذه النسبة ، وحقيقة الأمر علينا مشتبهة .

١٧٦ ـ كتاب أنساب الطالبية : وهذا الكتاب للسيد أبي المعالي إسماعيل بن الحسن بن محمد الحسني ، يستفاد من فهرست الشيخ منتجب الدين القمي : أنه النقيب بنيسابور ، ثقة فاضل ، ثم عدّ الكتاب من جملة مصنّفاته – إلى أن قال: – أخبرنا بها الشيخ الإِمام جمال الدين أبو الفتوح الخزاعي جدّه عنه ( ١ ) . وهذا الكتاب غير كتاب عمدة الطالب الذي . أيضاً في أنساب آل أبي طالب ، فقد أشرنا فيما تقدم من المصنفات إلى مصنفه .

۱۷۷ ـ كتاب الأربعين : وهذا التأليف الشريف والتصنيف المنيف ، للمعلم العالم الجليل المولى إسماعيل بن محمد حسين المازندراني ، الشهير بالخاجوئي ، لتوطنه في محلة خـاجـو من محلّات أصبهان ، قال في الروضات : كان عالماً بارعاً وحكيماً جامعاً وناقداً بصيراً ومحقّقاً تحريراً ، من المتكلمين الأجلّاء والمتتبعين الأدلّاء والفقهاء الأزكياء والنبلاء الأصفياء ، طريف الفكرة ، شريف الفطرة ، سليم الجنبة ، عظيم الهيبة ، قويّ النفس ، نقيّ القلب ، زكي الروح ، وفيّ العقل ، كثير الزهد ، حميد الخلق ، حسن السياق ، مستجاب الدعاء ، مسلوب الإدعاء ، معظّماً في أعين الملوك والأعيان ، مفخّماً . اُولي الجلالة والسلطان ، حتى أن النادر شاه مع سطوته المعروفة وصولته الموصوفة ، كان لا يعتني من بين علماء زمانه إلّا به ، ولا يقوم إلّا بأدبه ، ولا يقبل إلّا قوله ، ولا يمتثل إلّا أمره ، ولا يحقّق إلّا رجاه ولا يسمع إلّا دعاه، وذلك لاستغنائه الجميل عمّا في أيدي الناس ، واكتفائه بالقليل من الأكل والشرب واللباس ، وقطعه النظر عمّا سوي

_____

( ١ ) فهرست منتجب الدين : ١٠ / ٥ .


الله ، وقصده القربة فيما تولّاه ( ١ ) .

وكتابه هذا أكثر أحاديثه في العبادات، كما يستفاد من الروضات ، ولم يتهيأ لنا التشرف بما فيه من الإِفادات، إلا أن فيها شيء يسير : نقله من لابأس بذكر عباراته الرائقات ، وفيها الإِشارات إلى ابتلاء أهل هذا الزمان في محروسة أصفهان بجنود وافرة من الأفغان ، وهذا الرجل الجليل كان هذه النائرة العظيمة ، ولذا لم يبق له كثير ذكر منه وممن روى عنه واُستاذه و مصنفاته بین علمائنا الأعيان ، فإنه قال في خاتمة هذا الكتاب :

جمعتها في زمان وألفّتها في مكان كانت عيون البصائر والضمائر فيـه كدرة، ودماء المؤمنين المحرم سفكها بالكتاب والسنة فيه هدرة ، وفـروج المؤمنات مغصوبة فيه مملوكة بأيمان الكفرة الفجرة ، قاتلهم الله بنبيه وآله الكرام البررة . وكانت الأموال والأولاد منهوبة فيه مسبية مأسورة ، وبحار أنواع الظلم موّاجة فيه متلاطمة ، وسحائب الهموم والغموم فيه متلاصقة متراكمة ، زمان هرجٍ مرجٍ مخرب الآثار ، مضطرب الأخيـار ، محتـوي الأخطار ، مشوشّ الأفكار ، مختلف الليل متلون النهار ، لا . يسير فيه ذهن ثاقب ، ولا يطير فيه فكر صائب ، نمقتها وهذه حالي وذلك قالي ، فإن عثرتم فيه بخللٍ أو وقفتم فيه على زللٍ فاصلحوه رحمكم الله ، إنّ الله لا يضيع أجــر المصلحين ، إنتهى ( ٢ ) .

ومصنّفات هذا الرجل الجليلٍ كثيرة ، صغيرها وجليلهـا تبلغ نحواً من مائة وخمسين مؤلّفاً في فنون شتّى من العلوم والحكم والمعارف ، ومن جملتها هذا الكتاب المفتتح به الخطاب ، ومنها :

١٧٨ – کتاب الإِمامة : وهو كتاب صغير كتبه على طرز كتب

( ١ ) روضات الجنات ١ : ١١٤ / ٣٢ .

( ٢ ) روضات الجنات ۱ : ١١٥ / ٣٢ .


المتكلّمين من الإِمامية رداً على العامة العمياء ، وقد رأيته في أصفهان في بعض مجالس الإجلاء ومنها :

١٧٩ – كتاب إبطال الزمان الموهوم : مع إنكاره استدلال السيد الداماد عليه

ولم يتعين لنا أسامي سائر كتبه المناسبة لهذا الباب ، وهو أعلم بالصواب في المبدأ والمآب ، وكانت وفاته في الحادي عشر من شعبان سنة ثلاث وسبعين بعد مائة وألف ، ودفن في مزار تخت فولاد اصفهان مما مما يلي بابه الجنوبي المفتوح إلى جهة فارس المحمية ، قريباً من قبر الفاضل الهندي رحمة الله تعالى عليه وعليه ، وكانت سلسلة إجازته وقراءته أيضاً منتهية إليه .

ووافق تأريخه بحساب الجمل بالعربية : ( نوّر الله الجليل مقبرته ) ، ( ورقع الله في الجنان منزلته ) ، وبالفارسية ( خانه علم منهدم کَردید ( ١ ) ، هكذا في الروضات مع ما تيسر من التلخيص في العبارات ، وأسأل الله تعالى العقو من الهفوات ، والمغفرة لما مضى من الخطيئات ، فإنه قابل التوبات ، وراحم البريات .

١٨٠ – كتاب أسماء الله تعالى وصفاته : وهذا الكتاب من مصنّفات الكفاة كافي شمس الوزراء والأدباء ، ومربّي الفضلاء والعلماء ، الصاحب الكافي ، والمحب الصافي ، إسماعيل بن عباد ، حشره الله تعالى مع الأئمّة المعصومين في يوم التناد ( ٢ ) .

_____

( ١ ) روضات الجنات ١ : ١١٩ / ٣٢ .

( ٢ ) ثم أني رأيت بعد كتابة هذا المقام بمدة متطاولة أن لهذا الوزير الكافي كتاباً سماه بالإِبانة في مذهب العدلية .

ونقل بعض الأعلام عن آخر هذه الرسالة كلام صريح في أن مذهبه مذهب الإِعتزال ، وقال : ومن هنا عدّه السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب فرج المهموم من المعتزلة ، إلّا أن يقال مضافاً إلى عدم مقطوعية نسبة الكتاب اليه ، أنه كان كذلك ثم رجع او خرج مخرج الثقة .


ولقد أطال أئمّة البلاغة ورؤساء الفصاحة بمنتهى جهدهم في توصيف أخلاقه وآدابه ، علماً وأدباً وجوداً ورئاسةً وبلاغةً وغيرها ، ومع ذلك كلّه لم يفوا بما يناسب جلاله وما قدّروه حقّ قدره ولم يؤدّوا حقّ عظمته ، فالأولى أن نشير إلى جماعة من الأجلّاء الذين صنفوا مصنفات رشيقة وأهدوا إلى صوب جنابه ، وفيه كفاية لمن له أدنى دراية .

فأولّهم : صدوق الطائفة الحقة ، عروة الإِسلام وعماد المذهب ، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المولود بدعاء حجّة العصر و ناموس الدهر ، فإنه صنف كتابه الموسوم بعيون أخبار الرضا عليه السلام لخزانه كتبه المباركة وأرسله إليه. ومن شاء الزيادة فليرجع مفتتح الكتاب ، فإنّ فيه للأريب كفاية واللّبيب نهاية ، وحسبه عظمةً وجلالة .

وثانيهم : أخو هذا الشيخ المعظم ، المولود أيضاً بـدعـوة حجّة الله الأعظم ، الحسين بن علي بن بابويه ، فإن الشيخ النجاشي عدّ من جملة مؤلّفاته كتاب عمله للصاحب ابن عبّاد رحمه الله ( ١ ) .

وثالثهم : الإِمام المتبحر أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل ، الشهير بالثعالبي ، فإنه صنف كتاب يتيمة الدهر في ذكر أحواله وأحوال شعرائه ، وله أيضاً كتاب فقه اللغة ، وكتاب سحر البلاغة وسرّ

_____

والله العالم ، إنتهى كلامه زيد شرفه وإكرامه .

ويدل على عدم مقطوعية نسبة الكتاب إليه أن أرباب هذا الفن لم ينسبوا الرسالة إليه ولم يعدوها في عداد مؤلفاته ، فلعل خصماءه صنّفوها وأسندوها إليه .

ثم إن من جملة من صنف من العلماء الكاملين كتاباً لأجله سوى ما أشرنا إليه هو الفاضل الحسن ابن محمّد القمي ، كتاب تاريخ قم ، وذكر في أوّله من فضائله ومناقبه وعلمه وتقواه وورعه و سداده وكرمه وإحسانه ، وتعظيمه للسادة العلوية ، وإكرامهم وسدّ خلّتهم ولمّ شعثهم شطراً وافياً ، كذا ذكر العلّامة النوري في مستدركه ( منه قدّه ) .

( ١ ) رجال النجاشي : ٦٨ / ١٦٣ .


البراعة ، وكتاب سرّ الأدب كما فى دقائق اللغات العربية ، والألفاظ المترادفة والمعاني المتقاربة ، وكتاب ثمار القلوب .

وقد عرفت أن يتيمة الدهر في أحواله ومحاسن شعرائه واهل عصره ، وقد ذيل الشيخ الأديب الباهر والشاعر الماهر أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي الطيب الباخرزي – من تلامذة إمام الحرمين الجويني – هذا الكتاب بكتاب طريف يكثر عنه النقل في كتب المتأخرين سمّاه دمية القصر ، ثم علق على ذيل ترجمة هذا الرجل سميه الشيخ أبو الحسن علي بن زيد البيهقي كتابه الموسوم بوشاح الدمية هذا .

ورابعهم : الشيخ مهذّب الدين محمّد بن علي بن علي بن علي الحلي المزيدي ، المعروف بأبي طالب الخيمي ، صاحب كتاب أمثال القرآن ، وكتاب قد ، وكتاب يجيء ، وكتاب الكلاب ، وكتـاب اسـتـــواء الحكم والقاضي ، والرد على الوزير المغربي ، وكتاب لزوم الخمس ، وكتاب المخلص الديواني في علم الأدب والحساب ، وكتاب إسطرلاب الشعر، وكتاب الأربعين ، والأساميات ، وغير ذلك من المصنفات الكثيرة ، أن له كتاباً سمّاه الديوان المعمور في مدح الصاحب المذكور .

هذا وأما الشعراء المجتمعون في بابه والمعتكفون بباب وزرائه ، المنتفعون من حضرة جنابه فهم كثيرون ، تركنا أساميهم وما قالوا في مدحه بجواهر كلماتهم الطيبات ، وأشعارهم الأبكار والثيبات في مطاوي كتب الأصحاب الثقات ، وأرقامهم مملوءة من أشعار نفسه الشريفة ، ودفاترهم مجلوة بنكاته الأدبية، من أرادها فليطلبها من مظانها ، ويظهر من كلمات بعض أعاظم الأصحاب أنه من أفقه فقهاء أصحابنا المتقدمين والمتأخرين ، وأن كلّما يذكر من العلم والفضل فهو فوقه ، إنتهى .

١٨١ – کتاب الإِمامة : وهو أيضاً لصاحب العنوان يسنده إليه ابن


خلكان ، وقال في حقه بنقل بعض الأعيان ، أنه يذكر فيه فضائل علي بن ابي طالب عليه السلام ، ويثبت إمامة من تقدّمه ( ١ ) ، وهذه العبارة من المعضلات المبهمات ، وتصدى لبيانه بعض فقهاء العصر من السادات العامليين وقال : الضمير المستتر عائداً لعلي عليه السلام ، والبارز للموصول ، وليس المستتر . لعلي ، والمعنى أن الصاحب يثبت إمامة كل من تقدمه علي عليه السلام من الأئمة الأحد عشر عليهم السلام، لأن ابن عباد شيعي ، فلا يصنف في إثبات من تقدّم على علي عليه السلام من الخلفاء كتاباً ، إنتهى .

وأما تشيع الرجل العميد ، واهتمامه في ترويج مذهب أهل العدل والتوحيد، في غاية الاشتهار ونهاية الاعتبار ، بحيث قد كانت الإِمامية منسوبة إليه ، ومعروفة به في زمانه بأصبهان كما أنه حكي أن رجلا من أهلها وقف يوماً على رجل يزني بأهله ، فأخذ السوط وجعل يعاقب بـه امرأته وهي تصبح معتذرة إليه بالقضاء والقدر ، فقال الرجل : تزنين – يا عدوة الله – ثم تعتذرين بأكبر من إثمك.. فلما سمعت المرأة بذلك منـه نـادت : واسوأتاه تركت التسنن وصبوت إلى مذهب ابن عباد ، فتقطن الرجل إلى باطل مذهبه وألقى من يده السوط واعتذر إليها ، وقال لها : أنتِ سنيّةً حقاً .

وعدّه ابن شهر آشوب في معالمه من شعراء أهل البيت عليهم السلام المجاهرين ( ٢ ) ، وفيه أيضاً تنبيه للغافلين ، وإيقاظ للنائمين ، من أن الصاحب أولياء أمير المؤمنين ، المتبرىء من أعدائه المقدّمين عليهم لعائن الله ولعائن الخلق أجمعين ، وشواهد هذا المدعى كثيرة ، يستفاد من أشعاره المنتشرة ، ومراثيه في خامس أصحاب الكساء المنقولة في الكتاب العاشر من بحار الأنوار ، حتى أن اليافعي ادّعى أن له عشرة آلاف بيت في ولاية أئمة

_____

( ١ ) وفيات الأعيان ١ : ٢٣٠ / ٩٦ .

( ٢ ) معالم العلماء : ١٤٨ .


الدين المبين والتبرؤ من ظالميهم أجمعين .

١٨٢ – کتاب الأعياد وفضائل النيروز : قد تعرض لذكر هذا الكتاب أيضاً ابن . خلکان في كتابة المسمّى بوفيات الأعيان ( ١ ) ، وعده في فهرست كتب هذا الوزير الجليل الكافي ، المكنى بأبي القاسم ، والمسمى بإسماعيل .

قال بعض الأعلام في وصف الكتاب ، ومعلوم أنه ليس يذكر فيه إلّا فضائل أعياد تعلّقت بأهل البيت عليهم السلام، زائداً على العيدين كالغدير والمباهلة والمولود ونظائرهن ، ولا شرف للنيروز أيضاً عند أحد من المسلمين إلّا باعتبار رجوع الخلافة فيه إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين .

١٨٣ – كتاب الأنوار : وهو أيضاً من مؤلّفات هذا الـرجـل عـالي القدر والاعتبار ، نسبه إليه في المعالم بنقل أمل الآمل .

ثم إن مقبرة هذا الأمير الكبير في محروسة أصبهان ، في المحلة الموسومة في هذا الزمان بباب الطوقجي ، المتصل بميدان العتيق ، قد زرته مع جمع من الأعيان، وهي من أعظم المشاهد كما رأيته بالعيان . وقد أمر بتجديد عمارتها وتشييد أركانها في هذه الأواخر ، الحاج محمد إبراهيم الكرباسي صاحب الإشارات وغيرها من كبار المصنّفات ، وقد سمعت من أن هذا الشيخ العلّامة مهما تشرف بزيراته كان يترجل ويخلع نعليه إعظاماً الصاحب المزار ، والله أعلم بخفيّات الأسرار .

وكانت وفاته ليلة الجمعة الرابع والعشرين من صفر سنة خمس وثمانين

_____

( ١ ) وفيات الأعيان : ٢٣٠ / ٩٦ .


وثلاثمائة بالري ، ثم نقل إلى أصفهان، ودفن في قبته السامية العالية في المحلة المعروفة في هذا الزمان بالبدرية ، وقد نقل الشيخ البهائي في كشكوله مفتتحات بعض القصائد التي عملها الشعراء في وصف دار بناها الصاحب في أصفهان نقلاً من كتاب الثعالبي المذكور ، ومن طلب الزيادة فليرجع إليها ( ١ ) .

١٨٤ – كتاب اُنس الخواطر : وهذا الكتاب للحكيم الماهر أبي علي أحمد بن محمد بن يعقوب بن مسكويه الخازن ، الرازي الأصل ، الأصفهاني المسكن والخاتمة ، وفي الروضات بعد ذكر ما قدمناه : كان من أعيان العلماء ، وأركان الحكماء ، صاحب المراتب الجليلة ، والدرجات الرفيعة ، والأخلاق الحميدة ، والأقوال السديدة ، معاصر الكنية الشيخ الرئيس – إلى أن قال : – بعد مصاحبته في زمن شبابه للوزير المهلّبي ، ودخوله بخدمة الملك عضد الدولة واختصاصه به ، ثم اختص بالوزير ابن العميد ( ٢ ) وابنه أبي الفتح في خدمة الملك صمصام الدولة . وصنف في علوم الأوائل كثيراً – إلى أن قال : – ومجموعة سمّاها أنس الخواطر نقـلاً عن تاريخ الحكماء للشيخ شمس الدين السهروردي ( ٣ ) ، إنتهى .

( ١ ) وفي الكشكول : للصاحب إسماعيل بن عبّاد رحمه الله ووصف أبياتاً اُهديت إليه :

أنتتني بالأمس أبياته          تعلل روحي بروح الجنانِ

كبرد الشباب وبرد الشراب  وظلّ الأمان ونيل الأماني

وعهـد الصـبـي ونسيم الصّبا  وصفو الزمان ورجع القيان

( ٢ ) والمراد بالوزير ابن العميد ، هو أبو الفضل محمد بن الحسين المعروف بالاُستاذ بن العميد القمّي ، وهو من وزراء ركن الدولة بن بويه ، وهو الذي قيل في حقه : بدأت الكتابة بعبد الحميد ، وختمت بابن العميد ، ولقب إسماعيل بن عباد في بابه بالصاحب ، وقال في حقه لما سأله عن بغداد وحاله : بغداد في البلاد كالاُستاذ في العباد ، وابنه علي المكّنى بأبي الفتح من الوزراء العظام ، وصار أمر الوزارة من بعد أبيه إليه ، ولُقّب بذي الكفايتين . ( منه قده ) .

( ٣ ) روضات الجنات ١ : ٢٥٤ / ٧٨ .


والظاهر أن الكتاب المذكور نظير سائر المجاميع المعتبرة ، التي يوجد فيها من الآثار النادرة والأخبار الغريبة والوقائع العظيمة ، والأبيات المليحة التي تشتهيها كلّ الأنفس ، وتتلذّذ منها الأعين ، كالكشكول البهائي ، وكتاب زهر الربيع الجزائري ، وكتاب الشيخ يوسف البحريني ، وغيـرهـا من الكتب الحسان كأنّها من حسنها جمان .

١٨٥ ـ كتاب آداب العرب والفرس : وهو أيضاً لهذا الحكيم المعظم ، وقد ضمن في هذا الكتاب وكتاب جاويدان خرد الذي هو ترتيب كتاب ترجمة الحسن بن سهل الوزير لكتاب جاويدان خرد الأول ، الذي ينسب وضعه إلى السلطان هو شنك بن كيومرث البيشـدادي من ملوك العجم ، كما يظهر ذلك من كتاب نفائس الفنون ( ١ ) .

١٨٦ – کتاب آداب الدنيا والدين نسب هذا الكتاب أيضاً إلى صاحب العنوان المحقّق النراقي في كتابه الموسوم بالخزائن بهذه العبارة : قال ابن مسكويه في كتاب آداب الدنيا والدين : الفرق بين السرف والتبذير أن السرف هو الجهل بمقادير الحقوق ، والتبذير هو الجهل بمواقع الحقوق ، إنتهى .

وفي حاشية الروضات : وظني أن الغالب على كتابه هذا متون اللغة واُصول المعرفة مع شيء من مراسم الشريعة ، وأحاديث العلم والحكمة ، فليلاحظ إن شاء الله ( ٢ ) .

وفي روضات الجنات : ثم ليعلم أنه استفيد لنا من فحاوي مـا أومـأنـا إليه واسترحام صاحب المجالس – رحمه الله – عليه ، مضافاً إلى تنصيص سميّنا السيد الأمير محمد باقر الداماد فيما قد يحكى عنه : أن الرجل قد كان

_____

( ١ ) روضات الجنات ١ : ٢٥٥ / ٧٨ .

( ٢) روضات الجنات ١ : ٢٥٥ / ٧٨ هامش .


في عالي درجة من المعرفة بحق أهل البيت عليهم السلام ، والاعتقاد لفرض طاعتهم ، ولزوم محبتهم كيف لا ؟ ومن الظاهر على كلّ ذي دربة أن مثله كان يدري بالقطع أن العلم والمنزلة والكمال ليس يلتمس إلّا من عندهم ولا يوجد إلّا فيهم ، وأن نفسه أفضل من سائر من كان يقدم عليهم بمراتب شتى ويرشدك إلى هذا ما قد ينقل من كتابه الطهارة ، أنه قال في بحث الشجاعة منه : واسمع كلام الإمام الأجل سلام الله عليه الذي صدر عن حقيقة الشجاعة ، فإنه قال لأصحابه : إنّكم إن لم تُقتلوا تموتوا ، والذي نفس ابن أبي طالب بیده لألف ضربةٍ بالسيف على الرأس أهون من ميتةٍ على الفراش ، إنتهى ( ١ ) .

ولهذه النكتة الشريفة أدرجنا كتبه في تلك الأوراق ، أداءً الحقوق من تمسك بأذيال الطاهرين من الأرجاس ، والمتحلّين بحسنات الأخلاق ، لعل الله يرحمنا بمحبّتهم في يوم التلاق ، ثم إنه يظهر من المجالس أن لصاحب العنوان كتباً شريفة في فن الطب وعلم الأبدان من جملتها .

 ١٧٨ – كتاب الأشربة : وهو يناسب الباب ، ونقل عن طبقات الأطبّاء : كان أبو علي مسكويه فاضلا في علوم الحكمية مميّزاً فيها ، خبيراً لصناعة الطب ، جيداً في اُصولها وفروعها ، وله من الكتب كتاب الأشربة ، كتاب البطيخ ، كتاب تهذيب الأخلاق ، إنتهى ما أردنا نقله .

١٨٨ – کتاب الأربعين : وهو كما يظهر من كتاب كشف الغمّة ،من مؤلفات الشيخ الفقيه الحافظ المكنّى بأبي نعيم – بالتصغير –  أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصفهاني ، وقد عدّوه جماعة من علماء العامة ، إلا أن بعض علمائنا الإِمامية صرّحوا بتشيّعه وأنه من من أجلّاء هذه الطائفة الحقة ، ومن كبراء هذه الفرقة المحقة ، وينتهي نسب

_____

( ١ ) روضات الجنات ١ : ٢٥٦ / ٧٨ .


الإِمامين العلامتين المجلسيين إليه ، وهذه كلمات الأمير محمّد حسين الخاتون آبادي من أسباط المجلسي الثاني في بعض فوائده ، قال : وممن اطلعت على تشيّعه من مشاهير علماء العامة ، هو الحافظ أبو وممن المحدّث بأصبهان صاحب كتاب حلية الأولياء ، وهو من أجداد جدّي العلّامة ضاعف الله إنعامه ، وقد نقل جدّي تشيّعه عن والده عن أبيه عن آبائه حتّى انتهى إليه ، قال : وهو من مشاهير محدّثي العـامّـة ظـاهـراً إلّا أنّه من خلّص الشيعة في باطن أمره ، وكان يتّقي ظاهراً على وفق ما اقتضته الحال ، ولذا ترى كتابه المسمّى بحلية الأولياء يحتوي على أحاديث مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ما لا يوجد في سائر الكتب ، ومدار علمائنا في الاستدلال بأخبار المخالفين على استخراج الأحاديث من كتابه – إلى أن قال: – ولما كان الولد أعرف بمذهب الوالد من كلّ أحد ، لم يبق شك في تشيّعه ، فرحمه الله تعالى وقدّس سرّه وأنعم عليه في الجنان ما أرضاه وسره ( ١ ) ، إنتهى .

وكلام صاحب الرياض أيضاً يقرب من ذلك .

ثمّ إن هذا الكتاب محتو على أربعين حديثاً ، جمعه في أمـر مـولانـا الحجّة المنتظر ، أبي الوقت ، ومربّي الزمان ، وناموس الدوران ، الحجّة ابن الحسن ، حجّة الإِنس والجان ، عجّل الله فرجه المسعود ، وأقر الله عيوننا بطلعته المحمودة .

وقد نقل كلّه صاحب کشف الغمّة كما جمعه ، فلا بأس بأن نتوسل بذيله الشريف بذكر حديث من هذا الكتاب المنيف تبركاً بذكره وتيمناً بحديثه ، قال : التاسع : بإسناده عن حذيفة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : المهدي رجل من ولدي ، لونه لون عربي ،

_____

( ١ ) روضات الجنات ١ : ٢٧٢ / ٨٤ .


وجسمه جسم إسرائيلي ، على خدّه الأيمن خال كأنّه كوكب درّي ، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئِت جوراً ، يرضي في خلافته أهل الأرض وأهل السماء الطير في الجو ( ١ ) .

تتمّة مهمّة في ذكر مصطلح أهل الدراية في لفظ الحافظ .

اعلم أنّ كثيراً من المحدثين من العامة والخاصة يلقبون بهذا اللقب ، كالحافظ أحمد بن محمّد المتقدّم المعروف بابن عقدة ، الرجالي صاحب كتاب أسماء الرجال ، الذي مرّ منا الإِشارة في خلال الأحوال ؛ والحافظ رجب البرسي صاحب مشارق الأنوار ؛ وهذا المحدّث الذي كلامنا فيه .

ولست في مقام تعداد من سمي بذلك ، بل أقول : إنّ مصطلحهم فيمن يسمّى بالحافظ من كان حافظاً لما يزيد على مائة ألف حديث بأسانيدها عن ظهر قلبه ، كما أن الحجّة عندهم من كان يحفظ ثلاثمائة ألف حديث ، والحاكم من أ أحاط حفظه بالجميع .

وأما عند القرّاء والمجوّدين فإطلاق الحافظ على من يقرأ جميع القرآن في أحسن التجويد بالقراءات العشر أو السبع أو الواحدة منها لا أقل ، فلا تكن في ذلك على غفلة وكن على بصيرة صافية .

وفي كتاب نظام الأقوال من مؤلّفات نظام الدين القرشي أحد تلامذة شيخنا البهائي ، قال : ورأيت قبره في أصبهان ( ٢ ) ، وكان مكتوباً عليه : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مكتوب على ساق العرش لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، محمّد بن عبد الله عبدي ورسولي ، وأيدته بعلي بن أبي طالب عليه السلام ، رواه الشيخ الحافظ المؤمن الثقة العدل أبو نعيم احمد بن

_____

( ١ ) کشف الغمة ٢ : ٤٦٩ .

( ٢ ) وفي الروضات : [ ١ / ٢٧٥ ] وقبره الآن معروف بمحلة درب الشيخ أبي مسعود من محلّات أصبهان في مزارها الكبير المعروف پاپ بخشان . ( منه قده ) .


محمّد بن عبد الله سبط أحمد بن يوسف البنّاء الاصفهاني ، رحمه الله ورضى عنه ورفع في أعلى عليّين درجته وحشره مع من يتولّاه من الأئمة المعصومين ( ١ ) ، وكانت وفاته كما عن تاريخ ابن خلكان سنة ثلاثين وأربعمائة ( ٢ ) .

١٨٩ – كتاب الأربعين : وهذا الكتاب للشيخ أبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن ، في فضائل الصديقة الكبرى اُم الأئمّة النقباء ، قال ابن شهر آشوب في فهرسته الموسوم بمعالم العلماء : أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن ، عامي إلّا أنّ له كتاب الأربعين في فضائل الزهراء عليها السلام ، إنتهى ( ٣ ) .

قلت : إن أخبار هذا الكتاب متفرقة في أبواب كتاب المناقب لهذا الشيخ الجليل ، أعني ابن شهر آشوب المازندراني السروي ، وكثيراً ما ينقل فالأولى أن تكتحل عيون الأوراق في المقام بذكر منقبة خاصة تدل على جلالة الزهراء عند الله تعالى لئلّا يخلو الكتاب عن ذكر مآثرهم وتزين الصحيفة الكريمة بنور مفاخرهم .

وهذا لفظه : أبو صالح المؤذن في الأربعين ، بالإِسناد عن شعبة ، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم عن مسروق، عن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : إنّ الله تعالى لما أمرني أن اُزوّج فاطمة عليها السلام من علي عليه السلام ففعلت ، فقال لي جبرئيل : إنّ الله بنى جنة من لؤلؤة بين كل قصبةٍ إلى قصبةٍ لؤلؤة من ياقوت مشذرةً بالذهب، وجعل سقوفها زبرجداً أخضر ، وجعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت ، ثم جعل غرفـاً

_____

( ١ ) روضات الجنات ١ : ٢٧٥ / ٨٤ .

( ٢ ) وفيات الأعيان ١ : ٩٢ / ٣٣ .

( ٣ ) معالم العلماء : ٢٥ / ١٢٤ .


لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، ولبنة من درٍ ولبنة من ياقوت ، ولبنة من زبرجد ، ثم جعل فيها عيوناً تنبع من نواحيها ، وحف بالأنهار ، وجعل على الأنهار قباباً من درٍ قد شعبت بسلاسل الذهب ، وحفت بأنواع الشجر ، وبنى في كل غصن قبة ، وجعل في كل قبة أريكةً من درةٍ بيضاء غشاؤها السندس والاستبرق ، وفرش أرضها بالزعفران ، وفتق بالمسك والعنبر ، وجعل في كل قبة حوراء ، والقبة لها مائة باب ، على كل باب جاريتان وشجرتان ، في كل قبة مفرش ( ١ ) وكتاب ، مكتوب حول القباب آية الكرسي ، فقلت : يا جبرئيل لمن بنى الله هذه الجنة ؟ قال : بناها لعلي بن أبي طالب وفـاطمـة ابنتك، سوی جنانهما ، تحفةً أتحفهما الله ، ولتقر بذلك عينيك يا رسول الله ( ٢ ) .

يقول مؤلّف الكتاب : إني أوردت الحديث الشريف ليكون تذكرةً لأولياء أمير المؤمنين وتبصرة لهم ، ويقرؤوها ليكون لهم قرة عين فإن في قراءتها تقرير لعين الرسول الجليل ، كما أخبره الأمين جبرئيل .

بشارة طيبة للذرية الطاهرة من بني فاطمة .

روى في المناقب نقلاً . عن هذا الأربعين وسائر كتب المخالفين بأسانيدهم عن حذيفة وابن مسعود : قال النبي صلّى الله عليه وآله : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار . قال ابن مندة : خاص الحسن والحسين . ويقال أي من ولدته بنفسها ، وهو المروي عن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام ، والأولى كلّ مؤمن منهم ( ٣ ) . إنتهى .

وللعلماء أقوال مختلفة في هذة المسألة استندوا إليها بأخبار مختلفة متعارضة ، نخرج بتفصيلها عن ذكر المراد ، إلّا أن إطلاق الحديث يقتضي

_____

( ١ ) المفرش كمنبر : شيء كالشاذ كونه ، كذا في البحار . ( منه قده ) .

( ٢ ) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٣٣ .

( ٣ ) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٢٥ .


التعميم ، ولا بأس تقييده بالإِيمان، وقد وجدت في فهرست مؤلّفات شيحا المفيد مسألة وجوب الجنة لمن انتسب بالولادة إلى النبي صلّى الله عليه وآله ، وستأتي الإِشارة إليها في مقامها إن منّ الله عليّ بالحياة وعدم بلوغ الأجل بفضله العميم في خلال هذا الكتاب من باب الميم.

١٩٠ – كتاب الأنوار في مولد النبي المختار : وهو كما في خاتمة كتاب الإِجازات في بيان نقل بعض الكتب التي يناسب إدراجه في مجلّدات البحار ، للشيخ أبي الحسن أحمد بن عبد الله البكري ، ننقل كلامه بعينه : وكتاب الأنوار في مولد سيد الأبرار صلّى الله عليه وآله للشيخ أبي الحسن البكري أستاذ الشهيد الثاني ، كما رأيته مكتوباً في ظهر نسخةٍ من نسخ ذلك الكتاب المستطاب ، نقلت عنه في المجلد السادس من البحار ( ١ ) ، إنتهى .

وفي مقدّمات البحار في الفصل المعقود لذكر الكتب التي تكون مأخذاً للبحار : وكتاب الأنوار في مولد النبي صلّى الله عليه وآله ، وكتاب مقتل أمير المؤمنين عليه السلام ، وكتاب وفاة فاطمة عليها السلام ، الثلاثة كلّها للشيخ الجليل أبي الحسن البكري أستاذ الشهيد الثاني رحمة الله عليهما ( ٢ ) .

وقال أيضاً في الفصل الثاني في بيان الوثوق على الكتب المنقولة عن البحار : وكتاب الأنوار قد أثنى بعض أصحاب الشهيد الثاني على مؤلّفه وعدّه من مشايخه ، ومضامين أخباره موافقة للأخبار المعتبرة المنقولة بالأسانيد الصحيحة ، وكان مشهوراً بين علمائنا يتلونه في شهر ربيع الأول في المجالس والمجامع إلى يوم المولد الشريف ، وكذا الكتابان الآخران معتبران ، أوردنا بعض أخبارهما في الكتاب ( ٣ ) ، إنتهى .

( ١ ) بحار الأنوار ١١٠ : ١٧٣ .

( ٢ ) بحار الأنوار ١ : ٢٢ .

( ٣ ) بحار الأنوار ١ : ٤١ .


ويستفاد من كتاب المحقق الماهر صاحب الروضات أن الرجل من علماء العامة ، حيث نقل من رسالة ابن العودي بعد ذكر جملة من مشايخ اُستاذه من العامة بهذه العبارة : إنه كان أكثر هؤلاء المشايخ اُبّهة ومهابة عند والدولة ، وأنه كان إذا حج يجاوز سنة ويقيم بمصر سنة ، ويحج ، وكان معه من الكتب عدّة أحمال ، ذكر شيخنا عددها ولكن ليس في حفظي الآن ، حتّى أنه ظهر له منه التعجب من كثرتها ، فروى له أن الصاحب بن عباد كان إذا سافر يصحب معه جملا سبعين من الكتب بحيث صار ما صحبة. قليلا في جنب ذلك. وذكر أيضاً أنه توفي في سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة بمصر ، ودفن بالقرافة ، وكان يوم موته يوماً عظيماً : بمصر لكثرة الجمع ودفن بجانب قبر الإِمام الشافعي، وبنوا عليه قبة عظيمة ( ١ ) ، انتهى .

لكني أشرت إلى مصنفات القوم ليكون تذكرة مني للطالبين ، لعل الله يوفق أحداً لتحصيلها فينتفع بمطالعتها ، فإن كلام القوم أشد تأثيراً في الخاطر واقوى تأثراً في اطمئنان النفس، لما رووه في كتبهم من الفضائل والمناقب ، لعدم وجود الداعي فيهم على وضع ذلك ، وليسوا أيضاً قادرين على كتمان الماثر وإخفاء ما في الدفاتر ، أما تسخيراً من الله القادر، أو إتماماً للحجّة عليهم في يوم بروز السرائر، ليهلك من هلك بتقصيره في حقوقهم عن بيئة ، ويحيا من حيَّ بمحبّتهم وموالاتهم عن : بيّنة .

١٩١ – أصل : وهو الأصرم بن جوشب ، الراوي عن أبي عبد الله عليه السلام ، وصرح بوشاقته الشيخ النجاشي وصاحب الخلاصة ، ونسيا الكتاب إليه، إلّا أن في كلاميهما أن الرجل عامي ، ويستفاد من رواية محمد ابن خالد البرقي عن كتابه اعتبار الكتاب ، وذكره الشيخ في الفهرست والمعالم ، وأخبر الشيخ عن طريقه إليه برواية البرقي صاحب المحاسن عن

_____

( ١ ) روضات الجنات ٣ : ٣٥٧ / ٣٠٦ .


ابيه محمد من ذلك الكتاب ، واعتماد المشايخ عليه من علامات الصراف الاُولي الدراية والألباب .

١٩٢ – أصل إلياس بن عمرو البجلي : وهو كما في فهرست النجاشي وخلاصة العلامة : من أشياخ أصحاب أبي عبد الله الصادق متحقق في أمر الولاية، ثابت في محبتهم ومودتهم ، كما يظهر من حديثٍ رواه في حال سياقه ومشاهدة موته، رواه الشيخ النجاشي في ترجمة ابن بنت الرجل حسن بن علي بن زياد الوشّاء ، قال : روى عن جدّه إلياس ، قال : لما حضرته الوفاة قال لنا : اشهدوا عليّ ، وليست ساعة الكذب هذه الساعة . لسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : والله لا يموت عبد يحب الله والرسول ويتولّى الأئمّة فتمسّه النار ، ثم أعاد الثانية والثالثة من غير أن أسأله ( ١ ) . وعلى مضمون هذا الخبر أحاديث كثيرة مضبوطة في الكتب المعتبرة ، من أرادها فليستخرجها من مظانها .

وزاد النجاشي على ترجمة الخلاصة : أولاده عمرو ويعقوب ورُقًيم ، رووا عن أبي عبد الله عليه السلام أيضاً ، له كتاب يرويه جماعة ( ٢ ) ، ثم ذكر طريقه إليه عالياً .

أقول : ويستفاد من وصفه بأنه شيخ أصحاب الصادق عليه السلام متحقق في هذا الأمر وثاقته ، كما أن رواية الجماعة عن كتابه أيضاً يفيد ذلك ، على أنا قد أسلفنا فيما تقدّم من الوريقات أن ديدن النجاشي في ترجمة الرجال ، أنه مهما ذكر رجلاً في ترجمةٍ من غير التعرض له بالمدح والذم يدل على أن الرجل خال عن الغميزات سليم الجنبة مما ينافي المروات .

وأما الرجل وإن لم يصرح النجاشي بتوثيقه إلّا أنه ذكر في . حقه شيئاً لا

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٣٩ / ٨٠ . 

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٠٧ / ٢٧٢ .


يقصر ذكره عن الوثافة ، بل يكون أعلى منها ، حيث قال : شيخ من أصحاب أبي عبد الله ، متحقّق بهذا الأمر ( ١ ) . ومعنى هذه الكلمة أنه من أهل المحبّة والولاء ، وكل الصيد في جوف الفرا .

ثم إن من عجائب التصحيفات اللفظية والمعنوية في المقام ، ما وقع الخلاصة للعلّامة، حيث قال : إلياس الصيرفي، خيرٌ من أصحاب الرضا عليه السلام ( ٢ ) ، والظاهر أنه هذا الرجل المعنون له الكلام، وهما واحد في المقام بلا كلام ، ولا ينافي كون إلياس صيرفيّاً، في كلام العلامة الاتحاد لما صرّح النجاشي في ذرية بنت إلياس من كونه صيرفيّاً، فكن في ذلك على رشاد .

فعلى هذا الرجل يكون في طبقة الصادق عليه السلام ، كما صرح به أيضاً العلامة . في ، إلياس البجلي ، كيف يمكن أن يكون معدوداً في صحابة الرضا الإِمام الهمام ، لكن منشأ توهم ذلك النحرير العلّامة ما رآه وشاهده في فهرست النجاشي في ترجمة حسن بن علي بن زياد المعروف بالوشاء ، في ذلك المقام ، حيث قال : قال أبو عمرو ، ويكنّى بأبي محمد الوشاء وهو ابن بنت إلياس الصيرفي ، خزّاز من أصحاب الرضا عليه السلام ( ٣ ) . فصحّف لفظة الخزاز الذي هو بمعنى عامل الخز بلفظة خيران تثنية الخير ، ثم ظنّ أن الياس يكون من أصحاب الرضا عليه السلام ، كما يكون الحسن كذلك .

ولا يخفى أن هذا الكلام من متمّمات ترجمة الحسن ومعرّفاته ، الذي هو من ذرية الرجل ، ولا يكون لإِلياس الذي يكون جدّاً له ، ومثل ذلك كثير ، ولست أني أجسر على نسبة التقصير على هذا الحبر الخبير ، بل أقدم على ذلك جم غفير من الرجاليين ، الذين هم على ذلك أبصر من كلّ بصير ،

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٠٧ / ٢٧٢ .

(۲) رجال العلامة : ٢٣ / ٢ .

(۳) رجال النجاشي : ٣٩ / ٨٠ .


وأعرف من كلّ صغير وكبير ، والله قادر على صفح ذلك ، فإنه لما يشاء قدير ، ورحمته واسعة وذو فضل كبير .

وأنا أسأله العفو فيما مضى من هفوة الاقلام من هذا الضعيف الضرير والخطايا العظيمة التي صدرت مني ، ولا يغرب عن علمه مثقال ذرةٍ فكيف بالخطير ، ربِّ استجب لي ما سألت ، فإنك بالإِجابة جدير .

١٩٣ – أصل اُميّة بن علي القيسي الشامي : ذكر النجاشي في ترجمته ناسباً إليه الكتاب ، وراوياً . عنه عن مشايخه الأجلّاء الأطياب ، ضعّف أصحابنا وقالوا : روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام ( ۱ ) ، والمراد بتضعيف الأصحاب – كما استفدنا من الخلاصة وغيرها – هو ابن الغضائري المسارع إلى الجرح والمكثار للقدح ، حيث قال فيها : قال ابن الغضائري : إنه يكنّى أبا محمّد، في عداد القميين ، ضعيف الرواية ، وفي مذهبه ارتفاع ( ٢ ) ، إنتهى .

أقول : هذا الكلام من هذا الرجل القمقام لا ينافي جلالة المعنون ، بل المتقدمة أن يدلّ على مدحه بطريق مستحسن ، لما تقدم منها في التراجم المتقدمة أنّ القميين نسبوا كثيراً من الأجلّاء الرواة إلى الارتفاع والغلو ، ولذا يضعفون روايتهم ا لما كان في نظرهم من نقل الآيات العظيمة للأئمة ، وإظهار كثير القدرة لهم ، وإثبات علمهم إلى مخفيّات الاُمور ومكنونات السماء والأرض ، وتفويض الاُمور والأحكام إليهم من دلالات الغلو ، ويعدون الـرجـل لذلك غالياً ، ونحن نعدّ الرجل في تلك الاُمور عالياً من أهل الرفعة والجلالة ، على أن هذه النسبة توجد في كلام الغضائري صاحب الرجال ، وقد عرفت حاله في خلال الأقوال ، ويؤيّد براءة ساحة الرجل ممـا ينافي القدح عدم تعرض

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٠٥ / ٢٦٤ .

( ٢ ) رجال العلامة : ٢٠٦ / ٢ .


وبالجملة قد تكون بعض الاُمور في نظر بعض من أمارات القدح ، ولا تكون في نظر آخر كذلك بل تكون من دلالات المدح ، وقد يكون الأمر بالعكس ، وقد لا يفيد أحدهما ، وإن شئت مزيد التوضيح فارجع إلى ما أفاده المحقّق البهبهاني في ترجمة إبراهيم بن عمر اليماني .

ويظهر من الحديث الذي رواه صاحب كشف الغمة أن صاحب الترجمة كان في درجة عالية من شدة المتابعة لإِمام زمانه ، بحيث لا يظهر عنه المخالفة فيما أمره ، ويدين الله بطاعته وامتثال أمره ، قال : عن أمية بن علي القيسي قال : دخلت أنا وحماد بن عيسى على أبي جعفر عليه السلام بالمدينة النودعه ، فقال لنا : لا تحركا اليوم وأقيما إلى غي. فلما خرجنا من عنده قال لي حماد : أنا أخرج فقد خرج ثقلي ، فقلت أنا : أما أنا فأقيم ، فخرج حماد، فجرى الوادي تلك الليلة ففرق فيه ، وقبره بسيالة ( ١ ) . وهذا دليل واضح على أن الرجل كان عنده مكانة ، ولذا أمره بالإِقامة ، وفيه أمارة للرشاد لمن كان من أهل السداد.

١٩٤ – أصل اُميّة بن عمرو الشعيري الكوفي : قال الشيخ في الرجال : إنه من أصحاب الكاظم عليه السلام ، وهو واقفي ( ٢ ) . وقلّده في نسبة الوقف إليه العلّامة في الخلاصة. وذكره الشيخ أيضاً في الفهرست بهذه العبارة : اُمية بن عمرو ، له كتاب ( ٣ ) ، كوفي يعرف بالشعيري ، ثم أسند طريقه إليه كما هو دأبه الوجيه، ولم ينسب فيها إلى الوقف والارتياب ، والله أعلم بالصواب .

_____

( ١ ) كشف الغمة ٢ : ٣٦٥ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٣٤٣ / ١١ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٣٨ / ١١١ .


ولسان النجاشى أيضاً سالم عن ذلك الخطاب في كتابه المستطاب ، الّا أنه قال : أكثر كتابه عن إسماعيل السكوني ( ١ ) ، وروى عن كتابه بطرقه الجليلة ، والمراد أن الرجل أكثر الرواية في كتابه عن إسماعيل السكوني المتقدم، الذي أشرنا إلى جلالته ونبالته ، فعلى هذا يكون كتابه مما لا ريب فيه ولا نقص يعتريه فإن الشيخ نسبه إلى الوقف في أحد كتابيه ، والنجاشي لم يذكر شيئاً يوجب النقص فيه ، وكتابه جلّه مأخوذ عن كتاب السّكُوني الوجيه ، وهذا المقدار يكفيه ، والله أعلم بما قيل فيه ونسب إليه .

١٩٥ – أصل أنس بن عياض : بالعين المهملة المكسورة ، وهو من رجال الصادق عليه السلام كما عدّه الشيخ من أصحابه في رجاله ( ٢ ) . ويكنى بأبي ضمرة ، وهو عربي من بني ليث ، صرّح النجاشي وبعده العلّامة بأنه ثقة ، صحيح الحديث ( ٣ ) . له كتاب يرويه عنه جماعة مخبراً عن كتابه ، وقال في آخر كلامه : قرأت هذا الكتاب على أبي العباس أحمد بن علي بن نوح ( ٤ ) . وفي الفهرست بعد وثاقته والحكم بصحة حديثه ونسبة الكتاب إليه ، روي عن كتابه بتوسط الحسين بن عبيد الله الغضائري عن الحسن بن حمزة ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أنس بن عياض ( ٥ ) . وله أخ جليل صاحب أصل أصيل يعرف بجلبة بن عياض ، إلّا أن هذا أعرف وأشهر منه ، وستجيء منّا الإِشارة إليه وإلى كتابه إن شاء الله تعالى ( ٦ ) .

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٠٥ / ٣٦٣ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١٥٢ / ١٩٣ .

( ٣ ) رجال العلامة : ۲۲ / ۳ باب ۱۰ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٠٦ / ٢٦٩ .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ٣٩ / ١١٣ .

( ٦ ) وفي شرح نهج البلاغة [ ٢ : ٣١١ ] عن أنس بن عياض المدني ، قال : حدّثني جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام ، عن أبيه ، عن جدّه أن عليّاً عليه السلام كان يوما يؤم الناس . وهو يجهر بالقراءة ، فجهر ابن الكوّاء من خلفه ( وَلَقَد اُوحِيَ اِلَيكَ وَإِلَى آلَّذِينَ مِن قَبلِكَ لَئِن =


١٩٦ – أصل أيوب بن الحر الجعفي : وهذا الرجل أخو أديم المقدّم ، صاحب الأصل المعظم ، كما يظهر من فهرست النجاشي ، حيث قال بعد ذكره : مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، ذكره اصحابنا في الرجال ، يعرف بأخي أديم ، له أصل ( ١ ) . وذكر طريقه إلى هذا الكتاب كما هو دأب الرجاليين من الأصحاب في كل بابٍ من الأبواب ، وذكره الشيخ أيضاً في الرجال في أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام ، وفي الفهرست ، إلّا أنه قال فيها : له كتاب ( ٢ ) .

وهذا يوافق ما ابتنينا عليه الكتاب ، واصطلحنا في خلال الأبواب من تعبير كتب الأصحاب بالأصل ، وإن كان بين الأصل والكتاب فرقاً مبيناً في كتب الأطياب ، سنشير إليه في مقام جرتنا المناسبة إليه عند الخطاب ، بحيث لا يخفى مصطلحهم في ذلك لاُولي الألباب .

١٩٧ – أصل أيوب بن عطيّة : قال النجاشي بعد ترجمته : أبو عبد الحَذّاء ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، له كتاب يرويه عنه جماعة منهم صفوان بن يحيى ( ٣ ) . ثم أ أسند إليه بطريقه .

تتمّة مهمّة : لاستدراك كتب جمّة قد فاتني ضبطها في الأوراق السابقة ،

منها :

_____

= أَشْرَكتَ لَيَحْبَطَنّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ ) [ الزمر ٣٩ : ٦٥ ] ، فلما جهر ابن الكوّاء وهو خلفه سكت علي ، فلما أنهاها ابن الكوّاء عاد علي عليه السلام فأتم قراءته ، فلما شرع علي عليه السلام في القراءة أعاد ابن الكوّاء الجهر بتلك الآية فسكت علي ، فلم يزالا كذلك يمكن هذا ويقرأ ذاك مراراً ، حتى قرأ علي عليه السلام : ( فَاصْبِرَ إِنَّ وَعْدَ الله حَقّ وَلَا يَسْتَخِفّنّكَ الذّيِنَ لَا يُوقِنُونَ ) [ الروم ٣٠ : ٦٠ ] ، فسكت ابن الكوّاء وعاد عليه السلام إلى القراءة هذا . ( منه قده ) .

( ١ ) رجال النجاشي : ١٠٣ / ٢٥٦ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ١٦ / ٥٠ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٠٣ / ٢٥٥ .

١٩٨ – کتاب أحمد بن شاذان : الذي ينقل عنه السيد بن طاووس في كتاب الإِقبال في أعمال ليلة عرفة من ذي الحجّة ، ولم يظهر لنا أنه في طبقة من الطبقات، وفي عداد أي مصنف من الثقات ، بل لم يعلم لنا أنه من ثقاتنا الأصحاب ، أو هو رجل من ذوي الأذناب ، والله العالم بالصواب . فالأولى أن ننقل كلام السيد في ذلك لمزيد الاعتبار ، قال : فيما نذكره من فضل ليلة عرفة ، رأينا ذلك في كتاب أحمد بن شاذان ، رواه عن النبي صلّى الله عليه وآله أنه قال : إن ليلة عرفة يستجاب فيها ما دعا من خير ، وللعامل فيها بطاعة الله أجر سبعين ومائة سنة ، وهي ليلة المناجاة ، وفيها يتوب الله على من تاب ( ١ ) إنتهى .

۱۹۹ – كتاب أدعية سعة الرزق وقضاء الدّين : وهذا الكتاب من مؤلفات الشيخ الإِمام الجليل النبيل أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان القطيفي البحراني ، المجاور حيّاً وميّتاً بالغري السري ، ونبالة شأنه غنيّ عن التوصيف ، وجلالة قدره لا تحتاج إلى التعريف ، وهو من كبار المجتهدين : وأعلام الفقهاء والمحدّثين . قد نقل الفقهاء أقواله السديدة في طيّ الأقوال ، وتلقوه بالقبول من حيث الفضل والكمال ، حتى قال صاحب البحار : إنه كان في غاية الفضل ، وكان معاصراً للشيخ نور الدين المحقّق الشيخ علي الكركي ، وكانت بينهما منازعات في المباحث العلمية والمطالب الفقهية ، حتى كتبا على رد الآخر كتباً نفيسة جيدة بل أدى ذلك إلى نسبة الجهل وعدم

الفضل إلى الآخر ، وهذا داء عضال دفين في صدور أغلب المعاصرين .

وقد نقل في اللؤلؤة أن الحجّة القائم عليه السلام دخل عليه في صورة رجل يعرفه ، وسأله عن أبلغ آية في الموعظة ، فقرأ الشيخ قوله تعالى : ( وإنّ الّذِينَ يُلْحِدُونَ فيِ آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ) ( ٢ ) الآية ، فقال له الإِمام عليه

_____

( ١ ) إقبال الأعمال : ٣٢٥ .

( ٢ ) فصلت ٤١ : ٤٠ .


السلام : صدقت يا شيخ . ثم خرج فسأل عنه أهل بيته ، فقالوا : ما رأينا داخلاً ولا خارجاً ، إنتهى ( ١ ) . وممن نقل هذه الحكاية معتقداً بصحتها هو صاحب كتاب النجم الثاقب في قصة الذين تشرفوا برؤيته في غيبته ، ، اللّهمّ عجّل فرجه وسهّل مخرجه .

٢٠٠ – كتاب أحكام الرضاع : وهو أيضاً لهذا الشيخ المطاع . وقد كتب هذه الرسالة ردّاً على المحقّق المذكور ، وبنى فيها القول بالمنزلة في الرضاع ، كما أن المحقّق ألّف رسالة في ذلك وبيّن فيها بطلان القول بالمنزلة ، وله أيضاً رسائل اُخر في حرمة الجمعة وعدم حلية الخراج ، والرسالة الحائرية في تحقيق المسألة السفرية : كلّها في رد المحقّق في وجوب الجمعة وحل الخراج وعدم اشتراط التوالي في العشرة القاطعة للسفر ، كما في اللؤلؤة . وقال فيها : وفي الجميع ما أصاب ولا وافق الصواب ( ٢ ) .

ونقل عن بعض ( ٣ ) تلامذة العلّامة المجلسي – رحمه الله – أنه قال : وقد سمعت الاُستاذ الاستاد – أيّده الله تعالى – أنه لم يكن له كثير فضل ، وأنه ليس له رتبة المعارضة مع الشيخ علي الكركي ، وقد سمعت منه مشافهة أيضاً مـا يدل على القدح في فضله بل في تديّنه ، حيث أنه ينقل أنه رأى مجموعة بخط الشيخ إبراهيم هذا ، وقد ذكر فيها افتراءات على الشيخ علي ويقول : اين فضله من فضل الشيخ علي وعلمه وتبحّره ؟ ( ٤ ) إنتهى .

ثم إنّ من جملة مصنفّاته الجياد التي يناسب وضعها في المقام :

٢٠١ – كتاب احكام الشوك : وعبر عنه في اللؤلؤة برسالة الشكيات .

_____

( ١ ) لؤلؤة البحرين : ١٦٠ / ٦٣ .

( ٢ ) لؤلؤة البحرين : ١٦١ / ٦٣ .

( ٣ ) والظاهر أنّ البعض هو صاحب كتاب رياض العلماء وغيره ، حيث أنّ التعبير عن العلّامة المجلسي بهذا الاصطلاح معهود من هذا الرجل . ( منه قده ) .

(٤) رياض العلماء : ١ / ١٩ .

٢٠٢ – كتاب الأربعين :

وإجازات طويلة لجمع من الأجلّة ، وله تعليقات سداد . على الشرائع والإِرشاد ، وشروح اُخر تأتي الإِشارة إليها في الأبواب الآتية .

٢٠٣ – كتاب الإِشارات وهو لشيخ مشايخ المتأخرين ، وقطب دائرة علمائنا المتبحّرين الحاج محمد إبراهيم الكرباسي الخراساني ، الأصفهاني المسكن والمآب ، عليه رحمة الله الملك الوهاب .

قال في الروضات : هو في الحقيقة مصدر العلوم والحكم والآثار، ومركز دائرة الفضلاء النبلاء الأحبار ، وقطب الشريعة الذي عليه منها المدار في هذه الأعصار ، وركن الشيعة وشيخها الجليل المنزلة والمقدار ( ١ ) ، إلى آخر ما فصل فيها بعباراتٍ أعذب من الماء الصافي وأطيب من العسل الشافي .

وقد أدرك مجالس إفادات الأكابر من العلماء والمشايخ من الفقهاء ، كمثل بحر العلوم والشيخ الأفقه الأفخر الشيخ جعفر والسيد صاحب الرياض والسيد محسن الكاظمي ، وقليلاً من زمن المحقق البهبهاني والمحقّق القمي والمولى مهدي بن أبي ذر النراقي .

ويروي بالإِجازة عن صاحب القوانين وصاحب كشف الغطاء وعن الشيخ العارف الرباني أحمد بن زين الدين البحراني ، وغيرهم من الكاملين الذين هم دعامة للشرع المتين .

وبالجملة هذا الكتاب كثير النسخ في هذه الأعصار بين الطلاب ، وهو في تحقيق مراتب أصول الفقه ، في مجلدين كبيرين يقربان من خمسين ألف بیت ، حقّق فيه القول وأتقنه حق الإِتقان ، وشهد بذلك شاهده من الفضلاء الأعيان .

_____

( ١ ) روضات الجنات ١ : ٣٤ / ٦ .


وقد سمعت من بعض الأعاظم من الثقات أن السيد المحقّق المدرّس على الإِطلاق ، والمطبق على علمه وتبحّره في العلوم بالإِتفاق ، شيخ مشايخ هذه الأعصار واُستاذ العلماء الأعاظم الأقا ميرزا محمد هاشم الخونساري الأصل ، الأصفهاني الموطن ، والنجفي الغروي المدفن والمآب ، كان يحضر الجلد الثاني من هذا الكتاب في مجلس إفادته ، ويمدحـه كــل المـدح باللسان ، ويعتني بشأنه في كمال الإِيقان .

٢٠٤ – كتاب الإِيقاظات : وهو لهذا الشيخ المعظم ، من المصنفات التي صنفها أيضاً في الاُصول. صنفه في مبادىء أمره كما يظهر من الروضات.

٢٠٥ ـ كتاب الإِرشاد : وهو أيضاً من مؤلّفاته الجياد ، كتبه في العبادات بالفارسية ، نظير رسالته الموسومة بالنخبة للمقلّدين ، ثم إن لهذا الرجل الجليل جماعةٍ من الأولاد ، قد حازوا مرتبة من العلم وبلغوا إلى رتبة الإِجتهاد ، وصنفوا في العلوم الكثيرة ، سيما في الفقه واُصوله مصنفات سداد ، معروفة في البلاد بين الخواص من العباد .

وله قبة سامية وروضة عالية في باب المسجد الجامع المشهور بمسجد . الحكيم في أصفهان ، وهي إحدى القباب العالية والروضات السامية في ذلك المكان ، يتبركون بزيارتها الرجال والنسوان ، ويشدون الرحال إليها العلماء الأعلام في كلّ حين وأوان .

٢٠٦ – كتاب الأشعار المقصور والممدود : وهذه الأشعار من مناظيم الشيخ المتقدم أبي جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي الكوفي ، من موالي بني هاشم ، وهو من أئمّة أهل العربية ، حدّث عن الأصمعي والواقدي – كما قال ياقوت – وكان مؤدب ولد المتوكل ( ١ ) .

_____

( ١ ) معجم الأدباء ٣ : ٢٢٨ / ٣٥ .


وهذا هو المعلم الشيعي الذي أذن لابن المتوكل أن يقتل أباه ، حيث استفتاه بأنّ هذا الملعون يقدم على سبّ فاطمة عليها السلام ، فأذن له وأخبره بأنه لا يعيش بعده أكثر من ستة أشهر ، وهذه خاصية مجربة لمن قتل ابناء وام كان من الفحرة الكفرة ، فأقدم على ذلك رضىً بالموت ، وقتله مع جماعة من الغلمان بأشنع ما كان .

٢٠٧ – كتاب الإِمامة : وهذا الكتاب للشيخ الفاضل الفائق، والحكيم المتكلّم الحاذق ، أبي الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي القاشاني، الواقع في حدود أصفهان كما يظهر من ابن الجوزي الماهر في الأفنان ، وهو الرواندي المشهور في مطاوي الكتب ، وقد نقض عليه بكتب حسان ، وله من الكتب المصنّفة نحو من مائة وأربعة عشر كتاباً ، كما قاله ابن خلکان ( ١ ) .

وكان من أئمّة علم الكلام ، مقدّماً فيه على سائر أقــرانــه من علماء الإِسلام ، ونسب إلى الزندقة والإِلحاد ، ونسبوا إليه بزعمهم الباطل إبداع القول بوجود النص الجلي على إمامة علي عليه السلام ، قال ابن شهر آشوب في معالمه : إن ابن الراوندي هذا مطعون عليه جداً ، ولكنه ذكر السيد الأجل المرتضى في كتابه الشافي في الإمامة : أنه إنما عمل الكتب التي قد شُنّع بها عليه مغايظة للمعتزلة ليبيّن لهم عن استقصاء نقصانها ، وكان يتبرأ منها تبروا ظاهراً ويتنحى من علمها وتصنيفها إلى غيره ، وله كتب سداد مثل كتب الإِمامة والعروس ( ٢ ) ، إنتهى .

وفي رياض العلماء : وظني أن السيد المرتضى أيضاً نص على تشيّعه وحسن عقيدته في مطاوي الشافي أو غيره ( ٣ ) ، هذا ولهذه النكتة أدرجنا كتابه

_____

( ١ ) وفيات الأعيان ۱ : ٩٤ / ٣٥ .

( ٢ ) معالم العلماء : ١٤٤ / ١٠٠٧ .

( ۳ ) روضات الجنات ١ : ١٩٥ / ٥٠ ( بتوسط ) .


في عداد كتب أصحابنا الإِمامية ، ورأيت أيضاً في هذا الكتاب شواهد تدل على أنّ الرجل من الإِمامية .

منها ما ذكره السيد عن صاحب كتاب المغني الذي كتب الشافي في الردّ عليه ، حيث قال في عدم صحة الاستدلال من الإِمامية على كريمة ( أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الَأمْرِ مِنْكُمْ ) ( ١ ) بما قال وأجاب عنه : إنّ هذه الآية لا تدل على النص على أمير المؤمنين ، وما نعرف أحداً من أصحابنا اعتمدها فيه ، وإنما استدل بها ابن الراوندي في كتاب الإِمامة على أنّ الأئمّة يجب أن يكونوا معصومين منصوصاً على أعيانهم ، والآية غير دالّةٍ على هذا المعنى أيضاً ، إلى آخر ما ذكره ، وصريح هذا الكلام أن الرجل يعتقد بإمـامة أئمتنا عليهم السلام ، ويستدلّ على ثبوت عصمتهم ووجوبها والنص عليهم بهذه الآية ، وظني أن نسبة الرجل إلى الزندقة والإِلحاد تكون لذلك .

ومنها ما نقله عن صاحب المغني من المعارضة بين النص على إمامة. أمير المؤمنين وإمامة أبي بكر بهذه الصورة : ومتى قالوا في هذه الطائفة أنها قليلة ، قيل لهم في طائفتهم مثله ، لأن شيوخنا ادعوا بل بينوا : أن من ادعى النص على هذا الوجه عددهم قليل ، وإنما تجاسر على ذلك ابن الراوندي وأبو عيسى الوراق وقبلهم هشام بن الحكم ، إلى آخر كلامه .

وأجاب عنه السيد بما فيه رشاد لاُولي الألباب ، وهداية لشيعة جدّه بأحسن كلام وخطاب ، جزاه الله تعالى خير الجزاء وحسن الثواب في يوم الحساب ، وفي هذا القدر القليل كفاية في تشيّع الرجل ، ولا نطيل الكلام فيه بالزيادة لتوجب الملالة .

٢٠٨ – أصل براء بن محمد الكوفي : ذكره شيـخ الـرجـاليين النجاشي وحكم بوثاقته . ، وتبعه العلّامة في ذلك ونسب الأول الأصل الأصيل

_____

( ١ ) النساء ٤ : ٥٨ .


إليه ، وقال : له كتاب يرويه أيوب بن نوح ( ١ ) ، ثم أسند طريقه إليه . وأيوب ابن نوح هو الوكيل الجليل صاحب الشأن النبيل للإِمامين الهمامين أبي الحسن وأبي محمد العسكريين عليهما السلام ، وذكر أرباب الرجال في حقه ، أنه عظيم المنزلة عندهما مأموناً شديد الورع ، كثير العبادة ، ثقة في رواياته ، ويستفاد من ترجمة أيوب – الرواي للكتاب عن براء – أن صاحب الأصل من جملة أصحاب الصادق عليه السلام ، وإن لم يعترض لذلك أئمّة الرجال  ، حيث قال النجاشي في ترجمة أيوب : روى أيوب عن جماعة من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ( ٢ ) ، فتأمل .

٢٠٩ – أصل برُد الإِسكاف : بضم الباء ، قال النجاشي : مولى مكاتب ، له كتاب يرويه ابن أبي عمير ( ٣ ) وذكره الشيخ في أصحاب الصادق بزيادة الأزدي ( ٤ ) . وفي أصحاب الباقر بعنوان : برد الإِسكاف الأزدي الكوفي ( ٥ ) . وفي الفهرست : برد الإِسكاف له كتاب ( ٦ ) . ثم ذكر الطريق إليه ، وفي المعالم : إنه من أصحاب زين العابدين عليه السلام ( ٧ ) . ولم يصرح أحد من الرجاليين بتوثيقه ولا تقبيحه ، إلّا أن رواية ابن أبي عمير – الثقة المتفق على جلالته ونباهته – عن كتابه دالة على وثاقته ووجاهته .

٢١٠ – أصل بريد بن معاوية العجلي : ذكره الشيخ في أصحاب الباقر والصادق ويكنى بأبي القاسم ( ٨ ) ، ومعدود من جملة حواري الباقر

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١١٤ / ٢٩٣ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٠٢ / ٢٥٤ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١١٣ / ٢٩١ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ١٥٨ / ٥٨ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ١٠٩ / ٢١ .

( ٦ ) فهرست الشيخ : ٤١ / ١٢٦ .

( ٧ ) معالم العلماء : ٢٩ / ١٥٤ .

( ٨ ) رجال الشيخ : ١٠٩ / ٢٢ ، ١٥٨ / ٥٩ بزيادة : الكوفي .


عليه السلام ، وورد في فضله وفقهه أحاديث كثيرة ، وعدّ فيها من أوتاد الأرض واعلام الدين ، ومن السابقين المقربين القوّامين بالقسط القوّالين بالصدق .

وهو أيضاً ممن وقع إجماع العصابة الحقة على تصحيح روايته من الطبقة الأولى ، ويحتمل أن نشير فيما بعد إلى شركائه ونظرائه في ذلك . وفي حديث آخر عن جميل بن دراج ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : بشر المخبتين بالجنة : بريد بن معاوية العجلي ، وأبو بصير ليث المرادي ، ومحمد بن مسلم ، وزرارة بن أعين ، أربعة نجباء ، أمناء الله على حلاله وحرامه ، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست ( ١ ) وليس فوق ذلك منتهى .

وفي رجال الميرزا رحمه الله : وهو أيضاً عند الجمهور وجه ، ذكـره الدارقطني في المؤتلف والمختلف وأنه يروي حديث خاصف النعل عن النبي صلى الله عليه وآله ( ٢ ) ، وبالجملة قال النجاشي في مادته : بُريد بن معاوية أبو القاسم العِجْلِيّ ، عربي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ، ومات في حياة أبي عبد الله عليه السلام ، وجه من وجوه أصحابنا ، وفقيه لـه محل عند الأئمّة عليهم السلام ، قال أحمد بن الحسين ( ٣ ) : إنّه رأى له كتاباً يرويه عن علي بن عقبة بن خالد الأسدي ( ٤ ) ، إنتهى ما أردنا ذكره من كلامه .

٢١١ – أصل بُرْيَة العِبادي الحبري : وضبط الاسم كما عن رجال

_____

( ١ ) رجال الكشي ١ : ٣٩٨ / ٢٨٦ .

( ٢ ) منهاج المقال : ٦٧ .

( ٣ ) والمراد بأحمد بن الحسين : هو ابن الغضائري الثاني ، الجراح ، صاحب كتاب الرجال المعروف بين الرجاليين ، كما أشرنا إليه أيضاً سابقاً . (منه قده) .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١١٢ / ٢٨٧ .


ابن داود : بضم الباء وسكون الراء وفتح الباء المثناة من تحت ، والعبادي بكسر العين ( ١ ) ، وهكذا الحبري ، وفي الإِيضاح بري بضم الباء وفتح الراء واسكان الياء المثناة ( ٢ ) ، وعلى أي حال ذكره الشيخ في الرجال وقال : أسلم على يد أبي عبد الله عليه السلام ، ويقال : روى عنه ابن أبي عمیر ( ٣ ) التعليقات أن هذا يدل على وثاقته، والنجاشي ذكره بهذه الترجمة : برية العبادي ، أخبرنا ابن الصلت الأهوازي ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدثنا جعفر بن عبد الله المحمّدي ، عن محمد بن سلمة بن  أرنكيل ( ٤ ) ، عن عمار بن مروان عن بُرَيْة العبادي بكتابه ( ٥ ) .

ثمّ اعلم أن صاحب المنهج قد ذكر في رجاله رجلين مسميين بهذا الإسم تارةً ، وأخرى بعنوان برية النصراني ، وأسند إليهما الكتاب ، وفي الترجمتين ينقل ذلك عن فهرست الشيخ ، وجعل لذلك للرجل عنوانين لما ظهر له المغايرة والتعدد بينهما من كلام الشيخ : والظاهر أنهما واحد ، وإن ذكره الشيخ مرتين في فهرسته، وله من قبيل ذلك أشياء كثيرة ، يظهر بعد التأمّل التام في تراجم الرجال منه . الإِتحاد ، وقد احتمل الوحدة أيضاً في آخر كلامه ( ٦ ) .

وليس في رجال الشيخ ولا فهرست النجاشي ذكرا من برية النصراني في رجال الصادق عليه السلام، وهذا أيضاً من إمارة الوحدة عندهما ، على أن الحبري المذكور في كلام الشيخ في الرجال مما يؤيد هذا المقال ، ويشيد

_____

( ١ ) رجال ابن داود : ٥٥ / ٢٣٤ .

( ٢ ) ايضاح الاشتباه : ١٧ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ١٥٩ / ٨٥ .

( ٤ ) في المصدر : اَرْتَبيل .

( ٥ ) رجال النجاشي : ١١٣ / ٢٩٢ .

( ٦ ) منهاج المقال : ٦٧ .


الحال ، حيث أن الحبر يطلق في اللغة والحديث على علماء اليهود والنصارى ، فعلى ذلك المراد بالحبري ، هو النصراني المذكور في كلام آخر للشيخ ، وتبع الشيخ في المقام صاحب المعالم ، حيث جعل للرجل عنوانين ، ونسب في كلٍ منهما إليه الكتاب ، وقد ذكرت فى ذلك ما هو حقّ الصواب ( ١ ) .

ثم إن في كلام الشيخ في ترجمة الرجل : أنه أسلم على يد أبي عبد الله عليه السلام نظر واضح لمن تأمّل ونظر في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق في باب الرد على الذين قالوا : إن الله ثالث ثلاثة ، حيث نقــل حديث مناظرة هذا الحبر العليم مع المتكلم الحكيم هشام بن الحكم ، فإن المستفاد من هذا الحديث، أن الرجل أسلم على يد مولانا أبي إبراهيم موسى الكاظم عليه السلام قبل ملاقاته لأبي عبد الله عليه السلام ، ولا بأس بذكر الحديث فإن فيه شفاء للقلوب ، وتفريج للكروب ، هو المسك كلّما يذكر يتضوع .

قال : فارتحلا – أي هشام وبريهة – حتى أتيا المدينة والمرأة معهما وهما يُريدان أبا عبد الله عليه السلام ، فلقيا موسى بن جعفر عليهما السلام ، فحكي له هشام الحكاية ، فلما فرغ قال موسى بن جعفر عليهما السلام : يا بريهةُ كيف علمك بكتابك ؟ قال : أنا به عالم ، قال : كيف ثقتك بتأويله ؟ قال : ما أوثقَني بعلمي فيه ، قال : فابتدأ موسى بن جعفرٍ عليهما السلام بقراءة الإنجيل ، قال بريهة : والمسيح لقد كان يقرأها هكذا ، وما قرأ هذه القراءة إلّا المسيح ، ثم قال بُريهة : إياك كُنتُ أطلبُ منذُ . سنةً أو مثلكَ ، قال : فآمن وحسُنً إيمانُه وآمنتِ المرأةُ وحَسُنَ إيمانُها .

_____

( ١ ) مع تنقيح المقال ۱ : ١٦٧ .


قال : فَدخَل هِشام وبُريهة والمرأةُ على أبي عبد الله عليه السلام . وحكى هِشامُ الحكايةَ والكلامَ الذّي جَرى بين موسى عليه السلام وبريهة ،  فقال أبو عبد الله عليه السلام : ( وَذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيع عَلِيم ) ( ١ ) فقال بريهة : جُعلتُ فِداكَ أنّى لكم التّوراةُ والإِنجيلُ وكُتبُ الأنبياء ؟ قال : هيَ عندَنا ورِاثة من عندهِم نقرؤها كما قرؤوها ونقولُها كما قالوها ، إن الله لا يجعلُ حُجّةً في أرضه يُسألُ عن شيءٍ فيقول : لا أدري ، فلزم بُريهةُ أبا عبد الله عليه السلام حتى مات أبو عبد الله عليه السلام ، ثمّ لزِمَ موسى بن جعفرٍ عليهما السلام حتّى مات في زمانه فغسّله بيده وكفّنه بيده والحدهُ بيده وقال : هذا حواريّ من حواريّي المسيح يَعرِفُ حقّ الله عليه ، قال : فتمنّى أكثر أصحابه أن يكونوا مثله ( ٢ ) .

. فظهر من هذا الحديث الشريف أنه من أصحاب الكاظم عليه السلام أيضاً ، ويحتمل أن يكون الوجه لعدم ذكره الشيخ في أصحابه ما ذكره بعض المحقّقين من أن دأب الشيخ في الرجال على أصحاب الرواية دون الّلقاء ، وهذا أيضاً بعيد غاية البعد .

فعلى ما في آخر الحديث من تعظيم الكاظم عليه السلام له في تجهيزه بيده ، وقوله ما قال فيه ، وتمني أكثر الأصحاب كونهم مثله يستفاد المدح الباذخ، وأن الرجل فوق أن يمدحه المادحون ويصفه الواصفون ، فما تقدّم من المحقّق البهبهاني من استفادة توثيقه عن رواية ابن أبي عمير عنه من العجب العجاب ، بل الحقيق أن يعد ذلك من المؤيدات ، بل من أدنى أمارات وثاقته وجلالته في الباب ، والله أعلم بالصواب .

۲۱۲ – أصل بسْطام بن الحُصَينْ الجُعفي الكوفي : يظهر من

_____

( ١ ) آل عمران ٣ : ٣٤ .

( ٢ ) التوحيد : ٢٧٥ / ٣٧ .


فهرست النجاشي أن الرجل وأهل بيته من وجوه أصحابنا الإِمامية ، ونفسه أعرف من أخوية وابيه و عمومته، وهم بيت جليل من بني جُعفةيفال لهم بنو أبي سَبرة ( ١ ) ، ثم نسب إليه الكتاب ، وذكر طريقه إليه بعد أن قال فيه ما لخضناه من كلامه ، وعدّ الرجل من أصحاب الصادق عليه السلام في رجال الشيخ ( ٢ ) .

٢١٣ – أصل بسطام بن سابور الزيات أبو الحسين الواسطي : قال الشيخ النجاشي : مولى ثقة ، وإخوته زكريّا وزياد وحفص كلهم ثقات ، رووا عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، ذكرهم أبو العباس وغيره الرجال ، له كتاب يرويه عنه جماعة ( ٣ ) ، ثم أسند طريقه إليه . واعلم أن هذه العبارة في كلامه ( ذكرهم في الرجال ) تحتمل معنيين :

الأول : أن يكون جميع ما ذكره في ترجمته حتّى التوثيق منقولاً . كلام أبي العباس ، كما يحتمل ذلك أيضاً مواضع من كلامه ، تحو فلان ثقة ، روى عن فلان ، ذكره أبو العباس ، منتهى الأمر يذكر النجاشي كلامه على نحو الاعتماد والاستناد ، سيّما أن المراد بأبي العباس هو شيخه الجليل ابن نوح الثقة النبيل .

والثاني : وهو الأظهر ، أن يكون مراده من العبارة مجرّد ذكر الرجال في الرجال ، دون سائر المراتب المتقدّمة عليه من التوثيق وغيره ، وبالجملة عدالة صاحب الكتاب مما لا ريب فيه ، سيما بملاحظة رواية الجماعة عن كتابه ، ورواية صفوان أيضاً : عنه يدل على ذلك .

ثمّ اعلم أن النجاشي قد عقد لترجمة الرجل عنوانين ، يذكر في

_____ 

( ١ ) رجال النجاشي : ١١٠ / ٢٨١ ، وفيه : أوجههم إسماعيل .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١٥٩ /  ٧٦ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١١٠ / ٢٨٠ .


أحدهما بالصفة المذكورة ، و في اُخرى بعنوان : بسطام : بن سابور ، له كتاب ( ١ ) ، وذكر طريقه إليه ، وهذا وإن كان ظاهره التعدد لكن يظهر عند التأمّل فيهما الاتحاد كما احتمله الميرزا الاسترابادي، وهذا أمر غير جديد في فهارس الرجاليين ، كما صنع ذلك المعروف بعينه في ترجمةٍ لنفسه في باب الأحامدة .

ويحتمل أن يكون ذلك للإِشارة الى تعدد الطريق إلى مصنفات الرجال بمشايخ كثيرة ، وهكذا صنع الشيخ في الفهرست ، وفي رجاله في مادة الرجل ، يذكـره مرةً بهذه الترجمة : بسطام بن الزيات ، يكّنى بأبي الحسن الواسطي ( ٢ ) ، له كتاب ( ۳ ) ، واُخرى بهـذه الـتـذكـرة فـي رجـالـه في أصحاب الصادق : بسطام بن سابور أبو الحسن الواسطي الزيات(٤) ثم فيه : بسطام الزيات أبو الحسن الواسطي ( ٥ ) .

وكلّ ذلك يدل على الوحدة كما حكم بها الميرزا في كتابه الوسيط المسمّى بتلخيص المقال، ومّمن حمل كلام الشيخ والنجاشي على التعدّد هو صاحب المعالم في فهرسته وذكر الرجل مرتين ، وليس ذلك بشيء متين بل الحق المبين ما ذكرناه في هذا الباب على اليقين ، والله أعلم بما في صدور العالمين .

٢١٤ – أصل بسطام بن مرة : قال النجاشي : له كتاب ( ٦ ) ، وذكر طريقه المنتهي إلى المعلّى بن محمّد البصري عنه بكتابه ، ولم يذكره غيره

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١١١ / ٢٨٣ .

( ٢ ) في المصدر : أبي الحسين الواسطي .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٤٠ / ١٢١ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ١٥٩ / ٧٥ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ١٦٠ / ٩٣ ، وفيه : أبو الحسين .

( ٦ ) رجال النجاشي : ١١١ / ٢٨٢ .


من أرباب الرجال ، وإن كان قد عرفت منّا في سابق الأحوال أن ديدن الحاشي استفر على أن الرجل مهما يذكره من غير مدحٍ ولا ذمٍ عنده سليم الجنبة ، خال عن الطعن والغميزة .

إلّا أن أرباب الرجال قد تعرضوا لحال المعلّى البصري الرواي عنه ، ونسبوه إلى فساد الرواية والمذهب والتحديث عن الضعفاء ، وهذا ربما يشعر بالفدح والطعن فيه ، وإن كان الراوية عن الضعفاء غير ملازم مع عدم الرواية عن الأجلّاء بمعنى أنّ ليس معنى هذا الكلام أن كل من يروي عن الضعيف فهو لا يروي عن الثقة البتّة ، بل يكون المعنى أن أكثر روايته عن الضعفاء أو قد يروي عنهم ، وبالجملة الاحتمالان متساويان ومتعارضان ، فتأمل .

٢١٥ – أصل بشار :  – بالباء الموحدة والشين المعجمة – ابن يسار – بالياء المثناة والسين المهملة – الضبيعي : وهو كما في فهرست الشيخ النجاشي من نسخته المصححة بهذه النسبة ( ١ ) ، وإن كان المنقول عن بعض التراجم ضبط الأب أيضاً كالابن ، لكنه خلاف الاعتبار ، كما يظهر ذلك من رجال ابن داود ، لكّن المذكور في فهرست الشيخ هو : بشار بن بشار ( ٢ ) ، بالباء الموحدة والشين المعجمة ، وفي رجال الشيخ في أصحاب الصادق بهذه النسبة : بشار بن سيار الكوفي ( ٣ ) ، والظاهر أنه هذا الرجل ، إلا أن هذه الاختلافات حصلت من النسّاخ والنسخ. ، أما من مشابهة اللفظين ، أو عدم التأمّل التام في البين .

وبالجملة هذا الرجل كما في رجال النجاشي معدود من رجال أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن الكاظم عليهما السلام ، مصرح بوثاقته ، وهذا

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١١٣ / ٢٩٠ ، وفيه : : الضُبَعي .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٤٠ / ١٢٠ ، وفيه : بشار بن يسار .

( ٣ ) رجال الشيخ : ١٥٦ / ٢٢ ، وفيه : بن يسار المجلي الكوفي .


لفظه بعد ذكره : أخو سعيد، مولى بني ضُبَيْعة بِن عِجل ، ثقة ، روى هم واخوه عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، ذكرهما أصحاب الرجال ، له كتاب رواه عنه محمد بن أبي عمير ( ١ ) ، ثم ذكر طريقه إليه وإلى کتابه بمشیخته الجليلة ، وفي الفهرست : بشار بن بشار ، له أصل ( ٢ ) ، ثمّ أسند إليه .

وهذا الأصل هو المذكور في كلام النجاشي في ترجمة الرجل بعنوان : الكتاب ، ويؤيد ذلك ما بنينا عليه وضع هذه الأوراق ، ونادينا بذلك في خلال ما كتبناه غير مرة ، فإن قلت لعلّ الظاهر من كلام هذين الشيخين الجليلين أن للرجل الثقة مؤلفَين ، أحدهما مسمى بالأصل ، كما استظهره الشيخ من غير مَین ، وثانيهما : يدعى بالكتاب ، كما نسبه النجاشي إليه.

قلت أولاً : إن هذا خلاف ما براء الذوق السليم في مباديء النظر ، بل بعد التأمّل وإعماق الفكر .

وثانياً : يبعد هذا الاحتمال إشتراك الشيخين الجليلين أحمد بن محمّد ابن عيسى ، وابن أبي عمير في إسناد رواية الكتابين ( ٣ ) .

فائدة جليلة : اعلم أنّ في الرجال الكبير في باب السين ضبط أخي هذا الرجل الجليل بهذه النسبة : سعيد بن يسار – بالسين المهملتين – الضبيعي مولى بني ضبيعة ( ٤ ) . . . إلى آخر ما ذكره . وهذا يؤيد ما قويناه من كون ضبط الأب بالياء والسين، لا بالياء والشين ، كما ظهر ذلك عن بعض من قدمناه .

وهذا النوع من الاشتباء نوع من أنواع فنون الحديث يقال له : المؤتلف

_____

( ١ ) رحال المحاشي : ١١٣ / ٢٩٠ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٤٠/ ١٢٠ ، وفيه : بن يسار .

( ٣ ) أي كتاب النجاشي والشيخ .

( ٤ ) صباح المقال : ١٦٣ ، وفيه : الضبعي مولى بني ضبعة .


والمختلف ، ويعرّفون أرباب الدراية هذا النوع من الحديث : بالاتفاق من الأسماء خطاً والاختلاف نطقاً ، سواء كان مرجع الاختلاف إلى اللفظ أم الشكل .

قال الشهيد قدّس سرّه في شرح دراية الحديث : ومعرفته من مهمات هذا النوع ، حتى أن أشد التصحيف ما . يقع في الأسماء ، لأنه شيء لا يدخله القياس ، ولا قبله ولا بعده شيء يدل عليه ، بخلاف التصحيف الواقع في المتن ، وهذا النوع منتشر جداً لا يضبط تفصيلاً إلّا بالحفظ .

مثاله : جرير وحريز ، الأول : بالجيم والراء ، والثاني : بالحاء والزاء ، فالأول : جرير بن عبد الله البجلي ، صحابي ، والثاني : حريز بن عبد الله السجستاني ، يروي عن الصادق عليه السلام ، واسم أبيهما واحد ، واسمهما مؤتلف ، والمائز بينهما الطبقة كما ذكرناه .

ومثل بريد ويزيد، الأول : بالباء والراء ، والثاني : بالياء المثناة والزاء ، وكلّ منهما يطلق على جماعة ، والمائز قد يكون من جهة الآباء ، فإنّ بريد بالباء الموحدة ابن معاوية البجلي ، وهو يروي عن الباقر والصادق عليهما السلام ، وأكثر الاطلاقات محمولة عليه ، وبريد أيضاً بالباء الأسلمي صحابي ، فيتميز عن الأول بالطبقة .

وأما يزيد بالمثناة من تحت ، فهو يزيد بن إسحاق شعر ، فالأب واللقب مميزان ، ويزيد أبو خالد القماط يتميز بالكنية ، وإن شارك الأول في الرواية عن الصادق عليه السلام ، وهؤلاء كلّهم ثقات ، وليس لنا بريد بالموحدة في باب الضعفاء ، ولنا فيه يزيد متعدد ، ولكن يتميز بالطبقة والأب ، وغيرهما مثل يزيد بن خليفة ويزيد بن سليط ، وكلاهما من أصحاب الكاظم عليه السلام .

ومثل بنان وبيان ، الأول : بالنون بعد الباء ، والثاني : بالياء المثنّاة


بعدها، فالأول غير منسوب ، ولكنه بضم الباء ضعيف لعنه الصادق عليه السلام ، والثاني بفتحها الجرزي ، كان خيّراً فاضلاً ، فمع الاشتباه توقف الرواية .

ومثل حنان وحيان ، الأول بالنون ، والثاني بالياء ، فالأول حنان بن سدير ( ١ ) ، من أصحاب الكاظم عليه السلام ، واقفي ، والثاني حيّان السراج كيساني ، غير منسوب إلى أب ، وحيّان العنزي ( ٢ ) ، روى عن أبي عبد الله ثقة .

ومثل بشّار ويسار ، فالأول : بالباء الموحّدة والشين المعجمة المشدّدة والثاني : بالياء المثناة . من تحت والسين المهملة المخفّفة ، الأول بشّار بن يسار الضبيعي أخو سعيد بن يسار ، والثاني أبوهما .

ومثل خثيم وخيثم ، كلاهما بالخاء المعجمة ، إلّا أن أحدهما بضمّها وتقديم الثاء المثلّثة ثم الياء المثنّاة من تحت ، والآخر بفتحها ثم المثنّاة ، فالأول أبو الربيع بن خثيم ، أحد الزهاد الثمانية ، والثاني أبو سعيد بن خيثم الهلالي ( ٣ ) التابعي ، وهو ضعيف .

ومثل أحمد بن ميثم ، بالياء المثنّاة ثم الثاء المثلّثة أو التاء المثنّاة ، الأول ابن الفضل بن ركين ( ٤ ) ، والثاني مطلق ، ذكره العلامة في الإِيضاح ، وأمثال ذلك كثير ( ٥ ) . إلى آخر ما أفاده في هذا الباب .

وهذا البناء المتين يؤيّد ما شيّدناه في العنوان ، ويمهّد ما ذكرناه في

_____

( ١ ) في المصدر : بن سدّة .

( ٢ ) بالنون والزاي ، أو بالباء والراء على اختلاف فيه . ( منه قده )

( ٣ ) في المصدر : الكلابي .

( ٤ ) في المصدر : بن بكير .

( ٥ ) الدراية : ١٣٠.


نسب الرجل بكليل اللسان وطفيف البيان .

ثم أعلم أن كلام العلّامة قد اختلف في ذكر الضبيعي وبني ضبيعة ، فتارةً يذكرهما في الإيضاح مصغراً في مادّة بشار ( ١ ) ، واُخرى ينقلهما مكبراً فيه أيضاً ، في ترجمة سعيد ( ٢ ) ، كما نسب ذلك أيضاً إلى الخلاصة ( ٣ ) ، فلاحظ . وفي الصحاح في مادّة ضبع : وضبيعة أبو حي من بكر ، وهو ضبيعة ابن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وابل ، وهم رهط الأعشى ميمون بن قيس ( ٤ ) .

بقي الكلام في ذكر معنى لفظة مولى ، الدائر بين ألسنة الرجاليين من ذكرهم : فلان مولى فلان ، كما في ترجمة الرجل ، أو مولى ثقيف ، أو مولى أزد ، أو مولى حنيف ، كما يظهر ذلك من تتبع كتب الحديث ، أو السير في كلام اللغويين.

فنقول : ذكر أرباب اللغة معاني عديدة للفظة مولى ، معروفة لابأس بالإِشارة إليها .

قال الجوهري في الصحاح : المَوْلى : المُعْتِق ، والمُعْتَقُ ، وابنُ العم ، والناصرُ، والجار ، والصِهْرُ ، وكلُّ من وَلِيَ أمر واحدٍ فهو وَليُّه والأولى – إلى أن قال – المَوْلَى : الحليفُ ، وقال مَوَالِيَ حِلْفٍ لا مَوَاليَ قرابةٍ ، ثم استشهد ببيتٍ آخر للفرزدق في إثبات الحليف ، وهو هذا :

فلو كان عبد الله مَوْلىً هَجَوْتُهُ                                                                                   ولكنَ عبد الله مَولَى مَواليِـا

_____

( ١ ) إيضاح الاشتباه : ۱۷ .

( ٢ ) إيضاح الاشتباه : ٤٢ .

( ٣ ) رجال العلامة : ٨٠ / ٧ .

( ٤ ) الصحاح ٣ : ١٢٤٨ .


لأن عبد الله بن أبي إسحاق مَوْلَى الحضرميين ، وهم حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف ، والحَلِيفُ عند العرب مَولىً إنتهى ملخّصاً  ( ١ ) .

وكتب المحدّثين والمتكلّمين مملوؤة من كلٍ من هذه المعاني في بيان تعيين معنى مولى الواردة في الخبر المتفق عليه بين الفريقين ، خبر الغدير حيث قال صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ( ٢ ) ، لا بأس بذكر بعض كلماتهم .

قال الشيخ الجليل الشيخ إبراهيم القطيفي في رسالته المسمّاة بالوافية التي كتبها في تعيين الفرقة الناجية ، المستفاد من خبر افتراق الاُمم الوارد عن سيد العرب والعجم بهذه العبارة : إن معاني المولى عشرة : الَأولى ، والإِمام ، والسيد المطاع ، ومالك الرق، والمعتق ، وابن العم ، والناصر ، وضامن الجريرة ، والجار ، والحليف . ولا يصح حمل قوله صلّى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، الا على أحد الأوليين إذ لا اشتباه في غير الناصر ، ومعلوم أن مثل ذلك المقام لا يقتضي ولا يحتمل ذلك ، على أن نصرة النبي صلّى الله عليه وآله في الحقيقة ، إنما هي إقامة الدين والحجج والهداية وحفظ الشريعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وغير ذلك من وظائفه ، وثبوتها لأمير المؤمنين يقتضي المطلوب ، إنتهى .

وفي الشافي ، نقلاً عن أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه في القرآن المعروف بالمشكل : والمولى في اللغة ينقسم إلى ثمانية أقسام : أولهن المولى المُنعم المُعتِق ، ثمّ المُنعَم عليه المُعتَق ، والمولى الولي ، والمولى الأولى بالشيء – وذكر شاهداً عليه من القرآن :  – والمولى الجار ، والمولى ابن العم ، والمولى الصهر ، والمولى الحليف ، واستشهد على كل

______

( ١ ) الصحاح ٦ : ٢٥٢٩ .

( ٢ ) تذكرة الخواص : ٣٥ .


قسمٍ من أقسام المولى بشيءٍ من الشعر ، لم نذكره لأن غرضنا سواه ، إنتهى .

وفي النهاية الأثيرية : قد تكرر اسم المَولَى في الحديث ، وهو اسم يقع على جماعةٍ كثيرة ، فهو الرّب ، والمالك ، والسيّد ، والمنعِم والمعتِق ، والناصر ، والمحِبّ ، والتّابع ، والجار ، وابنُ العَم ، والحليفُ ، والعقيد ، والصِّهر والعبد ، والمعتَق والمُنعَم عليه ، وكلّ من ولي أمراً أو قام به فهو مولاه ووليُّه ، ، ومنه الحديث : « من كُنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه » يحمل على أكثر الأسماء المذكورة ( ١ ) .

اُنظر بعين الإِنصاف إلى هذا الرجل الناصب ، المنحرف عن أمير المؤمنين ، كيف ألبس الحق لباس الباطل ، ولم يستحي من الله ورسوله ، وحمل كلامه على غير ما أراده جحوداً وعناداً وعتواً واستكباراً ، مع أن كافّة العقلاء والألبّاء لو كانوا غير مسبوقين بالشبهات ، وعارفين بمداليل الألفاظ بحسب اللغات ، لا يفهمون من هذه اللفظة المباركة غير معنى الأولى خصوصاً مع إقترانه بقرينة اُخرى، وهي ذكر الـرسـول آية ألست ( اَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) ( ٢ ) على سبيل الإِستفهام التقريري ، ولقد ضلّ سعيهم الحياة الدنيا بإلقاء هذه الشبهات الواهيات في أيدي أرباب المقالات ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) ( ٣ )

فظهر أن لهذه اللفظة معانٍ كثيرة ، دائرة بين الألسنة ، إلّا أن كل هذه المعاني ليست مرادة ومصطلحة لأرباب الرجال ، بل الأولى أن ترجع إلى فهم

_____

( ١ ) النهاية : ٥ / ٢٢٨ .

( ٢ ) الأحزاب ٣٣ : ٦ .

( ٣ ) الصف ٦١ : ٨ .


ذلك إلى عريف هذه البضاعة وغطريف هذه الصناعة فإنّ لكلّ مقالٍ أهلاً ولكلّ كريمةٍ فحلاً ، ، وهو و الاستاذ الأعظم المحقّق البهبهاني قدّس سرّه الشعشعاني .

قال في تعليقته على الرجال الكبير في الفائدة الثانية في مقام تعداد اصطلاحات الرجال ، ما هذا لفظه : ومنها قولهم : مولى ، وبحسب اللغة له معانٍ معروفة ، وأما في المقام فسيجيء في إبراهيم بن أبي محمود عن الشهيد الثاني أنه يطلق على غير العربي الخالص، وعلى المعتق ، وعلى الحليف ، والأكثر في هذا الباب إرادة المعنى الأول ، إنتهى . والظاهر أنه كذلك ، إلّا أنه يمكن أن يكون المراد منه النزيل أيضاً كما قال جدّي في مولى الجعفي ، فعلى هذا لا يحمل على معنى. إلّا بالقرينة ، ومع انتفائها فالراجح لعله الأول لما ذكر ( ١ ) إنتهى كلام البهبهاني .

ومعنى الحليف : هو الذي ينضم إلى قبيلةٍ أو عشيرةٍ فيحالفها على نصرته والدفاع عنه ، فيكون منتسباً إليها، متعززاً بها ، والنزيل كما يستفاد من الجوهري : هو الضيف ، وتمثل بهذا الشعر :

نزيل القوم أعظمهم حقـوقـاً وحق الله في حــق الـنــزيـل ( ٢ ) لكن قد عرفت من المعاني المذكورة، أن استعمال المولى بمعنى : النزيل ليس مذكوراً في كلام اللغويين ، فلعله يستعمل لهذا المعنى بمعونة القرائن ، ولقد خرجنا بهذا التطويل عن ذكر المقصود ، فالأولى أن نعطف الكلام عن هذا المقام لذكر ما هو المطلوب والمرام بعون الملك العلّام .

٢١٦ – أصل بشر بن سليمان البجلي : وقد تعرض لذكره النجاشي،

_____

( ١ ) منهاج المقال : ٩ .

( ٢ ) الصحاح ٥ : ١٨٢٩ .


 وقال في حقه : كوفي ، له كتاب ( ١ ) ، ثم ذكر طريقه إلى كتابه ، ولم يتعرض مادّته بشيء من المدح والقدح ، إلّا أنه قد عرفت سابقاً أنه إذا ذكر رجلاً بعنوان الإِطلاق من غير المدح والذم فهو من علامات سلامته وآيات خلوّه من الطعن عنده ، وعبارته في أول الكتاب تشعر بذلك ، وعلى الجملة لم يظهر لنا أن الرجل في أي طبقةٍ من الطبقات ، بل المظنون أنه من أواخر زمن مولانا العسكري عليه السلام ، وأوائل وقوع الغيبة من مولانا الحجّة عجّل الله فرجه .

٢١٧ – أصل بشر بن مسلمة : المكنّى بأبي صدقة ، ذكره الشيخ في الفهرست مع بشار بن يسار المتقدّم في عنوان واحد ، وقال : لــه أصل ( ٢ ) ، وذكر طريقه إلى كتابيهما ، وعدّه أيضاً في رجاله من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام ( ٣ ) ، وصرح بـوثــاقتـه كـالعـلّامــة في الخلاصة ( ٤ ) ، والنجاشي في رجاله بهذه العبارة : بشر بن مَسْلمة ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام له كتاب رواه ابن أبي عمير ( ٥ ) ، ثمّ ذكر طريقه إليه .

٢١٨ – أصل بكر بن الأشعث : المكنّى بأبي إسماعيل ، قال النجاشي : كوفي ، ثقة ، روى عن موسى بن جعفر عليهما السلام كتاباً ( ٦ ) .

٢١٩ – أصل أبي محمّد بكر بن جناح : ذكر النجاشي : كوفي ،

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١١١ / ٢٨٤ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٤٠ / ١١٩ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ١٥٥ / ٤ ، ٣٤٥ / ٣ .

( ٤ ) رجال العلامة : ٢٥ / ٢ ٠

( ٥ ) رجال النجاشي : ١١١ / ٢٨٥ .  

( ٦ ) رجال النجاشي : ١١٩ / ٢٧٥ .


ثقة ، مولى ، له كتاب يرويه عدّة ( ١ ) ، ثمّ أسند إليه ، ويظهر من تتبع كتب الرجال أن الرجل وأهل بيته من حملة الحديث ، وأجلّاء رواة الأئمّة ، وقد تفطّن لهذه الدقيقة صاحب التعليقة حيث قال : بكر بن جناح ، الظاهرة أخو سعيد بن جناح مولى الأزد ، ووالد محمّد بن بكر الواقفي ، واحمد بن بكر بن جناح الذي روى عنه حميد كتاب عبد الله بن بكير رواية ابن فضال ، كما ذكره الشيخ في باب فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام ، وأخوه سعيد أيضاً من ثقات ( ٢ ) أصحاب الكاظم والرضا ، وله مصنّفات جمة : ككتاب صفة الجنة والنار ، وكتاب قبض روح المؤمن والكافر . وهكذا أخوه أبو عامر ( من الثّقات الأثبات أيضاً ) ( ۳ ) ( ٤ ) .

٢٢٠ – كتاب الأغلاط : وهو لبكر بن حبيش الأزدي الكوفي ، من أصحاب الصادق عليه السلام ، كما في رجال الشيخ ( ٥ ) ، وأما نسبة الأغلاط إليه فمأخوذ من تقريب ابن حجر العامي بنقل صاحب منهج المقال ، إلّا أنه ضبطه بالخاء المعجمة والنون والسين المهملة مصغراً ، كوفي عابد ، سكن بغداد ، صدوق له أغلاط ، أفرط فيه ابن حيان ( ٦ ) ، إلّا أن ظاهر العبارة لا يقتضي أن له كتاباً مسمّى بالأغلاط ، كما استظهرناه فليتأمل .

٢٢١ – كتاب الاستغفار : وهو كما قال ابن شهر آشوب في معالم

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٠٨ / ٢٧٤ .

( ٢ ) ليس في المصدر .

( ٣ ) في المصدر : من أصحاب الكاظم عليه السلام .

( ٤ ) تعليقة البهبهاني : ۷۰ باختلاف .

( ٥ ) رجال الشيخ : ١٥٧ / ٣٤ .

( ٦ ) تقريب التهذيب ١ : ١٠٥ / ١٠٣ ، منهاج المقال : ٧١ ، وفيه : بكر بن خنيس ، بالمعجمة .


العلماء ، والشيخ في الفهرست : لبكر بن صالح الرازي ( ١ ) ، ثمّ ذكر طريقه إليه بتوسط إبراهيم بن هاشم المنتهي إليه السند وهو يروى عن بكر ( ٢ ) ، وفي الخلاصة : هو مولى بني ضبّة ، روى عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام ضعيف جدّاً ، كثير التفرد بالغرائب ( ٣ ) ، وحكم بضعفه أيضاً النجاشي في فهرسته في ترجمته ( ٤ ) .

ثم اعلم أن كلام الشيخ . – رحمه الله – في الرجال قد اختلف ، فتارة يعد الرجل من أصحاب الرضا عليه السلام بهذه العبارة : بكر بن صالح الضبي الرازي مولى ( ٥ ) ، وتارة يذكره في باب لم – أي من لم يرو عن الأئمة المعصومين – بهذه العبارة : بكر بن صالح ، روى عنه إبراهيم بن هاشم ( ٦ ) وبين الكلامين تهافت ظاهر ، فإن قيل : لعلّ مبنى هذين الترجمتين على تعدد من عقد له العنوان في البابين دون ما حكمت وفهمت من الاتحاد . قلت : بعيد هذا الاحتمال من وجوه :

الأول : عدم ملاءمة طبقة إبراهيم بن هاشم الراوي عنه ، كما ظهر لك عن عبارة الشيخ من باب فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام ، ومن الفهرست ، وقد ذكروا أرباب الرجال : أن إبراهيم بن هاشم القمي ، تلميذ يونس بن عبد الرحمن ، ومن أصحاب الرضا عليه السلام ( ٧ ) ، ومن المستبعد عقلاً وعادةً أن يروي من كان راوياً عن الإِمام بلا واسطة ، ومن الثقة الجليل

_____

( ١ ) معالم العلماء : ٢٨ / ١٤٤ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٣٩ / ١١٦ .

( ٣ ) رجال العلامة : ٢٠٧ / ٢ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٠٩ / ٢٧٦ . 

( ٥ ) رجال الشيخ : ٣٧٠ / ٢ .

( ٦ ) رجال الشيخ : ٤٥٧ / ٣ .

( ٧ ) رجال النجاشي : ١٦ / ١٨.

يونس بن عبد الرحمن الذي شأنه ودرجته كدرجة سلمان عن رجل متّهم بالضعف غير راوٍ عن الإِمام ، كما يظهر ذلك من عبارة الشيخ .

الثاني : ما يظهر من عبارة الشيخ في التهذيب والاستبصار في أحاديث الخمس ، أنه أدرك أبا جعفر الثاني عليه السلام ، وذكر له معه خطاباً في الخمس ، فإن غاية ما يستفاد من هذه العبارة أن إبراهيم بن هاشم قد توفي في عصر الجواد عليه السلام ، ولم يدرك زمن الإِمامين الهمامين العسكريين . ومن كان هذا شأنه لا بدّ أن يروي إمّا عن الإِمام بلا واسطة ، أو ممّن روى عن الإِمام ، ولم يمكن روايته عمّن كان متأخراً عنه في الوجود ، كما يظهر ذلك التأخّر من ترجمته في باب فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام .

فإن قيل : يمكن أن يكون صاحب العنوان معاصراً لإِبراهيم بن هاشم ، وإن كان غير راو عن الأئمة ، ومع ذلك كان إبراهيم راوياً عنه .

قلت: على أنه يبعد هذا الاحتمال من أصله لا يلائم ما ورد في بعض كلمات أعاظم الأصحاب من أن إبراهيم كان خصيصاً بيونس بن عبد الرحمن وتلميذاً له ، وظاهر هذه الكلمة يعطي أنه لا يروي إلّا ممّن كان كيونس وأضرابه ، وعلى الجملة يمكن المناقشة في كل الوجوه المذكورة بما يوجد أيضاً في كلمات الرجاليين من رواية الرجل عن مثل من كان في الضعف كالمعنون صاحب الكتاب وغير راءٍ أيضاً عن الأئمّة : فإن الشيخ ذكر أيضاً في باب فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام : إسماعيل بن مرار ، وقال : روى عن يونس بن عبدالرحمن ، وروى عنه إبراهيم بن هاشم ( ١ ) ، أي عن إسماعيل كما فهمه الأصحاب ، وهكذا رواية إبراهيم بن هاشم عن ابن رجاء الجحدري ، فإنه أيضاً ممن لم يرو عنهم ، وعلى أي حال قد وافقنا صاحب المنهج في الاتحاد ، والله أعلم بما هو المراد .

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ٤٤٧ / ٥٣ .


بقي الكلام في حسن حال صاحب العنوان أو ذمّه ، قد عرفت من الخلاصة تضعيفه ، لكن أظهر المحقّق البهبهاني: أن هذا التضعيف ليس من اجتهادات العلّامة ، بل شيء قلّده ابن الغضائري المسارع إلى الجرح كثيراً ، ونسب ذلك الاستخراج إلى ابن طاووس، لكن يخالفه ما أشرنا إليه من النجاشي من الحكم بضعفه ، وهو من أجلّاء هذه الطائفة ، ثبت ثقة ، مقـدّم على كلّ الرجاليين ، غير مقلد في التعديل والتجريح أحداً من الأصحاب .

ويحصل من كلام هذين الشيخين ظنّاً قويّاً ، بل الظن المتاخم للعلم ، أن الرجل لا يعبأ به أصلاً ، إلّا أن رواية الثقة الجليل إبراهيم بن هاشم . عنه يفيد المدح الباذخ والشرف الجليل ، وقد حكم الأصحاب في غير موضع بصحّة روايات إبراهيم بن هاشم بل ذكروا في حقّه أنه أول من نشر الحديث بقم .

والقّميون كانوا يخرجون الراوي بمجرد توهم الريب أو الطعن على معتقدهم فيه ، ويطعنون بمن يروي عن المجاهيل والضعفاء والمراسيل ، بل يستثنون من رجال نوادر الحكمة رجالاً كثيرة ، ولم يوجد شيء من ذلك في إبراهيم ، وهذا من أقوى أمارات المدح عمّن يروي عنه هذا الراوي الجليل .

ثم إن في ترجمة عبد الله بن إبراهيم الجعفري في كلام النجاشي شيء يناسب المقام ، ويؤيّد المرام ، لا بأس بذكره ، قال بعد ترجمته : له كتب ، محمّد منها : كتاب خروج بن عبد الله ومقتله ، وكتاب خروج صاحب فخ ومقتله – ثم ذكر طريقه إليه بهذه العبارة –  أخبرني عدّة من أصحابنا عن الحسن ابن حمزة ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن بكر بن صالح عن عبد الله بن إبراهيم ، وهذه الكتب تترجم لبكر بن صالح ( ١ ) ، فليتأمّل .

أما بني ضبّة المذكورة في المقام فهي كما في المجمع : قبيلة بالكوفة وقبيلة بالبصرة ، وضبّة اسم رجل ، وأقول : إن بني ضبّة البصريين هم الذين

______

( ١ ) رجال النجاشي : ٢١٦ /  ٥٦٢ .


يحامون في يوم الجمل عن عائشة ، ويأخذون بخطام ناقتها ، ويقتلون دونها ، ولهم في هذه الواقعة مقاساة شديدة ، ومحاماة غير سديدة .

قال الواقدي : ما حفظ رجز قط أكثر من رجزٍ قبل يوم الجمل ، لبني ضبّة والأزد الذين كانوا حول الجمل يحامون عنه ، ولقد كانت الرؤوس تندر عن الكواهل والأيدي تطيح من المعاصم ، وأقتاب البطن تندلق من الأجواف ، وهم حول الجمل كالجراد الثابتة لا تتحلل ولا تتزلزل ، حتّى لقد صرخ علي عليه السلام بأعلى صوته : ويلكم اعقروا الجمل ، فإنه شيطان : ثمّ قال : اعقروه وإلّا فنيت العرب ، لا يزال السيف قائماً راكعاً حتّى يهوي البعير إلى الأرض . فصمدوا له حتى عقروه ، فسقط وله رغاء شديد فلما برك كانت الهزيمة ( ١ ) .

وفي رواية أبي مخنف ، عن مسلم الأعور ، عن حبة العُرَني ، قال : فلما رأى علي عليه السلام أن الموت عند الجمل ، وأنه ما دام قائماً فالحرب لا تطفأ ، وضع سيفه على عاتقه ، وعطف نحوه وأمر أصحابه بذلك ، ومشى نحوه والخطام مع بني ضبّة ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، واستحـرّ القتل في ، بني ضبّة ، فقتل منهم مقتلة عظيمة ، وخلص علي عليه السلام في جماعة من النّخع وهمدان إلى الجمل ، فقال الرجل من النّخع اسمه بُحَير : دونك الجمل يا بُحير . فضرب عجز الجمل بسيفه فوقع لجنبه ، وضرب بجرانه الأرض ، وعجّ عجيجاً لم يُسمع بأشدّ منه فما هو إلّا أن صُرع الجمل ، حتى فرّت الرجال كما يطير الجراد في الريح الشديدة الهبوب ، واحتُملت عائشة بهودجها ، فحملت إلى دار عبد الله بن خلف ، وأمر علي عليه السلام بالجمل أن يحرق ثم يذرى في الريح ، وقال عليه السلام : لعنه الله من دابّة ! فما أشبهه بعجل بني إسرائيل ( ٢ ) ، ثمّ قرأ : ( وَأنظُر إِلَى اِلِهِكَ الَّذِي

_____

( ١ ) نهج البلاغة ١ : ٢٥٣ ( بتوسط ) .

( ٢ ) نهج البلاغة ١ : ٢٦٥ .


ظّْلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحْرّقَتّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي اليمِّ نَسْفاً ) ( ١ ) .

٢٢٢ – أصل بكر بن محمد الأزدي ( ٢ ) نسب ذلك إليه الشيخ الفهرست قال : محمّد بن بكر الأزدي ، له أصل ( ٣ ) ، ثمّ ذكر الطريق إليه ، واختلف كلامه في الرجال ، فتارةً يعدّه في أصحاب الصادق بهـذا العنوان : بكر بن محمّد أبو محمّد الأزدي الكوفي عربي ( ٤ ) وفي أصحاب الكاظم بهذه الترجمة : بكر بن محمّد الأزدي ، له كتاب ( ٥ ) ، وفي أصحاب الرضا بهذه الكيفية : بكر بن محمّد الأزدي ، له كتاب ، من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ( ٦ ) ، وتارةً يذكره في باب من لم يرو عنهم بهذه العبارة : بكر بن محمّد الأزدي ، روى عنه العباس بن معروف ( ٧ ) .

لكن الظاهر من كلماتهم أنه واحد ، وأمثال ذلك كثير في كلام الشيخ كما يظهر ذلك من الشيخين الجليلين الكشي ، والنجاشي : وعمّر عمراً طويلاً ( ٨ ) ، وذكره في باب فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام اشتباه أو تصحيف

_____

( ١ ) ٢٠ : ٩٧ .

( ٢ ) وفي الوسائل [ ٥٦:١ ] في باب استحباب الرضا بالكفاف [ ب ١٧ ح ١ ] : محمّد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن بكر بن محمّد الأزدي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال الله عز وجل : « إن من أغبط أوليائي عندي عبداً مؤمناً ذا حظٍّ من صلاح ، أحسن عبادة ربه وعَبدَ الله في السريرة ، وكان غامضاً في الناس ، فلم ،  يُشر إليه بالأصابع ، وكان رزقه كفافاً فصبر عليه ، فعجلت به المنيّة ، فقلّ ترائه ، وقلّ بواكيه » .

فطوبى لمن حَصّل هذا المقام، وصار من أفراد هذا الكلام الصادر عن المَلِك العلّام ( منه قده ) .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٣٩ / ١١٥ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ١٥٧ / ٣٨ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ٣٤٤ / ١ .

( ٦ ) رجال الشيخ : ٣٧٠ / ١ .

( ٧ ) رجال الشيخ ٤٥٧ / ٤ .

( ٨ ) رجال النجاشي : ١٠٨ / ٢٧٣ .


من الكتاب ، كما أن كونه ابن أخي سدير الصيرفي كما في عبارة الخلاصة ( ١ ) المنقولة عن الكشي أيضاً كذلك .

بل هو ابن أخي شديد – بالشين المعجمة والدالين بينهما الياء المثنّاة. ابن عبد الرحمن الذي هو من رجال الصادق ، فإن سدير الصيرفي مولى بني ضبّة وليس أزديّاً وهذا الرجل أزدي ليس من موالي بني ضبّة ، والشاهد على ذلك كلام النجاشي المصرح بوثاقته ووجاهته وكونه من أهل بيت جليل .

قال : بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن نُعَيم الأزدي الغامِدي أبو محمد ، وجه في هذه الطائفة من بيتً جليلٍ بالكوفة من آل نُعَيْم الغامديّين ، عمومته شديد وعبد السلام ، وابن عمّه موسى بن عبد السلام ، وهو كبير ( ٢ ) وعمّته غنيمة روت أيضاً عن أبي عبد الله عليه السلام ( ٣ ) ، ذكر ذلك أصحاب الرجال ، وكان ثقة ، وعمّر عمراً طويلاً ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ( ٤ ) ، ثم أسند إليه .

٢٢٣ – کتاب الألف واللام : وهذا الكتاب كما في وفيات الأعيان : للشيخ أبي عثمان المازني النحوي ( ٥ ) ، من مازن بني شيبان ، واسمه كما في رجال النجاشي : بكر بن محمد بن حبيب بن بَقيّة المازني ، كان سيّد أهل العلم بالنحو والغريب واللّغة بالبصرة ومقدّمه ، مشهور . ثمّ ذكر طريقه وقال نقلا عن بعض مشايخه : ومن علماء الإِمامية أبو عثمان بكر بن محمد ، وكان من علمان إسماعيل بن ميثم ( ٦ ) ، ونقل عن النجاشي في رجال

____

( ١ ) رجال العلامة : ٢٦ / ٢ .

( ٢ ) في المصدر : وهم كثيرون .

( ٣ ) في المصدر : وأبي الحسن عليه السلام .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٠٨ / ٢٧٣ .

( ٥ ) وفيات الأعيان ١ : ٢٨٣ / ١١٨ .

( ٦ ) رجال النجاشي : ١١٠ / ٢٧٩ .

ابن داود أنه – يعني أبا عثمان المازني – إمام ثقة ( ١ ) .

وبالجملة هو إمام عصره في النحو والأدب ، أخذ عن أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد الأنصاري وغيرهم ، وأخذ عنه المبرد وبه انتفع ، ولـه مصنّفات عديدة نقلنا منها ما يناسب الباب .

ونقل في الوفيات عن القاضي بكار بن أبي قتيبة الحنفي البصري أنه قال : ما رأيت نحويّاً قط يشبه الفقهاء إلّا حيّان بن هلال والمازني ( ٢ ) المذكور ، وتوفي هذا الشيخ في سنة ثمان وأربعين ومائتين .

والظاهر أن هذا الكتاب في أقسام الألف واللام ومدخولاتهـا ومـوارد استعمالاتها ، وقد كفانا أئمّة العربية والأدبية من توضيح ذلك بما لا مزيد عليه ، من أرادها فليطلبها من مظانّها .

ولهذا الشيخ الجليل الإِمامي حكاية طريقة أدبية لا بأس بذكرها تذكرة لي وللأدباء الماهرين ، وتبصرة للألبّاء الكاملين من المؤمنين ، وهي كما في الروضات نقلاً . عن المبرد : أن بعض أهل الذمة قصده ليقرأ عليه كتاب سيبويه وبذل له مائة دينار في تدريسه فامتنع ، فقلت له : جعلت فداك أتردّ هذه المنفعة مع فاقتك وشدة إضاقتك ؟ فقال : إن هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة وكذا وكذا آية من كتاب الله عز وجل ولست أرى أن أمكن ذميّاً منها غيرة وحميةً فاتفق أن غنت جارية بحضرة الواثق الخليفة بقول العرجي أهدى السلام تحية ظلم أظلوم إن مصابكم رجلاً فاختلف من بالحضرة في إعراب رجل ، فمنهم من نصبه وجعله إسم إذ ، ومنهم من رفعه على أنه خبر ، والجارية مصرة على أن شيخها أبا عثمان

_____

( ١ ) رجال ابن داود : ٥٨ / ٢٦٤ القسم الأول .

( ٢ ) وفيات الأعيان ١ : ٢٨٣ / ١١٨ .


لقنها إيّاه بالنصب ، فأمر الواثق بإشخاصه .

قال المازني : فلمّا مثلت بين يديه ، قال : ممّن الرجل ؟ قلت : من بني مازن ، قال : أيّ الموازن ؟ أمازن تميمٍ ام فيس ام ربيعة ؟ قلت : من مازن ربيعة ، فكلّمني بكلام قومي ، وقال لي : باسمك لأنّهم يقلبون الميم باء أو الباء ميماً ؟ فكرهت أن اُجيبه على لغتهم لئلا اُواجهه بالمكر ، فقلت : بكر يا أمير المؤمنين ، ففطن لما قصدته ، واُعجب به . ثمّ قال : ما تقول في قول الشاعر :

أظلوم إنّ مصابكم رجلاً ؟

فقلت : الوجه النصب يا أمير المؤمنين ، فقال : ولم ؟ فقلت : إنّ مصابكم مصدر بمعنى إصابتكم ، فأخذ اليزيدي في معارضتي ، فقلت : هو بمنزلة قولك : إنّ ضربك زيداً ظلم ، فالرجل مفعول مصابكم ، والدليل عليه أنّ الكلام معلّق إلى أن تقول : ظلم فيتم ، فاستحسنه الواثق وقال : هل لك من ولد ؟ قلت : نعم بنية ، قال : ما قالت لك عند مسيرك ؟ قلت : أنشدت قول الأعشى :

أيا أبتا لا ترِمْ عندنا           فإنا بخير إذا أرانا إذا لم تَرِمْ أرانا إذا أضــمــرتـك الـبـلاد      نجفى وتٌقطع منّا الرحمْ

قال : فما قلت لها ؟ قلت : قول جرير :

ثقي بالله ليس له شريك      ومن عند الخليفة بالنّجاح

قال : أنت على النّجاح إن شاء الله ، ثم أمر لي بألف دينار وردّني مكرّماً . : قال المبرد : فلمّا عاد إلى البصرة قال لي : كيف رأيت يا أبا العبّاس ،

رددنا الله مائة فعوضنا ألفاً ( ١ ) ؟ !

_____

( ١ ) روضات الجنات ۲ : ١٣٥ / ١٥١ .


ثم انّ لبعض المحقّقين من الاُدباء كلام في هذا المقام بالفارسية ، فلنذكره تتميماً للمرام ، وتعريضا لمن خلط في الحكاية بما لا يناسب شانه بالعجام ، وهذا لفظه : در این واقعه کرامتي ظاهره برای قرآن است و بتأمل اُو معلوم میشود که در أزمنه سابقه تاچه پایه رغبت در علم وأدب داشتند که بجهه تحصيل إعراب يك لفظ جه اندازه رنج وتعب ميكشيدند وقيمت يك كلمه هزار دینار زر سرخ عیار بود ولی در إینزمان چنا نستکه هزار مسأله معضلة أز علوم متفرقة رابيك دينار نمیخرند .

بي أهل عصر كان الله صورهم          من طينة الجهل فيها ماء انكار فالمستجير بهم إذ جل حادثة        كالمستجير من الرمضاء بالنار

و خفاجی گمان کرده که طرف معارضه در مجلس واثق يعقوب بن السكيت بوده و این بغایت بعید است چه مازنی و ابن السكيت هر دو از ثقات عدول أصحاب ما بودند و در آن زمان با غلبه تقية وقلت شیعه خلاف بین این دو عالم متدين وتضييع يکديگر در مجلس خلیفة راست نیاید و حریری در حکایت این قصه چند اشتباه کرده ، يكى اينكه شعر راظلوم روایت کرده وصحيح اینستکه ظلیم است جه، این از جمله غزلیستکه در تشبیب بظلیمه مكناه بام عمران زوجه عبد الله بن مطیع گفته و نام اُو را ترخيم نموده وثقات أهل عربيت موافق آنچه ما كَفتیم إیراد کرده اند دیگر آنکه اُو را نسبت داده بعرجى که عبد الله بن عمرو أموى است وأبو الفرج که قدوه جميع علماي إبن فنون است بحارث بن خالد مخزومی نسبت داده دیگر آنکه گمان کرده طرف معارضه مازني يزيدي نحوی بوده ویزیدی در زمان هارون بوده و در سنه صد وشصت و دو وفات کرده و واثق در سنه دویست و هفده انتقال کرده مكَر إینکه مراد أز یزیدى بعض أولاد يزيدى معروف باشد که اُورا يزيدی میكَفتند و إین خلاف ظاهر است .

ثم إن لهذا المحقّق الرزين الذي نقلنا عنه هذا الكلام المتين فائدة


اُخرى أدبية مذكورة فى كتابه اعترض بها كلام شرح الحديدية ، نذكرها استطراداً من باب إتمام الفائدة ونسطرها استتباعاً لإِكمال الفائدة ، عسى أن يخطبها خاطب ويطلبها طالب وهو العالم الواهب .

وفي نهج البلاغة المكرّم المفخّم ومنهج الفصاحة المعظّم في خطبة خطبها بعد انصرافه من صفين ويصف في آخرها حال المنافقين الغاصبين : زَرَعُوا الفُجُور ، وسَقَوْهُ الغُرُوزَ وَحَصَدُوا الثَّبُورَ لَا يُقاسُ بِالِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآلِهِ مِنْ هذِهِ الْأُمِّةِ أَحَدٍ ، وَلا يُسَوّْى بِهمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُم عَلَيْهِ أَبَداً . هُمْ أَسَاسُ الدِّينِ ، وَعِمَادُ اليَقِينِ . إِلَيْهِمْ يَفيء الغالي ، وَبِهِمْ يَلْحَقُ التالي وَلَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الوِلايَةِ ، وَفِيهِمْ الوَصيَّةُ وَالوِرَاثَةُ ؛ الآنَ إِذْ رَجَعَ الحَقُّ إِلَى أَهْلِهِ ، وَنُقِلَ إِلَى مُنْتَقَلِهِ ( ١ ) .

میگوید در این عبارت حذف مضافی شده وتقدير جنــانستكه إلى موضع منتقله ومنتقل مصدر يستكه بمعنى ما انتقال است مثل اينكه ما معتقدك بمعنى : اعتقادك و در اینكلام غفلتی سخت عجیب کرده چه منتقل خود اسم مكان است و حاجت بتقدير مضاف ندارد بلکه اگر لفظ موضع مذکور بود در غایت سقوط ونهاية ركاكت ميشد بخلاف موضع انتقاله و همچنین اكَر منتقل را بانتقال تعبیر میفرمود عبارت منحط أز رتبه فصاحت ونازل از درجه متعارفه بود و این جمله را شاهد برای تنبه گفتم و اكَرنه مدعى مثل سفيده صبح وشعاع مهر روشن است و استشهادیکه کرده با اینکه حاجت باستشهاد نبوده غلط است چه معتقد بمعنی ظاهر خود که اسم مفعول باشد مراد است يقال : اعتقده واعتقد به و در هر صورت سؤال از متعلق اعتقاد است از قبيل عدل وتوحيد وتشيع و جزاینها نه از نفس اعتقاد که از مقوله کیفیات حاصله در نفس است و اینکه میكَویند ما اعتقادك در أو مجاز است و مراد ما معتقدك است بعكس آنچه او

_____

( ١ ) نهج البلاغة ١ : ٢٤ / ٢ .


تخیل کرده و این اشتباه أز مثل او که عمری را در تحصيل قواعد لغت ونحو وصرف کرده و همه جا أز ادعای غایه القصواي أدب أندکی فرود نمی آید غریب است .

وبالجملة هذا الكلام الصادر عن معدن الولاية فيه دلالة صريحة على ظلم من تقدمه من الخلفاء ، وغصبهم حقه الذي فرض له من الله ورسوله ، وشكايته تصريحاً أو تلويحاً عنهم . مما ملئت بها بطون الدفاتر ومنون الأوراق . حتى أن العلّامة النحرير المجلسي قد عقد لتظلماته وتشكياته بابين في كتاب الفتن والمحن الواردة على أبي السبطين ، وإن لم يذكر هذا الخطاب الإِلهي فيهما ، وحقيق أن يذكر في البين ، فالعامة لا بد لهم التصديق بلامين ، فإن القضية لا تخلو من اثنين، إما الطعن في المُتظَلم وأعوذ من ذلك بالله ، وإما القبول بالطعن فيهم ، والويل الواحد أهون من الويلين ، وبالله الواحد نستعين عن كل ما يشين ويهين .

فبالأولى أن ترجع إلى ما كنا بصدده من تحقيق المازني ونوادر كلماته في الروضات نقلا عن طبقات النحاة : سئل من المازني عن أهل العلم ، فقال : أصحاب القرآن : فيهم تخليط وضعف ، وأهل الحديث : فيهم حشو الرقاعة ، والشعراء فيهم هجو، والنحاة : فيهم ثقل ، وفي رواة الأخبار : الظرف كلّه ، والعلم : هو الفقه – إلى أن قال – ومن شعره :

 شيئانِ يعجزُ ذُو الرياضةِ عنهُما                                                                                رأيُ النسا وإمارةُ الصبيانِ

 أمّا النساء فإنهنّ عواهرٌ                                                                                       وأخو الصبا يجري بغير عنانِ

ومن كلماته أيضاً : من أراد أن يصنف كتاباً كبيراً في النحو بعد كتاب سيبويه فليستحي ( ١ ) .

٢٢٤ – كتاب الإِمامة : وهذا الكتاب كما في فهرست النجاشي من

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ١٣٧ / ١٥١ .


جملة مصنّفات الإِمامى المتقدم بندار بن محمد بن عبد الله ( ١ ) ، وضبطه كما في الخلاصة : بضم الباء وإسكان النون والدال والراء المهملتين ( ٢ ) ، وذكره الشيخ أيضاً في باب ( فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام ) ( ٣ ) ، وفي فهرسته بعد تمديحه بما ذكرناه في ترجمته ، وعـدّ جملة من مصنفاته التي هي على نسق الاُصول ، قال : وله كتاب الإِمامة من جهة الخبر – إلى أن قال – ذكر ذلك أبو الفرج محمد بن إسحاق أبي يعقوب النديم في كتابه في الفهرست ( ٤ ) .

٢٢٥ – أصل بندار بن عاصم : وهذا الكتاب مذكور في سند کتاب بصائر الدرجات واستظهره صاحب الفوائد الرجالية بهذه الترجمة : ونسختي من بصائر الدرجات عبد الله بن محمد عن إبراهيم ، قال : كتاب بندار بن عاصم عن الحلبي عن هارون ، إنتهى . ويظهر من روايته هذه كونه إماميّاً مضافاً إلى كونه صاحب كتاب اليوسنجاني ، سيجييء في ترجمة الفضل ابن شاذان مدحه وحسن حاله ( ٥ )، إنتهى . ولم تكن نسخة البصائر حاضرة لعل يظهر شيء من حال الرجل أزيد مما نقلناه ، والله العالم .

٢٢٦ – أصل بيان الجَزَري ( ٦ ) الكوفي : نسبه النجاشي إليه وقال : بيان الجَزَري كوفي ، أبو محمد ( ٧ ) مولى ، قال محمد بن عبد الحميد :

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١١٤ / ٢٩٤ .

( ٢ ) رجال العلامة : ٢٧ / ٢ ، وفيه : وإسكان النون والألف بعد الدال غير المعجمة والراء أخيراً :

( ٣ ) رجال الشيخ : ٤٥٧ / ٥ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٤١ / ١٢٥ .

( ٥ ) تعليقة البهبهاني : ٧٣ .

( ٦ ) الجزري : يفتح الجيم والزاي بعده . ( منه قده ) .

( ٧ ) في المصدر : أبو أحمد .


كان خيراً فاضلاً له كتاب ( ١ ) ثم أسند إليه ، إنتهى ، ويظهر من رواية الثقة الجليل يحيى بن محمد العليم عنه أن الرجل كان في طبقة مولانا أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، فإن يحيى من رواة الحضرة الصادقية ، وصرحوا بوثاقته اُولو النهي من أئمّة الرجال والدراية .

٢٢٧ – کتاب شرح الاثني عشريّة الصلاتيّة : وهذا الكتاب كما في أمل الآمل في الباب المعقود لعلماء جبل عامل ، للسيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي الأنصاري وقال في وصفه : ساكن طوس ، أحد المدرّسين بها ، كان عالماً فاضلاً محققاً ماهراً مدققاً فقيهاً محدثاً عارفاً بالعربية أديباً شاعراً ، قرأ على شيخنا البهائي وغيره ( ٢ ) ، إنتهى .

وقد شرح هذا السيد جملة من كتب شيخه الجليل البهائي ، منها هذا الشرح المعنون به الكلام ، ومنها شرح زبـدته الاُصوليّة ، ومنها ما نجعله عنوانا آخر في هذا الباب من جملة مصنفّات الأصحاب المبدوءة بالألف الليّنة المفتتحة بها حروف الجُمّل على الحساب

٢٢٨ – كتاب شرح الاثني عشرية الصومية : وهذا الكتاب أيضاً لهذا السيد الجليل المعظم ، من جملة شروح كتاب شيخه المكّرم المسمّى بالاثنا عشريات الخمس ، غريبة الوضع نادرة الرصف ، إحداها : في الصلاة ، وثانيتها : في الطهارة، وثالثتها في الزكاة ، ورابعتها : في الصوم ، وخامستها : في الحج ، وكلها عجيبة مشتملة كلّ منها على فصول اثني عشر ، وهكذا الأمر في كلّ من مقدّمات التكاليف الخمسة وشروطها واجزائها وواجباتها ومحرماتها ، وسائر التكاليف الخمسة المذكورة في كل خمسة من الاثني عشريّات ، وأين الخبر من العيان ، والأثر من الوجدان ،

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ۱۱۳ / ۲۸۹ .

( ٢ ) أمل الأمل ١ : ٤٢ / ٣٣ .


وصاحب الوسائل يروي عن هذا السيد بتوسط بعض تلامذته كما اعترف به في أمل الآمل ( ١ ) .

٢٢٩ – کتاب الاُفق المبين : ولقد أضاء هذا الاُفق المبين من الشمس الطالعة فى سماء العلم والدين ، النير الأعظم المضىء لمن أشرق ضوء نوره إليه ، مظهر القديسين ومغبط كافة أهل العلوم أجمعين ، الحكيم النقّاد ، والفهيم الوقاد ، الملقب تارة بالمعلّم الثالث ، وأخرى بالسيد الداماد ، عماد كلّ ذي عماد ، وسند الاستناد الأمير الكبير السيد محمّد باقر ابن مير شمس الدين محمّد الحسيني ، وأصله من استر آباد .

قال سميّة السمي باقر مشكلات علوم هذا المراد ، بلسانٍ أحلى من كل ما يذاق في المذواق ، بعد ذكر اسمه السامي وتخلّصه العالي في مضامير الشعر بالإِشراق : كان رحمة الله تبارك وتعالى عليه من أجلّاء علماء المعقول والمشروع ، وأذكياء نبلاء الاُصول والفروع ، متقدّماً بشعلة ذهنه الوقّاد ، وفهمه المتوقّد النقّاد على كلّ متبحرٍ اُستاد ومتفنن مرتاد ، صاحب منزلةٍ وجلال ، وعظمةٍ وإقبال ، عظيم الهيبةً ، فخيم الهيئة ، رفيع الهمّة ، سريع الحمّة ، جليل المنزلة والمقدار، جزيل الموهبة والإِيثار – إلى أن قال – إماماً في فنون الحكمة والأدب ، مطلعاً . أسارير كلمات العرب ، خطيباً قلّ ما يوجد نثله في فصاحة البيان وطلاقة اللسان ، أديباً لبيباً فقيهاً نبيهاً عارفاً المعيّاً كأنّما هو إنسان العين وعين الإِنسان.

وكان والده المبرور ختن شيخنا المحقّق علي بن عبد العالي الكركي فخرجت هذه الدرّة اليتيمة من صدف تلك الحرّة الكريمة ، وطلعت هذه الطلعة الرشيدة من اُفق تلك النجمة السعيدة ، ولقب والده في ضمن صهره

_____

( ١ ) أمل الآمل ١ : ٤٢ / ٣٣ .


المشار إليه بالتعظيم بالداماد ، إنتهي ( ١ ) .

وبالجملة صحف العلماء الكاملين مملوءة بذكر مدائحه والثناء عليه ثناء بليغاً ، وزبرهم مسفورة بوصف أوصافه ، لا تطول الأوراق بأزيد من ذلك ، ومن طلبها فليرجع إلى مظانّها ، ومن جملة كتبه المقدّسة وصحفه المطهّرة لالغلا  التي تناسب الباب وهي في نعت كماله آيات بينات ومعجزات شافيات .

٢٣٠ – كتاب الإِيماضات والتشريقات : والظاهر أنهما كسائر مصنّفاته العاليات من القبسات والجذوات ، والصراط المستقيم في الحكمة الإلهيّات ، والصنعة القادسيات ، وله أيضاً :

٢٣١ – كتاب الإِعضالات في فنون العلوم والصناعات : مما يقتضي إدراجه في الباب من المصنفات، وهذا الكتاب بحمد الله من جملة الكتب الموجودة عندنا ، قد عقد فيها الإعضال على عدد المتمم للعشرين ، وأحال حلّها على سائر كتبه المقدمة ، وصحفه المطهّرة ، وتعليقاته المكرّمة ، جزاء الله أفضل وأكثر جزاء المحسنين .

٢٣٢ – کتاب رسالة أمانة الإِلهي : في تفسير آيــة الأمـانـة بالفارسية ، له أيضاً رحمه الله .

٢٣٣ – کتاب شرح الاستبصار : وهذا الكتاب الجليل المقدار لهذا العليم الخبير كاشف الأسرار، بما لا نهاية له في الاعتبار، وهو كما استفيد لنا من بعض الكلمات في مسائل أصول الفقه ، ونرجو من فضله أن يشرفنا بمطالعته والاستفادة من أعلى فائدته وعائدته .

ثمّ إن رواية هذا السيد الآية من جملة من الأسانيد البارعين والمسانيد الجامعين منهم خاله المعظّم الشيخ عبد العالي المكرّم ، وعنه يروي عن جده

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ٦٢ / ١٤٠ .


المحقّق الشيخ علي المتقدّم، ومنهم الشيخ الجليل العظيم المنزلة صاحب . الكرامات الرفيعة الشيخ حسين الحارثي العاملي، أبي الشيخ البهائي . الجمعي ، ومنهم السيد نور الدين علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي ، أخي صاحب المدارك من الأب ، وصاحب المعالم من الاُم ، ويستفاد ذلك من روايته الحرز الحارز كما في الروضات ، ونحن نذكره أيضاً تيمّناً وتبركاً .

 قال بعد ذكر السند المَسند المنتهي إلى العالم الرباني الشهيد الثاني : أودعت نفسي وأهلي ومالي وولدي في أرض ، الله سقفها ، ومحمد حيطانها ، وعلي بابها ، والحسن والحسين والأئمّة المعصومون والملائكة حرّاسها ، والله محيط بها ، والله من ورائهم محيط ، بل هو قرآن مجيد في لوحٍ محفوظ ( ١ ) .

وله قدّس مهاده في هذا الحرز الحريز قصة عجيبة اُخرى لا يبعد عن مثله ذلك ، ولم نذكرها خوفاً من التطويل .

وكانت وفاته في سنة أربعين وألف بين النجف الأشرف وكربلاء المعلّى ، ودفن في النجف الأشرف على مشرّفها آلاف التحية والسلام ، وقد قيل في تاريخ وفاته بالفارسية :

عروس علم دین رامرده داماد ( ٢ ) .

والله أعلم بالسداد ، وهو الموفق للرشاد .

وله أيضاً تلامذة نبلاء منهم : المولى صدرا معمر دوارس حكمة الإِشراق ، ومحيي مراسم المعقول بما ليس فوقه شيء مما يطاق ، بأكمل البيان وأشرف النطاق ، وهو في الحقيقة قد شرب من هذا اليّم الزاخر ، وغوص في

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ٦٤ / ١٤٠ .

( ٢ ) روضات الجنات ٢ : ٦٦ / ١٤٠ .


هذا البحر الشاهر ، واستفاد منه حتى صار مثله بل عينه ، وليس فوقه شي بل ليس كمثله شيء .

ومنهم صاحب كفاية المهتدي في أحوال المهدي السيد محمّد اللوحي ، المعاصر للعلّامة المجلسي بل المنازع له .

قطب الدين محمّد بن شيخ علي الاشكوري اللّاهيجي ، ومنهم صاحب کتاب محبوب القلوب ، ويوجد النقل عنهما في كتب خاتم المحدّثين وسلطان الموحّدين والزاهدين العلّامة النوري قدّس سرّه .

٢٣٤ ـ كتاب الآداب وأدعية الأيام الأربعة : وهو أيضاً لهذا السيد القمقام ، ورضيع العلم من غير فطام ، والظاهر أنه رسالة صغيرة معمولة في آداب يوم دحو ا الأرض ، ويوم الغدير ، ويوم المولود، ويوم المبعث .

وقد حكى عنه بعض الأعاظم من المحققين من المتأخرين في شرح زيارة عاشوراء القول بالتفصيل ، بين تأخر صلاة الزيارة عنها للقريب ، وتقدمها عن الزيارة إذا كان الزائر بعيداً نائياً عن المشاهد المشرفة على مشرفها أفضل الثناء والسلام والتحية ، ونقل جملة من عباراته الرشيقة لإثبات مدعاه من هذه الرسالة الفارسية ، ومن أراد الزيادة فليرجع إلى الشرح المرقوم ، فإنه لا يخلو عن فائدة .

وهذه الرسالة غير مذكورة في عداد مؤلّفاته ، ولعلّها لم تصل إلى نـظـر المؤلفين ، أو تكون موسومة بغير هذا الاسم الذي استظهره هذا الحبر العلّام ، وإن كان ما أهملوه أرباب التآليف غير يسير ، ولا يغرب عن علمه مثقال ذرة ، فأين من الجليل الخطير .

٢٣٥ – كتاب الأربعين : وهذا التأليف المنيف من جملة مصنّفات سلطان أرباب الرواية ، وبرهان أصحاب الدراية ، سبّاح بحار الأنوار بسفن


فوائده الطريفة ، وسياح صعاب براري العلوم وقفارها بمشكاة أنواره المنيفة ، ملاذ الأخيار ومرآة عقول اُولي الأبصار ، جلاء عيون العارفين ، وحياة قلوب السالكين ، ربيع الأسابيع ومقباس المصابيح في اختيارات الأيام والليالي ، مختار الرجال من بين الاعلام ووجيزتهم، وتراجمة أرباب المقال بحق اليقين وطريقتهم ، زاد معاد الخلف بالزيارات التحف ، حِليَة المتّقين من بين السالفين ، وآية الله في العالمين ، باقر العلوم وأحد المحمّدين من الثلاثة المتأخرين ، وثاني المجلسيين العالم الرباني ، والولي الإِيماني ، محمّد باقر ابن محمد تقي الأصفهاني ، الشهير الفضل بين الأقاصي والأداني ، وحقوق جناب هذا الشيخ على الإِسلام والمسلمين أكثر من أن يحيط بها مقال الواصفين ، حتى أن بعض العامّة العمياء يشنعون على أصحاب هذا الدين المبين من أن هذه الطريقة الساطعة الإِمامية من مخترعات هذا الحبل المتين ، ومن أن ينسب بالمجلسي أحق من أن ينسب بالمتقدمين من المؤمنين .

وهذه عبارة هذا الناصب اللّعين في كتابه المسمّى بتحفة الاثنى عشرية في ردّ الإِماميّة على ما نقل بعض الأجلّة : وتقي مجلسي شارح من لا يحضره الفقية ويسراو صاحب بحار الأنوار باقر مجلسى وأو خاتم مؤلفين اين فرقه است ومعتمد عليه إبن طائفة که آنچه از روایات سابقة اُو برمحك امتحان زده وكامل العيار ساخته نزد إيشان حكم وحي منزّل من السماء دارد بلكه بالفعل أكثر مذهب إيشانرا مذهب باقر مجلسی گفته شود راست تر باشد أز آنکه بقدماء وسابقین نسبت کرده اید .

وهذا الطاعن الخبيث من جملة متعصبي أهل الهند ، وهو المعروف عند عامة أهالي تلك الديار بشاه صاحب ، قال بعض المحققين من الأعلام : وكتابه هذا بالفارسية مسروق من كتاب الصواعق لمولى نصر الله الكابلي ، بل هو ترجمة له كما أوضحه السيد المعظم صاحب الضربة الحيدرّية في ردّ الشوكة العمرية .


وقد ردّ عليه جماعة كثيرة من علمائنا الأعلام ، والمهرة العظام من أهل تلك البلدة في مجلّدات كبار ضخام، كنزهة المؤمنين ، وتقليب المكائد ، وتشييد المطاعن ، وغيرها وأحسنها وأجمعها وأتقنها عبقات الأنوار في مناقب الأئمّة الأطهار عليهم السلام في مجلّدات كبار ، تأليف السيّد السند المؤيّد المسدّد سيف الله المسلول ، والراسخ في علم المنقول والمعقول ، مشيّد المذهب ، ومهذّب الدين ، جناب میر حامد حسین ، متّع الله الإِمامية بطول بقائه ، وهو كتاب في الإِمامة عديم النظير .

وبالجملة هذا الكتاب في شرح أربعين حديثاً من الأحاديث الواردة عن طرق الإِمامية ، واشتهار نسخه يمنعني من الخوض في منحه ومطلبه ، وكتابته على التعيين من بعض أصحاب اليقين إثنى عشر ألف وخمسمائة بيت .

٢٣٦ ـ كتاب الاعتقادات : وهو رسالة صغيرة لهذا الحَبر القمقام ، كتبها وألّفها في ليلة واحدة ، مفيدة للخاص والعام ، نظير ما كتبه شيخنا الأقدام المولود بدعوة إمام الاُمم صدوق الطائفة الحقّة والفرقة المحقة . وكتابتها تقرب من سبعمائة وخمسين بيتاً .

٢٣٧ – کتاب الأوزان والمقادير الشرعيّة : وهو أيضاً لهذا الشيخ الكامل والمحدّث البارع ، يقرب من مائتين وعشرين بيتاً ، وهو أول ما صنفّه ورتّبه وإلى الآن لم نره .

٢٣٨ – کتاب الأذان : وهو أيضاً من مصنّفاته التي ثقل بهـا الميزان ، كما يظهر ذلك من اللؤلؤة الفاخرة المعمولة لذكر علمائنا الأعيان .

٢٣٩ – كتاب الأدعية الساقطة من الصحيفة الكاملة : وكلّ هذه الرسائل بالعربية كما استظهرها بعض الأجلّة .


٢٤٠ – كتاب الأوقات ( ١ ) : وهو بالفارسيّة معدودٌ له في المصنّفات مائة وخمسون بيتاً من الأبيات .

٢٤١ – كتاب الاختيارات من الأيام : وهو غير كتاب آخر له سمّاء بهذا الاسم ، المشتهر نسبته إليه بين الأنام، ويقرب كتابته من خمسمائة بیت ، كما أفاده بعض الأعلام .

٢٤٢ – كتاب اختيارات الأيام : كبيرٌ غير ما تقدّم الآن ذكره من هذا المستهام ، لكن المحقّق الخبير سمّي صاحب العنوان في الروضات أظهر المناقشة في نسبة رسالتي الاختيارات إلى العلّامة المذكور صاحب الآيات الباهرات ، والخوارق من العادات ، مؤلّف جياد المصنّفات .

وقال بعد ذكرهما : وإن نوقش في نسبة الكبيرة إليه بل قد يقال : إن رسالتي الاختيارات ، وكتاب صراط النجاة مع كتاب تذكرة الأئمّة المتقدّم ذكرها من جملة مؤلّفات سميّه المولى محمّد باقر بن محمّد تقي اللّاهيجي : الذي كان من جملة معاصريه ومشاركيه في الاسم واسم الوالد ، وإن لم يدانه في الفضل والفقه والمنزلة والتحقيق وهو كلام دقيق ، بالقبول حقيق ( ٢ ) ، إلّا أن العلّامة النوري ذكر في الفصل الذي عقده لتعداد تلامذة هذا الحَبر القمقام في رسالته المسمّاة بالفيض القدسي في ترجمة العلّامة المجلسي ، ذكر في ترجمة ملّا إبراهيم الجيلاني تصريحه بخطه أن الاختيارات من مؤلّفات هذا العالم الرباني ( ٣ ) ، وهو العالم .

٢٤٣ – كتاب آداب السبق والرماية : وهو أيضاً لهذا العلّامة شيخ

_____

( ١ ) وهو في أوقات النوافل اليومية . ( منه قده ) .

( ٢ ) روضات الجنات ٢ : ٨٣ / ١٤٢ .

( ٣ ) بحار الأنوار ١٠٥ : ١٠١ / ٤٣ .



مشايخ الرواية.

٢٤٤ ـ كتاب أحوال الحج والعمرة : وقد يعبّر عنه بالمناسك ، ألف بيت ، كما إن الرسالة السابقة خمسون بيتاً ، وله أيضاً في الحج رسالة أخرى سبعمائة بيت ، وله من المصنّفات التي تناسب الأوراق .

٢٤٥ – کتاب آداب الصلاة : ألف بيت .

٢٤٦ – رسالة إنشاء حديث الشوق إلى العتبات العاليات : كتبها حين المراجعة منها في ثلاثمائة بيت .

٢٤٧ – كتاب أجوبة المسائل المتفرقة : خمسون ألف بيت ، كما في رسالة الفيض القدسي ( ١ ) .

٢٤٨ – كتاب أجوبة مسائل متفرقة من الضروريات : كما نسبها إليه في الروضات ( ٢ ) ، والظاهر بل المقطوع أنها عبر الأجوبة السابقة المذكورة في كلام النوري ، فإن في الروضات عبّر عنها بالرسالة ، والمذكور في كلام العلّامة النوري كتابتها محدودة في خمسين ألف بيت ( ٣ ) ، فعلى هذا تكون من الكتب الكبار ، غير معدودة في الرسائل الصغار كما قد عرفت ذلك من كتابي هذين المحققين جليلي الشأن والمقدار ، وكل الرسائل المذكورة مؤلّفة بالفارسية .

ولا نطيل الكلام في المقام بأزيد من هذه الترقيمات ، وإن كانت حقوق جنابه المعظّم أكثر من أن تذكر في العبارات ، إلّا أن العلّامة النوري قد أدّى بعض ذلك في رسالته المعمولة لذكره ، وذكر مشايخهٍ وتلامذته ومصنّفاته

_____

( ١ ) بحار الأنوار ١٠٥ : ٥٢ .

( ٢ ) روضات الجنات ٢ : ٨٢ / ١٤٢ .

( ٣ ) بحار الأنوار ١٠٥ : ٥٢ .


وذراريه وسائر حقوقه على الإِسلام والمسلمين بما لا يتصور المزيد عليه ، وهو واحد في فنّه كما إن رسالته واحدة ، وقد ذكرنا منها هذا المدح الباذخ والشرف الجليل ، وكل الصيد في جوف الفرا .

وهو أنه قال فيها : لقد حدثني بعض الأساتذة العظام ، عمّن حدّثه ، عن بحر العلوم العلّامة الطباطبائي ، أنه كان يتمنّى أن تكون جميع تصانيفه في ديوان العلّامة المجلسي رحمة الله ، ويكون واحد من كتبه الفارسية التي هي ترجمة متون الأخبار الشائعة كالقرآن المجيد في جميع الأقطار ، في ديوان عمله ، وكيف لا يتمنّى ذلك ، وما من يوم بل ولا ساعة من أناء الليل وأطراف النهار ، خصوصاً في الأيام المتبرّكات والأماكن المشرّفات إلّا وآلاف اُلوف من العباد وفئام ( ١ ) من الصلحاء والزهّاد متمسكون بحبل ما ألّفه ، متوسلون بوسيلة ما صنّفه ، ما بين داع ومناج ، وزائرٍ ومعقّب ، وصارخ وباك ، متزوّدون من زاده، متحلّون بحليته ، مقتبسون من مقابسه .

وفي صحيح الآثار الذي استقرت عليه آراء الأخيار مشاركته مع كل واحدٍ من هؤلاء الأصناف فيما يتلقونه من الفيوضات ، ويأخذون مما آتاهم ربّ البريات، فهنيئاً لروح تتردّد دائماً بين صفوف الزائرين والصارخين ، وتتقلب في مصاف الداعين والمبتهلين ، بل قلّما أُقيمت مآتم لأبي عبد الله عليه السلام وليس له حظ ونصيب منها ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ( ٢ ) .

وقبّته السامية المدفون فيها الآن في أصفهان من جملة المشاهد المشرفة والأماكن المتبركة ، يشدون إليها الرّحال من الخواص والعوام والنساء

_____

( ١ ) مجمع البحرين ٦ : ١٣٠ باب – فام – في الخبر : « من اُمتي من يشفع في الفِئَام » بالكسر والهمز : الجماعة الكثيرة من الناس لا واحد له من لفظه . قال الجوهري وغيره : والعامة تقول : الفَام بلا همز. وفي الحديث : « قلت : وما الفِئام ؟ قال : مائة ألف » .

( ٢ ) بحار الأنوار ١٠٥ : ١٩ .


الرجال ، ويزورونه وينذرون له ، ويرجعون مع إسعاف الحاجة في الحال ، والحاصل أن تحت قبّته الشريفة استجابة الدعاء وإصابة الرجاء لمن قصدها ، وبنه التجأ ، نسأل الله الصفح عمّا مضى والعفو فيما يأتي ، فإنه يُخاف ويُرتجى .

٢٤٩ – كتاب الاجتهاد والأخبار : وهذا الكتاب من مصنفات اُستاذ الفقهاء الكاملين ، وشيخ مشايخ العلماء المتأخّرين ، الأستاذ الأكبر ، ومروج المذهب والدين في رأس المائة الثانية عشر ، الأكمل بن الأكمل ، الأفضل مولانا محمّد باقر بن محمد أكمل الشهير بالعلّامة البهبهاني الأصفهاني ، واشتهاره بين الخواص والعوام كافٍ عن الخوض في ذكـر مـآثـره الشريفة وأوصافه المنيفة ، فبالحري أن نثبت من ترقيماته الشريفة ما يناسب الباب ، كما قد فصل ذلك تلميذه الخصّيص به في كتابه الذي صنّفه في الرجال وسمّاه بمنتهى المقال .

٢٥٠ – كتاب أصالة البراءة وتفصيل المذاهب فيهـا وفي أقسامها .

٢٥١ – كتاب الاُصول الخمسة : وهو بالفارسية كما أشار إلى ذلك المقال تلميذه المفضال .

٢٥٢ – كتاب استحباب صلاة الجمعة وفساد الوجوب العيني : ورسالة اُخرى في . هذا الباب أخصر من الاُولى : وأقول : لقد كتب في هذه المسألة رسائل عديدة في وجوبها عيناً أو تخييراً ، وتحريمها واستحبابها ، بحيث لو جمع ذلك في فصل واحد لكان قريباً من نصف كراس ، ونحن نذكرها متفرقة ، كلاً منها في موضعها المناسب لها .


٢٥٣ – كتاب الاستصحاب وحجيته وبيان اقسامه وذكر ما فيه من الأقوال .

٢٥٤ – كتاب استحالة الرؤية على الله تعالى : وهو رسالة صغيرة أثبت فيها صورة مناظرته مع واحد من أفاضل علماء العامة ، في استحالة الرؤية وعجز ذلك الفاضل عن الجواب وتوقفه في الرؤية .

٢٥٥ ـ كتاب الإِجماع وحجيّته وذكر أقسامه ودفع الشكوك الواردة فيه .

٢٥٦ – كتاب أحكام العقود : والظاهر أن هذا نظير ما كتبه جمع من المحقّقين في ذكر صيغ العقود ، وبيان الحدود المعتبرة فيها ، وأقسام الصحيحة منها ، وغير ذلك مما أثبتوها في هذا الباب .

٢٥٧ – كتاب أصول الإِسلام والإِيمان وحكم منكر كل منهما وبيان حكم الناصب .

٢٥٨ – كتاب أحكام الحيض : وهو غير تام ، كما اعترف بذلك تلميذه المقدّم .

٢٥٩ – كتاب أن الناس صنفان : إمّا مجتهد أو مقلد وهل يتصور ثالث أم لا ( ١ ) .

هذا آخر ما ذكره صاحب منتهى المقال ، الشيخ أبو علي الرجالي في ذكر مصنّفات هذا الاُستاذ العماد ، مما كان في أوائله الألف اللينة من حروف أبجد .

وتوفي – رحمة الله عليه – كما في الروضات : بأرض الحائر المقدّس

_____

( ١ ) منتهى المقال : ٢٩٠ .


في حدود سنة ثمانٍ ومائتين بعد الألف ، وهو قد جاوز التسعين ، ودفن في الرواق الشرقي المطهّر قريباً مما يلى أرجل الشهداء رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ( ١ ) .

٢٦٠ – كتاب الأوقاف : وهذا الكتاب من مصنّفات السيد على الإِطلاق في هذه الأعصار في بلاد الأعجام ، الذي عقم الزمان عن الإِتيان بمثله في مديد الأيام ، وخرس السن المقال عن توصيفه فى الشهور والأعوام ، مروج مذهب ا أجداده المعصومين سادات الأنام .

بل هو كما وصفه أحد الأعلام ببنان الأقلام وبيان الأرقام بهذه الصورة : العجب العجاب ، وأنجب الأنجاب ، وخيرة أولي الألباب ، وخيرة الله العزيز الوهاب ، وسيد حجّاج بيت الله المستطاب ، مولانا الحاج سيد محمّد باقر بن السيد محمّد نقي الهاشمي الرشتي الأصفهاني البيد آبادي ، إلى آخر ما ذكره في وصف هذا المعقود عليه الخناصر والإِبهام ، ومحامد صفاته الكريمة وآثار سماته الفخيمة باقية في هذه الأوان ، يذكرونه بما لا شيء فوقه من الجلال والشأن .

بل جم غفير من الاخوان ا . . . رقين في أصقاع البلدان وأرباع إيران من أضياف موائده من غير امتنان ، ومن رهائن جوده وعوائده المتّصفة بالإِحسان وبالجملة هذا الكتاب من هذا الجناب في بيان : تحقيق بطلان الوقف على النفس خاصة ، أو في ضمن غيره ، وقد حكم ببطلان كثيرٍ من الأوقــاف الكذائية القديمة ، ورجوع الموقوفات إلى الوارث الخاص أو العام ، وعومل معها بالملكية بعد وفاته أيضاً ( ٢ ) ، كذا ذكر في الروضات

٢٦١ – كتاب إقامة الحدود في زمن الغيبة : وهو ا أيضاً لهذا

_____

( ١ ) روضات الجنات ۲ : ۹۸ / ١٤٣ .

( ٢ ) روضات الجنات ٢ : ١٠١ / ١٤٤ .


السيد المطاع ، وكان يعتقد وجوب ذلك متصلّباً في ذلك ، بل لم يتفق الأحد من العلماء العاملين في غيبة إمامنا حجّة الله على الخلق أجمعين ما اتفق له من التسلط التام ، وبسط اليد والتوسع العام ، على مجازاة العصاة ، ومكافاة أرباب الذنوب .

ويؤيد المقال ما في الروضات من أنه : كان يذهب إلى وجوب ذلك على المجتهدين، ويقدم إلى إجرائه بالمباشرة أو الأمر ، بحيث بلغ عدّة ما قتله رحمه الله في سبيل الله تبارك وتعالى من الجناة أو الجفاة أو الزناة أو المحاربين أو اللاطين زمن رياسته للدين ثمانين أو تسعين ، وقيل : مائة وعشرين ، أغلبهم مدفونين في المقبرة الواقعة بباب داره المعروفة بقبلة الدعاء ( ١ ) .

وله أيضاً من مناسبات الأوراق .

٢٦٢ – رسالة في أحكام الشك والسهو في الصلاة : كبيرة جدّاً ، حسنة الوضع والتفريع ، جعلها تتمّةً لكتاب تحفة الأبرار .

٢٦٣ – كتاب أجوبة المسائل : وهو أيضاً من مصنفاته ، في مجلدتين كبيرتين ، تشتمل على رسائل متعدّدة في مسائل متبدّدة .

٢٦٤ – كتاب آداب مناسك الحج : قال في الروضات : وهو أيضاً من أحسن ما كتب في هذا الشأن ، وكان عليها عمل المعظم من حجّاج هذه الأزمان ( ٢ ) .

٢٦٥ – كتاب في أبي بصير وتحقيق حاله ، وتمييز الثقة عن غيره من المكنّاة بهذه الكنية : وهو أيضاً من مصنّفات صاحب العنوان

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ١٠١ / ١٤٤ .

( ٢ ) روضات الجنات ٢ : ١٠١ / ١٤٤ .


وستأتي الإِشارة – إن شاء الله – في محلّها إلى سائر من صنّف من أعيان علمائنا الإعلام في تحقيق هذا المعنون له الكلام في رسالة هذا العلام، وله أيضاً رسائل كثيرة في فن الرجال ننقل منها ما بصدد نقله في هذا المقام .

٢٦٦ – كتاب في أبان بن عثمان والرّد على من زعم كونه من أصحاب الإِجماع : وقد تقدّم من هذا العبد في تحقيق حال الرجل ووثاقته ودفع الوقيعة عنه في أوائل هذه الأجزاء ما يفيد الأريب اللبيب ، فليراجع .

٢٦٧ ـ كتاب في إبراهيم بن هاشم .

٢٦٨ – وكتاب في إسحاق بن عمّار

٢٦٩ – وكتاب في اتحاد معاوية بن شريح مع معاوية بن ميسرة : وفي الروضات : وكان يعجبه في مجامع درسه الانتقال إلى الكلام على هذا الفن بواسطة من الوسائط ( ١ ) .

وبالجملة كان معظم قراءته على جملة من علماء النجف ، لا زال لهم النور والشرف كالسيد بحر العلوم والسيد محسن الكاظمي ، وكان لـه الـروايــة بالإِجازة عن الشيخ جعفر النجفي ، والسيد الكربلائي صاحب الرياض ، وصاحب القوانين ، جزاهم الله عن الإِسلام خير جزاء المحسنين ، ورضوان الله تعالى عليهم أجمعين إلى يوم الدين .

وكانت وفاته في سنة ستين بعد المائتين والألف ، ودفن بعد ثلاثة ايام في مرقده الشريف ، وقبته المنوّرة المبنيّة إلى جنب مسجده الأعظم الذي هو من علامات ملكه وآية سلطنته وآثار دولته ، يزوره الصغير والكبير والشريف والحقير كأحد مشاهد أئمة الإِسلام ، يطوفون بقبره ويلوذون بضريحه ، ويؤمّلون إجابة الدعوات ورجاء الاُمنيات .

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ١٠٢ / ١٤٤ .


وقد تشرّفت بزيارته في غير واحدٍ من الأيام المتبرّكات والأعياد المعظّمات ، ورثاه بقصيدةٍ فاخرةٍ المحقّق الخبير وسميّه البصير صاحب الروضات ، أسكنهما الله في بُحبُوحات الجنّات ، في جوار اجدادهما المعصومين سادات البريّات .

٢٧٠ – كتاب أحسن العطية : وهذا التأليف الشريف من عطيّات العـالـم الكـامـل الـمـاهـر ، والخبير المحقّق المعاصر ، قطب دائرة العلم والعمل ، ومشكاة نائرة الفخر والشرف من ساداتنا الأجل، أكمل الناس في أوانه وسيّد العلماء في زمانه ، مقدّم الرجاليين بالاطلاع ، ومعظم الربانيين بالاضطلاع ، وليد الشرافة والسيادة، وفقيد المثل في الفقاهة والزهادة ، ذخيرة اُولي الألباب ، ووجيزة ساداتنا الأطياب ، وقار العلم وسماء الكمال ، فخار العمل وعرش الأفضال ، طود الأدب الشامخ وعماد الفضل الراسخ ، خطيب الأزمان ولبيب الدوران . اُنموذج السلف واُسوة الخلف الأقـاميرزا محمّد باقر بن الأقاميرزا زين العابدين الموسوي، الخوانساري الأصل، الاصفهاني المسكن والمآب عليه رحمة الله الملك الوهاب ، صاحب روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات .

وهذا الكتاب الذي بنينا عليه عنوان الترقيمات بنص نفسه الشريفة : في شرح الألفية ، المعروفة من الكتب الفقهية للشهيد الأول ، وللشهيد الثاني شرح عليه سمّاه بالمقاصد العليّة قدّس الله سرّهما . وقال في حقه : وفيه بالمناسبة تفصيل كثير من مسائل الاُصولين والعربية ، إلّا أنه لم يتم وأسأل الله تعالى توفيقاً إلى سعادة ختامه ( ١ ) .

ومحاسن أخلاقه الشريفة ومحامد أوصافه اللطيفة دائرة على ألسن أرباب الكمال في هذه الأعصار ، سيمّا ما يوجد من كلماته القصار المرقومة في

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ١٠٩ / ١٤٥ .


سجال الأرقام ، وتقريضاته الموجودة عند الأعلام ، وإجازاته المشروحة المنضّدة لدى ذوي الافهام، فإنها مما يرقص الإنسان ويطربه ، وليس يفي بوصفها الكلام في هذا المقام ، فكلّها أزين من عروس ، وأنضد من لبوس ، وأعذب من الماء ، وأرق من الهواء ، وألطف من الزجاج ، وأشرف من السراج ، كأنّه به ختمت البلاغة ، وبنفسه حييت الفصاحة ، ولساني قاصر عن اداء حقوقه ، وقلمي كسير من تذكار أنوار شروقه ، والله الكريم المتعال يجازيه بما يغبطه من يدانيه ويساويه .

٢٧١ – کتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : وهو أيضاً من مصنّفات هذا السيد الباقر وبه يفتخر ، وهو كما قال : بديعة الوضع كثيرة النفع ( ١ ) .

٢٧٢ – کتاب أقسام البلايا النازلة في هذه الدنيا على الشقي والسعيد : وهو أيضاً من مرصفات هذا السيد الآية المرتضى المفيد .

٢٧٣ – كتاب الاُرجوزة في اُصول الفقه : على سبك المتأخرين مع تمام الاستدلال إلى مباحث الفعل والتأسي ، وهو أيضاً من إفادات هذا المعظّم المشرّف القدسي ، ومن أراد الزيادة فليراجع إلى ما ذكره في ترجمته ، فإنه الحقيق بالإِفادة والرفادة ، ختم الله لنا وله العاقبة بالخير والسعادة .

فيا عجباً منّي اُحاولُ وصفُهُ                                                                          وقد فَنِيت فيهِ القراطيسُ والصحفُ

٢٧٤ – كتاب أدب اللسان : من مصنّفات هذا العالم الرفيع البنيان ، وهو كتاب كبير يذكر فيه الآداب الشرعيّة والأخلاق النبويّة التي ينبغي للإِنسان أن يلتزم بها ولا يرغب عنها ، نسب الكتاب إليه نافلة أخيه في كتابه الذي صنّفه في ترجمة الفقهاء الغير المذكورين في الروضات ، وكأنه تكملة

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ١١٠ / ١٤٥ .


وتتميم لها بحسبانه ، وسمّاه أحسن الوديعة ، واثبت في جملة مصنفّات عمّه العظيم الشأن كتاباً آخر موسوماً بظرف الأخبار ، قال : كتاب شريف يشرح فيه معضلات الأخبار ، والظاهر أنه قد الّفهما بعد روضات الجنات ، ولذا لم يتعرض لذكرهما فيها .

٢٧٥ ـ كتاب الأربعين : للعالم المتبحّر الذّكي وحيد عصره في الثقة والجلالة والأمانة المولى محمد تقي المجلسي الأول ، له مؤلفات منها هذا الكتاب كما في مرآة الأحوال ، المتوفى سنة سبعين بعد الألف .

وعندي نسخة منسوبة إليه مطبوعة صغيرة مشتملة على أربعين حديثاً من طرق العامّة ، الناصّة فيها على إمامة مولى الاُمة وصّى الرسول ، وزوج البتول ، موسومة بسرور الشيعة ، ولعلّها هذا الكتاب .

٢٧٦ – أصل أبي إدريس تَلِيْد بن سليمان المُحاربي : وهو من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ، من أهل الكوفة ، ذكره النجاشي والشيخ في رجاله ، وبعدهما العلّامة في الخلاصة ، وكلامهم . خالٍ عن القدح والمدح ، إلّا أن في الخلاصة كلاماً عن ابن عقدة يشعر بالقدح في الجملة ، إلّا أن جلالة الرجل ووجاهته يستفاد من اُمور .

الأول : ما في كلام الشيخ المقدّم الناقد في هذا الفن النجاشي حيث قال في ترجمته بعد ذكر نسبه : له كتاب يرويه عنه جماعة ( ١ ) ، ثم أسند إليه ، فإن رواية الجماعة عنه مما يستفيد منه المدح الجليل والشرف النبيل .

الثاني : ما أسلفناه في تراجم السابقين من استقرار دأب النجاشي في فهرسته على ذكر الرجل الممدوح السالم عن الوقيعة عنده مجرداً من المدح والذم ، إلّا أنه عنده من الممدوحين ، بل لعلّه معدود من الأثبات الثقات ،

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١١٥ / ٢٩٥ .


ولهذا يوجد في كتاب ابن داود توثیق بعض الرجال نقلاً عن النجاشي ، وليس ذلك مذكوراً أبداً في صريح كلامه وتصريح أقواله .

 الثالث : ما يوجد في كتب العامة وتراجمهم من ذكرهم الرجل ، فتارةً يقولون في مادته : رافضي ، يشتم أبا بكر وعمر ، واُخرى : ضعيف ، أو ضعيف فقط ، فإن هذه الألفاظ الثلاثة يمكن أن يستدل بها على جلالة الرجل ووثاقته وصلابته في الدين والمذهب . فإنهم لو وجدوا في حقه ما يشم منه رائحة النقص والقدح الأسرعوا إليه ونسبوه من غير تأمل كما يوجد في ترجمة غيره من أنه كذّاب وضّاع الحديث ، مدلّس مضطرب وغيرها ، لكن لما خرست السنتهم عن ذلك ، وقصرت ألسنتهم عن البهتان ، قالوا في حقه : رافضيّ يشتم أبا بكر وعمر ، وهذه اللفظة عندنا لو لم تقد الوثاقة المرضية والجلالة الوجهيّة لم تدل أبداً على الوقيعة والنقيصة ، وهذه الخصلة الموجودة فيه صارت سبباً لتضعيفه في كلام البعض منهم كما أشرت ، والله العالم .

والمحارب كما في الصحاح : قبيلة من فِهر بالكسر ، وفِهر : أبو قبيلةٍ من قريش ، وهو فِهرُ بن مالك بن النَضرْ بن كنانة ( ١ ) ، أحد أجداد النبي صلّى الله عليه وآله .

٢٧٧ – أصل أبي حمزة : ثابت بن أبي صفية ، دينار ، الشهير بالثمالي ، وهو الثقة الجليل، من كبراء مشايخ أصحاب الحديث وعظماء أرباب الرواية والتحديث ، يروي عن الأئمّة الأربعة ، أركان الإِيمان وهم : عليّ بن الحسين ، ومحمّد بن علي ، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر سلام الله عليهم أجمعين سادات الجنان . إلّا أنه أدرك عصر أبي إبراهيم عليه السلام في برهة من الزمان كما صرّحوا بذلك علماء هذا الشأن ، ونقلوا في تجليله

_____

( ١ ) الصحاح ١ – ١٠٩ – حرب – ، ۲ : ٧٨٤ – فهر –  .


عن فضل بن شاذان عن إمام الإِنس والجان الرضي المرتضى مشرَّف أرض خراسان ، من أنه في عصره كسلمان في زمانه ، أو كلقمان بنقل بعض الأعيان .

وبالجملة نسب هذا الكتاب إلى هذا المستطاب الشيخ في فهرسته المعمولة لذكر الأصحاب بعد توثيقه وقال : له كتاب ( ١ ) ، ثم أسند إليه بمشيخته الجليلة كما هو دأبه في هذا الكتاب ، وله مصنّفات اُخر من التفسير والنوادر ، وكتاب الزهد ، إن وفقني الله تعالى إن شاء الله نثبّتها في المحال المناسبة لها من الأبواب ، وهو الموفّق للصواب في المبدأ والمـآب ، ثمّ إنه تشوقني نفسي في أن اُثبّت في هذا المقام واحداً من الروايات الواردة من هذا العلام .

فنقول قد روى الشيخ الفقيه المقدّم قطب الدين في كتابه الموسوم بالخرائج بهذه الصورة : روى أبو حمزة الثمالي قال : خرجت مع عليّ بن الحسين عليهما السلام إلى ظاهر المدينة فلما وصل إلى حائط قال : إني انتهيت يوماً إلى هذا الحائط فاتكأت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في وجهي ثم قال لي : ما لي أراك حزيناً ؟ أعلى الدنيا ؟ ! فهو رزق حاضر يأكل منه البر والفاجر . قلت : ما على الدنيا حزني ، وإن القول لكما تقول، قال: أفعلى الآخرة ؟ ! فهو وعد صادق يحكم فيها ملك قاهر فعلام حزنك ؟ قلت : الحزن من فتنة ابن الزبير ، فتبسم ، فقال : هل رأيت أحداً توكل على الله فلم يكفه ؟ قلت : لا ، قال : فهل رأيت أحداً سأل الله فلم يعطه ؟ قلت : لا ، قال : فهل رأيت أحداً  خاف الله فلم ينجه ؟ قلت : لا ، قال : فإذاً ليس قدّامي أحد ( ٢ ) .

_____

( ١ ) فهرست الشيخ : ٤١ / ١٢٧ .

( ٢ ) الخرائج والجرائح : ٧٠ .


قال العلّامة المجلسي في بيان هذا الخبر : إنما بعث الله الخضر ليسلّيه و يذكّره عليه السلام ، وهذا لا ينافي كونه عليه السلام أفضل من الخضر عليه السلام ، كما أن الملائكة يبعثهم الله لتعليم أنبيائه وتذكيرهم مع كونهم أفضل منهم ( ١ ) .

وأما وفاة هذا الشيخ فقيه أهل البيت عليهم السلام ففي سنة خمسين ومائة ، كما نصّ على ذلك الشيخ في رجاله في باب أصحاب الصادق عليه السلام ( ٢ ) فعلى هذا ما أظهره من الاختلاف من بقاء هذا الشيخ إلى زمن الكاظم عليه السلام ففي غير محلّه فإن أرباب النسب وأصحاب التواريخ بل أصحاب سنة الحديث كلّهم قد أطبقوا على أن وفاة الصادق عليه السلام قد كانت في ثمان وأربعين ومائة ، وإن اختلفوا في شهر الوفاة إلّا أنهم مطبقون على السنة ، وهم الأجلّاء الأثبات ، والفحول من الثّقات ، كالشيخ المنور الكليني في الكافي ، والشهيد في الدروس ، وصاحب كشف الغمّة ، وصاحب الفصول المهمّة ، فظهر من ذلك أن أبا حمزة قد أدرك من زمن الكاظم عليه السلام سنتين ، ويدلّ على صحّة ذلك ويؤيّده من أن هذا الشيخ قد كان دالاً . على إمامة الكاظم عليه السلام وهادياً لوفد خراسان في ذلك بنحوٍ من البيان ، كما يظهر ذلك من الرواية الطويلة المرويّة في الخرائج ، ونحن نذكر منها بعض ما يناسب المقصود :

روى عن داود بن كثير الرقّي قال : وفد من خراسان وافدٌ يكنّى  أبا جعفر واجتمع إليه جماعة من أهل خراسان ، فسألوه أن يحمل لهم أموالاً ومتاعاً ومسائلهم في الفتاوي والمشاورة ، فورد الكوفة ونزل وزار أمير المؤمنين عليه السلام ، ورأى في ناحيةٍ رجلاً حوله جماعة فلمّا فرغ من زيارته قصدهم

______

( ١ ) بحار الأنوار ٤٦ : ١٤٥ باب ٩ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١٦٠ / ٢ .


فوجدهم شيعةً فقهاء يسمعون من الشيخ ، فسألهم عنه ؟ فقالوا : هو ابو حمزة الثمالي .

قال : فبينما نحن جلوس إذ أقبل اعرابی فقال : جئت من المدينة وقد مات جعفر بن محمّد، فشهق أبو حمزة ، ثم ضرب بيده إلى الأرض ، ثمّ سأل الأعرابي هل سمعت له بوصية ؟ قال : أوصى إلى ابنه عبد الله ، وإلى ابنه موسى ، وإلى المنصور ، فقال أبو حمزة : الحمد الله الذي لم يضلّنا ، دلّ على الصغير ، وبيّن على الكبير ، وستر الأمر العظيم ، ووثب إلى قبر امير المؤمنين عليه السلام فصلى وصلّينا .

ثمّ أقبلت عليه وقلت له : فسّر لي ما قلته ؟ قال : بيّن أن الكبير ذو عاهة ، ودلّ على الصغير أن أدخل يده مع الكبير ، وستـر الأمر العظيم بالمنصور ، حتى إذا سأل المنصور : من وصيه ؟ قيل : أنت – إلى أن قال – وقال أي الكاظم عليه السلام : ألم يقل لك أبو حمزة الثمالي بظهر الكوفة وأنتم زوار أمير المؤمنين عليه السلام كذا وكذا ؟ ! قلت : نعم ، قال : كذلك . يكون المؤمن إذا نوّر الله قلبه ، كان علمه بالوجه . . . الخبر ( ١ )

٢٧٨ – أصل ثابت بن شريح : وهو الشيخ الجليل الثقة المكنّى بأبي إسماعيل من أصحاب أبي عبد الله الصادق ، ويروي أيضاً عن كثيرٍ من أجلّاء الحديث ، ونسب الكتاب إليه في الفهرست ، حيث قال له كتاب ( ٢ ) ، ثمّ أسند إليه بطرقه الثلاثة ، والظاهر أن هذا الكتاب بعينه هو. الكتاب المذكور في ترجمة الرجل في فهرست النجاشي بعد ذكر جملة ما . قدّمناه وزيادة : الصائغ الأنباري ، مولى الأزدي ، له كتاب في أنواع الفقه ( ٣ ) ، ومراده من هذه العبارة : أن هذا الكتاب حاوٍ لجميع مسائل الفقه ،

_____

( ١ ) الخرائج والجرائح : ٨٦ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٤٢ / ١٢٩ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١١٦ / ٢٩٧ .


من الطهارة إلى الديّات ، نظير كتب الفقهاء المتأخرين ، ويحتمل أن يكون ترتيب الكتاب نظير كتب المحدثين المتقدمين ، مثل جامع الكليني وسائر الجوامع ، وكلما يطلق هذا اللفظ في مطاوي كتبهم ، فمرادهم منه ذلك ، كجامع ابن الوليد ، وكتب ابنى سعيد .

وهذا الكتاب كما في رجال النجاشي يرويه عنه جماعات من الناس ، وإنما اختصرنا الطرق إلى الرواة حتى لا يكثر ، وليس أذكر إلّا طريقاً واحداً فحسب ، إنتهى . والظاهر أن هذا الكلام يدل على مدحٍ عظيم ، وتوسعٍ جليل حتى يكون الكتاب مرويّاً عنه لجماعات من الناس ، ومعتمداً لديهم ومعتبراً ، بحيث يكون مرجعاً للكل ، والله الهادي للسبل .

٢٧٩ – أصل ثابت بن موسى الضرير : وقد عقد السيد الأسترابادي الجليل في الرجال الكبير لترجمته عنوانين ، ثم احتمل الإِتحاد بينهما وقال في العنوان الثاني : أبو بريد الكوفي ، الضرير العابد ، ضعيف الحديث من العاشرة ، مات سنة تسع وعشرين ومائتين ( ١ ) ، وفي فهرست الشيخ : ثابت الضرير ، له كتاب ، ذكره ابن النديم ( ٢ ) .

ويظهر من فهرست معالم العلماء : أن الرجل من أ أصحابنا الإٍمامية حيث تعهد في أول كتابه ذكر أصحاب الكتب من الشيعة الإِمامية وأسماء قديماً وحديثاً ، وهذا دأبه في تمام المعالم ، وقلّ ما يوجد فيه المصنفين منهم ذكر من رجال العامة ، ولو تعرض أيضاً لرجلٍ من العامة يشير إلى عاميّته ، ويستفاد ذلك أيضاً من الشيخ في الفهرست، وعدم تعرضهما لشيءٍ يوجب القدح فيه يدل على العدم لاطلاعهما الكامل في ذلك ، وقرب عصرهما منه ، ولو اطلعا على ما يشبه القدح لذكراه ، فعلى هذا احتمال الاتحاد مع المذكور

_____

( ١ ) منهاج المقال : ٧٥ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٤٢ / ١٢٩ .


في تقريب ابن حجر – كما أشار إليه السيد في المنهج – في غير محله ، والله أعلم بحقيقة الحال .

٢٨٠ – أصل ثابت بن جرير : ويوجد ترجمة هذا الرجل في – فهرست النجاشى الضابط العارف ، بل الأضبط الأعرف من جميع شركاء فيها أرباب هذا العلم ، وقال : له كتاب ( ١ ) ، وأسند إلى كتابه بتوسط شيخه أحمد بن نوح السيرافي الثقة الخبير النقّاد ، بنص نفسه بأنه شيخه و مستنده ومن استفاد منه ، وقد عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ، إلّا أنه قال : ثابت مولی جریر ( ٢ ) ، وعدم ذكره بالوثاقة أو المدح ، لا ينافي جلالته ! ووثاقته ، لما ذكرنا مراراً من دأب الشيخ النجاشي في أمثال ذلك ، ونزيد في هذا المقام كلاماً لبعض الأعلام مفيد في المرام في ترجمته وتراجمة سائر الأعلام ، وهو هذا :

قال بعد أن ذكر عبارة النجاشي في ديباجته الكتاب : وهذا الكلام صريح منه في أن غرضه فيما جمعه ذكر المؤلفين من الشيعة ردّاً على من زعم أنه لا مصنف فينا ، وغير الإِمامية من فرق الشيعة ، كالفطحيّة والواقفية وغيرهما ، وإن كانوا من الشيعة ، بل يكثر فيهم مؤلف في حال الاستقامة ، إلا أنه رحمه الله بنى على التنصيص على الفساد وانحراف المنحرف ، وسكت في تراجم المهتدين عن التعرض للمذهب ، فعــدمـه دليل على الاستقامة .

ومن البعيد أن يرى كتاب الراوي ويقرأه ويرويه ولا يعرف مذهبه ، مع أنّ أصحاب الاُصول والمصنّفات كانوا معروفين بين علماء الإِمامية ، نعم لو كان الرجل ممذن خفي امره واشتبه حاله ، ينبه عليه ، كما قال في ترجمة

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١١٧ / ٢٩٩ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١٦١ / ١٧ .


جميل بن دراج ، وأخوه نوح بن دراج القاضي : كان أيضاً من أصحابنا ، وكان يخفي أمره ( ١ ) .

ثمّ قال بعد نقل كلام المحقق الداماد الذي قدّمناه في السابق ، وهو كلام متين : فإن عدّ الرجل من علماء الشيعة وحملة الشريعة ، وتلقي العلماء منه ، وبذل الجهد وتحمل المشاق ، وشد الرحال في البلاد ، وجمع الكتب في أساميهم وأحوالهم وتصانيفهم ، دليل على حسن حاله وعلوّ مقامه ، في إنتهى .

فظهر بهذه القرينة القطعية أن ثابتاً ثابت في الإِستقامة ، غير منحرف عن الطريقة العادلة ، ورواية النجاشي بمشايخه عن كتابه معتمداً عليه قرينة اُخرى على ما ادعيناه ، على أنه صرح بوثاقته في مستدركات رجال الوسائل بأنه من أصحاب الصادق المذكور في رجال الشيخ ، بأمارةٍ عامةٍ دالةٍ على وثاقة المذكورين في رجال الشيخ ، ولعلنا نشير إليها في محله ، إن شاء الله .

٢٨١ – أصل أبي المقدام ثابت بن هرمز : وهو الفارسي العجلي الحداد مولى بني عجل ، ذكره الشيخ في أصحاب السجّاد والباقر والصادق عليهم السلام ( ٢ ) ، وقال النجاشي بعد ترجمته : روى نسخة عن علي بن الحسين عليهما السلام ، رواها عنه ابنه عمرو بن ثابت ( ٣ ) ، ثمّ ذكر الطريق والظاهر أن هذا مأخوذ من إليه ، وفي الخلاصة في حقّه : زيديّ بتري ( ٤ ) . والظاهر أن هذا مأخوذ من الحديث المروي عن الكشي في حال البتريّة ، إلّا أن كلامه مزيف من وجوه :

_____

( ١ ) رجال بحر العلوم ٢ : ٢٣ هامش .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٨٤ / ٢ ، ١١٠ / ١ ، ١٦٠ / ١ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١١٦ / ٢٩٨ .

( ٤ ) رجال العلامة : ٢٠٩ / ١ .


الأول : طريقة النجاشى الضابط النقّاد فى هذه الاُمور ، وقد أشرنا إليه .

الثاني : عدّه الشيخ في أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام من دون إشارة إلى ذلك .

والثالث : ما يستفاد من الحديث الشريف ، المذكور في روضة ، عن أبي المقدام ، وقال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إن العامّة الكافي يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت رضىً الله عزّ ذكره ، وما – كان الله ليفتن أُمّة محمد صلّى الله عليه وآله وسلم من بعده ، فقال عليه السلام : أما يقرؤون كتاب الله ؟ أو ليس الله يقول : ( وَمَا مُحَمّد إِلَّا رَسُول قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُم عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) ( ١ ) الآية ؟

قال : فقلت له : إنهم يفسرون على وجه آخر ، فقال : أو ليس الله قد أخبر عن الذين من قبلهم من الاُمم أنّهم قد اختلفوا ( ٢ ) ؟ ! الحديث ، فإن هذا ينافي كونه بتريّاً فإنهم قائلون بإمامة الشيخين .

والبتريّة ( ٣ ) : بتقديم الباء الموحّدة على التاء المثنّاة من فوق ، كما يستفاد من التراجم : هم الذين دعوا إلى ولاية علي عليه السلام ، ثمّ خلطوها . بولاية أبي بكر وعمر ، ويثبتون لهما إمامتهما ، وينتقصون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ( ٤ ) ، ويرون الخروج مع بطون ولد علي بن أبي طالب عليه . السلام ، يذهبون في ذلك إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويثبتون

_____

( ١ ) آل عمران ۳ : ١٤٤ .

( ٢ ) الكافي ٨ : ٢٧٠ / ٣٩٨ .

( ٣ ) وهي كما في المجمع [ ٣ : ٢١٢ ] : بالضم من الموحدة والسكون .

( ٤ ) ليس في المصدر .


لكل من خرج من ولد علي عليه السلام عند خروجه الإِمامة ( ١ ) .

٢٨٢ – كتاب الأسفار : وهذا الكتاب للشيخ الثقة الجليل أبي محمّد ثُبيَت بن محمّد العسكري ، ذكره النجاشي وقال في حقه : صاحب الورّاق ، متكلّم حاذق ، من أصحابنا العسكريّين ، وكان أيضاً لـه اطلاع بالحديث والفقه والرواية ( ٢ ) ، وعدّ من مؤلفاته ما نسبناه إليه ، ثم قال : ثبيت ممّن كان يروي عن أبي عبد الله عليه السلام ، وله عنه أحاديث ، وما أعرفها مدوّنة . ، روى عنه أبو أيوب الخراز ( ٣ ) .

وبالجملة هذه اللفظة صريحة في وثاقته ، ولا ريب في جلالة شأنه على أنه رواية الثقة الجليل كبير المنزلة إبراهيم بن عثمان المعروف ، المكنّى بأبي أيوب عنه كما عرفته بنص النجاشي يؤيد المطلوب ، وقد نقل النجاشي أيضاً سند حديث ينتهي روايته إليه ، ورجاله كلهم من الأثبات الثقات .

ثم اعلم أنه يوجد في رجال الشيخ في باب أصحاب الصادق عليه السلام رجل آخر من أصحاب الحديث مسمّى بهذا الإِسم ، إلّا أنه ابن نشيط الكوفي ( ٤ ) ، وهو أيضاً مشارك مع سميه في الجلالة والوثاقة ورواية الخراز عنه ، كما استظهره بعض الأعلام .

٢٨٣ – أصل الثقة الجليل أبي إسحاق ثعلبة بن ميمون : قال النجاشي : روى عن أبي عبد الله عليه السلام وأبي الحسن عليه السلام ، له كتاب تختلف الرواية عنه ، قد رواه جماعات من الناس ( ٥ ) ، إلى آخره ،

______

( ١ ) رجال الكشي ٢ : ٤٩٩ / ٤٢٢ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١١٧ / ٣٠٠ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١١٧ / ٣٠١ ، وفيه : كعلمين منفصلين .

( ٤ ) رجال الشيخ : ١٦٠ / ٩ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ١١٧ / ٣٠٢ .



واختلفت كلمة الجماعة في توثيقه . فمنهم من تأمل في ذلك ، مع أنه قد ورد في كتاب النجاشي في ترجمته : كان وجهاً في أصحابنا ، قارئاً ، فقيهاً ، نحويّاً ، لغويّاً ، راوية ، وكان حسن العمل ، كثير العبادة والزهد ( ١ ) ، وفي كتاب الكشي : وهو ثقةٌ خيّرٌ فاضلٌ مقدّمٌ معلومٌ معدود ( ٢ ) في العلماء والفقهاء الأجلّة من هذه العصابة ( ٣ ) .

ونقول : إن هذا التأمّل في غير محله ، وكل الألفاظ المذكورة صريح في الوثاقة ، بل قال في التعليقة : ولنهاية الظهور لا يحتاج إلى التنبيه ، ولعمري أن النجاشي لم يدر أنه سيجيء من يقنع بمجرّد ثقة ، بل وبمجرّد رجحانه ، ولا يكفيه . جميع ما ذكر ( ٤ ) .

بل أنا أقول : لو علم النجاشي أن المتأمّل لم يفهم من هذه الألفاظ المذكورة الوثاقة ، لا يتعب نفسه في مقام وصف الرجل بكل المذكورات . بل يكتفى بلفظ ثقة ، ليكون صريحاً في المراد، والإِنصاف أن كلّاً من الألفاظ المذكورة لا يقصر في إفادة المراد ، والمطلوب عن لفظ ثقة . فانظر بعين اللطف إلى قوله : وجهاً في أصحابنا ، وقوله : فقيهاً ، وقوله : راوية وقوله : حسن العمل ، كثير العبادة والزهد ، لست أقول إن الألفاظ المذكورة لازمها عدم الانفكاك عن الوثاقة ، بحيث يكون مدلولها الوثاقة ، أما بالمطابقة أو بسائر الدلالات .

بل أقول : إن المتتبّع في رياض الرجاليين وحد الفهم يجد أن ديدنهم وسيرتهم استقرت على ذكر أوصاف الراوي ومناقبه وصفاته الخاصة ، التي من

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١١٧ / ٣٠٢ .

( ٢ ) ليس في المصدر .

( ٣ )رجال الكشي ٢ : ٧١١ / ٧٧٦ .

( ٤ ) تعليقة البهائي : ٧٦ .


جملتها الوثاقة والضابطية والتثبيث بمثل هذه المذكورات ، غاية الأمر أنهم يفنّنون في طي التراجم والفهارس ، فتارةً يعبّرون عن الثقة : بثقة ، واُخرى : بفقيه ، واُخرى : بعين أو عدلٍ أو ضابط أو كثير العبادة، وأمثال ذلك ، وكلّها دالّة على المقصود .

بل أن الخبير الماهر يمكنه استكشاف درجات الرواة ، وطبقات جلالة اصحاب الحديث بأمثال تلك العبارات، على أنه قد عرفت في وصف كتابه من النجاشي : أنه قد رواه جماعات من الناس ، ورواية الجماعة عن كتابه لا يمكن بدون وثاقته ، وفيهم من لا يروي إلّا من الثقة ، وهذا أمرٌ ظاهر بحمد الله .

٢٨٤ – أصل جابر بن يزيد الجعفي : قال الشيخ في الفهرست : جابر بن يزيد الجعفي ، له أصل ( ١) ، وذكر طريقه إليه ، وهكذا كلام السروي رشيد الدين في المعالم ( ٢ ) .

وهذا الرجل الجليل – على ما صرح به جماعة – من أعمدة هذا الفن وأساطين هذا المذهب ، من جملة حملة أسرار الإِمامين الهمامين الصادقين عليهما السلام ( ٣ ) ، ومات في أيام أبي عبد الله في سنة ثمان وعشرين ومائة ( ٤ ) .

وكان يذكر بعض المعجزات التي لا تدركها عقول الضعفاء ، حصل به الغلو في بعضهم ، ونسبوا إليه إفتراءً ، سيّما الغلاة والعامة ، ولهذا اضطربت جملة كلام أساطين الرجاليين فيه ، فينسبونه إلى التخليط والغلو ، كما يظهر

_____

( ١ ) فهرست الشيخ : ٤٥ / ١٤٧ .

( ٢ ) معالم العلماء : ٣٢ / ١٧٨ .

( ٣ ) روضات الجنات ٢ : ١٤٦ / ١٥٨ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٢٨ / ٣٣٢ .


من الشيخ النقاد النجاشي وغيره ممن حذا حذوه ومشى على أثره .

إلّا أن علامة هذا الزمان وفهّامة هذا الأوان ، أعني ثقة الإِسلام والمحدثين ، وصدوق المليّين ، ومفيد المتأخّرين ، وعلم الهدى في هذه السنين ، ثالث المجلسيّين ، ورابع الطبرسيّين ، قد فك عقد هذا المعضل ، وافتض فصم . ذاك المقفل ، فأتى بما لا مزيد عليه في وثاقته ونباهته ، وأظهر برهةً من مخفيّات جلالته وفقاهته في كتابه الجليل ، فاستدرك بمستدركه ما قصر في شأنه ، وأحيى بمستنبطه ما اُميت من جميل ذكره ، وحقّ له أمثال قصر في ذلك ، فإنه أبو عذرتها وابن بجدتها ، وجذيلها المحكّك ( ١ ) ، وعذيقها المرجّب ، ومن أرادها فإنّا هديناه السبيل، ولا نمله في هذه الأوراق بالتطويل ، وهو في صعاب الطرق ، وظلمات الشعب خير دليل .

٢٨٥ – أصل جَحْدَر بن المُغيرة الطائي الكوفي : ذكره في الخلاصة : يروي عن أبي عبد الله عليه السلام ، وله عنه كتاب (٢) ، ثمّ نقل عن ابن الغضائري تضعيفه في المذهب والحديث ، إلّا أن اُسطوانة هذه الصناعة ، وخريت هذه البضاعة ، الشيخ النقّاد ، والضابط الأضبط النجاشي تعرض لذكره في فهرسته وقال : روى عن جعفر بن محمد [ عليه السلام ] ذكر ذلك الجماعة ، له كتاب ( ٣ ) ، ثمّ ذكر طريقه ، ولم يضعّفه أصلا لا من عند نفسه ولا نقله عن غيره ، وهذا دليل على سلامته من كلّ ما نسب إليه ، كما عرفت طريقته المتقنة في ذلك .

بل عدم نقل التضعيف عن الغضائري أيضاً يدلّ على إبرائه من هذه

______

( ١ ) أنا جُذَبْلُها المُحَكّك : هو تصغير جِذُل ، وهو العود الذي ينصب للإِبل الجربي لِتَحْتَك به ، وهو تصغير تعظيم : أي أنا ممّن يستشفى برأيه كما تستشفي الإِبل الجربي بالإِحتكاك بهذا العود . ( النهاية – جذل – ١ : ٢٥١ )

( ٢ ) رجال العلامة : ٢١١ / ٤ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٣٠ / ٣٣٦ .


النسبة ، وتضعيفات الغضائري – كما صرّحوا بذلك مهرة هذا الفن – مقدوحة ، المسارعته في ذلك ، وعجلته في تلك المسالك .

ثم أقول : إن المستفاد من كلام المتأخّرين الماهرين أنه من أصحاب الأصول ، حيث استفادوا ذلك من عبائرهم في ترجمة الرجاليّين ، من أنه بروي عن أبي عبد الله عليه السلام ، أو روى عن جعفر بن محمد عليهما السلام ، ومستنده في تلك الإِفادة التتبع النام ، والتفحص الكامل ، وكلّ ذلك يشعر بالجلالة والنبالة ، لا الوقيعة والغميزة ، والله العالم .

٢٨٦ – أصل جَرّاح المدائني : قال النجاشي : روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، ذكره أبو العباس ، له كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم النضر بن سويد ( ١ ) ، ثم ارتقى طريقه إليه ، وذكره الشيخ في أصحاب الصادقين ( ٢ ) ، ولقد كفانا الشيخ المتقدّم المعاصر العلّامة النوري توثيقه ، وننقل كلامه في هذا الباب ، وينفعنا وينفعك في أضراب الرجل ، من حملة الأخبار وسدنة الأسرار ، فكن في ذلك على بصيرةٍ لئلّا يتبعك عمى الضلالة ، والله يعصمنا عن الغواية .

قال: أما قوله – أي النجاشي – روى . . . إلى آخره ، فقيه إشارة إلى كونه من أصحاب الاُصول كما أشرنا إليه سابقاً ، وعرف ذلك منه بالاستقراء ، وقوله : ذكره ، إشارة إلى كونه من الأربعة الآلاف الذين جمعهم أبو العباس ووثّقهم ، وتلقّاء الأصحاب بالقبول ، وعرفت كون رواية النضر من أمارات الوثاقة ( ٣ ) إنتهى كلامه قدس سرّه القدسي .

٢٨٧ – كتاب اُنموذج العلوم : للمولى جلال الدّين محمد بن

______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٣٠ / ٣٣٥ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١١٢ / ١١ ، ١٦٥ / ٨٠ .

( ٣ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٨٥ الفائدة / ٥ من الخاتمة .


أسعد الدواني الصديقي ، صاحب المصنفات النفيسة ، ذكروا أنه استبصر بعد المراقبة والمجاهدة ، وصار من شيعة المولى ، وكان في أوائل أمره على مذهب العامة العمياء ، قال سيّدنا بحر العلوم : في رسالة نور الهداية بالفارسيّة يصرح فيها بتشيّعه .

٢٨٨ – اُنموذج العلوم : للعلّامة المحقّق السيد حسين الحسيني ، المشتهر بخليفة سلطان ، وسلطان العلماء، المتوفى سنة ١٠٦٤ ، حسن الفوائد ، محتوٍ على حل عدة مسائل معظلة من الفقه والكلام والميزان .

٢٨٩ – كتاب الإِمامة : وهذا الكتاب للشيخ أبي عبد الله جعفر بن أحمد بن وَنْدَك ، ذكره النجاشي وقال : من أصحابنا المتكلّمين والمحدّثين، له كتاب في الإِمامة كبير ( ١ ) . وبعده العلّامة في الخلاصة والإِيضاح ، وعبارة الإِيضاح . هكذا : جعفر بن أحمد بن وَنْدَك – بفتح الواو وإسكان النون وفتح الدال المهملة الكاف أخيراً – الرازي ( ٢ ) ، إنتهى . وكلامهما لا يقصر عن التوثيق ، بل الظاهر أن العبارة مسوغة للوثاقة ، واحتمل السيد في المنهج أن يكون هذا الشيخ هو المذكور في رجال الشيخ في أصحاب الهادي عليه السلام بعنوان جعفر بن أحمد واستظهر ذلك من رجال ابن داود ، والله العالم .

٢٩٠ – أصل جعفر الأوْدِي : قال النجاشي : كوفي ، له كتاب ( ٣ ) ، ثم ذكر طريقه إليه برجاله الأثبات الثقات ، وهل هو منسوب إلى الأود بالألف والواو كما في نسختي المصحّحة من النجاشي ، حتى يكون منسوباً إلى أود – بالضم – موضـع بالبادية ، وبالفتح إسم رجل كما في

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٦ .

( ٢ ) ايضاح الإِشتباه : ٢٠ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٢٥ / ٣٢١ .


الصحاح ( ١ ) ، أو إلى الأزد – بالزاي الساكنة – منسوباً إلى القبيلة الأزدية المشهورة ، كما في فهرست ( ٢ ) الشيخ ، ومعالم السروي ( ٣ ) فيه وجهان ، وأوجههما الوجه الأول .

وعلى الحالين هو غير أبي عبد الله جعفر بن أحمد بن يوسف الأودي صاحب كتاب المناقب ، المذكور قبل صاحب العنوان في فهرست النجاشي ( ٤ ) بتراجم ، فإن الأول : يكنى بأبي محمّد كما يستفاد من السروي ، والثاني : بأبي عبد الله ، والمشايخ الثلاثة ذكروا الأودي من دون ذكر أبيه وجدّه .

وبالجملة وثاقة الرجل مما لا ريب فيه ، لما عرفت من عدم تعرض هؤلاء المشايخ في ترجمته بشيء ، وقد أشرنا سابقاً مراراً إلى طريقة النجاشي في ذلك ، ومن رواية الثقة الجليل محمد بن أبي عمیر عنه كما يظهر من طريق النجاشي .

وفي المستدرك : وإلى جعفر الأزدي ضعيف في الفهرست ، وإليـه صحيحٌ في التهذيب في باب فضل صيام يوم الشك في الحديث العاشر ( ٥ ) ، وفي الاستبصار في باب صيام يوم الشك في الحديث الثامن ( ٦ ) ، قلت : وفي النجاشي الأودي وطريقه إليه صحيح بالإِتفاق . إنتهى ( ٧ ) ، وقد أشرنا إليـه أيضاً .

_____

( ١ ) الصحاح ٢ : ٤٤٢ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٤٤ / ١٤١ .

( ٣ ) معالم العلماء : ٣١ / ١٧٠ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٥ .

( ٥ ) التهذيب ٤ : ١٨٣ / ١٠ .

( ٦ ) الإستبصار ٢ : ٧٩ / ٨ .

( ٧ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٧٢٥ الفائدة / ٦ من الخاتمة .


٢٩١ – أصل جعفر بن بشير : وهو الثقة الجليل المنفق كلمتهم على جلالته ونباهته ، وهو المسمّى أيضاً بفقحة ( ١ ) العلم ، وقال النجاشي : أبو محمّد البَجَلي الوَشّاء من زهّاد أصحابنا وعبّادهم ونسّاكهم ، وكان ثقة – إلى أن قال – روى عن الثقات ورووا عنه ( ٢ ) ، وفي الإِيضاح : فقحة – بالفاء والقاف – ثمّ نقل عن بعض العلماء : نفحة – بالنون والفاء – ( ٣ ) ، وفي الخلاصة : قفة العلم ، لأنه كان كثير العلم ( ٤ ) .

وعدّ الشيخ من أصحاب الرضا عليه السلام جعفر بن بشير البجلي ( ٥ ) وبالجملة أشار إلى الأصل وكتابه الشيخ في الفهرست ، وقال : جعفر بن بشیر البجلي ، ثقةٌ جليل القدر ، له كتاب ( ٦ ) ، ثمّ ذكر طريقه إليه ، وهذا غير أصله الآخر الذي هو مذكور أيضاً في فهرست الشيخ في آخر ترجمته بهذه العبارة : وله كتاب ينسب إلى جعفر بن محمّد عليهما السلام ، رواية علي بن موسى الرضا عليه السلام ( ٧ ) إنتهى . فكن في ذلك على بصيرة .

٢٩٢ – کتاب أدب الإِمام والمأموم : وهذا الكتاب من مصنّفات الشيخ الإِمام الهمام الكامل التمام الثقة جعفر بن أحمد القمي الرازي ، كما في بعض التراجم ، أو جعفر بن علي بن أحمد القمي المعروف بابن الرازي فيمن لم يرو : يرو عن الأئمّة عليهم السلام رجال الشيخ ( ۸ ) ، أبو محمّد

______

( ١ ) يقال : فتّح الجِرو : إذا فَتَح عَيْنَيْه ، وفَتّح النَّور : إذا تفَتّحَ . ( النهاية ٣ : ٤٦٢ ) .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١١٩ / ٣٠٤ .

( ٣ ) إيضاح الاشتباه : ١٩ .

( ٤ ) رجال العلامة : ٣١/ ٧ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ٣٧٠ / ٣ .

( ٦ ) فهرست الشيخ : ٤٣ / ١٣١ .

( ٧ ) فهرست الشيخ : ٤٣ / ١٣١ .

( ٨ ) رجال الشيخ : ٤٥٧ / ١ .

ثقة مصنّف، في رجال ابن داود ( ١ ) ؛ ولم أجده في فيمن لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام كما في منهج المقال ( ٢ ) للسيد الاسترآبادي .

وهذا الشيخ غير مذكور في كتب الرجال ، سوى ما قد أشرنا إليه من رجال السيد ، وقبله في رجال ابن داود، الّا ان صاحب الروضات والمستدركات قد ذكراه في كتابيهما بأعظم تبجيل وأتم تفصيل ، وهما في نطاط هذا الفن دعامتان ، وفي تعمير هذا العلم وعمارته أسطوانتان ، وكتاباهما في هذا الباب بحران عظيمان يخرج منهما اللؤلؤة والمرجان ، أعلى الله تعالى مقامهما في غرفات الجنان .

وطبقته كما يظهر من الكتابين يلائم طبقة المفيد والغضائري وأمثالهما ، بل وطبقة الصدوق ، ويروي عنه كما يروي هو عنه ، ويروي أيضاً عن الصاحب الجليل إسماعيل بن عبّاد .

وبالجملة يوجد في هذا الكتاب نقلاً عنه روايتان مشهورتان حتى في هذا الزمان ( ۳ ) ، إحداهما : رواية التكبيرات الثلاث عقيب الصلاة كما في فلاح السائل ، وثانيهما : رواية تقدير النواب للجماعة كما في روض الجنان ، ومن أرادهما فليطلبهما من المجلد الأول من المستدرك ( ٤ ) ، ولهذا الشيخ مصنّفات اُخر تأتي الإِشارة إليها في محلّها ، إن شاء الله تعالى .

٢٩٣ – كتاب الاعتقادات : وهو كما يظهر من كتاب المضمار في

_____

( ١ ) رجال ابن داود : ٦٤ / ٣١٦ .

( ٢ ) منهاج المقال : ٨٣ .

( ٣ ) ثم إن في شرح النفلّية للشهيد الثاني [ ١٣١ ] : روى الفقيه جعفر بن أحمد القمي في كتاب الإِمام والمأموم بإسناده إلى الصادق عليه السلام عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لا تصلّوا خلف الحائك ولو كان عالماً ، ولا تصلّوا خلف الحجّام ولو كان زاهداً ، ولا تصلّوا خلف الدّباغ ولو كان عابداً . ( منه قده) .

( ٤ ) مستدرك الوسائل ١ : ٣٤٠ / ٣ باب ١٢ ، ١ : ٤٨٧ / ٣ باب ١ .

أعمال شهر رمضان للسيد الجليل علي بن طاووس في الفصل الثاني من الباب الرابع لهذا الشيخ المعظم المعتنى بشأنه المفخم ، كما يظهر من أصحاب الروايات وأرباب الدرايات ، ولا بأس بنقل كلامه لإِثبات هذه النسبة .

قال : ورأيت في كتاب اعتقاداته ( ١ ) تأليف أبي محمّد جعفر بن أحمد القمّي عن الصادق عليه السلام : من اغتسل أول ليلة من شهر رمضان في نهرٍ جارٍ ويصب على رأسه ثلاثين كفاً من الماء طهر إلى شهر رمضان من قابل ( ٢ ) . ونقل حديثاً آخر من هذا الكتاب في فضل الغسل في أول ليلة شهر رمضان .

وليعلم أن نسبتي هذا الكتاب إلى هذا الشيخ المعروف بين الأصحاب إنما هو جرى على ما ذكر ونسب في كلام العلّامة النوري في كتاب نفس الرحمن ، وإلّا فنسختي من المضمار غير دالّة على أن اسم هذا الكتاب كتاب الإِعتقادات ، فإن عبارتها هكذا : ورأيت في كتاب أعتقد أنه تأليف أبي محمّد . . .  إلى آخره . واحتمال التصحيف فيها ظاهر راجح ، فإن جنابه هو المقدّم في هذا الفن ، واعلم بما كتب ، رضوان الله عليه .

٢٩٤ – كتاب اختصار المراسم : وهذا الكتاب من مؤلّفات محقّق الطائفه الشيخ الأجل الأفقه نجم الملّة والحق والدين أبي القاسم جعفر بن الحسن الحلي ، المشتهر بالمحقق على الإِطلاق ، والمتّفقة السنة القوم في مديحه بالإِطباق في بطون الصحائف والأوراق ، المرتفع قدر شرائع إسلامه في الآفاق ، الموصوف معتبر قدره في معارج الجزيرة الخضراء المخفية عن الآماق ، والموصولة مراسم أمره في عليا درجة نهج الوصول في منطق أهل الوفاق . والمعروف مسلك مسائله في رسائله بنكت النهاية في نافع مختصر

______

( ١ ) في المصدر : أعتقد أنّه .

( ٢ ) اقبال الأعمال : ١٤ .


تراجم القوم بما يطاق، والمنعقدة عليه خناصر أهل الإِسلام في البلاد المستحب التياسر في القبلة فيها للمصلي بالعراق ، وأنّى لبضاعة هذا العبد المقتاق من وصف هذا الفقيه الجامع كرائم الاخلاق بما هو حقه في مضمار السباق ؟ ! فالأولى الإِعراض من هذا المقام .

وبالجملة هذا الكتاب كما يستفاد من الروضات في اختصار كتاب مراسم سلام الديلمي في الفقه ، وله مشيخةٌ جليلةٌ تطلب من كتاب الإِجازات وسائر الترجمات ، وتوفي رحمه الله بنص تلميذه في شهر ربيع الآخر سنة ست وسيعين وستمائة ، وقبره الشريف بالحلّة السيفية ، عليه قبةٌ عاليةٌ ، بزار وتبرك به . كذا في المستدرك ( ١ ) .

٢٩٥ – أصل جعفر بن عثمان بن شريك : قال النجاشي : جعفر ابن عثمان بن شريك بن عدي الكِلابي الوحيدي – ابن أخي عبد الله بن شريك – وأخوه الحسين بن عثمان ، رويا عن أبي عبد الله عليه السلام ، ذكر ذلك أصحاب الرجال ، له كتاب رواه عنه جماعة ( ٢ ) ، ثم ذكر طريقه المنتهي إلىِ ابن أبي عمير عنه بكتابه .

وجعفر بن عثمان مشترك بين أربعة :

أحدهم : هذا صاحب العنوان .

وثانيهم : هو المذكور في فهرست الشيخ بعنوان : جعفر بن عثمان ، صاحب أبي بصير ، له کتاب رويناه بالإِسناد الأول ( ٣) ، والظاهر اتحادهما كما يظهر من السيد في المنهج ( ٤ ) .

______

( ١ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٤٧٤ الفائدة / ٣ من الخاتمة .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٣٢٠ / ١٢٤ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ١٤٠ / ٤٤ .

( ٤ ) منهاج المقال : ٨٣ .


وثالتهم : جعفر بن عثمان الرواسي الكوفي ، الذي ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ( ١ ) ، ونقل الكشي توثيقه بهذه الصورة : سمعت : ، أشياخي يذكرون : أن حمّاداً وجعفراً والحسين أبناء عثمان بن زياد الرواسي ، وحمّاد يلقب بالناب ، وكلّهم فاضلون أخيار ثقات ( ٢ ) ، إنتهى .

والظاهر أن الرواسي متحدٌ أيضاً مع ابن شريك الوحيدي صاحب الأصل ، كما يظهر العلّامة في من الخلاصة ( ٣ ) ، وجماعة اُخرى ( ٤ ) ، فإن كان كذلك ، فالأمر فيه سهل لتصريح الكشي بوثاقته ، وربما يدل على ذلك أيضاً كلام النجاشي في ترجمة الوحيدي : ذكر ذلك أصحاب الرجال ، وإن كان غير ذلك فأمرهما أيضاً سهل التصريح الكشي : بوثاقة الرواسي ، ورواية ابن أبي عمير عن الوحيدي ، وأيضاً رواية الجماعة عنه ، وكلاهما يفيدان التوثيق ، على أنه صاحب أصل وكتاب ، فلا يجوز فيه الارتياب ، على أنه قد عرفت سابقاً ومراراً من طريقة النجاشي الضابط في أمثال الاُمور .

ورابعهم : هو ابن عثمان الطائي ، صاحب رثاء الحسين عليه السلام كما نقله الكشي : وشهد الصادق عليه السلام له بالجنة ( ٥ ) ، إلّا أن العلّامة حكم يضعف الخبر ، بأن في طريقه محمد بن سنان ونصر بن صباح ، وقال : هما ضعيفان ( ٦ ) . والأمر فيهما غير عظيم ، فإن جماعة من المحقّقين وطائفة من النقّادين المتأخّرين حكموا في ابن سنان بأنه من الثقات الأثبات الأعيان

______

( ١ ) رجال الشيخ : ١٦١ / ٦ .  

( ٢ ) رجال الكشي ٢ : ٦٧٠ / ٦٩٤ .

( ٣ ) رجال العلامة : ۳۲ / ۱۱ ، وقد ترجم للرواسي دون الآخر ولم يرد فيه ما يظهر الإِتحاد . ويؤيد مدعانا ما في كتب الرجال من عدم ذكرهم هذا الإِستظهار .

( ٤ ) منتهى المقال : ٧٧ .

( ٥ ) رجال الكشي ٢ : ٥٧٤ / ٥٠٨ ، وفيه : بن عفان .

( ٦ ) رجال العلامة : ٣٢ / ٨  وفيه : بن عفان .

وإن شئت مزيد التوضيح فارجع إلى رجال العلّامة الطباطبائي الملقّب ببحر العلوم

وأما ابن صباح فهو من مشايخ الكشي ، ويروي عنه على سبيل الاعتماد ، وهكذا الطائفة الحقة قد أكثروا الروايات عنه ، وقد ذكر أرباب الفن أن كثرة الرواية عند أهالي الدراية من أمارات الاعتماد والوثاقة ، على أن المتقدمين الطاعنين في ابن صباح تعرضوا لوجه قدحه وسبب طعنه ، وهو كونه غالياً طياراً .

وقد عرفت منّا أيضاً أن الغلو والطيارة التي نسبوها إلى الرواة الأجلّاء بمعتقدهم  الخاص مما يفيد المدح الباذخ والشرف الجليل بحسب معتقد المتأخرين ، وقد تقدم التوضيح لذلك المجمل ، وستأتي الزيادة فيما يستقبل إن شاء الله الكريم الوهاب الأجل ، فظهر بهذا النهاية من البيان أن أبناء عثمان كلّهم من الثقات الأعيان والأجلّاء ذوي الشأن .

٢٩٦ – أصل جعفر بن محمد : ذكره الشيخ في الفهرست ، وفي رجاله في باب فيمن لم يروَ عن الأئمة عليهم السلام وفي الأول : جعفر بن محمّد يكنى أبا محمّد ، له كتاب أخبرنا به الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عن محمّد بن علي بن محبوب عن جعفر بن محمّد ( ١ ) .

وفي الثاني : بعد ترجمته وتكنيته : روى عنه محمّد بن علي بن محبوب ( ٢ ) ، وفي معالم السروي أبو محمّد جعفر بن محمّد له كتاب ( ٣ ) ، ولم أجده في سائر التراجم المشهورة .

_____

( ١ ) فهرست الشيخ : ٤٤ / ١٤٢ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٤٦٢ / ٣١ .

( ٣ ) لم ترد له ترجمة بهذا العنوان في النسخة التي لدينا .


ورجال السند من الثقات الأجلّاء ، فإن الحسين بن عبيد الله هو الغضائري الثقة شيخ المشايخ ، وأما أحمد فهو من مشايخ الصدوق والغضائري والتلعكبري وابن أبي جيد القمي ، وكفاه جلالةً وقدراً .

وأما أبوه فهو م محمّد بن يحيى العطار شيخ القميين ، وقالوا في ترجمته : شيخ أصحابنا في زمانه ، عين ثقة كثير الحديث ، صاحب المصنفات ، وهو شيخ الكليني ، وأما ابن محبوب فجلالته أشهر من أن تذكر ، وروايته عن جعفر دليل الوثاقة ، واعتماد هذه المشايخ يؤيّده ، وهم حفاظ هذا الدين المبين ، وحراس الشرع المتين .

٢٩٧ – كتاب الأضاحي : وهذا الكتاب من مصنّفات الشيخ الجليل الفقيه المحدّث الصدوق أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمي صاحب كتاب كامل الزيارة ، وهذا الكتاب كما يظهر من فهرستي الطوسي والسروي من جملة أجزاء كتبه الفقهية ، حيث قال في الفهرست بعد ترجمته : ثقة ، وله أيضاً تصانيف كثيرة على عدد كتب الفقه ( ١ ) ، وعد منها هذا الكتاب ، ونظير ما كتبه في هذا الباب مهرة هذا الفن ونقدة الدين ، غاية الأمر أن المتأخرين يعبّرون عن كتاب الأضاحي بكتاب الصيد والذباحة ، وفي فهرست النجاشي : كان أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلّائهم في الحديث والفقه ، روى عن أبيه وعن أخيه عن سعد – إلى أن قال – وعليه قرأ شيخنا أبو عبد الله الفقه ومنه حمل ، وكلما يوصف به الناس من جميل ( ٢ ) وفقه فهو فوقه ، له کتب حسان ( ٣ ) .

ولهذا الشيخ مشايخ كثيرون ، انتهى عددهم باستقصاء بعض الأعلام

_____

( ١ ) فهرست الشيخ : ٤٢ / ١٣٠ .

( ٢ ) في المصدر زيادة : وثقة .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٨ .


إلى الثاني والثلاثين ، وكلّهم من سدنة المذهب وحـرسـة الشرع ، كثفة الإِسلام الكليني ، وعلي بن بابويه القمي ، والحميري القمي ، ووالده محمد ابن قولويه ، وغيرهم من أجلّاء حملة الحديث ونبلاء الفقه .

ويوجد في الخرائج رواية شريفة متعلقة بهذا الشيخ في باب معاجز المهدي – عجل الله تعالى فرجه – قد عين فيها سنة وفاته والبشارة بالشفاء من المرض في سنة سبع وثلاثين ، وفيها دلالة على قربه المعنوي من الحضرة ، وبالجملة تأريخ وفاته كما يظهر من هذه الرواية سنة سبع وستين وثلاثمائة ( ١ ) .

فما في الخلاصة من تعيين الوفاة في سنة تسع ( ٢ ) فاشتباه نشأ من تماثل السبع والتسع ، ولهذا يقولون في أمثال الموضع: بتقديم السين أو التاء كما يفعلون ذلك في السبعين والتسعين حذراً عن هذا الإِشتباه، وما في رجال الشيخ من الثمان ( ٣ ) لا يقاوم تلك الرواية ( ٤ ) ، والله العالم .

وضريحه المقدّس كما في الروضات : في مشهد الحضرة الكاظميّة في الرواق الشرقي الأول ، زادها الله شرفاً وتعظيماً ، ونسب الاشتباه إلى صاحب الرياض بأنه قال : إن قبره الآن بقم المحروسة معـروف ( ٥ ) ، وإن المزار المعروف اما تربة أبيه أو واحد من أهل بيته الفضلاء المدفونين بها ( ٦ ) .

٢٩٨ – أصل جعفر بن مبشر : لم أجد ذلك في الكتب الحاضرة عندي من الكتب الرجالية ، غير ما يظهر من النجاشي في ترجمة حُبَيش بن

______

( ١ ) الخرائج الجرائح : ١٢٦ .

( ٢ ) رجال العلامة : ٣١ / ٦ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ٤٥٨ / ٥ .

( ٤ ) وفي البحار [ ٠ : ١٢٢ ] : وكانت وفاته في أوائل الثمان ، فلم يعتبر في هذا الخبر الكسر لقلته ، مع أن إسقاط ما هو أقل من النصف شائع في الحساب ، إنتهى . ( منه قده )

( ٥ ) رياض العلماء ٦ : ٣٢ .

( ٦ ) روضات الجنات ٢ : ١٧١ / ١٦٦ .

مُبشّر ، حيث قال : أخو جعفر بن مُبشّر . وفى آخر الترجمة : أخو جعفرين مُبشّر الكاتب ( ١ ) . ويظهر من ذلك معروفيته ومشهرته حيث جعله معرِّفاً لأخيه ، إلا أن السيد الجليل عبد الكريم بن أحمد بن طاووس نقل عن هذا الكتاب حديثاً في كتابه المسمّى بفرحة الغري ، وهذه صورته :

وذكر جعفر بن مُبشّر في كتابه في نسخةٍ عتيقة عندي ما صورته – إلى أن قال : – قال أبو عبد الله الجدلي : وقد حضره عليه السلام – أي أمير المؤمنين – وهو يوصي الحسن ، فقال : يا بني ، إني ميتٌ من ليلتي هذه ، فإذا أنا مُتُّ فاغسلني وكفّني وحنّطني بحنوط جدّك ، وضعني على سريري ، ولا يقربنّ أحدٌ منكم مقدّم السرير فإنكم تكفونه ، فإذا المقدّم ذهب فاذهبوا حيث ذهب ، فإذا وضع المقدّم فضعوا المؤخّر ، ثم تقدّم – أَي بُنيّ – فصلّ عليّ وكبّر سبعاً ، فإنّها لن تحلّ لأحدٍ من بعدي إلّا لرجلٍ من ولدي يخرج في آخر الزمان يقيم اعوجاج الحقّ ، فإذا صلّيت فخط حول سريري ثم احفر لي قبراً في موضعه إلى منتهى كذا وكذا ، ثم شقّ لحداً فإنك تقع على ساحة منقورة ادخرها لي أبي نوح ، وضعني في الساجة ، ثمّ ضع عليّ سبع لبنات كبار ، ثم ارقب هنيئةً ثم انظر ، فإنك لن تراني في لحدي ( ٢ ) . إنتهى ما أردنا نقله من فرحة الغري .

٢٩٩ – أصل جعفر بن مالك : وهذا الرجل غير مذكور في فهارس الرجاليين ، إلّا أن يكون جعفر بن محمّد بن مالك الآتية ترجمته في ذكر مصنّفاته ، إلّا أن السيد ابن طاووس نقل في كتابه فلاح السائل حديثاً ، وهده صورته :

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٤٦ / ٣٧٩ .

( ٢ ) فرحة الغري : ٣٢ .


ومن كتاب جعفر بن مالك عن أبي جعفر عليه السلام : إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء ، وهبّت الرياح ، وقضي فيها الحوائج ( ١ ) . وفي بعض الأسانيد أنه يروي عن محمّد بن الحسين الصائغ صاحب النوادر المذكور ، ولولا خوف التطويل الذكرت السند المذكور ، لكنه مذكور في الباب السادس من فرحة الغري ( ٢ ) ، فليراجع .

٣٠٠ – أصل جعفر بن محمد ( ٣ ) : وهذا أيضاً كسابفه ، إلّا أنه نقل عنه ابن أخي السيد المعظّم المقدّم في كتابه الفرحة عنه ، ونكتب كلامه الإِثبات المطلوب ، قال : وبالإِسناد إلى محمد بن أحمد بن آدم عن محمد بن همّام ، قال : وجدت في كتابٍ كتبه ببغداد جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الرازي ، عن الحسين بن إسماعيل الصيرفي ، عن عبدالله عليه السلام ، قال : من زار أمير المؤمنين عليه السلام ماشياً كتب الله له بكل خطوةٍ حجّة وعمرة ، فإن رجع ماشياً كتب الله له بكلّ خطوةٍ حجّتان و عمرتان ( ٤ ) ، إنتهى . اللّهم ارزقنا توفيق زيارتهم بحقّهم وحرمتهم ، ويحتمل أن يكون المذكور سابقاً بعنوان أبي محمّد جعفر بن محمّد وصحّحنا الطريق إليه ، والله العالم .

٣٠١ – أصل جعفر بن محمد بن حكيم : عدّه الشيخ في اصحاب الكاظم عليه السلام ( ٥ ) ، وفي رجال الكشي على ما حكاه السيد

______

( ۱ ) فلاح المسائل : ٩٧ .

( ٢ ) فرحة الغري : ٥٥ .

(۳) هذا الرجل كما وجدناه بعد ذلك –  من مشايخ محمد بن همام المشهور ، المولود بدعاء العسكري ، وهذه صورته : وبالأسانيد إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه عن جماعة من أصحابنا قالوا : حدثنا محمد بن همام قال : حدثنا جعفر بن محمد بت مالك الفرازي قال : حدثنا جعفر بن إسماعيل الهاشمي قال : سمعت خالي . . . إلى آخره . ( منه قده ) .

( ٤ ) فرحة الغري : ٧٥ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ٣٤٥ / ١ .

الإِسترآبادي : سمعت حمدويه بن نصير يقول : كنت عند الحسن بن موسى أكتب عنه أحاديث جعفر بن محمد بن حكيم ، إذ لقيني رجل من أهل الكوفه – سمّاء لي حمدويه – وفي يدي كتابٌ فيه أحاديث جعفر بن محمد بن حکیم ، فقال : هذا كتابُ مَن ؟ فقلت : كتاب الحسن بن موسى ، عن جعفر ابن محمد بن حكيم ، فقال : أما الحسن فقل فيه ما شئت ، وأماّ جعفري محمد بن حكيم فليس بشيء ( ١ ) ، إنتهى .  

وفي التعليقة : وفي الوجيزة عدّه ضعيفاً ، وفي الحكم به بمجرّد ما ذكر هنا لا يخلو من ضعف ( ٢ ) . وفي المستدرك : يروي عنه الجليل علي بن الحسن بن فضال ، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع ، وموسى بن القاسم ، وأحمد بن محمد بن خالد ، والجواب عن ذمّه ممّن لا يعرف مذكور في التعليقة ( ٣ ) إنتهى .

٣٠٢ – كتاب الاعتقادات : وهو من تصنيفات الشيخ الفاضل الثقة المتقدّم الجليل جعفر بن محمّد بن أحمد بن العباس بن الفاخر العبسي الدوريستي ، المدعو بخواجة والمكنى بأبي عبد الله ، ونسبه الشريف كما عن المجالس ينتهي إلى حذيفة بن اليمان الصحابي الجليل( ٤ ) ، وهو من أهل بيت جليل كلّهم من الفقهاء والعلماء ، ويظهر ذلك من فهرست الشيخ منتجب الدين في ترجمة ولد هذا الشيخ بهذه العبارة : عبد الله بن جعفر الدوريستي فقيهٌ صالح ، له الرواية عن أسلافة مشايخ دوريست فقهاء الشيعة ( ٥ ) ، إنتهى .

_____

( ١ ) منهاج المقال : ۸۵ ، رجال الكشي ٢ : ٨٢٢ / ١٠٣١ .

( ٢ ) تعليقة البهبهاني : ٨٦ .

( ٣ ) مستدرك الوسائل ۳ : ۷۸۸ الفائدة / ١٠ من الخاتمة .

( ٤ ) مجالس المؤمنين : ٤٨٢ .

( ٥ ) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٢٨ / ٢٧٦ .


وهذا الشيخ معاصرٌ للشيخ الطوسي كما يظهر من الآمل ، يروي عن حملة من فقهاء الطائفة الذين هم أوتاد الدين وأركان المذهب ، مثل المفيد والمرتضى والرضي وأحمد بن عياش الجوهري صاحب مقتضب الأثر ، كما يروي عنه جملة من المشايخ كصاحب السرائر وشاذان القمي وصاحب رياض الجنان وغيرهم من الأجلّاء ، وله ولد آخر يظهر من المجالس أن اسمه الخواجة حسن بن جعفر الدوريستي ، ونقل من أشعاره هذه القطعة الشريفة :

بعض الولي علامة معروفةٌ                                                                                 كُتِبت على جبهات أولاد الزّنا مَنْ لَم يوالِ مِنَ الأنام وليّه                                                                                  سيّان عند اللهِ صلّى أو زنَا ( ١ )                                 وله مؤلّفات اُخر ، نشير إليها في محلّها إن شاء الله تعالى .

٣٠٣ – كتاب الأعمال المانعة من دخول الجنة : وهذا الكتاب من مصنّفات الشيخ الثقة الجليل السابق إلى ذكره الإِشارة جعفر بن أحمد القمي المعروف بابن الرازي ، وكتابه هذا يوجد في هذا الزمان ، وقد يعبّر عنه بكتاب المانعات ، وقد استخرج عنه علامة زماننا أخباراً وفرقها على الأبواب من مستدركه ، ولا بأس بذكر واحد منها حرصاً على نشر آثار المعصومين .

قال جعفر بن أحمد القمي في كتاب الأعمال المانعة من الجنّة : عن الحسين بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله – في حديث – وإياكم والعقوق ، فإن الجنّة يوجد ريحها من مسيرة مائة عام ، وما يجدها عاقٌ ولا قاطع رحم ( ٢ ) . وفي المستدرك نقلاً عن الدروع الواقية : أن جعفر بن أحمد عظيم الشأن من الأعيان ، ذكر

_______

( ١ ) مجالس المؤمنين ١ : ٤٨٢ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٩ / ١٠ .


الكراجكي في كتاب الفهرست : أنه صنف مائتين وعشرين كتاباً بقم والرى ( ١ ) ، إنتهى ، ويروي هذا الشيخ تفسير الإِمام الهمام العسكري من الصدوق ، كما أشار إليه في البحار .

٣٠٤ – أصل جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي : قال الشيخ في الفهرست : جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ، له كتاب رويناه بالإِسناد ( ١ ) الأول عن ابن همام ، عن حميد ، عن أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزار ، عن محمّد بن اُميّة بن القاسم الحضرمي ، عن جعفر بن محمد بن شريح ( ٣ ) .

وهذا الأصل الأصيل والكتاب الجليل موجود في زماننا هذا ، كان عند صاحب المستدرك ونقل عنه كراراً ، وذكر في مقام اعتبـاره مـا نقلناه عن الفهرست ، ونقل ما كان في مفتتح النسخة ( ٤ )، وقال : إن محمد بن اُمية – الذي هو الواسطة بين الأزدي وبين جعفر صاحب الكتاب – مصحف في سند الشيخ ، وأظهر أن الصحيح هو محمد بن المثنى كما كان في سند الكتاب ، نظراً إلى ما في البحار ، من أن محمد بن اُمية غير مذكور في الرجال ولا في أسانيد الأخبار . ثم قال : والظاهر أن أحمد بن زيد في السندين هو بعينه أحمد بن زيد الخزاعي الذي ذكر الشيخ في الفهرست أنه يروي كتاب آدم بن .

______

( ١ ) مستدرك الوسائل ۳ : ۳۰۸ .

( ٢ ) مراده بالإِسناد الأول : الشيخ المفيد والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون وغيرهم ، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، عن أبي علي بن همام : ( منه قده ).

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٤٣ / ١٣٧ .

( ٤ ) [ مستدرك الوسائل ٣ : ٣٠٣ ] الشيخ أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد بن إبراهيم التلعكبري أيده الله قال : حدّثنا محمد بن همّام قال : حدّثنا حميد بن زياد الدهقان قال : حدّثنا أبو جعفر احمد بن زيد بن جعفر الأزدي قال : حدّثنا محمد المثنى بن القاسم الحضرمي قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ، عن حميد بن شعيب السبيعي ، من جابر الجعفي ، قال : قال أبو جعفر عليه السلام إلى آخره . ( منه قده ) .


المتوكّل ، عن أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد ، عن أحمد بن زيد الخزاعي ، عنه ( ١ ) . وكتاب أبي جعفر شاهطاق ، والظاهر أنه محمد بن علي بن النعمان الملقّب بمؤمن الطاق ، عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن حميد ، عن أحمد بن زيد الخزاعي ، عنه ، ووافقنـا على اتحادهما المتبحّر النقّاد المولى الحاج محمد الأردبيلي في جامع الرواة .

وظهر مما نقلناه أنه من مشايخ الإِجازة ، وأن حميداً اعتمد عليه في رواية الكتب المذكورة ، وهم ( ٢ ) لا يحتاجون إلى التزكية والتوثيق ، أما لعدم ضعفهم وجهالتهم ، أو لكونهم ثقات أثبات على اختلافٍ بينهم . ومنه ( ٣ ) يظهر حسن حال الحضرمي مع أن رواياته في الكتاب سديدة مقبولة يوجد متونها أو مضمونها في سائر الكتب المعتبرة ، ومما يشهد على حسن حاله اعتماد محمد بن مثنى عليه ، فإن جلّ روايات كتابه عنه ، فراجع وتأمّل .

وأبوه محمد بن شريح من ثقات أصحاب أبي عبدالله عليه السلام ، له كتابٌ يرويه جماعةٌ كما في النجاشي والفهرست وغيرهما( ٤ ) ، إنتهى . ونحن لا نخلي الأوراق من رواية هذا الكتاب ونتبرك بذلك ونرجو الثواب على ذلك من الله تعالى في الشدائد والمهالك .

روى عن أبي الصباح ، عن خشيمة الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : أردت أن اُودّعه فقال : يا خثيمة ، أبلغ موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله ، وأوصهم أن يعود غنيّهم على فقيرهم ، وقويّهم على

______

( ١ ) فهرست الشيخ : ١٦ / ٤٧ .

( ٢ ) في المصدر : مشايخ الإِجازة .

( ٣ ) في المصدر زيادة : وممّا نقلنا عن السيد الكاظمي والعلامة الطباطبائي في مدح أرباب الكتب وأصحاب التصانيف .

( ٤ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٣٠٤ .


ضعيفهم ، وأن يشهد حيّهم جنازة ميّتهم ، وأن يتلاقوا في بيوتهم ، فإنّ لقاء بعضهم بعضاً في بيوتهم حياة الأمرنا ، رحم الله عبداً أحيى أمرناه ، يا خثيمة أبلغ موالينا انا لسنا نغني عنهم من الله شيئاً إلّا بعمل، وأنهم لن ينالوا ولا يتنا إلّا بورع ، وأن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم خالفه إلي غیره ( ١ ) .

 ٣٠٥– أصل أبي نصر جعفر بن محمد بن الحسن بن الهيثم : قد نقل السيد علي بن طاووس في كتاب الإِقبال ، كيفيّة صلاة يوم المبعث وهو السابع والعشرون من رجب ، من هذا الكتاب ، قال : فمن ذلك ما رواه محمد بن علي بن ( ٢ ) الطرازي رحمه الله في كتابة ، فقال : صلاة يوم سبعة وعشرين من رجب وهو اليوم الذي بعث فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله .

أبو العباس أحمد بن علي بن نوح – رضي الله عنه – قال : حدثني أبو أحمد المحسن بن عبد الحكم السجري ، وكتبته من أصل كتابه قال : نسخت من كتاب أبي نصر جعفر بن محمد بن الحسن بن الهيثم ، وذكره خرج من جهة أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه : أن الصلاة يوم سبعة وعشرين من رجب اثنتى عشر ركعة ، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وما تيسر من السور ، ويجلس ويسلّم ويقول بين كل ركعتين : الحمد لله . . . الدعاء ، فإذا فرغت من الصلاة والدعاء قرأت الحمد وقل هو الله أحد وقل يا أنها الكافرون والمعوذتين وإنّا أنزلناه في ليلة القدر وآية الكرسي سبعاً سبعاً . ثمّ تقول : ( لا إله إلّا الله والله أكبر وسبحان الله ولا حول ولا قوّة إلّا بالله سبع

_______

( ١ ) الاُصول الستة عشر : ۷۹ .

( ٢ ) ليس في المصدر .


مرات وتقول )( ١ ) : الله اللهُ ربّي لا اُشرك بهِ شيئاً ، سبع مرّات ، ثم ادعٌ بما أحببت ( ٢ ) .

ويحتمل أن يكون هذا من ولد محمّد بن هیثم بن عروة النميمي الكوفي الثقة ، الذي يروي أبوه عن الصادق عليه السلام ، وله كتابٌ كما في النحاشي والفهرست ، والله العالم .

٣٠٦ – أصل جعفر بن محمد الآدمي : وهذا الشيخ من جملة مشايخ أحمد بن عیاش ، صاحب كتاب مقتضب الأثر ، وكتاب الأغسال وكتاب أخبار أبي هاشم الجعفري ، السابق إلى ذكرهما الإِشارة ، يروي عنه في المقتضب .

قال ـ كما في المستدرك – أحمد بن محمد بن عياش في كتاب مقتضب الأثر : حدثني جعفر بن محمّد بن الآدمي من أصل كتابه ( ٣ ) ، قال : حدّثني أحمد بن عبيد بن ناصح ، قال : حدّثني الحسين بن العلوان الكلبي ، عن همام بن الحارث ، عن وهب بن منبه ، قال : إن موسى عليه السلام نظر ليلة الخطاب إلى كل شجرةٍ في الطور وكل حجرٍ ونباتٍ ينطق بذكر محمّد واثني عشر وصيّاً له بعده صلوات الله عليهم ، فقال موسى : إلهي لا أرى شيئاً خلقته إلّا وهو ناطقٌ بذكر محمّدٍ وأوصيائه الاثني عشر صلوات الله عليهم فما منزلة هؤلاء عندك ؟

وفي البحار ( ٤ ) قال : يا بن عمران ، إنّي خلقتهم قبل خلق الأنوار ، وجعلتهم في خزانة قدسي ، يرتعون في رياض مشيّتي ، ويتسمون من رَوح

_____

( ١ ) ما بين القوسين لم يرد في المصدر ، بل ورد بدله : اللّهم .

( ٢ ) إقبال الأعمال : ٦٧٥ .

( ٣ ) وفي البحار بعد ذكر اسمه وأثنى عليه : ابن غالب الحافظ .

( ٤ ) بحار الأنوار ۲٦ : ۳۰۹ .


جبروتي ، ويشاهدون أقطار ملكوتي ، حتى إذا شاءت مشيتي أنفذت قضائي و قدري ؛ يابن عمران ، إني سبقت بهم استباق حتى

اُزخرف بهم جناني ؛ يا ابن عمران ، تمسك بذكرهم فإنهم خزنة علمى وعيبة حكمي ومعدل نوري .

قال حسين بن علوان : إلى آخره – إلى أن قال – قال حسين بن علوان : فذكرت ذلك لجعفر بن محمّد عليهما السلام فقال : حق ذلك هم أثنى عشر من آل محمّد علي والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن علي عليهم السلام ومن شاء الله ، قلت : جعلت فداك ، إنما أسألك لتفنيني بالحق ، قال : أنا وابني هذا – وأومأ إلى ابنه موسى – والخامس من ولده يغيب شخصه ولا يحل ذكره باسمه ( ١ ) .

أقول : إن هذا الخبر يدل كجملةٍ من الأخبار المعتبرة على عدم جواز التسمية في زمن الغيبة ، ولو ساعدنا التوفيق إلى ذكر الكتب المؤلفة في تحريم التسمية لأشبعنا الكلام في ذلك ، واستوفينا المقال في المرام ، ونقلنا جملة كلام المتأخرين إن شاء الله العليم العلّام .

٣٠٧ ـ أصل أبي عبدالله جعفر بن محمد المحمّدي : وهذا السيد الجليل من مشايخ الشيخ الجليل ابن عقدة الحافظ ، الذي يروي عنه تلميذه الجليل النعماني صاحب الغيبة المشهور ، يروي عنه في كتابه بهذه الصورة :

أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ( ٢ ) المحمدي من كتابة في سنة ثمان وستين ومائتين ، عن محمد بن منصور بن الصيقل ، عن أبيه ، عن الباقر عليه السلام ، قال : كنا وجماعة عند أبي

______

( ١ ) مستدرك الوسائل ٢ : ٣٨١ / ١٧ .

( ٢ ) في المصدر زيادة : بن عبدالله .


جعفر عليه السلام تتحدّث ، فالتفت إلينا ، فقال : في أي شيءٍ أنتم ؟ هيهات فيهات ، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا ، لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتّى تميزوا ، لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أميكم إلّا بعد إيّاس ، لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتّى يشقى من شقي ويسعد من سعد ( ١ ) .

وجعفر بن محمد الفاطمي يشترك بين جماعة ، يروي عن ثلاثةٍ منهم التلعكبري المصري والحبري والعلوي الحسيني المكنّى بأبي هاشم ، ، وكلّهم بلائم طبقة صاحب الترجمة إلّا أن الظاهر أنه غيرهم ، بل هو صاحب التاريخ العلوي وكتاب الصخرة والبئر ، ويحتمل أن يكون الكتاب المعنون في العنوان أحد الكتابين ، ويحتمل أن يكون تصنيفاً آخر غير مسمّى باسم .

وعلى أي حالٍ يظهر من تأريخ ولادة ابن عقدة من سنة تسع وأربعين ومائتين ، وسنة وفاته في اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، ومن ملاحظة تاريخ وفاة هذا السيد الأجل أن يكون هو من مشايخه لا الثلاثة المتقدّمة المشتركة معه في الاسم والأب والسيادة .

وتأريخ موته كما في رجال النجاشي بعد توثيقه وإظهار كثرة روايتـه وسماعه وكثرة عمره وعلو إسناده ، وذكر تصنيفه ، وذكر الإِسناد إليه في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثمائة ، وله نيف وتسعون سنة ، وذكر – بتوسط شيخه – أنه قال : ولدت بسرّ من رأى سنة أربع وعشرين ومائتين ( ٢ ) ، فتأمّل .

والأظهر من هذا الظاهر، أن يكون هذا السيد بعينه هو أبا عبد الله جعفر ابن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب ،

______

( ١ )عينة النعماني : ٢٠٨ / ١٦ باختلاف ، والظاهر أنه نقل الرواية بتوسط ، وذلك لوجود صور كثيرة للرواية نقلها أصحاب التواريخ ، راجع الكافي ١ : ٣٠٢ / ٦ ، وغيبة الشيخ : ٢٠٣ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٢٢ / ٣١٤ .


من ولد محمّد بن الحنفيّة الفقيه الثقة ، الذي يروي عن جماعةٍ من الأجلّاء صاحب كتاب المتعة ، ويرويه عنه أحمد بن محمّد بن سعيد الشهير بابن عقدة ، وقالوا في حقه : يقال له : جعفر بن عبد الله المحمدي ، ويظهر ذلك من البحار في طريقه إلى أصل زيد النرسي ، والله العالم .

٣٠٨ ـ أصل جعفر بن محمد بن عبيدالله : قال الشيخ في الفهرست : له كتابٌ ، رويناه بالإسناد الأول عن أحمد بن أبي . عبد الله  ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد بن عبید الله ( ١ ) . وفى المستدرك : وإلى جعفر بن محمد بن عبیدالله ضعيفٌ في الفهرست، وإليه صحيحٌ في التهذيب في باب وجوه الصيام قريباً من الآخر بستة أحاديث ، وفي باب أحكام الطلاق في الحديث المائة والعاشر ، وفي الاستبصار في باب صوم يوم عاشوراء في الحديث الثالث ، وفي باب حدّ المحارب في الحديث الأول ( ٢ ) ، إنتهى .

وأما تضعيف طريق الفهرست فبواسطة أحمد بن أبي عبد الله بن عياش صاحب المصنّفات المشهورة ، إلّا أن رواية الجماعة عنه مما يرتفع غبار ذلك . الضعيف كما قاله الشيخ في ترجمته ، فراجع .

وقد قدّمنا أن منشأ ذلك التضعيف لفظة : اختل في آخر عمره الموجودة في ترجمته ، ونقلنا عن السيد الداماد: أنه أخبل – بالباء المفرد – بمعنى فساد في العقل ، وإن كان هذا السيد المعظم منفرداً في هذا التوجيه ، بل ينافيه بعده لفظة اضطرب، إلّا أنه يؤيد المدعى من الوثاقة ، فإن رواية الجماعة عنه قبل عروض هذا الفساد قطعاً ، ولو كان المراد من اللفظ الإِختلال في المذهب والفساد في الدين فهذا أيضاً لا ينافي الوثاقة المعتبرة أصحاب الحديث ، ويؤيد الوثاقة اعتماد الأصحاب عليه ، كيف لا ؟ وهم

______

( ١ ) فهرست الشيخ : ٤٣ / ١٣٩ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٧٢٥ .


ابن سفيان البزوفري ، والثقة النبيل محمّد بن يحيى العطار ، والثقة الحافظ  أحمد بن عقدة .

وأما تضعيف النجاشي ، فالظاهر أنه مأخوذٌ من كلام ابن الغضائري كما يشهد بذلك نقل كلامه للتأييد ، وتضعيفه إن كان من قبل نفسه فأمره سهل لما عرفت مراراً من طعنه كثيراً على جملة من أجلّاء المحدثين ، وقلّما يسلم أحدٌ من طعنه ولا يصيبه حدة توهينه ، وإن كان مأخوذاً من الصدوق وشيخه اين الوليد ، حيث استثنياء من رجال نوادر الحكمة ، وصوّبه أيضاً ابن نوح ، فيما ذكره اللاُستاذ الأجل في التعليقة كفاية ، ونحن ننقل كلامه بطوله لكثرة فولك في المقام وأمثاله .

قال رحمه الله : وقوله : وقال الشيخ : بكونه ثقة ، ونقله التضعيف عن قوم دليلٌ على تأمل فيه ، وعدم قبوله إيّاه ، ثمّ في قوله : روى مولد القائم ، إلى آخره بعد توثيقه ، ونقله التضعيف لعلّه إشارة منه إلى أن : ، سبب تضعيفهم رواية الأعاجيب في مولده وأنه ليس منشأ للتضعيف، والأمر على ما ذكره رحمه الله ، فإن رواية الأعاجيب وأمثالها لعلّه منشأ للتضعيف عند كثيرٍ من القدماء ، كما لا يخفى على المتتبّع والمطلع ، والحال إنه ليس كذلك .

قال جدّي رحمه الله : لا شك في أن اُموره كلّها أعاجيب بل معجزات الأنبياء كلّها أعاجيب ، ولا عجب من الفضائري في أمثال هذه ، والعجب من الشيخ ! لكّن الظاهر أن الشيخ ذكر ذلك البيان لوجه تضعيف القوم لا للذم ، ثم قال: والعجب من النجاشي أنه مع معرفته هؤلاء الأجلّاء وروايتهم عنه ، كيف سمع قول جاهلٍ مجهولٍ فيه .

والظاهر أن الجميع نشأ من قول الغضائري كما صرّح به النجاشي حيث قال : ضعيفاً في الحديث ، قال أحمد بن الحسين رحمه الله : فانظر إنه متى يجوز نسبة الوضع إلى أحد الرواية الأعاجيب ، والحال أنه هو لم يروها فقط


بل رواها جماعةٌ من الثقات ، انتهى – إلى أن قال – نعم لا يبعد أن يكون منشأ تواهم وتضعيفهم رواية الأعاجيب ، ومنشأ قول النجاشي : تضعيفهم ، أو مع روايته الأعاجيب .

والظاهر أن من جملة المنشأ روايته عن المجاهيل ، ونسبة الإِرتفاع إليه ، ولعلّ هذه النسبة أيضاً من روايته الأعاجيب ، ومما يدلّ على عدم غلوّه ما رواه في الخصال عنه بسنده إلى الصادق عليه السلام ، قال : صنفان من اُمتي لا نصيب لهما في الإِسلام : الغلاة والقدريّة ( ١ ) ، إنتهى .

ويحتمل أن يكون ما تقدم بعنوان أصل جعفر بن محمد مستنداً ذلك إلى فرحة الغري بعينه هو هذا الرجل ، ويؤيده هنالك رواية محمد بن همّام عنه كما عرفت هنا ، ومن الغريب أن الصدوق يعتمد على شيخه ابن الوليد كما نسب إليه على استثناء رجال من كتاب نوادر الحكمة ومنهم هذا الفزاري ، ومع ذلك يروي عنه كما اتفق له ذلك في أصل الزراد والنرسي ، وهذا يشعر إما بالرجوع إلى ما بالرجوع إلى ما اعتمده أولاً كما أشار إلى هذه الدقيقة أيضاً بعض من النقّادين أو بضعف النسبة ، وقد أشرنا سابقاً إلى روايته عنه ، ونكرره في المقام إثباتاً للمرام في الإِكمال .

حدّثنا جماعة من أصحابنا قالوا : حدّثنا محمد بن همّام قال : حدثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري قال : حدّثنا جعفر بن إسماعيل الهاشمي ، قال : سمعت خالي محمّد بن علي يروي عن عبد الرحمن بن حمّاد ، عن عير بن صالح السابري ( ٢ ) ، قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن هذه

_____

( ١ ) تعليقة البههاني : ٨٧ ، الخصال : ٧٢ / ١٠٩ .

( ٢ ) في المصدر : عمر بن صاحب السابري، وترد في بعض النسخ « بن صالح » ، « بن بزيغ » والظاهر من كتب الرجال أن كليهما تصحيف .


الآية : ( أَصْلُهَا ثابتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ) ( ١ ) قال : ( أَصْلُها ) : رسول ال صلّى الله عليه وآله ، ( وَفَرْعُهَاِ في السَّمَاءِ ) : هو أمير المؤمنين ، والحسين والحسين ثمرها ، وتسعةٌ من ولد الحسين أغصانها ، والشيعة ورقها ، والله إن الرّجل منهم يموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة قلت : قوله تعالى : ( تُؤْتِي اُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِاذْنِ رَبِّهاَ ) ( ٢ ) قال : ما يخرج من علم الإِمام إليكم في كلّ سنةٍ من حجٍّ وعمرةٍ ( ٣ ) .

وفيه أيضاً : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضوان الله عليه قال : حدّثنا أبو علي بن همّام ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدّثني الحسن بن محمد بن سماعة ، قال حدّثنا أحمد بن الحارث عن المفضّل بن عمر ، عن . أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام، عن أبيه محمّد عليه السلام قال : إذا قام القائم عليه السلام قال: ( فَفَررْتُ مِنْكُمْ لَمّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لي رَبي حُكْماً وجَعَلَني من الْمُرْسَلِين ) . ( ٤ )

٣١٠ – أصل جعفر بن محمّد بن مفضّل الكوفي : قال العلّامة في الخلاصة : يروي عنه الغلاة خاصة ، قال ابن الغضائري : إنه كان خطابياً في مذهبه ، ضعيفاً في حديثه وكتابه ، لم يرو إلّا من طريق واحدٍ ( ٥ ) ، ومرجع تضعيف العلّامة إلى كلام ابن الغضائري ، وصريح كلامه أن مستنده لذلك . قوله ، وأقواله في تمزيق الناس وتفسيق الأجلّاء مما يضرب به المثل ، والله العالم .

______

( ١ ) ابراهیم ١٤ : ٢٤ .

( ٢ ) ابراهیم ١٤ : ٢٥ .

 (٣ ) اكمال الدين ٢ : ٣٤٥ / ٣٠ .

( ٤ ) اكمال الدين ١ : ٣٢٨ / ١٠ ، الشعراء ٢٦ : ٢١ .

( ٥ ) رجال العلامة : ٢١١ / ٧ ، وفيه : قال ابن الغضائري : ما رأيت له رواية صحيحة وهو فهم في كل أحواله .


٣١١ – أصل جعفر بن محمّد بن يونس : قال الشيخ في الفهرست بعد ترجمته : له كتاب ( ١ ) ، وذكر طريقه إليه ، وعدّه  الشيخ في رجاله من أصحاب الجواد والهادي عليهما السلام ، وفي الأول : جعفر بن محمّد بن يونس ثقة الأحوال ( ٢ ) ، وأما عدّه فى أصحاب الرضا كما صنعه العلّامة في الخلاصة فسهوٌ منه كما هو الظاهر ، ولذا قال سيد المنهج : ولم أجده في أصحاب الرضا عليه السلام ( ٣ ) .

والظاهر أن الكتاب المذكور في ترجمته كما أشرنا إليه غير كتابه الموسوم بالنوادر ، وتعرض لذكره النجاشي رحمه الله ويحتمل الاتحاد ، وإن كان التعدّد أقرب إلى السداد ، والله الموفق للرشاد .

وفي شرح مشيخة الفقيه من المستدرك : وجعفر وثقه النجاشي ، ويروي عنه أحمد بن محمد بن عيسى فالسند صحيح ( ٤ ) ، إنتهى .

أما إسناد التوثيق إلى النجاشي فغير مذكورٌ فيه ولم يوجد منه أثر ، ونسختي من النجاشي لا تخلو من اعتبار ، وقد تصدى لمقابلتها وتصحيحها الشيخ الجليل النبيل خير الدين بن عبد الرزاق من أحفاد الشهيد ، المذكورة نبذة من مراتبه العالية في الفهارس المفصلة . ويؤيد العدم أيضاً نقل السيد الاسترآبادي كلام النجاشي في ترجمته من دون التوثيق ، اللّهم إلّا أن يقال : إن مبنى هذا التوثيق يكون على طريقته المعهودة وسجيته المتقدّمة إليها الإِشارة من ايراد الذم والقدح في المقدوحين ألبتّة ، وأما السالمين عنده عن كل طعن وجرح فيكتفي عنه بترجمته من دون تذييله بالمدح والذّم ، ولذا كثيراً

______

( ١ ) فهرست الشيخ : ٤٣ / ١٣٨ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٣٩٩ / ١ .

( ٣ ) منهاج المقال : ٨٦ .

( ٤ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٨٥ ، الفائدة / ٥ من الخاتمة .


ما يوثق ابن داود الرواة ويجللهم ويسند ذلك إلى النجاشي اعتماداً على هذه القرينة المتينة ، واين هذا من التصريح الذي يعطيه ظاهر الكلام المتقدّم ، والله العالم .

٣١٢ – أصل جعفر بن يحيى بن العلاء : قال النجاشي : جعفر ابن يحيى بن العلاء أبو محمّد الرازي ثقة ، وأبوه أيضاً ، ، روى أبوه عن أبي عبد الله عليه السلام ، وهو أخلط بنا من أبيه وأدخل فينا ، وكان أبوه يحيى بن العلاء قاضياً بالريّ ، وكتابه يختلط بكتاب أبيه لأنه يروي كتاب أبيه عنه ،

فرّبما نسب إليه ، ورّبما نسب إلى أبيه ( ١ ) ، ثم أسند إليه .

وأقول : إن هذا الترديد غير مضّرٍ بالكتاب لتصريحه بـوثاقتهما ، ففي الحقيقة يكون الكتاب من رجلين جليلين ، كلٌّ منهما صاحب أصل وكتاب معتمد عند الأصحاب ، غاية الأمر يشتبه أحد الكتابين بالأخ ، ولا بأس بذلك لاُولي الألباب .

٣١٣ ـ كتاب أخذ الثأر في أحوال المختار : وهذا الكتاب المستطاب من مؤلّفات شیخ الأصحاب الشيخ نجم الملّة والدين جعفر بن  نجيب الدين محمّد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما الحلّي الربعي ، قال في البحار في الفصل المعقود لذكر الكتب : كتاب مثير الأحزان تأليف الشيخ الجليل جعفر بن محمّد بن نما ، وكتاب شرح الثأر المشتمل على أحوال المختار تأليف الشيخ المزبور ( ٢ ) ، إنتهى .

وظهر من هذا الكلام أن التعبير عن هذا الكتاب قد يقع بشرح ا الثأر وعبر عنه أيضاً بهذا الاسم في المجلد العاشر ، قال رحمه الله : ولنورد هنا رسالة شرح الثأر الذي ألّفه الشيخ الفاضل البارع جعفر بن محمد بن نما ، فإنها

______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٢٦ / ٣٢٧ .

( ٢ ) بحار الأنوار ۱ : ۱۸ .


مشتملة على جلّ أحوال المختار ومن قتله من الأشرار على وجه الاختصار ، ليشفي به صدور المؤمنين الأخيار ، ويظهر منها بعض أحوال المختار ، وهي هذه :

بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد حمد الله الّذي جعل الحمد ثمناً لثوابه ( ١ ) ، إلى آخره . وقد ضمنها بتمامها في هذا المجلد ، حرصاً على إبقاء المؤلّفات الشريفة ، ويظهر منه أن له اسماً آخـر غـيـر مـا اشتهر في الألسنة ، حيث قال فى اخر الديباجة : وسميته ذوب النُّضار في شرح الثأر ( ٢ ) .

وأغلب المصنّفات الموجودة في هذا الزمان غير مدعوةٌ بأساميها التي سمّاها بها مؤلّفوها من علمائنا الأعيان ، ولعلّ لبعضها وجه أو مناسبة يعلم من طي التراجم المعمولة في هذا الشأن .

وبالجملة هذا الشيخ كما في الروضات : كان من الفضلاء الأجلّة وكبراء الدين والملّة ، ومن مشايخ العلّامة المرحوم كما في إجازة ولده الشيخ فخر الدين للشيخ شمس الدين محمّد بن صدقة ( ٣ ) ، إلى آخر ما قال وفصّله من المقال ، وسلسلته الجليلة المعروفة ، كلّهم معدودون في العلماء آباء وأبناء ، ولأكثرهم ترجمة خاصة في كتب العلماء الأتقياء ، ولست في مقـام استقصاء أسامي هؤلاء الأجلّاء ، بل قصدي من ذلك إثبات أسامي المؤلّفات من مشايخنا الثقات الأثبات ، والله وليّ الخيرات ، ويضاعف لمن يشاء من الخيرات ، إنه ذو الفضل العظيم والخير الكريم ، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، وهو لذنوب عباده غفورٌ رحيم .

______

( ١ ) بحار الأنوار ٤٥ : ٣٤٦ .

( ٢ ) بحار الانوار ٤٥ : ٣٤٩ .

( ٣ ) روضات الجنات ٢ : ١٦٩ / ١٧٩ .


٣١٤ – كتاب إكمال الدروس : وهذا الكتاب للعالم الجليل السيد جعفر الملحوس ، ولعلّ له إسم آخر لم يصل إلينا ، إلّا أنا استفدنا ذلك من الفائدة الثالثة من خاتمة المستدرك في ترجمة الشهيد ، وهذه صورة ما أفاده :

ومما ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام أن كتابه الشريف المسمّى بالدروس غير تام ، لا يوجد فيه من أبواب الفقه : الضّمان ، العارية " الوديعة ، المضاربة ، الإِجارة ، الوكالة ، السّبق والرماية ، النّكاح ، الطّلاق ، الخلع ، المباراة ، الإِيلاء ، الظّهار، العهد ، الحدود ، القصاص ، الدّيات ، ونهض لإِكماله وإتمامه العالم الجليل السيد جعفر الملحوس ، وذكر في آخره : أنه لما رآه حسرةً بين العلماء ندبت نفسي على قلة البضاعة وعدم الفراغ وكؤود الزمان وجور أهله ، أطمعت نفسي في إكماله فنفذت ما أطمعت نفسي فيه . إلى أن ذكر بعض الوصايا لولده منها :

عليك يا بني بإجلال العلماء العاملين ، الذين لم يتّخذوا العلم بضاعةً .  للدنيا ، الذين شروا أنفسهم الله ، الذين مدحهم الله في مُحكم كتابه بقوله سبحانه : ( وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينَا لَنَهْدَيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) ( ١ ) وتدبر ما قلت لك ، وتحفظ عنّي ما أوصيتك به هنا ، وفي كتابنا الموسوم بالمنتخب تكن من الفائزين فهناك قد بسطت لك قولي فيما أردتك به – إلى أن قال – ووفق الفراغ من جمعه وكتابته آخر نهار العصر سادس عشرين شهر رجب الأصب المبارك سنة ست وثلاثين وثمانمائة هجرية نبوية ، على يد العبد الضعيف جعفر بن أحمد الملحوس الحسيني ، إنتهى .

وهذا الكتاب الشريف موجود . الآن في مدرسة فاضل خان المتصلة بالحرم الشريف الرضوي على مشرفه السلام ، ولم أجد للسيد المذكور ترجمةٌ

( ١ ) العنكبوت: ٢٩ / ٦٩ .


فيما عندي من تراجم العلماء ، إلّا أنه يظهر من هذا الكتاب علوّ فهمه وتبحّره واستقامته .

وفي آخر بلدة الحلّة فيه قبةٌ عاليةٌ تعرف هنالك بقبّة الشيخ منتجب الدين يحيى بن سعيد ابن عم المحقّق ، ويقال : في القبّة المذكورة قبر سيف الدولة بن دبيس ممصّر الحلّة وليس لهما أثرٌ محرر أو صخرة أو تأريخ ، وعلى الصّخرة الكاشي المثبتة على باب القبة منقوشٌ بخطٍ قديم بِسمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (هَلْ يَسْتَوِي اَلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أَوْلُوا اَلَّالْبابِ ) ( ١ ) هذا قبر العالم الفاضل الكامل ، قدوة العارفين ، وعمدة العاملين ، سر علوم أهل البيت ، المنزّه في فتواه عن عسى ولعلّ وليت، مشيّد قواعد الإِرشاد ، وممهّد شرائع السّداد ، مالك أزمة الفضل بتقريره ، وسالك مسالك العدل بتهذيبه وتحريره ، جامع ما تفرّق من الأوصاف ، حاوي ما تعجز عن شرح منهاجه السُن الوّصاف ، تذكرة الفقهاء ، وتبصرة العلماء ، ولمعة يستغنى بها لاقتباس العلوم ، وذكرى يتوصل بها إلى إثبات كل منطوق ومفهوم ، کاشف مشكلات الدروس ، شمس الملة والحق والدنيا والدين ، السيد محمّد جلال الدين بن جعفر ملحوس ، أسكنه الله فسيح الجنان ، وجاد على ذلك الوجه الجميل بالعارض الهتان ، إنتهى .

فهو إبن صاحب التّكملة ، ولعلّه مدفونٌ مع والده والله العالم ( ٢ ) ، هذا آخر ما أردنا نقله من المستدرك ، جلّ الجليل الذي كنهه لا يدرك .

٣١٥ – كتاب في اُصول الدين : وهذا الكتاب رسالة فارسية كما في الروضات في اُصول الدين من مصنّفات الشيخ الفقيه الفاضل المحدث الأديب المتكلم القاضي قوام الدين جعفر بن عبد الله ، الحويزي الأصل

______

( ١ ) الزمر ۳۹ : ۹ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٤٣٩ .


والكمرئي المولد ، محشي شرح اللّمعة ، والمنتهي إليه رئاسة الإِمامية في فنونها في إصفهان علماً وعملاً وحكومة وفتوىً وتدريساً ، وكان اشتغاله في العلوم على المحقّق السبزواري والمحقّق الخونساري كما في الروضات .

وكان الأقا رحمه الله شديد التعلّق به ، حسن الإِعتقاد له ، مقدّماً إياه على سائر رجاله الأجلّة في إرجاع عزائم الاُمور إليه – إلى أن قال ـ وكان اشتغاله في الحديث على مولانا محمد تقي المجلسي رحمه الله ، وله الرواية أيضاً عنه كما في بعض إجازات الأعاظم من المتأخرين ، وكان من أشهر مناصبه القضاء باصفهان المحمية طول حياته ، بحيث قد عرف به بین الاصحاب ( ١ ) .

وله أيضاً تلامذة أجلّاء كالشيخ الأجل الأكمل الأفضل والد الاُستاذ البهبهاني محمّد أكمل ، والفاضل الخبير البصير الرجالي صاحب جامع السرواة ، والسيد المحقق المدقّق السيد صدر الدين شارح الوافية ، والسيد الكامل الأديب الماهر في النظم الميرزا قوام القزويني ناظم اللمعة وغيرها ، والرائي لهذا الشيخ المعظم بقصيدةٍ فاخرةٍ غرّاء ، والمؤرّخ سنة وفاته في هذا المصرح :

تاريخ ما قد دهانا غاب نجم هدى . . . .

وذلك في حدود سنة خمس عشرة بعد مائة وألف بأرض العراق حين مراجعته من سفر الحج ، ودفن بأرض الغري الشهير بالنجف كما يشهد بذلك بعضٌ من أبيات المرثية المذكورة وهي هذه :

قف بالسلام على أرضِ الغَريِّ وقُل                                                                   بعدَ السلامِ على من شَرَّفَ الحرما

منّي السلامُ على قبرٍ بحضرتِهِ                                                                          أهمى عليه سحاب الرحمة الدّيما

______

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ١٩٣ .


واقرأْ عليه بترتيلٍ ومرحمةٍ                                                                                   طه وياسين والفرقانَ مخْتَتِيما

وابسطْ هناك وقُل يا ربِّ صلِّ على                                                                          محمّدٍ خير من لبّى ومن عزمـا

 وآله الطيّبين الطّاهرين بـمـا                                                                               أسدَوا إلينا صنوفَ الخيرِ والنّعمـا

 وَحُفَّ بالروحِ والريحانِ تربتَهُ                                                                           واقبلْ شفاعتَهُمْ في حقّهِ كرَمَا( ۱ )

 لا يخفى أنّ ما نقلناه من الروضات من أن وفاته كانت من بعد مراجعته من سفر الحج اشتباهٌ محضٌ ، يخالف ما ذكره الأمير إسماعيل الخواتون آبادي المعاصر له في تاريخه حيث قال ، بنقل بعض الأعلام عن تاريخه : إنه صار شيخ الإِسلام بعد وفاة المجلسي بسنة ونصف ، قال : وفي جمادي الثانية من سنته المذكورة ١١١٥ حج بيت الله الحرام محمود أقا التاجر ومعه الشباك الكاظمين عليهما السلام، وكان معه من أهل حرم السلطان وأعيان لحرم. الدولة وغيرهم زهاء عشرة آلاف ، الحجّاج منهم ثلاثة آلاف ، ومعه دراهم كثيرة لعمارة المشهد الحسيني على مشرّفه السلام .

قال : وكان معه الفاضل المدقّق صاحب الفطرة العالية الشيخ محمد جعفر الكمرئي شيخ الإِسلام بأصفهان قاصداً زيارة بيت الله الحرام ، فمرض في كرمانشاهان وعافه الله في الكاظمين ثم عاد المرض فذهب إلى كربلاء ومنها إلى النجف الأشرف وتوفي قبل وصوله إليه على رأس فرسخين منه ، وقام بتجهيزه العالم الجليل مولى محمّد سراب الذي كان هو أيضاً من جملة قافلتهم ، ودفن في حول قبر العلّامة طاب ثراهما ، إنتهى ( ٢ ) كلامه الذي يكتب الوقائع يوماً فيوماً فهو رحمه الله لم يوفق للحج .

______

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ١٩٦ .

( ٢ ) تأريخ الأمير اسماعيل الخاتون آبادي :

ثم شيخ الإِسلام فيه ، فاضلٌ أحاط بافق الفضيلة ، ولم يجعل لأحدٍ منها دقيقة ولا ثانية ، واستوى على أقطار أرضها ولم يذر لغيره فيها بسطاً لا قاصية ولا دانية ، وطلع من شرق العلم وأضاء فضله بحيث لم يبق للجهل ذاهبة ولا جائية ، وتم بدره فأذهب دياجير الظلمات بأنوار علمه الساطعة الحامية ، خاض في بحار العلوم فأخرج منها دراً ومرجناً ومرجاناً ، وسبح في دماء الفنون ( ١ ) فاستنبط منها وسيلاً وبرهاناً ، أعظم الأفاضل شأناً وأنورهم برهاناً .

كان له تحريرٌ فائقٌ وتعبيرٌ عن المطالب رائق ، وإحاطة تامة في أنواع العلوم ، وحياطة شاملة لأجناس المعقول والمفهوم، وتحقيقات متينة لغوامض الدقائق ، وتدقيقات رزينة في اكتناه الحقائق . له رحمه الله من كل فن سهام عالية ( ٢ ) ، وله من كل غصن ثمار يانعة ، قد حقق كل مسألة من مسائل العلوم بما لا مزيد عليه ، واستنبط في مقالة الحق بحيث يظهر لكل أحدٍ ما له وما عليه .

وبالجملة لا مماثل له ولا معادل ، ومن أراد أن يصف فضله بكنهه فهو عن الحق عادل . كان رحمه الله في أوائل أمره معتزلاً عن المناصب ، وكان منتهى مطلبه تحقيق المآرب ، فجاءه القضاء بولاية القضاء قوليه برضى كان أو عدم رضی ، فباشره مراعياً للكتاب والسنة والطرق المروية عن أئمّة الاُمة ، فاتعب نفسه وراضها كمال الرياضة ، وجاهدها الله غايته غير مكترثٍ عن عروض المضاضة .

وبالجملة بالغ في إبطال الباطل وإحقاق الحق ، بحيث يرضى عنه مزهق الباطل ومحقّ الحق .

_____

( ١ ) في المصدر : في دعاء الفنون ، وهناك نسخة أخرى فيها : في دماء العيون .

( ٢ ) في المصدر : شهباً عالية .


روى أنه رحمه الله – لما أراد سفر الحج ( ١ ) – ذهب إلى الجامع ورقى إلى ذروة المنبر ، وكان من جملة ما تكلم به : أيها الناس من حكمت عليه ولا يرضى مني فلا يرضى ، فإنى ما حكمت بشيء إلّا وقد قطعت عليه وعلمت الله ، ما قلت خلاف الحق ، ومن ضاع حقّه وماله بسبب تدقيقي في الشهود وعدم ثبوت الحكم بشهادتهم وكان الحقّ له في الواقع ولم يتبين لي فليرض عني ويحللني ، فإنه ربما يكون الأمـر كـذلـك ولم يتحقّق عنديّ ، ثم عدّ مؤلّفاته وقال : وتوفي رحمه الله في ذلك السفر ( ٢ ) ، إنتهى .

والغرض من هذا التطويل مع مخالفته لسبك الكتاب ، إتمام حق هذا الجناب المستطاب ، بما أطنبوه في وصفه أرباب المقال من الأصحاب ، بما هو حق وصواب من غير ارتياب ، وتعريضاً لما في الروضات في خلال ترجمته بهذه الألفاظ : ثم إنّي لم أر إلى الآن أحداً تعرض لبيان أحوال هذا الرجل والكشف عن حقيقة مقامامته العالية مثلنا ( ٣ ) ، إنتهى .

وظهر لك أن هذا الحَبر البارع قد ذكره بأكمل التفصيل ، وقد عده في المستدرك أيضاً ثالثاً ( ٤ ) من مشايخ آية الله مهدي العلماء بحر العلوم ، وبخٍّ لهما من هذا التوفيق ، وكفى الاُستاد فخراً من هـذا الـولـي الصديق ، والله الموفق ويهدي من يشاء إلى سواء الطريق .

٣١٦ ـ كتاب أنيس الواعظين : وهو من مصنّفات مروج المذهب الجعفري من مذاهب الشرع المحمّدي ، الحاج مولى جعفر الاسترآبادي عليه رحمة الله الملك الهادي ، كان من أعاظم فقهاء معاصرينا ، وأكابر

_____

( ١ ) ليس في المصدر .

( ٢ ) تتميم أمل الآمل : ۹۰ ، وفيه : وتوفي رحمه الله في ذلك المصر .

(۳) روضات الجنات ٢ : ١٩٤ / ١٧٢ .

( ٤ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٣٨٥ الفائدة / ٣ من الخاتمة .


مجتهديهم ، با صاحب تحقيقات أنيقة ، وتدقيقات رشيقة ، ومصنّفات جّمة ، و مستنبطات مهمّة ، وكان من شدّة الورع والاحتياط في الدين بحيث يضرب به الأمثال ، وينسب إلى الوسواس في بعض الأحوال ، وكذلك من جهة غيرته في اُمور الدين ، واهتمامه بهداية المؤمنين ، وخشونته في ذات الله ، وإقامته الحدود الله .

وحسب الدلالة على علوّ درجته في العلم والعمل أنّ صاحب المنهاج والإشارات كان يعتقد اجتهاده ويمضي أحكامه ، مع أنه لم يظهر ذلك في حق أحدٍ بعد سمينا صاحب مطالع الأنوار ( ١ )  . كذا في الروضات ، ثم نقل عن ولده الفاضل تفصيل مسفوراته ، وعدّ منها هذا الكتاب المشتمل على ثلاثين مجلساً يتفرّع من كلّ مجلس منها خمس مقامات في النصائح والاُصول والفروع والأخلاق والتوحيد .

٣١٧ – كتاب أصل الاُصول : وهو أيضاً فارسي في الكلام لهذا السيف المسلول ، كما أن له أيضاً في هذا الباب رسالةٌ اُخرى سمّاها بأصل العقائد الدينية .

٣١٨ – كتاب أنيس الزاهدين: من مؤلّفات هذا الحَبر المتين ، وهو في النوافل والتعقيبات .

۳۱۹ – کتاب الأدعية : هو أيضاً لهذا الاسترآبادي الذي للعلوم أوعية .

٣٢٠ – كتاب إيقاظ النائمين : لهذا العيلم الرزين ، وفي مطاوي هذا الكتاب الحكايات المضحكة والمطايبات الطريفة ، وله مصنّفات اُخر لا يناسب إدراجها في الباب ، وبالجملة هو من أجلاء تلامذة صاحب الرياض

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ٢٠٧ / ١٧٥ .


وسائر العلماء من هذه الطبقة .

وصار في أواخر عمره من القاطنين بارض طهران حتى أدركة الأجل المحتوم ، ولبّی ربه بدعاءٍ معلوم فى السنة الثالثة والستين بعد المائتين والألف ليلة الجمعية من عاشر صفر ، وحمل نعشه الشريف إلى أرض النجف الأشرف ودفن في الإِيوان المطهر عند مرقد العلّامة أعلى الله تعالى مقامه .

٣٢١ – أصل جعفر بن الحكم : ذكره النجاشي بهذه الترجمة : جفير بن الحَكَم العبدي أبو المُنْذر ، عربي ، ثقة ، روى عن جعفر بن محمد عليه السلام ، له كتاب ( ١ ) ، ثم ذكر طريقه إليه . وفي رجال الشيخ : جيفر بن الحكم العبدي الكوفي ( ٢ ) ، في أصحاب الصادق عليه السلام بتقديم الياء ، كما في رجال الاسترابادي ( ٣ ) .

لكن عرفت أن المضبوط في فهرست النجاشي تقـديـم الفـاء ، وتبعه العلّامة في ذلك ، وفي الإيضاح جفير بفتح الجيم أولاً ثم الفاء ثم الياء المنقطة تحتها نقطتين ثم الرّاء ، وقيل : جيفر بالجيم أولاً المفتوحة والياء المنقطة تحتها نقطتين الساكنة والفاء والرّاء ( ٤ ) .

٣٢٢ – أصل الفقيه الثقة وجه الطائفة جميل بن درّاج : هو من الفقهاء الستة من أصحاب جعفر بن محمد ، الّذين انعقد إجماع الطائفة  الحقة على تصحيح ما يصح عنهم ، وهو أفقه الستة بنص أرباب الفن ، ونفسي مشوقة أن اُجمل المقام بجميل ما قاله وأنشده بحر العلوم في هؤلاء الأعلام ، والتوفيق من الله الجميل العلّام :

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٣١ / ٣٣٧ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١٦٤ / ٦٠ .

( ٣ ) منهاج المقال : ٨٧ .

( ٤ ) ايضاح الاشتباه : ٢٢ .


قد أجمع الكلّ على تصحيح ما        يصحّ عن جماعة فليعلما

وهم اُولو نجابةٍ ورفعة         أربعةٍ وخمسةٍ وتسعة 

فالستة الاُولى من الأمجادِ      أربعةٌ منهم من الأوتادِ

زرارة كذا بريد قد أتى         ثم محمّد وليث يا فتى

كذا الفضيل بعده معروف    وهو الّذي ما بيننا معروف

والستة الوسطى اُولو الفضائل          رتبتهم أدنى من الأوائل

جميل الجميل مع أبان         والعبد لان ثم حمدان

والستة الاُخرى هم صفوان  ويونس عليهم الرضوان

ثم ابن محبوب كذا محمّد      كذاك عبد الله ثم أحمد ( ١ )

والأبحاث الواردة فيهم في عهدة المطولات ، وبالجملة قال النجاشي : قال ابن فضّال : وأبو محمد شيخنا ووجه الطائفة ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام وأبي الحسن عليه السلام ، وأخذ عن زرارة ، وأخوه نوح بن دَرّاج القاضي كان أيضاً من أصحابنا وكان يُخفي أمره ، وكان أكبر من نوح ، وعمي في آخر عمره ، ومات في أيام الرضا عليه السلام . له كتاب ، رواه عنه جماعة من الناس ، وطرقه كثيرة ، وأنا على ما ذكرته في هذا الكتاب لا أذكر إلّا طريقاً أو طريقين ، حتى لا يكبر الكتاب ، إذ الغرض غير ذلك ( ٢ ) ، ثم ذكر طريقه إليه .

وفي فهرست الشيخ : جميل بن دَرّاج له أصل ، وهو ثقة ( ٣ ) ، ثم أسند إليه ، والتعبير عن الكتاب المذكور في كتاب النجاشي بالأصل في فهرست

_____

( ١ ) ذكرت في آخر الوجيزة للشيخ البهائي : ص ٢١ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٢٦ / ٣٢٨ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٤٤ / ١٤٣ .

الشيخ مما يناسب الاصطلاح الذي استقر عليه الكتاب ، وقد أشرنا إليه مراراً في تراجم الأصحاب .

٣٢٣ – أصل آخر : وهو مشترك بين جميل ومحمّد بن حمران ، وفي شرح مشيخة الفقيه من المستدرك : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب ، عن ابن أبي عمير، عنهما . والظاهر أن محمّد بن حمران هو النهدي الثقة الّذي كان له كتاب اشترك فيه هو وجميل ، ويروي عنه البزنطي ويونس بن عبد الرحمن والوشاء وأبان وعبد الرحمن بن أبي نجران وسيف بن عميرة والحسين بن سعيد وغيرهم من الأعاظم ، فالطريق في أعلى درجة الصحة ( ١ ) ، وطريق النجاشي إليهما مذكور في فهرسته فليراجع .

٣٢٤ – أصل آخر : مشترك بينه وبين مرازم بن حكيم ، كما يظهر من النجاشي ، وطريقه إليهما مضبوط برجاله الأجلّاء الأثبات الثقات ، ، ومرازم ثقة جليل يروى عنه جماعة من رواة الحديث ، وفي الكافي : بإسناده عن مرازم بن حكيم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « ما تَنَبّأ نَبِيَّ قَطُّ حَتَّى يُقِرَّ اللهِ بِخَمْس خصال : البدَاءِ والمَشِيئة والسُّجُودِ والعُبُودِيَّةِ والطَّاعَةِ » ( ٢ )

٣٢٥ – أصل جميل بن صالح : قال السـروي : لـه أصل ( ٣ ) ، وهكذا الشيخ ( ٤ ) ، مع طريقه إليه ، ووثقه النجاشي قال : ثقة ، وجه ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام ، ذكره أبو العباس في كتاب الرجال ، روى عنه سماعة ، وأكثر ما يروى منه نسخة رواية الحسن بن

______

( ١ ) يستدرك الوسائل ٣ : ٥٨٥ الفائدة / ٥ من الخاتمة .

( ٢ ) الكافي ١ : ١١٥ / ٣ .

( ٣ ) معالم العلماء : ٣٢ / ١٧٥ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٤٤ / ١٤٤ .


محبوب أو محمّد بن أبي عمير ( ١ ) ، وذكر طريق القميين والكوفيين إليه ، وعلى ذلك فلا يصغى إلى عبارة البلغة المنقولة التعليقة : وفي النفس منه شيء ( ٢ ) ، مع رواية هذين الجليلين عنه .

٣٢٦ – كتاب شرح الإِشارات : وهو من مصنّفات الحكيم المحقّق المدقّق  الرزين آقا جمال الدين بن المحقق الخونساري ، وجلالة قدره ونباله شأنه أشهر من أن تذكر ، ولساني قاصر عن ذلك وقلمي فاتر ، وأنا واقع في ضيق المسالك ، بل الأولى أن نذكر في حقه ما قيل فيه من العلماء الأعلام .

قال المحقّق الخبير البصير المعاصر له الحاج محمّد في كتاب جامع الرواة بعد ترجمته : جليل القدر عظيم المنزلة رفيع الشأن ، ثقة ، ثبت ، عين ، صدوق، عارف بالأخبار والفقه والاُصول والحكمة ، له تأليفات وتعليقات ( ٣ ) ، وعدّ من تعليقاته حاشيته على شرح الإِشارات ، لكن المناسب أن نشير إلى ذلك الكتاب في خلال باب التاء من أسامي مصنّفات الأصحاب ، لكن وقع ذلك في غير الباب تقدمـة لـرسـالـة اُخـرى منه وإن أهملوها أرباب التراجم من : هذه علمائنا الأطياب وهي هذه .

۳۲۷ – كتاب أصول الدين : وهو أيضاً لهذا الحبر الفقيه المستطاب ، وهو رسالة صغيرة فارسية في الأصول الخمسة الاعتقادية كتبها لسلطان عصره الصفوي ، وعندنا منه نسخة لا تخلو عن لطف .

۳۲۸ – كتاب أعمال المكلّفين : وهو أيضاً لهذا المحقّق المعظّم المتين ، كتبه للمقلدين من أهل الدين ، لا يخلو من الفوائد ، ورأيته عند

______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٢٦ / ٣٢٨ .

( ٢ ) تعليقة البهبهاني : ٨٨ .

( ٣ ) جامع الرواة ١ : ١٦٤ .


بعض اصحابنا الأماجد ، وكان تَلَمُذُه عند أبيه المحقّق وخاله المدقّق السبزواري عليهما رحمة الله الغفور الباري ، وتوفي كما في الروضات : في السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة خمس وعشرين ومائة بعد الألف ، بعد وفاة والده المبرور بخمس وعشرين سنه تخميناً ، ودفن أيضاً في مزار تخت فولاد دار السلطنة إصفهان تحت قبّة والده التي بناها السلطان شاه سلیمان ( ١ ) .

٣٢٩ – أصل جلبة بن عياض الليثي : ذكره النجاشي ، ووثقه ، ونسب الكتاب إليه ، وذكر الطريق إليه ، وقال : هو أخو أبي ضَمْرَة ، ثقة ، قليل الحديث ( ٢ ) ، وفي الخلاصة هكذا مع زيادة عياض : بالعين المهملة والياء المثناة تحت والضاد المعجمة ( ٣ ) .

٣٣٠ – أصل جهم بن الحكم : الرجال المذكورون في الـرجـال بعنوان الجهم كثيرة ، إلّا أن صاحب الاُصول والمصنفات منهم أربعة .

أحدهم : صاحب النوادر ولا يناسب الباب .

وثانيهم : جهم بن الحكم العمي البصري ، قال الشيخ في الفهرست : له كتاب ( ٤ ) ، وأسند إليه .

وثالثهم : أصل جهم بن الحكم المدائني ، قال الشيخ أيضاً : لـه كتاب( ٥ ) مع التعرض للطريق إليه .

ورابعهم : أصل جهم بن الحكيم ، قال النجاشي : كوفي ، ثقة ،

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ٢١٥ / ١٧٧ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٢٨ / ٣٣٠ .

( ٣ ) رجال العلامة : ٣٦ / ٤ ، وفيه : بالعين غير المعجمة والياء المنقطة تحتها نقطتين والضاد المعجمة .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٤٤ / ١٤٥ ، وفيه : القمى بدل العمي .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ٤٤ / ١٤٦ .


قليل الحديث، له كتاب ( ١ ) ذكره ابن بُطّة وخلط اسناده ، تارةً قال : حدثنا أحمد ابن محمّد البرقي ، عنه ؛ وتارة قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عنه .

قلت : قد ذكر اساتيد هذا الفن أن كون الرجل من المصنفين معدودٌ في أمارات المدح ، وأما كون ذلك بحيث يفيد التوثيق ففيه تأمّل ظاهر . وأمّا المذكور في النجاشي من غير التعرض في ترجمته بمدحٍ أو ذم فهو من علامات قبول روايته ، وأمّا الختلاط السند فغير مضر أيضاً لجواز أن يكون رواية البرقي تارةً بواسطة أبيه ، وتارةً من غير توسطه ، وإظهارهما يكون من باب العلو في الإِسناد ، فإن جل الرجاليّين يعتنون بهذا النحو من السند لكون الوسائط فيه قليلة ، بل صنّفوا في ذلك كتباً وأدرجوا فيها هذا النحو من

الخبر ، كقرب الإِسناد والأمالي الكثيرة المصنّفة في هذا المقصود .

٣٣١ – أصل جبرئيل بن أحمد الفاريابي : وهو من مشايخ الشيخ أبي عمرو الكشي صاحب الرجال ، إلّا أن في المستدرك : جبرئيل بن محمّد الفاريابي أبي محمّد ، قال الشيخ : وكان مقيماً بكش ( ٢ ) ، لكن السيد المحقّق الإِسترآبادي والمحقّق البهبهاني والمحكي في البحار عن الكشي كلّها أحمد .

وبالجملة في البحار : وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد في كتابه : حدّثني سهل بن زياد الآدمي ، عن محمّد أحمد بن الربيع الأقرع ، عن جعفر بن بكر ، عن يوسف بن يعقوب ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : أعطي هؤلاء الّذين يزعمون أن أباك حيّ من الزكاة شيئاً ؟ قال :

______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٣٠ / ٣٣٣ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٣٠ الفائدة / ٣ من الخاتمة .


لا تعطهم فإنّهم كفّار مشركون زنادقة ( ١ ) ، وظاهر ( وجدت في كتابه ) أن الكتاب تصنيف له .

وفي التعليقة : عدّه خالي ممدوحاً ، والظاهر أنه لقوله كثيـر الـروايـة ( ٢ ) ، إنتهى . وأيضاً هو معتمد الكشي حتى أنّه يعتمد على ما وجد من خطه وفيه إشعار بجلالته بل بوثاقته أيضاً فتأمّل ( ٣ ) ، إنتهى .

وكان المناسب أن يذكر تصنيف هذا الشيخ قبل ذلك في أوائل مصنّفات المصنّفين من باب الجيم ، إلّا أنه لم نراع ترتيب ذلك في الحروف بحسب الابن والأب كما صنعه بعض أرباب الفن ، بل نثبت الكتب ملاحظاً فيها حروف مفتتحاتها لا ترتيب أسامي مصنفيها ولا بأس بذلك .

٣٣٢ – أصل حاتم بن إسماعيل : ذكره الشيخ في الـرجـال في أصحاب الصادق عليه السلام، وفي الفهرست : حاتم بن إسماعيل ، لـه كتاب ( ٤ ) الطريق إليه ، وقال النجاشي : حاتِم بن إسماعيل المدني مولى مع بني عبد الدار بن قُصَي ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، عامّي ، قال الواقدي : مات سنة ست وثمانين ومائة ( ٥ ) ، ثمّ ذكر الطريق إلى كتابه .

أما عدم وجود التضعيف كلامهما مما يجوز الاعتماد على كتابه ، وعاميته لا تنافي الوثاقة المطلوبة في الحديث، على أن كتابي الشيخ سالمين

_____

( ١ ) بحار الأنوار ٤٨ : ٢٦٣ / ١٩ .

( ٢ ) ومراده من هذه العبارة : كلام الشيخ في باب ( فيمن لم يرو عن الأئمة عليهم السلام ) من أن أبا محمد كان مقيماً بكش كثير الرواية من العلماء بالعراق وقم وخراسان ، كذا في المنهج [ ٨٠ ] منه قده .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ٨٠ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٦٥ / ٢٥٣ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٤٧ / ٣٨٢ .


عن ذلك ، وطريق الشيخ إلى كتابه بهذه الصورة : في الإِسناد الأول عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضل ، عن حميد ( ١ ) ، إنتهى . وهذا الطريق وإن كان ضعيفاً كما حكم به شارح مشيخة التهذيب إلّا أن رواية العدة عن كتابه مما يوهن ذلك ويجبره .

ثم اعلم أنه اتفقت كلمة نسخ الرجال التي رأيناها في هذا الباب من ضبط صاحب الكتاب بعنوان : حاتم بن إسماعيل ، كرجالي الشيخ ، وفهرست النجاشي ، والمنهج من السيد الآيد الاسترآبادي ، والفوائد للمحقق البهبهاني وغيرها من الكتب .

فمن العجيب ما وقع في هذا المقام لاُستاد الفن وعــلّامـة هـذا العلم وغيره من ضبط هذا الرجل بعنوان حارث بن إسماعيل في الفائدة المذكورة فيها المستدركات من قلم صاحب الوسائل ، وهذه صورة ما أفاده : حارث بن إسماعيل المدني ، أصله كوفي في أصحاب الصادق عليه السلام ، عامي له كتاب في الفهرست والنجاشي ، عنه المثنّى الحناط وابن فضال عنه عنه والوشا كذلك وسعدان ( ٢ ) ، إنتهى . وهذا من مثله مع سعة باعه وطول يده عجيب ، إلّا أن لكل عالم هفوة ، ولكل حكيم عثرة ، والأولى أن نحمل ذلك على تصرف النسّاخ والكتّاب ، والله أعلم بالصواب .

٣٣٣ – أصل الحارث بن عبدالله الثعلبي : قال النجاشي في ترجمته : كوفيّ ، ضعيف ، له كتاب ( ٣ ) ، ثم ذكر الطريق إليه ، وتبعه العلّامة في ذلك .

قلت : أما ضعفه نفسه مما لا ينافي اعتمادهم على كتابه ، حيث

______

( ١ ) فهرست الشيخ : ٦٥ / ٢٥٣ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ۳ : ۷۸۹ ، الفائدة / ١٠ من الخاتمة .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٣٩ / ٣٦٠ ، وفيه : التَغْلبيّ .


يظهر ذلك من ذكر الطريق إليه ، ولذلك نظائر كثيرة في تراجم الأصحاب ، وهذا الرجل غير مذكور في خاتمة الوسائل في الفائدة التى يذكر فيها الثقات والممدوحين وأصحاب الكتب والمصنّفات ، بل سقط عن قلم العلّامة النوري في الفائدة التي يذكر فيها السواقط عن قلم صاحب الوسائل .

فإن اعتماد النجاشي عليه بلفظ : أخبرنا إلى آخره ، وإن حكم بضعفه مما يشعر على اعتماده بكتابه فهو إذاً داخل في الممدوحين المعتمدين .

٣٣٤ – أصل الحارث بن عمران الجعفي ( ١ ) الكلابي : ذكــره النجاشي بهذه الصورة : كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله عليه السلام جعفر بن محمد ، له كتاب يرويه جماعة ، ثم ذكر طريقاً واحداً إلى كتابه كما الكتاب هو دأبه في أمثاله ، واعتذر عن ذلك لعدم حجل الكتاب ، وبعده العلّامة في الخلاصة ، وقد أشرنا سابقاً إلى أنّ لفظ روى عن أبي عبدالله عليه السلام دليلٌ على أنّ كتابه معدودٌ في الاُصول .

٣٣٥ – أصل أبي علي الحارث بن محمّد بن النعمان البجلي الكوفي : هو ابن محمّد بن نعمان المعروف بمؤمن الطاق وشاه طـاق من فقهاء الطائفة ، وبالجملة هو من أصحاب الصادق ذكره الشيخ في الرجال ( ٢ ) ، والفهرست قال : الحارث بن الأحول ، له أصل ، رويناه بالإِسناد الأول ( ٣ ) ، وفيه : ابن أبي عمير والحسن بن محبوب ، وفي فهرست حارث بن أبي جعفر محمّد بن النعمان الأحول مولى بِجَيْلة ، روى عن أبي عبدالله عليه السلام ، كتابه يرويه عدّة من أصحابنا ، منهم : الحسن بن محبوب ، ثم قال : أخبرنا عدّة من أصحابنا عن الشريف أبي

______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٣٩ / ٣٦٢ ، وفيه : الجعفري .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١٧٩ / ٢٣٦ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٦٤ / ٢٤٥ .


محمّد الحسن بن حمزة الطبري ( ١ ) ، إنتهى .

وأما توثيقه مضافاً إلى طريقة النجاشي ورواية العدّة عن كتابه وكونه صاحب أصل كما في الفهرست صريحاً ، وفى النجاشي : استقراء رواية الثقتين الجليلين عنه كابن أبي عمير والحسن بن محبوب .

وفي الفوائد : ومما يؤمي إلى الاعتماد عليه أن الأصحاب ربّما يلفون روايته بالقبول بحيث يرجّحون على رواية الثقات وغيرهم مثل روايته في كفارة إفطار قضاء شهر رمضان ( ٢ ) .

وفي رسالة تصحيح الأسانيد كما في المستدرك : وإلى الحارث بن الأحول ضعيف في الفهرست، وإلى الحارث الأحول صحيح في التهذيب في باب حدود الزنا في الحديث الثاني والثمانين ( ٣ ) ، وإلى الحارث بن محمّد بن النعمان الأحول صحيح في التهذيب في باب المهور والاُجور في الحديث الحديث الخمسين ( ٤ ) ، وكذا إليه ( ٥ ) صحيح في باب ديات الأعضاء في الحديث السادس عشر ( ٦ ) .

قلت : طريق النجاشي إليه صحيح بناء على وثاقة ابن بطة ، بل في الفهرست أيضاً ، لأنه قال : لـه أصل رويناه بالإستاد الأول إلى الحسن بن محبوب ، ويأتي صحة طريقه إليه ، وابنائه على الاختصار إقتصر على الإِسناد

______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٤٠ / ٣٦٣ .

( ٢ ) تعليقة البهبهاني : ٩٠ .

( ٣ ) التهذيب ١٠ : ٢٧ / ٨٢ .

( ٤ ) التهذيب ٧ : ٣٦٧ / ١٤٨٧ .

( ٥ ) في المصدر : وكذا إلى الحارث بن محمّد بن النعمان مؤمن الطاق .

( ٦ ) التهذيب ١٠ : ٢٤٩ / ٩٨٤ ، وقد ورد في الحديث السابع عشر ، وفيه : الحارث بن محمّد بن النعمان صاحب الطاق


الأول الضعيف بأبي المفضل ( ١ ) ، إنتهى .

٣٣٦ – أصل الحارث بن المغيرة النصري : بالصاد المهملة ، قال النجاشي : هو من بني نصر بن معاوية ، بصريّ ، روى عن أبي جعفر وجعفر وموسى بن جعفر وزيد بن علي عليهم السلام ، ثقة ثقة ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ( ٢ ) ، ثم ذكر طريقه .

وهو المُبشَّر بالجنة كما في حديث الكشي ( ٣ ) ومفزع الشيعة ومستراحهم كما في حديث آخر ( ٤ ) ، ويظهر من حديثين من روضة الكافي : كونه من العلماء البراء مما يوجد في سائر الناس ، وفي الفهرست أيضاً بعد الترجمة : له كتاب ( ٥ ) ، ثم أخبر إليه بتوسط ابن أبي جيد ، وعده أيضاً في أصحاب الباقر ( ٦ ) والصادق ، وفي الثاني : أبو علي أسند عنه بياع الزطي ( ٧ ) .

وفي المستدرك : وإلى الحارث بن المغيرة النصري ( ٨ ) ، فيه ابن أبي جيد في ( الفهرست ) ، وإليه صحيح في التهذيب في باب أحكام السّهو في الصلاة في الحديث السادس والعشرين ( ٩ ) وفي باب نواقل الصلاة في السّفر

______

( ١ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٧٢٥ ، الفائدة / ٦ من الخاتمة .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٣٩ / ٣٦١ ، وفيه : النصري من نصر بن معاوية .

( ٣ ) رجال الكشي : ٦٢٨ / ٦١٩ .

( ٤ ) رجال الكشي ٢ : ٦٢٨ / ٦٢٠ .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ٦٥ / ٢٥٥ .

( ٦ ) رجال الشيخ : ١١٧ / ٤٢ .

( ٧ ) رجال الشيخ : ١٧٩ / ٢٣٣ .

( ٨ ) في المصدر : النضري

( ٩ ) التهذيب ٢ : ١٨٠ / ٧٢٥ .


في الحديث الأول ( ١ ) ، وفي الحديث الخامس ( ٢ ) ، وفي الاستبصار في باب أول وقت الظهر والعصر في الحديث الثاني والعشرين ( ٣ ) ، وفي باب السهو صلاة المغرب في الحديث الخامس ( ٤ ) ، قلت : طريق الفقيه إليه في صحيح ، إنتهى ( ٥ ) .

والغرض من ذكر هذه الكلمات أنّ الناظر إلى كتب الرجال لا يسارع إلى تضعيف الأسانيد بمجرد أنه رأى في الطريق رجلاً مجهولاً أو ضعيفاً فيصير ذلك طعناً للمروي عنه ، فإن للمشايخ طرقاً كثيرة إلى الرواة ومصنفاتهم ، فلو كان في طريق الواحد إليهم طعن لا يستلزم أن يكون سائر الطرق إليهم كذلك كما عرفت في المذكورات ، إلّا أنّ أرباب المشيخات وأصحاب الفهرستان الرعاية الإيجاز والاختصار لا يذكرون فيها إلّا طريقاً واحداً أو طريقين كما عرفت ذلك من النجاشي والشيخ .

وأقول : إنّ طريق الشيخ في الفهرست أيضاً صحيح ، لأنّ ابن أبي جيد من مشايخ النجاشي والطوسي ، وهما يعتمدان عليه ، ويبنيان عليه ، وهو شيخ الإِجازة ، وهم لا يحتاجون على التزكية والتوثيق ، ويستفاد ذلك من كتب الرجال والتراجم ، والله العالم .

٣٣٧ – أصل حبشي بن جنادة : ذكره الشيخ في الفهرست وقال : له كتاب ، رواه أحمد بن الحسن عنه ( ٦ ) ، ومراده بالراوي هو ابن فضال الثقة الذي ذكروا في ترجمته : أنه ثقة في الحديث ، فكما أنّ صحيح الحديث

_______

( ١ ) التهذيب ٢ : ١٤ / ٣٥ .

( ٢ ) التهذيب ٢ : ١٥ / ٣٩ .

( ٣ ) الاستبصار ١ : ٢٤٩ / ٨٩٦ ، وقد ورد في الحديث الثالث والعشرين .

( ٤ ) الاستبصار ١ : ٣٧٠ / ١٤١٠ ، وفيه : النضري .

( ٥ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٧٢٦ ، الفائدة / ٦ من الخاتمة .

( ٦ ) فهرست الشيخ : ٦٤ / ٢٤٧ .


على الإِطلاق من دون إضافته إلى كتاب أو الأحاديث المعهودة يدل عندهم ثقته ووثاقة من يروي عنه ، فلا يبعد أن يكون هذا اللفظ كذلك ، فيمكن لذلك استكشاف وثاقة المروي عنه كالراوي ، وظهر بذلك أيضاً أن ما في الرسالة المتقدمة : وإلى حبشي بن جنادة مرسل في الفهرست ( ١ ) ، ففي . محلّه ، وطريق الشيخ إلى ابن فضّال صحيح غير معدود من المراسيل .

٣٣٨ – أصل حبيب الخثعمي : قال الشيخ : لـه أصل ، رويناه بالإِسناد الأول عن ابن بطة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عنه ( ٢ ) ، وقال السروي أيضاً : حبيب الخثعمي ، له أصل ( ٣ ) .

وأقول : إن كان هذا متّحداً مع حبيب المعلّل الخثعمي – أو المعلّى كما في بعض التراجم – فوثّقه النجاشي مرتين ، وإن كان غيره فرواية ابن أبي عمير كاشفة عن وثاقته وعدالته ، لكنّ الأقرب هو الاتحاد ويظهر ذلك من المنهج ، ولا بأس بنقل عبارة النجاشي لتماميّة الفائدة وظهور معرفته .

قال : حبيب بن المعلّل المدائني الخثعمي ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن والرضا عليهم السلام ، ثقة ثقة صحيح ، له كتاب رواه ابن أبي عمير ( ٤ ) ، ثم أسند إليه ، وهذا السند أيضاً يؤيد الاتحاد ، إلّا أنّ رواية الرجل عن المشتركين في الأسامي في طبقة واحدة ليس بأمر جديد ، وفي مشيخة الفقيه من المستدرك : ويروي عنه –  أي عن حبيب الخثعمي – ابن أبي عمير وأحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي وحمّاد بن عثمان وهم من أصحاب الإِجماع ، والقاسم بن محمّد وعلي بن إسماعيل الميثمي ، وغيرهم ( ٥ ) .

______

( ١ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٧٢٦ ، الفائدة / ٦ من الخاتمة .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٦٤ / ٢٤٣ .

( ٣ ) معالم العلماء : ٤٤ / ٢٨٨.

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٤٤ / ٣٦٨ .

( ٥ ) مستدرك الوسائل ٣: ٥٨٦ ، الفائدة / من الخاتمة .


٣٣٩ ـ أصل حبيب بن نعمان الأعرابي : قال النجاشي في ترجمته : رجل من بني أسد من أهل البادية ، له كتاب ، ثم أسند إليه ، وفي اخر السند، قال حبيب : حدثنا جعفر بن محمد سنة اثنين وعشرين ومائة بكتابه ( ١ ) .

ونقل السيد الاسترآبادي ترجمته عن النجاشي ، وزاد بعده : وأصحاب الباقر عليه السلام ( ٢ ) ، أي أنه من أصحاب الباقر عليه السلام، ولم أجده في رجال الشيخ معدوداً من أصحابه ، ويحتمل أن يكون ساقطاً . الرجال ، كما يحتمل أن يكون الغلط من نسختي من نسختي من أيضاً من منهج المقال ، والله أعلم بحقيقة الحال .

وبالجملة من عرف دأب النجاشي وطريقته المعهودة لا يتأمّل في حال الرجل وديانته على أنّه صاحب أصل وكتاب فلا يجوز فيه الارتياب .

٣٤٠ ـ كتاب أخبار السلف : وهذا الكتاب للشيخ المتقدم أبي عبد الله حُبَيّش بن مُبَشِّر ، ويظهر من النجاشي : أنّ الكتاب كبير حسن ، وفيه الطعون على المتقدمين على أمير المؤمنين عليه السلام ( ٣ ) ، وهو أخو جعفر بن مُبَشّر السابق إلى ذكره الإِشارة على الإِحتمال ، وكان من أصحابنا الإِمامية ، إلّا أنّه روى عن أحاديث العامة فأكثر ، وذكر بعد خلاصة ما قلناه طريقه إليه بتوسط شيخه ابن عبدون شيخ الشيخ الطوسي رحمه الله .

ويظهر من كتب العامة أيضاً جلالته ونباهته مع أنه . الطاعنين على أشياخهم السالفين الغاصبين ، قال ابن حجر في التقريب كما حكاه في المنهج : ابن مُبشِر – بموحدة ومعجمة مثقلة – ابن أحمد بن محمّد الثقفي أبو

_______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٤٢ / ٣٦٩ .

( ٢ ) منهاج المقال : ٩٢ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٤٦ / ٣٧٩ .


عبد الله الطوسي ، ثقة فقيه ، سني من الحادية عشرة ، وكان أخوه جعفر من كبار المعتزلة ، مات سنة ثمان وخمسين أي بعد المائة ، ثقة ( ١ ) ، انتهى .

أما حكمه بتسننه فلا يخفى ما فيه حيث عرفت من حكم النجاشي بأنه كان من أصحابنا بل ينافي التسنن قطعاً تأليف مثل هذا الكتاب ، والظن الحاصل من النجاشي الضابط النقّاد مقدّم على الوهم الحاصل من التقريب ، بل يمكن استفادة توثيقه من كلام النجاشي حيث ذكره ولم يطعن فيه بشيء ، مع أنّ طريقته على التصريح بما يوجب الضعف أو القدح أو المخالفة للمذهب ، ومهما ذكره من دون ذلك فهو دليل على عدم وجود ما يطعن فيه ، ويشعر بتمام ذلك عدّة من أصحابنا الإمامية فلا تغفل .

٣٤١ – أصل حجّاج بن دينار الواسطي : عده الشيخ في أصحاب الباقر ( ٢ ) ، وفي الفهرست : له كتاب ( ٣ ) ، وذكر طريقه إليه ، والنجاشي أيضاً : له كتاب ( ٤ ) ، ويمكن استفادة وثاقته بنحو ما مرّ مع اتفاق الشيخين في الكتب الثلاثة على السلامة .

٣٤٢ – أصل حجّاج بن رفاعة الكوفي الخَشّاب : وهذا الرجل كما يظهر من رجال الشيخ من أصحاب أبي عبدالله الصادق عليه السلام ( ٥ ) ، وزاد النجاشي في ترجمته : أنّ له كتاب ( ٦ ) ، مع تصريح بوثاقته وذكر طريقه إلى كتابه كما هو دأبه في غالب التراجم ، وفي الفهرست بعد تسميته : له

______

( ١ ) منهاج المقال : ۹۳ ، تقريب التهذيب : ١٥٢ / ١٤٣ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١١٩ / ٥٨ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٦٥ / ٢٥٢ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٤٤ / ٣٤٧ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ١٧٩ / ٢٤٢ .

( ٦ ) رجال النجاشي : ١٤٤ / ٣٧٣ .


كتاب ( ١ ) ، بلا تعرض لتوثيقه ، ولكن العلّامة في الخلاصة أظهر توثيقه مكرراً بلفظ : ثقة ثقة ، ذكره أبو العباس ( ٢ )

واعترض الشهيد الثاني عليه بأنّ تكرير التوثيق لم يذكره أحد من أصحاب الرجال غيره ، والمعلوم من طريقته في الخلاصة أن ينقل فيها لفظ النجاشي في جميع الأبواب ويزيد عليه ما يقبل الزيادة ، وعبارة النجاشي هنا ما ذكره بعينه ، غير أنّه اقتصر على توثيقه مرة واحدة ، والنسخة بخط السيد ابن طاووس ( ٣ ) ، إنتهى .

و كذلك في نسخة عليها خط ابن إدريس وخط ابن طاووس، والمراد بأبي العباس المذكور في كلامهم كما يظهر من تعليقة البهبهاني هو ابن نوح ، وأنه ثقة ، سالم عن الطعن مضافاً إلى أن الظاهر ارتضاؤه عند النجاشي ، يؤيده رواية عدّة من أصحابنا كتابه ، ورواية الأجلّة مثل العباس بن عامر ومحمّد بن يحيى وغيرهما عنه ( ٤ ) ، وقد أشرنا سابقاً في ترجمة بسطام بن سابور بعد ذكر أصله ما يكون نافعاً في المقام ، فراجع .

فظهر من جميع ما ذكرنا وثاقة الرجل من دون ريب ، وعدم تعرض الشيخ لا يدل على العدم، بل عدم التعرض للقدح ظاهر في سلامته عن الطعن، وفي مشتركات الكاظمي : ابن رفاعة الخشاب الثقة ، عنه محمّد بن يحيى الخزاز وأحمد بن ميثم والعباس بن عامر وجعفر بن بشير ( ٥ ) ، وفي معالم العلماء : حجّاج بن الخشاب ، له كتاب ( ٦ ) .

______

( ١ ) فهرست الشيخ : ٦٥ / ٢٥٠ .

( ٢ ) رجال العلامة : ٦٤ / ٦ .

( ٣ ) تنقيح المقال : ١ / ٢٥٥ حكى عنه .

( ٤ ) تعليقة البهبهاني : ٩٢ .

( ٥ ) هداية المحدثين : ٣٦ باب حجّاج .

( ٦ ) معالم العلماء : ٤٥ / ٢٩٦ ، وفيه حجّاج الخشّاب .


٣٤٣ – أصل أبي عبد الله حُجْر بن زائدة الحضرمي : وهذا الرجل من رواة الصادقين عليهما السلام ، قال النجاشي : ثقة ، صحيح المذهب ، صالح ، من هذه الطائفة ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ( ١ ) ، ثم ذكر طريقه إليه بكتابه ، وفي الفهرست بعد ترجمته : له كتاب ( ٢ ) ، وذكر طريقه إليه وإلى كتابه .

لكن ورد حديث منقول في الروضة في الصحيح : عن ابن أبي عمير ، عن حسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان ، قال : قلت للصادق عليه السلام : ألا تنهى هذين الرّجلين عن هذا الرجل ؟ فقال : من هذا الرجل ، ومن هذين ؟ قلت : ألا تنهى حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة عن المفضّل بن عمر ؟ قال : يا يونس قد سألتهما أن يكفا عنه فلم يفعلا ( ٣ ) فلا غفر الله لهما – إلى أن قال – لو أحباني لأحبّا من أُحب ( ٤ ) . ورواه في الكافي کتاب الحجة ، ودلالتهما على الطعن ظاهرة ، لكن قال في التعليقة : وفي متن الروايتين شيء ربما لا يقبله العقل، هذا مضافاً إلى ما في السند ( ٥ ) ، إنتهى .

وفي الخلاصة : وروي أنّ أبا عبدالله عليه السلام قال : لا غفر الله له ، إشارة إلى حجر بن زائدة ، إلّا أن الراوي الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي

______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٤٨/ ٣٨٤ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٦٣ / ٢٤١ .

( ٣ ) في المصدر زيادة : قدعوتهما وسألتهما وكتبت إليهما وجعلته حاجتي إليهما فلم يكفّا عنه .

( ٤ ) الكافي ٨ : ٣٧٣ / ٥٦١ . وفي مرآة العقول في شرح هذا الحديث بعد نقل ما ذكرناه عن النجاشي من وثاقته ، وروى الكشي بطريق ضعيف فيه وفي عامر بن عبد الله بن جذاعة أنهما من حواريّ الباقر والصادق عليهما السلام ، وروى مثل خبر الكتاب وفي عامر بن جذاعة والظاهر اتحادهما كما في نسخة الفقيه ، والحاصل أنّ هذا الخبر يدلّ على جلالة المفضل وذمّهما ، لكنّه على مصطلح القوم ضعيف ، إنتهى منه ( قده ) .

( ٥ ) تعليقة البهبهاني : ٩٢ .


عبد الله عليه السلام ( ١ ) ، وفي حاشية الشهيد عليها : في الطريق علي بن سليمان داود وهو مجهول الحال ، وحديث القدح فيه مرسل ، فبقي الإِعتماد على توثيق النجاشي له ، فظهر بحمد الله أنّ كلام النجاشي الضابط الخبير بأحوال الرجال يدل على أنّ الرجل في أعلى درجة من الوثاقة متعقباً الوثاقة بصحة المذهب والصالح من هذه الطائفة ، ووصف الصالح والصلاح من علائم الوثاقة أيضاً .

وفي رسالة تصحيح الأسانيد لفارس هذا الميدان الحاج محمد الأردبيلي صاحب جامع الرواة من أجلّاء تلامذة العلّامة المجلسي من كتابي التهذيب والاستبصار : وإلى حجر بن زائدة صحيح في الفهرست ( ٢ ) ، إنتهى ، وفي حديث الحواريين : أنه من حواري محمد بن علي وجعفر بن محمّد سلام الله عليهما المروي عن الكشي ( ٣ ) ، فتأمّل .

٣٤٤ – أصل حديد بن حكيم أبي علي الأزدي المدائني : وهو كما ذكره النجاشي ممن أدرك صحبة أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، وروى عنهما ، وقال : ثقة ، وجه ، متكلم ، له كتاب يرويه محمد ابن خالد ( ٤ ) ، ثم ذكر طريقه إلى كتابه عن عدّة من أن إليه ينتهي أصحابنا إلى بمشيخته الأجلّاء ، فبان من هذا الكلام أنّ الرجل من الثقات والوجوه ، ومن المتكلّمين في عصره، ومع ذلك تشرف بلقاء الحجتين واغترف من بحر علمهما ، إن هذا لهو الفوز المبين .

بل يظهر أن أهل بيته الأجلّاء كانوا من أهل العلم والدراية والتأليف

______

( ١ ) رجال العلامة : ٢ / ٥٩ .

( ٢ ) جامع الرواة ٢ : ٤٨٣ .

( ٣ ) رجال الكشي ١ : ٤٥ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٤٨ / ٣٨٥ .


والرواية كما يظهر من ترجمة أخويه مرازم بن حكيم ومحمد بن حكيم ، بل والد صاحب العنوان أيضاً كما في فهرست الشيخ : حـديـد والــد علي بن حديد ، له كتاب ( ١ ) ، ثم ذكر طريقه إليه ، وفى رجال الصادق عليه السلام في رجال الشيخ : حديد بن حكيم الأزدي المدائني أسند عنه ( ٢ ) .

٣٤٥ – أصل حذيفة بن منصور : ونسبه الشريف كما يظهر من النجاشي ينتهي إلى خزاعة ، قال : حذيفة بن منصور بن كثير سَلَمةَ بن عبد الرحمن الخزاعي أبو محمّد ، ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله وأبي الحسن عليهم السلام ، وابناه الحسن ومحمد رويا الحديث ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ( ٣ ) ، ثم ذكر طريقه إليه .

لكن اضطرب كلام الرجاليين في توثيقه لما ينقل من الغضائري من أن حديثه غير نقي ، يروي الصحيح والسقيم ، وأمره ملتبس ، ويخرج شاهداً ( ٤ ) ، وفي الخلاصة : والظاهر عندي التوقف فيه ، لما قاله هذا الشيخ ، ولما نقل عنه : أنه كان والياً من قبل بني اُمية ، ويبعد انفكاكه عن القبيح ، وفيها أيضاً : روى الكشي حديثاً في مدحه أحد رواته محمد بن عيسى وفيه قول ، ووثقه شيخنا المفيد رحمه الله ومدحه ( ٥ ) .

وأقول : إنّ الحق الحقيق بالقبول أن الرجل من أجلّاء الثقات ، والإِعراض عما قاله ابن الغضائري فيه ، وصار سبباً لتوقف العلامة أيضاً لوجوه كثيرة أفادها خاتم المحدّثين في مستدركه في شرح مشيخة الفقيه ، ونحن نكتفي بها وننقلها بعينها :

______

( ١ ) فهرست الشيخ : ٦٣ / ٢٤٢ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١٨١ / ٢٧٦ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٤٧ / ٣٨٣ .

( ٤ ) مجمع الرجال ۲ : ۸۷ .

( ٥ ) رجال العلامة : ٦٠ / ٢ .


الأول : ما في النجاشي : ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله وأبي الحسن عليهم السلام ، وابناه الحسن ومحمد رويا الحديث ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابن ( ١ ) . إلى آخره .

الثاني : رواية ابن أبي عمير عنه كما في طريق النجاشي إلى كتابه ، وصفوان في التهذيب في باب فرض صلاة السفر ( ٢ ) ، وعبد الله بن المغيرة فيه في باب الصلاة في السفر من أبواب الزيادات ( ٣ ) ، وأبان بن باب العارية ( ٤ ) ، وحمّاد بن عثمان وجميل بن دراج في الكافي في باب السنة في المهور( ٥ ) ، وهؤلاء السنة . أصحاب الإِجماع ، لا يروون جميعهم أو الأولان منهم إلّا عن الثقة أو غيرهم من الثقات ، كمحمد بن سنان ومحمّد ابن أبي حمزة وعبد الله بن حمّاد الأنصاري والحكم بن مسكين .

الثالث : ما في الخلاصة قال : ووثقه شيخنا المفيد ومدحه ( ٦ ) . إلى آخره .

قلت : وفي الرسالة العدديّة لم يطعن في السند الّذي فيه حذيفة إلا بمحمّد بن سنان ، ولولا وثاقته عنده لكان أولى بالطعن .

الرابع : ما ذكره الشيخ في التهذيب عند ذكر حديثه في عدم نقصان شهر رمضان : هذا الخبر لا يصح العمل به من وجوه : أحدها: أن متن الخبر لا يوجد في شيءٍ من الاُصول المصنفة ، وإنما هو موجودٌ في الشواذ من الأخبار ، ومنها : أن كتاب حذيفة بن منصور عريّ منه ، والكتاب معروف

_______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٤٧ / ٣٨٣ .

( ٢ ) التهديب ٢ : ١٤ / ٣٤ .

( ٣ ) التهذيب ٣ : ٢١٣ / ٥٢١ .

( ٤ ) التهذيب ٧ : ١٨٤ / ٨١٠ .

( ٥ ) الكافي ٥ : ٣٧٥ / ١ .

( ٦ ) رجال العلامة : ٦٠ / ٢ .


مشهور ، ولو كان هذا الحديث صحيحاً عنه لضمّنه كتابه ( ١ ) . إلى آخره .

وفي تعليقة الاُستاد الأكبر في كلامه فوائد منها : كون حذيفة جليلاً صحيح الحديث ، موثوقاً به ، ومنها : أن الأخبار التي نقلها المشايخ عنه على سبيل الإِعتماد والإِفتاء بها إنما هي من كتابه المعروف المشهور ، إلى آخره ( ٢ ) .

الخامس : ما رواه الكشي عن حمدويه ومحمّد ، قالا : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن صفوان عن عبد الرّحمن بن الحجّاج ، قال : سأل أبو العباس فضل البقباق الحريز الإذن على أبي عبد الله عليه السلام فلم يأذن له ، فعاوده ، فلم يأذن له ، فقال : أيّ شيءٍ للرجل أن يبلغ في عقوبة غلامه ؟ قال : قال : على قدر ذنوبه ، فقال : قد والله عاقبت حريزاً بأعظم مما صنع ، قال : ويحك إني فعلت ذلك ، إن حريزاً جرّد السيف ، ثم قال : أما لو كان حذيفة بن منصور ما عاودني فيه أن قلت لا ( ٣ ) .

وهذا الخبر رواه ثقة الإسلام في الكافي : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد ، عن الحلبي ، عن أبي العبّاس ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : قلت له : ما للرجل يعاقب به مملوكه ( ٤ ) ؟ إلى آخره ، باختلاف يسير وسقط صدره لعلّه لعدم الحاجة إليه ، وذيله لذلك أو لعدم ذكره البقباق لتضمّنه ذمّه ، فالمناقشة فـ السند بابن عيسى في غير

______

( ١ ) التهذيب : ١٦٩ .

( ٢ ) ومنها : أن الشاذ من الأخبار ليس بصحيح عنده ولا يعمل به، وإنّما الصحيح والمعمول به ما وجد في شيء من الاُصول ، وأن الحديث المروي عن رجل ولم يوجد في كتابه ليس بصحيح إلى غير ذلك . [ تعليقة البهبهاني : ٩٣ ] ، ( وقد أوردها المؤلف في الهامش وذلك لأن المحدّث النوري رحمه الله لم ينقلها بل اكتفى بنقل ما يفي غرضه ) .

( ٣ ) رجال الكشي ٢ : ٦٢٧ / ٦١٥ .

( ٤ ) الكافي ٧ : ٣٧٠ / ٣ .


محلّه ، ودلالته على المدح العظيم، خصوصاً اختصاصه عليه السلام خليفة بخصلة التسليم الّذي هو من أشرف الخصال من بين أصحابه غير خفيّ على المنصف البصير .

ومن جميع ذلك يظهر أنه لا ينبغي الإِصغاء إلى ما حكي عن ابن الغضائري في ترجمته : من أنّ حديثه غير نقي ، يروي الصحيح والسقيم ، وأمره ملتبس ، ويخرج شاهداً ، ولا حاجة إلى شرح سقم هذا الكلام كما في الشرح وغيره ( ۱ ) . إنتهى ما في المستدرك .

وظهر بحمد الله أن الرجل في أعلى درجة من الوثاقة ، وكتابه من الأصول المشهورة المعتمدة عند المحدّثين ، وهذا في الوضوح والظهور كالنور على شاهق الطور ، بقي الكلام في كونه والياً من قبل بني اُمية ويبعد انفكاكه عن القبيح .

قلت : بعد الانفكاك عن القبيح لا يقاوم التوثيق الصريح ، كيف وكثير من الثقات عنده ولاة وعمال للظلمة ، وفي رجال أبي علي نقلاً عن مجمع الرجال للشيخ الجليل المولى عناية الله القهبائي أنه قال : توقف العلّامة لا وجه له مع توثيق الشيخين الجليلين له ، وكلام الغضائري على تقدير قبوله لا يقتضي الطعن فيه لنفسه ، وما قبل من كونه والياً مرسل مع عدم ا القدح لاحتمال الوجوه المسوغة له ، والحديث الذي رواه الكشي لا يبعد استفادة التوثيق منه أيضاً ( ٢ ) . إنتهى .

٣٤٦ – أصل حرب الحسن الطَحّان : قال النجاشي : كوفي ، قريب الأمر في الحديث ، له كتاب ، عامي الرواية ، أخبرنا عدّة من

_______

( ١ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٨٦ ، الفائدة / ٥ من الخاتمة .

( ٢ ) منتهى المقال : ٨٨ .


أصحابنا ( ١ ) ، إلى آخر الطريق ( ٢ ) . وفي التعليقة : سيجيي في الحسن بن محمّد بن سماعة ما يشير إلى كونه من أصحابنا وأنه اعتناء ما بشأنه ( ٣ ) .

ومراده قدّس سرّه بذلك ما ذكره النجاشي في ترجمة الحسن في ضمن معجزة شريفة مروية عن الهادي من أخباره عليه السلام بموت واحد من عظماء القواد ودفنه قبل الصلاة ، ووقوع الأمر بعين ما أخبره صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ، حيث قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الأوْديّ قال : دخلت مسجد الجامع لاُصلّي الظهر، فلما صليت رأيت حرب بن الحسن الطحان وجماعة من أصحابنا جلوساً ( ٤ ) . إلى آخر الحكاية . والعلّامة ضبطه الخلاصة بالثاء ( ٥ ) المثلثة ، والظاهر أنه وهم كما استظهره السيد التفرشي في نقد الرجال ، وقال : اشتبه على العلّامة في الخلاصة مع أن النجاشي لم يذكره في باب الحارث بل ذكره في باب الآحاد ، وابن داود ذکره مرتين ( ٦ ) : مرة بعنوان الحارث ، ومرة بعنوان الحرب ( ٧ ) . إنتهى .

٣٤٧ ـ كتاب الاختيارات من شعر الشعراء : وهذا الكتاب للمولى الأديب القمقام وشيخ شعراء الإِسلام أبي تمّام – كشدّاد – كما في هدية الأحباب ( ٨ ) ، حبيب بن أوس الطائي العاملي الشيعي الشاعر المشهور ، كان شيعياً فاضلاً أديباً منشئاً ، صرّح بتشيّعه جماعة من أرباب التراجم مثل :

_______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٤٨ / ٣٨٦ ، وفيه : حرب بن الحسن .

( ٢ ) والراوي عنه هو يحيى بن زكريا اللؤلؤي . ( منه قده ) .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ٩٣ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٤٠ / ٨٤ .

(٥  ) رجال العلامة : ٢١٧ / ٣ الباب ۳ .

( ٦ ) رجال ابن داود : ٢٣٦ / ١٠٥ ، ٢٣٧ / ١١٢ .

( ٧ ) نقد الرجال : ٨٤ .

( ٨ ) هدية الأحباب : ۸، في الكنى والألقاب للمحدّث المعاصر القمي . ( منه قده ) .

النجاشي ، والعلّامة في الخلاصة، وصاحب الأمل فيه ، وصاحب الروضات ، وصاحب الهدية فيها حيث قال بعد التكنية والترجمة بالفارسية . شاعر مشهور صاحب حماسة ، أوحد عصر خويش بوده در فصاحت و بلاغت و مذهب شیعه داشته ، بلکه بتصديق جاحظ از رؤسای شیعه بوده ، گویند چهارده هزار ارجوزه أز عرب أز حفظ داشته غیر أز قصائد ومقاطيع ، در أيام واثق بالله سنة ٢٣١ ، وقيل : سنة ۲۲۸ در موصل وفات کرد ، ، وأبو نهشل بن حميد طوسي بر قبر اُوقبّه بنا كرد ( ١ ) .

وله قصيدة سامية تتضمن أسامي الأئمّة سلام الله عليهم أجمعين ، ذكرها في أمل الآمل نقلاً من مناقب ابن شهر آشوب ، تبركت بذكرها في هذه الأوراق :

ربّي اللهُ والأمينُ نبيّي                 صفوةُ اللهِ والوصيٌ إمـامـي

ثم سبطا محمّدٍ تالياه                   وعليُّ وباقرُ العلمِ حامي

والتقيُّ الزكيُّ جعفرُ الطيّبُ           مأوى المُعْتَرّ والمُعتامِ

ثمّ موسى ثمّ الرضا علمُ الفضلِ      الذي طالّ سائرَ الأعلامِ         

والصـفيُّ محمّدُ بنُ عليٍّ             المُعَرّى من كلّ سوءٍ وذام

والزكيُّ الإِمامُ ثم ابنُهُ               القائمُ مولى الأنامِ نورُ الظلامِ

هؤلاء الاولى أقام بهم              حجّتهُ ذو الجلالِ والإِكرام ( ٢ )

٣٤٨ – أصل حذيفة بن إسماعيل : قال في معالم العلماء : له كتاب ( ٣ ) ، ولم أطلع على حاله بأزيد من  ذلك .

٣٤٩ – أصل حسّان بن مِهران الجمّال : مولى بني كاهل بن

_____

( ١ ) هدية الأحباب : ٨ .

( ٢ ) مناقب ابن شهر آشوب ١ : ٣١٢ ، باختلاف بسير ، أمل الأمل ١ : ٥٣ .

( ٣ ) معالم العلماء : ٤٥ / ٢٩٩ .


أسد ، وقيل : مولىً لغني أخو صفوان ، لا ريب في جلالته ووثاقته بنص النجاشي : وهو يروي عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، ثقة ثقة ، أصح من صفوان وأوجه ، له كتاب يرويه عدة من أصحابنا ( ١ ) ، ثمّ ذكر الطريق إلى كتابه ، وفي فهرست الشيخ أيضاً بعد الترجمة : له كتاب ( ٢ ) ، وذكر طريقه إليه .

وأما تحقيق أنه واحد أو اثنان كما يظهر من رجال الشيخ فلا يهم التعرض له ، وخارج عن موضوع الكتاب ، وإن حكم بعضهم بالاتحاد ، ونصر النجاشي على ذلك المراد بأن عادة الشيخ نقل جميع ما ذكره الأصحاب ، وعادة النجاشي تحقيق الحال .

وفي مشتركات الكاظمي : ابن مهران الثقة ، عنه : علي بن النعمان وسيف بن عميرة والقاسم بن إسماعيل وعبد الصمد بن بشير ، وهو عن الصادق والكاظم عليهما السلام ( ٣ ) . إنتهى .

وفي المستدرك في الفائدة التي تتعلق بكتاب التهذيب ( ٤ ) : وإلى حسّان ابن مهران الجمّال فيه أبو المفضل والقاسم القرشي في الفهرست ، وإليه صحيح في التهذيب في باب المواقيت من أبواب الزيادات قريباً من الآخر بخمسة عشر حديثاً ( ٥ ) ، وفي باب فضل المساجد في الحديث السادس والستين ( ٦ ) ، وفي باب تحريم المدينة وفضلها في الحديث الأول ( ٧ ) ، وإلى

______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٤٧ / ٣٨١ ، وفيه : من بني أسد .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٦٤ / ٢٤٦ .

( ٣ ) هداية المحدثين : ٣٧ .

( ٤ ) نقلاً من رسالة تصحيح الأسانيد [ جامع الرواة ٢ : ٤٨٤ ] . ( منه قده ) .

( ٥ ) التهذيب ٢ : ٢٧٢ / ١٠٨٤ .

( ٦ ) التهذيب ٣ : ٢٦٣ / ٧٤٦ .

( ٧ ) التهذيب ٦ : ١٢ / ٢١ .


حسّان صحيح في باب حدود الزنا قريباً من الآخر بسنة وستين حديثاً ( ١ ) .

قلت : وصرّح النجاشي أن علي بن النعمان  يروي كتابه ( ٢ ) وطريق الفقيه إليه صحيح بالاتفاق ، إنتهى ( ٣ ) إنتهى .

٣٥٠ ـ كتاب المتمسك بحبل آل الرسول : وهذا الكتاب من مصنّفات الشيخ الفقيه المتكلّم الجليل المتقدّم حسن بن أبي عقيل العُماني ، أبو محمّد الحذّاء كما ذكره النجاشي ( ٤ ) ، أو الحسن بن عيسى أبو علي المعروف بابن أبي عقيل العماني كما في رجال الشيخ ( ٥ ) ، وهو كتاب مشهور عند فقهائنا الإِمامية ينقلون عنه في كتبهم الفقهية فتاويه وأقواله .

وقال النجاشي بعد ترجمته : وعدّ هذا الكتاب من جملة كتبه ووصفه بالشهرة بين الطائفة ، أنه قلّ ما ورد الحاجّ من خراسان إلا طلب واشترى منه نسخاً ، قال : وسمعت شيخنا أبا عبد الله يُكثر الثناء على هذا الرجل رحمه الله ، أخبرنا الحسين بن أحمد بن محمّد ومحمّد بن محمّد ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد ، قال : كتبت إلى الحسن بن علي بن أبي عقيل يجيز لي كتاب المتمسك وسائر كتبه ( ٦ ) .

وبالجملة هذا الرجل من أجلّاء الطائفة الإِمامية ، المشهور بينهم أمره وحاله في الثقة والعلم والفضل ، ولهم مزيد اعتناء بنقل أقواله وضبط فتاواه في كتبهم ، خصوصاً الفاضلين ، ومن تأخر عنهما .

______

( ١ ) التهذيب ١٠ : لم يرد في هذا الباب .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٤٧ / ٣٨١ .

( ٣ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٧٢٦ الفائدة / ٦ من الخاتمة .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٤٨ / ١٠٠ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ٤٧١ / ٥٣ .

( ٦ ) رجال النجاشي : ٤٨ / ١٠٠ باختلاف .


وهو أول من هذب الفقه واستعمل النظر وفتق البحث عن الاُصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى ، وبعده الشيخ الفاضل ابن الجنيد ، وهما في المعروفان في كلمات فقهاء أصحابنا بالقديمين، والثاني من كبار الطبقة السابعة ، والأول أعلى طبقة منه ، فإن ابن الجنيد من مشايخ المفيد ، وهذاالشيخ من مشايخ شيخه جعفر بن محمد بن قولويه ، ومن متفردات هذا الشيخ الذي خالف فيه المعظّم القول بعدم ا انفعال الماء القليل بملاقاته النجاسة ، وإن تبعه في ذلك القول بعض المحدّثين من المتأخرين أفاض الله على تربته رحمته الواسعة في الوافي وغيره من كتبه .

٣٥١ – كتاب الكرّ والفرّ : وهذا الكتاب في الإِمامة من كتب هذا الشيخ المتقدّم ، قال النجاشي : قرأت كتابه المسمّى كتاب الكَرّ والفَرّ على شيخنا أبي عبدالله رضوان الله عليه ، وهو كتاب في الإِمامة مليح الوضع ، مسألة وقلبها وعكسها ( ١ ) .

وفي السرائر في أول كتاب الزكاة : الحسن بن أبي عقيل العماني وجهٌ من وجوه أصحابنا ، ثقة فقيه متكلّم كثيراً كان يثني عليه شيخنا المفيد ، المتمسك المتقدم – كتاب حسن كبير ، وهو عندي قد ذكره شيخنا أبو جعفر في الفهرست وأثنى عليه ( ٢ ) .

ثم ذكره أيضاً في باب الربا وعدّه في جملة أصحابنا المتقدّمين ورؤساء مشايخنا المصنّفين الماضين والمشيخة الفقهاء وكبار مصنفي أصحابنا ( ٣ ) ، وفي المعتبر عدّه فيمن اختار النقل عنه من أصحاب كتب الفتاوى وممن اشتهر فضله وعرف تقدّمه في نقد الأخبار وصحّة الاختيار وجودة الاعتبار ( ٤ ) .

______

( ١ ) رجال النجاشي : ٤٨ / ذيل ١٠٠ .

( ٢ ) السرائر : ۹۹ .

( ٣ ) السرائر : ٢١٥ .

( ٤ ) المعتبر : ٧ مضمونه .

وفي کشف الرموز على ما حكي عنه ذكره في جملة من اقتصر على وفي ذلك من النقل عنهم من المشايخ الأعيان ، الّذين هم قدوة الإِمامية ورؤساء الشيعة ، إلى غير العبارات الناصة على جلالة شأنه ونبالته وفقاهته ، ثمّ إن عُمان بالضم كما في الإِيضاح ومجمع البحرين، والتخفيف – كغراب – كما القاموس وكتاب الأنساب : بلاد معروفة من بلاد البحرين ، والشائع على السنة الناس العُمّاني بالضم والتشديد وهو خطأ ، قلت : وعبارة القاموس هكذا في مادّة عمن : وكغراب رجل وبلد باليمن ، ويصرف ، كشدّاد بلد بالشام ( ۱ ) ، كذا في الروضات .

٣٥٢ – أصل حسن بن أيوب : قال النجاشي : له كتاب أصل ( ٢ ) ، وعقبه بذكر طريقه إليه من دون تعرض لمدح ولا ذم ، ويستفاد من رجال الشيخ أنه من أصحاب الكاظم عليه السلام ( ٣ ) ، وفي الفهرست : له كتاب ، رويناه بالإِسناد الأول عن حميد عن أحمد بن ميثم بن [ أبي نعيم ] الفضل بن دكين عنه ( ٤ ) ، ومراده بالإِسناد الأول : ابن عبدون عن الأنباري عن حميد .

والظاهر أن المراد من كلام النجاشي : له كتاب أصل ، أنه مقصور على ذكر الأحاديث من دون تصرف من مؤلّفه وتبويب ، وهذا المعنى أحد محتملات الأصل، وإن بنينا في هذا الكتاب على التعبير عن الكتاب المطلق بالأصل ، وهذا سهل .

وفي نقد الرجال عن النجاشي: له كتاب أصل ، بنقل صاحب التعليقة ، وكذا عن خالي ، وفي البلغة : له أصل، وقد يستفاد منه مدحه ،

________

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ٢٦٠ / ١٩٣ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٥١ / ١١٣ .

( ۳ ) رجال الشيخ : ٣٤٨ / ٢٠ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٥١ / ١٧٣ .


ولكنه غير صريح فيه ( ١ ) .

أقول: الظاهر من طريقة النجاشي والشيخ أن عدم تعرضهما للمدح والذم في ترجمة الرجل أقوى شاهد على سلامته عن الطعن وكونه إمامياً ، وكذا إذا كان صاحب أصل أظهر في المدح وفي التعليقه : أن عبارة النجاشي في ترجمة الرجل هكذا : له كتاب أصل ، وفيه مدح ، إنتهى ولعله سقط من نسخة الميرزا .

٣٥٣ – أصل أبي محمّد المدني : الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، في الخلاصة : وكان ثقة ، روى عن جعفر ابن محمّد عليهما السلام ، وحدّث عن الأعمش ( ٢ ) ، وأما كونه صاحب الأصل فيستفاد من النجاشي حيث قال بعد الترجمة والحكم بالوثاقة : أخبرنا بكتابه أصحابنا ( ٣ ) ، إلى آخر السند ، وفي المشتركات : ابن جعفر بن الحسن الثقة ، عنه محمّد بن أعين الهمداني ( ٤ ) .

٣٥٤ – أصل الحسن بن الجَهْم بن بُكيَر بن أعْين : أبو محَمّد الشيباني ، صرّح النجاشي بوثاقته ، قال : ثقة ، روى عن أبي الحسن موسى والرضا عليهما السلام ، له كتاب تختلف الروايات فيه ، فمنها ما أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي الحسن بن داود ( ٥ ) ، إلى آخر السند . وفي رجال الشيخ في أصحاب الرضا عليه السلام : الحسن بن الجهم الزراري ( ٦ ) ، نسبة إلى زرارة لكونه من قبيلته لا بالبنوّة ، وهو الظاهر من رسالة أبي غالب

_______

( ۱ ) تعليقه البهبهاني : ٩٤ .

( ٢ ) رجال العلامة : ٤٢ / ٢٠ .

( ۳ ) رجال النجاشي : ٤٦ / ٩٢ .

( ٤ ) هداية المحدثين : ٣٨ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ٥٠ / ١٠٩ .

( ٦ ) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢٨ ، وفيه : الحسين بن جهم الرازي .


الزراري في ذكر آل أعين، قال رحمه الله : وكان جدنا الأدنى الحسن بن جهم من خواص سيدنا أبي الحسن الرضا عليه السلام ، وله كتاب معروف ، قد رويته عن أبي عبدالله أحمد بن محمّد العاصمي ، لأنه كان ابن اُخت علي ابن عاصم ( ١ ) ، إنتهى .

وفي الكافي في كتاب العشرة بسنده عنه : قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : لا تنسني من الدُعاء ، قال : تعلم أني أنساك ؟ قال : فتفكّرت في نفسي وقلت : هو يدعو لشيعته وأنا من شيعته ، قلت : لا تنساني ، قال : كيف علمت ذلك ؟ قلت : إني من شيعتك ، وأنت تدعو لهم ، فقال : هل علمت بشيءٍ غير هذا ؟ قال : قلت : لا ، قال : إذا أردت أن تعلم ما لك عندي فانظر إلى ما لي عندك ( ٢ ) .

وقال العلّامة النوري في الفائدة الخامسة . الفقيه : والجهم هو ابن بكير أخو زرارة وجدّ الشيخ الجليل أبي غالب أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحسن بن الجهم ، وأبو محمّد الحسن ثقة جليل يروي عنه الأجلّاء مثل : الحسن بن علي بن فضّال و عبد الله بن بكير و محمد بن إسماعيل بن بزيع وسعد بن سعد ومحمّد البرقي وعلي بن أسباط وأحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم ومحمّد بن القاسم بن فضيل ابن يسار وأبو عبد الله أحمد بن محمّد العاصمي .

وفي الكافي : عن أحمد ، عن محمّد بن علي ، عن الحسن بن جهم ، قال : كنت مع أبي الحسن [ عليه السلام ] جالساً فدعا بابنه وهو صغير فأجلسه في حجري، وقال لي : جرّده فانزع قميصه ؟ فنزعته ، وقال لي : اُنظر بين كتفيه ؟ فنظرت فإذا في أحد كتفيه شبيه بالخاتم داخل في

_______

( ۱ ) رسالة في آل أعين : ٨ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٤٧٧ / ٤ .


اللحم ، ثم قال : أترى هذا ؟ كان مثله في هذا الموضع من أبي عليه السلام ( ١ ) .

٣٥٥ – كتاب الأعمال الصالحة : وهذا الكتاب من مؤلّفات الفقيه الثقة شمس الإِسلام أبي محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه ، جد الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست، قال فيها : الشيخ الإِمام الجد شمس الإِسلام الحسن بن الحسين بن بابويه القمي ، نزيل الري ، المدعو بحسكا ، فقيه ثقة ، قرأ على شيخنا الموفق أبي جعفر قدس الله بالغري على ساكنه السلام ، وقرأ على الشيخين سالار بن عبد العزيز وابن البراج جميع تصانيفهما ، وله تصانيف في الفقه (۲) ، وعدّ منها الكتاب روحه جميع تصانيفه المذكور .

وهذا الشيخ الجليل شيخ رواية عماد الدين الطبري في كتاب بشارة المصطفى ، بنقل صاحب المستدرك ، معبراً عنه فيه بقوله : الشيخ الإِمام الفقيه الرئيس الزّاهد العالم أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسن ، إلى آخره . ويظهر منه كثرة مشايخه وأنه صاحب تصنيف ، وذكر في المنتجب جملة من تصانيفه – ثم قال – وفي الرياض : حسكا – بفتح الحاء المهملة وفتح السين المهملة والكاف المفتوحة وبعدها ألف لينة – مخفّف حسن كيا ، والكيا لقب له ومعناه بلغة دار المزرجيلان و مازندران والري : الرئيس أو نحوه من كلمات التعظيم ، ويستعمل في مقام المدح ، إنتهى ( ۳ ) كلامه رفع في الخلد مقامه .

٣٥٦ – أصل الحسن بن الحسين بن الحسن الجحدري

________

( ۱ ) مستدرك الوسائل ۳ : ٥۸۷ الفائدة / ٥ من الخاتمة ، الكافي ١ : ٢٥٧ / ٢ .

( ۲ ) فهرست منتجب الدين : ٤٢ / ٧٢ .

( ٣ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٤٦٦ الفائدة / ٣ من الخاتمة .



الكِنْدي عربي : يظهر من النجاشي : أنه ثقة ، ومن أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ( ١ ) ، ثم ذكر طريقه إليه عن جعفر بن محمّد عليه السلام نسخة ، فعلم أن كتابه من الاُصول ، وفيه أيضاً له كتب ، وفي المشتركات : ابن الحسين الجحدري الثقة ، عنه الحسين بن محمّد الأزدي وعلي بن الحكم الثقة ( ٢ ) .

٣٥٧ – أصل الحسن بن الحسين السَكُوني : قال في الخلاصة : عربي ، كوفي ، ثقة ( ٣ ) ، وزاد في النجاشي : له كتاب عن الرجال ( ٤ ) ، وطريقه إليه ينتهي إلى جعفر بن عبد الله المحمّدي عنه .

٣٥٨ – اصل الحسن بن الحسين العُرَني النجّار : قال في النجاشي : مدني ، له كتاب عن الرجال عن جعفر بن محمّد عليه السلام ( ٥ ) ، وعقبه بروايته عنه بمشيخته الواصلة إلى يحيى بن زكريّا بن شیبان عن الحسن بكتابه .

٣٥٩ – أصل الحسن بن الحسين اللؤلؤي : قال النجاشي : انّه ثقة ، كثير الرواية ، له كتاب مجموع نوادر ( ٦ ) ، وفي باب فيمن لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام من رجال الشيخ : يروي عنه محمّد بن أحمد بن یحیی ، ضعفه ابن بابويه ( ٧ ) ، وفي الخلاصة بعد ذكر التوثيق والتضعيف المذكورين ، وقال النجاشي : كان محمّد بن الحسن بن الوليد يستثني من

_______

( ١ ) رجال النجاشي : ٤٦ / ٩٥ .

( ۲ ) هداية المحدثين : ۱۸۷ .

( ٣ ) رجال العلامة : ٤٣ / ٣٢ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٥١ / ١١٤ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ٥١ / ١١١ .

( ٦ ) رجال النجاشي : ٤٠ / ٨٣ .

( ٧ ) رجال الشيخ : ٤٦٩ / ٤٥ .


رواية محمّد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن جماعة ، وعدّ من جملتهم ما تفرّد به الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، وتبعه أبو جعفر بن بابويه على ذلك ( ١ ) .

لكن الظاهر من جمع من أرباب الرجال وثاقته وعدم اعتدادهم بالتضعيف كما يظهر من العلّامة وذكره في القسم الأول من كتابه ، وصاحب الحاوي أيضاً في الثقات ، وفي الوجيزة : ثقة ، وفيه كلام ( ٢ ) ، وفي الحاوي بعد ما نقل عنه قال : ولعلّ مجرد الاستثناء لا يدل على القدح فيه بعد شهادته أولاً بتوثيقه ، والظاهر أنّ تضعيف ابن بابويه المحكي مرجعه إلى ذلك كما بدل عليه كلام النجاشي فهو أعم من القدح كما لا يخفى ، إنتهى . ثم ذكره في الضعاف وقال : مضى الكلام في الفصل الأول في شأن هذا الرجل ، وذكرناه هنا لنقل الشيخ ابن بابویه تضعيفه( ٣ ) ، وفي المشتركات : ابن الحسين اللؤلؤي الثقة عنه محمّد بن أحمد بن يحيى وإبراهيم بن سلیمان ( ٤ ) .

وفي رسالة تصحيح الأسانيد كما في المستدرك : وإلى الحسن بن الحسين اللؤلؤي صحيح في التهذيب في باب الأغـال المفروضات في الحديث الحادي والعشرين ( ٥ ) ، وفي باب التيمم وأحكامه قريبا من الآخر بخمسة أحاديث ( ٦ ) ، وفي باب المياه وأحكامها في الحديث الثاني ، وفي

______

( ١ ) رجال العلامة : ٤٠ / ١١ .

( ٢ ) الوجيزة : ٣١ من المخطوط .

( ٣ ) حكاه عن الحاوي في تنقيح المقال ١ : ٢٧٤ .

( ٤ ) هداية المحدثين : ۱۸۷ .

( ٥ ) التهذيب ١ : ١١٠ / ٢٨٨ : وفيه : الحسين بن الحسن اللولوي .

( ٦ ) التهذيب ١ : ٢٠٤ / ٥٩٣ .


الحديث الثالث ( ١ ) ، وفي الاستبصار في باب من ترحل من منى قبل أن يحلق في الحديث ( ٢ ) الآخر ( ٣ ) .

فظهر من جميع ما ذكر أن الترجيح مع الموثقين وسند التضعيف ينتهي إلى ابن الوليد ، وتبعه على ذلك أبو جعفر بن بابويه بحسن ظنه له ، ومن المحتمل أن يكون وجه التضعيف غير الفسق المانع من قبول الرواية ، بل اُمور اُخرى لا تمنع من القبول ، وإن كان بناء المضعف على العلم لما اقتضى نظره ، وسيأتي الإِشارة منا – إن شاء الله – إلى أزيد مما قلنا في الموضع المناسب

وفي نقد الرجال : ويظهر من كلام النجاشي والشيخ في الفهرست عند ترجمة أحمد بن الحسن بن الحسين اللؤلؤي أن الحسن بن الحسين اللؤلؤي رجلان ، فالتمييز بينهما في الأخبار مشكل ، إلّا أنّه يمكن أنّ يفهم من كلامهما أن الراوي واحد وهو المذكور في كتب الرجال ( ٤ ) ، والله العالم بحقائق الأحوال .

٣٦٠ – كتاب الأشفية في معاني الغيبة : وهذا الكتاب للسيد الجليل المعظم أبي محمّد الحسن بن حمزة بن علي بن عبيد الله بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الطبري المرعشي ، من مشايخ الشيخ المفيد والحسين بن عبيد الله الغضائري وأحمد بن عبدون والتلعكبري وغيرهم ، من أكابر العلماء والمحدثين ، وكان من أجلّاء هذه الطائفة وفقهائها كما في فهرست النجاشي : قدم بغداد ولقيه

_______

( ١ ) التهذيب : ٢١٥ / ٦١٩ ، ٦٢٠ .

( ٢ ) الاستبصار ٢ : ٢٨٦ / ١٠١٧ .

( ٣ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٧٢٦ الفائدة / ٦ من الخاتمة .

( ٤ ) نقد الرجال : ٨٧ .


شيوخنا في سنة ست وخمسين وثلاثمائة ، ومات في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة – ثمّ ذكر كتبه ومنها هذا الكتاب . والظاهر أنّه في غيبة الإمام عجّل الله فرجه، ثم قال : أخبرنا بها شيخنا أبو عبد الله وجميع شيوخنا رحمهم الله ( ١ ) .

وفي الخلاصة : كان فاضلاً ديّناً عارفاً فقيهاً زاهداً ورعاً كثير المحاسن ادبيباً ، روى عنه التلعكبري ، وكان سماعه منه أول سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وله منه إجازة بجميع كتبه ورواياته ، قال الشيخ الطوسي : أخبرنا جماعة منهم : الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون ومحمّد بن محمّد بن النعمان ، وكان سماعهم منه سنة أربع وستين وثلاثمائة ( ٢ ) ، وقال النجاشي : مات – رحمه الله – سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ( ٣ ) ، وهذا لا يجامع قول الشيخ ( ٤ ) ، إنتهى كلامه . وعليها بخط الشهيد الثاني رحمه الله ، في كتاب ابن داود الحسن بن محمد بن حمزة ( ٥ ) : والصواب ما هنا لموافقة كتب الرجال والنسب .

وفي التعليقة : وكذا كتاب الكفاية في النصوص تصنيف الثقة الجليل علي بن محمّد بن علي الخزاز القمي ( ٦ ) ، وعليها بخط الشهيد أيضاً . أقول : ما نقله المصنف عن الشيخ الطوسي وجدناه بخط ابن طاووس في نسخة كتاب الشيخ ، وفي كتاب الرجال للشيخ رحمه الله وفي نسخة معتبرة : أن سماعه منه سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ، وفي كتاب الفهرست له رحمه

_______

( ١ ) رجال النجاشي : ٦٤ / ١٥٠ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٤٦٥ / ٢٤ ، وفيه : سنة أربع وخمسين وثلاثمائة .

( ۳ ) رجال النجاشي : ٦٤ / ١٥٠ .

( ٤ ) رجال العلامة : ٣٩ / ٨ .

( ٥ ) رجال ابن داود : ٧٧ / ٤٥٧ القسم الأول .

( ٦ ) تعليقة البهبهاني : ٩٦ .


الله أنه كان سنة ست وخمسين ، وعليها يرتفع التناقض بين التأريخين .

٣٦١ – كتاب المبسوط في عمل يوم وليلة : وهذا الكتاب أيضاً لهذا السيد المعظم المرعشي كما في النجاشي في جملة كتبه الفاخرة ، ومرعش كما في رجال ابن داود : بفتح الميم وكسر العين المهملة ( ١ ) ، والمرعشية ينسبون إليه ، وأكثرهم بالديلم وطبرستان ، وفي القاموس مَرْعَش كمقعد بلد بالشام قرب أنطاكية ( ٢ ) .

٣٦٢ – كتاب المفتخر : وهذا أيضاً لهذا السيد الجليل بنص النجاشي والشيخ .

٣٦٣ – كتاب الدر : نسبه إليه في منهج المقال نقلاً عن النجاشي ، وهو مذكور في نسختي من النجاشي أيضاً ، لكن لم يظهر أنه وسابقه في أي فن من العلوم . بقي الكلام في التوثيق ، ولا يخفى كما في التعليقة أن ما ذكر في شأنه فوق مرتبة التوثيق ، سيما حكاية الزهد والورع وعدّه من الحسان – إلى أن قال – على أنا قد أشرنا في صدر الكتاب إلى أن الفقاهة تشير إلى الوثاقة ، وكذا كونه من مشايخ الإِجازة ، وكذا كونه فاضلاً ديّناً  ، والأمر واضح فما في منتهى المقال من التأمّل باعتبار اعتباره الضبط في الوثاقة

في غير محلّه .

٣٦٤ – كتاب المرشد : وهذا الكتاب كما ذكره النجاشي من جملة كتب هذا السيد المعظم المرعشي ، مروي عنه بالأسانيد السابقة ، وإنما ذكرنا هذه الكتب في هذا الباب لتصديرها بألف التعريف واشتهارها بالعلمية ، كما في الكتاب لكتاب سيبويه ، كأن الألف واللام جزء منها ، ولا تذكر مجرداً

_______

( ١ ) رجال ابن داود : ٧٧ / ٤٥٧ .

( ٢ ) القاموس المحيط ٢ : ٢٧٥ .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ٩٦ .


عنها ، والغالب أن نرعى هذه النكتة فيما هو من هذا القبيل .

٣٦٥ – كتاب أسماء رسول الله صلى الله عليه وآله : الحسن بن خرزاد – بالخاء المعجمة المضمومة والراء المشددة والزاي والذال المعجمة بعد الألف – وهو كما في النجاشي : قميّ كثير الحديث – ثم ذكر كتابه الشريف وقال – وقيل : أنه غلا في آخر عمره ( ١ ) ، وأسند بطريقه إليه وإلى كتابه ، وكذا في الخلاصة ، وفي باب ( فيمن لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام ) من رجال الشيخ : خرزاذ من أهل كش ( ٢ ) .

قلت : ذكره في الموثقين أولى مع كثرة حديثه وكونه من القميين ، مع أن الرمي بالغلو ليس بقادح غالباً ، مضافاً إلى أنّ النسبة إلى القيل مشعر بالتمريض ، وفي تعليقة الأغا : ومرّ في أحمد بن محمّد بن عيسى ما يظهر منه قدحه ، لكن روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ولم يستثن من رجاله ، ففيه شهادة على الاعتماد به بل على وثاقته لما ذكرنا في الفائدة الثالثة ، وفي حكاية غلوّه ما أشرنا إليه في الفائدة الثانية وحكاية كون الغلو في آخر عمره مرّت الإشارة إلى ما فيها في الفائدة الاُولى ، والظاهر أن عدم رواية أحمد عنه من حكاية غلوّه ، وفيه ما فيه فتأمل ( ٣ ) ، إنتهى .

وملخص ما ذكره في أمر الغلو في الفائدة : أن كثيراً من القدماء سيّما القميين منهم كانوا يعتقدون للأئمّة عليهم السلام منزلة خاصة من الرفعة والجلال ، ومرتبة معيّنة من العصمة والكمال بحسب اجتهادهم ورأيهم ، ولا يجوّزون التعدي من تلك المرتبة ، بل يعدّون التجاوز عنها غلوّاً وارتفاعاً ، حتى أنهم عدوا نفي السهو عنهم ارتفاعاً وغلوّاً ، بل ربما جعلوا مطلق التفويض إليهم ، أو التفويض الذي اختلف فيه ، أو المبالغة في معجزاتهم

______

( ١ ) رجال النجاشي : ٤٤ / ٨٧ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٤٦٣ / ١٠ .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ٩٦ .


ونقل العجائب من خوارق العادات عنهم ، أو الإِغراق في شأنهم وإجلالهم وتنزيههم عن كثير من النقائص ، وإظهار كثير قدرةٍ لهم ، وذكر عليهم بمكنونات السماء والأرض ارتفاعاً أو مورثاً للتهمة به ، سيّما بجهة أنّ الغلاة كانوا مختفين في الشيعة مخلوطين بهم مدلّسين ، والظاهر أنّ القدماء كانوا مختلفين في المسائل الاُصولية أيضاً ، فربما كان شيء عند بعضهم فاسداً أو كفراً ، غلواً أو تفويضاً أو جبراً أو تشبيهاً أو غير ذلك ، وكان عند آخر مما يجب اعتقاده ، أو لا هذا ولا ذلك ، وربما كان منشأ جرحهم بالاُمور المذكورة وجد أن الرواية الظاهرة فيها منهم ، أو ادعاء أرباب المذاهب كونه منهم ، أو روايتهم عنه ، وربما كان المنشأ روايتهم المناكير عنه ، فعلى هذا ربّما يحصل التأمّل في جرحهم بأمثال الاُمور المذكورة ( ١ ) ، إنتهى ما ذكره مع اختصار ما طيب الله تربته .

٣٦٦ – كتاب المتعة : نسبه إلى المتقدّم ذكره الشيخ البصير الناقد النجاشي ، وفي مشتركات الكاظمي : عنه أبو علي الحسن بن علي القمي ( ٢ ) وفي الوجيزة : فيه مدح وذم ( ٣ ) فتأمّل ، ووجه التأمّل ظاهر مما ذكرناه .

٣٦٧ – كتاب الراهب والراهبة : وهو كما في فهرست الشيخ : لحسن بن راشد ثم ذكر اسناده إلى كتابه بتوسط القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد ( ٤ ) .

وأقول : ينبغي في المقام بسط الكلام لتحقيق حال صاحب العنوان مع

______

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ٨ الفائدة / ٢ .

( ٢ ) هداية المحدثين : ٣٩ .

( ٣ ) الوجيزة : ٣١ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٥٣ / ١٩٠ .


المشاركين له في الاسم حسبما ظهر من علمائنا الأعلام ، قال الخبير البارع رئيس المحدّثين في الفائدة الخامسة من كتابه مستدرك الوسائل أعلى الله مقامه : أما الحسن بن راشد فاعلم أنّ المذكور في الكتب الرجالية ثلاثة :

ول : الحسن بن راشد الطفاوي ( ١ ) الذي قال فيه النجاشي : لـه کتاب النوادر حسن كثير العلم ( ٢ ) ، وذكره في الفهرست ولم يضعّفاه ، وضعّفه ابن الغضائري ، وليس هو جدّ القاسم لأنه كوفي مولى لبني العباس ، والطّغاوي كما في الخلاصة : منسوب إلى حبال ( ٣ ) بن منبه وهو : أعصر بن سعد بن قيس إلى آخره ، واُمّ الطغاويين : الطَغاوة بنت جرم بن ريان ، قال : ومسكنهم البصرة ، مع أنّ الّذي في الغضائري وتبعه غيره : الحسن بن أسد الطغاوي لا راشد .

والعجب من شارح المشيخة حيث قال : وما كان عن الحسن بن راشد الطّغاوي ضعيف ، ثم ذكر ما في النجاشي وابن الغضائري ، ثم ذكر الحسن ابن راشد أبا علي الثقة – إلى أن قال – وذكر المصنّف الضعيف بناء على أنّه كان كتابه حسناً معتمداً عليه كما ظهر من الجارحين أيضاً ( ٤ ) ، إنتهى ، وهو فاسد من وجوه .

الثاني : أبو علي البغدادي الوكيل الحسن بن راشد مولى المهلب الثقة الجليل المذكور في الأسامي والكنى من أصحاب الجواد والهادي عليهما السلام ، وهذا أيضاً ليس جد القاسم لأنه من أصحاب الصادق عليه السلام يروي عنه كثيراً ، وبينهما من البعد من جهة الزمان واختلاف المرويّ عنه

_______

( ١ ) بضم الطاء المهملة وبعدها فاء والواو المكسورة بعد الألف ( منه قده ) . ولكن في المصدر : الطغاوي .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٣٨ / ٧٦ .

( ٣ ) في المستدرك : جبال ، ولكن في رجال العلامة : حبال .

( ٤ ) روضة المتقين : ١٤ / ٩٢ .


والراوي ما لا يخفى .

الثالث : أبو محمّد الحسن بن راشد مولى بني العباس ، وفي الخلاصة عن ابن الغضائري مولى المنصور ( ١ ) ، وفي رجال البرقي : كان وزيراً للمهدي ( ٢ ) ، وهذا هو الجدّ ، ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام ( ٣ ) ولم يضعّفه ، وفي رجال ابن داود : عن ابن الغضائري ضعيف جدّاً ( ٤ ) ، وفيه مضافاً إلى ضعف تضعيفاته كثرة رواية ابن أبي عمير عنه عن الصادق عليه السلام .

وفي الاحتجاج للطبرسي : بإسناده إلى محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري أنه كتب إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه يسأله عن التوجّه للصلاة يقول : على ملّة إبراهيم ودين محمّد صلّى الله عليه وآله ، فإن بعض أصحابنا ذكر أنه إذا قال : على دين محمّد صلّى الله عليه وآله فقد أبدع ، لأنا لم نجده في شيءٍ من كتب الصلاة خلا حديثاً واحداً في كتاب القاسم بن محمّد ، عن جده الحسن بن راشد : أن الصادق عليه السلام قال للحسن : كيف التوجه ؟ .

فقال : أقول : لبّيك وسعديك .

فقال له الصادق عليه السلام : ليس عن هذا أسألك ، كيف تقول : وجّهت وجهي للّذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً ؟

قال الحسن : أقوله .

______

( ١ ) رجال العلامة : ٢١٣ / ٩ .

( ٢ ) رجال البرقي : ٢٦ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ١٦٧ / ٢٩ .

( ٤ ) رجال ابن داود : ٢٣٨ / ١٢٠ .


فقال الصادق عليه السلام : إذا قلت ذلك فقل : على ملّة إبراهيم ، ودين محمّد صلّى الله عليه وآله ومنهاج علي بن أبي طالب عليه السلام ، والائتمام بآل محمّد عليهم السلام حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين .

فأجاب عليه السلام : التوجه كلّه ليس بفريضة ، والسنّة المؤكدة فيه التي كالإِجماع الّذي لا خلاف فيه : وجهت وجهي للّذي فطر السموات والأرض ، حنيفاً مسلماً على ملّة إبراهيم ودين محمّد صلّى الله عليه وآله وهدي علي أمير المؤمنين عليه السلام ، وما أنا من المشركين ( إِنَّ صَلاتِي ) ( ١ ) الآية أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ( ٢ ) . . . الخبر .

وفيه إشارة إلى وثاقتهما كما لا يخفى على المتأمّل ، هذا ولكنّ طبقته وطبقة الطفاوي ( ٣ ) بناء على ضعفه لكونه ابن راشد واحدة ، ويشكل التميز ، إلّا أنّ المطلق كما قيل ينصرف إلى الفرد الكامل ( ٤ ) .

بقي الكلام في ذكر القاسم بن يحيى الراوي عن جدّه الحسن بن راشد ، فأقول : هو الّذي ذكره الشيخ في الفهرست : وذكر أن له كتاباً فيه آداب أمير المؤمنين عليه السلام ( ٥ ) ، وذكر طريقه إليه ، وفي فيمن لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام من رجاله ، ولم يشر إلى طعن فيه ، وكذا في أصحاب الرضا عليه السلام ، وكذا النجاشي ، وفي الخلاصة : ضعيف ( ٦ ) .

قال في التعليقة : أخذه من ابن الغضائري كما في النقد فلا يعبأ به ،

______

( ١ ) الانعام ٦ : ١٦٢ .

( ٢ ) الاحتجاج : ٢ / ٤٨٥ .

( ٣ ) في المصدر : الطغاوي .

( ٤ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٨٨ الفائدة / ٥ من الخاتمة .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ١٢٧ / ٥٦٤ .

( ٦ ) رجال العلامة : ٢٤٨ / ٦ .


ورواية الأجلّة عنه سيما مثل : أحمد بن محمد بن عيسى أمارة الاعتماد بل الوثاقة ، ويؤيده كثرة رواياته والإِفتاء بمضمونها ، ويؤيد فساد كلام ابن الغضائري في المقام عدم تضعيف شيخ من المشايخ العظام الماهرين بأحوال الرجال إياه ، وعدم طعن من أحد ممن ذكره في مقام ذكره في ترجمته وترجمة جدّه وغيرها ( ١ ) ، إنتهى .

وفي المستدرك بعد ذكر ما نقلناه ، قلت : ويروي عنه إبراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبد الله ومحمّد بن عيسى ومحمّد بن خلف وإبراهيم بن إسحاق ومحمّد بن خالد وغيرهم ، وأمّا الكتاب المذكور فهو بعينه الحديث المعروف بالأربعمائة كما لا يخفى على من نظر إلى سنده في الخصال ، وتلّقاه الأصحاب بالقبول ووزعوا أحكامه وآدابه على الأبواب المناسبة لها ، ولولا خوف الإِطالة لذكرت جملة منها ( ٢ ) .

وإنما أطنبنا الكلام في المقام بكثرة ما نقلناه لاضطراب كلامهم في هذا الباب ، وكثرة الفوائد التي ظهرت لك في تحقيق أحوال الرجال الثلاثة ، والتبرك بذكر الحديث الشريف ، حتى أنّ المذكور في رجال ابن داود حمل جميع ذلك على ما في أصحاب الكاظم عليه السلام من حسين مصغراً ، وقال : إني رأيته بخط الشيخ أبي جعفر في كتاب الرجال ، كذا ، ثمّ قال : فربّما التبس الحسين بن راشد بالحسن بن راشد – في أصحاب الرضا عليه السلام – وذلك مولى بني العباس وهذا مولى آل المهلّب وذاك من رجال الصادق عليه السلام وهذا من رجال الجواد ( ٣ ) .

______

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ٢٦٤ باختلاف يسير ( وذلك أنه ظاهراً نقل ما قاله الوحيد عن المستدرك دون الأصل فوقع الإِختلاف ) .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٨٧ الفائدة / ٥ من الخاتمة .

( ٣ ) رجال ابن داود : ٢٣٨ / ١٢٠ .


وفي تلخيص المقال : والحق أن حمل ما في أصحاب الكاظم عليه السلام على السهو من الشيخ أقرب من وقوع السهو عنه وعن غيره في مواضع ، على أنه لا ريب أن في رجال الصادق عليه السلام الحسن بن راشد كما هو معلوم من سند الروايات في كتب الحديث ، ومعلوم كذلك في كتب الرجال ( ١ ) ، وفي كشف الغمة عن الحسين بن راشد قال : ذكرت زيد بن على فنقصته عند أبي عبد الله عليه السلام ، فقال : لا تفعل ، رحم الله زيداً ( ٢ ) . . . الحديث ، وفيه الحسين مكرراً ، فلا داعي لحمل ما في اصحاب الكاظم عليه السلام على السهو سيما بعد وجدان الحسين في كتب الحديث ، ولا يبعد أن يكون أخا الحسن ، وربما يومىء إلى التغاير كون ما في أصحاب الصادق عليه السلام كوفيّاً ، وما في أصحاب الكاظم عليه السلام بغداديّاً ، فتأمّل . لكن ظهر لك أنّ صاحب الكتاب المذكور هو الثالث منهم جدّ قاسم بن يحيى ، فاغتنم ذلك وكن من الشاكرين .

٣٦٨ – أصل الحسن بن رِباط البَجَلي : كوفي ذكره النجاشي وقال : روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، وأخـويـه إسحاق ويونس ، لـه كتاب ( ٣ ) . وذكر طريقه المرتقي إلى الحسن بن محبوب عن الحسن بن رِباط ، وفي فهرست الشيخ : الحسن الرباطي ، له أصل ، والحسن بن صالح بن حي ، له أصل رويناهما بالإِسناد الأول عن ابن محبوب ، عن الحسن بن صالح بن حي ، وعن الحسن الرباطي ( ٤ ) .

وهذا الكلام مما يؤيد ما اصطلحنا عليه من إطلاق الأصل على الكتاب

_____

( ١ ) تلخيص المقال : انظر منهاج المقال : ٩٨ مع تقديم وتأخير .

( ۲ ) كشف الغمة ٢ : ١٤٤ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٤٦ / ٩٤ ، وفيه : واخوته اسحاق ويونس ، وعبد الله .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٤٩ / ١٦٤ ،  ٥٠ / ١٦٥ ، والإِسناد الأول [ فهرست الشيخ : ٤٩ / ١٦١ ] : ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى . ( منه قده ) .


المذكور في التراجم في هذه الأوراق فإنّ طريق النجاشي والشيخ في هذا الرجل يصل إلى ابن محبوب ، وهو يروي عن صاحب الأصل إلّا أن الأول يعبر عنه بالكتاب ، والثاني بالأصل ، واحتمال التعدد بأن يكون كلاًّ منهما غير الآخر بعيد مع أن الراوي عنهما واحد وهو ابن محبوب ، والأمر فيه سهل .

وفي رجال الشيخ في أصحاب الباقر عليه السلام : الحسن بن رباط ( ١ ) ، وزاد في أصحاب الصادق عليه السلام : البجلي الكوفي ( ٢ ) ، وفي الكشي : ما روي في بني رباط ، قال نصر بن الصباح : كانوا الأربعة إخوة الحسن والحسين وعلي ويونس ، كلهم أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ، ولهم أولاد كثير من حملة الحديث ( ٣ ) وفي فوائد سيدنا بحر العلوم : بنو رباط أهل بيت كبير بالكوفة من بجيلة أو من مواليهم ، منهم الرواة والثقات ، وأصحاب المصنّفات ، ومن مشاهيرهم : عبد الله والحسن وإسحاق ويونس أولاد رباط ( ٤ ) ، ثمّ عدّ جماعة كثيرة من هذه الطائفة الجليلة المذكورين في كتب الرجاليين من النجاشي وغيره ، وأثبت لهم كتباً ووثّقهم .

٣٦٩ – أصل الحسن بن الزبْرِقان : قال النجاشي : الحسن بن الزِبْرِقان – بالزاء المكسورة والباء المنقّطة تحتها نقطة الساكنة والراء المكسورة والقاف والنون أخيراً كما في الإِيضاح ( ٥ ) ، أبو الخِزْرج قمي ، له كتاب ( ٦ ) ، وذكر طريقه إليه ، وفي فيمن لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام : الحسين بن الزبرقان روى عنه البرقي ( ٧ ) ، ويأتي أيضاً في بابه للاحتمال .

_____

( ۱ ) رجال الشيخ : ١١٥ / ٢٢ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١٦٧ / ٢٨ .

( ٣ ) رجال الكشي ٢ : ٦٦٣ / ٦٨٥ .

( ٤ ) رجال السيد بحر العلوم ۱ : ۳۷۸ .

( ٥ ) ايضاح الإِشتباه : ٣٢ .

( ٦ ) رجال النجاشي : ٥٠ / ١١٠ ولم يرد فيه ما في الإِيضاح .

( ٧ ) رجال الشيخ : ٤٧١ / ٥٦ .

٣٧٠ – أصل الحسن بن زياد الصيقل : وهو كما في رجال الشيخ من أصحاب الباقر ( ١ ) ، وفي أصحاب الصادق عليه السلام ، زاد : الكوفي ( ٢ ) ، ثم في أصحاب الباقر عليه السلام : ابن زياد الصيقل أبو محمّد كوفي ( ٣ ) ، وفي أصحاب الصادق عليه السلام : ابن زياد الصيقل ، يكنى أبا الوليد ، مولى كوفي ( ٤ ) ، وفي الفهرست : الحسن بن زياد ، له كتاب رويناه بالإِسناد الأول ( ٥ ) ، إلى آخر الطريق . والظاهر انه أحد هؤلاء الصياقلة كما في رجال السيد الإِسترآبادي ( ٦ ) ، وفي بعض النسخ : الحسين ، فإن صح فلا يبعد أن يكون هو الأول .

وفي المستدرك بعد ذكر مشيخة الفقيه البالغة إلى يونس بن عبد الرحمن عن الحسن بن زياد الصيقل ، وهو كوفي مولى ، وكنيته أبو الوليد ، وأما الحسن فذكره الشيخ في أصحاب الباقر عليه السلام ، وفي أصحاب الصادق عليه السلام ، وذكر في الفهرست له كتاباً ، وذكر طريقه إليه ولكن لم يوثّقه ، ويمكن استظهار توثيقه من رواية يونس عنه هنا ، وحماد بن عثمان في الكافي في باب الكذب ( ٧ ) ، وفضالة بن أيوب في الكافي في باب الورع ( ٨ ) ، وفي باب ما فرض الله عزّ وجلّ من الكون مع الأئمّة عليهم السلام ( ٩ ) وأبان بن

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ١١٥ / ٢٠ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١١٦ / ١٣ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ١١٩ / ٦١ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ١٨٣ / ٢٩٩ .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ٥١ / ١٧٨ .

( ٦ ) منهاج المقال : ۹۹ .

( ٧ ) الكافي ٢ : ٢٥٥ / ١٧ .

( ٨ ) الكافي ٢ : ٦٢ / ٥ .

( ٩ ) الكافي ١: ١٦٣ / ٧ .

عثمان فيه في باب التفكر ( ١ ) ، وفي التهذيب في باب الحوق الأولاد بالآباء ( ٢ ) ، وفي باب كيفية الصلاة من أبواب الزيادات ( ٣ ) وفي الفقيه في باب أحكام المماليك والإِماء ( ٤ ) ، وهؤلاء الأربعة من أصحاب الإِجماع .

ويروي عنه كثيراً الجليل عبد الله بن مسكان وجعفر بن بشير الّذي عدّ روايته من أمارات الوثاقة ، والجليل الحلبي كما في التهذيب في باب ما أحل الله نكاحه من النساء ( ٥ ) ، ومحمّد بن سنان ومثنّى بن الوليد الحنّاط وعلي بن الحكم وحسين بن عثمان وعبد الكريم بن عمرو الّذي يروي عنه ابن أبي نصر ، ومن الغريب بعد ذلك ما في مشتركات الكاظمي حيث قال : وابن زياد الصّيقل المجهول عنه إبراهيم بن حيان ( ٦ ) ، وأعجب منه نقل أبي علي كلامه وعدم تعرضه له بشيء ( ٧ ) .

٣٧١ – أصل الحسن بن زياد : ذكره الشيخ في الفهرست : له كتاب ( ٨ ) ، عنه إبراهيم بن سليمان ، وفي رجاله أيضاً في أصحاب الرضا عليه السلام ( ٩ ) .

٣٧٢ – أصل الحسن بن زياد العَطّار : قال النجاشي في ترجمته : مولى بني ضَبَّة ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، وقيل :

______

( ١ ) الكافي ٤ : ٣٥٤ / ٧ .

( ٢ ) التهذيب : ١٩٨ / ٥٨٧ .

( ٣ ) التهذيب ٢ : ٢٩٤ / ١١٨٤ .

( ٤ ) الفقيه ٣ : ٢٨٥ / ١٣٥٨ .

( ٥ ) التهذيب ٧ : ٢٩٦ / ١٢٣٩ .

( ٦ ) هداية المحدثين : ٨٨ .

( ٧ ) مستدرك الوسائل ۳ : ٥٨٨ الفائدة / ٥ من الخاتمة .

( ٨ ) فهرست الشيخ : ٥١ / ١٧٨ .

( ٩ ) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ١٨ .


حسن بن زياد الطائي ، له كتاب ( ١ ) ، وذكر طريقه إليه وإلى كتابه ، والراوي عنه ابن أبي عمير ، وفي فهرست الشيخ : الحسن العطار له أصل ، عنه ابن أبي عمير ( ٢ ) ، والظاهر اتحاده مع الضبي كما ظهر من النجاشي .

وفي حاشية تلخيص المقال المشتهر بالرجال الوسيط : في الخلاصة الحسن بن زياد العطار ، وقيل : الطائي الضبي مولى بني ضبة ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، وظاهره أنّه مبني على القولين أو على القيل وليس كما لا يخفى ، وفي الكشي : جعفر وفضالة عن أبان ، عن الحسن بن زياد العطار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت : اني اُريد أن أعرض عليك ديني وإن كنت في حسباني ممن قد فرغ من هذا ، قال : هاته ، قلت : فإني أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأن محمّداً صلّى الله عليه وآله عبده ورسوله ، واُقر بما جاء به من عند الله ، فقال لي مثل ما قلت ، وأن عليّاً عليه السلام إمامي فرض الله طاعته ، من عرفه كان مؤمناً ، ومن جهله كان ضالاً ، ومن ردّ عليه كان كافراً ، ثمّ وصفت الأئمّة عليهم السلام حتى انتهيت إليه ، فقال : ما الّذي تريد ؟ أتريد أن أتولّاك على هذا ؟ فإنّي أتولّاك على هذا ( ٣ ) ، إنتهى .

واعلم أن في اسناد الروايات أبو القاسم الصيقل وأبو إسماعيل فكون الحسن بن زياد مطلقاً واحداً هو العطار كما هو ظاهر بعض معاصرينا بعيد جدّاً ، إنتهى .

وفي رجال أبي علي : لعل مراده منه مولانا أحمد الأردبيلي فإنه نقل عنه

______

( ١ ) رجال النجاشي : ٤٧ / ٩٦ ، وفيه : وقيل : الحسن .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٤٩ / ١٦٢ .

( ٣ ) رجال الكشي ٢ : ٧٢٢ / ٧٩٨ .


رحمه الله القول باتحادهما ( ١ ) وقد تقدم في ابن الصيقل ما يفيدك في المقام .

٣٧٣ – أرجوزة في نظم ألفية الشهيد : وهي كما في أمل الآمل في القسم الثاني من الكتاب : للفاضل الفقيه الشاعر الأديب الحسن بن راشد ، قال : له شعر كثير في مدح المهدي عليه السلام وسائر الأئمّة عليهم السلام ، ومرئية الحسين عليه السلام ، وله :

٣٧٤ – اُرجوزة اُخرى في تاريخ الملوك والخلفاء .

٣٧٥ – واُرجوزة ثالثة في تاريخ القاهرة ( ٢ ) : وغير ذلك ، إنتهى ، ولم أطلع على حاله بأزيد من ذلك ، وهذا غير ابن راشد المتقدّم آنفاً كما لا يخفى .

٣٧٦ – كتاب أنوار الفقه : وهذا الكتاب لمفخر فقهاء الدهور الشيخ حسن بن الشيخ جعفر النجفي الفقيه المتفرد المشهور ، قال في الروضات بعد وصفه بما يناسب مقاماته العلمية من العلم والعمل والرئاسة في التدريس والقيام بحق الرئاسة في الدين والعلم والمرجعيّة في الفتاوى وانتهاء اُمور الحكومات العامّة إليه : له من المصنّفات الفاخرة كتاب كبير في الفقه استوفى فيه الأدلّة ، وظفرت على بعض مجلّدات له من أبواب المعاملات بأصبهان ، وكان عيناً لم ير مثله في كثرة التفريع والإِحاطة بنوادر الفقه ، والاستقامة في طريق الاستدلال ( ٣ ) .

وفي المستدرك في الفائدة الثالثة المعقودة لبيان المشايخ العظام عند ذكره مشايخ إجازة نفسه الشريفة ما هذا لفظه : وعن السيد الآيد الأميرزا

______

( ١ ) منتهى المقال : ٩٣ .

( ٢ ) أمل الآمل ٢ : ٦٥ / ١٧٨ .

( ٣ ) روضات الجنات ٢ : ٣٠٦ / ٢٠٧ .


هاشم سلّمه الله تعالى ، عن الفقيه الوجيه والعالم النبيه المسدّد الصفي الشيخ مهدي ، عن عمه الأكمل الأفقه الزاهد الصالح الكامل الشيخ حسن صاحب كتاب أنوار الفقه الّذي هو من الكتب النفيسة في هذا الفن ، إلّا أنّه لم يخرج منه الصيد والذباحة والسبق والرماية والحدود والدّيات ، وله شرح مقدّمات كشف الغطاء ورسائل اُخرى ، تولّد سنة ١٢٠١( ١ ) ، وتوفى سنة ١٢٦٢ ، وكان من العلماء الراسخين الزاهدين المواظبين على السنن والآداب ومعظمي الشعائر الدّاعين إلى الله تعالى بالأقوال والأفعال .

وله في المجلس الذي انعقد في دار الإِمارة ببغداد واجتمع فيه علماء الشيعة من أهل المشهدين ، وهو مقدّمهم ورئيسهم ، وعلماء أهل السنّة بأمر الوالي ، لتحقيق حال الملحد الّذي أرسله علي محمّد الشيرازي الملقّب بالباب ليدعو الناس إلى مزخرفاته وملفقاته مقام محمود ويوم مشهود ، بيّض به وجوه الشيعة وأقام به أعلام الشريعة ، من أراد شرح ذلك ومعرفة جملة من حالاته وعباداته ونوادره وكراماته فعليه برسالة بعض فضلاء الطائفة الجعفريّة في شرح آل جعفر كثّرهم الله تعالى ، عن والده شيخ الفقهاء صاحب كشف الغطاء ( ٢ ) ، إنتهى .

وفي الروضات : توفى بوباء العراق في شهر ذي القعدة الحرام من شهور سنة اثنتين وستين ومائتين بعد الألف ، بعد وفاة سيدنا المتقدم البارع السيد إبراهيم بن محمّد باقر القزويني بذلك الوباء العام ، وقد دفن الأول منهما بالنجف الأشرف ، والثاني بالحائر الشريف على مشرف كلٍّ منهما السلام ( ٣ ) .

______

( ١ ) تاريخ الولادة :

اهلاً بمولود له التاريخ قد           أنبته الله نباتاً حسناً ( منه قده ) .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٤٠٢ الفائدة / ٣ من الخاتمة .

( ٣ ) روضات الجنات ٢ : ٣٠٧ / ٢٠٧ .


٣٧٧ – كتاب الإِجازات : وهذا الكتاب للشيخ المحقّق المدقّق الضابط المتقن الأمين جمال الملّة والحق والدين أبي منصور الحسن بن شيخنا الشهيد الثاني زين الدين صاحب المعالم ، وشهرته بين الفرقة الحقة والعلماء الاثنى عشرية يمنعني من ذكر أوصافه الحسنة ، وهو مذكور في التراجم والكتب المدونة في هذا الفن ، إلّا أنّه لا بأس بنقل شرذمة من حاله ، وهو كما في الأمل : كان عالماً فاضلاً عاملاً كاملاً متبحراً محقّقاً ثقة – ثقة – فقيها وجيهاً نبيها محدّثاً جامعاً للفنون ، أديباً شاعراً زاهداً عابداً ورعاً ، جليل القدر عظيم الشأن كثير المحاسن ، وحيد دهره ، أعرف أهل زمانه بالفقه والحديث والرجال .

وله كتب ورسائل – وعدّ منها كتاب الإِجازات – كان هو والسيد محمد بن علي بن أبي الحسن العاملي صاحب المدارك كفرسي رهان، شريكين في الدرس عند مولانا أحمد الأردبيلي ومولانا عبد الله اليزدي والسيد علي بن أبي الحسن وغيرهم ( ١ ) .

٣٧٨ – وله أيضاً الإِجازة الكبيرة : المعروفة المنقولة في المجلد الأخير من البحار للسيد نجم الدين العاملي ، تشتمل على تحقيقات لا توجد في غيرها ، حاوية لكلّ ما تقرّبه العين من الفضل والدقّة والتحقيق وكشف المطالب المبهمة بالنظر الدقيق والفكر الرشيق .

٣٧٩ – الرسالة الاثنا عشرية في الصلاة : وهذه الرسالة أيضاً للشيخ المتقدّم ، شرحها شيخنا البهائي ، وموجودة عندي في كمال التحقيق والحسن والدقّة .

٣٨٠ – الشرح على ألفية الشهيد : وقد ذكره في عداد مصنّفاته

________

( ١ ) أمل الآمل ١ : ٥٧ / ٤٥ .


صاحب الروضات ناسباً ذلك إليه عن الفاضل الهندي ، وكانت ولادة هذا الشيخ في سابع عشر شهر رمضان سنة التاسعة والخمسين وتسعمائة على الأصح كما في المستدرك ، ووفاته عام أحد عشر بعد الألف .

وفي الدّر المنثور لولده الشيخ علي : كان هو والسيد الجليل السيد محمّد ابن اُخته في التحصيل كفرسي رهان ورضيعي لبان وكانا متقاربين في السن ، وبقى بعد السيد محمّد بقدر تفاوت ما بينهما في السن تقريباً ، وكتب على قبر السيد محمد ( رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) ( ١ ) الآية ، ورثاه بأبيات كتبها على قبره – إلى أن قال – بلغ من التقوى والورع أقصاهما ، ومن الزهد والعبادة متهاهما ، ومن الفضل والكمال ذروتهما وأسناهما ، وكان لا يحوز قوت أكثر من اسبوع أو شهر ، الشك منّي ، فيما نقلته عن الثقات لأجل القرب إلى ساواة الفقراء ، والبعد عن التشبّه بالأغنياء .

قال : وسمعت من بعض مشايخنا وغيرهم أنه لمّا حجّ كان يقول لأصحابه : نرجو من الله سبحانه أن نرى صاحب الأمر عليه السلام ، فإنه يحج في كل سنة ، فلما وقف بعرفة أمر أصحابه أن يخرجوا من الخيمة ليتفرغ الأدعية عرفة ويجلسوا خارجها مشغولين بالدعاء ، فبينما هو جالس إذ دخل عليه رجل لا يعرفه ، فسلّم وجلس ، قال : فبهتُّ منه ، ولم أقدر على الكلام ، فكلّمني بكلام نقل لي ولا يحضرني الآن وقام ، فلّما قام وخرج ، خطر ببالي ما كنت رجوته ، وقمت مسرعاً فلم أره ، وسألت أصحابي ، قالوا : ما رأينا أحداً . دخل عليك ، وهذا معنى ما سمعته ، كذا نقله صاحب المستدرك ( ٢ ) .

وفي هدية الأحباب للمحدّث القمي بالفارسية : روايت ميکند از شيخ

_____

( ١ ) الأحزاب ۳۳ : ۲۳ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٣٩١ الفائدة / ٣ من الخاتمة .


احمد بن حسن عاملي واز سيد نور الدين علي بن الحسين والد صاحب مدارك وأز سيد علي بن الحسين الصائغ وأز شیخ حسين والد شيخ بهائي وأز محقق اردبيلي ، و این جماعت روایت میکنند أز شهید ثانی مگر محقق اردبيلي که روایت میکند أز سید علی صائغ رضي الله عنهم أجمعين ، وفات کرد صاحب معالم غرّة محرّم سنة ١٠١١ ( غيا ) و قبرش در جمع يکي أز قراي جبل عامل است نزديك تربت صاحب مدارک است ( ١ ) .

ولجنابه مصنّفات اُخرى تأتي إن شاء الله الإِشارة إليها في الموضع اللائق بها ، إلّا اني أذكر في المقام أيضاً منها جواب المسائل التي سألها عنه بعض أهل المدينة المنورة فأقول :

٣٨١ – المسائل المدنيات : الاُولى والثانية والثالثة له أيضاً ، سأله عنها السيد محمّد بن جويبر كما في أمل الآمل ( ٢ ) .

٣٨٢ – کتاب انتخاب الجيد من تنبيهات السيد : الفاضل النحرير الشيخ حسن الدمستاني ، أشار إلى هذا الكتاب ونسبه إليه العلّامة النوري في الفائدة الرابعة من فوائد خاتمة كتابه المستدرك في نبذ ممّا يتعلق بكتاب الكافي أحد الكتب الأربعة التي عليها تدور رحى مذهب الشيعة : ونقل عن صاحب المنتقى ما يشبه التشنيع على الكليني ، والشيخ في إيراد عبد الرحمن متوسطاً بين صفوان وسليمان بن خالد ، وعلى الكليني خاصة بسوء التدبّر في انتزاع الإِسناد ، حيث انّ الحديث الوارد في شرح بيض القطاة المروي في كتاب الشيخ عن صفوان عن منصور بن حازم وابن مسكان ، عن سليمان بن خالد قالا : سألناه ؟ رواه في الكافي عن ابن مسكان ، عن منصور ابن حازم ، عن سليمان بن خالد قال : سألته ، إلى آخره .

______

( ١ ) هدية الأحباب : ١٨١ .

( ٢ ) أمل الأمل ٢ : ٢٥٤ / ٧٥١ .


قال : ولقد أعجب وأغرب ، ولعل سوء التدبّر إلى المشنِّع أقرب ، ثم أجاب عن إيراده وقال : لم يكن لأحد أن يسيء الأدب في حق أساطين المذهب ، سيما ثقة الإِسلام وواحد الأعلام خصوصاً في الحديث ، فإنّه جهينة الأخبار ، وسابق هذا المضمار الّذي لا يشق له غبار ولا يعشر له على عثار .

وقال قدّس سرّه في الحاشية في هذا المقام : قال في اللؤلؤة في ترجمة المحدّث الجليل السيد هاشم التوبلي بعد عدّ جملة من مؤلّفاته : وكتاب تنبيه الأديب في رجال التهذيب ، وقد نبّه فيه على أغلاط عديدة لا تكاد تحصى كثرة ( ١ ) ، إلى آخره ، والعالم الفاضل الشيخ حسن هذّبه ولخّصه وسمّاه إنتخاب الجيد ، وهو كتاب شريف نافع لأهله ، أحسن الله تعالى جزاءه ( ٢ ) ، إنتهى .

٣٨٣ – أصل الحسن بن السري : إعلم أنّ المذكور بهذا الاسم في الرجال رجلان : أحدهما : بعنوان الحسن بن السري العبدي الأنباري ، يعرف بالكاتب كما في رجال الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام ( ٣ ) ، وفي أصحاب الباقر : الحسن بن السري الكاتب ( ٤ ) ، وفي الفهرست مثله وزاد : له كتاب ( ٥ ) ، وذكر طريقه البالغ إلى الحسن بن محبوب عنه .

وثانيهما : بعنوان الحسن بن السري الكرخي ، وفي الخلاصة بزيادة : الكرخي ثقة ، وأخوه علي ، رويا عن أبي عبد الله ( ٦ ) ، وفي النجاشي : لـه

______

( ١ ) لؤلؤة البحرين : ٦٥ / ١٩ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٣٢ الفائدة / ٤ من الخاتمة .

( ٣ ) رجال الشيخ : ١٦٦ / ١١ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ١١٥ / ١٩ .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ٤٩ / ١٦٣ .

( ٦ ) رجال العلامة : ٤٢ / ٢٣ .


کتاب ، رواه عنه الحسن بن محبوب ( ١ ) ، وذكر إسناده إليه .

والرجاليون استفادوا منهما الاتحاد في الكرخي والكاتب ، وفي التعليقة : المستفاد من قوله : وزاد النجاشي ، أن النجاشي أيضاً وثقهُ وسيذكر في أخيه علي أن التوثيق غير موجود في كلامه بالنسبة إليهما ، وإنّ الخلاصة وابن داود نقلا توثيقهما على وجه يظهر كونه من النجاشي ، بل ويصرّح الخلاصة بتوثيق النجاشي عليّاً ، ونذكر هناك عن السيد مصطفى عدم وجدانه في أربع نسخ من النجاشي التي كانت عنده ، وفي الوجيزة والبلغة : وثقه العلّامة .

وقال بعض المعاصرين : ربّما وجد توثيقه في بعض نسخ النجاشي ، إنتهى . ثم قال : ورواية الحسن بن محبوب عنه تشير إلى الاعتماد والقوة ، ولعلّ جعفر بن بشير يروي عنه ، وفيه إشعار بالوثاقة كما مرّ في الفائدة الثانية ، وحكاية توثيق العلّامة وحده مرّ حالها في الفائدة ، إلّا أن يقال ما في المقام ربّما يظن كونه عن النجاشي فيحتاج إلى التأمّل من هذه الجهة فتأمّل ، وفيه أيضاً بعض أسباب القوة ، مثل كونه كثير الرواية وغيره فتأمّل ، ومما يشير إلى الإِتحاد ما سيجيء في ترجمة علي بن السري العبدي ، وعلي بن السري الكرخي لبعد تحقق أخوين هكذا فتأمّل ( ٢ ) .

وفي رجال أبو علي نقلاً عن الحاوي : كأن التوثيق سقط من كتاب النجاشي ، ويدل عليه أنّ العلّامة في ترجمة علي بن السري نقل توثيقه عن النجاشي ، والحال أن النجاشي لم يذكر علي بن السري في غير هذا الموضع إنتهى . وقال أيضاً : وفي الوسيط : نقل التوثيق عن النجاشي ، وفي حاشيته الكبيرة له رحمه الله : قد سقط التوثيق من نسخ كثيرة من النجاشي ( ٣ ) .

_______

( ١ ) رجال النجاشي : ٤٧ / ٩٧ .

( ٢ ) تعليقة البهبهاني : ۹۸ .

( ٣ ) منتهى المقال : ٩٤ .


وفي بصائر الدرجات : محمّد بن عيسى ، عن النضر بن سويد ، عن أبي داود ، عن إسماعيل بن فروة ( ۱ ) ، عن سعد بن أبي الأصبغ قال : كنت جالساً عند الصادق عليه السلام فدخل عليه الحسن ( ۲ ) بن السري الكرخي ، فقال ( ٣ ) أبو عبد الله عليه السلام فجاراه في شيء ( ٤ ) ، فقال : ليس هو كذلك ثلاث مرات ، ثم قال عليه السلام : أترى من جعله الله حجّة على خلقه يخفى عليه شيء من اُمورهم ( ٥ ) ، تأمّل فيه ( ٦ ) .

ثم نقل بعده حديثاً آخر بطريق آخر مطابقاً في المعنى للأوّل يتضمّن إنكار الحسن لمولاه مرات ثلاثاً ، وأجابه عليه السلام بما في الحديث الأول ، وهذان الحديثان يدلان ظاهراً على كون الرجل في غير مرتبة التسليم والرضا لمن جعله الله حجة على عباده ، إلّا أن يحملا على محامل اُخرى لا تدلّ على الطعن فيه ، والله العالم .

٣٨٤ – كتاب المؤمن أو ابتلاء المؤمن : هو للثقة الجليل الحسين ابن سعيد الأهوازي ، أما جلالة قدره وبيان حاله فلا يحتاج إلى البيان ، وأما الكتاب المذكور فهو داخل في جملة كتبه الثلاثين التي يضرب باعتبارها المثل ، إلّا أنّ النجاشي عبّر عنه : بكتاب حقوق المؤمنين وفضلهم ، والشيخ في الفهرست بكتاب المؤمن ، والطرق إليه كثيرة مذكورة في النجاشي والفهرست ومشيخة الفقيه ، غنية عن التزكية والتصحيح .

______

( ١ ) في المصدر : عن محمّد بن عيسى .

( ٢ ) في المصدر : الحسين .

( ۳ ) في المصدر : سلّه ، فقال له أبو عبد الله : له شيء . ( منه قده ) .

( ٤ ) في المصدر : فأجابه في شيء . ( منه قده ) ( ولكنه لم يرد فيه ) .

( ٥ ) بصائر الدرجات : ١٤٢ / ٤ .

( ٦ ) تعليقة البهبهاني : ۹۹ .


وقد ذكر هذا الكتاب بخصوصه الشيخ الجليل أبو غالب الزراري في رسالته فقال : كتاب ما يبتلي به المؤمن لابن سعيد ، حدثني به عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعید ( ١ ) .

وفي النجاشي بعد ذكر ترجمة الحسين بن سعيد الأهوازي : شارك أخاه الحسن ( ٢ ) في الكتب الثلاثين المصنفة ، وإنما كثر اشتهار الحسين أخيه بها ، وكان الحسين بن يزيد السورائي يقول : الحسن شريك أخيه الحسين في جميع رجاله إلّا في زُرعة بن محمّد الحضرمي وفضالة بن أيوب ، فإنّ الحسين كان يروي عن أخيه عنهما ، خاله جعفر بن يحيى بن سعيد ( ٣ ) الأحول من رجال أبي جعفر الثاني عليه السلام ، ذكره سعد بن عبدالله ، وكتب ابني سعيد كتب حسنة معمول عليها ، وهي ثلاثون كتاباً ، وعدّ جميعها من كتاب الوضوء إلى كتاب الدعاء ، ومنها كتاب حقوق المؤمنين وفضلهم ( ٤ ) ، إلى آخر ما قال ولهذا أدرجناه في باب الحسن .

وفي الخلاصة بعد ترجمة الحسن بن سعيد بن حمّاد بن مهران : مولی علي بن الحسين عليهما السلام ، كوفي أهوازي ، يكنّى أبا محمّد ، هو الّذي أوصل علي بن مهزيار وإسحاق بن إبراهيم الحضيني ( ٥ ) إلى الرضا عليه السلام حتى جرت الخدمة على أيديهما ، ثم أوصل بعد إسحاق بن علي ابن الریان ، وكان سبب معرفة هذه الثلاثة بهذا الأمر ، ومنه سمعوا الحديث ، و به عرفوا ، وكذلك فعل بعبد الله بن محمد الحضيني ( ٦ ) وصنف الكتب

______

( ١ ) شرح رسالة أبي غالب الزراري : ٤٧ .

( ٢ ) في المصدر : الحسين .

( ۳ ) في المصدر : سعد .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٥٨ / ١٣٦ – ١٣٧ .

( ٥ ) في المصدر : الحصيني .


الكثيرة .

ويقال : إنّ الحسن صنف خمسين مصنّفاً وسعيد كان يعرف بدندان ، وشارك الحسن أخاه الحسين في كتبه الثلاثين ، وكان شريك أخيه في جميع رجاله إلّا في زرعة بن مهران ( ١ ) الحضرمي وفضالة بن أيوب ، فإنّ الحسين كان يروي عن أخيه عنهما ( ٢ ) .

وفي تعليقة المحقق البهبهاني : قول العلامة : زرعة بن مهران حمل على السهو فإنّه ابن محمد الحضرمي واشتهارهما بالوقف صار منشأ للغفلة ، وقول الفهرست : يرويه عن أخيه عن زرعة ، وربما يروي عن غير أخيه أيضاً عنه ، مثل : النضر بن سويد ، وقول العلامة والنجاشي : إلّا في زرعة وفضالة في النقد ليس بمستقيم ، لأنا وجدنا في كثير من الأخبار بطرق مختلفة الحسين بن سعيد عن زرعة وفضالة ، أقول : الأمر كما قاله ، والسورائي أيضاً معترف به كما سيجيء عن النجاشي عنه في فضالة ، إلّا أنه يدّعي أنه غلط ، لأن الحسين لم يلق فضالة ، ولعلّ حال زرعة عنه حال فضالة فيما قلنا ، ويشير إليه ما يأتي عن النجاشي في تلك الترجمة فتأمّل

إلّا أن يتأمّل في صحة تلك الدعوى مع كثرة ورود الأخبار كذلك عن المشايخ سيّما إذا كان دعواه أن الحسين في تلك الأخبار الحسن كما يومىء إليه ظاهر العبارة المنقولة عنه لا أنه وقع تعليق فتأمّل ، وربما يظهر من النجاشي التأمّل في صحة الدعوى في تلك الترجمة ، وفيها أيضا عن فيمن لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام : فضالة بن أيوب يروي عنه الحسين بن سعيد ( ٣ ) ، فتأمّل ، انتهت كلماته الشريفة .

______

( ١ ) في المصدر : محمّد .

( ۲ ) رجال العلامة : ٣٩ / ٣ .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ٩٩ بتصرف .


٣٨٥ – أصل الحسن بن صالح الأحول : قال النجاشي : له کتاب مختلف روايته ( ۱ ) ، وذكر طريقه إليه .

٣٨٦ – أصل الحسن بن صالح بن حي : وقد تقدم منّا الإِشارة إليه في ترجمة أصل الحسن الرباطي ، وكون الأصل له نقلاً عن الفهرست ( ۲ ) ، وذكره الشيخ في الرجال في أصحاب الكاظم عليه السلام ( ٣ ) .

وفي التعليقة : في الصحيح عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن الحسن ابن صالح ، ولم يستثن روايته ، وفيه إشعار بحسن حاله بل بوثاقته لما مرّ في الفوائد ، ولعلّه هو هذا الرجل ، وكذا كونه الأحول المذكور عن النجاشي ، وكون الكل واحداً ، أمّا اتحاده مع الثوري فبعيد لبعد الطبقة ، بل كونه أحد الأولين أيضاً لا يخلو عن بعد ، تأمّل ( ٤ ) .

۳۸۷ – أصل الحسن بن ظريف بن ناصح : نسب الشيخ في الفهرست هذا الكتاب إليه ، قال بعد ذكره : له كتاب ( ٥ ) ، وذكر طريقه عن أحمد بن أبي عبدالله إليه ، وقال النجاشي : كوفي ، يكنّى أبو محمّد ثقة ، سكن ببغداد وأبوه قبل ، له نوادر ، والرواة عنه كثيرون ( ٦ ) ، وذكر الطريق إليه .

وفي المستدرك في الفائدة السادسة المتعلقة بكتاب التهذيب نقلاً من رسالة تصحيح الأسانيد التي صرح بها في أول الفائدة : وإلى الحسن بن

______

( ١ ) رجال النجاشي : ٥٠ / ١٠٧ .

( ۲ ) فهرست الشيخ : ٥٠ / ١٦٥ .

( ۳ ) رجال الشيخ : ٣٤٨ / ١٩ .

( ٤ ) تعليقة البهبهاني : ۱۰۱ .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ٤٨ / ١٥٦ .

( ٦ ) رجال النجاشي : ٦١ / ١٤٠ .


ظريف ضعيفٌ في الفهرست ( ١ ) ، وإلى الحسن بن ظريف صحيح في التهذيب في باب الحيض من أبواب الزيادات في الحديث التاسع والخمسين ( ۲ ) ، وفي باب ميراث الأعمام في الحديث الآخر ( ۳ ) ، وفي باب ميراث اُولي من ذوي الأرحام في الحديث الآخر ( ٤ ) .

قلت : يروي عنه عبد الله بن جعفر ، وروى عنه أبو غالب الزراري في الرسالة كتابه في الديات ، وطريقه إليه صحيح كما مرّ ( ٥ ) ، إنتهى .

لكن النجاشي نسب كتاب الديّات إلى أبيه ظريف بن ناصح ، وفي الرسالة نسب إلى ابنه الحسن ، فقال : كتاب الديات للحسن بن ظريف ( ٦ ) .

وتتمة البحث تأتي في موضعه إن شاء الله ، وفي رجال الشيخ في أصحاب الهادي : الحسين بن ظريف ( ٧ ) ، والظاهر أنه الحسن ، وفي رجال الاسترآبادي نقلاً عن ابن داود ، فيمن لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام ، الفهرست ، الكشي : كوفي ثقة ، مصنّف ، سكن بغداد وأبوه قبل ، إنتهى ، ولم أجده في الكشي ، ولا لفظ مصنّف في النجاشي ، والظاهر أنّ الّذي في رجال الهادي عليه السلام هو والله أعلم ( ٨ ) .

٣٨٨ – كتاب إنا أنزلناه في ليلة القدر : وهو للحسن بن العباس ابن الحريش ، أبي علي الرازي ، قال النجاشي : روي عن أبي جعفر الثاني

_____

( ١ ) فهرست الشيخ : ٤٨ / ١٥٦ .

( ٢ ) التهذيب ١ : ٣٩٧ / ١٢٣٦ .

( ۳ ) التهذيب ٩ : ٣٢٨ / ١١٧٩ .

( ٤ ) التهذيب ٩ : لم يرد في هذا الباب .

( ٥ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٧٢٧ الفائدة / ٦ من الخاتمة .

( ٦ ) شرح رسالة أبي غالب : ٤٩ .

( ٧ ) رجال الشيخ : ١١٣ / ١١ وهو كما استظهر .

( ٨ ) منهج المقال : ۱۰۱ .

عليه السلام ضعيف جدّاً ، له . هذا الكتاب ، وهو كتاب رديء الحديث ، مضطرب الألفاظ ، أخبرنا –  إجازةً – محمّد بن علي القزويني ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن الحِمْيَري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عنه ( ١ ) .

وهذا الكتاب في ثواب قراءة السورة المباركة كما في فهرست الشيخ وبعض نسخ النجاشي بنقل السيد الإِسترآبادي والخلاصة نقلاً عن ابن الغضائري ، قال : روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام فضل إنّا أنزلناه في ليلة القدر ، كتاباً مصنّفاً ، فاسد الألفاظ ، تشهد مخايله على أنه موضوع ، وهذا الرجل لا يلتفت إليه ولا يكتب حديثه ( ۲ ) ، وذكره الشيخ في الرجال مرةً في أصحاب الجواد عليه السلام ، ومرة في باب من لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام ( ٣ ) .

وفي التعليقة على قوله : ضعيف ، فيه ما مرّ في الفائدة ( ٤ ) الثالثة . وقال جدي : وروى الكتاب الكليني وأكثره من الدقيق ، لكنه مشتمل على علوم كثيرة ، ولما لم يصل إليه افهام بعض ردّه بأنه مضطرب الألفاظ ، والذي يظهر بعد التتبع والتأمّل أن أكثر الأخبار الواردة عن الجواد والهادي والعسكري صلوات الله عليهم لا يخلو من اضطراب ، تقيّة أو اتقاء لأن أكثرها مكاتبة ، ويمكن أن يقع في أيدي المخالفين ، ولما كان أئمتنا صلوات الله عليهم أفصح فصحاء العرب عند المؤلف والمخالف ، فلو اطلعوا على أمثال أخبارهم كانوا يجزمون بأنها ليست منهم ، ولذا لا يسمّون غالباً ، ويعبّر عنهم بالرجل والفقيه، إنتهى .

وبالجملة الكليني – رحمه الله – مع أنه قال في أول كتابه ما قال لم يذكر

______

( ١ ) رجال النجاشي : ٦٠ / ١٣٨ .

( ٢ ) منهج المقال : ۱۰۱ ، رجال العلامة : ٢١٤ / ١٣ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ٤٠٠ / ٧ ، ٤٦٢ / ٢ .

( ٤ ) في المصدر : في الفائدة الثانية .


في باب شأن إنّا أنزلناه وتفسيرها غير روايته وكتابه ، فتدبّر ، وأيضاً رواه محمّد ابن يحيى ومحمّد بن الحسن مع أنه مرّ عنهما ما مرّ في أحمد بن محمد بن خالد ، ورواه أحمد بن محمّد بن عيسى مع أنه صدر منه ما مرّ في أحمد وغيره .

وبالجملة هؤلاء القميون رووا عنه ، وقد أشرنا إلى الأمر في ذلك في إبراهيم بن هاشم وإسماعيل بن مرار ( ۱ ) في الفوائد .

وفي رجال أبي علي بعد نقل ما ذكرنا : قلت : ويؤيد ما ذكراه عدم تضعيف الشيخ – رحمه الله – إياه مع ذكره في كتابيه ، ولو كان صنّف كتابه بهذه المثابة لما خفي عليه مع وجوده عنده وحضوره لديه ، ثم قال : وفي مشتركات الكاظمي : ابن عباس بن حريش عنه أحمد بن محمّد بن عيسى وأحمد بن إسحاق بن سعيد ( ٢ ) .

والحريش : بالحاء المهملة والراء والياء المثناة التحتانية والشين المعجمة كما في الخلاصة ( ۳ ) ، ثم اعلم أن المذكور في كتب الرجال رجلان آخران بهذا العنوان ، والظاهر هو الإِتحاد ، وإن قال الميرزا : كلام الشيخ يقتضي التعدد ، وفيه تأمل ( ٤ ) .

٣٨٩ – أصل الحسن بن عَطِيّة الحَنّاط : ذكر النجاشي بعد التسمية : كوفي مولى ثقة ، وأخواه أيضاً محمّد وعلي ، كلّهم رووا عن أبي عبد الله عليه السلام ، وهو الدَغْشِي المُحاربي أبو ناب – إلى أن قال – ما رأيت

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ۱۰۱ .

( ٢ ) منتهى المقال : ٩٥ ، هداية المحدثين : ٤٠ ، وفيه : بن سعد .

( ٣ ) رجال العلامة : ٢١٤ / ١٣ ، وفيه : بالحاء غير المعجمة والراء والياء المنقطة تحتها نقطتين والشين المعجمة .

( ٤ ) منهج المقالي : ١٠١ .


أحداً من أصحابنا ذكر له تصنيفاً ( ۱ ) ، إلّا أن الشيخ قال في الفهرست : له كتاب رويناه بالإِسناد الأول ، ومراده ابن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن حميد عن أحمد بن ميثم عنه ( ٢ ) .

وكلامهم في هذا الرجل أيضاً من الاتحاد مع سمييه المذكورين في رجال الشيخ أو المغايرة تثنية وتثليثاً في غاية الاضطراب ، منشؤه اضطراب كلام الشيخ ، فليراجع إلى محلّه .

٣٩٠ – أصل الحسن بن علي بن أبي حمزة : قال الشيخ في الفهرست : له كتاب ( ٣ ) ، روى عنه أحمد بن ميثم ، وفي المعالم أيضاً : له كتاب ( ٤ ) ، وذكر أصحاب الرجال أنّه من الواقفية وطعنوا عليه بما لا مزيد عليه ، وفي الكشي : أنه رجل سوء وكذاب ملعون ( ٥ ) ، وعن ابن الغضائري : أنه واقف ابن واقف ، ضعيف في نفسه ، وأبوه أوثق منه ( ٦ ) ، الى غير ذلك من الطعون .

لكن حكي عن التقي المجلسي : أن الطعن على رأيه لا على روايته ، مستشهداً برواية المشايخ الثقات عنه ، مشيراً إلى رواية أحمد بن ميثم ومحمّد ابن عبد الجبار كما في طريق الشيخ في الفهرست إليه ، وإسماعيل بن ميثم كما في طريق النجاشي إليه ، وفي اتقان المقال للشيخ محمد طه – من أعاظم فقهائنا المتأخرين المقاربين لعصرنا – .

قلت : في الفهرست : ابن علي بن أبي حمزة ، له كتاب ، أخبرنا به

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٤٦ / ٩٣ .

( ۲ ) فهرست الشيخ : ٥١ / ١٧٧ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٥٠ / ١٦٧ .

( ٤ ) معالم العلماء : ٣٥ / ٢٠٠ .

( ٥ ) رجال الكشي ٢ : ٨٢٧ / ١٠٤٢ .

( ٦ ) مجمع الرجال ۲ : ۱۲۲ بتوسط .


أحمد بن عبدون ، عن الأنباري ، عن حميد ، عن أحمد بن ميثم عنه ( ١ ) ، وفيه أيضاً بعد ستة : ابن علي بن أبي حمزة ، له كتاب الدلائل وكتاب فضائل القرآن ، أخبرنا بهما أحمد بن عبدون عن الأنباري عن أحمد بن ميثم عنه ، وأخبرنا بهما ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أبي الصهبان – وهو ابن عبد الجبار ( ۲ ) ـ عنه .

قلت : لا يخفى ما في السند الثاني من القوة القوية ، بل والأول في وجه ، فلعلّ الرمي بالكذب إنما نشأ لنقله أخبار الوقف معتمّداً عليها ، ولعلّه لذا لم يرمه به النجاشي كما رماه غيره ، وإنما حكي عنه تلخيص الرجال أنه قال : رأيت شيوخنا يذكرون أنه كان من وجوه الواقفة ( ۳ ) ، وأما الشيخ فلم يتعرض لوصفه ، ويحتمل أن يكون ممن كانت له حالتان كما كان لأبيه وغيره ، وقد يومىء إليه رواية علي بن الحسن بن فضال عنه أولاً وتركه أخيراً فإنه كان غاية في التحرج والاتهام ، وإن كان الأولى قبول ما رواه قبل التغير ورفض ما بعده .

فإنّ طريقة الأصحاب التثبت والتبين في حال الراوي أولاً ثم الرواية عنه ، فإذا تغير رفض كما سيجيء في تراجم كثيرة فتدبّر هذا ، وفي الخلاصة : وحديث الرضا عليه السلام فيه مشهور ( ٤ ) ، وفيه نظر ، فإنّ الحديث إنما يروى في أبيه لا فيه ، وهو أنه عليه السلام قال : إن علي بن أبي حمزة البطائني اُقعد في قبره ، فسُئل عني ؟ فتوقف ، فضرب . . . الحديث ، فتأمّل ( ٥ ) . إنتهى .

______

( ۱ ) فهرست الشيخ : ٥٠ / ١٦٧ .

( ۲ ) فهرست الشيخ : ٥١ / ١٧٤ ، وفيه : بن علي بن حمزة .

( ٣ ) منتهى المقال : ٩٦ .

( ٤ ) رجال العلامة : ٢١٢ / ٧ .

( ٥ ) اتقان المقال : ٢٧٥ .


٣٩١ – أصل الحسن بن علي بن أبي المُغيرة الزُبيدي الكوفي : قاله النجاشي وعقبه بقوله : ثقة هو وأبوه ، روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله الصادق عليهما السلام ، وهو يروي كتاب أبيه عنه ، وله كتاب مفرد ( ١ ) ، وفي الفهرست : له كتاب ( ٢ ) ، وذكرا طريقهما إليه ، والفرق بين الطريقين أن ابن نهيك في طريق النجاشي يروي عن سعيد بن صالح عنه ، وفي طريق الشيخ بلا واسطة .

۳۹۲ – كتابان في الإِمامة صغير وكبير : وهما لأبي محمّد الحسن ابن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الأطروش ، وهو كما في الروضات : السيد الشريف ، المعتمد ، المعروف بأبي محمّد الأطروش ، جد سيدنا الأجل المرتضى علم الهدى من قبل اُمه ، يروي عنه أبو المفضل الشيباني المذكور في إسناد الصحيفة الكاملة السجادية ، وكان في عصر الصدوق رحمه الله بل المفيد رحمه الله وأضرابه كما في الرياض ، وله تفسير كبير يوجد عنه النقل في تفاسير الزيدية كثيراً ، وذلك لحسن اعتقادهم به ، وركونهم إليه ، بحيث ذكره ابن شهر آشوب في باب النون من المعالم بعنوان : الناصر للحق إمام الزيدية ( ٣ ) ، وليس ما ذكره بقادحٍ فيه ، لما نقل من تصريح شيخنا البهائي رحمه الله ، بإنه لم يكن نفسه راضيا بتلك الإِمامة ، وقال : أنه من أكابر سادات أفاضل الشيعة ( ٤ ) .

وفي الخلاصة : كان يعتقد الإِمامة ( ٥ ) ، وذكر النجاشي بعد ذكر نسبه : أبو محمّد الأطروش رحمه الله ، كان يعتقد الإِمامة ، وصنف فيها كتباً ،

______

( ۱ ) رجال النجاشي : ٤٩ / ١٠٦ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٥١ / ١٧٢ .

( ٣ ) معالم العلماء : ١٢٦ / ٨٥٤ .

( ٤ ) روضات الجنات ٢ : ٢٥٦ / ١٩٢ .

( ٥ ) رجال العلامة : ٢١٥ / ١٨ .


منها : كتاب في الإِمامة صغير ، كتاب في الإِمامة كبير ( ١ ) ، وقال صاحب منتهى المقال : وفي التعليقة في الوجيزة : فيه مدح ، ويقال أنه ناصر الحق الذي اتخذه الزيدية إماماً ، إنتهى وفي النقد ما نسبه إلى القيل : ولعلّ المدح كونه صنّف في الإِمامة أو ترحم النجاشي عليه ، وهو بعيد ، وإن كان هو من أمارات الجلالة لكن فيه ما فيه ( ٢ ) ، فتأمّل .

أقول : لا غبار فيه أصلاً ، فإن ظاهر النجاشي بل صريحه أنه من العلماء الإِمامية ومصنّفي الاثنى عشرية ، وأيّ مدح يفوق عليه ، مع أنه دام ظلّه يكتفي في المدح من أول الكتاب إلى آخره بالترحم فقط ، وعنده أنّ الفقاهة تستلزم الوثاقة فما بالهما جميعاً لا يفيدان معاً مدحاً ، فتدبّر .

٣٩٣ – كتاب أنساب الأئمّة ومواليدهم إلى صاحب الأمر عليهم السلام : وهو أيضاً لهذا السيد المعظّم بنص النجاشي المقدّم ، ولقد ذكر السيد المرتضى في شرح المسائل الناصرية شرح هذه الجرثومة ( ٣ ) الجليلة من أرادها فليرجع إليها . والصدوق كلّما يذكره يقول : قدّس الله روحه ، وهو ظاهر بل صريح في كونه عنده أيضاً إمامياً .

ثم قال صاحب المنتهى : وفي نسختي من رجال الشيخ في فيمن لم يرو عن الأئمّة عليهم السّلام : الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليه السلام الناصر للحق رضوان الله عليه ، وهو كما ترى يدل على ذلك أيضاً فلا أدري كيف ينسب إلى الزيدية ، ورأيت

______

( ١ ) رجال النجاشي : ٥٧ / ١٣٥ .

( ۲ ) منتهى المقال ٩٧ .

( ٣ ) الجُرثومة : الأصل . وجرثومَةُ النمل : قرينه ، وتجرثم الشيء ، واجْرنْثَمَ : إذا اجتمع . راجع ( الصحاح – جرثم – ٥ : ١٨٨٦ ) .


تصريح النجاشي أيضاً بكونه من الإِمامية ، وينادي به أيضاً ، فلاحظ سائر كتبه ، ولعلّه كان زيدياً فرجع ، ويكون كتب المسائل الناصرية المعروفة ، وهو يومئذ زيدي ، هذا والحسن بن علي الناصر الذي سيذكره في التعليقة عن الصدوق هو هذا ( ١ ) .

وتوفي كما في شرح ابن الحديد : بطبرستان سنة أربع وثلاثمائة ، وسنُّه تسع وسبعون سنة ( ٢ ) .

وأما عمر بن علي بن الحسين الذي ينتهي نسب الناصر إليه فهو عمر الأشرف الّذي كان فخم السيادة جليل القدر والمنزلة في دولتي الأموية والعباسية جميعاً ، وكان ذا علم ، وقد روى عنه الحديث كما في الناصريات .

وقال : روى أبو الجارود بن المنذر قال : قيل لأبي جعفر الباقر عليه السلام : أي إخوتك أحب إليك وأفضل ؟ فقال عليه السلام : أمّا عبد الله فيدي التي أبطش بها ، وكان هو أخاه لأبيه واُمّه ، وأمّا عمر فبصري الّذي أبصر به ، وأمّا زيد فلساني الّذي أنطق به ، وأمّا الحسين فحليم يمشي على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ، إنتهى ( ٣ ) .

وفي الروضات أيضاً : في الرياض في باب الألقاب : أن ناصر الحق هذا هو العالم الفاضل المعروف بالناصر الكبير أيضاً ، وكان من أئمّة الزيديّة ، ولكنه حسن الاعتقاد كاسمه ، بريء من عقائد الزيديّة ، وكان في خدمة عماد الدولة أبي الحسن علي بن بويه الديلمي المشهور ، وقد نقل أنه لما استشهد الناصر الكبير هذا هرب هو إلى خراسان ، واجتمع إليه جماعة

______

( ١ ) منتهى المقال : ٩٧ .

( ٢ ) نهج البلاغة ١ : ٣٣ .

( ٣ ) روضات الجنات ٢ : ٢٥٨ / ١٩٢ .


كثيرة من أهل الديلم في سنة اثنتين وثلاثمائة ، وخرج فصار ملكاً ، وهو أول ملوك الديالمة ، والله العالم ( ١ ) .

٣٩٤ – كتاب إحكام القضيّة في أحكام القضيّة : وهو للشيخ التقي الديّن الحسن بن علي بن داود الحلّي ، قال الشهيد في بعض إجازاته عند ذكره الشيخ : الإِمام سلطان الاُدباء ، ملك النظم والنثر ، المبرز في النحو والعروض ( ٢ ) . وفي نقد الرجال : إنه من أصحابنا المجتهدين ، شيخ جليل من تلامذة المحقق نجم الدين والسيد جمال الدين بن طاووس ، له أزيد من ثلاثين كتاباً نظماً ونثراً ، وله في علم الرجال كتاب حسن الترتيب ، إلا أنه فيه أغلاطاً كثيرة ( ٣ ) ، إنتهى . وكأنّه أشار إلى اعتراضاته على العلّامة وتعريضاته به ، ونحو ذلك مما ذكره ميرزا محمد في كتاب الرجال ونبّه عليه كما في أمل الآمل ، وفيه أيضاً ذكر نفسه أيضاً في كتاب رجاله قال : مولده خامس جمادى الآخر سنة ٦٤٧ ، وله كتب منها في الفقه ( ٤ ) ، إلى أن ذكر هذا الكتاب في المنطق .

٣٩٥ – كتاب الإِكليل التاجي في العروض : وهو من حملة كتب

هذا الشيخ الجليل نسبه إلى نفسه في كتاب رجاله ، وفي المستدرك : وعندي كتاب نقض العثمانية للسيد الأجل أحمد بن طاووس بخط هذا الشيخ ، وخطه كاسمه حسن ، وقد قرأ عليه ، وتاريخ الكتابة سنة ٦٦٥ ( ٥ ) ، ثم ذكر مشايخه الثمانية الأجلّاء . وأمّا تحقيق حال كتابه الرجال المعروف من حيث الاعتماد وعدمه فموقوف على محله ، وأرجو من الله المنعام التوفيق إلى بيان ذلك

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ٢٥٨ / ١٩٢ .

( ٢ ) بحار الأنوار ١٠٨ : ١٥٣ باختلاف .

( ٣ ) نقد الرجال : ٩٣ / ١٠٢ .

( ٤ ) أمل الآمل ٢ : ٧١ / ١٩٦ .

( ٥ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٤٤٣ .


المرام . إن شاء الله .

٣٩٦ – كتاب أحوال السقيفة : وهو للشيخ المتكلّم الجليل . والحبر المتفنّن النبيل ، عماد الدين الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن الحسن الطبري المازندراني ، المشتهر بعماد الدين الطبري أو الطبرسي ، وهو كما في الروضات : كان من أكابر فضلاء الشيعة ، وإجلّاء اُولي الأيدي الباسطة في هذه الشريعة ، معاصراً للخواجة نصير الملّة والدين الطوسي والمحقّق الحلّي وأضرابهما الأقدمين ، وله كتب كثيرة ومؤلّفات غفيرة في تحقيق حقائق اُصول المذهب ، وتشييد قواعد المذهب والدين المبين ، بل الفقه والحديث وغير ذلك ( ١ ) .

منها هذا الكتاب في بيان ما وقع من الغاصبين للخلافة الكبرى من مولانا أمير المؤمنين ، ولصوص هذه الاُمّة الذين هم سودوا أحوال الناس والمسلمين ، وفتحوا بهذا الذنب العظيم أبواب المشاجرة والحروب ، وإراقة دمائهم ، وذهاب أموالهم واستحياء نسائهم ، واستيلاء الطلقاء وأبنائهم على سيد الوصيين وغصب حقوق سيّدتنا ومولاتنا حضرة الزهراء ، وضربها وشتمها حتى انتهى إلى سقط محسنها ، وأبدعوا في الدين في الاُصول والفروع ما لا يحصى كثرة ، فويل لهم .

واستمر الأمر على هذه البدع الشنيعة حتى انتهى الأمر في زماننا هذا إلى تحزب المسلمين وتشتّتهم ، ورفضهم رأساً شعائر الإسلام والدين ، وصيرورتهم حيارى لا مسلمين ولا نصارى ، واتخاذهم قوانين الكفار مأكلا ومشرباً وملبساً ، والتشبّه بهم ، وطعنهم على أكابر الدين وأئمة المسلمين بل على الله والرسول والمذهب ، والاستهزاء بهم ، حتى يفرّج الله بظهور

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ٢٦١ / ١٩٤ .


المنتظر ، ويكشف الله بوجوده المسعود هذه الغمّة عن هذه الاُمّة .

اللّهم أرنا طلعته الرشيده والغرّة الحميدة بحقّه وحق آبائه الطاهرين ، ولا تجعلنا أزيد من ذا ضحكة لللاعبين ، وسخرة للملحدين .

وبالجملة هذا الكتاب الشريف غير كتابه الآخر الموسوم بالكامل البهائي الموجود في هذه الأزمنة بحمد الله ومننه ، وبمنزلة الرمح والسيف على وجوه اعداء الله ، والتبري عن خلفائهم والطعن في أنسابهم وذكر بدعهم وسائر ما يجلّ القلم عنه ببيانه ، واتحفه إلى عالي مجلس الوزير المعظّم بهاء المذهب والدين محمّد بن الوزير الأفخم شمس الدين محمّد الجويني ، المشهور بصاحب الديوان ، والمتولي الحكومة إيران في دولة السلطان هولاكو خان .

٣٩٧ – کتاب أسرار الإِمامة أو الأئمّة : وهو أيضاً لهذا الشيخ العظيم الشأن .

٣٩٨ – كتاب أربعين البهائي : في فضائل أمير المؤمنين وتفضيله على سائر الأصحاب ، وهو من جملة مؤلّفات هذا المتكلم الناصر للدين بلسانه المبين وقلمه الرزين ، جزاه الله خير جزاء المحسنين والناصرين لأئمّة الدين عليهم وعلى شيعتهم سلام الله إلى يوم الدين .

٣٩٩ – كتاب في الإِعراب : للشيخ أفضل الدين الحسن بن علي ابن أحمد الماهآبادي ، ذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته وقال في حقه : علم في الأدب ، فقيه صالح متبحّر ، له تصانيف، وعدّ منها هذا الكتاب ، أخبرني بجميع تصانيفه ورواياته عنه ( ١ ) الشيخ الأديب أفضل الدين الحسن بن قادر القمي ، إمام اللغة ( ٢ ) .

_____

( ١ ) فهرست منتجب الدين : ٥٠ / ٩٣ .

( ٢ ) فهرست منتجب الدين : ٥١ / ٩٤ .


٤٠٠ – كتاب الاعتقادات : وهو للحسن بن علي بن أشناس ، ذكره في الأمل أنه : كان عالماً فاضلاً ، وثقه السيد علي بن طاووس في بعض مؤلّفاته ، وله كتب منها هذا الكتاب ، يروي عن الشيخ المفيد ( ١ ) .

٤٠١ – أصل الحسن بن علي الوشّا الكوفي : قال الشيخ في الفهرست : ويقال له : الخزاز ، ويقال له : ابن بنت إلياس ، له كتاب ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضل ، عن ابن بطة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشا ( ٢ )  وفي رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام : الحسن بن علي الخزاز ويعرف بالوشّا ، وهو ابن بنت إلياس ، يكنى أبا محمّد ، وكان يدّعي أنه عربي كوفي ( ٣ ) ، له كتاب . ثم في أصحاب الهادي عليه السلام : الحسن بن علي الوشا ( ٤ ) .

وقال النجاشي بعد ترجمته : قال أبو عمرو : ويكنى بأبي محمّد الوشّا ، وهو ابن بنت إلياس الصيرفي الخزاز ، خير ، من أصحاب الرضا عليه السلام ، وكان من وجوه هذه الطائفة ، روى عن جدّه إلياس ، قال : لما حضرته الوفاة قال لنا : اشهدوا عليَّ – وليست ساعة الكذب هذه الساعة – لسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « والله لا يموت عبد يحب الله ورسوله ويتولّى الأئمّة فتمسه النار » ، ثمّ أعاد الثانية والثالثة من غير أن أسأله .

ثم نقل بطريقه عن مشايخه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى قال : خرجت الى الكوفة في طلب الحديث فلقيت بها الحسن بن علي الوشّا ، فسألته أن يخرج لي كتاب العلاء بن رزين القلا وأبان بن عثمان الأحمر ، فأخرجهما إليّ ، فقلت له : اُحب أن تجيزهما لي ، فقال لي : يارحمك الله وما عجلتك ؟ !

______

( ١ ) أمل الآمل ٢ : ١٩ / ١٩٠ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٥٤ / ١٩٣ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ٣٧١ / ٥ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ٤١٢ / ٢ .


اذهب فاكتبهما واسمع من بعد ، فقلت : لا آمن الحدثان . فقال : لو علمت أنّ هذا الحديث يكون له هذا الطلب لاستكثرت منه ، فإني أدركت في هذا المسجد تسعمائة شيخ كل يقول : حدّثني جعفر بن محمّد ، وكان هذا الشيخ عيناً من عيون هذه الطائفة ، وله كتب ( ١ ) ، ثم ذكر الطريق إليها .

وفي التعليقة : وقوله : واسمع بعد ، فيه إشارة إلى أنهم ما كانوا ( ٢ ) يعتمدون بما في الاُصول ولا يروون حتى يسمعونه من المشايخ أو يأخذون عنهم الإِجازة ، ويظهر ذلك من كثير من التراجم ، وقوله : عيناً من عيون هذه الطائفة ، فيه ما مرّ في الفائدة الثانية .

وقال جدّي العلّامة رحمه الله : قوله : ( هذا عين ) توثيق لأن الظاهر استعارة العين بمعنى الميزان له ، باعتبار صدقه ، كما أنّ الصادق عليه السلام كان يسمّي أبا الصباح – الكناني – بالميزان الصدقه ، ويحتمل أن يكون بمعنى شمسها أو خياره ، بل الظاهر أن قول ( وجه ) توثيق ، لأن دأب علمائنا السابقين في نقل الأخبار كان أن لا ينقلوا إلّا عمّن كان في غاية الثقة ، ولم يكن يومئذ مالٌ ولا جاهٌ حتى يتوجهوا إليهم لهما ، بخلاف اليوم ، ولذا يحكمون بصحة خبره ، إنتهى .

قلت : وفي رواية بن محمّد بن أحمد بن يحيى عنه وعدم استثنائها ، إشارة أيضاً إلى وثاقته كما مرّ في الفائدة الثالثة . وكونه شيخ الإِجازة أيضاً بشير إلى الوثاقة كما مرّ في الفائدة ، سيّما وإن كان المستجيز أحمد بن محمّد ابن عيسى ، كما لا يخفى على المطلع بحاله .

ثمّ قال : والعلّامة صحّح طريق الصدوق إلى أبي الحسن النهدي وهو

______

( ١ ) رجال النجاشي : ٣٩ / ٨٠ .

( ٢ ) في المصدر : كانوا ، والصحيح هو ما أثبتناه .


فيه ، وكذا إلى أحمد بن عايذ وإلى غيرهما فلاحظ هذا ، مضافاً إلى ما في المسالك في كتاب التدبير عند ذكر رواية عنه : إن الأصحاب ذكروها في الصحيح ( ١ ) . وكذا في حاشيته على شرحه على اللمعة .

وبالجملة أن حديثه يعدّ من الصحاح كما قاله جدّي ، وفي الوجيزة : أنه ثقة ، إنتهى .

ومما يشير إلى وثاقته رواية ابن أبي عمير عنه كما مرّ في الفائدة ، هذا مضافاً إلى ما فيه من كثير من أسباب الجلالة والاعتماد والقوة الّتي اُشير إلى كثير منها في الفوائد ، مثل رواية المشايخ عنه ، وروايته عنهم ، وكونه كثير الرواية ورواياته مقبولة ، إلى غير ذلك ، فتأمّل .

تبصرة : واعلم أنّ الشيخ قال في آخر باب زيادات زكاة التهذيب : هو – يعني الحسن بن علي – وهو ابن بنت إلياس ، وكان وقف ثم رجع فقطع ( ٢ ) .

قلت : يشهد على ما ذكره المصنّف عن العيون ( ٣ ) : بسنده ، عن الحسن بن علي الوشاء قال : كنت كتبت معي مسائل كثيرة قبل أن أقطع على أبي الحسن الرضا عليه السلام وجمعتها في كتاب ممّا روى عن آبائه عليهم السلام وغير ذلك ، وأحببت أن أتثبت في أمره وأختبره ، فحملت الكتاب في كُمّي ، وصرت في منزله ، وأردت أن آخذ منه خلوة فاُناوله الكتاب ، فجلست ناحية وأنا متفكر في طلب الإذن عليه وبالباب جماعة جلوس يتحدّثون ، فبينا أنا كذلك في الفكرة في الاحتيال للدخول عليه إذا أنا بغلامٍ قد خرج من الدار في يده كتاب ، فنادى : أيكم الحسن بن علي الوشّا ابن بنت إلياس البغدادي ؟ فقمت إليه وقلت : أنا الحسن بن علي ، فما حاجتك ؟ فقال :

______

( ١ ) مسالك الإِفهام ٢ : ١١١ باب فيما لو دبّرها حاملاً .

( ٢ ) التهذيب : ١٥٠ / ٤١٧ .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ١٠٤ .


هذا الكتاب أمرني بدفعه إليك فهاك خذه ، فأخذته ، وتنحيت ناحية ، فقرأته ، فإذا والله والله فيه جواب مسألة مسألة . ، فعند ذلك قطعت عليه وتركت الوقف ( ١ ) .

ما ( ٢ ) في كشف الغمّة عن العيون عنه ، قال : كنت بخراسان فبعث إلىّ الرضا عليه السلام يوماً وقال : ابعث إليّ بالحبرة ، فطلبتها في ثيابي فلم اجد شيئاً ، فقلت لرسوله : ما عندي حبرة ، فردّ إلىّ رسوله فقال له : يقول : ابعث ليّ بالحبرة ، فطلبتها في ثيابي فلم أجد شيئاً ، فقلت لرسوله : طلبتها فلم أقع بها ، فردّ إلي الرسول الثالث : ابعث بالحبرة ، فقمت أطلب فلم يبق إلّا صندوق فقمت إليه فوجدت حبرة ، فأتيته بها ، فقلت : أشهد أنك إمام مفترض الطاعة ، وكان سبب دخولي في هذا الأمر ( ٣ ) .

وفيه ، عنه نقل معجزات له عليه السلام غير المذكورتين ولعلّ ما في كشف الغمّة صدر وصار منشأ لما صدر ممّا نقل عن العيون ، وإن كان بين ظاهريهما تنافٍ ، فتأمّل .

لكن في الكافي بسنده عنه ، قال : أتيت خراسان وأنا واقف ، فحملت معي متاعاً وكان معي ثوب وشي في بعض الرزم ، ولم أشعر به – إلى أن قال – يقول : ابعث إلى الوشي الذي عندك ، قال : قلت : ومن أخبر أبا الحسن بقدومي وأنا قدمت آنفاً ؟ وما عندي وشيّ ، فرجع إليه وعاد إليّ ، قال : يقول لك : بلى هو في موضع كذا وكذا ، ورزمته كذا وكذا ، فطلبته حيث قال فوجدته ، فبعثت به إليه ( ٤ ) ، وليس فيه كونه سبب دخوله في هذا الأمر ، فتأمّل .

______

( ١ ) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٢٨ / ١ .

( ٢ ) ( ما ) فاعل يشهد . ( منه قده ) .

( ٣ ) كشف الغمّة ٢ : ٣٠١ نقلها بتصرف .

( ٤ ) الكافي ١ : ٢٢٨ / ١٢ .


وفي التعليقة أيضاً : وقال المحقّق الشيخ محمّد بالنسبة إلى ما نقل عن التهذيب :

الحكم بوقفه يتوقف على كون هذا الكلام من الشيخ ولم يعلم ، واحتمال كونه عن ابن عقدة الراوي أقرب ، ويحتمل كونه من الراوي عن الوشّا وهو محمّد بن المفضل بن إبراهيم الّذي وثقه النجاشي ، لكن ليس بمجزوم إلّا أن يكتفي بالظهور وفيه ما فيه ، أقول : فيما ذكره ما لا يخفى ، وأمر وقفه مرّ الكلام فيه في الفائدة الاُولى فلاحظ ( ١ ) .

وفي رجال أبي علي : ذكره في الحاوي مع ما علم من طريقته في قسم الثقات : ولا يبعد استفادة توثيقه من عبارة النجاشي ومن استجازة أحمد ، وفي كتاب الخرائج والجرائح عنه قال : كنا عند رجل بمرو ، وكان معنا رجل واقفي ، فقلت له : اتق الله ، قد كنت مثلك نور الله قلبي ( ٢ ) ، إنتهى . إلّا أنّ كل ذلك لا يقتضي الوقف في شأنه أصلاً ، لأنه لا كلام في رجوعه ، ورواياته لا شك في صدورها بعده ، لأن الواقفة لا تروي عن الرضا عليه السلام ومن بعده لعدم اعتقادها إمامتهم ، بل تعتقد خطاهم صلوات الله عليهم كما هو معلوم من مذهبها فتدبّر هذا .

ثم قال : ولم أره في نسختي من الاختيار أيضاً ، نعم في ترجمة يونس ابن ظبيان ذكر أن عبد الله بن محمّد الطيالسي قال : كان الحسن بن علي الوشّا ابن بنت إلياس يحدّثنا ، إنتهى . وفي المجمع : ليس له ذكر في اختيار الرجال ، المشهور بالكشي ، والظاهر أنّ النجاشي نقل ذلك عن الكشي الأصل، إنتهى . وفي مشتركات الكاظمي : ابن زياد الممدوح : عنه يعقوب ابن يزيد وأحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن العيسى العبيدي وصالح بن

_____

( ١ ) تعليقه البهبهاني : ١٠٥ .

( ٢ ) الخرائج والجرائح : ۹۸ .


أبي حماد والحسين بن أبي سعيد وإبراهيم بن هاشم وأيوب بن نوح ومعلى بن محمّد ( ١ ) ، إنتهى ( ٢ ) .

ولقد خرجنا عن وضع الاختصار في هذه الترجمة ولنقبض عنان القلم فإنه طغى في هذا المضمار ، وجال من غير اختيار ، وأعان على ذلك كثرة الفوائد النافعة في العنوان ، فاغتنمها واعرف قدرها ، والله تعالى شأنه هو الموفق في ذلك الشأن .

٤٠٢ – كتاب الأنبياء : وهو كما في فهرست الشيخ نقلاً عن ابن النديم : للحسن بن علي بن فضال التيملي ، روى عن الرضا عليه السلام وكان خصيصاً به ، وكان جليل القدر ، عظيم المنزلة ، زاهداً ورعاً ثقة في رواياته ( ٣ ) . ثم ذكر طرقه إليه بمشيخته الأجلّاء .

وبنو فضال جماعة معروفون في أصحاب الحديث ، ينسبون إلى الفطحيّة ، إلّا أنّ المشهور أن الحسن رجع عن ذلك الاعتقاد الفاسد حين موته ، كما يظهر من النجاشي وجماعة اُخرى من الرجاليين ، وإن تنظّر فيه الشهيد الثاني ، ومات سنة أربع وعشرين ومائتين ، ونقل عن زهده حكايات عجيبة ، إلّا أن الأمر فيه سهل ، حيث أنه من أصحاب الإِجماع وممن أمرنا بأخذ ما رواه ، حتّى قال الاُستاد الأعظم الأنصاري قدّس سرّه في مسألة الاحتكار من كتاب المكاسب ما لفظه : وفي السند بعض بني فضّال ، والظاهر أن الرواية مأخوذة من كتبهم التي قال العسكري عند سؤاله عنها : خذوا بما رووا وذروا ما رأوا ، ففيه دليل على اعتبار ما في كتبهم ، فيستغنى بذلك عن ملاحظة من قبلهم في السند ، وقد ذكرنا أن هذا الحديث

_____

( ١ ) هداية المحدثين : ١٩٠ ، وفيه : الحسين بن سعيد .

( ٢ ) منتهى المقال : ۹۸ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٤٧ / ١٥٣ ، وليس هناك ذكر لما نقله عن ابن النديم .


أولى بالدّلالة على عدم وجوب الفحص عمّا قبل هؤلاء من الإِجماع الّذي ادّعاه الكشي على تصحيح ما يصحّ من جماعة ( ١ ) ، إنتهى . وهو كلام متين ، فحينئذٍ لا حاجة إلى الإِطالة في الكلام فيه .

٤٠٣ – أصل الحسن بن علي اللؤلؤي : قال الشيخ في فهرست الرجال : له كتاب ( ٢ ) ، من دون تعرض مدح ولا قدح ، وذكر طريقه إلى محمّد بن علي بن محبوب عنه .

٤٠٤ – أصل الحسن بن علي بن عثمان : له كتاب ، قاله ابن شهر آشوب ( ٣ ) .

٤٠٥ – كتاب الأمالي : وهو للشيخ أبي علي الحسن بن محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ، المعروف بالمفيد الثاني ، ابن شيخ الطائفة ، وهو الشيخ الأجل ، العالم ، الفاضل ، الكامل ، الفقيه ، المحدث الثقة ، الذي تنتهي إليه أكثر الإجازات ، وكتابه المذكور دائر بين سدنة الأخبار ، موجود في هذه الأزمنة بحمد الله .

قال الشيخ منتجب الدين عند ذكره : فقيه ثقة عين ، قرأ على والده جميع تصانيفه ، أخبرنا الوالد عنه ( ٤ ) ، وذكره ابن شهر آشوب أيضاً ، والمراد بالأمالي هو المجالس التي يمليه الشيخ على تلامذته ويسمعون منه ويكتبونها في كتبهم في كل يوم ، ولجماعة من المحدّثين هذا النحو من الأماليات ، لعلّه نشير إليها في مواضعها .

وهذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة ، وفي المستدرك : عن الرياض

_____

( ١ ) کتاب المكاسب : ٢١٢ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٥١ / ١٨١ .

( ٣ ) معالم العلماء : ٣٣ / ١٥٨ .

( ٤ ) فهرست منتجب الدين : ٤٢ / ٧١ .


عن الوالدة وطائفة من معاصريه ، ولكن أكثر رواياته التي عثرنا عليها عن والده الجليل ، وفي الأمل في ترجمة سلار : يروي عنه الشيخ أبو علي الطوسي ( ١ ) .

وفي الرياض نقل روايته عن المفيد أيضاً ، وتأمّل فيه ، وهو في محلّه ، فإن وفاة المفيد سنة ٤١٣ ولم أعثر على تأريخ وفاة أبي علي ، إلّا أنه يظهر من مواضع من بشارة المصطفى أنه كان حياً في سنة ٥١٥ فلو روى عنه لعدّ من المعمرّين الّذين دأبهم الإِشارة إليه ( ٢ ) .

٤٠٦ – كتاب المرشد إلى سبيل التعبّد : وهو أيضاً لهذا الشيخ المتقدّم ، نسبه إليه في معالم العلماء ( ٣ ) ، واحتمل في المستدرك أن يكون هو بعينه شرح كتاب النهاية لوالده شيخ الطائفة .

٤٠٧ – كتاب الأنوار : قال في المجلّد الخامس والعشرين من البحار المعروف بالإِجازات في خاتمته التي نقل فيها مطالب عديدة لبعض أزكياء تلامذته : وكتاب الأنوار للشيخ ابن الشيخ الطوسي ، ثم قال في مقام تفضيل الكتب الّتي استدعى من اُستاذه أن يلحقها ويدرجها في البحار ، وكتاب الأنوار لابن الشيخ رحمه الله عند مظفر الدين محمّد المعروف عندكم ( ٤ ) .

٤٠٨ – كتاب إرشاد القلوب : وهو للشيخ العالم العارف الوجيه أبي محمّد الحسن بن أبي الحسن محمّد الديلمي الواعظ والحكم كلّها ، مشتمل على خمسة وخمسين باباً ، وهو الّذي ينقل عنه صاحب الوسائل والبحار كثيراً

_____

( ١ ) أمل الآمل ٢ : ١٢٧ / ٣٥٧ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٤٩٧ الفائدة / ٣ من الخاتمة .

( ٣ ) معالم العلماء : ٣٧ / ٢٢٦ .

( ٤ ) بحار الأنوار ١١٠ : ١٦٦ – ١٦٨ .


معتمدين عليه ، والمجلّد الثاني منه مخصوص بأخبار المناقب ، يوجد النقل عنه في كتب سيّدنا الجزائري .

لكن تنظر صاحب الروضات في كونه تصنيفاً له – أو جزءاً من الكتاب – نظراً بيناً ، حيث أن عدّة أبواب الكتاب تنصرم بالمجلّد الأول منه المطبوع الموجود في هذا الزمان ، مضافاً إلى أن في الثاني يوجد نقل أبيات في المناقب عن الحافظ رجب البرسي مع أنه من علماء المائة التاسعة ، وأما هذا الشيخ فقد كان إمّا معاصراً للعلّامة أو الشهيد الأول ، وأما متأخراً عنهما بقليل الرواية صاحب عدّة الداعي عنه بعنوان : الحسن بن أبي الحسن الديلمي ، مع أنه متقدم على طبقة الحافظ المذكور يقيناً ، ولنعم ما قاله السيد علي خان الشيرازي في مدح كتابه المذكور شعراً :

هذا كتابٌ في معانيه حَسَن                                      للديلمي أبي محمّد الحَسَن

أشهى إلى المضني العليلِ من الشفا                           وأَلَذَّ في العينين من غمضِ الوَسَن

وله أيضاً في مدحه :

إذا ضلّت قلوبٌ عَنْ هٌداها                                    فَلَم تَدْرِ العقاب مِنَ الثوابِ

فأرشِدْها جزاك اللهُ خيراً                                      بإرشادِ القلوبِ إلى الصوابِ

٤٠٩ – كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين : وهذا الكتاب أيضاً لهذا الشيخ المتقدّم الرّزين ، الذي هو من كبراء أصحابنا المحدّثين ، نسبه إليه في الروضات ، ونقل منه بعض أشعاره الرائقة في الحكمة والنصيحة .

وفي هدية الأحباب للمحدّث القمي المعاصر بالفارسية : الديلمي شيخ محدّث وجيه نبيه ، حسن بن أبي الحسن محمّد ديلمي صاحب إرشاد القلوب وغرر الأحباب است ، وظاهر در زمان شهید اوّل رحمه الله بوده ، وصاحب عدّة الداعي أز اُو نقل ميكند بعنوان : حسن بن أبي الحسن ديلمي ، وگويند حديث كساء مشهور که از متفردات منتخب طریحی شمرده میشود در غرر الأخبار إين شيخ موجود است ، و گاهي ديلمي اطلاق میشود بر ثقة جليل


القدر عظيم الشأن ، شيخ أجل أبو يعلى سلار بن عبد العزيز ديلمي طبرستاني صاحب مراسم ومقنع وتقريب ، وآنجناب تلميذ شيخ مفيد وعلم الهدى است ، وفاتش سنه ٤٤٨ تمح ياتسج ، وقبرش در قریه خسروشاه أز قرای تبریز .

وقد يطلق الديلمي على أبي شجاع شيرويه بن شهردار صاحب کتاب فردوس الأخبار ، قيل : إنه ذكر فيه أنه أورد فيه عشرة آلاف حديث ، ووضع علامات مخرجة بجانبه ، وقد اقتفى السيوطي أثره في جامعه الصغير ، والديلم جيل سمّوا بأرضهم ، وهم في جبال قرب جيلان ، وماء لبني عيسى أيضاً ( ١ ) ، إنتهى .

٤١٠ – كتاب الأنوار البدرية : قال في أمل الآمل : الحسن بن محمّد بن علي المهلبي الحلبي ، فاضل عالم محقّق ، له كتاب الأنوار البدرية في ردّ شُبَه القدريّة ، رأيته في الخزينة الموقوفة الرضوية ( ٢ ) .

٤١١ – كتاب أحسن التواريخ: للمؤرخ حسن بيك روملو من كتاب أوائل الدولة الصفوية ، يوجد النقل عنه في بعض التراجم .

٤١٢ – رسالة في أصالة الصحة : وهي من مصنّفات الأقا مير سيد حسن بن الأقا مير سيد علي بن الأمير محمّد باقر بن الأمير إسماعيل الواعظ الحسيني الإِصفهاني ، بلغه الله غاية درجات الأمل والأماني ، ذكره تلميذه الأجل في كتاب الروضات ووصفه بكل وصف جميل وخلق عظيم ، بعباراته الفاخرة وألفاظه الزاهرة ، وقال : قرأ على المولى الأوحدي الشريف في ، وعاد إلى الاُصول ، وصاحب الجواهر في الفقه ، في المشهدين الشريفين ،، بلده إصفهان ، ولازم ثانية الحال مجلس شيخه الأعظم واُستـاده الأفخم

______

( ١ ) هدية الأحباب : ١٣٧ .

( ٢ ) أمل الآمل ٢ : ٧٨ / ٢١٣ .


صاحب الإِشارات ( ١ ) .

إلى أن صار رئيساً في التدريس ، ومرجعاً للإِفادات في المعقول والمنقول ، ثم تعرض لذكر مؤلّفاته الجليلة في الفقه والاُصول ، ومنها هذه الرسالة الحسنة ، وإجازات مستحسنة كثيرة لجماعة من فضلاء الأصحاب .

وفي المستدرك بعد ذكره : انتهت رئاسة التدريس إليه في الفقه والاُصول في إصفهان ، وكان يشدّ إليه الرواحل لاستفادة العلوم الشرعية من أطراف البلدان ، وما كانت الهجرة إلى العراق لتحصيل العلوم الدينية متعارفة في طلبة إصفهان وفضلائهم قبل وفاته كتعارفها في غيرهم ، وقد برز مجلسه علماء فضلاء ، وفقهاء نبلاء ، جزاه الله تعالى عن الإِسلام خير من الجزاء ( ٢ ) .

٤١٣ – أصل الحسن بن محمّد بن سهل النَوفَلي : قال النجاشي : ضعيف ، لكن له كتاب حسن كثير الفوائد جمعه ، وقال : ذكر مجالس الرضا عليه السلام مع أهل الأديان ، الحسن بن محمّد بن جمهور العمّي عنه به ( ٣ ) .

وفي التعليقة : سنذكر في ابن محمّد النوفلي الهاشمي أنه المصنّف لمجلسه عليه السلام مع أهل الأديان وسيذكر المصنّف عن النجاشي ذلك في عنوان الحسين بن محمّد بن الفضل ، ونذكر هناك أنه الحسن مكبراً فلاحظ ، فيظهر أن المصنّف هو الحسن بن محمّد بن الفضل الثقة الجليل الآتي .

ويشير إليه أيضاً قوله : روى عن الرضا عليه السلام نسخة ، وأنه رواها

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ٣٠٨ / ٢٠٨ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٤٠٢ الفائدة / ٣ من الخاتمة .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٣٧ / ٧٥ .


عنه الحسن بن محمّد بن جمهور العمّي ، فالظاهر اتحاد الحسن بن محمّد بن سهل النوفلي مع ابن محمّد بن الفضل الثقة الجليل .

ويشير إلى الاتحاد مضافاً إلى ما ذكرنا النسبة إلى نوفل ، ولعلّ سهل مصحف سعيد ، أو يكون أحد أجداده ، ولم يذكر في نسبه الأبي ( ١ ) ، أو يكون جدّه الأمي ، وأما التضعيف فلعلّه لمّا وجد النجاشي أو أحد ممّن يستند النجاشي إليه وجد في كتابه ما لا يلائم ( ٢ ) مذاقه ، ولعله لا ضرر فيه .

وبالجملة : المقام لا يخلو من غرابة ، واحتياج إلى زيادة تثبت فتثبّت ( ٣ ) ، وأقول : الظاهر أنه غير الحسن بن محمّد بن الفضل لذكرهما معاً في النجاشي ، كما أشار إليه في إتقان المقال .

٤١٤ – كتاب الاحتجاج في الإِمامة : وهو كما ذكره النجاشي لأبي علي الحسن بن محمّد النهاوندي متكلّم جيد الكلام ، وله كتب ، ومنها هذا الكتاب ، ذكر ذلك أصحابنا في الفهرستات ( ٤ ) .

٤١٥ – أصل الحسن بن موسى بن سالم الخياط : قال النجاشي : أبو عبد الله مولى بني أسد ، ثمّ بني والِبة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، وعن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام ، وعن أبي حمزة وعن مَعْمَر بن يحيى وبُريد وأبي أيوب ومحمّد بن مسلم وطبقتهم ، له كتاب ، ثمّ أسند إلى ابن أبي عمير عن الحسن بكتابه ( ٥ ) . وفي فهرست الشيخ : ابن موسى ، له أصل ، وذكر طريقه عن ابن أبي عمير عن الحسن بن موسى ( ٦ ) .

_____

( ١ ) أي : نسبة لأبيه .

( ٢ ) في المصدر : ما يلائم ، والظاهر أن هناك سقط ، إذ الصواب : ما لا يلائم .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ١٠٩ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٤٨ / ١٠٢ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ٤٥ / ٩٠ ، وفيه : الحسين .

( ٦ ) فهرست الشيخ : ٤٩ / ١٦١ .


وفي التعليقة : في نسختي من السيد مصطفى : الخيّاط بالمعجمة ثم المنقطة من تحت نقطتين ، عن أصحاب الصادق عليه السلام أيضاً ، ورواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى وثاقته ، وروايته عن الأجلّاء إلى قوّته ، وكونه صاحب أصل إلى مدح ( ١ )

٤١٦ – كتاب الأنبياء : وهو للحسن بن موسى الخشّاب ، في رجال النجاشي : من وجوه أصحابنا مشهور كثير العلم والحديث ، له مصنّفات – إلى أن قال – وقيل : أن له كتاب الحج وكتاب الأنبياء ( ٢ ) ، ثم ذكر الطريق إليه ، وفي الفهرست : له كتاب ، وتعقبه بذكر الطريق إلى محمّد بن الحسن الصفار عنه ( ٣ ) ، وفي أصحاب الهادي : ابن موسى الخشاب ، ثمّ في فيمن لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام : الحسن بن موسى الخشاب ، روى عنه الصفار ( ٤ ) .

وفي التعليقة مال إلى وثاقته نظراً إلى اعتماد محمّد بن أحمد بن يحيى وروايته عنه ، وعدم استثنائه روايته ، واعتماد الكشي وحمدويه عليه ، وقوله من وجوه أصحابنا ، مع ضميمة الشهرة وكثرة العلم والحديث ، وله مصنّفات ، ورواية القميّين عنه مثل عمران بن موسى ومحمّد بن الحسن الصفار ( ٥ ) ، كلّاً يؤيّد التوثيق وإن ذكره سائر الرجاليين في قسم الحسان ، والله العالم بحقائق الأمور .

٤١٧ – أصل الحسن العطار : ذكره ابن شهر آشوب في معالم

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ١٥٥ ، والمراد من السيد مصطفى : التفريشي مؤلف كتاب نقد الرجال .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٤٢ / ٨٥ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٤٩ / ١٦٠ .

( ٤ ) رجال الشيخ : لم يرد في أصحاب الهادي عليه السلام ، ٤٦٢ / ٣ .

( ٥ ) تعليقة البهبهاني : ١٥٥ .


العلماء ( ١ ) ، ولعلّه هو الأصل المتقدّم بعنوان الحسن بن زياد العطار .

٤١٨ – كتاب الآراء والديانات : وهو من مصنّفات الحسن بن موسى أبي محمّد النوبختي ، قال النجاشي : شيخنا المتكلّم المبرز على نظرائه في زمانه قبل الثلاثمائة وبعدها ، له على الأوائل كتب كثيرة منها : كتاب الآراء والديانات ، كتاب كبير حسن يحتوي على علوم كثيرة ، قرأت هذا الكتاب على شيخنا أبي عبد الله المفيد رحمه الله ( ٢ ) .

وفي فهرست الشيخ : الحسن بن موسى النوبختي ، ابن اُخت أبي سهل بن نوبخت ، يكنّى أبا محمّد ، متكلّم فيلسوف ، وكان يجتمع إليه جماعة من نقلة كتب الفلسفة مثل : أبي عثمان الدمشقي وإسحاق بن ثابت ، وكان إماميّاً حسن الاعتقاد ، نسخ بخطه شيئاً كثيراً وله مصنّفات كثيرة في الكلام والفلسفة وغيرهما منها : كتاب الآراء والديانات ولم يتمه ( ٣ ) ، وفي باب من لم يرو في موضعين : ابن موسى النوبختي، ابن اُخت أبي سهل ، أبو محمّد متكلّم ثقة ( ٤ ) .

٤١٩ – كتاب الأرزاق والأسعار والآجال : وهذا الكتاب أيضاً لهذا الشيخ المتكلّم الثقة بنص النجاشي ( ٥ ) ، والظاهر أنّ موضوع الكتاب في الاُمور الثلاثة ما يبحث عنها في كتب المتكلّمين من مداليلها وشرح ماهيّاتها وكيفيّاتها كما قال المحقّق الطوسي في التجريد :

أجل الحيوان ، الوقت الذي علم الله بطلان حياته ، والمقتول يجوز فيه

_____

( ١ ) معالم العلماء : ٣٤ / ١٩٣ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٦٣ / ١٤٨ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٤٦ / ١٥٠ ، وفيه : وفي نقض الفلسفة .

( ٤ ) رجال الشيخ : ٤٦٢ / ٤ ولم يرد إلّا في موضع واحد .

( ٥ ) رجال النجاشي : ٦٣ / ١٤٨ .


الأمران لولاه ، ويجوز أن يكون الأجل لطفاً للغير لا للمكلف ، وقال العلّامة في شرحه : اختلف الناس في المقتول لو لم يقتل ، فقالت المجبرة : أنه كان يموت قطعاً ، وهو قول أبي هذيل العلّاف ، وقال بعض البغداديّين : أنه كان يعيش قطعاً ، وقال أكثر المحققين : أنه كان يجوز أن يعيش ويجوز أن يموت ، ثمّ اختلفوا فقال قوم منهم : إن كان المعلوم منه البقاء لو لم يقتل له أجلان ، وقال الجبائيّان وأصحابهما وأبو الحسين البصري : إن أجله هو الوقت الذي قتل فيه ليس له أجل آخر لو لم يقتل فما كان يعيش إليه ليس بأجل له الآن حقيقي بل تقديري ( ١ ) .

وأما الرزق ، فهو عند الأشاعرة : كلّ ما انتفع به حي ، سواء كان بالتغذي أو بغيره ، مباحاً كان أو لا ، وخصّه بعضهم بما يربّى به الحيوان من الأغذية والأشربة ، وعند المعتزلة : هو كلما صحّ انتفع الحيوان به بالتغذي أو غيره ، وليس لأحد منعه منه ، فليس الحرام رزقاً عندهم .

وأمّا السعر فذهبت الأشاعرة إلى أنه ليس المسعِّر إلّا الله تعالى ، بناء على أصلهم من أن لا مؤثر في الوجود إلّا الله ، وأمّا الإِماميّة والمعتزلة فقد ذهبوا إلى أنّ الغلاء والرخص قد يكونان بأسباب راجعة إلى الله وقد يكونان بأسباب ترجع إلى اختبار العباد .

قال العلّامة في شرحه على التجريد : السعر هو : تقدير العوض الذي يباع به الشيء ، وليس هو الثمن ، ولا المثمن ، وهو ينقسم إلى رخص وغلاء ، فالرخص : هو السعر المنحط عمّا جرت به العادة مع اتحاد الوقت والمكان ، والغلاء : زيادة السعر عمّا جرت به العادة مع اتحاد الوقت والمكان ، وإنما اعتبرنا الزمان والمكان لأنه لا يقال إن الثلج قد رخص سعره في الشتاء عند نزوله لأنه ليس أوان سعره ، ويجوز أن يقال : رخص في

_____

( ١ ) كشف المراد : ٣٦٨ المسألة / ١٥ .


الصيف إذا نقص سعره عمّا جرت العادة به في ذلك الوقت ، ولا يقال رخص سعره في الجبال التي يدوم نزوله فيها لأنه ليست مكان بيعه ، ويجوز أن يقال : رخص سعره في البلاد التي اعتيد بيعه فيها .

واعلم أن كلّ واحد من الرخص والغلاء قد يكون من قبله تعالى ، بأن يقلل جنس المتاع المعين ويكثر رغبة الناس إليه ، فيحصل الغلاء لمصلحة المكلّفين ، وقد يكثر جنس ذلك المتاع ويقلّل رغبة الناس إليه ، تفضّلاً منه وانعاماً ، أو لمصلحة دينيّة ، فيحصل الرخص ، وقد يحصلان من قبلنا : بأن يحمل السلطان الناس على بيع جميع تلك السلعة بسعرٍ غالٍ ، ظلماً منه ، أو لاحتكار الناس ، أو لمنع الطريق خوف الظلمة ، أو لغير ذلك من الأسباب المستندة إلينا ، فيحصل الغلاء ، وقد يحمل السلطان الناس على بيع السلعة برخص ظلماً منه ، أو يحملهم على بيع ما في أيديهم من جنس ذلك المتاع ، فيحصل الرخص ( ١ ) .

٤٢٠ – كتاب الإِنسان : وهو أيضاً لهذا المصنّف الجليل ، قال النجاشي في مقام تعداد مصنّفاته : كتاب الإِنسان ، غير هذه الجملة ( ٢ ) .

٤٢١ – كتاب الاستطاعة : وهو له أيضاً بنص النجاشي قال : كتاب في الاستطاعة على مذهب هِشام ، وكان يقول به ( ٣ ) ، والظاهر أن موضوع البحث في هذا الكتاب هو في أفعال العباد المعروفة بمسألة خلق الأعمال ، والأقوال فيها ثلاثة :

الأول : مذهب الجبريّة يقولون : إن كلّ الأفعال الصادرة من العباد مخلوقة الله تبارك وتعالى ، من دون واسطة اختيار العبد وإرادته فيها ، كما أنّ

_____

( ١ ) كشف المراد : ٣٧١ مسألة / ١٧ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٦٣ / ١٤٨ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٦٣ / ١٤٨ .


مذهبهم كذلك في إيجاد جميع الموجودات من دون واسطة ، حتى أنهم ينسبون احتراق النار وتبريد الماء إلى الله ، من دون توسيط النار والماء ، وأنهما من الأسباب العاديّة . ويقولون : إنّ عادة الله جارية بإحراق الثوب عند تماسه للنار ، من دون أن يكون للنار مدخلية في الإحراق ، ويفرّقون بين الأفعال الاختيارية والاضطرارية ، بمجرد المقارنة للإِرادة ، وعدم المقارنة لها ، بلا مدخلية الإِرادة فيهما ، ويسمّون هذه المقارنة : بالكسب ، ويجعلون فعل العبد مخلوقاً الله ، ومكسوباً للعبد ، وشناعة هذا المذهب واضحة على كلّ أحد .

والثاني : أنّ أفعال العباد مفوضة إليهم ، بلا مدخلية للغير فيها ، وهذا مذهب أكثر المعتزلة ، وهذا المذهب مبني على أصلٍ واضح الفساد ، وهو أنّ الممكن يمكن أن يوجد في مرتبة إمكانه ، من دون أن يجب بالغير ، وقد ثبت بالبراهين القاطعة أنّ الممكن ما لم يصل إلى حدّ الوجوب لا يكون موجوداً ، ووجوب الفعل يكون بالإِرادة ، والإِرادة حادثة ، فتحتاج إلى علّة ومحدث حادث ، حتى تنتهي إلى واجب الوجود لذاته ، فلا يكون فعل العبد مفوضاً إليه ، وإذا كان المبني عليه باطلاً ، فيكون القول والبناء أيضاً باطلاً .

والثالث : مذهب المحقّقين من الإِمامية وجمهور الحكماء ، وهو أنّ أفعال العباد مخلوقة لهم بلا واسطة ، ومخلوقة لله مع الواسطة ، كترتب سائر الموجودات على الأسباب .

وفسّر المحقّق الطوسي في رسالة العلم الأمر بين الأمرين في أحاديث الأئمّة الطاهرين صلوات الله عليهم : لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين ، على ذلك المعنى ، ووضّح بطلان الأولين ، وصحّ هذا المذهب ، حيث أن الاحتمالات في الأفعال الصادرة عنهم لا تخلو من اُمور ثلاثة : الأول والثاني : وفسادهما ظاهر ، فتعيّن الثالث ، وهو المذهب الحق ، وحيث أنّ المقام لا يحتمل الأزيد من هذا المقدار، فالأخرى أن نتبرّك بذكر حديث


شریف ، يكون به تمام الكلام ، ومسكي الختام :

قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : لا تقولوا : وكلهم الله إلى أنفسهم فتوهنوه ، ولا تقولوا : أجبرهم على المعاصي فتظلموه ، ولكن قولوا : الخير بتوفيق الله ، والشر بخذلان الله ، وكلّ سابق في علم الله .

وفي التوحيد والعيون والأمالي ، بإسناد شريف عن الرضا عليه السلام قال : خرج أبو حنيفة ذات يوم من عند الصادق عليه السلام ، فاستقبله موسى ابن جعفر عليه السلام ، فقال له : يا غلام ممن المعصية ؟ فقال : لا تخلو من : ثلاثة : إمّا أن تكون من الله تعالى وليست منه ، فلا ينبغي للكريم أن يعذّب عبده بما لم يكتسبه ، وإمّا أن تكون من الله عزّ وجلّ ومن العبد ، فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف ، وإمّا أن تكون من العبد ، وهي منه ، فإن عاقبه الله فبذنبه ، وإن عفى عنه فبكرمه وجوده ( ١ ) .

٤٢٢ – كتاب الاعتبار والتميز والانتصار : وهو أيضاً لهذا الجليل العظيم الشأن كما في رجال النجاشي ، وزاد الشيخ في الفهرست في عداد مصنّفاته كتابين آخرين يناسب إدراجهما في هذا الباب أحدهما :

٤٢٣ – كتاب الاحتجاج : العمرة بن عباد ، ونصرة مذهبه .

٤٢٤ – والثاني : اختصار الكون والفساد : الأرسطاطاليس ( ٢ ) : والظاهر أنّ الثاني هو الكتاب الّذي عبّر عنه النجاشي بالحجج الطبيعية ، مستخرجة من كتب أرسطا طاليس في الرّد على من زعم أنّ الفلك ناطق .

وبالجملة الطائفة النوبختيّة طائفة جليلة في الفرقة الحقة الإِثنى

______

( ١ ) التوحيد : ٩٦ / ٢ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام ١ : ١٣٨ / ٣٧ ، أمالي الصدوق : ٣٣٤ / ٤ .

( ۲ ) فهرست الشيخ : ٤٦ / ١٥٠ ، وفيه : لعمر بن عبّاد .


عشريّة ، فيهم فضلاء متكلّمون ، وعلماء مبّرزون مصنفون ، قد سبق منّا الإِشارة إلى مصنّفات أبي سهل النوبختي المعظّم ، خال هذا الرجل المكرّم ، ومنهم النائب الثالث – الحسين بن روح – لصاحب الدار عجّل الله فرجه وأقرّ الله عيوننا بطلعته الغرّاء ، وجنابه أشهر من أن يوصف ، وأعرف من أن يعرّف .

وفي منتهى المقال : الظاهر في ترجمة نوبخت فتح النون والباء الموحدة وإسكان المعجمتين ، وهي كلمة فارسية : أي جديد الحظ ، وفي الإِيضاح ضبطها : بضم النون والباء ، فتتبع ( ١ ) .

٤٢٥ – أصل السيد حسن بن كبش : في مستدرك الوسائل في أبواب أحكام الملابس في باب استحباب التختّم باليمين : الشيخ حسن بن سليمان الحلّي في كتاب المختصر نقلاً عن كتاب السيد حسن بن كبش بإسناده عن الصادق عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة تقبل أقوام على نجائب من نور ، ينادون بأعلى أصواتهم : الحمد لله الذي أنجزنا وعده ، الحمد لله الّذي أورثنا أرضه نتبوأ من الجنة حيث نشاء ، قال : فتقول الخلائق : إلهنا وسيّدنا بما نالوا هذه الدرجة ؟ فإذا النداء من قبل الله عزّ وجلّ : بتختمهم باليمين ( ٢ ) . . . الخبر ، ولم أجده في غير هذا الموضع .

٤٢٦ – كتاب إرشاد الأذهان : وهذا الكتاب من مصنّفات علّامة العالم ، وفخر نوع بني آدم ، آية الله على الإِطلاق أبي منصور الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلّي جلّ جنابه من أن يكون مثلي قادراً على بيان أداء مقاماته العلّية على الإِسلام ، وشرح مدارجه علماً وعملاً ، وكيف لا ؟ وهو مروّج المذهب والشريعة في المائة السابعة ، ورئيس علماء الشيعة من

______

( ١ ) منتهى المقال : ١٠٥ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ١ : ٢١٥ / ١٢ .


غير مدافعة ، صنّف في كل علم كتباً ، وأتاه الله من كلّ شيء سبباً .

فالأولى أن نقتصر على ما ذكره في عظيم شأنه صاحب نقد الرجال ، ونعم ما قال : شيخ الطائفة ، وعلّامة وقته ، صاحب التحقيق والتدقيق ، كثير التصانيف ، انتهت رئاسة الإِمامية إليه في المعقول والمنقول ، مولده سنة ثمان وأربعين وستمائة ، ويخطر ببالي أن لا أصفه ، إذ لا يسع كتابي هذا ذكر علومه ، وتصانيفه ، وفضائله ، ومحامده ، وإن كلّ ما يوصف به الناس من جميل وفضل فهو فوقه . له أزيد من سبعين كتاباً في الاُصول والفروع والطبيعي والإِلهي وغيرها ، مات قدّس سرّه ليلة السبت حادي عشر المحرّم سنة ست وعشرين وسبعمائة ، ودفن بمشهد المقدس الغروي على ساكنه من الصلوات أفضلها ومن التحيات أكملها ( ١ ) .

فمن جملة كتبه الفقهيّة الموجودة في هذا الزمان هذا الكتاب المترجم بإرشاد الأذهان في صدر العنوان إلى أحكام الإِيمان ، وهو كتاب حسن الترتيب ، قيل : أنه خمسة عشر ألف مسألة ، وله شروح وتعليقات كثيرة من فقهائنا العظام ، فمنها :

٤٢٧ – شرح المسمى بروض الجنان : للشهيد الثاني قدّس سرّه النوراني . وشرح الشيخ الفقيه المتبحر الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي الموسوم .

٤٢٨ – بالهادى الى الرشاد في شرح الإرشاد : وفي الروضات توجد نسخته عند سميّه العلّامة المعاصر صاحب الإِشارات ، ولم يخرج منه إلّا قليل من أوائل العبادات .

٤٢٩ – وشرحه الكبير للمحقق الاردبيلي : وسماه بمجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان : وهو كبير معروف مشهور ، وبالفضل والتحقيق والإِتقان

______

( ١ ) نقد الرجال : ٩٩ .


بين أصحابنا مذكور ، إلّا أنه لم يوقف فيه إلى الآن على أبواب النكاح .

٤٣٠ – وشرح آخر للمحقق السبزواري سّماه المعار في شرح الارشاد : كبير معروف مطبوع .

٤٣١ – وشرح المحقق العارف جمال الدين أحمد بن فهد الحلي :

٤٣٢ – وشرح آخر سمّي هذا الشارح : شهاب الدين أحمد بن فهد بن حسن ابن إدريس الاحسائي ، واتفق توافقهما في العصر والاسم والنسبة إلى فهد الّذي هو جد في الأول وأب في الثاني ظاهراً ، ويرويان جميعاً عن الشيخ أحمد بن المتوّج البحراني .

٤٣٣ – وشرح السيد الحسين الحسيني الحميدي : قال في الأمل : فاضل فقيه ، له شرح الإِرشاد للعلّامة ، رأيته بخطه في خزينة الكتب الموقوفة بمشهد الرضا عليه السلام ( ١ ) .

٤٣٤ – وتعليقة شيخنا الشهيد الأول المسماة بغاية المراد في شرح نكت الإرشاد :

٤٣٥ – وتعليقة المحقق الثاني صاحب جامع المقاصد :

٤٣٦ – وحاشية الشيخ حسين بن عبد الصمد : والد الشيخ البهائي .

وغير ذلك من الشروح والتعليقات ، ممّا يجدها المتتبّع في أثناء المصنّفات .

٤٣٧ – كتاب إيضاح الاشتباه في أسماء الرواة : وهو من مصنّفات هذا الحبر الضرغام ، والأسد القمقام ، المعدود في جملة كتبه الرجالية ، معروفة بين أرباب الفن ، كثيراً ما يراجعون إليه ، ويعتمدون عليه

_____

( ١ ) أمل الآمل ٢ : ٩١ / ٢٤٦ .


في ضبط الأسامي والنسب والكنية واللقب ، وهو في كراسة كأنها رسالة .

٤٣٨ – كتاب الإِجازات : وهو لهذا البحر الطمطام ، واليمّ الزاخر بلا كلام ، كتبه الأولاد زهرة من ساداتنا الكرام ، معروفة بالإِجازة الكبيرة الطويلة لبني زهرة ، ذكر فيها جميع طرقه إلى المحدّثين والفقهاء ، ما رأيت في الإِجازات أحسن منها ولا أجمع ، ذكرها بتمامها العلّامة المجلسي قدّس سرّه القدوسي في المجلّد الخامس والعشرين بل السادس والعشرين من البحار المعروف بالإِجازات .

٤٣٩ – كتاب الأسرار الخفيّة : وهو أيضاً لهذا البدر الباهر والنور الزاهر ، من جملة كتبه المعمولة في العلوم العقلية .

٤٤٠ – كتاب أنوار الملكوت في شرح الياقوت : وهذا الكتاب من جملة كتبه الكلامية في نهاية الحسن والتحقيق ، موجود عندي بخطّي الفاتر القاصر ، وهو شرح لكتاب الياقوت الذي هو متن كلامي ، نظير التجريد الطوسي لأبي إسحاق النوبختي ، وقد تقدم الكلام في الطائفة الجليلة أنّ فيهم جماعة من العلماء النبلاء والمصنّفين الأصفياء ، شرحه هذا المولى العلّامة مع كمال الإِفادة والرعاية ، جزاه الله خير جزاء المحسنين .

٤٤١ – كتاب الألفين الفارق بين الحق والمين : وهذا التأليف المنيف أيضاً لهذا السيف الشاهر ، بل سيف الله المسلول على رؤوس أهل الضلال الظلوم الجهول ، أودع فيه ألفي دليل قاطع ، ليس يسع المخالف انكارها في تحقيق الحق ، وتقديم وليّ الله المطلق ، من العقل والنقل .

ولقد بذل شكر الله سعيه وأجزل بره نهاية جهده وغاية جده في تأليف هذه الأقيسة ، وإنتاجه منها هذه النتيجة الحقة ، بما هو مختص به ، ومتفرد بتبعه ، ويصدق هذا المقال من نظر فيه بعين الإنصاف ، ويبعد عن التعصب الاعتساف ، أن ليس ذلك التوفيق وهذا البيان إلّا بإلهام الله الجواد العليم


المنّان ، وإمداد وليّ الله ، ووصي رسول الإِنس والجان .

وكفى في فخامة هذا التصنيف أنّه رؤي من بعد وفاته في بعض منامات الصالحين ، كأنه ولده النبيل الكامل فخر المحققين ، فسُئل عمّا عُومل به في تلك النشأة ؟ فقال : لولا كتاب الألفين ، وزيارة الحسين عليه السلام لا هلكتني الفتاوى . إلّا أن النسخة المطبوعة الموجودة عندي غير تامة ، قد تم الألف الأول من الأدلّة العقلية منهما ، وشرع في الألف الثاني الذي هو في الدليل النقلي وكتب مقداراً منه ، والظاهر أنه لم يتمّه ، كما أن أكثر كتبه غير تام بنقل الماهرين في هذا المرام .

٤٤٢ – كتاب الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة : وهو لجنابه العلّام ، من جملة كتبه المصنّفة في اُصول الكلام بنصّ نفسه الشريفة في كتابه الخلاصة .

٤٤٣ – كتاب استقصاء الاعتبار : وهو أيضاً لهذا الشيخ الكامل العيار والاعتبار في تحرير معاني الأخبار ، قال فيها : ذكرنا فيه كلّ حديث وصل إلينا ، وبحثنا في كلّ حديث منه على صحّة السند أو إبطاله ، وكون متنه محكماً أو متشابها ، وما يشتمل عليه من المباحث الاُصولية والأدبية ، وما يستنبط من المتن من الأحكام الشرعية ، وهو كتاب لم يعمل مثله ( ١ ) .

٤٤٤ – كتاب إيضاح التلبيس من كلام الرئيس : له قال : باحثنا فيه الشيخ ابن سينا ( ٢ ) .

٤٤٥ – كتاب الإِشارات إلى معاني الإِشارات .

٤٤٦ – كتاب إيضاح المقاصد في حكمة عين القواعد : وهما الجنابه العلّامة بنص أرباب الدراية .

_____

( ١ ) رجال العلامة : ٤٦ / ٥٢ .

( ٢ ) رجال العلامة : ٤٧ / ٥٢ .


٤٤٧ – رسالة إستقصاء النظر في القضاء والقدر .

٤٤٨ – كتاب الأدعية الفاخرة عن الأئمّة الطاهرة : وكلّها صادرة من قلمه الشريف ، مذكورة في جملة كتبه .

٤٤٩ – كتاب إيضاح مخالفة السنة لنص الكتاب والسنة : قال في أمل الآمل : وصل إلينا منه المجلد الثاني ، وفيه سورة آل عمران لا غير ، عدة نسخ منها : نسخة قديمة في الخزانة الرضوية ، قد سلك فيها مسلكاً عجيباً ، بيّن فيه مخالفتهم لكلّ آية من وجوه كثيرة ، بل مخالفتهم لأكثر الكلمات ( ١ ) ، وقد أشار إلى هذا الكتاب العلّامة المجلسي طاب ثراه في مقدّمات البحار .

هذه جملة من مصنّفاته الفائقة المبدوءة بالألف ، المناسبة إدراجها في هذا الباب ، وأرجو من الله تعالى أن يوفقنا لذكر سائر كتبه الكثيرة ، من الفقهيّة والكلاميّة والحديثيّة والأدبيّة والرجاليّة والمعمولة في اُصول الفقه في سائر الأبواب ، وأنت إذا تأملت تصنيف العلّامة لهذه الكتب الكثيرة في جميع العلوم من المعقول والمنقول الفروع منها والاُصول ، وفيها الكتب الكبار المشتملة على دقائق الأنظار ، علمت أنّ هذا الرجل كان مؤيّداً من عند الله بل آية من آيات الله .

وقد قيل : أن تصانيفه وزّعت على أيام عمره من ولادته إلى أياّم وفاته فكان قسط كلّ يوم منها كراساً ، وحكى الشيخ الطريحي في مجمع البحرين في مادة علم : أنه وجد بخطه خمسمائة مجلد من مصنفاته ( ٢ ) ، بل نقل عن كتاب روضة العابدين عن بعض شراح كتاب التجريد : أنّ للعلّامة نحواً من الف مصنف كتب تحقيق ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .

_____

( ١ ) أمل الآمل ٢ : ٨٥ / ٢٢٤ .

( ٢ ) مجمع البحرين ٦ : ١٢٣ .


وقرأ على المحقّق الحلّي والمحقّق الطوسي في الكلام وغيره من العقليات ، وقرأ عليه المحقّق الطوسي في الفقه بنص سيدنا بحر العلوم في فوائده الرجالية ( ١ ) ، وكفى بذلك فضلاً ونبلاً ، وفي تعليقة الرجال : في البلغة : رأيت في سحر ليلة الجمعة مناماً عجيباً يتضمن جلالة قدر آية الله العلامة ، وفضله على جميع علماء الإِمامية ( ٢ ) ، إنتهى .

٤٥٠ – أصل الحسين بن أبي العلا : قال الشيخ في الفهرست : له كتاب يعد في الاُصول – وأسند طريقه إلى محمّد بن أبي عمير وصفوان عنه ( ٣ ) ، وهو من أصحاب الصادقين عليهما السلام كما يظهر من رجاله ( ٤ ) ، وفي النجاشي : الحسين بن أبي العلا الخفّاف أبو علي الأعور مولى بني أسد ، هو وأخواه علي وعبد الحميد ، روى الجميع عن أبي عبد الله عليه السلام ، وكان الحسين أوجههم ( ٥ ) ، وأخوه عبد الحميد ثقة ، فلو كان الحسين غير ثقة لا يكون أوجه منه ، هكذا ذكره في المستدرك وقال : مع انا في غنى عن هذا الاستظهار برواية ابن أبي عمير عنه ، وصفوان وعبد الله بن المغيرة وفضالة بن أيوب وهؤلاء من أصحاب الإجماع ، والأولان لا يرويان إلّا عن ثقة ، ومن الأجلاء أحمد بن محمّد بن عيسى وعلي بن الحكم الثقة وعلي بن النعمان وجعفر بن بشير وعلي بن أسباط والعباس بن عامر والقاسم ابن محمّد الجوهري ويحيى بن عمران الحلبي وموسى بن سعدان ، ونقل ابن داود عن شيخه السيد جمال الدين تزكيته في البشرى ، ومع ذلك كلّه فالتزلزل في وثاقته في غير محله ( ٦ ) .

_____

( ١ ) رجال السيد بحر العلوم ٢ : ٢٩٢ .

( ٢ ) تعليقة البهبهاني : ١٥٥ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٥٤ / ١٩٤ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ١١٥ / ١٨ ، وفيه : الخفاف ، ١٦٩ / ٥٩ ، وفيه : الزندجي الخفاف .

( ٥ ) رجال النجاشي : ٥٢ / ١١٧ .

( ٦ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٩٠ الفائدة / ٥ من الخاتمة .


٤٥١ – أصل الحسين بن أبي غُنْدَر : قال الشيخ في فهرسته : له أصل ، وأسند طريقه إلى صفوان بن يحيى عنه ( ١ ) . وفي رجال النجاشي بعد ذكره : كوفي ، يروي عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، ويقال : هو عن موسى بن جعفر عليه السلام ، له كتاب ، وذكر طريقه إلى صفوان بن يحيى عن الحسين بن أبي غُنْدَر به ( ٢ ) .

وفي الإِيضاح : ابن غندر بضم المعجمة واسكان النون وفتح المهملة ( ٣ ) . وفي رسالة تصحيح الأسانيد : وإلى الحسين بن أبي غُنْدَر ، فيه مجاهيل في الفهرست وإليه صحيح في التهذيب في باب حكم العلاج للصائم في الحديث الرابع والتاسع ( ٤ ) . وفي الاستبصار في باب حكم الكحل للصائم في الحديث الثاني وفي الحديث الآخر ( ٥ ) ( ٦ ) .

٤٥٢ – أصل الحسين بن أحمد : في الفهرست : له كتاب ، رويناه بالإِسناد الأول عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى جميعاً ، عنه ( ٧ ) . وفي رجاله : في رجال الصادق عليه السلام : الحسين بن أحمد بن ظبيان ( ٨ ) . وفي التعليقة : رواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى الوثاقة ، وكذا رواية صفوان ، وكونه صاحب كتاب إلى مدح ( ٩ ) .

٤٥٣ – أصل الحسين بن أحمد المِنقَري التميمي : قال الشيخ

______

( ١ ) فهرست الشيخ : ٥٩ / ٢٢٥ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٥٥ / ١٢٦ .

( ٣ ) إيضاح الاشتباه : ٣٢ .

( ٤ ) التهذيب ٤ : ٢٥٨ / ٧٦٦ ، ٢٦٠ / ٧٧٢ .

( ٥ ) الاستبصار ٢ : ٨٩ / ٢٧٩ ، ٢٨٥ .

( ٦ ) جامع الرواة ٢ : ٤٨٧ .

( ٧ ) فهرست الشيخ : ٥٦ / ٢٠٤ .

( ٨ ) رجال الشيخ : ١٨٤ / ٣٢٤ .

( ٩ ) تعليقة البهبهاني : ١١٣ .


في فهرسته : له كتاب ( ١ ) . وفي أصحاب الباقر من رجاله : ابن أحمد المنقري ، ثم في أصحاب الكاظم بعد ذكره : ضعيف ( ٢ ) ، وفي رجال النجاشي : الحسين بن أحمد المِنقَري التميمي أبو عبدالله ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام رواية شاذّة لا تثبت ، وكان ضعيفاً ، ذكر ذلك أصحابنا رحمهم الله ، روى عن داود الرَقِّي وأكثر ، له كتب ، والرواية تختلف فيه ، وذكر اسناده إلى عُبَيْس بن هِشام عنه بكتابه ( ٣ ) .

وفي تعليقة المحقّق البهبهاني : يروى عنه ابن أبي عمير ، وفيه شهادة على وثاقته كما مرّ في الفوائد ، ومرّ فيها الكلام في تضعيفهم أيضاً ، ولعل الّذي عن النجاشي من التضعيف من إكثاره من الرواية عن داود الرقي كما سيجيء في ترجمته ما يوميء إليه فتأمّل ( ٤ ) .

وفي الرسالة المتقدمة : وإليه – أي المنقري – صحيح في التهذيب في باب الزيادات في فقه النكاح في الحديث الأربعين ( ٥ ) . وفي باب الذبائح والأطعمة في الحديث المائة والثالث والثلاثين ( ٦ ) . وإليه حسن في باب القضاء في الديات قريباً من الآخر بتسعة أحاديث ( ٧ ) ( ٨ ) .

٤٥٤ – أصل الحسين بن عثمان الأحمسي البجلي : ذكره النجاشي وقال بعد الترجمة : كوفي ، ثقة ، ذكره أبو العباس في رجال أبي

_____

( ١ ) فهرست الشيخ : ٥٧ / ٢١٦ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١١٥ / ٢٥ ، ٣٤٧ / ٨ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٥٣ / ١١٨ .

( ٤ ) تعليقة البهبهاني : ١١٣ .

( ٥ ) التهذيب ٧ : ٤٥٨ / ١٨٣٣ .

( ٦ ) التهذيب ٩ : ٩٢ / ٣٩٨ .

( ٧ ) التهذيب ١٠ : ١٦٣ / ٦٥٢ .

( ٨ ) جامع الرواة ٢ : ٤٨٧ .

عبد الله عليه السلام ، كتابه رواية محمّد بن أبي عمير ( ١ ) ، وذكر طريقه إليه ، وفي الفهرست : له كتاب ، رويناه بالإِسناد الأول عن أبي المفضل ، عن ابن بطة ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن صفوان ، وعن ابن أبي عمير ، عنه ( ٢ ) ، وفي الرجال : في أصحاب الصادق عليه السلام : ابن عثمان الأحمسي ، مولى ، كوفي ( ٣ ) ، ورواية صفوان وابن أبي عمير عنه من أمارات وثاقته .

٤٥٥ – أصل الحسين بن أيوب : ذكره الشيخ في الفهرست وقال : له كتاب ، وذكر إسناده إلى الحسن بن محمّد بن سماعة عنه ( ٤ ) . وفي معالم العلماء : له كتاب ( ٥ ) ، من دون تعرض للمدح والذم ، ولعلّه من قسم الحسان كما في رجال بعض المتأخّرين .

٤٥٦ – أصل الحسين بن ثوير : قال الشيخ في الفهرست : له کتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد عن ابن الوليد ، ورواه لنا عدّة من أصحابنا إلى آخر الطريق الواصل إلى محمّد بن إسماعيل ، عن الخيبري ، عنه ( ٦ ) ولعلّه المذكور في رجال النجاشي بعنوان الحسين بن ثور بن أبي فاختة سعيد ابن حُمران مولی اُم هانىء بنت أبي طالب ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليه السلام ، ثقة ، ذكره أبو العبّاس في الرجال وغيره ، قديم الموت ، له كتاب نوادر ، وذكر طريقه عن خيبري بن علي عنه ( ٧ ) . وفي الكشي حديث

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٥٤ / ١٢٢ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٥٦ / ٢٠٣ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ١٨٣ / ٣٠٥ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٥٧ / ٢١٢ .

( ٥ ) معالم العلماء : ٣٩ / ٢٤٨ .

( ٦ ) فهرست الشيخ : ٥٩ / ٢٢١ .

( ٧ ) رجال النجاشي : ٥٥ / ١٢٥ ، في نسختنا : بن ثوير .


مذكور برواية ثوير ، وفيه كيفية مجيء عمرو بن ذر وابن قيس الماصر والصلت ابن بهرام عند الباقر عليه السلام ، للمناظرة في تحريرهم أربعة آلاف مسألة ، وإشفافه عليه عليه السلام ( ١ ) . وفيه دلالة على جلالة قدر ثوير ، فليراجع .

٤٥٧ – أصل الحسين بن الحسن الفارسي القمي : ذكره الشيخ و قال : به كتاب ، عنه أبي عبد الله ( ٢ ) . وفي منتهى المقال : أقول : مضى في الفوائد ما يظهر منه أنه إمامي قوي ، فتدبّر ( ٣ ) .

قلت : لعلّ مراده بذلك أن دأب الشيخ وبناءه في الفهرست على ذكر المصنّفين وأصحاب التصانيف من علماء الشيعة ، وإذا تعرض لذكر رجل من دون إشارة بالمدح والذم فهو معدود منهم .

قال في مقدّمة الكتاب : من يذكره الشيخ رحمه الله في الفهرست من غير قدح وإشارة إلى مخالفته في المذهب ينبغي القطع بكونه إمامّياً عنده رحمه الله ، لأنه فهرست كتب الشيعة واُصولهم وأسماء المصنّفين منهم ، كما صرّح بذلك نفسه في الفهرست ، ومثله القول في النجاشي : انه رحمه الله ألفه لذكر سلف الإِمامية رضوان الله عليهم ومصنّفاتهم كما صرّح به في أوله فلاحظ ، وصرذح السيد الداماد في الرواشح بان عدم ذكر النجاشي كون الرجل عاميّاً في ترجمته ، يدل على عدم كونه عاميّاً عنده ، ويظهر ذلك من كلام المحقّق الشيخ ميرزا محمّد الاسترآبادي في ترجمة عبد السلام الهروي ، فلاحظ .

وكذا الكلام في رجال ابن شهر آشوب لأنه : معالم العلماء في فهرست كتب الشيعة ، وأسماء المصنفين منهم ، قديماً وحديثاً ، بل يقوى في الظن

_____

( ١ ) رجال الكشي ٢ : ٤٨٣ / ٣٩٤ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٥٥ / ١٩٩ .

( ٣ ) منتهى المقال : ١٠٩ .


عدم اختصاص ذلك بمن ذكر ، كما صرّح به . ولو صرح في الحاوي ، حيث قال : اعلم أن إطلاق الأصحاب لذكر الرجل يقتضي كونه إماميّاً فلا يحتاج إلى التقييد يكونه من أصحابنا وشبهه ، كان تصريحاً بما علم من العادة ، نعم ربما يقع نادراً خلاف ذلك ، والحمل على ما ذكرناه عند الإِطلاق مع عدم الصارف متعين ، إنتهى ، وهو جيد ( ١ ) ، إنتهى كلام المنتهى .

٤٥٨ – أصل الحسين بن حمّاد بن ميمون العبدي : قال النجاشي : مولاهم كوفي ، أبو عبد الله ذكر في رجال أبي عبد الله عليه السلام ، له كتاب ، يرويه داود بن حُصَين وإبراهيم بن مِهزَ ( ٢ ) ، ثم ذكر الطريق إليه ، وفي الفهرست : الحسين بن حمّاد ، له كتاب ، عن القاسم بن إسماعيل عنه ( ٣ ) ، وفي المعالم : له كتاب ( ٤ ) . من دون تعرض للتوثيق ، لكن أمارات الاعتماد وشواهد التوثيق فيه موجودة .

قال العلّامة النوري في الفائدة الخامسة من الخاتمة في شرح مشيخة الفقيه : وإلى الحسين بن حمّاد الكوفي – بعد ذكر طريق الصدوق – الطريق صحيح ، والحسين يروي عنه ابن أبي عمير كما في التهذيب في باب كراهية المسألة من كتاب الزكاة ، والبزنطي كما صرّح به الاُستاذ في التعليقة ، وأبان ابن عثمان في التهذيب في باب المحرم يقبّل امرأته ، وفي باب الكفارة عن خطا المحرم ، وهؤلاء من أصحاب الإِجماع ، ولا يروي الأوّلان إلّا عن ثقة .

ومن الأجلّاء جماعة كثيرة عددهم نحو : عبد الله بن مسكان كثيراً ، والحسن بن محمّد بن سماعة ، وأبو مالك الحضرمي ، وموسى بن سعدان ،

______

( ١ ) منتهى المقال : ١٣ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٥٥ / ١٢٤ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٥٧ / ٢١٧ .

( ٤ ) معالم العلماء : ٤٠ / ٢٥٣ .


وحميد بن زياد ، وعبد الصمد الّذي روى أحمد بن محمّد بن عيسى عنه ، وإبراهيم بن مهزم ، وعبيس بن هِشام ، وداود بن حصين ، وعبد الكريم بن عمرو ، وذكر في الفهرست كتابه والطريق إليه ، والصدوق عدّ كتابه من الكتاب المعتمدة ، مع أنّ وجود البزنطي في الطريق كاف للحكم بصحة حديثه ( ١ ) .

٤٥٩ – كتاب الاخوان : للحسين بن حمدان الجُنبُلاني ، ، وهو كما في النجاشي : أبو عبد الله ، كان فاسد المذهب ، له كتب ، منها : كتاب الاخوان ( ٢ ) ، وفي الخلاصة : الجُنْبلاني بالجيم المضمومة والنون الساكنة والباء المنقطة تحتها نقطة ، الحُضيني بالحاء المهملة المضمومة والضاد المعجمة والنون بعد الياء ، وقبلها أبو عبد الله ، كان فاسد المذهب ، كذّاباً صاحب مقال ملعون ، لا يلتفت إليه ( ٣ ) .

وخالف في الإِيضاح في ضبط هاتين اللفظتين فقال : الخصيبي : بالخاء المعجمة المفتوحة والصاد المهملة المكسورة والياء المنقطة تحتها نقطتين بعدها باء منقطة تحتها نقطة ( ٤ ) ، وهكذا ضبط الأول ابن داود نقلاً عن خط الشيخ أبي جعفر .

والجُنْبُلاي : بضم الجيم وإسكان النون بعدها وضم الباء المنقطة تحتها نقطة والياء أخيراً بغير نون ، وفي رجال الشيخ في باب فيمن لم يرو عن الأئمة عليهم السلام بعد ذكره : يكنى أبا عبدالله روى عنه التلعكبري ( ٥ ) ، وسمع منه في داره بالكوفة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، وله إجازة .

_____

( ١ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٩٠ الفائدة / ٥ من الخاتمة .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٦٧ / ١٥٩ .

( ٣ ) رجال العلامة : ٢١٧ / ١٠ .

( ٤ ) ايضاح الإِشتباه : ٢٨ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ٤٦٧ / ٣٣ .


وفي رجال ابن داود : مات في شهر ربيع الأول سنه ثمان وخمسين وثلاثمائة ( ١ ) .

وفي رجال أبي علي نقلاً عن التعليقة كما رأيته فيها كونه شيخ الإِجازه ، يشير إلى الوثاقة ، ولعلّ ما في الخلاصة من ابن الغضائري : وفيه ما فيه ، أقول : هو كذلك على ما نقله في النقد وغيره ، وأما طعن النجاشي فلا ينافي الوثاقة المطلوبة ( ٢ ) .

٤٦٠ – كتاب أسماء النبي صلّى الله عليه وآله وأسماء الأئمّة عليهم السلام : وهو أيضاً لهذا الشيخ المتقدّم المطعون ، ذكره الشيخ في الفهرست ، ونسب الكتاب إليه .

٤٦١ – أصل الحسين بن أبي حمزة : قال ابن شهر آشوب في معالم العلماء : له كتاب ( ٣ ) . وفي رجال النجاشي : الحسين بن حمزة الليثي الكوفي ، ابن بنت أبي حمزة الثُمالي ثقة ، ذكره أبو العباس في رجال أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، وخاله محمّد بن أبي حمزة ، ذكره أصحاب كتب الرجال ، له كتب ( ٤ ) ، ثم ذكر طريقه الى ابن أبي عمير عنه ، وما في کتاب ابن داود من حسين بن حمزة الليثي بخط الشيخ أبي جعفر رحمه الله – مما يؤيد أنّ حمزة أب للحسين كما في كلام النجاشي – وقال الكشي : الحسين بن أبي حمزة ( ٥ ) .

وفي بعض الرويات التصريح بذلك كما في رواية الكشي في ترجمة

_____

( ١ ) رجال ابن داود : ٢٤٠ / ١٤٠ .

( ٢ ) منتهى المقال : ۱۰۹ .

( ٣ ) معالم العلماء : ٣٩ / ٢٤٠ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٥٤ / ١٢١ وفيه : بدل عبارة : ( ذكره أبو العباس في رجال ) روى عن .

( ٥ ) رجال ابن داود : ٨٠ / ٤٧٨ .


عمار بن ياسر : جعفر بن معروف قال : حدثني محمد بن الحسين عن جعفر قال : والله ظهر ابن بشير عن الحسين بن أبي حمزة عن أبيه ، اني لعلى . بعيري بالبقيع إذ جاءني رسول فقال : أجب يا أبا حمزة ؟ فجئت وأبو عبد الله عليه السلام جالس ، فقال : اني لأستريح إذا رأيتك ، ثم قال : انّ أقواماً يزعمون أنّ علياً عليه السلام لم يكن إماماً حتى شهر سيفه ، خاب إذن عمّار وخزيمة بن ثابت وصاحبك أبو عمرة ، وقد خرج يومئذ صائماً بين الفئتين بأسهم ، فرمى بها قوماً يتقرب بها إلى الله تعالى ، حتى قتل ، يعني عماراً ( ١ ) .

وهذا كلّه يشعر بالاتحاد لا بالمغايرة كما حكم في الوجيزة بالتغاير ، والسيد الاسترابادي استظهر التعدّد ، وما في الرواية من رواية الحسين بن أبي حمزة عن أبيه أبي حمزة ، محتمل أن يكون هذا من جهة غلبة نسبته إلى أبي حمزة بالبنوة ، كما احتمله العلامة في الخلاصة . وفي التعليقة : والظاهر أنه لا ثمرة في الخلاف ، لورود التوثيق بالنسبة إليهما معاً من الثقة الجليل ( ٢ ) .

٤٦٢ – كتاب الآل : للحسين بن خالويه – بالخاء المعجمة والباء المثناة بعد الواو – وهو كتاب مشهور لطيف يوجد النقل عنه في كشف الغمة ، وذكر في أوله تفصيل معاني الآل ، ثم ذكر فيه الأئمة الاثني عشر من آل النبي عليهم السلام ، وتواريخ مواليدهم ووفاتهم ، وآبائهم واُمهاتهم .

قال النجاشي : الحسين بن خالويه أبو عبد الله النحوي ، سكن حلب ومات بها ، وكان عارفاً بمذهبنا ، مع علمه بعلوم العربية واللغة والشعر ، وله كتب ، منها : كتاب الآل ( ٣ ) ، ومقتضاه ذكر إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ،

_____

( ١ ) رجال الكشي ١ : ١٤١ / ٦١ .

( ٢ ) تعليقة البهبهاني : ١١١ .

( ٣ ) في المصدر : الأول .


حدّثنا بذلك القاضي أبو الحسين النصيبي قال: قرأته عليه بحلب ( ١ ) .

ومدحه ابن طاووس في الإِقبال ، ونقل عن كتابه المناجاة المعروفة الأمير المؤمنين عليه السلام في شهر شعبان ، قال : أقول أنا : واسم ابن خالويه الحسين بن محمّد ، وكنيته أبو عبد الله – إلى أن قال – وذكر محمّد بن النجار في التذييل ، وقد ذكرناه في الجزء الثالث من التحصيل ، فقال : عن الحسين بن خالويه : كان إماماً ، أوحد أفراد الدهر في كل قسم من أقسام العلم والأدب ، وكان إليه الرحلة من الآفاق ، وسكن بحلب ، وكان آل حمدان يكرمونه ، ومات بها .

قال : انها مناجاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من ولده عليهم السلام ، كانوا يدعون بها في شهر شعبان – أولها : – « اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْمَع دُعائي اذا دَعَوتُكَ وَاسْمَع نِدائِي إِذا ناديْتُك واَقبِل عَلَيَّ إِذَا نَاجَيْتُكَ » إلى آخرها ( ٢ ) .

لكن الموجود في غير النجاشي والاقبال : الحسين بن أحمد بن خالويه ، كما ضبطه في الروضات بهذه النسبة : الشيخ أبو عبدالله حسين بن احمد بن خالويه بن حمدان ، الهمداني الأصل ، البغدادي المنشأ ، الحلبي المسكن والخاتمة ، المعروف بابن خالويه النّحوي اللّغوي ، كان في درجة أبي الطيب اللّغوي المشهور ، أعني عبد الواحد بن علي الحلبي ، وكان بينهما مناقشات ونقار ، كما ذكره صاحب طبقات النّحاة – إلى أن قال : – وله كتاب لطيف سماء كتاب الآل ، ذكر في مفتتحه تفصيل مداليل هذه اللّفظة ،

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٦٧ / ١٦١ .

( ٢ ) إقبال الأعمال : ٦٨٥ .


وإنها تنقسم إلى خمسة وعشرين قسماً ، وما أقصر فيه ( ١ ) ، إلى آخر ما قدّمناه من ذكر الأئمة الاثني عشر .

٤٦٣ – كتاب إعراب القرآن : وهو أيضاً من مصنفات هذا البارع الأديب ، مشتمل على ذكر إعراب ثلاثين سورة منه ، كما نسبه إليه في الروضات نقلاً عن بغية الوعاة وفيه : عن تاريخ اليافعي أنه دخل بغداد ، وأدرك جلّة العلماء بها ، مثل : ابن الأنباري وابن مجاهد المقري وأبي عمر ( ٢ ) الزاهد وابن دريد اللّغوي ، وقرأ على أبي سعيد السيرافي ، وانتقل إلى الشام ، واستوطن حلب ، وصار بها أوحد أفراد الدهر ، واشتهر في سائر فنون الأدب والفضل ، وكانت الرحلة إليه من الآفاق ، وآل حمدان يكرمونه ويدرسون عليه ويقتبسون منه .

ثم لما انجر الكلام إلى هذا المقام لا بأس بذكر فائدة مهمة منقولة من كتابه الذي سمّاه بكتاب ليس ، تبصرة لأولي الأعلام ، وتذكرة لي في غوابر الأيام : وهو كتاب كبير يدل على اطلاع عظيم منه ، كما ذكره بعضهم ، وبناؤه فيه على ذكر ما ليس في كلام العرب من كذا وكذا ، قيل : وعمل عليه بعضهم كتاباً سمّاه كتاب اليس ، بل استدرك عليه أشياء .

قلت : ومن جملة ما نقل عن كتاب ليس المذكور : ليس في كلام العرب مؤنّث غلب على المذكّر ، إلّا في ثلاثة أحرف .

الأول : في التاريخ ( ٣ ) فيكتبون لثلاث مضين ، وثلاث إن بقين بإثبات إن الشّرطية لعدم تيقن بقائها لجواز كون الشهر ناقصاً ، وكذا يكتب في النصف لخمس عشرة ليلة خلت ، لا لنصف خلا ، لأنك لست على يقين من

_____

( ١ ) روضات الجنات ٣ : ١٥٠ / ٢٦٢ .

( ٢ ) في المصدر : وأبي عمرو .

( ٣ ) في المصدر : التساليخ .


أنّه النصف ، وتقول : صمت عشراً ولا تقول : عشرة ، : مع أنّ الصوم لا يكون إلّا بالنهار ، وكذا تقول : سرت عشراً لا عشرة الثاني : إنّك تقول : الضبع العرجاء للمؤنث والمذكّر .

الثالث : إنّ النفس مؤنثة ، ويقال : ثلاثة أنفس على لفظ الرجال ، ولا يقال : ثلاث أنفس هذا ( ١ ) ، هكذا .

قال في الروضات : ولقد صنّف الأدباء الماهرون كتباً جمة في إعراب القرآن ، أشهرها كتاب التبيان في إعراب القرآن لأبي البقاء العكبري البغدادي ، المعروف بتركيب أبو البقاء ، وهو من الكتب المطبوعة في طهران في هامش تفسير الجلالين ، ومنهم أبو إسحاق السفاقسي النّحوي الملّقب بالقيسي ، لكن الأول منهما مما لا يقاس به الثاني في الاعتماد والقبول والتهذيب ، وكثرة بيان محتملات التركيب ، وإعمال نهاية التحقيق في مقام الترجيح والإِشارة إلى ما هو الوجه الحسن والحمل الصحيح .

وفي الروضات بعد ذكر ما نقلناه : وقد كتب من قبل هذين أيضاً في هذا المعنى جماعة من علماء الفريقين ، منهم : ابن قتيبة ، وابن خالويه صاحب العنوان ، وأبو زيد اللّغوي ، ونفطويه النّحوي ، والمبرد ، والبصري ، وابن السحناني ، والحوفي ( ٢ ) البلقيني ، وعبد الملك بن حبيب ابن مرداس السلمي شيخ ابن الوضاح ، وصاحب كتاب طبقات الفقهاء ، والواضحة ، وغريب الحديث ، وغيره .

ومنهم المكّي بن حمّوش ( ٣ ) بن محمّد أبو محمّد القيسي – ثم قال –

______

( ١ ) روضات الجنات ٣ : ١٥٠ / ٣٦٢ .

( ٢ ) الحوف : يفتح الحاء المهملة وسكون الواو ، اسم بلد من أعمال مصر ، واسم الحوفي : علي بن إبراهيم بن سعيد أبو الحسن . ( منه قده ) .

( ٣ ) حَمّوش هو : مكي بن أبي طالب بن حَمّوش ، بحاء مهملة مفتوحة وميم مشددة وشين معجمة . ( منه قده ) .


وبالبال أنّ لبعض أعاظم النّحاة أيضاً كتاباً في إعراب القرآن تسع مجلّدات ، وجماعة اُخرى من المصنفين في إعراب كتاب الله المبين ( ١ ) ، كما : يستفاد من التراجم .

٤٦٤ – كتاب اشتقاق الشهور والأيام : وهو من مصنفات هذا الشيخ المتقدم ، كما ذكره النجاشي المعظّم .

٤٦٥ – كتاب الألِفات : وهو أيضاً لهذا الإِمام البارع ، نسبه إليه في الروضات .

٤٦٦ – كتاب الأسد : وهو لجنابه المسدّد ، والظاهر انّ هذا الكتاب في بيان أسامي الأسد وكثرتها .

قال في حياة الحيوان : قال ابن خالويه : للأسد خمسمائة اسم وصفه ، وزاد عليه علي بن قاسم بن جعفر اللّغوي مائة وثلاثين اسماً ، فمن أشهرها اُسامة والبيهس والنَّاج والجخدب والحارث وحيدرة والدوكس والفدوكس والرسال والسبع والصعب وزفر والضرغام والضيغم والطيثاء والعنبس والغضنفر والفرافصة وقسورة وكهمس والليث والمعانس ( ٢ ) والبرماس والورد والمتهيب ، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى . وأما كناه : أبو الأبطال وأبو حفص وأبو الأخياف وأبو الزعفران وأبو شبل وأبو العباس وأبو الحارث ( ٣ ) ، وهذا كلّه يدل على توسع لغة العرب ، وتكّثُر لغاتها وتشعبها في أفخاذ العرب وشعوبها وقبائلها وبطونها .

٤٦٧ – كتاب اشتقاق خالويه : قال في الروضات : والظاهر أنّ هذه اللّفظة من الألفاظ العجمية المعمولة معها معاملة سيبويه ونفطويه ودرستويه

_____

( ١ ) روضات الجنات ٥ : ١٣٠ / ٤٦٣ .

( ٢ ) المتانس خ . ل . ( منه قده ) .

( ٣ ) حياة الحيوان ١ : ٢ .


وامثالهم الكثيرين ، أو الخال منه عربي ، واُريد به شيء من معانيه المتكثّرة بمناسبته إيّاه ( ١ ) .

٤٦٨ – كتاب الأمالي : لهذا الشيخ المتعالي ، قال في الروضات : وفي طبقات النحاة ، بعد ذكر نسبه وتوصيفه بنحو ما قدمناه ، وأنه توفي بحلب سنة سبعين وثلاثمائة ، ورأيت في تاريخ حلب لابن العديم بخطه ، قال : رأيت في جزء من أمالي ابن خالويه : سأل سيف الدّولة جماعة من العلماء بحضرته ذات ليلة ، هل تعرفون إسما ممدوداً وجمعه مقصور ؟ فقالوا : لا ، فقال لابن خالويه : ما تقول أنت ؟ قلت : أنا أعرف اسمين ، قال : ما هما ؟ قلت : ما أقول لك إلّا بألف درهم لئلّا تأخذه بلا شكر ، وهما : صحراء و صحارى ، وعذراء وعذاري .

فلما كان بعد أشهر اصبت حرفین آخرین ، ذكرهما الجرمي في كتاب التنبيه ، وهما : صلفاء وصلافى ، وهي الأرض الغليظة ، وخبراء وخبارى ، وهي أرض فيها ندوة ، ثم بعد عشرين سنة وجدت حرفاً خامساً ذكره ابن دريد في الجمهرة ، وهو : سبتاء وسباتي ، وهي الأرض الخشنة ( ٢ ) .

وفي التعليقة : قلت : ومع ذلك كان عالماً بـالـروايـات أيضاً ، ومن رواتها ، بل ومن مشايخها ، ومن مشايخ النجاشي ، ويقال له : أبو عبد الله النحوي الأديب كما في ترجمة عباس بن هشام ، وبالجملة الظاهر أنه من المشايخ الفضلاء ، ومما يؤيّده ويقوّيه كونه صاحب كتب كما مرّ في الفائدة الثانية ( ٣ ) .

ثم ليعلم أنّ ابن خالويه قد يطلق أيضاً على الشيخ القاضي أبي الحسن

_____

( ١ ) روضات الجنات ٣ : ١٥٢ / ٢٦٢ .

( ٢ ) روضات الجنات ٣ : ١٥٢ / ٢٦٢ .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ١٥٥ .


علي بن محمّد بن يوسف بن مهجور الفارسي ، الذّي ذكر النجاشي في حقّه أنه شيخ من أصحابنا ، ثقة ، سمع الحديث فأكثر ، ابتعت أكثر كتبه ، له كتاب عمل رجب ، وكتاب عمل شعبان ، وكتاب عمل رمضان ( ١ ) وقد عدّه بعضهم من مشايخ النجاشي أيضاً ، وإن تنظّر فيه صاحب الرياض ، فلا تغفل .

٤٦٩ – أصل الحسين بن الزبرقان : ذكره الشيخ في باب فيمن لم يرو عن الأئمة عليهم السلام وقال : روى عنه البرقي ( ٢ ) ، وفي الفهرست : ابن أبي الزبرقان ، يكنى أبا الخزرج ، له كتاب ( ٣ ) وأسند إليه بطريق البرقي عنه ، وقد تقدم أنّ النجاشي ذكره بعنوان : الحسن بن زبرقان ، فالاتحاد قوي .

٤٧٠ – أصل الحسين بن زيد بن علي بن الحسين : وهو الملقّب بذي الدمعة ، جليلٌ في أولاد الأئمة ، كان أبو عبد الله عليه السلام تبنّاه ورّباه وزوّجه بنت الأرقط ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، قال الشيخ في الفهرست : له كتاب ، رواه حميد عن إبراهيم بن سليمان عن الحسين بن زيد ( ٤ ) . وفي النجاشي : كتابه مختلف الرواية ، وذكر الاسناد إلى عبّاد بن يعقوب عن الحسين بن زيد ( ٥ ) .

وفي مشيخة الفقيه : ابن ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين

______

( ١ ) رجال النجاشي : ٢٦٨ : ٦٩٩ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٤٧١ : ٥٦ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ۵۹ : ۲۲۳ وفيه : بن زبرقان .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٥٥ / ١٩٦ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ٥٢ / ١١٥ .


ابن علي بن أبي طالب عليه السلام ( ١ ) ، رجال السند من الأجلاء .

وفي المستدرك : وفي جملة من كتب الأنساب يكنى بأبي عانقة ، وإنما لقّب بذي الدمعة لبكائه في تهجّده في صلاة اللّيل ، وربّاه الصادق عليه السلام ، فأورثه علماً جماً ، وكان زاهداً ، توفي سنه ١٣٥ ، ويلقب أيضاً بذي العبرة . وفي رياض العلماء : ويروي عنه ابن أبي عمير ، ويونس بن عبد الرحمن كما في الكافي في باب وجوه النكاح ( ٢ ) ، وأبان بن عثمان في باب صوم كفّارة اليمين ( ٣ ) ، وخلف بن حماد وعلي بن أسباط وغيرهم ، فظهر أنه لا مجال للتأمل في وثاقته ( ٤ ) .

وفي التعليقة : روى النذص على الأئمة الاثني عشر عن الصادق عليه السلام عن الرسول صلّى الله عليه وآله ، ويروي عن الحسين بن زيد صفوان بن يحيى ، وفيه إشعار بوثاقته ( ٥ ) ، وفي مشتركات الكاظمي : ابن زيد عنه إبراهيم بن سليمان وعبّاد بن يعقوب ( ٦ ) .

٤٧١ – أصل الحسين بن سيف بن عميرة : أبو عبدالله النخعي ، قال النجاشي : له كتابان ، كتاب يرويه عن أخيه علي بن سيف ، والآخر يرويه عن الرجال ( ٧ ) ، ثم ذكر طريقه ، وفي الفهرست : له كتاب ( ٨ ) ، وعقبه بذكر طريقه إليه .

_____

( ١ ) الفقيه : ٤ : ١٢٣ من المشيخه .

( ٢ ) الكافي ٥ : ٣٦٤ / ٣ .

( ٣ ) الكافي ٤ : ١٤٠ / ٣ .

( ٤ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٩٠ ، الفائدة / ٥ من الخاتمة .

( ٥ ) تعليقة البهبهاني : ١٥٥ .

( ٦ ) هداية المحدثين : ٤٣ .

( ٧ ) رجال النجاشي : ٥٦ / ١٣٠ .

( ٨ ) فهرست الشيخ : ٥٥ / ١٩٨ .

٤٧٢ – كتاب أسماء أمير المؤمنين عليه السلام : وهو للحسين ابن شاذویه أبي عبدالله الصفار ، وكان صحّافاً ، فيقال : الصحّاف ، كان ثقة ، قليل الحديث ، له هذا الكتاب كما في رجال النجاشي ، وروى عن شيخه المفيد عن جعفر بن محمّد عنه بها ( ١ ) .

وقد سبق مني الإِشارة إلى أسمائه وكناه وألقابه الشريفة حسب ما بلغ إليه جهدي القاصر ، وتتبعي الفاتر ، مع فقد الأسباب ، واختلال الحواس ، وغدر الزمان بأهله ، خاصة لأهل العلم ، وتعرضه لا يزيد إلّا الملال والإِسهاب ، بل يزداد الغم على الغم ، والأسف على الأسف ، واسأل الله الفرج بحق من بيده مفتاح الفتح والفرج ، وأن لا يردّ هذا الدعاء ، إنه ولي الإِجابة ، وبكل شيء قدير ، وبالإِجابة جدير ، ونعم المولى ونعم النصير .

٤٧٣ – كتاب في قول أمير المؤمنين عليه السلام : ألا اُخبركم بخير هذه الاُمّة : وهذا الكتاب من مصنفات الشيخ الجليل أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري ، وهو وجه الشيعة ، وشيخ مشايخهم ، صاحب التصانيف الرائقة النافعة في الفقه والإِمامة وغيرها .

كان رحمه الله كثير السماع ، عارفاً بالرجال ، ووصفه غير واحد من علماء العامة بأنه : شيخ الرافضة في زمانه ، وناهيك به فضلاً ومنقبة ، وتوفي في تيا سنة ٤١١ وهو والد الشيخ الجليل أحمد بن الحسين صاحب كتاب الرجال المعروف ، الشائع أقواله في كتب الرجال ، خاصة في مقام الجرح والتضعيف ، وقلّما يوجد ثقة يسلم من جرحه على ما ذكره جماعة من أرباب الفن ، وإن كنت طالباً للزيادة فارجع إلى كتابي الروضات والمستدرك فإنهما کافيان في بيان المهمات .

٤٧٤ – كتاب الإِمامة : وهو لأبي عبد الله الحسين بن عبيد الله بن

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٦٥٤ / ١٥٣ .


سهل السعدي ، قال النجاشي بعد الترجمة : ممن طعن عليه ورمي بالغلوّ ، له كتب صحيحة الحديث – إلى أن قال – في عد كتبه : الإِمامة ، وذكر الطريق إلى كتبه عن شيخه محمّد بن علي بن شاذان عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبي عن الحسين بن عبيد الله ( ۱ ) >

أقول : رميه بالغلو وإخراجه من قم ، لو كان المخرَج صاحب العنوان ، لا يدل على ضعفٍ أصلاً ، فإنّ أجل علمائنا وأوثقهم غالٍ على زعمهم ، ولو وجدوه في قم لأخرجوه منها لا محالة ، مع أنّ قول النجاشي : له كتب صحيحة الحديث ، نص كما ترى في صحة أحاديثه ، وتعريض بالرامي ، وهو غير الحسين بن عبيد الله القمي كما في النقد والوجيزة ، والمخرَج من قم هو الثاني لا الأول ، في وقت كانوا يخرجون من اتهموه بالغلو ، كما حكي عن الكشي .

٤٧٥ – أصل الحسين بن عبدالله الأحْمَسي البجلي الكوفي : ذكره النجاشي وقال : ثقة ، ذكره أبو العبّاس في رجال أبي عبد الله عليه السلام ، كتابه رواية محمّد بن أبي عمير ( ٢ ) . وذكر الطريق إليه ، والشيخ في الفهرست قال : له كتاب رواه عن ابن أبي عمير عنه ( ٣ ) . وفي الرجال في أصحاب الصادق عليه السلام : مولى كوفي ( ٤ ) . وفي مشتركات للكاظمي : ابن عثمان الأحمسي الثقة ، عنه ابن أبي عمير وصفوان ( ٥ ) . وفي الإِيضاح : الأحمسي بالحاء المهملة والسين المهملة ، وأحمس بطن من ( ٦ ) .

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٤٢ / ٨٦ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٥٤ / ١٢٢ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٥٦ / ٢٠٦ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ١٨٣ / ٣٠٥ وفيه بن عثمان .

( ٥ ) هداية المحدثين : ١٩٥ .

( ٦ ) إيضاح الاشتباه : ٣٢ ، وفيه : من ضبيعة .


بجيلة ، وفي القاموس : بنو أحمس ، بطن ( ١ ) من ضبيعة .

٤٧٦ – أصل الحسين بن عثمان بن زياد الرواسي : قال الشيخ في فهرسته : له كتاب ( ٢ ) ، وذكر طريقه إليه . وفي اختيار الرجال عن الكشي : حمدويه ، قال : سمعت أشياخي يذكرون : أنّ حمّاداً وجعفراً والحسين أبناء عثمان بن زياد الرواسي ، وحمّاد يلقب بالناب ، كلّهم فاضلون خيار ثقات ( ٣ ) .

٤٧٧ – أصل الحسين بن عثمان بن شريك بن عدي العامري الوحيدي : قال النجاشي : ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، ذكره أصحابنا في رجال أبي عبد الله عليه السلام ، له كتاب يختلف الرواية فيه ، فمنها : ما رواه ابن أبي عمير ، وذكر طريقه بالإِجازة عن ابن أبي عمير عنه ( ٤ ) ، واحتمل بعضهم أن يكون هو المذكور قبله ، والله العالم .

٤٧٨ – أصل الحسين بن علوان الكلبي : ذكره الشيخ في الفهرست وقال : له كتاب ( ٥ ) ، وذكر الطريق إليه ، وفي الرجال في أصحاب الصادق عليه السلام : ابن علوان الكلبي ، مولاهم كوفي ( ٦ ) . وفي النجاشي بعد ذكره : مولاهم كوفي عامي ، وأخوه الحسن يكنّى أبا محمّد ثقة ، رويا عن أبي عبد الله عليه السلام ، وليس للحسين كتاب ، والحسن أخص بنا وأولى ، روى الحسين عن الأعمش وهِشام بن عروة ، وللحسين كتاب يختلف رواياته ، ثم أخبر بالإِجازة عن شيخه محمّد بن علي القزويني عن هارون بن

_____

( ١ ) القاموس المحيط : ٢ / ٢٠٩ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٥٧ / ٢١٥ .

( ٣ ) رجال الكشي ٢ : ٦٧٠ / ٦٩٤ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٩٣ / ١١٩ .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ٥٥ / ١٩٧ .

( ٦ ) رجال الشيخ : ١٧١ / ١٠١ .


مسلم عنه به ( ١ ) ، وفي الكشي بعد عدّ الحسين بن علوان مع جماعة : هؤلاء من رجال العامة ، إلّا أنّ لهم ميلاً ومحبةً شديدة ، وقد قيل : انّ الكلبي كان مستوراً ولم يكن مخالفاً ( ٢ ) .

وفي تعليقة المحقق البهبهاني : فيه ما مرّ في أخيه ، قال جدي : يظهر من رواياته كونه إمامياً ، وتقدم بعضها في باب الأطعمة من الفقيه ، ورواية الأجلة مثل سعد والصفار عنه ، ولو بواسطة تومىء إليه ، ويظهر من الاستبصار أنّه من الزيدية والعامة ، ويؤيده أنّ ديدن روايته عن عمرو بن خالد البتري عن زيد عن آبائه ، وربما يظهر ذلك من نفس رواياته أيضاً ، إلّا أنّ في بصائر الدرجات عنه عن الصادق عليه السلام : « أنّ الله عزّ وجلّ خلق اُولي العزم من الرسل ، وفضلّهم بالعلم ، وأورثنا علمهم ، وفضلّنا عليهم ، وعلّم رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يعلموا ، وعلِّمنا عِلم رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمهم » وهذا يشهد بأنه إمامي ( ٣ ) .

وفي الكافي في باب ما يفصل به دعوى المحق من المبطل في حديث : فلم يزل الكلبي يدين الله بحب أهل هذا البيت حتى مات ، وهو محتمل ( ٤ ) .

وفي رسالة تصحيح الأسانيد : وإلى الحسين بن علوان ، صحيح في التهذيب في باب تطهير الثياب من النجاسات قريباً من الآخر بثلاثة وأربعين حديثاً ( ٥ ) . وفي باب تلقين المحتضرين قريباً من الآخر بثلاثة وخمسين حديثاً ، ومرة اُخرى فيه قريباً من الآخر بخمسة وثلاثين حديثاً ، واُخرى بثلاثة

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٥٢ / ١١٦ وفي نسختنا : وليس للحسن كتاب .

( ٢ ) رجال الكشي ٢ : ٦٨٧ / ٧٧٣ .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ٤٧٢ ، بصائر الدرجات : ٢٤٧ / ٢ .

( ٤ ) الكافي ١ : ٢٨٥ / ٦ .

( ٥ ) التهذيب : ٢٦٩ / ٧٩٢ .


وثلاثين حديثاً ، واُخرى بأحد وثلاثين حديثاً ، واُخرى بثمانية أحاديث ( ١ ) . وفي المستدرك بعد نقل ما ذكرناه ، قلت : وإليه في النجاشي أحمد بن محمّد بن يحيى ( ٢ ) ، إنتهى .

وفي إتقان المقال : وروى عنه الصدوق في الفقيه في باب اللعان باسناده إلى محمّد بن علي بن محبوب عن محمّد بن عيسى ، يعني ابن عبيد عنه ، وسنده إلى ابن محبوب أبوه ، وابن الوليد ومحمّد بن موسى المتوكّل وأحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ومحمّد بن علي ماجيلويه عن محمّد بن يحيى العطّار عنه حينئذ ، وأبوه والحسين بن أحمد بن إدريس عن أحمد بن إدريس عنه . وفي الفهرست : روى عنه أبو الجوزا منبه ، وعن النجاشي : هارون بن مسلم ، وفي ذلك كله إيماء إلى قوته ( ٣ ) ، إنتهى .

وأما الكلبي النسابة ، فهو : محمّد بن السائب ، وابنه هِشام ، وهما من علماء العامة ، والولد مكنّى بأبي المنذر ، توفي في سنة ٢٠٦ دو ، نشأ بالكوفة ، وكان نسابة ، عالماً بأخبار العرب وأيامها ومثالبها ووقائعها ، أخذ عن أبيه محمّد بن سائب ، وكان محمّد هذا من علماء الكوفة ، عالماً بالتفسير والأخبار وأيام الناس ، توفى بالكوفة سنة ١٤٦ قمو ، ولم يخلّف إلّا كتاباً في تفسير القرآن .

وأما هِشام ، فخلف نحو مائة كتاب ، وفي فهرست ابن النديم : قال : محمّد بن السائب : سألني عبد الله بن حسن ، ما اسم سكينة بنت الحسين عليه السلام ؟ فقلت : أميمة ، فقال أصبت ( ٤ ) .

____

( ١ ) التهذيب : ٣٢٦ / ٩٥١ ، ٣٣٢ / ٩٧٢ و ٩٧٤ ، ٣٤٢ / ١٠٠٠ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ۳ : ۷۲۹ / الفائدة / ٦ من الخاتمة .

( ٣ ) إتقان المقال : ۲۷۷ .

( ٤ ) فهرست ابن الندیم : ۱۰۸ .


ولقد خرجت بهذا التطويل عن وضع الكتاب ، إلّا أنّ حلاوة الفوائد الجديدة ومناسبات المقام جرّتنا إلى هذا القدر من الإطناب ، وأسأل الله العفو عما لا يرتضيه في يوم الحساب .

٤٧٩ – كتاب أسامي أمير المؤمنين عليه السلام : وهو للحسن بن الفقيه ، ذكره في أمل الآمل نقلاً عن ابن شهر آشوب ( ١ ) ، وهكذا وجدته في معالم العلماء ( ۲ ) ، ولم أطلع على أزيد من ذلك ، لا في حال المؤلف ، ولا في كتابه في الكتب المعروفة بين أرباب الفن .

والمراد من أسمائه صلوات الله عليه ظاهراً ما هو الأعم من الإِسم العلمي والكنى والألقاب ، فينبغي في المقام أن تزين الأوراق بذكر ما وصل إلينا من كناه وألقابه واسمه العلي ، ونتبرك بذلك ، وذكر مكارم أخلاقه ومحاسن خصاله ، وأورد لمعاً من مناقبه الفاضلة الزاهرة ، وأقتدح بزناد مآثره الثاقبة ، واقتبس من قبسات أنواره اللامعة :

مَآثر صافَحَت شُهبَ النُّجُوم عُلَّا                       مشيدةً قَد سَمَت قدراً على زُحَلِ

وَسُنَّةٌ شَرَعت سُبلَ الهُدى ونَدى                       أقامَ لِلطَّالِبِ الجَدوى على السُّبُل

وهذا الرواق المطنّب والصرح الممّرد يؤسس في ضمن أنوار ، فأقول : وبالله التوفيق .

نور في إسمه السامي .

والمعروف أنه علي ، مشتق من اسم الله الأعلى ، قال أبو طالب عليه السلام :

سَمَّيْتُهُ بِعَلِيٍّ كي يَدُومَ لَهُ                              عِزُّ العُلُوِّ وَفَخرُ العِزِّ أَدَوَمُهُ

_____

( ١ ) أمل الآمل ٢ : ٧٥ / ٢٠٤ .

( ٢ ) معالم العلماء : ٣٨ / ٢٢٧ .


وفي البحار عن : المناقب لابن شهر آشوب عن : أبي علي بن همّام رفعه : أنّه لما ولد علي عليه السلام أخذ أبو طالب عليه السلام بيد فاطمة . وعلي على صدره ، وخرج إلى الأبطح ، ونادى :

يا رب يا ذا الغَسَقِ الدّجيّ                          وَالقَمَرِ المُبتلَجِ المُضيّ

بَيّنْ لَنا مِنْ حُكْمِكَ المقضي                         ماذا تَرَى في اسمِ ذا الصبي

قال : فجاء شيء يدبُّ على الأرض كالسحاب ، حتى حصل في صدر أبي طالب ، فضمّه مع عليّ إلى صدره ، فلمّا أصبح إذا هو بلوحٍ أخضر فيه مكتوب :

خُصِصْتُما بالوَلَدِ الزَّكِي                            والطّاهِرِ المُنْتَخَبِ الرَّضِيِّ

فَاسمُهُ مِن شاِمخٍ عَليِّ                             علي اْشتَقَ مِن العَلِّي

قال : فعلّقوا اللّوح في الكعبة ، وما زال هناك حتى أخذه هِشام بن عبد الملك ، فاجتمع ( ١ ) أهل البيت أنه في الزاوية الأيمن من ناحية البيت .

قال : فالولد الطاهر من النسل الطاهر ، ولد في الموضع الطاهر ، فأين توجد هذه الكرامة لغيره ؟ فأشرف البقاع الحرم ، وأشرف الحرم المسجد ، وأشرف بقاع المسجد الكعبة ، ولم يولد فيه مولود سواه ، فالمولود فيه يكون في غاية الشرف ، وليس المولود في سيّد الأيام يوم الجمعة في الشهر الحرام في البيت الحرام سوى أمير المؤمنين عليه السلام ( ٢ ) .

وقال ابن أبي الحديد المعتزلي : وكان اسمه الأول الّذي سمته به اُمه حَيْدَرة ، باسم أبيها أسد بن هاشم ، والحيدرة : الأسد ، فغيّر أبوه اسمه ، وسمّاه عليّا .

_____

( ١ ) كذا في الأصل ، ولعل اجتمع مصحف أجمع .

( ٢ ) بحار الأنوار : ۳۵ : ۱۸ .


قيل : حَيْدَرة اسمٌ كانت قريش تُسمِّيه به .

والقول الأول أصح ، يدل عليه قوله عليه السلام ( ١ ) .

أنا الذي سَمّتني أمّي حَيْدَرَه ( ٢ ) .

ويستفاد من الرواية الآتية أنّ اسمه زيد ، ولا منافاة ، لأن تعدد الأسماء دليل على كمال المسمّى .

نورٌ في نسبه الشريف :

قال أخطب خوارزم :

نَسَبُ المطَهَّر بينَ أنسابِ الوَرى              كَالشَّمسِ بَينَ كَواكِبِ الأنسابِ

والشَّمسُ إنْ طَلَعَت فما مِنْ كَوكَبٍ           إلَّا تَغَيَّبَ في نِقابِ حِجابٍ ( ٣ )

فإنّ آباءه آباء رسول الله صلى الله عليه وآلهِ واُمهاته اُمهات رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهو مسوط بلحمه ودمه ( ٤ ) ، طينته طينته ، وفطرته فطرته ، ونوره نوره ، كلاهما من شجرة واحدة ، لها فروع طوال ، وثمرة لا تنال ، نبتت في حرم ، وبسقت في كرم ، خلقهما الله نوراً واحداً قبل أن بخلق عالم وآدم ، ثم نقل ذلك النور في ظهور الأخيار من الرجال ، وأرحام الخّيرات المطهرات المهذبات من النساء ، من عصر إلى عصر ، إلى أن قسمه في عبد المطلب بين ابنيه عبد الله وأبي طالب ، فجعل من الأول سيّد النبيّين ، ومن الآخر سيّد الوصيّين ، هذا الأول ، وهذا التالي ، وهذا

_____

( ١ ) في المصدر : يدل عليه خبرُه .

( ٢ ) نهج البلاغة : ١ : ١٢ .

( ٣ ) مناقب الخوارزمي : ١٤ .

( ٤ ) وفي حديث فاطمة عليها السلام « مَسُوطَة لحمها بدمي ولحمي » أي ممزوج ومخلوط . [ مجمع البحرين ٤ : ٢٥٦ باب سوط ] .

المنذر ، وهذا الهادي .

روي في غاية المرام عن الصدوق مسنداً عن الحسن البصري ، قال : صعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام منبر البصرة فقال : أيها الناس انسبوني فمن عرفني فينسبني ، وإلّا فأنا أنسب نفسي ، أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب ، فقام إليه ابن الكوّا ، فقال : يا هذا ما نعرف لك نسباً غير علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب . فقال عليه السلام : يا لكّع ، إنّ أبي سمّاني زيداً باسم جدّه قصي ، وإنّ اسم أبي عبد مناف ، فقلبت الكنية على الاسم ، وإنّ اسم عبد المطّلب عامر ، فغلب اللقب على الاسم ، واسم عبد مناف المغيرة ، فغلب اللقب على الاسم ، وإنّ اسم قصي زيد ، فسمّته العرب مجمعاً ، لجمعه إياها من البلد الأقصى إلى مكة ، فغلب اللقّب على الاسم ( ١ ) .

ذكر الخوارزمي في كتاب المناقب : أنّ أبا طالب ولد طالباً ولا عقب له ، وعقيلاً وجعفراً وعلياً كل واحد أسنّ من الآخر بعشر سنين ، وعلي أصغرهم سناً ، واُمهم جميعاً مع اُختهم اُم هاني فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، أول هاشمية ولدت لهاشمي ( ٢ ) .

قال ابن أبي الحديد المعتزلي : أسلمت فاطمة بنت أسد بعد عشر من المسلمين ، فكانت الحادي عشر ، كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكرّمها ويعظّمها ، ويدعوها : اُمي ، وأوصت إليه حين حضرتها الوفاة ، فقبل وصيتها ، وصلّى عليها ونزل في لحدها ، واضطجع معها بعد أن ألبسها

_____

( ١ ) غاية الحرام ١ : ٥٤ .

( ٢ ) مناقب الخوارزمي : ١٣ .


قميصه ، فقال له أصحابه : إنّا ما رأيناك صنعت يا رسول الله بأحد ما صنعت بها ، فقال صلى الله عليه واله : إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ بي منها ، إنما ألبستها قميصي لتكسى من حُلل الجنة ، واضطجعت معها ليهون عليها ضغطة القبر ( ١ ) ، هذا .

وأما إسلام أبي طالب فهو المتفق عليه بين الشيعة ، وقد اختلف فيه العامة العمياء ، ولنقتصر هنا على رواية الاحتجاج : عن الصادق عن آبائه عليهم السلام : إن أمير المؤمنين عليه السلام كان ذات يوم جالساً في الرحبة ، والناس حوله مجتمعون ، فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين أنت بالمكان الّذي انزلك الله به وأبوك معذّب بالنار ؟

فقال عليه السلام له : مه فضّ الله فاك ، والذّي بعث محمّداً صلى الله عليه وآله بالحق نبياً ، إنّ نور أبي يوم القيامة يطفىء أنوار الخلائق إلّا خمسة أنواز : نور محمّد صلى الله عليه وآله ، ونوري ، ونور الحسن والحسين . ونور تسعة من ولد الحسين عليهم السلام ، فإنّ نوره من نورنا ، الذي خلقه الله تعالى قبل أن يخلق آدم عليه السلام بألفي عام ( ٢ ) .

نور في كناه الرفيعة الجميلة :

هو أبو الحسن ، وأبو الحسين ، وأبو الريحانتين ، وأبو السبطين ، وأبو تراب .

روى في البحار من مناقب ابن شهر آشوب من الخركوشي في شرف النبي صلّى الله عليه وآله ، وشيرويه في الفردوس واللّفظ له بأسانيدهم : أنه ما كان الحسن والحسين عليهما السلام في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله يدعوانه يا أبه ، ويقول الحسن لأبيه : يا أبا الحسين ، والحسين يقول : يا أبا

_____

( ١ ) نهج البلاغة : ١ : ١٤ .

( ٢ ) الاحتجاج ۱ : ۲۲۹ .


الحسن ، فلما توفي رسول الله صلّى الله عليه وآله دعواه : يا أبانا ( ١ ) .

وفي كشف الغمة عن الخوارزمي : قال علي عليه السلام : كان الحسن يدعوني في حياة النبي صلى الله عليه وآله : أبا حسين ، والحسين يدعوني : أباً حسن ، ولا يريان أباً إلا رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما مات دعواني أباهما .

وفيه أيضاً : من كتاب مناقب ابن مردويه عن جابر ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام قبل موته بثلاث : سلام عليك أبا الريحانتين ، أوصيك بريحانتي من الدنيا ، فعن قليل ينهدّ ركناك ، والله خليفتي عليك .

قال : فلّما مات رسول الله صلى الله عليه وآله قال علي عليه السلام : هذا أحد ركني الّذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلمّا ماتت فاطمة عليها السلام ، قال : هذا الركن الثاني الّذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله ( ٢ ) .

وفي غاية المرام : عن الصدوق بسنده عن عباية بن ربعي ، قال : قلت لعبد الله بن عباس : لم كنّى رسول الله صلى الله عليه وآله علياً أبا تراب ؟ قال : لأنه صاحب الأرض ، وحجة الله على أهلها بعده ، وبه بقاؤها ، وإليه سكونها ، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعدّ الله تبارك وتعالى لشيعة علي عليه السلام من الثواب والزلفي والكرامة قال : يا ليتني كنت تراباً ، يعني من شيعة علي عليه السلام ، وذلك قول الله عزّ وجلّ : ( وَيَقُولُ الكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ) ( ٣ )

_____

( ١ ) بحار الأنوار : ٣٥ : ٦١ .

( ٢ ) کشف الغمة : ١ : ٦٥ .

( ٣ ) النبأ : ٧٨ : ٤٠ ، غاية المرام ١ : ٥٩ .


ونعم ما قال الشاعر :

أنا وَجَميعُ مَن فَوقَ التُّرابِ                  فِدىً لِتُرابِ نَعلِ أبي ترابِ

إمامٌ مِدحُهُ ذِكري وَدَأبي                     وَقَلبي نَحوَهُ ما عِشتُ صابِ

وفي البحار من مناقب ابن شهر آشوب قال : ورأيت في كتاب الردّ على أهل التبديل : أنّ في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام : يا ليتني كنت ترابياً ، يعني من أصحاب علي عليه السلام .

قال : وفي كتاب ما نزل في أعداء آل محمّد صلى الله عليه وآله في قوله :  ( وَيَوْمَ يَعَضّ الظَّاَلِمُ عَلى يَدَيْهِ ) ( ١ ) رجل من بني عدي ، ويعذبه علي عليه السلام فيعضّ على يديه ، ويقول العاض وهو رجل من بني تيم : يا ليتني كنت ترابياً ، أي شيعياً ( ٢ ) .

نور في ألقابه الشامخة :

هو أمير المؤمنين ، ويعسوب الدّين ، وسيّد المسلمين ، ومبير الشرك والمشركين ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، ومولى المؤمنين ، وذو القرنين ، ونفس الرسول ، وأخوه ، وزوج البتول ، وسيف الله المسلول ، وأمير البررة ، وقاتل الفجرة ، والصدّيق الأكبر ، وقسيم الجنة والنار ، والمرتضى ، وصاحب اللّواء ، وسيّد العرب ، وكشّاف الكرب ، وخاصف النعل ، وشبيه هارون ، والهادي ، والداعي ، والفاروق ، وباب المدينة ، وباب الحكمة ، وبيضة البلد ، والشاهد ، وهذه الألقاب قد أثبتت له في الأخبار الصحيحة .

_____

( ١ ) الفرقان : ٢٥ : ٢٧ .

( ٢ ) بحار الأنوار : ٣٥ : ٦٠ .


والعجب من المعتزلي الشارح لنهج البلاغة حيث قال : وتزعم الشيعة أنه خوطب في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين ، خاطبه بذلك جملة المهاجرين والأنصار ، ولم يثبت ذلك في أخبار المحدّثين ( ١ ) .

قلت : وإنكاره له لا وجه له ، مع قيام الأخبار المتظافرة بل المتواترة معنى عليه ، حتى انّ السيد الزاهد طاوس آل طاوس قد صنّف كتاباً مفرداً في ذلك ، وسمّاه بكتاب اليقين في تسمية أمير المؤمنين بأمر رسول الله رب العالمين بهذا اللقب الباذخ في حياته ، وكله برجال المخالفين ، وقد صدر من هذا المعتزلي المعروف بكثرة الإِنصاف هذا الانكار والالحاد ، وكفى بذلك شنعة وخزياً وعاراً .

وقد روى في غاية المرام في هذا المعنى اثنين وأربعين حديثاً من طريق العامة ، وثمانية وثلاثين حديثاً من طريق الخاصة ، ويستفاد من بعض تلك الأحاديث أنّه من الألقاب المخصوصة به عليه السلام ، فإنه لا يجوز أن يلقّب به غیره .

وهو ما رواه فيه عن ابن شهر آشوب قال : قال رجل للصادق عليه السلام : يا أمير المؤمنين ، فقال عليه السلام : مه ، فإنه لا يرضى بهذه التسمية أحد إلّا ابتلى ببلاء أبي جهل ( ٢ ) .

قلت : بلاء أبي جهل أنّه كان مخنثاً ، لأنه يبغض النبي صلى الله عليه وآله ، كما رواه الشارح المعتزلي .

وفيه أيضا من تفسير العياشي : عن محمّد بن إسماعيل الرازي عن رجل سمّاه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : دخل رجل على أبي عبد الله

_____

( ١ ) شرح النهج للمعتزلي : ١ : ١٢ .

( ٢ ) مناقب ابن شهر آشوب : ٣ : ٥٥ .


عليه السلام فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فقام عليه السلام على قدميه ، فقال : مه ، هذا اسم لا يصلح إلّا لأمير المؤمنين عليه السلام ، سمّاه به ، ولم يسمّ به أحد غيره فرضي به إلّا كان منكوحاً ، وإن لم يكن به ، ابتلي به ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إلّا شَيْطَاناً مَريداً ) ( ١ ) .

قلت : فما ذا يدعى به قائمكم ؟ قال : يقال له : السلام عليك يا بن رسول الله ( ٢ ) .

أقول : وما أبعد ما بين الشارح المعتزلي في إنكاره لهذا اللقب وبين ضياء الدين أبي المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي في إثباته الألقاب الشامخة له عليه السلام .

قال في محكي كلامه في كشف الغمة : وأنا أقول في ألقابه : هو أمير المؤمنين ، ويعسوب المسلمين ، وغرة المهاجرين ، وصفوة الهاشميين ، وقاتل الكافرين ، والناكثين ، والقاسطين ، والمارقين ، والكرار غير الفرار ، فصّال فِقار كل ذي خَتَر ( ٣ ) بذي الفقار ، قسيم الجنة والنار ، مقعص ( ٤ ) الجيش الجرار ، لاطم وجوه اللجين ( ٥ ) والنضار ( ٦ ) بيد الاحتقار .

أبو تراب ، مجدّل الأتراب ، معفرين بالتراب ، ممرغين في

_____

( ١ ) النساء : ٤ : ١١٧ .

( ٢ ) تفسير العياشي ١ : ٢٧٦ / ٢٧٤ .

( ٣ ) الختر : الغدر . ( منه قده ) .

( ٤ ) قصعه : قتله مكانه . ( منه قده ) .

( ٥ ) اللجين : الفضة . ( منه قده ) .

( ٦ ) الذهب . ( منه قده ) .


العفر ( ١ ) ( ٢ ) ، رجل الكتيبة والكتاب ، والمحراب والحراب ، والطعن والضراب ، والخّير الحساب بلا حساب ، مطعم السّغاب بجِفانٍ كالجواب ( ٣ ) ، رادّ المعضلات بالجواب الصواب ، مضيّف النسور والذئاب ( ٤ ) بالبتار الماضي الذباب ( ٥ ) ، هازم الأحزاب ، وقاسم الأصلاب ( ٦ ) ، قاسم الأسلاب ( ٧ ) ، جزاز الرقاب بابن القراب ، مفتوح الباب إلى المحراب عند سدّ سائر أبواب الأصحاب ، جديد الرغبات في الطاعات ، بالي الجلباب ، رثّ الثياب ، روّاض الصعاب ، معسول الخطاب ( ٨ ) ، عديم الحُجّاب والحجاب ، ثابت اللّب في مدحض ( ٩ ) الألباب .

شقيق الخير ورفيق الطير ( ١٠ ) ، صاحب القرابة والقربة ، وكاسر أصنام الكعبة ، مناوش ( ١١ ) ، الحتوف ( ١٢ ) ، قتّال الألوف ، مخرّق الصفوف ، ضرغام يوم الجمل ، المردود له الشمس عند الطَّفَل ( ١٣ ) ، ترّاك السَلَب ( ١٤ ) ،

_____

( ١ ) العفر : التراب . ( منه قده ) .

( ٢ ) معفرين ممرغين في العفر : وهو التراب ، كشف الغمة . ( منه قده ) .

( ٣ ) الحياض : ( منه قده ) .

( ٤ ) قوله : مضيف النسور والذئاب جمع ذئب ، ورفيق الطير ، مثل قول الشاعر :

قد عودّ الطير عادات وثقن بها         فهنّ يصحبنه في كل مرتحل

كشف الغمة . ( منه قده ) .

( ٥ ) ذباب السيف : طرفه الّذي يضرب به . ( منه قده ) .

( ٦ ) كاسر . ( منه قده ) .

( ٧ ) جمع سلب معركة . ( منه قده ) .

( ٨ ) حلو خطابه . ( منه قده ) .

( ٩ ) مكان دحض ، أي زلق . ( منه قده ) .

( ١٠ ) راجع هامش – ٦ –

( ١١ ) التناوش : التناول . ( منه قده ) .

( ١٢ ) الحتف : الموت ( منه قده ) .

( ١٣ ) تطفيل الشمس : ميلها إلى الغروب . ( منه قده ) .

( ١٤ ) قال الشاعر :


ضرّاب القلل ( ١ ) ، حليف البيض والأسل ، شجاع السهل والجبل .

زوج فاطمة الزهراء سيدة النساء ، مذلّل الأعداء ، معز الأولياء ، أخطب الخطباء ، قدوة أهل الكساء ، إمام الأئمة الأتقياء ، الشهيد أبو الشهداء ، أشهر أهل البطحاء ، مضمّخ مردَة الحروب بالدماء ، صفر اليدين عن الصفراء وعن الحمراء والبيضاء .

مثكل ( ٢ ) أمهات الكفرة ، ومفلّق هامات الفجرة ، ومقوّي أعضاد البررة ، وثمرة بيعة الشجرة ، وفاقى ( ٣ ) عيون السهرة ، وداحي أرض الدّماء ، مطلع شهب الأسنة في سماء القترة ( ٤ ) ، المسمّي نفسه يوم الغبرة بحيدرة ، خوّاض الغمرات ، حمّال الألوية والرايات ، مميت البدعة ، محيي السنة ، وكاتب جوائز أهل الجنة ، ومصرف الأعنة ، واللاعب بالأسنة ، ساد أنفاق ( ٥ ) النفاق ، شاق جماجم ذوي الشقاق ، سيد العرب ، موضع العجب ، المخصوص بأشرف النسب ، الهاشمّي الأم والأب ، المفترع ( ٦ ) أنواع أبكار الخطب .

نفس رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم المباهلة ، وساعده المساعد يوم المصاولة ( ٧ ) ، وخطيبه المصقع ( ٨ ) يوم المقاولة ، وخليفته في مِهاده ، وموضع

_____

= إنّ الأسود اَسود الغاب همنها                         يوم الكريهة في المسلوب لا السلب ( منه قده ) .

( ١ ) قلة كل شيء : أعلاه ، ورأس الإِنسان قلته . ( منه قده ) .

( ٢ ) المرأة الثكلي معروفة . ( منه قده ) .

( ٣ ) فقأت عينه : إذا أخرجتها ، فصار أعمى ، ( منه قده ) .

( ٤ ) الغبار . ( منه قده ) .

( ٥ ) النفق : سرب في الأرض له مخلص . ( منه قده ) .

( ٦ ) افترع البكر : افتضها . ( منه قده ) .

( ٧ ) المواثبه . ( منه قده ) .

( ٨ ) المصقع : البليغ . ( منه قده ) .


سرّه في إصداره وإيراده ، ومليّن عرائك ( ١ ) أضداده ، وأبو أولاده ، وواسطة قلادة الفتوة ، ونقطة دائرة المروة ، وملتقى شرفي الاُبّوة والبنّوة، ووارث علم الرسالة والنبّوة ، وسيف الله المسلول ، وجواد الخلق المأمول .

ليث الغابة ، وأقضى الصحابة ، والحصن الحصين ، والخليفة الأمين ، أعلم من فوق رقعة الغبراء وتحت أديم السماء ، المستأنس بالمناجاة في ظلمة اللّيلة اللّيلاء ، راقع مدرعته والدّنيا بأسرها قائمة بين يديه ، حتى استحيى من راقعها ، منزه نفسه النفيسة عن الدّنيا الدّنية ، ومصارعها ومثبّتها بلجام تقواه عن مطامعها ، وفاطمها بتهجّدها ( ٢ ) عن وثير ( ٣ ) مضاجعها .

أخو رسول الله وابن عمّه ، وكشّاف كربه وغمّه ، ومساهمه في طمّه ورمّه ( ٤ ) ، بعضه بعض البتول ، وولده ولد الرسول ، هو من رسول الله صلى الله عليه وآله ، دمه دمه ، ولحمه لحمه ، وعظمه عظمه ، وعلمه علمه ، وسلمه سلمه ، وحربه حربه ، وحزبه حزبه ، وفرعه فرعه ، ونبعه نبعه ، ونجره نجره ، وفخره فخره ، وجِدّه جدّه ، وحَدّه حَدّه .

أنهار الفضائل في الدنيا من بحور فضائله ، ورياض التوحيد والعدل من بساتين خطبه ورسائله ، وكبش أهل العراق والشام والحجاز ، وشجى ( ٥ ) حلوق الأبطال عند البراز، وابن عم المصطفى ، وشقيق النبي المجتبى .

ليث الشرى ( ٦ ) ، غيث الورى ، حتف العِدى ، مفتاح الندى ، قطب

_____

( ١ ) العريكة : الطبيعة . ( منه قده ) .

( ٢ ) صلاة الليل . ( منه قده ) .

( ٣ ) الوثير : الوطيء . ( منه قده ) .

( ٤ ) في طمّه ورمّه : أي في اُموره كلها ، وأحواله جميعاً . ( منه قده ) .

( ٥ ) الشجي : ما ينشب في الحلق من عظم وغيره . ( منه قده ) .

( ٦ ) الشرى : طريق في سلمى كثير الأسد . ( منه قده ) .


رحى الهدى ، مصباح الدّجى ، جوهر النهى ( ۱ ) ، بحر اللهی ( ۲ ) ، مسعر ( ٣ ) الوغا ( ٤ ) ، قطاع الطُّلى ( ٥ ) ، شمس الضحى ، أبو القرى في اُمّ القُرى ، المبشّر بأعظم البشرى ، مطلّق الدنيا ، مؤثر الاُخرى على الاُولى ، ربّ الحجي ، بعيد المدى ، ممتطي صهوة ( ٦ ) العلى ، مستند الفتوى ، مشوى التقى ، نديد ( ٧ ) هارون من موسى ، مولى كل من له رسول الله مولى ، كثير الجدوى ( ٨ ) ، شديد القوى ، سالك الطريقة المثلى ( ٩ ) ، المعتصم بالعروة الوثقى ، الفتى أخو الفتى ، الّذي اُنزل فيه ( هل أتى ) ( ١٠ ) أكرم من ارتدى ، وأشرف من احتذى ، أفضل من راح واغتدى ، أشجع من ركب ومشى ، أهدى من صام وصلّى ، مراقب حق الله إن أمر أو نهى ، الّذي ما صَبا ( ١١ ) في الصبى ، وسيفه عن قِرنه ما نبَا ( ١٢ ) ، ونور هديه ماخَبا ، ومهر إقدامه ماكَبا ، دعاه رسول الله إلى التوحيد فلبّى ، وجلا ظلم الشرك وجَلى ، وسلك المحجة البيضاء ، وأقام الحجة الزهراء ، جُنِيَتْ ثمار النصر من علمه ، والتُقِطَتْ جواهر العلم من قلمه ، ونشأت ضراغم ( ١٢ ) المعارك في أَجمه ، وباس

_____

( ١ ) النُهى بالضم ، جمع النهاة : وهي العقول ، لأنها تنهى عن القبيح . ( منه قده ) .

( ٢ ) اللهي ، جمع لهاة ، كحصاة : سقف الفم . ( منه قده ) .

( ٣ ) المسعر والمسعار ، الخشب الّذي تسعر به النار ، ومنه قيل : أنه لمسعر حرب ، أي تسعر به ، وتحمى ، كشف الغمة . ( منه قده ) .

( ٤ ) حرب . ( منه قده ) .

( ٥ ) وهي الرقاب . ( منه قده ) .

( ٦ ) الصهوة : موضع اللبد من ظهر الفرس . ( منه قده ) .

( ٧ ) النديد : النظير . ( منه قده ) .

( ٨ ) العطية . ( منه قده ) .

( ٩ ) تأنيث الأمثل ، وهو القريب من الخير . ( منه قده ) .

( ١٠ ) الدهر : وهي معروفة بسورة هل أتى ٧٦ : ١ .

( ١١ ) صباء فلان : إذا خرج من دينه إلى دين آخر . ( منه قده ) .

( ١٢ ) كلَّ ورجع . ( منه قده ) .

( ١٣ ) الضرغام : الأسد . ( منه قده ) .


كيون ( ١ ) اقدام هممه ، واخضرت ربی ( ٢ ) الأماني من ديم ( ٣ ) كرَمه .

نعم هو : أبو الحسن ، القليل الوسن ( ٤ ) ، الّذي لم يسجد للوثن ، هو عصرة المنجود ( ٥ ) ، هو من الّذين أحيوا أموات الآمال بحبا ( ٦ ) الجود ، هو من الّذين سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، هو محارب الكفرة والفجرة بالتأويل والتنزيل ، هو الّذي مثله مذكور في التوراة والإنجيل ، هو الذي كان للمؤمنين ولياً حفياً ، وللرسول بعده وصياً ، نصره كبيراً ، وآمن به صبّيا ، هو الّذي كان لجنود الحق سنداً ، ولأنصار الدين يداً وعضداً ومدداً ، ولضعفاء المسلمين مجيراً ، ولصناديد ( ٧ ) الكافرين مبيراً ( ٨ ) ، ولكؤوس العطاء على الفقراء مديراً ، حتى أنزل فيه وفي أهل بيته الّذين طهّرهم الله تطهيرا ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وأسيرا ) ( ٩ ) .

وهو عليُّ العَليّ ، والوصي الولي ، الهاشميّ المكيّ ، المدنيّ الأبطحيّ ، الرضيّ المرضيّ ، المنافيّ القوي ، الجريّ اللوذعيّ ، الأريحيّ المولويّ ، الصفيّ الوفيّ ، الّذي بصّره الله حقائق اليقين ، ورتق بـه فـتوق الدين ، الّذي صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وصدّق ، وبخاتمه في الركوع تصدّق ، واعتصب بالسماحة والحماسة وتطوّق ، ودقق في علومه ومعارفه وحقّق ، وذكّرنا بقتل الوليد بدراً وبقتل عمرو الخندق ، ومزّق من أبناء

_____

( ١ ) کیون : جمع كين ، وهي الغدة في باطن القدم . ( منه قده ) .

( ٢ ) الربا : جمع الربوة ، المرتفع من الأرض . ( منه قده ) .

( ٣ ) جمع ديمة : وهو المطر الدائم الجريان ، وأقلّه ثلث النهار . ( منه قده ) .

( ٤ ) قلة النوم . ( منه قده ) .

( ٥ ) العصرة : الملجأ ، والمنجود : المكروب . ( منه قده ) .

( ٦ ) المطر . ( منه قده ) .

( ٧ ) الصناديد : جمع الصنديد ، وزان قنديل : السيد الشجاع . ( منه قده ) .

( ٨ ) مهلكا . ( منه قده )

( ٩ ) الدهر : ٧٦ : ٨ .


الحروب ما مزّق ، وغرّق في لجّة سيفه من اُسود الهياج ما غرّق ، وحرّق بشهاب صارمه من شياطين الِعراك من حرّق ، حتى استوسق الإِسلام واتسق ( ١ ) ، هو أطول بني هاشم باعاً ، وأمضاهم زِماعاً ( ٢ ) ، وأَرْحَبُهم ذراعاً ، وأكثرهم أشياعاً ، واخلصهم أتباعاً ، وأشهرهم قراعاً ، وأحدّهم سناناً ، وأعربهم لساناً ، وأقواهم جناناً .

هو حيدر وما أدراك ما حيدر ! هو الكوكب الأزهر ، والصارم المذكّر ، صاحب براءة وغدير خم وراية خيبر ، وكَميّ اُحد وحنين والخندق وبدر الأكبر ، هو ساقي وُرّاد الكوثر يوم المحشر ، أبو السبطين ، ومصلّي القبلتين ، وأنسب من في الأخشبين ( ٣ ) وأعلم من في الحرمين .

وأنشد الخوارزمي :

هذي المكارمُ لا قعبان من لَبَنٍ                  شيبا بماءٍ فعادا بّعدُ أبوالاً ( ٤ )

وأنشد كاشف الغمة :

اسامياً لم تَزِدهُ معرفةً                          وإنّما لَذةً ذكَرناها ( ٥ )

وقال بعض المتأخرين :

مَكارِمُ لجَّت في عُلّوٍ كَأَنَّما ت               تُحاوِلُ ثاراً عِندَ بعضِ لكَواكِبِ

مَحاسِنُ مِن مَجدٍ مَتى يقرِنُوا بِها           مَحاسِنَ أقوامٍ تعدُ كَالمعائبِ

ثم قال البعض :

وأقول : العمري إنّ هذه الألقاب لحري أن تكتب بالنور على صفحات خدود الحور ، وبالتبر المذاب على أطباق السماء والعرش والكرسي

_____

( ١ ) إستوسق واتسق : اجتمع وانتظم . ( منه قده ) .

( ٢ ) يقال للرجل الشجاع المقدام : زميع بين الزماع ، والزماع : الإِسراع والعجلة . ( منه قده ) .

( ٣ ) الأخشبان : جبلا مكة . ( منه قده ) .

( ٤ ) مناقب الخوارزمي : ١٠ .

( ٥ ) كشف الغمة : ١ : ٦٩ – ٧٥ .


والحجاب ، وأن تثبّت في اللّوح والكتاب ، لا أن تكتب بالحبر والقلم على القرطاس ، والرّق والكتاب ، ومع ذلك أقول :

إذا ما الكرامات اعتلى قدر ربها             وحَلّ بِها أعلى ذُرى عرفاتِهِ

فإنَّ علياً ذا المناقبِ والنُّهى                  كراماتُه العُليا أقلُّ صِفاتِهِ

نور في شكله وصفته :

كشف الغمة عن الخوارزمي عن أبي إسحاق : لقد رأيت علياً عليه السلام أبيض الرأس واللحية ، ضخم البطن ، ربعة ( ١ ) من الرجال ، وعن ابن مندة : أنه عليه السلام كان : شديد الأدمة ( ٢ ) ، ثقيل العينين عظيمهما ، ذا بطن ، وهو إلى القصر أقرب .

وعن محمّد بن حبيب البغدادي : آدم ( ٣ ) اللون ، حسن الوجه ، ضخم الكراديس ( ٤ ) ( ٥ ) .

وعن بعض المحدثين : كان ربعةً من الرجال ، أدعج العينين ، حسن الوجه ، كأنه القمر ليلة البدر حسناً ، ضخم البطن ، عريض المنكبين ، شثن الكفين ( ٦ ) ، أغيد ( ٧ ) كان عنقه إبريق فضة ، أصلع ، كثّ اللحية ، له مُشاش كمشاش السبع الضاري ، لا يبين عضده من ساعده وقد اُدمجت إدماجاً ، إن

_____

( ١ ) الربعة والربعة بالتحريك ، والمربوع : الرجل بين الطول والقصر . ( منه قده ) .

( ۲ ) الأدمة بالضم كالسمرة لفظاً ومعنى وهي منزلة بين الواد والبياض . ( منه قده ) .

( ٣ ) أدم : كعلم وكرم ، فهو آدم . ( منه قده ) ، أي أسمر .

( ٤ ) الكردوسة : كل عظمين التقيا في مفصل ، كالذراعين والركبتين ونحوهما . ( منه قده )

( ٥ ) كشف الغمة : ١ : ٧٥ .

( ٦ ) شثنت كفه : كفرح وكرم ، شثنا وشثونة : خشنت وغلظت ، فهو شثن الأصابع بالفتح ، القاموس . ( منه قده ) .

( ٧ )غيد : كفرح ، مالت عنقه ولانت أعطافه . ( منه قده ) .

أمسك بذراع رجل أمسك بنفَسَه فلم يستطع أن يتنفس ، شديد الساعد واليد ، إذا مشى إلى الحرب هرول ، ثبت الجنان ، قوي شجاع ، منصور على من لاقاه ( ١ ) .

قال كاشف الغمة : واشتهر عليه السلام بالأنزع البطين ، أما في الصورة فيقال : رجل أنزع بين النزع ، وهو الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته ، وموضعه النزعة وهما النزعتان ، والبطين : الكبير البطن . وأما في المعنى فإنّ نفسه نزعت ، يقال : نزع إلى أهله ينزع نزاعاً : اشتاق ، ونزع عن الاُمور نزوعاً : إنتهى عنها ، أي نزع نفسه عن ارتكاب الشهوات فاجتنبها ، ونزعت إلى اجتناب السيئات فسد مذهبها ، ونزعت إلى اكتساب الطاعات فأدركها حين طلبها ، ونزعت إلى استصحاب الحسنات فارتدى بها وتجلببها ، وامتلأ علماً فلقّب بالبطين ، فأظهر بعضاً وأبطن بعضاً ، حسبما اقتضاه علمه الّذي عرف به الحق اليقين .

فأما ما ظهر من علومه فأشهر من الصباح ، وأسيّر في الآفاق من سري الرياح .

وأما ما بطن ، فقد قال : « بل اندمجت على مكنون علم ، لوبُحتُ لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطَّويّ البعيدة »

وقد نظّمِ بعض الشعراء هذا المعنى :

مَن كان قَد عَرقته مِدية دَهره                  وَمرت له أخلافَ سمٍ مُنقعِ                  

فَليعتصم بِعُرى الدُّعاء وَيبتَهِل                بِإمامِه الهادي البَطيِن الأنزَعِ

نَزعت عَنِ الآثامِ طُراً نَفسُهُ                   وَرَعاً فَمَن كَالأنزعِ المُتَوّرع

وَحَوَى العُلومَ عَنِ النَبّي وَراثةً                فَهوَ البَطيِنُ بِكّلِ عِلمٍ مُودَعِ ( ٢ )

وَهُوَ الوَسيلَةُ في النَّجاةِ إذا الوَرى            وَجَفضت قُلُوبُهم لِهولِ المجمعِ

______

( ١ ) كشف الغمة : ١ : ٧٧ .

( ٢ ) كشف الغمة : ١ : ٧٦ يتصرف .

وينبغي أن نقتصر في المقام على ما ذكرنا من شرفه وجماله .

وأما علمه وزهده وسخاؤه وعبادته وشجاعته وفصاحته وبعض أوصاف كماله ففي المطولات مفصل ، وان كان القلم يستحلي ذكر المناقب ، ويريد أن يجري سعياً على الرأس ، ويجول في حلبة القرطاس ، لكن ينبغي أن يردّ من نخوة بادّهِ ، واعتلائه وشموخ أنفه وسمو غُلَوائه ، ويكعم عن كظة جَرَّتَه ، ويهمد بعد نزقاته ، ويلبدّ بعد زيفان وثباته ، فإن طلبه حصر ما لا يتناهى معدود من ضعف رأيه ، ومن أين تحصر مناقب الإمام عليه السلام ، وقد قال سيد الأنام صلى الله عليه وآله : « لو انّ الرياض أقلام ، والبحر مداد ، والجن حساب ، والإِنس كتاب ، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب » ( ١ ) .

وكيف يمكن عدّ مفاخره ؟ وبيته بيت الشرف والفخار ، وإليه تنتهى الفضائل ، يحدّثها الأواخر عن الأوائل ، وهو آية الله العظمى ، وبابه الّذي منه يؤتى ، ونور الله الّذي من استضاء به اهتدى ، وعروته التي من استمسك بها فما راح عن الحق ولا اعتدى ، والحجة على العباد ، والمحجة المسلوكة ليوم المعاد ، وإذا كانت الإِطالة لا تبلغ وصف كماله ، والإِطناب لا يحيط بنعت فضله وافضاله ، فالأولى أن نكتفى على ما ذكرناه من شرفه وجلاله .

٤٨٠ – كتاب الإِمامة : وهو من مصنفات الشيخ الأقدم الحسين بن علي ، أبي عبدالله المصري الفقيه المتكلّم ساكن مصر ( ٢ ) ، كما في الخلاصة في إثبات إمامة الأئمة الاثني عشر بالنصوص القاطعة ، من العقل والنقل ، وجوامع معجزاتهم ، وغرائب مقاماتهم ، وشئونهم العجيبة ، والعلوم الفائضة منهم ، ومراتب زهدهم وعباداتهم التي كلا منها برهان جلّي ، وآية واضحة

______

( ١ ) قال الاسكافي : نطقت دلائله بفضل صفاته بين القبائل وهو طفل يرضع . ( منه قده ) .

( ٢ ) رجال العلامة : ٥٢ / ٢٣ .


على أنهم المنصوبون من الله تبارك وتعالى ، وأوصياء نبيّه المنصوص عليهم من غير شك وريب .

ولعلماء المذهب شكر الله مساعيهم وجزاهم الله خير جزاء المحسنين مصنفات جمة وكتب مهمة ، مبثوثة في مطاوي الكتب الرجالية ، قد جمع جملة منها السيد البحريني في مقدمة كتابه الموسوم بمدينة المعاجز ، ومنها هذا الكتاب الجميل لهذا المصنف الجليل .

قال النجاشي بعد ترجمته : متكلّم ثقة ، سكن مصر ، وسمع من علي ابن قادم وأبي داود الطيالسي وأبي سلمة ونظرائهم ، له كتب ، منها : كتاب الإمامة ( ١ ) . وفي منهج السيد الاسترابادي : اعلم أنّ علي بن قادم لم يذكره أصحابنا إلّا في مثل هذه الوسائل ، وفي تقريب ابن الحجر : علي بن قادم الخزاعي ، الكوفي يتشيع من التاسعة ، مات سنة ثلاث عشرة أو قبلها ( ٢ ) ، أي بعد المائتين .

وأما أبو داود الطيالسي ، فهو سليمان بن داود بن الجارود أبو داود الطيالسي البصري .

وفي مختصر الذهبي : أنه ثقة حافظ ، غلط في أحاديث ، من التاسعة وكأنه من الشيعة أيضاً ، وأما أبو سلمة فكأنه منصور ابن سلمة بن عبد العزيز ، أبو سلمة الخزاعي البغدادي ، الذّي فيه في مات سنة أربع ومائتين ، التقريب : ثقة ثبت حافظ ، من كبار العاشرة ، مات سنة عشر ومائتين على الصحيح ( ٣ ) ( ٤ ) .

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٦٦ / ١٥٥ .

( ٢ ) تقريب التهذيب ٢ : ٤٢ / ٣٩٧ .

( ٣ ) تقريب التهذيب ٢ : ٢٧٦ / ١٣٨٤ .

( ٤ ) منهاج المقال : ١١٥ .


٤٨١ – كتاب الدين والإِسلام : وهو من الكتب القيّمة العصرية من تأليف محمّد الحسين بن علي بن الرضا بن موسى بن جعفر كاشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء ، وهو في مجلّدات ، المطبوع منها مجلدان ، الأول في التوحيد والعدل ، والثاني في النبوة ، وفيهما مباحث شريفة ، وفي الحقيقة كتاب كريم ، ودعوة إلى دين الإِسلام ، ببيان واضح شاف لينّ هين ، والجواب عن مكايد الأغيار له ، وامتهانه من الداخل والخارج ، وفيه ما هو السبب الداعي لهذه الدعوة الإِسلامية من عدم قيام زعماء الإِسلام بالدعوة على وجهها الناجع ، وسبيلها النافع .

وفيه مقالات ضافية ، وتعليمات عالية ، وخروج المسيحيين عن آداب المناظرة مع المسلمين ، وسوء المغبّة ، ووخيم العاقبة على الفريقين .

وفيه مقدمة على وجوب النظر ولزوم المعرفة ، وفصول ثلاثة في إثبات الصانع ، وفي توحيده ، ونفي الشريك عنه ، وفي العدل ، ومباحث القضاء والقدر في كل منها مباحث شريفة ، بأدلة برهانية ، وحجج فلسفية ، وبلسان يناسب مذاق أهل العصر ، وفي الحقيقة امتثال للآية الكريمة ( اُدْعُ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالتَّي هِيَ أَحْسَن ) ( ١ ) .

وفيه تمهيد اُمور لإِيضاح كلّي النبوّة ، ووجوب البعثة ، ووجه الحاجة إليها ، وإثبات النبّوة المحمدية ، وإعجاز القرآن ، والأجوبة عن الطاعنين على الإِسلام وصاحب الشريعة ، ونبذة من افتراءات الغربيين على الإِسلام والمسلمين ، والموازنة بين القرآن الكريم والعهدين الحديث والقديم ، التوراة والإِنجيل ، وتعظيم القرآن لهما ، والتحريف فيهما ، وانهما ليسا ما في أيدي القوم .

____

( ١ ) النحل : ١٦ : ١٢٥ .


ومسألة الأقانيم ، ومحاورة الكاهن ، والفقيه ، والثالوث ، واللعنة ، والذبيحة ، وأنّ محمّداً صلّى الله عليه وآله خاتم الأنبياء ، وشريعته خاتمـة الشرائع ، وشهادة العهدين بنبوته ، وجامعية الإِسلام والقرآن حتى بشهادة من لا يقرّ بالأديان ، ودسائس الغربيين للشرقيين ، إلى غير ذلك من المباحث المهمة النافعة الناجعة ، وأرجو من الله المنعام التوفيق على زيارة المجلّد الثالث من هذا الكتاب ، فإنّ فيه بيان وذكرى لاُولي الألباب .

٤٨٢ – كتاب اختصار إصلاح المنطق ( ١ ) : للوزير المغربي الحسين بن علي بن محمّد بن يوسف أبي القاسم ، من ولد بَلاش بن بهرام جُور ، قال النجاشي بعد ذكره : واُمّه فاطمة بنت أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النُعماني ، له كتب ، منها : كتاب اختصار إصلاح المنطق ، توفيّ رحمه الله يوم النصف من شهر رمضان ، سنة ثمان عشرة وأربعمائة ( ٢ ) .

٤٨٣ – كتاب اختصار غريب المصنف .

٤٨٤ – كتاب الإِلحاق بالاشتقاق .

٤٨٥ – كتاب اختيار شعر أبي تمام .

٤٨٦ – كتاب اختیار شعر البختری .

٤٨٧ – كتاب اختيار شعر المتنبي : كلّها من مصنفات الوزير المغربي .

_____

( ١ ) وإصلاح المنطق : كتاب في اللّغة ، لأبي يوسف يعقوب بن إسحاق ، المعروف بابن السِكّيت النّحوي ، وقد قيل في حقه : إنه ما عبر على جسر بغداد كتاب في اللغة أحسن منه ، ولا مثله . ( منه قده ) .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٦٩ / ١٦٧ .


أقول : ذكر النجاشي له مع الترحّم ، دليل على كونه إمامياً ، وذكره في عداد المصنفين منهم دليل آخر على استقامته واعتباره وسلامته .

٤٨٨ – كتاب أحكام العبيد : وهو من مؤلفات الشيخ الثقة الفقيه الجليل من أصحابنا الإِمامية أبي عبدالله الحسين بن علي بن سفيان بن خالد ابن سفيان ، قال النجاشي : من أصحابنا ، له كتب ، منها : هذا الكتاب ، قرأت هذا الكتاب على شيخنا أبي عبد الله رحمه الله ، أخبرنا بجميع كتبه أحمد بن عبد الواحد أبو عبد الله البزّاز عنه ( ١ ) .

وفي رجال الشيخ في باب فيمن لم يرو عن الأئمه عليهم السلام : ابن علي بن سفيان البزوفري خاص ، يكنى أبا عبد الله ، له كتب ، ذكرناها في الفهرست ، روى عنه التلعكبري ، وأخبرنا عنه جماعة منهم : محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون ( ٢ ) .

٤٨٩ – كتاب شرح الإِرشاد للعلامة : وهو للسيّد الحسين الحسيني العميدي ، قال في الأمل : فاضل فقيه ، ونسب الكتاب إليه ، قال : رأيته بخطه في خزينة الكتب الموقوفة بمشهد الرضا عليه السلام ( ٣ ) ، وقد مرّ مني الإِشارة إليه .

٤٩٠ – رسالة آداب الحج : للسيد السند الوزير العلامة الحجة الزاهد حسين بن ميرزا رفيع الدين ، المشهور بخليفة سلطان الحسيني ، وهو كما في الأمل : عالم محقق مدقق ، عظيم الشأن ، جليل القدر ، صدر العلماء ، له كتب ( ٤ ) ، وعدّها ، لكن نسب إليه هذه الرسالة في الروضات ،

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ٦٨ : ١٦٢ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٤٦٦ / ٢٧ .

( ٣ ) أمل الآمل : ٢ : ٩١ / ٢٤٦ .

( ٤ ) أمل الآمل : ٢ : ٩٢ / ٢٤٩ .


وقد ذكره صاحب السلافة وأثنى عليه ، وتوفى في سنة أربع وستين وألف هجرية ، وسائر مصنفاته يذكر إن شاء الله في الأبواب الآتية .

٤٩١ – كتاب الأعلام الجليّة : وهو كما في الأمل للشيخ الحسين ابن علي بن الحسين بن أبي سروال الأوالي الهجري ، من تلامذة الشيخ علي ابن عبد العالي العاملي الكركي ، كان فاضلاً فقيهاً ، له كتب ، منها : كتاب الأعلام الجليّة في شرح الألفية للشهيد ، وكتاب الكواكب الدرية في شرح الرسالة النجمية للشيخ علي بن عبد العالي ، رأيت هذين الكتابين في خزينة الكتب الموقوفة بمشهد الرضا عليه السلام بخط مؤلفهما ( ١ ) .

٤٩٢ – حاشية على شرح الإِشارات : وهو لأستاد الكل في الكل ، وجنة العلم والفضل ، الدائمة الاُكُل ، الآقا حسين بن الفاضل الكامل جمال الدين محمّد الخونساري .

قال صاحب رياض العلماء عقيب نبذ وافية من محامد أوصافه الباهرة : قد قرأ عليه فضلاء الزمان والعلماء الأعيان في المعقول والمنقول ، لم ترعين الزمان من يدانيه فكيف بمن يساويه ، ولعمر الله إنه كان عين الكمال فأصابه عين الكمال ، وكان ظهراً ظهيراً لكافة أهل العلم ، وحصناً حصيناً لأرباب الفضل والسلم ، وهو كما قد أخبر عن درجة نفسه من باب لطيفة خاطره كـان تلميذاً للبشر لكثرة مشايخه ( ٢ ) ، إنتهى .

وقال صاحب السلافة مورداً إياه في زمرة علماء عصره : ومنهم الآقا حسين الخنساري علامة هذا العصر ، الذي عليه المدار ، وإمامه الّذي تخضع لمقداره الأقدار ( ٣ ) .

______

( ١ ) أمل الآمل : ٢ : ٩٧ / ٢٦٣ .

( ٢ ) رياض العلماء : ٢ : ٥٧ .

(  ٣ ) سلافة العصر : ٤٩٩ .


وفي المستدرك في طي مشايخ السيد المحدث الجزائري : الثامن من مشايخه اُستاد الحكماء والمتكلّمين ، ومربّي الفقهاء والمحدّثين ، محطّ رجال أفاضل الزمان ، آغا حسين بن الفاضل الكامل آغا جمال الدّين محمّد الخونساري ، المحقّق المدقّق ، شارح الدروس ، المتوفى سنة ١٠٥٨ ، مقامه أعلى من أن يسطر ، وفضائله أشهر من أن تذكر ، أخذ الحكمة عن التحرير المحقق الأمير أبي القاسم الفندرسكي ، ويروي عن تاج المحدّثين المولى محمّد تقي المجلسي وعليه قرأ المنقول ( ١ ) .

وبالجملة له حاشية اُخرى على شرح الإِشارات ، يردّ فيها على صاحب الذخيرة فيما كتبه عليه ، ورسائل متفرقة في دفع بعض الشكوك والشبهات ، يناسب إدراجها في هذا الباب ، منها : شبهة الإِيمان والكفر ، وشبهة الاستلزام ، وشبهة الطفرة ، وغير ذلك ، وباقي أحواله يذكر إن شاء الله في طي سائر مصنفاته .

إعلم – يا أخي – أني كتبت هذا المقام ، ونسبت إلى هذا البحر الطمطام هذه الرسالة في دفع شبهة الإِيمان والكفر ، وبعد يومين ظفرت على مقالة منسوبة إلى جنابه في بعض المواضع المعتبرة ، وأظن ظناً قوياً أن تكون هي الرسالة الدافعة للشبهة المزبورة ، فنقلتها كما هي ، حرصاً على إبقاء إفادات العلماء الراسخين ، سيّما هذا الحبر المتين ، وهذه صورته بعد الابتداء ببسم الله الرحمن الرحيم .

من إفادات العلامة التحرير ، والفاضل الكبير ، اُستاذ العلماء ، واستناد الفضلاء ، آقا حسين الخونساري طاب ( ٢ ) ثراه :

______

( ١ ) مستدرك الوسائل : ٣ : ٤٠٨ الفائدة / ٣ من الخاتمة .

( ٢ ) الآقاحسين بن جمال الدين محمد المحقق الخوانساري المتوفي ١٠٩٩ هـ . اُنظر الذريعة ١٠ : ٢٥٤ / ٨٣٣ .


إذا كان أكثر أهل بلد مسلماً وبعضه كافراً ، وعلمنا بذلك ولم تعلمهما بأعيانهما ، فحينئذ كل من نراه من أهل البلد نظن أنه مسلم ، بناء على تبعية الظن للأعم الأغلب ، مع أنا نعلم قطعاً أنّ بعضه كافر .

ومن هذا تنشأ شبهة : هي أنّ من المعلوم قطعاً أنّ ظن الإِسلام مضاد ليقين الكفر ، فلا يجوز أن يجتمعا في محل واحد ، لكن في الصورة المفروضة يلزم اجتماعهما .

بيانه : أنّ كل واحد من أهل البلد قد تعلق به ظن الإِسلام بلا شبهة ، ونعلم قطعاً أيضاً أن بعض أهل البلد كافر ، وذلك البعض لا يخرج في الواقع من تلك الأفراد ، فكلّ من تعلق به ذلك اليقين في الواقع قد اجتمع فيه ظن الإِسلام ويقين الكفر ، هذا خلف .

والجواب : بأنّ اليقين : تعلقّ بكفر أحدهم لا على التعيين . والظن : تعلق بإِسلام المعينات ، فاسد ، إذ المتيقن أيضاً معيّن ، إذ لا معنى لكفر الغير المعيّن ، وهو ظاهر .

والصواب في الجواب أن يقال : لا شك أنّ ملاحظة شيء واحد بعنوانات مختلفة قد يصير سبباً لاختلاف الحكم عليه ، فيجوز أن نتصور شيئاً بعنوان ونحكم عليه بالكفر يقيناً مثلاً ، ونتصوره بعنوان آخر ونحكم عليه بالإِسلام ظناً ، ففي الصورة المفروضة إذا تصورنا الفرد الّذي هو كافر في الواقع بعنوان بعض أهل البلد نحكم عليه بالكفر يقيناً ، وإذا تصورنا بعنوان زيد مثلاً أو هذا الشخص المعيّن نحكم عليه بالإِسلام ظناً ، ولا محظور فيه ونظائرها كثيرة ، كما يظهر عند التفتيش .

هذا ثم أنه يمكن أن يستشكل بعد ذلك ويقال : لا شك أن كل واحد من أهل البلد مظنون الإِسلام ، وبعضه متيقن الكفر ، فحينئذ نقول : إنا نحكم بهاتين القضيتين الكلية والجزئية التي في قوة نقيضها ، مع أنّ


موضوعهما معقول على نحو ما نعقل في سائر القضيتين المتناقضين كما لا يخفى ، ولا يجري فيه الجواب السابق .

والجواب – حينئذ – أنّ الظاهر أنّ المراد بمظنون الإِسلام في القضية الاُولى : أنه إذا تصور بخصوصه يحكم عليه بالإِسلام ظناً ، وعلى هذا فلو كان المراد بمتيقن الكفر أيضاً نظير ذلك ، فتمنع القضية الثانية ، إذ قد علمت أنه لا شيء من أهل البلد ، بحيث إذا تصور بخصوصه يحكم عليه بالكفر يقيناً .

ولو اُريد ما إذا تصور بالعنوان الكلي يحكم عليه بالكفر يقيناً ، فهذا ليس مستلزماً لنقيض مظنون الإِسلام بالمعنى المذكور ، وهو ظاهر .

فإن استشكل حينئذ وقال : إذا كان كل واحد من أهل البلد مظنون الإِسلام ، وتعلق الظن بإسلامه ، فيصحّ أن يقال : أظن أنّ كل أهل البلد مسلم ، وظاهره أنه يصحّ أيضاً : أتيقن أنّ بعض أهل البلد كافر ، ولا خفاء أنهما في قوة النقيضين .

فيجاب بمنع صحة القضية الاُولى ولزومها ، مما ذكر بيانه أنّ كون كل واحد مظنون الإِسلام معناه كون كلٍ بحيث إذا تصور بخصوصه كان قد تعلق الظن بإسلامه ، ومعنى كل أهل البلد مسلم كونه مسلماً في الواقع ، ولا شك أنّ اليقين بالاُولى لا يستلزم الظن بالثانية بلا مرية .

فإن قلت : لا شك أنّ معنى كل أهل البلد مسلم ليس إلّا أن هذا مسلم وهذا مسلم وهذا مسلم إلى آخر الأفراد ، وظاهر إنا إذا حكمنا على هذا مثلاً بأنه مسلم يتحقق الظن بذلك الحكم ، وقد اعترفت به مراراً ، فحينئذ نقول : إذا حكمنا على هذا بأنه مسلم يتعلق الظن به ، وكذا هذا ، وهذا ، وهذا ، وقد قررنا أنه ليس معنى كل أهل البلد مسلم إلّا مجمل هذه التفاصيل ، إذ ليس فيه الحكم على المجموع من حيث المجموع بالإِسلام حتى يحصل


بينهما تفاوت ، بل ليس الحكم إلّا على الأفراد ، فلا يكون بينهما تفاوت ، إذ لا معنى له ، فيلزم أن يتعلق الظن به أيضاً البتة ، ويتم الخلف .

قلت : هذا وإن كان مجملاً للتفصيل المذكور ، لكن الحكم في التفصيل على كل واحد ، من دون أن يكون معه الحكم على فرد آخر ، وفي المجمل على الجميع معاً ، ويجوز أن يكون الحكم على شيء بانفراده يتعلق به الظن ، وإذا كان مع الحكم على شيء آخر لم يتعلق به ، والسر في ذلك فيما نحن فيه أنه إذا حكم على واحد بانفراده بالإِسلام يتعلق الظن به ، إذ لا منافاة بينه وبين يقين الكفر المفروض ، إذ محل الكفر باق حينئذ ، وهو الأفراد الأُخر ، وهكذا كل فرد ، وأما إذا حكم على الجميع معاً بالإِسلام فلا يجوز أن يتعلق به الظن ، لمنافاته لليقين بالكفر المفروض ، إذ لم يبق محل آخر ، وهو ظاهر .

وبعبارة اُخرى : هذا المجمل ، وإن كان الحكم فيه على كل واحد من الأفراد كما في المفصل ، لكنّ فيه شيء آخر ليس في المفصل ، وهو أنّ الحكم فيه على كل من الأفراد ، مع أنه يؤخد فيه أنّ هذه القضايا متحققة معاً ، فالظن تعلق فيه حقيقة بإسلام كل واحد ، وأنّ هذه الاسلامات كلّها متحققة معاً في الواقع ، وفي التفصيل ليس إلا الظن بإسلام كل واحد فقط ، بدون الأمر الآخر ، والمفصل الذي هو عين هذا المجمل من دون تفاوت ، هو القضية الواحدة القائلة : بأنّ زيداً وعمراً وبكراً – إلى آخر الأفراد – مسلم ، ولا شك أنّ الظن ليس يتعلق به أيضاً ، كما لا يتعلق بالمجمل ، فهذا آخر ما تنحل إليه الشبهة وحلها .

وقد تغير الشبهة بأدنى تغيير ، ويقال : إذا كان أهل البلد ثلاثة ، مثلاً زيد وعمرو وبكر ، فنقول : إسلام زيد يستلزم عدم خروج الكفر عن عمرو وبكر ، وإسلام عمر و يستلزم عدم خروج الكفر عن زيد وبكر، وعدم خروج الكفر عن عمرو وبكر ، وعدم خروجه عن زيد وبكر يستلزم عدم خروجه عن


بكر ، لأنه المشترك بين الصورتين وهو ظاهر ، والظن بالملزوم يستلزم الظن باللازم ، فيلزم من الظن بإسلام زيد وإسلام عمرو – كما هو المفروض . الظن بكفر بكر ، مع أنه مظنون الإِسلام كأخويه .

والجواب : أنّ الملزوم إذا كان أمرين فلا بد – في استلزام ظنه الظن باللازم – أن تظن بأنّ كلا منهما متحقق ، لا أن يظن بكل واحد واحد بانفراده ، وقد عرفت في الجواب عن التقرير الأخير ، أنّ الثاني لا يستلزم الأول .

وحينئذ نقول فيما نحن فيه : الظن بالملزوم على النحو الثاني لا الأول كما لا يخفى ، فلا محذور .

هذا ، ثم لا يذهب عليك أنّ هذا التقرير لغو جداً ، إذ فيه استدراك عظيم ، لأنه يكفي أن يقال إسلام زيد ، وإسلام عمرو ، يستلزم كفر بكر . والظن بالملزوم حاصل فيما نحن فيه ، فيلزم أن يحصل الظن باللازم أيضاً ، ولا حاجة أصلا إلى إفحام المقدمتين الأخيرتين ، وهو ظاهر ( ١ ) .

٤٩٣ – كتاب الإِسعاف : للشيخ حسين بن شهاب الدين بن حسين ابن محمّد بن حيدر العاملي الكركي ، قال في أمل الآمل : كان عالماً ، فاضلاً ، ماهراً ، أديباً ، شاعراً ، منشياً ، من المعاصرين ، له كتب ، وعدّ منها : كتاب الإِسعاف ( ٢ ) .

وهذا الشيخ من كبار جماعة الإِخبارية الطاعنين على الفقهاء والمجتهدين والمخالفين لهم في اُمور كثيرة ، حتى عدّه الميرزا محمّد الأخباري النيسابوري في كتاب رجاله الكبير من الشارعين في هذا المضمار

______

( ١ ) الرسالة الدامغة لشبهة الإيمان والكفر .

( ٢ ) أمل الآمل ١ : ٧٠ / ٦٦ .


بقوله : ثم الشيخ حسين بن شهاب الدين العاملي في هداية الأبرار أشبع التفصيل .

٤٩٤ – وله كتاب مختصر الأغاني : لأبي الفرج أيضاً ، ولا يسع المقام أزيد من هذا .

٤٩٥ – وله اُرجوزة في النحو .

٤٩٦ – واُرجوزة في المنطق : وأشعار حسنة نقل بعضها في الأمل ، ومن شعره في مدح إمام الأئمة ، وصي الرسول ، هذه القطعة الفاخرة الملتقطة من قصيدته الباهرة ، لا يسعني إلّا ذكرها :

فخاض أميرُ المؤمنين بسيفِهِ             لَظاها وأملاكُ السماِء لهُ جندُ

وصاح عليهم صيحةً هاشميةً            تكاد لها شُمُّ الشوامخِ تَنْهَدُّ

غمامٌ من الأعناقِ تهطلُ بالدما          ومن سيفِهِ برقٌ ومن صوتهِ رَعْدُ

وصيُّ رسولِ اللهِ وارثُ علمِهِ          ومن كان في خُمٍّ له الحلُّ والعقدُ

لقد ضلَّ من قاس الوصيَّ بضدِّهِ       وذو العرشِ يأبى أن يكونَ له ندُّ ( ١ )

٤٩٧ – كتاب الأربعين : وهو للشيخ العالم الأوحد حسين بن عبد الصمد ابن شمس الدین محمّد بن علي بن حسين بن صالح الجبعي العاملي الحارثي الهمداني ، والد شيخنا البهائي ، ومحامده الحسنة ونعوته العلية مذكورة في كتب أرباب الفن ، لا نطيل بذكرها ، لأنه أشهر من أن يذكر .

قرأ على الشهيد الثاني ، وأجازه بإجازة كبيرة مبسوطة ، نقلها العلامة المجلسي في مجلّد الإِجازات ، وفيها دلالة على أنّ جنابه من كبراء رجال الملة وزعماء الشريعة الحقة ، ذو مراتب شامخة ودرجات باذخة ، وفي مطاويها جملة من الكتب المصنفة ومصنفيها الأجلة ، إلى غير ذلك من الفوائد

_____

( ١ ) أمل الآمل ١ : ٧٢ / ٦٦ .


النافعة والعوائد الناجعة .

ويروي أيضاً عن السيد حسن بن جعفر الكركي ، وممن يروي عنه الشيخ حسن بن الشهيد الثاني ، والسيد حسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني ، وغيرهما من الفضلاء الكابرين .

وفي رياض العلماء : إنه كان عالماً ، جليلاً ، اُصولياً ، متكلماً ، فقيها ، محدثاً ، شاعراً ، ماهراً في صنعة اللغز وله الغاز مشهورة ، خاطب بها ولده البهائي ، فأجابه هو بأحسن منها ( ١ ) .

٤٩٨ – كتاب شرح الألفيّة : وهو أيضاً لهذا الفقيه المعظّم ، وفي نظام الأقوال للمولى نظام الدين محمد القرشي أحد تلامذة ولده الشيخ البهائي ، كان عالماً ، فاضلاً ، مطلعاً على التواريخ ، ماهراً في اللغات ، مستحضراً للنوادر والأمثال ، وكان ممن جدّد قراءة كتب الأحاديث ببلاد العجم ، له مؤلفات جليلة ، ورسالات جميلة – إلى أن قال – ومنها شرح الألفية لم يعمل ( ٢ ) مثله .

٤٩٩ – كتاب حاشية الإِرشاد : نسبه إليه هذا المولى القرشي ، وقال : عاقته عن إتمامها عوائق الدهر الخوان ، ولد أول محرّم الحرام سنة ثماني عشر وتسعمائة ، وانتقل إلى جوار رحمة الله ثامن ربيع الأول سنة أربع وثمانين وتسعمائة ، ودفن في البحرين طيب الله مضجعه ( ٣ ) .

٥٠٠ – مسألة في الإِمامة : وهي رسالة منه في مناظرته مع بعض علماء حلب العاميين .

______

( ١ ) رياض العلماء : ٢ : ١٠٨ .

( ٢ ) نظام الأقوال : روضات الجنات ٢ : ٣٤٣ / ٢١٧ بتوسط .

( ٣ ) نظام الأقوال : روضات الجنات : ٢ : ٣٤٣ / ٢١٧ بتوسط .


٥٠١ – وشرح آخر على ألفّية الشهيد : يناقش فيه مع الشهيدين والشيخ علي ، ذكرهما في الرياض ( ١ ) .

٥٠٢ – رسالة في الاعتقادات الحقة : له قدّس سرّه أيضاً كما في الروضات عن بعض الفضلاء .

٥٠٣ – رسالة تركية في الإِمامة : وهي من مصنفات الشيخ الجليل كمال الدين حسين بن الخواجه شرف الدين عبد الحق الأردبيلي الإِلهي ، وهو كما في الروضات : فاضلٌ عالمٌ ، متبحرٌ كاملٌ ، شاعرٌ جامعٌ ، ماهرٌ في العلوم العقليّة والنقليّة والتعليميّة والطبيّة ، وكان إماماً متصلباً في التشيّع ، مصادفاً زمانه أوان ظهور دولة السلطان المنتصر الغازي في سبيل الله الشاه إسماعيل الصفوي الموسوي ، بل نقل أنّه أوَل من صنّف في الشرعيّات على مذهب الشيعة بالفارسية ، وأظهر ما أبطنه طول الدهر مخافة أهل الخلاف من الناصبيّة ، وهو الشارح لنهج البلاغة بالفارسية ، ألّفه باسم السلطان شاه إسماعيل المذكور ( ٢ ) .

وفي الرياض : إنّ هذا الشيخ مع وفور تدينه وتشيعه قد يرمى بالتسنن ، وهو والله منه بريء ( ٣ ) .

٥٠٤ – كتاب الاقتصاد: وهذا الكتاب في الاعتقادات الحقة لسيد المحققّين وسند المدققّين السيد حسين بن السيد ضياء الدين أبي تراب حسن ابن السيد أبي جعفر محمّد الموسوي الكركي العاملي ، المعروف بالأمير سيد حسين المجتهد ، كان ابن بنت الشيخ علي المحقّق الثاني ، ونازلاً منزلته من بعده عند الاُمراء والسلاطين ، وقد سكن قزوين زماناً ، ثم ارتحل إلى أدربيل

_____

( ١ ) رياض العلماء : ٢ : ١١٦ .

( ٢ ) روضات الجنات ٢ : ٣١٩ / ٢١٤ .

( ٣ ) رياض العلماء : ٢ : ١٠٠ .


بأمر السلطان شاه عباس الأول ، وكان شيخ الإِسلام بها إلى يوم وفاته ( ١ ) ، كذا في المحكي عن الرياض .

وهو صاحب كتاب دفع المنافاة عن التفضيل والمساواة ، في شأن علي عليه السلام بالنسبة إلى سائر أهل البيت عليهم السلام ، وكتاب في تفسير ( اُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذين اُوتُوا اْلكتابَ ) ( ٢ ) ورسالة في كيفية استقبال الميت ، وهما أيضاً لهذا الجناب ، العالي النصاب ، كما نسبه إليه صاحب الرياض ، وغير ذلك من رسائله المفردة .

٥٠٥ – كتاب الاجازات : وهو كما ذكره صاحب الروضات : للسيد عز الدين أبي عبد الله حسين بن السيد حيدر بن قمر الحسيني الكركي العاملي ، المعروف بالمجتهد ، ومرةّ بالمفتي ، وثالثة بالمفتي بإصفهان ، صاحب كتاب الإجازات ، يروي عنه صاحب الذخيرة بإجازة رأيتها منه له في مجلد إجازات البحار ، وكذا المولى محمّد تقي المجلسي كما في إجازة سبط ولده الأمير محمّد حسين الخاتون آبادي للشيخ زين الدين بن عين علي الخونساري ، وهي إجازة كبيرة ، كثيرة الفوائد ، سماّها مناقب الفضلاء ( ٣ ) .

وهذا السيد يروي عن جماعة كثيرة جداً ، عن مشايخ غفيرة جليلة أيضاً ، منهم : المولى الجليل مولانا معاني ، والمولى أبي محمّد بن عناية الله الشهير بأبي يزيد البسطامي .

وقال رحمه الله كما في إجازات البحار : أروي عن السيد شجاع الدين ( ٤ ) محمود بن علي الحسيني المازندراني ، وميرزا تاج الدين حسين

______

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ٣٢٠ / ٢١٥ .

( ٢ ) المائدة : ٥ : ٥ .

( ٣ ) روضات الجنات ٢ : ٣٢٧ / ٢١٦ .

( ٤ ) أقول : هو جدّ العلامة الوزير سيد حسين الحسيني خليفة سلطان ، إذ هو الحسين بن العلامة =


الصاعدي ، ومولانا محمّد علي بن عناية الله التبريزي ، والسيد حيدر بن علاء الدين الحسيني التبريزي ، والشيخ حسام الدين بن عذافة النجفي ، والمولى معاني التبريزي ، والشيخ عبد الصمد ، والشيخ أبو محمّد الشهير بأبي يزيد البسطامي ، والشيخ محمّد بن أحمد الأردكاني ، وحبيب الله بن علي الطوسي ( ١ ) .

ثمّ فصّل طرقه إليهم من أرادها فليراجعها ، وفيها صورة إجازة السيد الداماد للسيد حسين بن السيد حيدر الحسيني الكركي العاملي المذكور ، بما ينبيء عن سيادته وفقاهته ، بل تفردّه في فنون العلوم الدينية وأفانين المعارف الإيمانية ، اُصولها وفروعها ، وكلياتها وجزئياتها ، عقلياتها وسمعياتها ، نقليتها وشرعيتها ، بعباراته الخاصة وإشاراته المختصة به في عام سنة ١٠٣٨ من الهجرة ، بل له الرواية أيضاً عن شيخنا البهائي طاب ثراه .

٥٠٦ – كتاب الألواح السماوية في اختيارات أيام الاسبوع والسنة : وهو من مصنفات العالم الأرشد والفاضل المؤيد الأمير محمّد حسين بن الأمير محمّد صالح بن الأمير عبد الواسع الحسيني الإِصفهاني الخاتون آبادي سبط العلامة المجلسي ، وكان ماهراً في المعقول والمنقول ، خبيراً بأغلب الفنون ، سيّما في الفقه والحديث ، يروي عن جده وأبيه من قبل اُمه العلامة المجلسي ، وعن الآقا جمال الدين عن والده ، وعن المولى أبي الحسن الشريف عن مشايخه ، وعن السيد علي خان شارح الصحيفة الكاملة ، وغيرهم .

وفي حاشية الروضات : نقلاً عن ظهر كتاب النهاية في شرح الهداية في

_____

= رفيع الدين محمّد بن شجاع الدين المذكور ، وقد ذكر في الرياض وتكملة الأمل وعالم ارا ترجمة شجاع الدين فراجع . ( منه قده ) .

( ١ ) بحار الأنوار ١٠٩: ١٧٤ / الفائدة ٣٥ .


النحو ، للمولى محمّد علي بن المولى محمّد رضا التوني ، من علماء زمان خروج الأفاغنة وأواخر السلاطين الصفوية ، بخطه الشريف ما صورته بالعربية : وفي ليلة يوم الاثنين الثالث والعشرين من شوال سنة إحدى وخمسين بعد مائة وألف توفى شيخ الإِسلام والمسلمين المير محمّد حسين ابن بنت مولانا محمّد باقر المجلسي ، وخلف المير محمّد صالح الخاتون آبادي ، ونقل نعشه الشريف في يوم الجمعة من ذلك الاسبوع إلى المشهد المقدس الرضوي على مشرفه السّلام ( ١ ) .

٥٠٧ – رسالة في الإِجماع : وهي كما في الروضات : للسيد الورع البارع ، الفاضل أبي المفاخر حسين بن السيد الجليل أبي القاسم جعفر بن حسين الحسيني الموسوي الخونساري جد والد مؤلف هذا الكتاب ، كان من أكابر المحققّين الأعلام ، وأعاظم علماء الإِسلام – إلى أن قال بعد وصفه بما هو أهله وحقه – وكان معظم قراءته رحمه الله على أبيه العلامة ، وروايته أيضاً عنه ، وكذا عن شيخه المولى محمّد صادق بن مولى محمّد الشهير بالسراب .

ويروي عنه بهذين السندين العاليين جماعة من الفحول ، منهم : سيدنا بحر العلوم ، والآقا محمّد علي بن الاُستاذ الأكبر البهبهاني صاحب المقامع ، والمحقق القمي صاحب القوانين ، وكانت وفاته بعيد الظهر من يوم الأحد الثامن من رجب المرجّب أحد شهور سنة إحدى وتسعين ومائة بعد الألف ، ودفن في جوار منزله أيام الحياة ، وقريباً من داره ، وبنيت على مزاره الشريف في هذه الأوان قبة طريفة ، يزوره الناس مع اعتقاد نام وخلوص كامل، أفاض الله على تربته الشريفة من فيوضات بحار أنواره .

٥٠٨ – أجوبة المسائل النهاوندية : التي سأله عنها الفاضل الأمير سيد علي النهاوندي صاحب المسائل الكثيرة ، التي سأل بها أيضاً عن السيد عبد الله

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ٣٦٢ / ٢٢١ .


الشوشتري سبط السيد نعمت الله المرحوم ، لهذا السيد العظيم الشأن . كما ان له شرحاً لدعاء أبي حمزة المأثور في سحر شهر رمضان ولزيارة عاشوراء (۱) المشهورة .

٥٠٩ – كتاب استقصاء الأفحام في الردّ على منتهى الكلام : من مصنّفات ناصر الدين المبين ، وسيف الله المسلول على أعداء الدين ، ولسان الفقهاء والمجتهدين ، وترجمان الحكماء والمتكلمين ، وسند المحدّثين ، مولانا السيد حامد حسين الهندي ، صاحب كتاب عبقات الأنوار ، الذي عقمت اُم الدهور والأعصار عن التأليف بمثله ، وهو في الاعتبار والاشتهار كالشمس في رابعة النّهار ، وجنابه من آيات الله العظيمة ، وحجج شيعة الإِثنى عشريّة ، ويظهر ذلك لمن نظر ووفق بمطالعة كتابه العبقات ، فإنه في الباب من أكبر الآيات وأعظم البيّنات ، على أن مثل هذا التوفيق ليس إلّا بفضل خالق البريات ، وإعانة حجة الله في الأرضين والسموات ، ذكره في المآثر والآثار بهذه العبارة :

میر حامد حسين لكهنوي از آيات إلهيَّة ، وحجج شيعه إثنى عشريّة است ، گذشته از مقام فقاهت ، در علم شریف حديث وإحاطه تام بر أخبار وآثار ومعرفت أحوال رجال از شعب شيعه وأهل سنت وجماعت أولين شخص إماميه است قولا مطلقا ، ودر فن كلام لا سيما مبحث امامت که از صدر ما بین ما دو فرقه بزرگ أز این ملت میمون معنون گردیده . إسلام تاكنون . صاحب مقامی مشهود است ، وموفقي بين ، المسلمين مشهور .

ثم أخذ في مدح عبقاته وبيان مناقبه ودرجاته وخزانة كتبه ، قرأ في الكلام على والده العلامة السيد محمد قلي المفتي ، وفي الفقه والاُصول

______

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ٣٦٧ / ٢٢٣ يتصرف .


على سيد العلماء السيد حسين ، وفي المعقول على السيد مرتضى بن السيد محمّد سلطان العلماء ، ويظهر من بعض المجامع المعتبرة على ما حكي أنه حضر أبحاث علماء النجف الأشرف حين تشرّفه بزيارة العتبات العاليات ، توفي رحمه الله في ثامن عشر شهر صفر سنة ١٣٠٦ ودفن في حسينيّة غفر انمآب بلكهنو ، بالجملة هذا الكتاب الاستقصاء وإن لم أره إلى الآن لكن قال بعضهم : وحيد في بابه ، مشتمل على مجلّدين ، جزاه الله من بحار رحمته .

٥١٠ – رسالة الاستصحاب : وهي من مؤلّفات السيد الفقيه المعظم أفضل المحقّقين وأكمل المدقّقين الآقا سيد حسين بن محمد حسن التبريزي الكوه كمري قدّس الله سرّه الشريف ونوّر مضجعه المنيف ، كان رحمه الله من أكابر علمائنا المجتهدين ، وأفاضل فقهائنا المحقّقين ، وقد أحيا الله به علوم الدين بعد اندراسها ، ورفع به أعلام الدين بعد انطماسها ، وزيّن دفاتر العلماء بتقريراته ، وشرّف محابر الفضلاء بتحريراته ، ذكره في المآثر والآثار وأثنى عليه ثناءً جزيلاً ، ومدحه مدحاً جميلاً ، وإن كان بالنسبة إليه قليلاً ، تلمذ على صاحب الفصول والعالم الفاضل الميرزا أحمد صاحب الرياض ، وعلى شريف العلماء ، والشيخ علي نجل صاحب كشف الغطاء ، وصاحبي الجواهر والضوابط ، وعلى المحقّق المرتضى الأنصاري ، وتخرج على الأخير ، وصار بعده مرجعاً لتقليد العوام ، بل كان في أواخر عصره مقلدا مشهوراً ، ومجتهداً معروفاً ، رحمة الله عليه . هكذا وصفه بعض فضلاء العصر من أهل بلدنا أصلاً ، والكاظمي مسكناً ، في كتابه الّذي سمّاه أحسن الوديعة في تراجم بعض علماء العصر ممن هو لم يتعرضه صاحب الروضات .

٥١١ – كتاب الإِجارة : وهو من مصنّفات العالم المحقّق والفاضل المدقّق ، الإمام الرئيس وقوام التدريس ، حجّة الإِسلام وآية الله في الأنام ، المخالف لهواه الحاج ميرزا حبيب الله الرشتي ، كان قدّس الله سرّه وبحظيرة


القدس سرّه ، كما . ا في أحسن الوديعة : عالماً فاضلاً ، وزاهداً عابداً ، ومحقّقاً مدقّقاً ، وفقيها نبيلًا ، ومجتهداً جليلًا ، وقد انتهت إليه بعد سيدنا الكوه كمري رحمه الله رئاسة البحث والتدريس في الغربي السري ، وأتى بتحقيقات وافية في مقام التأسيس ، وأكثر علماء العراق بل وجميع الآفاق كانوا من المتلّمذين لديه والمتخرجين عليه ، ومؤلّفاته أقوى شاهد على ما قلناه وأعظم برهان على ما ادعيناه .

وقد كان فضلاء عصره وتلامذة بحثه يقدمونه على معاصره العلّامة الشيرازي – إلى أن قال – كتاب الإِجارة المشتمل على المعاطاة والفضولي ، فهو كبدائع اُصوله من بدائع الفقه ، توفي رحمه الله في الغرّي السرّي سنة ١٣١٢ عام وفاة معاصره العلّامة الشيرازي ، ودفن في الحجرة الواقعة عن يمين الخارج من باب ساعة الصحن المرتضوي .

٥١٢ – كتاب أسماء أمير المؤمنين من القرآن : للحسين بن القاسم بن محمّد بن أيوب بن شمّون ، أبي عبدالله الكاتب ، قال النجاشي : وكان أبوه القاسم من جملة أصحابنا ، له كتاب أسماء أمير المؤمنين عليه السلام من القرآن ، أخبرنا أحمد بن عبد الواحد قال : حدّثنا أبو طالب الأنباري عنه بكتبه ( ١ ) . وقال ابن الغضائري كما في الخلاصة : ضعفوه ، وهو عندي ثقة ، ولكن بحث فيمن يروي عنه ، قال : وكان أبوه القاسم من وجوه الشيعة ، ولكن لم يرو شيئاً  ( ٢ ) .

وأقول : إن دأب ابن الغضائري المسارعة إلى الجرح في جملة من الثقات كما أشرنا مراراً ، ومع هذا صرّح بتوثيق الرجل ، ولعلّ من ضعّفه إنما

______

( ١ ) رجال النجاشي : ٦٦ / ١٥٧ .

( ٢ ) رجال العلامة الحلي : ٥٢ / ٢٥ .


أراد تضعيفه باعتبار الرواية عن الضعفاء ، فلا نزاع .

أقول : لقد سبق منّي ذكر أسماء أمير المؤمنين في ترجمة الحسن بن الفقيه حسبما تيسّر لي وبلغه جهدي ولا بأس لي بأن أورد في المقام جملة وافية من أسمائه المباركة من المدارك المعتبرة تقرّبا إلى الله تعالى ، ومظهراً الولايته ، وإن كان فيه تكراراً ، فإنّ في كل جديد لذة وطلاوة وحلاوة، واعتصام بحبله المتين ، وصراطه المستقيم ، وأرجو من الله جلّ جلاله ، ومن كرم هذا المولى أن يرزقني شفاعته ، وأن يميتني على ولايته ومحبته .

قال صاحب كتاب الأنوار بنقل ابن شهر آشوب : أن له في كتاب الله ثلاثمائة إسم ، فأما في الأخبار فالله أعلم ( ١ ) ، وفي الشواذ أنّ الله تعالى ذكر الجوارح في كتابه ، وعني به عليّاً نحو قوله : ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) ( ٢ ) قال الرضا عليه السلام : علي خوفهم به . قوله :  ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ) ( ٣ ) قال الصاّدق عليه السلام : نحن وجه الله ، ونحن الآيات والبيّنات ، ونحن حدود الله ، وعن الرضا عليه السلام قال : في قوله : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّو فَثَمَّ وَجْهُ الله ) ( ٤ )  قال : علي ( ٥ ) .

ابن حماد :

الله سماه أسماءً تَرَدَّدُ في ال                 قرآن نَقرؤها في مُحكَمِ السُوَرِ

في الحجرِ والنمل والأنفال قبلهما           والصافاتِ وفي صـادٍ وفي الزُّمرِ

و اختاره وارتضاهَ للنبيٍّ أخاً                وللبتولةِ بَعلًا خيرة الخيرٍ

______

( ١ ) مناقب این شهر آشوب ٣ : ٢٧٥ .

( ٢ ) آل عمران ۳ : ۲۸ – ۳۰ .

( ٣ ) الرحمن ٥٥ : ٢٧ .

( ٤ ) البقرة ٢ : ١١٥ .

( ٥ ) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٢٧٢ .

وله :

وكم حوى القرآن من ذكرِ فضلِهِ             فما سورةٌ منه ومن فضلِهِ تخلو

ألم تكفِكَ الأنعامُ في غيرِ موضعٍ            ويونسُ إن فتشتَ والحجرُ والنحلُ

وسورةُ إبراهيمَ والكهف فيهما              وطه ففي تلك العجائب والنملُ

ويسمونه أهل السماء شمساطيل ، وفي الأرض جمحائيل ، وفي اللوح قسوم ، وعلى القلم منصوم ، وعلى العرش المعين ، وعند رضوان أمين ، وعند الحور العين أصب ، وفي صحف إبراهيم حزبيل ، وفي العبرانيّة بلقياطيس ، وفي السريانيّة شروحيل ، وفي التوراة إيليا ، وفي الزّبور آريا ، وفي الإِنجيل بريا ، وفي الصحف حجر العين ، وفي القرآن عليا ، وعند النبيّ ناصراً ، وعند العرب مليّاً ، وعند الهند كبكراً ويقال : لنكراً ، وعند الروم بطريس ، وعند الأرمن فريق ، وقيل : اطفاروس ، وعند الصقلاب فيروق ، وعند الفرس خير ، وقيل : فيروز ، عند الترك تنير أو عنير ( ١ ) ، وقيل : داج ( ٢ ) ، وعند الخزر برين ، وعند النبط كريا ، وعند الديلم بني ، وعند الزنج حنين ، وعند الحبشة بتريك ( ٣ ) ، وقالوا : كرقنا ، وعند الفلاسفة يوشع ، وعند الكهنة بوى ، وعند الجن حبين ، وعند الشياطين مدمر ، وعند المشركين الموت الأحمر ، وعند المؤمنين السحابة البيضاء ، وعند والده حرب ، وقيل : ظهير ، وعند اُمّه حيدرة ، وقيل : أسد ، وعند ظئره ميمون ، وعند الله علي ( ٤ ) .

_____

( ١ ) في المصدر : عنبر .

( ٢ ) في المصدر : راج .

( ٣ ) في المصدر : تبريك .

( ٤ ) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٢٧٥ .


وسأل المتوكّل زيد بن حارثة البصري المجنون عن علي عليه السلام ؟ فقال : على حروف الهجاء : علي هو الأمر عن الله بالعدل والإِحسان ، الباقر العلوم الأديان ، التالي لسور القرآن ، الثاقب لحجاب الشيطان ، الجامع لأحكام القرآن ، الحاكم بين الإِنس والجان ، الخليّ من كل زور وبهتان ، الدليل لمن طلب البيان ، الذاكر ربّه في السرّ والإِعلان ، الراهب ربّه في الليالي إذا اشتد الظلام ، الزائد الراجح بلا نقصان ، الساتر العورات النسوان ، الشاكر لما أولى الواحد المنّان ، الصابر يوم الضرب والطعان ، الضارب بحسامه رؤوس الأقران ، الطالب بحق الله غير متوان ولا خوّان ، الظاهر على أهل الكفر والطغيان ، العالي علمه على أهل الزمان ، الغالب بنصر الله للشجعان ، الفالق للرؤوس والأبدان ، القوي الشديد الأركان ، الكامل الراجح بلا نقصان ، اللّازم لأوامر الرحمن ، المزوّج بخير النسوان ، النامي ذكره في القرآن ، الولي لمن والاه بالإِيمان ، الهادي إلى الحق لمن طلب البيان ، اليسر السهل لمن طلبه بإحسان ( ١ ) .

والشاهد على صحة هذه الأسماء ما ورد في الأخبار المعتبرة ، مثل معاني الأخبار ( ٢ ) ، وعلل الشرائع الصدوق ( ٣ ) الطائفة ، والعلّامة المجلسي في المجلّد التاسع من كتاب بحار الأنوار ( ٤ ) بإسنادهم عن جابر الجعفي .

ونقلته من بعض المجامع المعتبرة بخط بعض العلماء المتورعين عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه السلام قال : خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة بعد منصرفه من النهروان ، وبلغه أنّ معاوية يسبّه

______

( ١ ) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٢٧٨ .

( ٢ ) معاني الأخبار : ٥٨ / ٩ .

( ٣ ) علل الشرائع : ١٣٦ / ٤ .

( ٤ ) بحار الأنوار ٣٥ : ٤٥ / ١ .


ويلعنه ( ١ ) ويقتل أصحابه ، فقام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على رسول الله صلّى الله عليه وآله وذكر ما أنعم الله على نبيّه وعليه ، ثمّ قال :

لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول الله عزّ وجلّ : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ( ٢ ) اللّهم لك الحمد على نِعَمُك التّي لا تُحصى ، وفضلك الذّي لا يُنسى .

يا أيّها الناس إنه بلغني ما بلغني ، وإنّي أراني قد اقترب أجلي ، وكأني بكم وقد جهلتم أمري ، وأنا تارك فيكم ما تركه رسول الله صلّى الله عليه وآله كتاب الله وعترتي ، وهي عترة الهادي إلى النّجاة : خاتم الأنبياء وسيّد النجباء ، والنّبي المصطفى .

يا أيّها الناس لعلّكم لا تسمعون قائلاً يقول مثل قولي بعدي إلّا مفتر ، أنا أخو رسول الله ، وابن عمّه ، وسيف نقمته ، وعماد نصرته ، وبأسه وشدّته ، أنا رحى جهنم الدائرة ، وأضراسها الطاحنة ، أنا مؤتم البنين والبنات، أنا قابض الأرواح ، وبأس الله الذّي لا يردّه عن القوم المجرمين ، أنا مجدّل الأبطال ، وقاتل الفرسان ، ومبيد من كفر بالرّحمن ، وصهر خير الأنام ، أنا سيّد الأوصياء ، ووصيّ خير الأنبياء ، أنا باب مدينة العلم ، وخازن علم رسول الله ووارثه ، وأنا زوج البتول سيّدة نساء العالمين فاطمة التقّية الزكيّة البّرة المهديّة ( ٣ ) ، حبيبة حبيب الله ، وخير بناته وسلالته ، وريحانة رسول الله ، سبطاه خير الأسباط ، ولداي خير الأولاد ، هل أحد ينكر ما أقول ؟

أين مسلمو أهل الكتاب ؟ أنا اسمّى في الإِنجيل إليا ، وفي التوراة برى

_____

( ١ ) في نسخة : ويعيبه . ( منه قده ) .

( ٢ ) الضحى ٩٣ : ١١ .

( ٣ ) في نسخة : المهذّبة . ( منه قده ) .


وفي الزبور اريّ ، وعند الهند كبكر ، وعند الروم بطريسا ، وعند الفرس حتبر ( ١ ) ، وعند الترك ثبير ( ٢ ) ، وعند الزنج حتبر ( ٣ ) ، وعند الكهنة بَوِىَّ ، وعند الحبشة ثَبرْيك ( ٤ ) ، وعند اُمّي حيدرة ، علي ، وعند ظئري ميمون ، وعند العرب علي ، وعند الأرمن فريق ، وعند أبي ظهير .

ألا وإنّي مخصوص في القرآن بأسماء ، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم ، يقول الله عزّ وجلّ : ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) ( ٥ ) انا ذلك الصادق ، وأنا المؤذّن في الدنيا والآخرة ، قال الله عزّ وجلّ : ( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ( ٦ ) أنا ذلك المؤذّن ، وقال الله : ( وَأَذَانُ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ) ( ٧ ) فأنا ذلك الأذان ، وأنا المحسن ، يقول الله عزّ وجلّ : ( إنَّ الله لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) ( ٨ ) وأنا ذو القلب ، فيقول الله عزّ وجلّ : ( إنَّ في ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ) ( ٩ ) وأنا الذاكر ، يقول الله عزّ وجلّ : ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ) ( ١٠ ) ونحن أصحاب الأعراف : أنا وعمّي وأخي وابن عمّي ، والله فالق الحّب والنوى لا يلج النار لنا محبّ ، ولا يدخل الجنّة لنا مبغض ، يقول الله عزّ وجلّ : ( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ

_____

( ١ ) في المصدر : حبتر .

( ٢ ) في المصدر : بثير .

( ٣ ) في نسخة : حيتر . ( منه قده ) .

( ٤ ) في المصدر : بثريك .

( ٥ ) التوبة ۹ : ۱۱۹ ، في الأصل والبحار ومعاني الأخبار هكذا : ( ان الله مع الصابرين ) وهذا تصحيف لعدم وجود هكذا آية وما اثبتناه هو الصحيح .

( ٦ ) الأعراف ٧ : ٤٤ .

( ٧ ) التوبة ٩ : ٣ .

( ٨ ) العنكبوت ۲۹ : ٦٩ .

( ٩ ) ق ٥٠ / ٣٧ .

( ١٠ ) آل عمران ٣ : ١٩١ .


يَعْرِفُونَ كُلًَّا بِسِيمَاهُمْ ) ( ١ ) وأنا الصهر ، يقول الله عزّ وجلّ : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً ) ( ٢ ) وأنا الاُذن الواعية ، يقول الله عزّ وجلّ : ( وَتَعِيهَا أَذُنٌ وَاعِيَةٌ ) ( ٣ ) وأنا السَلَم لرسول الله صلّى الله عليه وآله ، يقول الله عزّ وجلّ : (  وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ ) ( ٤ ) ومن ولدي مهدي هذه الاُمّة .

ألا وقد جُعِلْتُ مِحْنَتَكم ، ببغضي يعرف المنافقون ، وبمحبّتي امتحن الله المؤمنين ، هذا عهد النّبي الاُمّي أنّه لا يحبك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق، وأنا صاحب لواء رسول الله صلّى الله عليه وآله في الدنيا والآخرة ، ورسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي ، والله لاعَطَش محبّي ولا خاف وليّي ( ٥ ) ، أنا وليّ المؤمنين والله وليي ، بحَسْب محبيّ أن يحبّوا ما أحبّ الله وبحَسْب مبغضيّ أن يبغضوا ما أحبّ الله ، ألا وإنّه بلغني أنّ معاوية سبني ولعنني ، اللّهم أشدد وطأتك عليه ، وأنزل اللّعنة على المستحّق ، آمين ربّ العالمين ، ربّ إسماعيل وباعث إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ، ثمّ نزل عليه السلام عن أعواده فما عاد إليها حتّى قتله ابن ملجم لعنه الله .

قال جابر : سنأتي على تأويل ما ذكره من أسمائه :

أما قوله عليه السلام إسمي في الإِنجيل إليا فهو : علي بلسان العرب ، وفي التوراة بريء ، قال : بريء من الشرك ، وعند الكهنة بوي ، فهو من تبوّأ مكاناً وبّوأ غيره مكاناً ، وهو الذي يسوى الحق منازله ، ويطل الباطل ويفسده ، وفي الزبور أري وهو السبع الذي يدُقّ العظم ويفرس اللحم ، وعند

______

( ١ ) الأعراف ٧ : ٤٦ .

( ٢ ) الفرقان ٢٥ : ٥٤ .

( ٣ ) الحاقة ٦٩ : ١٢ .

( ٤ ) الزمر ۳۹ : ۲۹ .

( ٥ ) في نسخة : موالي . ( منه قده ) .


الهند كبكر ، قال : يقرؤون في كتب عندهم فيها ذكر رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وذكر فيها أن ناصره كبكر ، وهو الذي إذا أراد شيئاً لجّ فيه فلم يفارقه حتى يبلغه ، وعند الروم بطريسا ، قال : هو مختلس الأرواح ، وعند الفُرس حتبر وهو البازي الذي يصطاد ، وعند الترك ثبير ، قال : هو النمر الّذي إذا وضع مخلبه في شيء هتكه ، وعند الزنج حيتر ، قال : هو الذي يقطع الأوصال ، وعند الحبشة تبريك ، قال : هو المدمر على كل شيء أتى عليه ، وعند اُمي حيدرة ، قال : هو حازم الرأي ، الخيّر النقّاب ، النظّار في دقائق الأشياء .

وعند ظئري ميمون ، قال جابر : أخبرني محمّد بن علي عليه السلام قال : كانت ظئر علي عليه السلام التي أرضعته امرأة من بني هلال خلفته في خبائها ، ومعه أخ له من الرضاعة وكان أكبر منه بسنة إلّا أيّاماً وكان عند الخباء قليب ، فمرّ الصبي نحو القليب ونكس رأسه ، فحبا ( ١ ) علي عليه السلام خلفه ، فتعلقت رجل علي عليه السلام بطنب الخيمة ، فجّر الحبل حتى أتى على أخيه ، فتعلّق بفرد قدميه وفرد يديه ، أما اليد ففي فيه ، وأما الرجل ففي يده ، فجاءته اُمّه فأدركته فنادت : يا لَلْحَي يا لَلْحَيِّ يا لَلْحَيّ من غلام ميمون أمسك على ولدي ، فأخذوا الطفل من عند رأس القليب ، وهم يعجبون من قوته على صباه ، ولتعلّق رجله بالطنب ، ولجره الطفل حتى أدركوه ، فسمّته اُمّه ميمونا أي مباركاً ، فكان الغلام في بني هلال يعرف بمعلّق ميمون وولده إلى اليوم .

وعند الأرمن فريق ، قال : الفريق : الجسور الذي يهابه الناس ، وعند أبي ظهير ، قال : كان أبوه يجمع ولده وولد إخوته ثم يأمرهم بالصّراع ، وذلك خلق في العرب ، فكان علي عليه السلام يحسر عن ساعدين له غليظين

______

( ١ ) في نسخة : فجاء . ( منه قده ) .


قصيرين وهو طفل ، ثمّ يصارع كبار إخوته وصغارهم ، وكبار بني عمّه وصغارهم فيصرعهم ، فيقول أبوه : ظهر علّي فسمّاه ظهيراً .

وعند العرب علي ، قال جابر : اختلف الناس من أهل المعرفة لم سمّي علي عليّاً ، فقالت طائفة : لم يسم أحد من ولد آدم قبله بهذا الإِسم في العرب ولا في العجم ، إلّا أن يكون الرجل من العرب يقول : هذا إبني على يريد من ( ١ ) العلو ، لا أنه اسمه وإنّما تسمّى الناس به بعده وفي وقته ، وقالت طائفة : سمّي علي عليّاً لعلّوه على كل من بارزه ، وقالت طائفة : سمّي علي عليّاً لأن داره في الجنان تعلو حتى تحاذي منازل الأنبياء، وليس نبي يعلو منزله منزل علي عليه السلام ، وقالت طائفة : سمّي علي عليّاً لأنه علا على ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله بقدميه طاعة الله عزّ وجلّ ، ولم يعل أحد على ظهر نبي غيره ، عند حطّ الأصنام من سطح الكعبة ، وقالت طائفة : إنّما سمّي عليّاً : لأنه زوّج في أعلى السماوات ، ولم يزوّج أحد من خلق الله في ذلك الموضع غيره ، وقالت طائفة : إنّما سمّي عليّا : لأنه كان أعلى الناس علماً بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله .

وفي علل الشرائع بهذا الإِسناد ( ٢ ) من قوله : اختلف الناس إلى آخر الخبر

قال العلّامة المجلسي رحمه الله بعد ذكر الخبر : بيان : قوله عليه السلام : « أنا رحى جهنم » أي صاحبها والحاكم عليها ، وموصل الكفّار إليها ، ويحتمل أن يكون على الاستعارة ، أي أنا في شدّتي على الكفّار شبيه بها ، وقوله : « أنا قابض الأرواح » أي أقتلها فأصير سبباً لقبضها ، أو أحضر

______

( ١ ) في نسخة : به ( ( منه قده ) .

( ٢ ) المراد بهذا الإِسناد : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن المغيرة بن محمّد ، عن رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر . . . إلى آخره . ( منه قده ) .


عند قبضها ويكون بإذني ، ويحتمل الحقيقة ، والأوسط أظهر .

ويقال : طعنه فجدله أي رماه بالأرض ، والأبطال جمع البطل ، بالتحريك ، وهو الشجاع . قوله عليه السلام : « أن تغلبوا عليها » على بناء المعلوم ، أي تغلبوني عليها بأن تدّعوا أنّ ذلك لكم ، أو على بناء المجهول ، أي يغلبكم الناس في المحاجة ، فتزعموا أنّي لست صاحبها فتضلّوا ، وقال الجزري : الوطء في الأصل : الدوس بالقدم ، فسمي به الغزو والقتل ، لأنّ من يطأ الشيء برجله فقد استقصى في هلاكه وإهانته ، ومنه الحديث « اللّهم أشدد وطأتك على مضر » أي خذهم أخذاً شديداً .

ثمّ اعلم أن الأسماء كلّها سوى « عليّ وبؤي وظهير وميمون وحيدرة » معانيها على غير لغة العرب ، وأما « بري » فلعلَّه من باب الاشتراك بين اللّغتين .

قولها : من غلام ميمون ، أي تعجبّوا من غلام ( ١ ) .

وفي مناقب السروي : رأيت في مصحف ابن مسعود ثمانية مواضع اسم علي عليه السلام ، ورأيت في كتاب الكافي عشرة مواضع فيها اسمه ، تفصيلها :

أبو بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قوله تعالى : ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّه وَرَسُولُهُ ) ( ٢ ) في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً ، هكذا اُنزلت ( ٣ ) .

_____

( ١ ) بحار الأنوار ٣٥ : ٤٥ – ٤٩ .

( ٢ ) النساء ٤ : ١٣ .

( ٣ ) الكافي ١ : ٣٤٢ / ٨ ، وبحار الأنوار ٣٥ : ٥٧ .


أبو بصير ، عنه عليه السلام : ( فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) ( ١ ) يا معشر المكذّبين حيث أتاكم رسالة ربّي في علي والأئمّة من بعده ، هكذا اُنزلت ( ٢ ) .

أبو بصير ، عنه عليه السلام في قوله : ( سَأَلَ سَائِلُ بِعَذَابٍ واقع * للْكَافِرِينَ – بولاية علي – لَيْسَ لَهُ دَافعٌ ) ( ٣ ) ثمّ قال : هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمّد صلّى الله عليه وآله ( ٤ ) .

عمار بن مروان ، عن منخل ، عنه عليه السلام قال : نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا ) ( ٥ ) على عبدنا في علي نوراً مبيناً ( ٦ ) .

جابر عنه عليه السلام : نزل جبرائيل بهذه الآية على محمّد صلّى الله عليه وآله هكذا : ( وَإِنْ كُنتُم فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا – في علي بن أبي طالب – فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ) ( ٧ ) .

أبو حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام : نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا : فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ – بولاية علي – إِلَّا كُفُوراً ) ( ٨ ) .

جابر ، عنه عليه السلام قال : هكذا نزلت هذه الآية : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا

______

( ١ ) الملك ٦٧ : ٢٩ .

( ٢ ) الكافي ١ :  ٣٤٨ / ٤٥ ، وبحار الأنوار ٣٥ : ٥٧ .

( ٣ ) المعارج ٧٠ : ١– ٢ .

( ٤ ) الكافي ١ : ٣٤٩ / ٤٧ ، وبحار الأنوار ٣٥ : ٥٧ .

( ٥ ) النساء ٤ : ٤٧ .

( ٦ ) الكافي ١ : ٣٤٥ / ٢٧ ، وبحار الأنوار ٣٥ : ٥٧ .

( ٧ ) البقرة ٢ : ٢٣ ، الكافي ١ : ٣٤٥ / ٢٦ .

( ٨ ) الإِسراء ١٧ : ٨٩ ، الكافي ١ : ٣٥١ / ٦٤ .

ماَ يُوعَظُونَ بِهِ – في علي – لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ) ( ١ ) .

وعنه عليه السلام : ونزل جبرائيل بهذه الآية هكذا : ( وَقُلِ الحَقُّ منْ رَبِّكُمْ – في ولاية علي – فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا للظَّالِمِينَ – لآل محمّد – ناراً ) ( ٢ ) .

وعنه عليه السلام قال : نزل جبرائيل بهذه الآية : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا – آل محمّد حقّهم – لَمْ يَكُن الله لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً – ثمّ قال : – يَا أَيُّها النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ – في ولاية علي – فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا – بولاية علي – فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ( ٣ ) .

محمّد بن سنان ، عن الرضا عليه السلام في قوله : كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ – بولاية علي – مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) ( ٤ ) يا محمّد من ولاية علي ، هكذا في الكتاب مخطوطة ( ٥ ) .

أبو الحسن الماضي عليه السلام في قوله : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ القُرآن – بولاية علي – تنزيلاً ) ( ٦ ) وجدت في كتاب المنزل ( ٧ ) .

الباقر عليه السلام : بِئْسَمَا اشْتَرَوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ

_____

( ١ ) النساء ٤ : ٦٦ ، الكافي ١ : ٣٥١ / ٦٠ .

( ٢ ) الكهف ۱۸ : ۲۹ ، الكافي ١ : ٣٥١ / ٦٤ .

( ٣ ) النساء ٤ : ١٦٨ – ١٧٠ ، الكافي ١ : ٣٥١ / ٥٩ .

( ٤ ) الشورى ٤٢ : ١٣ .

( ٥ ) الكافي ١ : ٣٤٦ / ٣٢ .

( ٦ ) الإِنسان ٧٦ : ٢٣ .

( ٧ ) الكافي ١ : ٣٦٠ .

اللهُ ) ( ١ ) في علي ( ٢ ) .

وعنه عليه السلام في قوله : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ – في علي – قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) ( ٣ ) .

وعنه عليه السلام : ( وَالَّذِينَ كَفَروا – بولاية علي بن أبي طالب – أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ ) ( ٤ ) قال : نزل جبرائيل بهذه الآية ، كذا .

وعنه عليه السلام في قوله : ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيّنَاتِ ) ( ٥ ) في علي بن أبي طالب ، قال : نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا .

عيسى بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جدّه في قوله : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ – في علي – وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ ( ٦ ) عذّبتك عذاباً أليماً ، فطرح عدوي اسم علي .

التهذيب والمصباح في دعاء الغدير : وأشهد أن الإِمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك ، فقلت : ( وَإِنَّهُ فِي أَمِ الكِتابِ لَدَيْنَا لَعَليٌّ حَكيمٌ ) ( ٧ ) .

وروى الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم السلام ، قال : قال يوماً الثاني لرسول الله صلّى الله عليه وآله إنك لا تزال تقول لعلي عليه السلام : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، فقد ذكر الله هارون في اُمّ القرآن ولم

_____

( ١ ) البقرة ٢ : ۹۰ .

( ٢ ) الكافي ١ : ٣٤٥ / ٢٥ .

( ٣ ) النحل ١٦ : ٢٤ .

( ٤ ) البقرة ٢ : ٢٥٧ .

( ٥ ) البقرة ٢ : ١٥٩ .

( ٦ ) المائدة ٥ : ٦٧ .

( ٧ ) الزخرف ٤٣ : ٤ ، التهذيب ١ : ١٤٥ ، مصباح المتهجد : ٦٩٢ .

يذكر عليّاً ، فقال عليه السلام : يا غليظ يا جاهل أما سمعت الله يقول : ( هَذَا صِرَاطٌ عَلَى مُسْتقيمُ ) ( ١ ) .

موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم السلام : ( هَذَا صِراط عَلى مُسْتقيمٌ ) ( ٢ ) ، وقرىء مثله في رواية جابر ( ٣ ) .

أبو بكر الشيرازي في كتابه بالإِسناد عن شعبة، عن قتادة قال : سمعت الحسن البصري يقرأ هذا الحرف : ( هَذَا صِرَاطٌ عَلىّ مُسْتَقِيمٌ ) ( ٤ ) قلت : ما معناه ؟ قال : هذا طريق علي بن أبي طالب ، ودينه طريق دين مستقيم ، فاتّبعوه وتمسّكوا به ، فإنّه واضح لا عوج فيه .

الباقر عليه السلام في قوله : ( إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ) ( ٥ ) إن إلينا إيّاب هذا الخلق ، وعليّاً حسابهم .

أبو بصير ، عن الصادق عليه السلام – في خبر – أن إبراهيم عليه السلام كان قد دعا الله أن يجعل له لسان صدق في الآخرين ، فقال الله تعالى : ( وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبيّاً * وَوَهَبنا لَهُم مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْناَ لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلَيّاً ) ( ٦ ) يعني علي بن أبي طالب .

وفي مصحف ابن مسعود : حقيق على علي أن لا يقول على الله إلّا الحقّ ، وقيل : لم يُسمّ أحد من ولد آدم بهذا الاسم ، إلّا أنّ الرجل من العرب كان يقول : إنّ ابني هذا عليّ يريد به العلوّ لا أنه اسمه ، وقيل لأنه علا من ساطه ( ٧ ) في الحرب من قوله : ( وَأنتُمُ الْأَعْلَوْنَ ) ( ٨ ) والعلي : الفرس

_____

( ١ ) و ( ٢ ) الحجر ١٥ : ٤١ .

( ٣ ) الكافي ١ : ٣٥١ / ٦٣ .

( ٤ ) الحجر ١٥ : ٤١ .

( ٥ ) الغاشية ٨٨ : ٢٥ .

( ٦ ) مريم ١٩ : ٤٩ – ٥٠ .

( ٧ ) في المناقب : ساحله .

( ٨ ) آل عمران ۳ : ۱۳۹ ، محمد ( ص ) ٤٧ : ٣٥ .

الشديد الجري ، والشديد من كل شيء ( ١ ) ، ثم ذكر الوجوه التي مرّت في رواية جابر .

ثم قال : وقيل : لأنه مشتق من اسم الله : قوله تعالى : ( وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ ) ( ٢ ) وقيل : لأن له علواً في كل شيء : عليّ النسب ، عليّ الإِسلام ، عليّ الزهد ، عليّ السخاء ، عليّ الجهاد ، علي الأهل ، عليّ الولد ، عليّ الصهر .

وفي خبر أنّ النبي صلّى الله عليه وآله سمّاه المرتضى ، لأن جبرائيل هبط إليه فقال : يا محمّد ، إنّ الله تعالى قد ارتضى عليّاً لفاطمة ، وارتضى فاطمة لعلي .

وقال ابن عباس : كان علي يتبع في جميع أمره مرضاة الله تعالى ورسوله ، فلذلك سمّي المرتضى .

وقال جابر الجعفي : الحيدر هو الحازم النظّار في دقائق الأشياء ، وقيل : هو الأسد ، وقال عليه السلام : أنا الّذي سمّتني اُمّي حيدرة .

ابن عباس قال : لما نكل المسلمون عن مقارعة طلحة العبدري تقدّم إليه أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال طلحة : من أنت ؟ فحسر عن الثامه ، فقال : أنا القضم ، أنا علي بن أبي طالب .

ورأيت في كتاب الردّ على أهل التبديل : أنّ في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام : يا ليتني كنت ترابياً ، يعني من أصحاب علي .

وفي كتاب ما نزل في أعداء آل محمّد في قوله : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالمُ

______

( ١ ) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ١٠٦ ، بحار الأنوار ٣٥ : ٥٨ .

( ٢ ) البقرة ٢ : ٢٥٥ ، الشورى ٤٢ : ٤ .


عَلَى يَدَيْهِ ) ( ١ ) رجل من بني عدي ويعذبه علي ، فيعض على يديه ، ويقول العاض ، وهو رجل من بني تيم : ( ياَ لَيْتَني كُنتُ تُراباً ) ( ٢ ) أي شيعيّاً .

البخاري ومسلم والطبري وابن البيّع وأبو نعيم وابن مردويه أنّه قال بعض الأُمراء لسهل بن سعد : سبّ علياً، فأبى ، فقال : أما إذا أبيت فقل : لعن الله أبا تراب ، فقال : والله إنّه إنّما سمّاه رسول الله صلّى الله عليه وآله بذلك ، وهو أحب الأسماء إليه ( ٣ ) .

البخاري والطبري وابن مردويه وابن شاهين وابن البيّع – في حديث – أنّ عليّاً عليه السلام غضب على فاطمة عليها السلام وخرج ! فوجده رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : قم أبا تراب ، قم أبا تراب ( ٤ ) .

الطبري وابن اسحاق وابن مردويه أنّه قال عمار : خرجنا مع النبي صلّى الله عليه وآله في غزوة العشيرة فلمّا نزلنا منزلاً نمنا ، فما نبهنا إلّا كلامٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : يا أبا تراب – لمّا رآه ساجداً معفّراً وجهه في التراب – أتعلم من أشقى الناس ؟ أشقى الناس اثنان : اُحَيْمِرْ ثمود الذي عقر الناقة ، وأشقاها الّذي يخضب هذه ، ووضع يده على لحيته .

وقال الحسن بن علي عليهما السلام – وسُئل عن ذلك – فقال : إنّ الله يباهي بمن يصنع كصنيعك الملائكة ، والبقاع تشهد له ، قال : فكان عليه السلام يعفّر خدّيه ويطلب الغريب من البقاع لتشهد له يوم القيامة ، فكان إذا رآه والتراب في وجهه يقول : يا أبا تراب افعل كذا ، ويخاطبه بما يريد .

وحدّثني أبو العلاء الهمداني بالإِسناد عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن

_____

( ١ ) الفرقان ۲۵ : ۲۷ .

( ٢ ) النبأ ٧٨ : ٤٠ .

( ٣ ) صحيح البخاري ۵ : ۲۳ ، صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٤ / ٣٨ .

( ٤ ) صحيح البخاري ٥: ٢٣ ، صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٤ / ٣٨ .


عباس – في حديث – أنّ عليّاً عليه السلام خرج مغضباً فتوسّد ذراعه فطلبه النبي صلّى الله عليه وآله حتى وجده فوكزه برجله ، فقال : قم فما صلحت أن تكون إلّا أبا تراب ، أغضبت عليّ حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم اُواخ بينك وبين أحد منهم ؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ . . . الخبر .

وجاء في رواية : أنه كُنّي عليه السلام بأبي تراب لأن النبي صلّى الله عليه وآله قال : يا علي أوّل من ينفض التراب عن رأسه أنت .

وروي عن النبي صلّى الله عليه وآله أنه كان يقول : إنّا كنّا نمدح عليّاً إذا قلنا له أبا تراب .

وسمّوه أصلع قريش من كثرة لبس الخوذ على الرأس .

وقال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا سيف الله على أعدائه ، ورحمته على أوليائه .

ابن البيّع في اُصول الحديث ، والخركوشيّ في شرف النبي ، وشيرويه في الفردوس – واللّفظ له – بأسانيدهم أنذه كان الحسن والحسين في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله ما يدعوانه : يا أبه ، ويقول الحسن لأبيه : يا أبا الحسين ، والحسين يقول : يا أبا الحسن ، فلمّا توفي رسول الله صلّى الله عليه وآله دعواه : يا أبانا .

وفي رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام : ما سمّاني الحسن والحسين : يا أبه ، حتّى توفي رسول الله صلّى الله عليه وآله .

وقيل : أبو الحسن مشتق من اسم الحسن .

النطنزيّ في الخصائص : قال داود بن سليمان : رأيت شيخاً على بغلة قد احْتَوَشْته الناس ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : هذا شاهنشاه العرب ، هذا


علي بن أبي طالب ( ١ ) .

وإنما أطنبت المقال في هذا المجال شوقاً إلى ذكر فضائل وصيّ الرسول ، وطلباً للمثوبة عند الله تبارك وتعالى في يوم ردّ الأعمال والقبول ، وأرجو منه جلّ جلاله أن يوفقني لذكر كناه النورانية بالحروف بما يرتضيه أرباب العقول في تراجم أصحاب الكتب والاُصول ، والله وليّ المأمول وغـايـة السؤول ، إنه على ما يشاء قدير وبالإِجابة جدير .

٥١٣ – کتاب صفات أمير المؤمنين وفي نسخة : أصفياء أمير المؤمنين : للحسين بن علي بن فضال ، ذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء ( ٢ ) .

٥١٤ – أصل الحسين بن ماذويه الصفار : قال الشيخ والسروي في الفهرست والمعالم : له كتاب ( ٣ ) .

٥١٥ – أصل الحسين بن المبارك : ذكره النجاشي والشيخ ، ونسبا إليه الكتاب وأسندا عن ابن بُطة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عنه ( ٤ ) .

وفي رسالة تصحيح الأسانيد : وإلى الحسين بن المبارك ، ضعيف في الفهرست ، وإليه صحيح في التهذيب في باب الذبائح والأطعمة قريباً من الآخر بمائة واثني عشر حديثاً ( ٥ ) ، قلت : في النجاشي إليه ابن بُطة ( ٦ ) ،

______

( ١ ) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ١٠٩ – ١١٣ ، وبحار الأنوار ٣٥ : ٥٩ – ٦٢ .

( ٢ ) معالم العلماء : ٤٢ / ٢٦٩ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٥٦ / ٢٠٨ ، وفيه : بن شاذويه ، معالم العلماء : ٣٩ / ٢٤٤ ، وفيه : بن ما ذويه .

( ٤ ) رجال النجاشي : ٥٦ / ١٢٩ ، فهرست الشيخ : ٥٦ / ٢٠٠ .

( ٥ ) التهذيب ٩ : ١٠١ / ٤٤٠ .

( ٦ ) رجال النجاشي : ٥٦ / ١٢٩ .


إنتهى ( ١ ) .

٥١٦ – کتاب أمثال العامة : وهو للحسين بن محمّد بن جعفر الخالع ، قال النجاشي : أبو عبد الله الشاعر الأديب ( ٢ ) ، له هذا الكتاب .

وينبغي أن أذكر في هذا المقام مثلاً من أمثال العرب ذكره الزمخشري في كتاب مستقصى الأمثال لاشتماله على بعض الفوائد الأدبية واللغوية ، وبعض كلمات تحتاج إلى التفسير والبيان ، وفيه عظة وردع للتعرض بأوصاف النسوان .

قال : أخنثُ من هيت ( ٣ ) ، هو مخنّث كان يدخل على أزواج الرسول صلّى الله عليه وآله ، ودخل يوماً دار اُمّ سلمة ورسول الله صلى الله عليه وآله عندها ، فلمّا قال لأخي ( ٤ ) اُمّ سلمة : إن فتح الله عليكم الطائف فأسأل أن تُنفّل ( ٥ ) بادية بنت غيلان بن سلمة الثقفيّة ، فإنها مبتلة ( ٦ ) هيفاء ( ٧ ) شموع ( ٨ ) .

______

( ١ ) مستدرك الوسائل ٣: ٧٢٩ الفائدة / ٦ من الخاتمة .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٧٠ / ١٦٨ .

( ٣ ) هذا مثل من أمثال أهل المدينة ، سار على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله فكان حينئذٍ بالمدينة ثلاثة من المخنثين : هيت ، وهرم ومانع، فصار المثل من بينهم لهيت . ( منه قده ) ( مجمع الأمثال : ٢٤٩ / ١٣٣٧ ) .

( ٤ ) عبد الله بن أبي أمية . ( منه قده) ( غريب الحديث : ٣٥٠ ) .

( ٥ ) النَفَلُ بالتحريك : الغنيمة ، والجمع : أنفال ، تقول منه : نُفَّلتُك تنفيلًا ، أي : أعطيتك نفلًا ، والتَنفّل : التَطَوُّع . ( منه قده ) ( الصحاح – نفل ٥ : ١٨٣٣ ) .

( ٦ ) يقال إمرأةُ مُبَتُّلَةٌ بتشديد التاء مفتوحة : تامّة الخلقة ، لم يركب لحمُها بعضه بعضاً ، ولا يوصف به الرجل . ( منه قده ) ( الصحاح – بَتَلَ – ٤ : ١٦٣٠ )  .

( ٧ ) الهيف بالتحريك : ضُمْرُ البطن والخاصرة ، ورجل أهْيَفُ وإمرأة هَيفاء . ( منه قده ) ( الصحاح يوصف به الرجل . (منه قده )  ( الصحاح –  هيف – ٤ : ١٤٤٤ )

( ٨ ) أي لعوب ضحوك . ( منه قده ) ( الصحاح – شمع – ۳ : ۱۲۳۹ ) .


نجلاء ( ١ ) ، تناصف وجهها في القسامة ، وتجزّا معتدلاً في الوسامة ، إن قامت تثنّت ، وإن قعدت تبنت ( ٢ ) ، وإن تكلّمت تغنّت ، أعلاها قضيب ، وأسفلها كثيب ( ٢ ) ، إذا أقبلت أقبلت بأربع ( ٤ ) ، وإن أدبرت أدبرت بثمان ( ٥ ) ، مع ثغر كالاُقحوان ، وشيءٍ بين فخذيها كالقعب ( ٦ ) المكفأ ، وهي كما قال قيس بن الخطيم :

تغترق ( ٧ ) الطَّرفَ وهي لاهيةٌ            كأنّما شفَّ ( ٨ ) وجهَها نزفُ ( ٩ )

______

( ١ ) النجل : سعة شَّقٌ العين ، والرجل أنجل ، والعين نجلاء . ( منه قده ) ( الصحاح – نجل – ٥ : ١٨٢٦ ) .

( ٢ ) التبني : تباعد ما بين الفخدين ، يقال : تبنت الناقة : إذا باعدت بين رجليها عند الحلب ، ويقال : تبنت ، أي : صارت كأنها بنيان من عظمها . ( منه قده ) ( مجمع الأمثال : ٢٥٠ / ۱۳۳۷ ) .

( ٣ ) كتب الشيء ، يكثب : غلظ وثخن ، فهو كثيب . ( منه قده ) .

( ٤ ) يعني بأربع عُكن في بطنها . ( منه قده ) ( مجمع الأمثال : ٢٥٠ / ١٣٣٧ ) .

( ٥ ) يعني أطراف هذه المكن الأربع في جنبيها ، لكل عكنه طرفان ، فإن العكن تحيط بالجنبين حتى يلحق بالمتنين من مؤخر المرأة ، وقال : بثمان ، وإنما هي عدد الأطراف ، واحدها طرف ، وهو مذّكر لأن هذا كقولهم : هذا الثوب سبع في ثمان ، فلمّا لم يقل : في ثمانية أشيار أي بالتأنيث ، وكما يقولون : صُمْنا من الشهر خمساً ، والصوم للأيام دون الليالي ، فإذا ذكرت الأيام ، قيل : صُمْنا خمسة أيام . ( منه قده ) ( غريب الحديث ١ : ٣٥٠ ) .

( ٦ ) الإِناء الضخم كالقصعة غليظ . ( منه قده ) .

( ٧ ) تغترق الطرف : أي تشتغل عين الناظرين عن النظر إلى غيرها ، يقال إن معناه : أنها ينظر إليها بالطرف كلّه وهي لا تشعر . ( منه قده ) .

( ٨ ) شفّ : أي جهد ، يريد أنها عتيقة الوجه ، دقيقة المحاسن ، ليست بكثرة لحم الوجه . ( منه قده ) .

( ٩ ) النزف : خروج الدم ، أي أنها تضرب إلى الصفرة ، ولا يكون ذلك إلّا من النعمة . ( منه قده ) .


بينَ شُكُولِ النساء ( ١ ) خِلقتُها قصدٌ  ( ٢ ) فلا جبْلَةٌ ( ٣ ) ولا قَضفُ ( ٤ ) قال صلّى الله عليه وآله : ما كنت أحسبك إلّا من غير اُولي الإِربة من الرجال ، ثم نفاه إلى خاخ ( ٥ ) ، وقال بعض الصحابة : أتاذن في ضرب عنقه ؟ فقال : لا ، اُمرنا أن لا نقتل المصلّين ، فبلغ ذلك المخنّث ، فقال : إنما هو من النان ذرير حف ، أي من محرّمي ( ٦ ) الخبز ، إنتهى .

٥١٧ – أصل الحسين بن محمّد بن سليمان : ذكره الشيخ في الفهرست وقال : له كتاب ( ٧ ) ، ثم رواه بإسناده .

٥١٨ – كتاب أخبار أبي محمّد سفيان بن مصعب العبدي وشعره .

٥١٩ – وكتاب أخبار ابن أبي عقب وشعره : للحسين بن محمّد ابن علي الأزدي .

قال النجاشي : أبو عبد الله ثقة ، من أصحابنا ، كان الغالب عليه علم السير والآداب والشعر ( ٨ ) ونسب الكتابين اليه ، ثمّ ذكر طريقه إليه بكتبه .

_____

( ١ ) الأشكل من النساء : الأبيض . ( منه قده ) ( القاموس المحيط – شكل – ٣ : ٤٠١ ) .

( ٢ ) خلقتها قصد : رجل ليس بالجسيم ولا بالضئيل كالمقتصد . ( منه قده ) ( القاموس المحيط – قصد – ۱ : ۳۲۷ ) .

( ٣ ) الجِبْلَةُ بالكسر : الخِلقة ، يقال للرجل إذا كان غليظاً : إنه لذو جِبْلة ، قال الأعشى :

وطال السنام على جبلة                 كخلقاء من هضبات الحضن

( منه قده ) ( الصحاح – جبل – ٤ : ١٦٥٠ ) .

( ٤ ) القضف : الدقة ، وقد قَضُفَ بالضم قَضَافةً ، فهو قضيف ، أي نحيف . ( منه قده ) ( الصحاح – قضف – ٤ : ١٤١٧ ) .

( ٥ ) روضة خاخ : بين مكّة والمدينة . ( منه قده ) ( معجم البلدان – خاخ – ٢ : ٣٣٥ ) .

( ٦ ) من الماردين ، أي من محرّمي الخبز . ( منه قده ) هكذا ورد في المتن والهامش ، وفي ( مجمع الأمثال ١ : ٢٥٠ / ١٣٣٧ ) من النازدرين ، أي من مخرقي الخير .

( ٧ ) فهرست الشيخ : ٥٦ / ٢٠٢ .

( ٨ ) رجال النجاشي : ٦٥ / ١٥٤ .


والمراد بسفيان العبدي هو أبو عبد الله سفيان بن مصعب العبدي من أصحاب الصادق عليه السلام ( ١ ) .

كما ذكره في معالم العلماء من شعراء أهل البيت عليهم السلام ، من طبقة المقتصدين ( ٢ ) ، حيث جعلهم على أربع طبقات : المجاهدون والمقتصدون والمتّقون والمتكلّفون .

٥٢٠ – أصل الحسن بن الحسين بن طحال المقدادي : وهذا الكتاب مذكور في الباب الأول من فرحة الغري بهذه العبارة : رأيت في كتاب عن حسن بن الحسين بن طحال المقدادي ، قال : روى الخلف عن السلف عن ابن عباس : أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : يا علي إنّ الله عرض مودّتنا أهل البيت على السماوات ، فأوّل من أجاب منها السماء السابعة فزينها بالعرش والكرسي ، ثمّ السماء الرابعة فزّينها بالبيت المعمور ، ثمذ سماء الدنيا فزينها بالنجوم ، ثم أرض الحجاز فشرّفها بالبيت الحرام ، ثم أرض الشام ، فشرّفها ببيت المقدس ، ثمّ أرض طيبة ، فشرّفها بقبري ، ثمّ أرض كوفان فشرّفها بقبرك يا علي .

فقال : يا رسول الله ، أُقبر بكوفان العراق ؟

فقال : نعم يا علي ، تقبر بظاهرها قتلًا بين الغريين والذكوات البيض ، يقتلك شقي هذه الاُمّة عبد الرحمن بن ملجم ، فوالذي بعثني بالحق نبيّاً ما عاقر ناقة صالح عند الله بأعظم عقاباً منه ، يا علي ينصرك من العراق مائة ألف سيف .

ثمّ قال : وهذا خبر حسن كاف في هذا الموضع ، ناطق بالحجة

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ٢١٣ / ١٦٥ .

( ٢ ) معالم العلماء : ١٥١ .


والبرهان ( ١ ) ، إنتهى .

والذي رأيته في مشايخ الإِجازات هو الحسين بن أحمد بن طحال ( ٢ ) ، ولعلّه غير هذا .

ثم في الباب السادس من الفرحة نقلاً عن محمد بن معد الموسوي : رأيت في بعض الكتب الحديثية : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عبد العزيز بن عامر الدّهان ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن عيسى ابن أخي الحسن بن يحيى ، قال : حدّثني محمّد بن الحسن الجعفري ، قال : وجدت في كتاب أبي : حدثتني اُمّي عن اُمها : أن جعفر بن محمد عليه السلام حدثها : أن أمير المؤمنين عليه السلام : أمر ابنه الحسن ، أن يحفر له أربع قبور في أربع مواضع : في المسجد ، وفي الغربي ، وفي دار جعدة بن هبيرة ( ٣ ) .

وإنما أراد هذا أن لا يعلم أحد من أعدائه موضع قبره ( ٤ ) .

٥٢١ – أصل الحسين بن محمّد المختار القلانسي : ذكره النجاشي ، وقال بعد الترجمة : الكوفي ، مولى أحمس من بجيلة ، وأخوه الحسن يكنى أبا محمّد ، ذكرا فيمن روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام .

له كتاب ، يرويه عنه حمّاد بن عيسى ( ٥ ) ، ثم ذكر طريقه إليه .

وفي الفهرست : له كتاب ( ٦ ) ، وذكر طرقه المتكثرة إليه ، وفي رجاله

_____

( ١ ) فرحة الغربي : ۲۷ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٤٧٧ الفائدة / ٣ من الخاتمة .

( ٣ ) في المصدر زيادة : وفي الرحبة .

( ٤ ) فرحة الغري : ٧٢ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ٥٤ / ١٢٣ .

( ٦ ) فهرست الشيخ : ٥٥ / ١٩٥ .


في أصحاب الصادق عليه السلام : ابن المختار القلانسي الكوفي ( ١ ) ، وفي أصحاب الكاظم عليه السلام : واقفي ، له كتاب ( ٢ ) .

وفي إرشاد المفيد : إنه من خاصته ، وثقاته ، وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته ( ٣ )

أقول : أمّا وثاقته فلا ريب فيه ، كما عرفت ، مضافاً إلى رواية ابن أبي عمير كما في الكافي في باب ذكر الله في الغافلين ( ٤ ) ، وحمّاد بن عيسى كما مرّ عن النجاشي ، وعبد الله بن المغيرة في الكافي باب الإِشارة والنصّ على أبي الحسن الرضا عليه السلام ( ٥ ) ، ويونس بن عبد الرحمن فيه في باب الرواية على المؤمن ( ٦ ) .

وهؤلاء الأربعة من أصحاب الإِجماع ، ومن الأجلّاء : عثمان بن عيسى فيه في باب اختلاف الحديث ( ٧ ) ، وجماعة اُخرى لا نطيل بذكرها .

وأمّا الوقفيّة فهي أيضاً في غير محلّه ، مع أنه ممّن روى النصّ على الرضا علي بن موسى بالإِمامة من أبيه ، والإِشارة إليه ، وعدم تعرّض النجاشي للوقف ، ولو كان عنده واقفيّاً ، لكان ذكره أهم .

وكذا الشيخ في الفهرست ، وفي الرجال في أصحاب الصادق عليه السلام من دون إشارة إلى ذلك ، مما يوهن هذه النسبة ، فاحتمال كون

______

( ١ ) رجال الشيخ : ١٦٩ / ٦٨ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٣٤٦ / ٣ .

( ٣ ) إرشاد المفيد : ٣٠٤ .

( ٤ ) الكافي ٢ : ٣٦٤ / ١ .

( ٥ ) الكافي ١ : ٢٥٠ / ٩ .

( ٦ ) الكافي ٢ : ٢٦٧ / ٣ .

( ٧ ) الكافي ١ : ٥٣ / ٨ .

الحسين من الواقفية بمكان من البعد ، فارجع إلى ما في العيون والكافي وكتاب الشيخ في الغيبة ، يظهر لك الحق من عدم صحّة الوقف . ٥٢٢ – أصل الحسين بن محمّد القمي : وهو من أصحاب الرضا والجواد عليهما السلام .

قال في المستدرك في شرح المشيخة : ولكنّ اعتماد المشايخ الثلاثة عليه وإخراج أحاديثه ، وعد الصدوق كتابه من الكتب المعتمدة يورث الظنّ القوي بحسن حاله ، وكونه ممّن يعتمد عليه ، والله العالم ( ١ ) .

٥٢٣ – أصل الحسين بن مخلّد : ذكره الشيخ في الفهرست ، وقال : له كتاب ( ٢ ) ، وأسند إليه ، وفي رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام : الحسين بن مخلّد بن إلياس خزاز ( ٣ ) .

٥٢٤ – أصل الحسين بن مصعب : في الفهرست : له كتاب ( ٤ ) ، مع ذكر الطريق عن محمّد بن زياد عنه ، وفي الرجال في أصحاب الباقر : ابن مصعب ( ٥ ) ، وفي أصحاب الصادق عليه السلام : الحسين بن مصعب بن مسلم البجلي الكوفي ، ثمّ فيهم ابن مصعب الهمداني كوفي ، ثمّ فيهم ابن مصعب همداني ( ٦ ) .

وفي التعليقة : محمّد بن زياد هو ابن أبي عمير ، وفي روايته إشعار بوثاقته ، وكذا في رواية الطاطري ، ويروي عنه صفوان بن يحيى ، وفيه

_____

( ١ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٩٠ الفائدة / ٥ من الخاتمة .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٥٦ / ٢٠١ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ۱۸۳ / ۳۱۳ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٥٨ / ٢١٩ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ١١٥ / ٢٦ .

( ٧ ) رجال الشيخ : ١٦٩ / ٧٠ ، ١٧٠ / ٨٦ ، ١٨٤ / ٣٢٢ .


أيضاً الإِشعار ، كما مرّ في الفائدة الثالثة .

ومضى الحسن بن مصعب يروي عنه ابن أبي عمير ، ويحتمل الاتحاد على بعد ، وكونه أخاه وهو الأقرب ، وفي كتب الأخبار ورد كلاهما ( ١ ) ، إنتهى .

٥٢٥ – أصل الحسين بن موسی الحنّاط : قال النجاشي في ترجمته : ابن موسى بن سالم الحنّاط أبو عبد الله مولى بني أسد ثم بني والية ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، وعن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، وعن أبي حمزة ، وعن مَعْمَر بن يحيى ، وُبريد ، وأبي أيوب ، ومحمّد بن مسلم وطبقتهم .

له كتاب ، ثمّ قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، وأصعده إلى ابن أبي عمير عن الحسين بكتابه ( ٢ ) .

وفي الفهرست : له أصل . أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن موسى ( ٣ ) .

وهذا أيضاً مما يشعر بصحة إطلاق الأصل على الكتاب كما رسمناه في الكتاب ، إلّا أن يكون له كتاباً وأصلاً ، لكن اتحاد الطريق فيهما ظاهر في الاتحاد ، فتأمّل .

والاختلاف في أنه مكبّر أو مصغّر ، لكن في نسخة الرجال بالياء ، وفي أصحاب الصادق : الحسين بن موسى الأسدي الحنّاط كوفي ( ٤ ) ، ثمّ فيه

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ۱۱۷ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٤٥ / ٩٠ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٤٩ / ١٦١ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ١٧٠ / ٧٧ .


الحسين بن موسى الهمداني كوفي ( ١ ) ، وفي أصحاب الكاظم عليه السلام : ابن موسى واقفي ( ٢ ) ، وفي أصحاب الرضا : ابن موسى ( ٣ ) ، لكنّ الاتحاد في الحسين بن موسى هو الأظهر ، كما أن هذا ظاهر الوجيزة ( ٤ ) ، ومحتمل نقاد الرجال أن يكون الأسدي والهمداني متحداً ( ٥ ) وليس متعدداً .

وهو كما في التعليقة : غير بعيد بالنسبة إلى الشيخ ، ويومىء إليه ظاهر النجاشي ، لكنّه حكم بضعفه ، وفيه تأمّل لأن ظاهر النجاشي عدم وقفه ، وقد مرّ في الفائدة الثانية . وحكم غير واحد من المحقّقين بوثاقة إبراهيم بن عبد الحميد ومن ماثله ، ورواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى وثاقته ، ويؤيدها روايته عن الأجلّة كما ذكره النجاشي ، ولعلّه يظهر من الأخبار أيضاً ( ٦ ) .

٥٢٦ – أصل الحسين بن مهران بن محمّد بن أبي نصر السكوني : قال الشيخ : له كتاب ( ٧ ) ، وفي أصحاب الرضا عليه السلام من رجاله : ابن مهران ( ٨ ) .

وفي رجال النجاشي أيضاً بهذا العنوان : كان واقفيّاً وله مسائل ( ٩ ) ، وذكر طريقه إلى أحمد بن نهيك ، عن الحسين بن مهران .

لكن في حاشية الخلاصة بخط الشهيد الثاني رحمه الله : قال ابن داود : وهو السلولي بلامين منسوب إلى سلول اُم بني جندل بن مرّة بن

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ۱۷۰ / ۷۸ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٣٤٨ / ٢٥ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢٤ .

( ٤ ) الوجيزة : ٣٢ .

( ٥ ) نقد الرجال ١١٠ / ١٣٧ .

( ٦ ) تعليقة البهبهاني : ۱۱۷ .

( ٧ ) فهرست الشيخ : ٥٧ / ٢١٤ .

( ٨ ) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢٠ .

( ٩ ) رجال النجاشي : ٥٦ / ١٢٧ .


صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن .

وقد ذكره الحازمي في العجالة ونسب قول المصنّف إلى الوهم ( ١ ) .

وفي التعليقة : في العيون بإسناده إلى ابن مسروق قال : دخل على الرضا عليه السلام جماعة من الواقفة منهم محمّد بن أبي حمزة البطائني ، ومحمّد بن إسحاق بن عمّار والحسين بن أبي سعيد المكاري – إلى أن قال – فقال له الحسين بن مهران : قد أتانا ما نطلب إن أظهرت هذا القول ، قال : تريد ماذا ؟ أتريد أن أذهب إلى هارون فأقول له : إني إمام ، وأنت لست في شيء .

وقوله : هو السلولي مرّ في أخيه إسماعيل الجليل أنه من ولد السكوني ، وفي ابن عمّه أحمد بن محمّد بن أبي نصر الجليل أنّ السكوني حيّ باليمن ، وبالجملة لا شبهة في كونه السكوني ( ٢ ) .

٥٢٧ – أصل الحسين بن نعيم الصحّاف الكوفي : قال النجاشي : مولى بني أسد ، ثقة ، وأخواه علي ومحمّد ، رووا عن أبي عبد الله عليه السلام . قال عثمان بن حاتم بن منتاب : قال محمّد بن عبده : وعبد الرحيم بن نعيم الصحاف مولى بني أسد ، أعقب ، وأخوه الحسين كان متكلّماً مجيداً ، له كتب بروايات كثيرة ، فمنها : رواية ابن أبي عمير ( ٣ ) ، ثمّ ذكر الطريق عنه إليه .

وذكره الشيخ أيضاً في الفهرست، ونسب الكتاب إليه مع الطريق إليه ( ٤ ) .

_____

( ١ ) رجال ابن داود : ٢٤١ / ١٥٧ .

( ٢ ) تعليقة البهبهاني : ۱۱۸ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ٥٣ / ١٢٠ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٥٦ / ٢٠٧ .


٥٢٨ – أصل الحسين بن يزيد بن محمّد بن عبد الملك النوفلي : قال الشيخ : له كتاب ( ١ ) ، وأسند إليه .

وفي رجال النجاشي : نوفل النخع مولاهم كوفي أبو عبد الله ، كان شاعراً أدبياً ، وسكن الري ومات بها ، وقال قوم من القميين : إنه غلا في آخر عمره ، والله أعلم ، وما رأينا له رواية تدل على هذا ، له كتاب التقية ( ٢ ) .

وفي الرواشح : وكذلك النوفلي الّذي يروي عن السكوني ، واسمه الحسين بن يزيد النوفلي ، نوفل النخع مولاهم الكوفي أبو عبد الله ، فإنه ليس يضعيف اتفاقاً ، قد ذكره الشيخ في الفهرست وقال : له كتاب عن السكوني .

وذكره أيضاً في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام ( ٣ ) من غير إيراد طعن وغمز فيه أصلا .

وقال الكشي : رمي بالغلوّ ( ٤ ) ، من غير أن يشهد أو يحكم بذلك .

والنجاشي قال : كان شاعراً أديباً سكن الري ومات بها ، وقال قوم من القميين : إنه غلا في آخر عمره ، والله اعلم .

ثمّ قال : وما رأينا له رواية تدل على هذا ، له كتاب التقية – إلى أن قال – وله كتاب السنة ، وابن الغضائري أيضاً لم يطعن عليه أصلاً .

وبالجملة النوفليّ المجروح بالضعف الحسن بن محمّد بن سهل النوفلي ، ذكره النجاشي وقال : ضعيف له كتاب حسن كثير الفوائد ، جمعه وقال ذكر مجالس الرضا عليه السلام مع أهل الأديان ( ٥ ) .

______

( ١ ) فهرست الشيخ : ٥٩ / ٢٢٤ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٣٨ / ٧٧ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢٥ .

( ٤ ) رجال الكشي ٢ : ٨٥٤ / ١١٠٢ .

( ٥ ) رجال النحاشي : ٣٧ / ٧٥ .

وأمّا النوفلي هذا صاحب الرواية عن السكوني فلم يقدح فيه أحد من ائمّة الرجال ، وما ينقل عن بعض القميين مما لا يوجب مغمزاً فيه كما في كثير من الثقات الفقهاء الأثبات كيونس بن عبد الرحمّن وغيره .

والمحقّق نجم الدين بن سعيد أبو القاسم مع تبالغه في الطعن في الأسانيد بالضعف ، قد تمسك في المعتبر وغيره من كتبه ورسائله ومسائله في كثير من الأحكام بروايات السكوني وعمل بها ، والنوفلي هذا في الطريق .

وكذلك الشيخ وغيره من عظماء الأصحاب قد عملوا بها واعتمدوا عليها ، وجعلوها من الموثقات ، فإذن هذا الرجل مقبول الرواية ، وإن لم يكن حديثه معدوداً من الصحاح .

وقول العلّامة في الخلاصة : عندي توقف في روايته بمجرد ما نقل عن القميين وعدم الظفر بتعديل الأصحاب له ( ١ ) ، خارج عن مسلك الصحة والاستقامة ( ٢ ) .

وفي التعليقة بعد ذكر جملة من أمارات المدح ما لفظه : مضافاً إلى كونه كثير الرواية وسديدها ومقبولها ، مع أن جمعاً من القميّين كإبراهيم بن هاشم وغيره أكثروا من النقل عنه ، إلى غير ذلك ممّا فيه من أمارات القوّة ، مع أنذ الغلو في آخر العمر غير مضر  ( ٣ ) .

وفي المستدرك أيضاً في ضمن حال السكوني ما يؤيّد ذلك – إلى أن قال : – قال فخر المحقّقين في الايضاح : احتجّ الشيخ بما رواه عن السكوني في الموثق عن الصادق عليه السلام ، قال : السحت ثمن الميتة . . . إلى آخره ( ٤ ) .

_____

( ١ ) رجال العلامة : ٢١٦ / ٩ .

( ٢ ) الروائح السماوية : ۱۱۳ .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ۱۱۸ .

( ٤ ) إيضاح الفوائد ١ : ٤٠٣ .


والسند في الكافي ، والشيخ في التهذيب عنه هكذا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه عن النوفلي ، عن السكوني ( ١ ) ، وفيه شهادة بتوثيق السكوني والنوفلي وإبراهيم بن هاشم ، وصرح بذلك العلّامة الطباطبائي ، قال : وتبعه على ذلك ابن أبي جمهور في درر اللآلي ( ٢ ) .

ويروي عنه من الأجلّاء إبراهيم بن هاشم والعباس بن معروف ومحمّد ابن أحمد بن يحيى والثقة الجليل الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ومحمّد بن أبي القاسم الثقة والد علي بن محمّد ماجيلويه وأحمد بن محمّد البرقي وأبوه وعلي بن إبراهيم القمي والثقة الصدوق محمّد بن أحمد بن أبي قتادة علي .

ومن جميع ذلك ربما يورث الظن بـوثـاقتـه مضافاً إلى ما يأتي في السكوني ، مع أنّ الغلّو في آخر العمر لو سلم غير مضرّ بأحاديثه كما نصّ عليه الاُستاذ الأكبر ( ٣ ) ، إنتهى كلامه زيد في الخلد إكرامه .

٥٢٩ – أصل حفص بن البختري البغدادي : ذكره النجاشي وقال : مولىً ، بغدادي ، أصله كوفي ، روى عن أبي عبدالله عليه السلام وأبي الحسن عليه السلام ، ذكره أبو العبّاس ، وإنما كان بينه وبين آل أعْين نَبُوَة فغمزوا عليه بلعب الشطرنج ، له كتاب ، يرويه عنه جماعة منهم : محمّد ابن أبي عمير ( ٤ ) ، وأسند إليه عنه به .

وفي الفهرست : له أصل ( ٥ ) ، وأسند إليه . وفي القاموس :

______

( ١ ) التهذيب ٤ : ١١٠ / ٣٢٠ .

( ٢ ) رجال السيد بحر العلوم ٢ : ١٢٤ .

( ٣ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٧٥ الفائدة / ٥ من الخاتمة .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٣٤ / ٣٤٤ .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ٦١ / ٢٣٣ .


٥٣١ – أصل حفص بن سوقة العَمْريّ : مولى عمرو بن حُريث المخزومي ، قال النجاشي : روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، ذكره أبو العباس بن نوح في رجالهما ، أخواه زياد ومحمّد ابنا سوقة – أكثر منه رواية عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام – ثقات ، روی محمّد بن سوقة عن أبي الطُفيل عامر بن واثلة عن علي عليه السلام حديث تفرقة هذه الاُمة ، وروى زياد عن أبي جعفر عليه السلام : « لا تصلّوا خلف الناصب » .

له کتاب ، رواه أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن ابن أبي عُمير عن حفص بن سوقة بكتابه ( ١ ) ، وفي فهرست الشيخ : له أصل ( ٢

٥٣٢ – أصل حفص بن عاصم : أبو عاصم السُلَمي ، المدني ، وهو كما في رجال النجاشي : روى عن جعفر بن محمّد عليهما السلام ، ثقة ، له كتاب ، رواه عنه محمّد بن علي الصيرفي أبو سمينة ( ٣ ) ، وذكر طريقه إليه .

وفي رجال الشيخ في رجال الصادق عليه السلام : ابن عاصم أبو عاصم المدني ( ٤ ) .

٥٣٣ – أصل حفص بن العلاء : قال النجاشي : كوفي ، ثقة ، له كتاب ، يرويه عنه محمّد بن أبي عمير ( ٥ ) ، وذكر الطريق إليه .

٥٣٤ – أصل حفص بن غياث القاضي : أبي عمر النخعي

______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٣٥ / ٣٤٨ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٦٢ / ٢٣٤ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٣٦ / ٣٤٩ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ١٧٦ / ١٧٧ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ١٣٤ / ٣٤٥ .


الكوفي ، ذكره الشيخ في رجاله في رجال الصادق وقال : أسند عنه ( ١ ) .

وفي أصحاب الباقر عليه السلام : حفص بن غياث عامي ( ٢ ) ، وفي النجاشي بعد ذكر نسبه : أبو عمرو القاضي ، كوفي ، روى عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد عليهما السلام ، وولي القضاء ببغداد الشرقية لهارون ، ثم ولاه قضاء الكوفة ، ومات بها سنة أربع وتسعين ومائة ، له كتاب ، أخبرنا عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن سعيد قال : سمعت عبد الله بن اُسامة الكلبي يقول : سمعت عمرو بن حفص بن غياث يقول ، وذكر كتاب أبيه عن جعفر بن محمد ، وهو سبعون ومائة حديث أو نحوها ، وروى حفص عن أبي الحسن موسى عليه السلام ( ٣ ) ، وذكر الطريق إليه .

وفي الفهرست : ابن غياث القاضي ، عاميّ المذهب ، له كتاب معتمد ( ٤ ) ، وأسند إليه بطرق عديدة .

وفي المستدرك بعد ذكر طرق الصدوق إليه في مشيخة الفقيه : ومع ذلك قد أكثر من الرواية عنه إبراهيم بن هاشم ، ويروي عنه محمّد بن علي ابن محبوب وأبو الحسن الفقيه علي بن محمد بن شيرة القاساني وسعد بن عبد الله ، وقد أكثر في الكافي من الرواية عنه بتوسط مشايخه ، ويروي عنه أيضاً أحمد بن محمّد البرقي .

وحقّ القول في المقام أنّه لا حاجة إلى النظر في حال الأحاد ، لأن کتاب حفص معتمد عوّل عليه الأصحاب ، والطرق إليه كثيرة .

أما الأول ففي الفهرست : حفص بن غياث ، عاميّ المذهب ، له

______

( ١ ) رجال الشيخ : ١٧٥ / ١٧٦ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١١٨ / ٥٠ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٣٤ / ٣٤٦ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٦١ / ٢٣٢ .


کتاب معتمد ( ١ ) ، وفي معالم السروي : حفص بن غياث القاضي ، عاميّ ، له كتاب معتمد ( ٢ ) ، ومثلهما ما في الخلاصة . وقال السيد المحقق في رجاله الكبير بعد نقل ما في الفهرست والخلاصة : وربما جعل ذلك مقام التوثيق من أصحابنا ( ٣ ) .

وقال الشيخ في العدّة : عملت الطائفة بما رواه حفص بن غياث وغياث ابن كلوب ونوح بن درّاج والسكوني وغيرهم من العامة عن أئمتنا عليهم السلام ، ولم ينكروه ، ولم يكن عندهم خلافه ( ٤ ) .

أما عاميته وإن كانت غير منافية لوثاقته واعتبار كتابه ، إلّا أنّ الظاهر تفرّد الشيخ بذلك في الفهرست ، وذكره في أصحاب الصادق عليه السلام ولم يرمه بها .

وأما النجاشي فأطال في ذكر نسبه وقضاوته في بغداد والكوفة ، وذكر كتابه وطرقه إليه ، ولم يتعرض لفساد مذهبه إلّا أن يقال باكتفائه بذكر قضاوته من قبل هارون عن ذكر مذهبه ، وفيه تأمّل .

ويروي عنه الحسن بن محبوب وجميل بن درّاج من أصحاب الإِجماع ، ومن الثقات : علي بن شجرة وأيوب ومحمّد البرقي ومحمّد بن حفص ابنه وغيرهم .

ومما يبعد عاميته ويقرب إماميته ما رواه في الكافي عن : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، عن يونس بن ظبيان وحفص بن غياث ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قالا : قلنا : جعلنا

______

( ١ ) فهرست الشيخ : ٦١ / ٢٣٢ .

( ٢ ) معالم العلماء : ٤٣ / ٢٨٠ .

( ٣ ) منهاج المقال : ٤١٠ .

( ٤ )عدّة الأصول : ١ : ٣٨٠ .


فداك أيكره أن يكتب الرجل في خاتمه غير اسمه واسم أبيه ؟ فقال : في خاتمي مكتوب و « الله خالق كلّ شيء » وفي خاتم أبي محمّد بن علي عليهما السلام وكان خير محمّدي رأيته بعيني « العزة الله » ، وفي خاتم على ابن الحسين عليهما السلام « الحمد لله العلي العظيم » وفي خاتم الحسن الله « حسسبي الله » وفي خاتم أمير المؤمنين عليه السلام « الله الملك » ( ١ ) .

وفيه مواضع تشهد بتشيعه ، وأصرح منه ما رواه الشيخ في التهذيب والصدوق في الخصال وعلي بن ابراهيم في تفسيره بأسانيدهم : عن القاسم ابن محمّد ، عن سليمان بن داود ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سأل رجل أبي عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان السائل من محبينا ، فقال أبو جعفر عليه السلام : بعث الله محمّداً صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف ( ٢ ) ، ثم شرح عليه السلام الخمسة في كلام طويل لم يعهد منهم عليهم السلام القاؤه إلى غير شيعتهم ، فلاحظ .

وفي التهذيب بالإِسناد : عن سليمان ، عن أبي أيوب ، عن حفص بن غياث قال : كتب إلىّ بعض إخواني أن أسأل أبا عبد الله عليه السلام عن مسائل فسألته عن الأسير هل يتزوج في دار الحرب ؟ فقال : أكره ذلك ، فإن فعل في بلاد الروم فليس هو بحرام وهو نكاح ، وأما في الترك والديلم والخزر فلا يحل له ذلك ( ٣ ) ، وهو كالنص في تشيعه ، والمراد بالإِخوان : شيعته الذين كانوا يعتقدون حجّية كلامه .

ويؤيد ذلك روايته عن أبي الحسن موسى عليه السلام أيضاً كما نص

______

( ١ ) الكافي ٦ : ٤٧٣ / ٢ .

( ٢ ) التهذيب ٦ : ١٣٦ / ۲۳۰ ، الخصال ۱ : ٢٧٤ / ١٨ ، تفسير القمي : ٢ : ٣٢٠ .

( ٣ ) التهذيب ٦ : ١٥٢ / ٢٦٥ .


عليه النجاشي ، ورواية المخالفين عنه غير معهودة .

وأما الثاني : فإنّ الصدوق رواه . عن طرق ثلاثة ، والنجاشي ذكر له طريقين آخرين ، وقال : إنّ كتابه سبعون ومائة حديث أو نحوها ( ١ ) ، وكذا الشيخ في الفهرست ذكر له طريقاً .

ويظهر منهم أنّ مشايخ القمييّن كابن الوليد ، والصفار ، وسعد ، والحميري وغيرهم رووا كتابه مضافاً إلى عده الصدوق من الكتب المعتمدة ( ٢ ) ، إنتهى كلامه الحق الحقيق بالقبول والتصديق .

وفي أمالي الصدوق رحمه الله : عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث أنه كان إذا حدّث عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : حدّثني خير الجعافر جعفر بن محمّد عليهما السلام ( ٣ ) .

وفي روضة الكافي حديث شريف مروي عنه ، فيه شهادة على كونه من الشيعة ، وإيماء إلى أنّ الصادق عليه السلام كان يحذّره عن أمر القضاء والمعروفية عند السلطان وغيره من أهل السنة .

ونحن ننقله ونتبرك بذكره ونزين الأوراق بنشره ، فإنّ فيه فوائد جمة وعوائد مهمة وعظة نافعة والنجاة لمن عمل به ، ومتنه أقوى شاهد على صدوره من أهل بيت النبوة ، وعلو مضمونه من أكبر الحجج على أنّ هذا النحو من الكلام لا يمكن إلّا من أوصياء خير الأنام ، وحقيق أن يكتب بالذهب لا بل بالنور على القلوب ، لعلّ الله ببركة هذه الأنوار يجمع شملنا ويصلح مفاسد أمر دنيانا وآخرتنا ، ويجبر كسر هذه الأوراق وكاتبه بظهور الحجة المنتظر عليه وعلى آبائه صلوات الله وتحياته إلى يوم العرض الاكبر ،

______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٣٤ / ٣٤٦ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٩١ / الفائدة ٥ من الخاتمة .

( ٣ ) أمالي الصدوق : ٢٠٢ / ١٤ .


فقلت له : إنما يرى أنّ له عليه فضلًا بالعافية إذا رآه مرتكبا للمعاصي . فقال : هيهات هيهات ، فلعلّه أن يكون قد غفر له ما أتى وأنت موقوف تحاسب ، أما تلوت قصة سحرة موسى عليه السلام ، ثم قال : كم من مغرور بما قد أنعم الله عليه ، وكم من مستدرج بستر الله عليه ، وكم من مفتون بثناء الناس عليه .

ثم قال : إنّي لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الاُمة إلّا لأحد ثلاثة : صاحب سلطان جائر ، وصاحب هوى ، والفاسق المعلن ، ثم تلا : ( قُلْ اُنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله ) ( ١ ) ثم قال : يا حفص الحب أفضل من الخوف ، ثم قال : والله ما أحبَّ الله من أحبَّ الدّنيا ووالى غيرنا ، ومن عرف حقنا وأحبنا فقد أحّب الله تبارك وتعالى .

فبكى رجل ، فقال : أتبكي ؟ لو أنّ أهل السموات والأرض كلّهم اجتمعوا يتضرعون إلى الله عزّ وجلّ أن ينجيك من النار ويدخلك الجنة لم يشفعوا فيك .

ثم قال : يا حفص كن ذنباً ولا تكن رأساً ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله :  « من خاف الله كَلَّ لسانه » ثم قال : بينا موسى بن عمران يعظ أصحابه إذ قام رجل فشق قميصه فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا موسى قل له : لا تشق قميصك ، ولكن اشرح لي عن قلبك .

ثم قال : مرّ موسى بن عمران عليه السلام برجل من أصحابه وهو ساجد فانصرف من حاجته وهو ساجد على حاله ، فقال موسى عليه السلام : لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا موسى لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبلته حتى يتحول عما أكره إلى ما اُحب ( ٢ ) ، تم

_____

( ١ ) آل عمران : ٣ : ٣١ .

( ٢ ) الكافي ٨ : ١٢٨ / ٩٨ .


الحديث الشريف .

ولولا في هذا الكتاب إلّا هذا المبارك من الخطاب لكفى به فضلًا وشرفاً ، وأرجوا أن يكون لي ذخراً وأجراً ، ثم إنّ في هذا السفر الجامع الثقة الإِسلام حديث آخر مروي عنه عن موسى بن جعفر عليه السلام في باب فضل القرآن فيه شهادة على ما قلنا ، وهو أن جنابه قال : يا حفص ، من بات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علّم في قبره ليرفع الله به من درجته ، فإنّ درجات الجنة على قدر ( ١ ) آيات القرآن ، يقال له : إقرأ وارق ، فيقرأ ثم يرقا .

قال حفص : فما رأيت أحداً أشد خوفاً على نفسه من موسى بن جعفر عليهما السلام ولا أرجا الناس منه ، وكانت قراءته حزناً ، فاذا قرأ فكأنّه يخاطب إنساناً ( ٢ ) .

وفي باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجال الشيخ : حفص بن غياث القاضي ، روى ابن الوليد عن محمّد بن حفص عن أبيه ( ٣ ) .

وفي هذا الكلام مع ما ذكره من روايته عن الصادقين والكاظم عليهما السلام تهافت ، وستجيء منّا الإِشارة إلى ما قاله أئمّة الفن عن رفع هذا الاضطراب الّذي يرى في كتابه ، حيث يذكر الرجل مرّة في أصحاب الأئمة عليهم السّلام وأخرى في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام ، وهو في كتابه كثير .

قال في إتقان المقال : وكثيراً ما يذكر الشيخ الرجل في هذا الباب وفي ساب من روى عنهم عليهم السلام ، لكنه يذكره في باب من لم يرو عنهم

_____

( ١ ) عدد : خ ل . ( منه قده ) .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٤٤٣ / ١٠ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ٤٧١ / ٥٧ .


عليهم السلام قائلاً : روى عنه فلان ، وفي باب من روى عنهم مجرداً عن ذلك مشيراً إلى أنّ ما رواه فلان عنه لم يروه الرجل المذكور عن الإِمام بلا واسطة بخلاف ما رواه عنه غيره ، فلا يتوهم التناقض في كلامه كما ظنه بعضهم ( ١ ) .

٥٣٥ – أصل الحكم بن أعمى : ذكره السروي في معالمه والشيخ في الفهرست وقالا : له أصل ( ٢ ) ، مع ذكر الثاني إسناده إلى ابن أبي عمير عن الحسن بن محبوب عنه ، وفي تعليقة الاُستاذ : قال جدّي رحمه الله : الظاهر أنه والحكم بن مسكين واحد ، وهو غير بعيد فتأمل ( ٣ ) ، وكذا في النقد والحاوي .

وابن مسكين هو الّذي قال النجاشي في ترجمته : أبو محمّد كوفي ، مولى ثقيف ، المكفوف ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، له كتاب : القضايا ، كتاب الطلاق ، كتاب الظهار ( ٤ ) ، وفي رجال الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام : ابن مسكين المكفوف ، مولى ثقيف ( ٥ ) .

٥٣٦ – أصل الحكم بن أيمن : ذكره الشيخ في فهرسته ، وقال : له أصل ( ٦ ) ، وروى بطريقه عن ابن أبي عمير عنه ، وفي رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام : ابن أيمن ، مولى قريش ، الحنّاط ، كوفي ( ٧ ) .

وقال النجاشي : ابن أيمن الحناط مولى قريش ، أبو علي ، روى حكم

_____

( ١ ) إتقان المقال : ٣ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٦٢ / ٢٣٧ معالم العلماء : لم يرد في نسختنا .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ١٢١ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٣٦ / ٣٥٠ وفيه : كتاب الوصايا بدل القضايا .

( ٥ ) رجال الشيخ : ١٨٥ / ٣٤٢ .

( ٦ ) فهرست الشيخ : ٦٢ / ٢٣٦ .

( ٧ ) رجال الشيخ : ١٧١ / ١٠٧ وفيه : الخيّاط .

عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، له كتاب يرويه ابن أبي عمير ( ١ ) ، ثم أسند إليه ، وفي التعليقة : فيه إشعار بوثاقته ، وكذا في رواية صفوان عنه ( ٢ ) .

٥٣٧ – أصل حكم بن الحكيم : ذكره النجاشي بهذه العبارة : أبو خلّاد الصيرفي ، كوفي ، مولى ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، ذكر ذلك أبو العباس في كتاب الرجال ، له كتاب يرويه عنه صفوان بن يحيى ، مع ذكر الطريق إليه .

وقال ابن نوح : هو ابن عمّ خلّاد بن عيسى ( ٣ ) . ثم ذكر الطريق به عن ابن أبي عمير .

وفي فهرست الشيخ : ابن حكيم ، له كتاب ( ٤ ) ، وطريقه عن ابن أبي عمير عنه ، وفي رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام : ابن حكيم ، أبو خلّاد الصيرفي ( ٥ ) .

وفي المستدرك بعد ذكر طريق الصدوق إليه : الحكم ثقة ، ويروي عنه ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى وجميل بن درّاج وحمّاد بن عثمان وأبان بن عثمان وهشام بن سالم ومحمّد بن أبي حمزة والسندي بن محمّد وغيرهم من الأجلاء ( ٦ ) .

______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٣٧ / ٣٥٤ .

( ٢ ) تعليقة البهبهاني : ١٢١ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٣٧ / ٣٥٣ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٦٢ / ٢٣٨ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ١٨٥ / ٣٤٣ .

( ٦ ) مستدرك الوسائل : ٥٩٢ الفائدة / ٥ من الخاتمة .


٥٣٨ – أصل الحَكَم القتّات : قال النجاشي : كوفي ، ثقة ، قليل الحديث ، له كتاب يرويه عن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي هاشم البجلي ( ١ ) ، وأسند عنه إليه بكتابه .

٥٣٩ – كتاب الإِمامة : وهو لحكم بن هِشام بن الحكم ، أبي محمد ، مولى كِندة ، سكن البصرة ، وكان مشهوراً بالكلام ، وحكي عنه مجالس كثيرة ، وذكر بعض أصحابنا رحمهم الله تعالى أنه : رأى له كتاباً في الإِمامة ( ٢ ) ، كذا قال النجاشي .

٥٤٠ – أصل حمّاد بن أبي طلحة بيّاع السابُري : قال النجاشي : كوفي ، ثقة ، له كتاب يرويه عنه جماعة منهم : أحمد بن أبي بشر عن حمّاد ( ٣ ) . وفي رجال الشيخ في رجال الصادق عليه السلام : ابن أبي طلحة بيّاع السابري ( ٤ ) .

٥٤١ – أصل حمّاد بن عثمان الناب الكوفي : ذكره السروي في معالم العلماء ، وقال : ثقة ، له كتاب ( ٥ ) ، قال في الخلاصة بعد الترجمة : ثقة ، جليل القدر ، من أصحاب الرضا عليه السلام ، ومن أصحاب الكاظم عليه السلام .

والحسين أخوه وجعفر – أولاد عثمان بن زياد الرواسي – فاضلون خيار ثقات ، قال الكشي : عن حمدوية عن أشياخه قال : وحمّاد ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه ، والإِقرار له بالفقه ( ٦ ) . وفي رجال الشيخ

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٣٨ / ٣٥٥ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٣٦ / ٣٥١ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٤٤ / ٣٧٢ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ١٨٢ / ٢٨٨ .

( ٥ ) معالم العلماء : ٤٣ / ٢٧٨ .

( ٦ ) رجال العلامة : ٥٦ / ٣ .

في رجال الصادق عليه السلام : حمّاد بن عثمان ذو الناب ، مولى غني كوفي ، وفي أصحاب الكاظم : ابن عثمان ، لقبه الناب ، مولى الأزدي ، كوفي ، له كتاب ( ١ ) .

وفي أصحاب الرضا عليه السلام : ابن عثمان الناب ، من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ( ٢ ) .

وفي فهرسته : ابن عثمان الناب ، ثقة ، جليل القدر ، له كتاب ( ٣ ) ، وأسند إليه بطرقه المتكثرة ، وفي الكشي : مات سنة تسعين ومائة بالكوفة ( ٤ ) .

٥٤٢ – أصل حمّاد بن عثمان بن عمر و بن خالد الفزاري : قال النجاشي : مولاهم ، كوفي ، كان يسكن عرزم فنسب إليها ، وأخوه عبد الله ثقتان ، رويا عن أبي عبد الله عليه السلام ، وروى حمّاد عن أبي الحسن والرضا عليهما السلام ، ومات حمّاد بالكوفة في سنة تسعين ومائة ، ذكرهما أبو العباس في كتابه ( ٥ ) ، له كتاب روى عنه محمّد بن الوليد ، وفي رجال أبي علي في ترجمة حمّاد بن عثمان الناب :

في التعليقة : الظاهر من عبارة الكشي أنّ مولى غني غير الناب ، ولا يبعد كونه الفزاري بقرينة الموت في الكوفة وفي السنة المذكورة ، وفي حاشية التحرير بخطه في نسخة معتبرة للكشي عليها خط السيد جعل حمّاد

______

( ١ ) رجال الشيخ : ١٧٣ / ١٣٩ ، ٣٤٦ / ٢ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ٣٧١ / ١ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٦٠ / ٢٣٠ .

( ٤ ) رجال الكشي ٢ : ٦٧٠ / ٦٩٤ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ١٤٣ / ٣٧١ .


يعني – ابن غني – بصورة العنوان على وجه يقتضي المغايرة بينه وبين الأول ( ١ ) إنتهى .

وعبارة السيد المذكورة في التحرير أظهر من عبارة الكشي في التعدد إلى أن قال – ويؤيد اتحاد مولى غني مع الفزاري أنّ غني حي من غطفان ، وفزارة أبو قبيلة من غطفان ( ٢ ) ، صرّح بهما في القاموس ( ٣ ) .

٥٤٣ – أصل حمّاد بن عيسى : وهو كما في رجال النجاشي : أبو محمّد الجهني مولى ، وقيل : عربي ، أصله الكوفة ، سكن البصرة ، وقيل : أنّه روى عن أبي عبد الله عليه السلام عشرين حديثاً ، وأبي الحسن والرضا عليهما السلام ، ومات في حياة أبي جعفر الثاني ، ولم يحفظ عنه رواية عن الرضا ، ولا عن أبي جعفر عليهما السلام ، وكان ثقة في حديثه صدوقاً ، قال : سمعت من أبي عبد الله عليه السلام سبعين حديثاً ، فلم أزل أدخل الشك على نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين .

إلى أن قال : قال أحمد بن الحسين رحمه الله : رأيت له كتاباً فيه عبر ومواعظ وتنبيهات على منافع الأعضاء من الإِنسان والحيوان ، وفصول من الكلام في التوحيد ، وترجمته مسائل التلميذ ، وتصنيفه عن جعفر بن محمّد ابن علي ، وتحت الترجمة بخط الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني : التلميذ حمّاد بن عيسى .

وهذا الكتاب له ، وهذه المسائل سأل عنها جعفراً وأجابه ( ٤ ) ، والظاهر أنّ هذا الكتاب من حمّاد . هذا هو الّذي عبّر عنه صاحب معالم العلماء :

_____

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ١٢٤ .

( ٢ ) القاموس المحيط : ٢ : ١١٠ ، ٤٠ : ٤٧٣ .

( ٣ ) منتهى المقال : ١١٨ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٤٢ / ٣٧٠ .


بكتاب النوادر ( ١ ) .

وبالجملة هو من أصحاب الاجماع ، الّذين هم انعقد الاجماع على تصحيح ما يصحّ عنهم ، وتصديقهم ، وأقرّوا لهم بالفقه والعمل .

وفي الرواشح : وبالجملة هؤلاء على اعتبار الأقوال المختلفة في تعيينهم أحد وعشرون بل اثنان وعشرون رجلاً ، ومراسيلهم ومرافيعهم ومقاطيعهم ومسانيدهم إلى من يسمّونه من غير المعروفين معدودة عند الأصحاب رضوان الله عليهم من الصحاح ، من غير اكتراث منهم لعدم صدق حدّ الصحيح على ما قد علمته عليها ، إنتهى ( ٢ ) .

فقد ظهر أنه من عيون هذه الطائفة وله مناقب جمة ، وان قال ابن حجر في التقريب : حمّاد بن عيسى بن عبيدة بن الطنيل الواسطي ، نزيل البصرة ، ضعيف من التاسعة ، غرق بالجحفة سنة ثمان ومائتين ( ٣ ) ، عن شيخهم ابن معين أنه قال فيه : شيخ صالح ( ٤ ) .

إلّا أنّ مدحهم كقدحهم لا نفع فيه ولا ضرر .

وأما حكاية غرقه أشار إليها النجاشي بهذه العبارة : وله حديث مع أبي الحسن موسى عليه السلام في دعائه بالحج ، وفي آخر كلامه : مات غريقاً بوادي قناة وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة وهو غريق الجُحفة في سنة تسع ومائتين ، وقيل : سنة ثمان ومائتين ، وله نيف وتسعون سنة رحمه الله ( ٥ ) .

______

( ١ ) معالم العلماء : ٤٣ / ٢٧٩ .

( ٢ ) الروائح السماوية : ٤٧ .

( ٣ ) تقريب التهذيب ١ : ١٩٧ / ٥٤٦ .

( ٤ ) تهذيب التهذيب : ٣ : ١٦ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ١٤٢ / ٣٧٠ .


وأما شرحها فقد رواه الكشي عن حمدوية قال : حدثني العبيدي عن حمّاد بن عيسى قال : دخلت على أبي الحسن الأول عليه السلام ، فقلت له : جعلت فداك ادع الله لي أن يرزقني داراً وزوجة وولداً وخادماً والحج في كل سنة ، فقال : اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد ، وارزقه داراً وزوجة وولداً وخادما والحج خمسين سنة فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة .

قال حماد : وحججت ثمان وأربعين سنة ، وهذه داري قد رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذا خادمي ، قد رزقت كل ذلك .

فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ، ثم خرج بعد الخمسين حاجاً ، فزامل أبا العباس النوفلي القصير ، فلما صار في موضع الإِحرام دخل يغتسل ، فجاء الوادي فحمله فغرقه الماء رحمه الله .

وأتاه قبل أن يحج زيادة على الخمسين ، عاش إلى وقت الرضا ، وتوفى سنة تسع ومائتين وعاش نيفاً وتسعين سنة .

ومات بوادي قناة بالمدينة ، وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة ( ١ ) ، إنتهى .

وفي التعليقة : في كشف الغمة : عن اُمية بن علي القيسي قال : دخلت أنا وحمّاد بن عيسى على أبي جعفر عليه السلام بالمدينة لنودعه ، فقال لنا : لا تحركا اليوم وأقيما إلى غد ، فلما خرجنا من عنده قال لي حمّاد : أنا أخرج ، فقد خرج ثقلي ، فقلت : أما أنا فمقيم ، فخرج حمّاد ، فجرى

_____

( ١ ) رجال الكشي ٢ : ٦٠٤ / ٥٧٢ .


الوادي في تلك الليلة فغرق فيه ، وقبره بسيالة ( ١ ) ، إنتهى .

وأشرنا في الحسين بن خالد عدم ضرر أمثال ذلك بالنسبة إلى الثقات وغيرهم ، ويظهر مما ذكرنا أنه غرق بالمدينة كما هو ظاهر أول كلام النجاشي والخلاصة ، وإن كان آخر كلامه أنه غريق الجحفة كما هو المشهور والمذكور عن الكشي ( ٢ ) .

وفي رجال أبي علي ولا يخفى أن مثل هذا غير مضر لأنهم لم يفهموا منه الوجوب بل كونه لمصلحة أنفسهم .

ثم قال بعد نقل ما ذكرناه من كونه غريق المدينة والجحفة : أقول : لعلّ الظاهر بدل الكشي رجال الشيخ كما هو ظاهر ، فإنه قال في أصحاب الصادق بعد الترجمة : أصله كوفي ، بقي إلى زمن الرضا عليه السلام ، وذهب به السيل في طريق مكة بالجحفة ( ٣ ) ( ٤ ) .

وينبغي أن أذكر عنه حديث الصلاة – تبركاً به وتزييناً للأوراق – المروي في الفقيه والكافي :

حمّاد بن عيسى قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام يوماً : يا حمّاد أنحسن أن تصلي ؟ قال : فقلت : يا سيدي أنا أحفظ كتاب حريز في الصلاة قال : لا عليك يا حمّاد ، قم فصل ، قال : فقمت بين يديه متوجها إلى القبلة ، فاستفتحت الصلاة ، فركعت وسجدت .

فقال : يا حمّاد لا تحسن أن تصلي ، ما أقبح الرجل منكم أن يأتي

_____

( ١ ) کشف الغمة : ٢ / ٣٦٥ .

( ٢ ) تعليقة البهبهاني : ١٢٤ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ١٧٤ / ١٥٢ .

( ٤ ) منتهى المقال : ١١٩ .


عليه ستون سنة أو سبعون سنة فلا يقيم صلاة واحدة بحدودها تامة .

قال حمّاد : فأصابني في نفسي الذل ، فقلت : جعلت فداك ، فعلمّني الصلاة ؟

فقام أبو عبد الله عليه السلام مستقبل القبلة منتصباً ، فأرسل يديه جميعاً على فخذيه ، قد ضم أصابعه ، وقرّب بين قدميه حتى كأن بينهما قدر ثلاثة أصابع منفرجات ، واستقبل بأصابع رجليه جميعاً القبلة ، لم يحرّفها عن القبلة .

وقال بخشوع : الله أكبر ، ثم قرأ الحمد بترتيل ، وقل هو الله أحد ، ثم صبر هنيهة بقدر ما يتنفس وهو قائم ، ثم رفع يديه حيال وجهه وقال : الله أكبر ، وهو قائم .

ثم ركع وملأ كفّيه من ركبتيه منفرجات ، وردّ ركبتيه إلى خلفه حتى استوى ظهره حتى لو صبّ عليه قطرة من ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره ، ومدّ عنقه وغمّض عينيه ، ثم سبّح ثلاثاً بترتيل فقال : سبحان ربذي العظيم وبحمده .

ثم استوى قائماً ، فلما استمكن من القيام قال : سمع الله لمن حمده ، ثم كبّر وهو قائم ، ورفع يديه حيال وجهه .

ثم سجد ، وبسط كفيه مضمومتي الأصابع بين يدي ركبتيه حيال وجهه ، وقال : سبحان ربي الأعلى وبحمده – ثلاث مرات – ولم يضع شيئاً من جسده على شيء منه ، وسجد على ثمانية أعظم : الكفين والركبتين وأنامل إبهامي الرجلين والجبهة والأنف .

وقال : سبعة منها فرض يسجد عليها ، وهي التي ذكرها الله تعالى في


كتابه فقال : ( وَأَنَّ المَسَاجِدَ اللهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ الله اَحَداً ) ( ١ ) وهي : الجبهة والكفان والركبتان والإِبهامان ، ووضع الأنف على الأرض سنة ، وهو الارغام ثم رفع رأسه من السجود ، فلّما استوى جالساً قال : الله أكبر ، ثم قعد على فخده الأيسر ، وقد وضع ظاهر قدمه الأيمن على بطن قدمه الأيسر وقال : أستغفر الله ربي وأتوب إليه .

ثم كبّر وهو جالس ، ثم سجد السجدة الثانية وقال : كما قال في الأولى ، ولم يضع شيئاً من بدنه على شيء منه في ركوع ولا سجود ، وكان مجنحاً ، ولم يضع ذراعيه على الأرض .

فصلّى ركعتين على هذا ، ويداه مضمومتا الأصابع ، وهو جالس في التشهّد .

فلمّا فرغ من التشهّد سلّم ، فقال : يا حمّاد هكذا صلّ ( ٢ ) ولا تلتفت ولا تعبث بيديك وأصابعك ، ولا تبزق عن يمينك ولا يسارك ولا بين يديك ، إنتهى ( ٣ ) .

وأما فقه الحديث فمحله الكتب الفقهية .

٥٤٤ – أصل حمدان بن سليمان بن عميرة النيسابوري : قال السروي في المعالم : له كتاب ( ٤ ) ، وذكره الشيخ في كتاب الرجال في رجال أبي الحسن الهادي عليه السلام بعد الترجمة : نيسابوري ، المعروف بالتاجر

_____

( ١ ) الجن : ٧٢ / ١٨ .

( ٢ ) الكافي ٣ : ٣١١ / ٨ .

( ٣ ) الفقيه ١ : ١٩٦ / ٩١٦ .

( ٤ ) معالم العلماء : ٤٤ / ٢٨٥ .


في رجال أبي محمّد العسكري عليه السلام : ابن سليمان نيسابوري ، وفي باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجال الشيخ : ابن سليمان النيسابوري ، روى عنه محمّد بن يحيى العطار ( ١ ) .

وفي رجال النجاشي أشار الى كتابه ، قال : ثقة ، من وجوه أصحابنا ، ذكر ذلك أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد ، ثم ذكر إسناده من طريقين إليه ، والثاني منهما : أخبرنا ابن شاذان عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عن حمدان بكتابه ( ٢ ) .

٥٤٥ – كتاب الأهليلجة : وهذا الكتاب لحمدان بن المعافى أبي جعفر الصبيحي ، من قصر صبيح .

قال في الخلاصة : مولى جعفر بن محمّد عليهما السلام ، روى عن الكاظم والرضا عليهما السلام ، دعوا له ( ٣ )

وعليها بخط الشهيد الثاني : ممدوح يدخل في الحسن ( ٤ ) .

وفي رجال النجاشي : روى عن موسى والرضا عليهما السلام ، وروى عنه مسعدة بن صدقة وغيره ، له كتاب الشرائع وكتاب الأهليلجة .

وذكر طريقه إليه – إلى أن قال – قال ابن نوح : مات حمدان سنة خمس وستين ومائتين لمّا دخل أصحاب العلوي البصري قُسّين وأحرقوها .

وقال : قال ابن معمر : إن أبا الحسن موسى والرضا عليهما السلام دَعَوا له ( ٥ )

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ٤١٤ / ٢٤ ، ٤٣٠ / ٤ ، ٤٧٢ / ٥٨ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٣٨ / ٣٥٧ .

( ٣ ) رجال العلامة : ٦٢ / ١ .

( ٤ ) حاشية الشهيد على الخلاصة : ٣٣ / ١ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ١٣٨ / ٣٥٦ .

وفي التعليقة : سيجيء في محمّد بن علي بن معمر ما يظهر منه معروفيته وشهرته ، فتأمل ( ١ ) .

وأما كتاب الأهليلجة المعروف ، فهو الكتاب المشهور برواية المفضل ابن عمر عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، مذكور كلّه في البحار ، المشتمل على إثبات الصانع وتوحيده على الطبيب الهندي ، المنكر للصانع ، بطرق غريبة عجيبة ضرورية ، حتى أقرّ الهندي بالإِلهية والواحدانية .

قال السيد بن طاووس في كتاب أمان الأخطار : ويصحب المسافر معه كتاب الأهليلجة ، وهو كتاب مناظرة الصادق عليه السلام للهندي في معرفة الله جلّ جلاله بطرق غريبة عجيبة ضرورية ، حتى أقرّ الهندي بالاُلوهية والوحدانية ( ٢ ) ، إنتهى .

فلعلّه هذا الكتاب ، ويكون حمدان أحد رواته ، أو يكون كتاباً آخر له بطرزه ونظمه ، والله العالم .

٥٤٦ – أصل حمدان بن المهلب القمي : ذكره النجاشي وقال : له كتاب يرويه محمّد بن أبي عمير ( ٣ ) ، وفيه إشعار بوثاقته .

٥٤٧ – أصل حمزة بن حمران بن أعين الشيباني الكوفي : قال السروي : له كتاب ( ٤ ) ، وهو من أصحاب الصادقين عليهما السلام كما في رجال الشيخ ( ٥ ) .

______

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ١٢٥ .

( ٢ ) الأمان : ٧٨ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٣٩ / ٣٥٩ .

( ٤ ) معالم العلماء : ٤٥ / ٢٩٣ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ١١٨ / ٤٦ ، ١٧٧ / ٢٠٧ .


وفي الفهرست : له كتاب ( ١ ) ، وطريقه عن سماعة عنه ، وفي رجال النجاشي : حمزة بن حُمران بن أعين الشيباني ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، له كتاب يرويه عنه عدّة من أصحابنا ( ٢ ) ، وذكر الطريق عن صفوان ابن يحيى عن حمزة بكتابه .

وفي المستدرك : وأما حمزة فيكفي في إثبات وثاقته رواية ابن أبي عمير عنه – في طريق الصدوق في الفقيه – وكذا صفوان بن يحيى وعبد الله بن بكير وجميل بن درّاج ويونس بن عبد الرحمن وعبد الله بن مسكان من أصحاب الإِجماع ، ومن غيرهم من الأجلّاء : سماعة وعلي بن رئاب – وجماعة كثيرة عددهم .

ثم قال : ومن لم يطمئن بوثاقته بعد رواية هؤلاء الأجلّة عنه فهو بمعزل عن جادة الاستقامة ( ٣ ) .

٥٤٨ – أصل حمزة بن يعلى الأشعري : قال النجاشي : أبو يعلى القمي ، روى عن الرضا وأبي جعفر الثاني عليهما السلام ، ثقة وجه ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ( ٤ ) ، وأسند إلى الصفّار عن حمزة بكتابه .

٥٤٩ – كتاب الأبواب والفصول : وهذا الكتاب كما في رجال ابن داود بنقل الروضات : في الفقه من مصنفات الشيخ المتقدم الإِمام أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز الملقب بسلار الديلمي ، أحد الأعاظم المتقدمين من فقهاء هذه الطائفة ، فقيه جليل معظم ، من تلامذة المفيد والمرتضى ( ٥ ) .

_____

( ١ ) فهرست الشيخ : ٦٤ / ٢٤٨ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٤٠ / ٣٦٥ .

( ٣ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٩٢ الفائدة / ٥ من الخاتمة .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٤١ / ٣٦٦ .

( ٥ ) رجال ابن داود : ۱۰٤ / ٧١١ .


وفي رسالة حجة البالغة لحجة الإِسلام الشهرستاني ما هذا لفظه بالفارسية : منقولست که روزی شیخ جلیل سلار بن عبد العزيز در مجلس شیخ مفید سخنی در حین مباحثه فرمود شیخ را خوش آمده أزحال اُو استفسار نمود ، گفتند : اين إحياء كرده جناب شیخ است ، شیخ أز کیفیت واقعة پرسید ؟ گفتند : وقتیکه والده اُو وفات کرد، او در رحم مادر بود ، مادر أمر اُو متحیّر شده ، أز جناب شيخ إستفسار نموده ، فتوی بدفن اُو دادید ، چون بیرون آمدیم ، خادم شيخ بتعجيل آمد : شیخ میفرماید : پهلوی چپ اُو را بشکافيد ، وطفل را بیرون آورید ، ماجنین کردیم ، وحال إین است که مشاهده مینمائی ، شیخ فرمود: بخدا قسم آن فتواي دوم أز من نبوده وحال با خود شرط کردم که دیگر فتوی ندهم زیرا که باعث هلاکت چنین شخص عالمی گردیده بودم ، ناگاه خطی در پیش شیخ ظاهر گردید که : يا شيخ منك الخطأ ومنّا التسديد ، أگر أز تو خطائی سر زند باکی نیست ، ما چاره او را مینمائیم ، پس شیخ فرحناك شد ، إنتهى كلامه .

ونسب هذا الكتاب إليه .

وتوفي كما في كتاب نظام الأقوال : يوم السبت السادس من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وستين وأربعمائة .

وفي تذكرة الأولياء : أنه مدفون في قرية خسرو شاه من قرى تبریز ، على رأس مرحلة ( ١ ) ، وسائر مقاماته السنية مذكورة في الفهارس والتراجم لا نطيل بذكرها .

٥٥٠ – رسالة في إباحة نكاح المتعة : وهو للسيد الجليل الفقيه عزّ الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن أبي المحاسن زهرة بن الحسن بن زهرة

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ٣٧٣ / ٢٢٣ بتوسط .


الحسيني الإِمامي ، المعروف بالسيد ابن زهرة ، صاحب كتاب غنية النزوع إلى علمي الاُصول والفروع ، توفى سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، وولادته سنة إحدى عشر وخمسمائة في شهر رمضان .

كذا نقل عن كتاب نظام الأقوال .

وفي تاريخ ابن كثير الشامي : لما فرغ الملك صلاح الدين أيوب في سنة سبع وخمسمائة من مهمّ ولاية مصر ، وتوجه إلى أخذ بلاد الشام ، وجاء منها إلى حلب ونزل بظاهره فاضطربوا إليه من ذلك .

وطلب أهل حلب إلى ميدان العراق ، وأظهر لهم المودة ، وبكى بكاء شديداً ، ورغّبهم في حرب صلاح الدين ، فعاهده جميعهم في ذلك ، وشرط الروافض اُموراً .

منها : اعادة حيّ على خير العمل ، ومنها : أن يفوّض عقودهم وأنكحتهم إلى الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني الّذي كان مقتدى شيعة حلب ، فقبل منهم الوالي جميع تلك الشروط ( ١ ) .

٥٥١ – أصل حُميد بن راشد : ذكره النجاشي بعد الترجمة : أبو غسّان الذهلي ، له كتاب ( ٢ ) ، وأسند إلى كتابه عنه عن المفضل عن أبي عبد الله ، وذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام ( ٣ ) .

٥٥٢ – أصل حميد بن زياد : قال السروي في معالمه : من أهل نینوى ، ثقة ، له أصل ( ٤ ) .

_____

( ١ ) روضات الجنات ٢ : ٣٧٤ / ٢٢٥ ، البداية والنهاية : ١٢ : ٢٨٩ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٣٣ / ٣٤٢ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ١٨٠ / ٢٥٣ .

( ٤ ) معالم العلماء : ٤٣ / ٢٧٦ .


وفي فهرست الشيخ : ثقة ، كثير التصانيف ، روى الاُصول أكثرها ، له كتب كثيرة على عدد كتب الاُصول (۱) ، وأسند إليه بطرقه العديدة .

وفي رجال النجاشي بعد الترجمة : أبو القاسم ، كوفي سكن سورا ، وانتقل إلى نِينَوى قرية على العلقمي إلى جنب الحائر على ساكنه السلام ، كان ثقة ، واقفاً ، وجهاً فيهم ، مات سنة عشر وثلاثمائة ( ٢ ) ، وذكر الطريق إلى كتبه .

وقال أبو غالب الزراري في رسالته إلى ولده : وسمعت من حميد بن زياد وأبي عبد الله بن ثابت وأحمد بن رباح ، وهؤلاء من رجال الواقفة ، إلّا أنهم كانوا فقهاء ، ثقاة في حديثهم ، كثيري الدراية ( ٣ ) ، إلى آخره .

وهو من مشايخ ثقة الإِسلام ، وذكره الشيخ أيضاً في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من الرجال . وقال : عالم ، جليل ، واسع العلم كثير التصانيف ، قد ذكرنا طرفاً من كتبه في الفهرست ( ٤ ) .

٥٥٣ – أصل حُميد بن شعيب السبيعي الكوفي : وهو مذكور في أصحاب الصادق عليه السلام في رجال الشيخ ( ٥ ) ، وفي الفهرست : له کتاب ، رواه حُمید بن زياد عن سماعة عنه ( ٦ )

وفي رجال النجاشي : روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، وروى عن

_____

( ١ ) فهرست الشيخ : ٦٠ / ٢٢٨ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٣٢ / ٣٣٩ .

( ٣ ) رسالة أبي غالب الزراري : ٤٠ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ٤٦٣ / ١٦ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ١٨٠ / ٢٥١ .

( ٦ ) فهرست الشيخ : ٦٠ / ٢٢٩ .


جابر ، له كتاب ، رواه عنه عدّة ، وأكثر ما يروى رواية عبد الله بن جَبَلَةَ – ثم اسند إليه – وله كتاب يرويه جعفر بن محمّد بن شريح عنه عن جابر ( ١ ) .

٥٥٤ – أصل حميد بن المثنى : قال النجاشي : أبو المغـرا العجلي مولاهم ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، كوفي ، ثقة ثقة ، له كتاب ( ٢ ) ، وذكر طريقه إلى كتابه . وفي الفهرست : يكنى أبا المعزا الصيرفي ، ثقة ، له أصل ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ( ٣ ) ، ثم ذكر الطريق إليه عن مشايخه العظام ، وكذا في المعالم : له أصل ( ٤ ) ، وفي الخلاصة أيضاً : له أصل ، ثقة ثقة ، ووثقه أيضاً الصدوق ، رحمه الله ( ٥ ) .

٥٥٥ – أصل حُميد بن مسعود : قال النجاشي : قال حُميد بن زياد : سمعت عن أبي محمّد القاسم بن إسماعيل القرشي – ينزل وراء أشجع بالكوفة – كتاب حُميد بن مسعود ، وقال : سمعت عنه أيضاً كتاب الراهب والراهبة ( ٦ ) .

٥٥٦ – أصل حنان بن سدير الصيرفي : وهو من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام : ابن سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي الكوفي ، وفي رجال الكاظم عليه السلام : ابن سدير الصيرفي ، واقفي ( ٧ ) .

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٣٣ / ٣٤١ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٣٣ / ٣٤٠ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٦٠ / ٢٢٦ .

( ٤ ) معالم العلماء : ٤٢ / ٢٧٤ .

( ٥ ) رجال العلامة : ٥٨ / ١ .

( ٦ ) رجال النجاشي : ١٣٣ / ٣٤٣ .

( ٧ ) رجال الشيخ : ٣٤٦ / ٥ ولم يرد في أصحاب الصادق ( ع ) في نسختنا .


وفي فهرسته : ابن سدير ، ثقة ، له كتاب ، رويناه بالإِسناد الأول عن ابن أبي عمير عن الحسن بن محبوب عنه ( ١ ) .

وفي رجال النجاشي : أبو الفضل الصيرفي ، كوفي ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، له كتاب في صفة الجنة والنار – ثم ذكر طريقه إليه – وأول هذا الكتاب : إذا أراد الله قبض روح ( ٢ ) . . . ولم يتعرض لمذهبه ، فهو عنده إمامي كما يظهر من ديدنه .

وفي المستدرك : وقد روى عنه من الرواة عيونها ، فروى عنه : ابن أبي عمير وصفوان وأحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، الثلاثة الّذين لا يروون إلّا عن ثقة ، ومن أضرابهم من أصحاب الإِجماع : الحسن بن محبوب ويونس بن عبد الرحمن والحسن بن علي بن فضّال ، ومن الأجلة : جعفر بن بشير ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع وإبراهيم بن هاشم وموسى بن القاسم والحسن بن محمّد بن سماعة ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب والحسن ابن جهم والفضل بن شاذان وعمرو بن عثمان والحسين بن بشار ومحمّد بن عيسى بن عبيد والحسين بن سعيد ( ٣ ) .

تذنيب : واعلم أنّ في فهرست الشيخ ترجمة لحنظلة الكاتب ، وقال : روى كتاباً للنبي صلى الله عليه وآله ( ٤ ) وأسند إلى ابن أبي عثمان عنه به .

وفي معالم السروي : حاتم بن حنظلة الكاتب ، روى كتاباً للنبي صلى الله عليه وآله ( ٥ ) .

وفي شرح ابن أبي الحديد : وممن فارق علياً عليه السلام : حنظلة

____

( ١ ) فهرست الشيخ : ٦٤ / ٢٤٤ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٤٦ / ٣٧٨ .

( ٣ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٩٣ الفائدة / ٥ من الخاتمة .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٦٥ / ٢٥٤ .

( ٥ ) معالم العلماء : ٤٥ / ٣٠٠ .


الكاتب وجرير بن عبد الله البجلي ، من الكوفة إلى قرقيها وقالا : لا نقيم ببلدة يعاب فيها عثمان ( ١ )  .

٥٥٧ – أصل حيدر بن شعيب : قال النجاشي : له كتاب ، قال حُمید بن زیاد : سمعت كتابه من أبي جعفر محمّد بن عباس بن عيسى في بني عامر ( ٢ ) .

وفي باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجال الشيخ : حيدر بن شعيب بن عيسى الطالقاني خاصي ، نزيل بغداد ، يكنى أبا القاسم ، روى عنه التلعكبري ، وسمع منه سنة ستة وعشرين وثلاثمائة .

وقال : روى كتب الفضل بن شاذان عن أبي عبد الله محمّد بن نعيم بن شاذان المعروف بالشاذاني ابن أخي الفضل ، وله منه إجازة ( ٣ ) .

٥٥٨ – رسالة الأركان في فروع شرائع أهل الإِيمان بمذاق كل من أرباب الشيعة والعرفان : وهذه الرسالة من مصنفات سيد أفاضل المتألهين حيدر بن علي العبيدي الحسيني الآملي .

وهو كما في الروضات : هو من أجلة علماء الظاهر والباطن ، وأعاظم فضلاء البارز والكامن ، ذكره ابن أبي جمهور الاحسائي الفقيه العارف بعنوان : السيد العلامة المتأخر ، صاحب الكشف الحقيقي ، أصله من آمل طبرستان ، وكان منشؤه الحلة وبغداد ، وصحب فيهما الشيخ فخر الدين بن العلامة والمولى نصير الدين القاشاني المعروف بالحلي ، أوان توجهه إلى زيارة أئمة العراق ( ٤ ) .

______

( ١ ) نهج البلاغة : ٤ : ٩٣ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٤٥ / ٣٧٧ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ٤٦٧ / ٤٦٧ .

( ٤ ) روضات الجنات ٢ : ٣٧٧ / ٢٢٦ .


٥٩٩ – كتاب أمثلة التوحيد : وهو أيضاً لهذا السيد الأيد الفريد .

٥٦٠ – رسالة الإِمامة : من مصنّفات هذا السيد العلّامة ، وله مصنّفات اُخرى تأتي إن شاء الله منّا الإِشارة إليها ، أشهرها :

كتاب جامع الأسرار ومنبع الأنوار الموجود في هذه الأعصار ، وكتاب الكشكول فيما جرى على آل الرسول ، وغيرهما من الكتب النافعة .

وفي المستدرك في الفائدة الثالثة المعقودة لبيان حال المشايخ في المقدمة : وعندي مسائل السيد المهنّا المدني عن العلامة بخط السيد حيدر الآملي ، قرأها على فخر المحققين ، وعلى ظهرها بخطه الشريف : هذه المسائل وأجوبتها صحيحة ، سئل عنها والدي ، فأجابه بجميع ما ذكر فيها ، ورويته أنا على والدي قدس الله سره ، ورويته عنه ، وقد أجزت لمولانا السيد الإمام العالم ، إلى أن قال بعد الأوصاف والنسب : أن يروى ذلك عني عن والدي قدّس الله سرّه ، وأن يعمل بذلك ، ويفتي به ، وكتب محمّد بن الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلّي في أواخر ربيع الآخر لسنة إحدى وستين وسبعمائة والحمد لله تعالى ( ١ ) . 

تذييل : فيما يناسب إدراجه في هذا الباب من الكتب المبدوءة بالألفات ، وفاتنا ضبطه في الأرقام السابقات ، واستدركناه في المقام جرياً على ما هو الطريقة المألوفة في المصنّفات من إثبات باب الزيادات ، والله ولي الحسنات .

٥٦١ – كتاب الأنوار البدرية ( ٢ ) : وهو كما في الروضات : للشيخ

_____

( ١ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٣٧٦ / الفائدة ٣ من الخاتمة .

( ٢ ) وفي مقدمة البحار في الفصل الأول لذكر الكتب التي هي مدرك للبحار : [ ١ / ٢٢ ] وكتاب الأنوار البدرية هي في ردّ شبه القدرية للفاضل المهلبي ، وفي الفصل الثاني منه في ذكر اعتبار =


الجليل عزّ الدين حسن بن شمس الدين محمّد بن علي بن علي المهلبي الحلبي في ردّ شبه القدرية ، ردّاً على كتاب الشيخ يوسف بن المخزوم الواسطي الأعور الناصب في ردّ الإِمامية ، كما أنّ لهذا الكتاب ردّاً آخر للشيخ نجم الدين خضر بن الشيخ شمس الدين محمّد بن علي الرازي سمّاه بالتوضيح الأنور بالحجج الواردة لدفع شبهة الأعور .

وهذا الشرح أفيد وأحسن وأتم من الشرح المتقدّم كما اُفيد ، وكان مؤلفه من علماء أوائل الدولة الصفوية ، وتلامذة السيد شمس الدين محمّد بن السيد الشريف الجرجاني ، وكان فاضلاً عالماً متكلماً فقيهاً جليلاً جامعاً لأكثر العلوم ( ١ ) .

٥٦٢ – كتاب الإِيضاح في النحو : وهو من مؤلفات أبي علي حسن بن أحمد الفسوي النحوي ، الشهير بأبي علي الفارسي ، فارس ميدان العلم والأدب ، المرجوع الى تحقيقاته الرشيقة في الكتب الأدبية والقواعد العربية ، صحب عضد الدولة ، وعلت منزلته عنده ، وصنّف له الإِيضاح والتكملة والمسائل الشيرازيات .

قال بعض الأجلّاء : وهي مشتملة على ثلاث عشرة أجزاء ، رأيتها في مشهد سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام ، وكانت بخط أحمد بن سابور ، وعلى ظهرها خط مؤلفها أبي علي هكذا : قرأ عليّ أبو غالب أحمد بن سابور هذا ، وكتب الحسن بن أحمد الفارسي بخطه ، توفي ببغداد سنة ٣٧٧ شعر ، ودفن بالشونيزي ، والمراد بالمقبرة الشونزية المتكررة إليها الإِشارة في تضاعيف الكتب بعينها هي المعروفة بمقابر قريش ، مشهد كريم للإِمامين

_______

الكتب [ ١ / ٤٢ ] : وكتاب الأنوار فيه فوائد جليلة جلية ، وأشار إليه أيضاً في المجلّد الأخير من البحار في الفائدة الأخيرة لبعض أذكياء تلامذته : [ ١٠٧ / ١٧٥ ] . ( منه قده ) .

( ١ ) روضات الجنات ٣ : ٢٦٢ / ٢٨٣ بتصرف .


الهمامين سيدنا ومولانا ابي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم الحليم وسبطه أبي جعفر الإِمام محمّد تقي الجواد على مشرفها التحية والثناء إلى يوم التناد .

وفيه الإِشارة إلى شيعية الرجل ، حيث دفن في هذا المقام الأمين من بركة الحجتين على الخلق أجمعين .

وفي الروضات : وتقدم عند عضد الدّولة وصنّف الإِيضاح في النحو ، والتكملة في التصريف .

ويقال : أنه لما عمل له الإِيضاح استصغره ، وقال له : ما زدت على ما أعرف شيئاً ، وإنما يصلح هذا للصبيان ، فمضى وصنّف التكملة وحملها إليه . فلما وقف عليها قال : غضب الشيخ وجاء بما لا نفهمه نحن ولا هو .

وكان معه يوماً في الميدان . فقال له : بم ينتصب المستثنى في قولنا : قام القوم إلّا زيداً ؟ فقال الشيخ : بفعل مقدّر ، فقال له : كيف تقديره ؟ فقال : أستثني زيداً ، فقال له : بم قدرت أستثني فنصبت ؟ فهلّا قدرت امتنع زید فرفعت ! ؟ فانقطع الشيخ وقال له : هذا جواب ميداني فإذا رجعت قلت الجواب الصحيح .

قيل : ثم أنه لما رجع إلى منزله وضع في ذلك كلاماً حسناً فحمله إليه فاستحسنه ( ١ ) .

وجملة من إفاداته في العربية مبثوثة في مجمع البيان مع رعاية التعظيم له ، ومنها : في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةً بَيْنَكُمْ إِذَا حَضَرَ أحَدَكُمُ الموتُ حينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ) ( ٢ ) ثم قال : وهذا كلّه مأخوذ من كلام أبي علي الفارسي ، وناهيك به فارساً في هذا الميدان نقاباً يخبر عن مكنون هذا

_____

( ١ ) روضات الجنات ٣ : ٧٦ / ٢٤٨ .

( ٢ ) المائدة : ٥ : ١٠٦ .


العلم بواضح البيان ( ١ ) .

٥٦٣ – كتاب أبيات العرب : وهو أيضاً لهذا المتفرّد بالعربية والأدب ، كما في الروضات نقلاً عن طبقات النحاة ( ٢ ) .

٥٦٤ – كتاب الأنوار السهيلي : وهذا الكتاب من مصنفات المولى حسين بن علي الواعظ الكاشفي البيهقي السبزواري في تدابير الحكم والآداب بالسنة الحيوانات كبير ، كتبه باسم الأمير شيخ أحمد المشتهر بالسهيلي .

وهو كما في الروضات : تلخيص وتوضيح لما نثره الشيخ أبو المعالي نصر الله بن محمّد بن عبد الحميد من نظم الرّودكي الشاعر المشهور له بإشارة نصر بن أحمد الساماني ، وسمّاه بكليلة ودمنة ، وكان قد ترجمه قبل من العربية إلى الفارسية غيرهما ( ٣ ) .

وقد صار هذا الكتاب من جملة الكتب الامتحانية لاُولي الفضل والدراية في هذا الزمان بنحو ما قرّره أرباب المعارف الدولة القاهرة .

وترجمه أولاً من البهلوي إلى العربي الشيخ عبد الله بن المقفّع الأديب المشهور في زمان خلافة المنصور .

و نسخته موجودة عندي طبعت في بيروت بقطع متوسط رشيق .

وترجمه من الهندي إلى البهلوي بعض حكماء دولة أنوشيروان العادل ، وأصله لبعض حكماء الهند وكانوا يضنون بخروجه عن مملكتهم ، فنقل أنّ بعض الأذكياء الفطنين كتبه بماء البصل لئلّا يعرف .

ثم لما بلغ مملكة ايران أظهر كتابته بالنار ، فانتشرت نسخه بعد .

_____

( ١ ) مجمع البيان : ٢ : ٢٥٦ ، روضات الجنات ٣ : ٧٨ / ٢٤٨ .

( ٢ ) روضات الجنات ٣ : ٨٠ / ٢٤٨ .

( ٣ ) روضات الجنات ٣ : ٢٣٠ / ٢٧٥ .


ولهذا الكتاب تراجم اُخرى بالتركية وغيرها أشار إلى بعضها صاحب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون .

ولهذا الشيخ كتب اُخرى مبدوة بالألف المألوفة ، يناسب إدراجها في هذا الباب منها :

٥٦٥ – كتاب الأخلاق المحسني : في الأخلاق الحسنة والآداب المستحسنة ، كثيرة نسخها مطبوعة مراراً .

٥٦٦ – كتاب اختيارات النجوم : سماه لوائح القمر .

٥٦٧ – وكتاب الأربعين في أحاديث الموعظة .

٥٦٨ – كتاب الأدعية والأوراد المأثورة .

٥٦٩ – كتاب الأسرار القاسمي : في السحر وعلوم الطلّسمات وغيرها .

وكان واعظاً مفسراً محدّثاً متبحراً خبيراً جامعاً للعلوم الدينية ، من علماء دولة أمير عليشير الهروي ، وكان يعظ الناس في مسجد السلطان بهراة بأجمل بيان وأكمل خطاب ولسان ، وله قصيدة سنية في مدح مولى البرية وأبي الأئمة ومناقبه ، من جملتها هذان البيتان :

ذريتي سؤال خليل خدا بخوان                  واز لا ينال عهد جوابش بكن أدا

اداكَردد تر اعیان که إمامت نه لایق است    آنرا که بوده بیشتر عمر در خطا ( ١ )

وفيهما نصّ على تشيعه ، وأنه ممن يعتقد الوصاية والخلافة المولى الورى مرتضى الرسول وزوج البتول علي بن أبي طالب عليه السلام ، حيث

______

( ١ ) روضات الجنات ٣ : ٢٣١ / ٢٧٥ .


أن هذه الآية المباركة مما استدلت بها الطائفة الحقة على اشتراط العصمة في الإِمام ، ومن دلائلهم المشهورة ، ووفاته بالهراة في حدود سنة ٩٠١ شيخ .

٥٧٠ – كتاب إسداء الرغاب بكشف الحجاب : وهذا الكتاب كما ذكره في المرشد : مجلّد ضخم يتضمن أبحاثاً متنوعة في وجوب التستر والاحتجاب على النساء ، وما في تكشفهنّ من المفاسد ، وذكر ما دلّ عليه الشرع الشريف من تحريم النظر إلى الأجنبية ، خصوصاً وجوب التحريم للوجه والكفين ، مع نقل ما كتبه المتقدمون والمتأخرون في مثل هذه الأبحاث ، من تأليف المجتهد الكبير المرحوم السيد محمد باقر اللكهنوي .

طبع عام ١٣٤٧ بالمطبعة المرتضوية في النجف الأشرف في ٢٢٤ صحيفة بقطع المرشد ، وبطبع حجري ، وقد منّ الله تعالى علّي في هذه الأيام بزيارة هذا الكتاب الشريف ، فوجدته من أعظم الكتب في هذه المسألة المهمة .

٥٧١ – أصل خالد بن أبي إسماعيل : قال الشيخ في الفهرست : له أصل ( ١ ) ، وروى عن صفوان بن يحيى عنه بإسناده عن عدة من الأصحاب .

وذكره النجاشي أيضاً ، وقال في ترجمته : كوفي ، ثقة ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا عن صفوان عن خالد بكتابه ( ٢ ) ، وفي الوجيزة : ولعلّ أبا إسماعيل هو بكر بن الأشعث ( ٣ ) ، وفي بعض الأسانيد خالد بن بكر ولعله هو .

٥٧٢ – الأحاديث : لخالد بن أبي كريمة ، ذكره الشيخ في أصحاب الباقر والصادق ، عليهما السلام بزيادة المدائني في أصحاب الصادق عليه

_____

( ١ ) فهرست الشيخ : ٦٦ / ٢٥٨ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٥٠ / ٣٩٢ .

( ٣ ) الوجيزة : ٣٣ .


السلام ( ١ ) ، وقال النجاشي : ابن أبي كريمة ، روى عن الباقر عليه السلام ، ذكره ابن نوح ، روى عنه نسخة أحاديث ، ثم أسند إلى وكيع عن خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر عليه السلام الأحاديث ( ٢ ) .

٥٧٣ – أصل خالد بن جرير البجلي : قال النجاشي : جرير بن عبد الله البجلي ، روى عن أبي عبد الله ، وأخوه إسحاق بن جرير ، له كتاب ، رواه الحسن بن محبوب ( ٣ ) ، ثم ذكر الطريق عنه إليه .

٥٧٤ – أصل خالد بن عبد الله بن سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي : هكذا في النجاشي من غير زيادة ( ٤ ) .

وأما الشيخ فقال في الفهرست : خالد بن عبد الله بن سدير ، له كتاب ، ونقل عن ابن بابويه عن ابن الوليد أنه قال : لا أرويه لأنه موضوع ، وضعه محمّد بن موسى الهمداني ( ٥ ) ، وفي معالم السروي : خالد بن عبد الله ابن سدير ، له كتاب ، طعن فيه محمّد بن الحسن بن الوليد ( ١ ) .

وظاهر هذا الكلام أنه لا يرى به بأساً ، والطعن مختص بابن الوليد ، والله أعلم .

وسيأتي منّا الإشارة في أصل زيد الزراد إلى أنذ نسبة الوضع إلى محمّد ابن موسى في غير محله ، وأنّ ضعفه غير واضح فضلاً من أن يكون وضّاعاً ، وأنه من رجال نوادر الحكمة ، والرواية عنه في كتب الأحاديث متكررة .

______

( ١ ) رجال الشيخ : ١٢٠ / ٦ ، ١٨٦ / ٢٤ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٥١ / ٣٩٦ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٤٩ / ٣٨٩ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٥٠ / ٣٩٠ ، ولم يرد في نسختنا أنه ابن عبد الله .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ٦٦ / ٢٥٩ .

( ٦ ) معالم العلماء : ٤٦ / ٣٠٧ .



وفي المستدرك : وسكوتهم عن كتاب خالد بن سدير – بعد تصحيحهم اصلّي النرسي والزراد – لا يقتضي كونه موضوعاً ، ولا كون محمّد بن موسى واضعاً ، إذ من الجائز أن يكون عدم تعرّضهم له لعدم ثبوت صحته لا لثبوت وضعه .

فلا يوجب تصويب ابن الوليد لا في الوضع ولا في الواضع ، أو لكونه من موضوعات غيره فيقتضي تصويبه في الأول دون الثاني ( ١ ) .

٥٧٥ – أصل خالد بن سعيد أبي سعيد القمّاط : ذكره النجاشي وقال : كوفي ، ثقة ، روى عن الصادق عليه السلام ، له كتاب – وذكر طريقه إلى محمّد بن سنان عن أبي سعيد بكتابه ( ٢ ) .

٥٧٦ – أصل خالد بن صبيح : قال الشيخ في الفهرست : له أصل ( ٣ ) ، رواه ابن أبي عمير عنه ، وفي رجال النجاشي : كوفي ، ثقة ، له كتاب عن أبي عبد الله عليه السلام ، يرويه محمّد بن أبي عمير ( ٤ ) . ثم أسند بإخبار العدّة من أصحابنا الإِمامية عن محمّد بن أبي عمير عن خالد بن صبيح بكتابه . وذكره السروي أيضاً في معالمه ، وقال : له أصل ( ٥ ) .

٥٧٧ – الأحاديث : لخالد بن طُهمان أبي العلاء الخفّاف السلولي ، قال النجاشي بعد ترجمته : قال البخاري : روى عن عطية وحبيب بن أبي حبيب ، سمع منه وكيع ومحمّد بن يوسف .

وقال مسلم بن الحجّاج : أبو العلاء الخفّاف له نسخة أحاديث ، رواه

_____

( ١ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٣٠٣ / الفائدة ٢ من الخاتمة .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٤٩ / ٣٨٧ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٦٦ / ٢٥٧ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٥٠ / ٣٩٣ .

( ٥ ) معالم العلماء : ٤٦ / ٣٠٥ .


عن أبي جعفر عليه السلام ، كان من العامة ( ١ ) ، ثم ذكر طريقه إلى ظريف بن ناصح عنه بالأحاديث .

وذكره الشيخ في أصحاب الباقر من غير تعرض لعاميته ( ٢ )

وفي التعليقة : مرّ في ابنه الحسين أنّ خالد بن طهمان يكنى بأبي العلاء الخفّاف ، ومرّ في ابن بكار ماله ربط ، وسيجيء في الكنى .

وعند ذكر طرق الصدوق ، عن العامة مدحه ، وإنه كان من الشيعة ( ٣ ) ، إنتهى .

أما طريق الصدوق إلى خالد كما في مشيخة الفقيه بهذه الصورة : محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عنه ( ٤ ) .

وفي المستدرك : خالد هو ابن بكار الّذي ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام وقال : أسند عنه ( ٥ ) ، ويروي عنه من لا يروي إلّا عن ثقة ، ورجال الطريق من الأجلّاء، فالخبر صحيح على الأصح ( ٦ ) .

وفي رجال أبي علي : أقول : في حواشي السيد الداماد رحمه الله على الحديث : عامية الرجل غير ثابتة عندي ، كيف وعلماء العامة غمزوا فيه بالتشيّع .

قال عمدة محدثيهم أبو عبد الله الذهبي في مختصره في أسماء

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٥١ / ٣٩٧ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١١٩ / ٢ .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ۱۳۰ .

( ٤ ) الفقيه : ٤ / ١٠٠ من المشيخة .

( ٥ ) رجال الشيخ : ٨٦ / ٢٣ .

( ٦ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٩٣ / الفائدة ٥ من الخاتمة .


الرجال : خالد بن طهمان الكوفي الخفّاف عن أنس ، وعدّه صدوق شيعي ، ضعفه ابن معين .

ومثل ذلك في شرح صحيح البخاري ولعل شيخنا النجاشي قد رام أنه من رجال حديث العامة لا أنه عامي المذهب .

ومن المتقرر أنّ آية جلالة الرجل وصحة حديثه تضعيف العامة إياه بالتشيع من اعترافهم بجلالته ، إنتهى كلامه علا مقامه ( ١ ) .

وفي حاشية هذا المحقق العماد على رجال الكشي : خالد بن طهمان أبو العلاء الخفّاف الكوفي السلولي الأزدي ، ذكره البخاري ومسلم صاحبا صحیحى العامة ، وأسندا عنه الحديث في صحيحيهما .

ثم ذكر ما أسلفناه من كلام النجاشي إلى قوله : كان من العامة قلت : رام رحمه الله تعالى بذلك أنه كان من رجال الحديث عند العامة ، لا أنه كان عامي المذهب ، كما توهمه الحسن بن داود رحمه الله تعالى ، وقلّده في التوهم من لم يتمهر من أهل هذا العصر ، كيف ؟ وعلماء العامة قد ضعفوه ، وتركوا أحاديثه للتشيع ، مع اعترافهم بجلالته .

قال أبو عبد الله الذهبي في مختصره وفي ميزان الاعتدال : خالد بن طهمان أبو العلاء الخفّاف الكوفي ، عن أنس وعدة ، وعنه الفريابي وأحمد ابن یونس ، صدوق شيعي ، وضعفه ابن معين لذلك ( ٢ ) .

ومثل ذلك في صحيح البخاري ، فلا تكن من الغافلين ( ٣ ) ، إنتهى .

_____

( ۱ ) منتهى المقال : ١٢٦ .

( ۲ ) ميزان الإِعتدال : ١ : ٦٣٢ .

( ۳ ) رجال الكشي : ٢ : ٦٦٠ .


ورأيه في أبي العلاء على التعدّد ، فإنه قال : أبو العلاء ثلاثة : خالد ابن بكار أبو العلاء الخفّاف الكوفي ، وخالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف الكوفي السلولي ، بفتح السين نسبته إلى سلول قبيلة من هوازن .

وهذان قد ذكرهما الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام ( ١ ) في باب الأسماء .

وأبو العلاء الخفّاف ابن عبد الملك الأزدي ، وذكره الشيخ أيضاً في أصحاب الباقر عليه السلام في باب الكنى ( ٢ ) ، وهذا والد الحسين وعلي وعبد الحميد ، وأما خالد بن طهمان فوالد الحسين وعبد الله ، والقاصرون يلتبس عليهم الأمر فليعلم ( ٣ ) ، إنتهى كلامه رفع في الخلد مقامه .

ومما يؤيد ما نقلناه ما أفاده العلامة النوري في الفائدة العاشرة من خاتمة كتابه الكبير في استدراك ما فات عن صاحب الوسائل في الفائدة الأخيرة ما لفظه :

ويؤيده ما في تقريب ابن حجر : خالد بن طهمان ، وهو خالد بن أبي خالد ، وهو أبو العلاء الخفّاف ، مشهور بكنيته ، صدوق ، رمي بالتشيع ، ثم اختلط من الخامسة ( ٤ ) .

وفي الكافي : عن محمّد بن يحيى عن عبد الله بن محمّد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن خالد بن طهمان عن أبي جعفر عليه السلام قال : « إذا قهقهت فقل حين تفرغ : اللهم لا تمقتني » ( ٥ ) .

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ١١٩ / ٢٠١ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١٤١ / ٦ .

( ۳ ) رجال الكشي : ٢ : ٦٥٩ .

( ٤ ) تقريب التهذيب ١ : ٢١٤ / ٤٣ .

( ٥ ) الكافي ٢ : ٤٨٧ / ١٣ .


وفي التهذيب في باب كيفية الصلاة : عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن أبي جعفر عن علي بن الحكم عن أبي العلاء الخفّاف عن جعفر بن محمّد عليهما السلام قال : « من صلّى المغرب ثم عقّب لم يتكلم حتى يصلّي ركعتين كتبتا له في علّيين ، فإن صلّى أربعاً كتبت له حجّة مبرورة » ( ١ ) .

ومن أنس بسيرتهم عليهم السلام يعلم أنّ هذه طريقتهم مع شيعتهم ، وأنّ المخاطب إذا كان من العامة يسندون الحكم إلى جدّهم صلّى الله عليه وآله بطريق الرواية كأنهم أحد المحدثين .

وابنه الحسين من أصحاب الباقر عليه السلام أيضاً ، من أرباب الأصول ، يروي عنه أجلاء الرواة وعيونهم ، إنتهى ( ٢ ) كلامه .

٥٧٨ – أصل خالد بن ماد القلانسي الكوفي : ذكره النجاشي وقال : روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، مولى ، ثقة ، له كتاب يرويه أبو هريرة عبد الله بن سلام .

قال بعض أصحابنا : فيه نظر ، ثم أسند بطريقه إلى أبي هريرة عن خالد ويرويه أيضاً عن النضر بن شعيب الصيرفي وأسند إلى النظر بكتاب ( ٣ ) حماد .

وفي شرح المشيخة من المستدرك : وخالد وثقه النجاشي وغيره .

أما النضر فغير مذكور ، إلّا أنّ رواية الأجلة عنه مثل : محمّد ( ٤ )

_____

( ١ ) التهذيب ۲ : ۱۱۳ / ٤٢٢ .

( ۲ ) مستدرك الوسائل ۳ : ۷۹۸ / الفائدة ١٠ من الخاتمة .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٤٩ / ۳۸۸ ورد في الطبعة الحجرية : بكتاب حماد وفي الطبعة الحديثة منه : بكتاب خلّاد ولكن الأصح هو بكتاب خالد .

( ٤ ) المراد به : محمّد بن عبد الجبار ، هو إبن أبي الصهبان القمي الثقة ( منه قده ) .


المذكور ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب كما في ترجمة خالد .

وفي الاستبصار في باب الجنب والحائض يقرآن القرآن ، وفي أبواب كثيرة ، وكذا في الكافي في جملة من الأبواب تورث الظن بوثاقته ولو بالمعنى الأعم ( ١ ) .

وفي الفهرست ابن مادّ القلانسي : له كتاب رواه بطريقه عن النضر بن شعيب عن خالد القلانسي ( ۲ ) ، وفي اتقان المقال : هو من أصحاب الصادق عليه السلام من رجال الشيخ ( ٣ ) ، وفي منهج المقال : عن النجاشي : روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ، عليهما السلام مولى ، ثقة ، له كتاب –  إلى قوله – فيه نظر ( ٤ ) ، قلت : لعلّ النظر في ابن سلام لا فيه ( ٥ ) .

ثم أشار إلى ما في الفهرست ، وقال : قلت : واقتصر في الخلاصة على ابن زياد موثقاً له ( ٦ ) ، وفي رجال ابن داود : على بن ماد موثقاً له ( ٧ ) . وهو أقرب ، وإن كان التعدد أظهر لذكر الشيخ لهما في أصحاب الصادق عليه السلام من رجال الشيخ ( ٨ ) .

وذكر أيضاً في الباب : خالد بن مازن ( ٩ ) ، مهملاً له ، وذكر في رجال

______

( ١ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٩٣ / الفائدة ٥ من الخاتمة .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٦٦ / ٢٥٦ .

( ۳ ) رجال الشيخ : ١٨٩ / ٧٢ .

( ٤ ) منهاج المقال : ١٣٠ .

( ٥ ) أقول : لعلّ النظر في رواية ابن سلام عنه . ( منه قده ) .

( ٦ ) رجال العلّامة : ٦٥ / ٦ وفي المعالم [ ٤٦ : ٣٠٤ ] : خالد بن زياد القلانسي ، له كتاب ، وفي نسخة البدل ماد وهو الأصح . ( منه قده ) .

( ٧ ) رجال ابن داود : ٧٨ / ٥٥٦ .

( ٨ ) رجال الشيخ : ۱۸۵ / ۱ ، ۱۸۹ / ٦٩ ، ۷۲ .

( ٩ ) رجال الشيخ : ١٨٥ / ١ .


ابن داود قلانسياً رابعاً وهو : خالد بن حمّاد ( ١ ) ، كما ذكر ، وهو اشتباه بابن ماد ، فظهر بهذا أنّ الموثق ابن مادّ لا غير ( ٢ ) .

٥٧٩ – أصل خالد بن يزيد بن جبل : ذكره النجاشي وقال : كوفي ، ثقة ، روى عن موسى ، له كتاب رواه يحيى بن زكريا اللؤلؤي ( ۳ ) ، وذكر الطريق إليه عن عدّة من أصحابنا عن يحيى بن زكريا اللؤلؤي .

٥٨٠ – كتاب الانصاف والانتصاف : وهذا الكتاب كما ذكره الشيخ منتجب الدين القمي في فهرسته المشهور الموضوع لذكر علماء الشيعة الّذين هم بعد زمان الشيخ الطوسي أو من معاصريه وذكر مصنفاتهم للشيخ الخليل بن ظفر بن خليل الأسدي ، قال : ثقة ، ورع ، له تصانيف ، منها : كتاب الانصاف والانتصاف وَعَدَّ سائر كتبه التي منها : –

٥٨١ – جوابات الإِسماعيلية : ويناسب إدراجها في هذا الباب أخبرنا بها شيخنا الإِمام السعيد جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي بن محمد الخزاعي عن والده عن جده عنه ( ٤ ) ، وعلى ذلك فهو في طبقة الشيخ .

٥٨٢ – رسالة الاثنى عشرية في الطهارة والصلاة : وهي من مصنفات السيد الأصيل والفاضل النبيل خلف بن السيد عبد المطلب بن السيد حيدر الحويزي المشعشعي .

قال في الروضات : كان عالماً فاضلاً ، ومتكلماً كاملاً ، وأديباً ماهراً ولبيباً عارفاً ، وشاعراً مجيداً ، ومحدّثاً مفيداً ، بل محققاً جليل المنزلة

_____

( ١ ) رجال ابن داود : ٨٧ / ٥٤٧ .

( ٢ ) إتقان المقال : ٥٦ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٥١ / ٣٩٤ .

( ٤ ) فهرست منتجب الدين : ٦٩ / ١٤٨ .


والمقدار ، من معاصري شيخنا البهائي .

وله مصنفات منها : شرحه لدعاء عرفة ( ١ ) ، المسمى بمظهر الغرائب .

ونسب هذه الرسالة إليه صاحب الرياض في جملة مصنفاته الكثيرة ، وقال : وكان رحمه الله زاهداً مرتاضاً ، يأكل الجشب ، ويلبس الخشن إقتداءً بسيرة آبائه عليهم السلام وكانت عبادته يضرب بها المثل ، وكان كثير الصيام لم يفته صوم سنّة ولا صلاة نافلة ، ولا خَتْمُ كلام الله في ليالي الجمعات قبل أيام عماه ، وكان مع هذا كلّه من أشجع أهل زمانه ، وأشدّهم بأسا ، وأسدّهم عزماً ، وأقواهم قلباً ، بحيث تميد الجبال ولا يميد .

وبعد ما توفي رثاه السيد شهاب الدين بقصيدة غراء رأيته ضارع بها قصيدة أبي تمّام في محمّد بن حميد الطائي ، ومن جملتها هذا البيت :

هو المرء يوم الحرب تُثني حرابه                  عليه وفي المحراب يعرفه الذكر ( ٢ )

٥٨٣ – أصل خضر بن عيسى : قال الشيخ في الفهرست : خضر بن عيسى ، له كتاب ( ٣ ) ، ورواه عن محمّد بن علي بن محبوب عن الخضر بن عیسی .

وقال النجاشي بعد تسميته : رجل من أهل الجبل ، لابأس به ، له كتاب النوادر ( ٤ ) ، ولعلّ المذكور في كتاب الشيخ هو هذا الكتاب بقرينة رواية محمّد بن علي بن محبوب عنه ( ٥ ) . وفي باب من لم يرو عنهم عليهم

_____

( ١ ) روضات الجنات ٣ : ٢٦٣ / ٢٨٤ .

( ٢ ) ریاض العلماء : ٢ : ٢٤٧ .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٦٧ / ٢٦٤ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٥٣ / ٤٠١ .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ٦٧ / ١٦٤ .


السلام : الخضر بن عيسى ، روى عنه محمّد بن علي بن محبوب ( ١ ) . وفي التعليقة : يلقبّ بالكاهلي ( ٢ ) ، ويظهر من الأخبار حسن عقيدته .

٥٨٤ – أصل خطّاب بن مَسْلًمة : ذكره النجاشي ، قال : كوفي ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، ثقة ، له كتاب يرويه عدّة منهم : محمّد ابن أبي عمير ( ٣ ) ، وذكر طريقه إليه ، وفي الخلاصة : خطاب بن مسلمة بفتح الميم ، روى عن أبي عبد الله ، ثقة ( ٤ ) ، وفي رجال الشيخ : ابن مسلمة الكوفي ( ٥ ) .

٥٨٥ – أصل خلّاد بن خالد المقري : قال الشيخ في الفهرست : له كتاب ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد ابن أبي عبد الله عن أبيه ، وأحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن أبي عمير وصفوان جميعاً ( ٦ ) عنه . فظهر برواية هذين الجليلين عنه أنه من الثقات الأجلاء .

٥٨٦ – أصل خلّاد السدي : وهذا الأصل موجود – بحمد الله – في هذه الأزمنة ، قد استنسخته من نسخة معتبرة مأخوذة من النسخة التي كانت عند العلّامة النوري قدّس سرّه ، وهو وأخواته كما أشار إليها العلامة في المستدرك بهذه الصورة : وجدناها مجموعة منقولة كلّها من نسخة عتيقة صحيحة بخط الشيخ منصور بن الحسن الأبي ، وهو نقلها من خطّ الشيخ الجليل محمّد بن الحسن القمي .

_____

( ١ ) رجال الشيخ : ٤٧٢ / ٣ .

( ٢ ) تعليقة البهبهاني : ١٣٢ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٥٤ / ٤٠٧ .

( ٤ ) رجال العلامة : ٦٦ / ٧ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ١٨٨ / ٤٩ .

( ٦ ) فهرست الشيخ : ٦٦ / ٢٦٠ .


وكان تاريخ كتابتها سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وذكر أنه أخذ الاُصول المذكورة من خط الشيخ الأجل هارون بن موسى التلعكبري .

وهذه النسخة كانت عند العلّامة المجلسي رحمه الله كما صرّح به في أول البحار ( ١ ) ، ومنها انتشرت النسخ ، وفي أول جملة منها وآخرها يذكر صورة النقل المذكور ( ٢ ) ، وهي مشتملة على أربعة عشر أصلاً من اُصول المحدّثين ، منها هذا الأصل المذكور .

قال النجاشي : خلّاد السُدّي البزاز كوفي ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، وقيل : أنه خلّاد بن خلف المقرى ، خال محمّد بن علي الصيرفي أبي سمينة ، له كتاب يرويه عدّة منهم ابن أبي عمير ( ٣ ) ، ثم أسند إليه بكتابه .

وفي فهرست الشيخ بعد الترجمة : له كتاب ، أخبرنا به جماعة عن التلعكبري عن ابن عقدة عن يحيى بن زكريا بن شيبان عن ابن أبي عمير عن خلّاد السُدّي ( ٤ ) ، وهذا بعينه طريق التلعكبري في النسخة الموجودة .

وقد أخرج أرباب الجوامع الأربعة المشهورة عنه : الكليني في باب بعد باب من مات وليس له وارث ( ٥ ) ، والشيخ في التهذيب في باب من مات وليس له وارث من العصبة ( ٦ ) ، وفي الاستبصار في باب تحريم ما يذبحه المحرم من الصيد ( ٧ ) .

_____

( ١ ) بحار الأنوار : ١ : ٤٣ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٢٩٦ / الفائدة ٢ من الخاتمة .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٥٤ / ٤٠٥ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٦٦ / ٢٦١ .

( ٥ ) الكافي ٧ : ١٦٩ / ٢ .

( ٦ ) التهذيب ۹ : ٣٨٧ / ١٣٨٢ .

( ٧ ) الاستبصار ٢ : ٢١٥ / ٧٣٩ .



فقد اتضح بما ذكرنا اعتبار الكتاب ، وحسن حال خلّاد ، بل وثاقته الرواية ابن أبي عمير عنه ، واعتماد المشايخ عليه .

وأما ضبط السُدي كما في الإِيضاح : بضم السين ( ١ ) ، والموجود المضبوط في نسخ كتب الرجال والأخبار ثم الدال ، كأنه منسوب إلى سُدة وهي سُدة مسجد الكوفة .

وكان السُدّي المعروف واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن ، وفي التقريب : رمي بالتشيع ( ٢ ) ، يبيع بها المقانع ، وهي ما يبقى من الطاق المسدود ، ولذا نسب إليها .

وقد وقع في كتب الفقهاء والأخبار تحريفات عجيبة ، حتى من الشيخ في التهذيب ، فتارة حرفوه بالسرّي ، واُخرى بالسنّدي ، وفي موضع من الجواهر : بالبرقي ، بل في التهذيب في الباب المتقدم عن خلّاد عن السري ( ٣ ) ، بل فيه في باب الكفارة عن خطأ المحرم عن حمّاد السري ( ٤ ) ، مع نقله في الاستبصار خلّاد ( ٥ ) ، وكل هذا تحريف غير خفيّ على الخبير النقّاد ( ٦ ) ، هكذا أفاد صاحب المستدرك في المقام ، أحلّه الله مبوأ صدق في دار السلام .

٥٨٧ – أصل خلف بن حمّاد الأسدي : ذكره النجاشي والشيخ والسروي وقالوا : له كتاب ( ٧ ) ، وفي الأول : خلف بن حمّاد بن ناشِر بن

_____

( ١ ) إيضاح الاشتباه : ٣٥ .

( ٢ ) تقريب التهذيب ١ : ٧١ / ٥٣١ .

( ٣ ) التهذيب ٩ : ٣٨٧ / ١٣١٩ .

( ٤ ) التهذيب ٥ : ٣٧٨ / ١٣١٩ وقد ورد في نسختنا : خلّاد السندي .

( ٥ ) الاستبصار ٢ : ٢١٥ / ٧٣٩ .

( ٦ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٣٠٥ / الفائدة ٢ من الخاتمة .

( ٧ ) معالم العلماء : ٤٧ / ٣١٠ .

المُسيّب كوفي ، ثقة ، سمع موسى بن جعفر عليه السلام ، له كتاب يرويه جماعة ، منهم : محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ( ١ ) ثم ذكر طريقه عن العدّة إلى الحسين عن خلف بكتابه .

وفي الثاني : ابن حمّاد الأسدي ، له كتاب ( ٢ ) ، وأسند بطرق متعددة عن أبي عبد الله محمّد بن خالد البرقي عن خلف بن حمّاد ، فعلى هذا لا اعتداد بما نقله العلامة عن ابن الغضائري : إن أمره مختلط ، يعرف حديثه تارة وينكر اُخرى ، ويجوز أن يخرج شاهد ( ٣ ) .

وفي التعليقة : فيه ما مرّ في الفوائد ، وكذا كونه صاحب كتاب ، وأنه يروي عنه مثل : محمّد بن الحسين الجليل وأمثاله ( ٤ ) .

٥٨٨ – أصل خلف بن عيسى : قال النجاشي : له كتاب يرويه عنه سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي عبد الله عليه السلام ( ٥ ) ، وأسند بطريقه إلى مهدي بن عتيق عن خلف بن عيسى بكتابه .

وفي الفهرست : ابن عيسى ، له كتاب عن سليمان بن جعفر ، رواه مهدي بن عتيق ( ٦ ) ، وفي المعالم : له كتاب ( ٧ ) ، وقد أشرنا مراراً إلى أنّ سنتهم جارية على ذكر المصنفين وأرباب الاُصول من علمائنا الإِمامية ، إلّا أن يصرّحوا بالخلاف ، وهذا دليل على الاعتبار وحسن الحال ، وفي اتقان

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٥٢ / ٣٩٩ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٦٧ / ٢٦٢ .

( ٣ ) رجال العلّامة : ٦٦ / ٤ .

( ٤ ) تعليقة البهبهاني : ١٣٣ .

( ٥  ) رجال النجاشي ١٥٢ / ٤٠٠ .

( ٦ ) فهرست الشيخ : ٦٧ / ٢٦٣ .

( ٧ ) معالم العلماء : ٤٧ / ٣١١ .

المقال : قد يستشم من اقتصاره في رواية كتابه على سليمان الثقة نوع قوة ( ١ ) .

٥٨٩ – أصل خليل بن أوفى أبي الربيع الشامي العَنَزي : قال النجاشي : روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، له كتاب يرويه عبد الله بن مسكان ( ٢ ) ، وأسند إليه عن أبي الربيع بكتابه ، وفي الخلاصة : أبو الربيع الشامي اسمه خليل بن أوفى ( ٣ ) ، هكذا وردت في المنهج ( ٤ ) ، ولم أجدها فيها .

وفي الفهرست : أبو الربيع الشامي له كتاب ( ٥ ) ، وطريقه إليه ينتهي إلى خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي ، كما فيه .

وممن تعرض لذكره الشيخ المحدّث الجليل في القسم الأول من كتابه أمل الآمل بعنوان : خليل بن أوفى ، أبو الربيع الشامي العاملي ، من أصحاب الصادق عليه السلام ، مذكور في كتب الرجال ، خال من الذم ، بل هو ممدوح ، كثير الرواية والحديث ، وذكره الصدوق في آخر الفقيه ، وذكر طريقه إليه ، وروى عنه كثيراً ، واعتمد عليه ، وهو مدح له لما علم من أول كتابه .

إلى أن قال : وذكره الشيخ في أصحاب الباقر عليه السلام ، وقال : خلد ، وفي نسخة : خالد بن أوفى أبو الربيع العنزي الشامي ( ٦ ) .

_____

( ١ ) اتقان المقال : ١٨٧ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٥٣ / ٤٠٣ وفيه : خُلَيد .

( ٣ ) رجال العلّامة : ٢٧٠ / ٢٠ .

( ٤ ) منهاج المقال : ١٣٢ وقَدْ وَرَدَ منه أنه لم يجده في رجال العلّامة ، والظاهر أن نسخته من الخلاصة كانت ناقصة ، والله أعلم .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ١٨٦ / ٨١٧ .

( ٦ ) رجال الشيخ : ١٢٠ / ٥ .


وقد استدل الشهيد في شرح الإِرشاد على صحة رواياته ، برواية الحسن ابن محبوب عنه كثيراً ، مع الإِجماعٍ على تصحيح ما يصحّ عن الحسن بن محبوب ، وروى عنه ابن مسكان أيضاً ، وهو من أصحاب الإِجماع ، وجملة منهم رووا عنه كثيراً .

ولو قيل بتوثيقه وتوثيق جميع أصحاب الصادق عليه السلام إلّا من ثبت ضعفه لم يكن بعيداً ، لأنّ المفيد في الإِرشاد ، وابن شهر آشوب في معالم العلماء ، والطبرسي في إعلام الورى قد وثّقوا أربعة آلاف . من أصحاب الصادق عليه السلام ، والموجود منهم في جميع كتب الرجال والحديث لا يبلغون ثلاثة آلاف ، وذكر العلّامة وغيره أن ابن عقدة جمع الأربعة آلاف المذكورين في كتاب الرجال .

ونقل بعضهم أنه ذكر أبا الربيع ( ١ ) ، إنتهى .

وإنما ذكرناه بطوله مع تلخيص مّا لكثرة فوائده ، وهي نافعة في أكثر التراجم من أصحاب الصادق عليه السلام المذكورين من غير نصّ بالوثاقة .

وفي المستدرك : ومما يستغرب في المقام ما في التعليقة من أنّ في الكافي في باب طلب الرئاسة ( ٢ ) حديثاً يدل على تشيعه ، إلّا أنه يستفاد منه ذمه ( ٣ ) ، إنتهى .

قلت : أما تشيعه فهو كما قال المحقق السيد صدر الدين : غير خفيّ على من تتبع أخباره ، منها : ما في الكافي في باب أنّ الإِمام إذا شاء أن يعلم علم ، بسندين فيهما : صفوان عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد عن أبي الربيع الشامي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنّ الإِمام إذا شاء أن

_____

( ١ ) أمل الآمل ١ : ٨٢ / ٧٩ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٢٢٦ / ٦ .

( ٣ ) تعليقة البهبهاني : ٣٨٩ .


يعلم علم ( ١ ) .

وفي باب حسن المعاشرة بإسناده عنه ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام والبيت غاصّ بأهله ، فيه الخراساني والشامي ومن أهل الآفاق ، فلم أجد موضعا أقعد فيه ، فجلس أبو عبد الله عليه السلام وكان متكئاً ، ثم قال : يا شيعة آل محمّد ، اعلموا أنّه ليس مناً من لم يملك نفسه عند غضبه ، ومن لم يحسن صحبة من صحبه ، ومخالفة من خالقه ، ومرافقة من رافقه ، ومجاورة من جاوره ، وممالحة من مالحه ، يا شيعة آل محمّد ، اتقوا الله ما استطعتم ، ولا حول ولا قوة الا بالله ( ٢ ) .

وأما استفادة الذم من الحديث الّذي أشار إليه فعجيب ، ففيه بإسناده عن أبي الربيع الشامي عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال لي : ويحك يا أبا الربيع ، لا تطلبن الرئاسة ولا تك ذنباً ، ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ، ولا تقل فينا ما لا نقول في أنفسنا ، فإنك موقوف ومسؤول لا محالة ، فإن كنت صادقاً صدقّناك ، وان كنت كاذباً كذبناك ( ٣ ) .

وهذا لا يفيد ذماً ، ففي التنزيل : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم ) ( ٤ ) ( وَلَا تَدْعُ مَعَ الله إلهاً آخَر ) ( ٥ ) ولو كان ذماً لم يروه ولم ينقله ، ولو كان ذمـاً ونقله ، فلعل نقله له يشعر بتنبهه من الغفلة ، وندمه على الزلّة ، فما كل ما يوعظ به الرجل وينهى عنه يكون فيه .

وقد نهى عليه السلام عبد الله بن مسكان وأبا حمزة الثمالي ومحمّد بن

_____

( ١ ) الكافي ١ : ٢٠١ / ١ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٤٦٥ / ٢ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٢٢٦ / ٦ .

( ٤ ) الإِسراء : ١٧ : ٣٦ .

( ٥ ) القصص : ٢٨ : ٨٨ .


مسلم – وهم أجلاء هذه الطائفة – عن أشياء هي مذكورة في هذا الباب من الكافي قبل الخبر وبعده ( ١ ) ، ولم يستشعر أحد من ذلك قدحاً فيهم فراجع ( ٢ ) ، انتهت كلماته النورية نوّر الله سرّه النوري بحق النبي والوصي عليهما صلوات الله الرب العلي .

٥٩٠ – أصل خليل العبدي : قال النجاشي : كوفي ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، ثقة ، له كتاب يرويه جماعة منهم : عبيس بن هشام ( ٣ ) ، وأسند بكتابه بمشيخته .

وقال الشيخ في الفهرست : خليل العبدي ، له كتاب ، أخبرنـا بـه جماعة عن التلعكبري عن ابن همّام عن القاسم بن إسماعيل عن عبيس بن هِشام عن خليل العبدي ( ٤ ) .

٥٩١ – كتاب الإِيقاع : وهذا الكتاب كما في طبقات النحاة للسيوطي – بنقل صاحب الروضات – لخليل بن أحمد الفراهيدي ، الإِمام البارع الورع المشهور العروضي صاحب كتاب العين ، واستاذ سيبويه النحوي ، وعامة الحكاية في كتابه عنه ، وكلما قال سألته أو قال قولاً من غير أن يذكر قائله فهو الخليل .

وكان إمامي المذهب ( ٥ ) من الشيعة الإِمامية بنص الإِمام العلامة في الخلاصة ( ٦ ) ، والقاضي نور الله الشهيد في مجالسه ( ٧ ) .

_____

( ١ ) الكافي ٢ : ٢٢٥ – ٢٢٦ / ٣ ، ٥ ، ٨ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٧٠٧ / الفائدة ٥ من الخاتمة .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٥٣ / ٤٠٤ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ٦٧ / ٢٦٥ .

( ٥ ) بغية الوعاة ١ : ٥٥٧ / ١١٧٢ .

( ٦ ) رجال العلّامة : ٧ / ١٠ .

(  ٧ ) مجالس المؤمنين : ١ : ٥٥٠ .

وقد استدل بهذا المدّعى على وجوه منها : أنّه سُئل لم يهجر الناس علياً عليه السلام وقربه من رسول الله صلى الله عليه وآله قربه ، وموضعه من المسلمين موضعه ، وعياده في الإِسلام عياذه ؟

فقال : بهر والله نوره أنوارهم ، وغلبهم على صفو كل منهل ، والناس إلى أشكالهم أميل ، أما سمعت الأول حيث يقول :

وكلّ شكل إلى شكله أَلِف                  أما ترى الفيل يألف الفيلا

وسئُل أيضاً ما الدليل على أنّ علياً عليه السلام إمام الكل في الكل ؟ فقال : إحتياج الكلّ إليه ، وغناه عن الكلّ ( ١ ) .

وفي الرواشح : وقيل له : ما تقول في علي بن أبي طالب ؟ فقال : ما أقول في حق امرىء كتمت فضائله أولياؤه خوفاً ، وكتمت مناقبه أعداؤه حسداً ، ثم ظهر من بين الكتمين ما ملأ الخافقين ( ٢ ) .

وفي كشف الغمة نقلاً عن يونس النحوي : قال : قلت للخليل بن أحمد : اُريد أن أسألك عن مسألة فتكتمها عليَّ ؟

فقال : قولك يدل على أنّ الجواب أغلظ من السؤال ، فتكتمه أيضاً ؟

قلت : نعم ، أيام حياتك ؟ قال : سل ، قلت : ما بال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كأنهم بنو اُم واحدة ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام من بينهم كأنه ابن علة ؟

فقال : إنّ علياً عليه السلام تقدمهم إسلاماً ، وفاقهم علماً ، وبذّهم شرفاً ، ورجحهم زهداً ، وطالهم جهاداً ، والناس الى أشكالهم وأشباههم

______

( ١ ) روضات الجنات ٣ : ٢٨٩ / ٢٩٤ .

( ٢ ) الروائح السماوية : ٢٠٣ .


أميل منهم إلى من بان منهم ، فافهم ( ١ ) .

وروى الصدوق في أماليه عن : أبي زيد النحوي ، قال : سألت الخليل بن أحمد العروضي ، فقلت : لِمَ يهجر الناس عليا عليه السلام وقربه من رسول الله صلى الله عليه وآله قربه ، وموضعه من المسلمين موضعه ، وعناؤه في الإِسلام عناؤه ؟

فقال : بهر والله نوره أنوارهم ، وغلبهم على صفو كل منهل ، والناس إلى أشكالهم أميل ، أما سمعت الأول حيث يقول :

وكل شكل إلى شكله ألِف            أما ترى الفيل يألف الفيلا

قال : وأنشدنا الرياشي في معناه عن العباس بن أحنف :

وقائل كيف تهجارتما               فقلت قولاً فيه إنصاف

لم يك من شكلي فهاجرته          والناس أشكال وآلاف ( ٢ )  

وقال العلامة في الخلاصة : خليل بن أحمد ، كان أفضل الناس في الأدب ، وقوله حجة فيه ، واخترع علم العروض ، وفضله أشهر من أن يذكر ، وكان إمامي المذهب ( ٣ ) .

وأبوه أحمد كان أول من سمّي بهذا الإِسم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كما نقل عن المبرد أنه قال : فتش المفتشون فما وجدوا بعد نبينا صلى الله عليه وآله من اسمه أحمد قبل أبي الخليل .

توفى الخليل سنة خمس وسبعين ومائة ، وقيل : سنة سبعين ، وقيل : ستين ، وقد صادف عصره عصر الصادق عليه السلام .

______

( ١ ) كشف الغمة : ١ : ٤١١ .

( ٢ ) أمالي الصدوق : ١٩٠ / ١٤ .

( ٣ ) رجال العلّامة : ٦٧ / ١٠ .

ويقال : أنه كان من جملة أصحابه أيضاً ، وله الرواية عنه في كتب أصحابنا المتدينين ( ١ ) ، كما في الروضات .

ومن كلامه أنّ أفضل كلمة ترغب الإِنسان إلى طلب العلم والمعرفة قول أمير المؤمنين عليه السلام : « قدر كل امرىء ما يحسن » .

وقد نقل من مراتب عقله وفطنته واستعداده أشياء عجيبة مذكورة في التراجم ، من أرادها فليراجعها .

بقي الكلام في توضيح كتاب الإِيقاع ، من أنه في أي موضوع من الأبحاث العلمية ، وقد ظهر لي أنّ الإِيقاع من شعب علم الموسيقى والنغم والألحان .

قال في كشف الظنون : قال صاحب الفتحية : الموسيقى علم رياضي يبحث فيه عن أحوال النغم من حيث الاتفاق والتنافر ، وأحوال الأزمنة المتخللة بين النقرات من حيث الوزن وعدمه ليحصل معرفة كيفية تأليف اللحن ( ٢ ) ، هذا ما قاله الشيخ في الشفاء ، إلّا أنّ لفظة بين النقرات زيدت على کلامه ، وعبارته بعينها : أي معرفة النغم الحاصل من النقرات ، ليعم البحث على الأزمنة التي تكون نقراتها منغمة أو ساذجة ، وكلامه يشعر بكون البحث عن الأزمنة التي تكون نقراتها منغمة فقط .

وعرّفها الشيخ أبو نصر بأنها صوت واحد لابـث زماناً ذا قدر محسوس في الجسم الّذي فيه يوجد ، والزمان قد يكون غير محسوس القدر لصغره ، فلا مدخل للبحث والصوت اللابث فيه لا يسمى نغمة .

والقوم قدروا أقل المرتبة المحسوسة في زمان يقع بين حرفين متحركين

_____

( ١ ) روضات الجنات ٣ : ٢٨٩ / ٢٩٤ .

( ٢ ) الشفاء : ١ : ١٧ ، ٣ – جوامع علم الموسيقى .


ملفوظين على سبيل الاعتدال .

فظهر لنا أنه يشتمل على بحثين ، البحث الأول عن أحوال النغم .

والبحث الثاني عن الأزمنة .

فالأول يسمى علم التأليف .

والثاني علم الإِيقاع .

والغاية والغرض منه حصول معرفة كيفية تأليف الألحان ، وهو في عرفهم أنغام مختلفة الحدة والثقل ، رتبت ترتيباً ملائماً .

وقد يقال : وقرنت بها ألفاظ دالة على معان محركة للنفس تحريكاً ، ملذاً ، وعلى هذا فما يترنم به الخطباء والقرّاء يكون لحناً ، بخلاف التعريف الثالث ، وهو : وقرنت بها ألفاظ منظومة مظروفة لأزمنة موزونة ، فالأول أعم من الثاني والثالث ، وبين الثاني والثالث عموم من وجه .

وقد اتفق الجمهور على أنّ واضع هذا الفن أولاً فيثاغورس من تلامذة سليمان عليه السلام .

وكان رأى في المنام ثلاثة أيام متوالية : أنّ شخصاً يقول له : قم واذهب إلى ساحل البحر الفلاني وحصل هناك علماً غريباً . فذهب من غد كل ليلة من الليالي إليه فلم ير أحداً فيه ، علم أنها رؤياً ليست مما يؤخذ جداً ( ١ ) فانعكس .

وكان هناك جمع من الحدّادين يضربون بالمطارق على التناسب ، فتأمل ثم رجع ، وقصد أنواع مناسبات بين الأصوات ، ولما حصل له ما قصده بتفكر كثير وفيض إلهامي صنع آلة وشدّ عليها إبريسماً وأنشد شعراً في التوحيد

_____

( ١ ) في المصدر : مما يؤخذ جزافا [ جزافاً ] تفكر [ تفكر ] .


وترغيب الخلق في اُمور الآخرة ، فاعرض بذلك كثير من الخلائق عن الدنيا ، وصارت تلك الآلة مغرزة بين الحكماء .

وبعد مدة قليلة صار حكيماً محققاً ، بالغاً في الرياضة بصفاء جوهره ، واصلاً إلى مأوى الأرواح ، وسعة السموات ، وكان يقول : إني أسمع نغمات شهية ، وألحانا بهية من الحركات الفلكية ، وتمكنت تلك النغمات في خيالي وضميري ، فوضع قواعد هذا العلم .

وأضاف بعده الحكماء مخترعاتهم إلى ما وضعه ، إلى أن انتهت النوبة إلى أرسطا طاليس ، فتفكر أرسطو فصنع الآرغنون ، وهو آلة لليونانيين تعمل من ثلاثة زقاق كبار من جلود الجواميس ، يضم بعضها إلى بعض ، ويركب على رأس الزق الأوسط زق كبير آخر ، ثم يركب على هذه الزقاق أنابيب لها ثقب على حسب استعمال المستعمل، وكان غرضهم من استخراج قواعد هذا الفن تأنيس الأرواح والنفوس الناطقة إلى عالم القدس لا مجرد اللهو والطرب ، فإنّ النفس قد يظهر فيها باستماع واسطة حسن التأليف وتناسب النغمات بسط فتذكر مصاحبة النفوس العالية ومجاورة العالم العلوي ، وتسمع هذا النداء وهو : ارجعي أيتها النفس الغريقة في الأجسام المدلهمة في فجور الطبع إلى العقول الروحانية والذخائر النورانية والأماكن القدسية ( فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مقْتَدرِ )  ( ١ ) ومن رجال هذا الفن من صار له يد طولى كعبـد المؤمن ، فإنّ له فيه شرفية ، وخواجة عبد القادر بن غيبي الحافظ المراغي ، له فيه كتب عديدة ( ٢ ) .

٥٩٢ – کتاب اثبات حدوث الإِرادة بالبرهان العقلي : للتحرير النقّاد المولى خليل بن محمّد زمان القزويني ، وفيه شرح حديث عمران

_____

( ١ ) القمر ٥٤ : ٥٥ .

( ٢ ) كشف الظنون : ٢ : ١٩٠٢ .


الصابي ، وحديث سليمان المروزي بما لا يوجد في غيرها ، وتاريخ فراغه منه سنة ١١٤٨ ، وهذا غير سميه المعروف شارح الكافي والعدّة .

٥٩٣ – أصل خيبري بن علي الطحان الكوفي : ذكره النجاشي وقال : ضعيف في مذهبه ، ذكر ذلك أحمد بن الحسين ، يقال : في مذهبه ارتفاع ، روى خيبري عن الحسين بن ثُوير عن الأصبغ ، ولم يكن في زمن الحسين بن ثُوير من يروي عن الأصبغ غيره .

له كتاب يرويه عنه محمّد بن إسماعيل بن بزيع ( ١ ) ، ثم أسند بتوسطه عن خيبري بكتابه . وضبطه في الخلاصة ، وكذا ابن داود : خيري بالياء المثناة بعد الخاء ، وقال : كوفي ، ضعيف في مذهبه ( ٢ ) ، ضعيف الحديث ، كان غالياً ، وكان يصحب يونس بن ظبيان ، ويكثر الرواية عنه .

وله كتاب عن أبي عبد الله عليه السلام ، لا يلتفت إلى حديثه ، وكان يروي عن الحسن بن ثوير عن الأصبغ ( ٣ ) .

وقال الُأستاذ الأكبر في التعليقة : هذا الكلام مأخوذ من كلام الغضائري ومرّ حال مثله في الفوائد ، وكذا حال قولهم : ضعيف الحديث ، وغال ، وكثرة الرواية عن مثل يونس ، ورواية مثل محمّد بن إسماعيل بن بزيع وسعد ابن عبد الله القمي والحميري وابن وليد وغيرهم تشير إلى جلالته ، بل ووثاقته ، سيّما ابن الوليد ، كما لا يخفى على المطلع بحاله كما مرّ في الفوائد ، فتأمل ( ٤ ) .

وفي إتقان المقال : قلت : الظاهر تصحيف ( يقال ) في النجاشي وأنها

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٥٤ / ٤٠٨ .

( ٢ ) رجال ابن داود : ٢٤٤ / ١٧٥ .

( ٣ ) رجال العلامة : ٢٢٠ / ١ .

( ٤ ) تعليقة البهبهاني : ١٣٤ .


( فقال ) فينحصر التضعيف في كتاب ابن الغضائري ، وأمره بيّن ، والضمير في غيره للحسين ، وفيه إشارة إلى أنّ في هذا الطريق علو في السند .

وفي الفهرست في الحسين بن ثوير ما مرّ من قوله : له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد عن ابن الوليد ، ورواه لنا عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن الحسن عن أبيه عن سعد بن عبد الله ، والحميري عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمّد بن إسماعيل عن الخيبري عنه ، فتدبر ( ١ ) ( ٢ ) .

وظهر أنّ ضبط الخلاصة وابن داود وهم ، وفي الإِيضاح : خيبري ( ٣ ) ، كما هنا .

٥٩٤ – أصل خيثمة : قال النجاشي : لا يعرف بغير هذا ، كتابه رواية محمّد بن عيسى عن عبد الله الأشعري ، أخبرني عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عن أحمد بن إدريس عن عبد الله بن محمّد ابن عيسى عن أبيه عن خيثمة ( ٤ ) ، وفي الإِيضاح : خَيثمة بالخاء المعجمة المفتوحة والياء المنقطة تحتها نقطتين الساكنة والثاء المنقطة فوقها ثلاث نقط والميم والهاء ، لا يعرف بغير هذا ( ٥ ) .

وفي إتقان المقال بعد ذكر ما نقلناه عن النجاشي : ولم نجد له ذكراً في غير النجاشي ، قلت : محمّد هذا : أبو أحمد بن محمّد بن عيسى المشهور المعروف ، الّذي هو غاية في التثبت ، ونهاية في التجنب عن الرواية عن الضعفاء ، ومن يروي عنهم ، وهو يروي عن أبيه محمّد هذا ، فروايته لا

______

( ١ ) فهرست الشيخ : ٥٩ / ٢٢١ .

( ٢ ) إتقان المقال : ٢٨٢ .

( ٣ ) إيضاح الإِشتباه : ٣٥ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٥٤ / ٤٠٦ .

( ٥ ) إيضاح الإِشتباه : ٣٥ .


تخلو من نوع قوة ( ١ ) ، إنتهى .

وأقول إنّ هذا الرجل وإن لم يتعرضوا أئمة الفن لذكره ، والنجاشي أيضاً من غير تعرض لنسبه ، لكن يظهر من رواية العدة عنه ان كتابه مشهور بين المحدّثين ومن الاُصول المعتمدة .

٥٩٥ – أصل خَيران الخادم : قال النجاشي : مولى الرضا عليه السلام ، له كتاب ( ٢ ) ، وأسند بطريقه إلى محمّد بن عيسى العُبيدي عنه ، وفي منتهى المقال : في الكشي ما يدل على جلالته ، في آخره : قال عليه السلام : اعمل في ذلك برأيك ، فإن رأيك رأيي ، ومن أطاعك أطاعني ، قال أبو عمرو : هذا يدل على أنه كان وكيله ، ولخيران هذا مسائل يرويها عنه وعن أبي الحسن عليه السلام ، إنتهى .

ثم قال : أقول : خيران هذا من أصحاب الرضا والجواد والهادي عليهم السلام ، ومن مستودعي أسرارهم عليهم السلام ، وحكايته مع أحمد بن محمد بن عيسى تنبىء عن علّو مرتبته ونهاية جلالته ، واقتصار النجاشي على أنه : مولى الرضا عليه السلام ، لعلّه لا بأس به ، لكن اقتصار الشيخ ثم الخلاصة على أنه من أصحاب العسكري لعل فيه شيئاً فتأمل ( ٣ ) .

٥٩٦ – أصل داود بن أبي يزيد الكوفي العطار : ذكره النجاشي وقال : مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام أيضاً ، له كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم علي بن الحسن الطاطري ( ٤ ) ، وأسند به إليه ، وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام ( ٥ ) ،

_____

( ١ ) إتقان المقال : ١٨٨ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٥٥ / ٤٠٩ .

( ٣ ) منتهى المقال : ۱۲۸ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٥٨ / ٤١٧ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ١٨٩ / ٥ .


وفي الفهرست : ابن أبي يزيد ، له كتاب ، رواه حميد عن القاسم بن إسماعيل عن داود ، أخبرنا جماعة عن التلعكبري عن ابن همّام . عن حميد عن محمّد بن تسنيم عن الحجّال عن داود ( ١ ) .

الحجال هو : أبو محمّد عبد الله بن محمّد الأسدي المزخرف الحجال ، الّذي قال فيه النجاشي : ثقة ثقة ، ثبت ( ٢ ) ، وأبو يزيد كنية لفرقد والد داود الّذي قالوا فيه أيضاً : ثقة ثقة ، ويروي عنه فضالة ، والحسن بن محبوب ، وصفوان ، والحسن بن علي بن فضال ، والحسن بن علي الطاطري ، والحسين بن سعيد ، وأبو مالك الحضرمي ، وعلي بن أسباط ، وغيرهم من الأجلاء .

٥٩٧ – كتاب الإِمامة : وهو لداود بن أسد بن أعفر ، أبو الأحوص البصري ، قال النجاشي بعد ما قلناه : شيخ متكلم من أصحاب الحديث ، ثقة ثقة ، وأبوه أسد بن أعفر من شيوخ أصحاب الحديث الثقات ، له كتاب في الإِمامة على سائر من خالفه من الاُمم ، والآخر مجرّد الدلائل والبراهين ( ٣ ) ، وفي الخلاصة : أسد بن عفير ( ٤ ) ، وكذا في رجال ابن داود ( ٥ ) ، وعنهما أيضاً عفر بلا ياء .

وهذان الكتابان أشار إليهما السيد في مقدمة مدينة المعاجز ( ٦ ) ، فراجع في جملة الكتب المصنّفة في الإِمامة والمعاجز .

٥٩٨ – أصل داود بن حُصين الأسدي : قال النجاشي :

______

( ١ ) فهرست الشيخ : ٦٩ / ٢٧٧ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ٢٢٦ / ٥٩٥ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٥٧ / ٤١٤ وفيه : المصري .

( ٤ ) رجال العلّامة : ٦٩ / ٧ .

( ٥ ) رجال ابن داود : ٨٩ / ٥٨١ .

( ٦ ) مدينة المعاجز : ٣ ، ٤ .


مولاهم ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام – إلى قوله – له كتاب يرويه عنه عدّة من أصحابنا ( ١ )  ، وأسند إلى عباس بن عامر عن داود به .

وكذا الشيخ في الفهرست من غير تعرض فيه بشيء ( ٢ ) ، وفي رجاله في أصحاب الصادق : ابن الحصين الكوفي ( ٣ ) ، لكن قال في أصحاب الكاظم : ابن الحصين واقفي ( ٤ ) .

وتبعه العلامة في الخلاصة وقال : وكذا قال ابن عقدة والأقوى عندي التوقف في روايته ( ٥ ) ، وفيما رجحه نظر .

قال في المستدرك : وقال المحقق الشيخ محمّد في شرح الاستبصار : إنّ قول النجاشي لا يعارضه قول الشيخ : بأنه واقفي ، إلّا لمّا ظنه البعض من أنه يجوز الجمع بين الوقف والثقة ، بل لأنّ النجاشي أثبت ، فلو علم كون الوقف ثابتاً لنقله كما يعلم عادته في الكتاب إنتهى .

وهو كلام متين تلقاه بالقبول جمع من المحققين ، وهو من الاُصول الرجالية التي يتفرع عليها فروع كثيرة ، ويؤيده رواية الأجلة عنه كأحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، وصفوان بن يحيى ، وعلي بن النعمان ، والعباس بن عامر ، وجعفر بن بشير ، وموسى بن الوكيل ، وغيرهم .

وفي الرواشح : وأما داود بن الحصين الأسدي فموثق اتفاقا ، وقد قيل

______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٥٩ / ٤٢١ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٦٨ / ٢٦٧ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ١٩٠ / ١٤ .

( ٤ ) رجال الشيخ : ٣٤٩ / ٥ .

( ٥ ) رجال العلّامة : ٢٢١ / ١ .


فيه : بالوقف ، ولم يثبت ، ولذلك كم من حديث استصحبه العلامة وهو في الطريق ، ومن ذلك في منتهى المطلب في باب قنوت صلاة الجمعة ( ١ ) إنتهى .

وفي التعليقة : لاحظ مقام ذكر الواقفة ، وكذا كون المراد من الثقة المطلق الإِمامي ، وحكاية التعارض وغير ذلك ، ويروي عنه صفوان بن يحيى وجعفر بن بشير وابن أبي نصر ، وكل واحد منها أمارة الوثاقة ، ورواية الأجلاء أمارة الجلالة .

وهذا يرجّح كلام النجاشي مع أنه أضبط من الشيخ ، ولعلّ حكم الشيخ مما قال ابن عقدة ( ٢ ) ، فتأمل ( ٣ ) .

٥٩٩ – أصل داود بن زربي : ذكره النجّاشي : هو أبو سليمان الخندقي البُندار ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، ذكره ابن عقدة ، له کتاب ( ٤ ) ، ورواه علي بن خالد العاقولي عنه ، والعلامة نقل توثيقه عن النجاشي ، وكذا ابن طاووس ، ولم يوجد هذا في كتابه .

وقال الشيخ في الفهرست : له أصل (٥ ) ، ورواه عن ابن أبي عمير عنه .

وهذا يشير إلى الوثاقة ، وذكره في الرجال في أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام ( ٦ ) .

_____

( ١ ) منتهى المطلب : ١ : ٣٣٧ .

( ٢ ) تعليقة البهبهاني : ١٣٤ .

( ٣ ) مستدرك الوسائل ۳ : ٥٩٣ / الفائدة ٥ من الخاتمة .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٦٠ / ٤٢٤ .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ٦٨ / ٢٧٠ .

( ٦ ) رجال الشيخ : ١٩٠ / ٢١ ، ٣٤٩ / ٤ .


وفي رجال الكشي : وكان هو أخص الناس بالرشيد ، وروى عن داود الرقي ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : جعلت فداك كم عدّة الطهارة ؟ فقال : ما أوجبه الله فواحدة ، وأضاف إليها رسول الله صلى الله عليه وآله واحدة لضعف الناس ، ومن توضأ ثلاثاً فلا صلاة له . أنا معه في ذا حتى جاء داود بن زربي ، وأخذ زاوية من البيت فسأله عما سألت في عدّة الطهارة ؟ فقال له : توضأ ثلاثاً ثلاثاً ، من نقص عنه فلا صلاة له .

قال : فارتعدت فرائصي وكاد أن يدخلني الشيطان ، فأبصر أبو عبد الله عليه السلام إليّ ، وقد تغير لوني ، فقال : اسكن – يا داود – هذا هو ، الكفر أو ضرب الأعناق ( ١ ) ، فخرجنا من عنده .

وكان بيت ابن زربي إلى جوار بستان أبي جعفر المنصور ، وكان قد اُلقي إلى أبي جعفر أمر داود بن زربي ، وأنه رافضي يختلف إلى جعفر بن محمّد ، فقال أبو جعفر المنصور : إني مطلع على طهارته ، فإن هو توضاً وضوء جعفر بن محمّد – فإني لأعرف طهارته – حققت عليه القول وقتلته ، فاطلع وداود يتهيأ للصلاة من حيث لا يراه ، فأسبغ داود بن زربي الوضوء ثلاثاً ثلاثاً كما أمره أبو عبد الله عليه السلام .

فما تم وضوؤه حتى بعث إليه أبو جعفر المنصور فدعاه ، قال : فقال داود : فلما أن دخلت عليه رحب بي ، وقال : يا داود ، قيل فيك شيء باطل ، وما أنت كذلك ، قد اطلعت على طهارتك ، وليس طهارتك طهارة الرافضة فاجعلني في حل ، وأمر له بمائة ألف درهم .

قال : فقال داود الرقي : التقيت أنا وداود بن زربي عند أبي عبد الله

______

( ١ ) قوله عليه السلام : هذا هو الكفر ، إنتهى ، في التعليقة [ ١٣٥ ] قال جدي رحمه الله : اي صار الأمر بحيث يخير الإِنسان بين إظهار الكفر وهو مذهبهم أو يقتل لو لم يظهر ، فيجب حينئذٍ التقية ، إنتهى ، ويحتمل أن يكون الشك من الراوي ، فتدبر . ( منه قده ) .


عليه السلام ، فقال له داود بن زربي : جعلني الله فداك ، حقنت دماءنا في دار الدنيا ، ونرجو أن ندخل بيمنك وبركتك الجنة ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : فعل الله ذلك بك وبإخوانك من جميع المؤمنين .

فقال أبو عبد الله عليه السلام لداود بن زربي : حَدّثِ داود الرقي بما مرّ عليكم حتى تسكن روعته ، فقال : حدثته بالأمر كله ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : لهذا أفتيته ، لأنه كان أشرف على القتل من يد هذا العدو ، ثم قال : يا داود بن زربي ، توضأ مثنى مثنى ولا تزيدن عليه ، فإنك إن زدت عليه فلا صلاة لك ( ١ ) .

وروى الكشي أيضاً بإسناده عن : داود بن زربي ، قال : حملت إلى أبي الحسن موسى عليه السلام مالاً ، فأخذ بعضه وترك بعضه ، فقلت له : لم لا تأخذ الباقي ؟ قال : إنّ صاحب هذا الأمر يطلبه منك ، فلما مضى بعث إلى أبو الحسن الرضا عليه السلام فأخذه مني ( ٢ ) .

وعدّه الشيخ المفيد في إرشاده من خاصة أبي الحسن موسى عليه السلام وثقاته ، ومن أهل الورع والعلم والفقه من شيعته ، وروى عنه نصاً من أبي الحسن علي الرضا عليه السلام بالإِمامة ( ٣ ) .

٦٠٠ ­– أصل داود بن سرحان : ذكره الشيخ والسروي في المعالم والفهرست وقالا : له كتاب ( ٤ ) .

وفي رجال الأول في أصحاب الصادق : داود بن سرحان العطار ، مولى كوفي ( ٥ ) .

______

( ١ ) رجال الكشي ٢ : ٦٠٠ / ٥٦٤ .

( ٢ ) رجال الكشي ٢ : ٦٠١ / ٥٦٥ .

( ٣ ) إرشاد المفيد : ٣٠٤ .

( ٤ ) معالم العلماء : ٤٩ / ٣٢٣ ، فهرست الشيخ : ٦٨ / ٢٧٥ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ١٩٠ / ١٣ .


وفي رجال النجاشي : داود بن سرحان العطّار الكوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، ذكره ابن نوح ، روى عنه هذا الكتاب جماعة من أصحابنا رحمهم الله ( ١ ) ، ثم أسند إليه .

وفي مشتركات الكاظمي : ابن سرحان الثقة ، عنه جعفر بن بشير ، ومحمّد بن أبي حمزة الثقة ، وابن نهيك ، وأحمد بن محمّد بن عيسى ، على ما صرحّ به في المنتقى ومشرق الشمسين ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وعبد الرحمن بن أبي نجران والوشاء ( ٢ ) .

٦٠١ – أصل داود بن سليمان : ذكره النجاشي ، قال بعد الترجمة : أبو سليمان الحَمّار ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، ذكره ابن نوح ، ، له كتاب رواه عدّة من أصحابنا منهم : الحسن بن محبوب ( ٣ ) ، وأسند إليه عن داود به .

وفي الفهرست : داود الحمّار ، له كتاب ( ٤ ) ، رواه عن أحمد بن ميثم عنه .

وفي الرجال في أصحاب الصادق : داود بن سليمان الحمّار الكوفي ( ٥ ) .

وفي باب الكنى من الفهرست : أبو سليمان الحمّار ، له كتاب ، رويناه عن جماعة عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن

_______

( ١ ) رجال النجاشي : ١٥٩ / ٤٣٠ .

( ٢ ) هداية المحدثين : ٥٨ .

( ٣ ) رجال النجاشي : ١٦٠ / ٤٢٣ .

( ٤ ) فهرست الشيخ : ١٩ / ٢٧١ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ١٩٠ / ١٥ .


ابن أبي عمير عن الحسن بن محبوب ( ١ ) عنه .

٦٠٢ – أصل داود بن سليمان بن جعفر : قال النجاشي : أبو احمد القزويني ، ذكره ابن نوح في رجاله ، له كتاب عن الرضا عليه السلام ( ٢ ) ، وذكر طريقه إليه عن أبي حمزة بن سليمان .

وفي نقد الرجال : يحتمل أن يكون هذا هو الّذي ذكره المفيد في إرشاده حيث قال : داود بن سليمان من خاصة الكاظم عليه السلام وثقاته ، ومن أهل الورع والفقه والعلم ، ومن شيعته ، وممن روى النصّ على الرضا عليه السلام ( ٣ ) .

٦٠٣ – أصل داود بن سليمان القرشي : ذكره ابن نوح ، قال : له كتاب ، كذا في رجال النجاشي ( ٤ ) ، وطريقه إلى سليمان بن داود عن أبيه به .

٦٠٤ – أصل داود بن علي اليعقوبي : قال النجاشي بعد ذكره : الهاشمي أبو علي بن داود ، روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، وقيل : روى عن الرضا عليه السلام ، ثقة ، له كتاب يرويه جماعة منهم : عيسى بن عبد الله العُمري ( ٥ ) ، وأسند إلى محمّد بن عبد الجبار عنه بكتابه .

٦٠٥ – أصل داود بن فرقد : ذكره النجاشي قال : مولى آل أبي السَمّال الأسدي النَصْري ، وفرقد يكنى أبا يزيد ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، وإخوته يزيد وعبد الرحمن

_____

( ١ ) فهرست الشيخ : ١٨٨ / ٨٤٢ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٦١ / ٤٢٦ .

( ٣ ) نقد الرجال : ١٢٨ / ٢٣ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٥٧ / ٤١٣ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ١٦٠ / ٤٢٢ .


وعبد الحميد .

قال ابن فضال : داود ثقة ثقة ، له كتاب ، رواه عدّة من أصحابنا ، وروى عن صفوان بن يحيى عن داود ، وقد روى عنه هذا الكتاب جماعة من أصحابنا – رحمهم الله – كثيرة ، منهم : ابن أبي السّمال ( ١ ) .

وفي الفهرست : ابن فرقد ، له كتاب ( ٢ ) ، وطريقه إلى أحمد بن محمّد ابن أبي نصر وصفوان بن يحيى عنه .

وفي أصحاب الصادق عليه السلام : ابن فرقد أبي يزيد الأسدي ، مولى آل أبي السَمّال ، وفي أصحاب الكاظم عليه السلام : داود بن فرقد ، ثقة ، له كتاب ، وهو مع داود الرقي من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ( ٣ ) .

٦٠٦ – أصل أبي هاشم الجعفري : واسمه داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عليه السلام ، ذكره أئمة الرجال ومدحوه بأعظم المدح ، وهو في محله وأهل له .

قال النجاشي . كان عظيم المنزلة عند الأئمة عليهم السلام ، شريف القدر ، ثقة ، روى أبوه عن أبي عبد الله عليه السلام ( ٤ ) : وفي الفهرست : ابن القاسم الجعفري ، يكنى أبا هاشم ، من أهل بغداد ، جليل القدر ، عظيم المنزلة عند الأئمة عليهم السلام ، وقد شاهد جماعة منهم ، وكان مقدماً عند السلطان ، له كتاب يرويه عن أحمد بن أبي عبد الله عنه ( ٥ ) .

______

( ۱ ) رجال النجاشي : ١٥٨ / ٤١٨ .

( ٢ ) فهرست الشيخ : ٦٨ / ٢٧٤ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ١٨٩ / ٤ ، ٣٤٩ / ٢ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٥٦ / ٤١١ .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ٦٧ / ٢٦٦ في النسخة التي لدينا : وقد شاهد الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الأمر عليهم السلام .


وفي نسخة الشهيد الثاني رحمه الله : وقد شاهد جماعة منهم الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الأمر صلوات الله عليهم وسلامه ، وقد روى عنهم كلّهم عليهم السلام ، وله أخبار ومسائل ، وله شعر جيد فيهم ، وكان مقدماً ، إلى آخره .

وفي الرجال في أصحاب الجواد عليه السلام : ابن القاسم الجعفري ، يكنى أبا هاشم ، من ولد جعفر بن أبي طالب ، ثقة جليل القدر ، وكذا في أصحاب الهادي ، وفي أصحاب العسكري عليهما السلام ( ١ ) .

وفي الكشي : قال أبو عمرو : له منزلة عالية عند أبي جعفر وأبي الحسن وأبي محمّد صلوات الله عليهم وموقع جليل ، على ما يستدل بما روي عنهم في نفسه وروايته ، وتدل روايته على ارتفاع في القول ( ٢ ) .

وفي التعليقة : قال جدي : الارتفاع لروايته المعجزات الكثيرة ، قلت : ورد عنه كثيراً في توحيد ابن بابويه ، بل وفي غيره أيضاً ما يدلّ على عدم غلوّه .

وفي الكافي في باب ما جاء في الاثني عشر عن البرقي عنه رواية متضمنة للتصريح بأسامي الأئمة وكونهم أئمة وأوصياء .

ثم قال : وحدثني محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي هاشم مثله .

قال محمّد بن يحيى : فقلت لمحمّد بن الحسن : يا أبا جعفر وددت أنّ هذا الخبر جاء من غير جهة ، أحمد بن أبي عبد الله ( ٣ ) ، إنتهى . فلم

______

( ١ ) رجال الشيخ : ٤٠١ / ١ ، ٤١٤ / ١ ، ٤٣١ / ١ .

( ٢ ) رجال الكشي ٢ : ٨٤١ / ١٠٨٠ .

( ٣ ) الكافي ١ : ٤٤١ / ٢٠١ .


يتأمل فيه من جهة أبي هاشم ( ١ ) .

ولا يتوهم من هذا الكلام الموهم ما فيه التنقيص بجلالة أحمد ، فإنّ له محامل صحيحة مذكورة في شروح الكافي ، ولعلنا نشير إلى بعضها حيث يناسب المقام .

وبالجملة جلالة قدره وعظيم منزلته مما لا يحتاج إلى البيان ، وله في أبواب معاجزهم وفضائلهم ما لا يحصى ، وفي ربيع الشيعة : أنه من السفراء والأبواب المعروفين ( ٢ ) ، ويروي عنه البرقي ، وعلي بن إبراهيم ، وأبوه سهل ابن زياد ، وأحمد بن إسحاق ، وأحمد بن محمّد بن عيسى ، ومحمد بن عيسى ، ومحمد بن الوليد ، وابن أبي عمير ، كما في التهذيب في فضل زيارة أبي الحسن وأبي محمّد عليهما السلام ( ٣ ) وغيرهم .

وكثرة روايته ورواية هؤلاء المشايخ عنه معتمدين عليه يكفينا في جلالته ، وغاية اخلاصه واختصاصه بهم ، وبراءة ساحته عن الغلو ، بل كل ذلك من شواهد الرفعة والعلو .

ولا ينافيه ما ورد في كشف الغمة في باب مولد أبي جعفر الثاني حديث عنه في صدور المعجزة عنه عليه السلام وفي آخره فقلت : جعلت فداك ، أني مولع بأكل الطين فادع الله لي ( ٤ ) ، إنتهى . فلعله كان مسلوب الاختيار في الأكل بحيث لا يقدر على الترك ، والله أعلم .

٦٠٧ – أصل داود بن كثير الرقي : قال الشيخ في الفهرست : له أصل يرويه باسناده عن ابن أبي عمير عن الحسن بن محبوب عنه ( ٥ ) ، وكذا

______

( ١ ) تعليقة البهبهاني : ١٣٦ .

( ٢ ) اعلام الورى : ٤١٦ .

( ٣ ) التهذيب ٦ : ٩٣ / ١٧٦ .

( ٤ ) كشف الغمة : ٢ : ٣٦١ .

( ٥ ) فهرست الشيخ : ٦٨ / ۲۷۱ وفي نسختنا : البرقي ، والظاهر أنه تصحيف .


في المعالم : داود بن كثير الرقي ، له أصل ( ١ ) .

 ٦٠٨ – كتاب الأهليلجة : وهو كما ذكره النجاشي لهذا الرجل ( ٢ ) ، وقد أشرت في ترجمة حمدان بن المعافى الصبيحي إلى كتاب الأهليلجة .

ولعل للرواة إلى هذا الكتاب طرقاً عديدة ، كلّ يرويها بطريق مغاير للطريق الآخر .

ونسبة هذا الكتاب إلى داود أجلّ برهان على أنّ له في التوحيد مقام شامخ ، ومحل باذخ .

لكن اختلفت كلمات القوم في تعديله وتجريحه ، واختلفوا اختلافاً شديداً كاختلافهم في أضرابه ، مثل جابر والمفضل وابن سنان .

والحق وفاقاً لجماعة من المحققين كونه من أجلاء الثقات ، ويدل على ذلك اُمور :

الأول : الخبر الّذي رواه الكشي بسند معتبر ، وصدوق الطائفة بسنده الجليل عن الصادق عليه السلام أنه قال : أنزلوا داود الرقي مني بمنزلة المقداد من رسول الله صلى الله عليه وآله ( ٣ ) .

ورواه الكشي في موضع آخر هكذا : أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد رحمة الله عليه ( ٤ ) .

الثاني : ما رواه عن علي بن محمّد قال : حدثني أحمد بن محمّد عن أبي عبد الله البرقي رفعه ، قال : نظر أبو عبد الله إلى داود الرقي وقد ولّى ،

_____

( ١ ) معالم العلماء : ٤٨ / ٣١٩ .

( ٢ ) رجال النجاشي : ١٥٦ / ٤١٠ .

( ٣ ) رجال الكشي ٢ : ٧٠٤ / ٧٥٠ ، الفقيه : ٤ : ٩٤ من المشيخة .

( ٤ ) رجال الكشي ٢ : ٧٠٥ / ٧٥١ .


فقال : من سرّه أن ينظر إلى رجل من أصحاب القائم عليه السلام فلينظر إلى هذا ( ١ ) .

الثالث : قول الشيخ المفيد في الإِرشاد : وممن روى النصّ على الرضا علي بن موسى عليهما السلام بالإِمامة من أبيه والإِشارة إليه منه بذلك من خاصته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته : داود بن كثير الرقي ( ٢ ) .

الرابع : قول الشيخ في أصحاب الكاظم عليه السلام : داود بن كثير الرقي ، مولى بني أسد ، ثقة ( ٣ ) .

الخامس : كونه من أرباب الأصول كما عرفت من الفهرست والمعالم ، فيشمله ما ذكره الشيخ المفيد في الرسالة العددية في حقهم من المدائح والمناقب الجليلة ، حيث قال : وأما رواة الحديث بأنّ شهر رمضان كسائر الشهور في التمام والنقصان فهم فقهاء أصحاب الأئمة عليهم السلام ، والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، الذين لا يطعن عليهم ، ولا طريق إلى ذم واحد منهم ، وهم أصحاب الاُصول المدونة والمصنفات المشهورة ( ٤ ) ، إلى آخر ما قال .

السادس : رواية شيوخ الطائفة وأجلاء الرواة عنه مثل : ابن أبي عمير كما في التهذيب في باب الصلح بين الناس ( ٥ ) ، والحسن بن محبوب في الفهرست ( ٦ ) ، وغيره ، ويونس بن عبد الرحمن في الكافي في باب

_____

( ١ ) رجال الكشي ٢ : ٧٠٤ / ٧٥١ .

( ٢ ) إرشاد المفيد : ٣٠٤ .

( ٣ ) رجال الشيخ : ٣٤٩ / ١ .

( ٤ ) الرسالة العددية : ١٤ .

( ٥ ) التهذيب ٦ : ٢١٠ / ٤٩٢ باب الكفالات والضمانات .

( ٦ ) الفهرست : ٦٨ / ٢٧١ .


الحسد ( ١ ) ، والحسن بن علي بن فضال وأبان بن عثمان وهؤلاء الخمسة من أصحاب الإِجماع ، وجعفر بن بشير وأبو سعيد القمّاط وسعدان والحسن بن علي الوشا ومحمّد بن أبي حمزة وعلي بن أسباط وعلي بن الحكم كما في بعض نسخ الكافي في باب لحم الجزور ( ٢ ) .

السابع : قول الشيخ أبي عمرو الكشي بعد ذكر ما روي فيه ، قال : وتذكر الغلاة أنه من أركانهم ، وقد تروى عنه المناكير من الغلو ، وتنسب إليه أقاويلهم ، ولم أسمع أحداً من مشايخ العصابة يطعن فيه ، ولا عثرت من الرواة على شيء غير ما أثبته في هذا الباب  ( ٣ ) .

وفيه دلالة على جلالة قدره بواضح من البيان ، إذ قلمّا يتفق جليل لم يطعن عليه أحد من العصابة ، كما نصّ عليه الاُستاذ الأكبر ( ٤ ) ، فمن سلم من طعنهم فقد فاز بالقدح المعلى .

وأما الجارحون فمنهم : الشيخ الجليل أبو العباس النجاشي ، قال في ترجمته : وهو يكنى أبا سليمان ، ضعيف جداً والغلاة تروي عنه ، قال أحمد ابن عبد الواحد : قلما رأيت له حديثاً سديداً ( ٥ ) ، إلى آخر كلامه .

وفي الخلاصة : قال ابن الغضائري : إنه كان فاسد المذهب ، ضعيف الرواية ، لا يلتفت إليه . وعندي في أمره توقف ، والأقوى قبول روايته لقول الشيخ الطوسي رحمه الله ، وقول الكشي أيضاً ، وقال أبو جعفر بن بابويه ( ٦ ) ، وساق الخبر المتقدم .

______

( ١ ) الكافي ٢ : ٢٣٢ / ٦ .

( ٢ ) الكافي ٦ : ٣١١ / ١ .

( ٣ ) رجال الكشي ۲ : ۷۰۸ / ٧٦٦ .

( ٤ ) تعليقة البهبهاني : ١٣٧ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ١٥٦ / ٤١٠ .

( ٦ ) رجال العلامة : ٦٧ / ١ .


قال في المستدرك بعد تمام ما ذكرنا : هذا غاية ما ورد في جرحه ، وأيّد بأن الجرح مقدم على التعديل ، وأن النجاشي أضبط من الشيخ .

والجواب : أنّ الجرح مقدّم إذا ذكر السبب وعرف سببيته ، إذا بنينا على اجراء قواعد الشهادة في المقام على أضعف الوجوب ، وإلا فلا بد من إعمال الترجيح والأخذ بما هو أوثق ، بناء على ما هو الحق من كون وجه المراجعة إلى أقوالهم كونه من أسباب الوثوق بصدور الخبر ، وعلى التقديرين لا يقدم قول النجاشي في المقام .

أما على الأول فلأن السبب هو الغلو الّذي اعتقده فيه من جهة رواية الغلاة عنه ، وما ذكره أحمد ، بل الظاهر أنه تبع ابن الغضائري في ذلك .

وغير خفي على المنصف أنّ داود من الرواة المعروفين ، فلو كان من الغلاة الكفرة التاركين للعبادة الذاهبين إلى إلوهية السادة لما خفى على عيون الطائفة المعاصرين له الراوين عنه كما عرفت ، ولما خفي على الصدوق ، بل ولا شيخه ، وإلّا لما كان خالفه ، بل وعلى شيوخ الإِمامية قبل النجاشي بقرون كما نصّ الكشي على أنه لم يطعن عليه أحد منهم ( ١ ) ، وإنما نسب إليه الغلو هو وابن الغضائري ، من رواية داود معجزات غريبة شاهدها ، مما لا يحتملها كلّ أحد .

قال المحقق السيد صدر الدين : وهي عندي دليل علو الرتبة لا الغلو ، ويشهد لذلك استشهاده بكلام أحمد ، وأنت إذا راجعت أبواب المعاجز والفضائل والمزار وله فيها من الرواية ما لا يحصى ، لم تر خبراً غير سديد عند أهل السداد .

والعجب أنّ النجاشي نسب إليه كتاب الأهليلجة الّذي هو في دلالته

_____

( ١ ) رجال الكشي ٢ : ٧٠٨ / ٧٦٦ .


على علو مقامه في التوحيد أسطع برهان .

وأما قوله : والغلاة تروي ، ففي تكملة الكاظمي : أنه وارد مورد التعليل ، وهذا ليس قدحاً فيه ، فإنه إذا كان معتمداً في نفسه روى عنه كل أحد ، ولو كان هو أيضاً منهم لروى عنهم ، فعدم روايته عنهم مؤيد لصحة مذنبه ، على أنه معارض بكثرة رواية أصحابنا عنه .

قلت : وفي الكشي : طاهر بن عيسى قال : حدثني الشجاعي عن الحسين بن بشار عن داود الرقي ، قال : قال لي داود : ترى ما تقول الغلاة الطيارة وما يذكرون عن شرطة الخميس عن أمير المؤمنين عليه السلام وما يحكي أصحابه عنه ، فذلك والله أراني أكبر منه ، ولكن أمرني أن لا أذكره الأحد .

قال : وقلت له : أني قد كبرت ودق عظمي ، أحب أن يختم عمري بقتل فيكم ، فقال : وما من هذا بد ، إن لم يكن في العاجلة يكن في الآجلة ( ١ ) .

وسيأتي في ذريح ما يدل على أنه لم يكن من الغالين ، كما أنّ في هذا الخبر دلالة على ذلك .

ومع رواية هذه الأخبار وأمثالها مثل النصّ عن الصادق على الكاظم ، وعنه على الرضا عليهم السلام لا يحتمل فيه الغلو .

وأمّا على الثاني فإنّ النجاشي وإن كان أضبط وأثبت بالنسبة إلى الشيخ لو انفرد .

وأما في المقام فقول الشيخ مؤيد بنص شيخهما المفيد ، وصريح الكشي ونقله عن العصابة ، وكلام الصدوق الكاشف عن رأي شيخه ابن

______

( ١ ) رجال الكشي ٢ : ٧٠٨ / ٧٦٦ .


الوليد ، والأخبار المتقدمة ، وغير ذلك مما مرّ ، ولذا قدمه السروي في المعالم ، والعلامة في الخلاصة ، وولده الفخر كما في التكملة ، وجماعة من المحققين .

والنجاشي منفرد لعدم دلالة قول احمد على ضعف في نفسه ، وتضعيف ابن الغضائري لا تأييد فيه .

فظهر من جميع ذلك أنّ في قول الشهيد الثاني رحمه الله في حواشي الخلاصة أنّ قول المصنف والأقوى قبول روايته ( ١ ) ، وتعليله بقول الشيخ ، فيه نظر بيّن ، لأن الجرح مقدّم على التعديل ، فكيف مع كون الجارح جماعة فضلاء اثبات مواقع للنظر يعرف مما حققناه ( ٢ ) .

٦٠٩ – أصل داود بن محمّد النهدي : قال الشيخ في الفهرست : له كتاب ، يروي باسناده عن الصفار عنه ( ٣ ) .

وفي رجال النجاشي بعد الترجمة : ابن عم الهيثم بن أبي مسروق ، كوفي ، ثقة ، متأخر الموت ، روى عنه يحيى بن زكريا اللؤلؤي ( ٤ ) ، وأخبر عنه عن داود بكتابه ، وفي باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجال الشيخ : ابن محمّد النهدي ، روى عنه الصفار ( ٥ ) .

وقوله : متأخر الموت ، يشير به إلى أنه ممن يعلو به الإِسناد .

٦١٠ – أصل داود بن النعمان : قال النجاشي : ابن النعمان مولى بني هاشم ، أخو علي بن النعمان ، وداود الأكبر روى عن أبي الحسن موسى عليه

______

( ١ ) رجال العلامة : ٦٧ / ١ .

( ٢ ) مستدرك الوسائل ٣ : ٥٩٤ / الفائدة ٥ من الخاتمة .

( ٣ ) فهرست الشيخ : ٦٨ / ٢٦٩ .

( ٤ ) رجال النجاشي : ١٦١ / ٤٢٧ .

( ٥ ) رجال الشيخ : ٤٧٢ / ١ .

السلام ، وقيل : أبي عبد الله عليه السلام ، له كتاب ( ١ ) .

وقال الشيخ في أصحاب الصادق : ابن النعمان الأنباري ( ٢ ) ، وفي الكشي : قال حمدوية عن أشياخه : قالوا : داود بن النعمان خيّر فاضل ، وهو عم الحسن بن علي بن النعمان ، وأوصى بكتبه لمحمّد بن إسماعيل بن بزيع ( ٣ ) .

والظاهر أنّ العلامة في الخلاصة أخذ توثيقه من هذه العبارة : خير فاضل ، وقال في حقه : ثقة عين ( ٤ ) ، إذ لم يصرّح بتوثيقه في الاُصول .

وفي التعليقة : يأتي عن النجاشي في أخيه علي : أن داود أعلى منه ( ٥ ) ، مع توثيقه عليا وتعظيمه .

وفي البلغة : ثقة ، وفي الوجيزة : ممدوح ، ووثقه العلامة ، ولعله أقوى ( ٦ ) .

وفي النقد : لا يدل كلام النجاشي على توثيقه ، لكن يستفاد من قوله حيث قال : وداود الأكبر ( ٧ ) ، فتأمل ( ٨ ) .

وفي المشتركات : ابن النعمان الثقة : عن أبي أيوب ، وإبراهيم بن عثمان ، وعن أبي الحسن عليه السلام ، وقيل : عن أبي عبد الله عليه

_____

( ١ ) رجال النجاشي : ١٥٩ / ٤١٩ .

( ٢ ) رجال الشيخ : ١٩١ / ٢٣ .

( ٣ ) رجال الكشي ٢ : ٨٧٠ / ١١٤١ .

( ٤ ) رجال العلامة : ٦٩ / ٦ .

( ٥ ) رجال النجاشي : ٢٧٤ / ٧١٩ .

( ٦ ) الوجيزة : ٣٤ .

( ٧ ) نقد الرجال : ١٣٠ / ٤٤ .

( ٨ ) تعليقة البهبهاني : ١٣٨ .


السلام ، وعنه علي بن الحكم الثقة ، وابن أبي عمير ( ١ ) ، وفي هذا أيضاً دلالة على وثاقته .

______

( ١ ) هداية المحدثين : ٦٠ .

كشف الأستار عن وجه الكتب والأسفار

المؤلف: السيّد أحمد الحسيني الخوانساري [ الصفائي ]
الصفحات: 548